You are on page 1of 42

‫ً‬

‫سياقا حجاجياً‬ ‫النص المرفق‬


‫(‪) 1‬‬
‫أحمد بن علوان أنموذجا‬
‫*‬
‫عصام أحمد مقام‬
‫ملخص‪:‬‬
‫يستند النص املرفق إلى سياق ثقافي سائد في مجتمع لغوي محدد‪ ،‬وهو ما يجعله‬
‫ً‬
‫اعتمادا على عالقته الداللية في الجملة أو‬ ‫ًّ‬
‫حجاجيا ًّ‬
‫مهما في الخطاب األدبي‪،‬‬ ‫يؤدي دو ًرا‬
‫ً‬
‫مقصودا؛ بغية‬ ‫النص الذي يوضحه‪ ،‬وبناء على وظيفته التداولية في توجيه املتلقي توجيها‬
‫التأثير فيه لتغيير سلوكه ومعتقداته تجاه القضية املطروحة؛ وحتى يتم الكشف عن ذلك‪،‬‬
‫جاء هذا البحث ليتناول النص املرفق بوصفه أداة استداللية سياقية تقيم الحجاج في‬
‫أدب الشيخ أحمد بن علوان وتتناول مستوياته وأبعاده الحجاجية وإسهاماته في تفسير‬
‫النص وتسهيل مهمة الفهم والتأويل لدى املتلقي‪.‬‬
‫وقد توصل البحث إلى أن النص املرفق في أدب الشيخ أحمد بن علوان يقوم بوظائف‬
‫حجاجية أهمها‪ :‬أن النص املرفق يعد آلية سياقية حجاجية في الخطاب األدبي وفي خطاب‬
‫وأنه يأتي على مستوى الكلمة‪ ،‬وعلى مستوى الجملة‪ ،‬وعلى‬‫تحديدا‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫الشيخ أحمد بن علوان‬
‫وأن هذه اآللية قد أسهمت في اإلقناع بقضية السماع‪ ،‬وبيان الحقيقة‬ ‫مستوى الخطاب‪َّ ،‬‬
‫وأن توظيف هذه اآللية‬‫املحمدية‪ ،‬وتفسير بعض األلفاظ‪ ،‬وأقامت الحجة على املتلقي‪َّ ،‬‬
‫تجعل املتكلم ينفذ إلى مخاطبيه‪ ،‬ويجعلهم يذعنون ملا يقوله بالتسليم‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬النص املرفق‪ ،‬السياق‪ ،‬الحجاج‪ ،‬أحمد بن علوان‪.‬‬

‫* طالب دكتوراه في األدب والنقد – قسم اللغة العربية ‪ -‬كلية اللغات – جامعة صنعاء – الجمهورية اليمنية‪.‬‬
‫‪53‬‬
The Co-Text as Argumentation Context
Sheikh Ahmed Ibn Alwan, as an example
Esam Ahmed Maqam
Abstract:
The co-text is based on a cultural context prevailing in a specific linguistic
community, which causes it to play an important argumentative role in the literary
discourse, depending on its semantic relationship in the sentence or the text that it
clarifies. It is based on its deliberative function in directing the recipient intentional
guidance in order to influence him to change his behavior and beliefs towards the
issue at hand. To reveal this, this research deals with the co-text as contextual
evidence tool evaluating argumentation in the literature of Ahmed Ibn Alwan and
deals with its levels and argumentative dimensions and its contributions to the
interpretation of the text and facilitate the task of understanding and interpretation to
the recipient.
The research concludes that the co-text in the literature of Sheikh Ahmed Ibn
Alwan performs argumentative functions. The most important of which is that the co-
text is argumentative context in the literary discourse, specifically in the speech of
Sheikh Ahmed Ibn Alwan. This can come at the level of a word, a sentence and the
level of discourse. This mechanism has contributed to the persuasion of the issue of
hearing, the statement of the Muhammadian truth, the interpretation of some words,
and established the argument on the recipient, and that the use of this mechanism
makes the speaker implements his speeches, and causes them to submit to what he
says by submission.
Key words: The co-text, context, argumentation, Ahmed Bin Alwan
54
‫املقدمة‪:‬‬
‫تحمل اللغة في جوهرها وظيفة حجاجية تسعى من خاللها إلى اإلفهام ‪-‬كونها وسيلة‬
‫تخاطب وتواصل‪ -‬وهذه الوظيفة لها مؤشرات في بنية اللغة وفي السياق العام الذي ينتج‬
‫هذه اللغة‪ ،‬والنص املرفق ُّ‬
‫يعد أحد هذه املؤشرات التي تقوم بعملية الفهم واالستدالل؛‬
‫بغية الفهم واإلفهام‪ ،‬وصوال إلى إقناع املتلقي وحمله على تغيير سلوكه‪ ،‬ويسعى البحث إلى‬
‫تناول النص املرفق بوصفه أداة استداللية سياقية في أدب أحمد بن علوان‪ ،‬مستعمال‬
‫املنهج الحجاجي‪.‬‬
‫املهاد النظري‪:‬‬
‫ًّ‬
‫حجاجيا في كونه يتصل بالخطاب‪ ،‬فال يوجد حجاج خارج‬ ‫تتحدد أهمية السياق‬
‫سياقه‪ ،‬بل َّإن مقاصد املتكلمين تتضح من خالل السياق الذي ينتجها‪ ،‬فالكلمة تكتسب‬
‫مدلولها منه وتتغير داللتها بتغيره‪ ،‬وما معاني الكلمات إال نتائج يتوصل إليها من خالل تفاعل‬
‫اإلمكانيات التفسيرية لكامل النص‪ ،‬بدءا باللفظة ومرو ًرا بمكونات النص السياقية وانتهاء‬
‫بالخطاب‪.‬‬
‫وإذا كان السياق عند (راندال ماريلين ‪ )Randall Marilyn‬هو"جهاز من املعلومات‬
‫َّ‬
‫املحاج يقيم‬ ‫الخارج نصية(‪ )1‬املعقودة في النص كتقليد أدبي أو كاقتضاء سياقي"(‪َّ )2‬‬
‫فإن‬
‫ًّ‬
‫وظيفيا‬ ‫ً‬
‫معتمدا آليات سياقية‪ ،‬تدعم العملية الحجاجية‬ ‫حجاجه في خطاباته التواصلية‬
‫ًّ‬
‫ودالليا حتى يكون االستدالل بسياقها املناسب مقنعا للمتكلم(‪.)3‬‬
‫واالستدالل بالنص املرفق )‪ )Co-text‬هو أحد آليات االستدالل السياقي التي تجعل‬
‫ًّ‬
‫النصوص األدبية كال غير متجزء‪ ،‬فاألديب يبني كالمه على أساس من التالقح والتفاعل‪،‬‬

‫(‪ )1‬الخارج نصية‪ ،‬والصواب خارج النصية‬


‫‪55‬‬
‫بحيث تتداخل نصوصه فيما بينها بعناصر لفظية‪ ،‬أو داللية‪ ،‬من أجل إيضاح فكرة ما أو‬
‫بلورتها أو تفنيدها أو العدول عنها‪ ،‬أو طرح إضافات معنوية وداللية قد تتشكل ً‬
‫طبقا‬
‫ملعطيات الظروف والواقع املحيط بها‪ ،‬ومن ثم يغدو النص املرفق آلية مهمة في فهم تجربة‬
‫األديب‪ ،‬تمكننا من الوقوف على القضايا والظواهر األدبية والفلسفية التي تشغل بال‬
‫األديب‪ ،‬حتى تشكل في نتاجه سمة أسلوبية‪.‬‬
‫وبما َّأن قائل الكالم هو أدرى بمعانيه ومضامين كالمه من غيره‪ ،‬فقد كان أدب األديب‬
‫أو املتكلم أحد مصادر االستدالل لتفسير كالمه وشرحه‪ ،‬ألن فهم أسلوب املتكلم مفتاح‬
‫لتأويل ما أجمل من كالمه وتفسيره‪.‬‬
‫ويصف يحيى بن حمزة العلوي النص املرفق من خالل وروده في كالم املتكلم بقوله‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫مبهم أو ٌ‬
‫لفظ ٌ‬‫ٌ‬
‫مجمل أو غير ذلك مما يفتقر إلى بيان‪،‬‬ ‫عدد‬ ‫"أن يقع في مفرداتك وكالمك‬
‫ً‬
‫فتأتي بما يقر ذلك ويكون شرطا من بيان وكشف‪ ،‬ثم إن وقوعه يكون على وجهين‪ :‬الوجه‬
‫األول أن يكون اإلبهام واقعا في أحد ركني اإلسناد‪ ،‬فيكون بيانه بالركن اآلخر‪ ...‬والوجه‬
‫ً‬
‫تفسيرا لألول بالصفة"(‪ ،)4‬سواء أكان‬ ‫الثاني أن يأتي على خالف األول وهو أن يكون الثاني‬
‫ذلك على مستوى الكلمة أم الجملة أم الخطاب‪.‬‬
‫ًّ‬
‫تداوليا ‪-‬على حد علم الباحث‪ -‬ولم يتم تناوله‪،‬‬ ‫والنص املرفق الذي نعنيه‪ ،‬لم يبحث‬
‫إال في إشارة يسيرة نجدها عند جورج يول )‪ (George Yule‬كونه يمثل جزءا ًّ‬
‫لغويا من‬
‫البيئة التي يستعمل فيها تعبير اإلشارة‪ ،‬ولم يتم شرحه أو تفصيله‪ .‬والنص املرفق )‪)Co-text‬‬
‫على حد تعبير جورج يول‪ ،‬هو مركب إسنادي يتصف باإلفادة املعنوية‪ ،‬يقحم بعد جملة‬
‫يزيل إبهامها ويزيدها وضوحا وبيانا(‪ ،)5‬وهي نظرة ال تختلف َّ‬
‫عما وجدناه في تراثنا العربي‬
‫القديم كما سنبين ذلك ً‬
‫الحقا‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ً‬
‫تمييزا له عن النص املوازي أو‬ ‫وقد آثرنا تسمية جورج بول‪" :‬النص املرفق"؛‬
‫املصاحب‪ ،‬أو النص املحيط‪ ،‬أو العتبة النصية‪ ،‬الذي يقصد به‪ :‬العنوان والعنوان‬
‫الصغير‪ ،‬والعناوين املشتركة‪ ،‬والتمهيد والهوامش والرسوم(‪)6‬؛ أوال‪ :‬ألن النص املرفق يندرج‬
‫تحت تسمية بعض من املصطلحات البالغية كالتذييل والتفسير واإليضاح وغيرها‪ً ،‬‬
‫وثانيا‪:‬‬
‫َّ‬
‫ألن هذه التسمية تتناسب مع التطور اللساني الحديث‪.‬‬

‫والنظر في تراثنا القديم‪ ،‬يسفر عن َّأن علماء البالغة والنحو‪ ،‬قد تطرقوا إلى مفهوم‬
‫النص املرفق عند حديثهم عن بعض مفاهيم البالغة والنحو‪ ،‬فأبو هالل العسكري يرى َّأن‬
‫َّ‬
‫خطير؛ألن‬ ‫للتذييل وظيفة حجاجية فيقول‪" :‬وللتذييل في الكالم موقع جليل ومكان شريف‬
‫ً‬
‫اتضاحا‪ ،‬وقال بعض البلغاء‪ :‬للبالغة ثالثة مواضع‪:‬‬ ‫املعنى يزداد به انشر ً‬
‫احا واملقصد‬
‫اإلشارة والتذييل واملساواة‪ ،‬والتذييل هو إعادة األلفاظ املترادفة على املعنى بعينه‪ ،‬حتى‬
‫يظهر ملن لم يفهمه ويتوكد عند من فهمه‪ ،‬وهو ضد اإلشارة‪ ،‬وينبغي أن يستعمل في املواطن‬
‫َ‬ ‫الجامعة‪ ،‬واملواقف الحافلة؛ َّ‬
‫ألن تلك املواطن تجمع البطيء الفهم‪ ،‬والبعيد الذهن والثاقب‬
‫ّ‬
‫القريحة والجيد الخاطر‪ ،‬فإذا تكررت األلفاظ على املعنى الواحد توكد عند الذهن اللقن‬
‫وصح للكليل البليد"(‪ ،)7‬بينما يعرف يحيى بن حمزة التذييل بأنه‪" -‬اإلتيان بجملة مستقلة‬
‫بعد إتمام الكالم إلفادة التوكيد‪ ،‬وتقريرا لحقيقة الكالم‪ ،‬وذلك التحقيق قد يكون ملنطوق‬
‫الكالم‪ ،‬وتارة يكون ملفهومه"(‪ ،)8‬أما ابن الناظر فالتذييل عنده هو أن يأتي املتكلم "بعد تمام‬
‫الكالم بمشتمل على معناه من جملة مستقلة بنفسها إلفادة التوكيد والتحقيق؛ لداللة‬
‫منطوق الكالم أو داللة مفهومه"(‪ ،)9‬وعليه َّ‬
‫فإن التذييل يأتي كي يفيد التوكيد والتحقيق‪،‬‬
‫إما لداللة منطوق الكالم‪ ،‬أو لداللة مفهومه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫وفي سياق بيان اإلعجاز القرآني يقرر الزركش ي َّأن التذييل هو‪" :‬أن يؤتى بعد تمام‬
‫الكالم بكالم مستقل في معنى األول‪ ،‬تحقيقا لداللة منطوق األول‪ ،‬أو مفهومه ليكون معه‬
‫كالدليل‪ ،‬ليظهر املعنى عند من ال يفهم‪ ،‬ويكمل عند من فهمه"(‪ ،)10‬بينما يعرفه ابن أبي‬
‫أصبع بـ "أن يذيل املتكلم كالمه بعد تمام معناه بجملة تحقق ما قبلها‪ ،‬وتلك الزيادة على‬
‫ٌ‬
‫وضرب يخرجه املتكلم مخرج‬ ‫ٌ‬
‫ضرب ال يزيد على املعنى األول وإنما يؤكده ويحققه‪،‬‬ ‫ضربين‪:‬‬
‫املثل السائر"(‪.)11‬‬
‫ويرى صاحب كتاب (أنوار الربيع في أنواع البديع) أن اإليضاح هو "أن يذكر املتكلم في‬
‫مفردا ال يفهم معناه لغرابته حتى يوضحه في بقية كالمه‪ ،‬أو جملة في ظاهرها لبس‬‫ً‬ ‫كالمه‬
‫ٌ‬
‫ضرب‬ ‫وخفاء ال يستقل بالفهم املراد حتى يوضحها في آخر الكالم"(‪ ،)12‬وهو على ضربين‪:‬‬
‫ٌ‬
‫وضرب ال يخرج مخرج املثل لعدم استقالليته بإفادة املراد‪،‬‬ ‫يخرج مخرج املثل السائر‪،‬‬
‫وتوقفه على ماقبله(‪.)13‬‬
‫كما تطرق النحاة(‪ )14‬أيضا ملفهوم النص املرفق –وإن لم ينصوا عليه صراحة‪ -‬في‬
‫أثناء حديثهم عن الحروف‪ ،‬وفي باب االشتغال‪ ،‬فلقد أفرد سيبويه للتفسيرية ً‬
‫بابا أسماه‬
‫"باب ما تكون فيه أن بمنزلة أي"(‪ ،)15‬ثم تاله ابن مالك فعرف الجملة التفسيرية بأنها‬
‫"الكاشفة لحقيقة ما تليه مما يفتقر إلى ذلك"(‪ ،(16‬و من شروطها عنده‪" :‬أن تأتي بعد تمام‬
‫الكالم بمشتمل على معناه من جملة مستقلة بنفسها إلفادة التوكيد والتحقيق لداللة‬
‫منطوق الكالم أو داللة مفهومه"(‪ ،)17‬ومن بعده درج النحاة على تقسيم الجملة التفسيرية‬
‫إلى قسمين‪ :‬جملة مقرونة بحرف التفسير‪ ،‬وأخرى مجردة منه(‪ ،)18‬بينما اقتصر معنى‬
‫الجملة املفسرة عند املحدثين من النحاة على الجملة التي "توضح معنى مبهما‪ ،‬أو تفصل‬
‫ً‬
‫وعطفا على ذلك فالجملة التفسيرية أو جملة التذييل تأتي بعد كالم تام‪،‬‬ ‫معنى مجمال"(‪،)19‬‬
‫‪58‬‬
‫ً‬
‫توكيدا وتجري مجرى املثل بزيادة‬ ‫كي تقرر املعنى و"تحقق ما قبلها من الكالم وتزيده‬
‫التحقيق"(‪.)20‬‬
‫وعند العرب املحدثين‪ ،‬نجد عبدهللا صولة يفرد ملفهوم النص املرفق فصال كامال في‬
‫كتابه (الحجاج في القرآن) تناول فيه النص املرفق من خالل آلية االعتراض والتذييل‪ ،‬مبينا‬
‫القيمة الحجاجية لهما‪ ،‬فاالعتراض يقوم بوظيفتين حجاجيتين هما "وظيفة دعم القضية‬
‫املعروضة في الجملة أو الجمل األصلية امل ْعترض بينها‪ ...‬ووظيفة نقض القضية وإبطالها"(‪.)21‬‬
‫ً‬
‫مظهرا آخر من مظاهر حيوية الحوار في صنع حجاجية الكالم‪،‬‬ ‫فضال عن َّأن االعتراض يمثل‬
‫بحيث يأتي الحوار بين طرفين أو صوتين أحدهما يتهم واآلخر يبطل التهمة (‪َّ )22‬‬
‫‪،‬وكأن املتكلم‬
‫بهذا الصنيع ينقل القضية الحجاجية من السياق التاريخي إلى السياق اللغوي في النص‪ ،‬في‬
‫سياق الحديث عن حجاجية التذييل‪ ،‬بينما يرى عبدهللا صولة َّأن التذييل يقوم بوظيفة‬
‫حجاجية‪ ،‬تكون فيه الجملة األصلية بمثابة الدعوى أو القضية‪ ،‬والجملة املذيلة بمثابة‬
‫الحجة أو البينة التي تثبت أركان الدعوى املبسوط عليها(‪ ،)23‬وبناء على ما سبق فإن مفهوم‬
‫النص املرفق تم تناول بعض من مستوياته في التراث العربي بمسميات‪ :‬التذييل‪ ،‬أو الجملة‬
‫املفسرة‪ ،‬أو التفسير‪ ،‬أو االعتراض‪ ،‬أو االحتراس‪ ،‬أو اإلكثار(‪ ،)24‬كما نستنتج َّأن معظم‬
‫التعريفات تؤكد على وظيفة التفسير والتقرير والتوكيد‪.‬‬
‫وحجاجية النص املرفق تكمن ‪ -‬في "رؤية املعنى في صورتين مختلفتين‪ :‬اإلبهام‪،‬‬
‫تمكنا ً‬
‫ائدا‪ ،‬ملا طبع هللا النفوس عليه من َّأن الش يء‬ ‫واإليضاح‪ ،‬أو ليتمكن املعنى في النفس ً‬
‫ز‬
‫مبهما ثم ّبين كان أوقع فيها من أن يبين أوال‪ ،‬أو لتكمل لذة العلم‪َّ ،‬‬
‫فإن الش يء إذا‬ ‫إذا ذكر ً‬
‫تشوقت النفوس إلى العلم باملجهول فيحصل لها بسبب العلم‬ ‫علم من وجه دون وجه ّ‬
‫ً‬
‫إعجابا وفخامة‪،‬‬ ‫لذة"(‪ ،)25‬فضال عن أنه "إذا ورد في الكالم مبهما َّ‬
‫فإنه يفيده بالغة‪ ،‬ويكسبه‬
‫‪59‬‬
‫فإن السامع له يذهب في إبهامه كل مذهب‪،‬‬ ‫وذلك َّ‬
‫ألنه إذا قرع السمع على جهة اإلبهام‪َّ ،‬‬
‫ففي إبهامه ألول وهلة ثم تفسيره بغير ذلك تفخيما لألمر وتعظيما لشأنه؛ َّ‬
‫ألن اإلبهام يوقع‬
‫السامع في حيرة وتفكر واستعظام ملا قرع سمعه‪ ،‬فال تزال نفسه تنزع إليه وتشتاق إلى‬
‫فإن النص املرفق يعد تقنية حجاجية‬ ‫معرفته واالطالع على كنه حقيقته"(‪ ،)26‬ومن ثم َّ‬

