You are on page 1of 14

‫الجمهىزٍة اليمىية‬

‫جامعة صىعاء‬
‫كلية آلاداب‬
‫قسم الفلسفة‬
‫دبلىم الدزاسات العليا‬

‫الفلسفة الىجىدًة عىد سازثس‬

‫إشساف‪/‬‬ ‫إعداد الطالب‪/‬‬


‫د‪ .‬فىشٍة شمسان‬ ‫هاشم عبد هللا العطاس‬
‫سىة ثاوي دبلىم عالي‬

‫‪1‬‬
‫الفهسسة‬

‫الصفحة‬ ‫اإلاىضىع‬
‫‪3‬‬ ‫اإلالدمت‬
‫‪3‬‬ ‫الـلظـت الىحىدًت ومبادئها‬
‫‪6‬‬ ‫طازجس ومبدأ "الىحىد ٌظبم الجىهس"‬
‫‪9‬‬ ‫مـهىمي الحسٍت واإلاظإولُت لدي طازجس‬
‫‪12‬‬ ‫الراجُت وؤلاوظاهُت لدي طازجس‬
‫‪13‬‬ ‫الخاجمت‬
‫‪14‬‬ ‫اإلاـادز‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حعخبر الـلظـت الىحىدًت جُازا ًىدزج جحذ الـلظـت اإلاعاؿسة‪ ،‬حُث جلظم الـلظـت جازٍخُا ئلى أزبع مساحل‪-1 :‬‬
‫ً‬
‫الـلظـت الُىهاهُت (وهىان الـلظـاث الؼسكُت أًلا)‪ -2 .‬ؿلظـت اللسون الىطوى‪ -3 .‬الـلظـت الحدًثت‪-4 .‬‬
‫الـلظـت اإلاعاؿسة‪.‬‬

‫وَعخبر مإطع الـلظـت الىحىدًت هى الـُلظىؾ الظىٍدي هيرواحازد (ث ‪ 1855‬م)‪ ،‬وأػهس زمىشها بعد هيرواحازد‬
‫هم هُدؼه وهُدحس وطازجس ووامى ودوطخىٍـِظيي‪ ،‬وكد اهدؼسث الـلظـت الىحىدًت بعد الحسب العاإلاُت الثاهُت على‬
‫ًد طازجس‪ ،‬وكد دخل جأزير هره اإلادزطت الـلظـُت ئلى مجاالث مخخلـت والـً وألادب وعلم الىـع (ؿهىان العالج‬
‫ً‬
‫الىـس ي الىحىدي‪ ،‬بل وجىدزج جحخه مجمىعت مً اإلادازض العالحُت والعالج باإلاعجى مثال)‪.‬‬

‫وبما أن الـسوس ي طازجس (ث ‪ 1981‬م) هى اإلاىمل للـلظـت الىحىدًت‪ ،‬وأػهس ؿالطـتها‪ ،‬وهى الري أػهسها‪ ،‬ؿهرا‬
‫اإلابحث مخخف بـلظـخه‪ ،‬وله عدة هخب أػهسها‪" :‬الىحىد والعدم"‪ ،‬وطأعخمد بؼيل زةِس ي على هخابه "الىحىدًت‬
‫مرهب ئوظاوي" (الري في ألاؿل محاكسة له)‪ ،‬حُث لخف ؿُه الـلظـت الىحىدًت مً وحهت هظسه‪ ،‬وبعد ول عبازة‬
‫اكخباض مً هرا الىخاب ؿاوي طأكع زكم الــحت مً ػير ذهس جىساز الطم الىخاب في ول مسة‪.‬‬

‫الفلسفة الوجودية ومبادئها‬


‫للـلظـت ػلين‪ :‬حاهب جىظيري والري به حعخبر الـلظـت مسادؿت للىظسٍت‪ ،‬بمعجى أنها ؿىس جىظيري‪ ،‬وهى الجاهب الري‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ػوى على الـلظـت عمىما مىر وؼأتها‪ ،‬والجاهب الثاوي هى الجاهب العملي‪ ،‬والري يهخم بلىابى ألاخالق أو ما ٌعبر‬
‫عنها بـ"الاعخىاء بالىـع"‪.‬‬

‫حعخبر الـلظـت الىحىدًت مً الؼم الثاوي للـلظـت‪ ،‬والتي تهخم بأطلىب الحُاة ال على مجسد الخىظيراث‪ ،‬ؿهي تهخم بما‬
‫ً‬
‫ٌعِؼه اإلاسء مً أؿياز وأؿعاٌ ومؼاعس‪ ،‬أي تهخم بىاكعه بعُدا عً اإلاعلىالث الـلظـُت والسؤي ذاث البعد الخأهيري‪.‬‬

‫جلىم الـلظـت الىحىدًت على مسهصٍت ؤلاوظان‪ ،‬ؿيل ش يء ًدوز حىٌ هرا ؤلاوظان‪ ،‬ؿحتى الحلُلت والصمان واإلايان‬
‫ولها ذاجُت ولِظذ مىكىعُت‪ ،‬بمعجى مثال مً ٌظخمخع بىكخه ؿان الصمً لدًه طسَع ومً وان مخملمال ؿان الىكذ‬
‫عىده بويء‪ ،‬والحلُلت بحظب ما ًدزهها وَؼعس بها هى‪ ،‬وهُف ٌظلً ؿيها بمظإولُخه‪.‬‬

‫وعلُه هىان خمظت مىكىعاث زةِظُت حعخبمد عليها الىحىدًت‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -1‬الىجىد ٌسبق الجىهس‪:‬‬

‫ًلـد بالجىهس (أو اإلااهُت) ؤلاوظان بعد حؼيله في طُاق بُئي أو الخلـُت التي ٌعِؽ عليها ؤلاوظان مً‬
‫مجخمع ومىاكف وأؿعاٌ وأهداؾ وؿـاث وما ئلى ذلً‪ ،‬ومعجى هرا اإلابدأ أهه علُىا أن هدزن بأن ؤلاوظان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هراث مً حُث وىهه ئوظاها أحى ئلى الىحىد أوال‪ ،‬ئهه مىحىد براجه في ميان ما وشمً ما‪ ،‬ؿىىظس ئلى ذلً كبل‬
‫ً‬
‫الىظس ئلى جـاعله مع املحُى الري ٌعِؽ ؿُه‪ ،‬ؿما طُحـل الحلا طُعوُه اإلااهُت التي طُيىن عليها‪،‬‬
‫وأؿعاله جلً ما هي ئال هابعت مً حسٍخه التي هى مظإوٌ عنها‪ ،‬ومً هرا اإلابدأ طمُذ اإلادزطت بالىحىدًت‪ ،‬وهي‬
‫برلً على عىع اإلادزطت اإلاثالُت (العللُت) التي جلدم الجىهس على الىحىد‪ ،‬وهما وان أؿالهىن ًىادي بحلُلت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الجىهس بِىما وان ًسي وحىد الـسد ئهما هى لِع وحىدا حلُلُا‪ ،‬وئهما حىهسه ذلً مثاٌ ؤلاوظان‪ ،‬وهى‬
‫الىمىذج الظماوي‪ ،‬وما البؼس ئال وسخت عً ذلً اإلاثاٌ‪ ،‬وهىرا ظهسث الىحىدًت لتري بأن ؤلاوظان هصخف‬
‫ؿسدي وحىده هى الحلُلت التي هخعامل معها‪ ،‬مبدأ "الىحىد ٌظبم الجىهس" ٌعخبر مً عبازاث طازجس التي‬
‫أكُـذ على اإلادزطت الىحىدًت‪.‬‬

