You are on page 1of 7

‫شعارنا هو الحب‬

‫لقد بدأ وجودنا بالحب‪ ،‬فالنفخة من روح هللا‬


‫لتهب آدم الحياة كانت قمة الحب‪ ،‬واستمرار‬
‫وجودنا ايضا ال يتحقق إال بالحب‪.‬‬

‫محاضرة يوم االحد بتاريخ ‪5/4/2020‬‬


‫مادة‪ :‬اضطرابات تواصل‬
‫الفرقة الثالثة‪ :‬تكنولوجيا التعليم‬
‫موضوع المحاضرة‪ :‬اضطرابات النطق ( ممارسة الكالم )‬
‫د‪ /‬وحيد مصطفى‬
‫تعريف النطق‪:‬‬
‫يشير النطق إلى تلك العملية التي يتم من خاللها تشكيل األصوات ( اللبنات األولى للكالم ) الصادرة عن الجهاز‬
‫الصوتي كي تظهر في صورة رموز تنتظم بصورة معينة‪ ،‬وفي أشكال وأنساق خاصة وفقا ً لقواعد متفق عليها‬
‫في الثقافة التي ينشأ فيها الفرد‪ .‬فاألصوات تعد الخامة األساسية للكالم‪ ،‬وهي تخرج مصحوبة بهواء الزفير‪،‬‬
‫وتتعرض لمجموعة كبيرة من العمليات تشترك فيها عدة أجهزة منها الجوف‪ ،‬والحلق‪ ،‬والفم‪ ،‬واللسان‪،‬‬
‫واألسنان‪ ،‬والشفتان‪ ،‬واألنف‪ ..‬ويسفر ذلك عن خروج األصوات في صورة رموز ( تقابل حروف التهجي )‬
‫متمايزة عن بعضها؛ لكل منها خصائص وصفات تميزه عن غيره‪ .‬ويصعب على الفرد ممارسة الكالم بصورة‬
‫صحيحة ومثمرة قبل أن يتعلم كيفية إخراج األصوات أي نطقها بصورة تتفق مع تلك القواعد‪.‬‬

‫وهكذا فإن كان الصوت يمثل اللبنة األساسية التي يتكون منها الكالم‪ ،‬فإن عملية النطق تماثل عملية البناء التي تتضمن وضع اللبنات‬
‫وتركيبها مع بعضها وفقا ً لنظام معين كي تكون الجدران‪ ،‬بحيث إذا حدث خلل في ذلك التنظيم فإنه يسفر عن خلل في البناء كله‪ .‬وبالمثل‬
‫يجب أن تتم عملية تشكيل األصوات وإخراجها بصورة دقيقة تتفق مع النظام والقواعد المعمول بها في الثقافة التي ينشأ فيها الطفل‪ ،‬ولعل‬
‫ذلك يوضح أهمية هذه العملية وخطورتها بالنسبة للكالم العادي‪ ،‬وكذلك لتشخيص ما قد تتعرض له هذه العملية من اضطراب؛ بل ودائما ً‬
‫نربط إضطرابات الكالم بإضطرابات النطق‪.‬‬
‫أجهزة النطق‪:‬‬
‫يخرج هواء الزفير من الرئتين مصحوب باألصوات التي يصدرها جهاز الصوت‪ ،‬وهي أصوات خام غير متمايزة‪،‬‬
‫وتقوم أجزاء جهاز النطق بتشكيلها كي تخرج في صورة أصوات معينة ومفهومة ومتمايزة تحدث الكالم الشفهي‬
‫العادي‪ ،‬ويشمل ذلك اللسان‪ ،‬والشفتان‪ ،‬واألسنان‪ ،‬والفك والحنك‪ ،‬وفيما يلي نستعرض هذه األجزاء بشيء من‬
‫اإليجاز‪.‬‬

