You are on page 1of 13

‫خطة العمل‬

‫• المقدمة‬

‫• المبحث األول‪ :‬ماهية علم النفس االجتماعي‬

‫• المطلب األول‪ :‬تعريف علم النفس االجتماعي‬

‫• المطلب الثاني‪ :‬مصادر علم النفس االجتماعي‬

‫• المطلب الثالث‪ :‬تاريخ علم النفس االجتماعي‬

‫• المبحث الثاني‪ :‬رواد علم النفس االجتماعي‬

‫• المطلب األول‪ :‬مصادر علم النفس االجتماعي‬

‫• المطلب الثاني‪ :‬أهم المساهمون الفالسفة في موضوعات عام نفس‬

‫االجتماعي‬

‫• المطلب الثالث‪ :‬أهم العلماء المساهمين في تطور علم النفس االجتماعي‬

‫• الخاتمة‬

‫• قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬

‫خلق للا االنسان اجتماعي بالفطرة فهو ال يستطيع العيش دون ان يصنع عالقات تربطه بغيره من البشر‬

‫لتحقيق األمن واالستقرار والطمأنينة والحصول على جميع متطلبات الحياة‪ ،‬فاإلنسان بحاجة لخلق نظام‬

‫اجتماعي يضبط عالقاته واتصاله باآلخرين‪ ،‬ويستطيع من خالله تحقيق ذاته البشرية المتميزة عن باقي‬

‫المخلوقات بالقدرة على التفكير واالبتكار‪.‬‬

‫فاإلنسان قادر على التأثير في الجماعة من خالل دوافعه واتجاهاته التي تتجسد في سلوكياته‪ ،‬والتي تتأثر‬

‫بعادات وقوانين المجتمع ‪ ،‬ومن هذا المنطلق أسس علم النفس االجتماعي الذي ظهر في نهاية العشرينات‬

‫من القرن العشرين‪ ،‬كي يدرس السلوك االجتماعي لألفراد وتأثره بالدوافع واالتجاهات الشخصية للفرد‪،‬‬

‫وتفسير وفهم العمليّات النفسيّة‪ ،‬وكيفية تعاملها وتأثرها بالمجتمع ومدى مساهمة ذلك في صقل شخصية‬

‫الفرد ‪ ،‬ويدرس علم النفس االجتماعي حاالت االشخاص وأنوع شخصيتهم من الناحية االجتماعية‬

‫والسلوكية من خالل عمليات المالحظة والتجريب ‪،‬كما ويوضح علم النفس االجتماعي تأثير الخبرات‬

‫االجتماعية سلبا وايجاب على شخصية الفرد وكيفية تصرف الفرد معها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية علم النفس االجتماعي‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف علم النفس االجتماعي‬

‫ولقد تعدد تعريفات علم النفس االجتماعي حسب االتجاهات التي كانت يُدرس من خاللها‪ ،‬ومن أبرز هذه‬

‫التعريفات‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف ألبورت‪" :‬هو محلولة لفهم وتفسير أفكار االخرين ومشاعرهم وسلوكهم بوجود اآلخرين‬

‫الفعلي أو المتخيل‪".‬‬

‫‪ -‬كما عرفه مصطفى فهمي بأنه‪ " :‬العلم الذي يدرس سلوك الفرد وعالقته باآلخرين‪".‬‬

‫‪ -‬وعرفه بوينج بأنه‪" :‬دراسة االفراد في صالتهم البيئية المتبادلة " وهي دراسة تبحث في العالقات‬

‫البيئية وتأثيرها على أفكار الفرد واتجاهاته وانفعاالته‪.‬‬

‫‪ -‬وتعريف كريتش وكريتشفيلد‪" :‬هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوكيات الفرد واستجاباته ضمن جماعة‬

‫معيّنة‪".‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن علم النفس االجتماعي هو دراسة علمية لإلنسان باعتباره كائن اجتماعي‪ ،‬ولطريقة‬

‫تفكيره التي يؤثر بها على االفراد واشكال التفاعل االجتماعي التي يمارسها وتأثيرها المتبادل بين االفراد‬

