Professional Documents
Culture Documents
• المقدمة
االجتماعي
• الخاتمة
• قائمة المراجع
مقدمة
خلق للا االنسان اجتماعي بالفطرة فهو ال يستطيع العيش دون ان يصنع عالقات تربطه بغيره من البشر
لتحقيق األمن واالستقرار والطمأنينة والحصول على جميع متطلبات الحياة ،فاإلنسان بحاجة لخلق نظام
اجتماعي يضبط عالقاته واتصاله باآلخرين ،ويستطيع من خالله تحقيق ذاته البشرية المتميزة عن باقي
فاإلنسان قادر على التأثير في الجماعة من خالل دوافعه واتجاهاته التي تتجسد في سلوكياته ،والتي تتأثر
بعادات وقوانين المجتمع ،ومن هذا المنطلق أسس علم النفس االجتماعي الذي ظهر في نهاية العشرينات
من القرن العشرين ،كي يدرس السلوك االجتماعي لألفراد وتأثره بالدوافع واالتجاهات الشخصية للفرد،
وتفسير وفهم العمليّات النفسيّة ،وكيفية تعاملها وتأثرها بالمجتمع ومدى مساهمة ذلك في صقل شخصية
الفرد ،ويدرس علم النفس االجتماعي حاالت االشخاص وأنوع شخصيتهم من الناحية االجتماعية
والسلوكية من خالل عمليات المالحظة والتجريب ،كما ويوضح علم النفس االجتماعي تأثير الخبرات
االجتماعية سلبا وايجاب على شخصية الفرد وكيفية تصرف الفرد معها.
1
المبحث األول :ماهية علم النفس االجتماعي
ولقد تعدد تعريفات علم النفس االجتماعي حسب االتجاهات التي كانت يُدرس من خاللها ،ومن أبرز هذه
التعريفات:
-تعريف ألبورت" :هو محلولة لفهم وتفسير أفكار االخرين ومشاعرهم وسلوكهم بوجود اآلخرين
الفعلي أو المتخيل".
-كما عرفه مصطفى فهمي بأنه " :العلم الذي يدرس سلوك الفرد وعالقته باآلخرين".
-وعرفه بوينج بأنه" :دراسة االفراد في صالتهم البيئية المتبادلة " وهي دراسة تبحث في العالقات
-وتعريف كريتش وكريتشفيلد" :هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوكيات الفرد واستجاباته ضمن جماعة
معيّنة".
ومما سبق نستنتج أن علم النفس االجتماعي هو دراسة علمية لإلنسان باعتباره كائن اجتماعي ،ولطريقة
تفكيره التي يؤثر بها على االفراد واشكال التفاعل االجتماعي التي يمارسها وتأثيرها المتبادل بين االفراد
مثل العالقات االسرية ،او عالقات العمل ،فهو علم يهدف الي تفسير أسباب تصرفات االفراد في مواقف
اجتماعية معينة.1
-1كتابات الفالسفة االجتماعين :مثل أفالطون ،وأرسطو ،ومونتسكيو ،وجان جاك روسو.
-2رواد علم االنثروبولوجيا :فإن ها العلم هو نقطة بداية علم النفس االجتماعي ،ألنه اول من درس
-3علم النفس :يعتبر المصدر الرئيسي لدراسة تأثير الدوافع واالتجاهات على السلوك االجتماعي
لألفراد.
