You are on page 1of 9

‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫)النقد الجزائري املعاصر واضطراب املصطلح النقدي(‬

‫لخضر بلقاق ‪-‬طالب دكتوراه‪-‬‬


‫د‪/‬مسعود عبد الوهاب‪ ،‬جامعة الجلفة‬

‫امللخص ‪:‬‬
‫وجد النقد الجزائري املعاصر وسط سيل من املصطلحات النقدية التي حملتها معها املناهج واملفاهيم والنظريات النقدية الغربية‬
‫مما جعل النقد العربي يتخبط في أزمة مصطلحية نتيجة التجاذب بين التراث النقدي العربي وما يزخر به وثقافة غربية مستعارة‬
‫أمام االنبهار بكل ما هو غربي بما يشهده من تطور علمي ومعرفي وفي كل املجاالت‪.‬‬
‫وأمام هذه الوضعية التي يعيشها نقدنا العربي نادى بعض النقاد بضرورة التصدي لهذه األزمة في كتاباتهم النقدية من خالل‬
‫بعض املؤتمرات األدبية ‪،‬من أمثال أحمد مطلوب وفاضل ثامر ومن الجزائر نشير إلى جهود كل من رشيد بن مالك ويوسف وغليس ي‬
‫‪ ،‬لكن رغم ذلك تظل هذه الجهود فردية وغير كافية لتخرج بالنقد الجزائري والعربي من األزمة الراهنة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬النقد؛الجزائري؛املصطلح؛املعاصر؛ اضطراب؛النقد الجزائري‪.‬‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪La critique arabe moderne fait face à un déferlement torrentiel sans précédent de terminologies critiques que‬‬
‫‪l'Occident apporte avec ses méthodologies, concepts et théories critiques différents et diversifiés. Ce qui fait‬‬
‫‪patauger la critique arabe dans une crise terminologique résultant d'un état de tiraillement entre le patrimoine‬‬
‫‪critique arabe foisonnant et une culture occidentale qui lui est étrangère, et tout ce que l'accompagne d'admiration‬‬
‫‪et de fascination sans bornes à tout ce qui s'apparente à l'Occident et son essor scientifique et culturel dans tous les‬‬
‫‪domaines.‬‬
‫‪Devant cette situation que notre critique arabe vit, certains critiques prônent l'importance de contrecarrer cette crise‬‬
‫‪et d' y remédier dans leurs écrits critiques à travers quelques conférences littéraires, tels que Ahmed METLOUB et‬‬
‫‪Fadel THAMEUR, et en Algérie, on cite, à titre illustratif, les efforts fournis par Rachid BENMALEK, Youssef‬‬
‫‪OUAGHLISSI, mais tous ces efforts restent des tentatives individuelles et incapables de faire sortir la critique arabe‬‬
‫‪de sa crise actuelle.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫املصطلح ثمرة الجهد الفكري وأيقونة التطور العلمي ‪ ،‬وأساس التواصل املعرفي ‪ ،‬كما أن املصطلحات هي سبيل تفاعل‬
‫الحضارات والثقافات العاملية املختلفة‪ ،‬أو هي اتحاد اللغات العاملية املتباعدة‪ ،‬أو كما قال الناقد " يوسف وغليس ي " في كتابه "‬
‫إشكالية املصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد" أن املصطلح هو لغة العوملة "‪.‬‬
‫وقد وجد نقدنا األدبي الجزائري املعاصر نفسه أمام إشكالية كبيرة جراء انفتاحه على املناهج النقدية الغربية املعاصرة ومحاولته‬
‫ركوب تيار الحداثة‪ ،‬ليجد نفسه أمام كم هائل من املصطلحات التي حملتها املفاهيم النقدية الطارئة على نقدنا املعاصر وقبل‬
‫التطرق إلى هذه اإلشكالية البد من أخذ فكرة ولو موجزة عن مجموعة من املفاهيم املتعلقة باملصطلح التعريف اللغوي‬
‫واالصطالحي وآليات صياغة املصطلح ثم التطرق إلى وظائف املصطلح أو وظائف الفعل االصطالحي كما قال الناقد يوسف وغليس ي‬
‫ثم أسباب هذه األزمة و أهم جهود الباحثين العرب للحد منها‪.‬‬
‫أوال – مفهوم املصطلح لغة واصطالحا ‪:‬‬
‫‪-‬املصطلح لغة ‪ :‬كلمة "مصطلح" مأخوذة من املادة اللغوية صلح الدالة على صالح الش يء وصلوحه أي أنه نافع ‪ ،‬ففي املعجم الوسيط‬

‫‪407‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫« صلح ‪ ،‬صالحا ‪ ،‬وصلوحا " زال عنه الفساد ‪ ،...‬واصطلح القوم زال ما بينهم من خالف ‪ ،‬وعلى األمر تعارفوا عليه واتفقوا‪1»...‬‬

‫و ٌ‬
‫أصلحوا‪2 »..‬‬ ‫و في لسان العرب ‪ « :‬الصلح تصالح القوم بينهم ‪ ،‬و الصلح ‪ :‬السلم ‪ ،‬وقد اصطلحوا وصالحوا و أصلحوا وتصالحوا‬
‫و قد ورد في معجم مقاييس اللغة البن فارس أن الصاد والالم و الحاء أصل واحد يدل على خالف الفساد ‪3‬‬

‫كم ــا ذه ـ ــب يوسف وغليس ي إلى أن داللة الكلمـ ــة ال تتع ــدى معنى االتف ـ ـ ــاق و التواضع و املصالحـ ـ ـ ــة و التعارف ‪4‬‬

‫‪-‬املصطلح اصطالحا ‪:‬‬


‫يعرف الجرجاني املصطلح بقوله ‪ « :‬االصطالح عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الش يء باسم ما ينقل عن موضعه األول‪ ،‬وإخراج‬
‫اللفظ من معنى لغوي إلى آخر ‪ ،‬ملناسبة بينهما ‪ ،‬وقيل ‪ :‬االصطالح إخراج الش يء من معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان املراد ‪ ،‬و قيل‬
‫االصطالح لفظ معين بين قوم معنيين »‪5‬‬

‫يفهم من تعريف الجرجاني للمصطلح بأنه تسمية لش يء ما يتفق عليها وهو تغيير املعنى اللغوي للش يء أو إخراجه عن معناه األول ‪.‬‬
‫أما " عبد السالم املسدي " فيعرف املصطلحات كاآلتي ‪ « :‬املصطلحات هي مجموعة األلفاظ التي يصطلح بها أهل علم من العلوم‬
‫على متصوراتهم الذهنية الخاصة بالحقل املعرفي الذي يشتغلون فيه وينهضون بأعبائه ‪ ،‬ويأتمنهم الناس عليه ‪ ،‬وال يحق ألحد أن‬
‫يتداولها بمجرد إضمار النية بأنها مصطلحات في ذلك الفن إال إذا طابق بين ما ينشده من داللة لها وما حدده أهل ذلك االختصاص‬
‫لها من مقاصد تطابقا تاما » ‪6‬‬

