Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية:
0201-0202
1
المحاضرة األولى :مدخل مفاهيمي لعلم النفس المعرفي
من اقوال المأثورة عن عالم النفس األمريكي الشهير "وودوورث" قوله" :ان علم النفس بدا بدراسة الروح،
لكن زهقت روحه ،ثم أصبح علم العقل ،لكن ذهب عقله ،ثم أصبح علم الشعور ،وأخشى ان يفقد
شعوره" وقد فقده فعال بعد ان أصبح علم السلوك.
السلوك هو مجموع أفعال الكائن العضوي الداخلية والخارجية ،والتفاعل بين الكائن العضوي وبيئته المادية
واالجتماعية .والسلوك كذلك مختلف أنواع األنشطة التي يقوم بها االنسان والحيوان.
والسلوك جزء من الكل الذي يشمل العمليات الحيوية ،وتتضمن هذه العمليات :االيض (عمليتا البناء والهدم
في الخاليا الحية) ،النمو ،الذبول والضعف التدريجي ،الهضم ،اإلخراج ،الدورة الدموية .وهذه العمليات
الفزيولوجية ،وخاصة تلك المرتبطة بالجهازين العصبي والغددي (الغدد الصماء) تشكل أساس السلوك.
ويعني السلوك أفعال الكائن الحي ككل ،فعندما يسعى االنسان من اجل الحياة فان مختلف أعضاء جسمه
كالقلب والرئتين والعضالت تكون متضمنة وداخلة في هذا السعي .وتنتمي دراسة تركيب مختلف هذه
األعضاء ووظائفها الى علم وظائف األعضاء ،ولكن الهروب من خطر هو نشاط الكائن العضوي ككل.
-1-1السلوك المالحظ وغير المالحظ :يختص علم النفس المعاصر بدراسة هذين النوعين من الظواهر:
السلوك القابل للمالحظة المباشرة :وامثلة هذا النوع كثيرة منها :الخلجات Ticsوالتهتهة وزيادة افراز
العرق وبلل السرير واالفعال القهرية (مثل لمس الشخص ألعمدة النور اثناء سيره في الطريق)
والعنة (عدم القدرة الجنسية) والعنف والمحاوالت االنتحارية والحركة والحديث والمشي والضحك...
ومثل هذه األنواع من السلوك الضاهر الواضح Overtيقبل المالحظة والتسجيل والقياس ،ويشتمل
كل سلوك مما ذكرنا على استجابات عدة ،تصدر بوصفها رد فعل لمنبهات خارجية او داخلية.
الظواهر القابلة للمالحظة الغير مباشرة :وهذه األنواع من السلوك ال تسهل مالحظتها من الخارج
كالم االسنان والصداع والهموم والجوع والخوف والحزن ،كذلك عمليات التفكير والتذكر والتخيل
وغير ذلك من الجوانب الداخلية المقنعة المضمرة .Covertوالشخص ذاته المصدر األساسي (وقد
يكون الوحيد) الذي يخبرنا بهذا النوع من الظواهر ،ويكون ذلك عن طريق االستبطان.
-2-1السلوك الكلي والجزئي :للتفرقة بين مجالي الدراسة في علم النفس وعلم وظائف األعضاء نفرق
بين نوعي السلوك الكلي والجزئي.
2
أوال :السلوك الكلي ) :(Molarهو وحدة كبيرة من السلوك ال تتساوي مع مجموع اجزائها ،او هو السلوك
الذي يفسر بمصطلحات سيكولوجية أكثر منه بمفاهيم فيزيولوجية.
والسلوك الكلي المركب هو موضوع علم النفس ،اذ ذلك النشاط الشامل الذي يصدر عن االنسان باسره
من حيث هو وحدة وكل ،اثناء تعامله مع بيئته .فاإلنسان مثال حين يكتب ال يكتب بيده فقط بل
يصاحب ذلك أنواع من النشاط العقلي كاالنتباه واالدراك ،والنشاط الوجداني كالشعور باالرتياح او
الحزن .وعندما يفكر االنسان في موضوع ما فان هذا النشاط العقلي يصحبه في الوقت نفسه تغيرات
جسمية وحاالت وجدانية مختلفة ،وعندما يشعر بانفعال القلق او الخوف او الحزن او الغضب يصاحب
ذلك تغيرات جسمية واضطرابات فيزيولوجية وتقلبات عقلية .وفي هذه األمثلة الثالثة يصدر السلوك عن
االنسان من حيث هو كل ،وبوصفه وحدة جسمية نفسية.
ثانيا :السلوك الجزئي ) :(Molecularهو السلوك كما يوصف على ضوء وحدات صغرى ،كان
نصف السلوك على مستوى األنشطة العصبية العضلية او الغدية (الخاصة بإف ارزات الغدد) ،ومثال ذلك
المنعكسات Reflexesوتوتر العضالت واف ارزات المعدة وانقباضاتها وتكيف العين والحركات االلية
وغيرها .والسلوك الجزئي البسيط موضوع دراسة الفيزيولوجيا .ولكن بعض هذه األنشطة يمكن ان تستخدم
بوصفها مؤشرات للتغير في السلوك ،كان نقيس التغيرات االنفعالية عن طريق أجهزة قياس التنفس
والنبض وموجات المخ ورسم القلب وغيرها.
-3-1المعادلة األساسية في علم النفس المعاصر :وضع علماء النفس وباألخص السلوكيين منهم عددا
من المعادالت التي يعد كل منها محاولة لوضع نموذج Modelللسلوك ،تساعد على مالحظته
وفهمه والتنبؤ به وضبطه .والحدود الثالثة ألي معادلة مقبولة تهدف الى وضع نموذج تصوري
للسلوك ال بد ان تشمل على (المنبه ،االستجابة ،الكائن العضوي)
أ -المنبه ) :(Stimulusهو أي عامل او حادثة او موقف (خارجي او داخلي) يمكن تحديده موضوعيا
ويثير استجابة الكائن العضوي او يجعله يغير من نشاطه او يكفه ويوقفه .ويمكن تقسيم المنبهات الى
خارجية وداخلية كمايلي:
-1المنبهات الفزيائية :أي ش كل من اشكال الطاقة التي يمكن قياسها بأجهزة تمدنا بها علوم أخرى أهمها
الفيزياء ،البد ان تكون مثل هذه االشكال من الطاقة قادرة على اثارة الجهاز العصبي وتنبيهه .ومن
3
امثلتها :موجات الصوت والضوء وتغيرات درجة الح اررة والرطوبة والروائح المختلفة والضوضاء وتلوث
الهواء.
-0المنبهات االجتماعية :وهي أي موقف يتصل بالعالقات الشخصية المتبادلة ،مثل :سماع مناقشة او
االشتراك فيها او مواجهة الجنس االخر او مقابلة صديق او اإلجابة عن سؤال موجه من زميل لنا.
-1المنبهات الفيزيولوجية :وهي المنبهات المتصلة بوظائف أعضاء الجسم مثل انخفاض مستوى
السكر في الدم مما يجعل االنسان يشعر بالجوع ،او زيادة افراز االدرينالين (هرمون نخاع غدتي
الكظر :الفوق الكلوية) فيزيد من اطالق الكبد لمخزون السكر ،ويرفع معدل النبض ،ويسهل انقباض
العضالت...الخ او تغير في افراز الثايروكسين (هرمون الغدة الدرقية وهي اسفل الرقبة من االمام)
او التيارات العصبية التي تنشط العضالت.
-0المنبهات النفسية :ونقصد بها هنا ما يتصل بالحالة النفسية والعقلية الداخلية للفرد ،من ذكريات
وأفكار وتصورات ومعتقدات واوهام ،كذكرى اول يوم لنا في الجامعة او تذكرنا لعيد زواجنا او مولد
ابن لنا ،او تصورنا الخطر من جراء ذهابنا الى مكان معين فنمتنع عن ذلك.
ب -االستجابة :لالستجابة ثالثة معان كما يلي:
كل نشاط او فعل يصدر عن الكائن العضوي ويرد به على المنبه الذي مارس فعله عليه وأثر فيه.
ناتج نشاط الكائن العضوي كعدد الكلمات التي يكتبها على االلة الكاتبة في الدقيقة ،وعدد التنقالت
التي يقوم بها في اختبار المهارة اليدوية لمدة 11ثواني.
نوع من التغير الذي يمكن مالحظته على السلوك ،كتحسن األداء على جهاز الرسم بالمرآة بعد
التدريب.
واالستجابة هي ناتج تحليل السلوك ،اذ يحلل السلوك الى استجابات ،فمن الممكن ان نحلل -الى استجابات-
أنواع السلوك المتعددة االتية :أسلوب الطالب في حل مسالة رياضية ،تعاطي العقاقير المنبهة والمخدرة
والمنشطة والمسهرة.......
