Professional Documents
Culture Documents
بسملة
أهداء
كلمة شكر
مقدمة
الفصل األول :المفاهيم العامة حول التأمين و الخدمات
المبحث األول :مفاهيم أساسية للتأمين
المطلب األول :نشأة و مفهوم التأمين
المطلب الثاني :أسس التأمين
المطلب الثالث :مبادئ و خصائص عقد التأمين
المطلب الرابع :أقسام التأمين
المبحث الثاني :مفاهيم حول الخدمات
المطلب األول :تعريف الخدمات
المطلب الثاني :خصائص الخدمات
الفصل الثاني تسويق خدمات التأمين
المبحث األول تسويق خدمات التأمين
المطلب األول :ماهية تسويق خدمة التأمين
المطلب الثاني :عوامل ظهور تسويق التأمين
المطلب الثالث :خصوصيات التسويق في التأمين
المبحث الثاني المزيج التسويقي للتأمين
المطلب األول :تطوير وجودة منتجات التأمين
المطلب الثاني :سياسة التسعير في التأمين
المطلب الثالث :سياسة التوزيع واالتصال في التأمين
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
مقدمة:
إن تس ويق اخلدمات املالي ة بص فة عام ة أو تس ويق اخلدمات التأميني ة ل دى ش ركات الت أمني بص فة خاص ة يكمن يف تق دمي
الوعد باخلدمة و املتمثل يف التعويض و هذا بعد وقوع اخلطر املؤمن عليه مقابل دفع املؤمن له مبلغ معني للمؤمن ،إال أن هذه اخلدمة
ال تسمح للمؤمن له التعرف عليها جيدا ،و هلذا جيب على شركات التأمني التعرف بصورة دقيقة على حاجيات ورغبات املؤمن له
باعتباره جوهر كل القرارات التسويقية ،وهذا من خالل البحث عن األسباب اليت تدفعه القتناء اخلدمة التأمينية من حيث النوعية ،
ومستوى اجلودة ،والسعر الذي يناسبه ،و هذا لكسب والء املستهلك و استهداف عدد جديد من املؤمنني.
يعد االهتمام بقطاع اخلدمات من الظواهر احلديثة يف االقتصاد املزدهر وقد عرف توسعا كبريا يف السنوات األخرية ،هذا ما
جعل املؤسسات اخلدمية تتسابق حنو الفوز بالزبائن وكسب رضاهم و االحتفاظ هبم ألهنم ميثلوا رأمسال املؤسسة.
يلعب التأمني دور اقتصادي كبري يف الرفع من أداء االقتصاد الوطين من خالل إعادة استثمار الفائض التأميين يف السوق املال،
وتغطيت ه لألخط ار ال يت يتع رض هلا الف رد يف شخص ه و ممتلكات ه ،إال أن ه يتع رض للكث ري من التح ديات ال س يم القي ود التنظيمي ة ال يت
تفرضها التشريعات والقوانني املنظمة له ،و نتيجة هلذه التحديات أصبح من الضروري على شركات التأمني السعي إىل التقرب من
املستهلكني بكل الوسائل املتاحة لتوعيته بأمهية التأمني وزرع ثقافة تأمينية لديه من خالل تسويق اخلدمة التأمينية بالطرق و الوسائل
احلديث ة والرتك يز على اجلانب النفس ي املتمث ل يف توف ري الطمأنين ة واالس تقرار االجتم اعي للف رد ،و كس ب ثقت ه من خالل إش باع
فمفهوم التأمني هو نظام مصمم ليقلل من ظاهرة عدم التأكد املوجودة لدى املؤمن له وذالك عن طريق نقل عبء اخلطر إىل املؤمن
والذي يتعهد بتعويض املؤمن له عن كل أو جزء من اخلسارة املالية اليت تكبدها ،كما يعرف بأنه وسيلة هتدف بصفة أساسية إىل
محاية األفراد واهليئات من اخلسائر املادية الناشئة عن حتقق األخطار احملتملة احلدوث واليت ميكن أن تقع مستقبال وتسبب خسائر ميكن
قياسها ماديا وال دخل إلرادة األفراد أو اهليئات يف حدوثها .وهو أداة لتقليل اخلطر الذي يواجهه الفرد عن طريق جتميع عدد كاف
من الوحدات املتعرضة لنفس ذالك اخلطر ( كالس يارة ،املنزل ،املستودع ......اخل) جلعل اخلسائر اليت يتعرض هلا كل فرد قابلة
للتوق ع بص فة ،ومن هن ا ميكن ص ياغة ﴾ مجاعي ة ومن مث ميكن لك ل ص احب وح دة االش رتاك بنص يب منس وب إىل ذال ك اخلط ر
إن التس ويق يف ش ركات الت أمني يهتم بدارس ة األس واق قب ل السعي لتق دمي اخلدم ة وذل ك من خالل التع رف على رغب ات األف راد
واجملتمعات وما حيرك هذه الرغبات مثل دوافع االشرتاك يف التأمني ،إضافة إىل ذلك أن التسويق يف شركات التأمني ال خيتلف عن
تسويق السلع من حيث تقدمي خدمة تأمينية جيدة للزبون يف الوقت و املكان املناسب و الثمن املعقول.
والختبار صحة الفرضية و ل جلابة على إشكالية املوضوع ارتأينا إن نقسم البحث إىل حمو رين و مها:
أهمية الدراسة:
خيطئ من يعتقد أن التسويق التأميين يهدف جملرد بيع وثيقة تأمني ،فالتح ّدي املستمر ملديري التسويق يتمثل يف إدارة التفاعالت
ولذلك يعمل رجال التسويق على توجيه معظم مهاراهتم حنو فهم تلك التفاعالت وصوالً لفهم وحتديد أفضل االسرتاتيجيات اليت
ومن ذلك يستمد البحث أمهيته ،ففي حقيقة األمر قد يبدو التعبري عن دور التسويق سهالً ،إال أ ّن ذلك الدور ميثل حتدياً كبرياً
وعائقاً مانعاً لنجاح كثري من شركات التأمني ،و كثرياً ما تفشل اإلدارة التسويقية يف هذه الشركات يف فهم خصوصية سوق التأمني
ومميزاته عن باقي أسوق اخلدمات ،أو يف إدارة مزجيها التسويقي على النحو الذي يرفع من حصتها السوقية.
احلدود املوضوعية:اقتصرت الدراسة على توضيح مفهوم التامني وكذا مفهوم اخلدمة التامينية وتسويق اخلدمات التامينية وعناصر
املزيج التسويقي
من اجل دراسة اشكالية املوضوع وحتليل خمتلف جوانبها مت االعتماد على املنهج الوصفي لبناء االطار النظري للدراسة واملنهج
صعوبة البحث
من بني العوائق اليت وجهناها اثناء هذه الدراسة ما يلي :
-عدم رغبة بعض العامليني خاصة املدير على اإلجابة حول األسئلة املتعلقة باملوضوع ألسباب خمتلفة وغري موضوعية .
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
الفصل األول
1
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
يعترب التأمني يف مفهومه البسيط إعطاء األمان من أجل مواجهة اخلطر احملتمل وقوعه يف املستقبل ,و ذلك حىت يعطي
الثقة الالزمة للمستثمر من أجل اخرتاق عامله اجملهول ,وهي بيئة اإلستثمار .فيعد هذا األخري أي التأمني العنصر الداحض إىل
كل العراقيل اإلجتماعية و اإلقتصادية و حىت األمنية منها يف بعض األحيان ,وذلك من خالل ميزته اخلاصة يف دعم اإلنسان
املستثمر يف حالة وقوع الضرر .ولذلك سيسارع اإلنسان منذ األزل إىل ابتكار هذه التقنية اليت توفر له الظروف املناسبة
لإلنتاج و العمل ,فيا ترى فيما يتجلى هذا التأمني تعريفا و مىت نشأ و ما هي األسس اليت يقوم عليها ,و اخلصائص اليت متيز
عقله ,و األقسام اليت ينتمي إليها .كل ذلك سندرجه يف هذا املبحث.
-1نشأة التأمين:
نتاجا للسياسة التجارية املنتهجة إبان القرن 14اليت كان يقوم عليها الفكر االقتصادي آنذاك و خاصة على ضفيت
البحر األبيض املتوسط ,اهتدى الرجل االقتصادي إىل ما يعرف بالقرص البحري 1من أجل ضمان سلعته فكان يقرتض
صاحب السفينة أو التاجر ماالً مسبقا من مالك رؤوس املوال و تعهدوا له بإرجاعها له يف حالة زائد فوائد إذا أحلقت السفينة
بسالم ,أما إذا أهلكت هذه األخرية فيحتفظ مببلغ القرض ,و من هذا نالحظ و كأنه مؤسسة التأمني هو مالك املال و املؤمن
هو التاجر ,فإذا أهلكت السلعة دفع رب املال التعويض و هو القرض ,أما إذا وصلت بسالم يدفع التاجر قسط التأمني و هي
الفائدة .أما فيما خيص تقنيني التأمني فكان من طرف املشرع الفرنسي يف القرن 17و يرجع ذلك إىل السياسة التشجيعية
للصناعة املنتهجة من طرف الدولة الفرنسية آنذاك ,و اليت يتطلب بالضرورة تأمني األخطار التجارية الناجتة عن تصدير السلع
املنتجة على البحار و احمليطات ,و حذا حذوها كل من اجنلرتا و إيطاليا و هولندا و إسبانيا ,كما أنشأت أول شركة للتأمني يف
إجنلرتا سنة 1720يف جمال التأمني البحري ,بعدما انتشرت عدة شركات يف الدول األوروبية.
كما ظهر التأمني الربي إثر احلادثة اليت وقعت يف لندن حبرق 13000منزل و حوايل 100كنيسة ,وتطور نشاط التأمني بعد
ذلك خصوصا مع بداية الثورة الصناعية و انتشار اآلالت يف القرن ,19فظهر التأمني على املسؤولية و التأمني على حوادث
حديدي معراج ؛ مدخل لدراسة قانون التأمني اجلزائري ؛ ديوان املطبوعات اجلامعية ؛ 1999ص .6 1
2
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
املرور ,و التأمني على احلياة .و اكتملت الصور املختلفة للتأمني للقرن 20مع ظهور التكنولوجيا املختلفة ,فكان التأمني على
1
النقل الربي و اجلوي و حماضر احلرب ,و التأمني على الزواج و األوالد.
