‫الجامعة المستنصرية‬

‫كلية االداب ‪/‬قسم علم النفس‬

‫المرحلة الثانية‬

‫مبادىء الفلسفة لقسم‬

‫علم النفس‬

‫أستاذة المادة ‪/‬د‪.‬هديل سعدي موسى‬

‫‪2013 -2012‬‬
‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫‪2‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫تعريف او معنى الفلسفة‪ -‬وميادينها(موضوعاتها)‬

‫ان الح ديث عن الفلس فة اليرتب ط بالحض ارة اليوناني ة فحس ب لكن ه ه و ج زء من‬
‫حض ارة ك ل ام ه‪ ،‬ل ذا ف القول "ماهي الفلسفة؟ اليع ني اجاب ة واح دة الم ة واح دة والفلس فة‬
‫هي لفظ ة يوناني ة مركب ة من االص ل فيل و أي محب ة وص وفيا أي الحكم ة‪ ،‬أي انه ا تع ني‬
‫محب ة الحكم ة وليس االمتالك النه ائي للحكم ة وال ص فة ك ون اإلنس ان حكيم ا ب ل محب‬
‫الحكمة‪.‬‬
‫وه و رأي ج زئي يقابل ه نصوص ا كث يرة وردت في الق ران تتخ ذ من الحكم ة‬
‫والحكيم وتصف الكثير من البشر او تصف فردا بانه حكيم وذلك يفي كلية الكلمة‪ ،‬أي ان ه‬
‫يتمتع بالصوفيا لكونه حكيما وليس محبا للحكمة فقط‪.‬‬
‫وان المبدأ األساس للفلسفة هو السؤال(بكيف ولماذا ومن) فاذا كان السؤال حول الكون‬
‫سيكون التطبيق هو كيف خلق الكون ولماذا‪،‬واذا قلنا كيف خلق الكون فذلك يعني ضمنا‬
‫لهم او التوصل الى من خلق هذا الكون وهو ما يعني اندفاع نحو األمام في فهم األشياء‬
‫بخالف علم النفس ال ذي يح اول اإلجاب ة عن نفس اإلنس ان وبالت الي ف ذلك يع ني الرج وع‬
‫الى الخلق للتمكن من فهم كل ما يتعلق بجزء من العالم وهو اإلنسان في حين ان الفلسفة‬
‫تسعى الى فهم كل األشياء بمجملها من النفس والعالم‪.‬‬
‫ومحب الحكمة هو التعريف االص طالحي للفلسفة أما تعريفها بشكل ع ام فهي تعريف ات‬
‫عديدة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬البحث في الوجود بما هو موجود‪.‬‬
‫‪ .2‬البحث عن حقائق االشياء‪.‬‬
‫‪ .3‬البحث في طبيعة االشياء‪.‬‬
‫‪ .4‬الفلسفة هي نوع من الدهشة‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫‪ .5‬وعرفها الفارابي بانها(العلم بالموجودات بما هي موجوده)‪.‬‬

‫‪ .6‬وعرفها ابن سينا بانها(استكمال النفس البشرية لمعرفة حقائق الموجودات بما هي‬
‫كذلك عن طريق النظر العقلي)‪.‬‬
‫موضوعات الفلسفة‬
‫لكل حقل من حقول المعرفة هنالك مجال يبحث فيه او هنالك حقل خاص له فمثال‬
‫الفيزياء تبحث في الظواهر الفيزياء ونحاول ان نجد تفسير علمي لهذه الظواهر وبالتالي‬
‫نتوصل الى صياغة القانون الذي يتحكم بهذه الظواهر كذلك الكيمياء فمجال اختصاصها‬
‫هو تفاعل العناصر وما يترتب على هذا التفاعل من نتائج وقوانين كيميائية والشيء نفسه‬
‫يقال عن الطب وعن علم االحياء والجغرافية وعن أي لون من الوان المعرفة فاذا كانت‬
‫هذه العلوم وان اطلقنا عليها تسمية العلوم التجريبية وقد اخذت كافة مجال العلوم تقريبا‬
‫فماذا بقي للفلسفة ان تدرس؟‬
‫بعض المذاهب الفلسفية المعاصرة رفضت ان يكون هنالك موضوعا للفلسفة وقالت ان‬
‫البحث الفلس في ه و بحث عقيم الفائ دة من ه‪ ،‬ام ا المؤم نين برس الة الفلس فة مثال يعتق دون‬
‫بوج ود موض وعات اليمكن للعلم ان يدرس ها النه ا الت دخل ض من نطاق ه وعلي ه فهي من‬
‫اختص اص الفلس فة ل ذلك تش كل ه ذه الموض وعات او المب احث االساس ية للفلس فة وه ذه‬
‫المباحث يمكن تقسيمها الى ثالث اقسام رئيسية هي‬
‫‪ .1‬مبحث الوجود "‪ "ontology‬االنطلوجيا‪.‬‬
‫‪ .2‬مبحث المعرفة "‪ "Epistemology‬االبستمولوجيا‪.‬‬
‫‪ .3‬مبحث القيم ‪:‬وتدرس فيه ثالث موضوعات رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬المنطق‪.Logic‬‬
‫‪ .2‬االخالق ‪.Ethics‬‬
‫‪ .3‬الجمال‪Aesthetics‬‬

‫‪4‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫الوجود االنطلوجيا "‪"ontology‬‬

‫وهو البحث في الوجود المطلق‪ ،‬والوجود وهو من المباحث المهمة في الدرس الفلسفي‬
‫بل انه ظل يشكل المحور االساسي العام المقرر من كل تحديد وتعيين للفلسفة اليونانية‬
‫والعربية االس المية على حد سواء‪ ،‬وهو النظر في طبيعة الوجود والبحث في االسباب‬
‫والعل ل االولى للوج ود‪ ،‬وذل ك بتن اول الوج ود المطل ق المج رد‪ .‬أي بالحقيق ة بمالمحه ا‬
‫االوسع واالعمق واالكثر اساسية بالشكل الذي يدركها العقل االنساني‪ .‬وفلسفة الوجود‬
‫تتعامل مع السمات االكثر عمومية للواقع أي تتعلق بطبيعة الواقع بشكل تجريدي حين‬
‫تستخلص صورة الالمادية من اشكاله الملحوضة المحددة‪ .‬وتترك لبقية العلوم الخوض‬
‫في تفص يالت الوج ود وعناص ر ك ل بحس ب اختصاص ه وموض وع فلس فة الوج ود يبحث‬
‫في الموج ود ال واجب وه و اهلل تع الى‪ .‬والموج ود الممكن الوج ود وه و الع الم واالح داث‬
‫الكوني ة للوج ود وه ل ح دثت ض من ض وابط وق وانين طبيعي ة ام انه ا ح دثت بالص دفة‬
‫واالتف اق ام ان وراء ظهوره ا اس باب وعل ل ض رورية ه دفها االيج اد عن قص د وت دبير‬
‫وهل ان هذه االسباب مادية ام روحية او هي امتزج مابين ما هو مادي وما هو روحي؟‬
‫فظه رت جواب ات على ذل ك الفلس فة المثالي ة ال تي تزعمه ا افالط ون القائم ة على اعتب ار‬
‫المث ال ه و االص ل وان ك ل االش ياء انعك اس ل ه‪ ،‬وك ذلك ظه رت بالمقاب ل الفلس فة المادي ة‬
‫ال تي اعت برت الم ادة االص ل وك ل ش يء ه و انعكس للم ادة‪ ،‬فالفالس فة الط بيعيون قب ل‬
‫س قراط وهم رواد ه ذا الم ذهب ال ذي امت د ليص ل الى المادي ة الس اذخه والمادي ة الجدلي ة‬
‫التاريخية المتمثلة بالماركسة‪.‬‬

‫مبحث القيم السيولوجيا ‪.Axiology‬‬

‫ان مبحث القيم من المب احث المهم ة في موض وعات الفلس فة واذا م ا رجعن ا الى‬
‫االشتقاق اللغوي لهذا االسم وجدنا اصله االغريقي يدل على معنى "ما هو ثمين" او"ج دير‬
‫بالثق ة" ه ذا يع ني ان االكس يولوجيا هي علم يبحث في م اهو ثمين بتق دير قيمت ه وتك ون‬
‫الفلس فة المتص لة ب ه فلس فة قيم او نظري ة القيم والفلس فة ت درس لقيم من حيث ماهيته ا‬

‫‪5‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫واصنافها ومقاييسها وتختلف هذه المقاييس باختالف المذاهب والمدارس ولها شان في‬
‫المنطق الذي هو معيار الحق وعلم الجمال الذي هو معيار الجمال ‪ 0-‬وعلم االخالق –‬
‫ال ذي ه و معي ار الخ ير وتش كل ه ذا العل وم المعياري ة موض وعا هام ا في الفلس فة ي دعى‬
‫باالكسيولوجيا والقيم التي تبحثها اذن هي الحق والخير والجمال وعلومها هي‪:‬‬

‫‪.1‬علم المنطق او المعيار المنطقي‪:logical criteria‬‬

‫وهو العلم الذي يطلب ليكون اله "النه يكون علما منبها على االصول التي يحتاج اليها‬
‫كل من يقتض المجهول من المعلوم وبمعنى اخر فهو العلم يضع القواعد التي بمراعاتها‬
‫يعصم الذهن من الوقوع في الخلل والزلل وهو معيار الحق‪.‬‬

‫‪.2‬علم االخالق او المعيار االخالقي ‪:Norm ative ethics‬‬

‫ان لك ل من ا اخالق ه الخاص ة ولكن علم االخالق ي درس م ا ينبغي ان تك ون علي ه الخل ق‬
‫العليا والمثلى‪ ،‬ومن هنا كان المثال االعلى الذي يجب على االنسان التطلع اليه‪.‬‬

‫‪.3‬علم الجمال او المعيار الجمالي ‪:Beauty‬‬

‫وهو يبحث في الشعور الذي ينبعث عن الشيء الجميل والذي يستحق االعجاب وعكسه‬
‫الق بيح ويبحث في ش روط الجمي ل ومقاييس ه ونظريات ه ول ه قس مان نظ ري وعملين‬
‫ف النظري يبحث في الص فات المش تركة بين االش ياء الجميل ة ال تي تول د الش عور بالجم ال‬
‫فيحلل هذا الشعور تحليال نفسيه ويفسر طبيعة الجمال تفسيرا فلسفيًا‪ ،‬يحدد الشروط التي‬
‫يتم يز به ا الجمي ل من الق بيح وام ا القس م العلمي فيبحث في مختل ف ص ور الفن وينتق د‬
‫نماذجه المفردة ويطلق على القسم (النقد الفني)‪.‬‬

‫‪.4‬نظرية المعرفة االبستمولوجيا ‪Epistemology‬‬

‫وتختص بالبحث في امكانية قيام معرفة ما عن الوجود بمختلف اشكاله ومظاهره‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫ان نظري ة المعرف ة(االس بتمولوجيا) موض وع مرك زي في الفلس فة فك ل فلس فة بمع نى من‬
‫المعاني ترجع بنا الى السؤال‪ :‬ما الذي نستطيع ان نعرفة؟ومن هنا كانت اعتبارات هذا‬
‫الفص ل ذات اهمي ة لك ل الموض وعات في الفلس فة وليس العلم المعرف ة وحس ب وقب ل ك ل‬
‫شيء يجب معرفة امر مهم وهو من اين تاتي معارفنا؟وما هي المذاهب التي اج ابت على‬
‫هذا السؤال؟‬
‫‪ .1‬المذهب العقلي ‪ Rationalism‬والذي يرى ان اساس معارفنا هو العقل‪.‬‬
‫‪ .2‬المذهب التجريبي ‪ Empiricism‬والذي يقر بان التجربة هي اساس المعرفة‪.‬‬
‫‪ .3‬المذهب الذارائعي او البراغماني ‪ Pragmatism‬فهي ترى ان المعرفة الحقيقية‬
‫ما يعمل او باالشياء التي تعمل‪.‬‬
‫‪ .4‬المذهب الحدسي او االلهامي‪ Intuilon‬وهذا االتجاه يرى ان المعرفة الصادقة‬
‫تكون في الحدس وحدة ويمثل هذا االتجاه الصوفية كالغزالي والفيلسوف الفرنسي‬
‫هنري برغسنون اما االتجاه العقلي يمثله زينون حوالي ‪ 470‬ق‪.‬م وديكارت اما‬
‫االتج اة التجري بي فيمثل ه ج ون ل وك وديفي د هي وم واالتج اه البرغم اني يمثل ة وليم‬
‫جيمس وجون ديوي‪.‬‬

‫طبيعة المعرفة‪:‬‬
‫بقي ان نرف ماهي طبيعة المعرفة؟ المعرفة؟ وهنا يظهر اتجاهات ثالثة هي‪:‬‬
‫اوال‪:‬المذهب الواقعي ‪Rcalism‬‬
‫وهي مجرد الراي بان االشياء موجودة بصورة مستقلة عن ادركاتنا اياها أي ان وجوده ا‬
‫هو العالم الحقيقي بغض النظر عن ادركنا لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المذهب المثالي ‪:Idealism‬‬

‫ي رى اص حاب ه ذه الطبيع ة في المعرف ة ان االش ياء التوج د اال النه ا ت درك وكم ا يق ول‬
‫باركلي" ان يوجد يعني ان يدرك وهذه االطروحة تعرف بالمذهب المثالي وتسمى بهذه‬

‫‪7‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫الصورة الن االشياء التي تدرك هي افكار في بعض العقول وليست اشياء مادية في عالم‬
‫مستقل عن العقل"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مذهب الظواهر ‪phenomenalism‬‬

‫والمذهب الظواهر نقطة بداية مختلفة عن المذهب المثالي‪ ،‬اعني ‪:‬القبول بوجود معطيات‬
‫حس ية‪ .‬ولكن ه يح اول تجنب الش ك ال ذي يمكن ان تث يره المعطي ات الحس ية حين يب دو ان‬
‫المعيطات الحسية تقف بيننا وبين االدراك المباشر للعالم وتتكون االطروحة الظواهرية‬
‫من ان االشياء الطبيعية هي بين منطقية من المعطي ات الحسية‪ .‬وقد عبر "م ل" عن هذا‬
‫ب القول ان االش ياء امكان ات دائب ة لالحس اس" وبحس ب م ذهب الظ واهر ك ل ح ديث عن‬
‫االدراك المباشر يرجع الى حديث عن معطيات حسية وعلى هذا ‪،‬كل ما اقوله عن بيتي‬
‫مثال يمكن احتزال ه الى اق وال معطي ات حس ية واليوج د مرج ع الى اح د االش ياء يتج اوز‬
‫تلك المعطيات‪.‬‬
‫امكان المعرفة‪:‬‬
‫وه و اهم م ا تري د ان نص ل الي ه نظري ة المعرف ة وه و االجاب ة على س ؤال ‪:‬ه ل باالمك ان‬
‫الحص ول على المعرف ة؟ والج واب عن ه ذا الس ؤال يعتم د على المنهج المتب ع واراء‬
‫اصحابة فقد ظهرت عدة مذاهب اجابت عن هذا السؤال وهي‪:‬‬
‫‪.1‬مذهب اليقين‪:‬‬
‫فاصحاب هذا المذهب يرون ان معارفنا التي نتوصل اليها يقينية مقطوع بصحتها وذلك‬
‫الن اليقين على حد قول كانت‪ -‬اسلوبا للعقل يخلو من كل نقد ويفترض اصحابة القدرة‬
‫على اكتس اب معرف ة ص حيحة بغ ير بحث في طريق ة اكتس اب ه ذه المعرف ة كالعقائ د فهي‬
‫صادقة دون الحاجة الى دليل يبرهن صدقها وخير من يمثل هذا المذهب العقليون‬

‫‪.2‬مذهب الشك بخصوص المعرفة‪:‬‬

‫وهذا المذهب يرى(ان المشكلة الحقيقية) هي اننا النملك ايه معرفة على االطالق وليس ت‬
‫المش كلة انن ا النس تطيع تعريفه ا‪ ،‬بين م ذهب الش ك االعتي ادي يم يز بين مص اب المعرف ة‬