‫سياقية تمثل الدليل أو الحجة‪ ،‬التي يستعملها املتكلم حين يشعر َّأن املتلقي بحاجة إلى‬
‫تفسير كالمه‪ ،‬أو إلى دعم قضيته املطروحة أو نقضها‪ ،‬وال سيما بعد أن يرد املعنى ً‬
‫مبهما‪.‬‬
‫فإن الباحث يفترض َّأن النص املرفق يأتي في الخطاب األدبي على‬ ‫ً‬
‫وعطفا على ما سبق َّ‬
‫ثالثة مستويات‪ ،‬وسوف يتم تناوله في أدب أحمد بن علوان ً‬
‫وفقا لذلك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النص املرفق على مستوى الكلمة‬


‫وهذا النوع يكون اإلبهام فيه ً‬
‫واقعا في أحد ركني اإلسناد‪ ،‬فيكون بيانه بالركن اآلخر‪،‬‬
‫إضافيا ً‬
‫مرفقا(‪ ،)27‬وقد‬ ‫ًّ‬ ‫نصا‬ ‫نصا ً‬
‫مرفقا‪ ،‬ويكون املتن الذي يليه ًّ‬ ‫وقد تمثل عنوانات املتون ًّ‬

‫يكون حاال يبين هيئة صاحبه أو يكون من التوابع‪ ،‬فالتوابع تأتي لتربية الفائدة‪ ،‬فتخصص‬
‫خبرا‪ ،‬وما يميز هذه املوضوعات الثالثة َّأنها‬
‫الحكم للمسند أو للمسند إليه(‪ ،)28‬أو قد يكون ً‬

‫"تتفق في َّأن كافتها لثبوت املعنى للش يء‪ ،‬ثم تختلف في كيفية ذلك الثبوت"(‪ ،)29‬وقد يكون‬
‫النص املرفق مفعوال مطلقا يبين العدد أو يؤكد الفعل‪ ،‬بحيث تكون العالقة بين الفعل‬
‫واملصدر عالقة تحديد‪ ،‬وقد يكون النص املرفق ً‬
‫تمييزا يزيل إبهام ذات أو نسبة‪ ،‬ويتوخى من‬
‫ً‬
‫توكيدا‪ ،‬أو بدال يأتي لذكر املقصود‬ ‫ذلك اإلجمال والتفصيل(‪ ،)30‬أو يكون مفعوال ألجله‪ ،‬أو‬
‫بعد التوطئة(‪ ،)31‬بحيث تمثل العالقة الناشئة بين هذه الحدود النحوية الثالثة‪ ،‬وبين‬

‫‪60‬‬
‫الج مل التي سبقته عالقة إيضاح وتفسير‪ ،‬وهذا الضرب من النصوص املرفقة يتوفر في كل‬
‫جملة أفادت معنى‪ ،‬وهو أبسط أنواع النصوص املرفقة‪ ،‬وأقلها طاقة حجاجية‪ ،‬ومما جاء‬
‫منه في أدب أحمد بن علوان قوله‪" :‬الوصية أمانة املوص ي‪ ،‬والعمل بها أمانة‬
‫املستوص ى"(‪ ،)32‬وقوله‪" :‬امللك يعلم حقوق هللا الواجبة في الرعية"(‪ ،)33‬فالنص املرفق في‬
‫ً‬
‫مفردا ومرة جملة‪ ،‬وتكمن‬ ‫الجملتين السابقتين هو‪ :‬أمانة املوص ى‪ /‬يعلم‪ ،‬حيث جاء مرة‬
‫قيمته الحقيقية في كونه يثبت به املعنى للمسند إليه وتتم به الفائدة‪ ،‬فالنص املرفق هنا‬
‫يوضح إب ً‬
‫هاما وقع في الجملتين‪ ،‬ويقصر تفسيراتنا املمكنة لكلمة األمانة على أمانة املوص ي‪،‬‬
‫وعلى َّأن امللك يعلم حقوق هللا‪ ،‬وهكذا َّ‬
‫فإن النص املرفق عمل على تفسير تلك املتواليات‪،‬‬
‫وقدم لنا إخبا ًرا وحجة تمثل دليال في ذاتها على صدق كالمه‪.‬‬

‫ومما جاء منه في أدب أحمد بن علوان قوله عن عقيدته في القرآن‪" :‬القرآن كالمه‪ -‬أي‬
‫كالم هللا ‪ -‬نزله على خير خلقه تنزيال‪ ،‬ورتله على قلبه ترتيال‪ ،‬وفصله بلسانه تفصيال‪ ،‬عن‬
‫ً‬
‫سماع يسمعه‪ ،‬ال عن اختراع يخترعه ‪ ...‬ينطلق(‪ )34‬اسم الكفر على من اعتقده مخلوقا‪ ،‬بل‬
‫ً‬
‫هو أعظم فرية وأشنع فسوقا"(‪.)35‬‬
‫يبين أحمد بن علوان في النص السابق مذهبه ورأيه في القرآن‪ ،‬ليذهب عن قلوب‬
‫ً‬
‫ومثبتا نقيضه‪ ،‬من‬ ‫مفندا ما ادعاه اآلخرون في قضية خلق القرآن‬ ‫ً‬ ‫املدعين نزغ الشيطان‪،‬‬
‫خالل استعمال النص املرفق على مستوى الكلمة‪ ،‬الذي جاء على هيئة مصدر وفعل‬
‫(تنزيال‪ ،‬ترتيال‪ ،‬تفصيال‪ ،‬يسمعه‪ ،‬يخترعه) فمهمة املصادر هنا تتجاوز مجرد التأكيد‬
‫للمنطوق إلى إنتاج املقتض ى‪ ،‬فلوال هذه املصادر‪ ،‬ملا حصل مقتض ى وجودي لهذه املصادر‬
‫من شأنه أن يفيد أوال حقيقة أن القرآن كالم هللا املنزل املرتل املفصل على رسوله‪ ،‬وأنه‬
‫ليس مخلوقا‪ ،‬وتعمل ثانيا على وقاية هذه األفعال من إمكانية النفي والدحض واالعتراض‬
‫‪61‬‬
‫عليها؛ ألن مقتضياتها تدل على فوات أوان نفيها واالعتراض عليها(‪ ،)36‬في حين قامت الكلمات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫(مخلوقا‪ ،‬فرية‪ ،‬فسوقا) ببيان حال املوصوف وهيئته‪ ،‬وتمييزه عن غيره‪ ،‬كما َّأن النص‬
‫شكا أو ً‬ ‫ًّ‬ ‫املرفق في قوله عن سماع يسمعه ال عن اختراع يخترعه‪ ،‬جاء احتر ً‬
‫توهما‬ ‫اسا يزيل‬
‫يتوارد إلى ذهن املتلقي‪ ،‬ويدحض فكرة القول بأ َّن القرآن اخترعه النبي‪ ،‬لذا جاء النص‬
‫سماعا عن جبريل ال اختر ً‬
‫اعا من‬ ‫ً‬ ‫املرفق يؤكد َّأن القرآن أنزل من عند هللا‪ ،‬وتلقاه النبي‬
‫ذاته‪.‬‬
‫وفي سياق الوعظ والترغيب يأتي النص املرفق على مستوى الكلمة في أدب أحمد بن‬
‫علوان ليوضح جملة تركبت من اشتقاق فعل واحد‪ ،‬مال فيه املتكلم إلى اإليجاز‪ ،‬ليبين‬
‫وليفسر املقصود بهذه الجمل‪ ،‬يقول أحمد بن علوان‪" :‬طوبى ملن قام‪ ،‬ثم استقام‪ ،‬ثم أقام‪،‬‬
‫داعيا"(‪.)37‬‬ ‫ًّ‬
‫مقتديا‪ ،‬وأقام‪ :‬إلى طاعته ً‬ ‫قام‪ :‬لربه ًّ‬
‫ملبيا‪ ،‬واستقام‪ :‬برسوله‬
‫داعيا)‪ ،‬وقد جاء حاال‬ ‫ً‬
‫مقتديا‪ً ،‬‬ ‫فالنص املرفق على مستوى الكلمة هنا هو ( ًّ‬
‫ملبيا‪،‬‬
‫يبين هيئة الذات التي قامت واستقامت وأقامت‪ ،‬وقد عمد أحمد بن علوان إلى النص‬
‫املرفق ليثبت‪ :‬التلبية‪ /‬االقتداء‪ /‬الدعوة لإلنسان الذي‪ :‬قام‪ /‬استقام‪ /‬أقام‪ ،‬وليزيد املعنى في‬
‫إخبارنا؛ فجعل هذه الهيئة (التلبية‪ ،‬واالقتداء والدعوة) في القيام واالستقامة واإلقامة‪ ،‬ولم‬
‫ّ‬
‫يجرد اإلخبار(‪)38‬؛ إلثبات القيام واالستقامة واإلقامة‪ ،‬ولم يباشر املتلقي باإلخبار‪ ،‬بل بدأ‬
‫فأثبت القيام‪ ،‬واالستقامة‪ ،‬واإلقامة‪ ،‬ثم وصل هذه األلفاظ عن طريق النص املرفق (ملبيا‪،‬‬
‫مقتديا‪ ،‬داعيا) ومنح الجمل التي سبقته داللة معينة ً‬
‫مبينا َّأن التلبية هلل‪َّ ،‬‬
‫وأن االقتداء‬
‫يكون بالرسول‪َّ ،‬‬
‫وأن الدعوة تكون طاعة للرسول‪ ،‬وكلها أمور تنسجم مع توجه أحمد بن‬
‫علوان الصوفي‪ ،‬وتتواءم مع مكانته االجتماعية والعلمية‪ ،‬وتعمل على توجيه املتلقي إلى تغيير‬
‫سلوكه‪ ،‬من خالل ما تضمنته هذه النصوص من توجيهات مضمنة غير مصرح بها؛ ليحمل‬

