Professional Documents
Culture Documents
تقديم:
مصطلحات كل علم تاليةٌ له في الوجود ،وكلّما تقدّم العلم إالَّ ونمت مصطلحاته ،وتحدَّدت معانيها ،م ّما
تصوراته; ومصطلحاته ،وإذا لم يفعل ُّ الر ُجوع إلى ذاته لتأ ُّملها ومساءلتها بمناقشة
يفرض على العلم حتميَة; ُّ
ذلك فالتاريخ كفي ٌل بأنْ يقو َم بهذا العمل ،م ّما يفضحه أمام ذاته وأمام اآلخرين.
ض من الموروث النقديوتسعى هذه المساءلة ،التي أحسبها مقدمة للقارئ العربي ،إلى استنطاق بع ٍ
والمصطلحي العربي والغربي من منظور معجمي وداللي وتنظيري بما يكفل الوقوف على دالالت :النص
والخطاب وما يعتريهما من تداخل وتالزم مع ك ٍّل من التحليل والنّقد والقراءة.
هذا وأخشى أن أكون في تقديمي; لهذا البحث مث ُل الذي آخذه على المشتغلين في حقل الدراسات اللسانية
والنقدية من االختالط والتراكم وغياب النّسق ،وإذن تكون مداخلتي هذه دليالً ذاتيا ً على الموضوع الذي
ض ْير ،ألنّ مطلق التصريح بهذا الوعي الذاتي خطوةً نحو تجاوز هذا الوضع.تتصدّى له ،وال َ
أوالُ :بين النص والخطاب:
-1النص:
النص "مد َّونة حدث كالمي ذي وظائف متعدّدة" ،وذلك على ال ّرغم من
ّ كما انتهى محمد مفتاح إلى أنَّ
"للنص تعاريف عديدة تعكس توجهات معرفية ونظرية; ومنهجية مختلفة". ّ إقراره المبدئي بأنَّ
فبوصفه:
" مد َّونة كالمية" ،يعني أنّه ليس صورة فوتوغرافية أو رسما أو عمارة أو زيّاً ،وإن استعان الدَّارس
برسم الكتابة وفضائها وهندستها في التحليل.
" حدث" :يقع في زمان ومكان معيّن ْين ال يعيد نفسه إعادة مطلقة مثله في ذلك مثل الحدث التاريخي.
" تواصلي" :يهدف إلى إيصال معلومات ومعارف ونقل تجارب إلى المتلقي.
" مغلق" :ونقصد انعالق سمته الكتابية األيقونية التي لها بداية ونهاية ،ولكنّه من الناحية المعنوية; هو:
" توالدي" :كون الحدث اللغوي ليس منبثقا ً من عدم ،وإنّما هو متولّد من أحداث تاريخية ونفسانية;
ولغوية ،وتتناسل; منه أحداث لغوية الحقة به.
تلك هي أهم "المقومات الجوهرية األساسية "للنص من وجهة نظر بنيوية ،واجتماعية أدبية ،ونفسية
داللية ،ووفق منظور تحليل الخطاب".
فالنص إذن ،منعكس لثقافة المجتمع بكافة شبكاته المعقدة عبر التاريخ والجغرافية والعالقات بين األفراد
أي أنه ذاكرة ملخصة للنظام المعرفي للمجتمع .فالنص أيا كان هو مجموعة من العالقات اللغوية التي تخدم
فكرة أو مجموعة أفكار أو مفاهيم قابلة للتفسير والشرح والتأويل مما يمهد لتطويع النص لقراءات جديدة
أو تأكيد قراءة ما.
-2الخطاب:
-2مرادف للملفوظ
فإذا وقفنا على هذه المفاهيم الثالثة ،ألفينا روالن بارث نتصر; للتحديد الثالث ،ويتّخذه مرتكزاً لتحليله
البنيوي ;،فمن وجهة نظر القواعد فهو سلسلة متتالية من الجمل .ولكن التحليل اللساني للخطاب ينطلق من
التعريف الثاني (خطاب /ملفوظ) ،إذ المنطلق يضع حدوداً للطرح بين ما هو لساني وغير لساني ،ذلك ألنّ
اللسانيات تسعى لمعالجة الملفوظات المجتمعة ،ودراسة مسارها عندما تحدّد قواعد للخطاب وقوانين،
وتصفه وصفا ُ معقوالً وقابالً للمالحظة والتأ ّمل كسلسلة متتالية من الجمل.
وبنا ًء على ما سبق يمكن أن نجمل مستويات األداء اللغوي في ثالثة أمور أساسية ،هي:
-1األداء العا ّمي :الذي ينقل ما في الحياة اليومية بتراكيب وأصوات فيها االضطراب وال ُع ْجمة.
الصحة فحسب.
ّ -2األداء العلمي لنقل األفكار ،ويكون بأصوات وتراكيب تعتمد
-3المستوى الفنّي لنقل التجارب :ويظهر في أصوات وتراكيب تعتمد الفصاحة والبالغة ،إذ يجب أن نختار
(ترحم ،أس ًى ،رثاء) ،وأن نختار التعبير الصحيح البليغ والعبارة
ّ األغراض المناسبة لهذا الفن أو ذاك
المؤثّرة قصد التأثير بأساليب فنية تناسب المقام وتعتمد ضوابط مشتركة; توافق القياس وال ّ
سماع.
إن اللغة مجموعة من العناصر اللغوية التي يعتمدها المتكلم أو الكاتب في صياغته نصوصه ،بينما في
مجال الخطاب يعتمد موروثه اللغوي المكتسب أداة إلنجاز رسالة خاصة ،وفق مالبسات وظروف معينة;.
