You are on page 1of 10

‫تعريف الفلسفة‬

‫هي البحث الذي يعالج طبائع األشياء وعللها ويبين بوجة عام األهداف التي يجب ان تتجه نحوها األنشطة البشرية‬

‫‪-‬‬

‫‪:‬درس الفلسفة ثالث موضوعات رئيسية تتناسب مع طبيعة الفلسفة العقلية المجردة ومنهجها التأملى التحليلى كالتالى‬

‫‪ .‬مبحث الوجود (االنطولوجيا) ‪1.‬‬

‫‪.‬يدرس الوجود ككل ويحاول الكشف عن القوانين الكلية العامة التي تفسره‪ .‬يطلق عليه اسم الميتافيزيقيا أو علم ما وراء الطبيعة‬

‫من أمثلة موضوعاته‪ :‬محاولة اكتشاف قوانين المادة والحركة في الوجود كله ومدي عشوائيتها أو انتظامها وعالقتها باهلل واألصل الذي‬
‫‪.‬تكونت منه …الخ‬

‫‪.‬مبحث المعرفة (االبستمولوجيتا) ‪2.‬‬

‫‪.‬يسمى بنظرية المعرفة ويدرس طبيعة وإمكانية ووسائل المعرفة اإلنسانية عن الوجود‪ ،‬ولذلك فهو يرتبط بمبحث الوجود‬

‫من أمثلة موضوعاته دراسة المعرفة اإلنسانية من حيث طبيعتها وهل هي كلية أم جزئية ظنية أم يقينية ؟ كما يهتم بالموازنة بين الحواس‬
‫‪.‬والعقل والحدس كوسائل للمعرفة ومدي دقة كل منها‬

‫‪.‬مبحث القيم (االكسيولوجيا) ‪3.‬‬

‫‪:‬يدرس المثل العليا والقيم المطلقة التي يسعى الجميع لتحقيقها في حياتهم‪ .‬وهناك ثالثة قيم أساسية هي‬

‫‪.‬قيمة الحق‪ :‬ويدرسها علم المنطق الذي يضع لنا قواعد التفكير السليم‬

‫‪.‬قيمة الخير‪ :‬ويدرسها علم األخالق الذي يوضح لنا قواعد السلوك األخالقي‬

‫‪.‬قيمة الجمال‪ :‬ويدرسها علم الجمال الذي يوضح لنا مقاييس الشىء الجميل وينمي الذوق الجمالي لدي اإلنسان‬

‫‪-‬‬

‫‪.‬تتيح للفرد والجماعة فهما ً متكامالً للظواهر المحيطة‪ ،‬حيث ينمي قدراتهم على فهمها وبرهنة وفهم األسباب التي تقف وراء حدوثها‬

‫تعمل الفلسفة على تعزيز السلوك العقلي المنتظم في كافة مجاالت‪ K‬الحياة‪ ،‬كما وتمنحهم اليقظة الفكريّة والتعبير السليم عن األشياء‪ ،‬كما‬
‫‪.‬ويكسبهم مهارة التحليل والفكيك والتعليل‬

‫‪.‬تنمية القدرة على ا ّتخاذ القرارات السلميّة المبنيّة على أساس متين‪ ،‬وتنمية الحسّ النقدي لديهم‬

‫تعزز فهم الفرد لحقوقه وواجباته‪ ،‬وتساعده على التكيف والتأقلم مع محيطه‪ ،‬والمساهمة في التغيير اإليجابيّ لهذا المحيط‪ ،‬وتعزيز التجديد‬
‫‪.‬واالبتكار لديهم‬

‫تسيطر الفلسفة على كافة‪ K‬أفكارنا في التربويّة‪ ،‬حيث يعتبر دخولها في كافة مراحل التعليم منذ الصغر أساساً‪ K‬لبناء التفكير السليم‪ ،‬وتشجع‬
‫المجتمعات المتقدمة والحكومات المتطورة هذا النمط التحليلي الذي يتيح للفرد استخدام عقله وتحكيمه في فهم كل ما يحيط به‬

‫‪-‬‬
‫مجاالت الفلسفة يندرج تحت خانة الفلسفة كافة المجاالت الحياتيّة التي تتمثل في‪ :‬الفلسفة المثاليّة‪ .‬الفلسفة ذات العالقة بالتاريخ‪ .‬الفلسفة‬
‫التعليميّة‪ .‬الفلسفة الماديّة‪ .‬فلسفة اللغات‪ .‬الفلسفة االجتماعيّة‪ .‬فلسفة القانون والسياسة واأليدولجيات‪ .‬فلسفة علم الرياضيات‪ .‬الفلسفة النقديّة‬
‫‪.‬التحليلة‪ .‬فلسفة المعرفة والتأويل‪ .‬الفلسفة الذهنيّة‪ .‬فلسفة الفيزياء‪ .‬فلسفة البيولوجيا‪ .‬فلسفة الفلسفة وهي التي تضم مجاالت‪ K‬ما بعد الفلسفة‬

‫‪-‬‬

‫العالقة بين الفلسفة والعلم تعتبر العالقة القائمة بين العلم والفلسفة عالقة غير واضحة المالمح رغم وجودها الحتمي‪ ]١[،‬ال سيما أ ّنها‬
‫عالقة مختلفة من فترة إلى أخرى‪ ،‬إاّل أنّ القدماء‪ K‬نظروا للعلم على أ ّنه أحد فروع الفلسفة؛ فكانوا يعتبرون كل العلماء فالسفة بطبعهم‪،‬‬
‫وكانوا يرون أنّ جميع العلوم تنبثق عن الفلسفة‪ ،‬حيث بدأ العلم كفلسفة طبيعية في أصله‪ ،‬وقد ساعد على إثبات هذه الفكرة بعض العلماء‬
‫القدماء أمثال غاليليو‪ ،‬وديكارت وكيبلر ونيوتن وغيرهم ِممّن بحثوا في علوم الكيمياء والفيزياء والرياضيات من منظور فلسفي‪،‬‬
‫واستخدموا وجهات نظرهم الميتافيزيقية إلثبات نظرياتهم وتفسير الظواهر العلمية كالً وفقا ً لفلسفته الخاصة‪]٢[.‬‬