-2مفهوم التأمين:
لغة :التأمني من ّأم ن ,أي اطمأن و زال خوفه ,و هو مبعىن سكن قلبه ,و كذلك تستعمل كلمة األمن عند اخلوف ,و من ذلك
3
ت َمثابَةً ِللنَ ِ
اس َو أ ََمناً" ِ 2 قوله تعاىل بعد بسم اهلل الرمحن الرحيم ":ءامَنهم ِمن خو ٍ
البْي َ
و كذلك" :وإ ْذ َج َع ْلنَا َ ف" َ َ ُ ْ َْ
و لقد جلأ اإلنسان إىل عدة وسائل لتغطية األضرار الناجتة عن املخاطر اليت تصيبه يف حياته منها اإلدخار ,التضافر ,لكن تبني مع
مرور الزمن أهنا غري كافية ملواجهة ما يتعرض له فاهتدى إىل فكرة جديدة تقوم على أساس تضامن اجلماعة و هدفها األساسي
التعاون على تغطية الضرر اليت قد يصيب أحد أفراد اجلماعة ,فتضمن له األمن و األمان ,ومن هنا اشتقت كلمة التأمني اليت
حسب الفقيه جريار " 4 :التأمني عملية تستند إىل عقد احتمايل من عقود الضرر ملزم للجانبني يتضمن لشخص معني مهدد
بوقوع خطر معني املقابل الكامل للضرر الفعلي الذي يسبب هذا اخلطر له".
5
املؤمن له مقابل قسط
املؤمن جتاه طرف آخر يسمى ّ
وحسب " : Bessonالتأمني هو عملية مبقتضاها يتعهد طرف يسمى ّ
يدفعه هذا األخري له بأن يعوضه عن اخلسارة اليت أحلقت به يف حالة حتقيق اخلطر"
املؤمن له .فيلتزم األول بدفع القسط ,و الثاين بدفع مبلغ
املؤمن و ّ
و باختصار نستنتج بأن التأمني هو عبارة عن العقد بني ّ
التأمني يف حالة وقوع اخلطر ,و يعترب هذا الضمان جوهر العملية التأمينية و حتقيقه يبقى حمتمال غري مؤكد و غري مستبعد يف آن
واحد.
و لقد عرف املشرع اجلزائري يف املادة 619من القانون املدين اجلزائري ":التأمني عقد يلتزم املؤمن مبقتضاه أن يؤدي إىل
املؤمن له أو إىل املستفيد الذي اشرتط التأمني لصاحله مبلغ من املال ,يف حالة وقوع احلادث أو حتقيق اخلطر املبني يف العقد و
تاملؤمن له للمؤمن"
ذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤدي هبا ّ
1أقاسم نوال؛ دور نشاط التأمني يف التنمية اإلقتصادية دراسة حالة اجلزائر؛ ماجيسرت 2001؛ ص .38
2سورة قريش :اآلية .3
3سورة البقرة :اآلية .125
4د /إبراهيم أبو النجا؛ األحكام العامة طبقا لقانون التأمني و التأمني اجلديد – اجلزء األول -دار النشر د م ج 1989ص .45
5أقاسم نوال ,مرجع سبق ذكره ص .39-38
3
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
لقد اختلف الفقهاء في بيان حتديد أسس التأمني ,فمنهم من يركز على األساس اإلقتصادي و األخر على األساس
يعتمد باألخص على نظريتني إال أهنم اختلفوا حول معيار حتديد هذا األساس فمنهم من يرجعها إىل فكرة احلاجة و
يركز أصحاب هذه الفكرة بأن التأمني هو ناتج عن احلاجة للحماية و األمن ,و ذلك أ ّن أي خطر حيتمل الوقوع يف املستقبل
يدفع اإلنسان إىل محاية نفسه و ممتلكاته من هذا اخلطر .فهاته النظرية متتاز بكوهنا تفسر كافة أنواع التأمني من األضرار حيث
توجد احلاجة للحماية من خطر معني ,كما أهنا تفسر غالبية أنواع التأمني لكن يؤخذ عليها أهنا غري مانعة و غري جامعة .غري
مانعة ألهنا ال متنع دخول أنظمة أخرى يف نطاقها غري التأمني ,و غري جامعة ألهنا ال حتيط بكل أنواع التأمني حيث توجد
بعض أنواع التأمني ال ينطبق عليها معيار احلاجة الذي بنيت عليه هذه النظرية.
يعتمد أصحاب هذه النظرية على أ ّن اخلطر يسبب لإلنسان حالة عدم ضمان اقتصادية تتمثل يف حتديد املركز املايل و
اإلقتصادي و التأمني هو الذي حيقق من الناحية املادية ضمان هلذا املركز اإلقتصادي املهدد .و يؤخذ على هذه النظرية أهنا ال
تتصدى لبيان أساس التأمني ,ذلك أن معيار الضمان اليت تقوم عليه هاته النظرية ليس إال نتيجة من النتائج اليت يرتتب على
التأمني بعد إبرامه .و من مث ال تصلح أساسا له ,زيادة عن ذلك فإن الضمان ال يقتصر على التأمني فقط حيث حتقق أنظمة
4
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
يرى أنصار هذا املذهب أي أساس التأمني قانوين حمظ لكن اختلفوا يف كيفية حتديد معيار أو العنصر الذي يعتمد
عليه ,فالبعض يرى أن اخلطر هو املعيار القانوين احملدد للتأمني الذي ينتج عنه الضرر الذي يسببه الضرر ,بينما يرى طرف آخر
بأن التعويض أي مبلغ التأمني الذي يدفعه املؤمن للمؤمن له .وهو املعيار القانوين للتأمني.
يرى هذا اإلجتاه أن التأمني البد أن يستهدف إصالح ضرر حمتمل ,إذ أن التأمني هو نظام احلماية من أخطار حمتملة
الوقوع يف املستقبل ,وهو ال حيقق هاته احلماية إال إذا كان اهلدف منه إصالح الضرر الذي يسببه اخلطر و يصيب ذمة اإلنسان
و نالحظ بأن هذا املعيار ال يصلح أساسا لكافة أنواع التأمني على الرغم من أن أنصار هذه النظرية يؤكدون على وجود
يرى أنصار النظرية أن أساس التأمني ليس الضرر يف ح ّد ذاته ,و إمنا اهلدف من التأمني هو التعويض ,أي مبلغ التأمني
الذي يدفعه املؤمن للمؤمن له عند وقوع اخلطر ,ألن هذا التعويض يوجد يف كافة أنواع التأمني عكس اخلطر الذي ينعدم يف
و يؤخذ على هذه النظرية بأهنا ال تتفق مع الطبيعة احلقيقية لعملية التأمني و هي محاية اإلنسان من اخلطر و األسس الفنية اليت
يرى الفقهاء الذين نادوا هبذا املذهب تأسيس التأمني وفق أسس فنية وذلك بإحداث عملية تعاون يقوم هبا املؤمن
بتنظيمها بتجميع املخاطر اليت يتعرض هلا و إجراء املقاصة وفق قوانني اإلحصاء ,غري أهنم انقسموا إىل فريق النادي حبلول
التعاون املنظم على أساس سبيل التبادل املبين على الصدفة البحتة ,و فريق ينادي بنظرية التأمني كمشروع منظم فنيا.
5
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
تعتمد هذه النظرية يف حقيقة األمر على عملية التعاون بني املؤمن هلم الذين توجهون خماطر متشاهبة ,فاملؤمن هلم هم
الذين يضمنون تغطية خماطرهم بأنفسهم و يقتصر دور املؤمن على اإلدارة و التنظيم ,التعاون بني األعضاء وفقا ألسس فنية
حتدد منذ قبل كتحديد القسط الذي يدفعه كل عضو مع درجة احتمال وقوع اخلطر.
لقد اعتمدت هذه النظرية على األساس الفين مهملة األساس القانوين الذي هو مكمل للجانب الفين للتأمني ,و هذا ما يولد
نقص فيما مدى فعالية هذه العملية إذا اهتمت بعملية التعاون املنظم الذي يقوم جبلب املنفعة للمؤمن و مل هتتم مبركز املؤمن له
و حقوقه و التزاماته و بالتايل هناك فجوة يف هاته النظرية يستوجب عل املشروع إستدراكها و ذلك من خالل اجلمع بني كل
يعتقد أصحاب هذه النظرية أن عقد التأمني يتطلب مشروع منظم ألنه ليس كباقي العقود ألنه ينطوي على عملية
فنية هتدف إىل جتميع املخاطر و إجراء املقاصة و حتديد القسط الذي يدفعه املؤمن و لذلك فإن عقد التأمني البد أن يربم عن
طريق هذا املشروع املنظم فنيا .هذا التنظيم هو الذي يعترب األساس الفين للتأمني ,و قد أجنبت هذه النظرية عنصرا جديدا وهو
املعيار الفين لعقد التأمني غري أنه غري كايف ,ألن املعيار اليت تأخذ به هذه النظرية ال يقتصر على التأمني حيث يوجد العديد من
عمليات املضاربة تدار بواسطة مشروعات منتظمة فنيا ,دون أن يطلق عليها وصف التأمني.
مما سبق يظهر بأن النظريات السابقة تنظر إىل جانب واحد من جوانب التأمني حيث يقتصر بعضها على اجلانب اإلقتصادي و
البعض اآلخر على اجلانب القانوين و الفين ,لكن يف حقيقة األمر ال ميكن اإلستغناء عن معيار من هذه املعايري الثالث أو الفصل
بينهما يف عقد التأمني ,إذاً فالتأمني هو التعاون بني املؤمن هلم القائم على أسس فنية الذي ينظمه املؤمن و يلتزم فيه بتغطية
اخلطر مقابل التزام املؤمن هلم بدفع األقساط ,من هذا نستنتج بأن عقد التأمني ينطوي على أسس قانونية و اقتصادية و فنية
-1مبادئ التأمين:
1
يقوم عقد التأمني على جمموعة من املبادئ أمهها:
6
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
يلتزم املتعاقدين بإدالء جبميع البيانات اليت عقد التأمني فيكون التصريح من طرف املؤمن لكل ما لديه من معلومات و
الشروحات اليت ختص عملية التأمني ,أما املؤمن جيب أن يبني بوضوح شروط العقد و االستثناءات ,و عليه فحسن النية املتبادلة
بني الطرفني هو جوهر العملية التأمينية و إخالل هبذا املبدأ يستلزم مباشرة بطالق العقد,
يشرتط يف هذا املبدأ أن تقوم املصلحة التأمينية للمؤمن له و املؤمن و ذلك باستبعاد عنصر املغامرة من عملية التأمني,
فيكون العنصر املؤمن واضح قابل للتضرر ,و هذا ما يعكس احلفاظ على املصلحة املتبادلة بني طريف العقد .
-مبدأ التعويض:
يستلزم هذا األخري أن يويف املؤمن بالتزاماته إزاء املؤمن له يف حالة وفق اخلطر املؤمن له ,و يتمثل ذلك يف دفع مبلغ
التعويض و يطبق على هذا املبدأ يف كافة عقود التامني خبالف عقد تأمني األشخاص.