‫‪8‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫التي يوثق بها(مثل العلم الجيد) وتلك التي ال يوثق بها(مثل المنجمين في الصحف) اما‬
‫م ذهب الش ك الفلس في‪ ،‬من جه ة اخ رى فيض ع موض ع الش ك مص داقية نظامن ا المع رفي‬
‫بصورة عامة‪ ،‬بهذ الصورة ال يميز مذهب الشك الفلسفي بين معرفة ومعرفة تماما‪.‬‬

‫‪.3‬مذهب الشك الخاص باالدارك‪:‬‬

‫ربم ا ك ان م ذهب الش ك اك ثر ت اثيرا في الحجج المتعلق ة ب االدراك وهن ا ه دف الش كاك‬
‫الرئيسي هو المذهب الواقعي الساذج‪ -‬الذي يرى ان العالم هو تقريبا على الصورة التي‬
‫ندركها بها وهذا الراي تهدده الفكرة الواسعة االنتشار باننا الندرك العالم بصورة مباش رة‬
‫اذا صدق هذا فقد تكون عواقب وخيمة شكوكية فلعلنا الندرك العالم الخارجي اطالقا‪ ،‬او‬
‫قد يكون حقا انه اليوجد حتى عالم خارجي‪ .‬وقد انتهى كثير من الفالسفة في الحقيقية الى‬
‫القول باننا الن درك العالم مبشرة‪ ،‬وباننا نمل ك"ادراك ات واننا نستدل من هذه االدراك ات‬
‫على وجود العالم الخارجي‪.‬وقد سمي ما ندركه افكارا عند (لوك وباركلي) وانطباع ات‪-‬‬
‫عند (هيوم) او معطيات حسية‪ -‬عند‪(-‬رسل ومور)‬

‫‪-‬المدارس الفلسفية العربية االسالمية‪:‬‬

‫‪.1‬مدرسة الكندي‪:‬‬
‫سميت هذه المدرسة على اسم رائدها الكندي والمدارس الفلسفية في االسالم ولم تكن كما‬
‫ك انت علي ه الح ال في االكاديمي ة والمش ائية في اليون ان وانم ا اش تمل اص حابها ب الطب‬
‫والرياض يات ثم اتص لوا بالفلس فة وذل ك ان الفلس فة ك ان ينظ ر له ا بعين االرتي اب والتهم‬
‫المستغلون بها بالكفر واالكاذيب فلم يكن يتسنى للدولة ان ترعاها مباشرة او حتى بصنفه‬
‫غير مباشرة فكان الفالسفة يعقدون مجالسهم الفلسفية في دورهم‪ ،‬ولم يكن عدد اتباعهم‬
‫كبيرا بل بصفة نظر ومن هذا القبيل مدرسة الكندي‪.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫الكندي(‪252-185‬هـ تقريبا)‬
‫ان جمي ع فالس فة المس لمين ال ذين اظه روا اظه روا ذك اء خارقا ونبوع ا ك ان ه ذا يع د من‬
‫بينهم (ابا الحكم اء) و(فيلسوف المسلمين) و(فيلسوف الع رب) جاز تلك الم اثر واشتهر‬
‫بين المال يرع الكندي في الرياضيات منزعا "فيثاغوريا"‪.‬‬
‫واعتم د في علم النفس على كث ير من االراء "االفالطوين ة" واس تقى في االخالق من‬
‫تعاليم"سقراط" و"افالطون" كثيرا من ارائه في االلهيات باستثناء ما يتصل باهلل وبصفاته‬
‫وبقضية قدم العالم او خلقة اذ اتجه اتجاها "معتزليا" واعيا واعتمد العقل ولج ا الى التاوي ل‬
‫العقلي في تفس ير الق ران والح ديث من اهم اعمال ه ان ه يعت بر اول فيلس وف مس لم اثبت‬
‫وجود اهلل تعالى باالدلة العقلية حاول ان يوفق بين الفلسفة والدين حيث اعتبر ان جميع‬
‫النصوص يمكن ان تفهم بالمقاييس العقلية التي اليدفعها اال من حرم صورة العقل واعتد‬
‫بصورة الجهل‪.‬‬
‫ومؤلفات الكندي عديدة ومتنوعة فقد الف في الفلسفة والمنطق والحساب وما يتعلق به‬
‫وفي الموس يقى والنج وم وفي الهندس ة والفل ك والطب وعلم النفس وفي الج دليات وفي‬
‫السياسة واالحداثيات واالبعاديات والتقدميات واالنواعيات وقد بلغت مؤلفاته نحو ‪272/‬‬
‫مؤلفا‪.‬‬

‫‪.2‬مدرسة الفارابي‪:‬‬
‫ان من اهم الم دارس الفلس فية االس المية هي مدرس ة الف ارابي باعتباره ا المدرس ة ال تي‬
‫ش رحت المنط ق االرس طي في الوس ط الثق افي االس المي اطل ق على الف ارابي اس م المعلم‬
‫الثاني بعد ارسطو المعلم االول‪ .‬واذا كان ارسطو سيطر على جزء مهم اليقل اهمية من‬
‫ارسطو فكما ان الفارابي اقتفى اثر ارسطو في المنطق والطبيعيات فا افالطون اثر كبير‬
‫علي ه في االخالق والسياس يات الف ارابي ه و راس المدرس ة ول ه كتب كث يرة معروف ة‬
‫اش هرها‪ -‬اراء اه ل المدين ة الفاض لة‪ .‬واحص اء العل وم وتحص يل الس عادة والتنبي ة على‬
‫س بيل الس عادة والجم ع بين راي الحكيمين والسياس ة ويع د الف ارابي بح ق عمي د الفلس فة‬

‫‪10‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫العربي ة واالس المية ومن اهم اراءه محاولت ه التوفي ق بين الفلس فة وال دين ش انه ش ان ك ل‬
‫الفالس فة المس لمين حيث ان ه يع بر عن لف ظ ال دين بالمل ه وال تي التختل ف في المع نى فق د‬
‫تناول الفارابي المشكلة الدينية ليصل في نهاية المطاف الى التوافق بين المعرفة العقلية‬
‫وهي(الفلسفة) وبين المعرفة الدينية التي هي( الوحي)‪.‬‬

‫‪.3‬مدرسة الغزالي‪:‬‬
‫وه ذه المدرس ة تعت بر امت دادا لفلس فة ابن س ينا االش راقية ولكن س رعان م ا انقلبت لتوج ه‬
‫نقدها الصولها الفلسفية فالقارئ الكتاب الغزالي "مقاصد الفالسفة" يرى فيه تلميذا نجيبا‬
‫البن س ينا فه و يع رض اراء ابن س ينا بدق ة ووض وح وكان ة اح د طالب ه‪ .‬لق د تم يزت ه ذه‬
‫المدرسة بانها اعتمدت عدة مناهج في مناقشة الفالسفة فهي تعتمد على العقل مرة وعلى‬
‫النقل مرة اخرى وهذا المنهج اس تفاده الغ زالي من مدرسة االش اعرة الكالمية التي ك ان‬
‫راس ها في المدرس ة النظامي ة اذا هي م زيج بين منهج الفالس فة ومنهج المتكلمين ثم‬
‫استفادت من منهج الصوفية الحدسي لتكتمل اركان الفلسفة االشرافية ذوقا ومعرفه‪.‬‬

‫الغزالي‬
‫كان ابو حامد الغزالي ذا ثقافة واسعة فقد درس اختالف المذاهب الكالمية‪ ،‬وتعلم المنطق‬
‫والحج اج وق را الفلس فة وب دا بتص نيف مؤلفات ه المهم ة منه ا‪ ،‬مقاص د الفالس فة ومنه ا‬
‫الفالسفة معيار النظر في المنطق ميزان العمل في االخالق واهم مؤلفاته واكبرها كتاب‬
‫احياء علوم الدين الذي شرح فيه طرق النجاة للمسلمين وتفصيل المعامالت والعبادات‬
‫والمنقذ من الضالل الذي الف في اواخر ايامه ومذهب الغزالي الفلسفي يمكن ان نتعرف‬
‫علي ه من خالل كتاب ه ته افت الفالس فة ال ذي وص نعه لل رد على الفالس فة وخصوص ا‬
‫الف ارابي وابن س ينا كم ا ادعى ذل ك في كتاب ه حيث ق ال‪(:‬سيقتص ر على اظه ار تن اقض‬
‫مق دمهم‪ -‬يع ني ارس طو‪ -‬وراي اوفقهم العق ل والتحقي ق من المتفلس فة في االس الم اب و‬
‫نصر وابن سينا‪ ،‬فيعلم انا مقتصر على رد مذاهبهم بحسب نقل هذين الرجلين‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫‪.4‬المدرسة االشراقية‪:‬‬
‫تنسب هذه المدرسة الى شيخ االشراق السهروردي والذي من خالله يمكننا االطالع على‬
‫اصول هذه المدرسة واسس التفكير فيها‪ ،‬واما المدرسة االشراقية اذا اطال اسمها اريد‬
‫بها اتباع السهروري الذين ساروا ومنهجه ومن اشهرهم‪:‬‬
‫صدر الدين الشيرازي واالسترابادي ومن خالل السهروردي يمكننا معرفة بها‪.‬‬
‫‪-‬السهروردي‪:‬‬
‫يظه ر ان الس هروري ك ان واس ع االطالع على الفل ك القديم ة ول ذلك ص ار لدي ه رغب ه‬
‫كب ير‪ ،‬في التوفي ق بينه ا ب ل وبين الفالس فة المختلفين فالفالس فة عن ده رج ال اس س واح دة‬
‫وف روع ش جرة مبارك ة تم د االنس انية بم ا فيه ا من ثم ار وخ يرات فابن ا فالب اوقليس‬
‫وفيثاغورس وافالطون وارسطو طاليس وبوذا وهرمس وان انتسبوا الى شعوب مختلفة‪،‬‬
‫هم بن اء االنس انية اوال وبال ذات ورس ل االس الم واالص الح واس اس الفلس فة االش راقية ان‬
‫اله نور االنوار ومصدر جميع الكائنات فمن نوره خرجت انوار اخرى هي عماد العالم‬
‫الم ادي‪ ،‬وال روحي والعق ول المفارق ة ليس ت اال وح دات من ه ذه االن وار تح رك االفالك‬
‫وتشرف على نظامها فاالشراف بمدلول العميق هو‪(:‬الكشف) أي ظهور االنوار العقلية‬
‫ولمعانها وفيضانها باالشراقات على االنفس عند تجردها‪.‬‬
‫فالفلس فة االش راقية امامه ا الس هروري مت اثرة في ب دئها ونهايته ا بتع اليم الف ارابي‪ .‬ذل ك‬
‫النها مؤسسة على نظرية الفيض الفارابية ونزاعة الى العالم العلوي غير ان هذه الفلسفة‬
‫صوفية كلها او التصوف هو كل شيء فيها هذا الى ان االشرافي ال يقنع باالصتال بالعقل‬
‫وحدة‪ ،‬بل يطمح في االتحاد باهلل مباشرة واالمتزاج بنور االنوار‪.‬وهنا جانب توفيقي اخ ر‬
‫س عى الي ه الس هروري بين االتص ال الفيض ي الف ارابي وبين االتح اد الص وفي الحالجي‪،‬‬
‫فهو يقول باالتصال واالتحاد معًا‪ ،‬والعالم عند هذه المدرسة هو ثالثة عوالم‪:‬‬
‫‪ .1‬عالم العقل‪.‬‬
‫‪ .2‬عالم النفس‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫‪ .3‬عالم الجسم‪.‬‬

‫‪.5‬مدرسة االندلس‪:‬‬
‫نشات هذه المدرسة اثر انتقال الفكر الفلسفي من المشرق الى المغرب وذلك عن طريق‬
‫ع دة امور ف االول‪ :‬الحرب العلمية التي ك ان يقوم بها بعض المغاربة الى الشرق‪ .‬مثل‬
‫ابن مسرة وابو بكر بن العربي وابن تومرت وغيرهم‪.‬‬
‫االم ر الث اني‪ :‬ال رحالت التجاري ة ال تي ك ان يستص حب اص حابها من ياخ ذ ال دروس من‬
‫اصحاب المشارقة‪.‬‬
‫االمرالثالث‪ :‬مواسم الحج حيث يلتقي فيه اهل المغرب‬
‫االمر الرابع‪ :‬انتقال بعض علماء المشرق الى المغرب واقامة حلقات للدروس هناك‪.‬‬
‫االمر الخامس‪ :‬انتقال الكتب من المشرق الى المغرب ومن ابرز رواد المدرسة الفلسفية‬
‫في االندلس ابن باجة وابن طفيل وابن رشد ابن خلدون‪.‬‬

‫‪-‬المدارس الفلسفية الحديثة والمعاصرة‪.‬‬

‫كما سبق وان أسلفنا ان للفلسفة الحديثة اتجاهين رئيسين اصبحا مدارس فلسفية بحد ذاتها‬
‫فظهر اتجاهين‪:‬‬

‫اوال‪:‬االتجاه‪ :‬البيكوني او التجريبي‬

‫ويتزعم هذا االتجاه الفيلسوف فرانسوا او فرنسين بيكون ولد(‪1561‬م وت‪1626‬م) وقد‬
‫اعت بر اص حاب المنهج ان التجرب ة وح دها وهي اس اس المعرف ة وه ذا م ا تض منه كت اب‬
‫بيكون "المنطق الجديد ليميز عن منطق ارسطو‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬االتجاه العقلي‪:‬والذي مثل هذه االتجاه‪ -‬الفيلسوف الفرنسي رئيسية ديكارت المولود‬
‫س نة(‪ 1599‬وت‪ )650‬وق د اعب تر ه ذا المنهج او االتج اه ان العق ل هو اس اس لم واد وق د‬
‫بين ديكارت منهجه هذا في كتابه "مقال في المنهج"‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫لق د تم يزت الفلس فة الحديث ة والمعاص رة بم يزات ميزته ا س ابقاتها من الفلس فة فك ان من‬
‫اهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬اس تبدلت المنهج األرسطي ب المنهج التجري بي البيكون تي وال ديكارتي العقلي‪ ،‬وق د‬
‫سمي بيكون منطقة بـ(االدراكات الجديدة) ليميزة عن منطق أرسطو‪.‬‬
‫‪ .2‬لم تقف عن د ح دود الفلس فة الس ابقة ولم تخض ع له ا وال لسلطة الكنيس ة واعت برت‬
‫تعاليم الكنيسة قسما من اقسام التاريخ‪.‬‬
‫‪ .3‬فص لت بش كل نه ائي الفلس فة عن ال دين من خالل اعتماده ا على التجرب ة والعق ل‬
‫كاداة للمعرفة‪.‬‬
‫‪ .4‬استبدلت المباحث الميتافيزيقية بمباحث المعرفة واداواتها ومصادرها‪.‬‬
‫‪ .5‬لم تقف عند حدود الفلسفة التقليدية وانما اخذت االقتراب من دقة العلم وتفصيالته‬
‫بحيث اصبحت صنوان مع كل فرع من فروع العلم‪.‬‬

‫‪-‬اما المدارس المعاصرة فاهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬المدرسة الوصفية المنطقية وتزعمها الفيلسوف االنكليزي بتراندرسل رسل‪.‬‬
‫‪ .2‬المدرسة الوجودية وزعيمها الفيلسوف الفرنسي سارتر‪.‬‬
‫‪ .3‬المدرس ة البرغماتي ة وتزعمه ا الفالس فة االمريكي ون س ايندرت ب يرس ووليم جيمس‬
‫وجون ديوي‪.‬‬
‫‪ .4‬المدرس ة التجريبي ة وتزعمه ا الفيلس وف االنكل يزي ج ون ل وك وديفي ة هي وم وج ون‬
‫ستيورات مل‪.‬‬

‫*صلة الفلسفة بالحضارة والحياة‬

‫الفلس فة ملتص قة بالحض ارة وان الحض ارة نفس ها ولي دة الفلس فة وان ك انت الحض ارة‬
‫بدورها تقود فتولد الفلسفة وانه من غير الممكن تصور قيام حضارة اصيلة دون فلسفة‬
‫بمستواها‪.‬‬