‫وهنا يقدم لنا عبد السالم املسدي إضافة جديدة ملفهوم املصطلح بأنه ال يكفي حضور النية اتجاه مصطلحات فن ما لتداولها بدون‬
‫وجود تطابق تام بين داللة املصطلح املوضوع وبين ما حدده أهل االختصاص من مقاصد له‪.‬‬
‫وقد أورد " عمر عيالن " تعريفا للمصطلح في كتاب له بأنه ‪ « :‬كلمة أو مجموع كلمات تتجاوز داللتها اللفظية واملعجمية إلى تأطير‬
‫تصورات فكرية ‪ ،‬وتسميتها في إطار معين ‪ ،‬تقوى على تشخيص وضبط املفاهيم التي تنتجها »‪7‬‬

‫أشار عمر عيالن في مفهومه للمصطلح أن هذا األخير قد يكون أكثر من كلمة تخرج من داللتها اللفظية واملعجمية لتشمل تصورات‬
‫فكرية بإطالق اسم عليها وتضبط مفهومها‪.‬‬
‫كما ورد تعريف املصطل ـ ـ ــح في كتاب ل ـ ‪ " :‬عبد الغني بارة " بأنــه «تسمية فنية تقوم على دقته ــا و وضوحها معرفة األشياء و الظواهر ‪،‬‬
‫بسيطها و مركبها ‪ ،‬ثابتها و متغيرها »‪8‬‬

‫و لفظة مصطلح في اللغات األوربية املختلفة كلمات متقاربة النطق و الرسم ‪ ،‬من طراز ‪ Terme‬في الفرنسية و ‪ Term‬في األنجليزية‬
‫‪ ،‬و ‪ Termine‬في االيطالية و ‪ Termino‬في االسبانية و ‪ Termo‬في البرتغالية ‪ ،‬و كلها مشتقة من الكلمة الالتينية ‪ Terminus‬بمعنى‬
‫الحد أو املدى أو النهاية ‪9‬‬

‫يتضح من جملة املفاهيم السابقة للمصطلح أنه يمثل ‪:‬‬


‫‪ ‬تسمية يتفق عليها لش يء ما‪.‬‬
‫‪ ‬يتجاوز املصطلح الداللة اللفظية و املعجمية لتأطير تصورات ذهنية‪.‬‬
‫‪ ‬التطابق التام بين املصطلح املوضوع وما حدده أهل االختصاص من داللة‪.‬‬
‫‪ ‬قد يتجاوز املصطلح الكلمة الواحدة‪.‬‬
‫‪ ‬اتسام املصطلح بالدقة و الوضوح‪.‬‬
‫أما عن املصطلح النقدي فهو يمثل أساس الخطاب النقدي ‪ ،‬وهو رمز لغوي مفرد أو مركب أحادي الداللة منزاح نسبيا عن داللته‬
‫املعجمية األولى يعبر عن مفهوم نقدي محدد وواضح ‪ ،‬متفق عليه بين أهل هذا الحقل املعرفي ‪ ،‬أو يرجى منه ذلك‪10‬‬

‫كما أن املصطلح النقدي جزء من املصطلح العام وهو « اللفظ الذي يسمى مفهوما نقديا لدى اتجاه نقدي ما ويعتبر من ألفاظ هذا‬
‫االتجاه أو من مصطلحاته » ‪ ،‬أو هو « مجموع األلفاظ االصطالحية لتخصص النقد » ‪11‬‬

‫وهو أيضا « النسق الفكري املترابط الذي يبحث من خالله عملية اإلبداع الفني ونختبر على ضوئه طبيعة األعمال الفنية‬
‫وسيكولوجية مبدعها ‪ ،‬و العناصر التي شكلت ذوقه »‪12‬‬

‫‪408‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫ومن خالل هذا املفهوم نخلص إلى أن املصطلح النقدي هو الذي يؤطر التصورات الفكرية التي ينتجها فعل املمارسة العلمية النقدية‬
‫وفق ضوابط منهجية من شأنها توضيح دالالته‪.‬‬
‫ولقد تبلورت املصطلحات النقدية العربية من مزيج من التصورات ‪ ،‬فأستمد بعضها من عالم األعراب وخيامهم كالبيت والعم ـ ـ ــود‬
‫‪ ،‬ومن عالم الثياب كحسن الديباج ــة ‪ ،‬رقي ـ ــق الحواش ي ‪ ،‬مهله ـ ــل ومن عالم الحروب والشجاعة كمتين األسر ‪.‬‬
‫وأيضا قد استمدت مصطلحات من عالم الطبيعة مثل – هذا شعر فيه ماء رونق‪ ، -‬و من الحياة االجتماعية كالطبع والصنعة‬
‫ومن تجارب العرب في الترجمة كاللفظ و املعنى ‪.‬‬
‫وهكذا نجد أن البواكير األولى للمصطلحات النقدية تحمل معطيات الحياة العربية من الجاهلية على غرار املعلقات و القصـائد إلى‬
‫صـ ـ ــدر اإلسالم – النقائض‪ -‬إلى عص ـ ـ ــور االنحطاط املعارضات و املوشحات ‪.‬‬
‫وفي ظ ـ ــل ما يعرف ــه الغ ـ ــرب من تطـ ــور حضاري وفي ج ـ ــميع النواحي بما في ذلك الع ــلمي ــة واملعرفية مما أدى إلى ظهور كم هائل من‬
‫املصطلحات ملواكبة هذا التطور‪ ،‬فما إن تظهر نظرية من النظريات الجديدة إال وصحبها سيل من املصطلحات التي تمثل لتلك‬
‫املفاهيم الحديثة وتقدمها للمتلقي السيما في مجال النقد األدبي‪ ،‬وملواكبة هذا الركب ومسايرة هذا الزخم وجد العرب أنفسهم‬
‫مجبرين على صياغة ما يناسب هذه املصطلحات‪،‬وهذه املفاهيم باللغة العربية حسب خصوصيات هذه اللغة ‪ ،‬ولصياغة هذه‬
‫املصطلحات أو إع ـ ـ ـ ــادة صياغ ـ ـ ــة هذه املصطلحات هن ـ ــاك ع ـ ــدة طرائ ـ ـ ـ ـ ــق من أهم ـ ـ ـ ــها االشتق ـ ـ ـ ــاق و النح ـ ـ ـ ــت و املجاز و التعريب و‬
‫الترجمة ‪.‬‬
‫* االشتقاق ‪ :‬وهو استخراج لفظ عن آخر متفق معه في املعنى و الحروف األصلية ‪ ، 13‬أو هو أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب‬
‫بينهما في اللفظ واملعنى ‪ ،‬وهو نوعان اشتقاق صغير وآخر كبير‪.‬‬
‫* النحت ‪ :‬النحت في االصطالح أن ينتزع من كلمتين أو أكثر‪ ،‬كلمة جديدة تدل على معنى ما انتزعت منه ‪ ،‬فهو بذلك جنس من‬
‫االختصار يلجأ إليه ملعالجة الكلمات األوربية املتكونة من عنصرين‪ ،‬يفيد األول معنى والثاني معنى آخر فيتكون منهما معنى ثالث‬
‫جديد ‪ ،‬يفهم من هذا التعريف أن اللجوء إلى النحت يتم في حالة كون املصطلحات األوربية مركبة ‪ ،‬فالنحت بهذه الطريقة يقابله‬
‫التركيب في اللغات األوربية ‪ ،‬والكلمات املنحوتة ال تقبل إال إذا كان ذوقها سليما‪ ،‬و لتحقيق هذا األخير يجب أن تكون الحروف‬
‫املكونة لها منسجمة و خاضعة ألحكام العربية ‪ ،‬وزيادة على ذلك البد من صياغتها على وزن عربي‪ ،‬وفي هذا الصدد تجدر اإلشارة إلى‬
‫أن عبد املالك مرتاض ال يأخذ بعين االعتبار هذه الشروط والسيما عند نحته مثال من " التحليل النفس ي " مصطلح " التحلسفي" و‬
‫قد عبر عن ذلك قائال ‪ « :‬يعاب على استعمالنا هذا أنه خرج عن البناء العربي القائم ونحن نجيب عن هذا أن اللغة العلمية هي غير‬
‫األدبية »‪14‬‬

