Professional Documents
Culture Documents
الطبعة الولى1423:هـ2003-
َ
ن الَّر ِ
حيمِ م ِ سم ِ الل ّهِ الَّر ْ
ح َ بِ ْ
إن الحممد ل ،نحمده ونسمتعينه ونسمتغفره ،ونعوذ بال ممن شرور أنفسمنا وممن
سيئات أعمالنا ،من يهدّه ال فل مضلّ له ،ومن يضلل فل هادي له .وأشهد أ نّ ل إله إل
ال ،وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.
المقدمة:
لققد ك ثر الحد يث عن العول مة في ال سنوات الع شر الخيرة من القرن العشر ين
بعد سقوط التحاد السوفيتي ،فتناولتها بالحديث الوساط الجامعية والعلمية والتيارات
الفكرية والسياسية المختلفة ،وأصبحت حديث الجتماعيين والفلسفة الوربيين وعلماء
البيئة والطبيعمة وكثرت أعداد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التمي تحممل عناوينهما
"العولمة "
أو النظام العالمي الجديد أو المتغيرات الدولية الجديدة أو الكونية.
وأوّل ممن تبنمى فكرة مفهوم العولممة بعمد عالم السمسيولوجيا الكندي "مارشال ماك"
من جام عة تورن تو" -زبيغن يو بريجين سكي" م ستشار الرئ يس المري كي كار تر (-1977
1980م) الذي أكدّ على ضرورة أنّ تقدّم أمريكا -التي تمتلك %65من المادة العلمية
على مستوى العالم -نموذجا كونيا للحداثة ،يحمل القيم المريكية التي يذيعونها دوما في
الحرية وحقوق النسان)1(.
ول قد صدرت كث ير من المؤلفات باللغات الورب ية والعرب ية ال تي تتناول هذه الظاهرة،
لدر جة أن المرء يكاد يحار في كيف ية درا سة هذه الظاهرة واللمام بموضوع ها ،خا صة
أن كمل كاتمب أو متحدث يتناولهما بالدراسمة والتحليمل ممن جانمب معيمن مثمل الجانمب
القتصادي أو الثقافي أو السياسي أو العلمي.
- 1ما هي العولمة -ورقة بحث -صادق جلل العظم ،مقدمة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم( 1996م) ،تونس .
ومع ظم الفكار والطروحات الغرب ية ال تي تتناول درا سة ظاهرة العول مة تقوم على ما
طر حه الكا تب المري كي اليابا ني ال صل "فران سيس فوكايا ما" في كتا به (نها ية التار يخ
والنسان الخير) )2(،والتي يزعم فيه أننا وصلنا إلى نقطة حاسمة في التاريخ البشري
تتحدد بانتصمار النظام الرأسممالي الليمبرالي والديمقراطيمة الغربيمة على سمائر النظمم
ن العالم قد أدرك بعد فترة حماقة طويلة أن الرأسمالية هي أفضل أنواع
المنافسة لهما وأ ّ
النظم القتصادية ،وأن الليبرالية الغربية هي أسلوب الحياة الوحيد الصالح للبشرية ،وأن
الوليات المتحدة المريكيمة وامتدادهما القتصمادي القيممي (النظام الرأسممالي المادي)
أوربا يمثلن الدورة النهائية للتاريخ وأنّ النسان الغربي هو النسان الكامل الخير)3(.
ومن هنا وجدت الفلسفة العلمية الغربية في أفكار وأطروحات (فوكوياما) مادة
تسوّغ بها سياسات الغرب الرعناء تجاه العالم المعاصر(.)4
والعول مة ترت بط في أذهان الكث ير من الناس بالتقدم والر قي والنفتاح القت صادي ،و مع
أن مفهوم العولممة ل يقتصمر على الجانمب القتصمادي بمل يشممل الجوانمب الجتماعيمة
ن الجانب القتصادي هو أبرز مظاهر العولمة.
والبيئية ،والثقافية،والسياسية،إلّ أ ّ
تعريف العولمة-:
ولكنم مما تصمفه ليمس
ّ أنم الكلممة جديدة
المهتمون بقضيمة العولممة متفقون تقريبا على ّ
بجديد ،بل يرى بعضهم أنّ السير نحوها بدأ منذ مئات السنين.
ولقمد أصمبح مصمطلح العولممة متداولً منمذ بدايمة التسمعينات،وأصمبح علما على
الفترة الجديدة التمي بدأت بتدميمر جدار برليمن عام 1989م وسمقوط التحاد السموفييتي
-2صمدر هذا الكتاب بعمد انهيار الشيوعيمة وسمقوط التحاد السموفيتي ،وقمد صمدر مترجماً إلى اللغمة العربيمة عمن مركمز النماء القوممي ،بيروت
1993م بإشراف مطاوع صفدي .
- 3انظمر العولممة ،د .جلل أميمن -دار المعارف ،القاهرة 1998م -سملسلة اقرأ ص ، 5السملم والغرب والديمقراطيمة -جودت سمعيد وعبمد
الوهاب علوانمي -دار الفكمر المعاصمر -لبنان ،دار الفكمر -دمشمق -الطبعمة 1417همم 1997 -م ،ص . 186فمخ العولممة هانمس بيترمارتيمن ،
هارالد شومان ترجمممة د .عدنان عباس علي ،مراجعممة وتقديممم أ.د .رمزي زكممي -عالم المعرفممة -المجلس الوطنممي للثقافممة والفنون والداب -
الكويت ،ص . 8-7
- 4انظر السلم والغرب والديمقراطية -مصدر سابق -ص . 185
3
وتفككه ،وانتهت بتغلّب النظام الرأسمالي الغربي على النظام الشيوعي ،وانفراد الوليات
المتحدة المريكية بقيادة العالم المعاصر.
العولمة لغة-:
العولمة ثلثي مزيد ،يقال :عولمة على وزن قولبة،وكلمة "العولمة " نسبة إلى
العَالم -بفتح العين -أي الكون ،وليس إلى العِلم -بكسر العين -والعالم جمع ل مفرد له
كالجيش والنفر ،وهو مشتق من العلمة على ما قيل ،وقيل :مشتق من العِلم ،وذلك على
تفصيل مذكور في كتب اللغة .فالعولمة كالرباعي في الشكل فهو يشبه (دحرجة)
المصدر ،لكن (دحرجة) رباعي منقول ،أمّا (عولمة) فرباعي مخترع إن صح التعبير
وهذه الكلمة بهذه الصيغة الصرفية لم ترد في كلم العرب،والحاجة المعاصرة قد تفرض
استعمالها ،وهي تدل على تحويل الشيء إلى وضعية أخرى ومعناها :وضع الشيء على
مستوى العالم وأصبحت الكلمة دارجة على ألسنة الكتاب والمفكرين في أنحاء الوطن
العربي )5(.ويرى الدكتور أحمد صدقي الدجاني أن العولمة مشتقة من الفعل عولم على
صيغة فوعل واستخدام هذا الشتقاق يفيد أن الفعل يحتاج لوجود فاعل يفعل ،أي أنّ
العولمة تحتاج لمن يعممها على العالم)6(.
وننّبمه إلى أن ّمجممع اللغمة العربيمة بالقاهرة قرّر إجازة اسمتعمال العولممة بمعنمى جعمل
الشيمء عالميا )7(.والعولممة ترجممة لكلممة Mondialisationالفرنسمية ،بمعنمى جعمل
الشيمء على مسمتوى عالممي ،والكلممة الفرنسمية المذكورة إنّمما همي ترجممة“
ل في الوليات المتحدة المريك ية ،بمع نى
”Globalisationالنجليز ية ال تي ظهرت أو ً
تعم يم الش يء وتو سيع دائر ته ليش مل ال كل .ف هي إذا م صطلح يع ني ج عل العالم عالمًا
واحدًا ،موجه ًا توجيه ًا واحدًا فمي إطار حضارة واحدة ،ولذلك قمد تسممى الكونيمة أو
-5العرب والعولمة ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت 1998م من بحث للدكتور محمد عابد الجابري ،ص . 135
-6مفهوم العولمة وقراءة تاريخية للظاهرة :أحمد صدقي الدجاني ،جريدة القدس1998/ 6/2،م .ص .13
-7د .محمود فهمي حجازي ،مجلة الهلل ،عدد مارس ،2001القاهرة ص .87
4
الكوكبة )8(.ومن خلل المعنى اللغوي يمكننا أن نقول بأنّ العولمة إذا صدرت من بلد أو
جماعة فإنها تعني :تعميم نمط من النماط التي تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة ،وجعله
يشمل الجميع أي العالم كله( .)9جاء في المعجم العالم الجديد ويبستر“ ” WEBSTER
ن العولمة “ ”Globalisationهي :إكسابُ الشيء طاب َع العالمية،وبخاصة جعل نطاق
أّ
الشيء ،أو تطبيقه،عالميا)10(.
العول مة إذا من ح يث الل غة كل مة غري بة على الل غة العرب ية ويق صد من ها ع ند
الستعمال -اليوم -تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.
ومن الجدير بالذكر أن تعبير "العولمة" في التداول السياسي قد طرح من قبل كتاب
أمريكان فمي السمبعينات وبالتحديمد ممن كتاب "ماك لولهان وكينتيمن فيور":حول "الحرب
والسلم في القرية الكونية" ،وكتاب "بريجسكي" :بين عصرين -دور أمريكا في العصر
اللكتروني"()11
ا صطلحاً :إن كل مة العول مة جديدة ،و هي م صطلح حد يث لم يد خل ب عد في القوام يس
السياسية والقتصادية .وفي الواقع يعبر مصطلح العولمة عن تطورين هامين هما-1:
التحديث ( -Modernity( ، 2العتماد المتبادل( ،)Inter-dependenceويرتكز مفهوم
العولمة على التقدم الهائل في التكنولوج يا والمعلوماتية ،بالضافة إلى الروا بط المتزايدة
على كافة الصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.
لقد ظهرت العولمة أولً كمصطلح في مجال التجارة والمال والقتصاد ،ثم أخذ يجري
الحديممث عنهمما بوصممفها نظاما أو نسممقُا أو حالة ذات أبعاد متعددة ،تتجاوز دائرة
-8مقاربتان عربيتان للعوامة ،ياسر عبد الجواد ،المستقبل العربي عدد 252شباط 2000م ص .2
- 9المصدر السابق ،ص . 137-136
WEBSTER - 10ص .S NEW COLLEGIATE DICTIONARY, 1991, P 521
- 11مم حقوق النسمان ممن العالميمة النسمانية والعولممة السمياسية ،مجلة الموقمف الثقافمي :باسميل يوسمف ،العدد 10،1997م ،دار الشؤون الثقافيمة،
بغداد ،ص 17
5
القتصمماد ،فتشمممل إلى جانمب ذلك المبادلت والتصمال والسمياسة والفكمر والتربيمة
والجتماع واليديولوجيا)12(.
وقد أطلق على العولمة بعض الكتاب والمفكرين "النظام العالمي الجديد"New World -
-Orderوهذا الم صطلح ا ستخدمه الرئ يس المري كي جورج بوش-الب -في خطاب
وج هه لل مة المريك ية بمنا سبة إر ساله القوات المريك ية إلى الخل يج (ب عد أ سبوع وا حد
من نشوب الزمة في أغسطس 1990م) وفي معرض حديثه عن هذا القرار ,تحدّث عن
فكرة :عصر جديد ،وحقبة للحرية ،وزمن للسلم لكل الشعوب .وبعد ذلك بأقل من شهر
أشار إلى إقا مة (نظام عال مي جد يد) يكون متحررا من الرهاب ,واك ثر أم نا في طلب
السلم ,عصر تستطيع فيه كل أمم العالم أن تنعم بالرخاء وتعيش في تناغم)13(.
وربّ ما يو حي هذا الطلق -النظام العال مي الجد يد -بأن اللف ظة ذات مضام ين سياسية
بحتمة ،ولكمن فمي الحقيقمة تشممل مضاميمن سمياسية واقتصمادية وثقافيمة واجتماعيمة
وتربويمة )14(،بمعنمى آخمر تشممل مضاميمن تتعلق بكمل جوانمب الحياة النسمانية .ولقمد
فرضمت العولممة نفسمها على الحياة المعاصمرة ،على العديمد ممن المسمتويات ،سمياسيا
واقتصماديا ،فكريا وعلميا ،ثقافيا وإعلميا ،تربويا وتعليميا )15(.يقول الرئيمس المريكمي
السابق كلينتون" :ليست العولمة مجرد قضية اقتصادية بل يجب النظر إلى أهمية مسائل
البيئة والتربية والصحة")16(.
والنظام العالمي الجديد هو في حقيقة أمره وطبيعة أهدافه ،نظا مٌ صاغته قُوى الهيمنة
وال سيطرة لحداث ن مط سياسي واقت صادي واجتما عي وثقا في وإعل مي وا حد وفر ضه
على المجتمعات النسانية كافة ،وإلزام الحكومات بالتقيّد به وتطبيقه)17(.
- 12المصدر السابق ص . 138
- 13مخاطر العولمة على المجتمعات العربية :أ.د مصطفى رجب ،مجلة البيان .13/10/2000
- 14انظر العولمة محمد سعيد أبو زعرور ،دار البيارق -عمان ،الردن ،الطبعة الولى 1418هم 1998 -م ،ص .13
15
-انظمر العولممة والحياة الثقافيمة فمي العالم السملمي :الدكتور عبمد العزيمز بمن عثمان التويجري ،المنظممة السملمية للتربيمة والعلوم والثقافمة-
أيسيسكو -الرياض .وهو موجود على موقع أيسيسكو-شبكة المعلومات الدولية.
- 16من خطاب ألقاه في المنتدى القتصادي بدافوس في يناير 2000م .
17
-انظر العولمة والحياة الثقافية في العالم السلمي :مصدر سابق.
6
ولقمد كثرت التعاريمف التمي توضمح معنمى العولممة ،نذكمر هنما بعضا منهما ،ثمم اذكمر
التعريف الذي أرى أنّه يعبر عن المعنى الحقيقي لظاهرة العولمة.
ومن هذه التعريفات-:
* يقول جيمس روزانو أحد علماء السياسة المريكيين عن العولممة" :إنّها العلقة بين
مسمتويات متعددة لتحليمل القتصماد والسمياسة والثقافمة واليديولوجيما ،وتشممل :إعادة
النتاج ،وتداخمل الصمناعات عمبر الحدود وانتشار أسمواق التمويمل ،وتماثمل السملع
المسمتهلكة لمختلف الدول نتيجمة الصمراع بيمن المجموعات المهاجرة والمجموعات
()18
المقيمة".
* الكا تب المري كي الشه ير م ول يم جريدر م في كتا به ال صادر عام 1977م بعنوان(
عالم واحمد..مسمتعدون أم ل) ,وصمف العولممة "بأنهما آلة عجيبمة نتجمت عمن الثورة
الصمناعية والتجاريمة العالميمة ,وأنّهما قادرة علي الحصماد وعلي التدميمر ,وأنّهما تنطلق
متجاهلة الحدود الدوليمة المعروفمة ,وبقدر مما همي منعشمة ،فهمي مخيفمة .فل يوجمد ممن
يمسك بدفة قيادتها ،ومن ثمّ ل يمكن التحكم في سرعتها ول في اتجاهاتها ".
* " نظام عالميي جدييد يقوم على العقمل اللكترونمي ،والثورة المعلوماتيمة القائممة على
المعلومات والبداع التقنمي غيمر المحدود ،دون اعتبار للنظممة والحضارات والثقافات
والقيم ،والحدود الجغرافية والسياسية القائمة في العالم" (.)19
* "إن ها حر ية حر كة ال سلع والخدمات واليدي العاملة ورأس المال والمعلومات عبر
الحدود الوطنية والقليمية"(.)20
-18العولممة بين النظم التكنولوجية الحديثة – نعيمة شومان ،ط ،1مؤسسة الرسالة ،بيروت 1418هم1998 -م ص .40
- 19محمد سعيد أبو زعرور -مصدر سابق -ص . 14
-20مصطفى حمدي :العولمة آثار ومتطلباتها نقلً عن المصدر السابق ص .15-14
7
*ويعرفهما الدكتور مصيطفى محمود فيقول " :العولمممة مصمطلح بدأ لينتهمي بتفريمغ
الوطن من وطني ته وقوميته وانتمائه الدي ني والجتما عي وال سياسي ،بح يث ل يب قى م نه
إلّ خادم للقوى الكبرى")21(.
* العولمة هي " :العملية التي يتم بمقتضاها إلغاء الحواجز بين الدول والشعوب ،والتي
تنت قل في ها المجتمعات من حالة الفر قة والتجزئة إلى حالة القتراب والتو حد ،و من حالة
الصراع إلى حالة التوافق ،ومن حالة التباين والتمايز إلى حالة التجانس والتماثل ،وهنا
يتشكل وعي عالمي وقيم موحدة تقوم على مواثيق إنسانية عامة"(.)22
والمواث يق الن سانية الواردة في هذا التعر يف هي المواث يق ال تي ي صنعها الغرب
الكا فر وأساسها نظرة علمانية مادية للوجود لتحقيق مصالحه الخاصة ،ثم تصدر للعالم
على أنها مواثيق إنسانية لصالح البشرية ،ول بأس أن تصدر بها القرارات الدولية من
هيئة المم المتحدة باعتبارها مؤسسة حامية للحقوق النسانية.
* "همي تعاظيم شيوع نميط الحياة السيتهلكي الغربيي ،وتعاظمم آليات فرضمه سمياسيا
واقت صاديا وإعلميا وع سكريا ،ب عد التداعيات العالم ية ال تي نج مت عن انهيار التحاد
ال سوفيتي و سقوط المع سكر الشر قي" أو هي "محاولة لفرض الفل سفة البراجمات ية النفع ية
المادية العلمانية ،وما يتصل بها من قيم وقوان ين ومبادئ وتصورات على سكان العالم
أجمع")23( .
هي" الع مل على تعم يم ن مط حضاري ي خص بلدا بعي نه هو الوليات المتحدة المريك ية
بالذات على بلدان العالم أجممع" وهمي أيضا أيديولوجيا تعمبر بصمورة مباشرة عمن إرادة
الهيم نة على العالم وأمرك ته" )24(.أي محاولة الوليات المتحدة إعادة تشك يل العالم و فق
-21إعلم العولمممة وتأثيره فمي المسمتهلك ،أحممد مصمطفى عممر ،المسمتقبل العربمي ص ،72نقلً عمن مجلة (السملم وطمن) ،عدد ،138حزيران،
،1998ص .12
-22د .أحممد مجدي حجازي :العولممة وآليات التهميمش فمي الثقافمة العربيمة،ص ،3وهمو بحمث ألقمي فمي المؤتممر العلممي الرابمع (الثقافمة العربيمة فمي
القرن القادم بين العولمة والخصوصية) المنعقد بجامعة فيلدلفيا في الردن في مايو 1998م .
-23السلم والعولمة ،محمد إبراهيم المبروك وآخرون ،الدار القومية العربية ،القاهرة 1999م ،ص . 101، 99
-24انظر العرب والعولمة ،محمد عابد الجابري ،ص . 137
8
م صالحها القت صادية وال سياسية ،ويتر كز أ ساسا على عملي تي تحل يل وترك يب للكيانات
ال سياسية العالم ية ،وإعادة صياغتها سياسيا واقت صاديا وثقاف يا وبشر يا ،وبالطري قة ال تي
تستجيب للمصالح الستراتيجية للوليات المتحدة المريكية.
* العول مة :منظومةً مين المبادئ السيياسية والقتصيادية ،و من المفاه يم الجتماع ية
والثقافية ،ومن النظمة العلمية والمعلوماتية ،ومن أنماط السلوك ومناهج الحياة ،يُراد
بها إكراه العالم كلّه على الندماج فيها ،وتبنّيها ،والعمل بها ،والعيش في إطارها)25(.
وبعمد دراسمة متأنيمة لظاهرة العولممة وأهدافهما ووسمائلها وتأثيراتهما فمي واقمع
المجتمعات والشعوب يمكن أن تعرف العولمة بما يلي-:
" العولمة هي الحالة التي تتم فيها عملية تغيير النماط والنظم القتصادية والثقافية
والجتماعيية ومجموعية القييم والعادات السيائدة وإزالة الفوارق الدينيية والقوميية
والوطن ية في إطار تدو يل النظام الرأ سمالي الحد يث و فق الرؤ ية المريك ية المهيم نة،
والتي تزعم أنها سيدة الكون وحامية النظام العالمي الجديد ".
ن العول مة كظاهرة اقت صادية و سياسية
والش يء الذي ل بد من الوقوف عنده كثيرا هو أ ّ
واجتماعية وثقافية ترتبط أساسا بالمفهوم القتصادي الرأسمالي -وفق الرؤية المريكية-
فمي مراحله المتطورة،إن لم يكمن فمي أعلى حالت تطوره ،أو لنقمل سميطرته على
القتصاد العالمي وبالتالي السيطرة على كافة أشكال ومظاهر التطور النساني.
نشأتها - :
اختلف الباحثون في التأريخ لنشأة العولمة على قولين-:
الول :يرى هؤلء الباحثون أن ظاهرة العولممة قديممة ،عمرهما خمسمة قرون ،أي
تر جع إلى القرن الخا مس ع شر -ز من النه ضة الورب ية الحدي ثة .-ح يث التقدم العل مي
في مجال الت صال والتجارة ،ويدل على ذلك :أن العنا صر ال ساسية في فكرة العول مة
وهي :ازدياد العلقات المتبادلة بين المم ،سواء المتمثلة في تبادل السلع والخدمات ،أو
- 25العولمة والحياة الثقافية في العالم السلمي :مصدر سابق..
9
فمي انتقال رؤوس الموال ،أو فمي انتشار المعلومات والفكار،أو فمي تأثمر أممة بقيمم
وعادات غيرها من المم يعرفها العالم من ذلك التاريخ .
ولكين يقال :ثم ّة أمور مهمية جديدة طرأت على ظاهرة العولمية فيي السينوات
الثلثين الخيرة منها:
-اكتساح تيار العولمة مناطق مهمة في العالم كانت معزولة ،ومن هذه المناطق الدول
الوربية الشرقية والصين.
-الزيادة ال كبيرة في تنوع ال سلع والخدمات ال تي يجري تبادل ها ب ين ال مم والشعوب،
وتنوع مجالت الستثمار التي تتجه إليها رؤوس الموال.
-سيطرة تبادل المعلومات والفكار على العلقات الدولية.
-ارتفاع نسبة السكان -في دخل كل دولة -التي تتفاعل مع العالم الخارجي.
-النشاط المتزايمد والفعال للشركات المتعددة الجنسميات فمي مجال تبادل السملع وانتقال
رأس المال والمعلومات والفكار ،واتخاذهما العالم كله مسمرحا لعملياتهما فمي النتاج
والتسويق،وما تبع ذلك من هدم الحواجز الجمركية وإلغاء نظام التخطيط وإعادة توزيع
الد خل ،والن ظر في د عم ال سملع والخدمات الضرور ية لل سكان ،وتخف يض النفاق على
الجيوش والجانب العسكري)26(.
الثا ني :يرى فر يق آ خر أ نً العول مة ظاهرة جديدة ،ف ما هي إل امتداد للنظام الرأ سمالي
الغر بي بل هي المرحلة الخيرة من تطور النظام الرأ سمالي العلما ني المادي النف عي،
و قد برزت في المنت صف الثا ني من القرن العشر ين نتي جة أحداث سياسية واقت صادية
معينة منها :انتهاء الحرب الباردة بين التحاد السوفيتي والوليات المتحدة المريكية عام
1961م ثم سقوط التحاد السوفيتي سياسيا واقتصاديا عام 1991م ،وما أعقبه من انفراد
الوليات المتحدة المريك ية بالتر بع على عرش ال صدارة في العالم المعا صر وانفراد ها
بقيادته السياسية والقتصادية والعسكرية ومنها :بروز القوة القتصادية الفاعلة من قبل
-26انظر العولمة :د .جلل أمين ص ، 26العرب والعولمة -مصدر سابق -ص . 139
10
المجموعات الماليمة والصمناعية الحرة عمبرة شركات ومؤسمسات اقتصمادية متعددة
الجنسيات مدعومة بصورة قوية وملحوظة من دولها)27(.
يرى توماس فيردمان الصمحافي اليهودي المريكمي الذي يكتمب فمي (نيويورك
تاي مز) " :إن العول مة الحال ية هي مجرد جولة جديدة ب عد الجولة الولى ال تي بدأت في
النصمف الثانمي ممن القرن التاسمع عشمر بحكمم التوسمع الهائل فمي الرحلت البحريمة
باسمتخدام طاقمة البخار والتمي أدت إلى اتسماع حجمم التجارة الدوليمة بشكمل لم يسمبق له
مثيل"( .)28ويرجع صاحبا كتاب فخ العولممة البداية الحقيقية للعولمة إلى عام 1995م،
حيث وجّه الرئ يس ال سوفيتي ال سابق غور با تشوف الدعوة إلى خم سمائة من قادة العالم
في مجال ال سياسة والمال والقت صاد في فندق فيرمو نت المشهور في سان فران سيسكو
لكمي يبنوا معالم الطريمق إلى القرن الحادي والعشريمن .وقمد اشترك فمي هذا المؤتممر
المغلق أقطاب العولمممة فمي عالم الحاسموب والمال وكذلك كهنمة القتصماد الكبار،
وأسماتذة القتصماد فمي جامعات سمتانفورد ،وهارفرد وأكسمفورد .واشترك فيهما ممن
السمياسيين ،الرئيمس الميركمي جورج بوش الب ،ووزيمر خارجيتمه شولتمز ،ورئيسمة
الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر ،ورئيس وزراء مقاطعة سكسونيا وغيرهم)29(.
"إنم معظمم الكتاب يجمعون على أن هناك أربعمة عناصمر أسماسية يعتقدون أنهما
ّ
أدت إلى بروز تيار العولمة ،وهي-:
)1تحرير التجارة الدولية:ويقصدون به تكامل القتصاديات المتقدمة والنامية في سوق
عالميمة واحدة ،مفتوحمة لكافمة القوى القتصمادية فمي العالم وخاضعمة لمبدأ التنافمس
الحر.
)2تدفق الستثمارات الجنبية المباشرة :حدثت تطورات هامة خلل السنوات الخيرة
تمثلت فمي ظهور أدوات ومنتجات ماليمة مسمتحدثة ومتعددة ،إضافمة إلى أنظممة
-27العولمة :محمد سعيد أبو زعرور ص . 18
-28الوطنية في عالم بل هوية -تحديات العولمة -د .حسين كامل بهاء الدين -دار المعارف ،مصر ،ص . 63-62
- 29فخ العولممة – مرجع سابق -ص .23 -22
11
الحا سب اللي وو سائل الت صال وال تي كفلت سرعة انتشار هذه المنتجات،وتحوّلت
أنشطمة البنوك التقليديمة إلى بنوك شاملة ،تعتممد إلى حمد كمبير على إيراداتهما ممن
العمولت المكتسبة من الصفقات الستثمارية من خارج موازنتها العمومية ويرجع
ذلك إلى سببين رئيسيين هما-:
* تحرير أسواق النقد العالمية من القيود .
* الثورة العالمية في التصالت الناجمة عن الوسائل والدوات التكنولوجية الجديدة.
)3الثورة المعرف ية:وتتمثًل في التقدم العل مي والتكنولو جي،و هو ميزة بارزة للع صر
الرا هن،وهذا التقدم العل مي ج عل العالم أك ثر اندماجا ،ك ما سهّل حر كة الموال وال سلع
والخدمات،وإلى حد ما حر كة الفراد ،و من ث مّ برزت ظاهرة العول مة ،والجد ير بالذ كر
أ نّ صناعة تقنية المعلومات تترّكز في عدد محدود ،ومن الدول المتقدمة أو ال صناعية
دون غيرها.
)4تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات :هذا العصر بأنّه عصر العولمة فمن الصح
مم لهذه
مل الهم
ما العامم
ميات باعتبارهم
مر الشركات متعددة الجنسم
مه عصم
مفه بأنم
وصم
العولممة.ويرجمع تأثيمر هذه الشركات كقوة كمبرى مؤثرة وراء التحولت فمي النشاط
القتصادي العالمي إلى السباب التالية-:
أ -تحكّم هذه الشركات في نشاط اقتصادي في أكثر من قطر وإشاعتها ثقافة استهلكية
موحدة.