‫‪ -2‬الىقت هى الجىهس‪:‬‬

‫ؿاإلوظان ٌعِؽ آلان في هرا الىكذ‪ ،‬وهى مسجبى بماكُه الصمجي‪ ،‬وهرلً بمظخلبله‪ ،‬والصمً وظبي مسجبى‬
‫باإلوظان‪.‬‬

‫‪ -3‬ؤلاوساهية‪:‬‬

‫ؿالىحىدًت جسهص على ؤلاوظان‪ ،‬على ؿسدًخه‪ ،‬وهي جبحث عً الهىٍت واإلاعجى وطى اللؼىن الاحخماعُت‬
‫والاكخـادًت‪ ،‬وؤلاوظان هى الياةً الىحُد بين الياةىاث اإلاادًت الري ًلىٌ "أها"‪ ،‬بخالؾ الحُىاهاث‬
‫والجماداث‪ ،‬بل ًخميز بالخعالي‪.‬‬

‫‪ -4‬الحسٍة واإلاسئىلية‪:‬‬
‫ً‬
‫ؿاإلوظان حس في اخخُازاجه‪ ،‬لِع ملصما بعاداث أو جلالُد‪ ،‬بل بما ًسٍده هى‪ ،‬وهى مظإوٌ وامل اإلاظإولُت عما‬
‫ًخخازه‪.‬‬

‫‪ -5‬الاعتبازات ألاخالقية هي ألاهم‪:‬‬

‫وهىا ًخم جحـيز ؤلاوظان على الاهخمام بمدي حىدة حُاجه‪ ،‬وول ؿُلظىؾ وحىدي ًـهم ألاخالق مً مىظىزه‬
‫الخاؾ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫والىحىد البؼسي ًخميز بثالزت خـاةف هي‪:‬‬

‫‪ -1‬أهه ًخسج عن ذاثه أو ًتعالى‪:‬‬


‫ً‬
‫بمعجى أن ؤلاوظان ًخخلف عً الياةىاث ألاخسي‪ ،‬ؿهى ؿىق ذاجه‪ ،‬بمعجى أهه ٌظدبـس بىـظه وحاله ووأهه خازحا‬
‫عنها‪ ،‬ؿهى لِع مثل الياةىاث ألاخسي املحـىزة في ذاتها‪ ،‬وئهما ًىظس لحاله‪ ،‬وَعي هـظه ومً حىله‪ ،‬وٍحلل‬
‫أؿعاله‪ ،‬وٍخوى ألهداؿه‪ ،‬ؿىعُه وئدزاهه وعلله مخخلف عً بلُت الياةىاث الحُت‪ ،‬وههدؾ حُىما ًخسج عً‬
‫ذاجه هىان ؿىسان داخل الـلظـت الىحىدًت‪ ،‬ؿىس جـاؤلي وهى الدًجي أو اإلاإمً بىحىد هللا‪ ،‬وؿىس حؼاؤمي وهى‬
‫ؤلالحادي أو اإلاىىس لىحىد هللا‪ ،‬وبالخالي هما ًلىٌ حىن ماوىزي في هخابه “الىحىدًت” (ؾ ‪ )82‬بأن "الـالطـت‬
‫اإلاإمىىن الرًً ًىظسون ئلى الىحىد البؼسي على أهه ًجاوش ذاجه في اججاهه ئلى هللا‪ .‬ومً هاحُت أخسي ؿان هُدؼه‬
‫وطازجس ووامي ًىظسون ئلى الىحىد البؼسي على أهه ًجاوش ذاجه في اججاهه ئلى العدم ؿلِع زمت ئله‪ ،‬وبالخالي‬
‫ً‬
‫ؿاإلوظان مهجىز جماما‪ ،‬ومترون لُلع لىـظه معاًيره الخاؿت وٍحدد كُمه‪ ،‬وما طىؾ ًـبح علُه‪ ،".‬بل‬
‫ً‬
‫وحتى حُىما ًدخل اإلاالحدة الخـاؤٌ ؿاهه جـاؤٌ وهمي ألهه ًيخهي باإلاىث؛ ًلىٌ حىن ماوىزي أًلا (ؾ ‪:)21‬‬
‫"ولِع في اطخواعت اإلاسء أن ًخحدر بظهىلت في هرا الـدد عً الخـاؤٌ والدؼاؤم‪،‬‬
‫ؿبعم الىحىدًين ٌعترؿىن بأنهم مدؼاةمىن في الىكذ الري ًخحدر ؿُه آلاخسون عً‬
‫ً‬
‫الخـاؤٌ أو على ألاكل عً ألامل‪ .‬ومع ذلً ؿهم حمُعا ًدزوىن ؿُما ًبدو العىاؿس‬
‫اإلاأطاوٍت في الىحىد البؼسي‪ ،‬ؿحسٍت ؤلاوظان وطعُه لبلىغ وحىد شخص ي أؿُل ًللي‬
‫ملاومت‪ .‬هما أهه كد ًيخهي في بعم ألاحُان باإلحبان‪ ،‬وفي ول حاٌ مادام اإلاىكىع ًخعلم‬
‫بالـسد ؿان الىحىد ًيخهي باإلاىث‪ .‬وزبما أمىً اللىٌ بأن الجاهب اإلاأطاوي في الىحىدًت‬
‫مىحىد بالـعل في هلوت البداًت التي جبدأ منها‪ ،‬حُث ًىكع الىحىد البؼسي في ملابل‬
‫وحىد ألاػُاء الجامدة‪".‬‬
‫وهجد طازجس هـظه في كـت «الؼثُان» ًلىٌ‪" :‬ول مىحىد ًىلد بال طبب وَظخوُل به العمس عً كعف مىه‪،‬‬
‫وٍمىث بمحم اإلاـادؿت‪ ،".‬ولرلً ؿان وامى وان ًسي بأن أمل البؼسٍت الىحُد هى ئدزاهها بأهه ال ًىحد أمل!‬
‫وبالخالي بعد ئدزاهىا بعدم ألامل ما الري ًُمىً أن وعمله؟ هى أن هخلبل مخخازًٍ ما هحً ؿُه‪ً ،‬لىٌ جىماض آز‬
‫ً‬
‫ؿلين في هخابه‪" :‬الىحىدًت‪ :‬ملدمت كـيرة حدا" (ؾ ‪:)55‬‬
‫"ًلدم وامى عص ًاء وحىدًا في جـظيره ألطوىزة طيزًف ؤلاػسٍلُت؛ ذلً ؤلاوظان الـاوي‬
‫ؿاعدا بها الجبل‪ ،‬ؿاذا بلؽ كمخه زآها‬‫ً‬ ‫الري حىمذ علُه آلالهت بأن ًحمل صخسة‬
‫ً‬
‫حظلى‪ ،‬وهىرا ًخىسز اإلاىكف بال نهاًت‪ .‬ومع هرا ًصعم وامى أهه ٌعخبر طيزًف طعُدا في‬
‫ً‬
‫طعُدا؟ ألن‬ ‫اللحظت التي ٌعىد ؿيها ئلى اطترداد الصخسة عىد طـح الخل‪ .‬إلااذا ٌعخبره‬
‫كدزه‪ ،‬لِع باالطدظالم اإلاخبلد بل «باالخخُاز اإلاخعمد»‪ .‬وبهرا ًظهس أهه‬ ‫طيزًف طما ؿىق َ‬
‫حىٌ «ما وان» (ماكُه‬ ‫أؿلل مً هره الصخسة الجامدة‪ .‬وحظبما كاله هُدؼه‪ ،‬ؿلد َّ‬
‫ومعوُاث مىكـه) ئلى «هرا ما أزدجه»‪".‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬الخاصية الثاهية للىجىد البشسي هى ثفسد الكائن البشسي‪:‬‬
‫ً‬
‫بمعجى أهه واةً مخميز مخـسد‪ ،‬ؿهى مً بين الياةىاث الري ًلىٌ‪" :‬أها"‪ ،‬ؿاإلوظان ًسي هـظه مخميزا عً بلُت‬
‫ً‬
‫الياةىاث‪ ،‬هما أن ول ئوظان ًسي هـظه "أها ولِع ػيري" ؿيري هـظه مخميزا له عاإلاه الـؼير الخاؾ‪.‬‬