‫‪14‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫ولقد كتب الفيلسوف(جون ديوي) ان الفلسفة ‪:‬هي قوة تاريخية حاسمة تقترن بكل تغير‬
‫يط را على الحض ارة واختالف الحض ارات على ه ذا االعتب ار مت أت من االختالف ات‬
‫الفلسفية التي تنشا بموجبها ولعل هذا ينطبق على عصرنا الحالي بكل وضوح بسبب ان‬
‫التفكير الفلسفي في حقيقته(ما هو) اال مظهر من مظاهر الحضارة االنسانية من اج ل ه ذا‬
‫كانت الفلسفة لها هذا التاثير الض خم في حضارات الغرب فانه اليمكن ان نفصل الفكر‬
‫الفلسفي عن بيئته الحضارية والتاريخية‪ .‬والفكر الفلسفي ما هو بالضرورة اال حصيلة‬
‫افكار البشر خالل التطور التاريخي لالنسانية وان صلة الفلسفة بالحياة وتاثيرها وتاثرها‬
‫في بيئ ه المجتم ع ت وجب علين ا ان النفص ل بين الفلس فة وبين ال دين وبينه ا وبين العلم‬
‫والفلسفة والسياسية تلك المنجزات التي وجدت في نفس العصر الذي وجد فيه المذهب‬
‫الفلس في‪ ،‬فه ل ت اريخ الفلس فة ع رض لالفك ار والنظري ة الفلس فية فحس ب؟وينتهي منه الى‬
‫اقرار وجود مؤثرات المحيط والمجتمع في نظريات الفيلسوف المتاتية من الدين والعلم‬
‫والفن والسياسية‪.‬‬
‫مع كل ذلك لم يقدم تاريخ الفكر تيارا مثاليا حاول ان يقطع الصلة بين الفلسفة والحياة من‬
‫خالل قط ع الص لة بين الفيلس وف والواق ع الحي اتي المع اش وقص ر الفلس فة على البحث‬
‫النظري الصرف الذي يتجه(من حيث الظاهر) الى الكشف عن الحقيقة وحدها بصرف‬
‫النظ ر عن المالبس ات الخاص ة والمتوقف ة على الزم ان والمك ان ولكن ه ذا التخ ريج‬
‫مرفوض بسبب اختالط الحدود بين الفلسفة والدين والعلم والفن‪.‬‬
‫فل و ش ئنا ان نس تعرض ت اريخ العالق ات القائم ة بين ال دين والفلس فة(مثال) لك ان علين ا ان‬
‫نرشد الى تلك االساطير الدينية الخرافات السحرية التي ذهب الكثير من الباحثين الى انها‬
‫ك انت في االص ل وراء نش اة التفك ير الفلس في وينطب ق ذل ك على ك ل الحض ارات الس ابقة‬
‫لالغري ق وح تى بالنس بة لالغري ق الب د لن ا اوال ان نرب ط ب التفكير ال ديني عن د ه و‬
‫هوميروس وعند هزيود‪ ،‬نشاة الفلسفة اليونانية وذلك الن الفلسفة تولد في احضان الدين‬
‫على راي عبد الرحمن بدوي معتمد على مقولتين دينيتين هما(العدالة) و(الخطيئة) وبعد‬
‫هذا تبدا الفلسفة اليونانية الحقيقة‪ .‬بالضبط كما حاول كل من افالطون وارسطو ان يتلمسا‬

‫‪15‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫في الكث ير من االس اطير الديني ة بعض اث ار التفك ير الفلس في وك ان اخ ذا على عاتقه ا ان‬
‫يوفق ا بين الفلس فة والديان ة الش عبية وفطن الرواقي ون الى م ا وراء االس اطير والخراف ات‬
‫والطقوس الدينية من معان رمزية فحاولوا تفسير الديانة الشعبية تفسيرا فلسفيا حتى انهم‬
‫ذهب وا الى االعتق اد الى ان س ائر المعتق دات الديني ة والطق وس الش عبية ان هي اال ص ورة‬
‫متنوع ة لحقيق ة واح دة‪..‬م ادام من ش ان العق ل الكلي ان يتجلى على اش كال عدي دة بحس ب‬
‫عق ول الن اس وه ذا ي دخل في دائ رة االبح اث الفلس فية الخلقي ة م ع ان هن اك من راى ان‬
‫الفلس فة (عموم ا) نش ات في احض ان ال دين وك ذلك االخالق خاص ة فيم ا يتص ل بمس الة‬
‫العدالة وشموليتها واالنسان ومصيره كما اكد على اهتمام الفلسفة بالمسلمات الدينية وما‬
‫مح اوالت التوفي ق بين العق ل والنق ل على م ر العص ور اال ص ورة جلي ة ل ذلك ربم ا يؤك د‬
‫ثالثية التركيب المعرفي(علوم‪ -‬فلسفات‪ -‬عقائد) والناشئ عن ثالثية الدوافع (الحاجة –‬
‫الدهشة‪ -‬الرهبة) للجسد والعقل والقلب‪.‬‬

‫صلة الفلسفة بالعلوم االخرى‪:‬‬

‫صلة الفلسفة بالعلوم بشكل عام‪:‬‬
‫تتفق الفلسفة مع العلم في سمات معينة وتختلف معه في اخرى‪ ،‬فمن اهم السمات العامة‬
‫التي تتفق فيها الفلسفة مع العلم هي‪:‬‬
‫‪ .1‬ان العلم والفلس فة يرفض ان ك ل ان واع الس لطات الفكري ة او اعتباره ا مص درا‬
‫للحقيقة اال سلطتي العقل والتجربة‪.‬‬
‫‪ .2‬يتف ق الع الم والفيلس وف في ص فات اهمه ا الح رص والدق ة والمراجع ة والت أني‬
‫والدأب على البحث والتفكير النقدي‪.‬‬
‫‪ .3‬الموضوعية في البحث واالبتعاد عن الذاتية المسرفة‪.‬‬
‫‪ .4‬كذلك اتقان الفيلسوف والعالم في الصفات االخالقية التي تتحدد في المحبة للحقيق ة‬
‫والنزاهة في طلبها والحرص على الدوافع عنها في شجاعة وامانة والتحرر من‬
‫كل قيد تفرضة أي سلطة االساسية العقل او سلطة التجربة‪.‬‬

‫‪16‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وهناك حاالت ترتبط بها الفلسفة مع العلوم في تفصيالتها‪:‬‬

‫أ‪ .‬فصلة الفلسفة بالعلوم الطبيعية تكمن في ان الفلسفة تدرس القوانين العامة في كل‬
‫علم وت ترك للعل وم الخ وض في تفص يالت ذل ك ف ان الفلس فة ت درس مثال الوج ود‬
‫بص ورة عام ة وت ترك للعل وم الطبيعي ة دراس ة العناص ر في الطبيع ة وخصائص ها‬
‫اما الرياضيات فانه يتناول الوجود من حيث هو نوع وكم وعدد وابعاد واشكال‬
‫وغير ذلك من التفصيالت‪.‬‬
‫ب‪ .‬ام ا ص لة الفلس فة في العل وم االنس انية فانه ا تت داخل معه ا بج وانب كث يرة وس وف‬
‫نتعرض لذلك‬

‫*صلة الفلسفة بعلم النفس‬

‫ان تطور العلوم القى اضواء ساطعة على الفلسفة العامة‪ ،‬وعلى جميع الفلسفات الجزئي ة‪،‬‬
‫وارى ان عالق ة علم النفس بالفلس فة ابس لوب اث را واك ثر فائ دة للفلس فة من أي علم اخ ر‬
‫وذل ك الن علم النفس ل ه احس اس المباش ر بفلس فات المعرف ة‪ ،‬وبدون ه تبقى ه ذه الفلس فة‬
‫ض حلة يكتنف ا الغم وض وتجلله ا الظلم ات‪ ،‬ففلس فة المعرف ة‪ -‬كم ا ه و مع روف – مفت اح‬
‫فلسفة الطبيعة وما وراء الطبيعة وتبقى حاجة علم النفس الى الفلسفة ملحة أي ما النهاية‬
‫(ما دامت هنالك اسرار تنتظر الكشف عنها وحل الغازها)‪....‬‬

‫*فلسفات العلوم ‪Philosophy of science‬‬

‫هنالك بعض الباحثين او المؤرخين يعتقد بان فلسفات العلوم تدخل ضمن الفلسفة ونقصد‬
‫بفلس فات العل وم هي فلس فة علم االجتم اع وعلم الق انون وعلم النفس وال دين وعلم‬
‫االقتصاد‪....‬الخ‬
‫وغيره ا وان كن ا نبع دها ك ل البع د عن مب احث الفلس فة االساس ية لكن م ع ه ذا يمكن ان‬
‫ندرس ضمن الفلسفة كونها كانت قديما جزء ال يتجزا من فلسفة الفكر الفلسفي التقليدي‬
‫والفلس فة تنتق د بش موليتها وهي ت درس الك ون كوح دة متماس كة ومترابط ة فالنت ائج واح دة‬

‫‪17‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫بين العلم والفلس فة ف العلم يك ون بقياس ات بعي دة عن الم زاج الشخص ي وه و يعتم د على‬
‫التجربة والنتائج الثابتة بطريقة الحسابات بينما الفلسفة تعتمد على الحكم الذاتي وحرية‬
‫التفك ير الخ اص فهي تجرب ة ذاتي ة تعتم د على العلم وتقيم مناهج ة وتوض ح الحق ائق ال تي‬
‫ي تركز عليه ا العلم او العل وم فتاخ ذ مبادئه ا من الواق ع الملموس ة ال تي يق دمها الم ذهب‬
‫الفلسفي فالفلسفة‪(:‬هي حكم عقلي على االشياء)‪.‬‬

‫ما بين علم النفس والفلسفة وبقية العلوم‬

‫ي رى العلم اء ان ج ذور المص طلح االنجل يزي لعلم النفس ت اتي من موض وعين هم ا‪:‬‬
‫الفلس فة والفيس ولوجيا وكلم ة س يكولوجية( نفس ية) ت اتي من الكلم ة اليوناني ة =‪Psyche‬‬
‫‪ engl soul‬والتي تعني الروح ‪ logos‬وتعني دراسة العلم‪ ،‬وفي القرن السادس عشر‬
‫كان معنى علم النفس "العلم الذي يدرس الروح او الذي يدرس العقل‪.‬وهناك اتصال بين‬
‫علم النفس والفلسفة وبقية العلوم من ذلك نجد هناك تشابه بين الباراسيكولوجي والعلوم‬
‫الروحي ة(التص وف والعرف ان واالش راق) ففي الباراس يكولوجي ال ذي ه و اتص ال عن‬
‫طري ق وس يلة فيزيائي ة معروف ة نالح ظ ان ه يتن وع بش كل‪ :‬التحري ك عن بع د او الجالء‬
‫السمعي او الجالء البصري او الخروج من الجسد او االتصال بكائنات غير منظورة او‬
‫االدراك عن غير طريق الحواس وعدوى الجنون والتخاطر وقراءة االفكار‪.‬‬
‫وبعض من ه ذه المس ائل تن اولت العل وم الروحاني ة ق ديما وفي الفلس فة االس المية كم ا ه و‬
‫الحال في الجالء البصري والخروج النفسي من الجسد واالتصال بكائنات غير منظورة‪،‬‬
‫واالدراك عن طري ق غ ير الح واس وعلم االخالق في الفلس فة ت درس الس لوك االنس اني‬
‫كلي ثابت وعلم النفس يدرس بواسطة الدخول في التفاصيل المتعلقة بالسلوك وامراض‬
‫النفس‪ .‬وهو هنا يعتمد على التحليل المكثف وعلم الطب السريري وفي هذا المجال كال‬
‫العلمين يدرسان الشخصية والسلوك‪.‬‬
‫وكل من علم النفس والفلسفة يدرسان النفس االنسانية وقد علم النفس على نتائج الفالسفة‬
‫لبناء علم النفس وكال العلمين ايضا يقوم بدراسة التفكير والعقل‪.‬‬

‫‪18‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وي درس علم النفس قض ية االدراك الحس ي من خالل مب دا المث ير واالس تجابة‪ ،‬والمس الة‬
‫ي راد به ا تحلي ل ج زئي الدراك االنس ان وفي المقاب ل تعتم د الفلس فة على تفس ير االدراك‬
‫العقلي او تفسير االدراك الجل غايات اخرى مرتبطة بفهم عام للوجود والفلس فة الت درس‬
‫الم رض العقلي والعص بي بق در م ا ترك ز على الي ة العق ل والفهم وكيفي ة معرف ة االش ياء‬
‫وادراكه ا ويمكن الق ول ان علم النفس يبحث في دواخ ل االنس ان كم ا ان ه ي درس ايض ا‬
‫سلوك الحيوان فيها تبحث الفلسفة في كل الوجود االنساني والطبيعي‪.‬‬

‫وظائف العلم وقوانينة‪:‬‬

‫وظائف العلم‪:‬‬
‫ان من اهم ما يتميز به العلم انه يقدم لنا الحلول المنطقية لكثير من مشاكل الحياة وظائف‬
‫معينة نستند اليها في معارفنا لننتهي باصدار احكام صحيحة ممن هذه الوظائف هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الوصف ‪Description‬‬
‫ان الطوائ ف المتع ددة في الفلس فة الوص فية متفق ه على ان الوص ف ه و مهم ة المنهج‬
‫العلمي الجوهرية ربما في ذلك التقليدية منها والحديثة وللوصف مس تويات ثالث ة‪ :‬االول‪:‬‬
‫التص نيف ‪ Classification‬والمس توى الث اني ه و‪ :‬التسلس ل‪ Seriaton‬والمس توى‬
‫الثالث هو‪ :‬االرتباط ‪. Correlation‬‬
‫ف االول يتعل ق باكتش اف روابط ثابته نسبيا بين الص فات والخص ائص كما يتعل ق بترميز‬
‫هذه الروابط عن طريق صوغ المفهومات واما الثاني فيتطلب مزيدا من المعرفة‪..‬واما‬
‫الثالث فينتج عن اكتشاف تقلق سمتين او خصيصتين او اكثر وارتباط الواحدة باالخريات‬
‫وجودا وعدما وهو الذي يجيب عن سؤال "ماذا"؟‪.‬‬

‫‪ .2‬التفسير ‪Interpretation or Explanation‬‬

‫وهو اكثر وظائف المنهج العلمي اهمية وهو الذي يجيب عن سؤال "كيف" او هو العثور‬
‫على االسباب التي من اجلها تقع الحوادث وهو البحث عن الشروط والظروف المحددة‬

‫‪19‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫(التفسير‬ ‫التي تعين وقوع الحوادث وعلى حد قول ( بروان وجيزيلي) وهم علماء فان‬
‫ببنائ ه) على خ برات الماض ي ييس ر لن ا منهم خ برات الحاض ر والمس تقبل والمعرف ة‬
‫المس تمدة من الماض ي ينبغي ان تخض ع للمحاكم ة والتجرب ة ومن ثم يمكن تع ديها‬
‫وتحويله ا على هيئ ة تفس ير يخض ع ب دوره لالختب ار التج ريب ومن هن ا تتق دم المعرف ة‬
‫العليم ة‪ ،‬وتكس ب ارض ا جدي دة‪ .‬ويب دو ان الف رق بين التفس ير والتبن ؤ ه و ان االس تنتاج‬
‫المنطقي للحقيق ة يك ون في التفس ير بع د وق وع الح ادث ام ا في التب ؤ فيك ون قب ل وق وع‬
‫الح دث‪ ،‬وه ذا م ا ذهب الي ه( ج ون كيمن) حيث يعتبره ا كليهم ا تفس يرا اذ يحت ل التفس ير‬
‫دور الصدارة عنده‪ ،‬اذ يعتبره الوظيفة الرئيسية للعلم وان التبؤ احد صورة‪.‬‬
‫‪ .3‬التنبؤ ‪: prediction‬‬
‫يعتبر التنبؤ هو الحصار االخير للوصف والتفسير اذ يجمع فالسفة العصر الحديث على‬
‫ان اله دف المباشر للتفكير العلمي هو اقامة تبنؤات ص حيحة لحوادث الطبيعي والمحك‬
‫الوحي د لص حة النم اذج العلمي ة ال تي يق دمها ت اريخ العلم او مجاالت ه وه و التنب ؤ الناض ج‬
‫والى ذل ك ذهب(ووك ر) ب ان العلم يتعل ق اساس ا ب التنبؤ في ح وادث الك ون في حين ي رى‬
‫(راش ينباخ) وفيلس وف ان المعرف ة العلمي ة هي أداة التنب ؤ أي ان وظيف ة العلم هي التنب ؤ‬
‫وه و يض م كاف ة وظ ائف العلم الى التنب ؤ باعتب اره الغاي ة ال تي تس عى اليه ا وظ ائف العلم‬
‫االخ رى فالوص ف والتفس ير هم ا وس ائل تحقي ق المعرف ة وترجم ة االحك ام المتعلق ة‬
‫بالمستقبل من خالل اخضاعها للتجربة وامكان تحققها‪.‬‬