المال ،سلوى .)1993( .علم النفس االجتماعي .لبنان .بيروت :دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع .الطبعة الثانية .الصفحة 15 1
2
-4علماء التطور :ساعد في نمو علم النفس االجتماعي من ناحية دراسته لخصائص اإلنسان باعتباره
-5علماء االجتماع :ساعدت جهود العلماء المسلمين في وضع حجر االساس لعلم االجتماع الذي يتفرع
منه علم النفس التربوي مثل (آراء أهل المدينة الفاضلة) للفرابي وتناوله لموضوع حاجة االنسان
الى الجماعة والتعاون ،وعن أهمية القيادة ،وعن صفات القائد الجيد كل ذلك يخبرنا عن جهود هذا
العلم في تأسيس علم النفس التربوي ،وكذلك اخبرنا الغزالي في ( اثر الحكام في غرس االتجاهات
العلمية في المجتمع) ،العالم الكبير اب خلدون فيرجع له الفضل االكبر في تأسيس علم االجتماع،
يرجع تاريخ علم النفس االجتماعي إلى الدراسات الفلسفية القديمة في اليونان عند أفلطون وأرسطو وعند
المسلمين إلى الفرابي والغزالي وابن خلدون ،أما علم النفس االجتماعي بمعناه الحديث فيرجع إلى أوائل
القرن العشرين حيث أشار الفيلسوف االجتماعي الفرنسي إيميل دوركيم ( )1915/815إلى موضوع
علم النفس االجتماعي وذلك عام 1901م ،كما أشار إلى ذلك العالم الفرنسي جبريل تارد
وقد أسهم في نشأة علم النفس االجتماعي عدد من العلماء من داخل المدارس مثل ”:مكدوجل” صاحب
المدرسة الغرضية و”ليفين” صاحب المدرسة المجالية ،و فرويد صاحب مدرسة التحليل النفسي،
ذكر بارون وبايرن في كتابهما علم النفس االجتماعي “فهم التفاعل اإلنساني “أن علم النفس االجتماعي قد
تقدم وتطور بشكل سريع بعد الحرب العالمية الثانية فاتسع ميدانه في اتجاهات عدة.
1السيد ،فؤاد ،وعبد الرحمن ،سعد .)1999( .علم النفس االجتماعي رؤية معاصرة .مصر .القاهرة :دار الفكر العربية للنشر والتوزيع .الطبعة
األولي .الصفحة .20-18
3
-ومن الموضوعات الهامة في الخمسينات :موضوع تأثير وعضوية الجماعة على سلوك الفرد
وموضوع العالقة بين سمات الشخصية المتعددة وبين جوانب السلوك االجتماعي ،ومن أهم األحداث
-ومن الموضوعات التي ظهرت في الستينات :الجاذبية والحب والعدوان والعنف واإلدراك
االجتماعي.
-ومن موضوعات السبعينات :موضوع العوامل التي تقف وراء السلوك أو تنسب أو يعزى السلوك
له ،موضوع المعرفة االجتماعية وهي الطريقة التي بها نفهم ونتذكر األخبار عن اآلخرين.
-ومن موضوعات الثمانينات :العدوان ،االتجاهات ،الجاذبية ،واالندماج ،عمليات الجماعة :القيادة
يستطيع من يهتم بدراسة تاريخ علم النفس االجتماعي أن يتبين أربعة مصادر أساسية لعلم النفس
إن الكتابات التي يقدمها العديد من كبار الفالسفة االجتماعيون تحتوي على أفكار وأسس ونظريات عميقة
عن الطبيعة البشرية وطبيعة اإلنسان االجتماعية وعالقاته مع غيره من بني اإلنسان ،وغرائزه،
وعاداته…إلخ .من مشكالت يقوم بدراستها علم النفس االجتماعي ،ومن أمثلة ذلك كتابات أفلطون
بجمهوريته وكتابات أرسطو عن السياسة والخلق وكتابات “جون لوك” و”جون جاك روسو” مما يعالج
1
علم-النفس-اإلجتماعيhttps://wikiloucif.wordpress.com/2018/11/09/
4
مشكالت اإلنسان ككائن اجتماعي وكذلك عن القانون والنظم والظواهر االجتماعية والعمران البشري
العلم الذي يدرس العناصر الحيوية والثقافية لإلنسان ،فاإلنسان كائن اجتماعي يعيش في جماعات ويملك
القدرة على الكالم ،واالستنتاج والتعميم واالتصال ونقل المهارات والخبرات والتبادل مع اآلخرين ،كما
يهتم علم األنثروبولوجيا بدراسة الثقافة البشرية ماضيها وحاضرها ومستقبلها ويدرس الجماعات األخرى
مما سبق نجد أن اهتمام علم األنثروبولوجيا ينصب على دراسة كيفية حصول الفرد في الجماعة على
تلك الثقافة ويحدد كيف تنشأ العادات وكيف تنتقل من جيل آلخر.
