You are on page 1of 14

‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫السنة أولى جذع مشترك‬


‫المقياس ‪ :‬مدخل علم اإلجتماع‬
‫الفوج ‪10 :‬‬

‫عنوان البحث ‪:‬‬

‫نشأة علم اإلجتماع‬


‫تحت إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد ‪:‬‬

‫رحماني إسحاق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬موايسي كنزة ‪202033017482‬‬

‫‪ -‬يحياوي نسيمة ‪202033017428‬‬

‫‪ -‬عماني خولة ‪202033017626‬‬

‫‪2021 / 2020‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم و تاريخ علم االجتماع‬

‫المطلب األول ‪ :‬النشأة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف علم االجتماع‬

‫المطلب الثالث‪ :‬موضوع علم االجتماع‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف علم االجتماع‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أهم الرواد و عالقة علم االجتماع بالعلوم‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرواد األوائل‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ميادين علم االجتماع‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع و المصادر‬


‫‪3‬‬
‫مقدمــة ‪:‬‬

‫بالرغم من أن التفكير العلمي بالنسبة للظواهر االجتماعية ال يرجع إلى عهد بعيد‪ ،‬فان المسائل التي تتعلق بحياة‬
‫المجتم ع ظلت تش غل عق ول المفك رين من ذ أزمن ة بعي دة‪ ،‬هن اك الكث ير من الب احثين السوس يولوجي من يرج ع الدراس ات‬
‫االجتماعية إلى أصول تاريخية ‪ ،‬فمنهم حتى من الغرب خالفا على العرب الذين يهتمون بتاريخ علم االجتماع يرجعونه‬
‫للعالمة ابن خلدون ‪ ،‬الذي عرف بعلم االجتماع البشري أو العمران البشري ‪ ،‬و آخرون يرون أن العالم االيطالي فيكو‬
‫ه و األب الحقيقي لعلم االجتم اع‪ ،‬إلى أن ك ونت ف رض نفس ه أيض ا باعتب اره ه و من أطل ق المص طلح الح ديث على ه ذا‬
‫العلم ( السوس يولوجي) ل ذالك وجب علين ا أن نق ف على حقيق ة ه ذا العلم و أيض ا اإلجاب ة على األس ئلة التالي ة ‪ :‬م ا علم‬
‫االجتماع ؟ و ما موضوعاته ؟ و من هم رواده؟ و ما هي األسس المرجعية التي يستند إليها هذا العلم ؟‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم و تاريخ علم االجتماع‬

‫المطلب األول ‪ :‬النشأة‬

‫نشأ علم االجتماع ‪ :‬ارتبط ظهور علم االجتماع و تطوره بظروف موضوعية و فكرية من أهمها قيام و تطور مجتمع‬
‫الدولة فقد كان علم اإلنسان قد اختص بدراسة المجتمعات البسيطة فجاء علم االجتماع مركزا على المجتمعات الحديثة‬
‫أي مجتمعات ما بعد الثورات السياسية و الصناعية و عمليات التحضير ‪.‬‬

‫ظهور علم االجتماع في أوروبا و خاصة في فرنسا في القرن ‪ 19‬و ذلك نتيجة في إحداث مهمة و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬الثورات السياسية االجتماعية و أهمها الثورة الفرنسية التي اسهمت في احداث تغيرات في البنية االجتماعية‬

‫‪ -‬الثورة الصناعية و الحضرية و التي نقلت المجتمع من االقطاع الى الرأسمالي‬

‫‪ -‬الثورة العلمية حيث حل العلم تدريجيا مكان الفكر الديني فتبدلت مصادر المعرفة‪.‬‬

‫لقد كانت نش أة علم االجتم اع في الغ رب مستقلة عن نشأته في الش رق حيث كانت النشاة الغربي على يد اجست ك ونت‬
‫مرتبطة بظروف التحول االقتصادي و االجتماعي و السياسي التي مر بها المجتمع األوربي في ذلك الوقت‬

‫لقد تم االعتراف بهذا العلم بعد ‪ 1980‬و ذلك اصبح فرع علمي يدرس في الجامعات مثل الفروع العلمية األخرى‪.‬‬

‫ك ان لم اركس دورك ايم و في بر و م اركس ت أثير مع ه و مس تمر على علم االجتم اع و ك ان ه ؤالء الثالث ة ض من أول من‬
‫نظ روا في المجتم ع بطريق ة أص بحنا نعل ق عليه ا الطريق ة السوس يولوجية تم ز الق رن ‪ 19‬بأن ه ك ان ف ترة تغ ير س ريع و‬
‫ض خم على غ رار م ا يح دث الي وم فق د أدت الث ورات الص ناعية و السياس ية أو م ا يع رف ب الثورات الثنائي ة الى تفك ك‬
‫المجتمع و جنته و نجد مجموعة من المفكرين أمثال فوكوه و بودريار و ليوتار اهتموا بالدراسة المجتمع دراسة جديدة‬
‫مع بقاء جزهر المتطور السوسيولوجي كما هو دون المساس به ‪.‬‬

‫يعتبر علم االجتماع بمثابة محاولة لفهم المجتمع و احد طرائف فهم موضوع هذا العلم ننظر في بعض المسائل الرئيسية‬
‫التي نثيرها و ال تزال المسائل و المشكالت التي أثارها مؤسسو علم االجتماع اليوم و نناقش في عجالة اففكار هؤالء‬
‫المؤسس بغرفة إعطاء فكرة عن إطار علم االجتماع و مجاله ثم ننظر في بعض المشائل الرئيسية لهذا العلم هذا يمهد‬
‫الطري ق الس عراض أهم المنظ ورات األساس ية في علم االجتم اع و نختم ذل ك بمناقش ة االتجاه ات المعاص رة في علم‬
‫االجتماع‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف علم االجتماع‬