‫‪-‬‬

‫العالقة بين الفلسفة والتربية توجد عالقة قوية بين الفلسفة والتربية؛ حيث اهت ّم العديد من الفالسفة خالل العصور الحديثة والوسطى‬
‫والقديمة بدراسة الفلسفة في بداية حياتهم‪ ،‬ومن ث ّم يكملون دراستهم في فلسفة التربيّة‪ ،‬فقال الفيلسوف سقراط أنّ التربية والفلسفة يُش ّكالن‬
‫مظهران يختلفان عن بعضهما لموضوع واحد؛ حيث يُش ّكل أحدهما الفلسفة الخاصة بالحياة‪ ،‬أمّا اآلخر يوضّح أسلوب تطبيق الفلسفة‬
‫مثل الفلسفة المجهود المُفس َّر للقضايا النظرية والفكرية‪ ،‬بينما ُت ّ‬
‫مثل التربية البيئة العلميّة التي ُتتر ِج ُم‬ ‫ضمن شؤون وأحوال الحياة‪ ،‬كما ُت ّ‬
‫القضايا إلى عدّة مهارات وعادات وا ّتجاهات‪ ]٣[.‬إن الفلسفة دون االعتماد على التربية ُتصبح مجموعة من النظريات ذات الطبيعة‬
‫الجامدة‪ ،‬بينما ال تستطيع التربية التخلي عن الفلسفة؛ بسبب حاجتها إلى بناء نظرة شاملة وكاملة حول أهداف المجتمع والحياة اإلنسانيّة؛‬
‫ح ّتى تتم ّكن من إعداد القضايا التربويّة بنا ًء على استخدام نظرة شموليّة‪ ،‬ومن الممكن تلخيص العالقة بين الفلسفة والتربية وفقا ً للنقاط‬
‫اآلتية‪ ]٣[:‬المساعدة على فهم أنواع النشاطات اإلنسانيّة والعملية التربويّة‪ .‬تعزيز فهم وإدراك العالقة‪ K‬بين مجاالت الحياة واألعمال‬
‫‪.‬التربويّة‪ .‬تعتمد فلسفة التربية على عدّة فرضيات رئيسيّة‪ ،‬و ُتساهم في تحقيق التنظيم للفكر التربويّ‬

‫‪-‬‬

‫الفلسفة المثالية‬

‫‪:‬ويمكن تلخيص آراء المثالية حول المعرفة في‬

‫المعرفة مستقلة عن الخبرات الحسية وال تستمد منها‪ ،‬ويؤكد أفالطون على أن المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس هي معرفة غير ‪1-‬‬
‫‪.‬أكيدة‬

‫المعرفة الحقيقية هي نتاج العقل وحده ألن العقل بحكم طبيعته يحول فوضى المادة إلى تأمل الترتيب والوضوح الذي تتسم به النماذج ‪2-‬‬
‫‪.‬األصلية النقية‪ .‬فالحقيقة تكمن في أفكار العقل وليس في العالم الفيزيائي‬

‫بعض المثاليين ومنهم أفالطون يعتقدون أن المعرفة هي عملية استدعاء لها من عالم الروح‪ ،‬واألفكار لها وجود مستقل في عالمها ‪3-‬‬
‫الذي تنتمي إليه “عالم المثل”‪ .‬أما المثاليون في العصر الحديث ومنهم باركلي فيرون أن اإلنسان قادر على معرفة ما يدركه فقط‪ ،‬وهذا‬
‫‪.‬يعني أن معرفته تتمثل في حالته العقلية فقط‪ ،‬فالوجود يتوقف على العقل‬

‫المعرفة لدى المثاليين بديهية وفطرية‪ ،‬فاإلنسان مولود وفي عقله مقوالت أساسية أو أفكار موروثه ال تحتاج إلى تجربة أو حواس للتأكد‪4-‬‬
‫من صحتها‪( .‬بدران وآخرون ‪2001,‬م‪,‬ص‪)131:‬‬

‫المعرفة ثابتة ال تتغير على الرغم من تغير الظروف االجتماعية والثقافية‪ ،‬والمعرفة أيضا ً يقينية ال تقبل الشك ألن مصدرها العقل‪5-‬‬
‫ويرون أن المعرفة‪ K‬عامة بين جميع البشر‪( .‬بدران وآخرون‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪ 132-131:‬بتصرف)‬

‫يرى الفيلسوف هيجل أن المعرفة تكون صحيحة إلى الحد الذي تشكل فيه نظاماً‪ ،‬وكلما كان هذا النظام أكثر شموالً كانت األفكار الذي ‪6-‬‬
‫يتضمنها أكثر اتساقاً‪ .‬فالمعرفة‪ K‬ليست مجزأة بل موحدة طالما أن الحقيقة التي تعكسها‪ K‬المعرفة هي ذاتها كل واحد‪ ،‬وتسمى بـ “نظرية‬
‫‪.‬الترابط المنطقي للحقيقة”‪( .‬مرسي‪1993 ،‬م‪,‬ص‪)169 :‬‬
‫وحجتهم في عدم االعتماد على الحواس في المعارف أن الحواس تخطئ وال تدرك الحقائق إدراكا ً تاماً‪( .‬يالجن ‪2008‬م‪ ،‬ص‪)58:‬‬

‫‪-‬‬

‫‪:‬المثالية والمنهاج ‪2-‬‬

‫تعتقد المثالية أن هدف المناهج التربوية ال يخرج عن كونه محاولة للوصول إلى المطلق باعتباره الجوهر‪ ،‬والمطلق ال يمكن الوصول إليه‬
‫من أول محاولة؛ لذلك تؤكد المثالية على التكرار ألنه الوسيلة للوصول إليه‪ ،‬ويرون أن المناهج التربوية مهما بلغت من الكمال والدقة‬
‫عاجزة عن الوصول إلى الهدف النهائي‪ .‬وبناء على هذا التصور فإن المنهاج الذي تقترحه ثابت غير قابل للتطور انطالقا ً من فكرة ترك‬
‫القديم على قدمه‪ ،‬وأهم ما يدرس لديهم‪ :‬دراسة الفنون الحرة والعقلية والكتب العظيمة التي أنتجها العظماء والمفكرون والدراسات‬
‫‪.‬الكالسيكية واالهتمام بالفلسفة والتاريخ واألدب والدين والفنون الجميلة‬