وعلى هذا فالخطاب ال يكافئ اللغة في شيء بل يختلف عنها جملة وتفصيال.
والنص األدبي:
ّ ثالثاً -:بين الخطاب األدبي
إن المجتمع ينتج; نصوصا ً أدبية ;،وعلى اللغوي أن يكتفي بعرض جملة من المفاهيم والحدود الكفيلة
بإيضاح خصائص أسلوبية على نحو تحديده مواقع النّعوت في مثل( :سعيد أشقر اللّون) و (سعيد وسي ٌم
فالنص األدبي إيحائي
ّ قسي ٌم) ،فالنَّعتُ في المثال األ ّول وصفي ،وفي المثال الثّاني تقويمي ;،وعلى هذا
الدّاللي بينما يرمي الخطاب األدبي يرمي; إلى التواصل األدبي (نظرية; األدب) ،والمشكلة إزاء ذلك ال تزال
قائمة ،يضاف إلى ذلك أنّ الخطاب التأويلي ال يزال حقالً معرفيا ُ ال يمكن حصره على وجه من الوجوه .كما
النص األدبي الشعري والنّصوص العلمية والدينية (تج ّوزاً) ّ أنّه ال يمكننا بأي حال من األحوال أن نضع
فالنص الشّعري مثالً ليس مد َّونة; أحكام سماوية تقدّم ُّ على قدر من المساواة في المعالجة والمعاملة" .لذلك
حجةً والذي يتعيّنُ إدراك معناه للنص الديني الشّرعي الذي يع ُّد ّ ّ مسبقا ً أجوبة ع ّما تطرحهُ من أسئلة .فخالفا ً
النص الشعري متص َّو ٌر على أنّه بنيَة تقتضي; أن ينمو ّ سماع ،فإنّ الجاهز على ك ّل امرئ يمتلك أذن ْين لل َّ
َحاو ٍر ُح ٍّر ،معن ًى ليس ُمنَ َّزال من أ ّول وهلة ،بل معن ًى يت ُّم تفعيلهُ خالل تلقيّه المتعاقب
فيها ،ضمن فهم مت َ
ق تسلسلُها األسئلة واألجوبة .وجمالية التلقي تحدّد لنفسها غاية الكشف عن الكيفية التي يت ُّم بها التي يُطاب ُ
ً
تش ُّك ُل المعنى حين يُنج ُز الشّاعر صراحة هذا التسلسل الذي يظ ُّل على العكس كامنا ً في أغلب األحيان".
فجمالية التلقي إذن ،دعوة إلى تأويل جديد للنص األدبي يروم استجالء سمات التف ّرد وإبداع فيه (أو
نقيضهما اإلتّباع وواالبتذال) ال باستنطاق عمقه الفكري في ح ّد ذاته أو وصف سيرورة تش ّكله الخارجي
كما هي في ذاتها ،وإنّما بتحديد طبيعة وقعه وشدّة أثره في القراءة والنقّاد من ردود فعلهم وخطاباتهم.
ي عالقة بين جمالية التلقّي ونقد النّقد.
للنص بنقد تلقّيه ،األمر الذي يعدم أ ّ
ّ فهي إذن نق ٌد
على أن من الدَّارسين المحدثين من يوجب اإلقرار بأنه من "العبث ،البحث عن فوارق أو أوجه التقارب
بين الخطاب والنص ،ذلك ألنّ مفهوم الخطاب احتضنته علوم لسانية وقَعَّدت له ،فصار حقالً من حقولها،
ول ّما تلقّفه المعجم النقدي للعلوم اإلنسانية; انزاح عن خصوصيته اللسانية ،فع َرف تو ّ
سعا ً في االستعمال،
وإنْ حرص بعض الدّارسين في حقول العلوم اإلنسانية; واالجتماعية على االحتفاظ بجوهر مرجعيته
صارمة ،تظهر اله ّوة اللسانية ;.لكنّنا عندما نُعاين استعماالته في كتاباتهم ونقابلها بالدراسات اللسانية ال ّ
تصو ٌر لدى المنظّرين ،حيث اعترفوا بصعوبة تحديد ماهيته، ُّ النص ،إذا لم يستقر; له
ّ كبيرة .أ ّما مصطلح
النص تنزع نحو الدرس الفلسفي والجمالي، ّ فمن العسير أيضا ً التقريب بينه وبين الخطاب ،ذلك أنّ نظرية
وجب التريُّث في استعمال المفاهيم وتحديد مواقعها في المعجم النقدي ،بل أصبح األمر في بعض َ لهذا
األحيان لهواً وتَرفا ً علميَّ ْين ال جدوى منه" .وفي هذا إقرار بعدم القول بالتطابق التا ّم بينهما.
رابعاً-التحليل:
لغة :من حلّل العقدة :أي فكها وحلّل الشيء :أرجعه إلى عناصره األولى .وحلَّ ْلت اليمين أحلِّلها تحليال :أي
سمي أنْ أ ْف َعلَهُ ول ْم أُبالغ ،ث َّم كثُر هذا في كالمهم حتَّى قيل لكل شيء ل ْم يُبالغ
ل ْم أفع ْل إالَّ بقَدْر ما حلَّلتُ به قَ َ
فيه تحلي ٌل.