‫‪62‬‬
‫املتلقي على العمل بها سعيا إلرساء قيم الدين‪ ،‬وقد أسنده في ذلك لفظة طوبى الدالة على‬
‫فعل اإلغراء والتحفيز للقيام بالقيام واالستقامة املتضمنة التوجيه بهذه املراتب الدينية‪.‬‬
‫ومما جاء من النص املرفق في إثبات قضية السماع قوله‪" :‬ليعلم العاقل أن منثور‬
‫الكالم إذا نظم باألبيات الحسنة القوام‪ ،‬وحسن باألصوات الشجية‪ ،‬وقوبل بالنغمات‬
‫األ بعية‪ ،‬أظهر صفات األ يحية‪ ،‬على القلوب املصرخية‪ ،‬وما أظن ً‬
‫أحدا من أهل الطبائع‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الحسية‪ ،‬من البهيمية واإلنسية إال يطربه الصوت الحسن‪ ...‬فإذا نظم فصيح الكالم ً‬
‫أبياتا‪،‬‬
‫ً‬
‫أصواتا‪ ،‬تضاعف التذاذ حاسة السمع بسماعه"(‪.)39‬‬ ‫وألبس من مختلفات النغم‬
‫فالنص املرفق هنا جاء صفة‪( :‬الحسنة‪ ،‬الشجية‪ ،‬األربعية‪ ،‬األريحية‪ ،‬املصرخية‪،‬‬
‫ألن أصل‬ ‫(أبياتا‪ ،‬أ ً‬
‫صواتا)‪" ،‬والصفة معلومة الثبوت للموصوف؛ َّ‬ ‫ً‬ ‫الحسية‪ ،‬الحسن) و ً‬
‫تمييزا‪:‬‬
‫الصفة للتميز‪ ،‬ويمتنع أن يميز ش يء عن ش يء بما ال يعرف له‪ ،‬فحقه أن يكون عند السامع‬
‫معلوم الثبوت للموصوف"(‪ ،)40‬واملوصوف هنا منثور الكالم‪ ،‬وما ذلك إال ليدلل على تأثير‬
‫الصوت الحسن حين السماع‪ ،‬كما نجد في النص السابق نصا مرفقا قامت به تقنية‬
‫االحتراس (وما أظن أحدا من أهل الطبائع الحسية‪ ،‬من البهيمية واإلنسية إال يطربه‬
‫الصوت الحسن)؛ ليقوم بوظيفة حجاجية أخرى وهي دعم القضية املعروضة في الجملة‬
‫السابقة‪ ،‬ونفي أي توهم أو افتراض يرد‪ ،‬وفي نهاية النص يعضد حجاجه بنص مرفق من‬
‫ً‬
‫أصواتا)‪ ،‬إذ يقوم‬ ‫نمط آخر‪( :‬فإذا نظم فصيح الكالم ً‬
‫أبياتا‪ ،‬وألبس من مختلفات النغم‬
‫النص املرفق هنا بتفسير جمل وقعت النسبة في كل واحدة منها موقع الغموض واإلبهام‬
‫اللذين يتطلبان التفسير‪ ،‬فكان فعل النظم وفعل اإللباس هو النص املرفق الذي أزال‬
‫اللبس عن طريق تشبيه ضمني غير مقصود لذاته‪ ،‬وإنما املقصود هو التطريب والسماع؛‬
‫بغية إقناع املتلقي بأهمية السماع وإغرائه به‪ ،‬وحمله على القيام بالسماع‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬النص املرفق على مستوى الجملة‬
‫ونقصد بالنص املرفق الذي يأتي على مستوى الجملة‪ ،‬أن يأتي املتكلم "بجملة عقب‬
‫جملة‪ ،‬والثانية تشتمل على معنى األولى لتأكيد منطوقه‪ ،‬أو مفهومه‪ ،‬ليظهر املعنى‪ ،‬ملن لم‬
‫يفهمه ويتقرر عند من فهمه"(‪ ،)41‬فاملتكلم في النص املرفق على مستوى الجملة ّ‬
‫قدر من‬
‫السامع أجوبة وطرائق في فهم الجملة األولى متعددة متباينة‪ ،‬فيأتي بالنص املرفق مبطال‬
‫عي ًنا بمنطوق النص املرفق ما ينبغي أن يفهم من‬‫كل هذه التقديرات‪ ،‬أو بعضها منها‪ ،‬م ّ‬
‫ِّ‬
‫الجملة األولى‪ ،‬فيبطل بذلك كل جواب محتمل من الخصوم يأتي ليحبط املشروع الحجاجي‬
‫الذي جاء به النص املرفق للجملة األولى(‪ ،)42‬وهذا النمط من النص املرفق يكاد يكون هو‬
‫الغالب على الدراسات القديمة‪ ،‬والحديثة التي تناولت مفهوم النص املرفق كما أسلفنا‪،‬‬
‫السيما عند عبدهللا صولة‪ ،‬حيث تناوله بإسهاب‪ ،‬مقررا أن جزءا من التذييل يكون قائما‬
‫على تركيب القصر املصدر بـ(أن)‪ ،‬ويأتي بعد جمل تكون عادة منفية لتقوم بوظيفتين‬
‫حجاجيتين‪ :‬األولى التصريح باملفهوم من الجملة التي قبلها وتعيينه وإقصاء مفاهيم أخرى‬
‫قد تخطر ببال الخصوم‪ ،‬والثانية تأكيد املفهوم‪ ،‬وذلك بالتصريح به بعد أن كان مومأ إليه‬
‫فحسب في طوايا الجملة األولى(‪ ،)43‬والحقيقة أن صولة لم يأت بجديد بالنسبة لوظيفة‬
‫التذييل‪ ،‬فهاتان الوظيفتان قد أشار إليهما من علماء البالغة القدماء يحيى بن حمزة‪ -‬وقد‬
‫ً‬
‫سابقا‪ ،-‬والزركش ي(‪ ،)44‬وغيرهما ممن تطرق ملفهوم التذييل أو االعتراض أو‬ ‫أشرنا إليه‬
‫فإن عبدهللا صولة ومن سبقوه تطرقوا إلى بعض من أنماط‬ ‫ً‬
‫وعطفا على ذلك‪ًّ ،‬‬ ‫التفسير‪،‬‬
‫النص املرفق‪ ،‬وهو التذييل أو االعتراض أو التفسير‪ ،‬كما َّأن عبدهللا صولة اقتصر تناوله‬
‫للتذييل واالعتراض على القرآن الكريم‪ ،‬بينما هناك أنماط أخرى استنبطها الباحث من‬
‫خالل املتن املدروس‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫وعليه فإن النص املرفق على مستوى الجملة قد يأتي فيه النص املرفق لفظا‬
‫صريحا‪ ،‬وقد يأتي متضمنا مفهوم الجملة األولى‪ ،‬ومما جاء فيه النص املرفق لفظا صريحا‬
‫قول أحمد بن علوان [الكامل]‪:‬‬
‫وحركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبا األغصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانا‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجع الحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائم هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـيج األ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجانا‬
‫وال الغصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون تحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوها بانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال تحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا أن الحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائم هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـمت فالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ودع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت فالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫إن الحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائم ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين أنش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرائر تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبح الرحمانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريح ليس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه لكنه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫(‪)45‬‬
‫أفهمه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا إلهه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا القرآن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الغصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون فقلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب فتيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫يقدم النص املرفق في القصيدة السابقة معلومات جديدة‪ ،‬تفسر وتوضح عالمات‬
‫لغوية مكنونة في النص‪ ،‬هذه العالمات هي‪ :‬الحمائم‪ ،‬الغصون‪ ،‬الريح‪ ،‬وهي ألفاظ تدل في‬
‫معناها الصفري على الريح‪ ،‬وأغصان األ جار وطير الحمام‪ ،‬لكن أحمد بن علوان أخرجها‬
‫من معناها املعجمي إلى معان أكثر إيحاء‪ ،‬تتناسب وقاموسه الصوفي‪ ،‬بحيث تبدو الحمائم‬
‫حورا عينا‪ ،‬والريح سرائر املسبحين هلل‪ ،‬والغصون قلوب فتية الزمت القرآن واتخذته‬
‫منهجا‪ ،‬ومن ثم تؤسس لقاموس جديد في أدبه‪ ،‬بحيث يمكن عن طريقها االسترشاد إلى‬
‫مقاصده وغاياته‪ ،‬فالنص املرفق (إن الحمائم حور عين أنشدت‪ ،‬و الريح سرائر تسبح‬
‫الرحمان‪ ،‬والغصون قلوب فتية) يؤكد الجمل الواردة في البيت األول توكيدا باملنطوق‪ ،‬ومن‬
‫ثم يقوم بوظيفتين حجاجيتين‪ :‬األولى‪ :‬التصريح بمفهوم الجملة التي قبله‪ ،‬وإقصاء أي‬
‫مفاهيم أخرى قد ترد على بال املتلقي‪ ،‬و الثانية‪ :‬تأكيد مفهوم الجملة األولى بالتصريح بعد‬
‫أن كان مومأ إليه فحسب في طور الجملة األولى‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫وقد يأتي النص املرفق عند أحمد بن علوان بعد حكاية يوضح مكوناتها والقصد‬
‫منها‪ ،‬أو يأتي جوابا بعد جملة النفي‪ ،‬أو آية أو حديثا نبويا يؤيد بهما مراده ويسند حجته‪،‬‬
‫وقد يأتي بعد جملة يفسرها‪ ،‬وقد يأتي جملة خاتمة‪ ،‬أو جملة موجزة ملا سبق ذكره‪،‬‬
‫ً‬
‫تضمينا‪ ،‬وتكمن‬ ‫ويغلب على هذا الضرب أن يكون حكمة‪ ،‬أو مثال (دليال) يوضح املعنى‬
‫حجاجية النص املرفق على مستوى الجملة في كونه حجة "تحقق ما قبلها من الكالم‬
‫ً‬
‫توكيدا وتجري مجرى املثل بزيادة التحقيق"(‪.)46‬‬ ‫وتزيده‬

‫ومن النصوص املرفقة على مستوى الجملة في أدب أحمد بن علوان الحكاية التي‬
‫يسردها عن رجل أعمى أصم أخرس مقعد مسجون في قعر جب مظلم‪ ،‬قد أغلق عليه بابه‬
‫والهوام من تحته والسباع من حوله والطير من فوقه‪ ،‬وهو ال يستطيع دفع ذلك‪ ،‬ثم يأتيه‬
‫ولي من أولياء هللا فيخرجه ويدفع عنه ويرد إليه سمعه وبصره‬ ‫ّ‬
‫الفرج من هللا على يد ٍّ‬
‫ولسانه‪ ،‬وحركته‪ ،‬ثم يأخذ بيده حتى أشرف به على األرض فنظر واستنشق واشتم النسيم‬
‫ثم أمره بإطهاره من األدناس وأسكنه أعلى القصور‪ ،‬وز َّوجه أحسن النساء إلى آخر القصة‬
‫التي سردها حوا ًرا بين الجاهل والولي(‪ ،)47‬وفي نهاية القصة يقول‪" :‬سبق إلى مثل هذا الرجل‬
‫املسجون في الجب أبو بكر الصديق‪ -‬رض ي هللا عنه‪ -‬في جاهليته‪ ،‬وسبق إلى مثل الولي اآلتي‬
‫بالفرج من هللا رسول هللا ومن استقام لهداية أمته من بعده"(‪ ،)48‬بحيث يأتي هذا النص‬
‫ً‬
‫ومفسرا القصد من الحكاية املسرودة سابقا‪ ،‬كما عمل هذا النص املرفق‬ ‫ً‬
‫موضحا‬ ‫املرفق‬
‫على توضيح القصد من القصيدة‪ ،‬التي وردت تعقيبا له [مجزوء الكامل]‪:‬‬
‫ناس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك سلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلة الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى‬ ‫ماس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــومعة اله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى‬
‫َّ‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرج اإللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ّ‬
‫أعط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى الجزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وبشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا‬ ‫ومنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان محـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيرا‬ ‫واشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتال مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجون الجهالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪66‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن حي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث ظلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة جهل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫ورأى ول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك مبص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ى ول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك راغب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫(‪)49‬‬
‫وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا لدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى‬ ‫فليهنن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبي‬

‫النص املرفق في هذا النص جاء واسطة فصل‪ ،‬فأفهم القصد من سابقه والحقه‪،‬‬
‫وأبأن َّأن املقصود بالرجل األعمى أبو بكر‪ ،‬وأن الولي هو الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫ولواله ملا عرفنا القصد واملغزى‪ ،‬بل ربما تحولت الداللة إلى املفهوم العام‪ ،‬السيما في‬
‫القصيدة‪ ،‬ومن خالل النص املرفق ندرك أن املؤشرات اللفظية (ناسوك‪،‬ماسوك‪ ،‬فرج‬
‫اإلله‪ ،‬أعطى الجزيل وبشرا‪ ،‬مسجون الجهالة‪ ،‬هو كان محيرا‪ ،‬ظلمة جهله‪ ،‬إذا به فوق‬
‫ًّ‬
‫سياقيا إلى ذاتين على التوالي‪ :‬الذات األولى هي ذات‪:‬‬ ‫العال‪ ،‬و ى ولم يك راغبا‪ ،‬رأى‪ )...‬تؤشر‬
‫الولي‪ /‬النبي‪ /‬الرسول‪ /‬العلم‪ ،‬والذات الثانية هي ذات‪ :‬األعمى األصم‪ /‬أبو بكر‪ /‬الجاهل‪،‬‬
‫وبهذا يتم بلوغ القصد وفهم غايته‪ ،‬ولم يكن النص املرفق هو الوسيلة الوحيدة‪ ،‬التي‬
‫استعملها أحمد بن علوان في هذه الحكاية لفهم مقصده‪ ،‬بل استعمل وسائل حجاجية‬
‫أخرى‪ ،‬كالسرد الذي انبنى على توصيل قيمتي العلم ‪/‬الجهل‪ ،‬والكذب‪ /‬الصدق‪ /‬الحب‪،‬‬
‫وهي قيم كلها مشتركة تسهم في بناء عالقة مشتركة بين املتكلم واملتلقي‪ ،‬حيث جاء الحوار‬
‫حججا تدعو إلى التبصر والنظر بوساطة‬‫ً‬ ‫بين الولي‪ /‬الرسول‪ ،‬والجاهل‪ /‬أبي بكر‪ ،‬يتضمن‬
‫العقل؛ ليخلص السرد إلى رسالة في سياق موقف تواصلي ملموس كونه وسيلة إقناع و أداة‬
‫للتواصل(‪ ،)50‬ليصل املتلقي عن طريقها إلى نتيجة منطقية هي أن املعرفة العقلية سبيل إلى‬
‫اإليمان‪ ،‬وأن بناء األخالق والقيم في املجتمع ال يتم إال عن طريق هذه املعرفة‪.‬‬
‫َّإن النص املرفق السابق الذي جاء في نهاية الحكاية وفي مقدمة القصيدة الشعرية‪،‬‬
‫يجعلنا نتنبه إلى نوع آخر من املحفزات الحجاجية التي تقوي الحجاج في أدب أحمد بن‬
‫‪67‬‬
‫علوان‪ ،‬وهي آلية املزواجة بين الشعر والنثر؛ إدراكا منه ألهمية ذلك في التأثير على املتلقي‬
‫وطرد امللل عنه‪ ،‬وهي سمة أسلوبية نجدها مطردة في أدبه‪ ،‬فتارة يطرق الفكرة شعرا وتارة‬
‫يتناولها نثرا (‪.)51‬‬
‫نجد أيضا من الوسائل الحجاجية في هذا النص‪ ،‬استعمال االشتقاق اللغوي الذي‬
‫ساهم في إيصال الفكرة من خالل األثر املترتب عن الصيغة الصرفية الدالة على املبالغة‬
‫(ناسوك‪ ،‬ماسوك‪ ،‬اشتال)‪ ،‬وهي صيغ لها داللتها وأثرها على املتلقي‪.‬‬
‫ومن النصوص املرفقة التي تأتي على مستوى الجملة‪ ،‬النص املرفق الذي يلي أسلوب‬
‫النفي‪ ،‬فهو من أهم النصوص املرفقة في الدرس التداولي‪ ،‬والنص املرفق بعد أسلوب‬
‫(‪)52‬‬
‫تال له يتعلق بوجه من الوجوه‪ ،‬يفرض الحديث في‬
‫النفي ‪ ،‬إذ إن النفي يحتاج إلى تفسير ٍّ‬
‫الجملة املنفية‪ ،‬هذا التفسير يأتي ليعلل وجه النفي‪ ،‬أو يؤكده أو يبين املقصود منه‪ ،‬دون‬
‫أن يكون هناك رابط لفظي‪ ،‬يربط بين النص املرفق وبين النص املفسر‪ ،‬وإنما يكون هناك‬
‫ً‬
‫واحدا‪ ،‬ومنه قوله‪" :‬ما وراء ما خلق هللا إال هللا‪،‬‬ ‫ً‬
‫خطابا‬ ‫رابط معنوي بينهما كونهما يكونان‬
‫وال دون ما خلق هللا إال هللا‪ ،‬وما في كل ما خلق هللا إال هللا"(‪.)53‬‬