‫‪ -3‬الازثباط بالرات‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بمعجى أهه بدال مً أن ًيىن ػِئا ػير ذاجه مىدمجا في عالم ألاػُاء (ال ًلسز لىـظه ػِئا) ئهما هى مىحىد‬
‫ً‬
‫ؿسٍد ًخسج عً عالم ألاػُاء ؿُـبح واحدا مع ذاجه‪ ،‬ؿُحلم ذاجه‪.‬‬
‫ً‬
‫هرا عً الـلظـت الىحىدًت عمىما‪ ،‬وفي هرا اإلابحث طىدزض ؿلظـت حان بىٌ طازجس زاةد الـلظـت الىحىدًت‪،‬‬
‫وطيخحدر عً عالكت الىحىد بالجىهس والحسٍت واإلاظإولُت والراجُت وؤلاوظاهُت‪.‬‬

‫سارتر ومبدأ "الوجود يسبق الجوهر"‬


‫ماذا ٌعجي طازجس حُىما ًلىٌ بأن "الىحىد ٌظبم الجىهس"؟ ٌؼسح طازجس بأن ألاػُاء اإلاـىىعت جيىن ماهُتها أو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حىهسها طابلا لىحىدها‪ ،‬بمعجى أن هىان حعسٍـا وئدزاوا مظبلا وجخُال للمـىىع كبل أن ًىحد هرا اإلاـىىع وٍظهس‬
‫في الىحىد‪ ،‬بِىما ؤلاوظان مً وحهت هظسه ؤلالحادًت لِع بمـىىع‪ ،‬وئهما ظهس ؿجأة‪ ،‬وبالخالي وحىده ٌظبم ماهُخه‪،‬‬
‫ؿلِظذ هىان هبُعت بؼسٍت أو أي مدزن خاؾ باإلوظان ئال بعد ظهىزه ووحىده أوال؛ ًلىٌ طازجس (ؾ ‪:)12-11‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"لى جىاولىا أًا مً ألاػُاء اإلاـىىعت – مثال هرا الىخاب‪ ،‬أو طىين مً الظياهين – هجد أن الظىُىت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كد ؿىعها حسفي‪ ،‬وأن هرا الحسفي كد ؿاػها هبلا لـىسة لدًه عً الظياهين‪ ،‬وهبلا لخجسبت طابلت‬
‫في ؿىع الظياهين‪ ،‬وأن هره الخجسبت أهظبخه معسؿت هي حصء ال ًخجصأ مً الـىسة اإلاظبلت التي لدًه‬
‫عً الظياهين‪ ،‬والتي لدًه عً الظىين التي طُـىعها‪ ،‬وأن الـاوع وان ٌعسؾ ألي ش يء طدظخخدم‬
‫ً‬
‫الظىين‪ ،‬وأهه ؿىعها هبعا للؼاًت اإلاسحىة منها‪ ،‬وئذن ؿماهُت الظىين – مجمىعت ؿـاتها وػيلها‬
‫وجسهُبها والــاث الداخلت في جسهُبها وحعسٍـها – ولها طبلذ وحىدها‪ ،‬وبرلً ًيىن لهرا الىىع مً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الظياهين وحىدا معُىا خاؿا بها‪ ،‬وأهه وحىد جىىُيي‪ ،‬بمعجى أن الظىين باليظبت لي هي مجمىعت مً‬
‫الترهُباث والـىاةد‪ ،‬وهظسحي ليل ألاػُاء بهره الوسٍلت جيىن هظسة جىىُىُت ٌظبم ؿيها ؤلاهخاج على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وحىد الص يء وحىدا محللا‪ ،‬أي أهه كبل أن ًىحد الص يء البد أن ًمس على مساحل عدة في ؤلاهخاج‪".‬‬

‫زم بين طازجس (ؾ ‪ )14‬هُف ٌظبم الىحىد الجىهس باليظبت لإلوظان؛ ؿلاٌ‪:‬‬

‫"وآلان ماذا وعجي عىدما هلىٌ ئن الىحىد طابم على اإلااهُت؟‬

‫‪6‬‬
‫ً‬
‫ئهىا وعجي أن ؤلاوظان ًىحد أوال‪ ،‬زم ًخعسؾ ئلى هـظه‪ ،‬وٍحخً بالعالم الخازجي‪ ،‬ؿخيىن له ؿـاجه‪،‬‬
‫وٍخخا ز لىـظه أػُاء هي التي جحدده‪ ،‬ؿاذا لم ًىً لإلوظان في بداًت حُاجه ؿـاث محددة ؿرلً ألهه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بدأ مً الــس‪ .‬بدأ ولم ًىً ػِئا‪ ،‬وهى لً ًيىن ػِئا ئال بعد ذلً‪ ،‬ولً ًيىن طىي ما كدزه لىـظه‪".‬‬

‫زم كاٌ‪" :‬ئن ؤلاوظان ًىحىد زم ًسٍد أن ًيىن‪ ،‬وٍيىن ما ًسٍد أن ًيىهه بعد اللـصة التي ًلـصها ئلى الىحىد‪".‬‬

‫ومعجى الىالم الظابم هى أن ؤلاوظان ًخخلف عً بلُت الياةىاث بأن وحىده ٌظبم حىهسه‪ ،‬والجىهس هىا ًلـد به‬
‫طازجس أؿعاٌ ؤلاوظان وخُازاجه وؿـاجه وأهداؿه‪.‬‬

‫بُد أن لظازجس هىا كـصة ؿىسٍت بسز بها ئلحاده‪ ،‬ؿهى ًصعم بأن أطبلُت الىحىد على اإلااهُت هي مً مظلماث ول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الىحىدًين‪ ،‬زم ادعى بأن هللا ًيبغي أال ًيىن مىحىدا ألهه لى وان مىحىدا لظبلذ اإلااهُت الىحىد‪ ،‬ذلً ألهه لى وحد‬
‫ً‬
‫ئله لياهذ ماهُت ؤلاوظان مىحىدة عىد الخالم كبل وحىد ؤلاوظان‪ ،‬وبالخالي طُيىن ؤلاوظان مـىىعا بؼيل معين‪،‬‬
‫ً‬
‫بماهُت مظبلت‪ ،‬بلالب حاهص‪ ،‬والتي طُدخل مً كمنها أهه ال حسٍت له‪ ،‬ووأن هرا اإلابرز واؿُا إلهياز وحىد هللا!‬