ويقسم احمد عزت راجح االستجابات الى األنواع التالية:
حركية :كتحريك ذراعك للرد على شخص يحييك ،وكانقباض حدقة العين ان سلط عليها ضوء
شديد ،واتساعها لدى دخول حجرة مظلمة.
لفظية كالرد عن سؤال يوجه اليك.
فيزيولوجية :كارتفاع ضغط الدم ،او تقلص عضالت المعدة ،او توتر عضلة الجبهة.
4
انفعالية :كالفرح عند سماع خبر سار ،او الحزن لسماع خبر معين.
معرفية :وهي ما يراد بها كسب المعارف او أفكار ،كالتفكير والتذكر والتعلم.
استجابة بالكف عن نشاط :كالتوقف عن السير او التفكير عند سماع خبر معين.
ت -الكائن العضوي :هو االنسان والحيوان .واالنسان بخواصه العديدة المركبة هو الوسيط بين المنبه
واالستجابة ،وهو الذي يقوم بما يلي:
يتعرض للمنبهات ويتلقاها ويتاثر بها.
يتفاعل بخواصه المعينة معها.
تصدر عنه االستجابة.
وهناك فروق فردية بين االدميين في متغيرات (خصائص وخصال) كثيرة ،كالجوانب العضوية والفيزيولوجية
والمعرفية واالنفعالية واالجتماعية وغيرها ،وكلها متغيرات تؤثر في كل من المنبه واالستجابة وتتفاعل معها.
5
6
7
التعريف المختصر لعلم النفس المعرفي" :مجال علمي متخصص يدرس المعرفة من المنظور النفسي"
8
تعريف نيسر "العلم الذي يختص بدراسة جميع العمليات التي يتم من خاللها نقل المدخالت الحسية وتحويلها
واختزالها وتوضيحها وتخزينها واستدعائها واستخدامها"
تعريف سولسو " الدراسة العلمية للكيفية التي تكتسب بها معلوماتنا عن العالم والكيفية التي تتمثل بها هذه
المعلومات وتحويلها الى علم ومعرفة ولكيفية تخزينها ولكيفية استخدامها وتوظيف هذه المعلومات في اثارة
انتباهننا وسلوكنا"
موضوعات علم النفس المعرفي:
يقسم العلماء موضوعات علم النفس المعرفي الى موضوعات تقليدية وأخرى حديثة:
أوال :الموضوعات التقليدية واهمها:
-1االنتباه :هو أحد العمليات المعرفية التي تعمل على تنسيق التعامل مع المثيرات البيئية العديدة من
اجل تركيز االنتباه واالدراك على مثيرات محددة من خالل حواسه المختلفة.
-0االدراك :القدرة على فهم وتحليل المعلومات التي تنقلها الحواس الى العقل اإلنساني (الدماغ) هذا
عن االدراك الحسي ،اما االدراك العقلي فهو أرقي من ذلك ويختص باإلنسان دون سائر المخلوقات
ويتم في االغلب دون االعتماد على الحواس (أي فوق االدراك الحسي)
-3الذاكرة :استقبال المعلومات في مراكز الذاكرة المختلفة وتحليلها وترميزها وتخزينها واسترجاعها عند
الضرورة.
-4التفكير والتخيل :معالجة المعلومات واتخاذ الق اررات المناسبة حولها والقدرة على بناء الصور
العقلية والذهنية.
-5اللغة :اكتساب اللغة وتطويرها وفهمها وتحريرها وتركيبها.
-6حل المشكالت :القدرة على حل المشكالت ونظريات حل المشكالت ومراحل الحل واستراتيجياته.
-7تمثيل المعلومات :الية تنظيم وتسجيل المعلومات في الذاكرة وطرق تمثيل المعلومات السمعية
والبصرية.
-8األسس البيولوجية للمعرفة :ربط السلوك المعرفي باألجهزة الجسمية والحسية ودراسة دور الجهاز
العصبي والدماغ بشكل خاص في تنظيم وضبط العمليات المختلفة كالذاكرة والتعلم والترميز والتمثيل
وغيرها واعتبار الدماغ كرديف لمفهوم العقل.
-9النمو المعرفي :يهتم علم النفس المعرفي بدراسة النمو المعرفي للفرد منذ مراحل الطفولة وحتى
المراحل العمرية المتقدمة ،وقد توافرت نظريات نمائية معرفية مثل نظرية بياجيه وبورنر وغيرها مما
9
قدمت العديد من المفاهيم المعرفية التي ساهمت في تطوير علم النفس المعرفي مثل البنية المعرفية
ومفهوم التكيف ومفهوم التوازن وغيرها من المفاهيم في النظريات األخرى.
األنماط المعرفية :وتتناول البحث في الفروق بين االفراد في أساليب معالجة المعلومات -11
وتحقيق االدراك والفهم للمثيرات الحسية التي يتعامل معها الفرد ،فكل فرد أساليب منفصلة في
التع امل مع المعلومات الحياتية اليومية مما يعكس أسلوب التفكير الخاص به وواقعه الوجداني
واالجتماعي.
ثانيا :الموضوعات الحديثة واهمها
-1علم االعصاب :Cognitives neurosciencesويهتم بدراسة دور الدماغ في تفسير العمليات
المعرفية من خالل إصابة الدماغ (الحوادث والتلف) وتحديد جوانب القصور المعرفية الناتجة عن
هذه اإلصابة في مجال اللغة واالدراك واالنتباه والذاكرة وغيرها.
-0الذكاء االصطناعي :intelligence artificielleيهتم هذا الموضوع بمحاولة جعل الحواسيب
تقدم العمليات المعرفية من خالل تصميم البرامج الذكية التي تحاكي العقل اإلنساني وتطوير الخبيرة
للقيام بعمليات معرفية نظ ار للتشابه الكبير بين الة همل ومعالجة المعلومات بين الحاسوب والعقل
اإلنساني.
-3اتجاه معالجة المعلومات :approche de traitement de l'informationيعد هذا االتجاه
من الموضوعات القديمة نسبيا في علم النفس المعرفي اال انه ومع تطور نظم الحواسيب واالتصال،
تبلور هذا االتجاه وبدا بدراسة الخطوات والمراحل التي يتم من خاللها معالجة المعلومات وفق نظام
معالجة يتسم بالتسلسل والتنظيم ويحاكي نظم معالجة المعلومات في العقل اإلنساني وتطوير المنظم
الخبيرة للقيام بعمليات معرفية ،فالتشابه كبير في الة عمل معالجة المعلومات بين الحاسوب والعقل
اإلنساني.
-4تنمية التفكير : Développement de la penséeتسعى البحوث الحديثة في علم النفس
المعرفي الى االهتمام بالتفكير وتنمية التدريب عليه من خالل برامج معدة لهذا الغرض ،وقد بدا
علماء النفس ينظرون الى ان اشكال التفكير المختلفة قابلة للنمو والتعلم ،ولذلك ال بد من ادراجها
ضمن مناهج ومق اررات الصفوف التعليمية المختلفة وخصوصا ما يتعلق باشكال التفكير العليا
كالتفكير الناقد والتفكير التاملي ،والتفكير المجرد والتفكير المنطقي ...الخ
-5اتجاه العمليات الموازية الموزعة :Traitement parallèle distribuéويؤكد هذا االتجاه
على دراسة العمليات المعرفية من خالل تتبع المثيرات الحسية في شبكة الترابطات العصبية داخل
أجزاء الدماغ المختلفة لفهم كيفية حدوث االستجابة المعرفية.
10
مناهج البحث العلمي في الظواهر المعرفية:
تتعد مناهج البحث العلمي المستخدمة في دراسة الظواهر النفسية من المنهج الوصفي القائم على أساس
وصف الظواهر القائمة في الحاضر بأشكاله المختلفة (المسحي ،االرتباطي ،الطولي ،المستعرض،
دراسة حالة) الى المنهج التجريبي القائم على أساس ضبط المتغيرات التجريبية والتحكم بها في ظروف
محددة وبتصاميم تجريبية تسمح بأحداث الظاهرة وقياس النتائج المترتبة عليها .ولفروع علم النفس
المختلفة خصوصياتها فيما يت علق بالمناهج التي تصلح لدراسة ظواهرها .فالظواهر المعرفية ال يمكن
دراستها غالبا بالطرق المباشرة ألنها غير قابلة للمالحظة الخارجية بل تعتمد غالبا على التقارير الذاتية
للمفحوصين لوصف او تقدير التغيرات التي تحدث على سلوكهم بعد المرور بخبرة معرفية محددة .هذه
ال محددات جعلت من البحث العلمي عملية شاقة وصعبة خصوصا اننا نتعامل مع عمليات عقلية
متطورة وعلى درجة عالية من التعقيد .ومن هنا فقد لجأ علماء النفس المعرفيون األوائل أمثال فونت
الى استخدام االستبطان كمنهج علمي لدراسة الخبرة الشعورية ،ولجأ اخرون الى التجريب على ظواهر
معرفية أمثال ابنهاوس في دراسته على الذاكرة .كما استخدم اخرون مزيج من أساليب ومناهج متعددة
مثل أساليب المحاكاة مع نظم معالجة المعلومات او مناهج الدراسات الفيزيولوجية من خالل التشريح
واالصابات الدماغية.