‫ومنهاج المثالية منهاج مقفل يهتم بالمادة الدراسية أكثر من اهتمامه بالمتعلم‪ ،‬وال يؤمن بالنشاطات الالصفية الخارجة عن المقرر‬
‫الدراسي‪ ،‬إال في حدود ضيقة اعتقاداً بعدم مساهمتها في تدريب عقول المتعلمين وملئها بالحقائق‪ ،‬كما ال تؤمن بالمشاركة الجماعية في‬
‫رسم السياسة التربوية ووضع المناهج‪ ،‬ألنها ال تشجع اإلرشاد والتوجيه‪ ،‬وترى حالً واحداً لكل مشكلة‪ ،‬كما أنها ال تشجع مجالس اآلباء‬
‫‪.‬والمعلمين‬

‫‪-‬‬

‫األساس القيمي في الفلسفة المثالية‬

‫النظر إلى العالم نظرة ازدواجية‪ ،‬فهناك عالم األفكار (المثل) وهو العالم الحقيقي‪ ،‬والعالم اآلخر وهو العالم األرضي وهو الظل للعالم ‪1-‬‬
‫الحقيقي‪ ،‬وأن الحقيقة النهائية موجودة في عالم األفكار وهي ليست من صنع الفرد أو المجتمع ألنها مطلقة وشاملة ويمكن للعقل معرفتها‬
‫عن طريق اإللهام أو الحدس‪ ،‬وليس عن طريق الطرائق العلمية‪ ،‬أو الوصول إليها بواسطة العقل المطلق‪ ،‬وأن هذه الحقيقة ذات طبيعة‬
‫‪.‬عقلية أو ذهنية أو روحية وهي المعرفة الحقيقية‬

‫‪.‬تنظر إلى اإلنسان نظرة ازدواجية فهو مكون من عقل أو روح وجسم‪ ،‬وترتكز على الروح أو العقل وتهمل الجسم ‪2-‬‬

‫تنظر إلى الكون المادي من خالل الذات العارفة وتعلق وجوده على وجود العقل الذي يدركه‪ ،‬وأن األشياء المادية هي مصدر الفساد ‪3-‬‬
‫‪.‬وأصل المعرفة الظنية‬

‫تؤمن بأن الوجود الحق على الماهية‪ ،‬بمعنى أن جوهر اإلنسان (ماهيته) الذي يعبر عن خصائصه الذاتية التي تميزه عن غيره من ‪4-‬‬
‫‪.‬الكائنات تسبق وجوده الفعلي‬

‫تكمن الجذور العرفانية للمثالية في المبالغة في جانب واحد من جوانب عملية المعرفة المعقدة‪ ،‬وتضفي عليه صفة اإلطالق وتفصله ‪5-‬‬
‫‪.‬عن الواقع والعالم المادي‬

‫‪.‬تفسر نشوء األفكار من تلقاء نفسها مستقلة عن الواقع‪ ،‬فمفهوم األشياء يوجد مستقالً عنها ‪6-‬‬

‫تعتبر أن العقل البشري جزء من العقلي الكلي الشامل المتغلغل في الكون‪ ،‬والمعرفة الحقيقية هي من نتاج هذا العقل والحقيقة كامنة في ‪7-‬‬
‫‪.‬أفكار العقل فالمعرفة مستقلة عن الخبرة الحسية‬

‫القيم ثابتة ال تتغير‪ ،‬ويتوصل إليها العلماء والعظماء عن طريق اإليحاء وال يجوز الشك فيها‪ ،‬وصالحة لكل مكان وزمان‪ .‬وأهم القيم ‪8-‬‬
‫في نظرها هي القيم المطلقة وهي‪ :‬الحق المطلق والخير المطلق والجمال المطلق‪ ،‬وهي موجودة قبل وجود اإلنسان وجزء من تركيب‬
‫‪.‬الكون‪ ،‬لذا يجب أن تقوم سياسة المدرسة على مبادئ راسخة ثابتة‬

‫تبحث الفلسفة المثالية في أمور الحياة والكون‪ ،‬فتكشف ثغرات وفجوات تحاول سدها بمنهج العلم فتفشل‪ ،‬ومن ثم تلجأ للعقل وحده ‪9-‬‬
‫‪.‬تسأله عن الحل فيدلها على أفكار خارج الطبيعة‬

‫‪-‬‬

‫‪:‬أساس الطبيعة البشرية ‪2-‬‬


‫ترى المثالية أن اإلنسان وإن كان فيه جانب مادي فالروح هي األساس‪ .‬فالروح ال تفنى وأما الجسم سوف يفنى‪( .‬يالجن‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪)54-55‬‬

‫فالمثالية تنظر إلى اإلنسان نظرة ثنائية‪ ،‬أي أنه نفس وجسم‪ ،‬وأن النفس جاءت من عالم المثل‪ ،‬وحلت في الجسم لتقضي حكما ً بالسجن“‬
‫‪.‬صدر عليها‪ ،‬وبعد الموت ستعود مرة أخرى إلى عالم المثل”‪( .‬فرحان‪1989 ،‬م‪ ،‬ص‪)47:‬‬

‫ووفقا ً لهذه الفلسفة “فاإلنسان مؤلف من جوهرين أحدهما ينتسب إلى عالم المثل وهو النفس‪ ،‬واآلخر ينتسب إلى عالم الحس وهو البدن‪،‬‬
‫وبما أن النفس من عالم المثل فهي إلهية أزلية أبدية‪ ،‬وهي أسبق في وجودها في البدن وتبقى بعد الموت‪(.‬الجعفري‪2010 ،‬م‪ ،,‬ص‪-25:‬‬
‫‪)26‬‬