‫‪ -1‬التعري ف اللغ وي‪ :‬سوس يولوجي كلم ة مركب ة من مقطعين ‪ :‬األول التي ني سوس يو و يع ني اجتم اع أو رفق ة و الث اني‬
‫يوناني لوقوس وتعني دراسة أو علم بذلك يتكون لدينا علم االجتماع ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -2‬اصطالح ‪ :‬هو الدراسة العلمية للمجتمعات التي تعتمد على المالحظة و تقرير الواقع ثم المقارنة و التفسير‪.‬‬

‫‪ -3‬تعريفات إعالم الفكر االجتماعي ‪:‬‬

‫أ‪ "-‬هو علم دراسة المجتمع ‪ ،‬هنري جيدنر"‬

‫ب‪" -‬هو علم المجتمع لستروارد"‬

‫ت‪" -‬العلم الذي يحاول فهم الفعل االجتماعي ماكس فيبر"‬

‫ث‪ -‬علم الظواهر االجتماعية دوارد‬

‫ج‪ -‬العلم الذي يدرس التفاعالت االجتماعية و العالقات االنسانية‬

‫د‪ -‬هو العلم الذي يعني بدراسة خصائص الجماعات البشرية و العالقات بين افراد هذه الجماعات‬

‫هـ‪" -‬و ه و أيض ا ذل ك العلم التحليلي ال ذي يتن اول الوق ائع و النظم االجتماعي ة بالدراس ة و التحلي ل ثم يس تخلص النت ائج‬
‫بشكل علمي"‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬موضوع علم االجتماع ‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬هو العلم الذي يدرس المشكالت االجتماعية المستعصية مثل مشكالت األسرة و البطالة و االنحراف ‪...‬‬

‫ب‌‪ -‬دراسة النظم االجتماعية التي تنشأ عن حياة اإلنسان داخل المجتمع و تحديد العالقة بين النظم ‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬دراسة العمليات االجتماعية‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬دراسة التراث االجتماعي الثقافي للمجتمعات‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أهداف علم االجتماع ‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬دراس ة تس تهدف ك ل الظ واهر االجتماعي ة و الكش ف عن الحق ائق ال تي ترب ط الظ واهر االجتماعي ة بعض ها البعض و‬
‫الوصول إلى قوانين عامة تحكمها‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬إعطاء اإلنسان القدرة على التحكم في الظواهر و ظروف الحياة ال تزانه الشخصي و التكيف الجماعي‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬السعي إلى تحقيق حياة أفضل و المساهمة الجماعية في بناء النظام الحضاري و الصرح المعرفي‪.‬‬

‫ث‌‪ -‬معرفة التغيرات المؤقتة و الدائمة للظاهرة االجتماعية المدروسة‬

‫ج‌‪ -‬معرفة التغيرات و التطورات من وفيات و مواليد و الزيادات الديموغرافية ‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أهم الرواد و عالقة علم االجتماع بالعلوم‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرواد األوائل ‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬ابن خلدون ‪ )1406-1332( :‬مؤرخ و فيلسوف و رجل دولة و سياسي عربي‪ ،‬درس المنطق و الفلسفة و الفقه و‬
‫التاريخ‪ ،‬عين واليا " ( وزيرا)" للكاتبة ثم سفيرا " ثم رحل مصر في مرحلة ثالثة و درس في األزهر ‪ ،‬و تولى قضاء‬
‫المالكي ة في ه ح تى ت وفي‪ ،‬و ق ام ابن خل دون بدراس ة تحليلي ة لت اريخ الع رب و ال دول اإلس المية ‪ ،‬و ع رض محتوي ات‬
‫األحداث التاريخية على معيار العقل حتى تسلم من الكذب و النزييف‪ ،‬فكان بذلك مجددا في علم التاريخ عمل ابن خلدون‬
‫دراسة تحليلية و بخصوص المجتمع و العصبية و الدولة ‪ ،‬يقول ابن خلدون في الباب الثالث من مقدمته‬