ويرتكز البحث النفسي المعرفي على عدة مسلمات او افت راضات بحثية ال بد من لعالم النفس المعرفي
من ادراكها وهي:
-1ان العمليات المعرفية حقيقة ال بد من التعامل معها وهي عمليات منظمة تتطلب البحث في طبيعتها
واهميتها وخصائصها وتفاعلها مع العمليات األخرى وربطها مع مكونات الشخصية األخرى
كالمكونات االنفعالية واالجتماعي ة والجسدية .وان تعقيد العقل البشري مهما بلغ ال يمنع البحث
والدراسة العلمية المستفيضة للعمليات المعرفية.
-2ضرورة اعتماد البحث النفسي المعرفي على تقارير الذاتية للمفحوصين من خالل وسائل االختبارات
والمقاييس النفسية والمالحظات الفردية الذاتية للمفحوصين رغم كل الصعوبات التي يمكن ان تواجه
الباحث في هذا المجال نتيجة االعتماد على معلومات المفحوصين.
-3ضرورة ان تتحقق المعرفة العلمية خالل دراسة العمليات المعرفية فوائد تنعكس على حياة الفرد
والمجتمع والتفاعل القائم بين أعضاء المجتمع.
-4عدم االعتماد الكلي على المواقف المخبرية البحثية وذلك لعدم تشابهها مع المواقف الطبيعية في
الحياة العامة حيث يجب على األبحاث في علم النفس المعرفي ان تكون ممثلة لطريقة تفكير الناس
11
في الحياة العامة رغم كل محاوالت الضبط التجريبي التي يمارسها الباحثون في البحوث التجريبية
بشكل عام.
-5يمكن دراسة الظاهرة المعرفية بطريقة نفسية بحتة او من خالل دراسة أساسها البيولوجية.
ومن خالل هذه المسلمات تذكر األطر النظرية األساليب والمناهج المستخدمة في علم النفس المعرفي كما
يلي:
-1منهج االستبطان (التأمل الذاتي -المالحظة الباطنية):
ويتمثل بمحاولة وصف العمليات الشعورية والتفكيرية لما يجري داخل االنسان وذلك من خالل تحديد خبرة
معرفة محددة والطلب من المفحوص ان يصف بدقة وموضوعية عناصر هذه الخبرة .واالستبطان منهج
سهل التطبيق فهو ال يتطلب خصائص شخصية او تعليمية محددة من المفحوصين ويسمح بتحليل الخبرات
الى عناصر جزئية يعمل الباحث على تركيب الصور الكلية من خالل جمع الجزئيات التي تحصل عليها
من المفحوصين.
ومع ذلك فان االستبطان يواجه صعوبات عديدة منها صعوبة تجزئة الحدث او الخبرة الن الخبرة قد تكون
معقدة ومركبة ويصعب تجزئتها او التركيز عليها خالل الوصف من قبل المفحوصين ،او محاولة تجميعها
من قبل الباحث واعطائها التفسير المناسب .كما ان االستبطان يتأثر بمدى موضوعية المفحوص وصدقه
ودقته في وصف خبراته حيث ان من الصعب على الباحث التأكد من ذلك.
-2المنهج التجرييبي:
يتضمن التجريب القيام بسلسلة من اإلجراءات المخبرية والميدانية التي تسمح بالتحكم بالعوامل المستقلة
وقياس العوامل التابعة وضبط العوامل الدخيلة التي يمكن ان تؤثر على نتائج التجربة .والتجريب غالبا ما
يكون ناجحا عندما يستخدم الختبار قانون او مبدا محدد ثم استنتاجه من خالل المالحظة او التقرير الذاتي
لالفراد.
ومن شروط التجريب الجيد استخدام االختيار العشوائي للعينات ومن ثم توزيعها عشوائيا على مجموعات
الدراسة .وفي أي تجربة يجب ان يتوفر على األقل مجموعة تجريبية تخضع ألثر العامل المستقل (المعالجة)
ومجموعة ضابطة تترك غالبا في وضعها الطبيعي (غياب المعالجة) .كما ان من شروط التجريب الجيد
التأكد ان الباحث قادر على التحكم بالعامل المستقل ،وقادر على قياس العامل التابع ،ويستطيع التحكم
بالعوامل الخارجية بقدر من الموضوعية.
ولتوضيح ذلك بشكل أفضل نعرض المثال التالي:
12
أراد باحث دراسة أثر وجوب مراقب غريب في غرفة مختبر اثناء تجربة هدفت الى معرفة قدرة طلبة الجامعة
على تذكر قائمة من المفردات.
يتضح من المشكلة أعاله ان وجود الشخص الغريب والمراقب في المختبر اثناء التجربة هو العامل المستقل،
وقدرة الفرد على تذكر قائمة المفردات هو العامل التابع .اما العوامل التي يجب على الباحث ضبطها كعوامل
دخيلة فقد تشمل جنس الطالب وجنس المراقب وزمن التجربة ومكانها .ولتنفيذ التجربة قام الباحث باختيار
عينة عشوائية من 111طالب جامعي تم توزيعها عشوائيا الى مجموعتين أحدهما تجريبية ( 51طالب)
واألخرى ضابطة ( 51طالب) لضبط أثر الجنس .تم ادخال الطلبة في المجموعتين فرديا الى قاعة المختبر
وبظروف زمانية ومكانية موحدة لضبط متغير الزمان والمكان .تواجد الشخص الغريب كمراقب في المجموعة
التجريبية فقط علما بان جنس المراقب كان في نصف الحاالت ذك ار والنصف االخر كان انثى لضبط متغير
جنس الم راقب .عرضت قائمة من المفردات على شكل ازواج من الكلمات الشائعة بواسطة جهاز عرض
الساليدات لجميع المجموعات ثم عرضت القائمة مرة أخرى بعد انتهاء التجربة بمفردة واحدة حيث طلب من
المفحوصين جميعا لفظ المفردة الناقصة بصوت مرتفع .والتصميم التالي في الشكل يوضح المتغيرات
والمجموعات والنتائج االفتراضية للتجربة.
المتغير التابع (عالمة المتغير المستقل عينة الطلبة المجموعات
الطلبة على اختبار
التذكر)
وجود المراقب الغريب ٪55 25ذكور المجموعة التجريبية
( ٪51ذكر ٪51-انثى) 25اناث
المراقب ٪75 وجود بدون 25ذكور المجموعة الضابطة
الغريب 25اناث
تؤكد نتائج التجربة السابقة االفتراضية على ان وجود شخص غريب خالل التدريب على تعلم قائمة من
المفردات وتذكر المفردات الناقصة كان له أثر سلبي على قدراتهم على التذكر ،حيث يتضح ذلك من الفرق
الدال احصائيا بين عالمات المجموعة التجريبية ( )٪55والمجموعة الضابطة ( .)٪55وهذه النتيجة قد
تساعد الباحث على التوصل لقرار مفاده ان وجود الغرباء يؤثر سلبا على قدرة الطلبة على التذكر وذلك
النه من المتوقع ان لوجود المراقب وقابليته لتقويم المفحوصين من خالل سماع اجاباتهم الصحيحة او
الخاطئة أثر سلبي على قدرتهم على التذكر.