والتحليل اصطالحا :هو بيان أجزاء الشيء ووظيفة كل جزء فيها ويقوم على الشرح والتفسير والتأويل
واضحا جليّاً .ومن هذا المنطلق يركز الناقد على اللغة واألسلوب والعالقات
ً والعمل على جعل النص
واضحين ،من حيث يعتمد التلخيص لما فيها َ المتبادلة بين األجزاء والكل ،لكي يصبح معنى النص ورمزيته
من تنظيم المعلومات بشكل منطقي ،وقدرةً على فهم النص .لذا فإنّ قراءة النص على ع ََج ٍل ال تعد تحليال،
سطور ،وكان على فإذا وقف القارئ على النص وقفة سريعة وفهم فيها النص وأدرك مغزاه ،وقرأ ما بين ال ُّ
وعي بالدالالت االجتماعية لأللفاظ ،وعرف عناصر الجمال والقبح فيه ،دخل في منطقة النقد والتذوق
األدبي .أما عملية التحليل الفني فإنها تحتاج إلى جهد ووقت وخبرة وبحث وتنقير;.
أ ّما وقد قام التحليل على التفسير والشرح والتأويل ،أال يوجد فرق بين هذه المعاني جميعها؟
ق أن أغلب هذه المعاني معا ٍن مشتركة ,وإن كانت في الوقت نفسه تتف َّر ُد بدالالت خاصة تميزها عن الح ّ
المعاني األخرى ,إال أن الشرح ارتبط كثيرا بالتفسير ,ولعل هذه المفردة هي التي تؤدي المعنى على أحسن
وجه ,فالمعاني األخرى تحوي معنى الشرح ولكنها ال تشمله .فالشرح ،وإن ارتبط بمعاني الكشف
والتوضيح; والبيان ,والفتح والتفسير والحفظ فإنّه يجمع بين بيان وضع اللفظ وبين تفسير; باطن اللفظ ,أي
"التفسير" و"التأويل" ،أ ّما "التفسير" فكشْفُ ال ُمراد عن اللفظ المشكل وبيان وضع اللفظ إ ّما حقيقة أو
سره ،ويكون ذلك بر ّد أحد المحت َملَ ْين
مجازاً .أ ّما "التأويل" فمن :أ َّول الكالم وتأ َّوله :دبَّره وقدَّره وأ َّوله :ف َّ
إلى ما يطابق الظاهر ،وبذلك خرجت دالالت هذه األلفاظ من معنى المشترك حين دخلت مجال الدراسة
العلمية ,فاختص التأويل والتفسير بالدراسة القرآنية; والمعجمية ,والشرح بالشعر ,إال فيما ندر ,وأصبح;
لكل منها اصطالح خاص به .فالشرح هو التعليق على مصنف; درس من وجهة علوم مختلفة وقد كتبت
الشروح على معظم الرسائل المشهورة أو األشعار العربية نحو شرح مقامات الحريري (ت516هـ)،
وشرح مشكل شعر المتنبي; البن سيده (ت 458هـ) .وعلى هذا فالشّرح أيضا ":توضيح المعنى البعيد
بمعان قريبة; معروفة "ومن هنا اكتسب الشرح معناه الخاص .وأما التفسير ,فهو شرح ,لكنه من نوع آخر,
فهو "شرح لغوي أو مذهبي لنص من النصوص" ومن هنا نجد أنّ هذا االختصاص لم يأت اعتباطا ,فلكل
مصطلح مجاله الذي يتقاطع فيه مع المجال الثاني ,لكنه ال يتّحد معه على الرغم من اتحادهما في األصل
اللغوي.
وعلى هذا فإن الشرح لفظ عام ,وهو مصطلح ذو شقّين :التفسير والتأويل ,وقد يتداخل الشِّقاَّن أثناء عملية
الشرح ,فنضطر إلى التعامل مع التفسير على أنّه مرادف للشرح.
وبنا ًء على ما تقدّم ،فإنّ التحليل :هو دراسة نقف بها على كشف خباياها الرسالة المنطوقة أو المكتوبة أو
المرئية ;،كما نقف على جزئياتها وعناصرها األولية ،ووظيفة كل منها بالشرح والتفسير والتأويل ،دون
مبالغة في ذلك أو إخالل فيه.
خامساً -النقد:
إبراز شيء وبُروزه .من ذلك :النَّ ْقد في الحافر ،وهو تقشُّره .والنَّ ْقد في من نقَدَ ،وهو "أصل صحيح على َ
الحال في سره ،وذلك يكون بتكشف لِي ِطه عنه ,ومن الباب :نَ ْق ُد الد ِّْرهَم ،وذلك أن يُ ْكشَفَ عن َ الض ْرس :تك ُّ ِّ
العرب :ما زا َل فُالنٌ يَ ْنقُ ُد
ُ َج ْودته أو غير ذلك .ودرهم نقدَ :وا ِزنٌ جيِّدٌ ،كأنه قد كشف عن حاله ف ُعلِم .وتقو ُل
س حتَّى ال يُ ْفطَنَ لهُ.
الشَّي َء ،إذا لَ ْم يُدي ُم النَّظَر إليه باختال ٍ
أو ال َّردا َءة هيَّأ الستخدامه مجازاً في على أنَّ النَّ ْق َد الذي يعني التَّ ْميي َز يعبّ ُر عن ُح ْك ِم قيمة جمالية َ
بالج ْودة ْ
ش ْعر والكالم ورديئهما إلى أن ظهرت وظيفة ناقد الكالم والنَّاقد األدبي" .فالنّاقد األدبي التََّ ْمييز; بين جيِّد ال ِّ
إذن يع ُّد مبدئيا ً خبيراً يستعمل; قدرة خاصة ومرانة; خاصة في قطعة من الفن األدبي هي عمل لمؤلِّف ما
يفحص مزاياها وعيوبها ويصدر عليها ُحكماً" .فمن ال َمجاز قولهم" :نق َد الكال َم :ناقشهُ .وهو من نَقَدَة
ش ْع َر على قَائله". الشِّعر ونُقّاده .وا ْنتَقَ َد ال ِّ
وقد أتى على أهل التأليف حينٌ من ال َّدهْر ساروا فيه بين (نقد الشِّعر) و (تمييز; جيِّده من رديئه) ،يقول
قدامة بن جعفر (ت337هـ) ":ولَ ْم أ ِج ْد أحداً و َ
ضع في نَ ْقد الشِّعر وتلخيص جيِّده من رديئه كتابا ً".