‫‪(( :‬اعلم أن العمر لألشخاص على ما زعم األطباء و المنجمون أربعون سنة ‪ ،‬و الدولة في الغالب ى تعدو اعمار ثالثة‬
‫اجيال‪ ،‬و الجيل هو عمر شخص واحد من العمر المتوسط فيكون أربعين هو انتهاء النمو و النشوء إلى غايته))‪ ،‬و يقول‬
‫ابن خل دون و أن ا عم ر الدول ة ال يع دو في الغ الب ثالث ة أجي ال ‪ :‬الن الجي ل األول لم ي زل على خل ق الب دواة و خش ونتها‬
‫ووحشها من شظف العيش و البسلة و االفتراسو االشتراك في المجد‪ ،‬فال تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم‪ ،‬و‬
‫الجل الثاني ‪ :‬تجول حلهم من البداوة الى الحضارة‪ ،‬ومن االشتراك في المجد الى االنفراد الواحد به و كسل الباقين عن‬
‫الس عي في ه و من ع ز االس تطالة الى ذل االس تكانة‪ ،‬فتنكس ر ص ورة العص بية بعض الش يء و ت ونس منهم المهان ة و‬
‫الخضوع‪ ،‬و أما الجيل الثالث ‪ :‬فينسون عهد البداوة و كأنها لم تكن‪ ،‬و يفقدون حالوة العز و العصبية بما فيهم من ملكة‬
‫القهر‪ ،‬و يبلغ فيهم الترف غايته بما تقننوه من النعيم و غضارة العيش‪ ،‬و تسقط العصبية بالجملة ‪ ،‬و ينسون الحماية و‬
‫المدافعة و المطالبة‪ ،‬فيحتاج صاحب الدولة حينئذ إلى االستظهار بسواهم من أهل الخبرة‪ ،‬و يستكثر بالموالي و يصطنع‬
‫من يغني عن الدولة بعض الغناء‪ ،‬حتى ياذن اهلل بانقراضها‪ ،‬فتذهب الدولة بما حملت يفترض ابن خلدون ان االجتماع‬
‫اإلنساني ظاهرة طبيعية منتظمة لها أسسها و قوانينها‪ ،‬كما يقول بتغير هذه المجتمعات من حالة البادوة للحضر ‪ ،‬و بهذا‬
‫يصنف المجتمعات االنساينة على أساس التباين في العيش فالبدواة ترتبط باالعتماد الكلي على الحيوان كمصدر اساسي‬
‫للعيش‪ ،‬و بهذا النمط في العيش بناءا " اجتماعي قبلي متنقل ‪ ،‬و قيام قيم و معايير سلوكية أساسها الصالة القرابية ‪ ،‬و‬
‫م ا تف رزه من عص بية ترابطي ة‪ ،‬و ثم ت ؤدي الحاج ات إلى ض بط العالق ات داخ ل الجماع ة‪ ،‬و ت ؤدي الى ظه ور ن وع من‬
‫الس لطة ‪ ،‬تق وم ش رعيتها على تقالي د و أع راف الجماع ة ‪ ،‬و ق د تمثلت إلى ظه ور ن وع من الس لطة‪ ،‬تق وم ش رعيتها على‬
‫تقاليد و أعراف الجماعة ‪ ،‬و قد تمثلت هذه السلطة في السلطة مجالس الكبار و ظهور الرياسة ممثلة في شيخ القبيلة ‪ ،‬و‬
‫ال تك ون الس لطة هن ا إال في إط ار العص بية القرابي ة‪ ،‬و م ع التط ور دخل ة الزراع ة ‪ ،‬و بدأـ أوج ه االس تقرار‪ ،‬و إمكاني ة‬
‫الف ائض في اإلنت اج مم ا يفس ح المج ال لتقس يم العم ل و التخص ص و تنجلي ه ذه التغ يرات بوض وح ب دخول الص نائع و‬
‫التجارة‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه تحول المجتمع إلى مجتمع حضري و يترتب هذا بظهور الدولة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ب‌‪ -‬اوجس ت ك ونيت ‪ :‬ول د ( ك ونت ) بمدين ة ( مونبلي ه) الفرنس ية لوال دين ك اثوليكيين‪ ،‬التح ق بمدرس ة الفن ون التطبيقي ة‬
‫بب اريس ع ام ‪ 1813‬م‪ ،‬و في ع ام ‪ 1816‬م ت زعم حرك ة عص يان ق ام به ا الطالب‪ ،‬فص ل عقبه ا من المدرس ة‪ ،‬و أص ل‬
‫دراسته إلى أن عين معيدا في مدرسة الهندسة‪ ،‬ثم عمل سكرتيرا للكاتب االشتراكي المعرف ( سان سيمون ) و في عام‬
‫‪ 1825‬م ت زوج ك ارلين ماس ان ‪ ...‬ب دا في ع ام ‪1826‬م الق اء سلس لة من المحاض رات العام ة في الفلس فة الوض عية‪ ،‬ثم‬
‫أصيب بمرض عقلي جعله ينقطع عن مواصلة محاضراته‪ ،‬و أقضى به الى محاولة االنتحار غرقا في نهر السين ‪ ،‬ثم‬
‫عاد ما بين ‪1843 ،1830‬م إلى إلقاء محاضراته التي كان انقطع عنه‪ ،‬و فيها قدم تصوراته للمعرفة و العلوم و حاول‬
‫من خاللها وضع أسس علمه الجديد الذي أطلق عليه في بادئ األمر ( الفيزياء االجتماعية ) ثم عاد تجنبا لتكرار هذا‬
‫االسم الذي سبقه اليه ( كتيلييه) فوسم العلم الجديد باسم ( علم االجتماع )‪،‬‬

‫و يع د ( ك ونت) ابن عص ر التن وير‪ ،‬ج رى على تقلي د و ت راث فالس فة التق دم في أواخ ر الق رن الث امن عش ر‪ ،‬من امث اال‬
‫تيرجوو كوندرسيه‪ ،‬و لقد فزع كونت من االضطرابات التي عانى منها النظام االجتماعي‪ ،‬و من ثم جد في طلب النظام‬
‫و التضامن‪ ،‬و يهمنا هنا التنويه بانه كان ليبراليا و تاثر بادم سميث و كانطو اما عن النسق المجتمعي العام‪ ،‬الذي عاش‬
‫خالل ه ( ك ونت) و تح رك في ه‪ ،‬و جم ع من ه مالحظات ه‪ ،‬و ك ون توجهات ه فباالمك ان الق ول بان ه ول د في اوق ات الث ورة‬
‫الفرنس ية‪ ،‬و قب ل التمهي د لدكتاتوري ة حكم الف رد‪ ،‬و ادرك س نوات الص با و الش باب في ف ترة نمت فيه ا االم براطويرة‬
‫الفرنس ية ‪ 1815-1804‬م ‪ ،‬و عاص ر االزم ات ال تي واجهت ه ذه االمبراطوري ة و ال تي انتهت بغ و فرنس ا ‪-1812‬‬
‫‪1814‬م و بين ه ذه الس نوات ع ايش أيض ا م ا وص فه المؤرخ ون باإلره اب األبيض‪ ،‬بع د ع ودة المل ك إلى ب اريس س نة‬
‫‪1815‬م‪ ،‬حيث قتل كثرين من رجال الثورة القدامى و من أنصار ( بونابرت) و لم تتردد وقتها حكومة الملك العائد في‬
‫االنتقام من رجال العهد الماضي‪ ،‬خاصة أولئك الذين حنثوا في يمين الوالء للملك لويس الثامن عشر و اللذين انظموا‬
‫الى ن ابليون و في وس ط أم واج اإلره اب العاتي ة تم في اغس طس‪1815‬م انتخ اب المجلس الوط ني األول‪ ،‬ال ذي س محت‬
‫الظ روف ب دخول ع دد كب ير من مؤي دي المكلي ة العائ دة إلي ه‪ ،‬و هم ال ذين عرف وا باس م الملك يين المتط رفين‪ ،‬و بلغ وا في‬
‫حماستهم للملكية حدا جعل يطلق على مجلسهم اسم ( المجلس المنقطع النظير) و ما بين ‪1818-1816‬م كانت الساحة‬
‫السياس ية تجم ع ثالث ة أح زاب أساس ية ‪ :‬ح زب اليمين و يض م الملكين المتط رفين و الل ذين رفع وا ش عار ( الح رب ض د‬
‫الث ورة ) و ح زب الوس ط من الملك يين المعتلين الل ذين ح اولوا التوفي ق بين الملكي ة و الث ورة‪ ،‬و أخ يرا ح زب اليس ار من‬
‫األحرار و كان أكثر هذه األحزاب سطوة حزب اليمين الذي كان برنامج عمله يتوجه بقوة نحو إحياء النظام القديم‪ ،‬مع‬
‫بعض التعديالت التي تتواءم مع مصالح النبالء و إلشراف‪ .‬وكان من بين أساليب الحزب في تدعيم هذا التوجيه إعادة‬
‫الكنسية الكاثوليكية الى سابق سطوتها ‪ ،‬وعقد حلف وثيق بينها و بين الدولة ‪ ،‬أتاح للكنيسة أن تستعيد أمالكها السابقة و‬
‫إشرافها على التعليم ‪.‬‬