ب -قدرتها على استغلل الفوارق بين الدول في هبات الموارد.
ج -مرونتها الجغرافية")30(.
أقول:وإن كانمت هممذه العولممة تسممتهدف هيمنمة دولة واحدة-وهمي الوليات
المتحدة المريك ية-على دول العالم أج مع فإن هذه ال صورة من العول مة لم ت كن لتظ هر
-30العولمة والعالم السلمي:أرقام وحقائق،عبد سعيد عبد إسماعيل ،دار الندلس الخضرا ،الطبعة الولى 2001م.
12
فجأة دون بدايات أو مقدمات مهدت لها بصورة فاعلة ومخطط لها من القوى الرأسمالية
ذات النزعة الستعمارية .ومن ذلك إنشاء منظمة المم المتحدة،وما تبعها من مؤسسات
مال ية دول ية :الب نك الدولي للنشاء والتعم ير ،و صندوق الن قد الدولي،ث مّ اتفاق ية "الجات"
(التفاقيمة العاممة على الرسموم الجمركيمة والتجارة) التمي تعود فمي تاريخهما إلى سمنة
1947م حيمث اجتمعمت ثلث وعشرون دولة صمناعية فمي جنيمف للنظمر فمي تحريمر
التجارة وفتمح البواب بيمن هذه الدول ،وبدأت سمريان هذه التفاقيمة منمذ أول ينايمر
1948م ،وبلغ عدد الدول الموقعة عليها سنة 1993م مائة وسبع عشرة دولة.
ث مّ معاهدة "ماستريخت" التي ضمت خمسة عشر بلدا صناعيا وظهور المناطق التجارية
الحرة ،والتحادات الجمرك ية ،ثم الحداث ال سياسية ال تي تتم ثل بانتهاء الحرب الباردة،
ثم قيام الرئ يس ال سوفيتي ال سبق-ميخائ يل غورباتشوف-وبد عم أمري كي ملحوظ-عام
ما
ممي وقتهم
مي الذي سم
مادي الشيوعم
ملح النظام القتصم
من إصم
1985م بالعلن عم
"البيروستويكا" وقد كان هذا العلن بمثابة العلن عن سقوط الشيوعية وانهيار التحاد
السموفيتي سمياسيا واقتصماديا،ومما تله ممن سمقوط حائط برليمن عام 1989م،واتحاد
اللمانيتيمن،ثمم حرب الخليمج الثانيمة عام 1991ومما أسمفرت عنمه ممن تثمبيت القواعمد
المريك ية الع سكرية في منط قة الخل يج العر بي .كل هذه الحداث ساهمت إلى حد بع يد
في تر بع الوليات المتحدة المريك ية على عرش النفوذ العال مي ،وبالتالي برز م صطلح
"النظام العالمي الجديد" و"الحادية القطبية والعولمة".
وظهر أوّل نظام تجاري دولي ملزم للقطار المنضوية تحت لوائه في شهر نيسان
سنة 1995م ،ح يث أعلن عن إنشاء المنظ مة العالم ية للتجارة ( )w.t.oبمدي نة مرا كش
المغربية ،وهي امتداد لتفاقية الجات .وهذه المنظمة تمثل أحد أركان النظام القتصادي
العالمي الجديد،وتختص بأعمال إدارة ومراقبة وتصحيح أداء العلقات التجارية،وستكون
عاممل مسماعد للبنمك الدولي وصمندوق النقمد الدولي لتنفيمذ وإقرار النظام القتصمادي
13
العال مي الجد يد .وأخيرا تم دعم صرح العول مة بالتوق يع -في شباط عام 1997م بمدي نة
جنيممف بسممويسرا-على أول اتفاق دولي يتعلق بتحريممر المبادلت الخدماتيممة
المتطورة،وخاصة فيما عرف "بالتكنولوجيا المعلوماتية" أو ثورة التصالت)31(.
وممّا ساعد على سرعة انتشار ظاهرة العولمة انضمام كثير من دول شرق أوربا
إلى الحلف الطلسمي ،وانفتاح دول أخرى على الحلف نفسمه،وانضمام كثيمر ممن الدول
مم
مة الدول تتفاوض للنضمام -ثم
مة للتجارة-)32(،وبقيم
مة العالميم
مة إلى المنظمم
العربيم
المؤتمرات القتصمادية المتلحقمة التمي تنظمر لهذه العولممة كأممر حتممي ل مفمر منمه،
وإظهار مزاياهما القتصمادية والتنمويمة وممن أشهرهما "منتدى دافوس القتصمادي" ثمم
المشروعات القتصمادية السمرائيلية التمي تسمتهدف عولممة الشرق الوسمط لصمالح
المشروع الصهيوني الذي يتمثل في دولة إسرائيل الكبرى ،التي تسعى لتحقيقه اقتصاديا
وثقافيا عبر بوابات اتفاقيات ال سلم ال تي تعقد ها منفردة مع الدول العرب ية ،والتفاقيات
القتصمادية الثنائيمة ممع دول المنطقمة وعمبر بوابات التطمبيع ،التمي تهيمأ لهما بكمل قوة
الوليات المتحدة المريكيمة وحلفاؤهما فمي المنطقمة العربيمة ،وقمد أضفمى ذلك كله بعدا
استراتيجيا جديدا على دعم الدور المريكي -ومن ورائه القوى الصهيونية المتحكمة في
السياسة والقيادة المريكية -لقيادة النظام العالمي الجديد.
"ومؤخرا ،ساهمت ثلثة عوامل في الهتمام بمفهوم العولمة في الفكر والنظرية،وفي
الخطاب السياسي الدولي-:
-1عولمة رأس المال أي تزايد الترابط والتصال بين السواق المختلفة حتى وصلت
إلى حالة أقرب إلى السوق العالمي الكبير ،خاصة مع نمو البورصات العالمية.
14
-2التطور الهائل في تكنولوجيا التصال والنتقال والذي قلّل -إلى حد كبير -من أثر
المسمافة ،وانتشار أدوات جديدة للتواصمل بيمن أعداد أكمبر ممن النّاس كمما فمي شبكمة
النترنت.
-3عولمة الثقافة وتزايد الصلت غير الحكومية والتنسيق بين المصالح المختلفة للفراد
والجماعات ،فيمما يسممى الشبكات الدوليمة Networkingحيمث برز التعاون اسمتنادًا
للمصالح المشتركة بين الجماعات عبر القومية مما أفرز تحالفات بين القوى الجتماعية
على المسمتوى الدولي ،خاصمة فمي المجالت النافعمة مثمل :الحفاظ على البيئة ،أو فمي
المجالت غير القانونية كتنظيف الموال والمافيا الدولية للسلح")33(.
* ممّا سبق يتضح أنّ العولمة تتكون من العناصر الرئيسية التالية-:
-1تعميم الرأسمالية :إن تغلّب الرأسمالية على الشيوعية جعلها تعمم مبادئها على كل
المجتمعات الخرى ،فأصمبحت قيمم السموق ،والتجارة الحرة ،والنفتاح القتصمادي،
مممملع ورؤوس الموال ،وتقنيات النتاج والشخاص،
والتبادل التجاري ،وانتقال السم
والمعلومات ،همي القيمم الرائجمة ،وتقود ذلك أمريكما وتفرضهما عمن طريمق المؤسمسات
العالم ية التاب عة لل مم المتحدة ،وخا صة مؤ سسة الب نك الدولي ،ومؤ سسة الن قد الدولي،
وعمن طريمق التفاقات العالميمة التمي تقرهما تلك المؤسمسات كاتفاقيمة الجات والمنظممة
العالمية للتجارة وغيرها .
-2الق طب الوا حد :تفردت أمري كا بقيادة العالم ب عد سقوط التحاد ال سوفييتي ،وتفك يك
منظومته الدولية المسمى (حلف وارسو) ،إنه لم تبلغ دولة عظمى في التاريخ قوّة أمريكا
الع سكرية والقت صادية ،م ما يج عل هذا التفرد خطيرا على الخر ين في كل المجالت
القتصادية ،والسياسية ،والثقافية ،والجتماعية.
-3ثورة التقنيات والمعلومات :مرّت البشريمة بعدّة ثورات علميمة منهما ثورة البخار
مي مجال
مة فم
مة وخاصم
مة والتكنولوجيم
ما الثورة العلميم
والكهرباء والذرّة ،وكان آخرهم
- 33مقال :مفهوم العولمة :عمرو عبد الكريم(:باحث في العلوم السياسية) ،موقع السلم على الطريق ،شبكة المعلومات الدولية .
15
التطورات ال سريعة والمده شة في عالم الحا سوب اللي (الك مبيوتر) ،وتوصل الحا سوب
اللي الحالي إلى إجراء أكثر من مليارين عملية مختلفة في الثانية الواحدة ،وهو المر
الذي كان ي ستغرق ألف عام لجرائه في ال سابق ،أ ما المجال ال خر من هذه الثورة ف هو
التطورات المثيرة فمي تكنولوجيما المعلومات والتصمالت ،والتمي تتيمح للفراد والدول
والمجتمعات للرتباط بعدد ل يحصممى مممن الوسممائل التممي تتراوح بيممن الكبلت
الضوئ ية،والفاك سات ومحطات الذا عة ،والقنوات التلفزيون ية الرض ية والفضائ ية ،ال تي
تبمث برامجهما المختلفمة عمبر حوالي 2000مركبمة فضائيمة،بالضافمة إلى أجهزة
الكممبيوتر،والبريمد اللكترونمي،وشبكمة المعلومات الدوليمة،التمي تربمط العالم بتكاليمف
أقل،وبوضوح أكثر على مدار الساعة ،لقد تحولت تكنولوجيا المعلومات إلى أهم مصدر
من م صادر الثروة،أو قوة من القوى الجتماع ية وال سياسية والثقاف ية الكا سحة في عالم
اليوم)34(.
- 34العولمة الحقيقة والبعاد :من ورقة قدمت إلى مؤتمر كلية الشريعة في جامعة الكويت المنعقد عام 2000م حول العولمة ،موقع المة .شبكة
المعلومات الدولية.
16
علِيما حَكِيما) النساء( ،170:قُلْ
ن اللّهُ َ
َوِإنْ تَ ْكفُرُوا َفإِنّ ِللّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ َوكَا َ
ض ل ِإلَ َه ِإلّا هُوَ
ل اللّ ِه ِإلَيْكُ مْ جَمِيعا الّذِي لَ هُ ُملْ كُ ال سّمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ
س إِنّي َر سُو ُ
يَا أَيّهَا النّا ُ
ت فَآمِنُوا بِاللّ هِ وَرَ سُولِ ِه النّبِيّ ا ْلأُمّيّ الّذِي يُؤْمِ نُ بِاللّ هِ وَ َكلِمَاتِ هِ وَاتّبِعُو هُ لَ َعلّكُ مْ
ُيحْيِي وَيُمِي ُ
تَهْ َتدُونَ)العراف.158:
ن الحضارة ال سلمية قا مت على القا سم المشترك ب ين حضارات العالم ،فقبلت
إ ً
ن حضارة ال سلم تعاملت مع الختلف ب ين
ال خر ،وتفاعلت م عه أخذأً وعطاءً ،بل إ ّ
البشمر باعتباره ممن سمنن الكون ،لذلك دعما الخطاب القرآنمي إلى اعتبار الختلف فمي
الجنمس والد ين واللغمة من عوا مل التعارف ب ين البشمر .اتسماقًا مع نفمس المبادئ ،إ نّ
ال سلم يوحّد ب ين الب شر جميعا رجالً ون ساءً ،في قضا يا محددة :أ صل الخلق والنشأة،
والكراممة النسمانية والحقوق النسمانية العاممة،ووحدانيمة الله،وحريمة الختيار وعدم
الكراه ،ووحدة القيم والمثل النسانية العليا.
ومن هنا تظهر الختلفات جلية بين مفهوم عالمية السلم ومفهوم "العولمة" فبينما تقوم
الولى على رد العالميممة لعالميممة الجنممس البشري والقيممم المطلقممة ،وتحترم
خصوصيته،وتفرد الشعوب والثقافات المحلية ،ترتكز الثانية:على عملية نفي أو استبعاد
لثقافات الممم والشعوب ومحاولة فرض ثقافمة واحدة لدول تمتلك القوة الماديمة وتهدف
عبر العولمة لتحقيق مكاسب السوق ل منافع البشر)35(.
يؤكّد الدكتور مح سن ع بد الحم يد -أ ستاذ الترب ية بجام عة بغداد -وجود فرق كبير
ب ين الم صطلحين (العالم ية والعول مة) فيقول :إ نّ أبناء هذا العالم بمختلف قبائله وشعو به
ولغاتمه وملله ونحله يعيشون على هذه الرض ،ولذا فل بمد أن يتفاهموا فيمما بينهمم،
تمهيدا للتعاون الدائم على خ ير الجم يع ،ول ما نع من أن يأ خذ بعض هم من ب عض .ول
يجوز أن يفرض وبالكراه بعضهمم على بعمض لغتمه أو دينمه أو مبادئه أو موازينمه.
فالختلف في هذا الطار طبيعي جدا والتعاون ضروري أبدا ،لم نع ال صدام والحروب
- 35مفهوم العولمة :عمرو عبد الكريم– باحث في العلوم السياسية ،موقع السلم على الطريق ،شبكة المعلومات الدولية .
17
ن تار يخ البشر ية عا مة وتار يخ ال سلم خا صة ،لم يرد ف يه دل يل
والعدوان .ويض يف :إ ّ
أنم المسملمين خطوا للبشريمة طريقًا واحدًا ،ووجهمة واحدة وحكمًا واحدًا ونظامًا
على ّ
واحدًا ،وعالما واحدًا بقيادة واحدة ،ليمس بالجبار والكراه.بمل اعترفوا بواقمع الديان
واللغات والقوميات عاملوهما معاملة كريممة ،بل خداع ول سمفه ول طعمن ممن الخلف،
ولذلك عاش فمي المجتممع السملمي ممن أهمل الملل الخرى ممن اليهود والنصمارى
والصابئة والمجوس ،وغيرهم بأمان واطمئنان ،وأما المم التي كانت تعيش خارج العالم
السملمي ،فقمد عقدت الدولة السملمية معهما مواثيمق ومعاهدات فمي قضايما الحياة
المتنو عة .والتوج يه ال ساس في بناء العلقات الدول ية في ال سلم قوله تعالى (:يا أي ها
خ َلقْنَاكُ مْ مِ نْ ذَ َكرٍ وَأُنثَى َوجَ َعلْنَاكُ مْ شُعُوبًا وَقَبَا ِئلَ لِ َتعَارَفُوا ِإنّ أَكْرَ َمكُ ْم عِنْدَ اللّ هِ
النّا سُ إِنّا َ
أَ ْتقَاكُم)ْ الحجرات .11.:وأمما العولممة التمي همي الترجممة العربيمة للكلممة النجليزيمة(
)GLOBALIZATIONفهي مصطلح يعني جعل العالم عالمًا واحدًا ،موجهًا توجيهًا
واحدًا في إطار حضارة واحدة ،ولذلك قد تسمى الكونية أو الكوكبة)36(.
وثممة فرق بيمن عالميمة السملم والعولممة ،فالسملم يقوم على العدل وإنصماف
المظلوم ،ويرفمض العتداء ،ويعترف بحمق الخمر فمي الديمن والرأي المخالف ،أمما
العولممة فتقوم على الظلم ،وتفتقمد للعدل ،وتهدف لصمالح السمتكبار الغربمي ،وضمد
م صالح الشعوب الفقيرة الخرى ،وف قا ل سياسة التبع ية ال تي تف سر العل قة ب ين الغرب
المتقدم ،وبين العالم الثالث المتأخر.
يقول أحد الكتاب الفرنسيين عن النظام الرأسمالي المريكي :كلما ازداد هذا النظام
الرأسممالي الجشمع إمعانًما وانتشارًا بالعولممة ،ازدادت النتفاضات والحروب العرقيمة
والقبل ية والعن صرية والدين ية للتفت يش عن الهو ية القوم ية في الم ستقبل .وكل ما َتفَ شت
المعلوماتيمة والجهزة التلفزيونيمة والسملكية واللسملكية ،تكبّلت اليدي بقيود العبوديمة،
وازدادت مظاهمر الوحدة والنعزال والخوف والهلع دون عائلة ول قمبيلة ول وطمن.
- 36العولمة من منظور إسلمي ،انظر موقع السلم على الطريق ،شبكة المعلومات الدولية.
18
وكلما ازداد معدل الحياة سوف تزداد وسائل القتل ،وكلما ازدادت وسائل الرفاهية سوف
تزداد أكثر فأكثر جرائم البربرية والعبودية)37(.
ن السلم يدعو إلى طلب العلم النافع الذي يفيد النسان ،ويحقق والخير،ويحق
ث ّم إ ّ
ل ما جاءت به المدنية الحديثة من علوم ومخترعات وابتكارات ،مما فيها نفع
الحق ،وك ّ
للناس ،ويحارب كل علم ضار ف يه ف ساد الن سان أو هل كه،أو إشا عة ال شر في حيا ته،
بينما العولمة بخلف ذلك ،فرغم ما أنتجته من المخترعات والبتكارات إل أنها ابتدعت
علوما ضارةً أو ابتكرت ابتكارات مخربة للخلق والقيم ،ومفسدة بل ومهلكة للنسان.
وأيضا فغزو المسملمين للعالم كان بدافمع حضاري فريمد ،لقمد كانوا ي ُعدّون أنفسمهم
أ صحاب ر سالة عالم ية موج هة للناس كا فة ،كلّفوا هم بتبليغ ها إلي هم بالو سائل ال سّلميّة،
والذيمن كانوا ممن المسملمين يهاجرون إلى البلد الخرى إنمما هاجروا طلبا للرزق،
وكا نت مه مة الشهادة على الناس وتبليغ هم ال سلم ماثل ًة أمام هم ،فأثّروا في البلد ال تي
هاجروا إلي ها تأثيرا كبيرا ،ونقلوا إلي ها دين هم وأخلق هم وقيم هم ولغت هم ،ولم يتأثروا ب هم
إل في أمور ل تتعارض مع دينهم ،بل قد يكون بعضها من مقتضيات الدعوة إليه ،أما
غزو الغرب للعالم فقمد كان فمي أسماسه لسمباب اسمتعمارية ولمصمالح اقتصمادية ،وقائم
أنم لهمم رسمالة أخرى وهمي أن
على التعصمب العنصمري ،كان الغربيون أيضا يرون ّ
يجعلوا العالم نصرانيا،يكفر بالدين الحق الذي اختاره ال تعالى للبشرية.
أهداف العولمة وآثارها-:
ل قد روّج دعاة العول مة في الغرب وعملؤ هم في المنط قة العرب ية مجمو عة من
ن العول مة تب شر بالزدهار القت صادي والتنم ية
المقولت ل صالح العول مة،و من ذلك :أ ّ
والرفاهيمة لكمل الممم والعيمش الرغيمد للناس كلهمم ،والنتعاش،ونشمر التقنيمة الحديثمة،
وتسمهيل الحصمول على المعلومات والفكار عمبر السمتفادة ممن الثورة المعلوماتيمة
- 37العولمة وعالمية السلم ،جريدة البيان الماراتية،الخميس 2رمضان 1423هم 7 -نوفمبر 2002م.
19
الحدي ثة ،وإيجاد فرص للنطلق لل سواق الخارج ية ،وتد فق ال ستثمارات الجنب ية ال تي
تتمتع بكفاءة عالية ،وبالتالي ينتعش القتصاد الوطني والقومي.
ولكمن سمرعان مما اكتشمف الباحثون والمفكرون أن تلك المقولت مما همي إل
شعارات اسمتهلكية جوفاء.يقول أ.د محممد حسمن رسممي(عميمد كليمة الحاسمبات
والمعلومات-جامعة القاهرة) ":إ نّ العولمة طوفان كاسح لن يقف في طريقها رافض أن
يتفهمم فكرهما وفلسمفتها وآلياتهما ،إذا كان يملك سمدا منيعا يهزم ويلتهما ويسمخر لنفسمه,
ونظام العولمة في حد ذاته يدعم القوياء ،ويطحن الضعفاء،ويضحك الصحاب،ويبكي
الضعفاء،بل يمكن صنّاعها من التحكم والسيطرة ،وامتلك مقدرات ومستقبل المتفرجين
المذهولين الصامتين المنتظرين لمعجزات السماء")38(.
ول قد أدر كت الدول الفقيرة والنام ية أن طغيان العول مة واحتكارات الشركات الدول ية إن ما
يزيد ها فقرا،وخضوعا لل سياسات الرأ سمالية الغرب ية فأخذت ت ستنفر جهود ها للدفاع عن
حقوق ها في مواج هة هذه العول مة ،فل قد حذّر مهات ير مح مد رئ يس وزراء ماليز يا من
العولممة فمي المجال القتصمادي،وقال" :إن منظممة التجارة العالميمة تسممح للدول الغنيمة
بابتلع الدول الفقيرة ")39(.
ومن القوال التي تؤكد المخاطر الجدية للعولمة على مقدرات الحكومات والشعوب ،ما
جاء في كل مة للرئ يس الفرن سي جاك شيراك ألقا ها بمنا سبة اليوم الوط ني الفرن سي (14
يوليو 2000م) ،حيث قال " :إ نّ العولمة بحاجة إلى ضبط ،لنّها تنتج شروخا اجتماعيةً
كبيرةً وإن كانت عاملَ تقدّ ٍم فهي تثير أيضا مخاطر جدّية ينبغي التفكير فيها جيدا ومن
هذه المخاطمر ثلثمة :أولهما أنهما تزيمد ظاهرة القصماء الِجتماعمي وثانيهما:أنهما تنممي
الجريممة العالميمة،وثالثهما:أنهما تهدد أنظمتنما القتصمادية" )40(.وأيضا مما ذكره الكاتمب
20
المريكي الشه ير ول يم جريدر في كتابه ال صادر عام 1977م" :عالم وا حد م ستعدون أم
ل"-OneWorldReadyOrNoحيمث ببّن صمفات العولممة ،وكشمف خطورة آثارهما،
فوصف العولمة ,بأنها آلة عجيبة نتجت عن الثورة الصناعية والتجارية العالمية ,وإنّها
قادرة علي الحصاد وعلي التدمير ,وإنها تنطلق متجاهلة الحدود الدولية المعروفة ,وبقدر
ما هي منعشة فهي مخيفة ،فل يوجد من يمسك بدفة قيادتها ،ومن ثم ل يمكن التحكم في
ن تلك الثورة الماد ية ال تي حررت رأس المال
سرعتها ول في اتجاهات ها ،و هو يري إ ّ
وجعلت المادة تسمبق الفكمر،وتتخطمي جمود السمياسات ,كانمت نتيجتهما ظهور تحولت
عظممي فمي العالم أجممع ,وبقدر مما بعثمت وأنعشمت الطموح والرغبمة فمي تكديمس
الثروات,خل فت وراء ها عدم ال ستقرار وعدم المان وبقدر ما أتا حت من تكنولوجيات
حديثة ,فإنها بعثت البربرية من جديد.
وعندما نعود إلى مفهوم العولمة كما يطرحه الغرب فإ نّ أول ما يستوقفنا هو:أ نّ
الذيمن يطرحونمه ينظرون إلى التفاعمل البشري على أنّه تفاعمل بيمن طرف ذكمي قوي
وطرف غبي ضع يف.طرف يمتلك ،وطرف ي جب أن يكون فاقدا للتملك.وإذا نظر نا إلى
آلية هذه العولمة يبرز لنا على الفور مفهوم إلغاء الخر .وليس بالضرورة أن يكون هذا
اللغاء همو الفناء التام للوجود .إنمما تدل الليمة الغربيمة على أن العولممة همي الفرز
الحقيقي بين سيد وعبد ،بين منتج ومستهلك ،بين من يصنع التكنولوجيا ويؤسس لتقدم
علممي سمريع وبيمن ممن يُراد له أن ينسملخ عمن ماضيمه الحضاري تماما،وعمن عقيدتمه
وينبهر بمعالم التقدم العلمي الغربي السريع)41(.
والهداف الحقيقية للعولمة يمكن تلخيصها فيما يلي-:
أولً :الهداف والثار القتصادية:
ترتبط عملية العولمة بتدويل النظام القتصادي الرأسمالي ،حيث ت مّ توحيد الكثير
من أ سواق النتاج وال ستهلك ،وت ّم التد خل المري كي في الوضاع القت صادية للدول،
- 41مقال:العالمية والعولمة بين المفهوم القرآني والفلسفة الوضعية :حسن الباش.
21
وخاصة دول العالم الثالث ،عبر المؤسسات المالية الدولية :كصندوق النقد الدولي،والبنك
الدولي،التمي تمارس الملءات القتصمادية المغايرة لمصمالح الشعوب ،وبالتالي تحقمق
العولمة لصحابها عدة أهدف كبيرة في المجال القتصادي هي-:
أولً :ال سيطرة على رؤوس المال العرب ية،وا ستثماراتها في الغرب فالعالم العر بي الذي
تتفاقمم ديونمه بمقدار ( )50ألف دولر فمي الدقيقمة الواحدة همو نفسمه الذي تبلغ حجمم
ا ستثماراته في أورو با وحد ها ( )465مليار دولر عام 1995م ،ب عد أن كا نت ()670
مليارا عام 1986م فنتيجة عدم الستقرار السياسي والقتصادي والتبعية النفسية للغرب
تصب هذه الموال هناك لتدار حسب المنظومة الغربية)42(.
ثانيا :الهيمنة المريكية على اقتصاديات العالم من خلل القضاء على سلطة وقوة الدولة
الوطنية في المجال القتصادي ،بحيث تصبح الدولة تحت رحمة صندوق النقد الدولي،
مبر بوابممة القروض ذات الشروط
حيممن تسممتجدي منممه المعونممة والمسمماعدة عم
المجحفمة،وخاضعمة لسميطرة الحتكارات والشركات المريكيمة الكمبرى على اقتصماد
الدول( ،)43ولعل تركيا والمكسيك وماليزيا من النماذج الواضحة للدول التي عصف بها
تيار العولممة لصمالح المسمتثمرين المريكييمن(.)44يقول رئيمس وزراء ماليزيما :مهاتيير
محميد الذي عانمت بلده من آثار العولممة في ال سنوات الخيرة" :إنّم العالم المعولم لن
يكون أكثمر عدلً ومسماواة .وإنمما سميخضع للدول القويمة المهيمنمة .وكمما أدى انهيار
ن العول مة يم كن أن تف عل الش يء
الحرب الباردة إلى موت وتدم ير كث ير من الناس ،فإ ّ
نف سه ،ربّ ما أك ثر من ذلك في عالم معولم سيصبح بإمكان الدول الغن ية المهيم نة فرض
إرادتها على الباقين الذين لن تكون حالهم أفضل مما كانت عليه عندما كانوا مستعمرين
من قبل أولئك الغنياء")45(.
- 42العولمة حلقة في تطور آليات السيطرة :خالد أبو الفتوح ،البيان .136
- 43العولمة ،محمد سعيد أبو زعرور ص ، 36السلم والعولمة ص . 136
- 44فخ العولمة ص . 258-254
-4345ممن محاضرة ألقاهما فمي كوال لمبور ،فمي 24يوليمو ،1996نقلً عمن (الديمن والعولممة) للدكتور أحممد بمن عثمان التمو يجري ،ص ،19ممن مجلة السملم
اليوم ،من عدد ،17 ،16السنة 1421 17هم2000/م.
22
ن العولمة تجعل العالم كله قرية صغيرة تتحكم فيها
ويقول الدكتور عماد الدّين خليل ":إ ّ
الزعامة المريكية وبطانتها اليهودية بمصائر المم والدول والشعوب ،وتضع مقدراتها
المالية والقتصادية -في نهاية المر -تحت قبضتها ،تفعل بها ما تشاء من أجل تحقيق
أهداف نفعيمة (براغماتيمة) صمرفة لصمالح مراكمز الهيمنمة الغربيمة على حسماب الممم
والدول والشعوب")46(.
