You are on page 1of 11

‫تحليل الخطاب‪ ..

‬مقدمة للقارئ العربي‬


‫‪ ١٧‬تشرين األول (أكتوبر) ‪ ، ٢٠٠٧‬بقلم الدكتور عبد القادر سالمي‬

‫تقديم‪:‬‬

‫مصطلحات كل علم تاليةٌ له في الوجود‪ ،‬وكلّما تقدّم العلم إالَّ ونمت مصطلحاته‪ ،‬وتحدَّدت معانيها‪ ،‬م ّما‬
‫تصوراته; ومصطلحاته‪ ،‬وإذا لم يفعل‬ ‫ُّ‬ ‫الر ُجوع إلى ذاته لتأ ُّملها ومساءلتها بمناقشة‬
‫يفرض على العلم حتميَة; ُّ‬
‫ذلك فالتاريخ كفي ٌل بأنْ يقو َم بهذا العمل‪ ،‬م ّما يفضحه أمام ذاته وأمام اآلخرين‪.‬‬

‫ض من الموروث النقدي‬‫وتسعى هذه المساءلة‪ ،‬التي أحسبها مقدمة للقارئ العربي‪ ،‬إلى استنطاق بع ٍ‬
‫والمصطلحي العربي والغربي من منظور معجمي وداللي وتنظيري بما يكفل الوقوف على دالالت‪ :‬النص‬
‫والخطاب وما يعتريهما من تداخل وتالزم مع ك ٍّل من التحليل والنّقد والقراءة‪.‬‬

‫هذا وأخشى أن أكون في تقديمي; لهذا البحث مث ُل الذي آخذه على المشتغلين في حقل الدراسات اللسانية‬
‫والنقدية من االختالط والتراكم وغياب النّسق‪ ،‬وإذن تكون مداخلتي هذه دليالً ذاتيا ً على الموضوع الذي‬
‫ض ْير‪ ،‬ألنّ مطلق التصريح بهذا الوعي الذاتي خطوةً نحو تجاوز هذا الوضع‪.‬‬‫تتصدّى له‪ ،‬وال َ‬
‫أوالُ‪ :‬بين النص والخطاب‪:‬‬

‫‪-1‬النص‪:‬‬

‫الحديث إلى فالن‪َ :‬رفَعه‬ ‫َ‬ ‫‪:‬نص‬


‫َّ‬ ‫وارتفاع وانتهاء في الشيء‪ .‬يقا ُل‬ ‫ٍ‬ ‫صاد أصل صحيح يد ّل على َر ْف ٍع‬ ‫النّون وال ّ‬
‫َصباً‪.‬‬ ‫صا ً على بعيره‪ ،‬أي ُم ْنت ِ‬ ‫صةُ; ال َع ُروس منه أيضاً‪ .‬وباتً فُالَنٌ ُم ْنتَ ّ‬ ‫س ْير أَ ْرفَ ُعه‪ .‬و ِمنَ َّ‬‫ص في ال َّ‬ ‫إليه‪ .‬والنَّ ُّ‬
‫تستخرج ما عنده‪ .‬وهو‬ ‫َ‬ ‫ص ْيتُ مسألتَه عن الشيء حتّى‬ ‫ت ال َّر ُج َل‪ :‬است ْق َ‬ ‫ص ُ;‬ ‫ص ك ِّل شيء‪ُ :‬م ْنتَهاهُ‪ .‬ونَ َ‬
‫ص ْ‬ ‫ونَ ُّ‬
‫ض إذا َه َّم‬ ‫صةُ‪ :‬إثباتُ البعير ُر ْكبَتَ ْيه; في األر ِ‬ ‫صنَ َ‬‫القياس‪،‬ألنّك تبتغي بُلُو َغ النِّهاية‪ .‬ومن هذه الكلمة النَّ ْ‬ ‫ُ‬
‫فيع‪.‬‬
‫ض ٍع َر ٍ‬
‫ش ْعر ال َّرأس‪ ،‬وهي على َم ْو ِ‬ ‫ْ‬ ‫صة من َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صة‪ :‬القَ َّ‬ ‫صة‪ ;:‬التَّ ْحريكُ‪ .‬والنُّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫صنَ َ‬ ‫بالنُّ ُهوض‪ .‬والنَّ ْ‬
‫ومن المنظور االصطالحي‪ ،‬فإن النص "نسج تتخلّله جملة من الوحدات الدالة والمفاهيم القائمة"‪ ،‬وهو‬
‫تعريف "روالن برث"‪ .‬وانطالقا من تعريف النص المقترح من "تودوروف فإن النص ال يقع في المستوى‬
‫نفسه الذي تقع فيه الجملة‪ ،‬كما أنه ال يقع موقعها من حيث المفهوم‪ .‬وعلى هذا األساس فإن النص يجب‬
‫أن يتميز; عن الفِ ْقرة باعتبارها وحدة نمطية; من عدة جمل‪ ،‬لذا‪ ،‬يمكن عدُّها عالمة من عالمات الترقيم‪ .‬كما‬
‫النص في تص ّور "تودوروف" يتحدّد باستقالليته وانغالقه (أي له بداية ونهاية)‪ ،‬كما أنّه ذو محتوى‬ ‫ّ‬ ‫أنّ‬
‫ع ليس له‬ ‫داللي متجانس متكامل‪ ،‬ويمتاز بالوضوح‪ ،‬بينما سعى بنفنيست" إلى القول بأنّ ‪" :‬الجملة إبدا ٌ‬
‫ع بدون حدود‪ ،‬وهي الحياة نفسها للغة في أثناء الفعل"‪.‬‬
‫تعريف‪ ،‬وتن ّو ٌ‬

‫النص "مد َّونة حدث كالمي ذي وظائف متعدّدة"‪ ،‬وذلك على ال ّرغم من‬
‫ّ‬ ‫كما انتهى محمد مفتاح إلى أنَّ‬
‫"للنص تعاريف عديدة تعكس توجهات معرفية ونظرية; ومنهجية مختلفة"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إقراره المبدئي بأنَّ‬

‫فبوصفه‪:‬‬

‫‪" ‬مد َّونة كالمية"‪ ،‬يعني أنّه ليس صورة فوتوغرافية أو رسما أو عمارة أو زيّاً‪ ،‬وإن استعان الدَّارس‬
‫برسم الكتابة وفضائها وهندستها في التحليل‪.‬‬
‫‪" ‬حدث"‪ :‬يقع في زمان ومكان معيّن ْين ال يعيد نفسه إعادة مطلقة مثله في ذلك مثل الحدث التاريخي‪.‬‬

‫‪" ‬تواصلي"‪ :‬يهدف إلى إيصال معلومات ومعارف ونقل تجارب إلى المتلقي‪.‬‬

‫للنص اللغوي هي تلك التي تقيم عالقات بين أفراد‬


‫ّ‬ ‫‪" ‬تفاعلي"‪ :‬على اعتبار أنَّ أهم وظائفه التفاعلية‬
‫المجتمع وتحافظ عليها‪ ،‬علما ً بأنّ الوظيفة التواصلية في اللغة ليست ك ّل شيء‪.‬‬

‫‪" ‬مغلق"‪ :‬ونقصد انعالق سمته الكتابية األيقونية التي لها بداية ونهاية‪ ،‬ولكنّه من الناحية المعنوية; هو‪:‬‬

‫‪" ‬توالدي"‪ :‬كون الحدث اللغوي ليس منبثقا ً من عدم‪ ،‬وإنّما هو متولّد من أحداث تاريخية ونفسانية;‬
‫ولغوية‪ ،‬وتتناسل; منه أحداث لغوية الحقة به‪.‬‬