‫‪ .4‬التحكم ‪:Control‬‬
‫اعادة بناء الظروف التي وقعت في نطاقها الظاهرة المدروسة وال يلزم ان يكون التحكم‬
‫فعلي ا في جمي ع االح وال ويكفي ان يك ون تحكم ا (فرض يا ‪ )hypothetical‬اذا م ا يق در‬
‫بن اء الظ اهرة بص ورة عملي ة وعلى اي ة ح ال موظفي ة التحكم تتعل ق بقابلي ة معالج ة‬
‫موض وعات البحث ال تي تخض ع للمنهج العلمي الج راء المش اهدات والتج ارب وتط بيق‬
‫االستدالالت المنطقية عليها‪.‬‬

‫‪20‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫القوانين العلمية‪:‬‬
‫تعتبر القوانين العلمية هي االساس الذي تكتشف عن طريقة الحقائق العلمية ولكن الس ؤال‬
‫الذي اختلف في جوابه الباحثون هو‪ :‬ماهي طبيعة هذه القوانين؟ فقد ذهب الباحثون في‬
‫ذلك الى اربعة اراء‪:‬‬
‫‪.1‬الراي االول‪ :‬يرى ان القانون يعبر عن سمات وخصائص االشياء في الطبيعة أي ان‬
‫القانون يمثل نمط العالقات المتبادلة الداخلية بين االشياء فالقانون العلمي هو يعتبر عن‬
‫خواص االشياء وسمات الطبيعة‪.‬‬
‫‪ .2‬ال‪DDD‬راي الث‪DD D‬اني‪ :‬ي رى ان الق انون مف روض على الطبيع ة ويتح دث عن الص الت‬
‫الخارجية بين الموجودات وقد اعتقد نيوتن مثال ان قانون الجاذبية مفروض من قبل اهلل‪،‬‬
‫وك ذلك (ديك ارت) ال ذي يق ول (ان الق انون ه و طاع ة ألرادة علي ا) وهن ا يعت بر الق انون‬
‫خضوع الطب الرادة غيبية‪.‬‬
‫‪.3‬الراي الثالث‪ :‬يرى ان القانون مجرد وصف لما تشاهد ومن تتالشى االشياء‪ ،‬اما ه ذا‬
‫الراي فيتضمن ان تتبايع االشياء في طبيعة ووصفنا لهذا التتابع يعد قانونا طبيعيا‪.‬‬
‫‪ .4‬الراي الرابع‪ :‬فيرى انه تفسير متفق عليه نتيجة التامل لطبيعة‪ ،‬أي انه عنصر مدخل‬
‫الى الطبيعة من اختبارنا وابتكار وفي هذا الراي نجد ان اتفاقنا على تفسير معين لظواهر‬
‫االشياء نتيجة التامل يصبح قانونا علميًا‪.‬‬
‫وهذا التصنيف لطبيعة القوانين العلمية هو الذي وصنعه (وايتم)‪.‬‬

‫خصائص التفكير العلمي‬

‫ان من اهم خص اص وس مات التفك ير العلمي م ا اوردة ال دكتور ف ؤاد زكري ا في‬
‫كتابة"التفكير العلمي" فمن اهم السمات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬التراكمي‪DD‬ة‪ :‬العلم ه و معرف ة تراكمي ة وه ذه الطريق ة ال تي يتط ور به ا العلم وال تي‬
‫يعل و به ا ص رحة وتكتش ف لن ا س مة التراكمي ة ه ذه عن خاص ية اساس ية للحقيق ة‬
‫العليمة هي انها نسبية فهي في تطور مستمر‪.‬‬

‫‪21‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫‪ .2‬التنظيم‪ :‬فمن اهم صفاته التنظيم‪ ،‬أي اننا النترك افكارنا تسير حرة طليقة‪ ،‬وانما‪،‬‬
‫ترتبها بطريقة محددة‪.‬‬
‫‪ .3‬المنهج العلمي ويعتم د على الموض وعية ومعن اه ابع اد الخ برة الذاتي ة في معرف ة‬
‫االشياء‪.‬‬
‫‪ .4‬استقاء المعرفة من التجربة وفي البحث عن االسباب فمن هذ االسباب‪:‬‬
‫‪ .1‬السبب المادي وكما تقول عن الخشب الذي يصنع من السرير انه سبب له‪.‬‬
‫‪ .2‬الس بب الص وري أي ان الهيئ ة او الش كل ال ذي يتخ ذه الس رير وال ذي يعيطي ه اي اه‬
‫صانعه هو ايضا سببا له‪.‬‬
‫‪ .3‬السبب الفاعل أي ان صانع السرير‪ ،‬او النجار هو سببه‪.‬‬
‫‪ .4‬السبب الغائي‪ ،‬أي الغاية من السرير وهي استخدامه في النوم سبب من اسبابه‪.‬‬
‫‪ .5‬الشمولية واليقين او النقل الشك المنهجي االرادي المؤدي الى اليقين اما المعرفة‬
‫العلمية معرفة شاملة"واليقين في العلم مرتبط ارتباط وثيقا"‬
‫‪ .6‬الدقة والتجريد واالعتماد‪ ،‬فمن دقة العلم نزوعة الى التكميم‪ ،‬ومن تجريد التزامه‬
‫الموضوعية‪ ،‬ومن وتكون حقائق عامة تصلح في كل زمان تنشا فيه‪.‬‬

‫خصائص التفكير الفلسفي‬

‫لق د اك دنا في محاض رات س ابقة على تعري ف الفلس فة وعلى نش اتها وبين ا اهم االتجاه ات‬
‫االساسية حول هذه النشاة ثم بينا مناهجها وحتى نستوفي الحديث عن مجالها البد ان تحد‬
‫بدقة خصائص التفكير الفلسفي ونحاول ان نقارن هذه الخصائص مع خصائص المعرفة‬
‫العلمية وحتى نتوصل من كل هذا الى مقارنة او بيان الفوارق العالم والفيلسوف وبهذا‬
‫نك ون ق د اعطين ا المالمح االساس ية لشخص ية الفيلس وف فح تى نع رف الفلس فة الب د ان‬
‫نع رف العلم ونش خص خص ائص العلم والب د ان نطل ع على االج واء الفكري ة ال تي تحي ط‬
‫بالتفكير الفلسفي وحتى نحقق هذه الغاية البد من ان نبدء بعرض للخصائص االساسية‬
‫ال ذي يتم يز به ا التفك ير العلمي والن ه ذه الخص ائص االك ثر ثبات ا من أي مج ال اخ ر‬

‫‪22‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وعن دما نتح دث عن العلم فانن ا نقص د (العلم الط بيعي) الح ديث وه و ال ذي اس تقل عن‬
‫الفلسفة التقليدية؟ ويمكن ان نجيب بنعم وهنالك معرفة غير العلمية والبد ان نشير ان ه ذه‬
‫المعرف ة هي قب ل ان نب دء ببي ان خص ائص التفك ير العلمي والمعرف ة العلمي ة والمعرف ة‬
‫العامية ومن تغيرات المعرفة العامية وهي المعرفة الساذجة التي تبدو بصورة معلومات‬
‫متن اثرة يحص ل عليه ا اص حابها من مش اهداتهم اليومي ة وخ براتهم الفردي ة وكث ير م ا‬
‫يصادفهم في حياتهم العملية من امور والمعرفة العامية تبدو بصورة خليط من الجزئيات‬
‫التق وم بينه ا أي رواب ط ثابت ه او مس تقرة وح تى ان ب دات بينه ا ن وع الرواب ط ف ان ه ذه‬
‫الرواب ط(هي عالق ات وهمي ة) وهي م ا يجعله ا ان نع رف ه ذه المعرف ة ال تي على ه ذه‬
‫الظواهر ومعرفة واهمية وخرافة وكثير ما تكون الروابط والعالقات بين هذه الظواهر‬
‫وفق المنظور العامي هي غيبية بمعنى اننا نربط بين الظاهرة واالخرى با اسباب غيبية‬
‫وكثير ما تحقق المعرفة (العامية او الخرافية) في حدود االشياء الجزئية او المحسوسة‬
‫بمعنى انها ال ترتقي الى مستوى النعيم ولهذا اليمكن ان تصوغ عنها قانون ثابت ومبدا‬
‫ثابت ممكن ان تكون تغيرا صحيحا لهذه الظاهرة فاذن المعرفة العامية تبدو لنا في صور‬
‫كيفية تجعلها الناس عن الموجودات بغير مقياس محدد ثابت لذلك نقول ان هذه المعرفة‬
‫تقتص ر الى الدق ة ال ذي ينش ده العلم والفلس فة ايض ا وفي ه ذا الن وع من المعرف ة تب دو‬
‫االح داث ممكن ة وليس ت ض رورية بمع نى ان الح وادث تت ابع دون عل ة تح دثها فوج ود‬
‫االشياء نتيجة الصدفة او االرتقاء وليس هو امر ضروري محتوم باعتباره نتيجة لوجود‬
‫عله توجب حدوثه ولهذا نالحظ ان الشخص العادي يعتقد ان هنالك عالقة بين الظواهر‬
‫وبين االشياء الغيبية او الروحية وان االشياء الروحية اليمكن ان نتاكد منها او نثبت من‬
‫صحتها عن طريق التجربة مثال كسوف الشمس وخسوف وغيرها من الظواهر الطبيعي ة‬
‫وقد تفسر عند مثل هؤالء( العامية) تاتي اسبابها التي تقود الى اشياء روحية او غيبة وقد‬
‫تك ون ه ذه االرواح ش ريرة ل ذلك الب د من معالجته ا بطريق ة عامي ة ايض ا وله ذا تب دو ان‬
‫المعرفة العامية بصورة اراء خاطئة فردية وكثير ما يتاثر اصحابها بافكار سابقة يقلدون‬
‫به ا غ يرهم ويعتق دون بص حتها دون التمحيص او دون فحص ها ل ذلك توص ف المعرف ة‬

‫‪23‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫العامي ة بانه ا ذاتي ة وليس ت موض وعية جزئي ة أي انه ا ليس ت كلي ة او ممكن ة وليس ت‬
‫ضرورية بينما نالحظ عكس ذلك المعرفة العلمية‪...‬‬

‫استقاللية علم النفس عن الفلسفة‬

‫الب د ان نش ير ب ان علم النفس ه و ج زء ال يتج زء من الموض وعات ال تي درس ها الفك ر‬
‫الفلسفي القديم لكن هذه الموضوعات او هذا العلم وبعد اكتشاف المنهج التجريبي شرعت‬
‫العلوم الطبيعية باستخدامه وحققت نتائج دقيقة حاولت التشتت بالعلوم الطبيعة وباستخدام‬
‫المنهج التجري بي لكي تحق ق نت ائج دقيق ة في مجاالت ه ومن اهم تل ك العل وم االنس انية ال تي‬
‫سارت بهذا االتجاه كان هو علم النفس وعلم االقتصاد وعلم االجتماع وعلم الت اريخ وعلم‬
‫اللغة واالدب وغيرها ولتقارب علم النفس من الموضوعات الفلسفية فسوف تقتصر على‬
‫دراسة علم النفس فقط‪.‬‬
‫لق د نش ا علم النفس اوال كج زء من الفلس فة خاص ة عن د الفالس فة الق دماء وهم فالس فة‬
‫اليونان حيث اعتبروا العقل مبدا الحياة ثم من هذا المبدا اصدرت الظواهر النفسية وكان‬
‫رائد هذا االتجاة الفيلسوف اليون اني( ارسطو طاليس) ال ذي اعتبر علم النفس هو جزء‬
‫من العلم الطبيعي او هو جزء من الفلسفة الطبيعية فالعلم الطبيعي يدرس الوجود باكمال‬
‫ونقص د ب الوجود‪(:‬ه و االش ياء ال تي تتخ ذ ح يزا متحرك ا محسوس ا) ولم ا ك انت النفس‬
‫التوج د اال في الجس م والجس م الش يء المحس وس يش غل ح يزا من المك ان ل ذلك اعت برت‬
‫النفس هي جزء من العلم الطبيعي بواسطة الجسم تصدر االنفعاالت النفسية من غضب‬
‫حب وكره وفرح وتعتبر هذه االنفعاالت هي من فعل النفس مع الجسم معا الذي يقوم مع‬
‫االحساس واحيان يعتبرون العقل نفسه هو وظيفة من وظائف النفس كون من اهم وظائفة‬
‫وهي( التخيل) والتخيل اليتحقق بتعبير الجسم وهكذا اعتبر علم النفس عند ارسطو هو‬
‫ج زء ال يتج زء من العلم الط بيعي وبع د ارس طو وخاص ة في الق رن الس ابع عش ر ولق د‬
‫اعتبر( ديكارت) انه علم النفس او النفس وهي شيء او جوهر مستقل عن الجسم أي انه‬
‫فرق بين النفس وبين الجسم وكانت هذه التفرقة هي تفرقة حاسمة عندما ميز بين وظ ائف‬

‫‪24‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫الجس م والنفس ف اعتبر ج وهر النفس ق ائم على التفك ير الش عور بينم ا ج وهر الجس م ق ائم‬
‫على االمت داد ال ذي يش غل ح يزا واض حا وق د س اعد ه ذا التغ ير وه ذه التفرق ة في عملي ة‬
‫البحث والتم يز بين الظ واهر المادي ة كموض ع لعلم النفس وهك ذا والظ واهر النفس ية او‬
‫الشعورية ولقد اصبح علم النفس علما مستقال بذاته بعد ان كان يدرس ضمن موض وعات‬
‫اخ رى تتعل ق بالموض وعات الفلس فية ف اذن ب دا علم النفس يرك ز على دراس ة الش عور‬
‫ودراسة العمليات النفسية او الباطنية او الداخلية ثم جاء الفيلسوف(جون لوك) واكد هذا‬
‫التم يز بين الظ واهر المادي ة او الطبيعي ة ال تي يمثله ا الجس م وبين الظ واطر النفس ية او‬
‫العقلية على اعتبار ان العقل هو المفهوم لالدراك الباطني واستمرت هذه التفرقة وش اعت‬
‫زمنا طويال وعولجت الظواهر الشعورية بمنهج يعتبر(جون لوك) مؤسسة وهذا المنهج‬
‫ب دا بمنهج(االس‪DD‬تبطان ال‪DD‬داخلي) او(بمنهج التام‪DD‬ل ال‪DD‬داخلي او ال‪DD‬ذاتي) وبع د ه ذه الف ترة‬
‫ظه رت مدرس ة وهي( المدرس ة التحلي ل النفس ي) اسس ها ع الم النفس المع روف (فروي د)‬
‫واكدت هذه المدرسة على المجال الالشعور واعتبرت الالشعور من اعظم مصادر الحياة‬
‫النفس ية فتح ول علم النفس على ي د ه ذه المدرس ة الى دراس ة الالش عور ومكونات ة ثم بع د‬
‫ذلك ظهرت(المدرسة السلوكية واكدت على موضوع السلوك الذي يتجسد في الظواهر‬
‫الش عورية والالش عورية مع ا ويب دو اث ر ه ذين االث نين في س لوك االنس ان الغ ربي فجعل وا‬
‫ه ذا الس لوك ه و موض وع لعلم النفس ل ذلك س ميت ه ذه المدرس ة (بالمدرس ة الس لوكية)‬
‫ب دات ن واة ه ذا االتج اه عن د ع الم النفس المع روف(ب افلوف) فك انت تهتم بس لوك االنس ان‬
‫عن طري ق المالحظ ة والمقص ود به ا ه و ليس المالحظ ة الع ابرة وانم ا المالحظ ة‬
‫الموضوعية المقصودة وبهذا السلوك وهو تظهر عن كالم االقوال واالنفعاالت النفسية ثم‬
‫ب دا ي درك الوظ ائف النفس ية كموض وع لعلم النفس وليس فق ط االخ رى الجس دية فعن دما‬
‫ندرس(الذاكرة) مثال نهتم بدراستها كوظفية نفسية أي بالطريقة التي تسوء الى عملها او‬
‫وظيفة أي كيف يتعلم المرء او يتذكر او ينسى لذلك انصرف عن دراسة طبيعة العقل او‬
‫النفس او م ا هي ة الش عور واعت بر ك ل ه ذه الموض وعات هي موض وعات ميتافيزيق ة‬
‫واعت برت ك ل ه ذه الموض وعات هي الموض وعات ال تي يتع ذر دراس تها عن طري ق‬