‫وللسد أبدأ مً شعم طازجس بأن ول الـالطـت الىحىدًين مجمعىن على أطبلُت الىحىد للجىهس؛ حُث كاٌ (ؾ ‪:)11‬‬
‫ً‬
‫"لىً اإلاظألت كد جخعلد‪ ،‬هظسا ألهه جىحد هىان ؿلظـخان للىحىدًت‪ ،‬ولِظذ ؿلظـت واحدة‪ٌ ،‬عخىلها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ؿىـان مً الىحىدًين‪ ،‬ولِع ؿىـا واحدا منهم‪ ،‬ؿهىان الىحىدًىن اإلاظُحُىن‪ ،‬وعلى زأطهم‬
‫حابسٍل ماز طُل‪ ،‬وَظبرش‪ ،‬والازىان مظُحُان وازىلُىُان مخلـان ليازىلُىُتهما‪ ،‬وهىان‬
‫الىحىدًىن اإلالحدون‪ ،‬وعلى زأطهم هُدحس‪ ،‬والىحىدًىن الـسوظُىن‪ ،‬وأها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والىحىدًىن عمىما‪ ،‬طىاء اإلاظُحُين أو اإلالحدًً ًإمىىن حمُعا أن الىحىد طابم اإلااهُت‪ ،‬أو أن‬
‫الراجُت جبدأ أوال ‪". . .‬‬
‫ً‬
‫ئن هالم طازجس بأن حمُع الىحىدًين ًخـلىن بأن "الىحىد ٌظبم الجىهس" ٌعخبر هالما مً مبالؼاث طازجس‪ ،‬ؿأطلىب‬
‫ً‬
‫طازجس في عسق كىاعاجه أحُاها ًمُل ئلى الخعمُم واإلابالؼت‪ ،‬ؿأبىه السوحي هُدحس (وهى الري حعله طازجس على زأض‬
‫الىحىدًين اإلاالحدة في هالمه الظابم) اخخلف مع طازجس في هرا اإلابدأ‪ ،‬بل ئن هُدحس اهخلد طازجس في "زطالت عً‬
‫وبين بأن طازجس أطاء ؿهمه في الجىهس والىحىد (حُث أخرها طازجس عىه)‪ ،‬بل وؿهم طازجس لهره اإلابادب‬‫ؤلاوظاهُت" ّ‬
‫ً ّ‬
‫ئهما هى ؿهم جللُدي حدا‪ ،‬وعلم علُه‪" :‬ئن عىع عبازة مُخاؿيزًلُت جبلى عبازة مُخاؿيزًلُت"‪ ،‬وهى حعلُم مىه على‬
‫أطلىب طازجس حُىما ًحاوٌ حل مؼيلت ما ؿُلع في هـع اإلاىهج الري اهخلده‪ ،‬ؿـي هخابه الؼهير "الىُىىهت والصمً"‬
‫لم ًلل هُدحس بأن "الىحىد ٌظبم الجىهس"‪ ،‬بل ولم ًلل العىع بأن "الجىهس ٌظبم الىحىد"‪ ،‬وئهما وان زأي‬
‫هُدحس مخخلف مع السأًين‪ ،‬ئهه ًلىٌ بالحسؾ‪" :‬حىهس الداطين (ًلـد ؤلاوظان) ًلبع في وحىده" ( ’‪“The ‘essence‬‬

‫”‪ ،)of Dasein lies in its existence‬أي أن حىهس ؤلاوظان في وحىده ولِع كبله وال بعده‪ ،‬ؿبمجسد وحىده ًيىن معه‬
‫ً‬
‫حىهسه! وهى هالم مخالف جماما إلاا ؿهمه طازجس هما هى واضح‪ ،‬وٍبدو لي أن اطخيخاج طازجس الخاهئ لهُدحس ئهما‬

‫‪7‬‬
‫طببه الداؿع الىـس ي لدي طازجس (طىاء بلـد أو بؼير كـد هعملُت مً عملُاث الالواعي)‪ ،‬والري أزاد أن ًجعل‬
‫ؤلاوظان ال حىهس له أؿالت حتى ًىظـه في الـىس ؤلالحادي‪.‬‬

‫ئذن هرا زد على الادعاء ألاوٌ الري ادعى ؿُه طازجس بأن "حمُع الىحىدًين" ًخـلىن في وىن الىحىد ٌظبم الجىهس‪،‬‬
‫ً‬
‫بل بُيذ هُف طازجس أطاء الـهم أؿال‪ ،‬والادعاء الثاوي هى ادعاءه بأن هللا لم ًخلم ؤلاوظان وئال لصم ذلً اطدباق‬
‫الجىهس للىحىد؛ حُث كاٌ طازجس (ؾ ‪:)14-12‬‬

‫"بمعجى أهه عىدما ًخلم ؿهى ٌعسؾ جمام اإلاعسؿت ما ًخلله‪ ،‬ؿاذا ؿىس في خلم ؤلاوظان‪ ،‬ؿان ؿىسة‬
‫ؤلاوظان جترطب لدي هللا‪ ،‬هما جترطب ؿىسة الظىين في علل الـاوع الري ًـىعها‪ ،‬بحُث ًأحي خللها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هبلا إلاىاؿـاث خاؿت وػيل معين‪ ،‬وهىرا هللا ؿاهه ًخلم ول ؿسد هبلا لـىسة مظبلت عً هرا‬
‫الـسد ‪ . . .‬لىً الىحىدًت اإلالحدة‪ ،‬والتي أمثلها أها‪ ،‬حعلً في وكىح وحالء ّ‬
‫جامين‪ ،‬أهه ئن لم ًىً هللا‬
‫ً‬
‫مىحىدا‪ ،‬ؿاهه ًىحد على ألاكل مخلىق واحد كد جىاحد كبل أن جخحدد معاإلاه وجبين‪ ،‬وهرا املخلىق‬
‫ً‬
‫هى ؤلاوظان‪ ،‬أو هما ًلىٌ هُدحس‪ :‬الىاكع ؤلاوظاوي‪ ،‬بمعجى أن وحىده وان طابلا على ماهُخه‪".‬‬

‫وٍسد حىن ماوىزي في هخابه “الىحىدًت” (ؾ ‪ )82‬على هره اللـصة الظازجسٍت ؿُلىٌ‪:‬‬

‫"ومً هىا وان احخجاج طازجس مً أهه لى وان ألامس على خالؾ ذلً أعجي لى وان هللا كد ؿسق على‬
‫ؤلاوظان »ماهُخه« على هحى ما‪ ،‬إلاا وان لإلوظان في هره الحالت وحىد حلُلي‪ ،‬بل ليان مجسد ش يء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مـىىع وئن وان الـاوع في هره الحالت هى خاللا مـازكا لهرا العالم‪ .‬وٍمىً في اعخلادي السد على‬
‫طازجس في هره الىلوت بلىلىا أن اإلاظألت هاهىا ال جخعلم »بـسق« ماهُت على ؤلاوظان‪ ،‬وأن »هُدحس«‬
‫وان على ألازجح محلا عىدما ذهب ئلى أن »طازجس« ٌظخخدم هىا ؿىسحي الىحىد واإلااهُت بوسٍلت‬
‫ً‬
‫جللُدًت حدا‪".‬‬