-مبدأ املشاركة:
حسب هذا املبدأ يقوم املؤمن له بإبرام عقد التأمني أو عقود التأمني ختص موضوع تأمني واحد و لنفس الفرتة لدى
عدة شركات تأمني ,حبيث تشرتك هذه األخرية عند حتقق اخلطر املؤمن ضده يف دفع التعويض املستحق للمؤمن له وفقا لنسبة
-2خصائص التأمين:
1
يتميز عقد التأمني مبجموعة من اخلصائص نذكر منها على سبيل املثال:
يعين أنه ال ينعقد إال مبوافقة إداريت طريف العقد بالتوافق اإلجيايب و القبول و يستلزم اإلثباتات الكتابية علة وثيقة
7
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
يف هذا العقد يأخذ الطرفني صفة الدائن و املدين يف نفس الوقت ,فاملؤمن له يلتزم بدفع األقساط أما املؤمن يلتزم
بتعويض اخلسارة ,فالتزام األول يكون حمققا بينما التزام الثاين يكون معلقا.
و نعين بذلك صفة التعويض اليت متيز عقد التأمني فيدفع املؤمن له قسط مقابل تعويضه على اخلطر يف حالة وقوعه و
و يعترب هذا األخري بأنه عقد تعسفي ألن يف عقد التأمني هناك الطرف القوي الذي ميلي شروطه ,و ما على املؤمن له
مبعىن أن املشرع ينظم عقد التأمني يف نصوص و أحكام قانونية يعمل هبا يف حالة نزاع أو خالف قائم.
يعود هذا التقسيم إىل مشكل اهليئة اليت تقوم هبا عمليات التأمني و بالتايل ينقسم هذا التأمني إىل تأمني تعاوين و تأمني
بأقساط حمددة.
*التأمني التعاوين:
و هو ذلك التأمني اليت تقوم به مجاعة يتفق أفرادها على تعويض األضرار اليت قد تنزل بأحدهم نتيجة حتقق خطر
معني و ذلك من جمموع االشرتاكات اليت قد يلتزم كل فرد من اجلماعة بدفعها و يتميز هذا النوع من التأمني بأن كل فرد يف
مجاعة التأمني التعاوين جيمع يف شخصه صفيت املؤمن و املستأمن ,أي االشرتاك الذي يدفعه كل عنصر قابل للتغيري .
8
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
املؤ من و املستأمن يف كل فرد من أفراد اجلماعة يعترب اخلاصة املميزة ,فالتأمني التعاوين ال يهدف إىل حتقيق
إن اجتماع صفيت ّ
ربح ألعضائه و إمنا إىل توزيع اخلسائر عليهم ,فأعضاء اجلماعة هم املستأمنون و هم الذين يدفعون التعويض ملن يصاب خبطر
ما.
أن يكون االشرتاك الذي يدفعه كل عضو قابال للتغيري ,فإذا زادت التعويضات املطلوبة عن االشرتاك اجملتمعة أمكن مطالبة
األعضاء بقسط تكملي لتغطية التعويضات ,و إذا نقصت التعويضات املستحقة بنسبة الناقص من االشرتاكات .يف هذا النوع
من التأمني تقوم مسؤولية تضامنية بني أعضاء اجلامعة حبيث يتحمل املوسر منهم نصب املعسر ,و نظرا خلطورة هذه اخلاصية
اليت قد تدفع األفراد إىل عدم اإلقبال على هذا النوع من التأمني ,فإن هذه اهليئات جلأت إىل حتديد حد أقصى ال يتجاوز
مسؤولية العضو.
املؤ من بأن يدفع التعويض املايل عند حتقق اخلطر ,و ذلك مقابل أقساط حمددة يلتزم املؤمن بدفعها و خصائص
يتعهد ّ
املؤمن عن شخصية املستأمن و فيه يتحدد القسط
هذا النوع من التأمني عكس خصائص النوع السابق ففيه استقالل لشخصية ّ
و التعويض املايل مقدما.
يف هذا النوع من التأمني تستقل شخصية املؤمن عن شخصية املستأمن كما قلنا سابقا باملؤمن هم مجاعة املسامهني الذين متثلهم
شركة التأمني و يف مواجهتهم مجهور املستأمن الذين يلتزمون بدفع األقساط ,فإذا زادت األقساط املدفوعة عن قيمة
حيدد هذا النوع القسط مقدما فيعرف املستأمن وقت إبرام العهد مقدار ما سيدفعه من أقساط و الشركة هي اليت حتدد
و أخريا فإن مقدار ما يلتزم به املؤمن عند حتقق اخلطر يتحدد أيضا وقت إبرام العقد سواء كان ذلك بتحديد إلتزام املؤمن مببلغ
معني كما يف حاالت التأمني على احلياة أو بوضع حد أقصى ال يتجاوزه إلتزام املؤمن كما يف التأمني يف األضرار.
9
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
إتفق أغلب فقهاء التأمني على تقسيم التأمني من حيث املوضوع إىل تأمني حبري و بري و جوي ,و ينقسم التأمني
الربي إىل تأمني اجتماعي و تأمني خاص و التأمني الربي اخلاص ينقسم بدوره إىل تأمني على األشخاص ,و تأمني على
أساس هذا التقسيم هي طبيعة املخاطر املؤمن منها و هو أول تقسيم جيب إجرائه للتمييز بني التأمني الربي الذي ينهي
فالتأمني البحري هو أقدم أنواع التأمينات ظهورا ,و يهدف إىل تغطية خماطر البحر ,أي خماطر السفينة و ما حتملها ,أما
التأمني اخلاص الذي يؤمن الشخص اإلحتياط للمستقبل و يؤمن لنفسه أو لذويهّ ,أما التأمني اإلجتماعي هدفه حتسني
حالة طبقة اليد العاملة أي تأمني أفرادها ضد ما يتعرضون له ,و دفع هذا التأمني لرغبة الدول يف مساعدة الصحة الشغلية,
ألهنم أكثر تعرض للخطر و األضرار و هلذا جتعله الدول إجباريا لتحقيق سياسة اجتماعية عادلة.
التأمني على األضرار يهدف إىل تعويض املستأمن على الضرر الذي أصاب ذمته املالية نتيجة خطر معنيّ .أما التأمني
للمؤمن بأن يدفع للمستأمن و إىل شخص آخر مبلغا من النقود أو إيراد مرتبا عن حتقق حادثة متعلقة
على األشخاص هو تعهد ّ
بشخص هذا األخري كالوفاة أو املرض و ذلك مقابل قيام املؤمن له بدفع أقساط دورية معينة.
10
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
نظرا لألمهية املتزايدة للخدمات ،و اكتساهبا موقعا مهما يف اقتصاديات الدول املتطورة ،أردنا تسليط الضوء على مفهوم
من خالل هذا املطلب سنحاول الوقوف على اإلطار املفاهيمي للخدمات ورصد توجه كل من علم االقتصاد والقانون حنو
يعد مصطلح اخلدمة مصطلحا يصعب تعريفه لعدة دوافع ،فأول مفهوم ميكن أن يعرف لنا اخلدمة مفهوم سليب حبيث أن كل ما
ليس مبنتج فهو خدمة ،هذا التعريف مطابق ملا تبناه املعهد الوطين لإلحصاء بفرنسا الذي اعترب القطاع الغري املنتج أو قطاع
1
اخلدمات عكس القطاع األول والثاين (الصناعي والفالحي
- 1صطفى أبو زيد فهمي ،القانون اإلداري ،مطبعة اإلسكندرية ،الطبعة األولى ،1988 ،ص 63
11
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
كما أنه من الصعب وصف اخلدمة على اعتبار أن طبيعتها جمردة عكس ما عليه األمر بالنسبة للمنتج ،إال أن ما جتب اإلشارة
إليه أن هذا األخري أكثر استعماال يف بعض األحيان للداللة على خدمة ما ،خاصة يف بعض القطاعات كالقطاع املايل أو
السياحي مثال حيث تذكر املنتجات التأمينية ،املنتجات املالية واملنتجات السياحية.
إن كلمة خدمة كما سبق القول ،قد يوصف هبا أكثر من قطاع حبيث أن التقسيم التقليدي مل يعد يناسب واملكانة املتزايدة
لألنشطة اخلدماتية داخل االقتصاد ،1فكل منتج يضم جزءا مهما من اخلدمات تقدم كضمانة سواء يف وقت التوزيع أو
االستعمال من طرف املستهلك ،واملقاوالت اليت تعمل يف صناعة احلواسيب منوذج واضح ،حيث القيمة املضافة عرب اخلدمة
عالوة على التعريف السالف ذكره ،هناك من اعترب اخلدمة نشاط إنساين ينجزه شخص حلساب شخص آخر ،إال أن ما
يالحظ على هذا التعريف أنه أصبح متجاوزا بدوره على اعتبار أن جمموعة من اخلدمات أضحت بشكل متزايد ،سواء كانت
أعمال يدوية منزلية أو صناعية ،منجزة عرب آالت بل وحىت جماالت التوزيع واالستقبال واإلعالم مشلها هذا التغيري.
وقد اقرتح أحد الفقهاء الفرنسيني Monique la jeuneالتعريف التايل :اخلدمة هي تلك اخلدمات املقدمة من طرف
واخلدمة كذلك هي النشاط املقدم من طرف مقاولة اليت تقدم لزبناءها خدمات متعددة ،وختتلف أوجه أداء تلك اخلدمة
وعموما فإن غاية أية خدمة كما هو الشأن بالنسبة للمنتج هو إرضاء رغبة املستهلك ،وعليه كان من الصعب الوصول إىل
- 1عدنان عمرو ،مبادئ القانون اإلداري ،منشأة المعارف اإلسكندرية ،الطبعة الثانية ،2004 ،ص 128
12
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
على مستوى علم القانون ،فإن األمر يقتضي التمييز بني ما هو وارد يف القانون العام وما هو يف القانون اخلاص ،حيث يؤسس
األول لنظرية راسخة اجلذور عمل الفقه والقضاء على توطيدها أال وهي نظرية "املرافق العامة" أو "اخلدمات العامة".
وقد عرف الفقيه هوريو" "Houriouاملرفق العام بأنه منظمة عامة تباشر من السلطات تكفل القيام خبدمات تشديها
للجمهور على حنو منتظم و مطرد ،1كما عرفه الفقيه دوجي" "Dugaitبأنه نشاط جيب أن يكفله وينظمه احلكام على
اعتبار أن االضطالع به ال غىن عنه لتحقيق التضامن االجتماعي وتطوره ،وانه ال ميكن حتقيقه على أكمل وجه إال عن طريق
تتميز اخلدمة بالعديد من اخلصائص اليت تقدمها عن السلع املادية و سيؤدي وجود هذه اخلصائص إىل ظهور مشاكل
و لكن نستطيع إجابة عن اختالف املدخل املستخدم يف تسويق اخلدمات عن السلع املادية ،يلزم األمر التعرض أوال
للخصائص اليت متيز اخلدمات و املشاكل اليت قد تنشأ عن هذه اخلصائص و مناقشة إىل أي مدى ميكن إتباع نفس األسس و
املفاهيم التسويقية املطبقة للنجاح يف حالة السلع املادية و نقلها و تطبيقها يف حالة اخلدمات .