‫ومع كل هذا و إضافة إليه قدر ( لكونت) أن يعايش ثورتي ‪ 1830-1848‬و هما من الثورات الهامة في تاريخ فرنسا‬
‫الحديث‪ ،‬بغض النظر عن جوانب اإلخفاق أو النجاح فيهما‬
‫‪3‬‬
‫ت‌‪ -‬ايميل دوركايم ‪ :‬موضوع علم االجتماع عند دور كايم هو الوقائع االجتماعية‪ ،‬الممثلة في راية ب النظم االجتماعية و‬
‫ليس األف راد أو م ا يرتب ط بهم من ح وافز و دواف ع ‪ ،‬ان منهج دور ك ايم مس تند على الناحي ة الوظيفي ة ال تي تحاف ظ على‬
‫النظ ام االجتم اعي و اس تقراره‪ ،‬ه ذا باإلض افة إلى اس تخدام البحث االجتم اعي اإلحص ائي في دراس ته المتعميق ة عن‬
‫االنتحار في مختلف فئات الشعوب‪ ،‬مؤكدا " أن االنتحار ظاهرة فردية ترجع إلى الفروق الفردية لألف راد و التي تنجم‬
‫عن القوى و الخصائص االجتماعية التي تؤثر على وعي السلوك و تصرفات و قيم مواقف األفراد‪ ،‬لذلك فان ظاهرة‬
‫االنتحار بالرغم من أنها فردية إال أنها مسألة اجتماعية تفسرها التصورات الجمعية ‪ ،‬ان عوامل التغير االجتماعي ‪ :‬كان‬
‫دور كايم يغزو التطور االجتماعي الى ثالثة عوامل ‪ :‬كثافة السكان ‪ ،‬تطور وسائل الموصالت ‪ ،‬و الوعي االجتماعي‪،‬‬
‫و يتميز كل مجتمع بالتضامن االجتماعي‪ ،‬و قد كان التضامن في المجتمع البدائي تضامنا" ((آليا))" إذ كان يقوم التضامن‬
‫على روابط الدم‪ ،‬و يتميز هذا النوع بأنه بسيط غير معقد التركيب‪ ،‬و غير مميز الوظائف‪ ،‬و كما أن الدين هو أقوى‬
‫مظاهر الحياة الجمعية في هذا الشكل من المجتمعات و يغلب على هذه المجتمعات سيادة العرف و التقاليد و الخضوع‬
‫لس لطات الع ادات االجتماعي ة و يس مى دور ك ايم ه ذه المجتمع ات ((بالبداني ة ))‪ .‬و ام ا المجتم ع الح ديث فالتض امن‬
‫(( عضوي))‪ ،‬اذ يقوم على تقسيم العمل ‪ ،‬اي على التعاون الطبقي لكسب ضروات الحياة ‪ ،‬و تتصف هذه المجتمعات‬
‫بأنه ا معق دة التك وين حيث تت وزع فيه ا الوظ ائف و االعم ال و تزي د درج ات التخص ص و يص بح الف رد أداة من أدوات‬
‫النت اج و عنص را" من العناص ر االجتماعي ة و يغلب على ه ذه المجتمع ات س لطة الق انون و ه و ع الم اجتم اع و فيلس وف‬
‫وضعي فرنسي تلميذ لكونت‪ ،‬و كان أستاذا " في جامعة السوربون‪ ،‬و كان يعتقد انه يتعين على علم االجتماع أن يدرس‬
‫المجتمع كنوع خاص من الواقع الروحي‪ ،‬و تختلف قوانينه عن قوانين علم النفس الفردي‪ ،‬و عنده أن كل مجتمع يقوم‬
‫على األفكار الجماعية المتفق عليها اتفقا مشتركا " و يعتبر اميل دور كيم مؤسس علم االجتماع الحديث و الممهد لنقل‬
‫النظرية االجتماعية الغربية من وضعية كونت إلى أعتاب الوضعية بذل اميل دور كايم جهدا" لتحديد علم االجتماع و من‬
‫مؤلفاته الرئيسية ‪ (( :‬حول تقسيم االجتماعي ‪ (( ))1893‬قواعد المنهج في علم االجتماع ‪ (( ، ))1895‬اإلشكال األولية‬
‫للحياة الدينية ‪))1912‬‬