‫ؿخالؿت السد على طازجس هى أن خلم هللا لإلوظان ال ججعل له ماهُت معُىت‪ ،‬ؿاهلل لم ًخلم ؤلاوظان في طلىهه على‬
‫هموُت معُىت‪ ،‬وعم هىان أػُاء حعلها هللا ؿيها هموُت‪ ،‬ولِع لعللُت طازجس أن جىىسها ئال لى وان الجىىن حلُـها‪،‬‬
‫وهى أهىا حُىما هلىٌ ولمت "ئوظان" ؿاهىا هلـد بها معجى ما‪ ،‬هرا اإلاعجى له ماهُخه الخاؿت به‪ ،‬ؿحُىما هلىٌ ئوظان‬
‫ً‬
‫ؿاهىا ال هلـد الظىين‪ ،‬وئهما ذلً الياةً الخي الري ًدىـع‪ ،‬وله زحلين وٍدًً‪ ،‬وعلال ًـىس به‪ ،‬وأحاطِع‪،‬‬
‫ً‬
‫ومؼاعس‪ ،‬وكابلُت للىوم‪ ،‬ؿهىان حُىاث مؼسوطت في ول ئوظان هي التي حعلخه هرلً‪ ،‬بل أهذ أوٌ ما حؼاهد هـال‬
‫ً‬
‫زكُعا لم ًدؼيل بعد بالبِئت جدزن مباػسة بأهه ئوظان‪ ،‬وعم وأما ما ًلـده طازجس مً اإلااهُت هي طلىن ؤلاوظان‪،‬‬
‫ً‬
‫وما حؼيل الحلا مً طماث وأوؿاؾ‪ ،‬ؿاهه في وكذ الحم لىً لِظذ هره هي اإلااهُت اإلالـىزة على ؤلاوظان‪ ،‬وئهما‬
‫هما ذهسث جبدأ ماهُخه مً وحىده في بوً أمه بمىاؿـاث بؼسٍت‪ ،‬أي أن اإلااهُت جبدأ مع وحىد ؤلاوظان‪ ،‬بل ئن‬
‫ً‬
‫اإلااهُت باإلاـهىم الظازجسي (أي أؿعاله وأؿيازه التي حؼيل عليها الحلا) لِظذ مما حبلها هللا على ؤلاوظان‪ ،‬وئهما خلم‬

‫‪8‬‬
‫ً‬
‫لإلوظان اللابلُت لها‪ ،‬وله الحسٍت في خُازاجه‪ ،‬ؿىُف لظازجس أن ًحاجج بأهه لى وان ؤلاوظان مخلىكا لياهذ ماهُخه‬
‫جلً طابلت على الىحىد؟!‬

‫مفهوم الحرية والمسؤولية لدى سارتر‬


‫ً‬
‫بما أن الىحىد ٌظبم اإلااهُت (أو الجىهس) ؿىحىد ؤلاوظان كبل الدؼيل طِخخر الحلا جلً اإلااهُت‪ ،‬ولىً هُف‬
‫طُأخر جلً اإلااهُت؟ عبر الاخخُاز‪ ،‬أو باألصح عبر حسٍخه في ذلً الاخخُاز‪ ،‬ئهه طُخخاز ما هي الظلىهُاث التي‬
‫طُـعلها‪ ،‬وما هي ألاهداؾ التي طِظتهدؿها‪ ،‬وهره الحسٍت هى مظإوٌ عنها وحده‪ ،‬ؿهى اإلاظإوٌ عً اللسازاث التي‬
‫طِخخرها‪ً ،‬لىٌ طازجس (ؾ ‪:)15‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"ألهىا هلىٌ ئن ؤلاوظان ًىحد أطاطا زم ًيىن‪ ،‬وهى ًيىن ػِئا‪ً ،‬مخد براجه هحى اإلاظخلبل‪ ،‬وهى‬
‫ٌعي أهه ًمخد بها ئلى اإلاظخلبل‪ ،‬ؿاإلوظان مؼسوع‪ ،‬مؼسوع ًمخلً حُاة ذاجُت‪ ،‬بدال مً أن ًيىن‬
‫ً‬
‫ػِئا والوحلب‪.‬‬
‫ً‬
‫وكبل أن ًيىن ؤلاوظان مؼسوعا لم ًىً هىان ما ًىحد مىه‪ ،‬وال حتى في طماء الرواء‪ :‬ئن ؤلاوظان‬
‫لً ًحلم لىـظه الىحىد‪ ،‬ولً ًىاله‪ ،‬ئال بعد أن ًيىن ما يهدؾ ئلى أن ًيىهه ‪ . . .‬ؿاذا وان الىحىد‬
‫حلُلت أطبم على اإلااهُت ؿاإلوظان مظإوٌ عما هى علُه‪ ،‬وئذن جيىن أولى آزاز الىحىدًت اإلاترجبت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫على ذلً هي وكعها »ول ؿسد وؿُا على هـظه مظإوال عما هي علُه مظإولت واملت«‪".‬‬

‫هره الحسٍت في الاخخُاز ال حعجي مجسد اخخُاز في الرهً‪ ،‬وئهما ًلـد طازجس ألاعماٌ التي اخخاز عملها؛ ولرلً كاٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعمال ؿلِع بىاكع‪ ،‬زم ّ‬ ‫ً‬
‫علب كاةال (‪، 41-38‬‬ ‫طازجس (ؾ ‪" :)38‬ال واكع خازج العمل‪ ،".‬أي ما لم ًىً الاخخُاز ؿعال‬
‫‪:)43‬‬

‫"وهي [أي الـلظـت الىحىدًت] جرهب ئلى أبعد مً ذلً‪ ،‬ؿخلىٌ ئن ؤلاوظان لِع ئال مؼسوع‬
‫الىحىد الري ًخـىزه‪ ،‬ووحىده هى مجمىع ما حلله‪ ،‬وهى هـظه لي ئال مجمىع أؿعاله‪ ،‬ومجمىع‬
‫أؿعاله هي حُاجه‪ ،‬ؿهى مجمىع أؿعاله وهى حُاجه ‪ . . .‬أما عىدها هحً الىحىدًين ؿال وحىد للحب ئال‬
‫الحب الري ًبجي ذاجه‪ ،‬ولِع هىان ئمياهُت حب ئال جلً التي جظس ذاتها في حب معين‪ .‬والعبلسٍت هي‬
‫عبلسٍت حعبر عً ذاتها‪ ،‬في اإلاىخجاث الحُت التي جوالع بها العالم‪ ،‬ؿعبلسٍت مازطُل بسوطذ مثال هي‬
‫مجمىع مإلـاجه‪ ،‬وعبلسٍت زاطين هي مجمىع مظسحُاجه‪ ،‬ال ش يء مً عبلسٍتهما لِع ئال ما هخباه‪ .‬أم‬
‫اللىٌ بأن زاطين وان مً اإلامىً أن ًىخب مظسحُت لم ًىخبها‪ ،‬ؿلىٌ ال معجى له‪ ،‬ألهه لى وان‬
‫ٌظخوُع هخابتها ِؿل َم لم ًىخبها؟ ‪ . . .‬حظخوُعىن أن جخلـىا ئلى أن الىحىدًت لِظذ ؿلظـت جأمل‬
‫ً‬
‫وطيىن‪ ،‬ألنها جحدد ؤلاوظان هبلا إلاا ًـعل ‪ . . .‬وهي جدؿع ؤلاوظان للعمل‪ ،‬وال جثيُه عىه‪ ،‬بل ئنها ال‬
‫ً‬
‫جسي له أمال ئال في العمل‪ ،‬ؿالعمل هى طبب اطخمساز ؤلاوظان في الحُاة‪".‬‬

‫‪9‬‬
‫هما ب ّين طازجس بأن جلً اإلاظإولُت جخلمً الحسٍت‪ ،‬ولىىه بالؽ بؼدة (مبالؼت ػير واكعُت) بأن جلً الحسٍت جإزس على‬
‫حمُع البؼسٍت في اخخُازاتها بل هي جلصمهم بها!! ًلىٌ طازجس (ؾ ‪:)17-16‬‬