تعترب القابلية للمس من أهم اخلواص اليت تفرق بني السلع املادية عن اخلدمة ،فبينما ميكن للمستهلك أن يلمس
أو يتذوق السلع املادية حبواسه املختلفة فأن هذا األمر غري ممكن يف حالة اخلدمات ،فمن السهولة أن يتم وصف
طبيعة و أداء السلع املادية و ذلك باستخدام معايري موضوعية مثل الصالبة ،احلجم ،الشكل ....إخل ،و هذا متاح
بدرجة حمدودة يف حالة اخلدمات ،و تؤدي هذه اخلاصية إىل جعل عملية تقييم و اختيار املستهلك للعروض التنافسية
للخدمة أصعب منها يف حالة اخلدمات عنها يف حالة السلع و بالرغم من أن األدوات الرتوجيية املتاحة يف حالة السلع
املادية ميكن استخدامها يف حالة اخلدمات إال أن أوجه الرتكيز سوف ختتلف ،فإن مقد اخلدمة حيتاج إىل الرتكيز
13
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
على املالمح امللموسة يف اخلدمة ليجذب املستهلك و خلق اهتمام باخلدمة بينما جند منتجي السلع املادية قد يركزون
يف تروجيهم على املنافع غري امللموسة اليت تصاحب االستهالك .
و ميكن تقسيم اجلوانب امللموسة اليت ميكن الرتكيز عليها يف ترويج اخلدمة إىل : 1
التسهيالت االنتاجية املادية :مثل املعدات أو السلع املستخدمة يف إنتاج اخلدمة مثل الطائرات املستخدمة -
التسهيالت البسرية :و هي قدرات األفراد املشرتكني يف أداء اخلدمة مثل األطباء يف املستشفى ،و احملامني -
التسهيالت البيئية :و هي اجلوانب اليت تؤثر على أداء اخلدمة مثل املواقع املالئمة ،تصميم البنوك من -
و بطبيعة احلال فإن الرتكيز على هذه اجلوانب يف اجلهود الرتوجيية سوف ختتلف تبعا لنوع اخلدمة فعلى سبيل املثال
مقدمي اخلدمات اليت تعتمد على درجة عالية من اآللية سوف يركزون على التميز يف املعدات اليت تعتمد على األفراد
يف أدائها و يطلق على اجلهود املبذولة يف إطار اجلوانب امللموسة يف اخلدمة بإدارة الشواهد .
باإلضافة إىل أن اخلدمة غري ملموسة ،فإن العامل الثاين و الذي مييز اخلدمة عن السلعة هو تالزم عملية اإلنتاج و
االستهالك نتيجة التزامن اللحظي لعملية تقدمي اخلدمة و استهالكها ،فاملالحظ أنه يف حالة السلع املادية فأن إنتاج
السلع يتم بعيدا عن األسواق و املستهلكني ،و قبل عملية البيع بفرتات زمنية طويلة نسبها ،أما فيما خيص اخلدمات
فإن عملية التسويق تتم أوال و يتم إنتاج و استهالك السلعة يف نفس اللحظة ،و يظهر الشكل التايل تتابع عملية
14
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
تسويق الخدمة
تسويق و توزيع السلعة إنتاج
في األسواق
و يالحظ أن خاصية عدم انفصالية اخلدمة ختلق العديد من املشاكل التسويقية اليت تتطلب بعض املعدالت التسويقية
1
املختلفة ،و من ضمن هذه املشاكل :
أن املستهلك يتأثر بكافة اجلوانب املشرتكة يف عملية إنتاج اخلدمة سواء كانت بشرية أو غري بشرية . -
أن املستهلك ميكنه أن يؤثر على جودة اخلدمة املقدمة و سلوك مقدم اخلدمة . -
إن جودة اخلدمة تتأثر مبقدمها من ناحية مهارته ،استعداده ،و نفسيته ،وقت تقدمي اخلدمة ،إن تقدمي اخلدمة و -
النطاق الذي تغطيه حمدود بإمكانيات مقدمي اخلدمة ،و من مث فإن العديد من اخلدمات تتطلب توزيعا مباشرا بني
و تعين هذه اخلاصية عدم القدرة على توحيد اخلدمة نتيجة لعدم جتانسها ،بينما جند أن خمرجات السلع املادية
تكون موحدة يف املقاس و املواصفات و اخلصائص نتيجة الستخدام أساليب احلجم الكبري و طاملا أن جودة األداء يف
اخلدمة تعتمد على مقدمها فإنه من الصعب التنبؤ و احلصول على مستوى ثابت من اجلودة عرب الوقت سواء من
و قد أدى وجود هذه اخلاصية إىل زيادة االهتمام بقياس جودة اخلدمة حيث أهنا ختتلف من فرد آلخر ،و تتأثر
15
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
تتميز اخلدمة بعدم قابليتها للتخزين طاملا أهنا غري ملموسة و يتطلب أدائها وجود البائع و املشرتي يف نفس
الوقت و من مث فهي تفي مبجرد إنتاجها و يرتتب على ذلك أن الطاقة الغري مستغلة من اخلدمة تعترب إيراد مفقود إىل
األبد ،فاملقاعد الشاغرة يف رحلة الطريان من اجلزائر إىل لندن ال ميكن ختزينها و إضافتها إىل الرخلة الثانية و من مث
فشركة اخلطوط اجلوية اجلزائرية تفقد اإليراد املمكن حتقيقه من هذه املقاعد .
و تظهر هذه املشكلة بصفة خاصة عند تقلب الطلب بشكل كبري مما خيلق مشاكل عديدة متعلقة يف ختطيط
اخلدمة و الرتويج و التسعري و على هذا تظهر مشكلة كيفية حتقيق التفاعل بني اجلانب املعروض من اخلدمة و الطلب
علبها فهل حتدد الشركات طاقتها على مستوى الطلب املنخفض ،و تواجه فرص بيعية مفقودة يف حالة زيادة
الطلب أن ختطط الطاقة عند املستوى العايل للطلب و تواجه طاقات غري مستغلة عند اخنفاض الطلب ،و هناك
العديد من االسرتاتيجيات املطلوب تطبيقها يف الشركات اخلدمية للتأثري على كل من جانيب العرض و الطلب على
اخلدمة .1
طاملا أن اخلدمة غري ملموسة ،فإن املستهلك يستفيد منها و ال ميتلكها كما هو احلال يف السلع املادية متثل هذه
اخلاصية مشكلة تسويقية ملديري الشركات اخلدمية حيث أن املستهلك كجزء من إشباعاته يشعر بالسعادة عند متلك
السلعة و من مث على مديري التسويق يف الشركات اخلدمية أن يستخدموا بعض الدالئل املادية اليت تشري إىل استهالك
الفرد للخدمة و توحي مبلكيتها مثل العضوية يف نادي فندق شرياتون ،و اهلدايا اليت تقدم على رحالت شركات
الطريان.
و يظهر اجلدول التايل كملخص للخصائص املختلفة و املشكلة التسويقية الناجتة عن االسرتاتيجيات املقرتحة يف هذا الصدد .
16
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
17
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
-2إدارة " حلظات الصدق" و التفاعل بني مقدم املستفيد منها .
اخلدمة و املستفيد منها . -3صعوبة تغطية اخلدمة ألسواق و مناطق
-3استخدام أكثر من موقع ألداء اخلدمة . جغرافية واسعة .
-1استخدام مفاهيم تصنيع اخلدمة و وضع -1صعوبة تنميط اخلدمة . عدم التجانس
اإلجراءات النمطية ألداء اخلدمة . -2تأثر أداء اخلدمة مبقدميها و املستفيد
-2تقدمي اخلدمة بصورة شخصية . منها و كافة املستهلكني املوجودين أثناء
-3تغيري أمناط االستهالك الفرد للخدمة . تأدية اخلدمة .
-4تغيري طريقة تفاعل املستهلك مع مقدم اخلدمة . -3صعوبة تطبيق مفاهيم الرقابة على
اجلودة يف حالة اخلدمات .
-1استخدام االسرتاتيجيات اليت حتقق مقابل من -1ال ميكن ختزين اخلدمة . فنائية اخلدمة
الطلب و العرض . -2تقلب الطلب على اخلدمة .
-2القيام بتعديل الطلب و الطاقات املتاحة للتوصل -3حتديد الطاقات املعروضة من اخلدمة .
إىل أفضل تناسق بني الطلب و العرض .
استخدام بعض الوسائل امللموسة لإلحياء بتملك اخلدمة عدم حتقق اإلشباع بالنسبة للمستهلك من عدم متلك اخلدمة
و تقدمي بعض اإلشباع يف هذا الصدد . متلك اخلدمة و استخدامها يف الوقت الذي
يشاء .
املصدر :حممد فريد الصحن ،مرجع سابق ،ص . 338
و انطالقا من خصائص اخلدمة ،نستنتج أن اخلدمات تعرف على أهنا جمموعة األنشطة و املنافع و اإلشباعات
اليت تقدم بغرض بيعها و تكون السمة األساسية فيها أهنا غري ملموسة أي ال ميكن للفرد تذوقها أو جتربتها أو
االستماع إليها و هناك العديد من اخلصائص األخرى املرتبطة باخلدمة و اليت ختتلف عن السلع املادية مثل ارتباط
اخلدمة مبقدمها و مستهلكها ،و فنائية اخلدمة و عدم جتانسها ،أي أن الوحدات املقدمة من اخلدمة ال ميكن تنميطها
.
أما السلعة تعرف على أهنا جمموعة من املنافع اليت حيصل عليها املستهلك إلشباع احتياجاته ،و هذه املنافع
تشمل املنافع املادية مثل اخلصائص املوكنة للسلعة و املنافع النفسية اليت حيصل عليها باقتنائه السلعة فاملستهلك الذي
يشرتي سيارة معينة ال يشرتيها لقوهتا و قدرهتا على التحمل فحسب و إمنا تعطيه مركزا اجتماعيا معينا مصحوبة
18
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
خبدمات و صيانة و توافر قطع غيارها يف األسواق و منه ميكن متييز الفرق بني مميزات السلع و اخلدمة يف الشكل
اآليت:
السلعة اخلدمة
إن أي منظمة تقدم إىل اجلمهور منتجاهتا سواء كانت خدمات أم سلعا البد أن تتفهم و تتماشى مع مدخل املفهوم
التسويقي احلديث بعناصره إن أرادت إقباال و تقبال على ما تقدمه من اجملتمع .