13
المحاضرة الثالثة :االسس الفيزيولوجية والبيولوجية للمعرفة
يشكل االتجاه الفيزيولوجي أحد اهم االتجاهات التي حاولت تفسير السلوك االنساني بشكل عام والعمليات
المعرفية بشكل خاص ،من خالل ربط سلوك االنسان مع ما يجري داخل الجسم من عمليات فيزيولوجيه
عديده في الجهاز العصبي والغدد والحواس وغيرها كما ان محاوله فهم معالجه االنسان للمعلومات تتطلب
فهم ما يجري داخل الدماغ بدال من التركيز على محاوله فهمها كعمليه معرفيه مجرده .فاذا أردنا ان نفهم
كيف يحل الطالب مساله في الرياضيات فالبد من دراسة الدماغ وتتبع التغيرات التي تط أر على دماغه
خالل حل المسألة الرياضية .ويت طلب هذا المنهج معرفه دقيقه لعمليات الدماغ ووظائفه هذه مهمه ليست
سهله مع توفر كل التطور المعرفي في دراسة الدماغ .فالدماغ جهاز يتكون من أكثر من 111مليون خليه
تعمل بشكل مترابط ومتوازي في اغلب االحيان حيث انه من البديهي ان تعمل ماليين في هذه الخاليا حل
مساله بسيطة في الرياضيات .وهي خاليا منتشرة بين الدماغ والحبل الشوكي واالعصاب.
ي ؤكد عدد كبير من علماء النفس المعرفي ان الدماغ هو قاعده العقل االنساني لذلك فان دراسة االسس
البيولوجية للمعرفة يتطلب التعرف على مناطق االدراك واالنتباه والحواس واللغة والذاكرة والتعلم وغيرها
والتعرف على طبيعة التركيب هذه المناطق دورها في ضبط هذه العمليات المعرفية ومعرفه اليه انتقال
المعلومات في هذه األجزاء.
-1المستقبالت :تقوم باستقبال المعلومات من الحواس والجلد ونقلها الى الجهاز العصبي المحيطي ثم الى
الجهاز العصبي المركزي من خالل الحبل الشوكي ثم الدماغ.
-0المستجيبات :تقوم بنقل االوامر الحركية لالستجابة من الجهاز العصبي المركزي الدماغ والحبل الشوكي
الى الجهاز العصبي المحيطي ثم الى اعضاء الحس والحركة.
-3الضابطة :تعمل كوسيط بين خاليا المستقبالت والمستجيبات.
وتسمح عمليات االنتقال العصبي بين الخاليا حدوث جميع العمليات العقلية في زمن قياسي وسريع من
خالل ناقالت عصبيه عديده تتجاوز أكثر من 51نوعا لتسمح للدماغ بالقيام الوظائف العقلية المختلفة.
وهكذا فان المعلومات المعرفية تنتقل بين اجزاء الدماغ على شكل دفقات كهربائية تحمل معاني نفسيه
ويتحكم في تنقلها بين اجزاء الدماغ المختلفة مواد كيميائية كأيونات الصوديوم السالبة والموجبة.
14
ان االتجاه العصبي في تفسير السلوك المعرفي يفترض ان عمليات انتقال المعلومات على شكل طاقة
كهروكيميائية يعد موازيا لمفهوم الطاقة النفسية الذي يفترض للفرد امتالكه وانتقاله بين اجزاء الجسم المختلفة
وخصوصا الدماغ االنساني .لذلك فان ال يزال امامنا طريق طويل لتحقيق التحكم المطلوب عمليات انتقال
المعلومات عصبيا.
الحواس لها دور في نقل الخبرات المتعددة االتصال بالعالم الخارجي والبيئة التي تحيط بالفرد نقل هذه
الخبرات يتم عن طريق اجهزه الحواس التي تنقلها بدورها الى الجهاز العصبي وينقل اثارها فتصدر
االستجابات المختلفة.
ترتبط العمليات المعرفية ارتباطا وثيقا باإلحساس لذا ال يمكن الحديث عن عمليه االدراك مثال بمعزل عن
االحساس .هما عمليتان منفصلتان توجد فروق بينهما يذكر ) (Ashcroft,1989ان" :االحساس عملية
فيزيولوجيه تتمثل في استقبال األثارة الحسية من العالم الخارجي وتحويلها الى نبضات كهرو عصبيه في
النظام العصبي في حين ان االدراك هو عمليه تفسير لهذه النبضات واعطائها المعاني الخاصة بها"
يذكر (عبد الفتاح ،2115 ،ص )44ان "االحساس هو عمليه فيزيولوجيه على مستوى االعصاب ،وهي
انعكاس للصفات المستقلة لألشياء او الظواهر المتوفرة في العالم المادي التي تؤثر في اللحظة الراهنة على
اعضاء الحس المالئمة لدى االنسان"
وعليه يمكن القول ان االحساس هو عمليه استقبال المثيرات الحسية في حين ان االدراك والعمليات العقلية
المختلفة تعمل على اعطاء معنى تفسير لهذه االثارة اعتمادا على الخبرة السابقة.
ينشئ االحساس في حاله التأثير الذي تستثيره المثيرات على اعضاء الحس ،فهو نتاج استثارة لمنظومات
منظمه للخاليا الحسية العصبية ومنها بالضرورة خاليا الدماغ .وتعتبر منظومات الخاليا العصبية هذه
اجهزه استقبال تقوم بتحليل المنبهات الخارجية .فكل المنبهات تخضع للتحليل وتستقبلها االعضاء الحسية
وتعمل في عالقة وثيقة مع نشاط النصفين الكرويين للدماغ او مناطق محدده منه اوكل مناطقة لتؤلف
نظاما خاصا بعالقه الجهاز العصبي بالعالم الخارجي.
15
تصنيفات الحواس:
للحواس عالقة وثيقة الجهاز العصبي ويمكن في جسم االنسان الى نوعين:
-1الحواس الداخلية :هي نهاية اعصاب االحساس الالتي تنتشر داخل اعضاء الجسم وتنتقل الى المخ
مثل :شعور الجسم باأللم والجوع والخوف.
-0الحواس الخارجية :هي التي تنقل االحساس بالمؤثرات الخارجية الى المخ عن طريق اعصاب كل
حاسة وتشمل هذه الحواس نهاية االلياف اإلحساسية في الجلد واالذنين والعينين براعم التذوق في االنف
واللسان.
16
تقسيمات االذن:
-االذن الخارجية :تمتد من صيوان االذن (يعمل على التقاط وتحديد وجهة األصوات) الى غاية
القاناة السمعية والطبلة (الذي تعمل على نقل االهت اززات التي تصل الى الطبلة الى االذن الوسطى).
-االذن الوسطى :تحتوي على اصغر عضيمات في جسم االنسان وهي المطرقة السندان والركاب
(تسمح حركات هذه العضيمات والتي تستثار عبر اهتزازت الطبلة بتضخيم األصوات 21ضعفا
ليسمح نقلها الى االذن الداخلية عبر طاقة ميكانيكية)
-االذن الداخلية :تحتوي على القوقعة (تضم حولي 21111خلية حسية تسمى بالخاليا cellules
ciliéesوالتي تعمل على تقسيم األصوات الى ترددات منخفضة وعالية ،وأيضا تسمح بتحويلها
من اهت اززات ميكانيكية الى نبضات كهروكميائية تصل الى الدماغ عبر العصب السمعي.
االحساس يحدث عندما استقبل اي جزء من اعضاء الحس العين او االذن او االنف واللسان او الجلد مثي ار
منبه مشي ار الى حدوث شيء ما في البيئة الخارجية المحيطة باإلنسان .الموجات الصوتية مثال موجودة
حولنا بصوره شبه دائمة اما من المصادر التي نتحكم بها صوت التلفاز او المذياع او المصادر الخارجية
كصوت اطفال الجيران وهم يلعبون في ساحة البيت او عمال البناء في المبنى المجاور وغيرهم .هذه
الموجات تنتقل في الفضاء على شكل امواج الى ان ترتطم في صيوان االذن ثم تدخل الى القناة السمعية
عبر الطبلة الى االذن الوسطى فاألذن الداخلية .وهناك تقوم االذن بنقل هذه المثيرات الصوتية على شكل
نبضات عصبيه الى الدماغ عبر العصب السمعي مما يدل على ان االذن كبقيه الحواس تنقل فعليا كل ما
يصل اليها من مثيرات عديده تحدث كل ثانيه في حياتنا وتغرق الدماغ بهذا الكم الهائل المثيرات السمعية.
17
االنتباه هو اول عمليه معرفيه يمارسها عند التعامل مع مثيرات البيئة الحسية قبل االدراك حيث يصبح اول
هدف لنا هو التعرف على طبيعة المثيرات المتوفرة في النظام الحسي للفرد للتقرير اي المثيرات سيتم االهتمام
بها ومعالجتها وادراكها.