‫تتجه عناية املتلقي في هذه الجملة إلى النص املرفق اآلتي لجملة النفي (إال هللا) ملا فيه‬
‫من ظرافة وبيان‪ ،‬ففيه يبرز موقف أحمد بن علوان واعتقاده‪ ،‬أكثر مما يبرز في النفي‪،‬‬
‫نتيجة لشدة اتصال املعنى املرفق بجملة النفي‪ :‬ما وراء ما خلق هللا إال هللا‪ ،‬والعامل‬
‫الحجاجي (ما ‪ ..‬إال) ضيق من تعدد النتائج‪ ،‬وجعلها نتيجة واحدة تتجه نحو إحاطة هللا‬
‫بالوجود‪ ،‬وأضرب عن الطاقة اإلبالغية واإلعالمية وهي اإلخبار باهلل‪ ،‬وجعل املتلقي يقف في‬
‫مواجهة حجاجية وأمام نتيجة واحدة يبرز فيها موقفه‪ ،‬وهي أن كل ش يء ال يكون إال باهلل‬

‫‪68‬‬
‫(الوحدة املطلقة) التي تعني اإلحاطة والشمول‪ ،‬في حين أن النصوص املرفقة األخرى ال يبرز‬
‫فيها موقف املتكلم‪ ،‬بل قد تكون تشير إلى خالصة تجربة املتكلم‪.‬‬
‫وقد يأتي النص املرفق على مستوى الجملة في صورة آية قرآنية تقوم بتوضيح فكرة‬
‫صوفية‪ ،‬ففي سياق الرد على القائلين بالحلولية ونفيها يقول‪" :‬وأما الذين قالوا إن الباري‬
‫سبحانه ِّّعلة وجود األشياء‪ ،‬وإنه يحل هذه األجساد‪ ،‬وهو املصور بذاته‪ ،‬وهم الحلولية‬
‫الذين يقولون بالشواهد‪ ،‬وقد يسجدون ملا يتناهى في الجمال والحسن من الصور‪ ،‬وهللا‬
‫يتعالى عن ذلك‪ ،‬بل هو عز وجل علة وجود هذه األشياء‪ ،‬ومسببها ومدبرها‪ ،‬ومقدرها‬
‫ومصورها بقدرته املصرفة لكل مقدور‪ ،‬وحكمته املتقنة لكل موجود من حيث هو جل‬
‫جالله‪ ،‬وحيثيته املتعلقة بهويته‪ ،‬مجهولة عند العارفين من العلماء به‪ ،‬فالعالم محدث من‬
‫علمه‪ ،‬داخل في عمله‪ ،‬متصرف بأمره‪ ،‬تبارك أن يحل في األشياء أو تحل فيه األشياء‬
‫ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧﭨﭼ [سورة الشورى‪.)54("]١١ :‬‬
‫فاآلية هنا جاءت تنفي القول بالحلول‪ ،‬وتثب حلوال آخر‪ ،‬يرى أحمد بن علوان أنه‬
‫تقريب للعبد من باب بي يسمع‪ ،‬وبي يبصر‪ ،‬فهو نوع من التوحيد الخاص الذي يفني به‬
‫املوحد في ّ‬
‫املوحد عن التوحيد‪ ،‬إنه حلول نوراني ومعنوي صرف وليس له أي صفة وجودية‬ ‫ّ‬

‫بدليل النص املرفق‪ :‬ﭽﭡﭢ ﭣﭤﭥ ﭦ ﭧﭨﭼ‪ ،‬الذي ينفي التجسيم والتشبيه‬
‫بين الخلق والخالق‪ ،‬فالنص املرفق هنا هو اآلية التي جاءت دليال وحجةمناسبة للقضية‬
‫املطروحة‪ ،‬فهي تمس الذات اإللهية‪ ،‬ومن ثم فالنص املرفق ينزه الذات عن كل ما يخطر‬
‫على بال‪ ،‬مثل تلك املشابهات واملواصفات‪ ،‬التي قد يشتم منها رائحة الحلول واالتحاد‪ ،‬وأن‬
‫هذا الحلول ال يفهمه وال يعلمه إال العلماء(‪ ،)55‬إنها "إدراك الحق بنور البصيرة املكحلة‬
‫بنوره"(‪ ،)56‬وهذا ما يوضحه أحمد بن علوان في نص مرفق على مستوى الخطاب بقوله‪:‬‬
‫‪69‬‬
‫"قربت وأنت الرفيع األعلى ال تقطع مسافات بين من وإلى‪ ،‬وال بمطابقة من أسفل وأعلى‪ ،‬وال‬
‫بموافاة من قدام ووراء‪ ،‬وال بمعارضة من جهة يمنى ويسرى‪ ،‬بل بإشارة يعلمها العلماء‬
‫ويفهمها الفهماء‪ ،‬شاهدها دوام الخشية‪ ،‬والحياء في قلوب املتيقظين األحياء‪ ،‬ذلك ما بشرنا‬
‫به عن بشراك الحبيب بكالمك الشافي لكل قلب ﭽﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﭼ [سورة‬
‫البقرة‪.)57("]١86 :‬‬
‫ومن اآليات القرآنية التي جاءت نصا مرفقا‪ ،‬يوضح قصد أحمد بن علوان‪ ،‬ما جاء في‬
‫إجازة السماع‪ ،‬فبعد أن دلل وشرح وفسر املقصود باإلهطاع والزعق والصفق يختم مقاله‬
‫نصيح ﭽﯵ ﯶ‬ ‫بقوله‪" :‬فمن سمع كالمي‪ ،‬عذر مالمي‪ ،‬وحمد صوب سهامي‪ ،‬وكل مليح ألني‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﭼ [سورة القصص‪،]20 :‬‬
‫أال فالخروج الخروج من باب الغفلة إلى دار اليقظة‪ ،‬والتوبة واألهلة قبل دار النقلة"(‪،)58‬‬
‫وهنا نجد أن اآلية القرآنية جاءت كي تؤكد ما قاله أحمد بن علوان من وعظ‪ ،‬وتدلل على‬
‫جواز السماع‪ ،‬وتوجه النصيحة للمنكرين بعدم السخرية من املتصوفة‪ ،‬مستعمال اآلية التي‬
‫تزيد من طاقة الحجاج‪ ،‬نظرا إلى مكانتها املقدسة ومكانة قائلها الذي ال يشك أحد في‬
‫صدقه‪ ،‬أضف إلى ذلك حجة التشبيه التي قامت بها هذه اآلية وجعلت أحمد بن علوان‬
‫حبيب بن إسرائيل النجار‪ ،‬واملنكرين السماع والزعق هم قوم حبيب النجار‪ ،‬بجامع اإلنكار‬
‫للحق‪.‬‬
‫وقد يأتي النص املرفق في شكل جملة فعلية‪ ،‬أو اسمية يفسر جملة سبقته‪ ،‬ويكشف‬
‫عن مضمونها مثل قوله‪" :‬فاشتروا أنفس البضائع وهي األعمال الصالحة وتنافسوا فيها‪،‬‬
‫فهي التجارة الرابحة التي أشار هللا إليها‪ ،‬وأمر نبيه صلى هللا عليه وسلم أن يدلكم عليها‬
‫بقوله تعالى‪ :‬ﭽﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫(‪)59‬‬
‫ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ [سورة الصف‪"]١١ :‬‬

‫‪70‬‬
‫ومما جاء منه أيضا قوله في رسالة آداب الفقر‪" :‬إن الفقر صفة‪ ،‬وإن الصفة معرفة‪،‬‬
‫وإن املعرفة أدب‪ ،...‬فالصفة هي القيام باألخالق املحمدية الشرعية ظاهرا‪ ،‬واملعرفة هي‬
‫القيام باآلداب املحمدية باطنا‪ ،‬واآلداب هي أن ال تبتدع شيئا يخرج من فيك‪ ،‬بأقوالك‬
‫وأفعالك وأحوالك عن االقتداء"(‪.)60‬‬
‫حدا يوضح الفرق بين الشريعة والحقيقة‪ /‬علم الظاهر وعلم‬ ‫فالنص املرفق هنا جاء ًّ‬

‫الباطن‪ ،‬ويؤكد على ضرورة االلتزام بالشريعة من خالل بيان أن الصفة واملعرفة هما‪:‬‬
‫القيام بأخالق النبي وآدابه ظاهرا وباطنا دون ابتداع ش يء يخالف ذلك‪ ،‬ومن ثم يصل‬
‫املتلقي إلى نتيجة بعد املرور باملقدمات‪ ،‬وانتقاله بما هو مسلم به إلى َّأن الفقر هو علم‬
‫معرفة أخالق النبي وآدابه والقيام بهما‪ ،‬وأن الفقر ال يتحقق إال بهاتين الصفتين فمن ال‬
‫أدب له ال معرفة له‪ ،‬ومن ال معرفة له ال صفة له‪ ،‬ومن الصفة له ال معرفة له‪ ،‬فيصل‬
‫املتلقي من خالل هذا التسلسل الذي تقوم به األلفاظ إلى نتيجة عكسية تؤكد املعطيات‬
‫التي توسل بها‪ ،‬وهي َّأن الفقر بالكيفية التي طرحها أحمد بن علوان ‪-‬مقام تحلى به النبي‪،‬‬
‫وهو ضروري ملن أراد السير في الطريق‪ ،‬و له أهميته في إصالح قلب املؤمن‪ ،‬وأن الفقر هنا‬
‫يتجاوز املعنى املادي إلى املعنوي الروحي‪ ،‬في الحاجة الدائمة إلى هللا واالفتقار إليه‪.‬‬

‫إن تأويل أحمد بن علوان لروح الشريعة قائم على التالزم بين ثنائية الظاهر والباطن‪،‬‬
‫بين أفعال اإلنسان التي يبتغي بها كماله عند الناس‪ ،‬وبين أفعاله التي يرتض ي بها الكمال‬
‫عند هللا‪ ،‬وهذا إجراء استداللي متبع في أغلب مواعظ أحمد بن علوان ورسائله(‪.)61‬‬
‫ومن النصوص املرفقة في أدب ابن علوان ما جاء في سياق الرد والدفاع عن قضية‬
‫السماع‪ ،‬وتوضيح ماهيته حيث يقدم معطياته على غفلة الخصم وقسوة قلبه بقوله‪:‬‬
‫‪71‬‬
‫"أليس النسيم يحرك األغصان الرطبة‪ ،‬النابتة في الرياض املونقة الخصيبة‪ ،‬فإذا َّ‬
‫مر‬
‫بالجذوع اليابسة ال تناد‪ ،‬ولو ّ‬
‫هبتها الريح املسخرة على عاد‪ ،‬وما كان البغل الحرون لينقاد‪،‬‬
‫إنما ينقاد الفرس الجواد"(‪.)62‬‬
‫يأتي النص املرفق هنا ليوضح مدى غباء الخصم وعدم فهمه ملاهية السماع‪ ،‬وينتصر‬
‫لها‪ ،‬بعد أن يقدم معطيات تجعل من هذه القضية مسوغات لحدوثها عن طريق القياس‬
‫املضمر الذي أضمرت نتيجته‪ ،‬فيعمل النص املرفق على توضيح هذه النتيجة بقوله‪( :‬وما‬
‫كان البغل الحرون لينقاد‪،‬إنما ينقاد الفرس الجواد) حيث يأتي االستدالل تاليا موضحا‬
‫ملضمر من خالل التأشير‪ ،‬الذي قام به اسما‪ :‬البغل‪ ،‬والفرس‪ ،‬اللذان يعدان كناية عن‬
‫التوالي إلى اإلنسان الغبي الغافل والعارف‪ ،‬ليغدو الخصم هو البغل‪ ،‬واملتكلم هو العارف‪،‬‬
‫والذي سوغ هذا االستدالل هو سياق النص املرفق‪ ،‬كونه جاء تاليا لجملة (أليس النسيم‬
‫يحرك األغصان الرطبة النابتة في الرياض املونقة الخصبة‪ ،‬فإذا مر بالجذوع اليابسة ال‬
‫تناد)‪ ،‬ومن ثم يمكن أن تكون مكونات االستدالل كاآلتي‪:‬‬

‫حركة املواجيد‪ /‬كشف‬ ‫األغصان الرطبة = الفرس = العارف‬


‫موت القلب‪ /‬حجب‬ ‫الجذوع اليابسة = البغل = الغافل الغبي‬
‫ومن خالل التشبيه الذي يقيمه السياق النص ي للنص املرفق بين اإلنسان الغافل‬
‫ميت القلب‪ ،‬والبغل‪ ،‬واإلنسان العارف‪ ،‬موجد القلب‪ ،‬والفرس يضعنا أحمد بن علوان بين‬
‫شيئين حسيين مدركين ليقيم هذه العالقة التشبيهية حتى يستنبط املتلقي النتيجة وهي‪ :‬أن‬
‫السماع حركة وجد نتيجة خشية ومعرفة وليس حركة أهواء‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫وأحيانا يأتي النص املرفق في هيئة استفهام متوال‪ ،‬يفتتح به األديب رسائله أو‬
‫خطاباته‪ ،‬مشكال به استهالال حتى يبقى السؤال يمارس فعل الدهشة والتأثير في املتلقي‪ ،‬ثم‬
‫يردف هذه األسئلة بنصوص مرفقة تمثل إجابات لتلك األسئلة‪ ،‬ومما جاء في أدب أحمد بن‬
‫ً‬
‫علوان قوله‪" :‬لم سمي الشيخ شيخا‪ ،‬وبأي وصف يستحق ذلك ويبلغ إليه؟ وهل هو وصف‬
‫حادث أم قديم؟ ومتى يحتاج املريد إلى الشيخ؟ ومتى يستغني عنه؟"(‪.)63‬‬
‫ثم تتوالى النصوص املرفقة لتجيب عن هذه التساؤالت التي طرحها أحمد بن علوان‪،‬‬
‫وحسبنا هنا أن نورد ً‬
‫بعضا من إجاباته تدليال على ذلك ومنه قوله‪" :‬إن هذ الوصف ينقسم‬
‫على أربعة أقسام‪ :‬شيخ سن‪ ،‬وشيخ مال‪ ،‬وشيخ معرفة‪ ،‬وشيخ قبيلة"(‪.)64‬‬
‫"وأما الجواب عن قولنا متى يحتاج املريد إلى الشيخ؟ ومتى يستغني عنه؟‪ ،‬وذلك أنه‬
‫متى كان املريد جاهال بكتاب هللا ومعانيه وسنة رسوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ومبانيه‪،‬‬
‫احتاج في ذلك إلى شيخ يفقهه في الدين ويدخله في جملة السالكين‪ ...‬وإذا كان املريد مرادا‬
‫متبعا لسنة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬‫من جهة الحق‪ ،‬عارفا بكتاب هللا عامال به‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫مصدقا به أثمر فيه ذاك االقتداء مع ما سبق له من اإلرادة والهدى‪ ،‬حكمة يرفعه هللا بها‬
‫(‪.)65‬‬
‫إلى مقام املقربين ويغنيه بها عن الخلق أجمعين"‬
‫وهكذا فإن النصوص املرفقة في النصوص سالفة الذكر ّ‬
‫تفصل وتبين أن "الشيخ"‬
‫ينقسم على أربعة أقسام‪ :‬شيخ سن‪ ،‬وشيخ مال‪ ،‬وشيخ معرفة‪ ،‬وشيخ قبيلة‪ ،‬كما أنها‬
‫جاءت لتفرق بين املريد الذي يكون محتاجا إلى الشيخ وبين املريد الذي يستغني عن الشيخ‪،‬‬
‫ليستنبط املتلقي أن التصوف قد يكون دون األخذ عن شيخ؛ ً‬
‫نظرا الستعداده الفطري‬
‫الذي يرجع فيه الدور إلى العقل‪ ،‬وأحمد بن علوان بكالمه هذا يعارض رأي القائلين‬