‫ونجد أن أفالطون قد فصل في النفس اإلنسانية بشكل أكبر‪ ،‬فهو يرى أن النفس تتكون من ثالثة أنواع من القوى أو القدرات أو الملكات“‬
‫هي‪ :‬قوة العقل وقوة الغضب‪ ،‬وقوة الشهوة‪ .‬وباختالف األفراد في القوى يختلفون في المهن التي يصلحون لها‪ .‬فحيث يكون للعقل الغلبة‪،‬‬
‫فصاحبه يصلح للمهن التي تتطلب الدرس والتحصيل والتفكير‪ .‬وحيث تتغلب اإلرادة فالمهن التي تصلح لها أعمال تتطلب القوة كالشرطة‬
‫والحرب‪ .‬أما حيث تسود الشهوات‪ ،‬فخير ما يصلح لها المهن التي تتطلب التجارة واإلنتاج حيث الربح وتتحقق الذات الشخصية”‪.‬‬
‫(النوري‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪)150:‬‬
‫ووظيفة التربية حسب هذه الفلسفة هي التنمية الروحية‪ ،‬وتهتم هذه الفلسفة بالتربية العقلية واألخالقية واإليمانية‪ ،‬أي اإليمان باهلل وبالعالم‬
‫المثالي‪ ،‬والتربية األخالقية تعين اإلنسان على تزكية النفس والتخلص من النيات والغايات السيئة‪( .‬يالجن‪2008 ،‬م ‪ ،‬ص‪)54-55:‬‬

‫‪-‬‬

‫األهداف التربويه‬

‫أعداد المواطن إعداد سليما‬


‫تكوين الشخصيه بحيث يعني بالروح أكثر من الجسد‬
‫تعميق االحساس‪ K‬بالخير والحق والجمال‬
‫توجيه العنايه بالمسائل العقلية أكثر من الحسيه‬
‫تنمية روح الجماعة‬

‫‪-‬‬

‫المعلم في الفلسفة المثالية‬

‫‪:‬ن المعلم في هذه الفلسفة يجب أن يكون‬

‫‪.‬متصفا باألخالق الحميدة الصالحة‬

‫‪.‬ذو تحصيل علمي – دراية علمية كافية – ألنه الشارح لقوانين القوى العظمى‬

‫‪.‬الناصح الحكيم‪ ،‬ومكتشف المجهول‬

‫‪.‬صاحب شخصية جذابة وقائدا أكاديميا‬

‫‪.‬لديه القدرة على توصيل المعرفة أو المعارف الالزمة‬

‫‪.‬قدوة للمثل األعلى‪ ،‬لكي تؤثر شخصيته في تالميذه‬

‫‪.‬في مكان األب وله نفس القوة والمسؤولية‬


‫‪.‬مهمته التربوية توليد األفكار والمعاني من عقل التالميذ‪ ،‬حيث أن المعاني فطرية كامنة في اإلنسان‬

‫‪.‬قدوة حسنة لتالميذه من الناحية العقلية والخلقية على السواء‬

‫‪-‬‬

‫المتعلم في الفلسفة المثالية‬

‫‪:‬أن التلميذ في هذه الفلسفة يجب أن يتصف بما يلي‬

‫‪.‬أن يكون مطيعا ومتعاونا وجديرا باالحترام‬

‫‪.‬أن ينفذ الوصايا واألوامر دون اعتراض‬

‫‪.‬أن يخضع كل التالميذ لمقررات دراسية واحدة‬

‫‪.‬التالميذ الضعاف يرسبون ويعيدون المواد نفسها التي رسبوا فيها‬

‫‪.‬العالقة بين التلميذ والمعلم تتصف بالرسميات‬

‫‪.‬أن يتعلم احترام القيم الروحية وقيم األفراد اآلخرين‬

‫‪.‬دراسة البيئة المحلية التي يعيش فيها‬

‫‪-‬‬

‫الفلسفة الواقعية‬
‫ٌنبغ إما أن تكون مستمدة‪ K‬من المولف الطبٌعً وتعنً مجموعة‬ ‫المعرفة‪ • :‬من ٌحث مصادر المعرفة ٌرى أصحاب المذاهب الوالعٌة أنها ً‬
‫ٌ‬
‫الت ٌفترض أنها تنت ًم إلى الناس جمٌعا ً وإما أن تكون مستمدة من المعطات الحسٌة ٌحث ٌصوغ العلم بالعمل بخصوص‬ ‫الحمابك واآلراء ً‬
‫موضوعا ً ما وهذا النوع من المعرفة عند الوال ٌٌعن ٌسمى تف ٌس ٌراً فرضا ً بالمعرفة‪ K‬المنه ٌجة ألنها تعتمد على منهج العلم التجرٌبً لذا ف ًه دلٌمة‬
‫شاء لٌس رهنا ً بسٌطا ً عن الشً ء ولد ٌشوب هذه المعرفة‬ ‫وموضوعٌة ‪ .‬لمعرفتها • من حٌث طبٌعة المعرفة ٌرى الفالسفة الوالعٌون أن وجود األ ٌ‬
‫بعض فمد ال تمثل هذه المعرفة إال لدراً األخطاء المابلة للتصحٌح ‪ • .‬من حٌث خصابص المعرفة ‪ :‬ف ًه معرفة ط ٌبعٌة تدرس الظواهر‬
‫شاء فً عاللتها باإلنسان واإلنسان نفسه ومعرفة عملٌة تتأكد بالمالحظة والتجربة ومعرفة صادلة تنتج عن استخدام أسالٌب اٌل س‬ ‫الط ٌبعٌة واأل ٌ‬
‫ٌ‬
‫الت توصل إلها األلدمون‬ ‫موضوعٌة دلمة ومعرفة تراكمٌة حٌث أن كل ٌجل ٌبتدع المعرفة الخاصة بحٌاته االجتماعٌة دون أن ٌهمل الحمابك ً‬ ‫ٌ‬

‫‪-‬‬

‫الواقعية والمنهاج ‪ :‬رفض الواقعيون المنهج الدراسي المعقد الذي يميل إلى المعرفة المستمدة من الكتب‪ ،‬ويؤكدون المنهج الذي يركز على‬
‫وقائع الحياة‪ ،‬وأهمية الموضوعات التي تقع في نطاق العلوم الطبيعية‪ ،‬وتؤكد على ضرورة أن تكون المادة الدراسية هي المحور‬
‫المركزي في التربية وأن تسمح المادة الدراسية للطالب بالوقوف على البنيان الفيزيائي والثقافي األساسي للعالم الذي نعيش فيه‪ ،‬وال يجوز‬
‫لغير االختصاصيين ممارسة‪ K‬أي دور في تخطيط المنهج وال في عملية التعليم‪ ،‬وتفضل استخدام أالت التعليم المبرمج في طرق التدريس‪.‬‬
‫تركز على العلوم الطبيعية واالجتماعية التي تفيد في الواقع االجتماعي والمناهج تدعم [ الرياضيات ‪ -‬العلوم الطبيعية‪ -‬العلوم المهنية‬
‫كالطب والهندسة والعلوم التطبيقية‪ -‬اللغة األمة ‪ ،]..‬واالهتمام باللعب والعمل والنشاط التدريبي‪ ،‬والتجريب‪ ،‬والنظر للطبيعة ككتاب مفتوح‬
‫‪ .‬لإلفادة العلمية ومعرفة قوانين الطبيعية والسيطرة عليها‪ ،‬تنظم المناهج بشكل متدرج من األسهل إلى األصعب‬