االنسان يتعرض يوميا االف المثيرات الحسية من خالل الحواس الخمسة ،وال تسمح له طاقته الجسمية
والعقلية ان يتعامل مع كل هذه المثيرات كان يسمع الى شخصين او يدرك صوره متباعدتين في الوقت
نفسه وبالتالي فان االنتباه يساعد الفرد على ان ينتقي المثيرات التي يريدها ويعزل المثيرات االخرى وكأنها
غير موجودة وبذلك فان تحديد عدد المثيرات التي يسمح لها بالدخول نظام المعالجة لديه تجعل من عمليه
االدراك ممكنة وفعاله وتوفر الطاقة والجهد الجسدي والعقلي الن االنتباه يكلف الكثير من الجهد والطاقة
العقلية والجسدية ومن هنا البد لنا ان نميز بين ثالث مفاهيم مترابطة ومتسلسله في معالجه المعلومات وهي
عمليه االنتباه وعالقتها باإلحساس واالدراك.
تعريفات االنتباه:
تعدد التعريفات االنتباه بحسب وجهات النظر فقد ورد في تعريف ويلسون واخرون (Wilson & all,
) 1979االنتباه هو " االستجابة المركزة والمواجهة نحو مثير معين يهم الفرد والتي يحدث في اثنائها معظم
التعلم ويجري تخزينه في الذاكرة الى حين الحاجة"
وجاء تعريف االنتباه في قاموس اكسفورد ) (Oxford,1998بانه "تركيز الذهن على شيء ما ذي معنى
او تفكير معين يهدف القيام بفعل ما ،ومراعاة حاجات االخرين ورغباتهم بصورة عاطفيه"
ويؤكد ستيرنبرغ )" (Sternberg, 2003االنتباه هو القدرة على التعامل كميه محدودة من المعلومات من
كم هائل من المعلومات التي تزودنا بها الحواس او الذاكرة"
ويتضح من خالل استعراض التعريفات السابقة ان االنتباه من وجهه نظر المعرفية اختيار واستعداد لإلدراك،
وهو طاقة عقليه او ذهنيه تستدعي التركيز او انه استراتيجية ومصفاة من وجهه نظر معالجه المعلومات.
خصائص االنتباه:
-االنتباه هو مجهود عقلي او حالة استثارة تحدث عندما تصل االنطباعات الحسية عبر الحواس الى
الذاكرة الحسية.
-االنتباه هو طاقة محدودة السعه ال يمكن تشتيتها في تنفيذ أكثر من مهمه بنفس الوقت.
-االنتباه تحدده الحواس اي لكل حاسة قناة حسيه خاصة بها.
18
-االنتباه الموزع يمكن االنسان من متابعه أكثر من مهمه في نفس الوقت.
أنواع االنتباه:
ميز (محمود كاظم التميمي ،2114 ،ص )34بين أنواع االنتباه االتية:
حاله تتصل بالحاجات وتقتضي ان يبذل الفرد جهدا كاالنتباه الى محاضره او الى حديث ممل ،وهو مقصود
وموجه االنتباه في قراءه (رسالة ،كتاب محاضره ،موضوع )...او االستماع (لشرح محاضره او موسيقى)
ويختلف من فرد ألخر حسب القدرة على التركيز واالستعداد وفي هذا النوع من االنتباه يحاول الفرد تركيز
انتباهه على مثير واحد من بين عده مثيرات ويتطلب طاقة وجهد كبيرين من الفرد لكون عوامل التشتت
غالبا ما تكون عالية والدافعية لالستم اررية النتباه قد تكون بدرجه عالية مثال ذلك عندما يستمع طالب الى
محاضره مملة عن موضوع ال يثير اهتمامه.
حاله انتباه الفرض للمثير مفاجئ او شديد ويحدث االنتباه رغم اراده الفرد كاالنتباه الى الم مفاجئ ،صوت
االنذار ،صوت مرتفع ارتطام شديد ،ضوء خاطف .وفي هذا النوع من االنتباه يركز الفرد انتباه على مثير
يفرض نفسه بطريقه قسرية وبدون بذل الجهد لالختيار بين المثيرات ،مثال االنتباه لصوت ضجيج مفاجئ
في منتصف الليل او الم شديد في أحد اعضاء الجسم.
حاله انتباه الفرد الى شيء يحبه ويميل اليه كحضور الفرد للسماع محاضره في درس يحبه او سماع موسيقى
يحبها وتتالءم مع اهتمامه وال يبذل فيها اي جهد ويتضمن العادات التي تعود عليها وتتصل بعمله وسائر
انشطه حياته اليومية والمتمثلة بكافة العادات التلقائية المرتبطة بالمنبهات والمثيرات المختلفة الثابتة نسبيا
وفي هذا النوع من االنتباه يحاول تركيز انتباه على مثير واحد من بين عده مثيرات مثل طفل يشاهد برنامجه
التلفزيوني المفضل.
وقد ميز أيضا (شذي عبد الباقي محمد واخرون ،2111 ،ص )111بين ثالثة أنواع أخرى لالنتباه الذي
نحتاجه في عملية التعلم:
19
-1االنتباه االنتقائي :Selective attention
ويكون خاص بالمثيرات البصرية او السمعية برادبنت ( )Broadbentان هناك عمليه فلترة (تصفية)
للمثيرات قبل االنتباه لها .كما يرى تريسمان ( )Treismanانه يتم اعاده االنتباه للمثيرات ذات المعنى كما
ويكون للمثيرات التي تعبر حد العتبة فقط .ويمكن معالجه العديد من المثيرات االنتقائية معا.
يفترض هذا النوع من االنتباه ان لدى االفراد القدرة على االنتباه ألكثر من مثيرين في الوقت نفسه وان هناك
من محدده من المثيرات يتم معالجتها في نفس الوقت.
اهتم تريزمان بهذا النوع من االنتباه وحاول تفسيره حيث افترض ان المعالجة قد تتم بشكل متوازي احيانا
لكل االجزاء المشهد وفي الوقت نفسه او قد تتم بشكل متسلسل ألجزاء المشهد واحد تلو االخر.
محددات االنتباه:
اي خلل يصيب الحواس الخمسة او الجهاز العصبي بشكل عام والدماغ بشكل خاص يؤثر على قدره الفرد
في التركيز على المثير وذلك اعتمادا على درجه الخلل او االصابة
-0المحددات العرضية:
وهو وجود عدد من العوامل العرضية التي تحرف القدرة على االنتباه كدرجة الذكاء والخبرة السابقة.
كلما زادت الدافعية لألفراد نوع معين من المثيرات كل ما فعلت عمليه االنتباه لهذه المثيرات وكلما أصبح
هذا االنتباه أقرب لالنتباه االنتقائي.
ان االفراد الذين يعانون من افراط الحساسية للنقد واالنطواء واالكتئاب والقلق الزائد يواجهون صعوبات أكثر
في تركيز االنتباه بسبب انشغالهم االنفعالي وتشتت طاقتهم العقلية نتيجة هذه االضطرابات.
20
العوامل المؤثرة في االنتباه: Attention factory
هنالك مجموعه من العوامل التي تؤثر في نشوء عمليه االنتباه وتساهم في حدوثه بانتظام وتتابع وهي
كاالتي:
القوة تعني الشده من حيث االيقاع ان كان صوتا وقد تكون القوة في الضخامة بالنسبة لذلك الصوت او
الضخامة بالنسبة للحجم ان كان مكتوبا او الشده والقوه التي تنطبق على اللون الفاتح او القوي او اللون
الباهت او الضعيف الشده والقوه قد ترتبط بالمساحة اللونية هل هي اكبر من غيرها وتغطي عليها ام انها
اصغر وهكذا تمثل الشده بشده المثير المنبه عامال مؤث ار في تحديد ما ننتبه اليه وندركه فاألصوات العالية
مثال او االصوات الكاشفة القوية واالرتفاع في درجه الح اررة او انخفاضها الشديد كل هذا كل هذا يتمثل
بالمؤثرات القوية المتمكن من اعضائنا الحسيه تتوجه االنتباه.
تمثل االشياء في حاله الحركة الى جذب االنتباه فكثي ار ما يجذب انتباهنا النور الذي يضئ ويطفئ على
واجهات المحالت والمؤسسات ويجذب انتباهنا الصوت المتغير الذي تطلقه سيارات الشرطة او االسعاف
نها ار والضوء المتغير الذي تصدره ليال لكي ينتبه قائدي السيارات للسماح لها بالمرور عند الضرورة والتغيير
او التجديد الذي يحدث للمنبه ككسر النغمات المستمرة على وتيره واحده سواء كانت نغمات موسيقية او
لونيه او صوتيه او حركيه فالخروج على الرتابة يعتبر نوعا من الجدة ويعد تغير (التجديد) هو المثير
فالشيء المدرك والمتغير في نفس الوقت يلفت االنتباه ويؤثر في االد ارك.