‫مثل العالقات االسرية‪ ،‬او عالقات العمل‪ ،‬فهو علم يهدف الي تفسير أسباب تصرفات االفراد في مواقف‬

‫اجتماعية معينة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر علم النفس االجتماعي‬

‫‪ -1‬كتابات الفالسفة االجتماعين‪ :‬مثل أفالطون‪ ،‬وأرسطو‪ ،‬ومونتسكيو‪ ،‬وجان جاك روسو‪.‬‬

‫‪ -2‬رواد علم االنثروبولوجيا‪ :‬فإن ها العلم هو نقطة بداية علم النفس االجتماعي‪ ،‬ألنه اول من درس‬

‫العمليات العقلية للشعوب البدائية‪.‬‬

‫‪ -3‬علم النفس‪ :‬يعتبر المصدر الرئيسي لدراسة تأثير الدوافع واالتجاهات على السلوك االجتماعي‬

‫لألفراد‪.‬‬

‫المال‪ ،‬سلوى‪ .)1993( .‬علم النفس االجتماعي‪ .‬لبنان‪ .‬بيروت‪ :‬دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬الصفحة ‪15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -4‬علماء التطور‪ :‬ساعد في نمو علم النفس االجتماعي من ناحية دراسته لخصائص اإلنسان باعتباره‬

‫فرد ينتمي الى جماعة يؤثر ويتأثر بها‪.‬‬

‫‪ -5‬علماء االجتماع‪ :‬ساعدت جهود العلماء المسلمين في وضع حجر االساس لعلم االجتماع الذي يتفرع‬

‫منه علم النفس التربوي مثل (آراء أهل المدينة الفاضلة) للفرابي وتناوله لموضوع حاجة االنسان‬

‫الى الجماعة والتعاون‪ ،‬وعن أهمية القيادة ‪ ،‬وعن صفات القائد الجيد كل ذلك يخبرنا عن جهود هذا‬

‫العلم في تأسيس علم النفس التربوي‪ ،‬وكذلك اخبرنا الغزالي في ( اثر الحكام في غرس االتجاهات‬

‫العلمية في المجتمع)‪ ،‬العالم الكبير اب خلدون فيرجع له الفضل االكبر في تأسيس علم االجتماع‪،‬‬

‫ووضع نظريات علم النفس التربوي التي لم يسبقه احد في وضعها‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تاريخ علم النفس االجتماعي‬

‫يرجع تاريخ علم النفس االجتماعي إلى الدراسات الفلسفية القديمة في اليونان عند أفلطون وأرسطو وعند‬

‫المسلمين إلى الفرابي والغزالي وابن خلدون‪ ،‬أما علم النفس االجتماعي بمعناه الحديث فيرجع إلى أوائل‬

‫القرن العشرين حيث أشار الفيلسوف االجتماعي الفرنسي إيميل دوركيم (‪ )1915/815‬إلى موضوع‬

‫علم النفس االجتماعي وذلك عام ‪1901‬م‪ ،‬كما أشار إلى ذلك العالم الفرنسي جبريل تارد‬

‫(‪ )1904/1843‬في دراسته عام ‪1898‬م‪.‬‬

‫وقد أسهم في نشأة علم النفس االجتماعي عدد من العلماء من داخل المدارس مثل‪ ”:‬مكدوجل” صاحب‬

‫المدرسة الغرضية و”ليفين” صاحب المدرسة المجالية ‪،‬و فرويد صاحب مدرسة التحليل النفسي‪،‬‬

‫”البورت” معدل التحليل النفسي ‪.‬‬

‫‪ -‬علم النفس االجتماعي‪ :‬من ‪1940‬م – ‪1980‬م‬

‫ذكر بارون وبايرن في كتابهما علم النفس االجتماعي “فهم التفاعل اإلنساني “أن علم النفس االجتماعي قد‬