‫المٌم‪ • :‬معٌار المٌم فً الفلسفة الوالعٌة هو تحمٌك ال ٌخر والمنفعة ألكبر عدد من الناس ‪ .‬توصف المٌم فً ٌتار الوالعٌة بأنها حمابك موضوعٌة‬
‫ٌ‬
‫كثرة ومتعددة ‪ ,‬مت ٌغرة ونسٌة البلة للتمصً البحث تختلف باختالف المجتمع والفترة الزم ٌنة والمت ٌغرات الثمافٌة والوالع العم ًل‬

‫‪-‬‬
‫الت تجدها عنـد سـابمٌه آخر كان له أكبر األثر فً آراء‬ ‫طبٌعة اإلنسان‪ :‬الطبٌعة اإلنسا ٌنة ‪ٌ:‬نظر أرسطو إلى الطبٌعة اإلنسا ٌنة نظرة ثنابٌة كتلن ً‬
‫خطراً من جاء من بعده من الفالسـفة وهو لوله بعدم االنفصال بٌن الجسم والنفس‪,‬‬ ‫وبخاصـة سـمراط وأفالطون‪ .‬ولكنه ٌضٌف إلٌهما بعداً ٌ‬
‫والنفس ًه الصورة‪ .‬والنفس هـً الحد الذي ٌمٌز بٌن الكابن الحً و ٌغر الحً‪ .‬وٌ رفض أرسطو آراء أفالطون فً النفس (فالبدن هو المادة )الهٌو ًل‬
‫الت تذهب إلى أن النفس جوهر روحـانً مفـارق بعده‪ ,‬وما وجوده مع البدن إال لفترة لصٌرة لبل وجود البدن‪ ,‬وسٌظل موجوداً كـان‬ ‫ً‬
‫ٌ‬
‫موجوداً سٌغادره بعدها إلـى المأل األعلى ‪.‬وٌ رى أرسطو أن النفس ال تمتصر على اإلنسان وحده‪ ,‬فما أنها تمٌز الكابن الحً عن ٌغر الحـً فإنها‬
‫ٌ‬
‫الغاذة‪,‬‬ ‫تختلف باختالف مراتب الكابنات والحٌاة‪ .‬وبالتا ًل فإن أرسطو ٌرى أن هنان ثالث مراتب أو مـدارج للنفس ًه ‪:‬األولى‪ :‬النفس النبا ٌتة أو‬
‫و ًه أدنى أنواع النفوس وأبسطها‪ ,‬و ًه موجودة فً جمٌـع األحٌـاء‪ ,‬ووظابفها التغذي والنمو وتولٌد المثل‪. ,‬الثا ٌنة‪ :‬النفس الحاسة أو الحٌوانة‪,‬‬
‫ٌ‬
‫ووظفتها االتصال بالعالم الخار ًج ونمل صورته إلى الداخل‪ .‬فهـً تدرن الصور مجردة من مادتها‪ .‬وهذه النفس موجودة فً جمٌع أنواع‬ ‫ٌ‬
‫ال ٌحوانات ‪.‬الثالثة ‪ :‬النفس اإلنسا ٌنة أو العاللة‪ :‬وٌ ختص بها اإلنسان دون ال ٌحوان‪ ,‬ألن اإلنسان وحده ٌتمٌـز بمـوة العمل أو النطك‪ ,‬و ًه الموة‬
‫والت ال تت ٌغر بت ٌغر الزمان والمكان‪ .‬فإذا‬‫ً‬ ‫شاء والصفات المشتركة العامـة بـٌن المحسوسات‪,‬‬ ‫المادرة على إدران ماهٌات أو جواهر ‪ 11‬األ ٌ‬
‫كانت الحواس تدرن الجزبٌات فإن العمـل ٌـدرن الكاٌل ت فمط‪ ,‬فإذا كنت أدرن بحواسً أن هذا رجل وهذه امرأة‪ ,‬وهذا أبٌض وهذا أسود‪ ,‬فإن‬
‫خالٌة ‪ Rasa Tabula‬أدرن بعملـً ماهٌة اإلنسان أو جوهره الذي ٌنطبك على الجمٌع فً كل زمان ومكان ‪.‬والعمل عند أرسطو صفحة بٌضاء‬
‫بتأثر العوامل الخار ٌجة أو الحواس‪ ,‬وهذه ٌمكن للعمل استحضارها متى شاء‬ ‫الخزاعلة )‪.‬من الكتابـة‪ ,‬البلـة ألن تحـصل علٌـه المعارف ٌ‬
‫‪,‬المواسمة‪ 2112.‬م‬

‫‪-‬‬

‫أن من أهداف التربٌة من وجهة نظر الوالعٌة ‪ • :‬إتاحة الفرصة للتلمٌذ بأن ٌغدو شخصا متوازنا فكرٌا وجٌد التوافك مع بٌبته الما ٌدة) ‪-‬‬
‫واالجتماعٌة ‪ • .‬تخلٌص األرواح وتعلٌم الطفل دابما أن ٌحافظ على روحه فً حالة النعمة وأن تكون مملوءة بالنعمة اإللهٌة ومتحررة من‬
‫الخطبة ‪ • .‬تكوٌ ن اإلنسان الذي ٌهتم بالشؤون العالمٌة ‪ • .‬تبصٌر التلمٌذ ومساعدته على اتخاذ لرارات مفٌدة فً أن ٌحٌى حٌاة ناجحة سارة ‪• .‬‬‫ٌ‬
‫عدم كبت المٌول الط ٌبعٌة وأنشطة الطفل‬