ويتمثل بوجود شيء يختلف عن المحيط الذي يوجد فيه كاالختالف في اللون كوجود بقع سوداء في ارضيه
بيضاء ووجود رجل في مجتمع النساء ووقوف رجل نحيف مع رجل بدين وغيرها فالتباين والتضاد يلفت
االنتباه.
-4التكرار :Repetition
تكرار المنبه أكثر من مره وتستعمل كلمه واحده ألكثر من مره لجلب االنتباه والصورة في أكثر من مره يكون
تأثيره لجلب االنتباه اكثر من مره.
21
-5التنظيم (الترتيب):
تميل االشياء التي تنتظم في ترتيب معين الي جذب انتباهنا وتوجه ادراكنا أكثر من االشياء االخرى التي
تبدو غير منتظمة او مرتبه فيشد انتباهنا كثي ار فصيله من الجنود تسير في نظام وعلى نغمه واحده كما
ويجذب انتباهنا قصيده شعريه او تنظيم نثري الى غير ذلك من االشياء التي تنتظم بطريقه فيكون لها القدرة
على جذب االنتباه.
ان االساس لهذه النظرية هو انتباه االنسان للمثيرات والمعلومات القادمة عبر القنوات الحسية محددة وانتقائي
حيث توجد مصفاة داخل االنسان تحذف او تبعد المثيرات التي لم ينتبه لها.
ويوضح برودبنت نظريته هذه فيمثل عملها من خالل انبوب يشبه الحرف ( )Yوالذي يشير الى ان نمطا
واحده من المثيرات هو الذي يمر عبر االنبوب في لحظه واحده وان الدخول مثيرين في لحظه واحده يعني
استقبال واحد واهمال االخر.
ويقصد بالمصفاة وجود شيء يشبه الغربال يتوسط بين ذاكره االثر (الحسية) وهي الذاكرة التي ال تبقى فيها
المنبهات التي يستقبلها الكائن االنساني أكثر من ثانيتين وبين الذاكرة قصيره المدى .وهذا الغربال مهيئ
ليسمح بدخول بعض المعلومات من االثر الى ذاكره قصيره المدى.
22
االسس التي توضح هذه النظرية هي:
تحديد حجم المعلومات التي يستلمها الفرد بواسطة النظام االدراكي عبر الحواس عن طريق تصفيتها او
تنقيتها او اختيار البعض منها.
ان المستقبالت الحسية تستلم المثيرات المختلفة سمعيه بصريه الى اخره وترسله الى مخزن الذاكرة
قصيره المدى بعد تحليلها وتبقى لمده قصيره ثم تنتقل الى جهاز المصفاة االنتقائي.
تقوم المصفاة االنتقائية بمجموعه من عمليات التحليل المركزي من رموز (االخذ بالمعلومة او اهمالها)
تنقل المعلومات بعد معالجتها من هذه المصفاة الى جهاز نظام االدراكي بهذا الجهاز يشابهه عمل
وحده المعالجة ( )CPUفي الحاسوب.
كان االساس الذي استندت عليه تريسمان في تفسير نظريتها عام 1641هو من الممكن ان تمر بعض
من المعلومات غير المنتجة اليها من المصفاة عبر القناة.
ان المصفاة االنتقائية ال تعمل بطريقه الكل او الالشيء بل ان هناك احتمال قائم في ان بعض
المعلومات غير المنتبه لها يمكن ان تمر عبر هذه المصفاة.
ان مفهوم المصفاة يكون فيه نوع من االحتمال اي ان احتمال نسبه عالية من المعلومات القناة المنتبه
لها سوف يتم االنتباه اليها والتعرف عليها ونسبه قليله من المعلومات في القناة غير المنتبه لها سوف
يتم االنتباه لها والتعرف عليها ايضا.
صنفت تريسمان االنتباه االنتقائي الى مستويين االول يعتمد على وجود القنوات الحسية المحددة
للمعلومات المستوى الثاني يعتمد على تعرف معاني هذه المعلومات قبل رفضها او قبولها اي ان الجزء
المهم من المعلومة يكون باتصال مباشر مع الذاكرة اما المعلومة غير مهمه فأنها تخفف تماما ذلك
سمي (نموذج االنتقاء المبكر) والشكل التالي يوضح ذلك:
23
المحاضرة السادسة :بعض العمليات المعرفية (االدراك)
االدراك عمليه تجميع االنطباعات الحسية المختلفة عن العالم الخارجي وتفسيرها وتنظيمها في تنظيمات
عقليه ليتم تشكيل خبرات فيها تخزن في الذاكرة بحيث تشكل نقطه مرجعيه للسلوك او النشاط يتم اللجوء
اليها خالل عمليات التفاعل مع العالم الخارجي فهو عملي ال شعوريه ولكن نتائجها شعوريه.
يكاد علماء النفس يتفقان على مفهوم واحد لإلدراك وهو ان هو محاوله فهم العالم من حولنا من خالل تفسير
المعلومات القادمة من الحواس الى الدماغ االنساني .والفهم هنا ينطوي على التفسير والترميز والتحليل
والتخزين واالستجابة الخارجية عند الحاجة.
تعريف سولسو Solso 1988على انه "فرع من فروع علم النفس يرتبط بفهم المثيرات الحسية والتبوء
بها".
ويعرفه اندرسون Anderson1995على انه محاوله تفسير المعلومات التي تصل الى الدماغ.
ويعرفه ليندزي ونورمان Lindsy and Norman 1977على انه "تعديل لالنطباعات الحسية عن
المثيرات الخارجية من اجل تفسيرها وفهمها".
ويعرف سترينبرغ Sternberg 2003على انه "العملية التي يتم من خاللها التعرف على المثيرات الحسية
القادمة من الحواس وتنظيمها وفهمها".
24
ويعرفه اندرايد وماري andradet may 2004على انه "عمليه تغيير البيانات الحسية القادمة من
الحواس تكوين صوره عقليه عن البيئة".
لقد ربطت غالبيه التعريفات االدراك بقدره االنسان على تنظيم االحساسات التي تزودنا بها الحواس او العملية
التي يتم من خاللها تنسيق عمل الحواس وجعلها ذات معنى .وبناء على ذلك فان االحساس هو المصدر
االساسي الذي يغذي عمليات االدراك باإلضافة الى المعلومات المستقاة من الخبرات السابقة وان وظيفة
الحواس هي نقل جميع التغييرات التي تحدث في البيئة ليقوم الدماغ بتحليلها وفهمها وتخزينها ضمن خبره
الفرد او االستجابة لها عند الحاجة.
وعليه االدراك عمليه معرفيه تنطوي على تنظيم وتفسير المعلومات القادمة من الحواس الى الدماغ
وفقا للمعرفة والخبرات السابقة والحالة الوجدانية للفرد .ويتميز االدراك كعمليه معرفيه بخصائص منها:
التنظيم ،التفسير ،الترميز ،التحليل والتخزين.
ال يمكن الحديث عن عمليه االدراك بمعزل عن عمليه االحساس حيث يرتبط االدراك ارتباط وثيق باإلحساس.
فهذا ال يعني انهم عمليه واحده اذن توجد بعض الفروق بين هاتين العمليتين .االحساس عمليه فيزيولوجيه
تتمثل في استقبال اإلثارة الحسية من العالم الخارجي وتحويلها الى نبضات كهرو عصبية في النظام العصبي
في حين االدراك هو عمليه تفسير لهذه نبضات واعطائها المعاني الخاصة بها .كذلك االدراك عمليه نفسي
لها بعدان :بعد حسي يرتبط باإلحساس ،وبعد معرفي يرتبط بالتفكير وتذكر .اذ ان تفسير االنطباعات
الحسية يعتمد على الخبرات المخزنة في الذاكرة.
وهكذا يمكن القول بان االحساس هو الوعي او الشعور بوجود الشيء من خالل األثار القادمة عبر المدخالت
الحسية ،في حين ان االدراك هو المعنى او التفسير الذي يعطي لمثل هذه اإلثارة اعتمادا على الخبرة
السابقة.
االدراك واالنتباه عمليتان متالزمتان ،فان كان االنتباه هو تركيز الشعور في شيء فان االدراك هو معرفه
هذا الشيء ،وبذلك فان االنتباه يهيئ الفرد لإلدراك .مما سبق يتضح ان عمليه االدراك تعتمد اعتمادا كبي ار
على االنتباه ،حيث ان الشخص قد يحس بمجموعه من المثيرات فينتقي بعضها ويركز عليها يكون ذلك
25
انتباه ،مما يؤدي الى مزيد من االحساس بتلك المثيرات ،وبالتالي يساعد على استيعابها وفهمها بصوره
أفضل فيكون ذلك ادراكا.