‫ث‌‪ -‬م اكس في بر ( ‪1920-1864‬م) ‪ :‬ول د م اكس في بر في الث اني و العش رين من ش هر نيس ان‪ /‬ابري ل ع ام ‪ 1864‬في‬
‫مدين ة ايرف ورث ( والي ة ت ورينغن) ) و ترع رع في عائل ة محافظ ة ‪ ،‬و بع د أن أنهى دراس ته‪ ،‬التح ق ع الم المس تقبل‬
‫بجامعات عديدة في بلرين و هايدلرع و درس علوم الحقوق و الفلسفة و التاريخ و االقتصادي القومي‪ ،‬و عند بلوغه س ن‬
‫الثالثين دعى فيبر للعمل كبروفيسور في كلية االقتصاد القومي في جامعة فرايبورغ ( جنوب المانيا ) و بعد ذلك انتقل‬
‫الى جامع ة هاي دليبغ‪ ،‬و لكن ه بع د انتقال ه إلى ه ذه الجامع ة العريق ة أص يب بم رض نفس ي اج بره على مزاول ة عمل ه على‬
‫مدى سبع سنوات بشكل منقطع‪ ،‬وكان عام ‪ 1904‬بمثابة والدة جيدة لفيبر ‪ ،‬فقد بدا من جديد بنشر أعماله كان أهمية‬
‫كبيرة في مجال علوم االجتماع و الفلسفة و االقتصاد ‪ ،‬وفي عام ‪ 1909‬شارك فيبر في تأسيس الجمعية األلمانية لعلوم‬
‫االجتماع ‪ ،‬و من ثم بدا فيبر عام ‪ 1913‬بكاتبة احد أهم أعماله و هو " االقتصاد و المجتمع" و الذي نشر ألول مرة عام‬
‫‪ ،1922‬أي بع د وفات ه‪ ،‬و ب دأت تظه ر اهتمام ات في بر ب األمور السياس ية الراهن ة ع ام ‪ ،1915‬ه ذا و يعت بر في بر اح د‬
‫المؤسسين للحزب الديمقراطي االلماني عام ‪ ،1919‬وفي نفس العام كتب عملين مهمين هما " العلم كمهنة " و " السياسة‬
‫‪3‬‬
‫كمهنة" صحيح أن رائد علم االجتماع ألف أعماال كثيرة‪ ،‬و لكن ابرز هذه األعمال و أكثرها تأثيرا في الفكر االجتماعي‬
‫كان كتاب " األخالق البروتستانتية و روح الرأسمالية" و بحسب المؤرخين فان هذا الكتاب كان قراءة لدور القيم الدينية‬
‫في ظه ور قيم و أخالق العم ل في المجتمع ات الص ناعية الجدي دة ال تي ك انت أس اس ظه ور النظ ام الرأس مالي ‪ ،‬و ت أتي‬
‫أهمية دراسات و أطروحات فيبر من اهتمامه منقطع النظير بفلصفة العلوم االجتماعية و مناهجها‪ ،‬و في هذا الخصوص‬
‫اس تطاع الع الم تط وير المف اهيم و الج وانب ال تي أص بحت بع د وفات ه من رك ائز علم االجتم اع الح ديث‪ ،‬ومن أهم‬
‫المص طلحات ال تي أث رى به ا علم االجتم اع و تعت بر ج زءا مهم ا من ه ومرجع ا كب يرا للمهتمين به ذا العلم اإلنس اني هي "‬
‫العقالنية " و" الكاريزما" و " الفهم " و" أخالق العمل"‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عالقة علم االجتماع بالعلوم األخرى‬

‫أ‌‪ -‬عالقة بعلم االقتصاد‪ :‬يعتبر اإلنتاج و التوزيع في مقدمة اهتمامات علم االقتصاد علم االقتصاد لذلك يصب اهتمامه‬
‫على عالق ات و متغ يرات اقتص ادية خالص ة كالعالق ة بين الع رض و الطب و ارتف اع األس عار و هبوطه ا‪...‬الخ و لكن‬
‫ب الرغم من تض يق مج ال علم االقتص اد إال ذل ك أعط اه ق درة على معالج ة ظ واهر بطريق ة منظم ة و ح دد مص لحاته و‬
‫مقاييسه و مبادئه األساسية بدقة متناهية‪ ،‬بل ان قدرة هذا العلم على تحويل النظرية االقتصادية الى التطبيق العملي جعله‬
‫مس اهما في رس م السياس ات العام ة و ب الرغم من ذل ك التش ابه بين علمي االقتص اد و االجتم اع نج ده في ط ابع التفك ير‪،‬‬
‫فاالقتص ادي كاالجتم اعي يهنم بالعالق ات بين األج زاء و الس يطرة و التب ادل و التغ يرات ب الطرق الرياض ية في تحلي ل‬
‫بياناته ‪.‬‬

‫‪ -‬عالقته بعلم السياسة ‪:‬‬

‫التكيف السياسي مع المجتمع هو صيرورة ترسيخ المعتقدات و المتمثالت المتعلقة بالسلطة و بمجموعة االنتماء‪ ،‬فليس‬
‫هناك من مجتمع سياسي يكون قابال باستمرار للحياة من دون استبطان حد أدنى من المعتقدات المشتركة المتعلقة في ان‬
‫واح د بش رعية الحكوم ة ال تي تحكم‪ ،‬بص حة التماث ل بين األف راد و المجموع ات المتض امنة‪ ،‬يهم قليال ان تك ون ه ذه‬
‫المعتقدات ثابتة أوال في حجتها‪ ،‬إذ يكفي أن تنزع االنتماء(‪ ،)16‬فدراسة التكيف السياسي مع المجتمع يجب أن ينظر لها‬
‫من مظهر مزدوج كيف يمكن بمساعدة تصورات مالئمة عرض هذه المعتقدات و المواقف و اآلراء المشتركة بين كل‬
‫أعض اء المجموع ة أو ج زء منه ا ؟ و كي ف التع رف على ص يروات الترس يخ ال تي بفض لها يج ري عم ل التمث ل و‬
‫االستبطان؟‬

‫و من هن ا نج د أن علم االجتم اع يهتم بدراس ة كاف ة ج وانب المجتم ع بينم ا علم السياس ة يك رس معظم اهتمامات ه لدراس ة‬
‫القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية‪ ،‬فاالول يولى اهتماما كبيرا بالعالقات المتبادلة بين مجموعة النظم ( بما في ذلك‬
‫الحكومة) بينما يهتم بالعملي ات الداخلية كالتلي تحدث داخل الحكومة مثال‪ ،‬و قد عبر ليبست (‪) lipset‬عن ذلك بقوله "‬
‫يهتم علم السياس ة ب اإلدارة العام ة‪ ،‬أي كيفي ة جع ل التنظيم ات الحكومي ة فعال ة‪ ،‬ام ا علم االجتم اع السياس ي فيع ني‬
‫البيروقراطية‪ ،‬و على األخص مشكالتها الداخلية" و مع ذلك فان علم االجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير‬
‫‪3‬‬
‫من الموضوعات بل أن بعض العلماء السياسيين بدازايولون اهتماما خاصا بالدراسات السلوكية و يمزجون بين التحليل‬
‫السياسي و التحليل السوسيولوجي ‪.‬‬