‫‪25‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫المالحظة التجربة وهي تشكل جزء اساس من البحث الفلسفي لذلك انصرف علم النفس‬
‫عنه ا وب دا يتج ه لدراس ة الس لوك الخ ارجي ل ذلك اتجهت المدرس ة الس لوكية الى دراس ة‬
‫الح االت الش عورية وبالت الي(المنهج التاملي الذاتي) ال ذي ك ان ينب ع من دراس ه ظ واهره‬
‫حتى يقال ان علم النفس (قد زهقت روحة وتالشى عقله وذهبت روحه ولم يبقى له سوى‬
‫المظهر الخارجي الذي يبدو في السلوك) وهنالك البد من ان نقول ان علم النفس وماهية‬
‫العق ل وطبيع ة الش عور اتج ه الى دراس ة الالش عور واث ره في الس لوك الخ ارجي‬
‫واس تعان‪،‬المنهج التجريبي وبالمق اييس والم وازين التي تستخدمها العلوم للطبيعة ونقول‬
‫من ك ل ذل ك ان علم النفس ب دا يس تقل عن الفلس فة واص بح ع الم ق ائم بذات ه ل ه بيانات ه‬
‫وشخصيته المستقلة‪.‬‬

‫غاية الفلسفة‪:‬‬
‫ان ه دف الفلس فة ال ينف ك عن ه دف العلم‪ ،‬فهي تس عى الرض اء النفس البش رية من خالل‬
‫توجيهه ا لتحص يل المعرف ة وكش فها الغ وامض الك ون ولمنج زات العق ل البش ري وال‬
‫يقتصر عمل الفلسفة على تعلمنا كيف نفكر وكيف نعمل على وجه اخر تدفعنا ايضا الى‬
‫تذوق الجمال تذوقا افضل بسائق البحوث الجمالية والى تمييز العلم عن االيمان بنتيجة‬
‫اج ادة نق د المف اهيم الميتافيزيق ة ثم ان الفلس فة تفتح ب اب التس امح والتع اطف الفك ري م ع‬
‫ش تى انم اط التفك ير فالفلس فة تفك ير يتن اول ش ؤون الحي اة على نح و يجعلن ا نعيش عيش ا‬
‫افضل ويترتب على دراستها من جراء ذلك ان تتيح فرص تقويم عقوله اخالقنا وتحقيق‬
‫تقدمنا باالضافة الى ذلك فاننا ندرس الفلسفة النها( تتصدى ألعم المشكالت واعقدها وقد‬
‫اش تهرت نظراته ا ب الاليقين ولكنن ا نج د ك ل انس ان ي دلي ب دلوه في ه وينجم عن ذل ك تع دد‬
‫الم ذاهب ال تي يع د جله ا جال غريب ا) مع نى ذل ك ان ك ل ام ر فلس في ه و عرض ة للج دال‬
‫وكما قال ديكارت‪(:‬ان الذين زاولوا الفلسفة كانوا من افضل العقالء وعلى الرغم من ذلك‬
‫فليس فيه ا ام ر الج دال في ه اذن فهي من ه ذه الناحي ة ت درب الفك ر وتوس ع مدراك ه‬
‫فالتفلسف( بحث عن سبب االشياء) ولكنه ال يتوخى تلبيه ظما الفضول وحسب بل يتطل ع‬

‫‪26‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫به خاص الى اخضاع حياتنا لهذا العقل فالممارسة توجه الفلسفة والفلسفة توجه الممارسة‬
‫وربما يوجهنا تساءل هو الفلسفة ال تتمتع بالدقة كما هو الحال في العلم فالجواب هو ان‬
‫الفلس فة تص نع ق وانين عامة للعل وم وت ترك لس ائر العل وم الخوض في التفص يالت الدقيقة‬
‫نتيجة استقالل العلوم الذي اتاح لكل علم ان يمضي وفق تخصصه الدقيق وان المشكالت‬
‫التي تصادفه تحتاج الى منهج فلسفي في حلها لذلك تبقى الفلسفة ام العلوم والنواة األولى‬
‫لها‪.‬‬

‫نشأة الفلسفة‪:‬‬

‫اليزال الباحثون في الفلسفة على خالف بصدد نشاتها وتعريفها وتحديد موضوعها وبي ان‬
‫الغرض منها‪ ،‬ومنهج البحث فيها‪.‬‬

‫في الق رن الراب ع ق‪.‬م(ارس طو) نش اة الفلس فة الى اليون ان‪ ،‬وانح در به ا الى(ط اليس) في‬
‫النص ف االول من الق رن الس ادس ق‪.‬م وت ابع ارس طو في ه ذا ال راي مجموع ة من‬
‫الباحثين‪.‬‬

‫وفي الق رن الث الث ق‪.‬م وض ع(دي وجين الالي ري) كتاب ا ض منه حي اة مش اهير الفالس فة‬
‫ونظرياتهم وعرض فيه للحديث عن فالسفة مصريين وشرقيين‪ ،‬فارجع نشأة الفلسفة الى‬
‫تراث الشرق القديم‪ ،‬وتابعه في الراي مجموعة من الباحثين‪.‬‬

‫ويكاد ينعقد الراي على ان الشرق القديم قد سبق اليونان الى ابتداع حضارات مزدهرة‬
‫تق وم على عل وم عملي ة ودراس ات نظري ة ديني ة‪ ،‬مثال العل وم العملي ة‪ ،‬منه ا ابت داع‬
‫المص ريين للرياض يات والميكانيك ا والكيمي اء والطب‪ ،‬ام ام الب ابليين والكل دانيين اول من‬
‫درس اج رام الس ماء وانش اوا علم الفل ك ام ا في جم ال التفك ير ال ديني‪ ،‬م ا خلف ه لن ا ق دماء‬
‫الش رق من وجه ات النظ ر العقلي في االلوهي ة والبعث والخ ير والش ر والمب دا والمص ير‬
‫الى غيرها من االفكار التي سبق الشرق فيها النظر قبل اليونان والغرب عموما حتى ان‬

‫‪27‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫بعض الب احثين يجمع ون على ان بعض الفالس فة ق د ج اءوا بالد الش رق امث ال ط اليس‬
‫وفيثاغورس وديمقريطس‪ ،‬وقد اخذوا منها وتعلموا على يد ثقافتها‪.‬‬

‫ولكن جمهرة من المؤرخين المحدثين‪ ،‬ومع اعترافهم بفضل الشرق في تلك الجوانب اال‬
‫انهم متفق ون على ان الفلس فة اليوناني ة خل ق عبق ري اص يل ج اء على غ ير مث ال س ابق‬
‫ودليلهم في ذلك ان اخص ميزة يمتاز بها العقل اليوناني التماس المعرفة لذاتها بمعنى ان‬
‫يتجه العقل الى كشف الحقيقة بباعث من اللذه العقلية‪ ،‬بدون أي دوافع عملية او غايات‬
‫ديني ة اذ انهم بحث وا في الوج ود لمعرف ة اص له ومص يره‪ ،‬وت املوا موجودات ه وتغيراته ا‬
‫بدافع من الرغبة في طلب المعرفة ومن غير ان تسوقهم اليها ظروف ملحة اما الشرق‬
‫القديم فقد التمس المعرفة ليس بها حاجة عملية او يشبع بها عقيدة دينية‪.‬‬

‫ولم يعرف لفظ الفلسفة عند حكماء الشرق القديم وقيل ان تالميذ سقراط مثل (أفالطون‬
‫وارسطو وس ائر حوارييه من اليون ان) ك انوا اول من اطل ق هذا اللفظ ويق ال ان اول من‬
‫اس تخدم لف ظ الفلس فة ه و فيث اغورس بمع نى البحث عن طبيع ‪DD‬ة االش ‪DD‬ياء وروى عن ه‬
‫شيشرون انه قال من الناس ان يستبعدهم طلب الناس المجد‪ ،‬ومنهم من يذله طلب المال‪،‬‬
‫ومنهم قل ة تس تخف بك ل ش يء وتقب ل على (البحث في طبيع ة االش ياء) واولئ ك هم ال ذين‬
‫يسعون انفسهم بمجيء الحكمة أي الفالسفة حتى انه يقول عن نفسه لست حكميا التضاف‬
‫لغير االلهة وما انا اال فيلسوف‪.‬‬

‫ولق د تمثلت فلس فة الش رق الق ديم في حكمت ه ال تي تض م العل وم العملي ة والتفك ير النظ ري‬
‫الديني‪ ،‬وهي تستهدف خدمة الحياة العملية وتوكيد المعتقدات الدينية‪.‬‬

‫ام ا عن د اليون ان فق د ك ان اتج اههم الع ام ه و نح و تفس ير الوج ود والوق وف على طبيعت ه‬
‫والمنهج العقلي القائم على التحليل المنطقي والبرهان العقلي ومع هذا سموا بالحكماء أي‬
‫الب احثيين عن طب ائع االش ياء او حق ائق الموج ودات فأص بحت مهم ة الفلس فة البحث عن‬
‫طبيعة الموجودات‪.‬‬

‫‪28‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وعرف الفلسفة ارسطو‪ ،‬بانها البحث عن الوجود بما هو وجود وس‪DD‬ماها الفلس‪DD‬فة االولى‬
‫تمييزا لها عن الفلسفة الثانية أي العلم الطبيعي‪ ،‬وساماها ك ذلك بالحكمة النه ا تبحث في‬
‫العل ل االولى اطالق ا‪ ،‬وس ماها ايض ا العلم االلهي‪ ،‬الن اهم مباحثه ا ه و‪ -‬اهلل – باعتب اره‬
‫الموج ود االول والعل ة االولى للوج ود وأطل ق ارس طو( الفس لفة) على العلم ب اعم معاني ة‬
‫النظري من طبيعات ورياضيات والهيات والعملي من اخالق وسياسة واقتصاد واعتبر‬
‫الفلس فة لمعناه ا الض يق ه و م ا نس مية الميتافيزيق ا أي علم الموج ودات االولى او علم‬
‫الموجودة بما هو كذلك مجردا من كل يقين‪.‬‬

‫*معاني الفلسفة‬

‫قد كفهم الفلسفة بمعنى عام كل العموم‪ ،‬فيكون المقصود بها أي سؤال يطرحه االنسان‪،‬‬
‫او أي تعجب يثيره العقل البشري فنحن نتساءل مثال ماهي الحقيقة؟ وما هو الخطا وماهو‬
‫اليقين؟ ولماذا كان وجود ولم يكون عدم؟ ومن أين جئنا والى اين نمضي؟ وهل هناك حيا‬
‫بعد الموت؟وما هي عالقة الكون باالنسان؟ وما هي غاية الطبيعة ولماذ اوجد البشر؟وما‬
‫معنى القيمة؟ الى اخر االسئلة العديدة التي يثيرها العقل االنساني بعد ان ينف عنه غبار‬
‫الحياة العادية والعادات واالفكار المسبقة الخ‪....‬‬

‫وقد نفهم الفلسفة بمعان كثيرة"فهي قد تعني حكم‪D‬ة الحي‪D‬اة او انه‪D‬ا الدهش‪D‬ة او التس‪D‬اؤل او‬
‫نسق او مجموعة من االعتق‪D‬ادات او نظ‪D‬رة كلي‪D‬ة لالش‪D‬ياء وهي ل‪D‬ذلك تختل‪D‬ف داللته‪D‬ا من‬
‫مدرس‪DD‬ة الى اخ‪DD‬رى ومن فيلس‪DD‬وف الى اخ‪DD‬ر ومن هن‪DD‬ا تكمن ص‪DD‬عوبة تعريفه‪DD‬ا او وض‪DD‬ع‬
‫معنى واحد لها‪.‬‬

‫واقدم التعاريف لكشف معناها هو انها‪:‬‬

‫مثالصوفيا‪ -‬أي حب الحكمة اوجب المعرفة‪ .‬ويشرح احد الفالسفة هنا المعنى او الم راد‬
‫من ه ان الفلس فة م اتزال ك ذلك انه ا البحث عن الحقيق ة وليس امتالكه ا الن امتالك الحقيق ة‬

‫‪29‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫ه و خيان ه للفلس فة وماهيته ا ف البحث عنه ا يتض من معان اة وقل ق يم ر به ا الب احث عنه ا‬
‫وباراده ورغبة حقيقية‪.‬‬

‫وقد عرف افالطون بانها علم الحقائق المطلقة التي توجد وراء الظواهر او تمت االشياء‬
‫أي ان ه اليعطي أي قيم ة للظ واهر المرئي ة ويعتق د ان مهم ة الفلس فة هي البحث في‬
‫الماهي ات وج واهر االش ياء او معرف ة المث ل‪ -‬ال تي هي ثالث ة اعاله ا مث ال الخ ير وبع ده‬
‫ي اتي الح ق والجم ال فالفلس فة هي البحث عن الحق ائق والمث ل العقلي ة الموج ودة في ع الم‬
‫المعقوالت ولقد تابع افالطون في هذا التعريف استاذه سقراط كما سوف نعرف‪.‬‬

‫اما ارسطو فقط جعل معنى الفلسفة مرتبط بالميتافيزيقا بما انها بحث في الوجود بما هو‬
‫وجود او معرفة اسباب الوجود العميقة والبعيدة‪.‬‬

‫واحيانا تعرف الفلسفة بانها التشبيه بااللة بقدر طاقة االنسان عن طريق التحلي بالفض ائل‬
‫وترك الرذائل وكذلك العناية بالموت كما يعرفها احدهم اذ ان الموت عندهم موت الجسد‬
‫وعدم استعمال اللذات ومن ها سبيل تحقيق الفضيلة وكذلك عرفها احدهم معرفة االنسان‬
‫نفسه او انها صناعة الصناعات او حكمة الحكم او انها علم االشياء الكلية االبدية او كما‬
‫يعرفها الرواقيون بانها معرفة االمور االلهية واالنسانية وهي تعاريف تجدها عن فالس فة‬
‫االسالم اخذ من الفالسفة اليونان افالطون او سقراط من قبله وكذلك عند ارسطو‪.‬‬

‫فالكن دي ق د عرفه ا بانه ا علم الربوبي ة او الفلس فة االولى وك ذلك الف ارابي يس ميها العلم‬
‫بالموجودات بما هي موجودة وقسمها الى الحقيقة‪ ،‬طبيعة‪ ،‬منطقية‪،‬رياضية‪.‬‬

‫ام ا ابن س ينا ف يرى انه ا اس تكمال النفس البش رية لمعرف ة حق ائق الموج ودات على م اهي‬
‫علي ه على ق در الطاق ة البش رية عن طري ق النظ ر العقلي وقس مها الى نظري ة وعملي ة‬
‫وك ذلك ردد ابن رش د تعري ف ارس طو للفلس فة الى غيره ا من التعريف ات لمع اني الفلس فة‬
‫المتنوعة والمختلفة‪.‬‬

‫‪30‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫*معنى الفلسفة وميادينها‬

‫عندما نحاول تنظيم أي فكرة حول طبيعة الفلسفة في تعريف شكلي للموضوع فسرعان‬
‫ما تعرضنا الصعوبات وذلك الن الفلسفة هي عملية او نشاط اكثر من كونها موضوعا‬
‫او بن اءا للمعرف ة وتعري ف النش اط اص عب دائم ا من تعري ف الكي ان او الش يء المح دد‬
‫المعالم‪.‬‬

‫ويحاول البعض احيانا تجنب هذه الص عوبات ب القول انه اليوجد شيء اسمه الفلسفة بل‬
‫يوجد فقط تفلسف وهو النشاط العقلي الواعي الذي يحاول به الناس كشف طبيعة الفكر‬
‫وطبيعة الواقع ومعنى التجربة االنسانية‪.‬‬