مالحظة:
معظم المدخالت الحسية التي تدخل المخ تمر خالل المهاد "التالموس" ذلك العضو الذي يقع في مركز
المخ عند مستوى العينين تقريبا ،ويحتفظ المهاد بالمعلومات الحسية الواردة عبر مجموعة من األعصاب
التي تسقط في منطقة مالئمة تماما من القشرة المخية ،و لكن يتم تسكين جميع أنواع المعلومات المختلفة
التي يجب أن تخترن و يحتفظ بها لمدى بعيد ،وينقسم المهاد إلى عدد من األنوية وهي مجموعة من
النيرونات العصبية متماثلة في الوظيفة ،تستقبل كل منها المعلومات من الحواس النوعية و تربطها باألماكن
المحددة المناظرة أو الممثلة لها في القشرة المخية ،كما يساعد المهاد أيضا في التحكم أو ضبط عمليتي
النوم واليقظة.
اما تحت المهاد Hypothalamusيقع عند قاعدة المخ األمامي أو أدنى المهاد ويتصل بالغدة النخامية
ويستمد أهميته من التحكم في ضبط العديد من الوظائف الجسمية ،والهيبوتالموس الذي يتفاعل مع الجهاز
الحشوي أيضا ينظم السلوك المرتبط بشكل محدد بمظاهر الحياة مثل :الدفاع عن النفس أو المقاتلة أو
التغذية والشعور ،ومن ثم كان من المنطقي أن يكون الهيبوتالموس نشط أيضا في تنظيم العواطف أو
االنفعاالت وردود األفعال االستجابية للضغوط.
االدراك عمليه نفسيه بالغه التعقيد تتألف من ثالث ابعاد مترابطة معا وهي:
العملية الحسية :وتتمثل في االستثارة الخاليا الحسية التي تستقبل المنبهات الخارجية.
العمليات الرمزية :وتتمثل في المعاني والصور الذهنية التي يتم تشكيلها للمنبهات الخارجية.
العمليات االنفعالية :يترافق االحساس عاده بحاله انفعاليه معينه تتمثل في طبيعة الشعور نحو االشياء
اعتمادا على الخبرات السابقة فعد رؤية منظر طبيعي مثال فربما يثير هذا المشهد لدى الفرد مشاعر
وجدانيه او يثير لديه ذكريات مؤلمه او مفرحه.
خطوات العملية االدراكية وخصائصها :يالحظ ان االدراك يحدث في ثالث خطوات وهي:
الخطوة الطبيعية (العالم الخارجي) :وهو ما ينبعث منه مؤشرات تسقط على الحواس.
26
الخطوة الفيزيولوجية العصبية :عند استقبال المؤثر ثم الى مراكز االحساس بالمخ عن طريق الجهاز
العصبي.
الخطوة العقلية (النفسية) :تحول االحساسات الى معاني ورموز في حين ان العملية اإلدراكية تتميز
بـ:
-هي عمليه التكامل بينا مثير صادر وخبره ماضيه وهذا يجعل االدراك عمليه فريدة وفردية.
-هو عمليه تتوسط االحساس واالستجابة.
-هو عمليه مال فراغات او تكمله لألشياء.
-1مرحلة التنظيم الحسي :العالم المحيط بنا كما ترى مدرسه الجشطالت هو عالم يتألف من اشياء
مترابطة ووفقا قوانين ال تشتق من العقل وانما تشتق من طبيعة االشياء نفسها وتعرف هذه القوانين
باسم قوانين التنظيم الحسي فيفضل هذه العوامل تنظيم التنبيهات الحسية في هيئه مدركات تأخذ
صوره مستقله تبرز في مجالنا.
-2مرحله التأويل :االدراك ليس عمليه سلبيه يقتصر دورها على مجرد استقبال انطباعات حسيه بل
هو عمليه مركبه ومعقده تتدخل ذاكره االنسان وخياليه وقدرته على إدراك العالقات في تأويل وتفسير
االنطباعات الحسية التي تصل الى المخ عن طريق االحساس.
العوامل المؤثرة في عمليه االدراك :يتأثر االدراك بعوامل عديده منها ما يخص الفرد ومنها ما يخص طبيعة
المثير الحسي:
27
الخبرة والتعلم السابق :ا لفرد عاده يفسر ما يحسه في ضوء ما سبق له معرفته او تعلمه ولذلك فان
الشخص العادي ال يدرك في صوره األشعة ما يدركه الطبيب وال يدرك في السيارة ما يدركه الميكانيكي
ويعني هذا ان الناس يختلفون في إدراك الشيء الواحد وذلك لما بينهم في فوارق في الخبرة.
الحالة االنفعالية والمزاجية :فحاالت التوتر والقلق الرضا والغضب والحزن ...الخ تؤثر بال شك في
تفسيرنا للمثيرات الحسية وادراكنا لها.
العواطف والميول واالهتمامات :فالعواطف الفرد وميوله واهتماماته لها أثر عميق في تشويه ما يدركه
الصحة النفسية واالضطراب النفسي والعقلي :الشخص الذي يتمتع بمستوى عالي من الصحة النفسية
عاده ما يكون موضوعيا فهو قد يدرك االشياء ال وجود لها في الواقع كان يدرك اشخاص ال يراها غيره
ويسمع اصوات ال يسمعها غيره.
28
-0النظرية البنائية:
تؤكد هذه النظرية على الطبيعة البنائية لإلدراك حيث تفترض ان االدراك عمليه تقدير تخمينيه لألشياء
وليست مجرد عمليه مباشره تقوم على التقاط الخصائص التي تزودنا بها الطاقة المنبعثة من االشياء .ويعد
العالم االلماني هلمهولتز ( )Hwlmholtzمن اوائل المدافعين عن هذه النظرية وتؤكد النظرية هذه الطبيعة
النشطة لنظامنا االدراكي ،فهو يعمل على تعديل االنطباعات الحسية عن االشياء الخارجية من اجل تقديرها
وتفسيرها .فاالنطباع الحسي يخضع الى عمليه معالجه داخليه تعتمد على استخدام مصادر اضافيه من
المعلومات غير تلك التي يتم التزود بها من خالل المجسمات الحسية ومثل هذه المعلومات يتم التزود بها
من خالل النظام االدراكي اعتمادا على طبيعة العمليات المعرفية المستخدمة في المعالجة والخبرات السابقة
المخزنة في الذاكرة .فاإلدراك يعتمد على مجموعه واسعه من المعلومات بعضها ما يقع ضمن نطاق
االحساس في حين يقع بعضها االخر خارج نطاقه ،وتشمل مثل هذه المعلومات التوقعات والخب ارت السابقة
التي تم بناؤها من األنشطة السابقة لعمليات االدراك .ومن هنا في العالم الخارجي ليس كافي لتزويدنا
بالمعلومات المالئمة التي تمكننا من ادراكه بشكل مباشر اذن البد من وجود اليه معرفيه تتضمن اإلضافة
بعض المعلومات الى المنبهات الخارجية لتسهيل عمليه فهمها او ادراكها ومثل هذه المعلومات الحسية مما
ينتج بالتالي من بناء خبرات جديده.
29
المحاضرة الثامنة :بعض العمليات المعرفية (الذاكرة)
ارتبطت دراسة الذاكرة مع نظام معالجه المعلومات وبذلك اعتبر العلماء ان هنالك ثالث مراحل في الذاكرة
اإلنسانية:
.1مرحله الترميز :ويتم اعطاء المعاني للمثيرات الحسية الجديدة من خالل عمليات التسميع والتكرار
والتنظيم والتلخيص وغيرها.
.2مرحله التخزين (االحتفاظ) :وتحدث العلماء عن نظام للتخزين المؤقت في الذاكرة القصيرة واخر
دائم في الذاكرة الطويلة تجعل المعلومات جاهزة ومنظمه لالستخدام وقت الحاجة.
.3مرحله االسترجاع (التذكر) :وتتمثل في ممارسه استدعاء او استرجاع المعلومات والخبرات السابقة
التي تم ترميزها تخزينها في الذاكرة الدائمة.
تعريف الذاكرة:
يعرف سولسو 1988الذاكرة على انها دراسة مكونات عمليه التذكر والعمليات المعرفية التي ترتبط بوظائف
هذه المكونات.
ويعرف كل من بارون baron 1990وفيلدمان feldman 1996الذاكرة على انها دراسة القدرة على
االحتفاظ بالمعلومات وتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.
يعرف انور الشرقاوي 1990الذاكرة بانها عمليه إدراك للمواقف الماضية بما يشملها من خبرات واحداث
تؤدي دو ار هاما في حياه الفرد القدرة على استرجاع هذه المواقف وما يرتبط بها من خبرات ماضيه.