‫تقدم وتطور بشكل سريع بعد الحرب العالمية الثانية فاتسع ميدانه في اتجاهات عدة‪.‬‬

‫‪ 1‬السيد‪ ،‬فؤاد‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬سعد‪ .)1999( .‬علم النفس االجتماعي رؤية معاصرة‪ .‬مصر‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربية للنشر والتوزيع‪ .‬الطبعة‬
‫األولي‪ .‬الصفحة ‪.20-18‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ومن الموضوعات الهامة في الخمسينات‪ :‬موضوع تأثير وعضوية الجماعة على سلوك الفرد‬

‫وموضوع العالقة بين سمات الشخصية المتعددة وبين جوانب السلوك االجتماعي‪ ،‬ومن أهم األحداث‬

‫في هذه الفترة " نمو نظرية التنافر أو التناقض المعرفي"‪.‬‬

‫‪ -‬ومن الموضوعات التي ظهرت في الستينات‪ :‬الجاذبية والحب والعدوان والعنف واإلدراك‬

‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬ومن موضوعات السبعينات‪ :‬موضوع العوامل التي تقف وراء السلوك أو تنسب أو يعزى السلوك‬

‫له‪ ،‬موضوع المعرفة االجتماعية وهي الطريقة التي بها نفهم ونتذكر األخبار عن اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬ومن موضوعات الثمانينات‪ :‬العدوان‪ ،‬االتجاهات‪ ،‬الجاذبية‪ ،‬واالندماج‪ ،‬عمليات الجماعة‪ :‬القيادة‬

‫واتخاذ القرار‪ ،‬اإلدراك الشخصي‪ ،‬التأثير االجتماعي‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬رواد علم النفس االجتماعي‬

‫المطلب األول‪ :‬مصادر علم النفس االجتماعي‬

‫يستطيع من يهتم بدراسة تاريخ علم النفس االجتماعي أن يتبين أربعة مصادر أساسية لعلم النفس‬

‫االجتماعي يحددها “سارجنت” و” وليامسون” بأنها‪:‬‬

‫كتابات الفالسفة االجتماعيون‪ ،‬رواد األنثروبولوجيا‪ ،‬علماء التطور‪ ،‬علماء االجتماع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفالسفة االجتماعيون‪:‬‬

‫إن الكتابات التي يقدمها العديد من كبار الفالسفة االجتماعيون تحتوي على أفكار وأسس ونظريات عميقة‬

‫عن الطبيعة البشرية وطبيعة اإلنسان االجتماعية وعالقاته مع غيره من بني اإلنسان‪ ،‬وغرائزه‪،‬‬

‫وعاداته…إلخ‪ .‬من مشكالت يقوم بدراستها علم النفس االجتماعي‪ ،‬ومن أمثلة ذلك كتابات أفلطون‬

‫بجمهوريته وكتابات أرسطو عن السياسة والخلق وكتابات “جون لوك” و”جون جاك روسو” مما يعالج‬

‫‪1‬‬
‫علم‪-‬النفس‪-‬اإلجتماعي‪https://wikiloucif.wordpress.com/2018/11/09/‬‬
‫‪4‬‬
‫مشكالت اإلنسان ككائن اجتماعي وكذلك عن القانون والنظم والظواهر االجتماعية والعمران البشري‬

‫والدين واللغة وما الى ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رواد األنثروبولوجيا "علم اإلنسان"‪:‬‬

‫العلم الذي يدرس العناصر الحيوية والثقافية لإلنسان‪ ،‬فاإلنسان كائن اجتماعي يعيش في جماعات ويملك‬

‫القدرة على الكالم‪ ،‬واالستنتاج والتعميم واالتصال ونقل المهارات والخبرات والتبادل مع اآلخرين‪ ،‬كما‬

‫يهتم علم األنثروبولوجيا بدراسة الثقافة البشرية ماضيها وحاضرها ومستقبلها ويدرس الجماعات األخرى‬

‫عاداتها وتقاليدها وثقافتها‪.‬‬

‫مما سبق نجد أن اهتمام علم األنثروبولوجيا ينصب على دراسة كيفية حصول الفرد في الجماعة على‬

‫تلك الثقافة ويحدد كيف تنشأ العادات وكيف تنتقل من جيل آلخر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬علماء التطور‪:‬‬