‫و رغم الخالف القائم بخصوص قضية اعتبار النحت من الوسائل املعتمدة في صياغة املصطلحات إال أن مجمع اللغة العربية‬
‫بالقاهرة وافق على النحت عند الضرورة‪ ،‬ونص القرار على أنه يجوز النحت عندما تلجأ إليه الضرورة العلمية ‪ ،‬ونظرا لقرار املجمع‬
‫القائل بجواز النحت عند الضرورة فإن ا لنحت سيظل وسيلة من وسائل وضع املصطلحات في اللغة العربية لكنه ليس أفضل من‬
‫االشتقاق الذي يعتبر أفضل الطرق لتكوين كلمات جديدة دالة على معان جديدة‪ ،‬لذلك كان محقا من قال ‪ « :‬يجب أن ال نلجأ إلى‬
‫النحت إال إذا أعيانا االشتقاق »‪15‬‬

‫* املجاز ‪ :‬املجاز هو انتقال اللفظ من معناه الحقيقي إلى معنى آخر مجازي‪ ،‬وهذا ما قد يعبر عنه في موضع آخر باالستعارة‪ ،‬واملجاز‬
‫وسيلة تستعين بها اللغة لكي تطور نفسها باملحافظة على الوحدات املعجمية نفسها والتي تتسع دالليا لتستوعب دالالت جديدة‬
‫* التعريب ‪ :‬يعرف التعريب بأنه « صبغ الكلمة بصبغة عربية عند نقلها بلفظها األجنبي إلى اللغة العربية وقد استعملت كلمة املعرب‬
‫بمعنى اللفظ األجنبي الذي غيره العرب ليكون على منهاج كالمهم »‪ 16‬وهو عند البعض إدخال اللفظ األجنبي بذاتـ ـ ـ ـ ـ ــه و بمادته إلى‬
‫اللغة العربية‪ ،‬و يصطلح على تعميم استعماله ضمن مفردات اللغة العربية ‪.‬‬
‫* الترجمة ‪ :‬تعد الترجمة من الوسائل الهامة للرقي اللغوي‪ ،‬وخاصة في وقتنا هذا أين كثرت املنشورات باللغات األجنبية‪ ،‬فاالطالع‬
‫على هذه األخيرة يتطلب ترجمتها إلى اللغة العربية‪ ،‬ونظرا ألهمية الترجمة الكبيرة فقد تصدى لدراستها كثير من الباحثين ومن هؤالء‬

‫‪409‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫نذكر جورج مونان الذي عرفها بقوله ‪ « :‬الترجمة عملية اتصال غايتها نقل رسالة من مرسل إلى متلق أو مستقبل »‪17‬‬