‫‪73‬‬
‫بضرورة الشيخ للمريد ومنهم القشيري(‪ ،)66‬من خالل هذا الطرح ويدفع املتلقي إلى اإليمان‬
‫بفكرته عن طريق مناقشته لهذه القضية‪ ،‬ومن النصوص املرفق قوله [مجزوء الرجز]‪:‬‬
‫باهوته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بهاه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤوس ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـير طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫للعاش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقين ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتون‬ ‫سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبحان مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن براهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫غص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن إذا اس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقلت‬ ‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر إذا تجل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫(‪)67‬‬
‫نيس ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد ا ا ا ا ا ا ا ا ااانو‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزن إذا اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتهلت‬
‫ً‬
‫داعما في ذهن املتلقي داللة املنطوق‬ ‫إن النص املرفق (نيسان بعد كانون) جاء‬
‫الحاصلة في الجملة األولى‪ ،‬ومعبرا عن الجملة األصلية (مزن إذا استهلت) الدالة على مكانة‬
‫الحقيقة املحمدية بطريقة حجاجية مختلفة‪ ،‬عن طريق التضمين الذي اشتملت عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬النص املرفق على مستوى الخطاب‬
‫وهذا الضرب من النصوص املرفقة ً‬
‫غالبا مايشير إلى نظرية‪ ،‬أو ظاهرة أو فكرة‬
‫فلسفية ينادي بها األديب‪ ،‬فيحاول أن يؤسس لظاهرة أو لفكرة ويشرحها في مظان متفرقة‬
‫من خطابه‪ ،‬فيجعل املتكلم من نصه األول مصد ًرا لنصوص جديدة‪ ،‬ويبني عليه‪ ،‬بحيث‬
‫يتحول النص املرفق إلى نص أ ٍّ ّم تتفرع عنه بعد ذلك نصوص أخرى تحمل الفكرة‪ ،‬أو بعضا‬
‫شيئا من جوانبها‪ ،‬فتأتي نصوصه على شكل نصوص متناصة‪ ،‬تربط بينها‬ ‫منها‪ ،‬أو تض يء ً‬
‫ًّ‬
‫ونوعيا(‪ ،)68‬وبهذا يصبح الخطاب األدبي‬ ‫ًّ‬
‫وأسلوبيا‬ ‫عالقة تكامل وتفسير بحيث تتجلى ًّ‬
‫لغويا‬
‫لألديب يفسر بعضه بعضا‪ ،‬وهذا الضرب من النصوص املرفقة‪ ،‬تتبدى فيه مقدرة األديب‬
‫أو الشاعر ونبوغه‪ ،‬فال يتناقض مع أفكاره وإنما يكملها ويفسرها‪ ،‬وتكمن قيمته الحجاجية‬
‫في َّأن هذا النوع من النصوص املرفقة يسهم في فهم الخطاب األدبي ككل‪ ،‬ويمكننا من‬

‫‪74‬‬
‫الوقوف على األفكار‪ ،‬والقضايا التي شغلت األديب حتى أنها تخترق نتاجه كله اختراقا‬
‫بينا(‪ ،)69‬ومما جاء من النص املرفق على مستوى الخطاب في أدب أحمد بن علوان قوله‪:‬‬
‫"فتح من الفتوح املصونة في قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﯤ ﭼ [سورة املائدة‪ ،]54 :‬برأ‬
‫هللا من مزاج املحبة قبل األوان واألين حوراء نورية زهراء درية ما برأ قبلها وال بعدها أحسن‬
‫خلقا وال خ ًلقا‪ ،‬وملا أكمل تأليفها بالحكمة وأودع لطيفها طرائف النعمة‪ ،‬أقبل‬
‫وال أكمل منها ً‬

‫بها عليه‪ ،‬وأقامها بين يديه‪ ،‬ونظر إليها بعين املحبة ونظرت إليه فانتقل من لطائف حبه إليها‬
‫–بال انفصال– شاهد حسن وجمال وكمال كما ينتقل إلى املرآة املقابلة شاهد املثال فجعل‬
‫تاجها‪ :‬الجالل‪ ،‬وجبينها‪ :‬الجمال‪ ،‬وإكليلها‪ :‬كتاب مرقوم بأسماء رجال‪ ،‬وشعرها‪ :‬سواد‬
‫الغيب على بياض االتصال‪ ،‬وطيبها‪ :‬نفحات الرسائل‪ ،‬وعيونها‪ :‬السيوف القاتلة لنفوس‬
‫األبطال‪ ،‬وحواجبها‪ :‬القس ي الرامية بسهام اآلجال‪ ،‬وأنفها‪ :‬األنفة عن مراتع األرذال‪ ...‬واختص‬
‫جمالها وكمالها من ذلك الجمال والكمال‪ ،‬فلما صنعها ذلك الصنع العجيب وأودعها السر‬
‫الغريب‪ ،‬زوجها بروح محمد املصطفى الحبيب‪ ،‬فاعتنقته واعتنقها‪ ،‬وعشقته وعشقها‬
‫حبا ً‬
‫ونورا بعدد أرواح املالئكة والرسل واألولياء‬ ‫ً‬
‫عشقا قاتال‪ ،‬فانبث منهما ً‬
‫حورا مشعشعات ًّ‬
‫واألنبياء واألولياء إلى يوم القيامة‪ ،‬ثم تزوج كل روح من تلك األرواح بحوراء من تلك الحور‪،‬‬
‫فللسابقين ذواتهن‪ ،‬وألصحاب اليمين نفحاتهن‪ ،‬يتفاضلن بالحسن والكمال بقدر تفاضل‬
‫أزواجهن في األعمال واألحوال‪ ،‬وذلك هو املمثول األقدم بصفة حواء وآدم‪ ،‬ثم بث من تلك‬
‫األرواح الشريفة أزواجا في الجنة من الحور العين والولدان املخلدين كثرتهم في العدد‬
‫وتفاضلهم في الحسن وارتفاعهم في املنازل بقدر تفاضل األزواج وتناهيهم في الفضائل‪ ،‬فهن‬
‫لتلك األرواح في الدنيا كوافل وعند والدتها من بطون األشباح قوابل وإلى منازل الروح‬
‫والريحان والقرب والرضوان حوامل‪ ،‬فإذا استقر قرار الروح في مقدس ذلك السوح أبرزت‬
‫‪75‬‬
‫له تلك العروس الجلواء كما أبرزت آلدم حواء‪ ،‬فكانت هي األنيسة ولكل من يختص به من‬
‫الحور العين والولدان رئيسة‪ ...‬فإذا نظرن إليها الحور‪ ،‬نظرن إلى برهان من الحق املبين"(‪.)70‬‬
‫وهذا النص الطويل الذي فصل فيه أحمد بن علوان الحقيقة املحمدية في ست‬
‫صفحات‪ّ ،‬‬
‫فسر وشرح نصوصا كثيرة في كتبه‪ ،‬تردد فيها هذا املعنى‪ ،‬السيما القصائد‬
‫الشعرية التي تتحدث عن الحقيقة املحمدية‪ ،‬التي أغرب فيها بأوصاف وصفات يستحيل‬
‫على القارئ االهتداء إلى القصد منها‪ ،‬لوال هذا النص الذي مثل بؤرة لتلك النصوص‪ ،‬أو‬
‫كان هو النص األم املؤسس الغائب لتلك النصوص املتفرقة‪ ،‬بما اشتمل عليه من ألفاظ‬
‫ومعان‪ ،‬ومن ذلك قوله [البسيط]‪:‬‬
‫سـ ـ ــيال هاسـ ـ ــون شبهشـ ـ ــاهون(‪ )71‬كـ ـ ــافور‬ ‫إشـ ـ ـ ـ ـراق س ـ ـ ـ ــاقي س ـ ـ ـ ــبا هش ـ ـ ـ ــتون ش ـ ـ ـ ــابور‬
‫تفـ ـ ـ ـ ـنى وف ـ ـ ـ ــي ف ـ ـ ـ ــم إس ـ ـ ـ ـرافيلها الص ـ ـ ـ ــور‬ ‫حـ ـ ـ ـ ــوراء لـ ـ ـ ـ ــم ترهـ ـ ـ ـ ــا عـ ـ ـ ـ ــين ولـ ـ ـ ـ ــو بـ ـ ـ ـ ــرزت‬
‫أحي ـ ـ ـ ــت مل ـ ـ ـ ــن قتلت ـ ـ ـ ــه األع ـ ـ ـ ــين الح ـ ـ ـ ــور‬ ‫زهـ ـ ـ ـ ـ ـراء ص ـ ـ ـ ـ ــورها ال ـ ـ ـ ـ ــرحمن م ـ ـ ـ ـ ــن ي ـ ـ ـ ـ ــده‬
‫أخالقهـ ـ ـ ـ ـ ــا خلـ ـ ـ ـ ـ ــق الولـ ـ ـ ـ ـ ــدان والحـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫مـ ـ ــن خلقهـ ـ ــا خلقـ ـ ــت أرض الجنـ ـ ــان ومـ ـ ــن‬
‫(‪)72‬‬
‫ح ـ ـ ـ ـ ــور تـ ـ ـ ـ ـ ــزور وولـ ـ ـ ـ ـ ــدان سماسـ ـ ـ ـ ـ ــير‬ ‫طـ ـ ـ ـ ـ ـير الطي ـ ـ ـ ـ ــور واله ـ ـ ـ ـ ــوت الب ـ ـ ـ ـ ــدور له ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫ومنه قوله [الكامل]‪:‬‬


‫وج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال غري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب جماله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح اإللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه جبينهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بجمالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫بجالل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه وتس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربت بكم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫فتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربت بجمال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه وتبرقع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫هلل ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلبت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن األبط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫فط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى محاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنها وأب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى عينه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫عيس ـ ـ ـ ـ ـ ى ويوس ـ ـ ـ ـ ــف حكم ـ ـ ـ ـ ــة وج ـ ـ ـ ـ ــالل‬ ‫موس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ى بنـ ـ ـ ـ ـ ــور الكـ ـ ـ ـ ـ ــف منهـ ـ ـ ـ ـ ــا والعصـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫غ ـ ـ ـ ــاذي الش ـ ـ ـ ــيو ومرض ـ ـ ـ ــع األطف ـ ـ ـ ــال‬ ‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الخلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وآدم وبن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيهم‬
‫(‪)73‬‬ ‫ً‬
‫ِّرق ـ ـ ـ ـ ـا ومـ ـ ـ ـ ــا أمنـ ـ ـ ـ ــت مـ ـ ـ ـ ــن األبـ ـ ـ ـ ــدال‬ ‫والقط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب واألوت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن غلمانه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫‪76‬‬
‫ومنه [البسيط]‪:‬‬
‫س ـ ـ ـ ــكرى وعاش ـ ـ ـ ــقها م ـ ـ ـ ــا زال س ـ ـ ـ ــكرانا‬ ‫رقراقـ ـ ـ ـ ـ ــة الن ـ ـ ـ ـ ـ ــور شعشـ ـ ـ ـ ـ ــاع مشعش ـ ـ ـ ـ ـ ــعة‬
‫للـ ـ ـ ـ ـ ــرقص تتخـ ـ ـ ـ ـ ــذ األكبـ ـ ـ ـ ـ ــاد ميـ ـ ـ ـ ـ ــدانا‬ ‫رقاصـ ـ ـ ـ ـ ــة ملئ ـ ـ ـ ـ ـ ــت مـ ـ ـ ـ ـ ــن ح ـ ـ ـ ـ ـ ــب خالقه ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزت فكـ ـ ـ ـ ـ ــل عزيـ ـ ـ ـ ـ ــز رامهـ ـ ـ ـ ـ ــا هانـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن قاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات مقاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير مقدس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫سـ ـ ـ ــكرا إذا لفظـ ـ ـ ــت سـ ـ ـ ــجعا وألحانـ ـ ـ ــا‬ ‫سـ ـ ـ ــكرا إذا لحظـ ـ ـ ــت سـ ـ ـ ــكرا إذا غمضـ ـ ـ ــت‬
‫ألص ـ ـ ــبح الك ـ ـ ــون منه ـ ـ ــا غ ـ ـ ـ ـير م ـ ـ ــا كان ـ ـ ــا‬ ‫محجوب ـ ــة الخل ـ ــق دون الخل ـ ــق ل ـ ــو ظه ـ ــرت‬
‫وال غـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزت ملك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا إال له ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا دان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا قابل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ملك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا إال وخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـر له ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫بـ ـ ــان البيـ ـ ــان أعيـ ـ ــدي ذكـ ـ ــر مـ ـ ــن بانـ ـ ــا‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بارقوش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويا ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهر دهوش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويا‬
‫(‪)74‬‬
‫وقربين ـ ـ ـ ـ ــا ف ـ ـ ـ ـ ــإن الب ـ ـ ـ ـ ــين أ ـ ـ ـ ـ ــجانا‬ ‫وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكنينا ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإن الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين ّ‬
‫فجعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫ومنه [الكامل]‪:‬‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن حبه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بيمينه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقيني‬ ‫حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوراء صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورها الحبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب بحبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫(‪)76‬‬
‫أوتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار فيه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا حرك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون‬ ‫زات(‪ )75‬مغني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إذا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا حرك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ــبب الجن ـ ـ ـ ـ ـ ــون ورقي ـ ـ ـ ـ ـ ــة املجن ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫س ـ ـ ـ ـ ــكرى ويس ـ ـ ـ ـ ــكر ك ـ ـ ـ ـ ــل ص ـ ـ ـ ـ ــاح س ـ ـ ـ ـ ــكرها‬
‫وهس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس آس غص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوني‬
‫إال ِّ‬ ‫هاس ـ ـ ـ ـ ـ ــون ماهاس ـ ـ ـ ـ ـ ــت وم ـ ـ ـ ـ ـ ــاس قض ـ ـ ـ ـ ـ ــيبها‬
‫نب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ بس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين والزيت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫ط ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤوس ط ـ ـ ـ ـ ـ ــه هده ـ ـ ـ ـ ـ ــد أه ـ ـ ـ ـ ـ ــدت لن ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫(‪)77‬‬
‫جمع ـ ـ ــت به ـ ـ ــا أنف ـ ـ ــاس ح ـ ـ ــور الع ـ ـ ــين‬ ‫أغصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى جنويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫تفصح األبيات السابقة عن الصفات اآلتية‪( :‬سيال هاسون‪ ،‬شبهشاهون‪ ،‬كافور‪،‬‬