‫تأثر كثير من الباحثين في العلوم االجتماعية مثل “كارل ماركس” و” سبنسر” بكتابات “داروين‪ ،‬كما أن‬

‫داروين ساهم بالكثير في الدراسات االجتماعية ذاتها حيث تتبع في كتابة أصل اإلنسان تطور اإلنسان من‬

‫الصور الدنيا إلى الصور العليا مؤكدا أهمية منتجات الحضارة كاللغة واالختراعات وأنظمة للتعاون‬

‫والتعاطف والحساسية للنقد والتشجيع‪.‬‬

‫وأوضح داروين أن بقاء اإلنسان يتوقف على عملية اختيار أو انتقاء طبيعة بالمعنى النفسي االجتماعي‬

‫أكثر منه بالمعنى البيولوجي للمصطلح‪ ،‬وإن البقاء لألصلح من حيث النواحي العقلية واالجتماعية‬

‫باإلضافة إلى النواحي العضوية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬علماء االجتماع‪:‬‬

‫يعد “أوجست كونت” مؤسسا لعلم االجتماع وذهب إلى أن اإلنسان بطبعه وإن العقل البشري ال يمكن أن‬

‫ينمو إال بفعل المجتمع وإنه ينبغي أن يدرس الفرد دائما من جهة الظروف التي يعيش فيها‪ ،‬ومن أوائل‬

‫‪5‬‬
‫علماء االجتماع الفرنسيين “دوركايم” صاحب نظرية العقل الجمعي المشهور‪ ،‬ومؤداها أن للجماعة‬

‫تفكيرها وشعورها وتصرفاتها التي تختلف عن تفكير األفراد وشعورهم وتصرفاتهم‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهم المساهمون الفالسفة في موضوعات عام نفس االجتماعي‬

‫‪ -1‬ابن سينا‬

‫حاول اظهار أن أساس المرض النفسي هو السلوك االجتماعي‪ ،‬اذ اشار هذا األخير في العديد من‬

‫أعماله إلى أثر الجماعة في سلوك الفرد وعالقة الفرد باآلخرين‪ ،‬وعالقة الجماعة بتقدير الذات لدى‬

‫الفرد وأثر الجماعة على الصحة النفسية والجسدية لدى الفرد وبين أهم األسس النفسية واالجتماعية‬

‫للمرض الجسدي ودور الجماعة في المرض والعالج‪ ،‬وركز على أهمية تقدير الذات المكتسبة من‬

‫خالل تصور اآلخرين وعالقتها بالمرض وقد أشار في كتابة األصل والعودة إلى أن احدى جواري‬

‫الملك التي كانت منحنية لألسفل وذلك لرفع أدوات المائدة وضيوف الملك جالسون حول‪ ،‬فأصيبت هذه‬

‫األخيرة بروماتيزم مفاجئ في المفاصل‪ ،‬وصارت غير قادرة على أن تأخذ الوضع الطبيعي لجسمها‬

‫منذ ذلك اليوم‪ ،‬ولم يستطع أشهر األطباء فعل شيء حيالها‪ .‬ثم رجعوا إلى ابن سينا في عالجها‪ .‬واعتبر‬

‫هذا األخير أن سبب مرضها هو نفسي‪ ،‬فجعل انفعال الخجل هو أحد العوامل المساندة في العالج فبدأ‬

‫يرفع مالبسها بادئا بالرفع من االسفل إلى أعلى الخمار‪ ،‬مما أتيح هذا األمر لدى المريضة انفعاال‬

‫مضادا نتيجة لرفع مالبسها‪ ،‬حينها أوقف المزاج الروماتزمی فوقفت معتدلة كما كانت وشفيت من‬

‫مرضها‪.‬‬

‫‪ -2‬توماس هوبز‪Thomas Hobes‬‬

‫من بين أهم الفالسفة الغربين الذين تحدثوا وفسروا وشرحوا طبيعة الفرد في عالقته مع األخرين‪،‬‬

‫وبينوا أن كل األفراد متساوون في الطبيعة وليس لديهم رغبة في التجمع بل هم في سعي دائم لتدمير‬

