Professional Documents
Culture Documents
اىخِاكو اىؽئ٘فٖ واىخِاكو اىرأُي
ٌِ٘ؽ كف٘ق
1
ضٔل اىخِاكو واىٍٍارـث فٖ اىرٔرة اىفيفٍِ٘٘ث.
ٌلػٌث:
حول التنالض والممارسة فً الثورة الفلسطٌنٌة هو عنوان كتاب األخ منٌر شفٌك الذي كان لد
أصدره فً العام 1971والذي ٌعد من أبرز الكتب التً مثلت التٌار الٌساري (الماوي) فً حركة
فتح.
ورغم هذه السنوات الطوٌلة على صدور الكتاب فإن مراجعتنا النمدٌة له تمول بؤن األفكار الربٌسة
فٌه لابلة التخاذها منهجا من مناهج التفكٌر والبحث والتحلٌل ،وإن كانت مستندة كما هو واضح على
لاعدة ٌسارٌة جدلٌة (دٌالكتٌكٌة) ،فإن هذا ال ٌمنع من االستفادة منها مادام العمل هو المرجع فً
تمومه إن أخطا فتفرق بٌن الثابت العمدي وبٌن مطلك حرٌة المضاٌا النظرٌة سواء استند لثوابت دٌنٌة ّ
1
التفكٌر فً حدود ضوابط العمٌدة.
أو من خبلل إجالة النظر فً االختبلفات الفكرٌة بٌن المناهج األٌدٌولوجٌة ،ومحاولة استمصاء
ي الفكرٌة األٌدٌولوجٌة.
األسالٌب والمناهج الدراسٌة والبحثٌة بعٌدا عن المضامٌن أو المباد ْ
بمعنى أن عدم االٌمان باألٌدٌولوجٌة الماركسٌة-اللٌنٌنٌة ال ٌعنً انعدام المدرة على االستفادة مما
تشتمل علٌه من أبعاد أو زواٌا نظرٌة أو انسانٌة ذات صلة بآلٌات عمل العمل ،كما الحال فً
االستفادة من النظرٌات الغربٌة المختلفة ،أو النظرٌات التً تعاملت مع العمل والفكر والمفاهٌم فً
الحضارة العربٌة االسبلمٌة.
الٌهمنا هنا المآل السٌاسً لمنٌر شفٌك الذي تبنى خ ً
طا مناوبا للمٌادة الفلسطٌنٌة منذ زمن بعٌد نتٌجة
اعتناله الفكر االسبلموي بعد الثورة اإلٌرانٌة ،فهذا شؤنه الذي نختلف أو نتفك فٌه معه ،وما ٌعنً أن
أراءه السٌاسٌة وخٌاراته الخاصة ال تمثل حركة فتح ،وهو ٌرى ذلن .وكل الموضوع هو الكتٌب
واألفكار الواردة فٌه.
ٌ 1مول هللا تعالى :لال تعالى :وال ٌجرمنكم شنآن لوم على أال تعدلوا (المابدة ،)8:وٌمول علٌه السبلم :الكلمة الحكمة ضالة
المإمن فحٌث وجدها فهو أحك بها .وٌمول الشاعر :ال تحمرن الرأي وهو موافك /حكم الصواب إذا أتى من نالص.
فالدر وهو أعز شًء ٌمتنى/ما حط لٌمته هوان الغابص.
2
إن كتاب منٌر شفٌك هذا الذي أضفنا لعنوانه الربٌس عنوان جانبً هو :التنالض الربٌسً والتنالض
الثانوي -وهو من أهم مضامٌن الكتابٌ -شتمل على مجموعة من المفاهٌم مازالت تستخدم لدى
الكثٌرٌن من لٌادات وكوادر الثورة الفلسطٌنٌة وحركة فتح فً تحلٌبلتهم المختلفة ما ٌعطً األهمٌة
لبلجزاء التً حممناها أو همشناها (أضفنا لها الهوامش) من الكتاب وما ٌإكد على أهمٌة تصلٌب
المنهج العملً العملً ألي منا.
اخترنا من كتاب منٌر شفٌك الممدمة المسماة اإلٌضاح والمدخل ،ثم فصل التنالض الربٌس ،وجعلنا
اسم الفصل التنالض الربٌسً 2والتنالض الثانوي ألننا ثثرنا االكتفاء بفصل التنالض الربٌس دونًا عن
فصل التنالض الثانوي ألهمٌة الربٌسً وشمولٌته ودعوته الجامعة.
عرف .3والى كل ما سبك أضفنا ج ّل
وباعتبار أن معرفته لد تغنً عن النمٌض ،فالنمٌض بالنمٌض ٌُ َ
الفصل األخٌر المسمى تنالضات من طراز ثخر.
ٌطرح منٌر شفٌك 4مفاهٌم :التنالض الربٌسً فً ممابل التنالض الثانوي ،وٌطرح مفاهٌم االنحراف
ً
تحلٌبل واالنتهازٌة ٌمٌنا وٌسارا ،كما ٌطرح مسؤلة التحرٌر الوطنً ،والمراحل التارٌخٌة واختبلفها
ورإٌة واستنتاجا ،كما ٌطرح أهمٌة الجماهٌرودورها ،وٌإكد على مركزٌة فلسطٌن ومجابهة
الصهٌونٌة واالمبرٌالٌة االمرٌكٌة معا ،وعلى دور االمة ،وال ٌتوانً عن التؤكٌد على مفهوم حرب
الشعب طوٌلة النفس ،والوالع الموضوعً والوالع الذاتً ،والثورة الدٌممراطٌة ،والبرنامج الثوري.
نؤمل أن تتم لراءة هذا الكتٌب بعمل منفتح وعمل نالد ولدرة على التطوٌر الذاتً والتغٌٌر.
ةهؽ أةٔةهؽ
فيفٍَ٘ فٖ 0202
2لغوٌا األصوب تعبٌر التنالض الربٌس بدون إضافة الٌاء ،لكننا سنستخدم اللفظتٌن معا .أي الربٌس والربٌسً.
ّان ِلما ا ْستُجْ ِمعا َح ُ
3
الض ُّد ٌُظ ِه ُر ُحسنَهُ
سنا َو ِ ٌحضرنً لول المتنبً "وبضدها تتبٌن األشٌاء" و كذلن لول دوللة المنبجً "ضد ِ
الضدُّ".
ِ
ٌ 4صفه الكاتب دمحم لاروط أبورحمه من رجال السرٌة الطبلبٌة/كتٌبة الجرمك التً كان لمنٌر شفٌك دور فكري فٌها :تمٌز
األخ منٌر شفٌك بثباته الشدٌد ولبضه بموة على هدف تدمٌر المشروع الصهٌونً ،وان كل المراحل التً مر بها ،إنما كانت
بحث عن أفضل الوسابل لدحر المشروع الصهٌونً ،وتوحٌد األمة العربٌة واستعادة مكانتها فً الحضارة اإلنسانٌة.
كما تمٌز أٌضا بطرٌمة انتماله إلى العمٌدة اإلسبلمٌة ،فهو أوال نظر إلى المحرن األهم لؤلمة التً ٌحفزها على توحٌد جهودها
نحو الهدف وهو دحر المشروع الصهٌونً .وثانٌا ،نظر إلى رفعة وعزة األمة لبل الخبلص الفردي ،ثم انتمل إلى العمٌدة
اإلسبلمٌة.
3
ضٔل اىخِاكو واىٍٍارـث فٖ اىرٔرة اىفيفٍِ٘٘ث.