‫تلك هي أهم "المقومات الجوهرية األساسية "للنص من وجهة نظر بنيوية‪ ،‬واجتماعية أدبية‪ ،‬ونفسية‬
‫داللية‪ ،‬ووفق منظور تحليل الخطاب"‪.‬‬

‫فالنص إذن‪ ،‬منعكس لثقافة المجتمع بكافة شبكاته المعقدة عبر التاريخ والجغرافية والعالقات بين األفراد‬
‫أي أنه ذاكرة ملخصة للنظام المعرفي للمجتمع‪ .‬فالنص أيا كان هو مجموعة من العالقات اللغوية التي تخدم‬
‫فكرة أو مجموعة أفكار أو مفاهيم قابلة للتفسير والشرح والتأويل مما يمهد لتطويع النص لقراءات جديدة‬
‫أو تأكيد قراءة ما‪.‬‬

‫‪ -2‬الخطاب‪:‬‬

‫والخ ْطب‪ :‬األمر‬


‫َ‬ ‫والخ ْطبَةُ من ذلك‪ ،‬وهي‪ :‬الكالم ال َم ْخطُ ُ‬
‫وب به‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ :‬يقال خاطَبَهُ‪ ،‬يُ َخ ِ‬
‫اطبُهُ ِخطاباً‪،‬‬ ‫لغة‪ :‬من َخطَ َ‬
‫طاب ال يكونُ فيه‬
‫ص ُل ال ِخطاب‪ :‬أي ِخ ٌ‬ ‫راج َعة‪ .‬وفَ ْ‬
‫س َّمى بذلك لما يق ُع فيه من التَّخاطُب وال ُم َ‬ ‫يق ُع‪ ،‬وإنَّما يُ َ‬
‫اب ُم ِم ٌّل‪.‬‬
‫س َه ٌ‬
‫اختِصا ٌر ُمخ ٌّل وال إ ْ‬‫ْ‬

‫سالةُ‪ ،‬وهو م ّما‬ ‫والخطَ ُ‬


‫اب‪ :‬ال ِّر َ‬ ‫ِ‬ ‫شفَهية أو َم ْكتُوبة أو َم ْرئِيَة‪،‬‬
‫وهو في االصطالح‪ :‬الكالم بين اثنين بوساطة َ‬
‫أق ّره َم ْجم ُع اللغة العربية بالقاهرة‪.‬‬

‫سانِية متع ّد ُد المفاهيم‪ْ ،‬إذ يُمكن أن يكون‪:‬‬


‫وهو في عرف ج‪ .‬دوبوا من وجهة نَظَ ٍر ل َ‬
‫‪ -1‬الكالم‬

‫‪ -2‬مرادف للملفوظ‬

‫‪ -3‬ملفوظ أكبر من الجملة‬

‫فإذا وقفنا على هذه المفاهيم الثالثة‪ ،‬ألفينا روالن بارث نتصر; للتحديد الثالث‪ ،‬ويتّخذه مرتكزاً لتحليله‬
‫البنيوي‪ ;،‬فمن وجهة نظر القواعد فهو سلسلة متتالية من الجمل‪ .‬ولكن التحليل اللساني للخطاب ينطلق من‬
‫التعريف الثاني (خطاب‪ /‬ملفوظ)‪ ،‬إذ المنطلق يضع حدوداً للطرح بين ما هو لساني وغير لساني‪ ،‬ذلك ألنّ‬
‫اللسانيات تسعى لمعالجة الملفوظات المجتمعة‪ ،‬ودراسة مسارها عندما تحدّد قواعد للخطاب وقوانين‪،‬‬
‫وتصفه وصفا ُ معقوالً وقابالً للمالحظة والتأ ّمل كسلسلة متتالية من الجمل‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬لماذا اعتماد الخطاب المكتوب دون المنطوق؟‬


‫اللغة نظام‪ .‬والنّظام اللغوي أنماطٌ عرفية تنتظم في األصوات والكلمات والتراكيب للتعبير عن المعاني‬
‫والتجارب واألحداث والمشاعر‪ .‬أ ّما األنماط‪ ،‬فهي صور المفردات‪ ،‬نحو (فَ َع َل‪ ،‬فُ ِع َل) وبالنسبة; لألسماء‬
‫(المج ّرد والمزيد)‪ .‬فاألنماط إذن‪ :‬صيغ تواضع عليها األفراد في مجتمع ما وتنتظم فيها األصوات والكلمات‬
‫س"‪ ،‬أي أنّ ك ّل حرف يأخذ موضعه‬ ‫(إذ ال يمكن أن نقول مثالً في "ال َم ْجلِس" (على وزن َم ْف ِعل) "ت ََجلَّ َ‬
‫ال ُمحدّد من الصيغة‪.‬‬

‫وبنا ًء على ما سبق يمكن أن نجمل مستويات األداء اللغوي في ثالثة أمور أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ -1‬األداء العا ّمي‪ :‬الذي ينقل ما في الحياة اليومية بتراكيب وأصوات فيها االضطراب وال ُع ْجمة‪.‬‬

‫الصحة فحسب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬األداء العلمي لنقل األفكار‪ ،‬ويكون بأصوات وتراكيب تعتمد‬

‫‪ -3‬المستوى الفنّي لنقل التجارب‪ :‬ويظهر في أصوات وتراكيب تعتمد الفصاحة والبالغة‪ ،‬إذ يجب أن نختار‬
‫(ترحم‪ ،‬أس ًى‪ ،‬رثاء)‪ ،‬وأن نختار التعبير الصحيح البليغ والعبارة‬
‫ّ‬ ‫األغراض المناسبة لهذا الفن أو ذاك‬
‫المؤثّرة قصد التأثير بأساليب فنية تناسب المقام وتعتمد ضوابط مشتركة; توافق القياس وال ّ‬
‫سماع‪.‬‬

‫إن اللغة مجموعة من العناصر اللغوية التي يعتمدها المتكلم أو الكاتب في صياغته نصوصه‪ ،‬بينما في‬
‫مجال الخطاب يعتمد موروثه اللغوي المكتسب أداة إلنجاز رسالة خاصة‪ ،‬وفق مالبسات وظروف معينة‪;.‬‬
‫وعلى هذا فالخطاب ال يكافئ اللغة في شيء بل يختلف عنها جملة وتفصيال‪.‬‬

‫والنص األدبي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثالثاً‪ -:‬بين الخطاب األدبي‬

‫إن المجتمع ينتج; نصوصا ً أدبية‪ ;،‬وعلى اللغوي أن يكتفي بعرض جملة من المفاهيم والحدود الكفيلة‬
‫بإيضاح خصائص أسلوبية على نحو تحديده مواقع النّعوت في مثل‪( :‬سعيد أشقر اللّون) و (سعيد وسي ٌم‬
‫فالنص األدبي إيحائي‬
‫ّ‬ ‫قسي ٌم)‪ ،‬فالنَّعتُ في المثال األ ّول وصفي‪ ،‬وفي المثال الثّاني تقويمي‪ ;،‬وعلى هذا‬
‫الدّاللي بينما يرمي الخطاب األدبي يرمي; إلى التواصل األدبي (نظرية; األدب)‪ ،‬والمشكلة إزاء ذلك ال تزال‬
‫قائمة‪ ،‬يضاف إلى ذلك أنّ الخطاب التأويلي ال يزال حقالً معرفيا ُ ال يمكن حصره على وجه من الوجوه‪ .‬كما‬
‫النص األدبي الشعري والنّصوص العلمية والدينية (تج ّوزاً)‬ ‫ّ‬ ‫أنّه ال يمكننا بأي حال من األحوال أن نضع‬
‫فالنص الشّعري مثالً ليس مد َّونة; أحكام سماوية تقدّم‬ ‫ُّ‬ ‫على قدر من المساواة في المعالجة والمعاملة‪" .‬لذلك‬
‫حجةً والذي يتعيّنُ إدراك معناه‬ ‫للنص الديني الشّرعي الذي يع ُّد ّ‬ ‫ّ‬ ‫مسبقا ً أجوبة ع ّما تطرحهُ من أسئلة‪ .‬فخالفا ً‬
‫النص الشعري متص َّو ٌر على أنّه بنيَة تقتضي; أن ينمو‬ ‫ّ‬ ‫سماع‪ ،‬فإنّ‬ ‫الجاهز على ك ّل امرئ يمتلك أذن ْين لل َّ‬
‫َحاو ٍر ُح ٍّر‪ ،‬معن ًى ليس ُمنَ َّزال من أ ّول وهلة‪ ،‬بل معن ًى يت ُّم تفعيلهُ خالل تلقيّه المتعاقب‬
‫فيها‪ ،‬ضمن فهم مت َ‬
‫ق تسلسلُها األسئلة واألجوبة‪ .‬وجمالية التلقي تحدّد لنفسها غاية الكشف عن الكيفية التي يت ُّم بها‬ ‫التي يُطاب ُ‬
‫ً‬
‫تش ُّك ُل المعنى حين يُنج ُز الشّاعر صراحة هذا التسلسل الذي يظ ُّل على العكس كامنا ً في أغلب األحيان"‪.‬‬