إ نّ الدول العربية م كإحدى المناطق المستهدفة بالعولمةم بلغت ديونها الخارجية
عام 1995م )250( :مليار دولر ،وتتفاقمم ديونهما بمما مقداره ( )50ألف دولر فمي
الدقي قة الواحدة ،ول شك أنّه كل ما ارتف عت وتيرة الديون كل ما تر سّخت التبع ية ووُجدت
الذري عة للتد خل ،وب سبب هذه الديون مالتي بدأت بتشج يع من الغرب عن طر يق الب نك
الدولي وصمندوق النقمد الدولي اللذيمن يعملن على إغراق الدول المسمتهدفة بالديون مم
أصبح اقتصاد مع ظم هذه الدول متخبطا ،ي ستطيع وبصعوبة بال غة ملحقة خدمة الديون
وفوائدها المتراكمة ،فهي في الحقيقة وسيلة لبسط النفوذ على البلد تماما كما كانت في
الما ضي )47(.وللعلم ف قد أ كد التقر ير القت صادي ال صادر عن مجلس الوحدة القتصادي
العربمي أن الجزائر مثلً سمتخسر سمنويا مما بيمن 1.5إلى 2مليار دولر بانضمامهما
وتطبيقها لقرارات اتفاقية التعريفة الجمركية "الجات")48(.
ثالثا :تحق يق م صالح المجموعات الغنيّة في الدول الغرب ية والقوى المتحال فة مع ها في
الدول الخ مرى عل مى ح سماب ش معوب العال مم ،وممّا يدل على ذلك ف شل تجر بة
"النمور السميوية":ومنهما إندونيسميا وماليممزيا،حيمث لم تسممتطع تحقيممق المصمالح
القتصممادية المطلمموبمة لشممعوبها ،إذ عملت الشركات المتعددة الجنسميات على
إحداث هذا الفشمل ،وقام أحمد المسمتثمرين الجانمب-أحمد رموز العولممة -المليارديمر
"جورج سمورش" باللعمب فمي البورصمة ممما أدى إلى ضرب التجممارة التنمويممة
- 46تحديات النظام العالمي الجديد – شبكة المعلومات الدولية -موقع السلم على الطريق.
-47العولمة حلقة في تطور آليات السيطرة :خالد أبو الفتوح ،البيان .136
- 48العولمة ..ورموز السيادة الوطنية :مقال مجلة المجتمع1412 -هم .
23
وإحباطهمما )49(.ولقمد أدلى جورج سموروش نفسمه بشهادة لذعمة أمام الكونغرس
المير كي فقال في ها:بدل من أن تت صرف أ سواق المال م ثل البندول فإن ها ت صرفت م ثل
ن ا ستخلصنا الخ ير
كرة التهد يم المعدن ية،ورا حت تقوض دولة تلو الخرى ،وعل يه فإ ّ
بأن أ سواق المال سوف توا صل تقر يب العالم بع ضه إلى ب عض هو ا ستخلص مث ير
للجدل والخلف)50(.
ن هذه الشركات تعد الرض كلها سوقًا كبيرا لها ،بما فيها ومن فيها بحيث تتنافس في
إّ
اقتسمام هذه الراضمي دون أي اعتبار لقيمم أو أخلق ،وهمي نادرا مما تدخمل فمي شكمل
استثمارات مباشرة طويلة المد وإنما تدخل بما يعرف بالموال الطائرة ،في استثمارات
ق صيرة ال جل و سريعة الفوائد وال تي تح قق ل ها عوائد هائلة ،دون أن يكون لذلك مردود
على التنميمة المحليمة .وإن حدث وقدممت اسمتثمارات مباشرة ،فإنّهما قبمل ذلك تأخمذ مما
يكفيهما ممن التسمهيلت والضمانات السمياسية والقتصمادية التمي ل تحظمى بهما رؤوس
الموال المحل ية،و هو ما يعر قل القت صاد المحلي،زيادة على ذلك ،فإن مع ظم أنشطت ها
تقتصر على السلع الستهلكية ذات العائد السرع نتيجة للنمط الستهلكي السائد)51(.
"إنم الشركات المتعددة الجنسميات أدى تطورهما وتضخمهما
يقول الدكتور مجدي قرقمرّ :
إلى تعميمق العولممة اقتصماديا ،وتعدد أنشطتهما فمي كمل المجالت :السمتثمار والنتاج
والنقل والتوزيع والمضاربة ،ووصل المر إلى أنّها قد صارت تؤثر في القرار السياسي
والبعد الثقافي والمعرفي ،وفي ظل العولمة استطاعت هذه الشركات الستفادة من فروق
السعار ،من نسبة الضرائب ،من م ستوى الجور لترك يز النتاج في المكان الر خص
وب عد ذلك ين قل النتاج إلى المكان الذي يكون ف يه م ستوى ال سعار أعلى وي تم ت سويقه
هناك")52(.
24
في يوم 19/6/2000م عقد في القاهرة مؤتمر ض مّ الدول الخمسة عشر-أفريقية
ن القتصاد العالمي الجديد هو لصالح
وآسيوية-من الدول النامية -أكدّ المتحدثون فيه أ ّ
فئة قليلة تزيد ها غ نى فوق غنا ها ،على ح ساب الدول الكثيرة الفقيرة ،و هو يد فع الدول
النامية إلى مقبرة الفقر.
وترتّب على هذا الهدف ما يلي :لقد كانت نتيجة العولممة خطيرة في حياتنا القتصادية،
فضلً عن الجوانب الخرى ،وقد حصرها بعض القتصاديين العرب بالنقاط التية-:
-1إنهاء دور القطاع العام وإبعاد الدولة عن إدارة القتصاد الوطني.
-2عولممة الوحدات القتصادية وإلحاقها بالسوق الدولية لدارتها مركزيا من الخارج.
-3العمل على اختراق السوق العربية من قبل السوق الجنبي.
-4إدارة القتصاديات الوطنية وفق اعتبارات السوق العالمية بعيدا عن متطلبات التنمية
الوطنية.
-5العمل على إعادة هيكلة المنطقة العربية في ضوء التكتلت الدولية)53(.
ويمكن أن يضاف إلى ذلك-:
" -6الغواء القتصيادي :ويعنمي إغواء الدول المتواضعمة تقنيّام وعلميّام واقتصماديّا
بمشاركة العمالقة في مشاريع عابرة القارات ،وهذه المشاريع كل مكوناتها من الخارج،
وربما فتحوا لهم بعض السواق ،وبعد أن يكون البلد الفقير قد دفع دم الشعب ،وضحى
بحاضره ومستقبله في مثل هذه المشاريع تتم عملية السيطرة أو الجهاض ،إ نّ شيئًا من
هذا قد تم في ماليزيا وإندونيسيا.
-7ال سيطرة القت صادية ذات المظا هر المتعددة ،من ها :شراء موارد الدول الم ستضعفة
وموادهما الخام بأقمل السمعار ،وإعادة تصمنيعها ثمّم بيعهما لهما فمي صمورة جديدة بأغلى
- 53القتصماد العربمي فمي مواجهمة تحديات النصمف الثانمي ممن عقمد التسمعينيات – مجلة آفاق عربيمة ،فمي 1/2/1995م ص ،2والسموق الشرق
أوسطية – آفاق عربية ،عدد ،1995 ،11/12ص .4
25
السعار ،وفي حالة البترول يضيفون إليه ضريبة يسمونها ضريبة الكربون ،وهي تعني
ضريبة تلوث أجوائهم نتيجة الشطط التصنيعي")54(.
ومن أخطار هذه العولمة أيضا:
أ -ترك يز الثروة المال ية في يد قلة من الناس أو قلة من الدول ،ف م 358مليارد ير في
العالم يمتلكون ثروة تضا هي ما يمل كه أك ثر من ن صف سكان العالم .و %20من دول
العالم تسمتحوذ على %85ممن الناتمج العالممي الجمالي ،وعلى %84ممن التجارة
إنم %5،19ممن
العالميمة ،ويمتلك سمكانها %85ممن المدخرات العالميمة.إذا نكتشمف ّ
الستثمار المباشر و %08من التجارة الدولية تنحصر في منطقة من العالم يعيش فيها
%82فقط من سكان العالم.
ن خ مس دول -الوليات
ب -سيطرة الشركات العملقة عمليا على القتصاد العالمي ،إ ّ
المتحدة المريكية واليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا -تتوزع فيما بينها 172شركة من
أصل مائتي شركة من الشركات العالمية العملقة )55(.ويمكن هنا أن نعرض إحصائية
أوليمة لقوة تلك الشركات المتعددة الجنسميات .فهناك 350شركمة كمبرى لتلك الدول
ت ستأثر ب ما ن سبته %40من التجارة الدول ية .و قد بل غت الح صة المئو ية ل كبر ع شر
شركات في قطاع التصالت السلكية واللسلكية %86من السوق العالمي ،وبلغت هذه
النسبة %85من قطاع المبيدات ،وما يقرب من %70من قطاع الحاسبات و %60في
قطاع الدويمة البيطريمة ،و %35ممن قطاع الدويمة الصميدلنية ،و %34فمي قطاع
البذور التجارية)56(.
ج -تعم يق التفاوت في توز يع الد خل والثروة ب ين الناس بل ب ين المواطن ين في الدولة
مة
مة الحياة البراجماتيم
مع لماكينم
مة دفم
الواحدة ،واختزال طاقات شعوب العالم إلى طاقم
- 54العولمة وقضايا العصر :سيد دسوقي حسن ،موقع إسلم على الطريق -شبكة المعلومات الدولية.7/11/2000 -
- 55انظر فخ العولمة ص ، 13 -11العرب والعولمة ،ص . 140
- 56مقال نهاية الجغرافية،مجلة البيان ،ص .102
26
السمتهلكية للقوى الرأسممالية والسمياسة الغربيمة المسميطرة )57(.لقمد كان المدافعون-
بحسمن نيمة عمن العولممة -يراهنون على أن العولممة سمتؤدي إلى ارتفاع مسمتوى دخمل
الفرد على المستوى العالمي ،وبالتالي تخف ظاهرة الفقر التي تعاني منها كثير من دول
العالم ,لكمن الحقائق والرقام ،تكشمف عمن واقمع مؤلم مختلف ,ففمي الوقمت الذي ازداد
معدل دخل الفرد ،فإنّه صاحب هذه الزيادة اتساع في الهوة الشاسعة بين مستوى الدخل
في الدول الغنية والدول الفقيرة ،فمازال دخل أكثر من مليارين إنسان ل يزيد على 60
دولرا في الشهر ،ما يعني أن خطر الفقر مازال يطل برأسه القبيح على دول كثيرة في
العالم.
و قد أر جع تروس سيكوت ال ستاذ الجام عي في إدارة العمال – في بح ثه عن
أ سباب التفاوت ب ين النظر ية والوا قع في مفهوم العول مة -إلى سببين ,ال سبب الول :أن
الدول الغنية مازالت تصرّ على وضع العوائق في وجه هجرة العمالة من الدول الفقيرة
إليها ،ففي العام 1997م سمحت الوليات المتحدة الميركية بهجرة 737ألف وافد فقط،
في حين لم تسمح الدول الوروبية إل بهجرة 665ألفا ،ومجموع العددين ل يمثل سوى
4في المائة من العمالة المهاجرة المتوقعة ،إلى جانب ذلك ترفض الدول الغنية استيراد
المنتجات الزراعيمة ممن الدول الفقمر ,أمما السمبب الثانمي :فيعود إلى أن الدول الفقيرة
فشلت نتيجة لسوء حكوماتها في اجتذاب رؤوس الموال من الخارج)58(.
د -اسيتئثار قلة ممن سمكان الدولة الواحدة بالقسمم الكمبر ممن الدخمل الوطنمي والثروة
المحليمة ،فمي الوقمت الذي يعيمش أغلبيمة السمكان حياة القلة والشقاء ويوضمح ذلك أن
عشريمن بالمائة ممن الفرنسميين يتصمرفون فيمما يقرب ممن سمبعين بالمائة ممن الثروة
الوطن ية ،وعشر ين بالمائة من الفرن سيين ل ينالون من الد خل الوط ني سوى ن سبة ستة
بالمائة)59(.
- 57السلم والعولمة ص ، 107فخ العولمة ص . 36 ، 28-26 ، 8-7
- 58العولمة لمصلحة الغنياء :صلح الفضلي ،صحيفة الرأي العام الكويتية.
- 59العرب والعولمة ص ، 141فخ العولمة ،ص . 11
27
همم -النميو المطرد للبطالة ،وانخفاض الجور ومما يرتبمط بهما ممن تقليمص فمي قدرة
الم ستهلكين وات ساع دائرة المحروم ين ،و قد دلت الح صائيات على حقائق خطيرة ،ف في
العالم ( )800مليون شخمص يعانون ممن البطالة وهذا الرقمم فمي ازدياد ،وفمي السمنوات
العشرة الخيرة عملت 500شركمة ممن أكمبر الشركات العالميمة على تسمريح أربعمائة
ألف عاممل -فمي المتوسمط -كمل سمنة ،على الرغمم ممن ارتفاع أرباح هذه الشركات
بصمورة هائلة ،فإحدى هذه الشركات منحمت للمسماهمين فيهما مبلغ خمسمة مليون دولر
لكل منهم()60والشركات المريكية تسرّح مليونين من العمال)61(.
ونتيجممة لذلك ظهرت عدائيممة كثيممر مممن منظمات المجتمممع المدنممي
الغرب ية،وخا صة في الوليات المتحدة للعول مة ،وخا صة المنظمات العمال ية ،واتحادات
الشغل التي تراقب أثر عولمة القتصاد على معدلت أجور العمال ،وعلى نسبة البطالة
في الغرب)62(.
ن الفقر الناتج عن البطالة حتما يقود إلى اتساع دائرة الجريمة فالعولمة تسمح وبيسر
وإ ّ
ن تشكل شبكة دولية عبر (النترنت) وتمكن المتهربين من دفع الضرائب
للعصابات بأ ّ
من نقل أموالهم إلكترونيا إلى أمكنة أخرى ،فمن روسيا وحدها وصل إلى العالم الغربي
م نذ عام 1990م خم سون مليار دولر بطري قة غ ير شرع ية ،ويقدر خبراء ال من أن
ثروة منظمات المافيا في النمسا وحدها تتجاوز تسعة عشر مليار دولر ،كل هذا يجري
على ح ساب الدولة ال تي بدأت تئن ت حت ضائ قة الف قر لتقلص الضرائب وهروب ها ،وهذا
يع ني ض عف الخدمات الجتماع ية والتعليم ية وال صحية ال تي تقدم ها الدولة ،وتتضا عف
فإنم شرعيمة هذه الدولة واسمتقرارها
حدة مشكلة الفقمر،وتصمبح أشدّ خطورة،وبالنتيجمة ّ
يصبحان مهددان)63(.
28
و -فرض ال سياسات القت صادية والزراع ية على دول العالم -وخا صة النام ية -بهدف
تعط يل التنم ية القت صادية ،وإبقائ ها سوقا ا ستهلكية رائ جة للمنتجات الغرب ية ،وت سليم
إرادت ها ال سياسية للقوى الحاك مة في أمري كا .ف في ب عض الدول انخف ضت معدلت الن مو
عام 98م بأكثمر ممن %100وارتفعمت معدلت البطالة بنسمبة خطيرة أدت إلى حدوث
مشكلت اجتماعيمة عديدة ممن أهمهما زيادة نسمبة الفقمر والميمة( .)64يقول سياكيكو
فوكيربار" :مما دام القتصماد ومفاهيمم السموق ممن العناصمر السماسية فمي العولممة فإن
التنمية البشرية لن تأخذ حظها الذي تستحق من هذه العولمة")65(.
ز -إضعاف قوة موارد الثروة الماليية العربيمة المتمثلة فمي النفمط حيمث تمم إضعاف
أهمي ته ك سلعة حين ما تم ا ستثناؤه من ال سلع ال تي تخ ضع لحر ية التجارة الدول ية -أ سوة
بتجارة المعلومات -من تخفيض الضرائب والقيود الجمركية المفروضة عليه من الدول
المستهلكة ،فما زالت هذه الدول وعلى رأسها الوليات المتحدة المريكية ترفض اعتبار
النفمط والمشتقات البتروكيماويمة ممن السملع التمي يجمب تحريرهما ممن القيود الجمركيمة
والضرائب الباهضمة التمي تفرضهما الدول المسمتهلكة ،وبذلك تجنمي هذه الدول الرباح
الهائلة ممن وراء ذلك ،وهمي تعادل ثلثمة أمثال العائدات إلى الدول المنتجمة فمي الوقمت
الحاضر ،بل أصدر الكونجرس المريكي تشريعا يقضي بفرض العقوبات على دول في
منظمة أوبيك إذا شاركت في رفع أسعار النفط أو تثبيتها)66(.
ح -ارتفاع أسيعار المواد الغذائيية فمي الدول السملمية ،نتيجمة إلغاء هذه الدول الدعمم
المالي الذي كا نت تقد مه لل سلع الغذائ ية ،وب سبب الحتكار والمناف سة غ ير المتكافئة من
الدول الكبرى ،وبسبب قيود الجودة وشروط المواصفات العالمية التي تفرضها التفاقيات
التجار ية وال صناعية الدول ية ،و هي شروط ل تقدر الدول ال سلمية النام ية على الوفاء
- 64انظر جريدة الرسالة -قطاع غزة -عدد ، 141تاريخ 28شوال 1420هم ص .21
- 65انظر المصدر السابق .
- 66انظر المصدر السابق .
29
ب ها( .)67ويتر تب على ذلك ابتعاد الحكومات عن التد خل في النشاط القت صادي وق صر
دورها في حراسة النظام.وأن تبقى السواق السلمية سوقا مفتوحا رائجا أمام المنتجات
والبضائع الورب ية والمريك ية ،وأن تقّوض الم صانع والمؤ سسات الوطن ية والقت صاد
الوطني)68(.
ط -عمل ية الغراق :و من مخا طر العول مة ظهور عمل ية الغراق ال تي ترت بط بال سعر,
وذلك بأن تطرح في ال سواق سلع م ستوردة بأ سعار ت قل كثيرا عن سعر المث يل في
ال سوق المحلي ,أو عن سعر المثيل في سوق الدولة المنت جة لهذه ال سلعة وتصدرها ,أو
انخفاض سعر الب يع عن سعر تكل فة النتاج ,وي تم تداول ها لفترة زمن ية ,بهدف ا سترداد
نفقاتها وتحقيق الربح ,تلك هي الحالت الثلث التي تعتبر فيها السلع المستوردة بمثابة
مة
مة وإلغاء التعرفم
مع دخول العولمم
ملع أو واردات إغراق .وهذه المشكلة ظهرت مم
سم
الجمركيمة ,أو الحمد منهما على بعمض السملع ,حيمث كان قديما ل يمكمن حدوث ذلك لن
الدول كا نت تتح كم في سعر ال سلعة بزيادة سعر الجمارك ,م ما يؤدي إلى زيادة سعر
المن تج الم ستورد عن المن تج المحلي أو على ال قل ي ساويه في الث من ,ول كن مع ف تح
السمواق أمام التجارة العالميمة ,فإننما سمنشهد حالت إغراق كثيرة ،وكذلك تجاوزات ل
نضمن إلى أي مدى ستصل عواقبها")69(.
ثانيا :الهداف والثار السياسية-:
-1فرض السييطرة السيياسية الغربيية على النظممة الحاكممة والشعوب التابعمة لهما،
والتحكم في مركز القرار ال سياسي و صناعته في دول العالم لخدمة الم صالح المريكية
والقوى الصهيونية المتحكمة في السياسة المريكية نفسها،على حساب مصالح الشعوب
وثرواتهما الوطنيمة والقوميمة وثقافتهما ومعتقداتهما الدينيمة )70(.يقول جون بوتنيغ رئيمس
- 67انظمر آثار التفاقيات القتصمادية والصمناعية والزراعيمة -على العالم السملمي -النظام القتصمادي العالممي واتفاقيمة الجات تأليمف د .حسمين
شحاته ،دار البشير للثقافة والعلوم ،طنطا الطبعة الولى 1418هم 1998 ،م ،ص . 25 -20
- 68انظر السلم والعولمة ص . 148
- 69مخاطر العولمة على المجتمعات العربية :أ.د مصطفى رجب ،مجلة البيان .13/10/2000
- 70العولمة ،محمد سعيد أبو زعرور ص . 36
30
المدراء التنفيذي ين ال سابق في ب نك بن سلفانيا " في العول مة ن حن نقرر من الذي سيعيش
ونحن نقرر من الذي سيموت")71(.
إنّ العولمة المريكية الصهيونية تخطط للتدخل العسكري وإعلن الحرب في أية
بق عة من العالم ،تف كر بالخروج على سيطرتها وتحكم ها لن العالم يراد له أن ي قع ت حت
براثمن السمتبداد المريكمي والقانون المريكمي والقوة العسمكرية المريكيمة .وهمو أممر
يكشفمه تقريران خطيران كانما سمريين للغايمة،ثمم نُشرا بعمد ذلك،وهمما تقريرا "جريميما
أنم نصميب العالم السملمي -فمي أفغانسمتان،وفلسمطين
وولفوفتيمز"( .)72ول شمك فمي ّ
والعراق -قمد كان كمبيرا فمي ضوء تلك السمياسة المريكيمة الظالممة .يقول صيموئيل
هنتنغتون( )73في درا سته الم سماة "الم صالح المريك ية ومتغيرات ال من" ،ال تي نُشرت ها
"مجلة الشؤون الخارجية" في حزيران 1993م ":-إنّ الغرب بعد سقوط التحاد السوفيتي
بحاجة ما سّة إلى عدو جديد يوحد دوله وشعوبه ،وأن الحرب لن تتوقف ،حتى لو سكت
السلح وأُبرمت المعاهدات ،ذلك أن حربا حضاريةً قادم ًة ستستمر بين المعسكر الغربي
الذي تتزعمه أمريكا وطرف آخر ،قد يكون عالم السلم أو الصين")74(.
-2إضعاف فاعليية المنظمات والتجمعات السيياسية القليميمة والدوليمة والعممل على
تغييبهما الكاممل كقوى مؤثرة فمي السماحة العالميمة والقليميمة وممن ذلك :منظممة الدول
المريكيممة،ومنظمممة الوحدة الفريقيممة،والجامعممة العربيممة،ومنظمممة المؤتمممر
السلمي،والمتابع لنشاطات هذه المنظمات يلحظ أنها ل تستطيع اتخاذ أي موقف تجاه
القضايما السمياسية المعاصمرة وتجاه الحداث الجاريمة مثمل قضايما:فلسمطين،والبوسمنة
والهرسك ،وكشمير وألبان كوسوفو ،والشيشان ،والعراق)75(.
- 71دراسة حول البعد التاريخي والمعاصر لمفهوم العولمة ،غازي الصوراني ،إصدار منتدى الفكر الديمقراطي الفلسطيني 2000 ،م ،ص 80
.
-72النظام العالمي الجديد ،منير شفيق ،ص ،16الناشر للطباعة والنشر والتوزيع والعلن ،ط 1420 ،1هم 1992 -م ص .22-18
-73أستاذ العلوم السياسية ومدير مؤسسة (جون أولين) للدراسات الستراتيجية بجامعة هاردفارد.
- 74تحديات النظام العالمي الجديد – د.عماد الدين خليل ،موقع السلم على الطريق -شبكة المعلومات الدولية.
- 75انظر مقال ":نظام عالمي أم سيطرة استعمارية جديدة" لجمال قنان في مجلة المستقبل العربي العدد ، 180فبراير 1994م .
31
جاء فمي خطاب الرئييس المريكيي جورج بوش -البمن -عمن حال التحاد
اليهودي الم سيحي في 29ينا ير عام 2002م م" :نع تبر جم يع المنظمات الدول ية ال تي
أيم هدف يتعلق بالمصملحة الوطنيمة المريكيمة السمرائيلية (غيمر ذي صملة)
تعارض ّ
ويشمل هذا منظمات :كالمم المتحدة،والتحاد الفريقي،والجامعة العربية،التي يجب في
اعتقادي أن يتم حلها فورا،واللجنة الدولية للصليب الحمر،والفاتيكان،وجميع المنظمات
السلمية")76(.
-3إبقاء الدول السيلمية -خا صة -منقو صة ال سيادة ،ح تى تب قى هذه الدول ضعي فة
وتابعة للهيمنة السياسية الغربية.
-4إضعاف سلطة الدولة الوطنية ،أو إلغاء دورها وتقليل فاعليتها ،وقتل روح النتماء
فمي نفوس أبنائهما ،فالعولممة نظام يقفمز على الدولة والوطمن والممة ،واسمتبدال ذلك
بالنسممانية ،إنّهمما نظام يفتممح الحدود أمام الشبكات العلميممة ،والشركات المتعددة
الجن سيات( )77ويز يل الحوا جز ال تي ت قف حائلً دون الثقا فة الرأ سمالية الماد ية والغزو
الفكري ،الذي يسمتهدف تفتيمت وحدة الممة ،وإثارة النعرات الطائفيمة،وإثارة الحروب
والف تن دا خل الدولة الواحدة ك ما في ال سودان .يقول ريتشارد كاردز الم ستشار ال سابق
ن تجاوز ال سيادة الوطنية للدول قطعة قطعة يوصلنا إلى
لوزارة الخارجية المريكية" :إ ّ
النظام العالمي بصورة أسرع من الهجوم التقليدي"(78).
-5إضعاف دور الحزاب ال سياسية في التأث ير في الحياة ال سياسية في كث ير من دول
العالم -خا صة الدول ال سلمية -في الو قت ال تي بدأت ف يه المنظمات غ ير الحكوم ية
والجمعيات الهلية تمارس دورا متزايدا في الحياة السياسية(.)79
32
إنم العولممة ل تكتفمي بواقمع التجزئة العربيمة والسملمية الن ،بمل تحاول إحداث
ّ -6
تجزئة داخلية في كل بلد عربي أو إسلمي،حتى ينشغلوا بأنفسهم وينسوا تماما أنهم أمة
عربيمة واحدة ،ينتمون إلى جامعمة إسملمية واحدة.وهذا معناه بعثرة الشعوب المسملمة
مغ المنظمات
ملمي ،وتفريم
من السم
ما ،والقضاء على مقومات الوحدة والتضامم
وتفرقهم
والتجمعات السلمية من مضامينها الحقيقية حتى تبقى عاجزة عن تحقيق آمال وأماني
المسلمين ولتصبح أداة طيعة في خدمة المخططات الستعمارية الغربية.
إذا المشروع ال سياسي للنظام العال مي الجد يد الذي انت هت إل يه العول مة هو :تفت يت
الوحدات والتكوينات السممياسية -الدول -إلى تجمعات ودويلت صممغرى ضعيفممة
ومهزوزة ،ومبتلة بالكوارث والمجاعات وال صراعات الداخل ية،والف تن )80(.و في يول يو
2002م طرح بعض الساسة المريكان فكرة تقسيم السعودية إلى عدة دول صغيرة .
ثالثا :الهداف والثار الثقافية-:
تقوم العولممة فمي الجانمب الثقافمي علي انتشار المعلومات ،وسمهولة حركتهما ،وزيادة
معدلت التشا به ب ين الجماعات والمجتمعات ،أي تقوم علي إيجاد ثقا فة عالم ية ،وعول مة
الت صالت ،عن طر يق ال بث التليفزيو ني عبر القمار ال صناعية ،وب صورة أك ثر عم قا
خلل شبكة النترنت التي تربط البشر بكل أنحاء المعمورة .كما تعني العولمة الثقافية
توح يد الق يم وخا صة حول المرأة وال سرة ،باخت صار تر كز العول مة الثقاف ية علي مفهوم
الشمولية ثقافة بل حدود ،وآلة ذلك العلن والتقنيات)81(.
ل من أخ طر أهداف العول مة ما يعرف بالعول مة الثقاف ية ف هي تتجاوز الحدود ال تي
ولع ّ
أقامت ها الشعوب لتح مي كيان وجود ها ،و ما له من خ صائص تاريخ ية وقوم ية و سياسية
ودينية ،ولتحمي ثرواتها الطبيعية والبشرية وتراثها الفكري الثقافي ،حتى تضمن لنفسها
البقاء وال ستمرار والقدرة على التنم ية و من ث ّم الح صول على دور مؤ ثر في المجت مع
- 80العولممة الجديدة والمجال الحيوي للشرق الوسط – مفاهيم عصر قادم : -سيار الجميل ،الطبعة الولى ،بيروت ،1997 ،ص .57
- 81الثقافة العربية في عصر العولمة :د عبد الفتاح أحمد الفاوي ،صحيفة الهرام 22/02/2001م.