اىرأُي5 اىخِاكو اىؽئ٘فٖ واىخِاكو
كف٘ق6 ٌِ٘ؽ
ثانٌاً :إذا استطعنا أن نحدد التنالضات بدلة ،ونحدد أسلوب معالجتها وحلها ،استطعنا وضع
استراتٌجٌة وتكتٌن صحٌحٌن فً المجاالت السٌاسٌة والعسكرٌة والتنظٌمٌة للثورة.
ثالثاً :لم تنهج هذه الدراسة نهجا ً أكادٌمٌا ً فً عرض الموضوع ،ألنها تطمح فً طرح لضاٌا النظرٌة
والتطبٌك ،بصورة مبسطة ،لببل تتعمد لراءتها بالنسبة إلى الجماهٌر ولواعد الثورة.
5العنوان األصلً للكتٌب هو فمط :حول التنالض والممارسة فً الثورة الفلسطٌنٌة .ونحن فً لجنة التعببة الفكرٌة أضفنا
للعنوان من صلب الكتٌب عنوان :التنالضات الربٌسٌة فً ممابل الثانوٌة ،ولم نتدخل فً مضمون الجزء من الكتاب/الكتٌب بٌن
أٌدنا ،بل لمنا بعمل التنسٌك الجدٌد واإلخراج ،وبالتهمٌش فمط.
6حسب الموسوعة الحرة :منٌر شفٌك عسل مفكر عربً إسبلمً وعضو االتحاد العالمً لعلماء المسلمٌن وشمٌك الشهٌد
جورج شفٌك عسل .ولد فً المدس ألبوٌن مسٌحٌٌن عام 1934وكان والده "شفٌك عسل" محامٌا ً مشهورا ً فً مدٌنة المدس
ووالدته خرٌجة دار المعلمات عام .1927
تخصص فً الفلسفة والعلوم السٌاسٌة وعلم النفس .اعتمل فً 1957وسجن لمدة عشر سنوات لنشاطه السٌاسً؛ أثناء سجنه،
كان المنظر العمابدي للحزب الشٌوعً االردنً .بعد اطبلق سراحه ،وبعد تَغٌَُّر منهج الحزب ،وتصاعد العمل الكفاحً لحركة
فتح ،انضم الٌها و َمثَل مع نسٌبه ناجً علوش وماجد ابو شرار واخرون التٌار الثوري الٌساري فً حركة فتح فً السبعٌنات
وع ُِرف كؤحد رموز تٌارها الثوري الٌساري.
اهتم بالتارٌخ الثوري المعادي لبلستعمار وتؤثر بتجربة عبدالكرٌم الخطابى وعبد المادر الجزابري وغٌرهم وازدادت لناعاته
بدور إسبلمً للثورة؛ اعتنك اإلسبلم فً أواخر السبعٌنات /بداٌة الثمانٌنات تحت تؤثٌر الثورة اإلسبلمٌة فً إٌران وزمٌل
ماركسً ،الفٌلسوف الفرنسً روجٌه غارودي؛ اتجه نحو الفكر اإلسبلمً ،وبرز كمحلل سٌاسً فً لناة الجزٌرة ،ولكنه ٌنتمً
إلى مدرسة التحلٌل الرادٌكالً الثوري .ولد كان هذا بارزا ً فً أحداث غزة األخٌرة.
شغل منصب ربٌس فرع لبنان لبلتحاد العام للكتاب والصحفٌٌن الفلسطٌنٌٌن وعمل مع منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً تونس
فً أوابل الثمانٌنات فً مركز التخطٌط وكان على عبللة لوٌة براشد الغنوشً وغٌره من اإلسبلمٌٌن والٌسارٌٌن والمومٌٌن
مما حدا بنظام بن علً بطلب مغادرته تونس .كما خدم كؤمٌن عام لمإتمر الشعب السودانً لبعض الولت؛ وأصبح مفكرا ً
ومبدعا ً إسبلمٌا ً فً الشإون العربٌة-اإلسبلمٌة؛ أشترن مع الجهاد اإلسبلمً الفلسطٌنً؛ ألف عدة كتب عن لضاٌا حول الثورة
الفلسطٌنٌة ،الوحدة العربٌة والفكر اإلسبلمً؛ دعا إلعادة التفكٌر فً العمٌدة والممارسة ،تعزٌز حرب العصابات والمتال ضد
الجٌش ولٌس ضد المدنٌٌن فً مواجهة االحتبلل؛ عاش فً لبنان وعمان؛ ٌملن عمود فً السبٌل (عضو فً منظمة المسلم
األردنً) وفلسطٌن المسلم ة؛ من بٌن منشوراته اإلسبلم والمعركة للحضاره ،النظام العالمً الجدٌد واختٌار المواجهة (عن
الموسوعة الحرة-وٌكٌبٌدٌا ،على الشابكة) ،وهو حالٌا :االمٌن العام للمإتمر الشعبً لفلسطٌنًٌ الخارج المخالف لمنظمة
التحرٌر الفلسطٌنٌة.
4
رابعاً :روعً فً هذه الدراسة عدم ذكر أسماء منظمات الثورة واألحزاب والحركات الثورٌة
العربٌة عندما ٌتناولها النمد ،وذلن لببل تثار حساسٌات (إضافٌة) تسًء إلى بناء الوحدة الوطنٌة فً
الثورة الفلسطٌنٌة ،وبناء الجبهة العربٌة العرٌضة ض ّد الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة .وألن الهدف
األساسً من نمد بعض االتجاهات فً الثورة الفلسطٌنٌة أو الوطن العربً هو تمرٌب وجهات النظر
من خبلل توضٌح بعض المضاٌا ،إلٌجاد أرضٌة للعمل المشترن وااللتحام ،ال التجرٌح والهدم.
ملحوظة :كتبت هذه الدراسة لبل أحداث أٌلول 0791فً األردن ،لهذا ألحمت
بعض المالحظات فً الهوامش.
ٌػعو
عندما تندلع ثورة مسلّحة ض ّد احتبلل أجنبً ،تواجه عدة تنالضات ،خصوصاً ،فً البلدان المتخلّفة التً ما
زالت ترزح تحت نٌر أنظمة رجعٌة ،شبه إلطاعٌة ،وشبه استعمارٌة.7
وهذه التنالضات لٌست على درجة واحدة من حٌث األهمٌة ،أو الحدّة ،أو العمك ،بالنسبة إلى مرحلة
الصراع الوطنً ض ّد االحتبلل اإلمبرٌالً األجنبً لذلن ،مسؤلة تحدٌد التنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة
ومسؤلة كٌفٌة معالجة كل هذه التنالضات وحلها ،منفردة ومجتمعة ،هما المسؤلتان اللتان تحظٌان بالدرجة
األولى من األهمٌة والخطورة فً تمرٌر مصٌر الثورة ،نجاحها أو فشلها ،فً حمبة تارٌخٌة محددة ،وضمن
ظروف محلٌة وعالمٌة محددة.
حهٍَ أٍْ٘ث اىخطػٗػ اىهط٘ص ىيخِاكو اىؽئ٘فٖ واىخِاكيات اىرأُٗث فٍ٘ا ٗيٖ:
ثانٌاًٌ :ساعدنا على معرفة الموى الرئٌسٌة الضاربة ،والموى الحلٌفة ،والموى التً ٌمكن تحٌٌدها،
والموى المعادٌة .أو بعبارة أخرى ،سنعرف األصدلاء واألعداء ،وسنعرف شبه األصدلاء وشبه
7المصطلحات من رجعٌة والطاعٌة ارتبطت بالحمبة الشٌوعٌة والتحلٌل الماركسً للتارٌخ ،اما العملٌة االستعمارٌة فما زالت
مهٌمنة حتى الٌوم .ومنٌر شفٌك كتب المادة فترة اعتناله الماركسٌة الماوٌة ،ونلرى كثٌر مما فٌها مازال صالحاللتفكر والتامل
والنمد-لجنة التعببة الفكرٌة فً حركة فتح.