‫فجمالية التلقي إذن‪ ،‬دعوة إلى تأويل جديد للنص األدبي يروم استجالء سمات التف ّرد وإبداع فيه (أو‬
‫نقيضهما اإلتّباع وواالبتذال) ال باستنطاق عمقه الفكري في ح ّد ذاته أو وصف سيرورة تش ّكله الخارجي‬
‫كما هي في ذاتها‪ ،‬وإنّما بتحديد طبيعة وقعه وشدّة أثره في القراءة والنقّاد من ردود فعلهم وخطاباتهم‪.‬‬
‫ي عالقة بين جمالية التلقّي ونقد النّقد‪.‬‬
‫للنص بنقد تلقّيه‪ ،‬األمر الذي يعدم أ ّ‬
‫ّ‬ ‫فهي إذن نق ٌد‬

‫على أن من الدَّارسين المحدثين من يوجب اإلقرار بأنه من "العبث‪ ،‬البحث عن فوارق أو أوجه التقارب‬
‫بين الخطاب والنص‪ ،‬ذلك ألنّ مفهوم الخطاب احتضنته علوم لسانية وقَعَّدت له‪ ،‬فصار حقالً من حقولها‪،‬‬
‫ول ّما تلقّفه المعجم النقدي للعلوم اإلنسانية; انزاح عن خصوصيته اللسانية‪ ،‬فع َرف تو ّ‬
‫سعا ً في االستعمال‪،‬‬
‫وإنْ حرص بعض الدّارسين في حقول العلوم اإلنسانية; واالجتماعية على االحتفاظ بجوهر مرجعيته‬
‫صارمة‪ ،‬تظهر اله ّوة‬ ‫اللسانية‪ ;.‬لكنّنا عندما نُعاين استعماالته في كتاباتهم ونقابلها بالدراسات اللسانية ال ّ‬
‫تصو ٌر لدى المنظّرين‪ ،‬حيث اعترفوا بصعوبة تحديد ماهيته‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫النص‪ ،‬إذا لم يستقر; له‬
‫ّ‬ ‫كبيرة‪ .‬أ ّما مصطلح‬
‫النص تنزع نحو الدرس الفلسفي والجمالي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فمن العسير أيضا ً التقريب بينه وبين الخطاب‪ ،‬ذلك أنّ نظرية‬
‫وجب التريُّث في استعمال المفاهيم وتحديد مواقعها في المعجم النقدي‪ ،‬بل أصبح األمر في بعض‬ ‫َ‬ ‫لهذا‬
‫األحيان لهواً وتَرفا ً علميَّ ْين ال جدوى منه"‪ .‬وفي هذا إقرار بعدم القول بالتطابق التا ّم بينهما‪.‬‬

‫رابعاً‪-‬التحليل‪:‬‬

‫لغة‪ :‬من حلّل العقدة‪ :‬أي فكها وحلّل الشيء‪ :‬أرجعه إلى عناصره األولى‪ .‬وحلَّ ْلت اليمين أحلِّلها تحليال‪ :‬أي‬
‫سمي أنْ أ ْف َعلَهُ ول ْم أُبالغ‪ ،‬ث َّم كثُر هذا في كالمهم حتَّى قيل لكل شيء ل ْم يُبالغ‬
‫ل ْم أفع ْل إالَّ بقَدْر ما حلَّلتُ به قَ َ‬
‫فيه تحلي ٌل‪.‬‬

‫والتحليل اصطالحا‪ :‬هو بيان أجزاء الشيء ووظيفة كل جزء فيها ويقوم على الشرح والتفسير والتأويل‬
‫واضحا جليّاً‪ .‬ومن هذا المنطلق يركز الناقد على اللغة واألسلوب والعالقات‬
‫ً‬ ‫والعمل على جعل النص‬
‫واضحين‪ ،‬من حيث يعتمد التلخيص لما فيها‬ ‫َ‬ ‫المتبادلة بين األجزاء والكل‪ ،‬لكي يصبح معنى النص ورمزيته‬
‫من تنظيم المعلومات بشكل منطقي‪ ،‬وقدرةً على فهم النص‪ .‬لذا فإنّ قراءة النص على ع ََج ٍل ال تعد تحليال‪،‬‬
‫سطور‪ ،‬وكان على‬ ‫فإذا وقف القارئ على النص وقفة سريعة وفهم فيها النص وأدرك مغزاه‪ ،‬وقرأ ما بين ال ُّ‬
‫وعي بالدالالت االجتماعية لأللفاظ‪ ،‬وعرف عناصر الجمال والقبح فيه‪ ،‬دخل في منطقة النقد والتذوق‬
‫األدبي‪ .‬أما عملية التحليل الفني فإنها تحتاج إلى جهد ووقت وخبرة وبحث وتنقير;‪.‬‬

‫أ ّما وقد قام التحليل على التفسير والشرح والتأويل‪ ،‬أال يوجد فرق بين هذه المعاني جميعها؟‬

‫ق أن أغلب هذه المعاني معا ٍن مشتركة‪ ,‬وإن كانت في الوقت نفسه تتف َّر ُد بدالالت خاصة تميزها عن‬ ‫الح ّ‬
‫المعاني األخرى‪ ,‬إال أن الشرح ارتبط كثيرا بالتفسير‪ ,‬ولعل هذه المفردة هي التي تؤدي المعنى على أحسن‬
‫وجه‪ ,‬فالمعاني األخرى تحوي معنى الشرح ولكنها ال تشمله‪ .‬فالشرح‪ ،‬وإن ارتبط بمعاني الكشف‬
‫والتوضيح; والبيان‪ ,‬والفتح والتفسير والحفظ فإنّه يجمع بين بيان وضع اللفظ وبين تفسير; باطن اللفظ‪ ,‬أي‬
‫"التفسير" و"التأويل"‪ ،‬أ ّما "التفسير" فكشْفُ ال ُمراد عن اللفظ المشكل وبيان وضع اللفظ إ ّما حقيقة أو‬
‫سره‪ ،‬ويكون ذلك بر ّد أحد المحت َملَ ْين‬
‫مجازاً‪ .‬أ ّما "التأويل" فمن‪ :‬أ َّول الكالم وتأ َّوله‪ :‬دبَّره وقدَّره وأ َّوله‪ :‬ف َّ‬
‫إلى ما يطابق الظاهر‪ ،‬وبذلك خرجت دالالت هذه األلفاظ من معنى المشترك حين دخلت مجال الدراسة‬
‫العلمية ‪ ,‬فاختص التأويل والتفسير بالدراسة القرآنية; والمعجمية‪ ,‬والشرح بالشعر‪ ,‬إال فيما ندر‪ ,‬وأصبح;‬
‫لكل منها اصطالح خاص به‪ .‬فالشرح هو التعليق على مصنف; درس من وجهة علوم مختلفة وقد كتبت‬
‫الشروح على معظم الرسائل المشهورة أو األشعار العربية نحو شرح مقامات الحريري (ت‪516‬هـ)‪،‬‬
‫وشرح مشكل شعر المتنبي; البن سيده (ت ‪458‬هـ)‪ .‬وعلى هذا فالشّرح أيضا‪ ":‬توضيح المعنى البعيد‬
‫بمعان قريبة; معروفة "ومن هنا اكتسب الشرح معناه الخاص‪ .‬وأما التفسير‪ ,‬فهو شرح‪ ,‬لكنه من نوع آخر‪,‬‬
‫فهو "شرح لغوي أو مذهبي لنص من النصوص" ومن هنا نجد أنّ هذا االختصاص لم يأت اعتباطا‪ ,‬فلكل‬
‫مصطلح مجاله الذي يتقاطع فيه مع المجال الثاني‪ ,‬لكنه ال يتّحد معه على الرغم من اتحادهما في األصل‬
‫اللغوي‪.‬‬

