Professional Documents
Culture Documents
وهكذا فإن كان الصوت يمثل اللبنة األساسية التي يتكون منها الكالم ،فإن عملية النطق تماثل عملية البناء التي تتضمن وضع اللبنات
وتركيبها مع بعضها وفقا ً لنظام معين كي تكون الجدران ،بحيث إذا حدث خلل في ذلك التنظيم فإنه يسفر عن خلل في البناء كله .وبالمثل
يجب أن تتم عملية تشكيل األصوات وإخراجها بصورة دقيقة تتفق مع النظام والقواعد المعمول بها في الثقافة التي ينشأ فيها الطفل ،ولعل
ذلك يوضح أهمية هذه العملية وخطورتها بالنسبة للكالم العادي ،وكذلك لتشخيص ما قد تتعرض له هذه العملية من اضطراب؛ بل ودائما ً
نربط إضطرابات الكالم بإضطرابات النطق.
أجهزة النطق:
يخرج هواء الزفير من الرئتين مصحوب باألصوات التي يصدرها جهاز الصوت ،وهي أصوات خام غير متمايزة،
وتقوم أجزاء جهاز النطق بتشكيلها كي تخرج في صورة أصوات معينة ومفهومة ومتمايزة تحدث الكالم الشفهي
العادي ،ويشمل ذلك اللسان ،والشفتان ،واألسنان ،والفك والحنك ،وفيما يلي نستعرض هذه األجزاء بشيء من
اإليجاز.
-1اللسان:
يشغل اللسان معظم فراغ التجويف الفمي ،وهو يحتوي على مجموعة من العضالت التي تمكنه من تغيير شكله ووضعه بسهولة ( إلى أعلى،
وإلى أسفل ،وإلى الخارج ،وإلى الداخل ) ويتخذ أشكاالً مختلفة ( مقعراً ،محدباً ،مفلطحا ً ) ..وتأتي العضالت الخارجية للسان من أماكن مختلفة
مثل العظم الالمي ( عظم قاعدة اللسان ) ،وهي تنغرس في اللسان فتمكنه من الحركة إلى أعلى وإلى أسفل ،واالنثناء ( اإللتواء ) ،واإلنكماش.
ويؤثر وضع اللسان في تشكيل األصوات ورنينها بصورة عامة؛ حيث تمثل أجزاءه المختلفة ( أقصى اللسان ،وسطه ،وطرفه ) المخارج
األساسية لمعظم أصوات حروف الكالم ( سواء الساكنة منها أو المتحركة ) ،بينما يشترك بصورة أو بأخرى في تشكيل األصوات األخرى،
وبدون الحركة والوضع الدقيق للسان يصعب حدوث عملية النطق بصورة صحيحة.
-2الشفتان:
تمثل الشفتان المنفذ الرئيسي للفم ،حيث تتحكمان في فتحه أو غلقه ،وهما أيضا ً تمثالن نهاية جهاز النطق إذ
نظرنا إليه من الداخل إلى الخارج ،وتلعبان دورا ً أساسيا ً في عملية الكالم وتشكيل كثير من أصواته ( ب ،م ،ف)..
وإعطائها الرنين المميز لها.
ويساعد وضع الشفتان على قيامهما بدورهما في عملية الكالم إلى حد كبير ،حيث تقع الشفاه السفلى عند نهاية
القواطع األمامية من األسنان مباشرة ،بينما تغطي الشفاه العليا الفك العلوي ،وتلتقي الشفتان عند إلتقاء حافتي
األسنان في الفكين العلوي والسفلي .وتتصل الشفتان ببعض عضالت الوجه التي تمكنهما من الحركة إلى أعلى
وإلى أسفل أو إلى الخارج و إلى الداخل ،وتتخذ أشكاال مختلفة دائرية ،وبيضاوية …،حسب مقتضيات عملية
النطق ( مخارج أصوات الحروف ) ،أو تعبيرات الوجه االنفعالية ،مثل االبتسام ،والتقبيل ،والمضغ ،والمص
والشفط ..إلخ.
- 3األسنان:
تتخذ نهاية سقف الحلق الصلب ( الحنك ) شكالً دائريا ً من األمام لتمثل السنخ الذي يعد مقبسا ً ( مكانا ً ) لنمو الزوائد العظمية بالفك العلوي
وهي األسنان .وبالمثل يوجد صف آخر من هذه األسنان تتصل بالفك السفلي ،وهي تقوم بدورا ً هاما ً في عملية النطق ،فضالً عن دورها
األساسي في قطع الطعام ومضغه .وتسهم األسنان بوجه أساسي في تشكيل بعض أصوات حروف الكالم سواء بنفسها أو بإشتراكها مع
أجزاء النطق االخرى مثل الشفتان واللسان.
وسوف نناقش ذلك بشيء من التفصيل أثناء الحديث عن عملية النطق ( مخارج أصوات الحروف ).
-4الفك السفلي:
يتكون هذا الفك من إطار عظمي صلب ينتهي باللثة واألسنان من األمام ،ويتصل بالوجه بعضالت وغضاريف
تساعده على الحركة إلى أعلى وإلى أسفل كي يغلق التجويف الفمي ويفتحه بالسرعة المناسبة لمقتضيات عملية
النطق والكالم؛ حيث تعمل هذه الحركة على تغيير شكل التجويف الفمي وحجمه وفقا ً لطبيعة مخارج أصوات
الحروف.