‫‪ -‬عالقته بعلم التاريخ ‪ :‬أن تتبع التاريخ لألحداث التي رقعت‪ :‬هو في حد ذاته ترتيب و تضيق للسلوك عبر الزمن ‪،‬‬
‫بينم ا ي ولى المؤرخ ون اهتمام اتهم نح و دراس ة الماض ي و يتجنب ون البحث عن اكتش اف األس باب ( باس تثناء فالس فة‬
‫التاريخ ) فان علماء االجتماع يهتمون بالبحث عن العالقات المتبادلة بين األحداث التي وقعت و أسبابها‪ ،‬و يذهب علم‬
‫االجتم اع بعيدا في دراسة م ا ه و حقيقي بالنسبة لتاريخ عدد كب ير من الشعوب و ال يهتم بم ا ه و حقيقي بالنس بة لشعب‬
‫معين‪ ،‬و المؤرخ ون ال يهتم وا كث يرا باألح داث العادي ة ال تي تتخ ذ ش كال نظامي ا كالملكي ة أو العالق ات االجتماعي ة داخ ل‬
‫األس رة كالعالق ة بين الرج ل و الم رأة مثال ‪ ،‬بينم ا ه و مح ور اهتمام ات علم االجتم اع ‪ ،‬إال أن ه ذه االختالف ات لم تمن ع‬
‫بعض الم ؤرخين أمث ال روس تو ف تزيف (‪ ) Rostovtev‬و ك ولتن ( ‪ ) coulton‬و بوركه ات ( ‪) burkhardt‬من أن‬
‫يكتبوا تاريخا اجتماعيا يعالج األنماط االجتماعية و السنن و األعراف و النظم االجتماعية الهامة ‪ ،‬و لقد كان ابن خلدون‬
‫واضحا في تعريفه لعلم التاريخ عنمدا ربط الحاضر و الماضي بطبيعة " العمران و األحوال في االجتماع اإلنساني" و‬
‫جعل منه علما " شريف الغاية ‪ ،‬اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من األمم في أخالقهم "‪.‬‬

‫‪ -‬عالقته بعلم النفس‬

‫يعرف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية و بالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك األحاسيس و‬
‫منحه ا مع اني معين ة ثم االس تجابة له ذه األحاس يس العقلي ة ك اإلدراك و التع رف و التعلم‪ ،‬كم ا يهتم بدراس ة المش اعر و‬
‫العواطف و الدوافع و الحوافز و دورها في تحديد نمطا الشخصية‪ ،‬و بينما يعد مفهوم " المجتمع" او النسق االجتماعي‬
‫محور علماء االجتماع فان مفهوم " الشخصية" محور علماء النفس اللذين يعنون بالجوانب السيكولوجية أكثر من عنايتهم‬
‫ب الجوانب الفس يولوجية‪ ،‬و به ذا ف ان علم النفس يح اول تفس ير الس لوك كم ا يبت دي في شخص ية الف رد من خالل وظ ائف‬
‫أعض ائه و جه ازه النفس ي و خيرات ه الشخص ية‪ ،‬و على العكس يح ول علم اجتم اع فهم الس لوك كم ا يبت دي في شخص ية‬
‫الفرد من خالل وظائف أعضائه و جهازه النفسي و خبراته الشخصية‪ ،‬و على العكس يحاول علم االجتماع فهم السلوك‬
‫كما يبتدئ في المجتمع و كما يتحدد من خالل بعش العوامل مثل عدد السكان و الثقافة و التنظيم االجتماعي ‪ ،‬و يلتقي‬
‫علمي النفس و االجتم اعي في علم النفس االجتماعي الذي يهتم من الواجهة السيكولوجية الخالصة بتن اول الوسائل التي‬
‫من خالله ا تخض ع الشخص ية أو الس لوك للخص ائص االجتماعي ة او الوض ع االجتم اعي ال ذي يش غله و من الوجه ة‬
‫السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير الخصائص السيكولوجية لكل فرد او مجموعة معينة من األفراد على طابع العملية‬
‫االجتماعية‪ ،‬و يؤكد هومانز (‪ )homans‬في كتابه عن السلوك االجتماعي أهمية الدوافع النفسية المفروضة الجماعات‬
‫في تفسير بناء الجماعة‪ ،‬ويضمن ذلك النشاط و التفاعل و المعايير و العواطف التي تنشا عما هو اجتماعي و هو بذلك‬
‫يركز على أشكال السلوك االجتماعي التي تختلف باختالف المجتمعات و الثقافات ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬ميادين علم االجتماع ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫‪ -1‬علم االجتماع الديني‪ :‬يتناول علم االجتماع الديني بالتقصي و التحليل النظم و التيارات الدينية الساندة في المجتمعات‬
‫اإلنس انية على اختالف العص ور‪ ،‬و اختالف البيئ ة االجتماعي ة لمجتم ع م ا في نم ط معيش ته أو في طبيع ة العالق ات‬
‫االجتماعية فيه على السواء‪ ،‬و الن علم االجتماع الديني ريى في المجتمع العوامل التي تحدد شكل االديان ووظائفها ‪،‬‬
‫لذا فانه يعني تباين اثر العوامل االجتماعية‪ ،‬و ارتباطها مع الدين بصفته ظاهرة ال يخلو منها أي مجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬علم االجتماع الريفي ‪ :‬يهتم علماء االجتماع الريفي بدراسة العالقات االجتماعية القائمة في الجماعة اإلنسانية التي‬
‫تعيش في بين ة ريفي ة و يدرس ها من حيث طبيعته ا اذتواج ه الجماع ة الري ف وجه ا لوج ه‪ ،‬ان ه يبحث في خص ائص‬
‫المجتمع ات الريفي ة من حيث نمط ا المعيش ة أو نظ ام اإلنت اج الس ائد بوص فه أك ثر بداني ة‪ ،‬كم ا يع نى بتحلي ل العالق ات‬
‫االجتماعي ة األولي ة‪ ،‬و الرب اط الع ائلي ( رب اط ال دم او ال زواج ال داخلي )‪ ،‬و يح دد الس مات و المم يزات ال تي تم يز‬
‫المجتمع ات الريفي ة من المجتمع ات الحض رية‪ ،‬ان ه ذه الس مات ك انت منطلق ا لعلم اء االجتم اع في دراس تهم حين ح ددوا‬
‫موضوع علم االجتماع الريفي‪ ،‬و ابرز الصفات المحلية لهذا المجتمع من عوامل و تفاعالت اجتماعية ‪ ،‬و يتقبل بعضها‬
‫التقدم و يرفضه بعضها اآلخر و يعوقه‪ ،‬ومع انه ‪ ،‬من ناحية النظرية‪ ،‬يدرس أسس البنيان االجتماعي الريفي‪ ،‬إال انه‬
‫من الناحية التطبيقية ‪ ،‬يستخدم المعلومات التي جمعت عن سكان الريفيين لتحديد المشكالت التي تعوق نموهم و تقدمهم‬
‫إليج اد الوس ائل الكفيلة بح ل مجمل المشكالت التي يع انون منه ا و لتحسين مستوى الحياة االجتماعي ة الريفي ة‪ ،‬و أخيرا‬
‫الرسم سياسة اجتماعية تعمل على رفع اسهام الريف بينه و سكانا في الفعاليات االجتماعية و االقتصادية و غير ذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬علم االجتماعي السياسي‪ :‬يهتم علم االجتماع السياسي بأثر المتغيرات االجتماعية في تكوين بنية السلطة السياسية و‬
‫تطور أنظمة الحكم في المجتمع‪ ،‬فالنظم االجتماعية من وجهة نظر علم االجتماع السياسي ليست إال عوامل متغيرة ( أو‬
‫متح والت) أو عوام ل مس ببة‪ ،‬وم ا أم ور السياس ة و ش ؤونها غ ير عوام ل تابع ة ‪ ،‬تت أثر بالعوام ل االجتماعي ة و تتغ ير‬
‫بتغيرها و على هذا فان أي فهم دقيق للنظم و المؤسسات السياسة يتطلب تحليال لمركزاتها االجتماعية ورصد العناصر‬
‫التغير في المجتمع ‪.‬‬