على تلك املنظمات أن تراجع و تتفهم مكونات اإلطار التسويقي السليم و الذي يقوم على عناصر املؤسسة اخلدمية و
نظامها و العالقة بينها و بني مستهلك اخلدمة ،و طبيعة العرض و الطلب على اخلدمة اليت ختتلف عن السلع و ذلك الختالف
19
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
يعترب التامني عقد يلتزم مبوجبه املؤمنأن يؤدي للمؤمن له مبلغ من املال او إيراد ،يف حالة حتقق اخلطر وضم التامني ستة عناصر
اساسية تتمثل يف اخلطر ،القسط ،مبلغ التامني،املؤمن ،املؤمن له،عقد التامني ،اضافة اىل اخلدمة اليت يعرب عنها على اهنا نشاط
او اداء خاضع للمبادلة واما اخلدمة التأمينية اليت ميكن تعريفها اهنا منتوج تنتجه وتسوقه شركة التامني و ميثل تسويق اخلدمة
20
اخلدمة و املزيج داخل املؤسسات اخلدمية الفصل األول
التأمينية عبارة عن فن تلبية حاجيات الزبائن كما تطرقنا ايضا اىل عناصر املزيج التسويقي للخدمات التأمينية واملتمثلة يف
21
:الفصل الثاني
تسويق الخدمة التأمينية
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
تمهيد :
يعترب التأمني أحد األنشطة اخلدمية اليت تعرف تطورا وانتشـارا كبـري ينواهتمامـا متزايـدا العتبـاره مـن أهـم الركـائز األساسية
اليت تدعم النشاط االقتصادي ألية دولة ،إذال تقتصر أمهيتـه علـى حتقيـق الـربح للشـركات التأمينيـة أو تغطيـة املخاطر
للعمالء ،بل تعود منافعه على اجملتمع ككل و على املستويني االقتصادي و االجتماعي.
ويتمثل النشاط التأميين يف قيـام شركات التأمني بتلقي طلبات التـأمني من العمالء أو الشركات التأمني األخرى ،و دراستها
واختاذ القرارات املناسبة بشأهنا ،حيث تأخذ على عاتقها جممـوع املخـاطر احملتملـة مقابـل األقسـاط اليت جتمعها من املكتتبني،
وحىت ترضي مكتتبيها فهي تعرض منتوجات تأمينية متنوعة و متعددة تبعا الختالف املخاطر حمل التأمني .و سنتطرق يف
22
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
يعيش اإلنسان يف قلق دائم بسبب األخطار الكثرية اليت يتعرض هلا ،و مايرتتب عليها من أضرار معنوية وخسائر مالية فقد
حاول إن يتفاداها ومينع وقوعها باستحداث وسائل خمتلفة ولكن رغم تقدم الوسائل اليت كان يستعملها إالإن هذه
األخطار ظلت تالحقه مما اجرب للجوء إىل وسيلة أكثر فعالية وهي التامني والذي يعتربه العديد وسيلة من وسائل مكافحة
لكن مبرور الزمن تبني إن هذه الوسائل غري كافية ملواجهة اخلسائر اليت ميكن أن يتعرض هلا فظهرت فكرة جديدة تقوم على
أساس تضامن اجلماعة و هدفها األساسي تعاون على تغطية الضرر الذي قد يصيب احد افراد اجلماعة و من هنا اشتقت
كلمة التامني اليت ندرجها حسب نص املادة 619من القانون املدين اجلزائري.
التامين :عقد يلتزم مبقتضاه املؤمن إن يؤدي املؤمن له أو املستفيد الذي اشرتط لصاحله مبلغ من املال أو ايراد مرتب أو أي
عوض مايل أخر يف حالة وقوع احلادث أو حتقق اخلطو املبني يف العقد و ذلك مقابل قسط أو إي دفعة مالية أخرى يؤديها
املؤمن للمؤمن له بني أطراف عقد التامني و املتمثل يف املؤمن و هو شركة التامني املؤمن له وهو املتعاقد أو املكتتب و
املستفيد ،إىل جانب إبراز عناصر التامني و اليت تتمثل يف اخلطر ،القسط مبلغ التامني.1
-1الخطر :و ميثل اخلطر ظاهرة عامة ترتبط ارتباطا وثيقا حبياة اإلنسان اليومية و ما يقوم به من خمتلف األنشطة و ينبع
اخلطر أساسا من حالة التخوف من حتقق ظاهرة معينة وقد يرتتب عنها نتائج ظاهرة من الناحية املالية أو من الناحية
االقتصادية و فيما يلي :ميكن عرض تعريف خمتصر للخطر التأميين هو حادث حمتمل الوقوع ال يتوقف وقوعه على إرادة
-1جديدي معراج ،مدخل لدراسة قانون التامين الجزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ، 2000 ،ص . 20
23
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
-2القسط التأميني:توجد عدة تعريفات لقسط التامني وميكن عرضها بعضها يف مايلي :
التعريف األول :يعرف قسط التامني بأنه املقابل املايل الذي يدفعه املؤمن له للمؤمن لتغطية اخلطر املؤمن منه.
التعريف الثاني :املقابل املايل الذي يلتزم املستأمن بدفعه للمؤمن نظري حتمله اخلطر و التزامه اإلمجايل بالتعويض
التعريف الثالث :هو املبلغ الذي يلتزم بسداده املؤمن له كما هو وارد بالعقد مقابل تعهد شركة التامني بدفع مبلغ التامني
من خالل التعاريف يتضح لنا أن هناك عالقة وثيقة بني قسط التامني و اخلطر إذ عرفنا أن قسط التامني حيسب ماليا على
أساس اخلطر فكلما كان اخلطر كبريا كان قسط التامني مرتفعا و العكس إذا تغري اخلطر تغري معه القسط.2
-3-مبلغ التامين :إذا حتقق اخلطر املؤمن منه يصبح للعميل او املستفيد احلق يف مبلغ التامني الذي تلتزم الشركة بأدائه
ا-في التامين على األشخاص :يسمى مبلغ التامني رأمسال او ريع حيث يتم االتفاق مقدما يف العقد حول املبلغ ويدفع
-ب-في التامين على األضرار بنوعية تامين ممتلكات وتامين المسؤولية :يسمى مبلغ التامني "تعويضا" و يقاس حبجم
الضرر.
ـ ـ 4ـ ـ المؤمن :هو الفرد أو اهليئة أو اجلهة األوىل يف عقد التامني,و اليت يقع على عاتقها دفع التعويض عند حصول اخلطر
و قد يكون شخص طبيعي أو اعتباري (شركة) أو مجعية أو صندوق و تتلخص واجباته يف مايلي:4
-1عيد امحد ،ابوبكر وليد إمساعيل السيفو ،إدارة الخطر و التامين ،دار اليزوري العلمية و النشر و التوزيع ،عمان – األردن ، 2009ص . 97
-2عبداهلادي السيد تقي احلكيم ،عقد التامين حقيقته و مشروعيته ،داراسة مقارنة ،الطبعة األوىل ،منشورات احلليب احلقوقية ،بريوت ،لبنان ، 2003 ،ص . 119
-3بو حرود فتيحة ،تقييم الخدمة في شركة التامين الوطنية في الجزائر ،دراسة حالة الشركة اجلزائرية للتامني الشامل CAATمذكرة ماجيستري ،جامعة سطيف 1
السنة اجلامعية ، 2006ص . 17
-4علي املشاقبة ،حممد العدوان و سطام العمرو ،إدارة الشحن و التامين ،الطبعة األوىل ،دار صفاء للنشر و التوزيع ،األردن ، 2003 ،ص . 71
24
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
*-االلتزام بدفع مبلغ التامني(التعويض) عند حصول اخلسارة سواء كان نقديا أو عينيا (تصليح أو استبدال)
*-ان ينشئ لصاحل املؤمن هلم لدى السلطات النقدية تكون ضمانا حلقوقه يف حال عدم قدرته على التعويض
-5-المؤمن له :هو شخص سواء كان طبيعي(فرد)أو اعتباري (شركة) أو مجعية أو غريها,وهو صاحب الشيء موضوع
التامني أو املنفعة و هو الذي يقبض التعويض عادة و يدفع إقساط التامني و تستخلص واجباته يف مايلي:
*-تقدمي مجيع البيانات اليت تتعلق بالشيء املؤمن عليه و عدم إخفاء أي منها.
*-إبالغ املؤمن عن أية تعديالت آو إضافات طرأت على الشيء موضوع التامني او عن تغيري مهنته أو موقع عمله يف حالة
تأمينات احلياة.
-6-عقد التأمين :عقد يلتزم املؤمن مبقتضاه أن يؤدى اىل املؤمن له أو املستفيد الذى اشرتط التأمني لصاحلة مبلغا من املال
أو ايرادا مرتبا أو أى عوض ماىل اخر ىف حالة وقوع احلادث أو حتقق اخلطر املبني بالعقد وذلك ىف نظري قسط أو أية دفعة
التأمني كنظام يتعلق خبدمة اإلنسـان و يسـاهم يف حـل الكثـري مـن مشـاكله املتعـددة ،و ميكـن تقسـيم التـأمني إىل أنواع عديـدة
خمتلفـة و ذلك حسب الزاويـة اليت ننظر منها للتأمني ،فيما يلي أهم التقسيمات املختلفة للتأمني ،و يوضح الشكل التايل
25
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
26
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
المصدر :عيد أمحد أبو بكر .وليد إمساعيل السيفو ،إدارة اخلطر و التأمني ،دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع عمان -
أوال ـ تقسيم التأمين من حيـث طبيعـة الغـرض مـن التـأمين أو وفقـا للجهـة التـي تتـولى القيـام بعمليـة التـأمين:
التأمين الخاص أو التجاري أو اإلختيـاري:ويشـمل مجيـع أنـواع التـأمني الـيت يكـون للشـخص -1
التأمين الحكومي أو اإللزامي :ويشمل مجيع أنواع التأمينات اليت يكون فيها الفرد املعرض -2
للخطر ملزمـا للتـأمني ضده ،و هذه األنواع غالبـا ما يفرضها القانون كتأمني املسؤولية املدنية
التأمين التعاوني والتبـادلي :وهـي تأمينـات تقـوم بـني عـدد مـن األفـراد تـربطهم عالقـات -3
معينـة ،وال يكـون اهلـدف منه حتقيق الربح وإمنا توفري التغطية التأمينية لألعضاء بأقل تكلفة ممكنة.
مثال ذلك :هيئات التأمني التباديل ،اجلمعيات التعاونية للتأمني ،صناديق التأمني اخلاصة.1
ثانيـاـ ـتقسـيم التأمين مـن حيث موضوع التأمين و الخطر المؤمن عنه:و يقسم التأمني حسب نوع اخلطر موضـوع التـأمني
إىل أخطـار األشـخاص ،و أخطار املمتلكـات و أخطـار املسـؤولية املدنية ،و بالتـايل فإنـه ميكـن تقسيم التأمني حسب اخلطر
تأمينات األشخاص :يف هذا النوع مـن التـأمني يكـون اخلطـر املـؤمن ضـده يتعلـق بشـخص املـؤمن لـه، -1
حيـث يقـوم املؤمن له بتـأمني نفسه من األخطار اليت هتددحياته أو سـالمة جسمه أو صحته وقدرته على العمل،
مثل :التأمني على احلياة ،التأمني ضد املرض ،التأمني ضد احلوادث الشخصية ،و التأمني ضد البطالة.