8االستراتٌجٌة والتكتٌن مترابطان فحٌث وجدت االستراتٌجٌة بؤي من معانٌها الذي احدها أنها علم وفن وضع المخططات
العامة ٌؤتً التكتٌن لٌخدمها.
5
األعداء ،سنعرف أصدلاء الٌوم الذٌن سٌكونون أعداء الغد .وبكلمة ،سنعرف ممن تتشكل جبهتنا،
وممن تتشكل جبهة العدو فً كل مرحلة.
ثالثاًٌ :ساعدنا على معرفة كٌفٌة معالجة التنالضات الثانوٌة التً تنشؤ فً صفوف الشعب ،وفً
داخل الحركة الثورٌة نفسها ،ونحن نح ّل التنالض الربٌسً مع العدو .وهذا ٌساعدنا على تموٌم كل
االتجاهات السٌاسٌة والعسكرٌة التً تنشؤ داخل الحركة الثورٌة ،وما ٌتبع ذلن من تحدٌد المولف
حٌال كل اتجاه .كما ٌساعدنا على تجنب مماتلة أكثر من عدو واحد فً ولت واحد ،أو مماتلة أعداء
المستمبل فً الولت الحاضر .وبكلمة أخرىٌ ،ساعدنا على أال نرتفع بالتنالضات الثانوٌة إلى مرتبة
التنالض الربٌسً ،األمر الذي ٌإدي إلى إضعاف جبهتنا ،ودعم جبهة العدو ،وبالتالًٌ ،إدي إلى
فشلنا فً ح ّل التنالض الربٌسً بٌنما نكون لد فشلنا ،أٌضاً ،فً ح ّل التنالضات الثانوٌة التً رفعناها
إلى مستوى التنالض الربٌسً .وهذا ٌعنً أننا خسرنا الحاضر ،ولم نكسب المستمبل.
ولكن ،بعد تحدٌد التنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة نؤتً إلى لضٌة هامة ،ال تمل أهمٌة عن تحدٌد أنواع
التنالضات نفسها ،وهً مسؤلة كٌفٌة ح ّل كل تنالض ومعالجته .وبعبارة أخرى ٌجب علٌنا أن نعرف كٌف
ٌعالج كل تنالض ،وما هً طرق حله؟ أي ،هل نح ّل هذا التنالض أو ذان بالكفاح المسلّح؟ أم بممارسة
ضغوط سٌاسٌة؟ أم بالمفاوضات والمساومات؟ ..إلخ.
إن ٌفأىث حلؽٗؽ ن٘ف٘ث ّ
ضو نو حِاكو فٖ اىرٔرة ،فً مرحلة تارٌخٌة محددة ،سواء التنالض
الربٌسً ،أو التنالضات الثانوٌة هً المسؤلة المحورٌة التً ستجٌب على السإال الخالد :ما العمل؟ 9كٌف
نحمك أهدافنا؟ ما هو التنظٌم (اإلدارة) الذي ٌستطٌع ح ّل التنالض وما هً طبٌعته وتركٌبه وبناإه الطبمً
واإلٌدٌولوجً؟ ..إلخ .وبعبارة مبسطة ،أن نعرف كٌف نحمك ما نرٌد بعد أن حددنا ما نرٌد ،فً كل مرحلة
تارٌخٌة.
ومن الجدٌر أن ننوه هنا ،أن تحدٌد التنالض الربٌسً ،والتنالضات الثانوٌة ،ومن ثم طرٌمة معالجة وح ّل كل
ّ
ٌمرر نظرٌا ً وعملٌا ً اىغً اىرٔري
هذه التنالضات ،منفردة ومجتمعة ،فً مرحلة تارٌخٌة محددة ،هو الذي ّ
اىهط٘ص أي االـخؽاح٘ش٘ث واىخهخ٘م اىهط٘طَ٘.
9هو سإال لٌنٌن وجوابه فً كتٌبه المعنون :ما العمل؟ وعنوانه الكامل :ما العمل؟ المسابل الملحة لحركتنا وهو كراس
سٌاسً كتبه الثوري الروسً فبلدٌمٌر لٌنٌن فً عام 1901ونشر فً عام .1902عنوانه مستوحى من الرواٌة بنفس االسم
بملم الثوري الروسً من المرن التاسع عشر نٌكوالي تشٌرنٌشٌفسكً .فً ما العمل؟ٌ ،جادل لٌنٌن بؤن الطبمة العاملة لن تتسٌّس
بمجرد االشتران بصراعات التصادٌة مع أرباب العمل على األجور وساعات العمل وما شابه ذلن .لتحوٌل الطبمة العاملة إلى
الماركسٌةٌ ،صر لٌنٌن على أن على الماركسٌٌن أن ٌشكلوا حزبا سٌاسٌا ،أو "طلٌعة" ،من الثورٌٌن المتفرغٌن لنشر األفكار
السٌاسٌة الماركسٌة بٌن العمال .ولد أدى هذا الكتٌب جزبٌا إلى انمسام حزب العمل االشتراكً الدٌممراطً الروسً بٌن
الببلشفة بمٌادة لٌنٌن والمناشفة .وفً عام 1904نشر لٌون تروتسكً رده مهامنا السٌاسٌة ،مإكدا أن نهج لٌنٌن سٌإدي حتما
إلى االستٌبلء الدموي على الحزب من لبل دٌكتاتور ألرب إلى عهد اإلرهاب فً الثورة الفرنسٌة( .عن الموسوعة الحرة)
6
كما أن أي خطؤ فً فهم طبٌعة المرحلة ،أي طبٌعة التنالضات فً تلن المرحلة ،ومن ثم طرٌمة حلها
10
ومعالجتها ،هو الذي ٌإدي إلى االنحراؾ الٌمٌنً االنتهازي أو االنحراؾ “الٌساري” االنتهازي.
فمثبلً ،إذا ر ّكز على ح ّل التنالض الربٌسً وأهملت التنالضات الثانوٌة إهماالً كلٌاً ،ولم تمم سٌاسة صحٌحة
فً طرٌمة معالجة التنالضات الثانوٌة ،فً أثناء ح ّل التنالض الربٌسً ،فهذا ٌإدي إلى االنحراف الٌمٌنً
االنتهازي .وفً الممابل ،إذا ارتفعنا بؤحد التنالضات الثانوٌة ،أو بها كلها ،إلى مرتبة التنالض الربٌسً ،فهذا
ٌإدي إلى االنحراف “الٌساري” االنتهازي.
على أن من المهم أن نبلحظ هنا ،أنه لٌس من الضروري أن ٌكون ح ّل كل تنالض رئٌسً فً المجتمع
والتارٌخ اإلنسانً ال ٌت ّم إال بالسالح ،كما أنه لٌس من الضروري أن ٌكون ح ّل كل تنالض ثانوي ال ٌت ّم إال
بعٌدا ً عن السبلح والعنف الثوري ،فمن الممكن فً حاالت معٌنة أن ٌح ّل تنالض ربٌسً ما من غٌر اللجوء
إلى الثورة المسلّحة ،وخصوصاً ،بعد انتهاء مرحلة المجتمعات الطبمٌة.11
وكذلن ،من الممكن ،فً حاالت معٌنة ،أن ٌُح ّل تنالض ثانوي ما عن طرٌك السبلح والعنف المسلّح،
وخصوصاً ،عندما ٌنتمل إلى التحالف مع النمٌض العدابً فً التنالض الربٌسً ،أو عندما ٌنهج خطؤ تخرٌبٌا ً
فً داخل الثورة المسلّحة ،وتستنفد كل الطرق لوضع ح ّد له ،وال ٌبمى من سبٌل غٌر تصفٌته بموة السبلح.