33
الدولي .فالعولمة الثقافية تقوم على تسييد الثقافة الرأسمالية لتصبح الثقافة العليا ،كما أنها
ترسمم حدودا أخرى مختلفمة عمن الحدود الوطنيمة مسمتخدمة فمي ذلك شبكات الهيمنمة
العالميمة على القتصماد والذواق والثقافمة.هذه الحدود همي" :حدود الفضاء (السمبرنيتي)
والذي هو ب حق و طن جد يد ل ينتمي ل إلى الجغراف يا ول إلى التار يخ ،هو وطن بدون
حدود ،بدون ذاكرة ،إنّه وطن تبنيه شبكات التصال المعلوماتية اللكترونية ")82(.
ن الثقافة
ن العولمة ل تكتفي بتسييد ثقافة ما ،بل تنفي الثقافة من حيث المبدأ ،وذلك ل ّ
إّ
ال تي يجري ت سييدها ت عبر عن عداء شد يد لي صورة من صور التم يز ،إ نّ الثقا فة
الغربيمة تريمد ممن العالم أجممع أن يعتممد المعاييمر الماديمة النفعيةالغربيمة،كأسماس
ن ما تبقى يجب أن يسقط ،وما تبقى هنا هو"
لتطوره،وكقيمة اجتماعية وأخلقية وبهذا فإ ّ
ليسمت خصموصية قوميمة بمل مفهوم الخصموصية نفسمه ،وليمس تاريخما بعينمه بمل فكرة
التاريخ ،وليس هوية بعينها وإنما كل الهويات،وليس منظومة قيمية بل فكرة القيمة وليس
نوعا بشريا ،وإنّما فكرة النسان المطلق نفسه ")83(.
ن العولمة الثقافية ليست سوى نقلة
يقول العالم المريكي المعروف ناعوم تشومسكي" :إ ّ
نوعيمة فمي تاريمخ العلم ،تعزز سميطرة المركمز المريكمي على الطراف ،أي على
العالم كله" )84(.يقول بلقيزر" :العول مة ك ما يد عي رواد ها هي انتقال من مرحلة الثقا فة
الوطنية إلى ثقافة عليا جديدة "عالمية" ،وهي في حقيقتها اغتصاب ثقافي وعدوان رمزي
على سمائر الثقافات الخرى،وهمي اختراق تقنمي ي ستخدم وسمائل النقمل والتصمال لهدر
سيادة الثقافات الخرى للشعوب ،وفرض الثقافة الغربية")85(.
-82قضايا في الفكر المعاصر :محمد عابد الجابري ،مركز دراسات الوحدة العربية :بيروت1997 ،م،ص .148 -147
- 83العولممة والهويمة الثقافيمة والمجتممع التكنولوجمي الحديمث :جلل أميمن ،مجلة المسمتقبل العربمي ،العدد ،60ص .67نهايمة التاريمخ وصمراع
الحضارات ،عبممد الوهاب المسمميري ،ضمممن مجموعممة كتاب .صممراع حضارات أم حوار ثقافات .منشورات منظمممة تضامممن الشعوب الفريقيممة
السيوية :القاهرة1997 ،م ،ص .100
- 84العولممة بين منظورين -مصدر سابق -البيان ،ص .125
- 85انظر مجلة المجمع العربي للمحاسبين القانونيين ،عدد 1999 ، 11م ،ص .38
34
ويقول د.عبيد الفتاح أحميد الفاوي ":ليسمت العولممة انتقالً ممن ظاهرة الثقافمة
الوطنية والقومية إلي ثقافة عليا جديدة هي الثقافة العالمية بل إنّها فعل اغتصاب ثقافي
وعدوانممي رمزي علي سممائر الثقافات خاصممة ثقافتناالعربيةوالسمملمية")86(.
ودعا دافايد روشكويف (أستاذ العلقات الدولية بجامعة كولومبيا والمسئول السابق
فمي حكوممة الرئيمس المريكمي السمبق كلينتون) الوليات المتحدة إلى اسمتغلل الثورة
المعلومات ية الكون ية للترو يج للثقافةوالق يم المريك ية على ح ساب الثقافات الخرى ،ل نّ
ل وتسامحا وهم النموذج الفضل للمستقبل ،والقدر على قيادة
المريكان أكثر المم عد ً
العالم)87(.
ن المهمة الساسية لمريكا توحيد الكرة
ويقول شتراوس هوب في كتابه(توازن الغد)":إ ّ
الرض ية ت حت قيادت ها ،وا ستمرار هيم نة الثقا فة الغرب ية ،وهذه المه مة ال تي ل بد من
م قوى أخرى ل تنتممي للحضارة
إنجازهما بسمرعة فمي مواجهمة نمور آسميا وأي ّ
الغربية" )88(.إذا من الهداف الثقافية للعولمة :الترويج لفلسفة النظام الغربي الرأسمالي
النفعي البرجماتي ،وفرض الثقافة الغربية الوافدة وجعلها في محل الصدارة والهيمنة في
العالم وقهمر الهويمة الثقافيمة للممم والشعوب الخرى ،على أن تظمل الثقافات الخرى
محدود ًة في نطاق السلوك الفردي ل تتعداه ،فالدساتير والنظم والقوانين والقيم الخلقية
يجمب أن تسمتمد ممن الفلسمفة الماديمة النفعيمة ،وممن ثقافمة الرجمل البيمض العلمانيمة،
المناهضة للعقائد والشرائع السماوية)89(.
يقول المف كر ال سلمي اللما ني الدكتور مراد هوفمان :العول مة تتب نى الو سائل المري بة
الزاح فة لتمز يق ال مة ال سلمية،والطغيان على قيم ها ال سامية بالع مل على شيوع الق يم
المتدنيمة التمي تصماحب بالغزو الفكري ،والسمتهلكي مثمل:طغيان السمتهلك والنهمم
35
المادي،وشيوع العنمف والجنمس،والماديمة،والفرديمة،والفتتان بالثروة والسمعي إليهما بأي
سبيل والتخلي عن القيم.
ويقول البا حث د .مح مد أمخرون" :و من المؤ كد أن الم ستهدف بهذا الغزو الثقا في هم
المسلمون .وذلك لما يلي-:
أ – ما تملكه بلدهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية
أخرى.
ن هذه ال مة
ب – ما ث بت ل هم عبر مراكز هم وبحوث هم وجامعات هم وم ستشرقيهم من أ ّ
م ستعصية على الهزي مة ،إذا حاف ظت على هويت ها ال سلمية و من ثم فالطر يق الوح يد
لخضاع ها يتم ثل في القضاء على تفرد شخ صيتها وإلغاء دين ها الذي يب عث في ها الثورة
والرفض لكل أشكال الحتلل والسيطرة ")90(.
جم – الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني في قلب العالم السلمي ،وهو من أهم أهداف
العولممة في بلد العرب والمسلمين.
د – الحضارة السملمية بعقيدتهما وشريعتهما ونظام أخلقهما وإنجازاتهما التاريخيمة همي
النقيض الوحيد الشامل لفلسفة العولممة ودينها وأنظمتها وقيمها الهابطة في هذه الدنيا
التي نعيش فيها.
وترجع قوة تأثير الثقافة المريكية إلى مجموعة من السباب منها-:
"*هيمنمة شركات العلم المريكيمة على التسمويق العالممي ،واعتماد اقتصماديات دول
ممناعة
ممم مواد وتجهيزات الصم
ممي.فمعظم
مماد المريكم
أخرى كثيرة على القتصم
التقليدية،والعلم الورق ،الحبر،آلت الطباعة ،آلت التصوير بيد الدول المصنعة،وعلى
رأسها الوليات المتحدة المريكية.
* جميع مواد وتجهيزات التصال الحديثة بيد المجموعة نفسها ويتحكم فيها كليا مركز
واحد للهيمنة،وجميع وسائل تجهيزات المعلومات والحاسوب ،وغزو الفضاء.
- 90العولممة بين منظورين ،البيان ،السنة ،14العدد ،145رمضان 1420ه ،كانون 1/1999م ص .127-126
36
* التفوق المري كي في صناعة الفلم والمو سيقى،وتمتع ها ب سوق خارج ية ضخ مة في
ظل انتشار التلفزيون ،والقمار ال صناعة،وقنوات الفضاء ال تي أدخلت ال بث التلفزيو ني
إلى كل بيت في العالم.
تش ير إح صاءات منظ مة اليون سكو عن الو طن العر بي إلي أ نّ شبكات التليفزيون
العربية تستورد ما بين ثلث إجمالي البث كما في سوريا ونصف هذا الجمالي كما في
تونمس والجزائر ،أمما فمي لبنان فإن البراممج الجنبيمة تزيمد علي نصمف إجمالي المواد
المبثوثمة إذ تبلغ %58,5وتبلغ البراممج الجنبيمة فمي لبنان %69ممن مجموع البراممج
الثقاف ية ،ول تكت في بذلك ،بل وغالب هذه البرا مج ي بث من غ ير ترج مة ،وثل ثا برا مج
الطفال تبث بلغة أجنبية من غير ترجمة في معظمها)91(.
* القابل ية الت سويقية ال تي تتم تع ب ها المنتجات الثقاف ية المريك ية الهاب طة والمكو نة من
مزيج ثقافات وافدة من أنحاء العالم ،وليست لها هوية ذات جذور محددة.
* قيام أمريكا بتطوير صناعة ثقافية موجهة لشريحة الشباب داخل وخارج أمريكا ،وهم
الشريحة الوسع على مستوى العالم ،وهم رجال المستقبل الذين سيشغلون في مجتمعاتهم
مواقع التأثير والنفوذ.ولقد فتحت أمريكا معاهدها وجامعاتها أمام الطلبة من أنحاء العالم،
وهؤلء يشكلون الن خب في بلدان هم ب عد عودت هم إلي ها ب ما يحملون من النماط الثقاف ية
وطرق التفكير المقتبسة من أمريكا ")92(.
إنم عملء الغرب فمي العالم السملمي الذيمن يروجون العولممة يحاولون جاديمن
ّ
تعميم الفلسفة المادية والفكر الغربي العلماني ليصبح العالم السلمي جزءا من المنظومة
العلمانيمة العالميمة التمي تتميّز بخصمائص معينمة وتظهمر بثقافمة واحدة ،تتجاوز الفكمر
ال سلمي ب كل أبعاده الثقاف ية وال سياسية والجتماع ية والقت صادية والخلق ية" .وإذا كان
العالم السملمي يوجمد تحمت تأثيمر ظاهرة العولممة الثقافيمة ،بالنظمر إلى أوضاعمه
- 91انظر الثقافة العربية في عصر العولمة د عبد الفتاح أحمد الفاوي ،الهرام 22/02/2001م.
- 92تحديات النظام العالمي الجديد – مصدر سابق. -
37
القتصادية ،والجتماعية،والتعليمية والثقافية والعلمية،والعلمية التي هي دون ما نطمح
إليمه ،فكيمف يتسمنى له أن يواجمه مخاطمر هذه العولممة ويقاوم تأثيراتهما ويتغلب على
ضغوطها؟.
إ نّ الوا قع الذي تعي شه بلدان العالم ال سلمي يوفّر الفرص الموات ية أمام تغل غل
التأثيرات السملبية للعولممة الثقافيمة ،لن مقوّمات المناعمة ضمد سملبيات العولممة ،ليسمت
ي من الفات المهل كة ال تي تت سبّب في ها هذه
بالدر جة الكاف ية ال تي ت قي الج س َم ال سلم ّ
الظاهرة العالمية المكتسحة للمواقع والمحطّمة للحواجز")93(.
ومن آثار العولمة في الهوية الثقافية-:
ن العولمة تمجّد ثقافة الستهلك -التي استخدمت كأداة
* شيوع الثقافة الستهلكية -ل ّ
قويمة فاعلة فمي إطلق شهوات السمتهلك إلى أقصمى عنان وممن ثمّ تشويمه التقاليمد
والعراف السائدة في العالم السلمي.
* تغرييب النسيان المسيلم وعزله عين قضاياه وهموممه السملمية،وإدخال الضعمف
لديه،والتشكيك في جميع قناعته الدينية،وهويته الثقافية)94(.
* إشاعة ما يسمى بأدب الجنس وثقافة العنف التي من شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن
بالع نف كأ سلوب للحياة وكظاهرة عاد ية وطبيع ية )95(.و ما يترتّب على ذلك من انتشار
الرذيلة والجري مة والع نف في المجتمعات ال سلمية ،وق تل أوقات الشباب بتضييع ها في
توافمه المور وبمما يعود عليمه بالضرر البالغ فمي دينمه وأخلقمه وسملوكه وحركتمه فمي
الحياة ،وتسماهم فمي هذا الجانمب شبكات التصمال الحديثمة والقنوات الفضائيمة وبراممج
العلنات والدعايات للسلع الغربية وهي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش
الحياء والمروءة والكراممة النسمانية ولقمد أثبتمت الدراسمات الحديثمة خطورة القنوات
38
الفضائ ية-ب ما تب ثه من أفلم وم سلسلت جن سية فاض حة-على النظام التعلي مي والحياة
الثقافية والعلقات الجتماعية ونمط الحياة القتصادية في العالم السلمي)96(.
و في درا سة أعد ها مر كز درا سات المرأة والط فل بالقاهرة على :1472فتاه،
ن الفلم ال تي يشاهدنها %85:أفلما ج نس %75 ،بها مشا هد
وسيدة مصرية ..تبين أ ّ
جنسمية %85 ،أفلم عنمف وحروب %23،أفلم فضاء %68 ،أفلما عاطفيمة قديممة
وحديثة %21 ،أفلما أخرى %6،فقط من عينة البحث يشاهدن نشرات الخبار وبرامج
ن الفلم العلمية ،لنها لم تنل منهن أي اهتمام يذكر)97(.
ثقافية وترفيهية،ولم يذكر ّ
كمما أثبتمت الدراسمات الحديثمة أن شبكمة المعلومات الدوليمة (النترنمت) أكمبر قوة
دافعمة للعولممة المدويمة لصمناعة الجنمس.ويرى معهمد فوريسمتر للبحاث (كيممبردج
ما ساشوسيتس)أ نّ صناعة البور نو على شب كة المعلومات الدول ية تبلغ ن حو مليار دولر
سنويا من ح يث القي مة،وإنّ ها مرش حة للتعا ظم .فشب كة المعلومات الدول ية تز يل بضر بة
واحدة ،أكبر عقبتين تعترضان بيع الصور والخدمات الجنسية :الخجل والجهل.فالمر ل
يحتاج أكثمر ممن أن يلقمي نظرة على "دليمل الجنمس فمي العالم"،وهمو موقمع على شبكمة
معلومات الدوليمة،ليجمد عروضا مفصمّلة عمن المواخيمر،ووكالت تأجيمر المرافقات
والنوادي الليلية في مئات المدن الكبرى حول العالم .وتتيح شبكة معلومات الدولية أيضا
للناس تجاوز الرقا بة المحل ية والح صول على صور يرغبون ها من أي مكان في أرجاء
المعمورة)98(.
* ومن آثار عولمة الثقافة انتشار نوعية مميزة من الثقافة المادية والمعنوية المريكية
ح يث سيطرت الثقا فة المريك ية الشعب ية على أذواق الب شر فأ صبحت مو سيقى وغناء
مايكمل جاكسمون،وتليفزيون رامبمو ،وسمينما دالس همي الليات والنماذج السمائدة فمي
39
مختلف أنحاء العالم وأصمبحت اللغمة النجليزيمة ذات اللكنمة المريكيمة همي اللغمة
السائدة)99(.
*ومن آثار العولمة في طمس الهوية الثقافية للمة السلمية انتشار الزياء والمنتجات
المريكية في كثير من الدول السلمية ،ل نّ هذه السلع تحمل في طياتها ثقافة مغايرة
تسمحق ثقافات الممم المسمتوردة لهما وظهور اللغمة النجليزيمة على واجهات المحلت
والشركات ،وعلى اللعب والهدايا وعلى ملبس الطفال والشباب.
ول قد أثب تت الح صائيات ال صادرة لعام 1995م أ نّ الن ساء في ال سعودية :ا ستهلكن:
538طنا من أحمر الشفاه 43،طنا من طلء الظافر 41من مزيلت الطلء 232 ،طنا
ممن مسمحوق تجميمل العيون 445طنا ممن مواد صمبغة الشعمر ،إنفاق 1500-1200
ماريفهن خلل
مة آلف وأربعمائة امرأة مصم
معودي على العطور .وأربعم
مليون ر سم
الصيف فقط 110:مليين ر فساتين الحفلت ،و 8آلف ر متوسط كلفة الف ستان وما
تنفقه المرأة الواحدة على كل زينتها خلل الحفلة 25ألف ر.
وح سب إح صائيات 1997م على ن ساء الخل يج 799 :مليون دولر أنف قت على
العطور 4،مليون دولر على صبغات الش عر،وا ستهلكن 600طن من أح مر الشفاه ،و
50طنا من طلء أظا فر ،و 1,5مليار دولر تنفق ها المرأة الخليج ية على م ستحضرات
التجميل)100(.
وا ستهلكن 298:ألف كيلو جرام وزن م ستحضرات تجم يل العيون 96ألف كيلو
جرام لتلم يع الظا فر 334 ،ألف كيلو جرام لطلء الو جه 599ألف كيلو م ستحضرات
وقايمة الجلد ممن الشممس 4 ،ألف كيلو جرام مسمتحضرات تطريمة الجلد 401،ألف كيلو
-99انظمر مجلة المسمتقبل العربمي مركمز دراسمات الوحدة العربيمة -بيروت -العدد ،229مارس 1998م .انظمر الثقافمة العربيمة فمي عصمر العولممة د
عبد الفتاح أحمد الفاوي ،الهرام 22/02/2001
- 100انظر مجلة السرة ،عدد صفر 1420هم.
40
جرام م ستحضرات تجع يد الش عر أو تنعي مه 784 ،ألف كيلو جرام م ستحضرات صبغ
الشعر)101(.
قمد ينمبري بعمض السمذج ممن الناس فيقول :وأي خطمر حقيقمي يمكمن أن يهدّد
الم سلمين إذا شا عت هذه المطا عم والزياء والتقال يد والمنتجات الورب ية والمريك ية؟!
والجواب :همو المثمل الفرنسمي المشهور الذي يقول( :أَخمبرْني ماذا تأكمل أُخمبرْك م َن
أ نت!)؛ فالزياء,والمطا عم،والمأكولت والمشروبات ،وغير ها من المنتجات تجلب مع ها
مفاهيم بلد المنشأ ،وقيمه وعاداته ولغته ،وذلك يوضح الصلة الوثيقة بين هذه المنتجات
وبيممن انفراط السممرة،وضعممف التديممن،وانتشار الكحول والمخدّرات،والجريمممة
المنظممة.وأيضما فإنّ أي مطعمم أو متجمر ممن (الماركات) الغربيمة المشهورة يقام فمي
بلد نا -ينهار أما مه عشرات المؤ سسات الوطن ية الوليدة،ال تي ل تملك أ سباب المناف سة،
ممّا يزيد من معدلت الفقر والبطالة)102(.
م الزياء الوربيمة والمريكيمة قمد كتبمت عليهما عبارات باللغمة
ولقمد ثبمت أن ّ
النجليزيمة( )103تحتوي على ألفاظ وجممل جنسمية مثيرة للشهوات ومحركمة للغرائز
الجن سية ،وأيضا ل دين ية ت مس المشا عر والمقد سات والخلق ال سلمية وتروج للثقا فة
الغربيمة التمي تقوم على الباحيمة والحريمة الفوضويمة فمي مجال العلقات بيمن الرجمل
والمرأة)104(.
ولقد أدركت بعض الدول خطورة الثار الثقافية للعولمة في بلدانها ومن هذه الدول
فرنسا ،فهذا وزير العدل الفرنسي جاك كوبون يقول" :إن النترنت بالوضع الحالي شكل
جديمد ممن أشكال السمتعمار،وإذا لم نتحرك فأسملوب حياتنما فمي خطمر ،وهناك إجماع
فرن سي على اتخاذ كل الجراءات الكفيلة لحما ية الل غة الفرن سية والثقا فة الفرن سية من
41
التأثيمر المريكمي" )105(.بمل إن الرئيمس الفرنسمي جاك شيراك عارض قيام مطعمم
"ماكدونالدز( )106الذي يقدم الوجبات المريكيمة ،مسموغًا ذلك أن يبقمى برج أيفمل منفردًا
بنمط الع يش الفرن سي )107(.ك ما قام وز ير الثقا فة الفرن سي بهجوم قوي على أمري كا في
اجتماع اليون سكو بالمك سيك ،وقال" :إ ني أ ستغرب أن تكون الدول ال تي علّ مت الشعوب
قدرا كمبيرا ممن الحريمة ،ودعمت إلى الثورة على الطغيان ،همي التمي تحاول أن تفرض
ثقافمة شموليمة وحيدة على العالم أجممع...إن هذا شكمل ممن أشكال المبرياليمة الماليمة
والفكرية ،ل يحتل الراضي ،ولكن يصادر الضمائر ،ومناهج التفكير ،واختلف أنماط
العيش")108(.
رابعا :الهداف والثار الدينية:
العولمة آتية من الغرب الصليبي الكافر الذي يعتمد النظمة والمفاهيمم العلمانية
اللدينية.ولقد حذرنا ال تعالى من اليهود والنصارى فقال عز وجلَ ( :ولَ نْ تَ ْرضَى عَنْ كَ
ت أَهْوَاءَهُ مْ
ن اتّبَعْ َ
ل إِنّ هُدَى اللّ ِه ُهوَ الْهُدَى َولَ ِئ ِ
الْيَهُودُ وَل النّ صَارَى حَتّ ى تَتّبِ عَ ِملّتَهُ ْم ُق ْ
ن اللّ هِ ِم نْ َولِيّ وَل نَ صِيرٍ) البقرة 120:وقال(:وَل
ن الْ ِعلْ مِ مَا لَ كَ مِ َ
بَ ْعدَ الّذِي جَاءَ كَ مِ َ
ع نْ دِينِ ِه فَيَمُ تْ
ستَطَاعُوا وَمَ نْ يَرْ َتدِدْ مِنْكُ مْ َ
نا ْ
يَزَالُو نَ ُيقَا ِتلُونَكُ ْم حَتّى يَرُدّوكُ ْم عَ نْ دِينِكُ ْم إِ ِ
ب النّا ِر هُ ْم فِيهَا )
صحَا ُ
ت أَعْمَالُهُ مْ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ َوأُولَئِ كَ أَ ْ
وَ ُهوَ كَافِرٌ َفأُولَئِ كَ حَبِطَ ْ
البقرة.217:وقال( :يَا أَيّهَا الّذِي نَ آمَنُوا ل تَ ّتخِذُوا الْيَهُودَ وَالنّ صَارَى أَ ْولِيَاءَ بَ ْعضُهُ ْم أَ ْولِيَاءُ
ن اللّهَ ل يَ ْهدِي الْقَوْ َم الظّالِمِينَ) المائدة.51:
بَ ْعضٍ وَمَنْ يَتَ َولّهُمْ مِ ْنكُ ْم َفإِنّهُ مِنْهُ ْم إِ ّ
- 105مستقبل العولممة بين منظورين،مجلة المستقبل العربي -مصدر سابق -ص .21
- 106هناك جامعة هامبرجر؛ لها قاعات محاضرات ،وحاسبات جديدة ،ومترجمون مستعدون لترجمة الدروس إلى 26لغة ،هذه الجامعة خرجت
حتمى الن 65ألف حاممل بكالوريما فمي الهممبرجرولوجي؛ تخرج سمنوياً سمبعة آلف طالب .ولديهما 25بروفيسمور ،وتحتمل هذه الجامعمة القلب ممن
شبكمة هائلة ممن خمسمة فروع لهما فمي مما وراء البحار ،إضافمة إلى أكثمر ممن مائة مركمز تدريمب ،وعلقات تربطهما بكمل مطعمم هاممبرجر .ومما أن
ينضمم أي شخمص إلى شركمة ماكدونالدز حتمى يتلقمى تدريبما مما ذكرا كان أم أنثمى .وحيمن يصمل مديرو المطاعمم إلى الجامعمة المركزيمة فمي أوك
ن معظم الدروس في جامعة الهامبرجريدور حول أمور عملية يومية بل مبتذلة ،ول تنس المقليات بروكس فإن عليهم تلقي 2000ساعة تدريب،إ ّ
والكوكاكول؛ وركزت جامعة الهامبرجر تاريخيا على التوجيه ل التعليم ،علماً أن التوجيهات كلها تأتي من الوليات المتحدة.
- 107العولممة أمام عالمية الشريعة السلمية ،د .عمر الحاجي ،ط ،1دار المكتبي -دمشق1420 -هم1999 /م ص .51
- 108المصدر السابق ص .50
42
يقول الدكتور جلل أمين" :وهناك من يكره العولمة ل لسبب اقتصادي ،بل لسبب
ديني .فالعولمة آتية من مراكز دينها غير ديننا ،بل هي قد تنكرت للديان كلها ،وآمنت
بالعلمان ية ال تي ل تختلف كثيرا في ن ظر هؤلء عن الك فر ،و من ثمّ فف تح البواب أمام
العول مة هو ف تح البواب أمام الك فر ،والغزو ه نا في ال ساس ل يس غزوا اقت صاديا ،بل
غزو من جانب فلسفة للحياة معادية للدين ،والهوية الثقافية المهددة هنا هي في الساس
دين المة وعقيدتها ،وحماية الهوية معناها في الساس الدفاع عن الدين")109(.
فمن أهداف العولمة الدينية-:
-1التشكيك في المعتقدات الدينية وطمس المقدسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر
المادي اللديني الغربي ،أو إحلل الفلسفة المادية الغربية محل العقيدة السلمية.
-2اسيتبعاد السيلم وإقصماؤه عمن الحكمم والتشريمع،وعمن التربيمة والخلق وإفسماح
المجال للنظمم والقوانيمن والقيمم الغربيمة المسمتمدة ممن الفلسمفة الماديمة والعلمانيمة
البرجماتية)110(.
-3تحويل المناسبات الدينية إلى مناسبات استهلكية ،وذلك بتفريغها من القيم والغايات
اليمان ية إلى ق يم ال سوق ال ستهلكية ،فعلى سبيل المثال :ا ستطاع التقدم العل مي والتق ني
الحد يث أن يحوّل ش هر رمضان(ش هر ال صوم والعبادة والقرآن)وع يد الف طر خا صة من
مناسبة دينية إلى مناسبة استهلكية)111(.
ومين آثار العولمية فيي هذا الجانيب :التحدي الخطيمر الذي تواجهمه الشريعمة
السلمية من القوى المحلية العلمانية التي تتلقى الحماية الدولية المعنوية والمادية باسم
الحريمة والديمقراطيمة وحقوق النسمان،ولقمد انتشرت الجمعيات الهليمة المدعوممة
غربيا،ال تي تقوم بمحار بة الهو ية الثقاف ية ال سلمية ،وإثارة الش به والشكوك حول الن ظم
والتشريعات ال سلمية،وخا صة في ما يتعلق بالعل قة ب ين المرأة والر جل وقضا يا المرأة
- 109العولمة ،د.جلل أمين -مصدر سابق -ص . 46
- 110السلم والعولمة -مصدر سابق -ص . 96
-111إن من ينظر إلى أسواق المسلمين في رمضان ل يملك إل أن يقر بأن المخططات المعادية قد نجحت في تحقيق ذلك .