ويعرفها اندرسون 1665على انها دراسة عمليه استقبال المعلومات واالحتفاظ بها واستدعاؤها عند الحاجة.
ويعرف ستينبرغ 2113الذاكرة على انها العملية التي يتم من خاللها استدعاء معلومات الماضي استخدامها
في الحاضر.
وحقيقة االمر ان اي تعريف للذاكرة يجب ان يشمل جميع العمليات المعرفية ابتداء من االستقبال (مرحله
الذاكرة الحسية) الى االستجابة المعرفية .وفي ذلك يمكن تبني تعريف شمولي توفيقي على ان الذاكرة هي
الدراسة العلمية لعمليه استقبال المعلومات وترميزها وخزنها واستعادتها وقت الحاجة.
30
31
32
33
34
المحاضرة التاسعة :استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة المدى
االسترجاع هو عمليه البحث عن المعلومات في مخزن الذاكرة الطويلة واعادتها الى الذاكرة القصيرة لتصبح
استجابة ضمنية او ظاهره كاالستجابة المكتوبة او المنطوقة او الحركية .واالسترجاع يمر بعده مراحل وهي
(:)Sternberg,2003
أ -مرحله البحث عن المعلومات :يبدا الفرد بالبحث عن المعلومات في الذاكرة الطويلة من خالل :
-التحقق من وجود المعلومات اصال في الذاكرة الطويلة.
-فحص المعلومات المتوفرة من حيث حجمها وزمانها ومكانها وعناصرها.
-تحديد المعلومات المطلوب استرجاعها.
ب -مرحله تجميع المعلومات المطلوبة وتنظيمها :اعاده تجميع المعلومات وتنظيمها بشكل يسهل التعامل
معها وفهمها ولتصبح بصوره منطقيه ومعقولة .وقد يواجه الناس بعض الصعوبات في التجميع والتنظيم
فيظهر ما عرف بعلم النفس بظاهره (على راس اللسان)tip of the tongue phenomenon
لنقص عنصر او عدم انتظام العناصر المكونة للموقف .وتتم هذه المرحلة بضبط وتوجيه من الذاكرة
القصيرة التي تستقبل العناصر المستعادة اوال بأول من الذاكرة الطويلة استعدادا لالستجابة.
35
ت -مرحله االداء (االستجابة) :وتظهر هنا االستجابة الظاهرة او الضمنية كبسه الكهرباء او السلوك الحركي
او قراءه بيت من الشعر وغيره علما بان اوامر االستجابة تصدر عن الذاكرة القصيرة.
ويصنف بعض العلماء االسترجاع الى شكلين:
أ -االسترجاع التلقائي :هو استرجاع شبه الى ال يحتاج الى جهد وزمن طويل كالتعرف على نغمه موسيقية
او اداء حركه رياضيه معينه.
ب -االسترجاع المقصود :واالسترجاع الذي يحتاج الى الجهد والوقت كتذكر معلومات او القوانين او اسماء
او ارقام تعلمها الفرد في الماضي.
قياس الذاكرة:
هنالك عده طرق تستطيع من خاللها قياس القدرة على استرجاع المعلومات من الذاكرة الطويلة .ومن هذه
الطرق االختبارات التي تقيس االسترجاع الحر ). (Recallاو التعرف ) (recognitionاو االحتفاظ .األسئلة
اإلنشائية المباشرة هي نموذج جيد على قياس االستدعاء الحر ،األسئلة الموضوعية كاالختيار من متعدد
هي نموذج على قياس التعرف ،وحساب عالمة االحتفاظ هي نموذج على قياس القدرة على االحتفاظ او
اعاده التعلم .
ويميز علماء النفس بين نوعين من المقاييس الذاكرة الطويلة هما (:)Sternberg, 2008
-1المقاييس الضمنية ( :)mesure impliciteوتتطلب استرجاع معلومات من الذاكرة دون الوعي
بحدوث عمليه االسترجاع مثل اختبارات تكمله الحروف الناقصة في الكلمة كان تقدم كلمات ناقصه
(شبا ،.. .ح..وان) وتطلب تكمله الكلمات واختبار التكرار المتداخل كانت تطلب من المفحوص
تسميه ثالثة أشهر هجرية متتالية من السنة.
-2المقاييس الصريحة ( :)mesure expliciteوتتطلب التذكر او التعرف الواعي لمعلومات تم
تعلمها في السابق كان تطلب هذه االختبارات الصريحة من المفحوص بشكل سريع وشعوري تام
تذكر معلومات تتعلق بتذكر تاريخ ميالد شخص ما تالوة آيات من القران الكريم او تعرف على
صوره معينه بين عدد من الصور.
كما يميز ( )Sternberg, 2003بين سته انواع من المهمات المستخدمة في قياس الذاكرة الطويلة
وهي:
أ -مهمات الذاكرة الصريحة ( :)explicit memory tasksوتتطلب تذك ار واعيا معلومات محدده
تعلمها في السابق كان تسال عن اسم الشاعر الذي كتب قصيده شعريه معينه.
36
ب -مهمات الذاكرة التقريرية ( :)déclarative knowledge tasksوتتطلب تذكر الحقائق والمبادئ
التي تعلمها الفرد في السابق مثل السؤال تاريخ الميالد.
ت -مهمات االسترجاع ( :)recall tasksوتتطلب تذكر الحقائق والكلمات واالرقام من الذاكرة.
ث -مهمات االسترجاع التسلسلي ( :)serial recall rasksوتتطلب تذكر عدد من المفردات او االرقام
في قائمه ما بنفس التسلسل الذي تم فيه التعلم السابق.
ج -مهمات االسترجاع الحر ( :)free recall tasksوتتطلب تذكر عدد من الكلمات او االرقام بصوره
غير مقيده بترتيب العناصر التي تم تعلمها.
ح -مهمات االسترجاع الثنائي ( :)cued or paires recall tasksوتتطلب تذكر ازواجا من الكلمات
او االرقام عندما تقدم للمفحوص كلمه او رقم واحد فقط.
37
38
المحاضرات المرفقة هي ملخص لمطبوعات بيداغوجية جامعية ،دراسات ،كتب
ومقاالت حديثة جمعت على شكل منظم ونذكرها كالتالي:
-1احمد عبد الخالق وعبد الفتاح دويدار( ،) 1666أصول علم النفس ومبادئه ،دار المعرفة الجامعية،
مصر.
-2خديجة بن فليس( ،) 2116أنماط السيادة النصفية للمخ واالدراك والذاكرة البصريين دراسة مقارنة بين
التالميذ ذوي صعوبات التعلم (الكتابة والرياضيات) والعاديين ،أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة
االخوة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر.
39
-3سمية بن عمارة( ،)2113مطبوعة بيداغوجية في مقياس علم النفس المعرفي ،جامعة قاصدي مرباح
ورقلة ،الجزائر.
-4سمير جوهاري ( ،)2115مطبوعة بيداغوجية في مقياس علم النفس المعرفي ،جامعة برج بوعريريج،
الجزائر.
-5شذى عبد الباقي محمد ومصطفى محمد عيسى( ،)2111اتجاهات حديثة في علم النفس المعرفي ،دار
المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان.
-4طلعت منصور وأنور الشقراوي وعادل عز الدين وفاروق أبو عوف( ،)2113علم النفس العام ،مكتبة
االنجلو المصرية للنشر والتوزيع ،القاهرة.
-5كوثر تجاني( ،)2114عالقة ضعف االنتباه البصري بالذاكرة العاملة لدى األطفال ذوي نقص االنتباه
وفرط النشاط دراسة ميدانية بوالية الوادي ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة،
الجزائر.
-1عبد المنعم احمد الدردير( ،)2114دراسات معاصرة في علم النفس المعرفي ،ط ،1عالم الكتب للنشر
والتوزيع ،القاهرة.
-6عدنان يوسف العتوم( ،)2114علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق ،دار المسيرة للنشر والتوزيع،
عمان.
-11محمود كاظم التميمي( ،)2114علم النفس المعرفي ،ط ،1دار الصفاء للنشر والتوزيع ،األردن.
-11محمود محمد ميالد( ،)2115علم نفس نمو الطفل المعرفي ،ط ،1دار االعصار العلمي للنشر
والتوزيع ،عمان.
-12مسعد أبو الديار( ،)2112الذاكرة العاملة وصعوبات التعلم ،مركز تقويم وتعلم الطفل للنشر والتوزيع،
الكويت.
-13يوسف القطامي( ،)2112النظرية المعرفية في التعلم ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان.
14- A. NACEUR(2006), Polycopie de Cours en psychologie cognitive,
Université de Tunis, Tunisie.
40