‫‪-1‬اللسان‪:‬‬
‫يشغل اللسان معظم فراغ التجويف الفمي‪ ،‬وهو يحتوي على مجموعة من العضالت التي تمكنه من تغيير شكله ووضعه بسهولة ( إلى أعلى‪،‬‬
‫وإلى أسفل‪ ،‬وإلى الخارج‪ ،‬وإلى الداخل ) ويتخذ أشكاالً مختلفة ( مقعراً‪ ،‬محدباً‪ ،‬مفلطحا ً‪ ) ..‬وتأتي العضالت الخارجية للسان من أماكن مختلفة‬
‫مثل العظم الالمي ( عظم قاعدة اللسان )‪ ،‬وهي تنغرس في اللسان فتمكنه من الحركة إلى أعلى وإلى أسفل‪ ،‬واالنثناء ( اإللتواء )‪ ،‬واإلنكماش‪.‬‬
‫ويؤثر وضع اللسان في تشكيل األصوات ورنينها بصورة عامة؛ حيث تمثل أجزاءه المختلفة ( أقصى اللسان‪ ،‬وسطه‪ ،‬وطرفه ) المخارج‬
‫األساسية لمعظم أصوات حروف الكالم ( سواء الساكنة منها أو المتحركة )‪ ،‬بينما يشترك بصورة أو بأخرى في تشكيل األصوات األخرى‪،‬‬
‫وبدون الحركة والوضع الدقيق للسان يصعب حدوث عملية النطق بصورة صحيحة‪.‬‬
‫‪-2‬الشفتان‪:‬‬
‫تمثل الشفتان المنفذ الرئيسي للفم‪ ،‬حيث تتحكمان في فتحه أو غلقه‪ ،‬وهما أيضا ً تمثالن نهاية جهاز النطق إذ‬
‫نظرنا إليه من الداخل إلى الخارج‪ ،‬وتلعبان دورا ً أساسيا ً في عملية الكالم وتشكيل كثير من أصواته ( ب‪ ،‬م‪ ،‬ف‪)..‬‬
‫وإعطائها الرنين المميز لها‪.‬‬
‫ويساعد وضع الشفتان على قيامهما بدورهما في عملية الكالم إلى حد كبير‪ ،‬حيث تقع الشفاه السفلى عند نهاية‬
‫القواطع األمامية من األسنان مباشرة‪ ،‬بينما تغطي الشفاه العليا الفك العلوي‪ ،‬وتلتقي الشفتان عند إلتقاء حافتي‬
‫األسنان في الفكين العلوي والسفلي‪ .‬وتتصل الشفتان ببعض عضالت الوجه التي تمكنهما من الحركة إلى أعلى‬
‫وإلى أسفل أو إلى الخارج و إلى الداخل‪ ،‬وتتخذ أشكاال مختلفة دائرية‪ ،‬وبيضاوية‪ …،‬حسب مقتضيات عملية‬
‫النطق ( مخارج أصوات الحروف )‪ ،‬أو تعبيرات الوجه االنفعالية‪ ،‬مثل االبتسام‪ ،‬والتقبيل‪ ،‬والمضغ‪ ،‬والمص‬
‫والشفط‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫‪- 3‬األسنان‪:‬‬
‫تتخذ نهاية سقف الحلق الصلب ( الحنك ) شكالً دائريا ً من األمام لتمثل السنخ الذي يعد مقبسا ً ( مكانا ً ) لنمو الزوائد العظمية بالفك العلوي‬
‫وهي األسنان‪ .‬وبالمثل يوجد صف آخر من هذه األسنان تتصل بالفك السفلي‪ ،‬وهي تقوم بدورا ً هاما ً في عملية النطق‪ ،‬فضالً عن دورها‬
‫األساسي في قطع الطعام ومضغه‪ .‬وتسهم األسنان بوجه أساسي في تشكيل بعض أصوات حروف الكالم سواء بنفسها أو بإشتراكها مع‬
‫أجزاء النطق االخرى مثل الشفتان واللسان‪.‬‬
‫وسوف نناقش ذلك بشيء من التفصيل أثناء الحديث عن عملية النطق ( مخارج أصوات الحروف )‪.‬‬
‫‪-4‬الفك السفلي‪:‬‬
‫يتكون هذا الفك من إطار عظمي صلب ينتهي باللثة واألسنان من األمام‪ ،‬ويتصل بالوجه بعضالت وغضاريف‬
‫تساعده على الحركة إلى أعلى وإلى أسفل كي يغلق التجويف الفمي ويفتحه بالسرعة المناسبة لمقتضيات عملية‬
‫النطق والكالم؛ حيث تعمل هذه الحركة على تغيير شكل التجويف الفمي وحجمه وفقا ً لطبيعة مخارج أصوات‬
‫الحروف‪.‬‬