‫وعلى هذا فإن الشرح لفظ عام‪ ,‬وهو مصطلح ذو شقّين‪ :‬التفسير والتأويل‪ ,‬وقد يتداخل الشِّقاَّن أثناء عملية‬
‫الشرح‪ ,‬فنضطر إلى التعامل مع التفسير على أنّه مرادف للشرح‪.‬‬

‫وبنا ًء على ما تقدّم‪ ،‬فإنّ التحليل‪ :‬هو دراسة نقف بها على كشف خباياها الرسالة المنطوقة أو المكتوبة أو‬
‫المرئية‪ ;،‬كما نقف على جزئياتها وعناصرها األولية‪ ،‬ووظيفة كل منها بالشرح والتفسير والتأويل‪ ،‬دون‬
‫مبالغة في ذلك أو إخالل فيه‪.‬‬
‫خامساً‪ -‬النقد‪:‬‬

‫إبراز شيء وبُروزه‪ .‬من ذلك‪ :‬النَّ ْقد في الحافر‪ ،‬وهو تقشُّره‪ .‬والنَّ ْقد في‬ ‫من نقَدَ‪ ،‬وهو "أصل صحيح على َ‬
‫الحال في‬ ‫سره‪ ،‬وذلك يكون بتكشف لِي ِطه عنه‪ ,‬ومن الباب‪ :‬نَ ْق ُد الد ِّْرهَم‪ ،‬وذلك أن يُ ْكشَفَ عن َ‬ ‫الض ْرس‪ :‬تك ُّ‬ ‫ِّ‬
‫العرب‪ :‬ما زا َل فُالنٌ يَ ْنقُ ُد‬
‫ُ‬ ‫َج ْودته أو غير ذلك‪ .‬ودرهم نقد‪َ :‬وا ِزنٌ جيِّدٌ‪ ،‬كأنه قد كشف عن حاله ف ُعلِم‪ .‬وتقو ُل‬
‫س حتَّى ال يُ ْفطَنَ لهُ‪.‬‬
‫الشَّي َء‪ ،‬إذا لَ ْم يُدي ُم النَّظَر إليه باختال ٍ‬
‫أو ال َّردا َءة هيَّأ الستخدامه مجازاً في‬ ‫على أنَّ النَّ ْق َد الذي يعني التَّ ْميي َز يعبّ ُر عن ُح ْك ِم قيمة جمالية َ‬
‫بالج ْودة ْ‬
‫ش ْعر والكالم ورديئهما إلى أن ظهرت وظيفة ناقد الكالم والنَّاقد األدبي‪" .‬فالنّاقد األدبي‬ ‫التََّ ْمييز; بين جيِّد ال ِّ‬
‫إذن يع ُّد مبدئيا ً خبيراً يستعمل; قدرة خاصة ومرانة; خاصة في قطعة من الفن األدبي هي عمل لمؤلِّف ما‬
‫يفحص مزاياها وعيوبها ويصدر عليها ُحكماً"‪ .‬فمن ال َمجاز قولهم‪" :‬نق َد الكال َم‪ :‬ناقشهُ‪ .‬وهو من نَقَدَة‬
‫ش ْع َر على قَائله"‪.‬‬ ‫الشِّعر ونُقّاده‪ .‬وا ْنتَقَ َد ال ِّ‬

‫وقد أتى على أهل التأليف حينٌ من ال َّدهْر ساروا فيه بين (نقد الشِّعر) و (تمييز; جيِّده من رديئه)‪ ،‬يقول‬
‫قدامة بن جعفر (ت‪337‬هـ)‪ ":‬ولَ ْم أ ِج ْد أحداً و َ‬
‫ضع في نَ ْقد الشِّعر وتلخيص جيِّده من رديئه كتابا ً"‪.‬‬

‫وعلى هذا فالنَّقد اصطالحا‪ :‬هو حكم ٌ قيمي أو عملية كشف أو مناقشة يُ َّميز; بها األثر األدبي أو الفني جيّده‬
‫من رديئه وصحيحه من زيفه‪،‬األمر الذي جعل منه ممارسة; تقوم على قواعد معيارية يُحاكم بها األثر‬
‫األدبي‪ ،‬م ّما حدا بمعظم الدارسين المحدثين إلى إدانته‪ ،‬إدانة ما قام عليه من نقد حديث ومعاصر‪ .‬فبعضهم‬
‫يتّهمه; بالتقصير والضياع‪,‬وفقدان المنهجية‪ ,‬وبعضهم يتهمه; بأنه يخلع على األدب العربي ثوبا ً على غير‬
‫ضحكا ً مرفوضا ً في صورته; الحديثة والمعاصرة‪ ،‬األمر الذي يجعل بعض تطبيقاته ظواهر غير‬ ‫مثاله‪ ,‬فبدا ُم ْ‬
‫و"خدعةً" حينما وقفنا قانعين "بما‬ ‫ُ‬ ‫صحية تقوم على "التَّ َخ ْندُق والتحيُّز والمعيارية"‪ ،‬وصار "ض َرراً"‬
‫قاله غيرنا عن مؤلّف عظيم بدل أن نذهب مباشرة إلى ذلك األديب‪ ،‬ونحاول أن نمتلك أدبه ألنفسنا"‪.‬‬

‫أ ّما النقد الحديث من منظور غربي‪ ,‬فيرى في النقد القديم إيمانًا بوجود محتمل نقدي‪ ,‬وأنّه ذو نزعة حرفية‬
‫يتعامى عن رؤية الطبيعة الرمزية للقول األدبي‪ ,‬لذا فقد" أص َّر بارث في بعض المناسبات أنَّهُ ليس ناقداً‬
‫أدبياً‪ .‬فلقد كان يرى أنّ النَّقد يشتمل; على التقويم وإصدار األحكام‪ ،‬األمر الذي يرى فيه نشاطا ً برجوازيا ً‬
‫رفض أن يشارك فيه"‪ ،‬لذا فإنّه يع ّول على مفهوم ودور للنقد الحديث يرى فيه النّاقد قد أصبح كاتبا ً بمعنى‬
‫الكلمة‪ ,‬وأنّ النقد غدا من الضروري أن يقرأ ككتابة‪ ،‬على اعتبار أنّ النَّاقد ال يُمكنه أن يكون بديالً للقارئ‬
‫في شيء‪ ،‬إذ ليس من المجد أن يسمح; لنفسه‪ -‬أو يطلب من منه البعض‪ -‬إعطاء صوت‪ ،‬مهما يكن محترماً‪،‬‬
‫صة بدعوى‬ ‫لقراءة اآلخرين‪ ،‬وال يكون هو ذاته سوى قارئ أنَابَهُ آخرون للتعبير عن مشاعرهم الخا ّ‬
‫معرفته أو قدرته على إصدار األحكام‪ ،‬أي أن يرمز ‪-‬باختصار‪-‬إلى حقوق جماعة على األثر األدبي‪ ،‬ألنّه‬
‫حتى ولو جاز لنا تعريف النّاقد بأنَّه قارئ يكتب‪ ،‬فذاك يعني أنّ هذا القارئ يلتقي في طريقه بوسيط مخيف‬
‫هو‪ :‬الكتابة‪.‬‬