43
المسملمة،وتطالب بعضهما جهارا نهارا الحكومات والمجالس البرلمانيمة إصمدار القوانيمن
وفمق مواثيمق الممم المتحدة المتعلقمة بحقوق النسمان بعيدا عمن النظمم والتشريعات
السلمية .ولكن أخطر ما في العولمة نسبية الحقيقة التي تقوم عليها،وهي التي تتصادم
تصادما مباشرا مع ثوابت الدين السلمي المستمدة من النص:القطعي الثبوت القطعي
الدللة ،لذلك نجمد أن قوى العولممة تدعمم كمل ممن يروج لنسمبية الحقيقمة ،فقمد امتدح
"بللترو"وكيمل وزارة الخارجيمة المريكيمة السمبق ثلثمة ممن الكتّاب العرب ودعما إلى
ترو يج كتابات هم واعتماد ها ،و هم -:مح مد شحرور من سورية ومح مد سعيد العشماوي
ن ما يج مع هؤلء الثل ثة هو إيمان هم بن سبية
من م صر ،ومح مد أركون من الجزائر،وإ ّ
الحقيقمة ،وتفسميرهم النمص القطعمي الثبوت القطعمي الدللة الذي يتناول ثوابمت الديمن
مه
مرةكالزواج،والطلق..على أنم
ملمي:العقائد والحدود،والميراث،وتشريعات السم
السم
انعكاس لبيئة العرب الجاهليمة ،وربطهمم بينمه وبيمن الواقمع الجاهلي ،ولذلك فنحمن لسمنا
ملزم ين به،وعلي نا أن نف سّر هذه الن صوص على ضوء واقع نا الجد يد ونعطي ها مضمونا
وبعدا جديدا -أي حسب أهوائهم -أي بمعنى ثبوت النص وتغيّر المعنى ،وبالضافة إلى
ذلك فإن كثيرا من المعارك الثقاف ية ال تي دارت أخيرا هي تج سيد لل صراع ب ين ن سبية
الحقيقة التي تقوم عليها العولمة وبين ثوابت ديننا السلمي ،ومن أبرز هذه المعارك ما
ذكره د .نصر حامد أبو زيد عن النصوص القطعية الثبوت والدللة التي تتناول قضايا
عقائديمة:كالكرسمي،والعرش ،والميزان ،والصمراط والملئكمة،والجمن والشياطيمن،
والسحر،والحسد…فقد اعتبرها ألفاظا مرتبطة بواقع ثقافي معين ،ويجب أن نفهمها على
ضوء واقع ها الثقا في ،واع تبر أ نّ وجود ها الذه ني ال سابق ل يع ني وجود ها العي ني،و قد
أ صبحت ذات دللت تاريخ ية ،والدكتور ن صر حا مد أ بو ز يد في كل أحكا مه ال سابقة
ينطلق من أن النصوص الدينية نصوص لغوية تنتمي إلى بنية ثقافية محدودة ،ت ّم إنتاجها
طبقا لنواميس تلك الثقافة التي تعد اللغة نظامها الدللي المركزي وهو يعتمد على نظرية
44
عالم اللغمة "دي سموسير" فمي كمل مما يروّج له وينتهمي الدكتور أبمو زيمد إلى ضرورة
إخضاع النصوص الدينية إلى المناهج اللغوية المشار إليها سابقا؟()112
45
وتتسملل إلى البيوت على وجمه الرض كلهما ،دون اسمتئذان،وتلعمب بشخصمية الفراد
والمم جميعا تثير في برامجها وأنشطتها الشهوات الجنسية ،وتزين عبادة الجسد ،وتشيع
أنواع الشذوذ ،وتحطم قيم الفطرة النسانية الرفيعة ،فتتناقض بذلك مع النظام السلمي
الجتماعمي والخلقمي الذي أراد السملم فمي ظله أن يبنمي مجتمعا نظيفا،مؤمنًا فاضلً
عفيفا .جاء في خطاب الرئيس بوش-البن-عن حال التحاد اليهودي المسيحي في 29
يناير عام 2002مم " :ومن الن فصاعدا يحق للعالم :تناول الخمر والتدخين ،وممارسة
الجنمس السموي أو الشذوذ الجنسمي ،بمما فمي ذلك سمفاح القربمى واللواط ،والخيانمة
الزوج ية،وال سلب،والق تل،وقيادة ال سيارات ب سرعة جنون ية ،ومشاهدة الفلم والشر طة
الخلعية داخل فنادقهم أو غرف نومهم")115(.
ولتنف يذ مخططات هم في هدم كيان المجت مع ال سلمي من خلل المرأة -لهم ية
دورهيا فيي بناء كيان السيرة والمجتميع -سياروا فيي ثلثية مسيارات فيي آن واحيد،
وهي-:
أ -التمويممل المريكممي والوربممي للجمعيات والمنظمات الهليممة النسممائية
العلمانية،والتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق النسان،والمؤتمرات العالمية للتعليم والمرأة
من أ جل تنف يذ مخططات إخراج المرأة الم سلمة من الخلق ال سلمية ،وتمرد ها على
أحكام الشريعة الربانية.
ب -التفاقيات الدول ية الخا صة بحما ية حقوق الن سان ،وإزالة آثار كا فة أشكال التمي يز
ضد المرأة ،وإلزام الدول ال سلمية بالتوق يع علي ها ،مقا بل إعفائ ها من ب عض الديون
المترتبة عليها.وهنالك محاولت لتضليل الرأي العام وإيهام المرأة المسلمة أ نّ الظلم كله
ن المم المتحدة ستحررها
واقع عليها ،وأن هذه التفاقية سترفع عنها الجور والظلم ،وأ ّ
من سطوة مجتمعها ،مع أنّها في حقيقة المر تريد هلكها وهلك مجتمعها.
46
ج -المؤتمرات النسائية والتي يقصد بها هدم المجتمعات البشرية ،ول سيما المجتمعات
السلمية .وبمراجعة البحوث التي ألقيت في المؤتمرات النسائية التي عقدت في بعض
البلد السملمية ،نجدهما جميعهما تريمد إخراج المرأة المسملمة ممن النظام الجتماعمي
السلمي الذي ينظر إلى المرأة من خلل فطرتها واستعداداتها وكرامتها)116(.
يقول الباحث الدكتور عماد الدين خليل" :وفي الجانب الجتماعي تسعى العولمة
إلى تعميم السياسات المتعلقة بالطفل والمرأة والسرة وكفالة حقوقهم في الظاهر ،إل أ نّ
ماد المرأة والمتاجرة
مم ،وإفسم
مك الفراد واختراق وعيهم
ماد وتفكيم
مو إفسم
مع هم
الواقم
بهما،واسمتغللها فمي الثارة والشباع الجنسمي ،وبالتالي إشاعمة الفاحشمة فمي المجتممع،
وبالمقابمل تعميمم فكرة تحديمد النسمل ،وتعقيمم النسماء ،وتأميمن هذه السمياسات وتقنينهما
بواسطة المؤتمرات ذات العلقة(:مؤتمر حقوق الطفل)(،مؤتمر المرأة في بكين)(,مؤتمر
السمكان)،ومما تخرج بمه هذه المؤتمرات ممن قرارات وتوصميات واتفاقيات تأخمذ صمفة
الدول ية،و من ث ّم اللزام ية في التنف يذ والت طبيق...و ما تل بث آثار ذلك أن تبدو واض حة
للعيان فمي الواقمع الجتماعمي اسمتسلمًا وسملبية فرديمة ،وتفكك ًا أسمريًا واجتماعي ًا،
وإحباطات عاممة ،وشلل تام لدور المجتممع الذي تحول إلى قطيمع مسمير ومنقاد لشهوتمه
وغرائزه ،ل يعرف معروفًا ول ينكر منكرا ،متحلل من أي التزامات أسرية واجتماعية،
إل في إطار ما يلبي رغباته وشهواته وغرائزه ")117(.
إنّ العولمة تجيز الشذوذ الجنسي والعلقات الجنسية الثمة بين الرجل والمرأة ،بل
بيمن الرجمل والرجمل .ولبيان هذا الجانمب الخطيمر المدممر للحياة الجتماعيمة فمي العالم
السلمي،ويظهر ذلك عند مراجعة وثيقة مؤتمر المم المتحدة المسمى المؤتمر الدولي
- 116انظر:المرأة المسلمة ومواجهة تحديات العولممة ،سهيلة زين العابدين حماد ،المنهل شوال،ذو القعدة 1420 ،يناير ،فبراير 2000م ص -84
،87والمجتمع الكويتية ،عدد 1404و ،1406يونيو 2000م.المجتمع الكويتية ،عدد ،1406في 25ربيع الول1421 ،هم.
- 117تحديات النظام العالمي الجديد ،د.عماد الدين خليل -شبكة المعلومات الدولية -موقع السلم على الطريق.
47
للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة من 13-5سبتمبر عام 1994م وأذكر هنا بعض
المور التي ركزت عليها هذه الوثيقة -:
* الفرد هو السماس،ومصالحمه ورغباتمه همي المعيمار ،ل الديمن ول المة،ول
العائلة،ول التقاليد،ول العرف .ومن حق الفرد التخلص من القيود التي تفرض من جانب
تلك الجهات.
* تتحدث عن ممار سة الج نس دون أن تفترض وجود زواج،و عن ممار سة الج نس ب ين
المراهقين دون أن تستهجنه ،والمهم في نظر الوثيقة أل تؤدي هذه الممارسة إلى الوقوع
في المراض ،والواجب توعية المراهقين وتقديم النصائح المتعلقة بممارسة الجنس ومنع
الح مل ،وتوف ير منت هى ال سرية ل هم ،واحترام حق هم في الحتفاظ بنشاط هم الجن سي سرا
عن الجميع.
* تستهجن الوثيقة الزواج المبكر لنه يؤدي -في نظرها -إلى زيادة معدل المواليد.
* الجهاض :ل تديمن الوثيقمة الجهاض حتمى ولو لم يكمن ثممة خطمر على صمحة
م الجهاض الذي تدعمو إليمه
الم،المهمم أن يكون الجهاض آمنا ل يهدد حياة الم".إن ّ
منظ مة ال مم المتحدة من خلل مؤتمر ها هذا ،صلته وثي قة بالباح ية للج نس ،الم سقطة
ن الحديث عن
للقيود واللتزامات ،دونما شرع أو قواعد آمرة ضابطة ،وعلينا الوعي بأ ّ
الجهاض فمي هذا المؤتممر لم يكمن حديثا عمن كونمه حكما ،أو فتوى لحالة أو حالت
معينة وإنّما كان الحديث عنه بحسبانه سياسة عامة ،مما يعني أنّ الجهاض بهذا المعنى
إسناد للباحية")118(.
* ا ستهجنت الوثي قة المو مة المبكرة -دون أن تم يز ب ين ما إذا كا نت هذه المو مة قد
حدثت في نطاق الزواج الشرعي أم خارجه -لنها في نظرها تزيد من معدلت النمو ،
وتقيد المرأة من العمل والمساهمة في النتاج.
- 118وثيقة مؤتمر السكان والتنمية ،رؤية شرعية ،د.الحسيني سلمان جاد ،كتاب المة عدد ،53السنة السادسة -جمادى الولى 1417هم -ص
.72
48
ل من زوج ين ،فل فظ قرين ين أك ثر حيادا ،لنّه ل
* ا ستخدمت الوثي قة ل فظ "قرين ين" بد ً
يفترض وجود رباط قانونمي معيمن .وهذا الحياد يجعمل الشذوذ الجنسمي( )119والعلقات
الجنسية دون زواج أمرا جائزا ومقبولً.
* المساواة بين المرأة والرجل :تدعو الوثيقة إلى المساواة التامة بين الطرفين ،وحثت
المرأة على إلغاء الفوارق الطبيع ية بين ها وبيمن الرجمل ،و من ذلك :اشتراك الرجمل في
العمال المنزليمة ورعايمة الطفال أسموة بالنسماء ،دون النظمر إلى اختلف الظروف
القتصادية والجتماعية والثقافية بين الرجال والنساء(.)120
* استخدم مشروع برنامج عمل المؤتمر في فقرات عديدة مصطلحات كثيرة ،منها على
سبيل المثال1:م الصحة الجنسية .Sexual Health
2م صحة التكاثممر Reproductive Health
3م حقوق التكاثر Reproductive Rights
وذلك دون بيان مراده من حقي قة هذه الم صطلحات ،أو بيان ماهيت ها بيانًا جامعًا مانعًا،
كمما يقول أهمل الصمول عندنما ،أو حتمى الشارة إلى طبيعتهما أو محتوياتهما ،أو مدى
حدودهما ،وإنمما ربمط هذا الخطاب الغربمي للعالم ،هذه المصمطلحات العجيبمة بممارسمة
الجنس ،على مستوى الفراد،وليس داخل نطاق السرة فقط)121(.
"إنم قارئ الوثيقمة السماسية محمل التعليمق ،والمكونمة ممن أكثمر ممن مائة وإحدى
* ّ
وعشريمن صمفحة ،ممن القطمع الكمبير ،يلحمظ أنمه ورد بهما مكررًا،بمل مئات
المرات،عبارات مثممل الخدمات الصممحية التناسمملية ،والجنسممية النشاط الجنسممي
للفراد،اعتبار ممار سة الج نس والنجاب حر ية شخ صية ،ولي ست م سؤولية جماع ية...
- 119وقد وجدت أخيراً جماعات الشواذ جنسيًا في كثير من البلدان العربية ،وقد دافع عنهم الرئيس الفرنسي شيراك ،كما دافعت عنهم بعض
المنظمات الدولية ،لنّ الحكومة المصرية تريد محاكمتهم على جرائمهم.
- 120انظمر العولممة ،د .جلل أميمن ص ، 138-133السملم والعولممة ص ،12-121وثيقمة مؤتممر السمكان والتنميمة ،رؤيمة شرعيمة ،د.الحسميني
سلمان جاد ص .70-55
- 121انظر :وثيقة مؤتمر السكان والتنمية ،رؤية شرعية ،د.الحسيني سلمان جاد ،ص .70 -69
49
إلخ،هذا الذي يفوح خبثًا ،وكأن المؤتمر يُعنى بصورة أساسية بأمور الجنس ،والتناسل،
وليس بالسكان والتنمية".
وقد أفصح المفكر الفرنسي المسلم رجاء جارودي عن نوايا مقررات مؤتمر القاهرة في
الرسمالة التمي وجههما للمؤتممر ونشرتهما صمحيفة الشعمب فمي القاهرة بعددهما
16/9/1994م )122(.و من المد هش أ نّ رئي سة جمع ية "المهات ال صغيرات في أمري كا"
حذرّت المسملمين فمي مؤتممر القاهرة ممن خطورة المركمة،فقالت ":لقمد دمّروا المجتممع
المري كي وجاءوا الن بأفكار هم للمجتمعات ال سلمية ،ح تى يدمرو ها،ويدمروا المرأة
المسلمة ودورها فيها")123(.
و من آثار العول مة في الجا نب الجتما عي زيادة معدلت ن سبة الجري مة ل يس في
الدول الناميمة وحدهما ،بمل فمي كمل الدول الوربيمة الغنيمة وقمد أكّد هذا الممر الكاتبان
اللمانيان (هانسبيتر مارتين ،وهارالدشومان) حيث قال" :ينتفع مرتكبو الجرائم متعدية
الجن سيات أيضا من إلغاء القيود القانون ية المفرو ضة على القت صاد ،فعلى م ستوى كل
البلدان الصمناعية تتحدث دوائر الشرطمة والقضاء عمن طفرة بينمة فمي نممو الجريممة
المنظمة وكان أحد موظ في الشر طة الدولية قد أشار إلى هذه الحقي قة بع ين العقل حينما
راح يقول" :إنّم مما همو فمي مصملحة التجارة الحرة ،همو فمي مصملحة مرتكمبي الجرائم
ن النتائج المترت بة تث ير الر عب بل شك ،ف في منظور ال خبراء
أيضا" )124(.ويضيفان" :إ ّ
أضحمت اليوم الجريممة المنظممة عالميا ،أكثمر القطاعات القتصمادية نموا ،إنمه يحقمق
أرباحاَ تبلغ خمسمائة مليار دولر في العام")125(.
ويمكمن أن نمث ّل بالوليات المتحدة المريكيمة أبرز قلع الرأسممالية ،فالجريممة
اتخذت هناك أبعادا بح يث صمارت وبا ًء وا سع النتشار .ف في ول ية كاليفورن يا -ال تي
- 122انظر المصدر السابق.
- 123سقوط الحضارة الغربية -رؤية من الداخل -أحمد منصور ،دار القلم ،دمشق ،الطبعة الولى 1418هم1998 /م.
- 124فخ العولمة ص . 367
-125المصمدر نفسمه ص ،370فممن المثلة :ارتفاع حجمم الممبيعات فمي السموق العالميمة للهيرويمن فمي عام 1990م إلى عشريمن ضعفًا ممن خلل
العشرين سنة الماضية ،وارتفعت المتاجرة بالكوكايين إلى خمسين ضعفًا .انظر المصدر السابق ص .368-367
50
تح تل بمفرد ها المرت بة ال سابعة في قائ مة القوى القت صادية العالم ية – فاق النفاق على
السجون المجموع الكلي لميزانية التعليم .وهناك 28مليون مواطن أمريكي،أي ما يزيد
على عشر السكان قد ح صّنوا أنفسهم في أبنية وأحياء سكنية محروسة .ومن هنا فليس
بالمر الغريب أن ينفق المواطنون المريكيون على حراسهم المسلّحين ضعف ما تنفق
الدولة على الشر طة .)126(.في سنة 1965م وق عت خم سة ملي ين جري مة ،ثم ازدادت
الجرائم الخطيرة أسمرع أربمع عشرة مرة ممن الزيادة السمكانية ( % 187مقابمل 13
.)%وفي أمريكا :تحدث جريمة كل 12ثانية،وجريمة قتل كل ساعة ،وجريمة اغتصاب
للعرض كل 25دقيقة -مع أن الجنس مباح -وجريمة سرقة كل خمس دقائق ،و سرقة
سيارة كل دقي قة )127(.واتّهَ مَ الرئ يس نك سون (هوليود) بتدم ير المجت مع المري كي ،من
خلل ما تنت جه من مادة إعلم ية تد عو للباح ية الجن سية.واجت مع الرئ يس كلينتون مع
400سينمائي من هوليود والت مس من هم الرح مة بالمجت مع المري كي ،عن طر يق ال كف
عن إنتاج الفلم الجنسية الباحية)128(.
وممن آثار العولممة فمي الجانمب الجتماعمي أيضا زيادة معدلت الفقمر والبطالة)129(،
وتوهين العلقات الجتماعية بين الفراد ،والظلم الجتماعي الذي يصيب السر الفقيرة
نتي جة تقل يص الدولة للد عم الجتما عي لهذه ال سر ،ستؤدي العول مة إلى تشغ يل خ مس
المجتممع وسمتستغني عمن الربمع الخماس الخريمن نتيجمة التقنيات الجديدة المرتبطمة
بالك مبيوتر ،فخ مس قوة الع مل كاف ية لنتاج جم يع ال سلع ،و سيدفع ذلك بأرب عة أخماس
المجتمع إلى حافة الفقر والجوع ،ومن مخاطر العولمة أيضا قضاؤها على حلم مجتمع
الرفاه ،وقضاؤها على الطبقة الوسطى التي هي الصل في إحداث الستقرار الجتماعي
51
وفي إحداث النهضة والتطور الجتماعي )130(.ولقد أصدرت المم المتحدة أخيرا تقريرا
ن قوى العول مة ر غم إتاحت ها فرص لم يحلم ب ها لمنف عة ب عض الشعوب وب عض
يف يد بأ ّ
الدول إل أنها قد أسهمت في الوقت نفسه في كثير من دول العالم في رفع معدلت الفقر
والظلم،والقلق على فرص العممل ،وإضعاف المؤسمسات التمي تقدم الدعمم الجتماعمي
للفقراء كما أسهمت في تفتت القيم والعادات السائدة منذ زمن بعيد)131(.
بعض النتائج الخطيرة التي بدأت تظهر في العالم أجمع بفعل العولمة-:
أجممع الباحثون على ظهور نتائج خطيرة بفعمل تيّار العولممة الذي اكتسمح العالم
المعاصر ،ومن هذه النتائج-:
* حوار الشمال والجنوب قضمى نحبمه ،كمما قضمى نحبمه صمراع الشرق والغرب .فقمد
أسملمت فكرة التطور القتصمادي الروح ،فلم تعمد هنالك لغمة مشتركمة،بمل لم يعمد هناك
قاموس مشترك لتسممية المشكلت .فالمصمطلحات ممن قبيمل الجنوب والشمال ،والعالم
الثالث،والتحرر لم يبق لها معنى)132(.
* ممن وجهمة مُنظري العولمممة :إن المجتمعات العاجزة عمن إنتاج غذائهما أو شرائهما
بعائد صمادراتها الصمناعية مثلً ،ل تسمتحق البقاء ،وهمي عبمء على البشريمة ،أو على
القتصماد العالممي ،ويمكمن أن يعرقمل نموهما الذي يحكممه قانون البقاء للصملح .ولذلك
يجب إسقاطها من الحساب.ول ضرورة بالتالي لوقوف حروبها الهلية أو مساعدتها أو
نجدتها)133(.
* عاد السمتعمار القتصمادي والسمياسي والثقافمي والجتماعمي ممن جديمد فمي صمورة
العولمممة بالقتصماد الخ ،واتفاقيمة الجات ،والمنافسمة ،والربمح ،والعالم قريمة واحدة،
52
والتبعية السياسية ،وتجاوز الدولة القومية ،ونشر القيم الستهلكية ،مع الجنس والعنف
()134
والجريمة المنظمة.
* لقد غدا العالم الذي خضع للعولمة ،بدون دولة ،بدون أمة ،بدون وطن لنه حوّل هذا
العالم إلى عالم المؤسمسات والشبكات ،وعالم الفاعليمن والمسميرين،وعالم آخمر،همم
المسمممممممممممممممممممممتهلكون للمأكولت والمعلبات والمشروبات
والصمور،والمعلومات،والحركات،والسمكنات التمي تفرض عليهمم.أمما وطنهمم فهمو
السميبرسبيس :أي (الواقمع الفتراضمي الذي نشمأ فمي رحاب شبكمة المعلومات الدوليمة
وسائر وسائل التصال ،ويحتوي القتصاد والسياسة والثقافة))135(.
يقول أحمد الكتاب الفرنسميين عمن النظام الرأسممالي المريكمي" :فكلمما ازداد هذا النظام
الرأسمالي الجشع إمعانا وانتشارا للعولمة ازدادت النتفاضات والحروب العرقية والقبلية
والعنصرية والدينية للتفتيش عن الهوية القومية في المستقبل .وكلما َت َفشّت المعلوماتية
والجهزة التلفزيونيمة والسملكية واللسملكية ،تكبّلت اليدي بقيود العبوديمة ،وازدادت
مظاهمر الوحدة والنعزال والخوف والهلع دون عائلة ول قمبيلة ول وطمن .وكلمما ازداد
معدل الحياة سوف تزداد وسائل القتل،وكلما ازدادت وسائل الرفاهية سوف تزداد أكثر
فأكثر جرائم البربرية ،العبودية")136(.
وسائل العولمة-:
لجأت القوى الرأسممالية الغربيمة وعلى رأسمها الوليات المتحدة المريكيمة إلى الوسمائل
التالية من أجل تحقيق الهداف المنشودة من وراء العولمة.
-1إنشاء التكتلت والمنظمات القت صادية والتجار ية ال تي تمرّر من خلل ها ال سياسات
والملءات ل صالح العول مة ،و من ذلك اتفاق ية الجات" (التفاق ية العا مة للتجارة والتعر فة
الجمركيمة) "أعضاؤهما 117دولة،وتكتمل "النافتما" المكون من كندا وأمريكما والمكسميك،
- 134ما العولممة :محمد جلل العظم – حسن حنفي ص .17
- 135قضايا في الفكر العربي المعاصر :د.محمد عابد الجابري ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت1997،م،ص .148
- 136ما العولممة :محمد جلل العظم – حسن حنفي ،ص .20
53
والسموق الوربيمة المشتركمة و"إيباك" المكون ممن دول "النافتما" واسمتراليا ونيوزلندة
واليابان وإندوني سيا وماليز يا،ومنظ مة التجارة العالم ية ال تي تنت مي إلي ها كث ير من دول
العالم)137(.
-2ا ستخدام الشرع ية الدول ية الزائ فة و عبر ا ستغلل ال مم المتحدة" .و من أبرز و سائل
العولممة المريكيمة:إنشاء منظممة الممم المتحدة ،وأجهزتهما السمياسية والماليمة والثقافيمة
كالبنك الدولي،ومنظمة اليونسكو ومنظمة حقوق النسان ،وغيرها ،وكلها تخضع للتوجيه
ن من أهداف إنشاء ال مم المتحدة هو
المري كي الوا ضح أو الم ستتر ،و قد و ضح الن أ ّ
منع قيام المحاور الجديدة ،بدعوى الحفاظ على السلم والستقرار الدولييْن ،أما الغرض
الحقي قي ف هو تنف يذ ال سياسة المريك ية ،وكان أول البراه ين على ذلك :ول ما يم ضِ على
إنشاء المنظمة سوى بضع سنين -إصدار قرار تقسيم (فِلسطين) بإنشاء الدولة العبرية
خلفا لمن طق العدالة والتار يخ 1947م ،ث مّ الهجوم المري كي على كور يا الشمال ية ت حت
أعلم الممم المتحدة ( )1950ول تزال الممم المتحدة-حتمى اليوم -تقوم بدور الغطاء
الدولي لسياسات الوليات المتحدة في مهاجمة الدول الصغيرة ،أو فرض الحصار عليها
لتفه السباب وحين تحاول الكتل الدولية أو القليمية أن تعيد منظمة المم المتحدة إلى
الدور الذي حدده ميثاقها المعلَن تبادر الوليات المتحدة إلى استخدام حق النقض ،وإبطال
أي قرار ل تر ضى ع نه ،وخ صوصا في ما يتعلق بإ سرائيل ،وي ساعدها على ذلك وجود
مقر المنظمة الدولية وأكثر المؤسسات المعاوِنة على الراضي المريكية ،وقد أشهرت
الوليات المتحدة سملح التهديمد عنمد أول مبادرة اسمتقللية ممن جانمب الممم المتحدة ؛
فقلّصت اشتراكاتها المالية لسنوات طويلة ،أما اليونسكو فقد حرصت علي أن تغطي هذه
المؤسسة الجانب الثقافي من المخطط المريكي وحين حاول مديرها العام السنغالي أحمد
مختار أمبو أن يسلك طريقا محايدا في مسألة (إسرائيل) والقدس أوقفت دفع اشتراكاتها
- 137لقد فصل الحديمث عن المنظمات والتكتلت القتصادية العالمية د .حسين شحاته في كتابه "النظام القتصادي العالمي واتفاقية الجات" دار
البشير للثقافة والعلوم ،طنطا 1998م .
54
ثمم عملت على إخراجمه ممن المنظممة"،وممن مؤسمسات
السمنوية لحراج المديمر العامّ ،
الماليمة :منظممة الممم المتحدة صمندوق النقمد الدولي والبنمك الدولي للنشاء والتعميمر،
ومهمته ما فرض وتنف يذ الملءات والقرارات ال سياسية والقت صادية ال تي ت ضر بالدول
والشعوب وتحقق المصالح العليا لمريكا وحلفائها)138(.فالمؤسسات الدولية مثل صندوق
النقد الدولي والبنك الدولي تضغط جاهدة على دول العالم الثالث لكي تلغي الحواجز في
وجه التجارة الدولية ،والتركيز على الستيراد بدل من النتاج المحلي)139(.
-3تقديمم الدعمم القتصمادي والمعنوي للنظممة والحكومات المعاديمة للسملم ،فرض
سياسة الحصار والتجويع على النظمة المتمردة على الرادة المريكية،أو النظمة التي
ت سعى إلى اتخاذ ال سلم منهجا وشريعةً للحياة .ا ستخدم العقوبات الدول ية ال تي تفرض ها
أمريكا -من خلل المم المتحدة -طبقا لمعاييرها الخاصة التي تحقق أهداف العولمة.
-4تقييد الحكومات في العالم السلمي بالتفاقيات المجحفة الظالمة كاتفاقية منع انتشار
السلحة النووية والكيماوية في الوقت الذي يسمح فيه لليهود ومن على شاكلتهم بامتلك
تلك السلحة وتطويرها.
-5تسخير القوى العلمانية الداخلية من الكتاب ورجال العلم والتربية لصالح العولمة
والستفادة من جهود المستشرقين وقادة الغزو الفكري.
-6ك تم ال صوت ال سلمي الم عبر عن آمال ال مة وتطلعات ها في الحر ية وال ستقلل
وعدم التبعية للسيطرة الغربية.