‫وقد يذهب اناس اخرون الى القول بانه التوجد اال فلسفات‪ ،‬أي طرق متعددة لنظر الى‬
‫العالم‪ ،‬يصوغها مفكرون يعيشون في مدينات وحضارات متنوعة هذه الفلسفات تتباين‬
‫وكث يرا م ا تتن اقض ومن هن ا فليس هنال ك مج ال للق ول ب ان هنال ك فلس فة واح دة متوح دة‪.‬‬
‫فان الفلسفات تتباين مع بعضها البعض‪.‬‬

‫ومن الشائع تعريف الفلسفة من خالل موضوعها وهو ما يجده المبتدئ في الفلسفة اكثر‬
‫فائدة بالنسبة اليه‪.‬‬

‫وهنال ك تعري ف ياخ ذ ك ل تل ك االراء في االعتب ار‪ ،‬ان الفلس فة محاول ة مس تمرة منتظم ة‬
‫للنظ ر الى الحي اة في مجموعه ا وبطريق ة ثابت ه ويفهم ه ذا التعري ف مع نى البحث المنظم‬
‫عن معان وقيم‪ ،‬واحيانا يوحى بانه اختبار الطبيعة الواقع مثلما الحال عند عالم الفيزياء‬
‫او الفسلجة‪ ،‬الفلسفة محاولة دقيقة منظمة للرب‪DD‬ط بين الك‪DD‬ون والحي‪DD‬اة البش‪DD‬رية على نم‪DD‬و‬
‫له مغزاه وهدف الفلس‪DD‬فة كش‪DD‬ف طبيع‪D‬ة الك‪D‬ون وعالقتن‪DD‬ا ب‪DD‬ه من اج‪D‬ل ارض‪DD‬اء عقولن‪DD‬ا في‬
‫اش‪DD‬باع غريزتن‪DD‬ا المعرفي‪DD‬ة وقلوبن‪DD‬ا في س‪DD‬عيها الى اض‪DD‬فاء اك‪DD‬بر ق‪DD‬در ممكن من الدالل‪DD‬ة‬
‫والقيمة على الحياة البشرية والتجربة االنسانية‪.‬‬

‫‪31‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫والواقع انه مهما تفرقت الفلسفة واختلفت فان لها غاية تجعها وهي كونها نوع من النظر‬
‫العقلي الذي يهدف الى معرفة االشياء على تجمعها‪.‬‬

‫وليس ت الفلس فة في اص لها نظ را عقلي ا مج ردا او تس ليه ذهني ة يرض ى به ا االنس ان ميل ه‬
‫وحب ه لالس تطالع‪ .‬ب ل هي تبحث عن اك ثر الحق ائق اهمي ة في حي اة االنس ان الروحي ة‬
‫الننس ى ان لفظ ة‪ -‬فلس فة‪ -‬معناه ا االص لي‪ .‬حب الحكم ة ومن هن ا ك ان الفيلس وف محب ا‬
‫للحكم ة او محب ا للمعرف ة فالمعرف ة وحب الحكم ة هي ميل ة االساس ي ورغبت ه والفهم ه و‬
‫ه دف حيات ه وتطمح الفلس فة الى معرف ة ش املة تتع دى الفهم الع ادي والم الوف للحي اة‬
‫والظواهر المالوفة فالحكمة الفلسفية تنطوي على نوع من الفهم االصيل للكون والتجربة‬
‫االنسانية باكمالها‪.‬‬

‫س‪/‬ويمكن ان نعطي دالالت متنوعة تشمل الفلسفة؟يمكن ان تتصف بها‪:‬‬

‫‪.1‬الفلسفة بوصفها تحليال‪:‬‬

‫اول نش اط فلس في رئيس ي النق د او التحلي ل‪ .‬اذ يق وم الفيلس وف او المفك ر بتحلي ل ارادتن ا‬
‫العقلي ة في درس طبيع ة الفك ر وق وانين المنط ق والعالق ات بين افكارن ا والواق ع وطبيع ة‬
‫الحقيقة ومناهج العلم والمعرفة والوصول الى الحقيقة‪.‬‬

‫‪.2‬الفلسفة بوصفها تركيبا‪:‬‬

‫فهي تحاول ان تجد مركب لكل المعارف والتجربة االنسانية ككل ويبحث الفيلسوف هنا‬
‫عن كل ما هو شامل ومكتمل بتكوين نظرة الى العالم التغفل شيئا‪ ،‬نظرة تكتشف معنى‬
‫الحياة هدفها واصل الوعي مصيرة‪.‬‬

‫‪32‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫*موضوع الفلسفة او مباحث الفلسفة‬

‫المع رف ان جمه ور الفالس فة على اتف اق في ان للفلس فة موض وعا تعالج ه وان طبيع ة‬
‫موضوعها تحدد مناهج بحثها شانها في هذا شان العلم الطبيعي له موضوع يترتب عليه‬
‫منهج يالئم طبيعة الموضوع الذي يدرسه فاذا تحدد موضع الفلسفة الميتافيزيقة بالوجود‬
‫الالمادي تحتم ان يكون منهج البحث فيه عقليا استنباطيا واليمكن معالجة هذا الموضوع‬
‫بمن اهج التجرب ة واذا تح دد موض وع العلم الط بيعي بالجزيئي ات المحسوس ة ك ان انس ب‬
‫منهج لدراستها اصطناع المنهج التجريبي‪.‬‬

‫وتقريبا النظرة التقليدية للموضوع الفلسفي تكاد تكون منحصرة في ثالث مباحث هي‬

‫اوال‪ -‬االنطولوحيا او مبحث الوجود‪:‬‬

‫يمشل هذا البحث النظر في طبيعة الوجود على االخالق مجردا في كل تعيين او تحديد‬
‫وبذلك يترك للعلوم الجزئية البحث في الوجود في بعض نواحية فالعلوم الطبيعية تبحث‬
‫في الوج ود من حيث ه و جس م متغ ير والعل وم الرياض ية تبحث في الوج ود من حيث ه و‬
‫كم او مق دار ام ا البحث في الوج ود من حيث ه و وج ود على االطالق من ش ان مبحث‬
‫الوج ود‪ -‬م ا بع د الطبيع ة عن الق دماء‪ -‬به ذا تنص رف العل وم الجزئي ة الى البحث في‬
‫ظواهر الوجود‪.‬‬

‫وي دخل في مبحث االنطولوجي ا البحث في خص ائص الوج ود العام ة لوض ع نظري ة في‬
‫طبيعة العالم والنظر فيما اذا كان االحداث الكونية تقوم على اساس قانون ثابت او تقع‬
‫مص ادقة واتفاق ا وفيم ا اذا ك انت ه ذا االح داث تظه ر من تلق اء نفس ها ام تص در عن عل ل‬
‫ضرورية تجري وفق قوانين المادة والحركة وفيما اذا كانت تهدف الى غايات او تجري‬
‫عن غير قصد او تدبير وفيما اذا كان هناك اله وراء عالم الظواهر المتغير وفي صفات‬
‫اهلل وعالقته لمخلوقاته وفيما اذا كان الوجود ماديا او روحيا او من كليهما وقد وضعت‬
‫فيها عشرات المذاهب حال لهذه المشكالت الفلسفية‪.‬‬

‫‪33‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫ثانيا‪:‬االبستمولوجيا او نظرية المعرفة‪:‬‬

‫فه و مبحث يخ دم البحث الس الف ال ذكر اذ ي راد به ا البحث في ام اكن الع الم ب الوجود او‬
‫العج ز عن معرفت ه وه ل في وس ع االنس ان ان ي درك الحق ائق وان يطمئن الى ص دق‬
‫ادراكه وصحة معلوماته ام ان قدرته على معرفة االشياء مثارة للشك واذا ك انت المعرفة‬
‫البشرية ممكنة وليست موض عا للشك ولذلك فما هي حدود هذه المعرفة؟ اهي مثالية ام‬
‫انها يقينية؟ وما هي منابع هذه المعرفة وما هي أدواتها؟ما هي العقل ام الحس ام الحدس‬
‫ثم م اهي طبيع ة ه ذه المعرف ة وحقيقته ا؟ وم ا هي عالق ة األش ياء المدرك ة ب القول ال تي‬
‫تدركها؟‬

‫وكثيرا ما يطلق المؤرخون ما بعد الطبيعة‪ -‬الميتافيزيقا‪ -‬على مبحثي الوجود والمعرفة‬
‫وقد كانت الفلسفة عند القدماء اصال تنصب على مباحث الوجود اما عند المحدثين فانها‬
‫في جملتها تبحث الوجود من خالل نظرية المعرفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االكسيولوجيا او مبحث القيم‪:‬‬

‫فهي مباحث تعرض للبحث في المثل العليا او القيم المطلقة وهي الحق والخير والجمال‬
‫ب ذاتها ال باعتب اره وس ائل الى تحقي ق غاي ات وه ل هي مج رد مع اني في العق ل تق وم به ا‬
‫االش ياء ام ان له ا وج ودا مس تقال عن العق ل ال ذي ي دركها؟ الى غيره ا من المب احث‬
‫الموج ود في علم المنط ق وعلم االخالق وعلم الجم ال بمعناه ا التقلي دي أي من حيث هي‬
‫علوم معيارية تبحث قيما تبغي ان يكون وليست علما وضعية تفتقر دراستها على البحث‬
‫فيما هو كائن‪.‬‬

‫فعلم المنط ق يض ع القواع د ال تي تعض م مراعاته ا العق ل من الوق وع في الزل ل أي يبحث‬

‫فيما ينبغي ان يكون عليه التفكير السليم‪.‬‬

‫‪34‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وعلم االخالق يضع المثل العليا التي ينبغي ان يسير سلوك االنسان بمقتضاها أي يبحث‬
‫فيما ينبغي ان تكون عليه تصرفات االنسان‪.‬‬

‫وعلم الجمال يضع المستويات التي يقاس بها الشيء الجميل أي انه يبحث فيما ينبغي ان‬
‫يكون عليه الشيء الجميل‪ ،‬وهذه العلوم المعيارية الثالثة تؤلف ما نسمية (االكسيولوجيا)‬
‫او مبحث القيم‪:‬‬

‫ومن هذه المباحث الثالثة‪:‬‬

‫الوجود‪ ،‬المعرفة‪ ،‬القيم تتالف عند(جمهور الفالسفة) الموضوع الرئيسي للفلسفة بمعناها‬
‫التقليدي‪ ،‬وان رفضت الفلسفات المعاصرة هذا التصور‪.‬‬

‫وهنالك من مؤرخي الفلسفة من يلحق بها دراسات اخرى يجعلها فروعا او ملحقات بها‬
‫ومنها‪:‬‬

‫فلسفة القانون‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫فلسفة الدين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫فلسفة التاريخ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫فلسفة السياسية‬ ‫‪.4‬‬

‫بقية موضوعات العلوم االنسانية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫الفلسفة اليونانية‬

‫‪35‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫افالطون‬

‫عاصر افالطون فترة عصيبة من فترات حياة اثينا السياسية السيما الحروب التي شنتها‬
‫اسباطة على اثينا‪.‬‬

‫واس تطاع افالط ون ان يؤس س‪ -‬االكاديمي ة‪ -‬في ع ام ‪387‬ق‪.‬م في بس تان البط ل‬

‫اك اديموس ‪،‬وع اش فيه ا يعلم وي دون وظلت التبارح ه فك رة تاس يس الدول ة العادل ة في‬
‫اليونان‪ .‬وكانت هذه االكاديمية ذات طابع علمي‪ -‬ديني وكان يؤمها الطالب من جميع‬
‫انحاء اليونان‪ /‬غير انه لم يبقى لنا شيئا مكتوبا من الدروس التي كان يلقيها افالطون في‬
‫المدرسة مما يدل على ان دروسه كانت شفهية وعلى شكل محاورات‪.‬‬

‫وتتم يز ه ذه المح اورات بم يزة تكش ف عن نظ ام التعليم في االكاديمي ة فمثال نظ ام تعليم‬

‫الح راس في (الجمهوري ة)‪ ،‬الكت اب ال ذي وض عه افالط ون ليكش ف عن النظ ام الفلس في‬
‫ال ذي يتعل ق بالنظ ام السياس ي للمدين ة الفاض لة‪ ،‬ويؤك د افالط ون ض رورة تعلم الح راس‪،‬‬
‫الرياض يات من س ن العش رين ح تى س ن الثالثين وبع دها يتعلم الح راس في تعلم الفلس فة‬
‫وهي العلم الذي يصل الى المبادئ االولى التي تربط بين العلوم وبعضها كما انها وسيلة‬
‫النفس الى معرفة الحقيقة الثابتة التي التتغير‪.‬‬

‫*محاورات او كتب افالطون‪:‬‬

‫رتب الب احثون مح اورات افالط ون على وف ق ال ترتيب الزم ني الى ثالث مجموع ات‬
‫المجموعة االولى‪ ،‬وهي المجموعة التي كتبها افالطون في صدر حياته وهي محاورات‬
‫الش باب واكثره ا ي دور ح ول س قراط ول ذلك تس مى المح اورات الس قراطية والمجموع ة‬
‫الثانية‪ ،‬هي محاورات الكهولة‪ ،‬والمجموعة الثالثة‪ ،‬هي محاورات الشيخوخة‪.‬‬

‫نظرية المثل‪:‬‬

‫‪36‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫اهتم افالطون بالمثال ‪ eidos‬الحقيقة الثابتة وراء الظواهر المحسوسة الدائمة التغير‪.‬‬
‫وق د س بقة ه ذه الفك رة بارمني دس والفلس فة الفيثاغوري ة وق د رج ع افالط ون في تك وين‬
‫نظريته الفلسفية الى استاذه سقراط السيما في تحديد االخير لتعريفات وحدود التطورات‬
‫االخالقية اذ كان يبحث عن ماهية الشجاعة او العدل لكي ينتهي الى الحقيقة الثابتة التي‬
‫ال تتغير مهما تغيرت امثلتها‪.‬‬

‫*ولكن نس بة نظري ة المث ل لس قراط بالص ورة ال تي ق دمها افالط ون في محاورت ه اش كالية‬
‫عند الباحثين الن سقراط كان يبحث عن المثال الثابت للفضيلة اال انه كان ال يذهب حد‬
‫القول‪.‬‬

‫*بوجود مفارق للمثل‪.‬‬

‫اما نظرية المثل في المحاورات االفالطونية فقد اتسعت لتفسير جميع الموجودات سواء‬
‫منه ا االخالقي ة او الطبيعي ة الس يما في مح اورات‪ -‬خارمي دس‪ -‬ومح اورة‪ -‬الخيس‪-‬‬
‫ومحاورة‪ -‬اطيفون‪.‬‬

‫ويرى افالطون ان المعرفة بالجزئيات‪ -‬المحسوسات‪ -‬التكون صحيحة اال اذا توفرت‬
‫لالنسان المعرفة بالفكرة العامة المفسرة لالمثلة الجزئية المحسوسة‪ ،‬فضال عن ان هذه‬
‫االفك ار العام ة او المث ل الس ابقة‪،‬في الوج ود على الجزيئي ات وق د عمم افالط ون نظري ة‬
‫المث ل لتش مل ك ل مج االت الوج ود مثال العناص ر الطبيعي ة والنب ات واالحي اء جميع ا‬
‫والمص نوعات كالس رير مثال والش جرة‪،‬ك ل ه ذه الموج ودات له ا‪ -‬مث ل مقارف ة‬
‫والتص ورات االخالقي ة والمعنوي ة والتص ورات الرياض ية ايض ا‪ -‬مث ل فالعدال ة والخ ير‬
‫والجمال والمثل لها مثل ولعل تاثر افالطون بالرياضيات هو الذي ادى به الى تكوين او‬
‫اخ تراع‪ -‬نظري ة المث ل‪ -‬الن في الرياض يات النحت اج الى الح واس ب ل الى االس تدالل‬
‫والحقائق الرياضية ثابتة مطلقة التتغير وهي سابقة على كل ما في الواقع وهذا المنهج‬
‫الرياضي‪ -‬االستداللي –طبقة على كل مجاالت المعرفة الفلسفية‪.‬‬