‫ولع َّل في تقديم بارث لنَّق َد على أنَّه"قراءة عميقة (وإن ر ّكزت على جانب معيّن)"‪ ،‬ما يُح ّد ُد مفهومه‬
‫وطبيعته بصورة مؤقّتة‪ ،‬كون هذه القراءة" تكشف في األثر األدبي عن ُمدرك محدَّد‪ ،‬وهي في ذلك تعم ُل‬
‫الر ُمز وتُساه ُم في التأويل "على اعتبار أنّه يحت ُّل من حيث الفائدة المنهجية "مكانا ً وسطا ً بين‬
‫حقّا ً على فكِّ ُّ‬
‫العلم والقراءة‪ .‬إنّه يُعطي لغة الكالم الخالص الذي يُقرأ‪ ،‬كما يُعطي كالما ً (بين أشياء أُ َخر) للغة األسطورة‬
‫التي صيغ منها األثر األدبي‪ ،‬والذي يتناولها العلم‪".‬‬

‫أ ّما "أن تكون القراءة نتاجاً‪ ،‬أي أن نجعل من القارئ منتجا ً ال ُمستهلكاً"فليس باألمر الميسور; في ك ّل‬
‫األطوار‪ ،‬وال يسري على ك ّل الناس‪ ،‬وعلى ك ّل الق ّراء‪ ،‬الله ّم إذا كانت بارث يرمي; إلى تضييق مجال القراءة‬
‫فيحصره في الكتّاب وحدهم‪ ،‬ألنّ مثل هذا التفكير ينشأ عنه إلغاء جمهور الق ّراء وسوادهم‪ ،‬وهذا الجمهور‬
‫هو المقصود بالكتابة األدبية‪ ،‬إذ ال يمكن أن يكتب الكتّاب ألنفسهم‪ ،‬أو أن يكتبوا لبعضهم بعضا ً (وهم قلّة‬
‫قليلة على األرض)‪ .‬إنّه ال ينشأ من مثل هذا التفكير إالّ قتل الكتابة‪ ،‬وقتل الق ّراء معاً‪ ،‬أي نع ُي األدب‪ ،‬ث ّم‬
‫تشييعه إلى مثواه األخير وإلى األبد‪ .‬لذا بات تحديد مفهوم القراءة ووظيفتها مرهون بتحديد الق ّراء‪ .‬فمن‬
‫هم هؤالء؟وما مواصفتهم؟ وما هي أيديولوجياتهم؟ وما أذواقهم وما ثقافاتهم؟ وما فلسفاتهم في الحياة؟‬
‫هل هم الع ّمال في المعامل‪ ،‬أم هم الطالّب في الجامعات‪ ،‬أم هم األساتذة الذين يحاضرون في أصول العلم‪ ،‬أم‬
‫هم أولئك الذين يكتبون‪ ،‬أي الذين يحترفون األدب احترافاً؟ أم هم أصناف أُ َخر من البشر‪َ ،‬‬
‫وخ ْل ٌ‬
‫ق من‬
‫النّاس؟‬

‫سادساً‪ -‬القراءة‪:‬‬

‫القراءة لغة‪ :‬تأدية ألفاظ النص وتتبُّعها نظراً أو نطقاً‪ .‬ويعتمد القارئ في ذلك مستويات كاألداء والحفظ‬
‫والفهم‪ ،‬والتذوق‪.‬‬

‫‪ _1‬مستوى األداء‪ :‬وغاية أن يؤدي القارئ األصوات أو الصور الصوتية; أو الرمزية; بدون إبدال واضح‬
‫سلِّين‪.‬‬
‫للمعاني عند األطفال والمذيعين أو المنشدين أو المتَ َ‬
‫‪ _2‬مستوى الحفظ‪ :‬ويقوم على قراءات متتالية; أو متقطعة أو متصلة‪ ،‬فيهتم بالعالقات الصوتية والمعنوية‬
‫ويثبت صورها في الذاكرة الحركية أو الصوتية; وهي شائعة في المدارس والمسارح (التمثيل)‪.‬‬

‫‪ _3‬مستوى الفهم‪ :‬ويقوم على قراءة واعية متأنية; تلتمس معاني التراكيب واأللفاظ والعبارات والعالقات‬
‫النحوية والفنية; وإدارة الحركة الجزئية في النص والحركة الكلية التي توجد جوانبه بوساطة التحليل‬
‫والتركيب وهي قراءة المتعلمين في المدارس المتقدمة وفي الجامعات وفي الحياة العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬مستوى; التذوق‪ :‬وهي قراءة متتالية متأنية تحلّل البني السطحية والعميقة األصلية والفرعية ورصف;‬
‫المعاني اإلنمائية الدقيقة لتعزيز الفكرة األساسية; وتتبع المقويات الداللية والمعجمية والمجازية والفنية;‪,‬‬
‫الخاصة‪ ,‬وتحيط بامتداد النص وتبرز; عمقه وتكتشف أبعاد التفكير والتعبير والتصويرية; وترابط أجزائه‬
‫بالبيئة; اللغوية واالجتماعية والفكرية والبنية الفنية; وبذلك تتمثل; الظالل واألصلية والحوادث واألفكار‬
‫واالنفعاالت واآلثار النفسية الجمالية فينفعل بما يوحي به من عواطف وصور الجمال وهذه هي قراءة‬
‫الدارسين والمحللين للنصوص األدبية وغيرها‪.‬‬

‫أ ّما القراءة من منظور اصطالحي‪ ،‬فهي آلية تفكيك الشّفرة اللغوية المتمثلة في تداخل شبكة العالمات‬
‫النص‬
‫ّ‬ ‫واإلشارات اللغوية ضمن سياق محدد تع ّد الجملة وحدته األولى‪ ،‬وبما يكفل الوقوف على بنية;‬
‫األساسية والتي يقسمها العالم اللغوي ناعوم تشومسكي‪ ،‬إلى بنيتين‪ :‬إحداهما فوقية سطحية وأخرى تحتية‬
‫عميقة‪.‬‬