ٌمرر طرٌمة ح ّل كل تنالض ،هو طبٌعة ذلن التنالض ،فً كل مرحلة تارٌخٌة .فطبٌعة وبكلمة ،إن الذي ّ
تمرر إن كان ذلن التنالض من طراز التنالض العدابً أو من طرازالتنالض ،فً ظروف محددة ،هً التً ّ
التنالض غٌر العدابً.
على أن من المهم أن نبلحظ أٌضاً ،أن تحدٌد التنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة ،وتعٌٌن طرق ح ّل كل
التنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة ،لٌس أمرا ً جامدا ً ٌت ّم مرة وإلى أمد طوٌل .ألن التنالضات فً حالة
حركة وتغٌّر مستمرٌن داخلٌا ً وخارجٌاً ،وبالتالًٌ ،صبح من الضروري مبلحظة كل ذلن ودراسته .وإعادة
تحدٌد التنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة .وإعادة تعٌٌن طرق ح ّل كل التنالضات الربٌسٌة والثانوٌة.
فمن الممكن مثبلً أن ٌنتمل تنالض ربٌسً إلى مرتبة التنالض الثانوي ،وٌنشؤ تنالض ربٌسً ثخر مكانه ،كما
حدث مثبلً عندما دخلت الموات الٌابانٌة الصٌن ،حٌث أصبح الكومنتانغ بمٌادة (شان كاي تشٌن) تنالضا ً
10شاعت مصطلحات الٌمٌن (الرجعً) والٌسار (التمدمً) ضمن التحلٌل الماركسً-اللٌنٌنً فً الفكر الشٌوعً الذي تبناه
شفٌك ثنذان.
11فكرة تمسٌم التارٌخ االنسانً الى مراحل وفٌها طبمات هً فكرة ماركسٌة.
7
ثانوٌا ً بعد أن كان طرف التنالض الربٌسً ،وأصبح الغزاة الٌابانٌون هم طرف التنالض الربٌسً فً
الصٌن ،بعد أن كانوا لبل االحتبلل تنالضا ً ثانوٌا ً بالنسبة إلى التنالض الربٌسً داخل الصٌن.12
كل هذه المضاٌا النظرٌة ،ثنفة الذكر ،أكدتها تجارب الثورات المسلّحة فً كل البلدان ،وخصوصاً ،تجارب
الثورة المسلّحة فً روسٌا والصٌن وفٌتنام ،ولد عبّر عنها ،بشكل رابع ،كل من لٌنٌن ،وماوتسً تونغ،
13
وهوشً منه.
.
14
"ماوتسً تونغ" من الٌمٌن لابد الثورة الصٌنٌة ،مع ستالٌن خلٌفة لٌنٌن فً االتحاد السوفٌتً.
واآلن ،إذا جبنا بهذه الحصٌلة النظرٌة الهامة إلى الساحة الفلسطٌنٌة ،فسوف نرى مجموعة من التنالضات،
من بٌنها تنالض ربٌسً ،وإلى جانبه ومعه ،عدة تنالضات ثانوٌة ،وهذا ما سنر ّكز علٌه فً هذه الدراسة
تركٌزا ً مفصبلً لدر اإلمكان.
12الحدٌث عن الثورة الصٌنٌة والحزب الشٌوعً الصٌنً بمٌادة ماوتسً تونغ وكٌف نظر لؤلمر حٌنها.
13وهم من زعماء الثورات والفكر الشٌوعً فً روسٌا والصٌن وفٌتنام.
14نحن من أضفنا الصور ،حٌث أن الكتاب/الكتٌب األصل ال ٌوجد به صور.
8
اىرأُي15 اىخِاكو اىؽئ٘فٖ واىخِاكو
اىخِاكو اىؽئ٘فٖ فٖ اىفاضث اىفيفٍِ٘٘ث ْٔ ةَ٘ اىه٘ان اىهُٖٓ٘ٔ وحطاىفّ اىٓئي ٌّ
اإلٌتؽٗاى٘ث اىٓاىٍ٘ث وْيٕ رأـٓا اإلٌتؽٗاى٘ث األٌ٘ؽن٘ث ٌَ سٓث واىشٍاْ٘ؽ اىفيفٍِ٘٘ث
وحطاىفٓا اىٓئي ٌّ اىشٍاْ٘ؽ اىٓؽة٘ث ٌَ سٓث أعؽى.
وهذا النوع من التنالض هو من طراز التنالض العدابً الذي ٌتمٌز بطبٌعة عدابٌة مكشوفة ،أي من طراز
التنالض الذي ال ٌمكن أن ٌح ّل إال بالكفاح المسلّح ..بالجماهٌر المسلّحة وبحرب الشعب طوٌلة األمد ،16وال
ٌمكن أن ٌح ّل بالمفاوضات أو الضغوط السٌاسٌة والدولٌة ،أو باإلضرابات والمظاهرات أو الطرق
البرلمانٌة ..إلخ.
أما األسباب التً استنتج منها هذا التحدٌد النظري للتنالض الربٌسً وطبٌعته العدابٌة 17،فهً:
أ – الكٌان الصهٌونً بكل مإسساته االلتصادٌة والعسكرٌة والسٌاسٌة والثمافٌة واالجتماعٌة ،عبارة
عن احتالل استٌطانً من لبل لوى أجنبٌة جاءت إلى ببلدنا لتؤخذ كل شًء ولتح ّل مح ّل الشعب
العربً الفلسطٌنً ،من خبلل طرده من أرضه وبٌوته وإلمابه خارج حدود الوطن .أي أن االحتبلل
اإلسكانً الصهٌونً عبارة عن تصفٌة جسدٌة وثمافٌة ومادٌة كاملة للشعب الفلسطٌنً ،والتبلع
هذا الشعب من الجذور .وهذا جعل الكٌان الصهٌونً فً تنالض حا ٍ ّد وعمٌك مع الشعب العربً
الفلسطٌنً ،وحدد طرفً التنالض الربٌسً فً الساحة الفلسطٌنٌة .ولكن ل ّما كان الشعب العربً
الفلسطٌنً جزءا ً من األمة العربٌة ،وكانت األرض الفلسطٌنٌة جزءا ً من الوطن العربً ،ول ّما كان
الكٌان الصهٌونً الذي ٌهدد وجود الشعب الفلسطٌنً ٌهدد جزءا ً من األمة العربٌة ،وإذا أضفنا إلى
ذلن األطماع الصهٌونٌة فً احتبلل المزٌد من األرض العربٌة ،إلى جانب التحالف الصهٌونً
اإلمبرٌالً فً المنطمة ض ّد الجماهٌر العربٌة ،فإن ذلن كله ٌحدد التنالض الربٌسً الذي ٌشمل
الشعب العربً الفلسطٌنً والجماهٌر العربٌة من جهة ،وٌشمل الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة
العالمٌة من الجهة األخرى.
أما من ناحٌة الطبٌعة العدابٌة لهذا التنالض الربٌسً فٌكفً أن نبلحظ أن تحمٌك االحتبلل
االستٌطانً االستعماري الصهٌونً لفلسطٌن ال ٌمكن أن ٌكون إال بموة السالح ،بالعنف العسكري،
ألنه ٌتنالض مع وجود الشعب الفلسطٌنً من الجذور ،وهذا ما حدث فعبلً ،وما هو لابم فعبلً.
فالتنالض إذن تنالض عدابً ال سبٌل لحلّه إال بتصفٌة أحد طرفً التنالض بموة السبلح.