-7الكثار ممن المنظمات والجمعيات والمؤسمسات الخدماتيمة الهليمة ذات الهداف
اللدينية ودعمها ماليا ومعنويا.
- 138انظمر السملم والعولممة ،ص ، 150العولممة ،محممد سمعيد أبمو زعرور ،ص ، 42ممن الملحمظ أن العولممة ترتكمز اقتصمادياً على ثلث
ركائز هي-:مم
( )1النظام النقدي العالمي ويشرف عليه صندوق النقد الدولي .
( )2النظام الستثماري العالمي بإشراف البنك الدولي .
( )3النظام التجاري العالمي بإشراف وإدارة منظمة التجارة العالمية والتي تعمل بالتنسيق مع الشركات الكبرى العابرة للقوميات .
-139الشباب المسلم والعولمة :كامل الشريف -مصدر سابق. -
55
-8إحلل الثقافممة الغربيممة مممن خلل نشممر اللغممة النجليزيممة ،مممن خلل
الزياء،والمأكولت،والمنتجات الغرب ية ،وإقا مة المطا عم المريك ية (ماكدونالدز) وإقا مة
شركات إنتاج المواد الغذائيمة المريكيمة وممن أمثلتهما شركمة (كوكما كول) للمشروبات
الغازية.
-9اسمتخدام وسمائل الدعايمة والعلم وشبكات التصمال الحديثمة :كالقمار الصمناعية،
والقنوات الفضائية ،وشاشات الحاسوب ،لحداث التغيرات المطلوبة لعولمة العالم)140( .
يقول العالم المريكي المعروف ناعوم تشومسكي" :إ نّ العولمة الثقافية ليست سوى نقلة
نوعيمة فمي تاريمخ العلم ،تعزز سميطرة المركمز المريكمي على الطراف ،أي على
أنم %65ممن مجممل المواد والمنتجات
إنم هيمنمة أمريكما ناتجمة ممن ّ
العالم كله"ّ )141(.
العلمية والعلنية والثقافية والترفيهية تحت سيطرتها ،ومن إنتاجها .هذا المر الذي
أدّى إلى تو جس ب عض الدول الغرب ية وخوف ها على أجيال ها .إ نّ طغيان العلم والثقا فة
المريكيت ين في القنوات الفضائ ية د فع وز ير العدل الفرن سي جاك كوبون أن يقول" :إ نّ
شبكمة المعلومات الدوليمة بالوضمع الحالي شكمل جديمد ممن أشكال السمتعمار ،وإذا لم
نتحرك فأسملوب حياتنما فمي خطمر ،وهناك إجماع فرنسمي على اتخاذ كمل الجراءات
الكفيلة لحما ية الل غة الفرن سية والثقا فة الفرن سية من التأث ير المري كي"(.)142ك ما ها جم
وز ير الثقا فة الفرن سي هجوما قويا أمري كا في اجتماع اليون سكو بالمك سيك وقال ":إنّي
أستغرب أن تكون الدول ال تي علّمت الشعوب قدرا كبيرا من الحرية ودعت إلى الثورة
على الطغيان هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع .ث ّم قال:
إ نّ هذا ش كل من أشكال المبريال ية المال ية والفكر ية،ل يح تل الرا ضي ،ول كن ت صادر
الضمائر ،ومناهج التفكير واختلف أنماط العيش" )143(.وتبعا لهذه السياسة قررت فرنسا
- 140السلم والعولمة ،ص ، 98-97العولمة ،محمد سعيد أبو زعرور ،ص . 42
- 141العولممة بين منظورين ،البيان -مرجع سابق -ص .125
- 142مستقبل العولممة بين منظورين :المستقبل العربي ،ص .21
- 143المصدر -نفسه -ص50.
56
أن تكون نسمبة الفلم الفرنسمية المعروضمة باللغمة الفرنسمية فمي التلفاز الفرنسمي 6
)144(.%0وفمي المقاطعات الكنديمة بلغمت الهيمنمة المريكيمة فمي مجال تدفمق البراممج
العلمية والتلفاز إلى حد دعا مجموعة من الخبراء إلى التنبيه إلى أن الطفال الكنديين،
أصبحوا ل يدركون أنّهم كنديون لكثرة ما يشاهدون من برامج أمريكية)145(.
-10التوسمع فمي قبول الطلب الجانمب فمي الجامعات والمعاهمد الغربيمة ففمي أمريكما
وحدها أك ثر من عشر ين ألف جام عة ومع هد مهمتها القيام بالبرا مج الثقاف ية ال تي تر سخ
لديهم الثقافة الغربية،وتستخدمهم وسائل للعولمة.
-11اسمتخدام مما يسممى بالديمقراطيمة وحقوق النسمان واعتبارات الحياة المعاصمرة
ومواث يق ال مم المتح مدة في محار بة منظو مة الق يم والخلق والتشريعات ال سائدة في
المجتمعات السلمية.
-12المؤتمرات القتصمادية ،ومؤتمرات التنميمة والسمكان ،التمي تعقمد فمي كافمة دول
العالم ،واستخدامها للترويج لثقافة وفكرة العولمة.
-13تنظ يم المهرجانات الفن ية الغنائ ية والمو سيقية واللقاءات الشباب ية ال تي تشترك في ها
فرق ووفود من كل أنحاء العالم.
-14اسمتغلل المرأة عمبر دعوات لتحقيمق المسماواة بينهما وبيمن الرجمل وسمن قوانيمن
عالمية بحجة حماية حقوق المرأة.
-15سمياسة السموق وفتمح المجال أمام الشركات المريكيمة والشركات الكمبرى متعددة
الجنسميات للقيام بالسمتثمار غيمر المباشمر فمي دول العالم والعتماد على خوصمصة
الشركات والمؤسسات القتصادية والخدماتية الوطنية والحكومية ،أي نزع ملكية الوطن
والممة والدولة لهما ،ونقلهما للخواص ممن الداخمل والخارج ،لضعاف سملطة الدولة
والتخفيف من حضورها لصالح ظاهرة العولمة ،ومن ث ّم إحداث هزات مالية في أسواق
57
العالم ،وفتمح السمواق المحليمة أمام السملع ورؤوس الموال والمعلومات الوافدة ،وهدم
ال سوار الجمرك ية والقيود أمام التجارة الدول ية،وعدم إعطاء الد عم لب عض ال سلع بح جة
أن ذلك ي ضر التنم ية ،وت سريح الجيوش أو ال حد من أعداد ها وخو صصة القطاع العام،
وتخلي الدولة عمن دورهما فمي إدارة اقتصمادها وحمايتمه وفمق رؤيتهما ومصمالحها
الخاصة)146(.
- 146العولمة ،د .جلل أمين ص ، 28-27العولمة ،محمد سعيد أبو زعرور ص 49 ،45-44الوطنية في عالم بل هوية -تحديات العولمة -
مرجع سابق -ص ، 74العولمة وآليات التهميش في الثقافة العربية -مصدر سابق ،ص 14
- 147مخاطر العولمة على المجتمعات العربية :أ.د مصطفى رجب ،مجلة البيان2000 /13/10 ،م.
58
بطبيعمة الحال الوليات المتحدة المريكيمة واليابان وألمانيما والتحاد الوروبمي باعتباره
كتلة واحدة ,أمّا الشركات فهمي الشركات دوليمة النشاط التمي برزت قوتهما القتصمادية
الكاسمحة حوالي السمتينيات ،ووصملت الن إلى السميطرة على نسمبة عاليمة ممن الدخمل
القومي العالمي.
وهناك أخيرا المؤسيسات الدوليية الكيبرى أبرزهيا البنيك الدولي وصيندوق النقيد
الدولي,وأخيرا أحدث هذه المؤ سسات:وهيمنظ مة التجارة الدول ية ,ويم كن القول إ نّ هذه
المنظممة الخيرة التمي تأسمست حديثما وكانمت نتاج تطور محادثات اتفاقيمة الجات التمي
استمرت عقودا ستلعب الدور الحاسم في مجال العولمة القتصادية في المستقبل القريب,
بح كم سياساتها المعل نة و هي حر ية التجارة ,و في ضوء الليات القانون ية الملز مة للدول
التمي وقعمت على معاهدتهما ,والتمي تتضممن جزاءات اقتصمادية رادعمة لممن يخالف
قواعدها".
الثاني:يرى أ نّ الصهيونية العالمية مؤسسة الماسونية هي وراء العولمة والدلة التي
يسوقونها هي:
-1ل قد لع بت ال صهيونية دور ها في الوليات المتحدة المريك ية ،وا ستطاع اليهود في
مطلع القرن العشر ين -ول يزالون -أن ي سيطروا على القرار ال سياسي في تلك الدولة،
وأصمبح الزعماء السمياسيون يخشون سملطان الصمهيونية التمي تسمتطيع إسمقاطهم عمن
كراسميهم لقدرتهما على نشمر الفضائح والشاعات عمبر دور الدعايمة والعلن ووسمائل
العلم التي يسيطر عليها اليهود ولذا فإن كل من يفكر في الوصول إلى البيت البيض
يجب عليه أن يسترضي اليهود ويخضع لبتزازاتهم ،وينحني صاغرا أمام الصهيونية،
وإذا كانت مؤسسات المم المتحدة من أهم الوسائل التي تستخدمها الوليات المتحدة في
العولمة ،فأنا نجد اليهود قد استطاعوا السيطرة على المم المتحدة منذ إنشائها ،وتغلغلوا
إلى معظمم مؤسمساتها ودوائرهما ومكاتبهما المختلفمة ،يقول الكاتمب المريكمي دوجلس
59
ويد(:إ نّ رؤساء أمريكا ومن يعملون معهم ينحنون أمام الصهيونية كما لو كانوا ينحنون
أمام ضر يح له قدا سته) )148(،بل تمكّن ب عض اليهود من الو صول إلى رئا سة الوليات
المتحدة المريكية)149(.
ل قد ا ستطاع اليهود أن ي سيطروا على مع ظم المؤ سسات القت صادية ف من شركات
البترول إلى الشركات الصمناعية والبنوك والبورصمة وسميطروا على العلم ووسمائله
المختلفة وأسسوا دور السينما وصناعة الفلم وتولوا أماكن الصدارة في مجلس الشيوخ
والنواب ،وعملوا كمستشارين للرؤساء المريكيين في الشؤون المالية والسياسية والمنية
ول قد م كن ل هم ب عض الرؤ ساء المريكان اليهود أ صلً أمثال -روزفلت -من ال سيطرة
على اقتصماديات البلد ومواردهما ،والوصمول إلى الوظائف العاممة فمي وزارات الدفاع
والخارجية والقتصاد والمخابرات.
وفي عهد الرئيس كلنتون سيطر اليهود على القرار السياسي والقتصادي والمالي
والشؤون المنيمة فمي الوليات المتحدة المريكيمة وكمما همو معلوم فإن سمبعة أعضاء
تبوءوا أعلى مراكمز الصمدارة فمي البيمت البيمض ،وكانوا يرسممون السمياسة الداخليمة
والخارج ية لمري كا ،خم سة من هم من اليهود ،و من هؤلء ال سيدة مادل ين أولبرا يت في
وزارة الخارجيمة ،ووليمم كوهيمن فمي وزارة الدفاع ،وسماندي بيرغمر مسمتشار الرئيمس
كلنتون لشئون المن القومي.
-2ل قد ا ستطاع اليهود أن يتغلغلوا في عقل ية الش عب المري كي وأن يغزوه في عقيد ته
الدينيمة ،حيمت اسمتغلوا المجاممع الكنسمية والمؤتمرات الدينيمة ووضعوا التفسميرات
والشروحات الدينية للعهد القديم ،وتمكنوا من أن يجعلوا الرأي العام المريكي ينطلق من
المرتكزات الصهيونية في السياسة والفكر والدين.
- 148وثيقة الصهيونية ،جو رجي كنعان ،دار اقرأ ،الطبعة الثالثة 1985م ،ص . 142
- 149أمثال روزفلت وترومان وآيزنهاور .
60
-3إن اليهوديمة العالميمة لهما نفوذ واضمح فمي كثيمر ممن الدول الوربيمة خاصمة فمي
بريطانيما وفرنسما وألمانيما ،فهمم يسميطرون فمي هذه الدول على كثيمر ممن المؤسمسات
القت صادية كالبنوك والشركات ال صناعية والتجار ية والمنا جم وأ سهم شركات البترول،
وامتلكوا كثيرا من الصحف الكبرى التي تسير الرأي العام بل وتصنعه لصالح السياسة
الصهيونية العامة في الشرق الوسط.
-4ولمّا أنشئت هيئة الممم المتحدة تغلغمل اليهود والماسمونيون إلى دوائرهما ومكاتبهما
المختلفة وبالتالي استغللها لتحقيق أهدافهم الشريرة في السيطرة على العالم ،ومن ذلك:
مك تب ال سكرتارية لهيئة ال مم المتحدة الذي هو أ هم شع بة في ها ،ومرا كز ال ستعلمات،
وشع بة الق سام الداخل ية ومؤ سسة التغذ ية والزرا عة ،ومؤ سسة التعل يم والثقا فة وال فن
"اليونسمكو" وبنمك العمار الدولي ،وصمندوق النقمد الدولي ،ومؤسمسة الصمحة العالميمة
ومؤسسة اللجئين الدولية ،ومؤسسة التجارة الدولية)150(.
-5ومن خلل درا سة الوثائق اليهودية يتبين للقارئ دور اليهودية العالم ية في صناعة
الحداث أو في استغللها لصالح مخططاتهم التي تستهدف السيطرة على العالم كله من
ن من أهداف الحر كة الما سونية -ال تي
خلل تأ سيس جمهور ية ديمقراط ية عالم ية .إذ أ ّ
أسسها ويديرها اليهود -إقامة دولة عالمية ل دينية ،وقد نص على ذلك الهدف المؤتمر
الماسوني العالمي المنعقد في باريس سنة 1900م)151( .
م اليهود وضعوا مخططاتهمم للسميطرة على العالم فيمما يسممى
-6وممن المعلوم أن ّ
(بروتوكولت حكماء صهيون) ،و من يدرس هذه البروتوكولت ي ستطيع أن يع قد وب كل
سهولة مقار نة دقي قة ب ين ما تضمن ته هذه البروتوكولت ،و ما ي سود العالم من أوضاع
سمياسية واقتصمادية الن ،فكمل وسمائل العولممة التمي سمبق ذكرهما قمد نصمت عليهما
البروتوكولت الربع والعشرون.وأكثر وسيلة ركزت عليها في الوصول إلى حكم العالم
- 150أسرار الماسونية الجنرال جواد رفعت أتلخان ،الزهراء للعلم العربي -الطبعة الولى 1410هم 1990 -م ،ص ، 71-61وذكر في هذا
الكتاب أسماء اليهود ووظائفهم داخل مؤسسات هيئة المم المتحدة .
- 151أسرار الماسونية ،مصدر سابق ،ص . 43
61
وجعله خاضعا لحكو مة واحدة :النشاط القت صادي والتح كم في حر كة التجارة العالم ية،
وإيجاد أزمات اقت صادية عالم ية ،وال سيطرة على مقدرات ال مم وموارد ها المال ية)152(.
وتحدثمت بروتوكولت حكماء صمهيون عمن المخطمط اليهودي لحكمم العالم ممن خلل
الحكو مة اليهود ية العالم ية وللو صول لهذا الهدف ل بد من ا ستغلل النشاط القت صادي
والصناعي والتجاري،وإتاحة الحرية لرأس المال لكي يصل إلى مرحلة سيادة الحتكار
في كل مجالت التجارة والصناعة،وتخريب القتصاد للحكومات والشعوب الخرى عن
طريق المضاربة والقروض وزيادة السعار للسلع الساسية الضرورية ولصناعة الرأي
العام لصالح اليهود ل بد من السيطرة على وسائل العلم.
-7و من الوثائق اليهود ية القدي مة ال تي تك شف عن حقي قة مشروع العول مة وأنّه ض من
خ طة يهود ية هدف ها الهيم نة على العالم ،ما نشر ته جمع ية "القباله" اليهود ية .جاء في ها:
"وبفضل قرية السلم العامة التي جعلناها بمنزلة الصلة اليومية للنسانية جمعاء لكثرة
ما تحد ثت عن ها إذاعت نا سوف نح طم أع صاب البشر ية برمت ها ،و سنركز جهد نا على
تذكير الناس بالهوال المرتقبة من الحروب لنرهبهم ،ونجعلهم يلتمسون تجنبها مهما كان
الث من ،عند ها سنخرج علي هم بفكرة الدولة العالم ية الواحدة ،بح جة أن ها الو سيلة الفريدة
للحيلولة دون قيام الحرب ،بينمما سميكون هدفنما الحقيقمي منهما التمهيمد لزالة الفوارق
العن صرية والدين ية لتن صرف الشعوب المعاد ية ل نا عن مراقبت نا ،والتحري عن خفا يا
مناهجنا ،ومن ثم إضعاف النزعات القومية والوطنية بين أفرادها ،وليهامها بنبل مقاصد
دعوتنا سنروج لفكرة التعاون القتصادي بين الدول بحجة السعي لرفع مستوى الشعوب
المختل فة ،و سنشجع الدول الرأ سمالية الخاض عة ل نا على م نح القروض للدول الخرى،
ولغفالهما عن مراقبت نا سنبادر إلى ال سهام بق سم من هذه القروض ،و من المؤ كد أن
الدول ال كبرى ستلبي دعوت نا لتظ هر بمظ هر المح بة للخ ير والن سانية و من ج هة ثان ية
- 152انظمر البروتوكولت :الرابمع -العشرون -الحادي والعشرون -الثانمي والعشرون مممن كتاب بروتوكولت حكماء صمهيون ترجممة محمممد
خليفة التونسي أو ترجمة أحمد عبد الغفور العطار أو ترجمة علي الجوهري .
62
ح زعمها هذا فتكون
لتسيطر -بزعمها -على الدول التي ستتلقى منها القروض وإن ص ّ
في الوا قع قد أخض عت تلك الدول لمشيئت نا ب صورة غ ير مباشرة ،باعتبار ها هي نف سها
خاض عة ل نا ،وبهذه الطري قة سنوزع ما تب قى من الثروات في حوزة الشعوب الخرى،
ي أمل في تحقيق الغاية القتصادية المرجوّة من هذا التوزيع على العالم".)153(.
دون أ ّ
إسرائيل والعولمة-:
"ول قد وجدت الدولة ال صهيونية في العول مة فر صتها ،ف هي تحاول أن ت ستثني نف سها من
هذه الميزة فهمي تبدي السمياسات العكسمية تماما .فالدولة الصمهيونية طرحمت تصمورها
الخاص للعولمة ،وتحاول فرضه على الدول المحيطة بها،وهو تصور "الشرق أوسطية"
فهذا المشروع الذي روج له الكيان الصهيوني هو عولمة مصغر")154(.
لم تن صاع إ سرائيل إلى تيار العول مة الذي اكت سح دول العالم ال سلمي،ف ما زالت
إ سرائيل كدولة تتد خل في القت صاد والمجت مع وتتم سك بقوت ها الع سكرية وتع مل على
تنميت ها ،وزيادت ها عددا وعتادا وتر فض بشدة و قف أي نشاط وتقدم في عمل ية الت سلح،
وتر فض بشدة التوق يع على اتفاقيات م نع ال سلح النووي وال سلحة الكيماو ية ،و هي ل
تتل قى التوجيهات من صندوق الن قد الدولي و من الب نك الدولي للنشاء والتعم ير ،كشأن
كثير من دول العالم ،ويخضع القطاع الخاص في مجالي القتصاد والصناعة ونحوهما
باستمرار للعتبارات التي تمليها مصالح الدولة العليا ول تسمح بتجاوزها.
وتطرح إسييرائيل تصممورها الخاص للعولمممة فيممما يعرف بمشروع الشرق
أو سطية( )155وتروج له )156(،وتحاول فر ضه على دول الشرق الو سط المحي طة ب ها.
وإذا كا نت هذه العول مة تع ني انتهاء ع صر اليديولوج يا (الد ين والعقيدة) والنفتاح على
- 153مكائد يهودية ،عبد الرحمن حسن الميداني ،دار القلم ،بيروت -دمشق ص . 447-437
- 154سيار الجميل" ،العولمة الجديدة والمجال الحيوي للشرق الوسط ،بيروت ،1997،ص .94
- 155المفهوم المريكي للشرق الوسط فقد حدده وزير خارجيتها بالمنطقة الواقعة بين ليبيريا غربا وباكستان شرقا وتركيا شمال وشبه الجزيرة
العربية جنوبا أما المفهوم السرائيلي فيشمل إسرائيل والردن وسوريا ومصر والعراق وتركيا وإيران وباكستان بالضافة إلى دول الخليج.
-156الشرق أوسمطية:صمهيونية المنشمأ ،إسمرائيلية التخطيمط والتنظيمم ،ولمصملحة إسمرائيل ويهود العالم بالدرجمة الولى والدول الغربيمة بالدرجمة
الثانية ،وعلى حساب الوطن والمواطن العربي .تبنتها الوليات المتحدة المريكية وسوقتها للدول الوروبية وحملت العديد من الدول العربية على
الموافقة عليها .انظر الدكتور غازي حسين،الشرق أوسطية -إسرائيل عظمى -طبعة 1995م ص .3
63
الخر وعدم التمسك بالولء للوطن أو المة ،فإن إسرائيل تتمسك بأيديولوجيتها وترفض
النفتاح على ال خر والتفا عل م عه ،بل تر يد من ال خر النفتاح علي ها لتع مل هي على
التأثير فيه وفق مصالحها ومخططاتها الستراتيجية المستقبلية .وتتمسك بالولء التقليدي
للو طن (إ سرائيل)،وال مة(اليهود ش عب ال المختار) وتمارس الحروب با ستمرار لثبات
سمطوتها وفرض هيمنتهما فمي المنطقمة وتتلقمى الدعمم المادي والسمياسي ممن القوى
الستعمارية الغربية)157(.
إني إسيرائيل تسمعى جادة لعولممة الشرق الوسمط لحسمابها الخاص ولقمد طرح
ّ
شمعون بيرز رئ يس الوزراء ال سرائيلي ال سابق مشروع الشرق الو سطية ،وفكرة هذا
المشروع قديممة إذ طرحهما المريكان كمما يذهمب جورج المصمري-الباحمث بالمركمز
العربي للبحاث الستراتيجية بمصر -حيث وضّح ذلك فقال ":ويتضح ملمح المشروع
الشرق أوسمطي ممن الوثيقمة التمي أعدتهما وكالة التنميمة المريكيمة فمي الثمانينات تحمت
عنوان (دور التعاون القليمي في الشرق الوسط)وقدمتها إلى الكونجرس وشاركت في
إعدادها ثماني وزارات ،وعشرة مراكز أبحاث ،في مقدمتها الكاديمية المريكية للعلوم،
وأكدّت الوثيقمة على أهميمة العممل لبناء تعاون إقليممي فمي الشرق الوسمط يقوم على
مرتكز ين جغرا في واقت صادي،كبد يل عن التعاون القلي مي المب ني على أ ساس قو مي
سياسي(القوم ية العرب ية)،ويش مل ما سبق اعتراف العرب بإ سرائيل ودمج ها في النظام
القلي مي للمنط قة .و من ناح ية الب عد الجغرا في تت جه الوثي قة إلى التأك يد على قيام بن ية
إقليمية ،تضم دول المشرق العربي بجانب إسرائيل وتركيا" )158(.ومشروع بيرز للعولمة
ن النسان العربي إنسان اقتصادي مستهلك وأيدي عاملة ،وأ نّ النسان
يستند إلى فكرة أ ّ
ال سرائيلي إن سان اقت صادي مف كر ومن تج .ول قد صرح شمعون بيرز بأفكاره في عول مة
المنطقة لحساب إسرائيل في كثير من الندوات واللقاءات القليمية والدولية ،ففي لقائه مع
- 157العولمة ،د .جلل أمين ص ، 30-29العولمة ،محمد سعيد أبو زعرور ص . 51-50
- 158مقالة في مجلة التعاون الصادرة عن الشئون العلمية بالمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي،العدد الثالث والربعون 1996م ص .167
64
المثقفين المصريين قال بيرز" :إ نّ الشعب اليهودي يريد فقط أن يشتري ويبيع ويستهلك
وين تج ،وعظمة إ سرائيل تك من في عظ مة أ سواقها" .فال سوق في ن ظر بيرز هو المعيار
الساسي وهو المكان الذي نتبادل فيه السلع والفكار )159(،ولما كان معلوما أن إسرائيل
تتفوق على جيرانها في استخدام التقنية الجدية في النتاج فمعنى ذلك أ نّ بيرز يريد من
السواق العربية أن تصبح أسواقا استهلكية للسلع والمنتوجات السرائيلية وما يصاحبها
من ثقا فة وف كر صهيوني ،ير يد أن يت سلل من خلل ها إلى ح صون وقلع الم سلمين في
عقر دارهم.
وأفكار عولممة الشرق الوسمط ليسمت وليدة أفكار جديدة لشمعون بيرز ،وليسمت
نشأت ها مرتب طة بع قد اتفاقيات ال سلم مع إ سرائيل ال تي بدأت بمعاهدة كا مب ديف يد مع
م صر سنة 1979م ،ث مّ باتفاق ية أو سلو مع منظ مة التحر ير واتفاق ية وادي عر بة مع
الردن ،بمل تخيمل هرتزل فمي يومياتمه قيام كومنولث شرق أوسمطي يكون لدولة اليهود
فيمه شان قيادي فاعمل ودور اقتصمادي قائد .ووضمع الصمهاينة فمي مطلع الربعينات
مذكرات ودرا سات حول الشرق أو سطية وأنجزوا في عا مي 1942 -1941م مشرو عا
صهيونيا يد مج فل سطين بأ سرها في نظام إقلي مي شرق أو سطي يح قق لليهود ال سيطرة
على فلسطين وبقية بلدان المشرق العربي)160(.
وظهرت الشرق أوسيطية كفكرة إسمرائيلية فمي وثيقمة أصمدرها اتحاد اليهود بتاريمخ
28/3/1948وتضمنمت التصماق فلسمطين فمي اتحاد شرق أوسمطي واسمع" )161(.وأيضا
نشأت أفكار العولمة السرائيلية منذ أكثر من ثلثين سنة من خلل دراسات علمية جادة
قام بها الخبراء السرائيليون في المجالت العسكرية والقتصادية والعلمية ومن أهمها:
-أولً:الدراسات المستقبلية-:
65
-1دراسية الشرق الوسيط عام 2000م :أصمدرتها رابطمة السملم فمي تمل أبيمب سمنة
1970م ،وتتض من ت صور مجمو عة من الكاديمي ين والمفكر ين ال سرائيليين للحياة في
منطقة الشرق الوسط في نهاية القرن ،انطلقا من فرضية إحلل السلم القتصادي في
المنطقة ،ويترتب على ذلك :إزالة العوائق والحدود بين إسرائيل والدول العربية،وحرية
انتقال السلع والخدمات وعناصر النتاج سواء من خلل سوق مشتركة للشرق الوسط،
أم سوق مشتر كة لدول الب حر المتو سط ت ضم إ سرائيل والدول العرب ية والدول الورب ية
المطلة على البحر المتوسط،على أن تستحوذ إسرائيل على النصيب الكبر في إدارة هذه
السموق ،وأن تكون قلب المنطقمة ومركمز إدارتهما وأسماس تطورهما القتصمادي
والتكنولوجي،وفي مجال البحوث العلمية ،واقترحت الدراسة إقامة المجمّعات الصناعية
بين إسرائيل ودول الجوار العربي.
-2دراسية لمعهيد "هورفينمز للسملم" نشرت عام 1972م تناولت الوضاع القتصمادية
في إ سرائيل والعالم العر بي في ال سبعينات ،وذكرت فرضيات لقوة إ سرائيل القت صادية
المستقبلية.
1978م بعنوان عندمما "يأتمي -3دراسمة أعدهما معهمد "فان ليمر" فمي القدس عام
السلم..الحتمالت والمخاطر" شارك في إعدادها مجموعة مختارة من الباحثين والكتاب
فمي إسمرائيل ممن أصمحاب الخمبرات فمي مجال الدراسمات السمتراتيجية والسمياسية
والقتصادية والثقافية والعلمية.