‫حوراء‪ ،‬زهراء‪ ،‬صورها الرحمن من يده‪ ،‬من خلقها خلقت أرض الجنان‪ ،‬من أخالقها خلق‬
‫الولدان والحور‪ ،‬طير الطيور‪ ،‬الهوت البدور‪ ،‬حور تزور‪ ،‬ولدان سماسير‪ ،‬جال غريب‬
‫‪77‬‬
‫جمالها‪ ،‬تسربلت بكمال‪ ،‬رقراقة النور‪ ،‬شعشاع مشعشعة‪ ،‬سكرى‪ ،‬رقاصة‪ ،‬حوراء‪،‬‬
‫صورها الحبيب بحبه‪ ،‬جمعت بها أنفاس حور العين‪ ،‬ذات مغنية‪ ،‬هاسون)‪ ،‬وهو يقصد بها‬
‫الحقيقة املحمدية‪ ،‬باالستناد إلى النص املرفق األم الذي تتفرع عنه القصائد أو الفصول في‬
‫الخطاب الكلي العلواني‪ ،‬بينما يتفرد النص الرابع من النصوص السابقة بذكر معظم هذ‬
‫ًّ‬
‫سياقيا إلى الذات املحمدية‪ ،‬بدليل النص املرفق الذي ورد في البيت‬ ‫الصفات‪ ،‬التي تؤشر‬
‫الرابع‪ ،‬الذي جاء يفسر ويوضح القصد من تلك الصفات‪ ،‬حيث تغدو هذه الصفات‪،‬‬
‫صفات متعددة ملوصوف واحد‪ ،‬هو الحقيقة املحمدية‪ :‬حوراء = ذات مغنية = سكرى =‬
‫بارقوش = شاهر دهوشهاسون = طاؤوس طير طه = أغصان ياسون‪.‬‬

‫وهي ألفاظ وردت في النص األم‪ ،‬الذي فصل الحقيقة املحمدية‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫ّ‬
‫يسهل عليناعملية االستدالل بمعاني هذه األلفاظ‪ ،‬ومن ثم فهم القصد منها‪ ،‬والوصول إلى‬
‫اإلقناع بالحقيقة املحمدية‪ ،‬فيذعن املتلقي ويسلم بها‪ ،‬ولم يكتف بذلك‪ ،‬بل عمد في البيت‬
‫السادس من النص الرابع‪ ،‬إلى توكيد داللة األبيات السابقة‪ ،‬وليوضح أن الحقيقة‬
‫املحمدية‪ ،‬هي أغصان ياسين‪ /‬ياسون‪ ،‬وبأنها جمعت أنفاس حور العين‪ ،‬وهو املعنى نفسه‬
‫الذي ورد سابقا في النص األم‪ ،‬كما أن هناك شيئا آخر ميز النص الشعري الرابع‪ ،‬وهو أن‬
‫صدور أبيات القصيدة‪ ،‬قد جاءت مقدمات أو ً‬
‫وصفا لهذه الحوراء الفاتنة‪،‬التي صورها‬
‫الرحمن بيديه‪ ،‬وهذا الوصف يتفرع منه معان عدة‪ ،‬بينما جاءت أعجاز األبيات نتيجة أو‬
‫أثرا من اآلثار التي تركته هذه الفاتنة الحوراء املحمدية في ذات الشاعر‪ ،‬و يمكن أن تترسم‬
‫معاني القصيدة كاآلتي‪:‬‬
‫‪78‬‬
‫حا ا ا ا ا ا ا ا ااورية‬

‫طاؤوس طير طه‬


‫أغصان ياسون‬

‫حورا‬
‫هاسون‬
‫ذات‬ ‫سكرى‬ ‫ء‬
‫أهدت سر التين‬
‫جمعت حور‬ ‫مغنية‬ ‫والزيتون‬
‫العين‬ ‫بيمينها‬
‫هاس قلبه منها وماس‬
‫حركت قانونه‬ ‫تسقيه‬
‫سبب الجنون‬
‫ودوائه‬

‫وهكذا يصل املتلقي إلى الربط بين هذه الدوال املتوالية املتفرقة‪ ،‬عن طريق الربط‬
‫ّ‬
‫املفصل عنه‪ ،‬ليصل في النهاية إلى االقتناع والتسليم بأن الحقيقة‬ ‫بين النص األم‪ ،‬والنص‬
‫املحمدية‪ ،‬هي الحقيقة الكاملة‪ ،‬وهي حقيقة تكون الكون‪ ،‬ولذا فال غرابة وال جدال إن‬
‫أسهب الشاعر في حبها أو ترنم فيها‪ ،‬أو إن صار سكرانا من حبها‪ ،‬فما هذه األوصاف‬
‫والصفات إال مقدمات يحتج بها على حبه لهذه الحوراء الفاتنة‪ ،‬وهو وصف ذو داللة روحية‬
‫غيبية شفافة‪ ،‬إنها تثير في املتلقي التحفيز والتشويق إلى حبها والعمل بما جاءت به؛ طمعا في‬
‫لقائها‪ ،‬ولعل اختيار اسم حوراء دون غيرها من األسماء مثل‪ :‬ليلى وهند وسعاد له مايبرره‪،‬‬
‫أوال‪ :‬ألن حوراء من صفات الجنة (حور)‪ ،‬وثانيا‪ :‬ألنها تدل على أن الحقيقة املحمدية روح‬
‫وليست شكال ماديا‪ ،‬ولذا فالتغني بالحوراء يسمو بها عن التشبيه باملاديات(‪.)78‬‬
‫‪79‬‬
‫ومن النصوص األخرى التي يمكن أن نستدل على فهم ألفاظها بالنص األم‪ ،‬أو بالنص‬
‫الشعري الرابع السابق ذكره‪ ،‬قوله[منهوك الرجز]‪:‬‬
‫أغص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫جاءت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك هاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬
‫بيضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ال جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫جنوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬
‫تمشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ي الهوين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورا وعين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫(‪)79‬‬
‫بالس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر مكن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــينا‬

‫تتوقف معرفة القصد الذي يريده الشاعر بهذه القصيدة‪ ،‬وهو يبدؤها بمثل هذه‬
‫الصفات التي يبدعها أحمد بن علوان ويؤسلبها بطريقة لغوية بارعة‪ ،‬على مرجعية أخرى‬
‫تؤسس لهذه األلفاظ‪( :‬هاسون‪ ،‬ياسون‪،‬حوراء‪،‬جنوية الجون)‪ ،‬بيد أن االستدالل بما ورد‬
‫في النص السابق (الرابع)‪ ،‬أو بالنص األم‪ ،‬يجعلنا نجزم بأن املقصود بهاسون‪ ،‬وأغصان‬
‫ياسون‪ ،‬هو حوراء أو ذات مغنية‪ ،‬أوهو طاؤوس طير طه‪ ،‬ومما يعضد تفسيرنا هذا أيضا‪،‬‬
‫هو أن هذا النص‪ ،‬جاء مباشرة في كتاب الفتوح بعد النص اآلتي [الكامل]‪:‬‬

‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن حبه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا بيمينه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقيني‬ ‫حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوراء صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورها الحبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب بحبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‬
‫أوتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار فيهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا حركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانون‬ ‫زات مغنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة إذا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا حركـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ــبب الجن ـ ـ ـ ـ ـ ــون ورقي ـ ـ ـ ـ ـ ــة املجن ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫س ـ ـ ـ ـ ــكرى ويس ـ ـ ـ ـ ــكر ك ـ ـ ـ ـ ــل ص ـ ـ ـ ـ ــاح س ـ ـ ـ ـ ــكرها‬
‫وهس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس آس غص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوني‬
‫إال ِّ‬ ‫هاس ـ ـ ـ ــون م ـ ـ ـ ــا هاس ـ ـ ـ ــت وم ـ ـ ـ ــاس قض ـ ـ ـ ــيبها‬
‫نب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ بس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين والزيت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫ط ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤوس ط ـ ـ ـ ـ ـ ــه هده ـ ـ ـ ـ ـ ــد أه ـ ـ ـ ـ ـ ــدت لن ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫جمعـ ـ ـ ـ ــت بهـ ـ ـ ـ ــا أنفـ ـ ـ ـ ــاس حـ ـ ـ ـ ــور العـ ـ ـ ـ ــين‬ ‫أغصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ياسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى جنويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪80‬‬
‫وما أرى هذا الترتيب إال مقصودا من الشاعر‪ ،‬حتى يسهل على املتلقي املوازنة بين‬
‫النصين‪ ،‬بغية الفهم واالستدالل بمعاني هذا النص لفهم معاني النص السابق‪ ،‬وهكذا‬
‫ًّ‬
‫عرفانيا تجتمع فيه‬ ‫ً‬
‫تصورا‬ ‫تتعاضد هذه النصوص فيما بينها ويفسر بعضها بعضا لتقدم‬
‫صفات الكمال للحقيقة املحمدية بحيث تبدو هذه الصفات مبررا لحبها وعشقها‪.‬‬
‫وتارة يأتي النص املرفق على مستوى الخطاب ليوضح فكرة السماع وحكمها‪ ،‬وليرد ويفند‬
‫آراء املنكرين‪ ،‬شعرا ونثرا‪ ،‬يقول [ الكامل]‪:‬‬
‫عنـ ـ ـ ـ ــد املشـ ـ ـ ـ ــائخ إال رقـ ـ ـ ـ ــص مـ ـ ـ ـ ــن غلبـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫أنكـ ــرتم الـ ــرقص والتصـ ــفيق وهـ ــو كـ ــذا‬
‫(‪)80‬‬
‫ال تس ـ ـ ـ ـ ــتقر ل ـ ـ ـ ـ ــه األغص ـ ـ ـ ـ ــان إن وثب ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫وغالـ ـ ـ ـ ــب الوجـ ـ ـ ـ ــد حـ ـ ـ ـ ــق فـ ـ ـ ـ ــي معارفنـ ـ ـ ـ ــا‬
‫وقوله [البسيط]‪:‬‬
‫َّإن األك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارم ال تنه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم‬ ‫ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا منك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًـرا حرك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات كله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم‬
‫(‪)81‬‬
‫ذك ـ ـ ــر امله ـ ـ ــيمن ف ـ ـ ــيهم م ـ ـ ــلء ك ـ ـ ــل ف ـ ـ ــم‬ ‫هـ ـ ـ ــذا السـ ـ ـ ــماع وإخـ ـ ـ ــوان الصـ ـ ـ ــفاء معـ ـ ـ ــا‬

‫وقوله [ الكامل]‪:‬‬
‫وأل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأدارني وأط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارني‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ َّـد الس ـ ـ ـ ـ ــماع ي ـ ـ ـ ـ ــد اله ـ ـ ـ ـ ــوى فأم ـ ـ ـ ـ ــارني‬
‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبحان م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاكم وأم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارني‬ ‫فأن ـ ـ ـ ـ ـ ــا األس ـ ـ ـ ـ ـ ــير بحب ـ ـ ـ ـ ـ ــه م ـ ـ ـ ـ ـ ــن بي ـ ـ ـ ـ ـ ــنكم‬
‫إن الحبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب يلومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن المنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫اثنـ ـ ـ ـ ــوا علـ ـ ـ ـ ــي وأقصـ ـ ـ ـ ــروا مـ ـ ـ ـ ــن لـ ـ ـ ـ ــومكم‬
‫(‪)82‬‬
‫وهللا ال يهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيل الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائن‬ ‫فلق ـ ـ ـ ــد أرى م ـ ـ ـ ــا ال ت ـ ـ ـ ــرون م ـ ـ ـ ــن اله ـ ـ ـ ــوى‬

‫وفي النثر نجد النص املرفق يشرح معنى السماع بالتشبيه قائال‪" :‬السماع رياح‬
‫سماوية‪ ،‬تهب بأسرار املعاني اإللهية‪ ،‬كمغناطيس الفوالذ‪ ،‬إذ أطل على ما هو منه‪ ،‬من‬
‫اآلالت املتفرعة عنه‪ ،‬ترامت عليه ترامي الجنسية على الجنسية‪ ،‬وتحركت إليه حركة‬
‫األجسام إلى األجسام"(‪. )83‬‬
‫‪81‬‬
‫ومنه قوله‪" :‬ملا هتف الهاتف بذكر املحبوب‪ ،‬بصوت منه شجي ومعنى مطلوب‪،‬‬
‫تعلقت املعاني بأعناق القلوب‪ ،‬فتحركت حركة األغصان بالريح الهبوب‪ ،‬فإن جرت الريح‬
‫ً‬
‫عاصفا اضطرب وتقلقل"(‪.)84‬‬ ‫نسيما باملتحرك تشكل‪ ،‬وإن جرت به‬
‫ً‬
‫وشعرا بنصوص مرفقة على مستوى الخطاب العلواني‪،‬‬ ‫وهكذا تأتي فكرة السماع ً‬
‫نثرا‬
‫بحيث تتفاعل فيما بينها وتتالقح بعالقة تكاملية مفسرة ومقنعة‪ ،‬يتضح فيها موقف املتكلم‬
‫بإجازته‪ ،‬وتفسير أسبابه وصوال إلى اإلقناع‪ ،‬إذ يتخذ من النص املرفق آلية تفنيد وإفحام‬
‫للمتلقي املنكر فكرة السماع من خالل استعمال الوسائل البالغية‪ ،‬ففي املثال األول‬
‫(أنكرتم الرقص وهو كذا عند املشائخ إال رقص من غلبا) يأتي اإلخبار باالستثناء ليدفع‬
‫حجة املنكرين السماع والرقص‪ ،‬ويثبت حكم جوازه للعارفين في الوقت ذاته‪ ،‬فالخبر‬
‫"بالنفي واإلثبات‪ ،‬ما هذا إال كذا‪ ،‬وإن هو إال كذا‪ ،‬فيكون لألمر ينكره املخاطب‪ ،‬ويشك‬
‫ّ‬
‫فيه"(‪ )85‬فالعامل الحجاجي في قوله‪( :‬أنكرتم الرقص وهو كذا عند املشائخ إال رقص من‬
‫غلبا)‪ ،‬جاء ليفيد مخالفة رأي املخاطب وعدم صوابية حكمه في الرقص‪ ،‬ويثبت إباحته‬
‫للمستثنى (العارفين) وهم الذين غلبهم الوجد‪ ،‬في حين يستعمل أحمد بن علوان في الشاهد‬
‫الثاني (إن األكارم ال تنهى عن الكرم) حجة ودليال على صوابية رأيه القائل بأن الحركات‬
‫كرم‪ ،‬معتمدا في ذلك على القياس بحيث يتشكل كاآلتي‪:‬‬

‫تدعيم‬ ‫نتيجة‬ ‫مقدمة‬

‫الحر ات يصحبها ذكر هللا‬ ‫إ األ ارم ال تنهى عن الكرم‬ ‫الرقص كرم‬ ‫الحر ات لها كرم‬