‫بعضهم البعض‪ ،‬وأكد هوبز أنه لفهم بنية المجتمع ككل يجب علينا أوال أن نفهم بنية األفراد النفسية‬

‫‪1‬‬
‫‪https://wikiloucif.wordpress.com/2018/11/09‬‬
‫‪6‬‬
‫وتركيبته اكفهم رغباتهم وانحرافاتهم التي تقودهم الى الصراع مع األفراد األخرين ويرى هوبز أن كل‬

‫فرد لديه الرغبة السرمدية حد الموت في التسلط والسلطة والرغبة الفطرية والدفينة في التحكم في‬

‫سلوك األخرين‪ ،‬إذ أن هذه األخيرة تسمح له بالتحكم في مستقبل األخرين وتعطيه الدافعية النجاح‬

‫والبقاء من خالل االعتداء والعدوان والتميز الجسدي والفكري المتعالى عن اآلخرين الذي يجذب له‬

‫الغني والحظ والمكانة العالية بينهم‪ .‬لذلك نجد الفرد في محاولة وصراع مستمر إلخضاع االخرين‬

‫لسلطته وقوته وارادته من أجل الحفاظ على البقاء‪.‬‬

‫‪ -3‬جان جاك روسو‪: Rousseau. J‬‬

‫حاول روسو من خالل كتابه العقد االجتماعي إلى اظهار حقيقة العالقة بين الفرد ومجتمع وأثر هذا‬

‫األخير في تغير طبيعة الفرد الخبرة وافسادها من خالل ممارسات التربية الفاسدة عليه من طرف‬

‫المجتمع‪ ،‬ونادي في كتابه "اميل" الرجوع الى الطبيعة في تربية األبناء وبين أن المجتمعات البشرية‬

‫ليست هي الطبيعة الحقيقية وليست أساسية في اعداد الفرد الصالح‪ ،‬إنما هي دائما ضد الطبيعة اإلنسانية‬

‫الخيرة‪ .‬وأن تدخل المجتمع في نشأة الفرد هو ما يفسد تلك الطبيعة الخبرة األولية في اإلنسان‪ ،‬ويعد‬

‫روسو أول من أشار إلى التحريفات والتغيرات النفسية التي يلحقها المجتمع بالطبيعة الخيرة لإلنسان‪.‬‬

‫كما بين من خالل أعماله أن هو من يخلق الفروق وال مساواة بين األفراد‪ ،‬ألن األفراد في الحقيقة‬

‫يولدون متقاربين ومتشابهين في حاجاتهم المختلفة‪ ،‬لكنهم يختلفون بعد ذلك بالفعل االجتماعي كما يعد‬

‫روسو أول من أشار في كتابه العقد االجتماعي إلى مفهوم الشخصية وأثر الفعل االجتماعي في تكوينها‬

‫وبين أن المجتمع عندما ال يحترم الطبيعة الخيرة في االنسان هو أصل سلوك األفراد غير السوي‬

‫والمسؤول الوحيد عن سلوك الفرد المتوحش‪.‬‬

‫لقد كانت مواضيع علم النفس االجتماعي متواجدة في فكر الفالسفة واهتماماتهم منذ القدم وبشكل مستمر‬

‫وكانت اعمالهم دائما تدور وترتكز حول الطبيعة البشرية وأثر المجتمع على هذه الطبيعة‪.1‬‬

‫صفية بوداني‪ .‬علم النفس االجتماعي موضوعه واهم العلماء المساهمين في تطوره‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬شلف‪ .‬الجزائر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهم العلماء المساهمين في تطور علم النفس االجتماعي‬

‫‪ -1‬دوركايم‪Durkheim‬‬

‫اختلف ‪ Durkheim‬في مساهمته العلمية لتفسير ظاهرة االنتحار في أوروبا‪ .‬التي كانت تحمل إضاءة‬

‫حاسمة حول فهم طبيعة ووظيفة المجتمع بالنسبة لألفراد من خالل طرق البحث العلمية الحديثة‪ .‬وبين في‬

‫دراسته أن المجتمع هو تلك الحقيقة الكامنة وراء الفعل االجتماعي ومجموع الخصائص والطرق القانونية‬