‫‪ -4‬علم االجتماع الصناعي‪ :‬يعني علم االجتماع الصناعي بالبناء االجتماعي للتنظيمات الصناعية من جهة و بالعالقات‬
‫و التفاعالت الحادثة بين هذه التنظيمات و البناء االجتماعي الكلي من جهة أخرى‪ ،‬ويهتم علم االجتماع الصناعي بكيفية‬
‫ارتباط نسق اجتماعي فرعي( أي النظم االجتماعية األخرى) و يهتم علم االجتماع الصناعي كذلك بالكيفية التي يبنى بها‬
‫النسق االجتماعي الفرعي‪ ،‬كما يهتم كذلك بالكيفية التي يصبح بها األشخاص مناسبين لألدوار التي يقمون بها‪ ،‬و يشمل‬
‫النسق االجتماعي في هذه الحالة على االنساق االجتماعية الفرعية‪ ،‬األسرية و السياسية و الدينية و التربوية و الطبقية و‬
‫القيمة و غيراها من االنساق الفرعية األخرى التي ترتبط بالنسق االجتماعي االقتصادي الصناعي الفرعي‪.‬‬

‫‪ -5‬علم اجتماع العائلة ‪ :‬يتناول علم اجتماع العائلة بالدراسة و التحليل و التعليل خصائص االسرة ‪ ،‬و الوظائف التي‬
‫تؤديها و العوامل التي تتاثر بها و تؤثر فيها‪ ،‬كما يوجه عناية خاصة الى دور الذي تقوم به العائلة في تنظيم عالقات‬
‫األفراد في المحيط األسري‪ ،‬و يبحث في النظم االجتماعية و االقتصادية و السياسية التي تساعد استمرار تركيب العائلة‬
‫و تطويرها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -6‬علم االجتماع القانوني ‪ :‬يعنى علم االجتماع القانوني و النظم القانونية من جهة تركيبها االجتماعي و يهتم بوصف‬
‫الكثير من االتجاهات المعنية بالعالقات الموجودة بين القانون نصا و المجتمع حيوية ( التحرك االجتماعي) كما يصف‬
‫الحي اة القانوني ة و السياسية بغي ة فهم مضامينها االجتماعي ة العلمي ة‪ ،‬و ه و ب التعريف ذل ك الفرع من علم االجتم اع الذي‬
‫يدرس الحقيقية الكلية للقانون مبتدنأ باوجه التغير التي يمكن االحساس بها و مالحطتها و تعرف مداها و اثارها المادية‬
‫في السلوك الجسمي ‪ ،‬و يرمي الى تفسير هذا السلوك ‪ ،‬و تلك المظاهر المادية للقانون تبعا لما تنطوي عليه من معان‬
‫خفية‪ ،‬بغية الكشف عن الحقيقة الكاملة للقانون في عالقته بالمتغيرات االجتماعية التي تعمل على نحو ما في صيرورته‬
‫و في وجوده على هذا النمط‪ ،‬اال ان علم االجتماع القانوني يختلف في كثير من الحدود عن التحليل القانوني للمعايير و‬
‫االعراف ‪ ،‬و كذلك عن فقه القانون و فلسفته ‪ ،‬و ليس ثمة انسجام في أسلوب التفكير‪ ،‬او طريقة البحث بين العلماء في‬
‫ميدان فقه القانون و علم االجتماع ‪ ،‬الن القانون يمثل في نظر علماء االجتماع ميدانا عمليا تطبيقيا ‪ ،‬و الن القانونيين‬
‫يرون علم االجتماع ميدانيا نظريا بحثا ‪ ،‬و الحقيقة ان كال من الميدانين مرتبط باآلخر ارتباط وثيقا و ان الواحد منهما‬
‫مكمل للثاني‪ ،‬فيمكن تطبيق علم االجتماع لدراسة النظام القانوني الذي يحفظ النظام العام في المجتمع و يمكن ان يدرس‬
‫رجل القانون‪ -‬الذي يتجه وجهه اجتماعية – القوانين بوصفها ضابطا اجتماعيا ذات موصفات خاصة في الدولة ‪.‬‬