‫لكن اللسانيات بحكم امتالكها‪ ،‬في رأينا على األقل‪ ،‬ك َّل العناصر واإلجراءات الجديرة لقراءة النص األدبي‬
‫قراءة شاملة كاملة‪ ،‬وبحكم أنّ وضعها المعرفي يجتزئ أصال‪ ،‬بالبحث في النّظام اللغوي البشري لدى‬
‫حدود الجملة ال ينبغي; له أن يتجاوز حدودها النّحوية‪ ،‬وبحكم أنّ هذا الوضع المعرفي ال ينبغي أن يتيح لها‬
‫النص األدبي ومجاهله ومكان الجمال فيه‪ ،‬فإنّ األسلوبية‪;-‬بحكم تف ّرعها عن‬
‫ّ‬ ‫أن تمضي; بعيداً في أدغال‬
‫اللسانيات‪-‬أوشكت أن تغتدي ميكانيكية; اإلجراءات بحيث تراها الهثة جاهدة إلى الكشف عن نظام األسلوب‬
‫من خالل الجملة‪ ،‬أي البحث في عناصر الجملة من فعل وفاعل ثم مفعول‪ ،‬أو من فعل وفاعل ثم حال‪ ،‬أو‬
‫من فعل وفاعل ثم تمييز‪ ;،‬أو من فعل وفاعل وجار ومجرور‪ ،‬أو من مبتدأ وخبر‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وذلك وفق نظام‬
‫نص من النّصوص‪.‬‬ ‫تعليق ال يكاد يجاوز البحث في التركيب اللغوي وتبادل البنى النّحوية في ّ‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أنّ تشومسكي نفسه تساءل في أحدث كتاباته عما إذا "كان مستويات أخرى غير‬
‫سطحية والبنية; العميقة) الذين افترضا في البحث المعاصر؟ فأجاب‬ ‫المستويين الوجيهين السابقين (البنية ال ّ‬
‫وجب إخضاع االفتراضات‬‫من حيث رأى أنّ "ما اصطلح على تسميته; بـ" برنامج الحد األدنى" جهداَ يُ ُ‬
‫صي المتأنّي من منطلق أنّ أكثر القضايا تبجيالً أنّ للغة صوتا ً وداللة‪ ،‬وتُترجم هذه القضية‪،‬‬ ‫التقليدية للتق ّ‬
‫في المصطلحات الجديدة بشكل طبيعي‪ ،‬إلى الدعوى التي تقتضي; بأن الملكة اللغوية)تلتقي باألنظمة‬
‫األخرى للذهن‪/‬الدّماغ عند مستويين وجيهيَّ ْين يتّصل; أحدهما بالصوت واآلخر بالداللة‪ ،‬األمر الذي يجعل ك ّل‬
‫سطحية والبنية العميقة" كان ضحيّة لخطأ في الوصف‪ ،‬وأنه يمكن أن‬ ‫ما حلّل بموجب مستويي; " البنية; ال ّ‬
‫يُفهم بشكل مماثل أو أفضل في ضوء شروط المقروئية في المستويين الوجيهيّ ْين‪ :‬ويعني هذا‪ ،‬عند‬
‫سقاط‪ ،‬ونظرية; ال َّر ْبط‪ ،‬ونظرية; الحالة اإلعرابية‪ ،‬وشرط‬
‫صصة‪ ،‬مبدأ اإل ْ‬ ‫المطّلعين على األبحاث المتخ ّ‬
‫السلسلة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫كما تع ّد القراءة‪ ،‬كما يراها أصحاب نظرية التلقي التي تؤمن بأن القارئ يشارك في كتابة النص‪ ،‬هي‬
‫عملية نفسية; حركية تختص بإعادة األثر األدبي أو النص إلى مدركات أولية عبر إعادة تفكيك اإلشارات‬
‫اللغوية وموازنة; العالقة بين مجموعة الدوال مع المدلوالت في الجملة الواحدة ومن ثم النص كامالً‪ .‬وهنا‬
‫نرى أن القراءة فعل تأويلي‪،‬ألنها مطالبة وقادرة على إضاءة النص وعلى نحو يتيح; للقارئ اكتشاف البنية‬
‫النص‬
‫ّ‬ ‫الداخلية للعمل‪ ،‬لذا فـإنّ مه ّمة; الناقد األدبي الجديدة تنحصر; في االهتمام بنوعية; العالقة بين‬
‫بالنص؟ هل كان ر ّد فعله محض‬
‫ّ‬ ‫والمتلقي‪ ،‬وذلك انطالقا ُ من هذه األسئلة المعهودة‪ :‬كيف انفعل القار ُ‬
‫ئ‬
‫ع من‬‫"استهالكه" بكيفية نمطية ومرضية تجرى على نسق مطرد رتيب في قراءة األدب‪ ،‬أو هو نو ٌ‬
‫النص على قول ما يريده القارئ أن يقوله‪ ،‬أو أنّه سيندهش بجدّته التي كانت تكيّف‬ ‫ّ‬ ‫اإلخفاق في إكراه هذا‬
‫تعاطيه لألدب‪ ،‬ومن ث ّم بمعانقته هذا األفق الجديد والمختلف الذي يصدر عنه ذلك النص‪.‬‬

‫لنتصو ّر اآلن أن ناقداً قرأ مسرحية كوميدية; أو شاهدها معروضة‪ ،‬فإنّ التفاعل معها سيت ّم التوافق العفوي‬
‫النص وأفق التلقي طالما أنّ المسرحية قد أجابت عن أسئلته واستجابت النتظاراته‪ .‬وسيقوم هذا‬ ‫ّ‬ ‫بين أفق‬
‫تجتر شكله‪ .‬لكن النّاقد‬
‫ُّ‬ ‫ألصل جاه ٍز ت َك ِّر ُر موضوعه; أو صورةٌ موافقةٌ لمعيا ٍر‬
‫ٍ‬ ‫دليالً على أنّها نُسخة مطابقة‬
‫يخيب أفق توقّعه إذا قام بمراوغة تقوم على مداراة هذه المسرحية;‬ ‫ُ‬ ‫نفسه سرعان ما يشعر بال ُغ ْبن ومن ثم‬
‫بأن يقرأها كما لو كانت مسرحية تراجيدية; على طريقة "راسين" (‪ )1699-1639‬أو ملحمية على‬
‫طريقة"بريخت" (‪ .)1956-1898‬بيد أنّه إذا قرأ أو شاهد مسرحية عبثية من ذلك النّوع الذي يكتبه‬
‫"صمويل بيكيت" (‪ )1989-1906‬أو "أوجين يونسكو" (‪ ،)1994-1909‬وكان ذا دماثة فكرية تؤهله‬
‫تلقائيا ً لتقبُّل صدمة هذا المسرح المختلف‪ ،‬والرتضاء آثاره فإنّه سيكفُّ عن الهوس بالجمالية الكوميدية بل‬
‫وقد تتغيّ ُر نظرته إلى األشياء وإلى الوجود من حيث تصبح سوداوية بعد أن كانت تفاؤلية‪.‬‬

‫وتبدو هذه األمثلة المتفرقة بسيطة جدا لو قارناها بجملة المتغيرات الداللية للنص‪ ،‬وأخص بالذكر هنا‬
‫النص األدبي والنص الشعري على وجه التحديد‪ .‬فقد أجمع النقاد على أن إشكالية األدب تأتي من طبيعة‬
‫اللغة ذاتها‪ ،‬أدبية النص‪ ،‬والتي تعمل على توظيف اآللية اللغوية بعيدا عن معناها التداولي البسيط نحو ما‬
‫يعرف باستكشاف جماليات اللغة عبر "المجاز‪ .‬والمجاز عموما هو عملية تطويع لغوي ضمن إطار يتجاوز‬
‫المعجم وصوالً إلى التسييق; بما يضفي على اللفظ رونقا ً يخرجه من حيّز الحقيقة إلى رحابة المجاز الذي‬
‫تتيح للمفردة الواحدة أن تخدم وظيفة تعبيرية; جمالية في آن معا ً‪.‬‬