‫‪82‬‬
‫بينما نجد في املثال الثالث التجسيد‪ ،‬والتوكيد‪ ،‬والتعجب من حالهم‪ ،‬حججا عليهم‬
‫تدمغهم‪ ،‬وتوضح فكرته‪.‬‬
‫وفي كتاب املهرجان نجده يقول‪" :‬أتنكرون الزعق والصعق‪ ....‬أتنكرون الوارد على‬
‫القلوب‪ ،‬واألسرار بمكاشفة العزيز الجبار‪...‬أال تدرون أيها املنكرون‪ ،‬ما الزعق إال من امتالء‬
‫الزق ‪ ...‬الزاعقون متنعمون متلذذون بأسرار غيب من ال تعلمون ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹﯺﯻﰀﭼ [سورة الزمر‪ ،]9 :‬الزاعق قد غاب مع الحاضرين عن الحاضرين"(‪.)86‬‬
‫وفي سياق التفسير ألسماء هللا الحسنى نجد أن النص املرفق‪ ،‬على مستوى الخطاب‪،‬‬
‫يوضح قصد املتكلم‪ ،‬فبعد أن يشرح أحمد بن علوان أسماء هللا الحسنى(‪ ،)87‬ويفسرها‬
‫صوفيا يوضح من خالله نظرته للكون وللقضايا الصوفية‪ ،‬نجده يعقب على ذلك‬‫ًّ‬ ‫ً‬
‫تفسيرا‬
‫بفصل مستقل ال يتعدى الصفحة‪ ،‬يضع فيه خالصة تفسيره وشرحه بقوله‪ّ " :‬‬
‫عبرنا‬
‫بالحروف املتعلقة بأسماء هللا الحسنى وصفاته‪ ،‬عن اللطائف املتعلقة بنوره وسبحاته‪،‬‬
‫املتمثلة ألوامره وطاعاته‪ ،‬أولئك هم السابقون والكرام املقربون على جهة التشبيه العقلي‬
‫والتمثيل املعنوي‪ ،‬وكذلك نعبر بالحروف املتعلقة باألسماء املتوسطة‪ ،‬عن اللطائف‬
‫املتوسطة التي ال ترتفع هممها إلى االنتظام في سلك البررة الكرام‪ ،‬وال تنخفض إلى االلتئام‬
‫بأهل الفسوق واآلثام‪ ،‬أولئك أصحاب اليمين‪ ،‬وذوو االقتصاد في الدين‪ ،‬وكذلك نعبر‬
‫بالحروف املتعلقة باألسماء الخبيثة‪ ،‬والصفات الشيطانية كأسماء القاذورات‪ ،‬والجيف‬
‫واآلفات والحركات املذمومات‪ ،‬عن اللطائف العاصية‪ ،‬املنقطعة القاصية‪ ،‬املقبلة على‬
‫الشيطان‪ ،‬املعرضة عن الرحمان‪ ،‬أولئك أصحاب الشمال‪ ،‬وأهل البدع والضالل‪ ،‬وكذلك‬
‫نقول عما تنبئ به العقول إن الحروف املتعلقة باألسماء الحسنى‪ ،‬والصفات اإللهية الكبرى‪،‬‬
‫موضوعات وضعها هللا تعالى لها‪ ،‬ال تفارق أسماءه إلى غيرها كالنون املتعلقة باسم الرحمن‪،‬‬
‫ليست هي النون املتعلقة باسم الشيطان"(‪.)88‬‬
‫‪83‬‬
‫فال يمكن أن يفهم القارئ هذا القصد من خالل الصفحات التي فسر فيها أسماء‬
‫هللا‪ ،‬السيما وهو لم يشر إلى تقسيم الحروف املتعلقة بأسماء هللا إلى ثالثة أصناف يقابلها‬
‫ثالثة أصناف من الناس‪ :‬الصنف األول هو الحروف املتعلقة باألسماء والصفات اإللهية‬
‫الكبرى‪ ،‬ويعبر بها عن السابقين‪ ،‬والصنف الثاني هو الحروف املتعلقة باألسماء والصفات‬
‫املتوسطة ويعبر بها عن الكرام البررة‪ ،‬والصنف الثالث الحروف املتعلقة باألسماء الخبيثة‬
‫والصفات الشيطانية‪ ،‬ويعبر بها عن أصحاب الشمال‪ ،‬وبهذا الطرح تغدو أسماء هللا ترجمة‬
‫ً‬
‫غفورا‪.‬‬ ‫فعلية لواقع الدين في سلوك الفرد‪ ،‬فيغدو اإلنسان ر ً‬
‫حيما‪،‬‬

‫وبناء على ما سبق يمكن أن نخلص إلى القول‪ :‬إن الفكر العربي القديم تناول بعض‬
‫آليات النص املرفق تحت عدة مصطلحات‪ ،‬منها‪ :‬التذييل‪ ،‬والتفسير‪ ،‬واإليضاح‪ ،‬والجملة‬
‫التفسيرية وغيرها‪ ،‬وإن النص املرفق في األدب بشكل عام وفي أدب أحمد بن علوان بشكل‬
‫خاص‪ ،‬قد جاء على ثالثة مستويات‪ ،‬على مستوى الكلمة‪ ،‬وعلى مستوى الجملة‪ ،‬وعلى‬
‫مستوى الخطاب‪ ،‬وقد أفاد هذا النص تفسير كثير من املعاني التي يرمي إليها أحمد بن‬
‫علوان ومنها‪ :‬تأكيد الفعل‪ ،‬وتفسير الحال‪ ،‬وشرح فكرة السماع والرقص واإلقناع بها‪،‬‬
‫والدعوة إلى العلم‪ ،‬والرد على رأي مخالف وتفنيده باألدلة‪ ،‬وبيان الحقيقة املحمدية‪،‬‬
‫موضحا األسباب التي جعلت الشيخ أحمد بن علوان يصفها بهذه الصفات‪ ،‬وأنه قد وصفها‬
‫بتلك الصفات سعيا منه لتبرير حبه‪ ،‬وبيان مكانتها وقداستها‪ ،‬زد على ذلك أن النص املرفق‬
‫شرح بعض األلفاظ وبين معانيها‪ ،‬مما يسهل عملية التلقي لدى القارئ لالستدالل والفهم‬
‫ثم االقتناع بذلك‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫الهوامش واإلحاالت‪:‬‬
‫(‪ )1‬أحمد بن علوان‪ ،‬هو أبو الحسن صفي الدين أحمد بن علوان بن عطاف بن يوسف بن‬
‫مطاعن‪ ،‬املشهور بابن علوان‪ ،‬ولد عام (‪600‬ه)‪ ،‬في منطقة ذي الجنان بتعز‪ ،‬وتوفي في منطقة‬
‫يفرس عام (‪665‬ه)‪ ،‬كان أبوه كاتب إنشاء امللك املسعود‪ ،‬عاصر أحمد بن علوان امللك‬
‫املنصور عمر الرسولي مؤسس الدولة الرسولية‪ ،‬وكان له حظوة عنده‪ ،‬عاش حياته متصوفا‬
‫حتى لقب بجوزي اليمن‪ ،‬ألف من الكتب‪ :‬الفتوح‪ ،‬واملهرجان‪ ،‬والبحر املشكل‪ ،‬والتوحيد‬
‫األعظم‪ .‬ينظر‪ :‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪،‬تح‪ :‬عبد العزيز سلطان املنصوب‪ ،‬بيروت‪ ،‬سلسلة‬
‫الصفاء‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪،‬ط‪ ،40،41 :1995 ،2‬وينظر‪:‬أبو عبدهللا محمد بن يعقوب الجندي‬
‫السكسكي (ت ‪732‬ه)‪ ،‬السلوك في تاريخ العلماء وامللوك‪ ،‬تح‪ :‬محمد بن علي بن الحسين‬
‫الح َوالي‪ ،‬صنعاء مكتبة اإلرشاد‪،‬د‪ .‬ط‪ .‬د‪ .‬ت‪.396/1 :‬‬
‫األكوع ِّ‬
‫(‪ )2‬نقال عن‪ :‬محمد خطابي‪ ،‬لسانيات النص «مدخل إلى انسجام النص»‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪1991 ،1‬م‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬عبد السالم عشير‪ ،‬عندما نتواصل نغير‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،2006 ،‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )4‬يحيى بن حمزة‪ ،‬الطراز‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬املكتبة العصرية‪،‬ط‪ ،2002 ،3/1‬ص‪،63‬‬
‫‪.64‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪:‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ ،‬تر‪ :‬قص ي العتابي‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪2010‬م‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬عبدالحق بلعابد‪ ،‬عتبات ‪ -‬جيرار جينيت من النص إلى املناص‪ ،‬الدار العربية للعلوم‬
‫ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )7‬أبو هالل العسكري‪ ،‬كتاب الصناعتين‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد البجاوي‪ ،‬ومحمد أبو الفضل إبراهيم‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1952 ،1‬ص‪.371‬‬
‫(‪ )8‬يحي بن حمزة‪ ،‬الطراز‪.62/3 :‬‬

‫‪85‬‬
‫(‪ )9‬بدر الدين بن مالك الشهير بابن الناظر‪،‬املصباح في املعاني والبيان والبديع‪ ،‬تح‪ :‬حسني‬
‫عبدالجليل يوسف‪ ،‬مكتبة اآلداب ومطبعتها بالجماميز‪ ،‬مصر‪،‬ط‪ ،1989 ،1‬ص‪.217‬‬
‫(‪ )10‬بدر الدين محمد الزركش ي‪ ،‬البرهان في علوم القرآن‪ ،‬تح‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬مكتبة دار‬
‫التراث‪ ،‬القاهرة د‪ .‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.68/3 ،‬‬
‫(‪ )11‬ابن أبي اإلصبع‪ ،‬بديع القرآن‪ ،‬تح‪ :‬حفني محمد شرف‪ ،‬مكتبة نهضة مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪،1957 ،‬‬
‫ص‪.155‬‬
‫(‪ )12‬علي صدر الدين معصوم املدني (ت‪ 1120‬هـ)‪ ،‬أنوار الربيع في أنواع البديع‪ ،‬حققه‪ ،‬شاكر هادي‬
‫شكر‪ ،‬العراق‪ ،‬مطبعة النعمان‪ ،‬النجف‪ ،‬ط‪.31 /6 :1996 ،1‬‬
‫(‪ )13‬ينظر‪:‬املصدر نفسه ‪40. /3:‬‬
‫(‪ )14‬ينظر‪ :‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪،81/ 1 :‬‬
‫‪ ،162 /3‬وينظر‪ :‬األصول في النحو‪ ،‬أبوبكر محمد بن سهل السراج (ت ‪316‬ه)‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫الحسين الفتلي‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،70 /1 :‬ينظر‪ :‬املبرد‪ ،‬املقتضب‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫الخالق عضيمة‪ ،‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ت‪.188 /1 :‬‬
‫(‪ )15‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪.162 /3 :،‬‬
‫(‪ )16‬ابن مالك (جمال الدين محمد بن عبدهللا) املعروف بابن مالك (ت ‪672‬ه)‪ ،‬تسهيل الفوائد‬
‫وتكميل املقاصد‪ ،‬تح‪ :‬محمد كامل بركان‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر‪ :‬ليبيا‪،1968 ،‬‬
‫ص‪.113‬‬
‫(‪ )17‬بدر الدين بن مالك‪ ،‬املصباح في املعاني والبيان والبديع‪ ،‬تح‪ :‬حسن عبد الجليل‪ ،‬مكتبة اآلداب‬
‫ومطبعتها بالجاميز‪ ،‬ط‪ ،1989 ،1‬ص‪.216‬‬
‫(‪ )18‬ينظر‪ :‬ابن هشام األنصاري‪ ،‬مغني اللبيب‪ ،‬تح‪ :‬مازن املبارك‪ ،‬ومحمد علي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ط‪.446 /2 :1964 ،1‬‬
‫(‪ )19‬عبد الوهاب بكير‪ ،‬النحو العربي‪ ،‬الشركة التونسية للتوزيع‪ ،‬تونس‪ ،1971 ،‬ص‪.208‬‬

‫‪86‬‬
‫(‪ )20‬ابن حجة الحموي‪ ،‬خزانة األدب وغاية األرب‪ ،‬تح‪ :‬عصام شعيتو‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار مكتبة‬
‫الهالل‪ ،‬ط‪.242/1 :1987 ،1‬‬
‫(‪ )21‬عبدهللا صولة‪ ،‬الحجاج في القرآن من خالل أهم خصائصه األسلوبية‪ ،‬دار الفارابي‪ ،‬بيروت‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪.355 ،352 ،351 :2007 ،2‬‬
‫(‪ )22‬املرجع نفسه‪.354 :‬‬
‫(‪ )23‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫(‪ )24‬ينظر‪ :‬ابن البناء املراكش ي العددي‪ ،‬الروض املريع في صناعة البديع‪ ،‬تح‪ :‬رضوان بن شفرون‪،‬‬
‫دار النشر املغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1985 ،‬ص‪.151‬‬
‫(‪ )25‬علي صدر الدين معصوم املدني‪ ،‬أنوار الربيع في أنواع البديع‪.31/6 :‬‬
‫(‪ )26‬يحيى بن حمزة‪ ،‬الطراز‪.44/2 ،‬‬
‫(‪ )27‬ينظر‪ :‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ :‬ص‪.45‬‬
‫(‪ )28‬شمس الدين محمد الكرماني (ت ‪786‬هـ)‪ ،‬تحقيق الفوائد الغياثية‪ ،‬تحقيق علي العوفي‪ ،‬مكتبة‬
‫والحكم‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هـ‪.365/1 :‬‬
‫العلوم ِّ‬
‫(‪ )29‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬تح‪ :‬محمود شاكر‪ ،‬مطبعة املدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪ ،1992‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )30‬ينظر‪ :‬أبو يعقوب يوسف السكاكي (ت ‪626‬هـ) مفتاح العلوم‪ ،‬ضبطه نعيم زرزور‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1987 ،2‬ص‪.284‬‬
‫(‪ )31‬ينظر‪ :‬شمس الدين محمد الكرماني‪ ،‬تحقيق الفوائد الغياثية‪ ،‬ص‪.376‬‬
‫(‪ )32‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫(‪ )33‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.499‬‬
‫(‪ )34‬السياق اللغوي لهذه اللفظة يبين أنها كتبت تصحيفا والصحيح‪ :‬ينطبق‪.‬‬
‫(‪ )35‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم املبلغ من ال يعلم رتبة من يعلم‪ ،‬تح‪ :‬عبد العزيز سلطان‬
‫املنصوب‪ ،‬سلسلة الصفاء‪ ،‬ط‪ ،2004 ،3‬ص‪.349 ،348‬‬

‫‪87‬‬
‫(‪ )36‬ينظر‪ :‬عبدهللا صولة‪ ،‬الحجاج في القرآن‪ ،‬ص‪.312 ،311‬‬
‫(‪ )37‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.320‬‬
‫(‪ )38‬ينظر‪:‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬ص‪.136 ،135‬‬
‫(‪ )39‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.442‬‬
‫(‪ )40‬شمس الدين محمد الكرماني‪ ،‬تحقيق الفوائد الغياثية‪ ،‬ص‪.368‬‬
‫(‪ )41‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬معترك األقران في إعجاز القرآن‪ ،‬تح‪ :‬أحمد شمس الدين‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط‪.279 /1 :1988 ،1‬‬
‫(‪ )42‬ينظر‪ :‬عبدهللا صولة‪ ،‬الحجاج في القرآن الكريم‪ ،‬ص‪.372‬‬
‫(‪ )43‬ينظر‪ :‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.367‬‬
‫(‪ )44‬ينظر‪ :‬يحي ابن حمزة‪ ،‬الطراز‪ ،62/3 :‬بدر الدين محمد الزركش ي‪ ،‬البرهان‪.64 – 57/3 :‬‬
‫(‪ )45‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫(‪ )46‬ابن حجة الحموي‪ ،‬خزانة األدب وغاية األرب‪.242 /1 :‬‬
‫(‪ )47‬ينظر‪ :‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.273‬‬
‫(‪ )48‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.278‬‬
‫(‪ )49‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.279‬‬
‫(‪ )50‬ينظر‪ :‬محمد مشبال‪ ،‬الحجاج والتأويل في النص السردي عند الجاحظ‪ ،‬النادي األدبي الثقافي‬
‫بالقصيم‪ ،‬السعودية‪ ،‬دار محمد علي الحامي‪ ،‬تونس‪ ،‬دار التنوير للطباعة والنشر‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫ط‪ ،2015 ،1‬ص‪.15 ،14‬‬
‫(‪ )51‬ينظر‪ :‬أحمد بن علوان‪،‬التوحيد األعظم‪ :‬ص‪ ،334 ،332 ،215 ،82‬وينظر‪ :‬أحمد بن علوان‪،‬‬
‫الفتوح‪ :‬ص‪.426 ،247 ،216‬‬
‫(‪ )52‬ينظر‪ :‬شكري املبخوت‪ ،‬إنشاء النفي وشروطه النحوية الداللية‪ ،‬مجلة النشر الجامعي‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب والفنون اإلنسانية جامعة منوبة‪ ،‬تونس‪ ،2006 ،‬ص‪.421‬‬