تأثر كثير من الباحثين في العلوم االجتماعية مثل “كارل ماركس” و” سبنسر” بكتابات “داروين ،كما أن
داروين ساهم بالكثير في الدراسات االجتماعية ذاتها حيث تتبع في كتابة أصل اإلنسان تطور اإلنسان من
الصور الدنيا إلى الصور العليا مؤكدا أهمية منتجات الحضارة كاللغة واالختراعات وأنظمة للتعاون
وأوضح داروين أن بقاء اإلنسان يتوقف على عملية اختيار أو انتقاء طبيعة بالمعنى النفسي االجتماعي
أكثر منه بالمعنى البيولوجي للمصطلح ،وإن البقاء لألصلح من حيث النواحي العقلية واالجتماعية
يعد “أوجست كونت” مؤسسا لعلم االجتماع وذهب إلى أن اإلنسان بطبعه وإن العقل البشري ال يمكن أن
ينمو إال بفعل المجتمع وإنه ينبغي أن يدرس الفرد دائما من جهة الظروف التي يعيش فيها ،ومن أوائل
5
علماء االجتماع الفرنسيين “دوركايم” صاحب نظرية العقل الجمعي المشهور ،ومؤداها أن للجماعة
-1ابن سينا
حاول اظهار أن أساس المرض النفسي هو السلوك االجتماعي ،اذ اشار هذا األخير في العديد من
أعماله إلى أثر الجماعة في سلوك الفرد وعالقة الفرد باآلخرين ،وعالقة الجماعة بتقدير الذات لدى
الفرد وأثر الجماعة على الصحة النفسية والجسدية لدى الفرد وبين أهم األسس النفسية واالجتماعية
للمرض الجسدي ودور الجماعة في المرض والعالج ،وركز على أهمية تقدير الذات المكتسبة من
خالل تصور اآلخرين وعالقتها بالمرض وقد أشار في كتابة األصل والعودة إلى أن احدى جواري
الملك التي كانت منحنية لألسفل وذلك لرفع أدوات المائدة وضيوف الملك جالسون حول ،فأصيبت هذه
األخيرة بروماتيزم مفاجئ في المفاصل ،وصارت غير قادرة على أن تأخذ الوضع الطبيعي لجسمها
منذ ذلك اليوم ،ولم يستطع أشهر األطباء فعل شيء حيالها .ثم رجعوا إلى ابن سينا في عالجها .واعتبر
هذا األخير أن سبب مرضها هو نفسي ،فجعل انفعال الخجل هو أحد العوامل المساندة في العالج فبدأ
يرفع مالبسها بادئا بالرفع من االسفل إلى أعلى الخمار ،مما أتيح هذا األمر لدى المريضة انفعاال
مضادا نتيجة لرفع مالبسها ،حينها أوقف المزاج الروماتزمی فوقفت معتدلة كما كانت وشفيت من
مرضها.
من بين أهم الفالسفة الغربين الذين تحدثوا وفسروا وشرحوا طبيعة الفرد في عالقته مع األخرين،
وبينوا أن كل األفراد متساوون في الطبيعة وليس لديهم رغبة في التجمع بل هم في سعي دائم لتدمير
بعضهم البعض ،وأكد هوبز أنه لفهم بنية المجتمع ككل يجب علينا أوال أن نفهم بنية األفراد النفسية
1
https://wikiloucif.wordpress.com/2018/11/09
6
وتركيبته اكفهم رغباتهم وانحرافاتهم التي تقودهم الى الصراع مع األفراد األخرين ويرى هوبز أن كل
فرد لديه الرغبة السرمدية حد الموت في التسلط والسلطة والرغبة الفطرية والدفينة في التحكم في
سلوك األخرين ،إذ أن هذه األخيرة تسمح له بالتحكم في مستقبل األخرين وتعطيه الدافعية النجاح
والبقاء من خالل االعتداء والعدوان والتميز الجسدي والفكري المتعالى عن اآلخرين الذي يجذب له
الغني والحظ والمكانة العالية بينهم .لذلك نجد الفرد في محاولة وصراع مستمر إلخضاع االخرين
حاول روسو من خالل كتابه العقد االجتماعي إلى اظهار حقيقة العالقة بين الفرد ومجتمع وأثر هذا
األخير في تغير طبيعة الفرد الخبرة وافسادها من خالل ممارسات التربية الفاسدة عليه من طرف
المجتمع ،ونادي في كتابه "اميل" الرجوع الى الطبيعة في تربية األبناء وبين أن المجتمعات البشرية
ليست هي الطبيعة الحقيقية وليست أساسية في اعداد الفرد الصالح ،إنما هي دائما ضد الطبيعة اإلنسانية
الخيرة .وأن تدخل المجتمع في نشأة الفرد هو ما يفسد تلك الطبيعة الخبرة األولية في اإلنسان ،ويعد
روسو أول من أشار إلى التحريفات والتغيرات النفسية التي يلحقها المجتمع بالطبيعة الخيرة لإلنسان.