‫هذه الجمالية التي‪ ،‬وإن كان بإمكانها أن تُسهم في اكتمال المها ّم التي يتعيّنُ أداؤها على "نظرية الفن‬
‫وتاريخه" اللذين هما في طور التجديد وإحداث قطيعة جذرية مع األعراف العلمية المق ّررة‪ ،‬إالَّ أنَّه ال يمكن‬
‫لها "أن تدّعي لنفسها أنّها إبدال منهجي بالتّمام والكمال"‪ .‬فليست جمالية التلقي "نظرية مستقلّة قائمة‬
‫على بدَهيات تسمح لها بأن تح َّل بمفردها المشكالت التي تواجهها‪ ،‬وإنّما هي مشروع منهجي جزئي يحتمل‬
‫أقر بذلك‪ ،‬أترك لغيري‪-‬‬ ‫أن يقترن بمشاريع أخرى وأن تكتمل; حصائله بوساطة هذه المشاريع‪" .‬وأنا إذ ُّ‬
‫شريطة أالَّ يكون خصما ً وطرفا ً في ٍ‬
‫آن واح ٍد‪-‬عناية تقرير ما إذا كانَ ينبغي‪ ،‬في مجال العلوم التأويلية‬
‫االجتماعية‪ ،‬اعتبا ُر هذا االعتراف بالنّقص من لدن منهج ما عالمة على ضعفه أو على ق ّوته"‪.‬‬

‫*خاتمة‪:‬‬

‫بعد هذه اإلطاللة التي أردناها متكاقئة على جهود بعض الدّارسين المحدثين عربا ً وأعاجم في تطويق تحليل‬
‫النص أو الخطاب في المعجم والداللة والنظرية وما يدخل في فلكهما من مصطلحات ذات الصلة‪ ،‬ارتأينا أن‬
‫نلتمس بعض ال ُعذر (المفضي إلى األسف) للمحدثين من العرب على محاولة الحفاظ في َعنَت على ماء‬
‫الوجه التنظيري على النّحو الذي ف ّكر فيه معاصروهم من األعاجم‪ ،‬أو بعض أسالفهم من الشّعراء‬
‫المحدثين‪ ،‬الذين ضاقوا ذرعا ً بأغراض الشّعر القديم وأشكاله وما برع فيه القدماء من وصف ورثاء ومدح‬
‫وغزل‪ ،‬فجدّدوا من حيث جدّد الغربيون الت ّواقُون إلى طلب الجديد والتجديد‪ ،‬فبادروا إلى التنظير على‬
‫التنظير‪ ،‬والذي أضحى على أهميته كالكساء الفضفاض نقحم فيه حساسيتنا إقحاما ً باسم المعاصرة‬
‫والحداثة دون أن يتمازج ذلك مع ما نستجلبه أو نسقطه من أحدث التقنيات والنظريات الغربية هي تجربة‬
‫حساسيتها‪ ،‬ولها خصوصيتها وتف ّردها وك ّل ما يميّزها عن خصوصية; حساسيتنا وتف ّرد لغتنا‪ ،‬األمر الذي ال‬
‫ينقص من أهمية التنظير في شيء‪ ،‬واإلفادة مما في أيادي غيرنا بما يمثّل حواراً مع حاضرنا‪ ،‬لكن دون أن‬
‫سية‪ ،‬ونقع في الفوضى المصطلحية التي يزيد‬ ‫نسقط في جلب اللّعب الثقافية الخالية من حرارة التجربة الح ّ‬
‫في استفحالها ما يفد علينا آنيّا ً من مصطلحات فيضيق بذلك مجال التطبيق اتسا َع مجال التنظير‪ ،‬فال نمسك‬
‫عندها إالَّ بالجانب الضنين من هذه التجربة أو ما اصطلح عليه حديثا ً بـ "البريكوالج اللغوي وهو أم ٌر نبّه‬
‫وحذروا من مغبّته‪" ;،‬فقد قال أبو بكر بن الس ّراج (ت ‪316‬هـ) في رسالته في االشتقاق‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫إليه األسالف‬
‫َ‬
‫الحذر أن‬ ‫َ‬
‫يجب على النّاظر في االشتقاق أن يتوقّاهُ ويحترس منه)‪ :‬م ّما ينبغي أنْ يَ ْحذ َر منه ك ُّل َ‬ ‫ُ‬ ‫(باب ما‬
‫الحوت"‪ .‬فإذا صدق ذلك‬ ‫ق من ل َغة العرب لشي ٍء من لغة ال َع َجم‪ ،‬فيكونَ بمنزلة; من ادّعى أنَّ الطَّ ْي َر َولَ َد ُ‬
‫يَشت َّ‬
‫على اللفظ فالمعنى به أولى‪.‬‬

‫للنص بات فيه أقرب إلى الخطاب وتحليل يحتمل اإلخالل كما قد يحتمل الموضوعية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ونحن أمام تعريف‬
‫وأمام نقد لم تكتمل معالمه ومناهجه وتستق ّ;ر مصطلحاته‪ ,‬ناهيك ع ّما يعكسه من ظواهر سلبية أهمها"‬
‫ضل القراءة الواعية المتأنية ونأخذ‬ ‫التَّ َخ ْندق" و"التحيّز" و"المعيارية" ال نملك‪-‬والحال هذه‪ -‬إال أن نف ّ‬
‫بها‪ ،‬على تعدّدها‪ ،‬وفق مستوى تذ ّوقي يدرك فيها القارئ العالقات النحوية وطريقة األداء اللغوي‪،‬‬
‫والدالالت المركزية والهامشية; واالجتماعية الكامنة في األثر األدبي بشقّيه الشعري والنثري; الذي يحتمل‬
‫أكثر من تأويل‪ ،‬ما دام "ال أحد‪ -‬بحسب بارث‪ :‬يعرفُ شيئا ً عن المعنى الذي تمنحه; القراءة لألثر األدبي‪،‬‬
‫ينتصب فيما وراء سنن اللغة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وال عن المدلول‪-‬وذلك‪ ،‬ربَّما‪ ،‬ألنّ هذا المعنى‪ ،‬اعتباراً لكونه شهوة‪،‬‬
‫ونرغب‬
‫َ‬ ‫فالقراءة وحدها تعشق األثر األدبي‪ ،‬وتقيم معه عالقة شهوة‪ .‬فإنّ نقرأ معناه نشتهي األثر (س)‪،‬‬
‫في أن ن ُكونَه‪ ،‬وأن نرفض مضاعفته بمعزل عن ك ّل كالم آخر غير كالمه هو ذاتُه‪ :‬إنّ التعليق الوحيد الذي‬
‫أي من‬
‫يمكن أن ينتجه; قارئ محض وسيبقى كذلك‪ ،‬هو المعارضة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنَّ االنتقال من القراءة إلى ٍّ‬
‫ش ْهوة‪ ،‬وعلينا تَبـ ِ َعةُ ما نقرأ‪.‬‬
‫الحدود أو اإلسقاطات األخرى فمعناه تغيُّر ال َّ‬

‫المصادر والمراجع‬

‫أ‪ .‬العربية;‬

‫*إبراهيم‪ ،‬طه أحمد‪ :‬تاريخ النقد األدبي عند العرب من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع الهجري‪ ،‬مطبعة‬
‫لجنة التأليف والترجمة; والنشر‪ ،‬القاهرة‪1937 ،‬م‪.‬‬

‫* ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن محمد‪ :‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬تحقيق درويش الجويدي‪ ،‬المكتبة; العصرية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬صيدا‪ ،‬بيروت‪1416 ،‬هـ‪1996-‬م‬
‫*ابن عرفة‪ ،‬عبد العزيز‪:‬الفعل اإلبداعي في جدلية تلقيه وكتابته‪ ،‬الكتابة اإلبداعية بين حساسية المرحلة‬
‫ومعادلها الفني أو التقني‪ ،‬مجلة الفكر العربي المعاصر‪ ،‬يصدرها مركز اإلنماء القومي‪ ،‬بيروت‪ ;،‬لبنان‪،‬‬
‫العدد ‪1984 ،30/31‬م‪.‬‬

‫*ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن زكريا‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪1399 ،‬هـ‪1979-‬م‪.‬‬

‫*ابن قتيبة‪ ;،‬أبو محمد عبد هللا بن مسلم‪:‬الشعر والشعراء‪ ،‬مطبعة بريل‪ ،‬ليدن المحروسة‪ 1902 ،‬م‪.‬‬