‫‪-‬‬

‫المعلم ‪ :‬المسئول عن التعليم والنشاطات التعليمية‪ ،‬المخطط لسلوك الطلبة والقادر على التنبؤ به وضبطه‪ ،‬يوضح المعرفة‪ K‬أمام الطلبة‬
‫بصورة موضوعية‪ ،‬يقف بجانب الحق‪ ،‬يدعم التعلم الذاتي واالستقاللية في التفكير‪ ،‬يستبعد الخوف والقلق من نفوس الطلبة والناس‪ .‬يكون‬
‫‪.‬معداً إعداداً علميا ً ومسلكيا ً متميزاً وقادراً على نقل المعرفة‪ K‬للمتعلمين‬

‫المتعلم ‪ :‬منضبط ومحترم للنظام في الصف وداخل المدرسة يتسم بالطاعة المعلم والتكيف مع البيئة التعليمية‪ ،‬ينجز الواجبات التعليمية‬
‫يخضع لبرامج تدريب مستمرة بعيداً عن الروتين‪ ،‬يقسم الطلبة حسب قدراتهم الذكائية‪ ،‬تستخدم أساليب التعزيز واطفاء السلوك السيء‬
‫‪.‬القائم على تحليل سلوك الطلبة وتعليمهم (النظرية السلوكية)‬

‫‪-‬‬

‫الفلسفة البرجماتية‬
‫تأثرت الفلسفة اإلسالمية في بدايتها بالفلسفة اليونانية‪ ،‬فقد أخذ الفالسفة المسلمون عن الفالسفة اليونان‪ :‬أرسطو وأفالطون وغيرهم‪ .‬وهذا‬
‫الذي يقول (وظلت )‪ (De Boer‬ال يعني أنها صورة مطابقة للفلسفة اليونانية‪ ،‬كما ادعى بعض الكتاب ومنه الكاتب الهولندي دي بور‬
‫الفلسفة اإلسالمية فلسفة انتخابية‪ ،‬عمادها اإلقتباس مما ترجم من كتب األغريق)(‪ ،)1‬فالفلسفة اإلسالمية فلسفة أصيلة في طابعها وفي‬
‫ظروفها وفي مشكالتها ومساهماتها في التراث الفكري اإلنساني‪ .‬فتناول األفكار ونقلها ال يعني في كل الظروف التقليد والخضوع ألفكار‬
‫‪.‬الغير فالفيلسوف يتأثر باآلخرين ويأخذ عنهم ولكن هذا ال يعني عدم وجود فلسفة خاصة به‬

‫ومن ناحية ثانية فقد أثرت الفلسفة اإلسالمية على الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى‪ ،‬إذ عملت على بعثها وتوجيهها في أكثر مسائلها‬
‫وموضوعاتها‪ ،‬ألن الفلسفة اإلسالمية كانت أغزر مادة وأوسع أفقا ً وأكثر تميزا وأقدر على التجديد واإلبتكار منها‪ .‬اللغة الالتينية‪ ،‬وعن‬
‫‪.‬طريق الفالسفة المسيحيين في العصور الوسطى‬

‫‪ :‬ـ المبادئ األساسية للفلسفة اإلسالمية (‪)2‬‬


‫ت َواأْل َرْ َ‬
‫ض‬ ‫{و َما َخلَ ْق َنا ال َّس َم َاوا ِ‬ ‫طبيعة العالم‪ :‬إن هللا سبحانه وتعالى هو مصدر هذا العالم وخالقه‪ .‬وهذا العالم لم يخلق لمجرد الخلق فقط ‪َ :‬‬
‫اَل‬ ‫ْ‬
‫ض َواخ ِت فِ‬ ‫ِ‬ ‫رْ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ت َوا‬ ‫ُون}[الدخان‪ .]39 ،38:‬ثم‪{ :‬إِنَّ فِي َخ ْل ِق ال َّس َم َاوا ِ‬ ‫ين * َما َخلَ ْق َنا ُه َما إِاَّل ِب ْال َح ِّق َولَكِنَّ أَ ْك َث َر ُه ْم اَل َيعْ لَم َ‬
‫َو َما َب ْي َن ُه َما اَل عِ ِب َ‬
‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫ض َر َّب َنا َما َخلَقتَ‬ ‫ت َوا رْ ِ‬ ‫ُون فِي َخل ِق ال َّس َم َاوا ِ‬ ‫ُودا َو َعلَى ُج ُن ِ‬
‫وب ِه ْم َو َي َت َف َّكر َ‬ ‫ُون َ قِ َيامًا َوقُع ً‬ ‫ِين َيذ ُكر َ‬ ‫ب * الذ َ‬ ‫ت أِل ولِي ا ل َبا ِ‬ ‫اللَّي ِْل َوال َّن َه ِ‬
‫ار آَل َيا ٍ‬
‫ْف َب َدأَ ْال َخ ْلقَ ُث َّم‬‫ظرُوا َكي َ‬ ‫ض َفا ْن ُ‬ ‫َه َذا بَاطِ اًل }[آل عمران‪ .]191 ،190 :‬وهذا العالم ليس ثابتا ً إنما قابل للتغير والتبدل {قُ ْل سِ يرُوا فِي اأْل َرْ ِ‬
‫‪ .‬هَّللا ُ ُي ْنشِ ئُ ال َّن ْشأ َ َة اآْل خ َِر َة إِنَّ هَّللا َ َعلَى ُك ِّل َشيْ ٍء َقدِي ٌر}[العنكبوت‪]20 :‬‬

‫طبيعة اإلنسان‪ :‬اإلنسان كما صوره القرآن الكريم قوة مبدعة وروح متصاعدة تسمو في سيرها قدما ً من حالة وجودية إلى حالة أخرى‪.‬‬
‫‪( .‬فال أقسم بالشفق‪ ،‬والليل وما وسق‪ ،‬والقمر إذا اتسق‪ ،‬لتركبن طبقا ً عن طبق)‬

‫ويتكون اإلنسان من نفس وجسد ولكن ليس بالشكل المزدوج الذي تراه الفلسفة المثالية ‪ ،‬وإنما اإلنسان هو وحده متكاملة‪ . K‬فالجسم‪ K‬ليس‬
‫‪ .‬منفصالً عن النفس وإنما هما وجهان لشيء واحد هو شخصية اإلنسان‬