كما بين من خالل أعماله أن هو من يخلق الفروق وال مساواة بين األفراد ،ألن األفراد في الحقيقة
يولدون متقاربين ومتشابهين في حاجاتهم المختلفة ،لكنهم يختلفون بعد ذلك بالفعل االجتماعي كما يعد
روسو أول من أشار في كتابه العقد االجتماعي إلى مفهوم الشخصية وأثر الفعل االجتماعي في تكوينها
وبين أن المجتمع عندما ال يحترم الطبيعة الخيرة في االنسان هو أصل سلوك األفراد غير السوي
لقد كانت مواضيع علم النفس االجتماعي متواجدة في فكر الفالسفة واهتماماتهم منذ القدم وبشكل مستمر
وكانت اعمالهم دائما تدور وترتكز حول الطبيعة البشرية وأثر المجتمع على هذه الطبيعة.1
صفية بوداني .علم النفس االجتماعي موضوعه واهم العلماء المساهمين في تطوره ،جامعة حسيبة بن بوعلي .شلف .الجزائر . 1
7
المطلب الثالث :أهم العلماء المساهمين في تطور علم النفس االجتماعي
-1دوركايمDurkheim
اختلف Durkheimفي مساهمته العلمية لتفسير ظاهرة االنتحار في أوروبا .التي كانت تحمل إضاءة
حاسمة حول فهم طبيعة ووظيفة المجتمع بالنسبة لألفراد من خالل طرق البحث العلمية الحديثة .وبين في
دراسته أن المجتمع هو تلك الحقيقة الكامنة وراء الفعل االجتماعي ومجموع الخصائص والطرق القانونية
التي تهبه القوة والسلطة في اكراه األفراد لسلطته والتفكير والعمل على تكوين الشعور المطلق للفرد بتبعيته
له فالحياة االجتماعية حسب دوركايم ترتكز في الحقيقة على مجموع التصورات والعمليات العقلية والنفسية
لألفراد ومن ثم يظهر علم االجتماع حسب تصوره كعلم نفس خاص يهتم بدراسة نفسية األفراد وتحليل
سلوكياتهم حسب مزاعمه لقد كان تحليل وتفسير دوركايم لوظيفية للمجتمع ،مرجعية علمية مغذية ومفسرة
لفهم حقيقة سلوك المرض والسواء في المجتمع ،وتعد دراسته لظاهرة االنتحار مرجعية نظرية هامة لفهم
حقيقة عوامل وأسباب الظاهرة االجتماعية انطالقا من تحليل نفسية الفرد وعالقته االجتماعية باآلخرين ،اذ
بينت وأظهرت هذه الدراسة ،كيف أن األفراد ينهون حياتهم ويحدون من سلوكياتهم وذلك كله من خالل
تصورات اجتماعية مكتسبة من الجماعة التي ينتمون اليها وبينت احصائيات الدراسة أيضا ،أن هناك عوامل
فردية ذاتية أخرى تعود الى طبيعة تكوين الفرد ونشأته االجتماعية هي األخرى تتحكم في ظاهرة االنتحار
لدى األفراد في اوروبا مثل االنانية التي يتميز بها الفرد و ضعف اندماجه االجتماعي و ضعف العالقة
حاول تارد Tardفي أبحاثه االجابة عن سؤال هام في علم النفس االجتماعي ،أال وهو لماذا سلوك الفرد
في مظاهرة العامة عندما يكون داخل الجماعة أو عندما يتصل بالجمهور ال يكون هو نفسه عندما يكون في
معزل عن الجماعة أو الجمهور وقد حصر تارد إجابته بعد أبحاثه الطويلة عن هذا الموضوع في أن هذا
التغير يعود في حقيقته إلى تقليد الفرد لألخرين داخل الجماعة التي ينتمي إليها ،وعرف التقليد على أنه
8
مجموع المعرف العقلية الحقيقة االجتماعية والتقليد االجتماعي هو اآللية النفسية االجتماعية األساسية لدى
الفرد لتفسير وفهم الواقع والتكيف معها.