‫وملا كانت الترجمة وسيلة من وسائل االتصال‪ ،‬فهي تستوجب نقل املعنى واملبنى معا‪ ،‬هذا يعني أن هذه العملية تقتض ي نقل املحتوى‬
‫الداللي للنص من لغة األص ل إلى لغة النقل‪ ،‬حيث يتغير شكل الداللة و ينتقل معه املعنى بوصفه عامال سابقا على الكتابة واللغة‬
‫فالشكل واملعنى مرتبطان ارتباطا شديدا حيث كل تغير في نقل الشكل يصاحبه تغير في نقل املعنى والعكس صحيح‪.‬‬
‫وينبغي للمترجم أن يحرص على مالئمة املصطلح املنقول للغة املنقول إليها‪ ،‬يقول املسدي‪ « :‬إن املصطلح النقدي تزداد حظوظ‬
‫مقبوليته في التداخل والتأثير ‪ ،‬كلما توفرت فيه مقومات املوائمة اإلبداعية »‪ 18‬ويشترط في ترجمة املصطلح كذلك األمانة و الدقة ‪.‬‬
‫ثانيا ـ ـ ـ وظائف املصطلح ‪ :‬تكلم الناقد يوسف وغليس ي على خمس وظائف للمصطلح‪ 19‬نوجزها كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬الوظيفة اللسانية ‪:‬‬
‫يثبت املصطلح مدى قدرة اللغة على استيعاب املفاهيم مهما كانت حداثتها‪ ،‬وكذلك مرونته ـ ــا وقدرتها على مواكبة التطور بما تتسم‬
‫به من اتساع جذورها املعجمية‪.‬‬
‫‪-2‬الوظيفة املعرفية ‪:‬‬
‫يمثل املصطلح لغة العلم واملعرفة فال وجود لعلم دون مصطلحية " مجموعة مصطلح ـ ـ ــات " لذا فقد أحس ـ ـ ــن علماؤنا القدامى‬
‫صنعا حي ــن جعلـ ــوا من املصطلحات " مفاتيح العلم " و " أوائل الصناعات "‪.‬‬
‫فال عجب –إذن‪ -‬أن يمثل أحد الباحثين منزلة املصطلح من العلم بمنزلة " الجهاز العصبي من الكائن الحي عليه يقوم وجوده و به‬
‫يتيسر بقاؤه ‪ ،‬إذ أن املصطلح تراكم مقولي يكتنز وح ـ ـ ـ ــده نظريات العل ـ ـ ـ ــم وأطروحاته ‪.‬‬
‫‪-3‬الوظيفة التواصلية ‪ :‬املصطلح وسيلة تواصل من الدرجة األولى في عالم العلم واملعرفة وبدونه يصبح النص مجرد سرد متسلسل‬
‫ألفكار و جمع مرتب لها‪.‬‬
‫‪-4‬الوظيفة االقتصادية ‪ :‬بقدرة النص على اختزان كم هائل من التصورات الذهنية واألفكار واختزالها بدقة ووضوح تجعله يقوم‬
‫بوظيفة اقتصادية مهمة في عالم العلم واملعرفة‪.‬‬
‫‪-5‬الوظيفة الحضارية ‪ :‬ال شك أن اللغة االصطالحية لغة عاملية بامتياز ‪ ،‬إنها ملتقى الثقافات اإلنسانية وهي الجسر الحضاري الذي‬
‫يربط لغات العالم بعضها ببعض وتتجلى هذه الوظيفة خصوصا في آلية " االقتراض " التي ال غنى ألية لغة عنها‪،‬حيث تقترض اللغات‬
‫بعضها من بعض صفات صوتية تظل شاهدا على حضور لغة ما‪ ،‬حضورا تاريخيا ومعرفيا وحضاريا في نسيج لغة أخرى‪ ،‬وتتحول‬
‫هذه املصطلحات بفعل االقتراض إلى كلمات دولية من الصعب أن تحتكرها لغة معينة‪ ،‬ومن الصعب أن تنسب إلى لغة بذاتها‪،‬‬
‫فيتحول املصطلح إلى وسيلة لغوية وثقافية للتقارب الحضاري بين األمم املختلفة فاملصطلح حسب الناقد يوسف وغليس ي هو " لغة‬
‫العوملة " ‪.‬‬
‫البديهي أن العقل البشري جهاز فعال في التقاط الدالالت الكامنة وراء األفعال السلوكية أو املواقف الثقافية أو املفاهيم‬
‫والتصورات املعرفية ‪ ،‬وحين يتم استيعاب هذه الدالالت واملفاهيم بمعانيها العميقة عند ذلك يمكنه بأي شكل من األشكال أن‬
‫يتفاعل معها‪ ،‬وعن طريق هذا التفاعل يستطيع اكتساب الخبرات واملعارف الثقافية واللغوية واإلنسانية ‪ ،‬وبالتالي فإن كل تصور‬
‫معرفي خال من الداللة ال يؤثر في العقل ‪ ،‬وال يتم التفاعل الحقيقي معه وبالتالي ال يمكن أن يقدم لنا إضافة جديدة ذات قيمة‬
‫معرفية وعلمية لذلك فإن الناقد إذا نقل تصورا معرفيا من لغة أجنبية عن لغة ثقافته األصلية خاصة إذا كان هذا املفهوم غامض‬
‫أو غير محدد الداللة‪،‬فإن عملية النقل تكون حرفية للش يء املنقول‪،‬ومن ثم ال تكون هناك فرصة للعقل للتفاعل معه لغويا أو‬
‫ثقافيا أو حضاريا‪،‬وفي غياب مثل هذا التفاعل ال يضيف هذا املفهوم املنقول أي ش يء في مجال املعرفة أو الثقافة‪،‬وبذلك يكون‬
‫العقل قد اغترب عن ذلك املفهوم أو ذلك التصور ‪.‬‬
‫هذا ما فعله ناقدنا الجديد ومازال يفعله ومفاهيم ومناهج النقد الغربي املعاصر ‪,‬فالناقد قد استخدم عقلـ ـ ــه وإطاره الثقافي واملعرفي‬
‫أداة صماء في نقل هذه املفاهيم من لغتها األصلية إلى لغته العربية دون تفاعل فكري أو نفس ي أو ثقافي أو حضاري‪.‬‬
‫فحين نقل لنا مثال مفهوم البنيوية التداولية ‪ Structuralisme Génétique‬أو مفهوم‪ Vision du Monde‬رؤية العالم أو مفهوم‬