‫طبيعة الحقيقة‪ :‬يهدف الدين اإلسالمي إلى غرض بعيد هو الوصول إلى الحقيقة والمعرفة ومصدر الحقيقة األول هو هللا سبحانه وتعالى‬
‫حيث تأتينا عن طريق رسوله الكريم ‪ .‬إال أن اإلسالم خاتم الديانات السماوية يشجع اإلنسان على استخدام العقل والمالحظة التأملية للكون‬
‫للوصول إلى الحقيقة ‪( :‬سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم) ‪( ،‬أفال ينظرون إلى اإلبل كيف خلقت‪ ،‬وإلى السماء كيف رفعت‪ ،‬وإلى‬
‫الجبال كيف نصبت‪ ،‬وإلى األرض كيف سطحت) وتوضح هذه اآليات االتجاه التجريبي في القرآن الذي يعتقد على المالحظة وتدبر ما هو‬
‫‪ .‬واقع وملموس في هذا الكون الواسع الفسيح‪ .‬فاالتجاه التجريبي إنما هو إسالمي‪ ،‬وليس ألحد من الغربيين أن يدعي الفضل في ابتكاره‬

‫ومع أن هناك حقائق ثابتة ال يشك في صحتها ومالئمتها لكل زمان ومكان إال أن المبادئ التي نادى بها القرآن الكريم هي أبعد ما تكون‬
‫‪ .‬عن الجمود وعدم التغير والتطور ‪ ،‬والشواهد على ذلك كثيرة ‪ ،‬في كتب الفقه والتشريع االسالميين‬

‫‪ :‬ـ الفلسفة اإلسالمية وتطبيقاتها التربوية‬

‫اإلسالم والمناهج‪ :‬ليس هنالك اتفاق عام عند العلماء المسلمين على المناهج الدراسية ومقرراتها وال على المراحل الدراسية ووحدات‬
‫التعليم فيها‪ .‬إال أن هذا ال يحول دون استخالص المبادئ العامة من المناهج المختلفة ‪ .‬وعلى ضوء ما تقدم فقد قسم المنهج إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ .‬األولي والعالي‬

‫المنهج األولي‪ :‬ومواده الدراسية هي ‪ :‬القرآن والدين والكتابة والشعر والنحو والقصص‪ .‬وقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أن دراسة‬
‫القرآن كانت األساس في جميع المدارس األولية أو الكتاتيب ‪ ،‬ثم تختلف بعد ذلك في المقررات األولى بين بلد إسالمي وآخر‪ .‬على أن‬
‫التعليم في المرحلة األولية لم يقتصر على هذا ‪ ،‬ولم يقف عند حد األخذ ببعض العلوم واكتساب المهارات الجسمية ‪ ،‬بل تعدى ذلك إلى‬
‫‪ .‬التربية الخلقية كما توضح ذلك مؤلفات ابن الجوزي وابن مسكويه وابن سينا والغزالي (‪)3‬‬

‫المنهج العالي‪ :‬تعددت المناهج في هذه المرحلة ‪ ،‬فالطالب لم يكن مقيداً بدراسة مواد معينة ولم يفرض عليه منهج خاص ‪ ،‬إالّ أن المواد‬
‫الدينية واللغوية كانت مشتركة بين جميع المناهج ويمكن تقسيم المناهج الدينية في هذه المرحلة قسمين ‪ :‬المنهج الديني األدبي ‪ ،‬والمنهج‬
‫العلمي األدبي ‪ ،‬أما المناهج الدينية األدبية فيلخصها الخوارزمي في كتابه (مفاتيح العلوم) فيما يلي (‪ :)4‬علم الفقه ‪ ،‬علم النحو ‪ ،‬علم‬
‫‪.‬الكالم ‪ ،‬الكتابة ‪ ،‬العروض ‪ ،‬علم االخبار‬

‫وفي حاالت كثيرة كان يدرس الحساب نظراً لفائدته في الميراث ومعرفة التقويم ‪ .‬أما النوع الثاني من المناهج‪ ،‬أي العملية األدبية ‪،‬‬
‫فيساير ظهورها المرحلة الثانية من نمو الفكر اإلسالمي وتطوير العلوم ‪ ،‬والصناعات عند العرب‪ .‬وتتلخص كما أوردها الخوارزمي فيما‬
‫يلي (‪ : )5‬ـ‬
‫العلوم الطبيعية‪ :‬وتشمل الطب بفروعه ‪ ،‬والتشريح وعلم تشخيص األمراض وعلم العقاقير والعالج والتغذية الخ ‪ .‬ثم علم المعادن‬
‫‪ .‬والمناهج والنبات والحيوان وكيمياء تحويل المعادن إلى ذهب (السيمياء)‬

‫‪ .‬والعلوم الرياضية ‪ :‬وتشمل الحساب والجبر والهندسة وعلم الفلك والموسيقى والميكانيك ‪ .‬وعلم اآلالت الرافعة الخ ‪ ،‬والمنطق والفلسفة‬

‫اإلسالم وطرق التدريس ‪ :‬يحرص اإلمام الغزالي على التفريق بين أساليب تعليم الكبار وأساليب تعليم الصغار ‪ ،‬ويرجع ذلك إلى اختالف‬
‫درجة اإلدراك بين الطفل والبالغ فيقول ‪( :‬إن أول واجبات المربي أن يعلم الطفل ما يسهل عليه فهمه ‪ ،‬ألن الموضوعات الصعبة تؤدي‬
‫إلى ارتباكه العقلي وتنفره من العلم) (‪ )6‬وقد اتبع المسلمون إجماالً طريقة الحفظ والتلقين‪ ،‬وال سيما في تعليم القرآن الكريم ‪ .‬أما في‬
‫‪ .‬المراحل العليا فقد تميزت طريقة التعليم بكثرة النقاش واألسئلة بين الطالب واألساتذة ‪ ،‬بعد أن يفرغ األستاذ من محاضرته (‪)7‬‬
‫اإلسالم والمدرس‪ :‬نظر اإلسالم إلى المدرس نظرة تقديس وإجالل وتعظيم تظهر من خالل أحاديث الرسول (صلى هللا عليه واله) الكثيرة‬
‫‪( :‬إن مداد العلماء لخير من دماء الشهداء) ‪ .‬ويقول الغزالي ‪ :‬فمن علم وعمل بما علم هو الذي يدعى عظيما ً في ملكوت السموات فإنه‬
‫كالشمس تضيء لغيرها‪ ،‬ومن اشتغل بالتعليم فقط تقلد أمراً عظيما ً وخطراً جسميا ً فليحفظ آدابه‬
‫ووظائفه (‪ )8‬وقد اشترط اإلسالم في المعلم أن يكون متدينا ً صادقا ً في عمله وحليما ً يتحلى‬