15العنوان الجانبً األساس لهذا الجزء هو التنالض الربٌسً ،ونحن غٌرناه الى التنالض الربٌس والتنالض الثانوي،ألننا
اكتفٌنا بهذا الفصل من كتٌبه ،ونحٌنا جانبا الفصل المعنون التنالض الثانوي ألنه بفهم االول ٌتم فهم الثانً والعبللة بٌنهما وبٌن
االولوٌات وادوات الصراع وشكلها ،فلم نرى لزوما إلدراج الثانً من الفصول المعنون التنالض الثانوي هنا ،ولمن ٌرغب
مراجعته على الشابكة ضمن الكتب كامبل( .لجنة التعببة الفكرٌة)
16فكرة حرب الشعب طوٌلة األمد تفترض االستناد الى الشعب ولٌس فمط عبر العمل العسكري.
17بالطبع بعد 50عاما من هذا التحلٌل جرى فً النهر من المٌاه الكثٌر ،فاختلف المشهد واختلفت الموالف واختلف التحلٌل
كثٌرا ،إال أن عدوانٌة االحتبلل االستعماري الصهٌونً لم تتغٌر.
9
ب – ٌعٌش الشعب العربً الفلسطٌنً بؤغلبٌته الغالبة خارج حدود الوطن ،بسبب ذلن االحتبلل
الصهٌونً .وال ٌستطٌع أن ٌعود إلى فلسطٌن بالطرق السلبٌة أو الشرعٌة ،ألن السبلح الصهٌونً
مشرع لصدّه على طول الحدود .حتى فً حالة عودة أجزاء منه ،كما تمترح بعض الدول! فسٌكون ّ
وضع تلن األجزاء من الجماهٌر الفلسطٌنٌة مثل وضع األللٌة العربٌة الفلسطٌنٌة التً تعٌش ضمن
جردها من كل حمولها فً وطنها، حدود فلسطٌن المحتلة ،أي تحت الحكم العسكري الصهٌونً الذي ّ
وأخضعها بالمهر المسلّح لموانٌن تعسفٌة ،سواء تلن التً رزحت تحت االحتبلل الصهٌونً لبل
حزٌران 1967أو تلن التً ولعت تحت االحتبلل الصهٌونً بعد حزٌران .1967وٌكفً أن ٌموم
أبناء الشعب بعمل سٌاسً “شرعً” ض ّد الكٌان الصهٌونً لكً ٌتعرض لمختلف ألوان التصفٌة،
ابتداء من طرده خارج الحدود طردا ً نهابٌاً ،ومرورا ً بالتعذٌب الجسدي والسجن والنفً ،وانتهاء
بالتصفٌة الجسدٌة .إن هذا الوضع ٌحكم ح ّل التنالض بٌن الشعب الفلسطٌنً واالحتبلل الصهٌونً
بؤسلوب وحٌد هو الثورة المسلّحة ،وال شًء عداها سوى لبول الشعب العربً الفلسطٌنً بالفناء.
ج – إن الوضع المانونً فً الكٌان الصهٌونً ٌحرم أي نشاط سٌاسً ٌستهدؾ إزالة الكٌان
الصهٌونً ،وبناء الدولة الفلسطٌنٌة الدٌممراطٌة مكانه ،سواء أجاء هذا النشاط من لبل عرب
فلسطٌن ،أم من بعض الموى الٌهودٌة إذا وجدت .وهذا ،بطبٌعة الحالٌ ،س ّد الطرٌك بموة السبلح فً
وجه أي نضال سٌاسً لح ّل التنالض بالطرق “السلمٌة” أو “السٌاسٌة” أو “الدولٌة” .وٌضع أي
مطالب بحل هذا التنالض “سلمٌا ً” تحت طابلة “الخٌانة العظمى” .وبالتالً ،ال ٌمكن ح ّل هذا
التنالض إال من خبلل الكفاح المسلّح والعنف الثوري.
د – ارتبط وجود الكٌان الصهٌونً تارٌخٌا ً بالوجود اإلمبرٌالً فً المنطمة العربٌة كلها ،بل هو،
فً الوالع ،أحد إفرازات اإلمبرٌالٌة العالمٌة لٌكون لاعدة عسكرٌة والتصادٌة وسٌاسٌة من أجل
المحافظة على المصالح اإلمبرٌالٌة فً منطمة الشرق األوسط .وبهذا انعمد تحالف عضوي بٌن هذا
الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة العالمٌة ،18مما أدخل الكٌان الصهٌونً جزءا ً أصٌبلً فً معسكر
اإلمبرٌالٌة العالمٌة على النطالٌن العالمً والعربً.
وهذا الوضع جعل الكٌان الصهٌونً طرفا ً أصٌبلً فً التنالض بٌن الشعب العربً الفلسطٌنً
والجماهٌر العربٌة من جهة واإلمبرٌالٌة العالمٌة من جهة ثانٌة .وهذا التنالض بٌن الجماهٌر العربٌة
(ومن ضمنها الشعب العربً الفلسطٌنً) واإلمبرٌالٌة العالمٌة تنالض عدابً أٌضاً ،ألن النفوذ
اإلمبرٌالً لائم فً المنطمة العربٌة ،بصورة مباشرة ،وؼٌر مباشرة ،على لوة السالح والعنؾ
العسكري اإلمبرٌالً والرجعً .وال سبٌل إلى تحمٌك التحرر العربً التصادٌا ً وسٌاسٌا ً وعسكرٌا ً
وثمافٌا ً من النفوذ اإلمبرٌالً االلتصادي والسٌاسً والعسكري والثمافً إال بموة السبلح ألن التجربة
التارٌخٌة أثبتت أن اإلمبرٌالٌة العالمٌة – وٌجب التشدٌد هنا على اإلمبرٌالٌة األمٌركٌة – ال ٌمكن
18من الممكن مراجعة محاضرة خالد الحسن عام 1981المعنونة :من ٌحكم اآلخر أمٌركا أم إسرابٌل ،من إصدرات لجنة
التعببة الفكرٌة لحركة فتح حدٌثا.
10
أن تتخلى عن موالعها إال بموة السبلح 19.حتى فً الحاالت االستثنابٌة التً اضطر فٌها االستعمار
المدٌم إلى أن ٌتخلى عن موالعه شكلٌاً ،لجؤ إلى السبلح ،فٌما بعد ،لحماٌة مصالحه ،وبخاصة ،من
خبلل االستعمار الجدٌد الذي تمثله اإلمبرٌالٌة األمٌركٌة التً تحاصر الوطن العربً باألسطول
السادس وبالمواعد العسكرٌة التً ٌنتشر بعضها فً بلدان عربٌة .وٌنتشر بعضها اآلخر فً تركٌا
وإٌران 20ولبرص والمحٌط الهندي “وإسرابٌل” .وهذا ٌجعل ح ّل التنالض مع اإلمبرٌالٌة العالمٌة
وحلفابها فً المنطمة العربٌة ال ٌمكن أن ٌت ّم إال بالعنف الثوري ،أي بحرب الشعب ،مما ٌضٌف
سببا ً ثخر إلى التنالض مع الكٌان الصهٌونً وهو تنالض ربٌسً من طراز التنالض العدابً الذي ال
ٌمكن أن ٌح ّل إال بالعنف الثوري المسلّح.