ويستطيع اإلنسان العادي التحكم في حركة الفك السفلي بحيث يحركه بسرعة وبالتناسق مع حركة الشفتين واللسان ،كما يمكنه التحدث أثناء
وجود الطعام في فمه من خالل التحكم في حركة الفك السفلي واللسان أيضا ً .وبصورة عامة فلكي تتم عملية النطق والكالم بصورة صحيحة (
مصحوبة بالرنين المناسب لألصوات ) ،فال بد وأن يتحرك هذا الفك بإستمرار وبإنتظام ،وبالتالي إذا حدثت أي مشكلة له ( كأن يصاب بالشلل
مثالً ) فإن ذلك يعوق اإلنسان عن ممارسة النطق والكالم بصورة مناسبة ويظهر الصوت ضعيفا ً ومكتوما ً.
ه-سقف الحلق:
يتكون سقف الحلق من جزأين أحدهما عظمي صلب من األمام ( الحنك ) ويتصل به جزء عضلي رخو من الخلف ،وينتهي سقف الحلق
الصلب من األمام بالسنخ ( منابت األسنان ) ،ويمثل الجدار األساسي لغرفة الرنين بالتجويف الفمي ألنه يتخذ شكل القبة ،مما يتيح للسان
حرية الحركة داخل هذا التجويف وفقا ً لمتطلبات عملية النطق وتشكيل أصوات حروف الكالم .أما سقف الحلق الرخو فيتصل بالجمجمة
والبلعوم بأربعة عضالت خارجية تحركه إلى أعلى وإلى أسفل أثناء التنفس وعند خروج األصوات األنفية ،وغالبا ً يطلق على هذا الجزء (
سقف الحلق الرخو وعضالته األربعة ) اللهاة ،وهو يلعب دورا ً أساسيا ً في تنظيم خروج األصوات من التجويف الفمي أو األنفي ،ورنينها،
فضالً عن عملية التنفس ذاتها.
أسباب إضطرابات النطق:
أوالً :أسباب تتعلق بمرحلة اإلستقبال :عوامل بيئية /اعاقة سمعية
ثانيا ً :أسباب تتعلق بمرحلة المعالجة:العصب السمعى /الفص الصدغى بالمخ لفهم الكالم /والفص الجبهى المسئول
عن الكالم.
ثالثا ً :أسباب تتعلق بمرحلة اإلرسال ( ممارسة الكالم ):
أ-إصابة الجهاز التنفسي:
يعد هذا الجهاز من أكثر األجهزة حساسية للتغيرات البيئية -خاصة فيما يتعلق بالمناخ – وتأثرا ً بها؛ نظرا ً لتعامله مع
الهواء الجوي مباشرة .كما تؤثر على إنتظام عملية التنفس بالمعدل المناسب لممارسة الكالم ،مثل تلك التي تحدث
بصورة مؤقتة أثناء اإلصابة بنزالت البرد؛ حيث الكحة ،وسرعة التنفس ،وقصر عمود هواء الزفير مما يجعل الكالم
متقطعاً ،ومضطربا ً .وقد تستمر تلك الحالة عند إصابة الرئتين بمرض مزمن مثل الدرن ،أو االلتهاب الرئوي الشديد ،أو الربو الذي يجعل الفرد
ضيق الصدر ،ويتعرض ألزمات تنفسية نتيجة الكحة المستمرة ..وكل ذلك يؤثر على عملية نطق األصوات وتشكيلها ،وكذلك تنظيمها في كلمات
مستمرة ومفهومة.
ب-إصابة الجهاز الصوتي:
يضم هذا الجهاز الحنجرة واألحبال الصوتية التي تضطلع بمهمة إصدار األصوات الالزمة للكالم ،وبالتالي فأي إصابات يتعرض لها هذا الجهاز
تؤثر على إنتاج اللبنات األولى لعملية الكالم فتلحق بها كثير من اإلضطرابات .أهم أمراض الحنجرة التي قد تسبب اضطرابات النطق والكالم على
النحو التالي :العيوب الخلقية في الحنجرة /إصابات الحنجرة/إلتهاب الحنجرة /عُقد األحبال الصوتية /إختالل أعصاب األحبال الصوتية :سواء
المسؤولة عن األحساس أو أعصاب الحركة ،أو أعصاب التآزر /شلل األحبال الصوتية.
مظاهر اضطرابات النطق:
-1الحذف:
يتضمن الحذف نطق الكلمة ناقصة حرفا ً أو أكثر ،وغالبا ً يتم حذف الحروف األخيرة من الكلمة ،مما يؤدي إلى صعوبة فهم كالم الطفل.مثل :نطق
الطفل مك بدال من سمكة كت مك – بدال من أكلت سمك
-2التحريف /التشويه:
يتضمن التحريف نطق الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادي بيد أنه ال يماثله تماماً ،مثال :مدرسة – تنطق – مدرثة.
ضابط – تنطق – ذابط
كما يتعذر على الطفل نطق أصوات مثل س ،ز .
مثل :سامي ،سهران ،زهران ،ساهر ،زاهر ،زايد.
-3االبدال :يتضمن اإلبدال نطق صوت بدال من آخر عند الكالم .وفي كثير من الحاالت يكون الصوت غير الصحيح مشابها ً بدرجة كبيرة للصوت
الصحيح؛ من حيث المكان ،وطريقةالنطق وخصائص الصوت ( .مثال :أحط بيها بدال من أحط فيها ،تلت سمك بدال من كلت سمك ؛ الجل بدال من
رجل ؛ دبنه بدال من جبنة ،ساي بدال من شاي ).
-4اإلضافة:
يتضمن هذا االضطراب إضافة صوتا ً زائدا ً إلى الكلمة ،وقد يسمع الصوت الواحد و كأنه يتكرر .مثال سصباح الخير ،سسالم عليكم ،قطات…
THANK YOU ه-التقديم:
وذلك بتقديم حرف على اآلخر ( باميه – بايمه ،نبوية – بنوية ) يظهر هذا االضطراب بعد الثانية ويختفي تدريجيا ً بعد الخامسة.