وعلى هذا فالنَّقد اصطالحا :هو حكم ٌ قيمي أو عملية كشف أو مناقشة يُ َّميز; بها األثر األدبي أو الفني جيّده
من رديئه وصحيحه من زيفه،األمر الذي جعل منه ممارسة; تقوم على قواعد معيارية يُحاكم بها األثر
األدبي ،م ّما حدا بمعظم الدارسين المحدثين إلى إدانته ،إدانة ما قام عليه من نقد حديث ومعاصر .فبعضهم
يتّهمه; بالتقصير والضياع,وفقدان المنهجية ,وبعضهم يتهمه; بأنه يخلع على األدب العربي ثوبا ً على غير
ضحكا ً مرفوضا ً في صورته; الحديثة والمعاصرة ،األمر الذي يجعل بعض تطبيقاته ظواهر غير مثاله ,فبدا ُم ْ
و"خدعةً" حينما وقفنا قانعين "بما ُ صحية تقوم على "التَّ َخ ْندُق والتحيُّز والمعيارية" ،وصار "ض َرراً"
قاله غيرنا عن مؤلّف عظيم بدل أن نذهب مباشرة إلى ذلك األديب ،ونحاول أن نمتلك أدبه ألنفسنا".
أ ّما النقد الحديث من منظور غربي ,فيرى في النقد القديم إيمانًا بوجود محتمل نقدي ,وأنّه ذو نزعة حرفية
يتعامى عن رؤية الطبيعة الرمزية للقول األدبي ,لذا فقد" أص َّر بارث في بعض المناسبات أنَّهُ ليس ناقداً
أدبياً .فلقد كان يرى أنّ النَّقد يشتمل; على التقويم وإصدار األحكام ،األمر الذي يرى فيه نشاطا ً برجوازيا ً
رفض أن يشارك فيه" ،لذا فإنّه يع ّول على مفهوم ودور للنقد الحديث يرى فيه النّاقد قد أصبح كاتبا ً بمعنى
الكلمة ,وأنّ النقد غدا من الضروري أن يقرأ ككتابة ،على اعتبار أنّ النَّاقد ال يُمكنه أن يكون بديالً للقارئ
في شيء ،إذ ليس من المجد أن يسمح; لنفسه -أو يطلب من منه البعض -إعطاء صوت ،مهما يكن محترماً،
صة بدعوى لقراءة اآلخرين ،وال يكون هو ذاته سوى قارئ أنَابَهُ آخرون للتعبير عن مشاعرهم الخا ّ
معرفته أو قدرته على إصدار األحكام ،أي أن يرمز -باختصار-إلى حقوق جماعة على األثر األدبي ،ألنّه
حتى ولو جاز لنا تعريف النّاقد بأنَّه قارئ يكتب ،فذاك يعني أنّ هذا القارئ يلتقي في طريقه بوسيط مخيف
هو :الكتابة.
ولع َّل في تقديم بارث لنَّق َد على أنَّه"قراءة عميقة (وإن ر ّكزت على جانب معيّن)" ،ما يُح ّد ُد مفهومه
وطبيعته بصورة مؤقّتة ،كون هذه القراءة" تكشف في األثر األدبي عن ُمدرك محدَّد ،وهي في ذلك تعم ُل
الر ُمز وتُساه ُم في التأويل "على اعتبار أنّه يحت ُّل من حيث الفائدة المنهجية "مكانا ً وسطا ً بين
حقّا ً على فكِّ ُّ
العلم والقراءة .إنّه يُعطي لغة الكالم الخالص الذي يُقرأ ،كما يُعطي كالما ً (بين أشياء أُ َخر) للغة األسطورة
التي صيغ منها األثر األدبي ،والذي يتناولها العلم".
أ ّما "أن تكون القراءة نتاجاً ،أي أن نجعل من القارئ منتجا ً ال ُمستهلكاً"فليس باألمر الميسور; في ك ّل
األطوار ،وال يسري على ك ّل الناس ،وعلى ك ّل الق ّراء ،الله ّم إذا كانت بارث يرمي; إلى تضييق مجال القراءة
فيحصره في الكتّاب وحدهم ،ألنّ مثل هذا التفكير ينشأ عنه إلغاء جمهور الق ّراء وسوادهم ،وهذا الجمهور
هو المقصود بالكتابة األدبية ،إذ ال يمكن أن يكتب الكتّاب ألنفسهم ،أو أن يكتبوا لبعضهم بعضا ً (وهم قلّة
قليلة على األرض) .إنّه ال ينشأ من مثل هذا التفكير إالّ قتل الكتابة ،وقتل الق ّراء معاً ،أي نع ُي األدب ،ث ّم
تشييعه إلى مثواه األخير وإلى األبد .لذا بات تحديد مفهوم القراءة ووظيفتها مرهون بتحديد الق ّراء .فمن
هم هؤالء؟وما مواصفتهم؟ وما هي أيديولوجياتهم؟ وما أذواقهم وما ثقافاتهم؟ وما فلسفاتهم في الحياة؟
هل هم الع ّمال في المعامل ،أم هم الطالّب في الجامعات ،أم هم األساتذة الذين يحاضرون في أصول العلم ،أم
هم أولئك الذين يكتبون ،أي الذين يحترفون األدب احترافاً؟ أم هم أصناف أُ َخر من البشرَ ،
وخ ْل ٌ
ق من
النّاس؟
سادساً -القراءة:
القراءة لغة :تأدية ألفاظ النص وتتبُّعها نظراً أو نطقاً .ويعتمد القارئ في ذلك مستويات كاألداء والحفظ
والفهم ،والتذوق.