‫التي تهبه القوة والسلطة في اكراه األفراد لسلطته والتفكير والعمل على تكوين الشعور المطلق للفرد بتبعيته‬

‫له فالحياة االجتماعية حسب دوركايم ترتكز في الحقيقة على مجموع التصورات والعمليات العقلية والنفسية‬

‫لألفراد ومن ثم يظهر علم االجتماع حسب تصوره كعلم نفس خاص يهتم بدراسة نفسية األفراد وتحليل‬

‫سلوكياتهم حسب مزاعمه لقد كان تحليل وتفسير دوركايم لوظيفية للمجتمع‪ ،‬مرجعية علمية مغذية ومفسرة‬

‫لفهم حقيقة سلوك المرض والسواء في المجتمع‪ ،‬وتعد دراسته لظاهرة االنتحار مرجعية نظرية هامة لفهم‬

‫حقيقة عوامل وأسباب الظاهرة االجتماعية انطالقا من تحليل نفسية الفرد وعالقته االجتماعية باآلخرين‪ ،‬اذ‬

‫بينت وأظهرت هذه الدراسة‪ ،‬كيف أن األفراد ينهون حياتهم ويحدون من سلوكياتهم وذلك كله من خالل‬

‫تصورات اجتماعية مكتسبة من الجماعة التي ينتمون اليها وبينت احصائيات الدراسة أيضا‪ ،‬أن هناك عوامل‬

‫فردية ذاتية أخرى تعود الى طبيعة تكوين الفرد ونشأته االجتماعية هي األخرى تتحكم في ظاهرة االنتحار‬

‫لدى األفراد في اوروبا مثل االنانية التي يتميز بها الفرد و ضعف اندماجه االجتماعي و ضعف العالقة‬

‫االجتماعية بين الفرد و جماعته التي ينتمي اليها‪.‬‬

‫‪ -2‬فبريل تارد ‪:G.Tard‬‬

‫حاول تارد ‪ Tard‬في أبحاثه االجابة عن سؤال هام في علم النفس االجتماعي‪ ،‬أال وهو لماذا سلوك الفرد‬
‫في مظاهرة العامة عندما يكون داخل الجماعة أو عندما يتصل بالجمهور ال يكون هو نفسه عندما يكون في‬
‫معزل عن الجماعة أو الجمهور وقد حصر تارد إجابته بعد أبحاثه الطويلة عن هذا الموضوع في أن هذا‬
‫التغير يعود في حقيقته إلى تقليد الفرد لألخرين داخل الجماعة التي ينتمي إليها‪ ،‬وعرف التقليد على أنه‬

‫‪8‬‬
‫مجموع المعرف العقلية الحقيقة االجتماعية والتقليد االجتماعي هو اآللية النفسية االجتماعية األساسية لدى‬
‫الفرد لتفسير وفهم الواقع والتكيف معها‪.‬‬

‫‪ -3‬جوستاف لوبون ‪:G.Lebon‬‬

‫يعتبر ‪ Lebon‬أول من طور نظرية علم النفس االجتماعي‪ ،‬وهي نظرية سيكولوجية الجماهير أين بين‬

‫وبين فيها أن الحشد يتألف من عناصر أفراد متالحمة ومتماسكة أثناء تجمع ما يتالحمون ويتضامنون فيما‬

‫بينهم كتالحم الجسد الواحد من اجل الدفاع والحفاظ على بقائهم‪ .‬ويظهر هؤالء األفراد في تالحمهم‬

‫وتجمعهم‪ .‬خصائص سلوكية‪ ،‬تختلف اختالفا تاما عن خصائصه السلوكية عندما يكون في معزل عن هذا‬

‫الحشدر كاختالف الخلية في خصائصها الحيوية عندما تكون في معزل عن خاليا الجسم األخرى إن‬

‫الجمهور أي الحشد يمنح األفراد مجاال وحيزا الستخراج روح الجماعة التي يشعرون بها ويفكرون فيها ‪،‬‬

‫إن التفكير في اختالف األشكال السلوكية لكل فرد داخل الحشد وفي معزل عنه هو ما دفع ‪ Lebon‬إلى‬