‫‪410‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪Structure Poétique‬بنية شعرية‪ ،‬أو غيرها من املفاهيم التي شاع استخدامها في نصوص النقد الجديد‪،‬نالحظ أن هذه املفاهيم‬
‫تكون لها في بنائه‬ ‫ترجمت ترجمة حرفية ونالحظ أيضا أنها لم تحدد مدلوالتها اللغة والثقافة العربية فالناقد قد نقل املفاهيم دون ُّ‬
‫الذهني ‪.‬‬
‫وهذا ما يجعلنا نذهب إلى القول أن الناقد قد نق ـ ـ ـ ـ ــل املفاهيم النقدية الحديثـ ـ ـ ــة دون تفاعل فكري أو ثقافي‪،‬ونقصد بالتفاعل‬
‫الفكري ّ‬
‫بأنه تلك العمليات الفكرية التى يقوم بها الناقد عندما يقوم بتحليل تلك املفاهيم املنقولة‪ ،‬وذلك انطالقا من مرجعيته‬
‫الفكرية والثقافية‪ ،‬باإلضافة إلى بيئته الثقافية التى لها خصوصيتها وال يمكن بأي حال من األحوال مالئمة هذه املفاهيم النقدية‬
‫لبيئات مختلفة ولم ينجح ذلك إال بعد محاوالت عديدة للتطبيع ‪ ،‬وقد يظن البعض أن ركوب درب قطار الحداثة إنما يكون بنقل‬
‫املفاهيم النقد الغربي املعاصرة دون و عي واستيعاب وتحليل وكأننا بعد ذلك النقل نكون قد أصبحنا من النقاد املحدثين ألن الكثير‬
‫م ن هؤالء اعتبر أن حداثة الفكر النقدي تتمثل في تقمص االصطالحات واملفاهيم النقدية الغربية البراقة التي تسيطر على املناخ‬
‫النقدي الغربي ‪ ،‬رغم عدم وضوحها وتداخل معانيها بالنسبة إلينا على األقل‪.‬‬
‫ويمكن القول أن املصطلحات املتداولة في الساحة النقدية العربية لم تعرف االستقرار بعد فهي في مرحلة التجريب كما تعاني من‬
‫كثير من االضطراب و الفوض ى‪.‬‬
‫كما هناك ظاهرة أخرى أدت إلى تداخل الحقول املصطلحية في الخطاب النقدي العربي الجديد أال و هي التركيب املنهجي و الذي‬
‫ظه ـ ــر بأشكال مختلفة كاملنه ـ ـ ــج املركب لدى "عبد املالك مرتاض " والذي يعد رائده األول في النقد العربي في كتاباته العديدة أين حاول‬
‫التوفيق بين املناهج املختلفة بجمعها في دراسة واحدة‪.‬‬
‫ومن البديهي التساؤل عن ظاهرة تعدد الترجمات العربية ملصطلح أجنبي واحد تعددا يفوق التوقع ‪ ،‬ومثاال على ذلك قد ترجم‬
‫مصطلح ‪ Paradignatique‬و ‪ Syntagnatique‬بأكثر من أربعين مصطلحا عربيا ‪ ،‬كما ترجم مصطلح ‪ Ecart / Déviation‬بما يتجاوز‬
‫األربعون ترجمة ‪ ،‬و ترجم مصطلح ‪ Sémiotique‬و ‪ Sémiologie‬بست و ثالثين مصطلحا ‪ ،‬كما ترجم مصطلح ‪ Poétique‬بإثني ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫و ثالثين مصطلحا ‪ ،‬و أيضا مصطلح ‪ Linguistique‬بأربعة و عشرين مصطلحا و مصطلحي ‪ Connotation‬و ‪ Dénotation‬بـخمس و‬
‫عشرين و أربعة و عشرين ترجمة على التوالي ‪.‬‬
‫و قد تأسف الناقد يوسف وغليس ي في كتابه " إشكالية املصطلح " على االختالف االصطالحي العربي الكبير رغم أن الداللة اللغوية‬
‫لالصطالح هي االتفاق و ضرب مثال على ترجمة كتاب دوسوسير على مدى أربع سنوات خمس ترجمات كاملة في خمس أقطار عربية‬
‫متجاورة ال عالقة ألي منها باألخرى ال في العنوان و ال في الكتابة املوجودة السم املؤلف و أضاف معلقا أن هذا الصنيع موصول حتما‬
‫باملقولة العامية الساخرة "اتفق العرب أال يتفقوا " ‪.‬‬
‫وأضاف الناقد على أنه يتوجب على الناقد العربي املعاصر قبل التفكير في التنسيق االصطالحي مع غيره هو أحوج ما يكون إلى‬
‫التصالح مع ذاته ألننا رأينا بعضهم يقترح مصطلحا ثم ينبذه ويأتي بغيره غدا ‪ ،‬مما يؤجل حلم توحيد االصطالح إلى اآلتي الذي قد ال‬
‫يأتي‪ ،‬ويجعل توحيد املصطلحات سرابا هاربا وطموحا ميؤوسا منه ‪.‬‬
‫أزمة املصطلح النقدي نتجت من الفوض ى التي يعيشها التأليف و الترجمة و مما زادها خلال و اضطرابا ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختالف ثقافة املؤلفين أو الباحثين و هم ثالثة أنواع ‪: 20‬‬
‫األول ‪ :‬ذو ثقافة أجنبية يقرأ األدب ونقده باللغة األجنبية‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬ذو ثقافة مضطربة يقرأ األدب األجنبي ونقده بالعربية ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ذو ثقافة عربية يأخذ من كل فن بطرف‪.‬‬
‫لقد أدى هذا االختالف في لون الثقافة وطريق تحصيلها إلى أن يأخذ من يقرأ باللغة األجنبية مصطلحاته عن اللغة التي يعرفها فيقع‬
‫االختالف والتفاوت كما يحدث بين املغرب العربي واملشرق العربي ‪ ،‬أما ذو الثقافة املضطربة واملعتمد على الترجمات فأمره أكثر‬
‫اضطرابا ومثله ذو الثقافة العربية الذي لم تتضح أمامه الرؤية ولم يستطع أن يوازن بين ماضيه وبين ما يفرضه الواقع الجديد‪.‬‬
‫ب‪-‬اختالف األوربيين أنفسهم في املصطلح ونظرتهم إليه من خالل ثقافتهم الخاصة أو مذهبهم األدبي والنقدي ومثال ذلك مصطلح‬

‫‪411‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫" الصورة " فهي عند العرب غيرها عند الغربيين‪ ،‬وهي عند الرومانسيين تمثل املشاعر واألفكار الذاتية ‪ ،‬وعند البرناسيين تعرض‬
‫املوضوعية ‪ ،‬وعند الرمزيين تنقل املحسوس إلى عالم الوع ي الباطني ‪ ،‬وعند السرياليين تعني بالداللة النفسية‪21‬‬

‫وهي عند غيرهم "رسم قوامة الكلمات " وهي « إعادة إنتاج عقلية ‪ ،‬ذكرى لتجربة عاطفية أو إدراكية غابرة ليست بالضرورة بصرية»‪22‬‬

‫إذن كيف يفهم الباحث هذا التفاوت إن لم يفهم الروح األدبية التي كانت سائدة حين ظهرت ألوان تلك الصور ؟ وكيف يحدد‬
‫مصطلحها ويستعمله ويديره في كتاباته وهو يجهل داللته الدقيقة ؟‪.‬‬
‫جـ‪ -‬االشتراك اللفظي في اللغة املنقول عنها واختالف املترجمين عن اللغات املختلفة‪.‬‬
‫د‪ -‬االشتراك اللفظي في اللغة العربية وداللة املصطلح الواحد على عدة أشياء‪.‬‬
‫جل الدراسات والبحوث متفقة على وصف املصطلحات اللسانية والسيميائية التي هي‬ ‫وقد الحظ الدكتور "يوسف وغليس ي" بأن ّ‬
‫املعين األساس للقاموس النقدي الجديد باملشكلة‪ ،‬فالدكتور " محمد حلمي خليل" يقرر أن املصطلح ـ ـ ـ ــات اللسانية « أصبحت‬
‫تشكل عبئا كبيرا على ال ـ ـ ـ ـ ــدارس األكاديمي املبـ ـ ـ ــتدئ و املتقدم »‪ 23‬أما عبد القادر الفاس ي يعتقد أن أهم ما يتسم به وضع املصطلح‬
‫هو طابعه العفوي‪ ،‬وهي عفوية ال تقترن بمبادئ منهجية دقيقة وال باالكتراث باألبعاد النظرية للمشكل املصطلحي‪ ،‬وقد قادت هذه‬
‫العفوية إلى كثير من النتائج السلبي ة‪ ،‬وفي مقدمتها االضطراب والفوض ى في وضع املصطلحات وعدم تناسق املقابالت املقترحة‬
‫للمفردات األجنبية ‪24‬‬