‫‪37‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫ومن التعارض الذي راه افالطون بين الوجود الثابت او المتغير او المقبول والمحسوس‬
‫المطلق والنسبي او بين الواحد والكثرة نبعث نظرية المثل وعبر عنها افالطون في كتاب‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫في كت اب الجمهوري ة نج د ترتيبن ا للموج ودات بحس ب قيمته ا ونص يبها من الثب ات‬
‫والوضوح العقلي ويستند هذا الترتيب على التفرقة بين المرئيات والمعقوالت‪ .‬فالمرئيات‬
‫هي كل الطبيعة بما فيها من موجودات طبيعية او مصنوعة كذلك تشمل المرئيات ايضا‬
‫كل ما ينعكس عن هذه الموجودات من صور وظالل‪.‬‬

‫والمعق والت ن زعين المعق والت الرياض ية ال تي التغ ني عن التجس د في المك ان الزم ان‬
‫والمعقوالت الثانية هي‪ -‬المثل – او الماهيات ونصل اليها عن طريق الصعود من نتائج‬
‫الى المقدمات‪.‬‬

‫او ب رد المش روط الى ش رطة او المعل ول الى علت ه وهي ارقى من الن وع االول‬
‫والمعقوالت االولى تستخدم الوح في بحثها المسلمات اما القسم الثاني فان العقل يستطيع‬
‫ادراكها بفضل‪-‬الدياليكنك بحيث ال ينظر الى مسلماته‪.‬‬

‫على انها مبادئ وانما على انها مجرد فروض وهي اشبه بدرجات ونقط ارتكاز تمكننا‬
‫من االرتقاء الى المبدا االول لكل شي الذي يعلو على كل الفروض فاذا العقل وصل الى‬
‫ذلك المبدا‪.‬‬

‫هب ط متمس كا بك ل النت ائج ال تي تتوق ف علي ه ح تى يص ل الى النتيج ة االخ يرة دون ان‬
‫يس تخدم الموض وعات الحس ية وانم ا يقتص ر على المث ل بحيث ينتق ل من مث ال الى اخ ر‬
‫وينتهي الى قمة المثل‪.‬‬

‫‪38‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫ويس تخدم افالط ون اس طورة الكه ف اذ يص ل فيه ا بطريق ة رمزي ة نظري ة المث ل وتفك يرة‬
‫الفلسفي المثالي‪ -‬اذ يصور فيه العامة مقيدين منذ طفولتهم باغالل في كهف مظلم تطل‬
‫فتحته على النور الخارجي وال يستطيع السجناء ان يروا االظالل‪.‬‬

‫م ا يم ر خ ارج الكه ف من موج ودات حي ة ومص نوعات ف اذا تمكن اح دهم ان يتح رر من‬
‫قي ودة فخ رج من الكه ف ورى الحق ائق مباش رة انبه ر بص ره ل وهج الض وء فيعم د على‬
‫تمرين بصره على رؤية االشياء منعكسة تارة على صقمة الماء او على المرايا فيمكنه‬
‫بع د ذل ك على تم رين بص ره على رؤي ة االش ياء وبع د ان ي الف الن ور ينظ ر الى الس ماء‬
‫فيرى االشياء ويمكنه بعدها ان ينظر الى الشمس‪.‬‬

‫ذاتها اما العالم الخارجي فهو عالم الحقائق العقلية او عالم المثل الذي يمثل مثال الخير‬
‫فيه مكانه الشمس في العالم الحسي فهو علة الخير والجمال في كل شيء وبه نعقل المثل‬
‫على نمو ما بصر األشياء بضوء الشمس ولعله اختار مثال لما فيه من قيمة عليا تسود‬
‫عالمي السياسة واألخالق وألنه يضفي النظام والمعقولية في كل شي‪.‬‬

‫*ارسطو‬

‫التحق ارسطو باكاديمية أفالطون الذي سمى أرسطو عقل المدرسة ولقد أسس أرسطو‬
‫مدرسة في حديقة كانت مكرسة آللهة الشعر اليونانية سميت بالقيود وكان من عادته ان‬

‫‪39‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫يمش ي م ع تالمي ذه في الص باح يت دارس المش كالت الفلس فية وفي المس اء يوج ه دروس ا‬
‫لجمهور اكبر من الناس‪.‬‬

‫*مؤلفات ارسطو‬

‫يمكن ان نميز بين ثالثة مجموعات من مؤلفات ارسطو على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬مؤلفات الشباب وهي على شكل محاورات‪.‬‬

‫‪ .2‬مذكرات خاصة بارسطو نفسه‪.‬‬

‫‪ .3‬المؤلف ات التعليمية ال تي يدرس ها لجمه ور خ اص من الطالب ول دى ارسطو كتب‬

‫او مؤلف ات منطقي ة وطبيعي ة وميتافيزيقي ة واخالقي ة وسياس ية ومج االت الفن‬
‫وعرفت كتب المنطق االرسطية باسم االورجانون او اله الفكر‪.‬‬

‫وكتب ارس طو في الفلس فة االولى او الميتافيزيقي ا مؤلف ات عدي دة وك ان يقص د بالفلس فة‬
‫االولى ع ام خ اص بالمب ادئ االولي ة ال تي تعتم د عليه ا المعرف ة في ب اقي العل وم وق د راى‬
‫ارس طو ان ك ل علم يتن اول دراس ة نح و مب نى من انح اء الوج ود ولكن ليس هن اك علم‬
‫يبحث في الوج ود ذات ه ومن ثم راى ان يف رد له ذه الدراس ة علم ا خاص ا ه و علم الوج ود‬
‫االلهي او علم االلهيات‪..‬‬

‫اما اسم الميتافيزيقا‪ -‬فهو اسم اطلقة طالب ارسطو على الكتب التي تلت او جاءت بعد‬
‫كتب الفيزيق ا عن د ترتيب ه لكتب ارس طو وكت اب ارس طو اس مه‪ -‬كت اب مابع د الطبيع ة او‬
‫الميتافيزيقا‪.‬‬

‫*نظريات المعرفة والعلم والمنطق‪:‬‬

‫‪40‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫اتس مت فلس فة ارس طو لتش مل نظري ات دقيق ة وعميق ة في المعرف ة فبحث في وس ائل‬
‫المعرفة المختلفة وخاصة االحساس والعقل وقيمة كل وسيلة من هذه الوسائل في كشف‬
‫حقيق ة الوج ود والع الم الخ ارجي ك ذلك في تحدي د المعرف ة العلمي ة والتم يز بينه ا وان واع‬
‫المعرف ة االخ رى اعتبره ا معرف ة يقيني ة وض رورية وتن اول بدراس ات عميق ة‪ -‬ص ورة‬
‫الفك ر لي بين الص واب الخط ا ووس يلة اكتس اب المعرف ة عن د ارس طو هي الح واس اذ ان‬
‫الحاس ة تتلقى ص ورة المحس وس عن طري ق التجري د ك العين مثال تتل ون ب اللون او الي د‬
‫تس خن ب الحرارة على العكس من افالط ون ال ذي جع ل ادراك الحس ي مرتب ط بالجس م او‬
‫الب دن ام ا ارس طو فق د رب ط المعرف ة بين الجس م والنفس وك ذلك درس ارس طو المعرف ة‬
‫العقلية وعمل العقل والتعقل‪.‬‬

‫ولق د م يز ارس طو بين العق ل الفع ال أي العق ل المف ارق للم ادة وبين العق ل المنفص ل أي‬
‫العقل الذي يتقبل الماهيات من العقل الفعال وكذلك ميز ارسطو بين العقل النظري الذي‬
‫يهتم بمعرف ة الض روريات والعق ل العملي اذي يهتم بمعرف ة االحتمالي ات والنزع ات‬
‫االرادي ة واالخراقي ة وه و تم يز اخ ر من تم يز ارس طو بين حي اة العم ل وحي اة التام ل‬
‫المجرد‪.‬‬

‫وهذه التفرقة تظهر بوضوح في نظرياته االخالقية ففي تحليله للفض ائل ذهب الى التفرقة‬
‫بين الفضيلة االخالقية والفضيلة النظرية والفضيلة االخالقية تحتاج الى الفطنة والتروي‬
‫والقدرة وعلى تقدير الوسط العدل بين طرفين كالهما رذيلة اما الفضيلة النظرية فهي ال‬
‫توفر اال لقلة من الناس وفي اوقات محدودة‪.‬‬

‫والسعادة عند ارسطو تتلخص في ممارسة الفضيلة فان اسمى الفضائل عند ارسطو هي‬
‫في النشاط العقالني وهي مصدر اسمى انواع السعادة االنسانية والحكيم او الفيلسوف هو‬
‫الذي يمتلك القدرة على ممارسة سعادة الفكر والتامل بعيدا عن المجتمع عكس الفضيلة‬
‫االخالقية كالكرم والشجاعة واالمانة فهي تتطلب الحياة في المجتمع‪.‬‬

‫‪41‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫*طبيعة الفلسفة‬

‫يتم يز الفيلس وف عن د ارس طو بان ه الش خص الملم بك ل المع ارف‪ :‬أي ان ه الش خص ال ذي‬
‫اليق ف عن د معرف ة الجزئي ات وه و ش خص ي درك اص عب المش كالت على العكس من‬
‫العامة او الناس عموما الذين يكتفون بالمعرفة الحسية‪.‬‬

‫اما الفيلسوف فانه يدرك الكليات والمجرادات اما الفلسفة فهي تتميز عن باقي العلوم بانها‬
‫الت درس لغ رض او منفع ة عملي ة ب ل ت درس لمعرف ة الحقيق ة ذاته ا وافض ل العل وم ال تي‬
‫ينبغي دراستها هي تلك التي تتعلق بالعلل والمبادئ ألنها تفسر لنا سائر األشياء‪.‬‬

‫والفلس فة هي ذل ك العلم النظ ري ال ذي يبحث في العل ل والمب ادئ األولي ة ومن بين ه ذه‬
‫العلل او الغايات القصوى هي‪ -‬الخير االسمى ويعد أرسطو الدهشة والعجب هو الدافع‬
‫الذي يحرك المفكرين الى التأمل والفلسفة‪.‬‬

‫نشأة الفلسفة‪:‬‬

‫اليزال الباحثون في الفلسفة على خالف بصدد نشاتها وتعريفها وتحديد موضوعها وبي ان‬
‫الغرض منها‪ ،‬ومنهج البحث فيها‪.‬‬

‫في الق رن الراب ع ق‪.‬م(ارس طو) نش اة الفلس فة الى اليون ان‪ ،‬وانح در به ا الى(ط اليس) في‬
‫النص ف االول من الق رن الس ادس ق‪.‬م وت ابع ارس طو في ه ذا ال راي مجموع ة من‬
‫الباحثين‪.‬‬

‫‪42‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وفي الق رن الث الث ق‪.‬م وض ع(دي وجين الالي ري) كتاب ا ض منه حي اة مش اهير الفالس فة‬
‫ونظرياتهم وعرض فيه للحديث عن فالسفة مصريين وشرقيين‪ ،‬فارجع نشأة الفلسفة الى‬
‫تراث الشرق القديم‪ ،‬وتابعه في الراي مجموعة من الباحثين‪.‬‬

‫ويكاد ينعقد الراي على ان الشرق القديم قد سبق اليونان الى ابتداع حضارات مزدهرة‬
‫تق وم على عل وم عملي ة ودراس ات نظري ة ديني ة‪ ،‬مثال العل وم العملي ة‪ ،‬منه ا ابت داع‬
‫المص ريين للرياض يات والميكانيك ا والكيمي اء والطب‪ ،‬ام ام الب ابليين والكل دانيين اول من‬
‫درس اج رام الس ماء وانش اوا علم الفل ك ام ا في جم ال التفك ير ال ديني‪ ،‬م ا خلف ه لن ا ق دماء‬
‫الش رق من وجه ات النظ ر العقلي في االلوهي ة والبعث والخ ير والش ر والمب دا والمص ير‬
‫الى غيرها من االفكار التي سبق الشرق فيها النظر قبل اليونان والغرب عموما حتى ان‬
‫بعض الب احثين يجمع ون على ان بعض الفالس فة ق د ج اءوا بالد الش رق امث ال ط اليس‬
‫وفيثاغورس وديمقريطس‪ ،‬وقد اخذوا منها وتعلموا على يد ثقافتها‪.‬‬

‫ولكن جمهرة من المؤرخين المحدثين‪ ،‬ومع اعترافهم بفضل الشرق في تلك الجوانب اال‬
‫انهم متفق ون على ان الفلس فة اليوناني ة خل ق عبق ري اص يل ج اء على غ ير مث ال س ابق‬
‫ودليلهم في ذلك ان اخص ميزة يمتاز بها العقل اليوناني التماس المعرفة لذاتها بمعنى ان‬
‫يتجه العقل الى كشف الحقيقة بباعث من اللذه العقلية‪ ،‬بدون أي دوافع عملية او غايات‬
‫ديني ة اذ انهم بحث وا في الوج ود لمعرف ة اص له ومص يره‪ ،‬وت املوا موجودات ه وتغيراته ا‬
‫بدافع من الرغبة في طلب المعرفة ومن غير ان تسوقهم اليها ظروف ملحة اما الشرق‬
‫القديم فقد التمس المعرفة ليس بها حاجة عملية او يشبع بها عقيدة دينية‪.‬‬

‫ولم يعرف لفظ الفلسفة عند حكماء الشرق القديم وقيل ان تالميذ سقراط مثل (أفالطون‬
‫وارسطو وس ائر حوارييه من اليون ان) ك انوا اول من اطل ق هذا اللفظ ويق ال ان اول من‬
‫اس تخدم لف ظ الفلس فة ه و فيث اغورس بمع نى البحث عن طبيع ‪DD‬ة االش ‪DD‬ياء وروى عن ه‬
‫شيشرون انه قال من الناس ان يستبعدهم طلب الناس المجد‪ ،‬ومنهم من يذله طلب المال‪،‬‬
‫ومنهم قل ة تس تخف بك ل ش يء وتقب ل على (البحث في طبيع ة االش ياء) واولئ ك هم ال ذين‬

‫‪43‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫يسعون انفسهم بمجيء الحكمة أي الفالسفة حتى انه يقول عن نفسه لست حكميا التضاف‬
‫لغير االلهة وما انا اال فيلسوف‪.‬‬

‫ولق د تمثلت فلس فة الش رق الق ديم في حكمت ه ال تي تض م العل وم العملي ة والتفك ير النظ ري‬
‫الديني‪ ،‬وهي تستهدف خدمة الحياة العملية وتوكيد المعتقدات الدينية‪.‬‬

‫ام ا عن د اليون ان فق د ك ان اتج اههم الع ام ه و نح و تفس ير الوج ود والوق وف على طبيعت ه‬
‫والمنهج العقلي القائم على التحليل المنطقي والبرهان العقلي ومع هذا سموا بالحكماء أي‬
‫الب احثيين عن طب ائع االش ياء او حق ائق الموج ودات فأص بحت مهم ة الفلس فة البحث عن‬
‫طبيعة الموجودات‪.‬‬

‫وعرف الفلسفة ارسطو‪ ،‬بانها البحث عن الوجود بما هو وجود وس‪DD‬ماها الفلس‪DD‬فة االولى‬
‫تمييزا لها عن الفلسفة الثانية أي العلم الطبيعي‪ ،‬وساماها ك ذلك بالحكمة النه ا تبحث في‬
‫العل ل االولى اطالق ا‪ ،‬وس ماها ايض ا العلم االلهي‪ ،‬الن اهم مباحثه ا ه و‪ -‬اهلل – باعتب اره‬
‫الموج ود االول والعل ة االولى للوج ود وأطل ق ارس طو( الفس لفة) على العلم ب اعم معاني ة‬
‫النظري من طبيعات ورياضيات والهيات والعملي من اخالق وسياسة واقتصاد واعتبر‬
‫الفلس فة لمعناه ا الض يق ه و م ا نس مية الميتافيزيق ا أي علم الموج ودات االولى او علم‬
‫الموجودة بما هو كذلك مجردا من كل يقين‪.‬‬

‫*معاني الفلسفة‬

‫قد كفهم الفلسفة بمعنى عام كل العموم‪ ،‬فيكون المقصود بها أي سؤال يطرحه االنسان‪،‬‬
‫او أي تعجب يثيره العقل البشري فنحن نتساءل مثال ماهي الحقيقة؟ وما هو الخطا وماهو‬
‫اليقين؟ ولماذا كان وجود ولم يكون عدم؟ ومن أين جئنا والى اين نمضي؟ وهل هناك حيا‬
‫بعد الموت؟وما هي عالقة الكون باالنسان؟ وما هي غاية الطبيعة ولماذ اوجد البشر؟وما‬