_1مستوى األداء :وغاية أن يؤدي القارئ األصوات أو الصور الصوتية; أو الرمزية; بدون إبدال واضح
سلِّين.
للمعاني عند األطفال والمذيعين أو المنشدين أو المتَ َ
_2مستوى الحفظ :ويقوم على قراءات متتالية; أو متقطعة أو متصلة ،فيهتم بالعالقات الصوتية والمعنوية
ويثبت صورها في الذاكرة الحركية أو الصوتية; وهي شائعة في المدارس والمسارح (التمثيل).
_3مستوى الفهم :ويقوم على قراءة واعية متأنية; تلتمس معاني التراكيب واأللفاظ والعبارات والعالقات
النحوية والفنية; وإدارة الحركة الجزئية في النص والحركة الكلية التي توجد جوانبه بوساطة التحليل
والتركيب وهي قراءة المتعلمين في المدارس المتقدمة وفي الجامعات وفي الحياة العامة.
-4مستوى; التذوق :وهي قراءة متتالية متأنية تحلّل البني السطحية والعميقة األصلية والفرعية ورصف;
المعاني اإلنمائية الدقيقة لتعزيز الفكرة األساسية; وتتبع المقويات الداللية والمعجمية والمجازية والفنية;,
الخاصة ,وتحيط بامتداد النص وتبرز; عمقه وتكتشف أبعاد التفكير والتعبير والتصويرية; وترابط أجزائه
بالبيئة; اللغوية واالجتماعية والفكرية والبنية الفنية; وبذلك تتمثل; الظالل واألصلية والحوادث واألفكار
واالنفعاالت واآلثار النفسية الجمالية فينفعل بما يوحي به من عواطف وصور الجمال وهذه هي قراءة
الدارسين والمحللين للنصوص األدبية وغيرها.
أ ّما القراءة من منظور اصطالحي ،فهي آلية تفكيك الشّفرة اللغوية المتمثلة في تداخل شبكة العالمات
النص
ّ واإلشارات اللغوية ضمن سياق محدد تع ّد الجملة وحدته األولى ،وبما يكفل الوقوف على بنية;
األساسية والتي يقسمها العالم اللغوي ناعوم تشومسكي ،إلى بنيتين :إحداهما فوقية سطحية وأخرى تحتية
عميقة.
لكن اللسانيات بحكم امتالكها ،في رأينا على األقل ،ك َّل العناصر واإلجراءات الجديرة لقراءة النص األدبي
قراءة شاملة كاملة ،وبحكم أنّ وضعها المعرفي يجتزئ أصال ،بالبحث في النّظام اللغوي البشري لدى
حدود الجملة ال ينبغي; له أن يتجاوز حدودها النّحوية ،وبحكم أنّ هذا الوضع المعرفي ال ينبغي أن يتيح لها
النص األدبي ومجاهله ومكان الجمال فيه ،فإنّ األسلوبية;-بحكم تف ّرعها عن
ّ أن تمضي; بعيداً في أدغال
اللسانيات-أوشكت أن تغتدي ميكانيكية; اإلجراءات بحيث تراها الهثة جاهدة إلى الكشف عن نظام األسلوب
من خالل الجملة ،أي البحث في عناصر الجملة من فعل وفاعل ثم مفعول ،أو من فعل وفاعل ثم حال ،أو
من فعل وفاعل ثم تمييز ;،أو من فعل وفاعل وجار ومجرور ،أو من مبتدأ وخبر ،وغيرها ،وذلك وفق نظام
نص من النّصوص. تعليق ال يكاد يجاوز البحث في التركيب اللغوي وتبادل البنى النّحوية في ّ
وتجدر اإلشارة هنا إلى أنّ تشومسكي نفسه تساءل في أحدث كتاباته عما إذا "كان مستويات أخرى غير
سطحية والبنية; العميقة) الذين افترضا في البحث المعاصر؟ فأجاب المستويين الوجيهين السابقين (البنية ال ّ
وجب إخضاع االفتراضاتمن حيث رأى أنّ "ما اصطلح على تسميته; بـ" برنامج الحد األدنى" جهداَ يُ ُ
صي المتأنّي من منطلق أنّ أكثر القضايا تبجيالً أنّ للغة صوتا ً وداللة ،وتُترجم هذه القضية، التقليدية للتق ّ
في المصطلحات الجديدة بشكل طبيعي ،إلى الدعوى التي تقتضي; بأن الملكة اللغوية)تلتقي باألنظمة
األخرى للذهن/الدّماغ عند مستويين وجيهيَّ ْين يتّصل; أحدهما بالصوت واآلخر بالداللة ،األمر الذي يجعل ك ّل
سطحية والبنية العميقة" كان ضحيّة لخطأ في الوصف ،وأنه يمكن أن ما حلّل بموجب مستويي; " البنية; ال ّ
يُفهم بشكل مماثل أو أفضل في ضوء شروط المقروئية في المستويين الوجيهيّ ْين :ويعني هذا ،عند
سقاط ،ونظرية; ال َّر ْبط ،ونظرية; الحالة اإلعرابية ،وشرط
صصة ،مبدأ اإل ْ المطّلعين على األبحاث المتخ ّ
السلسلة ،وغيرها.