‫ويستطيع اإلنسان العادي التحكم في حركة الفك السفلي بحيث يحركه بسرعة وبالتناسق مع حركة الشفتين واللسان‪ ،‬كما يمكنه التحدث أثناء‬
‫وجود الطعام في فمه من خالل التحكم في حركة الفك السفلي واللسان أيضا ً‪ .‬وبصورة عامة فلكي تتم عملية النطق والكالم بصورة صحيحة (‬
‫مصحوبة بالرنين المناسب لألصوات )‪ ،‬فال بد وأن يتحرك هذا الفك بإستمرار وبإنتظام‪ ،‬وبالتالي إذا حدثت أي مشكلة له ( كأن يصاب بالشلل‬
‫مثالً ) فإن ذلك يعوق اإلنسان عن ممارسة النطق والكالم بصورة مناسبة ويظهر الصوت ضعيفا ً ومكتوما ً‪.‬‬
‫ه‪-‬سقف الحلق‪:‬‬
‫يتكون سقف الحلق من جزأين أحدهما عظمي صلب من األمام ( الحنك ) ويتصل به جزء عضلي رخو من الخلف‪ ،‬وينتهي سقف الحلق‬
‫الصلب من األمام بالسنخ ( منابت األسنان )‪ ،‬ويمثل الجدار األساسي لغرفة الرنين بالتجويف الفمي ألنه يتخذ شكل القبة‪ ،‬مما يتيح للسان‬
‫حرية الحركة داخل هذا التجويف وفقا ً لمتطلبات عملية النطق وتشكيل أصوات حروف الكالم‪ .‬أما سقف الحلق الرخو فيتصل بالجمجمة‬
‫والبلعوم بأربعة عضالت خارجية تحركه إلى أعلى وإلى أسفل أثناء التنفس وعند خروج األصوات األنفية‪ ،‬وغالبا ً يطلق على هذا الجزء (‬
‫سقف الحلق الرخو وعضالته األربعة ) اللهاة‪ ،‬وهو يلعب دورا ً أساسيا ً في تنظيم خروج األصوات من التجويف الفمي أو األنفي‪ ،‬ورنينها‪،‬‬
‫فضالً عن عملية التنفس ذاتها‪.‬‬
‫أسباب إضطرابات النطق‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أسباب تتعلق بمرحلة اإلستقبال‪ :‬عوامل بيئية ‪ /‬اعاقة سمعية‬
‫ثانيا ً‪ :‬أسباب تتعلق بمرحلة المعالجة‪:‬العصب السمعى‪ /‬الفص الصدغى بالمخ لفهم الكالم‪ /‬والفص الجبهى المسئول‬
‫عن الكالم‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬أسباب تتعلق بمرحلة اإلرسال ( ممارسة الكالم )‪:‬‬
‫أ‪-‬إصابة الجهاز التنفسي‪:‬‬
‫يعد هذا الجهاز من أكثر األجهزة حساسية للتغيرات البيئية‪ -‬خاصة فيما يتعلق بالمناخ – وتأثرا ً بها؛ نظرا ً لتعامله مع‬
‫الهواء الجوي مباشرة‪ .‬كما تؤثر على إنتظام عملية التنفس بالمعدل المناسب لممارسة الكالم‪ ،‬مثل تلك التي تحدث‬
‫بصورة مؤقتة أثناء اإلصابة بنزالت البرد؛ حيث الكحة‪ ،‬وسرعة التنفس‪ ،‬وقصر عمود هواء الزفير مما يجعل الكالم‬