ثانيا :الدراسات التخطيطية:
مع تزايمد احتمالت السملم في المنطقمة وبخاصمة م نذ زيارة الرئيمس المصمري
الراحل أنور السادات انشغلت مراكز البحاث السرائيلية في الوزارات بإعداد عشرات
الدراسات التخطيطية حول علقة إسرائيل بالوطن العربي .منها-:
66
-1دراسة أعدتها وزارة المالية وهي تطوير لبحوث "افرايم ديبرت" المستشار للوزارة
التي كان أعدها سنة 1970م.
-2دراسة من بنك إسرائيل بتطوير أبحاث "عيزر سيفر" التي أعدها من قبل.
-3مشروعات ودراسمات أعدتهما وزارات الصمناعة والسمياحة والتجارة والطاقمة
والزراعة.
-4مشروعات الجامعات ومراكز البحاث العلمية ومن أشهرها مشروع بحث التعاون
القتصادي في الشرق الوسط الذي أعدته جامعة تل أبيب.
وأهم المشروعات التي نالت أهمية خاصة-:
-1مشروع مركز الرصاد التكنولوجي المتفرع عن دائرة القتصاد بجامعة تل أبيب
الذي بدأ العمل به في عام 1981م وهو يتناول مجالت الطاقة والمواصلت والصناعة
والمياه بالشرق الوسط.
-2مشروع التعاون القتصمادي فمي الشرق الوسمط الذي يعرف بمم "مشروع مارشال
الخاص بشمعون بيرز"( .)162و قد بدأت فكرة المشروع تظ هر للوجود ب عد اتفاق ية كا مب
ديفيد من قبل سياسيين ورجال أعمال وأصحاب رؤوس أموال ،وجرى تبادلها في عدد
من الجتماعات في أمريكا وفرنسا وإسرائيل)163(.
المواقف العربية من مشروع الشرق أوسطي -:
اختلف العرب فمي اتخاذ موقمف موحمد ممن هذا المشروع ،وانقسمموا إلى ثلثمة فرق
مختلفة:
- 162اقترح شمعون بيرز خلل زيارتمممه للمارات المتحدة فمممي أبريمممل 1986م اعتماد مشروع مارشال للشرف الوسممممط على غرار مشروع
مارشال لوربما الغربيمة بعمد الحرب العالميمة الثانيمة ،وفمي سمنة 1992م طرح بيرز تصموراته حول الشرق الوسمط أمام المعهمد القوممي لدراسممات
الشرق الوسط في القاهرة ثم نشر أفكاره سنة 1993م في كتاب له بعنوان (الشرق الوسط الجديد) ،انظر لمشروع الشرق أوسطي ص ، 8، 7
. 11
-163انظرهذه الدراسمات والمشروعات فمي كتاب "السمتراتيجية السمرائيلية لتطمبيع العلقات ممع البلد العربيمة :محسمن عوض ،مركمز دراسمات
الوحدة العربية ،بيروت ،الطبعة الولى 1988م ،ص . 42-29
67
* الفريق الول :يطالب بإيجاد بديل عربي قومي للمشروع ،بحيث يكون النظام العربي
هو البديل عن النظام القليمي ،والسوق العربية المشتركة هي البديل عن السوق الشرق
أوسطية .
* الفريق الثاني :يطالب بإقامة نظام عربي جديد ،ينطلق من إعلن دمشق والعودة إلى
التضامن والتنسيق والتعاون العربي ،مع ضرورة مراعاة ما تمخض عنه الواقع الجديد
بعد حرب الخليج .
* الفريق الثالث :يوافق على المشروع الشرق أوسطي ،بل ويتحمّس له وكرّس بعضهم
موافقتهم عليه في اتفاقيات هزيلة مع العدو الصهيوني أوسلو ووادي عربة)164(.
- 164نقلً عن كتاب السوق الشرق أوسطية،وانظر الشرق أوسطية -إسرائيل العظمى -غازي حسين.،بيروت ،المركز العربي الجديد1995،م ص
59. – 58
-165انظر المشروع الشرق أوسطي ص . 46
68
تجممع إقليممي عربمي ،تشغمل فيمه إسمرائيل مركزا متفوقا ومتميزا اقتصماديا وسمياسيا
وعسكريا ،وتقوم فيه بدور القوة القليمية المهيمنة والعظمى)166(.
لقد نشر شمعون بيرز رئيس وزراء إسرائيل السبق مخطط الشرق أوسطي في
كتابه الذي أصدره عام 1993م تحت عنوان "الشرق الوسطي الجديد" وأهم أفكار بيرز
هي-:
-1استخدام القتصاد في غزو دول الشرق الوسط بدل الدبابة "الخبز مقابل الدبابة".
وتقوم نظر ية بيرس على مقولة :إن القت صاد هو مفتاح ال سياسة ،وأن من ي سيطر على
مشاريع القتصاد في بلد ما يستطيع في النهاية إملء السياسة التي يراها مناسبة.
إنم إسمرائيل سمتقوم بدور المركمز والقائد والقوة السماسية لتحويمل النظام القليممي
ّ -2
الجديمد إلى قوة عظممى على غرار التحاد الوروبمي وبالتعاون والتنسميق معمه.وبهذا
تكون قيادة إسيرائيل للمنطقية،وكقوة عظميى مدعو مة أمريكييا،وتتم تع بتفوق ع سكري
يمكن ها من فرض هيمنت ها أمن يا و سياسيا واقت صاديا على كا مل المنط قة ،مع التركيزعلى
جعل إسرائيل بوابة العبور للشركات المريكية والوربية من والى الدول العربية)167(.
-3التعاون السرائيلي العربي :فالعرب يملكون المال والنفط واليدي العاملة وإسرائيل
تملك العلم والع قل.وهذا بدوره يؤدي إلى تر سيخ تخلف الهي كل القت صادي العر بي ،مع
حرص إ سرائيل على التخ صص في أعلى ال صناعات رب حا وإنتاج ية،وترك الم ستويات
الصناعية المتدنية للعرب )168(،وتحويل أموال النفط العربية للسواق السرائيلية.
وهذا كلّه يحقّق ل سرائيل أن ت صبح القوة القت صادية الولى في المنط قة،وبالتالي
تحقمق حلمهما بأن تكون الدولة العظممى اقتصماديا بدل إسمرائيل الكمبرى جغرافيا،ولقمد
قال":إنم إسمرائيل تواجمه خيارا حادا أن
ّ صمرّح بهذا الهدف شيمون بيرز حرفيا عندمما
تكون إسرائيل الكبرى اعتمادا على عدد الفلسطينيين الذين تحكمهم أو أن تكون إسرائيل
-166انظر المصدر السابق ص . 13-12
-167الشرق أوسطية -إسرائيل العظمى -مصدر سابق -ص .6 – 5
-168مشروع السوق الشرق أوسطية والنهضة العربية ،جلل أمين ،مجلة آفاق السلم1994،م ص 13
69
ال كبرى اعتمادا على ح جم ال سوق ال تي ت حت ت صرفها" .ويع تبر بيرز أن الشرق أو سط
الجديد هو الذي يحل مشاكل المنطقة ويقضي عليها ،يقول":أنا أقول أنّه لن يكون هناك
أي حل دائم إذا لم يصبح هناك شرق أوسط جديد")169(.
-169انظر المشروع الشرق أوسطي،م فتحي شهاب الدين ،دار البشير،القاهرة 1418هم1998 -م.
- 170انظر الشرق أوسطية -إسرائيل العظمى -مصدر سابق -ص .57 – 52
- 171انظر مشروع السوق الشرق أوسطية والنهضة العربية ،جلل أمين ،مجلة آفاق السلم 1994م ص .30
- 172مشروع النظام الشرق أوسطي المخاطر والتحديات،أحمد ثابت ،مجلة مستقبل العالم السلمي،عدد 1995 14م ص ، 43 - 7
-173انظر الشرق أوسطية :إسرائيل العظمى – مصدر سابق -ص .6
70
-3التفاقيات القتصمادية الثنائيمة ،وفتمح السمواق للمنتجات السمرائيلية ذات الجودة
والمواصفات القياسية العالمية.
-4إقامة المشاريع القليمية المشتركة في المجالين الصناعي والتجاري والطرق البرية
والموانئ البحرية والمطارات.
-5ا ستثمار مز يد من الموال ال سرائيلية في دول المنط قة من خلل إقا مة الم صانع
والمؤ سسات القت صادية وشراء العقارات وأ سهم شركات القطاع الخاص الناج حة ،و من
ذلك قيام مر كز بيرس لل سلم بشراء أ سهم في شر كة الت صالت الفل سطينية و هي من
كبرى شركات القطاع الخاص الفلسطيني على الطلق)174(.
-6تغيير المناهج الثقافية في الدول العربية لتحقيق الهدفين التاليين-:
أ -طمس روح العداء والكراهية تجاه اليهود .ومودة اليهود ومحبتهم وموالتهم.
ب -القرار بوجود اليهود وحقهمم التاريخمي فمي أرض فلسمطين ،والقبول بالسماس
العقائدي الصهيوني لدولة إسرائيل.
-7إقامية اللقاءات الشبابيية بيمن الشباب اليهودي وغيرهمم ممن الشباب العربمي ،يقول
ن أكثر من سبعين في المائة
نحميا ستراسلر -أحد أبرز المعلقين القتصاديين اليهود -إ ّ
من الموال ال تي يجمع ها مر كز بيرس لل سلم من الدول المان حة واليابان ( -ا ستطاع
بيرس أن يج مع ثلثمائة مليون دولر من هذه الدول) -ل صالح مشار يع في الرا ضي
الفلسمطينية ممن أجمل تعزيمز فرص السملم بيمن الشعمبين اليهودي والفلسمطيني وإنعاش
القتصماد الفلسمطيني تصمرف على براممج اللقاءات الشبابيمة وآليات التطمبيع الثقافمي
والسمياسي والجتماعمي ،وممن ذلك إقاممة المخيمات الصميفية فمي المنتجعات الوربيمة
والمريكية)175(.
- 174انظر جريدة الرسالة -الفلسطينية -عدد 27 ، 162ربيع الول 1421هم ،ص .6
- 175انظر المصدر السابق .
71
-8السيماح بتدفيق الفكار والدبيات السمرائيلية داخمل العالم العربمي وإيجاد علقات
إنسانية وطبيعية وتلقائية بين اليهود وشعوب المنطقة.
-9ع قد المؤتمرات القت صادية الدول ية في المنط قة العرب ية بمشار كة إ سرائيل ،وكل ها
تروج لفكار إسرائيل في عولمة الشرق الوسط اقتصاديا ومن ذلك-:
أ-القمة القتصادية الولى في المغرب من 1/11/1994-30/10/94م)176(.
ب -القمة القتصادية الثانية في عمان من 31/10/1995 -29/10/95م.
ج -القمة القتصادية الثالثة في القاهرة من 14/11/1996-12/11/96م.
د -القمة القتصادية الرابعة في الدوحة بقطر من 18/11/1997-16/11/97م.
و قد عر ضت في هذه المؤتمرات عشرات المشار يع القت صادية وال صناعية ال تي
تصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الولى.
-10ا ستخدام المعونات المريك ية بربط ها بتنم ية اتجاهات موال ية لل سياسة المريك ية
الداعمة للمشروع السرائيلي وتعزيز أهدافها لدى الجهات المتلقية للمعونة.
-11إيجاد مجال للتواصيل ممع بعمض التيارات السمياسية والفكريمة ،وتجلى ذلك فمي
حركات السملم الفل سطينية والمصمرية ،الزيارات المتبادلة التمي يقوم بهما رجال العلم
والصمحافة ،وإقاممة المعارض الفنيمة بالتبادل .وزيارة البرلمانييمن بالتبادل ،ومشاركمة
المؤسسات العلمية والدبية والعلماء اليهود في المؤتمرات العلمية وزيارتهم للمؤسسات
التربوية والكاديمية.
-12التحالف مع القليات الدينية والعرقية في المنطقة ،كالعلقة المميزة لسرائيل مع
موار نة لبنان وكالتحالف الوث يق مع الن صارى في جنوب ال سودان وم ساعدتهم ع سكريا
في حربهم ضد الحكومة السودانية.
- 176إنّ الذي نظم هذا المؤتمر مجلس العلقات الخارجية المريكي في نيويورك والمنتدى القتصادي الدولي في دافوس بسويسرا ،ومن المعلوم
أن المخابرات المريكيممة هممي تقممف وراء مجلس العلقات الخارجيممة المريكممي وهممي التممي أنشأت المنتدى الدولي فممي دافوس سممنة 1950م ،
واشممتركت فمي العممداد للمؤتمممر مجموعممة ممن المؤسممسات السممرائيلية والوربيمة والمريكيمة .انظمر المشروع الشرق أوسمطي أ .فتحمي شهاب
الدين ص . 33-32
72
-13محاربة الحركات والجماعات السلمية المجاهدة وتجفيف منابع ومصادر الصحوة
السلمية التي تحمل روح العداء لسرائيل عبر مشاريع عدة منها-:
أ -إقامة علقات جوار ولقاءات متعددة مع جامعة الزهر.
ب -إجراء حوار دينمي وثقافمي على المسمتوى الشعمبي ،عمبر لقاءات مؤتمرات لتباع
الديان الثلثة.
ج -إقامة اللقاءات الثقافية والترويحية بين الشباب ،لجراء عمليات غسيل دماغ لصالح
الوجود اليهودي وإثارة العداء ضد أعدائها وتشويه الفكر السلمي الرافض لوجود دولة
لليهود في قلب العالم السلمي.
د -التخو يف الم ستمر من الجماعات ال سلمية والتأك يد على دور ها في عرقلة ال سلم
والتطبيع والتنمية القتصادية.
هم -المواجهة المباشرة لهذه الحركات بالقتل والعتقال والمطاردة والمحاكمات الظالمة
والق مع المنه جي المن ظم الم ستمر لبنائ ها ،وإ سكات ال صوت ال سلمي في الجامعات
والنقابات والتحادات المهنية والطلبية.
و -تشويمه الجهاد السملمي ،واعتباره إرهابا وتخريبا وأعمال عنمف ،والتقليمل ممن
فاعليته في المواجهة.
ز -السمتفادة ممن التعاون المنمي المشترك لمحاصمرة الجهاد السملمي وتطويقمه
ومنعه)177(.
-177انظر كتاب :الستراتيجية السرائيلية لتطبيع العلقات مع البلد العربية -مرجع سابق -صفحات متعددة.
73
المسلمون ومواجهة أخطار العولمة المريكية واليهودية-:
ن العول ممة ت ستند ا ستنادا مباشرا إلى الحضارة الغرب ية المعا صرة ال تي
ات ضح مع نا أ ّ
توجهها المبادئ اللدينية الوضعية التي ل تؤمن بال تعالى ،ول اليمان بالنبوات ،ومنها
نبوة محمد صلى ال عليه وسلم ول باليوم الخر ،ول بالغيبيات الدينية الثابتة في الكتاب
والسنة.ومن هنا تشيع الحياة المادية واللحادية عبر شبكاتها وأجهزتها العالمية بأساليب
وو سائل -تقوم على الغراء والخداع -في غاية التأث ير في الن فس الن سانية ،إنً ها تؤ ثر
فمي مئات الملييمن ممن المسملمين مباشرة أو بصمورة غيمر مباشرة ،فتؤدي إلى النكار
والتشكيك ،إنها تفقد النسان المسلم كيانه وشخصيته ،تفقده عقله وقلبه وروحه ،وتفرغه
ممن أصمول اليمان والخلق الحميدة .إن ّه ليسمت هنالك حضارة أو أم ّة على وجمه
الرض سمتتأثر بالعولممة كمما سميتأثر بهما المسملمون والحضارة السملمية .ودراسمة
العولممة بكمل بأبعادهما دراسمة واعيمة متفحصمة تثبمت ول شمك أن المسملمين جميعا همم
الهدف الهم للعولمة الصهيونية المريكية الرأسمالية.
إنّنا ندعو إلى احتفاظ المسلمين بهويتهم السلمية وشخصيتهم المستقلة المتميزة
حسب القرآن والسنة ،والمحافظة على الفكر السلمي في منابعه الصيلة،وإعادة تماسك
الجما عة ال سلمية ،مع الفادة من خ ير ما أنجز ته المدن ية الغرب ية والعلم الغر بي ،مع
عدم الخمذ ممن الثقافمة نفسمها إل مما كان منهما ل يتعارض ممع هويمة الممة السملمية
وشخصيتها وثقافتها الصيلة.
ونرى أيضا ضرورة مواجهة العولمة ،وتحدّياتها بشجاعة وإيمان ،ومعاملتها كمادة خام
ي ستفاد من ها للخ ير أو لل شر ،أي ل بد من الف حص والتمح يص والن قد والختيار ،فالم سلم
74
صاحب عقيدة ،ورسالة عالمية ،وثقافة أصيلة ،ومنهج شامل في الحياة ،وعليه أن يحمل
ر سالته الربان ية للناس جميعا ،وعل يه أن يج مع ب ين ح سنات ما عنده وح سنات ما ع ند
الخرين ،فالنافع والصالح يبحث عنه ويأخذ به ،مع المحافظة على الصول السلمية،
ممع ضرورة نقمد قوي جريمء للعولممة واتجاهاتهما وثقافتهما الماديمة ،ومواجهتهما وجها
لوجه.
يقول وز ير الوقاف الرد ني ال سابق ال ستاذ كا مل الشر يف" :ل كي ي ستطيع الم سلم أن
يحدد دوره إزاء العول مة-النظام العال مي الجد يد-ل بد أن يعرف أولً مو قف ال سلم-
كعقيدة-من هذه التبدّلت فمن المفروض أن النسان المسلم يبني مواقفه كلها على أساس
الف هم ال صحيح لل سلم واللتزام بتعالي مه ومبادئه ،وأول آثار اللتزام أ نه يم نح صاحبه
مقيا سا ثابتا يزن به المور ،ويحدد الجوا نب ال تي تت فق مع نظرة ال سلم الكل ية للحياة
والناس ،ك ما يحدد الم صلحة ال سلمية أيضا و في قض ية شديدة التعق يد كثيرة المدا خل
والشبهات (كالعولمة) تزداد الحاجة لهذا الميزان العقائدي الثابت")178(.
يقول المفكمر الفرنسمي المسملم رجاء جارودي عمن هممذه العولممة المريكيمة
الصمهيونية" :همممذه الوحدة التمي أسمسها الحكام المريكان واللوبمي الصمهيوني "الي
باك" -AIPAC-وسماسة دولة إسمرائيل ،تقوم اليوم -أكثمر ممن أي وقمت مضمى -على
وحدة الهدف الذي هو محاربة السلم،وآسيا اللذين يعدان أهم عقبتين في وجه الهيمنة
العالمية المريكية والصهيونية" )179(.ويقول جارودي عن العولمة :نظام يُمكّن القوياء
ممن فرض الدكتاتوريات اللإنسمانية التمي تسممح بافتراس المسمتضعفين بذريعمة التبادل
الحر وحرية السوق)180(.
ن الم ستهدف بهذا الغزو الثقا في هم الم سلمون.
ويقول با حث آ خر" :و من المؤكّد أ ّ
وذلك لعاملين-:
- 178من مقال له بعنوان الشباب المسلم والعولمة -مصدر سابق. -
-159 179العولممة والمستقبل– استراتيجية تفكير– سيار الجميل– الهلية للنشر والتوزيع ،ط 1عمان ،ص .22
- 180العولمة وعالمية السلم -مصدر سابق.-
75
أ – ما تملكه بلدهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية
أخرى.
ب – مما ثبمت لهمم عمبر مراكزهمم وبحوثهمم وجامعاتهمم ومسمتشرقيهم إن هذه الممة
م ستعصية على الهزي مة،إذا حاف ظت على هويت ها ال سلمية،و من ث ّم فالطر يق الوح يد
لخضاع ها يتم ثل في القضاء على تفرد شخ صيتها،وإلغاء دين ها الذي يب عث في ها الثورة
والرفض لكل أشكال الحتلل والسيطرة)181(.
والمّة العربيمة والسملمية بالرغمم ممن أنهما تعيمش حالة تجزئة سمياسية وحالة تخلف
اقتصادي وتقني إل أنها تمتلك إمكانيات متعددة اقتصادية وثقافية وغيرها ،إذ ما أحسن
توظيفهما وإعادة ترتيبهما وتنسميقها يمكمن أن تشكمل حالة مؤثرة وفاعلة ،وبالتالي تشكمل
ن المقوّمات الثقافية والقيم الحضارية التي تشكّل
حالة أمان قوي في مواجهة العولمة".وإ ّ
ر صيدنا التاريخمي ،لن تُغ ني ولن تن فع بالقدر المطلوب والمؤ ثر والفا عل في مواجهمة
العولمة الثقافية ،مادامت أوضاع العالم السلمي على ما هي عليه ،في المستوى الذي
ل يسمتجيب لطموح ال مة .ول يح سُن بنما أن ن ستنكف من ذ كر هذه الحقي قة ،لن في
إخفائها والتستّر عليها ،من الخطر على حاضر العالم السلمي ومستقبله ،ما يزيد من
تفاقمم الزممة المركبمة التمي تعيشهما معظمم البلدان السملمية على المسمتويات السمياسية
والِقتصادية والِجتماعية والثقافية والعلمية ")182(.
إ نّ المشروع السلمي العالمي هو الذي نستطيع به مواجهة خطر العولمة .لنّه وحده
الذي يملك مواصمفات عقائديمة ،وتشريعيمة وثقافيمة وأخلقيمة سمليمة وصمحيحة وقويمة،
ولنّ ها وحد ها ال تي تن سجم مع ال سنن الربان ية في الكون ،وتت فق مع الفطرة ال صحيحة
والعقل الصريح ويملك بالضافة إلى ذلك تجربة تاريخية غنية صاغت حضارة عالمية
ن هناك أمّة عربية إسلمية
متميزة،ما زالت آثارها ماثلة في كل مكان .والهمّ من ذلك أ ّ
- 181العولممممممممة بيممممممن منظوريممممممن :د .محمممممممد امخرون ،البيان ،السممممممنة ،14العدد ،145رمضان ،1420كانون 1/1999م ص -126
،127وأيضاً:العولممة في العلم،د.مالك بن إبراهيم بن أحمد ،البيان ذو الحجة /1420آذار 2000م ،العدد 114ص .114
-182العولمة والحياة الثقافية في العالم السلمي -مصدر سابق. -
76
ممما زالت قائمممة موجودة – رغممم كممل محاولت الفسمماد والتضليممل،والتشرذم
والتقطيع،والتجهيل،والفقار الذي مارسه العداء نحوها -يجمعها دين واحد،وقبلة واحدة
وكتاب وا حد،ول غة واحدة،وتار يخ وا حد ،وعادات وتقال يد واحدة ،ولدي ها إمكانات ماد ية
واقت صادية هائلة .إ نّ هذه ال مة العرب ية ال سلمية ال تي تم تد على م ساحة وا سعة من
الرض فمي آسميا وأفريقيما ذات النسميج الجتماعمي المتقارب والبنيمة الثقافيمة الواحدة،
تشكّل زادا قيّما لمواج هة أخطار العول مة،و هو ما يفتقده الخرون .وأورو با خ ير مثال
على هذا ،ف هي مؤل فة من أ مم مختل فة ولغات متعددة ،وشعوب متنافرة،وتار يخ متشا بك،
ومع ذلك فهي تسعى إلى إيجاد أوروبا واحدة.
ويم كن للعالم ال سلمي أن يوا جه خ طر العول مة من خلل حملة إ سلمية شاملة
متكاملة ،عبر مخطط حضاري معاصر،تشترك فيها جميع الدول السلمية،ومؤسساتها
الرسممية،والشعبيمة والجمعيات والحزاب جميعا .لن مواجهمة العولمممة ممن الخطورة
بح يث ي جب أن نتعا مل مع ها من مرا كز قو ية تدلل على وحدة ال مة ،وقوت ها وتكامل ها
وأهدافها النبيلة لخيرها وخير البشرية جميعًا.
77
وهذا يتطلب تغيير حياتنا منطلقين من قوله تعالىِ ):إنّ اللّهَ لَ يُغَيّ ُر مَا ِب َقوْ ٍم حَتّى يُغَيّرُوا
سهِمْ(الرعد)183(.11:
مَا ِبأَن ُف ِ
* تغي ير طبي عة النظام ال سياسي ال سائد في العالم ال سلم ،من ال ستبداد إلى الشورى،
و من م صادرة الرأي إلى الحر ية في الرأي والمعار ضة و من م صالح الفراد وال سر
الحاكممة إلى مصمالح ال مة ،من حيمث همي كمل ل يتجزأ ،و من حكمم الحكام إلى حكمم
المؤسسات الدستورية.
* تحقيق الوحدة الشاملة في العالم العربي والسلمي.أي وحدة المّة التي تتحقق بوحدة
العقول ،والقلوب والعواطف اليمانية ،والمصالح والهداف ،والتضامن الكامل في إطار
جامعمة إسملمية واحدة أو فمي إطار المؤتممر السملمي الحالي ،والذي تتولد منمه قوة
سياسة ومعنوية واحدة على أساس وحدة المة الواحدة ،والمصير المشترك.
* وفي المجال القتصادي يمكن للعالم السلمي أن يواجه خطر العولمة بتحقيق السوق
ال سلمية المشتر كة.وتقو ية المؤ سسات العرب ية المنبث قة عن الجام عة العرب ية،ومؤت مر
الق مة ال سلمي ،لنّه يمتلك مخزونا جبارا من رؤوس الموال و من الثروات الحيو ية
والمعدنية ،بالضافة إلى التلحم الجغرافي ،والتكامل في الموارد ،ولهذا لو قامت تجارة
فعليمة بيمن العالم السملمي لمكننما السمتغناء عمن العالم الخارجمي-على القمل -فمي
الحتياجات ال ستراتيجية ،هذا على الم ستوى الخار جي.أ ما على الم ستوى الداخلي ل كل
دولة فيمكمن أن تواجمه خطمر العولممة بزيادة التكافمل الجتماعمي الذي ترعاه الدولة،
وزيادة الرعايمة الجتماعيمة ،والتأمينات الجتماعيمة ،وتقويمة المجتممع المدنمي،وتعزيمز
المشا عر والحا سيس الدين ية.وتقو ية الجوا نب الفكر ية والقت صادية والفن ية والجتماع ية
وفق الثوابت الدينية(العقائدية والتشريعية) )184(.ولقد حذّر الرئيس حسني مبارك في هذا
الصدد من أن العولمة تفرض علينا أن نسارع في إقامة تجمّعنا القتصادي العربي ،وإلّ
78
ضاعمت مصمالح الدول العربيمة فرادى وأغلقمت مصمانعها ،وفقمد الناس فرص العممل
المتاحة لهم.
*وفمي المجال القتصمادي أيضا ل بمد ممن وجود التكافمل الجتماعمي فمي المجتممع
ال سلمي ،لنّه هو الذي ينت هي إلى التوازن.ولب ّد من تكا فؤ الفرص أمام الجم يع،وعدم
تعطيمل الطاقات النسمانية..وتغليمب التجاه الجماعمي فمي القتصماد السملمي،لتغليمب
م صالح الكثر ية الفقيرة الكاد حة .والتأك يد على حر مة ك نز الموال وح بس الثروات،إذ
لبد من توظيفها لداء وظيفتها الجتماعية.كما أنّ الدولة لها الحق في التدخل في الحياة
أنم العممل همو
القتصمادية ،كلّمما رأت الضرورة فمي تحقيمق مصمالح العباد .واعتبار ّ
المعيار السماسي ،وهمو نابمع ممن فكرة السمتخلف،ويلتزم المجتممع بإيجاد عممل لكمل
قادر.ولبمد ممن المحافظمة على رأس المال وإنمائه ،وعدم إضاعتمه .يقول القتصمادي
الفرن سي جاك أو ستروي" :إ نّ طر يق النماء القت صادي ل يس مق صورا على المذ هبين
المعروفين الرأسمالي والشتراكي ،بل هنالك مذهب اقتصادي ثالث راجح ،هو المذهب
ن هذا المذهب سيسود عالم المستقبل ،لنّه أسلوب كامل
القتصادي السلمي ،ويقول" :إ ّ
)185(.