كما تع ّد القراءة ،كما يراها أصحاب نظرية التلقي التي تؤمن بأن القارئ يشارك في كتابة النص ،هي
عملية نفسية; حركية تختص بإعادة األثر األدبي أو النص إلى مدركات أولية عبر إعادة تفكيك اإلشارات
اللغوية وموازنة; العالقة بين مجموعة الدوال مع المدلوالت في الجملة الواحدة ومن ثم النص كامالً .وهنا
نرى أن القراءة فعل تأويلي،ألنها مطالبة وقادرة على إضاءة النص وعلى نحو يتيح; للقارئ اكتشاف البنية
النص
ّ الداخلية للعمل ،لذا فـإنّ مه ّمة; الناقد األدبي الجديدة تنحصر; في االهتمام بنوعية; العالقة بين
بالنص؟ هل كان ر ّد فعله محض
ّ والمتلقي ،وذلك انطالقا ُ من هذه األسئلة المعهودة :كيف انفعل القار ُ
ئ
ع من"استهالكه" بكيفية نمطية ومرضية تجرى على نسق مطرد رتيب في قراءة األدب ،أو هو نو ٌ
النص على قول ما يريده القارئ أن يقوله ،أو أنّه سيندهش بجدّته التي كانت تكيّف ّ اإلخفاق في إكراه هذا
تعاطيه لألدب ،ومن ث ّم بمعانقته هذا األفق الجديد والمختلف الذي يصدر عنه ذلك النص.
لنتصو ّر اآلن أن ناقداً قرأ مسرحية كوميدية; أو شاهدها معروضة ،فإنّ التفاعل معها سيت ّم التوافق العفوي
النص وأفق التلقي طالما أنّ المسرحية قد أجابت عن أسئلته واستجابت النتظاراته .وسيقوم هذا ّ بين أفق
تجتر شكله .لكن النّاقد
ُّ ألصل جاه ٍز ت َك ِّر ُر موضوعه; أو صورةٌ موافقةٌ لمعيا ٍر
ٍ دليالً على أنّها نُسخة مطابقة
يخيب أفق توقّعه إذا قام بمراوغة تقوم على مداراة هذه المسرحية; ُ نفسه سرعان ما يشعر بال ُغ ْبن ومن ثم
بأن يقرأها كما لو كانت مسرحية تراجيدية; على طريقة "راسين" ( )1699-1639أو ملحمية على
طريقة"بريخت" ( .)1956-1898بيد أنّه إذا قرأ أو شاهد مسرحية عبثية من ذلك النّوع الذي يكتبه
"صمويل بيكيت" ( )1989-1906أو "أوجين يونسكو" ( ،)1994-1909وكان ذا دماثة فكرية تؤهله
تلقائيا ً لتقبُّل صدمة هذا المسرح المختلف ،والرتضاء آثاره فإنّه سيكفُّ عن الهوس بالجمالية الكوميدية بل
وقد تتغيّ ُر نظرته إلى األشياء وإلى الوجود من حيث تصبح سوداوية بعد أن كانت تفاؤلية.
وتبدو هذه األمثلة المتفرقة بسيطة جدا لو قارناها بجملة المتغيرات الداللية للنص ،وأخص بالذكر هنا
النص األدبي والنص الشعري على وجه التحديد .فقد أجمع النقاد على أن إشكالية األدب تأتي من طبيعة
اللغة ذاتها ،أدبية النص ،والتي تعمل على توظيف اآللية اللغوية بعيدا عن معناها التداولي البسيط نحو ما
يعرف باستكشاف جماليات اللغة عبر "المجاز .والمجاز عموما هو عملية تطويع لغوي ضمن إطار يتجاوز
المعجم وصوالً إلى التسييق; بما يضفي على اللفظ رونقا ً يخرجه من حيّز الحقيقة إلى رحابة المجاز الذي
تتيح للمفردة الواحدة أن تخدم وظيفة تعبيرية; جمالية في آن معا ً.
هذه الجمالية التي ،وإن كان بإمكانها أن تُسهم في اكتمال المها ّم التي يتعيّنُ أداؤها على "نظرية الفن
وتاريخه" اللذين هما في طور التجديد وإحداث قطيعة جذرية مع األعراف العلمية المق ّررة ،إالَّ أنَّه ال يمكن
لها "أن تدّعي لنفسها أنّها إبدال منهجي بالتّمام والكمال" .فليست جمالية التلقي "نظرية مستقلّة قائمة
على بدَهيات تسمح لها بأن تح َّل بمفردها المشكالت التي تواجهها ،وإنّما هي مشروع منهجي جزئي يحتمل
أقر بذلك ،أترك لغيري- أن يقترن بمشاريع أخرى وأن تكتمل; حصائله بوساطة هذه المشاريع" .وأنا إذ ُّ
شريطة أالَّ يكون خصما ً وطرفا ً في ٍ
آن واح ٍد-عناية تقرير ما إذا كانَ ينبغي ،في مجال العلوم التأويلية
االجتماعية ،اعتبا ُر هذا االعتراف بالنّقص من لدن منهج ما عالمة على ضعفه أو على ق ّوته".