-1عيد امحد أبو بكر ،وليد إمساعيل السيفو ،مرجع سابق ،ص . 108
27
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
تأمينات الممتلكات:و هو التأمني ال يتعلـق بشـخص املـؤمن لـه ،بـل مبالـه فيـؤمن نفسـه مـن األضـرار الـيت -2
تصـيبه يف املـال ،و يتقاضى مـن شركة التامني تعويضـا عن هذا الضـرر ،ويتم وضع حـد أقصى للمبلغ الـذي
يدفعه املؤمن ال ميكن جتاوزه ،و يتحدد عادة بقيمة الشيء املؤمن عليه.
تأمينـات المسؤولية المدنية :يف هذا النوع مـن التأمني يكون اخلطر املـؤمن ضده من أخطـار املسؤولية -3
و يتمثل يف:
نقدي :يتم تقسيم التأمني حسب التعويض املدفوع من قبل شركة التأمني للمؤمن له ،حيث أن التأمينات العامة( تأمينات
املمتلكـات و املسـؤوليات) تعتمـد علـى بـدأ التعـويض نقـدا أو عينـا ،حيـث أن مبـدأ التعـويض يهـدف إىل وضع املؤمن له يف
خسائر :إن تأمينات األشخاص ال ينطبق عليه مبدأ التعويض ،ألنه ال ميكن تقدير احلياة اإلنسانية أو -1
أعضاء اجلسم البشري مبقابل مايل ،ويتم تقييم اخلسائر وفق ما مت اإلتفاق عليه يف العقد عند حتقق اخلطر.1
رابعا -تقسـيم التـأمين مـن حيـث طبيعـة عقـد التـأمين :ميكـن تقسـيم التـأمني حسـب طبيعـة عقـد التـأمني إىل قسـمني
أساسني مها:
العقود اإلختيارية :وهو التأمني الذي يقبل عليه األشخاص من تلقاء أنفسهم خلدمة مصلحة من مصاحلهم دون -1
العقود اإللزامية :و هـي العقـود الـيت يلتـزم الشـخص املعـرض للخطـر أن يقـوم بعقـدها سـواء حبكـم القـانون أو -2
ميكـن تقسيم التـأمني بصـفة عامـة وفقا ألغـراض العمـل يف شـركات التأمني إىل:
-1عز الدين صالح ،التامين مبادئه و انواعه ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان –األردن الطبعة األوىل ، 2008 ،ص . 43
28
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
أوال -تأمينات الحياة :ويف هذا النـوع مـن التـأمني يتعهـد املـؤمن يف مقابـل أقسـاط حمـددة يؤديهـا املـؤمن لـه ،بـأن يـدفع إىل
املؤمن له أو املستفيد مبلغا من املال عند وفاة املؤمن لـه ،أو عنـد بقائـه علـى قيـد احليـاة بعـد مـدة معينـة أو يـدفع لـه إيرادا
مرتبا لفرتة حمددة أو مدى احلياة وذلك حسب اتفاق العقد ،وتنقسم تأمينات احلياة إىل ثالثة أنواع رئيسية :1
ثانيا -التأمينات العامة :وتندرج حتت هذا النوع من التأمني كل أنـواع التأمينـات األخـرى الـيت ال ينطبـق عليهـا وصـف
تأمينات احلياة ،مثل:تأمني احلريق ،تـأمني السـيارات ،تـأمني السـرقة و السـطو ،تـأمني الطـريان ،التـأمني البحـري ،تـأمني
املسؤولية املدنية.
يعد نظام التأمني من األنظمة اليت شهدت تطورا كبريا يف احلياة املعاصرة ،فالتأمني يف جـوهره هـو تنظـيم يضـم عـددا من
األشخاص جيمعهم هاجس التحسب خلطر معني سـعيا لتـوفري الضـمان واالستقرار ملـن يلحـق بـه الضـرر عـن طريـق توزيع
يتم يف هذا املطلب التعريف باخلدمة بصفة عامة وكذا التعريف باخلدمة التأمينية وعرض اخلصائص املميزة هلا من
الناحية التسويقية.
يف مايلي سيتم التطرق لتعريف اخلدمة و من مث عرض تعريف خاص باخلدمة التأمينية :
التعريف األول :عرفت اجلمعية األمريكية للتسويق اخلدمة على اهنا عبارة عن جمموعة األنشطة أو املنافع اليت تعرض للبيع،
نستخلص من التعريف أن اخلدمة هي منتج يهدف من ورائها حتقيق الربح من خالل بيعها أو ربطها بالسلع املباعة.
-1عيد امحد أبو بكر ،وليد إمساعيل السيفو ،مرجع سابق ،ص . 125
-2محيد عبد النيب الطائي و بشري العالق ،تسويق الخدمات ،دار النشر ،زهران للنشر و التوزيع ،عمان – األردن ، 1996 ،ص . 62
29
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
التعريف الثاني :اخلدمة هي ":نشاط أو أداء خاضع للمبادلة ،غري ملموس ،وال ينتج عنه نقل للملكية ،و ميكن أن يرتبط
مت التعرض يف هذا التعريف إىل خصائص اخلدمة و املتمثلة يف الالملموسية ،و عدم انتقال امللكية وكذلك اىل إمكانية
إقرتان اخلدمة بالسلع ،و هناك خصائص أخرى مميزة للخدمة سيتم تناوهلا الحقا.
التعريف األول":عملية إنتاج منفعة غري ملموسة بالدرجة األساس أو كعنصر جوهري من منتج ملموس".
التعريف الثاني ":عبارة عن تلك املنافع املادية( إصالح الضرر) أو املعنوية( احلصول على األمن وزوال اخلوف )املرتقبة أو
اآلجلة نتيجة وعد شركة التأمني بالتعويض يف حال وقوع الضرر أو اخلطر املتفق عليه حسب ما حتتويه وثيقة التأمني".
التعريف الثالث " :عبارة عن منتوجتنتجهوتسوقه شركة التأمني (املورد) هتدف لتلبية احتياجات العميل ورغباته التأمينية
ضد املخاطر احملتملة الوقوع يف املستقبل ،واليت ميكن أن تسبب له خسائر يف شخصه أو ممتلكاته أو مسؤولية اجتاه غريه،
وهي نشاط خاضع للمبادلة وال ينتج عنه نقل للملكية غري أن عملية التبادل هذه ينتج عنها امتالك وثيقة التأمني ،اليت تثبت
حق العميل يف االستفادة من اخلدمة التأمينية وفقا للشروط املتفق عليها يف العقد".2
من خالل التعاريف السابقة نستخلص أن اخلدمة التأمينية هي ذلك املنتج (الوعد بالتعويض يف حال حتقق اخلطر) الذي
تقدمه شركات التأمني (املؤمن) للمؤمنني هلم (العمالء) واليت تؤدي إىل إشباع حاجاته ورغباته املتمثلة يف تغطية خسائر
يعترب تسويق اخلدمات التأمينية من املهمات الصعبة ألي مدير تسويق كونه يتعامل مع أفكار ومنتجات من صفاهتا
اهنا غري حمسوسة ،و هي منتجات وخدمات ال ميكن ختزينها وتستخدم لتغطية أخطار معينة ،إن هذه اخلصائص واملالمح
تصوراً وشروطاً لتسويق اخلدمات التأمينية وصوالً لتحقيق األهداف املسطرة للشركة وسنتطرق إىل خصائص
فرضت ً
اخلدمة بصفة عامة للوصول إىل خصائص اخلدمة التأمينية يف ما يلي:3
30
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
الالملموسية :مبعىن عدم إمكانية ملس اخلدمة كما حيدث ىف حالة املنتج املادى امللموس ،ومن مث يصعب على -1
العميل التعرف على جودة هذه اخلدمة باستخدام حواسه املختلفة ،وال ميكن إدراكها باحلواس اخلمسة.
عدم االنفصالية :وتعين درجة االرتباط بني اخلدمة ذاهتا والشخص الذي يتوىل تقدميها ،تشري هذه اخلاصية إىل -2
وجود عالقة مباشرة بني مورد اخلدمة والعميل ،وعدم انفصاهلا عن مقدمها ،يف أغلب األحيان ،كذلك قد
يتطلب تقدميها حضور وتواجد العميل ،وهو ما يسمى" بظاهرة تزامن اإلنتاج واالستهالك "وهذا يتطلب أيضا
صعوبة تنميط الخدمة :مبعىن عدم إمكانية تقدمي خدمات متجانسة لكل العمالء ،حيث خيتلف أداء مقدم -3
فنائية الخدمة :مبعىن تالشى اخلدمة بعد تقدميها ،ومن مث عدم إمكانية ختزينها لالستفادة من نتائجها مرة -4
أخرى.
الملكية :إضافة إىل العناصر السابقة املميّزة للخدمة ،فإ ّن عملية بيع اخلدمة ،ال تتوفر على عنصر نقل امللكية -5
،كما هو احلال عند بيع املنتجات املادية .ويُعتمد العميل على ُمقدم اخلدمة خالل عملية االستفادة منها ،حيث
ال يكون مستقال عنه ،حىت يتم انتفاعه من اخلدمة واستعماهلا .وبتعبري آخر ،فإ ّن العميل له حق املنفعة املباشرة
اليت حتصل عليها من اخلدمة اليت ق ّدمت له ،وال ميكنه احليازة عليها أو امتالكها.
و باالضافة إىل اخلصائص سابقة الذكر فإن اخلدمة التأمينية تنفرد بعدة خصائص ،نذكر أمهها فيما يلي:
اهنا خدمة آجلة وليست حاضرة مثل باقي أنواع اخلدمة ،حيث يشرتي العميل اخلدمة لكنّه حيتفظ هبا لدى -1
شركة التأمني حلني احلاجة إليها ،وذلك عند حتقق اخلطر املؤمن منه.
ا ّن مشرتي وثيقة التأمني قد ال جيين مثار ما إشرتاه بنفسه ،حيث ميكن أن متتد العالقة التعاقدية بني العميل -2
إ ّن خدمة التأمني وعد على ورقة تسمى :وثيقة التأمني ،وقد يتحقق الوعد أو ال يتحقق ،أو يتحقق بعد -3
عشرات السنني ،وبالتايل فاحلصول على اخلدمة التأمينية مرتبط بتحقق اخلطراملؤمن منه.
31
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
تتميز العالقة بني شركة التأمني والعميل ،باهنا عالقة مستمرة ورمسية ،حيث أ ّن طبيعة كل الوثائق التأمينية -5
إ ّن االستفادة من خمتلف أنواع اخلدمة التأمينية له حمددات من قبل شركة التأمني ،عكس اخلدمات األخرى -6
ال ختضع أسعار خدمة التأمني إىل آليات العرض والطلب ،وإمّن ا يتطلب تسعريها خربة فنية ورياضياتية بعمليات -7
التأمني.
إ ّن الطلب على اخلدمة التأمينية مرتبط بالوعي الثقايف للمجتمع ،وكذلك طبيعته من حيث اختالف طبقاته يف -8
الدولة الواحدة.