‫بينما يرى الدكتور رشيد بن مالك أن « ترجمة املصطلح في الخطاب السيميائي املعاصر تتسم باالضطراب الذي يحول دون بث‬
‫وتلقي الرسالة العلمية ويؤدي في جميع الحاالت إل ى نسف األسس التي ينبغي أن ينبني عليها التواصل العلمي »‪25‬‬

‫كما يرى أيضا أن « فحصا دقيقا للمصطلحية املسخرة في الدراسات النقدية يكشف إلى أي حد هي عميقة حالة الفوض ى والتذبذب‬
‫ألن هذا االضطراب املصطلحي الذي يعد السمة الغالبة في البحوث النقدية صادر عن التسرع في تبني هذا التيار أو ذاك ‪ ،‬وعن غياب‬
‫رغبة حقيقية في تمثل وفهم جوهر السؤال »‪26‬‬

‫و كان قد رأى سابقا توفيق الزيدي أن « املصطلح النقدي اللساني ومسألة نقله إلى العربية يشكل عقبة كبرى أمام هذا البحث ‪ ،‬إذ‬
‫هو يمر بفترة تأرجح و غموض أدت إلى عملية ترادف وخلط كبيرين »‪27‬‬

‫و أيضا الحظ الدكتور وهب رومية هذه الظاهرة املرضية للنقد العربي الجديد ‪ ،‬ومن التوظيف االصطالحي املضطرب حيث غدا‬
‫« االضطراب في استخدام املصطلح النقدي آفة فاشية يعاني منها النقد العربي املعاصر معاناة قاسية»‪28‬‬

‫ولتوضيح حجم وإشكالية اضطراب املصطلح في النقد الجزائري املعاصر‪ ،‬سنحاول التطرق إلى مصطلح " التناص " عند عبد امللك‬
‫ّ‬
‫مرتاض‪ ،‬هذا األخير الذي يشهد له بالتضلع في حقل النقد‪ ،‬حيث كان سباقا لتجريب مناهج النقد الحديثة واملعاصرة وتطبيقها على‬
‫نصوص عربية حديثة وأخرى من التراث‪ ،‬لكن عرفت املقاربات النقدية ملرتاض تذبذبا واضطرابا للمصطلح‪ ،‬وإذا عدنا إلى الكالم‬
‫أن هذا املفهوم موجود وحاضر بشكل بارز في النقد العربي القديم ولكنه‬ ‫يقر ّ‬
‫فإن هذا األخير ّ‬‫عن مصطلح التناص لدى مرتاض‪ّ ،‬‬
‫اشتهر بمصطلح ‪ ‬السرقات الشعرية ‪ ،‬وفحوى هذا األخير هو االقتباس الخفي أو الظاهر لأللفاظ أو الجمل من سياق وإعادة‬
‫صياغتها في سياق آخر ‪ 29‬ولكن مرتاض لم يستسقي هذا املصطلح بل كره استعماله‪ ،‬ألنه يحمل في ثناياه إهانة وإدانة للشعراء‬
‫بالسرقة‪ ،‬ولكنه يقع في نفس الخطأ الذي لم يتقبله في مصطلح السرقات الشعرية‪ ،‬فهو يصف الكاتب حين يتناص مع كاتب آخر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بـ ـ ـ ـ ـ ‪ ‬الناهب‪ ‬بقوله‪ « :‬فمن ّ‬
‫إليه‪...‬إن كل كاتب ناهب من‬ ‫الكتاب يزعم أن ما يكتبه لم يخطر بخلد أحد قبله وال فكر فيه وال التفت‬
‫أدق‪31‬‬‫فضل عليه مرتاض مصطلح التناص الذي قال عنه ّأنه ّ‬ ‫حيث ال يشعر وال يريد»‪ 30‬أما املصطلح التراثي الثاني ‪ ‬االقتباس‪ ‬فقد ّ‬
‫فإن مرتاض يرى ّأنه ابتدأ مع " جان جيرودو" بمصطلح السرقات األدبية لكن الفضل‬ ‫وبالنسبة لجذور مصطلح التناص لدى الغرب ّ‬
‫حسب مرتاض يعود إلى باختين الذي أعطى للمصطلح أبعاده‪ ،‬وقولبه في شكل نظرية‪ ،‬لكن مصطلح التناص لم يظهر معه‪ ،‬بل‬
‫استعمل ‪‬البنى الحوارية للنص‪  ، ‬كرنفالية النص‪  ،‬تعددية أصوات اللغة‪ ،‬ثم ّ‬
‫أن الفضل يعود لجوليا كرستيفا وجهودها في‬
‫التقعيد لهذه النظرية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومن التعريفات التي اقترحها مرتاض للتناص أنه « استبدال نصوص سابقة بنص حاضر دون قصد» ‪32‬وهو أيضا حسبه « الوقوع‬

‫‪412‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫في حال تجعل املبدع يقتبس أو يضمن ألفاظا وأفكار كان التهمها في وقت سابق ما دون وعي صراح بهذا األخذ الواقع عليه من مجاهل‬
‫ذاكرته وخفايا وعيه فمفهوم التناص يعني ضرورة اإلقرار بنسبية اإلبداع»‪ 33‬ولم يرض ى مرتاض بمصطلح التناص بل ذهب يبحث‬
‫بأن التناص عام يشمل اللغة‬‫له عن بديل أكثر دقة‪ ،‬فاقترح مصطلح ‪ ‬التكاتب‪ ،‬وبرر تفضيله لهذا املصطلح عن مصطلح التناص ّ‬
‫واألسلوب واألفكار‪ ،‬أما التكاتب فإنه يخص تأثر الكاتب بكتابات أخرى بصرف النظر عن جنس هذه الكتابة‪.‬‬
‫كما اضطرب مرتاض في ترجمة مصطلح "‪ "Intertextualité‬فهو يترجمه تارة بالتناص وتارة أخرى بالتناصية‪ ،‬معا في نص واحد‪« ،‬‬
‫لقد سبق لنا في كتاباتنا األخيرة أن تناولنا الحديث عن التناص أو التناصية على أصح ما ينبغي أن يقابل املفهوم الغربي‬
‫‪ّ Intertextualité‬إما تنظيرا أو تطبيقا»‪ 34‬وفي موضع آخر يقول‪ « :‬واملسألة برمتها أي ما يتمخض للتناص واملتناص معا يطلق عليها‬
‫كما نأتي ذلك فعال في النقد املعاصر ‪‬التناص‪ ‬فإذا انزلقنا إلى البحث عن املاهية واملفهوم والعالقات أي في صميم النظرية فذلك‬
‫هو ‪35» Intertextualité‬‬