‫مالحظة هذه الظاهرة السلوكية ومقارنتها في كلتا الحالتين واستخراج خصائصها والعوامل المؤثرة في ذلك‬

‫التغيير وتحليل سلوك الفرد والعوامل النفسية والعقلية المؤثرة فيه داخل وخارج في الجماعة والمحددة‬

‫السلوكه‪.‬‬

‫‪ -4‬شارلز فوری‪Charles Fourier‬‬

‫يعد شارل فوري من بين أهم أعالم علم النفس االجتماعي المغمورين‪ ،‬ومن بين العلماء الجادين في تفسير‬

‫السلوك االجتماعي الذين لم تسلط عليهم البحوث والدراسات العلمية اهتماماتها‪ .‬ولم تهتم كثيرا بأعماله‬

‫وبقيت أعماله هامشية وقليلة التأثير‪ ،‬أي بصورة أخرى ذات تأثير غير مباشر في موضوعات علم النفس‬

‫لوقت طويل من الزمن إلى يوما هذا‪ ،‬رغم أنه من أولى الباحثين الذين تنبهوا إلى موضوعات علم النفس‬

‫االجتماعي من خالل نظرية الوحدة المتكاملة للمحفزات األربعة حاول فيها اعطاء تعريف اجتماعي للحدس‬

‫وأهم العوامل النفسية واالجتماعية المؤثرة في نظام جنس الفرد‪ ،‬اذ حاول من خاللها البحث في نظام‬

‫اجتماعي يبرر دراسة االنسان في بيئته االجتماعية‪ .‬إال أن محاوالته الفلسفية األولى باءت بالفشل في البحث‬

‫عن األسس االجتماعية للحدس ليتحول بعد ذلك إلى دراسة االنفعاالت والرغبات وحاول وضع قائمة تتكون‬
‫‪9‬‬
‫من ‪ 12‬رغبة كمرجعية أساسية لتفسير سلوك اإلنسان‪ ،‬خمسة منها أساسية تتعلق باألحاسيس األولية‬

‫(كاإلحساس لذوق الرؤية السمع الرائحة) وهي تتعلق بالحفاظ على البقاء‪ ،‬وأربعة منها تتعلق بدوافع الحياة‬

‫هي (الحب الطموح الصداقة العاطفة) تتعلق باالنتماء والتكيف االجتماعي‪ ،‬وثالثة منها تتعلق بتوزيع الطاقة‬

‫والمذهب السلوكي الشرير (الخداع‪ .‬الحيلة‪ .‬والرغبة في التغير والتقدم في األلية االجتماعية‪ .‬اذ تعتبر‬

‫الرغبة األخيرة بالنسبة للفرد األعلى واألهم واألكثر رغبة وأهمية من بين كل الرغبات األخرى وقد أكد‬

‫‪ Charles Fourier‬على أهمية التنشئة االجتماعية في توجيه هذه الرغبات وتصحيح مسارها‪.‬‬

‫‪ -5‬ماك دوجال ‪:Dogal .M‬‬

‫يعتبر‪ M. Dogal‬اول عالم في علم النفس االجتماعي يصدر مؤلف بعنوان علم النفس االجتماعي وذلك‬

‫سنة ‪ 1908‬بين فيه عالقة الطبيعة البشرية المتمثلة في الغرائز وتوجيه السلوك االجتماعي لدى الفرد‬