باإلضافة إىل ما سبق ،فاخلدمة التأمينية تتميز خبضوع عملية عرضها وتسويقها لتأثري سياسات احلكومة ،حيث أ ّن
شركة التأمني ليس هلا احلرية التامة يف عرض خدماهتا وال يف حتديد أسعارها ،كذلك ارتباط هذه اخلدمة مبفهوم اخلطر
الذي خيتلف باختالف البيئة ومستوى التطور املادي ودرجة الوعي لدى األفراد ،وبالتايل فعلى شركة التأمني أن تأخذ يف
احلسبان كل هذه االعتبارات يف مجيع أنشطتها التسويقية ملا له من ارتباط مباشر بتحقيق الربح ،وضمان بقائها
واستمراريتها يف السوق ،كذلك فإ ّن ابتكار وجتديد خدمات أخرى مرتبط بظهور أخطار جديدة هتدد الشخص وتستدعي
وجود أنواع جديدة من التغطية التأمينية إلشباع حاجات ورغبات العمالء ومقابلة توقعاهتم.
ال يوجد مفهوم موحد للتسويق حيث هناك مفاهيم متعددة حسب التطور الزمين وزاوية النظر إليه ،ويف مايلي نستعرض
32
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
البيئة التعريف
1948 التسويق هو ممارسة أنشطة األعمال اليت توجه عملية تدفق السلع اخلدمات من املنتج اىل املستهلك او املستخدم (اجلمعية
األمريكية للتسويق)
1965 التسويق هو العملية اليت توجد يف اجملتمع واليت بواسطتها ميكن التنبؤ,وزيادة ,وإشباع هيكل الطلب على السلع و
اخلدمات االقتصادية من خالل تقدمي وترويج و تبادل والتوزيع املادي هلذه السلع و اخلدمات (أساتذة التسويق أوهايو)
1980 التسويق هو النشاط اإلنساين الذي يهدف إىل إشباع الرغبات و احلاجات من خالل عملية التبادل (كوتلز)
1981 التسويق هو العملية االجتماعية اليت توجه تدفق االقتصاد للمنتجات و اخلدمات من املنتج إىل املستهلك بطريقة تضمن
التطابق بني العرض و الطلب وتؤدي إىل حتقيق اهداف اجملتمع (ماكريت)
1985 التسويق هو العملية اخلاصة بالتخطيط ,والتنفيذ ,وخلق ,وتسعري ,وترويج ,وتوزيع السلع اخلدمات الالزمة إلمتام
عمليات التبادل واليت تؤدي إىل إشباع حاجات األفراد وحتقق أهداف املنظمات (اجلمعية األمريكية للتسويق)
المصدر:عبد السالم أبو قحف" اساسيات التسويق " دار اجلامعة "مصر ص.50
33
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
كما وجدنا من خالل التعاريف املتعددة للتسويقان هناك عناصر مشرتكة وهي كمايلي:
من املؤكد ان حاجيات مستهلك التامني من (فرد أو مؤسسة)ختتلف عن حاجبات املستهلكني اآلخرين فهذا االختالف
ميثل مصدر اداع وترويج ملنتجات وخدمات التامني حيث يكون من اخلطأ جعل اهلدف الوحيد من تلبية هذه احلاجيات
هو حتقيق رقم أعمال مهم على حساب املرد ودية ،فمثال ال ميكن التامني على حياة شخص وهو يف املستشفى على
سرير املوت.
يمكن تعريف تسويق خدمات التامينعلى انها :فن تلبية حاجيات الزبائن ويف نفس الوقت إرضاء مدير املؤسسة (مردودية
،نوعية ،صورة)
-كما ميكن تعريف خدمات التسويق على انه نشاط الذي ينطوي على حتديد أكثر االسواق رحبية يف الوقت واملستقبل ،
وتقييم احلاجات احلالية و املستقبلية للعمالء ،فهو يتعلق بوضع أهداف املؤسسة وادوار وتصميم اخلطط الالزمة لتحقيق
نلك أهداف إدارة التامني بالطريقة اليت ميكن بواسطتها تنفيذ تلك اخلطط ،كما يتضمن عملية التكيف اليت يتطلبها التغيري
البيئي.1
وتكمن أمهية هذا التعريف يف التوازن بني هديف الرحبية ،ورضا العميل حيث راعى التعريف ضرورة وجود نوع التوازن
-1عبد اجلبار منديل ،أسس التسويق الحديث ،الطبعة األوىل ،الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ، 2002 ،ص . 269
34
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
-1المنتج التأميني :يعترب املنتج التأميين اخلدمات اليت تقدمها شركات التامني حلامل الوثيقة التأمينية وما متثله تلك
الوثيقة من منفعة متمثلة باحلماية واألمان واالستقرار الذي متنحه وثيقة التامني حلاملها يف تعويضه عن اخلسارة اليت حققه
عن وقوع اخلطر املؤمنمنه وبتايل ميكن القول إن املنتج التأميين ":ما هو إال منفعة أو جمموع املنافع اليت ميكن أن حيصل
عليها حامل وثيقة التامني جزاء اقتنائه هلا وتؤديإىل إشباع حاجاته ورغباته"1
الطريان ،تامني اهلندسي،تامني احلوادث الشخصية تامني األلواح الزجاجية،تامني ضمان األمانة ،تامني نقد أثناء النقل و
كما يعرف املنتج التأميين على انه عبارة عن ":خدمة تقدمها شركات التامني للمؤمن هلم واملتمثلة يف احلماية ,األمان
من خالل التعريف يتضح إن املنتج التأميين هو عبارة عن وثائق تأمينية يتم اصدارها من قبل شركة التامني حسب حاجة
هنا يربز املنتج التأميين عبارة عن وثائق تامني اليت حتدد اخلطر ومضمون التامني ونوعية التغطية التأمينية املقدمة للمؤمن هلم
-2تسعير الخدمات التأمينية :السعر هو التكلفة اليت يدفعها املؤمن له اىل شركة التامني نظري تغطية هذه األخرية اخلسائر
املمكن حدوثها مستقبال ,وميثل نسبة مؤوية من مبلغ التامني وخيتلف من تامني إىل أخر ويتجلى السعر يف القسط الذي
وتعد عمليات التسعري من العمليات املهمة اليت تتطلب االهتمام هبا من قبل شركات التامني حيث يعتمد جناح واستمرار
تلك الشركات يف سوق التامني عليه .إن عملية وضع األسعار من أصعب ما يواجه مكتتيب التامني إذ عليهم أن يعرفوا
مسبقا مقدار اخلسائر املتوقعة و احملتملة من حتقيق كل خطر على حدة وهذه اخلسائر يغطيها ما يعرف بالقسط الصايف ,
وإذ أضيف هلذا القسط جمموعة من اإلضافات كاملصروفات اإلدارية العمومية ونسبة معينة من الربح وغريه من اإلضافات
نتج عن القسط التجاري وهو املبلغ الذي يدفعه حامل الوثيقة إىل شركة التامني نظري محايتها له من خطر مؤمن ضده .
-1أسامة عزمي سالم و شقريي نوري موسى ،إدارة الخطر و التامين ،دار حامد للنشر و التوزيع ،عمان – األردن ،الطبعة األوىل ، 2010 ،ص . 85
-2هاين جزار ،إدارة الخطر و التامين ،دار احلامد للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان – األردن ، 2016 ،ص . 43
35
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
لذلك فان من أهم املشاكل الشائعة بني شركات التامني هي عملية حتديد السعر املناسبة للخدمة التأمينية إذ أن هذا السعر
حيدد عن طريق التوزيع باالعتماد على اإلحصائيات املتوفرة عن املدة املاضية كمؤشر ملا ستكون عليه النتائج املستقبلية :
ضمن مفهوم التاريخ يعيد نفسه مع األخذ باالعتبار اإلجراءات التعديلية الضرورية.
-3الترويج على التامين :تلعب احلمالت االشهارية و اجلهود الرتوجيية للمنتجات التأمينية دورا مزدوجا ،فهي تعمل
على إثارة الرغبة والدفع لدى العميل لطلب التامني عند خطر معني ،كما أهنا تساهم من خالل الرسالة اإلعالنية عن
الوعي التأميين لدى شركة التامني معينة ،واليت تقدم أجود اخلدمات من الشركات املنافسة ،إذ أن تسويق أعمال التامني
على وجه اخلصوص يعتمد على اإلقناع الكامل بأمهيته بالنسبة للفرد ،ودرجة الوعي اليت جتعل الشخص عل درجة مقبولة
من الثقافة و إدراك فوائد ومزايا التامني على املدى الطويل ،مما يثري فيه الدافع لالكتتاب لدى شركة تامني معينة (يستثين
من ذلك التأمينات اإللزامية ) ،وتتم عملية الرتويج بعدة طرق نذكر منها :1
-االتصال المباشر :واليت تتم عن طريق االلتقاء باألفراد من واجلهات وشرح املزايا والفوائد اليت تعود عليهم من عملية
التامني ،وتتم هذه العملية عن طريق الوكالء و السماسرة الذين يسوقون املنتج التأميين.
-التحفيز :و اليت تعتمد على تنشيط املبيعات من خالل زيادة والء العمالء احلاليني لشركة من خالل تقدمي سعر منافس
و االلتزام بدفع التعويضات بوقتها عند التأكد من وقوع اخلسارة ،وتقدمي اهلدايا و احلوافز هلم و بالتايل يصبحوا أنفسهم
-اإلعالنات :و اليت تعمل على نشر التوعية التأمينية و التعريف بشركة التامني من خالل وسائل اإلعالم املختلفة كالتلفاز
واإلذاعة و الصحف مما جيعل األفراد تفضل التعامل مع الشركات املتواجدة .
-خدمات ما بعد البيع :تعد اخلدمة مابعد البيع من العناصر الرتوجيية املهمة لتعريف وإقناع املستفيد من اخلدمة التأمينية ،
حيث تعترب اخلدمة عامال أساسيا ومؤثر على مستوى جناح الربامج التسويقية يف أي شركة ،ويتضح من خالل مراجعة
املؤمن له الشركة التأمينية عند حتقيق اخلطر املؤمن من استالم قيمة الضرر الذي أصاب الشيء املؤمن عليه و الذي ميثل
36
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
-4توزيع الخدمة التأمينية :ويقصد هبا عملية ايصال اخلدمات التأمينية من الشركات التأمينية إىل املستفيد عن طريق
منافذ توزيع خمتلفة ,مبا حيقق شركة التامني اكرب حجم من املبيعات ممكن.
إن التامني خدمة حتتاج إىل تسويق واىل قنوات توزيع معينة لتسلكها من املؤمن إىل املؤمن له ,و تسويق هذه اخلدمة حتتاج
إىل قنوات توزيع قصرية ويف معظم احلاالت يتم بيع عقود التامني عن طريق االتصال املباشر بالعمالء بواسطة مندويب
شركات التامني املنتشر يف مجيع أرجاء البالد ,كما أن الشركات الكبرية تستخدم وكالئها كل منهم يف منطقة حمددة.