*خاتمة:
بعد هذه اإلطاللة التي أردناها متكاقئة على جهود بعض الدّارسين المحدثين عربا ً وأعاجم في تطويق تحليل
النص أو الخطاب في المعجم والداللة والنظرية وما يدخل في فلكهما من مصطلحات ذات الصلة ،ارتأينا أن
نلتمس بعض ال ُعذر (المفضي إلى األسف) للمحدثين من العرب على محاولة الحفاظ في َعنَت على ماء
الوجه التنظيري على النّحو الذي ف ّكر فيه معاصروهم من األعاجم ،أو بعض أسالفهم من الشّعراء
المحدثين ،الذين ضاقوا ذرعا ً بأغراض الشّعر القديم وأشكاله وما برع فيه القدماء من وصف ورثاء ومدح
وغزل ،فجدّدوا من حيث جدّد الغربيون الت ّواقُون إلى طلب الجديد والتجديد ،فبادروا إلى التنظير على
التنظير ،والذي أضحى على أهميته كالكساء الفضفاض نقحم فيه حساسيتنا إقحاما ً باسم المعاصرة
والحداثة دون أن يتمازج ذلك مع ما نستجلبه أو نسقطه من أحدث التقنيات والنظريات الغربية هي تجربة
حساسيتها ،ولها خصوصيتها وتف ّردها وك ّل ما يميّزها عن خصوصية; حساسيتنا وتف ّرد لغتنا ،األمر الذي ال
ينقص من أهمية التنظير في شيء ،واإلفادة مما في أيادي غيرنا بما يمثّل حواراً مع حاضرنا ،لكن دون أن
سية ،ونقع في الفوضى المصطلحية التي يزيد نسقط في جلب اللّعب الثقافية الخالية من حرارة التجربة الح ّ
في استفحالها ما يفد علينا آنيّا ً من مصطلحات فيضيق بذلك مجال التطبيق اتسا َع مجال التنظير ،فال نمسك
عندها إالَّ بالجانب الضنين من هذه التجربة أو ما اصطلح عليه حديثا ً بـ "البريكوالج اللغوي وهو أم ٌر نبّه
وحذروا من مغبّته" ;،فقد قال أبو بكر بن الس ّراج (ت 316هـ) في رسالته في االشتقاق ،في ّ إليه األسالف
َ
الحذر أن َ
يجب على النّاظر في االشتقاق أن يتوقّاهُ ويحترس منه) :م ّما ينبغي أنْ يَ ْحذ َر منه ك ُّل َ ُ (باب ما
الحوت" .فإذا صدق ذلك ق من ل َغة العرب لشي ٍء من لغة ال َع َجم ،فيكونَ بمنزلة; من ادّعى أنَّ الطَّ ْي َر َولَ َد ُ
يَشت َّ
على اللفظ فالمعنى به أولى.
للنص بات فيه أقرب إلى الخطاب وتحليل يحتمل اإلخالل كما قد يحتمل الموضوعية، ّ ونحن أمام تعريف
وأمام نقد لم تكتمل معالمه ومناهجه وتستق ّ;ر مصطلحاته ,ناهيك ع ّما يعكسه من ظواهر سلبية أهمها"
ضل القراءة الواعية المتأنية ونأخذ التَّ َخ ْندق" و"التحيّز" و"المعيارية" ال نملك-والحال هذه -إال أن نف ّ
بها ،على تعدّدها ،وفق مستوى تذ ّوقي يدرك فيها القارئ العالقات النحوية وطريقة األداء اللغوي،
والدالالت المركزية والهامشية; واالجتماعية الكامنة في األثر األدبي بشقّيه الشعري والنثري; الذي يحتمل
أكثر من تأويل ،ما دام "ال أحد -بحسب بارث :يعرفُ شيئا ً عن المعنى الذي تمنحه; القراءة لألثر األدبي،
ينتصب فيما وراء سنن اللغة.
ُ وال عن المدلول-وذلك ،ربَّما ،ألنّ هذا المعنى ،اعتباراً لكونه شهوة،
ونرغب
َ فالقراءة وحدها تعشق األثر األدبي ،وتقيم معه عالقة شهوة .فإنّ نقرأ معناه نشتهي األثر (س)،
في أن ن ُكونَه ،وأن نرفض مضاعفته بمعزل عن ك ّل كالم آخر غير كالمه هو ذاتُه :إنّ التعليق الوحيد الذي
أي من
يمكن أن ينتجه; قارئ محض وسيبقى كذلك ،هو المعارضة .وعليه ،فإنَّ االنتقال من القراءة إلى ٍّ
ش ْهوة ،وعلينا تَبـ ِ َعةُ ما نقرأ.
الحدود أو اإلسقاطات األخرى فمعناه تغيُّر ال َّ
المصادر والمراجع
أ .العربية;
*إبراهيم ،طه أحمد :تاريخ النقد األدبي عند العرب من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع الهجري ،مطبعة
لجنة التأليف والترجمة; والنشر ،القاهرة1937 ،م.
* ابن خلدون ،عبد الرحمن محمد :مقدمة ابن خلدون ،تحقيق درويش الجويدي ،المكتبة; العصرية للطباعة
والنشر ،ط ،2صيدا ،بيروت1416 ،هـ1996-م
*ابن عرفة ،عبد العزيز:الفعل اإلبداعي في جدلية تلقيه وكتابته ،الكتابة اإلبداعية بين حساسية المرحلة
ومعادلها الفني أو التقني ،مجلة الفكر العربي المعاصر ،يصدرها مركز اإلنماء القومي ،بيروت ;،لبنان،
العدد 1984 ،30/31م.
*ابن فارس ،أبو الحسين أحمد بن زكريا :معجم مقاييس اللغة ،تحقيق عبد السالم محمد هارون ،دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع1399 ،هـ1979-م.
*ابن قتيبة ;،أبو محمد عبد هللا بن مسلم:الشعر والشعراء ،مطبعة بريل ،ليدن المحروسة 1902 ،م.
* ابن مصباح ;،وناس :مالحظات أولية حول الشروح األدبية ،مجلة الحياة الثقافية ،العدد 1986 , 41م.
* ابن منظور ،أبو الفضل جمال الدين بن مكرم :لسان العرب ،دار صادر للطباعة والنشر-دار بيروت ,
لبنان1956 ,م.