‫أما املصطلح األخير الذي رشحه مرتاض ألن يكون بديال عن التناص هو مصطلح املقارءة‪ ،‬حيث قال‪ «:‬القراءة سلوك حضاري فكري‬
‫ذهني روحي جمالي ثقافي هي عادة متحضرة في دأب متأصل هي مثاقفة داعية‪ ،‬هي ما يمكن أن نطلق عليه في لغتنا الخاصة ‪ ‬مقارءة‪‬‬
‫أو هي كما يعبر عنه بعض الغربيين ‪ ‬تناص‪36» ‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن هذا االضطراب املصطلحي لدى عبد امللك مرتاض ملصطلح التناص‪ ،‬ما هو إال نموذج عن حجم اإلشكالية التي يتخبط فيها النقد‬
‫الجزائري املعاصر‪ ،‬والنقد العربي عموما‪،‬وللحد من هذه األزمة الحادة التي يعيشها النقد العربي املعاصر وما يترتب عنها من آثار‬
‫سلبية حاول بعض الباحثين العرب التصدي لها بوضع مقترحات تحد من تأثيرات األزمة الراهنة‪ ،‬نذكر منها رؤية كل من أحمد‬
‫مطلوب وفاضل ثامر‪ ،‬فقد قدمت مقترحاتهما خالل مؤتمر نظم بجامعة اليرموك في األردن عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعون وقد‬
‫كان محور هذا املؤتمر املصطلح اللغوي و النقدي‪.‬‬
‫وقد قدم أحمد مطلوب جملة من االقتراحات للحد من هذه األزمة نذكر منها‪37:‬‬

‫أوال ‪ :‬رصد املصطلحات النقدية العربية والوقوف على داللتها وتغييرها في العهود املختلفة وذلك من أجل تدوين املصطلحات التي‬
‫تزال شائعة في الدراسات األدبية النقدية الحديثة‪ ،‬واالستعانة بها في وضع املصطلحات الجديدة ملا لم يوضع له‪ ،‬أو وضع له مصطلح‬
‫ولم يشع‪ ،‬أو لم يتفق عليه األدباء والباحثون والنقاد‪ ،‬ونقل املصطلحات القديمة عند الضرورة من معانيها القديمة إلى املعاني‬
‫الجديدة بطريقة التوليد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جرد أهم الكتب األدبية والنقدية الحديثة‪ ،‬واستخالص املصطلحات النقدية التي استعملت في هذا القرن واالتفاق على‬
‫مصطلح دقيق للداللة على املعنى الجديد‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬جرد أهم كتب مصطلحات األدب و النقد الحديثة و املعاصرة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬جرد أهم كتب الفلسفة وعلم النفس وعلم االجتماع والفنون‪ ،‬واستخالص املصطلحات التي تتصل بالنقد األدبي‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬جرد أهم كتب اللسانيات‪ ،‬ملا بينها وبين األدب ونقده من وشائج وصالت ظهرت في التيارات الحديثة واملناهج الجديدة‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬جرد أهم كتب األدب والنقد واللسانيات املترجمة ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬االطالع على بعض موسوعات األدب األجنبي ونقده وبلغتها األصلية‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬االستعانة ببعض املعاجم اللغوية األجنبية لتحديد معنى االصطالح اللغوي‪ ،‬والوقوف على داللته كما تصورها تلك املعاجم‪،‬‬
‫والصلة بين املعنى اللغوي واملعنى االصطالحي ‪ ،‬وطريقة انتقال داللته‪.‬‬
‫أما فاضل ثامر فيقدم املقترحات التالية ‪38:‬‬

‫‪ -‬العمل على وضع معجم اصطالحي خاص بمصطلحات النقد األدبي‪ ،‬يوحد الجهود الفردية والجماعية ويضع قواسم مشتركة‬
‫ومقبولة من قبل املترجمين والباحثين والنقاد العرب‪.‬‬
‫‪ -‬السعي لتأسيس مصرف للمصطلحات النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة فحص املصطلح النقدي واللساني والبالغي املوروث‪ ،‬والعمل على إمكانية إعادة تشغيل وتداول بعض مفرداته‪ ،‬تجنبا‬

‫‪413‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫للقطيعة الحاصلة في الوقت الحاضر بين املصطلح املوروث واملصطلح الحديث‪.‬‬