‫"وعىدما هلىٌ بأن ؤلاوظان مظإوٌ عً هـظه ؿىحً ال وعجي أهه مظإوٌ ؿلى عً شخـه‪،‬‬
‫ولىىه مظإوٌ هرلً عً ول الىاض‪ ،‬ؿيلمت ذاجُت ال ًيبغي أن جـهم ئال على معىُين‪ ،‬ولىً‬
‫خـىمىا ال ًأبهىن ئال إلاعجى واحد مً اإلاعىُين‪ ،‬وٍىحهىن له الىلد‪.‬‬
‫ئن الراجُت حعجي حسٍت الـسد الىاحد مً حهت‪ ،‬وأن ؤلاوظان ال ٌظخوُع ججاوش ذاجِخه ؤلاوظاهُت مً‬
‫حهت أخسي‪ ،‬واإلاعجى الثاوي هى اإلاعجى ألاعمم في الىحىدًت‪.‬‬
‫ً‬
‫وعىدما هلىٌ ئن ؤلاوظان ًخخاز لىـظه‪ ،‬ال وعجي أن هال مىا ًجب أن ًخخاز لىـظه‪ ،‬بل هحً وعجي‬
‫أهه ًخخاز لىـظه‪ ،‬وهى ئذ ًخخاز لىـظه ًخخاز ليل الىاض‪ ،‬ألن ؤلاوظان في الىاكع‪ ،‬وهى ًمازض‬
‫ّ‬
‫الاخخُاز وي ًخلم هـظه هما ًسٍد لىـظه‪ ،‬ال ًىحد مما ًمازطه ؿعل واحد ػير خالق ‪ . . .‬ؿلى هىذ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عامال مً العماٌ مثال‪ ،‬واخترث الاهلمام ئلى هلابت مظُحُت بدال مً هلابت ػُىعُت‪ ،‬ولى هىذ‬
‫باهلمامي هرا أزٍد أن أكىٌ ئن خلىع ؤلاوظان لللاء هللا وكدزه هى أوظب الحلىٌ اإلاىاؿلت‬
‫لإلوظان ‪ . . .‬ؿان اهلمامي هرا وداللالجه ال جلصمجي أها وحدي‪ ،‬بل جلصم ؤلاوظاهُت ولها‪ ،‬ئن‬
‫الخلىع لللاء هللا وكدزه هى ئزادحي ليل الىاض‪ ،‬وعملي هرا هى ئلصام ليل البؼسٍت‪.‬‬
‫ً‬
‫أو لىأخر حالت مً الحاالث الصخـُت‪ ،‬ولىـترق أوي كسزث أن أجصوج وأهجب أوالدا‪ ،‬ؿان كسازي‬
‫هرا ولى أهه هابع مً مىكـي‪ ،‬أو مً عاهـتي أو زػبتي‪ ،‬ؿاهجي ألصم به هـي‪ ،‬وألصم به ؤلاوظاهُت‬
‫حمعاء‪ :‬أن جأخر بـىسة الصواج؛ ؿأها مظإوٌ ئذن عً هـس ي وعً ول الىاض‪ ،‬وأها أخلم ؿىزة‬
‫معُىت إلاا ًجب أن ًيىن علُه ؤلاوظان‪ ،‬وهما أزٍده أن ًيىن؛ ؿباخخُازي لراحي وئبداعي لىـس ي‪،‬‬
‫أخخاز ؤلاوظان وأبدع الـىزة التي ًجب أن ًيىن عليها‪".‬‬

‫وبالوبع حلب طازجس هىا ألاػُاء التي ٌعترق عليها اإلاظُحُت والصواج (وهي زطالت مىه احرز مً اإلاظُحُت والصواج‬
‫ً‬
‫ؿاهً ئن ؿعلتها طخلصم البؼسٍت حمعاء!)‪ ،‬ولواإلاا عاغ طازجس مع دي بىؿىاز مً ػير شواج‪ ،‬بل وان زاؿلا إلابدأ الصواج‬
‫ً‬
‫أؿال وَعخبره مً اللُىد التي وكعها املجخمع‪ ،‬والحسٍت لدي الىحىدًت هي حسٍت موللت ال كُىد عليها‪ ،‬وهىا لِع مً‬
‫العجب أن جتهم الىحىدًت بأنها مبدأ ًدعىا ئلى الاهحالٌ الخللي؛ ؿهاهى طازجس ًلىٌ (ؾ ‪:)63 ، 26-24‬‬

‫"ئن الىحىدًت جلىٌ ئن عدم وحىد هللا معىاه عدم وحىد اللُم اإلاعلىلت هرلً‪ ،‬وعدم وحىد‬
‫َ‬
‫الخير بـىزة مظبلت ك ْب ِلُت‪ ،‬ألن عدم وحىد هللا معىاه عدم وحىد وحدان وامل ال مخىاه ٌعلل‬
‫ً‬
‫ذلً الخير‪ .‬وهىرا ًـبح اللىٌ بىحىد الخير‪ ،‬أو بىحىب الـدق والنزاهت‪ ،‬كىال ال معجى له‪ ،‬ألهىا‬
‫هـير حُاٌ وحىد ئوظاوي بحذ ال دخل ؿُه لىحىد هللا أو للُم مـدزها هللا‪.‬‬
‫ً‬
‫وللد هخب دطخىٍـظيي مسة‪" :‬ئن هللا ئذا لم ًىً مىحىدا ؿيل ش يء مباح" وما هخبه دطخىٍـظيي‬
‫هى الىلوت التي جىولم منها الىحىدًت‪ ،‬والتي حعخلد ؿيها أن ئهياز وحىد هللا ٌعجي أن ول ش يء ًـير‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ؿعال مباحا‪ ،‬وأن ؤلاوظان ًـبح وحُدا مهجىزا‪ ،‬ال ًجد داخل ذاجه أو خازحها أًت ئمياهُت ًدؼبث‬
‫بها وٍىدؼف ؿيها أن ال عرز له‪ ،‬ألهه ما دام الىحىد ٌظبم اإلااهُت حلُلت ؿاهه ال عرز لإلوظان‬
‫‪10‬‬
‫باحالت طلىهه وجـظير أطباب جـسؿه ئلى وحىد هبُعت ئوظاهُت مظبلت ومحددة الــاث‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وبمعجى آخس ًـير ول جـظير بالحخمُت جـظيرا مظخحُال – وٍـبح ؤلاوظان حسا‪ ،‬بل ًـبح هى‬
‫الحسٍت‪.‬‬
‫ومً حهت أخسي ئذا وان هللا ػير مىحىد ؿان وحىد اللُم والؼساتع التي جبرز جـسؿاجىا حظلى‬
‫ً‬
‫بالخبعُت وجـير ػير مىحىدة‪ ،‬وٍجد ؤلاوظان هـظه وحُدا ال عرز له وال ما ًبرز طلىهه‪ .‬وهرا هى‬
‫ما أعبر عىه بلىلي ئن ؤلاوظان محيىم علُه بالحسٍت‪ :‬محيىم ألهه لم ًخلم ذاجه‪ ،‬وهى حس ألهه كد‬
‫ً‬
‫ؿاز مظإوال عً ول ما ًـعل بمجسد أن جىاحد في العالم‪.‬‬
‫‪ . . .‬هحً الرًً هلىم باخخُاز كُمىا؛ ذلً ألهىا ما دمىا كد ألؼُىا وحىد هللا آلاب؛ ووان هى اإلابدع‬
‫اللدًم لللُم‪ ،‬ؿالبد أن ًيىن هىان آخس ًحل محله وٍبدع اللُم‪ .‬وكد اخترها هحً أن هبدع كُمىا‬
‫‪ . . .‬وأهذ وحدن الري حعوي للحُاة معجى‪ ،‬وكُمت الحُاة لِظذ ئال اإلاعجى الري جخخازه أهذ لها‪".‬‬
‫َ ً‬
‫وال ٌعترق طازجس على وحىد أي كُمت لللُم ؿلى بل هى ٌعخبر العىاهف ال حعخبر َحىما في ألاخالق وال حعوي كُمت‬
‫لص يء؛ ؿُلىٌ (ؾ ‪" :)24‬ئن الىحىدي ال ًإمً بلىة العىاهف‪ ،‬وال ًإمً بأن العىاهف كد جإدي باإلوظان ئلى ئزباث‬
‫ً‬
‫أعماٌ معُىت‪ ،‬عرزه ؿيها أنها ؿادزة عً عىاهف ال ًملً لها ؿدا‪ ،".‬بل وال حتى اإلاىوم ًمىً أن ًلع أي كُمت ألي‬
‫ُُ‬
‫خلم‪ ،‬وئهما وظُـت العلل ؿلى هى الحىم بالصحت والخوأ مً الىاحُت اإلاىولُت ؿلى (ؾ ‪ ،)56‬ولِع له أن ٌعوي‬
‫أي حىم مً الىاحُت ألاخالكُت‪ ،‬ؿالحىم هى ؿلى بما ًخخازه ؤلاوظان بمحم حسٍخه‪.‬‬