كما انه من املمكن استخدام طرق االتصال املباشرة كرجال البيع(الوسطاء) للطواف مبكاتب املستهلكني ومتاجرهم
وأماكن عملهم ،أما استعمال الربيد للدعاية فنادرا ماتلجا إليه شركة التامني يف بالدنا وان كان منتشرا يف الواليات
املتحدة األمريكية مثال ،كما تقوم شركات التامني بفتح مكاتب هلا تنتشر يف أماكن جتمع العمالء مثل املكاتب املوجودة
-5البيئة المادية :وتتضمن البيئة املادية "األثاث ،اللون ،الضوضاء ،التصميم والديكور ،األشكال امللموسة الداعمة
وتسهيالت مادية أخرى " وبالنظر إىل ما تتميز به اخلدمة بعدم امللموسية فعلى رجال التسويق االهتمام بعناية فائقة بعملية
التخطيط جلعل اخلدمة اقرب ما أمكن من إىل عنصر ملموس من خالل االدوات و التجهيزات املستخدمة فبإنتاج اخلدمة
وكذلك الشكل واملضمون الذي ميكن أن تقدم به إىل الزبون ،وميكن اعتبارالبيئة املادية جزء من النطاق الواسع لرتويج
اخلدمات عن طريق حصول الزبون على اخلدمة من خالل تقدمي له املعلومات عنها.1
-6المشاركون في الخدمة :أو األشخاص هم عنصر أساسي يف عملية إنتاج وتقدمي اخلدمة للزبون ،حيث يؤثر
األشخاص على إدراك الزبون اخلدمة املقدمة ،من خالل التفاعل بني مقدمي اخلدمة والزبائن ،لذلك يتطلب سلوك
مقدمي اخلدمة وطريقة تعاملهم ومظهرهم الشخصي واجتاهاهتم كلها تؤثر إىل حد كبري على طريقة تقييم الزبون للخدمة ،
-7عملية تقديم الخدمة :وهي الكيفية اليت يتم من خالهلا تقدمي اخلدمة من طرف مقدم اخلدمة للمستفيد منها ،
وتتضمن عملية تقدمي اخلدمة أشياء يف غاية األمهية مثل السيارات واإلجراءات املتبعة من طرف مقدم اخلدمة لضمان أحسن
-1حممود جاسم الصميدعي و ردينة عثمان يوسف ،التسويق المصري المدخل االستراتيجي الكمي التحليلي ،الطبعة األوىل ،دار املنهج للنشر و التوزيع ،عمان
األردن ، 2001 ،ص 43
KOTLER , P &K , KALLER * marketing managment *12 TH EDUCTION new jersey , PRONTICE -2
.HEL .2006 , P 19
37
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
تقدمي خدمة للمستفيد ،كما تشمل هذه العملية على نشاطات وبروتوكوالت أخرى مثل استخدام اآلالت وحرية
التصرف املمنوحة للقائمني على تقدمي اخلدمة وكيفية توجيه املستفيدين ومعاملتهم ،وأساليب تسويق العالقة مع
لقد حاولنا االملام ببعض الدراسات السابقة ذات صلة مباشرة مبوضوع البحث واملشاهبة نوعا ما ملوضوع البحث و اليت
احنصرت يف ما يلي:
قام هبا الباحث حممد شرشم من جامعة وهران باجلزائر حتت عنوان :
Marketing mangement des sources et son impact sur les assurance cas de la
.compagnie caat
مذكرة ماجسرت ،جامعة وهران –السنة اجلامعية 1997/1998حتت اشراف الدكتور حممد دربال .
38
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
قامت هبا الطالبة كرمية شيخ –جامعة ابو بكر بلقايد تلمسان اجلزائر حتت عنوان :
اشكالية تطوير ثقافة التامين لدى المستهلك ببعض واليات الغرب الجزائري .
*معرفة العوامل املؤدية اىل نقص التامني لدى املستهلك اجلزائري .
*معرفة العناصر التسويقية املناسبة لتنمية ثقافة التامني لدى املستهلك .
*تصحيح املفاهيم التسويقية املناسبة لتنمية ثقافة التامني لدى املستهلك .
*توجيه مدراء شركات التامني لالهتمام بالتسويق لتوعية املستهلك مبدى امهية خدمة التامني .
*اعداد دراسة يستفاد منها يف ارساء منهج جديد يف امهية التسويق يف نشر الوعي التاميين كخطة عمل
-حلوان امينة – جزيري امينة -املركز اجلامعي باملدية ،اجلزائر ،حتت عنوان :
تسويق خدمة التامين دراسة حالة الشركة الجزائرية للتامين الشامل فرع المدية
مذكرة ليسانس املركز اجلامعي للمدية حتت اشراف األساتذة كشيدة حبيبة خالل السنة .2006/2007
* التعرف على أمهية التسويق و ضرورته يف املؤسسات اخلدماتية عامة و شركات التامني اخلاص .
* حماولة التعرض اىل مفاهيم التامني و ابراز أمهيته االقتصادية و االجتماعية .
39
تسويق الخدمة التأمينية الفصل الثاني
*معرفة اذا ما كانت شركات التامني تستخدم تقنيات التسويق يف نشاطها .
تتشابه الدراسات السابقة مع الدراسات احلالية من ناحية اجلانب النظري فقد مت إعطاء مفاهيم حول التأمني و عناصره و
تقسيماته ومفهوم تسويق اخلدمة التأمينية إضافة اىل التطرق اىل أمهية التسويق و ضرورته يف املؤسسات اخلدماتية خاصة
اما اوجه االختالف فرتكزن يف احلاالت او الدراسة امليدانية اليت مت اجراء االسقاط عليها وكذا يف طريقة معاجلج وحتليل
املعطيات فمنها من يستخدم برنامج SPSSومنها من يستخدم حتليل امليزانيات وبالتايل فكل دراسة كانت هلا نتائجها
اخلاصة .
40
خاتمة
الخاتمة
خاتمة:
تس عى املؤسس ة من خالل نش اطها إىل حتقي ق جمموع ة من األه داف وق د تتغ ري ه ذه األه داف من ف رتة إىل أخ رى حس ب
الظروف اليت تواجهها واملتغريات اليت تنشط يف إطارها وذلك قصد ضمان منوها واستمرارها وكذا توسيع مكانتها يف السوق.
وعليه تسعى مؤسسات التأمني من بينها الشركة العامة للتأمينات املتوسطية إىل تسويق خدماهتا بطريقة تتماشى مع طبيعة
وخصوصية خدمة التأمني ،واليت ختتلف عن غريها من اخلدمات خصوصا فيما يتعلق باملراقبة واإلشراف من قبل الدولة واليت
جتعل احلرية يف هذا النشاط حمددة ،سواء فيما خيص األسعار واليت حتدد مسبقا يف معظم وثائق التأمني ،وتشكيلة اخلدمات اليت
حتدد يف طلب االعتماد وال ميكن تعديلها إال بالرجوع إىل الوزارة الوصية.
واجلزائر كغريها من الدول ،أحدثت عدة إصالحات على قطاع التأمني خاصة فيما يتعلق بإلغاء ختصص شركات التأمني
إن مستهلك اخلدمة التأمينية اجلزائري ال تتوافر لديه ثقافة تأمينية واسعة فهو جيهل األمور البسيطة عن هذه اخلدمة وهذا
راجع العتبارات كثرية منها النظرة السلبية عن هذا القطاع مما أدى إىل ضرورة تكثيف اجلهود بغرض تصحيح النظرة لدى
املستهلك وإقناعه بأمهية وضرورة التأمني ،وللوصول هلذه النتائج وجدت مؤسسات التأمني نفسها أمام ضرورة استخدام كل
تعد الشركة العامة للتأمينات املتوسطية من بني أهم املؤسسات يف السوق اجلزائرية واليت تسعى إىل احلفاظ على مكانتها يف
السوق عن طريق استخدامها ألساليب تسويقية ،سواء فيما خيص املزيج اخلدمي التسعري ، ،التوزيع الرتويج أو حىت العناصر
األخرى املستحدثة كالعنصر البشري ،التسهيالت املادية ،العمليات وهذا بغية حتقيق األهداف املسطرة.
ومن خالل تربصنا يف الشركة العامة للتأمينات املتوسطية توصلنا إىل جمموعة من النتائج نوردها فيما يلي:
إن التسويق ضروري للشركة العامة للتأمينات املتوسطية حبيث يعترب احملرك األساسي لبيع خدماهتا. -
االستقبال الالئق واحلسن من قبل األعوان للزبائن يؤثر بطريقة إجيابية على تقدمي خدمات ذات جودة عالية. -
عالق ة العم ال فيم ا بينهم عالق ة مبني ة على االح رتام وتب ادل املعلوم ات وتوف ري ج و عم ل مالئم ،ألن إرض اء العام ل -
42
قائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
- 1أديان باملر ،تسويق اخلدمات ،دار النشر زهران للنشر و التوزيع ،بدون ذكر سنة النشر.
- 2أسامة عزمي سالم و شقريي نوري موسى ،إدارة اخلطر و التامني ،دار حامد للنشر و التوزيع ،عمان – األردن
- 3جديدي معراج ،مدخل لدراسة قانون التامني اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر .2000
-4محيد عبد النيب الطائي و بشري العالق ،تسويق اخلدمات ،دار النشر ،زهران للنشر و التوزيع ،عمان – األردن ،
.1996
-5عبد اجلبار منديل ،أسس التسويق احلديث ،الطبعة األوىل ،الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع عمان
-6عبداهلادي السيد تقي احلكيم ،عقد التامني حقيقته و مشروعيته ،داراسة مقارنة ،الطبعة األوىل ،منشورات احلليب
-7عز الدين صالح ،التامني مبادئه و انواعه ،دار أسامة للنشر و التوزيع ،عمان –األردن الطبعة األوىل .2008
و -8علي املشاقبة ،حممد العدوان و سطام العمرو ،إدارة الشحن و التامني ،الطبعة األوىل ،دار صفاء للنشر
-9عيد امحد ،ابوبكر وليد إمساعيل السيفو ،إدارة اخلطر و التامني ،دار اليزوري العلمية و النشر و التوزيع عمان –
األردن .2009
-10حممود جاسم الصميدعي و ردينة عثمان يوسف ،التسويق املصري املدخل االسرتاتيجي الكمي التحليلي الطبعة
-11هاين جزار ،إدارة اخلطر و التامني ،دار احلامد للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان – األردن 2016 ،
46
قائمة المصادر والمراجع
-12بوحرود فتيحة ،تقييم اخلدمة يف شركة التامني الوطنية يف اجلزائر ،دراسة حالة الشركة اجلزائرية للتامني الشامل
-13واله عائشة ،أمهية جودة اخلدمة الصحية يف حتقيق رضا الزبون ،مذكرة ماجيستري جامعة اجلزائر .2011 ، 3
47