‫متجاهال أثر العقل الجمعي عليه‪.‬‬

‫‪ -6‬سيغموند فرويد ‪S.Freud‬‬

‫الم يشير فرويد في أعماله مباشرة إلى موضوع علم النفس االجتماعي‪ ،‬لكن في الحقيقة أن بعض منها كانت‬
‫تحمل في طياتها محاوالته العلمية الجادة في فهم وتفسير عالقة بعض الظواهر النفسية بالجماعة وتحليلها‬
‫تحليال سيكولوجيا مستندا في تبريره على حقيقة أن" حياة الفرد هي عبارة عن نموذج كامل مختزل فيه حياة‬
‫الجماعة‪ .‬اال أن مرجع الطوطم والحرام‪ ،‬يعتبر من أهم وأعظم أعمال فرويد‪ ،‬الذي تختزل فيه اتجاهات علم‬
‫النفس االجتماعي الحقيقية‪ ،‬ومرجعا أساسيا وهاما في تفسير الظاهرة الجماعية انطالقا من التحليل النفسي‬
‫لبنية الفرد‪ .‬باإلضافة إلى هذا المرجع يعد مرجع القلق والحضارة أيضا من بين أهم األعمال التي حاول فيها‬
‫فرويد تفسير السلوك العدواني والحروب خالل الحضارات انطالقا من أسس نفسية في الفرد وفي االخير إن‬
‫التصور النظري في تتبع تاريخ تطورو نشأة علم النفس االجتماعي ال يمكننا حصره في بعض األعمال دون‬
‫األعمال األخرى وال يمكننا إحصاء رواده وإعالمه الفكرية ككل وإحصائهم في مقال او بحث واحد‪ .‬وهذا‬
‫نظرا لثراء موضوعات النفس االجتماعي وتعددها وتشعبها‪ ،‬كل شعب العالقة بين الفرد والجماعة وتعقدها‬
‫بين الجماعة والجماعة األخرى‪.1‬‬

‫صفية بوداني‪ .‬علم النفس االجتماعي موضوعه و اهم العلماء المساهمين في تطوره‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬شلف‪ .‬الجزائر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫الخاتمة‬

‫ومن بحثنا هذا يمكن أن نستنتج أن علم النفس االجتماعي بدأ كأي علم آخر في أحضان الفلسفة‪ .‬وانه فرع‬

‫من فروع علم النفس يدرس السلوك االجتماعي للفرد والجماعة كاستجابات المثيرات اجتماعية‪ .‬وهدفه بناء‬

‫مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة‪.‬‬

‫وبمعنى آخر فأن علم النفس االجتماعي عبارة عن الدراسة العلمية لإلنسان ككائن اجتماعي‪ ،‬يهتم هذا العلم‬

‫بالخصائص النفسية للجماعات وأنماط التفاعل االجتماعي والتأثيرات التبادلية بين األفراد مثل العالقة بين‬

‫األباء واألبناء داخل األسرة والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين‪ .‬ومن مكونات علم النفس االجتماعي هو‬

‫"السلوك االجتماعي وديناميات الجماعة" فالجماعة هي وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من االفراد تربط‬

‫بينهم عالقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعی متبادل فيؤثر بعضهم في بعض يهدف علم نفس النمو‬

‫إلى دراسة تطور سلوك الفرد في مراحل عمره المختلفة ابتداء من المرحلة الجنينية مرورا بمرحلة الطفولة‬

‫فالمراهقة فالرشد حتى الكهولة والشيخوخة ويحاول الباحث المختص في هذا الفرع من فروع علم النفس‬

‫دراسة األشكال التي تتشكل بها مظاهر السلوك المختلفة في كل مرحلة عمرية وكيف تنشأ هذه األشكال‬

‫باإلضافة إلى الدور الذي تلعبه العوامل المختلفة من بيئة ووراثة ونضج في تحديد هذه األشكال‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫المال‪ ،‬سلوى‪ .)1993( .‬علم النفس االجتماعي‪ .‬لبنان‪ .‬بيروت‪ :‬دار الشروق للطباعة والنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزيع‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬الصفحة ‪15‬‬
‫السيد‪ ،‬فؤاد‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬سعد‪ .)1999( .‬علم النفس االجتماعي رؤية معاصرة‪ .‬مصر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الفكر العربية للنشر والتوزيع‪ .‬الطبعة األولي‪ .‬الصفحة ‪.20-18‬‬
‫‪https://wikiloucif.wordpress.com/2018/11/09/‬علم‪-‬النفس‪-‬اإلجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫صفية بوداني‪ .‬علم النفس االجتماعي موضوعه واهم العلماء المساهمين في تطوره‪ ،‬جامعة حسيبة‬ ‫‪-‬‬
‫بن بوعلي‪ .‬شلف‪ .‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like