‫وهالم طازجس هىا عً عدم وحىد معجى لللُم هي عامت ليل اللُم ئال كُمت واحدة ؿلى‪ :‬وهي الحسٍت؛ ؿُلىٌ (ؾ ‪:)57‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"وئذا ما اعترؾ ؤلاوظان مسة بأهه مبدع اللُم وخاللها‪ ،‬ؿاهه لً ًولب ئال ػِئا واحدا ؿلى‪ :‬وهى الحسٍت‪ .‬طِىادي‬
‫ً‬
‫بالحسٍت أطاطا ليل اللُم‪ ".‬وحُىما كاٌ له أحد الحاكسًٍ في محاكسجه‪" :‬الىحىدًت مرهب ئوظاوي" بعدم الاجـاق‬
‫بين ألاخالكُاث التي ًدعىا ئليها طازجس وؿلظـخه زد علُه طازجس بأهه ال جىحد ئال أخالكُت واحدة‪" :‬هحً هلىٌ‬
‫بأخالكُاث الحسٍت!" ؿلى ال ػير‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عمىما ‪ . .‬ئن الؼعىز باإلاظإولُت ًـاحبها كللا‪ ،‬وهى كلم ئًجابي ًدعىا للعمل؛ وؿف ذلً طازجس بلىله (ؾ ‪19-18‬‬
‫‪ )23-22 ،‬بـأن‪:‬‬
‫ً‬
‫"ؤلاوظان عىدما ًلصم هـظه ججاه ش يء ما‪ ،‬وٍدزن في هـع الىكذ أن اخخُازه طُيىن اخخُازا إلاا‬
‫طُيىهه‪ ،‬وأهه ال ًخخاز لىـظه وحدها‪ ،‬بل هى مؼسوع لىـظه ًخخاز لإلوظاهُت ولها في هـع‬ ‫ّ‬
‫الىكذ – ؿـي لحظت ههره ال ًمىً لإلوظان أن يهسب مً ؤلاحظاض باإلاظإولُت الياملت العمُلت‬
‫‪ . . .‬ومً الىاضح أن الللم الري وعىُه هىا لِع هى الللم الري ًإدي ئلى الاطخياهت والالؿعل‪،‬‬
‫لىىه الللم الـافي والبظُى‪ ،‬مً الىىع الري ٌعسؿه ول مً جحمل مظإولُت مً اإلاظإولُاث في‬
‫ًىم مً ألاًام ‪ . . .‬وهرا الىىع مً الللم الري جــه الىحىدًت هى الللم الري ًبين خالٌ‬
‫ممازطت اإلاظإولُت ممازطت مباػسة ججاه آلاخسًٍ الرًً ًلصمهم الللم‪ .‬ئهه لِع بحاحص ًــلىا‬
‫عً العمل‪ ،‬ولىىه حصء مً العمل وػسن للُامه‪".‬‬
‫‪11‬‬
‫الذاتية واإلنسانية عند سارتر‬
‫هما بُيذ في مـهىم اللُم لدي طازجس أهه ال معجى لها ؿيل ئوظان ًخخاز ما ٌؼاء مً ألاخالكُاث‪ ،‬ؿيل ش يء مباح‪ ،‬وال‬
‫جىحد ػير أخالكُت واحدة؛ وهي الحسٍت‪ ،‬وهي لِظذ كُمت معواة لها بلدز ما هي حخمُت هجصء مً ئوظاهُت ؤلاوظان‪،‬‬
‫وهرا اإلاـهىم العبثي لللُم ألاخالكُت ًلىدها ئلى طإاٌ هام؛ وهى ما هي الحلُلت ئذن؟ ال جىحد ئال حلُلت واحدة عىد‬
‫طازجس ؿلى‪ ،‬وهي حلُلت موللت؛ وهي وعي ؤلاوظان براجه (وهي التي عبر عنها بالراجُت)‪ ،‬وهي مأخىذة عً وىحُخى‬
‫دًيازث (واليىحُخى في الالجُيُت حعجي "أها أؿىس")‪ ،‬ولىً دًيازث ًسي بأن اليىحُخى هى بداًت معسؿت الحلُلت‪ ،‬والتي‬
‫منها ًىولم ئلى الحلُلت اإلاوللت الري هى هللا‪ ،‬ولِع اليىحُخى عىد دًيازث هى الحلُلت اإلاوللت؛ ًلىٌ طازجس (ؾ‬
‫‪" :)44‬ؿىلوت البداًت في الـلظـت الىحىدًت هي الراجُت‪ ،‬وفي هره الىلوت ال جىحد حلُلت طىي حلُلت اليىحُخى‪:‬‬
‫»أها أؿىس‪ ،‬ؿأها مىحىد«‪ ،‬وهي الحلُلت اإلاوللت للؼعىز‪ ،‬وهى ٌعي ذاجه‪".‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وٍسي طازجس بأن الىعي بالراث أو "ئدزان ؤلاوظان لراجه ئدزاوا مباػسا" هي الحلُلت التي حعخبر أي معلىمت خازحها‬
‫مجسد احخمالُاث‪ ،‬بل حتى العلىم الحدًثت ولها جدخل في هواق الاحخماالث‪ ،‬ولِظذ بحلُلت‪.‬‬

‫وال ًلـد طازجس بالراجُت أنها الـسدًت‪ ،‬وئهما حعمل الراجُت في ظل الجماعت (وئن وان طازجس ال ٌعترؾ باللُم‬
‫الاحخماعُت‪ ،‬وئهما ًسي بأن كسازاجىا واخخُازاجىا جلصم آلاخسًٍ بل على البؼسٍت حمعاء)؛ ًلىٌ طازجس(‪:)46‬‬