يعتبر Lebonأول من طور نظرية علم النفس االجتماعي ،وهي نظرية سيكولوجية الجماهير أين بين
وبين فيها أن الحشد يتألف من عناصر أفراد متالحمة ومتماسكة أثناء تجمع ما يتالحمون ويتضامنون فيما
بينهم كتالحم الجسد الواحد من اجل الدفاع والحفاظ على بقائهم .ويظهر هؤالء األفراد في تالحمهم
وتجمعهم .خصائص سلوكية ،تختلف اختالفا تاما عن خصائصه السلوكية عندما يكون في معزل عن هذا
الحشدر كاختالف الخلية في خصائصها الحيوية عندما تكون في معزل عن خاليا الجسم األخرى إن
الجمهور أي الحشد يمنح األفراد مجاال وحيزا الستخراج روح الجماعة التي يشعرون بها ويفكرون فيها ،
إن التفكير في اختالف األشكال السلوكية لكل فرد داخل الحشد وفي معزل عنه هو ما دفع Lebonإلى
مالحظة هذه الظاهرة السلوكية ومقارنتها في كلتا الحالتين واستخراج خصائصها والعوامل المؤثرة في ذلك
التغيير وتحليل سلوك الفرد والعوامل النفسية والعقلية المؤثرة فيه داخل وخارج في الجماعة والمحددة
السلوكه.
يعد شارل فوري من بين أهم أعالم علم النفس االجتماعي المغمورين ،ومن بين العلماء الجادين في تفسير
السلوك االجتماعي الذين لم تسلط عليهم البحوث والدراسات العلمية اهتماماتها .ولم تهتم كثيرا بأعماله
وبقيت أعماله هامشية وقليلة التأثير ،أي بصورة أخرى ذات تأثير غير مباشر في موضوعات علم النفس
لوقت طويل من الزمن إلى يوما هذا ،رغم أنه من أولى الباحثين الذين تنبهوا إلى موضوعات علم النفس
االجتماعي من خالل نظرية الوحدة المتكاملة للمحفزات األربعة حاول فيها اعطاء تعريف اجتماعي للحدس
وأهم العوامل النفسية واالجتماعية المؤثرة في نظام جنس الفرد ،اذ حاول من خاللها البحث في نظام
اجتماعي يبرر دراسة االنسان في بيئته االجتماعية .إال أن محاوالته الفلسفية األولى باءت بالفشل في البحث
عن األسس االجتماعية للحدس ليتحول بعد ذلك إلى دراسة االنفعاالت والرغبات وحاول وضع قائمة تتكون
9
من 12رغبة كمرجعية أساسية لتفسير سلوك اإلنسان ،خمسة منها أساسية تتعلق باألحاسيس األولية
(كاإلحساس لذوق الرؤية السمع الرائحة) وهي تتعلق بالحفاظ على البقاء ،وأربعة منها تتعلق بدوافع الحياة
هي (الحب الطموح الصداقة العاطفة) تتعلق باالنتماء والتكيف االجتماعي ،وثالثة منها تتعلق بتوزيع الطاقة
والمذهب السلوكي الشرير (الخداع .الحيلة .والرغبة في التغير والتقدم في األلية االجتماعية .اذ تعتبر
الرغبة األخيرة بالنسبة للفرد األعلى واألهم واألكثر رغبة وأهمية من بين كل الرغبات األخرى وقد أكد
Charles Fourierعلى أهمية التنشئة االجتماعية في توجيه هذه الرغبات وتصحيح مسارها.