‫‪44‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫معنى القيمة؟ الى اخر االسئلة العديدة التي يثيرها العقل االنساني بعد ان ينف عنه غبار‬
‫الحياة العادية والعادات واالفكار المسبقة الخ‪....‬‬

‫وقد نفهم الفلسفة بمعان كثيرة"فهي قد تعني حكم‪D‬ة الحي‪D‬اة او انه‪D‬ا الدهش‪D‬ة او التس‪D‬اؤل او‬
‫نسق او مجموعة من االعتق‪D‬ادات او نظ‪D‬رة كلي‪D‬ة لالش‪D‬ياء وهي ل‪D‬ذلك تختل‪D‬ف داللته‪D‬ا من‬
‫مدرس‪DD‬ة الى اخ‪DD‬رى ومن فيلس‪DD‬وف الى اخ‪DD‬ر ومن هن‪DD‬ا تكمن ص‪DD‬عوبة تعريفه‪DD‬ا او وض‪DD‬ع‬
‫معنى واحد لها‪.‬‬

‫واقدم التعاريف لكشف معناها هو انها‪:‬‬

‫مثالصوفيا‪ -‬أي حب الحكمة اوجب المعرفة‪ .‬ويشرح احد الفالسفة هنا المعنى او الم راد‬
‫من ه ان الفلس فة م اتزال ك ذلك انه ا البحث عن الحقيق ة وليس امتالكه ا الن امتالك الحقيق ة‬
‫ه و خيان ه للفلس فة وماهيته ا ف البحث عنه ا يتض من معان اة وقل ق يم ر به ا الب احث عنه ا‬
‫وباراده ورغبة حقيقية‪.‬‬

‫وقد عرف افالطون بانها علم الحقائق المطلقة التي توجد وراء الظواهر او تمت االشياء‬
‫أي ان ه اليعطي أي قيم ة للظ واهر المرئي ة ويعتق د ان مهم ة الفلس فة هي البحث في‬
‫الماهي ات وج واهر االش ياء او معرف ة المث ل‪ -‬ال تي هي ثالث ة اعاله ا مث ال الخ ير وبع ده‬
‫ي اتي الح ق والجم ال فالفلس فة هي البحث عن الحق ائق والمث ل العقلي ة الموج ودة في ع الم‬
‫المعقوالت ولقد تابع افالطون في هذا التعريف استاذه سقراط كما سوف نعرف‪.‬‬

‫اما ارسطو فقط جعل معنى الفلسفة مرتبط بالميتافيزيقا بما انها بحث في الوجود بما هو‬
‫وجود او معرفة اسباب الوجود العميقة والبعيدة‪.‬‬

‫واحيانا تعرف الفلسفة بانها التشبيه بااللة بقدر طاقة االنسان عن طريق التحلي بالفض ائل‬
‫وترك الرذائل وكذلك العناية بالموت كما يعرفها احدهم اذ ان الموت عندهم موت الجسد‬
‫وعدم استعمال اللذات ومن ها سبيل تحقيق الفضيلة وكذلك عرفها احدهم معرفة االنسان‬

‫‪45‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫نفسه او انها صناعة الصناعات او حكمة الحكم او انها علم االشياء الكلية االبدية او كما‬
‫يعرفها الرواقيون بانها معرفة االمور االلهية واالنسانية وهي تعاريف تجدها عن فالس فة‬
‫االسالم اخذ من الفالسفة اليونان افالطون او سقراط من قبله وكذلك عند ارسطو‪.‬‬

‫فالكن دي ق د عرفه ا بانه ا علم الربوبي ة او الفلس فة االولى وك ذلك الف ارابي يس ميها العلم‬
‫بالموجودات بما هي موجودة وقسمها الى الحقيقة‪ ،‬طبيعة‪ ،‬منطقية‪،‬رياضية‪.‬‬

‫ام ا ابن س ينا ف يرى انه ا اس تكمال النفس البش رية لمعرف ة حق ائق الموج ودات على م اهي‬
‫علي ه على ق در الطاق ة البش رية عن طري ق النظ ر العقلي وقس مها الى نظري ة وعملي ة‬
‫وك ذلك ردد ابن رش د تعري ف ارس طو للفلس فة الى غيره ا من التعريف ات لمع اني الفلس فة‬
‫المتنوعة والمختلفة‪.‬‬

‫*معنى الفلسفة وميادينها‬

‫عندما نحاول تنظيم أي فكرة حول طبيعة الفلسفة في تعريف شكلي للموضوع فسرعان‬
‫ما تعرضنا الصعوبات وذلك الن الفلسفة هي عملية او نشاط اكثر من كونها موضوعا‬
‫او بن اءا للمعرف ة وتعري ف النش اط اص عب دائم ا من تعري ف الكي ان او الش يء المح دد‬
‫المعالم‪.‬‬

‫ويحاول البعض احيانا تجنب هذه الص عوبات ب القول انه اليوجد شيء اسمه الفلسفة بل‬
‫يوجد فقط تفلسف وهو النشاط العقلي الواعي الذي يحاول به الناس كشف طبيعة الفكر‬
‫وطبيعة الواقع ومعنى التجربة االنسانية‪.‬‬

‫‪46‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وقد يذهب اناس اخرون الى القول بانه التوجد اال فلسفات‪ ،‬أي طرق متعددة لنظر الى‬
‫العالم‪ ،‬يصوغها مفكرون يعيشون في مدينات وحضارات متنوعة هذه الفلسفات تتباين‬
‫وكث يرا م ا تتن اقض ومن هن ا فليس هنال ك مج ال للق ول ب ان هنال ك فلس فة واح دة متوح دة‪.‬‬
‫فان الفلسفات تتباين مع بعضها البعض‪.‬‬

‫ومن الشائع تعريف الفلسفة من خالل موضوعها وهو ما يجده المبتدئ في الفلسفة اكثر‬
‫فائدة بالنسبة اليه‪.‬‬

‫وهنال ك تعري ف ياخ ذ ك ل تل ك االراء في االعتب ار‪ ،‬ان الفلس فة محاول ة مس تمرة منتظم ة‬
‫للنظ ر الى الحي اة في مجموعه ا وبطريق ة ثابت ه ويفهم ه ذا التعري ف مع نى البحث المنظم‬
‫عن معان وقيم‪ ،‬واحيانا يوحى بانه اختبار الطبيعة الواقع مثلما الحال عند عالم الفيزياء‬
‫او الفسلجة‪ ،‬الفلسفة محاولة دقيقة منظمة للرب‪DD‬ط بين الك‪DD‬ون والحي‪DD‬اة البش‪DD‬رية على نم‪DD‬و‬
‫له مغزاه وهدف الفلس‪DD‬فة كش‪DD‬ف طبيع‪D‬ة الك‪D‬ون وعالقتن‪DD‬ا ب‪DD‬ه من اج‪D‬ل ارض‪DD‬اء عقولن‪DD‬ا في‬
‫اش‪DD‬باع غريزتن‪DD‬ا المعرفي‪DD‬ة وقلوبن‪DD‬ا في س‪DD‬عيها الى اض‪DD‬فاء اك‪DD‬بر ق‪DD‬در ممكن من الدالل‪DD‬ة‬
‫والقيمة على الحياة البشرية والتجربة االنسانية‪.‬‬

‫والواقع انه مهما تفرقت الفلسفة واختلفت فان لها غاية تجعها وهي كونها نوع من النظر‬
‫العقلي الذي يهدف الى معرفة االشياء على تجمعها‪.‬‬

‫وليس ت الفلس فة في اص لها نظ را عقلي ا مج ردا او تس ليه ذهني ة يرض ى به ا االنس ان ميل ه‬
‫وحب ه لالس تطالع‪ .‬ب ل هي تبحث عن اك ثر الحق ائق اهمي ة في حي اة االنس ان الروحي ة‬
‫الننس ى ان لفظ ة‪ -‬فلس فة‪ -‬معناه ا االص لي‪ .‬حب الحكم ة ومن هن ا ك ان الفيلس وف محب ا‬
‫للحكم ة او محب ا للمعرف ة فالمعرف ة وحب الحكم ة هي ميل ة االساس ي ورغبت ه والفهم ه و‬
‫ه دف حيات ه وتطمح الفلس فة الى معرف ة ش املة تتع دى الفهم الع ادي والم الوف للحي اة‬
‫والظواهر المالوفة فالحكمة الفلسفية تنطوي على نوع من الفهم االصيل للكون والتجربة‬
‫االنسانية باكمالها‪.‬‬

‫‪47‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫س‪/‬ويمكن ان نعطي دالالت متنوعة تشمل الفلسفة؟يمكن ان تتصف بها‪:‬‬

‫‪.1‬الفلسفة بوصفها تحليال‪:‬‬

‫اول نش اط فلس في رئيس ي النق د او التحلي ل‪ .‬اذ يق وم الفيلس وف او المفك ر بتحلي ل ارادتن ا‬
‫العقلي ة في درس طبيع ة الفك ر وق وانين المنط ق والعالق ات بين افكارن ا والواق ع وطبيع ة‬
‫الحقيقة ومناهج العلم والمعرفة والوصول الى الحقيقة‪.‬‬

‫‪.2‬الفلسفة بوصفها تركيبا‪:‬‬

‫فهي تحاول ان تجد مركب لكل المعارف والتجربة االنسانية ككل ويبحث الفيلسوف هنا‬
‫عن كل ما هو شامل ومكتمل بتكوين نظرة الى العالم التغفل شيئا‪ ،‬نظرة تكتشف معنى‬
‫الحياة هدفها واصل الوعي مصيرة‪.‬‬

‫*موضوع الفلسفة او مباحث الفلسفة‬

‫المع رف ان جمه ور الفالس فة على اتف اق في ان للفلس فة موض وعا تعالج ه وان طبيع ة‬
‫موضوعها تحدد مناهج بحثها شانها في هذا شان العلم الطبيعي له موضوع يترتب عليه‬
‫منهج يالئم طبيعة الموضوع الذي يدرسه فاذا تحدد موضع الفلسفة الميتافيزيقة بالوجود‬
‫الالمادي تحتم ان يكون منهج البحث فيه عقليا استنباطيا واليمكن معالجة هذا الموضوع‬
‫بمن اهج التجرب ة واذا تح دد موض وع العلم الط بيعي بالجزيئي ات المحسوس ة ك ان انس ب‬
‫منهج لدراستها اصطناع المنهج التجريبي‪.‬‬

‫وتقريبا النظرة التقليدية للموضوع الفلسفي تكاد تكون منحصرة في ثالث مباحث هي‬

‫اوال‪ -‬االنطولوحيا او مبحث الوجود‪:‬‬

‫‪48‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫يمشل هذا البحث النظر في طبيعة الوجود على االخالق مجردا في كل تعيين او تحديد‬
‫وبذلك يترك للعلوم الجزئية البحث في الوجود في بعض نواحية فالعلوم الطبيعية تبحث‬
‫في الوج ود من حيث ه و جس م متغ ير والعل وم الرياض ية تبحث في الوج ود من حيث ه و‬
‫كم او مق دار ام ا البحث في الوج ود من حيث ه و وج ود على االطالق من ش ان مبحث‬
‫الوج ود‪ -‬م ا بع د الطبيع ة عن الق دماء‪ -‬به ذا تنص رف العل وم الجزئي ة الى البحث في‬
‫ظواهر الوجود‪.‬‬

‫وي دخل في مبحث االنطولوجي ا البحث في خص ائص الوج ود العام ة لوض ع نظري ة في‬
‫طبيعة العالم والنظر فيما اذا كان االحداث الكونية تقوم على اساس قانون ثابت او تقع‬
‫مص ادقة واتفاق ا وفيم ا اذا ك انت ه ذا االح داث تظه ر من تلق اء نفس ها ام تص در عن عل ل‬
‫ضرورية تجري وفق قوانين المادة والحركة وفيما اذا كانت تهدف الى غايات او تجري‬
‫عن غير قصد او تدبير وفيما اذا كان هناك اله وراء عالم الظواهر المتغير وفي صفات‬
‫اهلل وعالقته لمخلوقاته وفيما اذا كان الوجود ماديا او روحيا او من كليهما وقد وضعت‬
‫فيها عشرات المذاهب حال لهذه المشكالت الفلسفية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬االبستمولوجيا او نظرية المعرفة‪:‬‬

‫فه و مبحث يخ دم البحث الس الف ال ذكر اذ ي راد به ا البحث في ام اكن الع الم ب الوجود او‬
‫العج ز عن معرفت ه وه ل في وس ع االنس ان ان ي درك الحق ائق وان يطمئن الى ص دق‬
‫ادراكه وصحة معلوماته ام ان قدرته على معرفة االشياء مثارة للشك واذا ك انت المعرفة‬
‫البشرية ممكنة وليست موض عا للشك ولذلك فما هي حدود هذه المعرفة؟ اهي مثالية ام‬
‫انها يقينية؟ وما هي منابع هذه المعرفة وما هي أدواتها؟ما هي العقل ام الحس ام الحدس‬
‫ثم م اهي طبيع ة ه ذه المعرف ة وحقيقته ا؟ وم ا هي عالق ة األش ياء المدرك ة ب القول ال تي‬
‫تدركها؟‬

‫‪49‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وكثيرا ما يطلق المؤرخون ما بعد الطبيعة‪ -‬الميتافيزيقا‪ -‬على مبحثي الوجود والمعرفة‬
‫وقد كانت الفلسفة عند القدماء اصال تنصب على مباحث الوجود اما عند المحدثين فانها‬
‫في جملتها تبحث الوجود من خالل نظرية المعرفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االكسيولوجيا او مبحث القيم‪:‬‬

‫فهي مباحث تعرض للبحث في المثل العليا او القيم المطلقة وهي الحق والخير والجمال‬
‫ب ذاتها ال باعتب اره وس ائل الى تحقي ق غاي ات وه ل هي مج رد مع اني في العق ل تق وم به ا‬
‫االش ياء ام ان له ا وج ودا مس تقال عن العق ل ال ذي ي دركها؟ الى غيره ا من المب احث‬
‫الموج ود في علم المنط ق وعلم االخالق وعلم الجم ال بمعناه ا التقلي دي أي من حيث هي‬
‫علوم معيارية تبحث قيما تبغي ان يكون وليست علما وضعية تفتقر دراستها على البحث‬
‫فيما هو كائن‪.‬‬

‫فعلم المنط ق يض ع القواع د ال تي تعض م مراعاته ا العق ل من الوق وع في الزل ل أي يبحث‬

‫فيما ينبغي ان يكون عليه التفكير السليم‪.‬‬

‫وعلم االخالق يضع المثل العليا التي ينبغي ان يسير سلوك االنسان بمقتضاها أي يبحث‬
‫فيما ينبغي ان تكون عليه تصرفات االنسان‪.‬‬

‫وعلم الجمال يضع المستويات التي يقاس بها الشيء الجميل أي انه يبحث فيما ينبغي ان‬
‫يكون عليه الشيء الجميل‪ ،‬وهذه العلوم المعيارية الثالثة تؤلف ما نسمية (االكسيولوجيا)‬
‫او مبحث القيم‪:‬‬

‫ومن هذه المباحث الثالثة‪:‬‬

‫الوجود‪ ،‬المعرفة‪ ،‬القيم تتالف عند(جمهور الفالسفة) الموضوع الرئيسي للفلسفة بمعناها‬
‫التقليدي‪ ،‬وان رفضت الفلسفات المعاصرة هذا التصور‪.‬‬

‫‪50‬‬
 ‫أستاذة المادة ‪ :‬د‪ .‬هديل سعدي موسى‬ ‫المادة ‪ :‬مبادئ الفلسفة ‪ /‬علم النفس‬

‫وهنالك من مؤرخي الفلسفة من يلحق بها دراسات اخرى يجعلها فروعا او ملحقات بها‬
‫ومنها‪:‬‬

‫فلسفة القانون‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫فلسفة الدين‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫فلسفة التاريخ‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫فلسفة السياسية‬ ‫‪.9‬‬

‫بقية موضوعات العلوم اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫‪51‬‬