‫‪ -‬العمل على تأصيل املصطلح النقدي وتجذيره‪ ،‬و تحريره من االرتباط املباشر بعلوم اجتماعية مجاورة مثل علم النفس وعلم‬
‫االجتماع وعلم االناسة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في الكثير من املصطلحات النقدية املتداولة ‪ ،‬والتي استخدمت بطريقة اعتباطية ولم تكن دقيقة ‪ ،‬مثل مصطلحات "‬
‫الشعر املنثور " و " الشعر الحر " ‪ ،‬و "الشعر املنطلق"‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة فحص الرصيد االصطالحي عند مختلف النقاد ‪ ،‬ومالحظة سيرورة تداولية املصطلحات املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬السعي لنشر الثقافة املعجمية و املصطلحية‪ ،‬والوقوف ضد محاولة تجاهل العقد املصطلحي‪ ،‬أو التصرف االعتباطي والعشوائي‬
‫باملصطلح النقدي ‪.‬‬
‫‪ -‬تأكيد أن مهمة الباحث العربي الحديث ال تقتصر على عملية ترجمة املصطلح األجنبي‪ ،‬وإنما تتتعدى ذلك إلى عملية وضع املصطلح‬
‫الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬تأكيد أن املصطلح ليس مجرد وحدة معجمية اعتيادية‪ ،‬وإنما هو مسألة معرفية ومفهومية قبل كل ش يء‪.‬‬
‫‪ -‬السعي لحل اإلشكال الناجم أحيانا عن ترجمة املصطلح من عدد من اللغات األجنبية األصلية وذلك عن طريق عمل جماعي‬
‫مشترك‪ ،‬يعتمد على داللة املصطلح املعرفية لحل أي لبس أو اختالل محتمل‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع املؤسسات الثقافية والجامعية ‪ ،‬واملجامع العلمية العربية وهيئات التعريب في الوطن العربي على مواصلة العمل على نشر‬
‫املعاجم االصطالحية‪ ،‬وعقد املزيد من الندوات و الحلقات الدراسية الخاصة باملصطلح النقدي العربي‪ ،‬والقديم منه خاصة‪.‬‬
‫ورغم اتسام هذه املقترحات بالجدية‪ ،‬ورغم الوعي الشديد باألزمة الراهنة للنقد األدبي العربي‪ ،‬إال أن هذه االقتراحات تتسم‬
‫بالفردية من جهة وعدم املتابعة من جهة ثانية مما جعلها تظل حبرا على ورق‪ ،‬مادامت العملية النقدية هي عملية ذاتية وفي غياب‬
‫وصاية أو هيئة جامعة تعمل على جمع الجهود العربية للقيام بإجراءات عملية تخرج النقد العربي من أزمته‪ ،‬والبد من اإلشارة إلى‬
‫الجهود املعتبرة لنقادنا الجزائريين في هذا املجال نذكر منهم " رشيد بن مالك" في قاموسه مصطلحات التحليل السيميائي للنصوص‬
‫و"عبد الرحمان الحاج صالح" في معجمه املعجم املوحد ملصطلحات اللسانيات ‪ ،‬و" يوسف وغليس ي " في كتابه إشكالية املصطلح في‬
‫الخطاب النقدي العربي الجديد‪.‬‬
‫ــــــــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ـــ ـ‬
‫اإلحاالت واملراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم أنيس و آخرون‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ت ‪ ،‬مادة صلح‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ - 2‬ابن منظور ‪ ،‬معجم لسان العرب ‪ ،‬دار صادر للطباعة و النشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 1997 ، 1‬مج ‪ ، 1‬مادة صلح ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ - 3‬ابن فارس ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬د ط ‪ ،‬د ت ‪ ،‬مادة صلح ص ‪.574‬‬
‫‪ - 4‬يوسف وغليس ي ‪ ،‬إشكالية املصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪ ،2008 ، 1‬ص‪.22‬‬
‫‪ - 5‬الشريف الجرجاني‪ ،‬كتاب التعريفات ‪ ،‬تحقيق إبراهيم األبياري ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪ ، 1998 ، 4‬ص‪.44‬‬
‫‪ - 6‬عبد السالم املسدي‪ ،‬األدب وخطاب النقد ‪ ،‬دار الكتاب الجديد املتحدة ‪ ،‬بيروت لبنان ‪ ،‬ط ‪ ، 2004 ، 1‬ص‪.146‬‬
‫‪ - 7‬عمر عيالن ‪ ،‬النقد العربي الجديد مقاربة بين نقد النقد ‪ ،‬الدار العربية للعلوم ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪ ، 2010 ، 1‬ص ‪43‬‬
‫‪ - 8‬عبد الغني بارة ‪ ،‬إشكالية تأصيل الحداثة في الخطاب النقدي العربي املعاصر ‪ ،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب ‪ ،‬د ط ‪ ، 2005‬ص‬
‫‪.283‬‬
‫‪ - 9‬يوسف وغليس ي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 10‬يوسف وغليس ي ‪ ،‬إشكالية املصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 11‬أحمد مطلوب ‪ ،‬في‪ -‬املصطلح النقدي ‪ ،‬منشورات املجمع العلمي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬د ط ‪ ، 2002 ،‬ص ‪-+.235‬‬
‫‪ - 12‬عبد العزيز الدسوقي ‪ ،‬نحو علم جمال العربي ‪ ،‬سلسلة عالم الفكر ‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة و الفنون و األداب الكويت ‪ ،‬مج‬

‫‪414‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ ،9‬ع ‪ ، 2‬ص ‪.128‬‬


‫‪ - 13‬أنيس إبراهيم ‪ ،‬من أسرار اللغة ‪ ،‬املكتبة األنجلو مصرية ‪ ،‬ط ‪ ، 1987 ، 6‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 14‬عبد املالك مرتاض ‪ ،‬صناعة املصطلح في العربية ‪ ،‬مجلة اللغة العربية للمجلس األعلى للغة العربية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ع ‪،1999 ، 2‬‬
‫ص ‪.29‬‬
‫‪ - 15‬إميل بديع يعقوب ‪ ،‬فقه اللغة العربية و خصائصها ‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ - 16‬عبد السالم املسدي ‪ ،‬املصطلح النقدي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 17‬جورج مونان ‪ ،‬املسائل النظرية في الترجمة ‪ ،‬ترجمة لطيف زيتوني ‪ ،‬دار املنتخب العربي للدراسات و النشر و التوزيع ‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ط‪ 1،1994‬ص‪.22‬‬
‫‪ - 18‬عبد السالم املسدي ‪ ،‬املصطلح النقدي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -‬يوسف وغليس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪1.42‬‬

‫‪ - 19‬احمد مطلوب ‪ ،‬في املصطلح النقدي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 20‬محمد غنيمي هالل ‪ ،‬النقد األدبي الحديث ‪ ،‬نهضة مصر للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط ‪ ، 1964 ، 3‬ص ‪.417‬‬
‫‪ - 21‬أحمد مطلوب ‪ ،‬في املصطلح النقدي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 22‬يوسف وغليس ي ‪ ،‬إشكالية املصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ - 23‬نفس املرجع ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ - 24‬رشيد بن مالك ‪ ،‬مقدمة في السيميائية السردية ‪ ،‬دار القصبة ‪ ،‬د ط ‪ ،2000 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 25‬نفس املرجع ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ - 26‬توفيق الزيدي ‪ ،‬أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث من خالل بعض نماذجه ‪ ،‬الدار العربية للكتاب ‪ ،‬تونس ‪ ،‬د ط ‪1984،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 27‬وهب أحمد رومية ‪ ،‬شعرنا القديم و النقد الجديد ‪ ،‬سلسلة عالم املعرفة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬د ط ‪،1996،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -28‬عبد امللك مرتاض‪ ،‬نظرية النص األدبي‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ - 29‬عبد امللك مرتاض‪ ،‬تحليل الخطاب السردي‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪ - 30‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ - 31‬عبد امللك مرتاض‪ ،‬نظرية النص األدبي‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ - 32‬نفس املرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ - 33‬عبد امللك مرتاض‪ ،‬السبع املعلقات ‪ ‬مقاربة سيميائية أنتروبولوجية لنصوصها ‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪،1998 ،‬‬
‫ص‪.182‬‬
‫‪ - 35‬نفس املرجع‪،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ - 36‬عبد امللك مرتاض‪ ،‬في نظرية النقد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 37‬ابراهيم أحمد ملحم‪ ،‬الخطاب النقدي و قراءة التراث نحو قراءة تكاملية ‪ ،‬عالم الكتب الحديث للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ، 1‬األردن‬
‫‪ ،2007،‬ص ‪.168،169‬‬
‫‪ -38‬ابراهيم أجمد ملحم‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.171،172‬‬

‫‪415‬‬

You might also like