يعتبر M. Dogalاول عالم في علم النفس االجتماعي يصدر مؤلف بعنوان علم النفس االجتماعي وذلك
سنة 1908بين فيه عالقة الطبيعة البشرية المتمثلة في الغرائز وتوجيه السلوك االجتماعي لدى الفرد
الم يشير فرويد في أعماله مباشرة إلى موضوع علم النفس االجتماعي ،لكن في الحقيقة أن بعض منها كانت
تحمل في طياتها محاوالته العلمية الجادة في فهم وتفسير عالقة بعض الظواهر النفسية بالجماعة وتحليلها
تحليال سيكولوجيا مستندا في تبريره على حقيقة أن" حياة الفرد هي عبارة عن نموذج كامل مختزل فيه حياة
الجماعة .اال أن مرجع الطوطم والحرام ،يعتبر من أهم وأعظم أعمال فرويد ،الذي تختزل فيه اتجاهات علم
النفس االجتماعي الحقيقية ،ومرجعا أساسيا وهاما في تفسير الظاهرة الجماعية انطالقا من التحليل النفسي
لبنية الفرد .باإلضافة إلى هذا المرجع يعد مرجع القلق والحضارة أيضا من بين أهم األعمال التي حاول فيها
فرويد تفسير السلوك العدواني والحروب خالل الحضارات انطالقا من أسس نفسية في الفرد وفي االخير إن
التصور النظري في تتبع تاريخ تطورو نشأة علم النفس االجتماعي ال يمكننا حصره في بعض األعمال دون
األعمال األخرى وال يمكننا إحصاء رواده وإعالمه الفكرية ككل وإحصائهم في مقال او بحث واحد .وهذا
نظرا لثراء موضوعات النفس االجتماعي وتعددها وتشعبها ،كل شعب العالقة بين الفرد والجماعة وتعقدها
بين الجماعة والجماعة األخرى.1
صفية بوداني .علم النفس االجتماعي موضوعه و اهم العلماء المساهمين في تطوره ،جامعة حسيبة بن بوعلي .شلف .الجزائر . 1
10
الخاتمة
ومن بحثنا هذا يمكن أن نستنتج أن علم النفس االجتماعي بدأ كأي علم آخر في أحضان الفلسفة .وانه فرع
من فروع علم النفس يدرس السلوك االجتماعي للفرد والجماعة كاستجابات المثيرات اجتماعية .وهدفه بناء
وبمعنى آخر فأن علم النفس االجتماعي عبارة عن الدراسة العلمية لإلنسان ككائن اجتماعي ،يهتم هذا العلم
بالخصائص النفسية للجماعات وأنماط التفاعل االجتماعي والتأثيرات التبادلية بين األفراد مثل العالقة بين
األباء واألبناء داخل األسرة والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين .ومن مكونات علم النفس االجتماعي هو
"السلوك االجتماعي وديناميات الجماعة" فالجماعة هي وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من االفراد تربط
بينهم عالقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعی متبادل فيؤثر بعضهم في بعض يهدف علم نفس النمو
إلى دراسة تطور سلوك الفرد في مراحل عمره المختلفة ابتداء من المرحلة الجنينية مرورا بمرحلة الطفولة
فالمراهقة فالرشد حتى الكهولة والشيخوخة ويحاول الباحث المختص في هذا الفرع من فروع علم النفس
دراسة األشكال التي تتشكل بها مظاهر السلوك المختلفة في كل مرحلة عمرية وكيف تنشأ هذه األشكال
باإلضافة إلى الدور الذي تلعبه العوامل المختلفة من بيئة ووراثة ونضج في تحديد هذه األشكال.
11
قائمة المراجع:
المال ،سلوى .)1993( .علم النفس االجتماعي .لبنان .بيروت :دار الشروق للطباعة والنشر -
والتوزيع .الطبعة الثانية .الصفحة 15
السيد ،فؤاد ،وعبد الرحمن ،سعد .)1999( .علم النفس االجتماعي رؤية معاصرة .مصر. -
القاهرة :دار الفكر العربية للنشر والتوزيع .الطبعة األولي .الصفحة .20-18
https://wikiloucif.wordpress.com/2018/11/09/علم-النفس-اإلجتماعي -
صفية بوداني .علم النفس االجتماعي موضوعه واهم العلماء المساهمين في تطوره ،جامعة حسيبة -
بن بوعلي .شلف .الجزائر .
12