‫متقطعاً‪ ،‬ومضطربا ً‪ .‬وقد تستمر تلك الحالة عند إصابة الرئتين بمرض مزمن مثل الدرن‪ ،‬أو االلتهاب الرئوي الشديد‪ ،‬أو الربو الذي يجعل الفرد‬
‫ضيق الصدر‪ ،‬ويتعرض ألزمات تنفسية نتيجة الكحة المستمرة‪ ..‬وكل ذلك يؤثر على عملية نطق األصوات وتشكيلها‪ ،‬وكذلك تنظيمها في كلمات‬
‫مستمرة ومفهومة‪.‬‬
‫ب‪-‬إصابة الجهاز الصوتي‪:‬‬
‫يضم هذا الجهاز الحنجرة واألحبال الصوتية التي تضطلع بمهمة إصدار األصوات الالزمة للكالم‪ ،‬وبالتالي فأي إصابات يتعرض لها هذا الجهاز‬
‫تؤثر على إنتاج اللبنات األولى لعملية الكالم فتلحق بها كثير من اإلضطرابات‪ .‬أهم أمراض الحنجرة التي قد تسبب اضطرابات النطق والكالم على‬
‫النحو التالي‪ :‬العيوب الخلقية في الحنجرة‪ /‬إصابات الحنجرة‪/‬إلتهاب الحنجرة‪ /‬عُقد األحبال الصوتية‪ /‬إختالل أعصاب األحبال الصوتية‪ :‬سواء‬
‫المسؤولة عن األحساس أو أعصاب الحركة‪ ،‬أو أعصاب التآزر‪ /‬شلل األحبال الصوتية‪.‬‬
‫مظاهر اضطرابات النطق‪:‬‬
‫‪-1‬الحذف‪:‬‬
‫يتضمن الحذف نطق الكلمة ناقصة حرفا ً أو أكثر‪ ،‬وغالبا ً يتم حذف الحروف األخيرة من الكلمة‪ ،‬مما يؤدي إلى صعوبة فهم كالم الطفل‪.‬مثل‪ :‬نطق‬
‫الطفل مك بدال من سمكة كت مك – بدال من أكلت سمك‬
‫‪ -2‬التحريف‪ /‬التشويه‪:‬‬
‫يتضمن التحريف نطق الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادي بيد أنه ال يماثله تماماً‪ ،‬مثال‪ :‬مدرسة – تنطق – مدرثة‪.‬‬
‫ضابط – تنطق – ذابط‬
‫كما يتعذر على الطفل نطق أصوات مثل س ‪ ،‬ز ‪.‬‬
‫مثل‪ :‬سامي‪ ،‬سهران‪ ،‬زهران‪ ،‬ساهر‪ ،‬زاهر‪ ،‬زايد‪.‬‬
‫‪ -3‬االبدال‪ :‬يتضمن اإلبدال نطق صوت بدال من آخر عند الكالم‪ .‬وفي كثير من الحاالت يكون الصوت غير الصحيح مشابها ً بدرجة كبيرة للصوت‬
‫الصحيح؛ من حيث المكان‪ ،‬وطريقةالنطق وخصائص الصوت‪ ( .‬مثال‪ :‬أحط بيها بدال من أحط فيها‪ ،‬تلت سمك بدال من كلت سمك ؛ الجل بدال من‬
‫رجل ؛ دبنه بدال من جبنة ‪ ،‬ساي بدال من شاي )‪.‬‬
‫‪-4‬اإلضافة‪:‬‬
‫يتضمن هذا االضطراب إضافة صوتا ً زائدا ً إلى الكلمة‪ ،‬وقد يسمع الصوت الواحد و كأنه يتكرر‪ .‬مثال سصباح الخير‪ ،‬سسالم عليكم‪ ،‬قطات…‬
‫‪THANK YOU‬‬ ‫ه‪-‬التقديم‪:‬‬
‫وذلك بتقديم حرف على اآلخر ( باميه – بايمه ‪ ،‬نبوية – بنوية ) يظهر هذا االضطراب بعد الثانية ويختفي تدريجيا ً بعد الخامسة‪.‬‬

You might also like