‫"والراجُت التي هلىٌ بها لِظذ ذاجُت ؿسدًت‪ ،‬ألن ؤلاوظان هما كلىا ًىؼف باليىحُخى عً ذاجه‪ ،‬وعً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذاث آلاخسًٍ أًلا ‪ . . .‬وؤلاوظان الري ًىدؼف ذاجه باليىحُخى ًىدؼف أًلا ذواث آلاخسًٍ‪،‬‬
‫ً‬
‫وٍىدؼف أن ذواث آلاخسًٍ كسوزٍت لىحىد ذاجه‪ ،‬ؿهى لِع ػِئا ئن لم ٌعترؾ به آلاخسون ‪ . . .‬وأها لى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ػئذ أن أعسؾ ػِئا عً هـس ي‪ ،‬ؿلً أطخوُع ذلً ئال عً هسٍم آلاخس‪ ،‬ألن آلاخس لِع ؿلى ػسها‬
‫لىحىدي‪ ،‬بل هى هرلً ػسن اإلاعسؿت التي أوىنها عً ذاحي‪".‬‬

‫ووىن ؤلاوظان ٌعِؽ جحذ ئهاز احخماعي معين ال ٌعجي أن هىان هبُعت بؼسٍت ٌؼترن ؿيها البؼس‪ ،‬ؿظازجس ًىىس‬
‫ً‬
‫وحىد الوبُعت البؼسٍت ألهه لى اعترؾ بها ؿاهه طُيىن اعتراؿا باإلااهُت التي أهىس وحىدها اإلاظبم‪ ،‬ولىىه ًلىٌ بىحىد‬
‫ً‬ ‫"ظسوؾ عاإلاُت عامت لإلوظان"‪ ،‬وهى ّ‬
‫ٌعسؾ هره الظسوؾ العاإلاُت بأنها‪" :‬ول الحدود التي جحدد مىكف ؤلاوظان عمىما‬
‫في العالم‪ ،".‬ؿلى ولد ؤلاوظان في أي ظسؾ معين هؼجي أو ؿلير أو عبد أو طُد ئكواعي ؿان البؼس طِؼتروىن في بعم‬
‫الظسوؾ وأن ًىحدوا مً العدم‪ ،‬وأنهم طُىدحىن‪ ،‬وأنهم طُمىجىن في نهاًت اإلاواؾ‪ ،‬وبظبب عاإلاُت بعم الظسوؾ‬
‫كد هجد اجحاد بعم ألاهداؾ بين الـُجي والهىدي والصهجي وألاوزوبي‪ ،‬ؿهىان "عاإلاُت ئوظاهُت"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وهىان مـهىم آخس مسجبى براجُت ؤلاوظان‪ ،‬وهى ؤلاوظاهُت (أو بحظب مترحم الىخاب طماها بالهُىماهُت)‪ ،‬والتي‬
‫ً‬
‫ًلـد منها‪" :‬أن ؤلاوظان خازج هـظه داةما‪ ،‬وهى بامخداده خازج ذاجه‪( ".‬ؾ ‪ ،)65‬واإلالـىد منها اججاهه هحى ػاًاث‬
‫وأهداؾ خازج هـظه؛ ٌؼسحها طازجس بلىله (ؾ ‪:)66‬‬

‫"ٌظخوُع أن ًىحد بأن ٌظعى وزاء أهداؾ مخعالُت‪ ،‬ؿاإلوظان واةً مخعاٌ بوبعه‪ً ،‬خجاوش ذاجه‪،‬‬
‫وَعامل ألاػُاء معاملت مسحعها هرا الخجاوش‪ .‬ئهه ئذن في ؿمُم الخجاوش‪ ،‬ولِع هىان مً عالم آخس‬
‫ئال عالم ؤلاوظان‪ ،‬عالم الراجُت ؤلاوظاهُت‪.‬‬
‫وهره العالكت بين الخعالي هجصء مً ؤلاوظان (لِع بمعجى أن هللا مخعاٌ‪ ،‬لىً بمعجى ججاوش الراث)‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وبين الراجُت (بمعجى أن ؤلاوظان لِع مؼللا على هـظه داةما‪ ،‬ولىىه حلىز أبدي في العالم‬
‫ؤلاوظاوي) – هره العالكت هي ما وظميها بالهُىماهُت الىحىدًت‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ . . .‬وهحً وظميها باإلوظاهُت‪ ،‬ألهىا هبين له أًلا‪ ،‬أهه واوظان لً ًحلم وحىده ؤلاوظاوي باججاهه‬
‫هحى ذاجه‪ ،‬ولىىه طُحلم هرا الىحىد بخجاوشه لراجه‪ ،‬وطعُه خلف ػاًاث خازج ذاجه‪ .‬بهره‬
‫الوسٍلت وحدها ًحسز ذاجه وٍحلم وحىده واوظان‪".‬‬

‫الخاتمة‬

‫ئن محى اهخمام الىحىدًت هى ؤلاوظان‪ ،‬ومً هىا حاء الاهخمام بؼدة بحسٍخه‪ ،‬وكد وكع طازجس زلل ؿلظـخه على‬
‫مبدأ "الىحىد ٌظبم الجىهس"‪ ،‬ؿبه جخحلم حسٍت ؤلاوظان‪ ،‬ومع طازجس اػتهسث الىحىدًت في ؿسوظا في الخمظُيُاث‪،‬‬
‫وواهذ مىكت جلً ألاعىام‪ ،‬ؿلد وؼسها عبر الىخب الـلظـُت وألادبُت بل واإلاظسحُت‪ ،‬مما طاهم في حؼلؼل الـلظـت‬
‫بين املجخمع الـسوس ي آهران‪ ،‬وَعخبر زؿم طازجس لالطخعماز الـسوس ي في الجصاةس لـخت هامت في جوبُله العملي للحسٍت‬
‫في ؿلظـخه‪ ،‬ؿحاحت الىاض للـلظـت أن جنزٌ ئلى أزق الىاكع ال أن جيىن حبِظت الىخب والجدزان‪ ،‬وهرا ما حاولخه‬
‫الـلظـت الىحىدًت‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المصادر‪:‬‬

‫‪ -1‬حان بىٌ طازجس‪" ،‬الىحىدًت مرهب ئوظاوي"‪ ،‬جسحمت‪ :‬عبد اإلاىعم الحـجي‪ ،‬موبعت الداز اإلاـسٍت‪.1964 ،‬‬

‫‪ -2‬عبد السحمً بدوي‪" ،‬دزاطاث في الـلظـت الىحىدًت"‪ ،‬هبعت اإلاإطظت العسبُت للدزاطاث واليؼس‪.‬‬

‫‪ -3‬حىن ماوىزي‪" ،‬الىحىدًت"‪ ،‬جسحمت‪ :‬ئمام عبدالـخاح ئمام‪ ،‬هبعت عالم اإلاعسؿت‪.1982 ،‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬جىماض آز ؿلين‪" ،‬الىحىدًت‪ :‬ملدمت كـيرة حدا"‪ ،‬جسحمت‪ :‬مسوة عبدالظالم‪ ،‬هبعت هىداوي‪.2114 ،‬‬

‫‪ -5‬امُل بسٍُه‪" ،‬اججاهاث الـلظـت اإلاعاؿسة"‪ ،‬جسحمت‪ :‬محمىد كاطم‪ ،‬هبعت داز الىؼاؾ‪.1998 ،‬‬

‫‪ -6‬دمحم شهسٍا جىؿُم‪" ،‬حان بىٌ طازجس والـلظـت الىحىدًت"‪.‬‬

‫‪ -7‬عمس الوباع‪" ،‬وحىدًت طازجس والاخخُاز اإلالتزم اإلاظإوٌ"‪.‬‬

‫‪ -8‬مىطىعت الىٍىُبُدًا ؤلاهجليزًت ‪ www.wikipedia.com‬جحذ عىىان )‪.)Existentialism‬‬

‫‪14‬‬

You might also like