بٌد أنه لٌس كافٌا ً أن نمول بصورة عامة أن التنالض الربٌسً هو بٌن الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة العالمٌة
من جهة والجماهٌر الفلسطٌنٌة والعربٌة من جهة ثانٌة .و ٌكفً أن نحدد الطبٌعة العدابٌة لهذا التنالض الذي
ال ٌمكن أن ٌح ّل إال بموة السبلح ،فمن المهم أن ُٓؽف أَٗ حلّ ْلػة اىلٔة واىيٓف فٖ ٌؽف
اىِل٘و اإلٌتؽٗاىٖ واىهُٖٓ٘ٔ ،وأَٗ حلّ ْلػة اىلٔة واىيٓف فٖ ٌؽف اىِل٘و
اىفيفٍِٖ٘ واىٓؽةٖ ،لكً نحدد بالضبط أٌن نو ّجه الضربة الربٌسٌة التً تإدي إلى ح ّل التنالض بكل
جوانبه وأطرافه .وبكلمات أخرى ،أن نحدّد بالضبط أٌن تمع الموة الربٌسٌة الطلٌعٌة التً توجه تلن الضربة
الربٌسٌة وأٌن ٌمع حلفاإها ،فً كل حالة ،فً أثناء ح ّل التنالض مع الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة العالمٌة
والموالع الرجعٌة فً المنطمة .وإن الصورة تتضح أكثر إذا ما حللنا معسكر النمٌض اإلمبرٌالً الصهٌونً
الرجعً ،وحللنا معسكر الجماهٌر الفلسطٌنٌة والعربٌة.
إن المعسكر اإلمبرٌالً 21أشمل وأوسع من الكٌان الصهٌونً ،فالكٌان الصهٌونً ٌحتل جزءا ً من األرض
العربٌة ،بٌنما ٌنتشر النفوذ اإلمبرٌالً على كثٌر من األراضً العربٌة من المحٌط إلى الخلٌج ،بما فً ذلن
فلسطٌن حٌث الكٌان الصهٌونً.
وهذا بدوره ٌطرح مسؤلة كٌف ٌمكن ح ّل هذا التنالض مع اإلمبرٌالٌة العالمٌة والكٌان الصهٌونً ،وبخاصة،
بعد أن تؤخذ بعٌن االعتبار ،أخذا ً لوٌاً ،والع التجزبة فً الوطن العربً ،تلن التجزبة التً أخذت طابعا ً
تارٌخٌا ً وسٌاسٌا ً وعسكرٌا ً والتصادٌا ً واجتماعٌا ً وثمافٌاً ،مما جعل ح ّل التنالض مع اإلمبرٌالٌة مسؤلة فً
غاٌة التعمٌد ،لؤلسباب التالٌة:
19وحدٌثا أٌضا بموة العلم والعمل،واالنسان ،ولوة الصناعة ولوة االلتصاد والزراعة والتعلٌم ،والتخلص من الثمافة األجنبٌة
المهٌمنة...الخ.
20التحلٌل هنا عام 1971-1970أي لبل الثورة االٌرانٌة عام .1979
21فكرة المعسكرٌن كانت هً السابدة فً ظل المعسكرٌن الشرلً والغربً أي ما بٌن ما كان ٌسمى الكتلة الشرلٌة االشتراكٌة
بمٌادة االتحاد السوفٌتً (روسٌا ،و 14جمهورٌة خرجت من االتحاد السوفٌتً بعد االنهٌار عام 1990م) واوربا الشرلٌة
والدول الشٌوعٌة او االشتراكٌة االخرى ،وبٌن أمرٌكا ودول أوربا الغربٌة وغٌرها.
11
-1إن والع التجزبة جعل مسؤلة ح ّل التنالض تؤخذ شكبلً مجزأ ،متفاوتا ً زمنٌاً ،وصورة وموضوعاً،
طر إلى لطر. من لُ ُ
-2ألام والع التجزبة عمبات كبٌرة فً وجه تحرن جماهٌري عربً شامل موحد لتصفٌة اإلمبرٌالٌة
من منطمتنا تصفٌة كاملة.
-3لمد خلك والع التجزبة وضعا ً جعل تحرن أي جزء من الجماهٌر العربٌة ض ّد اإلمبرٌالٌة
والرجعٌة فً حالة حصار إمبرٌالً رجعً منذ البداٌة.
-4إن والع التجزبة جعل تحرر أي جزء من الوطن العربً ال ٌعنً ح ّل التنالض الربٌسً مع
ومعرضا ً فً كل
ّ شا ً
اإلمبرٌالٌة العالمٌة إال جزبٌاً .حتى هذا التحرر الجزبً ال ٌمكن أن ٌكون إال ه ّ
لحظة لهجمة إمبرٌالٌة – صهٌونٌة – رجعٌة 22تودي به ،وخصوصاً ،أن ظروف التجزبة التً
اتخذت طابعا ً دولٌا ً وعربٌا ً وعالمٌاً ،جعل من الصعب لذلن الجزء المتحرر أن ٌواصل زحفه
المسلّح لتحرٌر بمٌة األجزاء العربٌة؛ ألن تلن األجزاء معترف بها دولٌا ً على نطاق عربً وعالمً،
كما على نطاق هٌبة األمم .وهذا بدوره ال ب ّد من أن ٌإدي إلى تد ّخل دولً خطر ،فً حالة زحف
ذلن الجزء لتحرٌر بمٌة األجزاء ،على عكس الوضع فً الصٌن مثبلً ،حٌث كان وجود منطمة
محررة ٌعنً بداٌة الزحف لتحرٌر الصٌن كلها .هذا طبعا ً ال ٌعنً عدم تحدي هذا الوضع الخطر،
ولكن الممصود هنا هو تحدٌد مبلمح الوضع المابم كما هو.
وِْاٗ ،تؽز اىفؤال :إذن ن٘ف ٍٗهَ حهف٘ث اإلٌتؽٗاى٘ث واىهُٓ٘ٔ٘ث فٖ األرض اىٓؽة٘ث؟
لمد الحظنا من التحلٌل أعبله أن انتشار النفوذ اإلمبرٌالً من جهة ،ووالع التجزبة فً الوطن العربً ،من
جهة ثانٌة ،جعبل تحرر جزء من الوطن العربً ال ٌعنً نهاٌة النفوذ اإلمبرٌالً ،وال ٌإدي إلى زعزعة
الوجود اإلمبرٌالً من الجذور.
وذلن ألن النفوذ اإلمبرٌالً ال ٌتر ّكز أساسا ً فً جزء ،بصورة خاصة ،دون ثخر من أجزاء الوطن العربً،
باستثناء الوضع فً فلسطٌن ،أي باستثناء لاعدته الكٌان الصهٌونً.
وهذا ٌنملنا إلى أن نبلحظ أن “إسرابٌل” تشكل البإرة الموٌة الربٌسٌة للنفوذ اإلمبرٌالً التً ر ّكز فٌها لوته
العسكرٌة والسٌاسٌة الضاربة الربٌسٌة ،فهً فً الوالع ألوى من الناحٌة العسكرٌة حتى من األسطول
السادس نفسه ،وألوى من أٌة لاعدة أمٌركٌة فً منطمة الشرق األوسط كله.
ولد أدت ظروف تارٌخٌة عدٌدة ،ال مجال لتعدادها هنا ،إلى جعل مصٌر اإلمبرٌالٌة العالمٌة فً الوطن
العربً ،إن لم ٌكن فً الشرق األوسط بؤسره ،مرتبطا ً كلٌا ً ببماء الكٌان الصهٌونً ،أو على األصح بمصٌر
المعركة المسلّحة من الكٌان الصهٌونً.
22وكان ٌشار للرجعٌة هنا الى بعض األنظمة العربٌة ،والى بعض المفكرٌن او السٌاسٌٌن غٌر االشتراكٌٌن.
12
وهذه حمٌمة ال جدال فٌها ألن سٌاسة البٌت األبٌض وعسكرًٌ البنتاغون ،أكدوا هذه الحمٌمة بكل وضوح
ودون لبس.