*أبو زيد ،نصر حامد :االتجاه العقلي في التفسير ،دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة ،دار
التنوير; للطباعة والنشر ،ط ،1بيروت ،لبنان1982 ،م.
* أنيس إبراهيم ومنتصر عبد الحليم والصوالحي عطية ،وأحمد محمد خاف هللا :المعجم الوسيط ،دار
الفكر ،بيروت.
* أمين ،أحمد :النقد األدبي ،دار الكتاب العربي ،ط ،4بيروت ،لبنان1387 ،هـ1967-م.
* أوكان ،عمر :اللغة والخطاب ،أفريقيا الشرق ،الدار البيضاء ،المغرب ،أفريقيا الشرق ،بيروت ;،لبنان،
2001م.
* بارث ،روالن :النقد والحقيقة ،ترجمة إبراهيم الخطيب ،مراجعة محمد برادة ،مجلة الكرمل ،العدد ،2
1984م.
* البغدادي ،عبد القادر:خزانة األدب ،تحقيق عبد السالم محمد هارون ،دار الكتاب العربي للطباعة والنشر،
القاهرة1387 ،هـ1967-م.
*تشومسكي ،نعوم :آفاق جديدة في دراسة اللغة والذهن ،ترجمة حمزة بن قبالن المزيني ;،منشورات
المجلس األعلى للثقافة المشروع القومي للترجمة بإشراف جابر عصفور ،القاهرة ،ط2005 ،1م.
* ثودي ،فيليب وكورس ،آن:بارث ،ترجمة جمال الجزيري ،مراجعة وإشراف وتقديم إمام عبد الفتاح
إمام ،منشورات المجلس للثقافة ضمن المشروع القومي للترجمة بإشراف جابر عصفور ،القاهرة ،ط،1
2003م.
* الجاحظ ،أبو عثمان عمرو بن بحر:البيان والتبيين ،تحقيق عبد السالم محمد هارون ،مكتبة; الخانجي،
القاهرة.
* الجواليقي ،أبو منصور:المع ّرب من الكالم األعجمي على حروف المعجم تحقيق أحمد محمد شاكر،
مطبعة دار الكتب المصرية ،ط 1389 ،2هـ 1969 -م.
*جوني ،عدي:إشكالية الترجمة وثقافة النص ،مجلة أفق الثقافية اإللكترونية ;،عدد فبراير2000م.
* الخولي ،أمين :التفسير ,معالم حياته ,منهجه اليوم ،أخرجه في كتاب مستقل جماعة الكتاب1944 ،م.
*خياط ،يوسف:معجم المصطلحات العلمية والفنية ;،دار لسان العرب ،بيروت1974 ،م.
*دائرة المعارف اإلسالمية ;،ترجمة إبراهيم خورشيد وآخرين ،مطبعة الشعب ،القاهرة.
*الزمخشري ،أبو القاسم محمود:أساس البالغة ،دار المعرفة ،بيروت1399 ،هـ1979 -م.
*العاكوب ،عيسى علي :التفكير النقدي عند العرب ،مدخل إلى نظرية األدب العربي دار الفكر المعاصر،
بيروت ،لبنان ،دار الفكر ،دمشق ،سورية ،ط1423 ،2هـ2002-م.
*عروي ،محمد إقبال :ظواهر سلبية في الخطاب النقدي الروائي-التخندق ،التحيُّز ،المعيارية ،مجلة آفاق
الثقافة والتراث ،تصدر عن دائرة البحث العلمي والدراسات بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ،العدد،53
السنة1427 ،4هـ2006-هـ.
* قباوة ،فخر الدين :محاضرات في علوم اللغة ،الدراسات العليا ،السنة الجامعية 1985-1984م.
*قدامة بن جعفر :نقد الشعر ،تحقيق كمال مصطفى مكتبة الخانجي ،ط ،3القاهرة1392 ،هـ1978-م.
*قطب ،سيد :النقد األدبي ،أصوله ومناهجه ،دار الفكر العربي ،القاهرة.
*كليطو ،عبد الفتاح :األدب والغرابة(دراسات بنيوية; في األدب العربي) ،دار الطليعة ،ط ،1بيروت،
1982م.
*مؤمن ،أحمد:اللسانيات ،النشأة والتطور ،ديوان المنطبوعات الجامعي ،ابن عكنون ،الجزائر.
*مرتاض ،عبد الملك:القراءة بين القيود النظرية وحرية التلقي ،مجلة تجليات الحداثة ،معهد اللغة العربية;
وآدابها ،جامعة وهران ،العدد ،4يونيو 1996م.
* المرعي ،فؤاد :النقد األدبي الحديث ،مديرية الكتب والمطبوعات بجامعة حلب1982-1981 ،م.
*مرغان ،كليفورد وديز ،جيمس :فن الدراسة ،ترجمة; جميل مراجعة يوسف; حوراني ،منشورات دار
مكتبة الحياة ،بيروت ،لبنان1974 ،م.
*مروة ،حسين:دراسات نقدية في ضوء المنهج; الواقعي ،مكتبة; المعارف ،بيروت ،لبنان1988 ،م
*مفتاح ،محمد :تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية; التناص) ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء،
بيروت ،ط1992 ،3م
*ياوس ،هانس روبيرت :جمالية التلقي-من أجل تأويل جديد للنص األدبي ،ترجمة; رشيد بنحدو ،منشورات
المجلس األعلى للثقافة ،ضمن المشروع القومي للترجمة بإشراف جابر عصفور ،القاهرة2004 ،م.
* يوسف ،أحمد:بين الخطاب والنص ،مجلة تجليات الحداثة ،معهد اللغة العربية وآدابها ،جامعة وهران،
العدد1992 ،1م.