‫‪ -7‬علم االجتم اع المعرف ة ‪ :‬يبحث علم االجتم اع المعرف ة في ص حة ال تراكيب الفكري ة الس ائدة في المجتم ع‪ ،‬م ع اهتم ام‬
‫خ اص بتفس يرها و ربطه ا بالمعلوم ات ال تي توص ل إليه ا علم اء االجتم اع بطري ق التج ريب‪ /،‬و على أس اس ربطه ا‬
‫بالظروف و المتغيرات االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -8‬علم االجتم اع ال تربوي‪ :‬يهتم ه ذا المي دان من علم االجتم اع يبحث الوس ائل التربوي ة ال تي ت ؤدي إلى نم و أفض ل‬
‫للشخصية ‪ ،‬الن األساس في هذا الميدان هو أن التربية عملية تنشئة اجتماعية‪ ،‬لذا فان علم االجتماع التربوي يبحث في‬
‫وس ائل تط بيع األف راد بحض ارة مجتمعهم و التربي ة أساس ا ظ اهرة اجتماعي ة‪ ،‬يجب أن ت درس في ض وء تأثيره ا في‬
‫الظواهر االجتماعية األخرى من سياسة و اقتصادية و بينية و تشريعية‪ ،‬وتأثيرها في المتغيرات االجتماعية األخرى من‬
‫خالل عملي ات التفاع ل االجتم اعي‪ ،‬من هن ا أك د االجتم اعيون ض رورة تحلي ل ال دور ال ذي يق وم ب ه النظ ام ال تربوي في‬
‫عالقته بأجزاء البناء االجتماعي الديموغرافية أو االقتصادية أو السياسية‪ ،‬و عالقته بمثالية المجتمع أو نظراته العامة و‬
‫االيديولوجيات التي تفعل فيه‬

‫‪ -9‬علم االجتماع البدوي‪ :‬يدرس هذا الفرع من فروع علم االجتماع النظم االجتماعية السائدة في المجتمعات البدوية أو‬
‫المجتمع ات ال تي تعيش على ال رعي و االنتق ال وراء الكال‪ ،‬و يع د ابن خل دون أول ب احث في علم االجتم اع الب دوي إذا‬
‫يتحدث فغي مقدمته عن " العمران البدوي و األمم الوحشية" فيصف حية البدو بما فيها من خشونة العيش و االقتصار‬
‫على الضروريات في معيشتهم ‪ ،‬و عجزهم عن تحصيل الضروريات‪ ...‬و في جملة ما يقوله " و قد ذكرنا أن البدو هم‬
‫المقتصرون على الضروري في أحوالهم‪ ،‬العاجزون عما فوقه و ا ناهل البدو و إن كانوا مقبلين على الدنيا غال انه في‬
‫المقدار الضروري ال في الترف و ال في شيء من أسباب الشهوات و اللذات و دواعيها ‪...‬و أن البدو اقرب إلى الخير‬
‫من أهل الحضر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫ن علم االجتماع اليوم له له أهمية بالغة في الحياة اليومية و المعرفية‪ ،‬لذلك يشهد هذا العلم تعداد في فروعه و‬
‫ميادين دراسته و ذلك لتعقد الحياة و نتيجة التقدم الهائل الذي تشهده البشرية في شتى العلوم و كذا االنفجار الهائل في‬
‫المعلوم ات و التق دم التكنول وجي لإلنس ان المعاص ر‪ ،‬أم ا بالنس بة لن ا كع رب و مس لمين فب دأنا نس مع عن فك رة " نح و علم‬
‫اجتم اع ع ربي" أو إس المي الن اإلسالم ي رى إن الظ واهر االجتماعي ة لها تأصيل رباني و روحي و كذا أن اإلنسان ال‬
‫يستطيع العيش دون دينه وواجبه اإلسالمي‪ ،‬يقول تعالى ( قل إن صالتي و نسكي و محياتي و مماتي هلل رب العالمين‬
‫وحده ال شريك له بذالك أمرت و أنا أول المسلمين )‪ .‬فبالنسبة للظاهرة االجتماعية عند الغرب‪ ،‬فان علم االجتماع ع اجز‬
‫عن إيج اد الحل ول له ا لتعق دها و تغيره ا ال دائم‪ ،‬ل ذلك ال نج د نظري ة عام ة و محح دة تحكمه ا‪ ،‬إم ا اإلس الم فنج ده دائم‬
‫االستجابة و القدرة على التكيف في مختلف العصور و عبر مختلف الزمان و المكان‪ ،‬أن اإلسالم ال يعترف بالحدود و‬
‫الزمان و المكان فهو دوما قادر على حل المشكالت و المعضالت التي تشهدها البشرية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬د‪.‬غريب عبد السميع غريب ‪ :‬علم االجتماع مفهومات‪ -‬موضوعات‪-‬درسات‪ ،‬مؤسسة شباب‬

‫للجامعة االسكندرية ‪ ،‬بدون طبعة ‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ابراهيم عثمان ‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع‪ ،‬بدون طبعة‪،‬ص ‪.12-10‬‬

‫د‪-‬غريب سيد احمد ‪ :‬تاريخ الفكر االجتماعي‪ .‬دار المعرفة الجامعية ‪2004‬‬
‫‪3‬‬

You might also like