وْؼا ٗؤدي إىٕ اـخِخاج أن حطؽٗؽ فيفٍَ٘ ِٖٗٓ اىػعٔل فٖ ٌٓؽنث رئ٘ف٘ث فانيث ٌّ
ّ
اىِفٔذ اإلٌتؽٗاىٖ نيّ فٖ اىٍٍِلث ،حلؽر ُخ٘شخٓا ى٘ؿ ةلاء اىه٘ان اىهُٖٓ٘ٔ فطفب،
ً
وإٍُا أٗيا ،وسٔد اإلٌتؽٗاى٘ث ةأـؽْا فٖ ٌٍِلخِا نيٓا.
ولكً نزٌد هذه النمطة وضوحا ً ٌمكن أن نمول إن تصفٌة النفوذ اإلمبرٌالً من الجزابر ،أو من مصر
أوسورٌا ،ال ٌإدي إلى معركة فاصلة تراهن فٌها اإلمبرٌالٌة على كل مصٌرها فً المنطمة .وهذا ما حدث
فعبلً ،عندما وجهت ضربات ربٌسٌة للنفوذ اإلمبرٌالً فً مصر والجزابر وسورٌا لم ٌإ ِ ّد هذا إلى إلماء
اإلمبرٌالٌة فً البحر ،فً حٌن سٌكون األمر مختلفا ً فً المعركة مع اإلمبرٌالٌة على األرض الفلسطٌنٌة،
حٌث سٌإدي االنتصار فً المعركة على الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة العالمٌة إلى اإلجهاز الكامل على
النفوذ اإلمبرٌالً فً الوطن العربً كله.
وهذا ٌفسر لنا شدة حساسٌة الدول اإلمبرٌالٌة حٌن تطلك رصاصة واحدة على الكٌان الصهٌونً .صحٌح
أن ثمة دورا ً للنفوذ الصهٌونً على النطاق العالمً فً تشدٌد تلن الحساسٌة .ولكن المسؤلة بالنسبة إلى لادة
اإلمبرٌالٌة لٌست بعٌدة عن إدراكهم الواضح لما ٌعنٌه تحرٌر فلسطٌن من الصهٌونٌة واإلمبرٌالٌة بالنسبة
إلى مجموع المصالح والموالع اإلمبرٌالٌة فً المنطمة العربٌة والشرق األوسط ،إن لم ٌكن فً العالم كله،
بسبب األهمٌة االستثنابٌة التً ٌتمتع بها الوطن العربً التصادٌا ً وجغرافٌا ً وسٌاسٌا ً وعسكرٌاً.
ْؼا وٍٗهَ أن ُيٍؿ ذىم أنرؽ ،إذا أعؼُا ةَٓ٘ االْختار أن اإلٌتؽٗاى٘ث ىً حغيق “إـؽائ٘و”
ّ
ُخ٘شث ضب ْاٌفٖ (روٌاُخ٘هٖ) ،وإٍُا ىخهٔن اىطلػ ٌَ اىٍفخٌَِٔ٘ األوروةَ٘٘
واألٌ٘ؽنَ٘٘ اىؼَٗ ٗلهئن اىف٘اىق اىٓفهؽٗث اىيارةث وسٓو اىٍهاىص اإلٌتؽٗاى٘ث فٖ
ً
اىٍٍِلث ،وسٓو اىِفٔذ اإلٌتؽٗاىٖ فٖ ةالدُا اىٓؽة٘ث “أةػٗا”.
لذا من الضروري أن نرى بوضوح أٌن تمع العمدة فً الطرف الصهٌونً اإلمبرٌالً فً التنالض الربٌسً،
تلن العمدة التً ٌإدي حلها إلى ح ّل ذلن التنالض الربٌسً كله .وهذه العمدة ،كما رأٌنا من التحلٌل أعبله،
هً دولة “إسرابٌل”.
ومن هنا ٌصبح من األساسً انطبللا ً من الظروف الخاصة لوطننا العربً ،وانطبللا ً من طرٌمة توزٌع النفوذ
اإلمبرٌالً فً المنطمة ،أن نستنتج أن الطرف اإلمبرٌالً والصهٌونً فً التنالض الربٌسً ٌتجمع وٌتر ّكز
فً بإرة محورٌة هً الكٌان الصهٌونً الذي هو للب طرف النمٌض الممابل للجماهٌر الفلسطٌنٌة والعربٌة
فً التنالض الربٌسً فً منطمتنا.
13
ب – اىشٍاْ٘ؽ اىفيفٍِ٘٘ث واىٓؽة٘ث
فً الوالع ،إن المبلمح الربٌسٌة للتحلٌل الذي لدم لصورة الوضع بالنسبة إلى الطرف الصهٌونً واإلمبرٌالً
فً التنالض الربٌسً فً الوطن العربًٌ ،مكن أن ٌسحب على وضع الجماهٌر الفلسطٌنٌة والعربٌة من
حٌث السمات التً تكونت فً المنطمة بسبب والع التجزبة ولٌام الكٌان الصهٌونً وانتشار النفوذ
اإلمبرٌالً ،كما وصفناه أعبله ،ولكن ال ب ّد من مبلحظة ما ٌلً:
-1إن الجماهٌر العربٌة الفلسطٌنٌة جزء من الجماهٌر العربٌة ،كما أن فلسطٌن جزء من الوطن
العربً .وهً لهذا – أي الجماهٌر الفلسطٌنٌة – مرتبطة عضوٌا ً بالجماهٌر العربٌة فً داخل طرف
التنالض الربٌسً الذي ٌمابل طرف الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة العالمٌة فً ذلن التنالض .لذلن،
فهً ،أي الجماهٌر العربٌة الفلسطٌنٌة مثلها مثل بمٌة الجماهٌر العربٌة فً كل أجزاء الوطن العربً
جزء أصٌل فً الصراع ض ّد معسكر اإلمبرٌالٌة والكٌان الصهٌونً.
-2الجماهٌر الفلسطٌنٌة هً الجزء من الجماهٌر العربٌة الذي ولع مباشرة فً ممابل الكٌان
الصهٌونً الذي لعب دور البإرة فً لطب التنالض الربٌسً المو ّجه للجماهٌر العربٌة كلها .وهً
– أي الجماهٌر الفلسطٌنٌة – ذلن الجزء من الجماهٌر العربٌة األكثر انسحالا ً من جراء النفوذ
اإلمبرٌالً ولٌام الكٌان الصهٌونً مباشرة على أرضها فلسطٌن.
ولذا أصبحت ،بسبب الظروف الموضوعٌة والتارٌخٌة التً جعلت من فلسطٌن مركز االحتبلل الصهٌونً،
فً وضع جعلها تشكل ذلن الجزء من الجماهٌر العربٌة األكثر تعرضا ً لئلبادة والمهر والنهب اإلمبرٌالً
والتصفٌة نتٌجة وجود النفوذ اإلمبرٌالً ،ولٌام الكٌان الصهٌونً الذي اتخذ بالنسبة إلٌها شكل االحتبلل
ومزلها وشتّتها بعد أن اجتثّها من الجذور ،مستهدفا ً تصفٌتها جسدٌا ً وإنسانٌاً،
االستٌطانً السكانً ألرضهاّ ،
وإنهاءها كشعب له أرض هً فلسطٌن .وهذا بدوره وضع الجماهٌر الفلسطٌنٌة فً مركز البإرة فً الطرف
الممابل لطرف الكٌان الصهٌونً واإلمبرٌالٌة العالمٌة فً التنالض الربٌسً فً المنطمة العربٌة.
ومن هنا كان وضعها فً ذلن التنالض الربٌسً مماببلً ومواجها ً لوضع الكٌان الصهٌونً.