‫‪88‬‬
‫(‪ )53‬أحمد بن علوان‪ ،‬املهرجان والبحر املشكل الغريب املظهر لكل سر عجيب لكل عارف لبيب‪ ،‬تح‪:‬‬
‫عبد العزيز سلطان املنصوب‪ ،‬سلسلة الصفاء‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط‪،1995 ،2‬‬
‫ص‪.30‬‬
‫(‪ )54‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.307‬‬
‫(‪ )55‬ينظر‪ :‬عبدهللا الفالحي‪ ،‬املعرفة والوجود في فلسفة أحمد بن علوان الصوفية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬قسم الفلسفة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،1996 ،‬ص‪.191‬‬
‫(‪ )56‬عبد الرزاق الكاشاني‪ ،‬اصطالحات الصوفية‪ ،‬تح‪ :‬عبدالعال شاهين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار املنار‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1992‬م‪ :‬ص‪.347‬‬
‫(‪ )57‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫(‪ )58‬أحمد بن علوان‪ ،‬املهرجان والبحر املشكل‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫(‪ )59‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.241‬‬
‫(‪ )60‬نفسه‪.335 ،334 ،‬‬
‫(‪ )61‬ينظر‪ :‬محمد بازي‪ ،‬تقابالت النص وبالغة الخطاب نحو تأويل تقابلي‪ ،‬الدار العربية للعلوم‬
‫ناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )62‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )63‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.308‬‬
‫(‪ )64‬املصدر نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )65‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.312 ،311‬‬
‫(‪ )66‬ينظر‪ :‬عبد الكريم القشيري‪ ،‬الرسالة القشيرية‪ ،‬تح‪ :‬عبدالكريم عطاء‪ ،‬تعليق عبد الحليم‬
‫محمود‪ ،‬مكتبة أبي حنيفة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.575 ،574‬‬
‫(‪ )67‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ :‬ص‪.172 ،171‬‬
‫(‪ )68‬ينظر‪ :‬سعيد يقطين‪ ،‬انفتاح النص الروائي النص‪ ،‬املغرب الدار البيضاء‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪،‬‬
‫ط‪ ،2006 ،3‬ص‪.100‬‬

‫‪89‬‬
‫(‪ )69‬ينظر‪ :‬شربل داغر‪ ،‬التناص سبيال إلى دراسة النص الشعري‪ ،‬مجلة فصول‪ ،‬الهيئة املصرية‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬مج ‪ 16‬ع‪ ،1‬ص‪.133‬‬
‫(‪ )70‬ينظر‪:‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ :‬ص‪.238 - 235‬‬
‫سيال هستو سبهساهو افور‪.‬‬ ‫(‪ )71‬وفي تحقيق القيري‪ :‬إشراق ساقي سباهستو سابور‬
‫سابور‪ /‬شابور‪ :‬املشبورة املرأة الجميلة‪ ،‬والسابور الجمال والحسن‪( ،‬وسيال)‪ ،‬وأرى أن الصحيح‬
‫سيالء حتى يستقيم الوزن‪( ،‬شبهشاهون)‪ ،‬اختالف الروايتين بين عبد العزيز املنصوب‪،‬‬
‫والقيري‪ ،‬جعلني أرجح أنها شهنشاهين‪ ،‬جاء في لسان العرب أنها تعني ملك امللوك؛ ألن الشاه‬
‫امللك‪ ،‬وشاهان شاه‪ ،‬ملك امللوك‪ ،‬وقد حذف األعش ى األلف فقال‪:‬‬
‫َ َ‬
‫وكسرى شهنشاه الذي راح ملكه له ما اشتهى راح عتيق وزنبق‪،‬‬
‫سهنساه‪ :‬تعني ادخل معنا‪ ،‬واذهب معنا‪ ،‬وقيل الش يء إذا لم يكن بعده ش يء قلت‪ :‬افعل هذا‬
‫سهنساه‪ ،‬افعله آخر كل ش يء‪ ،‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ش و ه‪ ،‬س ن ه)‪ ،‬ونجد هذه‬
‫اللفظة أيضا عند الشاعر املؤيد الشيرازي (‪470‬ه) يقول‪:‬‬
‫من نائبات الدهر لي م تصما (ديوان املؤيد‪ ،‬ص‪.)318‬‬ ‫ج لت شاهنشاهنا امل ظما‬
‫(‪ )72‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪.168 ،‬‬
‫(‪ )73‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.153 ،152‬‬
‫(‪ )74‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫ًّ‬
‫وموسيقيا مع قافية‬ ‫(‪ )75‬قانون هكذا وردت في الفتوح‪ ،‬والصواب قانونا‪ ،‬أو قانوني لتنسجم ًّ‬
‫نحويا‬
‫القصيدة‪.‬‬
‫(‪ )76‬أحمد بن علوان‪،‬الفتوح‪.108 ،107 ،‬‬
‫(‪ )77‬زات‪ ،‬هذه اللفظة وردت في بعض قصائد الشاعر والسياق يدل على أنها ذات‪ ،‬ينظر‪ :‬الفتوح‪،‬‬
‫ص‪.115 ،107‬‬
‫(‪ )78‬ينظر‪ :‬جميل سلطان محمد عثمان‪ ،‬شعر التصوف عند أحمد بن علوان‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫قسم اللغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪ ،2002 ،‬ص‪.42‬‬

‫‪90‬‬
‫(‪ )79‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.110 ،109‬‬
‫(‪ )80‬أحمد بن علوان‪ ،‬املهرجان والبحر املشكل الغريب املظهر لكل سر عجيب لكل عارف لبيب‪:‬‬
‫ص‪.118‬‬
‫(‪ )81‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.444‬‬
‫(‪ )82‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.445‬‬
‫(‪ )83‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫(‪ )84‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬ص‪.444‬‬
‫(‪ )85‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪.332 /1 ،‬‬
‫(‪ )86‬ينظر‪ :‬أحمد بن علوان‪ ،‬املهرجان والبحر املشكل‪ ،‬ص‪.47- 39‬‬
‫(‪ )87‬ينظر‪ :‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم‪ ،‬ص‪.118 – 77‬‬
‫(‪ )88‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬ابن أبي اإلصبع‪ ،‬بديع القرآن‪ ،‬تح‪ ،‬حفني محمد شرف‪ ،‬مكتبة نهضة مصر‪ ،‬ط‪.1957 ،1‬‬
‫‪ .2‬ابن البناء املراكش ي العددي‪ ،‬الروض املريع في صناعة البديع‪ ،‬تح‪ :‬رضوان بن شفرون‪ ،‬دار‬
‫النشر املغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬د‪ .‬ط‪.1985 ،‬‬
‫‪ .3‬ابن حجة الحموي‪ ،‬خزانة األدب وغاية األرب‪ ،‬تح‪ :‬عصام شعيتو‪ ،‬دار مكتبة الهالل‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ .4‬ابن مالك (جمال الدين محمد بن عبدهللا) املعروف بابن مالك (ت ‪672‬ه)‪ ،‬تسهيل الفوائد‬
‫وتكميل املقاصد‪ ،‬تح‪ :‬محمد كامل بركان‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫‪.1968‬‬
‫‪ .5‬ابن هشام األنصاري‪ ،‬مغني اللبيب‪ ،‬تح‪ :‬مازن املبارك‪ ،‬ومحمد علي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1964‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ .6‬أبو عبدهللا محمد بن يعقوب الجندي السكسكي (ت ‪732‬ه)‪ ،‬السلوك في تاريخ العلماء وامللوك‪،‬‬
‫الح َوالي‪ ،‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪ ،‬دط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫تح‪ ،‬محمد بن علي بن الحسين األكوع ِّ‬
‫‪ .7‬أبو هالل العسكري‪ ،‬كتاب الصناعتين‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد البجاوي‪ ،‬ومحمد أبو الفضل إبراهيم‪،‬‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.1952 ،1‬‬
‫‪ .8‬أبو يعقوب يوسف السكاكي (ت ‪626‬هـ)‪ ،‬مفتاح العلوم‪ ،‬ضبطه نعيم زرزور‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1987 ،2‬‬
‫‪ .9‬أحمد بن علوان‪ ،‬الفتوح‪ ،‬تح‪ :‬عبد العزيز سلطان املنصوب‪ ،‬سلسلة الصفاء‪ ،‬دار الفكر‬
‫املعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1995 ،2‬‬
‫‪ .10‬أحمد بن علوان‪ ،‬التوحيد األعظم املبلغ من ال يعلم رتبة من يعلم‪ ،‬تح‪ :‬عبدالعزيز سلطان‬
‫املنصوب‪ ،‬سلسلة الصفاء‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2004 ،3‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬أحمد بن علوان‪ ،‬املهرجان والبحر املشكل الغريب املظهر لكل سر عجيب لكل عارف لبيب‪ ،‬تح‪:‬‬
‫عبد العزيز سلطان املنصوب‪ ،‬سلسلة الصفاء‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1995 ،2‬‬
‫‪ .12‬األصول في النحو‪ ،‬أبوبكر محمد بن سهل السراج (ت ‪316‬ه)‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحسين الفتلي‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .13‬بدر الدين بن مالك الشهير بابن الناظر‪ ،‬املصباح في املعاني والبيان والبديع‪ ،‬تح‪ ،‬حسني عبد‬
‫الجليل يوسف‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة اآلداب ومطبعتها بالجماميز‪ ،‬ط‪.1989 ،1‬‬
‫‪ .14‬بدر الدين محمد الزركش ي‪ ،‬البرهان في ي فعلوم القرآن‪ ،‬تح‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬مكتبة‬
‫دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ .15‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬معترك األقران في إعجاز القرآن‪ ،‬تح‪ :‬أحمد شمس الدين‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪. 1988 ،1‬‬
‫‪ .16‬جميــل ســلطان محمــد عثمــان‪ ،‬شــعر التصــوف عنــد أحمــد بــن علــوان‪ ،‬رســالة ماجســتير‪ ،‬قســم‬
‫اللغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‪ ،‬جامعة آل البيت األردن‪.2002 ،‬‬
‫‪ .17‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ ،‬تر‪ :‬قص ي العتابي‪ ،‬الدار العربية للعلوم ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ .18‬عبــدالحق بلعابــد‪ ،‬عتبــات جي ـرار جينيــت مــن الــنص إلــى املنــاص‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم ناشــرون‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ .19‬سعيد يقطين‪ ،‬انفتاح النص الروائي النص‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪.2006 ،3‬‬
‫‪ .20‬سيبويه‪ ،‬الكتاب‪ ،‬تح عبد السالم هارون‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .21‬شــربل داغــر‪ ،‬التنــاص ســبيال إلــى دراســة الــنص الشــعري‪ ،‬مجلــة فصــول‪ ،‬الهيئــة العامــة املصــرية‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مج ‪ ،16‬ع‪.1997 ،3‬‬
‫‪ .22‬شــكري املبخــوت‪ ،‬إنشــاء النفــي وشــروطه النحويــة الدالليــة‪ ،‬تــونس‪ ،‬مجلــة النشــر الجــامعي‪ ،‬كليــة‬
‫اآلداب والفنون اإلنسانية جامعة منوبة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .23‬شمس الدين محمد الكرماني (ت ‪786‬هـ)‪ ،‬تحقيق الفوائد الغياثيـة‪ ،‬تحقيـق علـي العـوفي‪ ،‬مكتبـة‬
‫والحكم‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هـ‪.‬‬
‫العلوم ِّ‬
‫‪ .24‬عبد الرزاق الكاشاني‪ ،‬اصطالحات الصوفية‪ ،‬تح‪ :‬عبدالعال شاهين‪ ،‬دار املنار‪ ،‬القـاهرة‪ ،‬ط(‪،)1‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬عبد السالم عشير‪،‬عندما نتواصل نغير‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬املغرب‪ ،‬د‪.‬ط‪.2006 ،‬‬
‫‪ .26‬عبــد القــاهر الجرجــاني‪ ،‬دالئــل اإلعجــاز‪ ،‬الجرجــاني‪ ،‬تــح‪ :‬محمــود شــاكر‪ ،‬مطبعــة املــدني‪ ،‬القــاهرة‪،‬‬
‫ط‪.1992 ،3‬‬
‫‪ .27‬عبــد الكــريم القشــيري‪ ،‬الرســالة القشــيرية‪ ،‬تــح‪ :‬عبــدالكريم عطــاء‪ ،‬تعليــق عبــد الحلــيم محمــود‪،‬‬
‫مكتبة أبي حنيفة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .28‬عبد الوهاب بكير‪ ،‬النحو العربي‪ ،‬الشركة التونسية للتوزيع‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬ط‪.1971 ،‬‬
‫‪ .29‬عب ــدهللا الفالح ــي‪ ،‬املعرف ــة والوج ــود ف ــي فلس ــفة أحم ــد ب ــن عل ــوان الص ــوفية‪ ،‬رس ــالة ماجس ــتير‪،‬‬
‫الفلسفة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الكوفة‪.1996 ،‬‬
‫‪ .30‬عب ــدهللا ص ــولة‪ ،‬الحج ــاج ف ــي الق ـرآن م ــن خ ــالل أه ــم خصائص ــه األس ــلوبية‪ ،‬بي ــروت دار الف ــارابي‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪.2007 ،2‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ .31‬عل ــي ص ــدر ال ــدين معص ــوم امل ــدني (ت‪1120‬ه ــ)‪ ،‬أن ــوار الربي ــع ف ــي أن ــواع الب ــديع‪ ،‬ت ــح‪ ،‬ش ــاكر ه ــادي‬
‫شكر‪ ،‬مطبعة النعمان‪ ،‬النجف‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .32‬محمــد بــازي‪ ،‬تقــابالت الــنص وبالغــة الخطــاب نحــو تأويــل تقــابلي‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم ناشــرون‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪ .33‬محمد خطابي‪ ،‬لسانيات النص ‪ -‬مدخل إلى انسجام النص‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ .34‬محمـ ــد مشـ ــبال‪ ،‬الحجـ ــاج والتأويـ ــل فـ ــي الـ ــنص السـ ــردي عن ـ ـد الجـ ــاحظ‪ ،‬النـ ــادي األدبـ ــي الثقـ ــافي‬
‫بالقصيم‪ ،‬السعودية‪ ،‬دار محمد علي الحامي‪ ،‬تونس‪ ،‬دار التنوير للطباعة والنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ .35‬املبرد‪ ،‬املقتضب‪ ،‬تح‪ :‬عبد الخالق عضيمة‪ ،‬لجنة إحياء التراث اإلسالمي مصر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .36‬يحــي ابــن حمــزة العل ــوي‪ ،‬الط ـراز‪ ،‬تــح‪ ،‬عبــد الحمي ــد هنــداوي‪ ،‬املكتبــة العصــرية‪ ،‬الق ــاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2002‬‬

‫‪‬‬

‫‪94‬‬

You might also like