‫* ابن مصباح‪ ;،‬وناس‪ :‬مالحظات أولية حول الشروح األدبية‪ ،‬مجلة الحياة الثقافية‪ ،‬العدد ‪1986 , 41‬م‪.‬‬

‫* ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين بن مكرم‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪-‬دار بيروت ‪,‬‬
‫لبنان‪1956 ,‬م‪.‬‬

‫*أبو زيد‪ ،‬نصر حامد‪ :‬االتجاه العقلي في التفسير‪ ،‬دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة‪ ،‬دار‬
‫التنوير; للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫* أنيس إبراهيم ومنتصر عبد الحليم والصوالحي عطية‪ ،‬وأحمد محمد خاف هللا‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫* أمين‪ ،‬أحمد‪ :‬النقد األدبي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪ ،4‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1387 ،‬هـ‪1967-‬م‪.‬‬

‫* أوكان‪ ،‬عمر‪ :‬اللغة والخطاب‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬أفريقيا الشرق‪ ،‬بيروت‪ ;،‬لبنان‪،‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬

‫* بارث‪ ،‬روالن‪ :‬النقد والحقيقة‪ ،‬ترجمة إبراهيم الخطيب‪ ،‬مراجعة محمد برادة‪ ،‬مجلة الكرمل‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬

‫* البغدادي‪ ،‬عبد القادر‪:‬خزانة األدب‪ ،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪1387 ،‬هـ‪1967-‬م‪.‬‬

‫*تشومسكي‪ ،‬نعوم‪ :‬آفاق جديدة في دراسة اللغة والذهن‪ ،‬ترجمة حمزة بن قبالن المزيني‪ ;،‬منشورات‬
‫المجلس األعلى للثقافة المشروع القومي للترجمة بإشراف جابر عصفور‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪.‬‬

‫* ثودي‪ ،‬فيليب وكورس‪ ،‬آن‪:‬بارث‪ ،‬ترجمة جمال الجزيري‪ ،‬مراجعة وإشراف وتقديم إمام عبد الفتاح‬
‫إمام‪ ،‬منشورات المجلس للثقافة ضمن المشروع القومي للترجمة بإشراف جابر عصفور‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬

‫* الجاحظ‪ ،‬أبو عثمان عمرو بن بحر‪:‬البيان والتبيين‪ ،‬تحقيق عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مكتبة; الخانجي‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫* الجواليقي‪ ،‬أبو منصور‪:‬المع ّرب من الكالم األعجمي على حروف المعجم تحقيق أحمد محمد شاكر‪،‬‬
‫مطبعة دار الكتب المصرية‪ ،‬ط‪ 1389 ،2‬هـ ‪1969 -‬م‪.‬‬

‫*جوني‪ ،‬عدي‪:‬إشكالية الترجمة وثقافة النص‪ ،‬مجلة أفق الثقافية اإللكترونية‪ ;،‬عدد فبراير‪2000‬م‪.‬‬
‫* الخولي‪ ،‬أمين‪ :‬التفسير ‪ ,‬معالم حياته ‪ ,‬منهجه اليوم‪ ،‬أخرجه في كتاب مستقل جماعة الكتاب‪1944 ،‬م‪.‬‬

‫*خياط‪ ،‬يوسف‪:‬معجم المصطلحات العلمية والفنية‪ ;،‬دار لسان العرب‪ ،‬بيروت‪1974 ،‬م‪.‬‬

‫*دائرة المعارف اإلسالمية‪ ;،‬ترجمة إبراهيم خورشيد وآخرين‪ ،‬مطبعة الشعب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫اغب األصبهاني‪ ،‬أبو القاسم حسين بن محمد‪ :‬محاضرات األدباء‪ ،‬بيروت‪.‬‬


‫*ال ّر ُ‬
‫*الزبيدي‪ ،‬السيد مرتضى الحسيني‪ ;:‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تحقيق عبد الستار أحمد فراج‪،‬‬
‫مطبعة حكومة الكويت ضمن سلسلة التراث العربي لوزارة اإلعالم في الكويت‪1391 ،‬هـ‪1971-‬م‪.‬‬

‫*الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم محمود‪:‬أساس البالغة‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1399 ،‬هـ‪1979 -‬م‪.‬‬

‫*العاكوب‪ ،‬عيسى علي‪ :‬التفكير النقدي عند العرب‪ ،‬مدخل إلى نظرية األدب العربي دار الفكر المعاصر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،‬ط‪1423 ،2‬هـ‪2002-‬م‪.‬‬

‫*عروي‪ ،‬محمد إقبال‪ :‬ظواهر سلبية في الخطاب النقدي الروائي‪-‬التخندق‪ ،‬التحيُّز‪ ،‬المعيارية‪ ،‬مجلة آفاق‬
‫الثقافة والتراث‪ ،‬تصدر عن دائرة البحث العلمي والدراسات بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث‪ ،‬العدد‪،53‬‬
‫السنة‪1427 ،4‬هـ‪2006-‬هـ‪.‬‬

‫* الفيروزآبادي‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪:‬القاموس المحيط‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫* فتحي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬معجم المصطلحات األدبية‪.‬‬

‫* قباوة‪ ،‬فخر الدين‪ :‬محاضرات في علوم اللغة‪ ،‬الدراسات العليا‪ ،‬السنة الجامعية ‪1985-1984‬م‪.‬‬

‫*قدامة بن جعفر‪ :‬نقد الشعر‪ ،‬تحقيق كمال مصطفى مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪1392 ،‬هـ‪1978-‬م‪.‬‬

‫*قطب‪ ،‬سيد‪ :‬النقد األدبي‪ ،‬أصوله ومناهجه‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫*كليطو‪ ،‬عبد الفتاح‪ :‬األدب والغرابة(دراسات بنيوية; في األدب العربي)‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪،‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬

‫*مؤمن‪ ،‬أحمد‪:‬اللسانيات‪ ،‬النشأة والتطور‪ ،‬ديوان المنطبوعات الجامعي‪ ،‬ابن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫*مرتاض‪ ،‬عبد الملك‪:‬القراءة بين القيود النظرية وحرية التلقي‪ ،‬مجلة تجليات الحداثة‪ ،‬معهد اللغة العربية;‬
‫وآدابها‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬العدد‪ ،4‬يونيو ‪1996‬م‪.‬‬

‫* المرعي‪ ،‬فؤاد‪ :‬النقد األدبي الحديث‪ ،‬مديرية الكتب والمطبوعات بجامعة حلب‪1982-1981 ،‬م‪.‬‬

‫*مرغان‪ ،‬كليفورد وديز‪ ،‬جيمس‪ :‬فن الدراسة‪ ،‬ترجمة; جميل مراجعة يوسف; حوراني‪ ،‬منشورات دار‬
‫مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1974 ،‬م‪.‬‬

‫*مروة‪ ،‬حسين‪:‬دراسات نقدية في ضوء المنهج; الواقعي‪ ،‬مكتبة; المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1988 ،‬م‬

‫*مفتاح‪ ،‬محمد‪ :‬تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية; التناص)‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1992 ،3‬م‬
‫*ياوس‪ ،‬هانس روبيرت‪ :‬جمالية التلقي‪-‬من أجل تأويل جديد للنص األدبي‪ ،‬ترجمة; رشيد بنحدو‪ ،‬منشورات‬
‫المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬ضمن المشروع القومي للترجمة بإشراف جابر عصفور‪ ،‬القاهرة‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫* يوسف‪ ،‬أحمد‪:‬بين الخطاب والنص‪ ،‬مجلة تجليات الحداثة‪ ،‬معهد اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫العدد‪1992 ،1‬م‪.‬‬

You might also like