للحياة "
يقول أسمتاذ القتصماد السملمي فمي الجامعات المصمرية الدكتور عبمد الحميمد
الغزالي":بعمد سمقوط الشتراكيمة،وتبنمي جوربما تشوف -الرئيمس السموفيتي السمابق-
البيري سترويكا ،ال تي أراد من خلل ها أن يب حث عن طر يق غ ير الرأ سمالية ،لنّه أعلم
بمشاكل ها -أر سل وفدا ليدرس النظام ال سلمي لل ستفادة م نه ،وشكّلت لجان في مر كز
القت صاد ال سلمي التا بع لجام عة الز هر من المتخ صصين ،وعك فت هذه اللجان على
صمياغة برناممج متكاممل للنظام السملمي فمي شكمل بنود وفقرات ،قدّمنما فيمه نظاما
اقتصممماديا تشغيليا ،يبدأ بفلسمممفة النظام،والعممممل،والجور،ونظام الملكيمممة
- 185النظام القتصادي السلمي– مبادؤه وأهدافه ،لحمد محمد العسال وفتحي عبد الكريم ،ط ،2مطبعة الستقامة – القاهرة1977 -م ص -13
.14
79
المتعددة،والسممتهلك ،والسممتثمار ،والدخار ،والشركات،وصمميغ السممتثمار
والسياسة النقدية،والسياسة المالية....إلى آخر مكونات النظام القتصادي الفاعل .وعندما
قدّمنا هذا النظام للوفد،تساءل رئيسه الوزير "بافلوف"" :لديكم مثل هذا النظام ،وأنتم على
هذه الم سألة من التخلف؟ وأ سندت أما نة المؤت مر الردّ إل يّ ،فكان ردّي ":لن نا بعيدون
تماما عن هذا النظام")186(.
* الستفادة من رصيد المة العربية السلمية في ولوج عصر العولمة ،وهذا يقتضي
أن تسعى الشعوب المسلمة ،وقياداتها العلمية والدعوية إلى ترجمة حقيقة المة المسلمة
الواحدة على أرض الواقع ،وذلك بتحصين الثوابت العقائدية التي قامت عليها هذه المة.
* الجتهاد فمي تلفمي المراض والسملبيات ،والبناء على اليجابيات.ل شمك أن هناك
بعض المراض والسلبيات التي تعاني منها هذه المة ،لذلك فالمطلوب من مفكري المة
وعلمائ ها ،وقادت ها :معر فة ودرا سة أمراض ها وح صر سلبياتها،وو ضع الدواء الشا في
لعلجها ومعافاتها.
* دراسة ال سّنن الكونية دراسة علمية موضوعية،وتسخير هذه ال سّنن في الكون والحياة
-للدخول إلى العصر الحضاري السلمي الجديد-وفق الفهم الصحيح لكتاب ال تعالى
وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم .والستفادة منها في تسخير إمكانات العالم السلمي
المادية والمعنوية وثرواته المتنوعة الهائلة ،كي نحدث تنمية حضارية واجتماعية شاملة
تحفظ علينا شخصيتنا المعنوية المتميزة وكياننا المادي المستقل.
*محاربمة مظاهمر البدع والخرافات ،والتبعيمة ،والتواكليمة ،التمي أخرّت تقدّم المّمة
ونهضتها عبر العصور الخيرة.
* الر ّد على الغزو الثقافي للعولمة المريكية الصهيونية من خلل الفكر السلمي ،وفق
المنهج العلمي السليم ،بجميع الوسائل التي يعتمد عليها من خلل كافة الجوانب الفكرية
80
والفن ية والدب ية ال تي يعرضون ها من خلل أفكار هم المناق ضة لل سلم(.)187ونقترح في
هذا المجال إيجاد أكثر من قناة فضائية تبث برامجها المخصصة لمواجهة تيار العولمة،
بمختلف لغات المسلمين.
* الهتمام بتربية السرة المسلمة وتثقيف أفرادها وتوعيتهم ،وتوجيههم من خلل أجهزة
الدولة المختلفة.ومن خلل الوسائل والبرامج التي تشترك جميعا في تكوين أجيال تشعر
بانتمائها السلمي،وانتسابها الحضاري للمة العربية والسلمية.إنّها التربية السلمية
ال تي تهدف إلى صياغة الفرد صياغة إ سلمية حضار ية ،وإعداد شخصيته إعدادا كاملً
من ح يث العقيدة،والخلق والق يم،والمشا عر والذوق،والف كر،والمادة ح تى تتكوّن المّة
الواحدة المتحضرة التي ل تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات العولمة اللدينية الجنسية
الباحية)188(.
من العودة إلى
مبيرا عم
مي جاءت تعم
ملمية -التم
محوة السم
مه الصم
مد وتوجيم
* ترشيم
السلم،ورفض التغريب– والستفادة منها في مواجهة أخطار العولمة .وتهيئة صفوف
المة للبناء ،والتعمير ،والجهاد ،والحركة والتغيير.
* "إن المنظمات السملمية الشعبيمة -التمي تتميمز بأنهما تضمم أعدادا كمبيرة ممن القادة
الناضجين الواعين الذين صقلتهم التجربة ،ولهم حضورهم المؤثر ونفوذهم الواسع في
بلدهم ،وتمنحهم صلتهم المباشرة بقطاعات واسعة من الشعب المسلم -هذه المنظمات
ت ستطيع أن تمارس ضغوطا مؤثرة على موا قف الحكومات ،شري طة أن تن سّق خطوات ها
ضمن برامج مدروسة تضمن الستمرار والمتابعة،ومواكبة ظروف الحركة وتطوّراتها
الكثيرة المعقدة.
إنّ بعض السلحة المعاوِنة للعولمة -بقصد أو غير قصد -هي تشجيع الفساد والنحلل
والستغراق في الشهوات ،وتبذير المال القليل على مسايرة المظاهر وحُمّى الستهلك،
81
ويُحسمن الشباب المسملم صمُنعا إذا تعاون على مكافحمة هذه الوبئة ممن خلل المسماجد،
والمراكمز الثقافيمة ووسمائل النشمر المتاحمة .وواجمب الشباب المسملم أن يُقبِل بشجاعمة
وحماس على العلم النافمع ،واكتسماب المعارف والمهارات ،ول سميما اسمتخدام التقنيمة
الحديثة التي باتت تفتح آفاقا واسعة لنسان الغد")189(.
* إعادة النظمر فمي مشكلتنما الجتماعيمة فمي ضوء أحكام الشريعمة السملمية العاممة،
ومقاصمدها وغاياتهما الحكيممة ،فمي الحياة لتحديمد أولً مسمؤولية السمرة ,والمدرسمة
والجامعمة ومعاهمد التعليمم ،ومؤسمسات المجتممع المدنمي فمي القيام بواجباتهما فمي هذا
الجانب.
* إقامة المجتمعات السلمية على القاعدة اليمانية التي تجمع بين المسلمين جميعا دون
اللتفات إلى اختلف الل غة أو اللون أو العرق .ومعاملة أ هل الديان جميعا و فق القاعدة
التالية (:لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ) أي تحقيق العدالة المطلقة للجميع،
ص القضايا التشريعية الخاصة بكل أهل دين ،فالبشر جميعا كرامتهم مصانة
ل فيما يخ ّ
إّ
في إطار المجتمع النساني.
* رفض المخططات الصهيونية اليهودية والمريكية،وعدم العتراف بأية تسوية سياسية
مع الكيان الصهيوني على حساب أرض فلسطين المقدسة والعمل الجاد على إعداد المّة
للجهاد ،مع اليمان الكامل بأ نّ ما أُخذ بالقوة الع سكري -في فلسطين بالذات -ل يمكن
أنم
ل بالقوة نفسمها ولو طال الممر عشرات أخرى ممن السمنين ،باعتبار ّ
أن يسمترد إ ّ
القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الولى)190(.
ربم
ّ وصملّى ال تعالى وسملّم على سميدنا محممد...وآخمر دعوانما إن الحممد ل
العالمين،وال تعالى نسأل السداد والتوفيق لجميع إخواننا المسلمين.
82
ملحق يكشف بعض نوايا أعمال أمريكا في العالم السلمي
خطاب بوش عين حال التحاد اليهودي المسييحي فيي 29ينايير عام 2002
مي()191
السميد الرئيمس ،أعضاء الكونجرس ،المواطنون المريكيون :أود بكمل اعتزاز
عم يق و من دون تحا مل أن أقول ل كم الليلة أن حال التحاد اليهودي الم سيحي الب يض
والثري قويمة تماما ،ولم يحدث أبدا فمي تاريخنما أن كانمت القوة المريكيمة والهيمنمة
المريكيمة والقيمم المريكيمة ،قوة ومهابمة ومحترممة ومقبولة فمي العالم كمما همي اليوم
فاليوم ،يوجد العلم المريكي والقوات المسلحة المريكية ووكالة الستخبارات المركزية
المريكيمة (سمي.أي إيمه) ومكتمب التحقيقات الفيدرالي فمي أكثمر ممن 100دولة لضمان
السلم والذعان والتحرر من الخوف والرهاب ،وينبغي أن يكون المريكيون فخورين
بي وبحكومتهم وبرجال القوات المسلحة ونسائها الذين يضحون بمباهج الحياة من أجل
ضمان أسلوب حياتنا المريكية.
الخوة المواطنون المريكيون:
إن ني فخور بأن أبلغ كم أن طالبان قد اندحرت ،وأن كابول تحررت ،وأن أ سامة
بن لدن والمل ع مر إمّا أن يكون قد قتل ،أو أنّه ما يحتضران ،أو يختفيان ول كن ل يس
لو قت طو يل ،إذ إننّي م صمّم على تقديمه ما للعدالة (حي ين أو ميت ين) ،وأن أبلغ كم بأن
- 191ألبوك يرك ،نيومكسيكو ....مجلة واشنطن بوست 31مايو عام 2000م..ترجمة :أحمد بشير بابكر ،نقلً عن موقع السلم على الطريق على
شبكة المعلومات الدولية.
83
النسماء الفغانيات تخليمن عمن براقعهمن إلى البمد ،وأن الفتيات الفغانيات رجعمن إلى
المدارس ليطال عن ك يف ظفر نا بالغرب المري كي ،وأ نّ ر مز الحضارة الغرب ية الثقا في
الك ثر أهم ية ،و هو التليفزيون عاد للحياة الفغان ية ،والفغان سعداء الن ،وأحرار في
التنقل في أنحاء بلدهم لزرا عة الفيون ،ويجب على المريكيين ،والطفال المريكيين
على نحمو خاص ،الشعور بالفخمر بكرمهمم المتمثمل فمي إرسمالهم المال والطعام إلى
أفغانسمتان ،وممما يثلج صمدري أن أرى الطفال الفغان وهمم يسمتمتعون بأطعمتنما
المفضلة،و هى :زبدة الفول ال سوداني والجلي والب سكويت العقدي ،وعلى الر غم من أ نّ
الحرب في أفغانستان توشك على نهايتها ،فإنّ أمامنا طريقا طويلً ينبغي أن نسيره في
العدييد مين الدول العربيية والسيلمية ،ولن نتوقيف إلى أن يصيبح كلّ عربيي ومسيلم
مجردا من السلح ،وحليق الوجه ،وغير متدين ،ومسالما ،ومحبا لمريكا ،ول يغطى
وجه امرأته نقاب ،وأنّني مصمم على استخدام جميع مواردنا لتحقيق ذلك قبل انتخابي
لفترة رئاسيية ثانيية.وتقول رؤيتنما الجديدة للحكمم ،أن الحكوممة ينبغمي أن تكون فعالة
ولكنهما يجمب أن تكون محدودة ،وينبغمي أن تتولى جميمع المهام ممن دون أن تكون
متغطرسة ،والتعليم ل يمثل الولوية الكثر أهمية بالنسبة إل يّ ،وبتأييدكم لهذه الموازنة
سميجعلون منمه أولويتكمم الكثمر أهمي ًة أيضا ،ونحمن نواجمه مشكلة خطيرة فمي الطاقمة
تتطلب سياسة قوم ية في مجال الطا قة ،ولدى أمريكيا فر صة لتوسييع سيلمنا الحالي،
وتأمي نه عن طر يق الترو يج لدول ية أمريك ية متميزة ،و سنعمل مع حلفائ نا وأ صدقائنا
لنكون قوة للخ ير ومنا صرين للحر ية،و سنعمل من أ جل ال سواق الحرة والتجارة الحرة
والتحرر من الق مع،والشعوب ال تي تح قق تقدما ن حو الحر ية ،ستجد في أمري كا صديقة
لهما،وسمنعزز قيمنما والسملم،ونحمن بحاجمة لقوات مسملحة قويمة للمحافظمة على السملم
وعموما ،لم يكن في مقدور أحد التنبؤ بقدوم ابن لدن ،وبالتأثير الذي سيحدثه في أمتنا
وسمياستها الداخليمة والخارجيمة وعلى أيمة حال ،وعلى الرغمم ممن مرتكمبي الفعال
84
الشريرة،حاف ظت على وعودي ال تي قطعت ها للش عب المري كي ،با ستثناء أ مر وا حد ،ف قد
أرغمتني حربنا ضد الرهاب ،على توسيع موازنة حكومتنا بدرجة كبيرة في ما يتعلق
بالممن الداخلي ووزارة الدفاع (البنتاجون)،وكان يتعيّن علينما توسميع دورنما فمي مجال
المن والستخبارات ومراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة (س أي إيه) للمريكيين
المسملمين الذيمن تمم اعتقال اللف منهمم واحتجازهمم ممن دون أممر قضائي ،وقمد قيّدنما
الحقوق والحريات المدنيمة تقييدا شديدا ،وفرضنما قيودا على وسمائل العلم وحريمة
التعبير هنا ،وفي قناة تلفزيون الجزيرة -التي تبث من دولة قطر -وجعلنا مهمّة الكشف
على المسمافرين وأمتعتهمم فمي المطارات شأنا فيدراليا،والمريكيون يؤيدوننمي فمي هذه
الجراءات المنيمة المهممة ،ويمثمل وجود غيمر البيمض وغيمر اليهود والمسميحيين فمي
بلدنما ،سمواء كان ذلك الوجود شرعيا أو غيمر شرعمي ،خطرا على شعبنما ،وبصمفتي
رئيسا لكم فإنّني مسؤول عن ضمان سلمتكم وستتغير سياستنا الخاصة بالهجرة ،لتعكس
اهتمامات نا المن ية ،و في الو قت المنا سب ،ستصبح مدي نة نيويورك ،ال تي عا نت كثيرا،
مدينمة بيضاء متجانسمة مرة أخرى .وبمسماعدة وزيمر الدفاع دونالد رامسمفيل (الفحمل)
(ض حك وت صفيق) والدكتورة را يس ،وبول فولفوي تز ،وريتشارد بيرل،وو فد الكونجرس
اليهودي واللج نة المريك ية ال سرائيلية للشؤون العا مة (إيباك) طوّر نا سياسة خارج ية
دولية أمريكية فريدة ،ولن تكون أمريكا بعد الن طرفا في معاهدة دولية تعرض أهدافنا
القتصمادية أو العسمكرية للخطمر ،واسمتخدم هنما عبارة صمديقي شارون (ذلك غيمر ذي
صلة) ،نع تبر جم يع المنظمات الدول ية ال تي تعارض أي هدف يتعلق بالم صلحة الوطن ية
المريكيمة السمرائيلية (غيمر ذي صملة) ويشممل هذا منظمات كالممم المتحدة والتحاد
والجام عة العرب ية ال تي ي جب في اعتقادي أن ي تم حل ها فورا ،واللج نة الدول ية لل صليب
الح مر والفاتيكان وجم يع المنظمات ال سلمية ،وعلى الر غم من أن محار بة مرت كبي
العمال الشريرة اسمتهلك معظمم الفائض ،إل أننمي أقترح إنفاق 5مليارات دولر وهمو
85
مبلغ ي قل ع ما ندف عه سنويا إلى إ سرائيل لم ساعدة مواطني نا المتقدم ين في ال سن بتوف ير
تكاليمف الدواء لهمم ،وبالنسمبة لي مبالغ أكثمر ممن ذلك فيجمب أن تأتمي ممن برناممج
مساعداتنا الخارجية الخاصة إلى إسرائيل .وسنبدأ على الفور بالحفر في أرجاء أراضينا
للتنقيب عن النفط ،وسنبدأ العمل في مشروع طموح لبناء خط أنابيب مباشر تحت الماء
ممن المملكمة العربيمة السمعودية والخليمج والعراق وإيران إلى نيويورك وعلى نفقتهمم
لضمان إمدادات نفط ية غ ير منقط عة ك ما قلت لهذه الهيئة في 20سبتمبر/أيلول 2001
وسمواء قدمنما أعداءنما للعدالة ،أو طبقنما العدالة على أعدائنما ،فسموف تتحقمق العدالة
وعموما فالنعطاف لعبمة عادلة ،وقمد حان دورنما كمما قال رئيمس الوزراء البريطانمي
طوني بلير دعونا نعيد تشكيل العالم ليصبح على صورتنا وهكذا ،وبفضل إلهنا سنقوم
نحن ،شعوب العالم من الج نس البيض المتحضر ،بفرض معتقداتنا الرزي نة والودودة
والتحريريية على عالم جائع لموالنيا ورسيالتنا ،ولن يخضيع الرجال بعيد الن لشرط
إطلق اللحيى ،ولن تخضيع النسياء لشرط تغطيية وجوههين وأجسيادهن ،ومين الن
فصياعدا يحيق للعالم تناول الخمير والتدخيين وممارسية الجنيس السيوي أو الشذوذ
الجن سي ،ب ما في ذلك سفاح القر بى واللواط والخيا نة الزوج ية وال سلب والق تل وقيادة
السيارات بسرعة جنونية ،ومشاهدة الفلم والشرطة الخلعية داخل فنادقهم أو غرف
نومهم،وبالنسبة لشركاتنا التي تنتج مثل هذه المنتجات فسيحق لها الوصول من دون أي
عقبات للدول المتخلفمة التمي منعمت تلك الحريات عمن شعوبهما ،والرهابيون المسملمون
خونة لعقيدتهم ،وهم يحاولون في الواقع خطف السلم ذاته ،ولهذا السبب نفصل نحن
في العالم اليهودي المسيحي سياستنا عن عقيدتنا،ونفصل حروبنا وإرهابنا عن العقيدة،
ولهذا السبب ل ترون في وسائل العلم تغطية للرهاب اليهودي أو الكاثوليكي ،فعندما
نقتل ،ل يتم هذا باسم اليمان ،وإنما يتم للدفاع عن حريتنا وحضارتنا ،فلماذا يكرهوننا؟
إنهمم يكرهون مما أراه ماثلً هنما فمي هذا المجلس ،الرجال والنسماء الذيمن تمم انتخابهمم
86
ديموقراطيا بوسماطة أموال ممن شركمة أنرون وشركات النفمط والتصمالت اللسملكية
والتأم ين ومكا تب المحام ين ،وأك ثر ما يكرهو نه هو أن مواطني نا من اليهود المريكي ين
ينفقون الملييمن للحصمول على تأييدكمم البدي لحليفتنما الوحيدة فمي العالم إلى جانمب
إنجلترا،وهمى إسمرائيل والختلف ممع بعضنما بعضا،وهمم يريدون الطاحمة بحكومات
قائممة فمي العديمد ممن الدول السملمية ولن نسممح بحدوث ذلك ،ويريمد أعداؤنما طرد
إسمرائيل ممن الشرق الوسمط ،وإرسمال اليهود إلى وليتنما اليهوديمة ،نيويورك ،وهمم
يريدون طرد الم سيحيين واليهود من غ ير الب يض من منا طق وا سعة في آ سيا وإفريق يا
وإر سالهم إلى ه نا ،ول كن هذا لن ي تم إل على جث تي وحرب نا ضد الرهاب ل ت ستخدم
و سائل قابلة لن تخا طب الع قل البا طن ،وهذه الحملة لم تتض من ق تل الفغان ف قط ،بل
حرمان الرهابيين من الموال عن طريق إغلق كل الهيئات الخيرية والبنوك ومكاتب
الصرافة غير اليهودية م المسيحية هنا وحول العالم ،ولن يتم بعد الن تصديق وتحمل
أعذارهمم عمن إطعام الطفال الجياع ،وقمد لحقنما كمل دولة فمي نصمف الكرة الجنوبمي
للقضاء على ،وتدميمر أي معارضمة ضمد حكومتنما الراهنمة ،ويتعيمن على كمل دولة أن
تختار بيمن أن تكون أو ممع الرهابييمن ،وإننمي سمعيد بإبلغكمم أن كمل واحدة ممن هذه
الدول ان صاعت لطلبنا ،وأن الحكومات في كل تلك الدول اتخذت إجراءات حاسمة ضد
أعدائهما الداخلييمن الذيمن يعارضون ولء تلك الحكومات لمتنما إن أمريكما لم تكسمب
الحرب الباردة ف قط بقيادة (دادي) (بوش الب) ول كن لدي نا الن فر صة لتشك يل تحالفات
قو ية ودائ مة مع أعدائ نا ال سابقين ،و من رو سيا وال صين وح تى اله ند ،أقا مت أمري كا
شراكة ذات مدى عالمي لستئصال أي وجه شبه وأمل لنفصاليين (إسلميين) أو توق
لتحقيق الستقلل في هذه الدول وهذه الدول التي تضم نصف سكان العالم تقريبا ،تحظى
الن بدعمنا الكامل لما تقوم به بجميع السبل لقمع واستئصال (الصولية السلمية) في
الشيشان وكشم ير وأويجورز في مقاط عة شينجيا نج ال صينية ،ول كن ،وق بل كل ش يء،
87
أريد أن أعلن للعالم أن خضوعنا الكامل وتحالفنا مع إسرائيل) قوي كالحديد ،وإنني أؤيد
بقوة وعلى نحمو كلي (الحرب ضمد الرهاب) التمي يشنهما شارون وتدميره للسملطة
ن الوليات المتحدة ستوقف جميع اتصالتها مع
الفلسطينية وعرفات ،وإنّني أعلن اليوم أ ّ
عرفات وأتباعه من (مرتكبي العمال الشريرة) الذين يقتلون ويفجرون إخواننا وأخواتنا
ممن اليهود ولن نؤيمد بعمد اليوم قرار مجلس الممن رقمم 242الذي صموتت أمريكما
بالموافقمة عليمه فمي عام 1967كأسماس لعمليمة سملم ،وقمد أوضمح لي شارون أننما ل
ن ستطيع أن نك يل بمكيال ين بخوض نا حربا ضد الرهاب ال سلمي بزعا مة ا بن لدن،
ومعارضة الحرب المماثلة التي تخوضها إسرائيل،وقد عانت إسرائيل لمدة 53عاما من
تهديد الجيوش العربية والحتلل الفلسطيني لرضها ،وإنني أعرف أن وزارة الخارجية
في ع هد وزير ها الجنرال الحالي عمدت في ب عض الحيان على ن حو غ ير صحيح إلى
انتقاد إسرائيل كلما استخدمت طائرات (أف م )16التي نزودها بها لقصف مدرسة أو
كنيسمة فمي بيمت لحمم ،ولكننمي أسمتطيع القول بكمل ثقمة أننمي والجنرال ندرس هذا معا،
ولذلك ف سوف يم ضي بق ية فتر ته في الوزارة لضمان سلم إ سرائيل وأمن ها ،و سندفع
لسرائيل مبلغ ملياري دولر لمساعدتها على تعويض خسائرها القتصادية الناتجة عن
هجمات 11سمبتمبر(أيلول) ونحمن ل نسمتطيع أن ندع الجهات الرهابيمة والدول المارقمة
تعادي هذه الدولة أو حلفاءنا وقد توصلت أمريكا أخيرا لمصيرها الواضح ،ولن نتعامل
بعمد الن بردود الفعال ،ولن نسممح بجرنما إلى صمراعات ،ولن نكون بعمد الن الدولة
التمي يأتمي إليهما العالم لتصمنع السملم وتبنمي الدول ،فمصمير أمريكما الن واضمح أمام
العالم ،فنحن سنكون من يشن الحروب على كل من نختاره هدفا لنا ،ونحن الذين سندمر
ق بل أن نع يد البناء،ولن ن قف ب عد الن مكتو في اليدي والعالم يغرق في دمائه فأمري كا
تع مل من أ جل ال سلم ،ولكن نا إذا رأي نا هناك حا جة لرا قة الدماء ف سنقوم بذلك بأنف سنا،
ومن الن فصاعدا ستقرر أمريكا متى وأين وكيف ولماذا تشن الحرب أو تحقق السلم،
88
و قد انتقلت دولت نا ب كل ف خر من (غ ضب الشوارع) إلى (الغ ضب الخار جي) ،و قد ن جح
هذا في حالة (إسرائيل) وهو ناجح الن بالنسبة لنا ولحليفاتنا روسيا والصين والهند.
والدي :وك ما قال (دادى) في خطا به عن حال التحاد في 29ينا ير كانون الثا ني عام
1991م أج يء إلى مجلس الش عب هذا لتحدث إلي كم ولجم يع المريكي ين وأ نا على ث قة
من أننا نقف عند لحظة حاسمة ،ففي بقاع مختلفة من العالم ،نخوض كفاحا عظيما في
الفضاء والبحار وعلى الرمال ،ون حن نعلم لماذا ن حن هناك ،فن حن أمريكيون وجزء من
ش يء أ كبر م نا بكث ير ولمدة قرن ين أنجز نا الع مل الشاق الخاص بالحر ية ،والليلة ،ن حن
نقود العالم في مواجهة خطر يهدد الصول والبشرية ،وفي ما عدا استثناءات قليلة ،فإن
العالم يقف كوحدة واحدة.
يما (دادى) :إننيي آميل أن أكون قيد حافظيت على إرث آل بوش حيا بمحاربية
العرب والمسلمين كل عشر سنوات ،لضمان استمرار الفوضى في بلدهم ،ولن يجبرنا
ملك أو أمير عربي نفطي على تحسين كفاية وقود سياراتنا المتطورة ،وهذا ما لن يحدث
وأنما رئيمس للوليات المتحدة وعلى العكمس ،سميضطرون لزيادة النتاج وتخفيمض
السعار .وينبغي أن تتاح الفرصة لجميع المريكيين ليكسبوا المال خلل انتقامنا من ابن
لدن وأعوا نه من مرت كبي أعمال ال شر الم سلمين وهذا هو أ قل ما يم كن أن نقوم به
لتكر يم أبطال نا الذ ين سقطوا في 11سبتمبر(أيلول) .هذا عالم تفوق ضبابي ته كثيرا ع ما
كان في الما ضي ،ل قد ك نا وقتذاك على ث قة من أن نا في مواج هة مع الروس ،ولن نا ك نا
على ثقة فقد كانت لدينا ترسانات أسلحة نووية هائلة موجهة إلى بعضنا بعضا من أجل
المحافظة على السلم ،وكان ذلك هو ما كنا متأكدين منه ..وكما ترون ،وعلى الرغم
من أ نه عالم ضبا بي ،فإن نا ك نا على ث قة بشأن ب عض المور ،وك نا متأكد ين أ نه على
الر غم من أن (إمبراطور ية ال شر) رب ما ل تزال ،إل أن ال شر ل يزال موجودا ،ون حن
على ثقة من وجود أناس ل يستطيعون تحمل ما ترمز إليه أمريكا ..ونحن متأكدون من
89
وجود رجال مجانين في هذا العالم ،ومن وجود إرهاب ،وهناك صواريخ وإنني على ثقة
من هذا أيضا ،وإنني متأكد من قدرتي على المحافظة على السلم والفضل بالنسبة لنا
أن تكون لدينما قوات مسملحة تتمتمع بروح معنويمة عاليمة وإننمي واثمق ممن أن الروح
المعنوية في ظل هذه الدارة ،متدنية بصورة خطيرة .شكرا لكم وليبارك ال أمريكا...
90
فهرست الموضوعات
..........................................................................................................................................................2المقدمة:
انظر العولمة والحياة الثقافية في العالم السلمي :الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ،المنظمة السلمية للتربية والعلوم -
........................................................6والثقافة -أيسيسكو -الرياض .وهو موجود على موقع أيسيسكو-شبكة المعلومات الدولية.
...................................................................................6انظر العولمة والحياة الثقافية في العالم السلمي :مصدر سابق- .
91