‫‪ .‬بالوقار والرفق والتواضع وعليه أن يقصد بتعليمه مرضاة هللا تعالى قبل أي شيء آخر‬

‫‪-‬‬

‫تحتوي الفلسفة اإلسالمية على خصائص وهي‪ ]4[ ]3[ :‬‬

‫‪‬‬ ‫اإلنسان‬
‫إن اإلسالم قائم منذ بدايته على التشريع الذي تم اخذه من القرآن الكريم والسنة النبوية اللذان وضعا اإلطار األساسي لوجود اإلنسان على‬
‫سطح األرض‪ ،‬وهو أن البشر سوف يكونون خلفاء هللا في أرضه وذلك ما جاء في قول هللا عز وجل (وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل‬
‫في األرض خليفة) [سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪ ،] 30‬وعلى ذلك األساس كان الهدف الرئيسي للفلسفة اإلسالمية هو القيام بتنفيذ ذلك الهدف‬
‫ومحاولة إتمام السعادتين الدنيوية واألخروية‪ ،‬فالفلسفة اإلسالمية فلفسة يصبح فيها الجميع متساوون وال يوجد تفرقة بين العرق واللون‪ ،‬إذ‬
‫‪.‬أن البشر يتميزون فقط يتقواهم‪  ‬وعملهم الصالح‬

‫‪-‬‬

‫‪‬‬ ‫المعرفة‬
‫إن الفلسفة اإلسالمية لها ارتباط وثيق بالعلم والمعرفة إذ أنها ُتغذيه وتتغذى منه‪ ،‬ويأخذان من بعضهما البعض‪ ،‬وقد وُ جد في الدراسات‪K‬‬
‫الفلسفية اإلسالمية العديد من العلوم والقضايا الخاصة به‪ ،‬كما أن األبحاث العلمية تحتوي على بعض النظريات والمبادئ الفلسفية والحقيقة‬
‫أن الفالسفة في اإلسالم قد اعتبروا أن العلوم العقلية أحد أجزاء الفلسفة‪ ،‬كما قاموا بمعالجة بعض األشياء في الطبيعة وكذلك بعض‬
‫‪.‬المسائل الميتافزقية‬

‫‪-‬‬

‫‪‬‬ ‫القيم‬
‫الفسلفة اإلسالمية تعتقد أن القيم قد نزلت من عند هللا عز وجل‪ ،‬وهي ال تكون قيم خيالية وال مثالية‪ ،‬بل أنها قيمًا عملية وكذلك تطبيقية‪،‬‬
‫ومن الممكن أن ُت حقق من خالل بذل المجهود من البشر في إطار أكثر من مفهوم إسالمي صحيح‪ ،‬والمقدرة على زراعتها في جميع‬
‫البيئات بصرف النظر عن ماهية الحياة التي تسود بها‪ ،‬إذ أنها غير مُعارضة بل مُشجعة‪ K‬بواسطة العقيدة اإلسالمية لكافة التطورات‬
‫والترقيات التي تحدث في المجاالت بأنواعها المختلفة‪ ،‬و ُت مهد الطرق وتفتحها حتى تستقبل النتيجة التي تترتب على تفكير اإلنسان‬
‫‪.‬والحضارة البشرية‬

‫ومن أهم ما يُميز القيم في الفلسفة اإلسالمية هو أنها تتسم بالحياة والتطور‪ ،‬كما أنها تتمكن من التحرك وتصلح في البيئات باختالف‬
‫‪.‬أنواعها وعصورها‪ ،‬وهذا يرجع إلى كونها تستمد المقومات الرئيسية لها من منبعين وهما القران الكريم والسنة النبوية‬

‫‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫طبيعة اإلنسان‪ :‬اإلنسان كما صوره القرآن الك ريم ق وة مبدع ة وروح متص اعدة تس مو في‬
‫س يرها ق دما ً من حال ة وجودي ة إلى حال ة أخ رى‪( .‬فال أقس م بالش فق‪ ،‬واللي ل وم ا وس ق‪،‬‬
‫والقمر إذا اتسق‪ ،‬لتركبن طبقا ً عن طبق) ‪.‬‬
‫ويتكون اإلنسان من نفس وجسد ولكن ليس بالشكل المزدوج الذي تراه الفلس فة المثالي ة ‪،‬‬
‫وإنم ا اإلنس ان ه و وح ده متكامل ة ‪ .‬فالجس م ليس منفص الً عن النفس وإنم ا هم ا وجه ان‬
‫لشيء واحد هو شخصية اإلنسان ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫اإلسالم والمدرس‪ :‬نظر اإلسالم إلى المدرس نظ رة تق ديس وإجالل وتعظيم تظه ر من خالل‬
‫أحاديث الرسول (صلى هللا عليه واله) الكثيرة ‪( :‬إن مداد العلماء لخير من دماء الشهداء) ‪.‬‬
‫ويقول الغزالي ‪ :‬فمن علم وعمل بما علم هو الذي يدعى عظيما ً في ملك وت الس موات فإن ه‬
‫كالشمس تضيء لغيرها‪ ،‬ومن اشتغل بالتعليم فقط تقلد أمراً عظيما ً وخط راً جس ميا ً فليحف ظ‬
‫آدابه‬
‫ووظائفه (‪ )8‬وقد اشترط اإلسالم في المعلم أن يكون متدينا ً صادقا ً في عمله وحليما ً يتحلى‬
‫بالوقار والرفق والتواضع وعليه أن يقصد بتعليمه مرضاة هللا تعالى قبل أي شيء آخر ‪.‬‬
‫‪-‬‬

You might also like