وبالتالً ،لد شكّلت الجماهٌر العربٌة الفلسطٌنٌة ،موضوعٌاً ،الموة الضاربة الرئٌسٌة فً معسكر الجماهٌر
العربٌة فً ح ّل عمدة تجمع النفوذ اإلمبرٌالً ،أي فً الصراع ض ّد الكٌان الصهٌونً فً فلسطٌن ،وهً
العمدة التً ٌمكن حشد الجماهٌر العربٌة كلها ،من خبلل تحركها ض ّد الكٌان الصهٌونً ،وتحرٌكها – أي
الجماهٌر العربٌة – لح ّل التنالض الربٌسً كله عبر الكفاح الشعبً المسلّح ض ّد الكٌان الصهٌونً.
األولى :إن التحلٌل السابك لطرفً التنالض فً التنالض الربٌسً ،ال ٌعنً التملٌل من أهمٌة
الضربات التً وجهت للنفوذ اإلمبرٌالً فً بعض أجزاء الوطن العربً ،وضرورة توجٌه المزٌد
منها حٌثما أمكن ذلن .ولكن المصد هو التشدٌد على أن طرٌك تحرٌر فلسطٌن من خبلل حرب
14
الشعب هو طرٌك التصفٌة الكاملة لئلمبرٌالٌة والكٌان الصهٌونً ،وإنجاز الثورة العربٌة فً الوطن
العربً أي إنجاز التحرر والوحدة والثورة االجتماعٌة.
الثانٌة :ال ٌعنً التحلٌل السابك عدم رإٌة الترابط والوحدة فً داخل كل طرف من طرفً التنالض
الربٌسً ..ألن من الواضح أن ضرب اإلمبرٌالٌة فً أي جزء ٌإثر فً وضعها فً األجزاء
األخرى ،مجتمعة ومنفردة ،وعلى جماع النفوذ اإلمبرٌالً والصهٌونً .كما أن من الواضح أن
تحرن أي جزء من الجماهٌر العربٌة ٌإثر إٌجابٌا ً فً تحرن بمٌة األجزاء من الجماهٌر العربٌة،
منفردة ومجتمعة ،وعلى جماع الثورة العربٌة .ولكن المصد هو أن نرى ضمن الترابط والوحدة أٌن
تمع البإرة الربٌسٌة أو العمدة الربٌسٌة التً ترتبط وتتؤثر بها بمٌة األجزاء أكثر من غٌرها،
وبصورة أكثر حسماً ،وٌكون حلّها مفتاح ح ّل كل التنالض الربٌسً .وبكلمة أخرى ،ال ٌكفً أن
نرى الترابط والوحدة بٌن األشٌاء ،بصورة عامة ،وإنما ٌجب أٌضا ً أن نعرف طبٌعة ذلن الترابط
والوحدة ،ودور وأهمٌة كل جزء أو ظاهرة فً ذلن الكل بالنسبة إلى بمٌة األجزاء أو الظواهر،
مجتمعة ومنفردة ،فً داخل ذلن الترابط وتلن الوحدة.
إن التحلٌل السابك لسمات كل طرف من طرفً التنالض الربٌسً ،وتحدٌد العمدة الحاسمة فً كل طرف ،أي
تحدٌد الموة الضاربة الربٌسٌة ،وكٌفٌة ح ّل هذا التنالض ٌمودنا إلى إدران الخطؤ الذي ولعت فٌه الحركة
الوطنٌة والحركة الثورٌة العربٌة ،حٌن لم تستطٌعا رإٌة أٌن تكمن عمدة التنالضات فً أرضنا العربٌة،
ٌجر تحلٌل دلٌك لطبٌعة التنالضات التً تواجه الثورة
وبشكل خاص ،فً المشرق العربً ،أي حٌن لم ِ
ً
العربٌة ،وبالتالً وضعت استراتٌجٌة وتكتٌن للثورة العربٌة حغتٍا ةَ٘ االُطؽافَ٘ اىٍِٖ٘٘
و“اى٘فاري” .وناُج ٌِاْؽ ْؼَٗ االُطؽافَ٘ ةاىِفتث إىٕ كادة اىطؽنث اىٌِٔ٘ث واىطؽنث
اىرٔرٗث اىٓؽة٘ث نٍا ٗيٖ:
أوالً :أهملوا ح ّل التنالض الرئٌسً ،وؼرلوا فً ح ّل التنالضات ،داخل كل بلد عربً ،على حدة،
بؤسلوب النضاالت السٌاسٌة ،أو االنمبلبات العسكرٌة الفولٌة ،متذرعٌن بالشعار المابل إن الطرٌك
ّ
متخطٌن الجماهٌر 23
إلى فلسطٌن ٌؤتً بعد تحرٌر األلطار العربٌة وتوحٌدها وبناء “االشتراكٌة”،
طر أن تذوب فً ومكرسٌن تمزلها وفمدانها لوحدتها ،وطالبٌن من أجزابها فً كل لُ ْ ّ الفلسطٌنٌة،
24
طر عربً ..وهكذا ولعت هذه االستراتٌجٌة ببراثن النضال السٌاسً للجماهٌر العربٌة فً كل لُ ْ
تر مولع الجماهٌر الفلسطٌنٌة طلٌعة ضاربة ،فً ح ّل التنالض الربٌسً، االنحراف الٌمٌنً حٌن لم َ
فرت من مواجهة ذلن ض ّد الكٌان الصهٌونً ،وألحمتها مفت ّتة فً الحركة الوطنٌة العربٌة التً ّ
التنالض الربٌسً الذي ٌفرض تسلٌط النار على الكٌان الصهٌونً ،معتبرة أن الثورة العربٌة بدٌل
للثورة الفلسطٌنٌة دون أن ترى فً الثورة الفلسطٌنٌة شرارة إشعال الثورة العربٌة.
23اإلشارة سواء لنظامً حزب البعث (المومً) فً كل من سورٌا والعراق ثنذان ،أو للنظم التً تبت االشتراكٌة مثل الٌمن
الجنوبً (لبل الوحدة) اوغٌرها.
طر لٌدلل على أن كل األلطار ذات صلة موحدة ببعضها البعض، 24هذا المصطلح المستخدم للبلد او الدولة العربٌة مصطلح لُ ْ
حٌث أن المُطر لغوٌا الناحٌة أوالجهة.
15
ولد ولعت تلن االستراتٌجٌة أٌضا ً فً االنحراؾ االنتهازي “الٌساري” حٌن اعتمدت أن باإلمكان
بناء “االشتراكٌة” فً الوطن العربً لبل ح ّل التنالض الرئٌسً ،أي لبل ح ّل مسألة التحرر
الوطنً ض ّد االحتالل الصهٌونً لفلسطٌن ،25فهذا المفز عن المراحل التارٌخٌة لم ٌإ ِ ّد إال إلى
سلون طرٌك المغامرة واالبتعاد عن الجماهٌر ،وبخاصة أن شعار االشتراكٌة بمً شٌبا ً نظرٌا ً إلى
جانب تفرٌغه من المحتوى العلمً ،أي عدم فهم االشتراكٌة العلمٌة 26وعدم تطبٌك الموانٌن العامة
والخاصة للبناء االشتراكً (فً هذا المجال “انتهازٌة ٌمٌنٌة”).
ثانٌاً :لم ٌستطٌعوا أن ٌروا أن الكٌان الصهٌونً هو بؤرة تجمع كل النفوذ اإلمبرٌالً والرجعً فً
المنطمة العربٌة ،أي لم ٌروا هذا الكٌان بوصفه الموة الضاربة الرئٌسٌة لمصلحة اإلمبرٌالٌة
العالمٌة والرجعٌة العربٌة 27والصهٌونٌة العالمٌة وبالتالً ،ال ٌمكن تحمٌك التحرر والوحدة والثورة
االشتراكٌة إال من خبلل توجٌه الضربة الربٌسٌة إلى هذه الماعدة الربٌسٌة ،التً مع حلّها وفً أثناء
حلّهاٌ ،مكن ح ّل التنالضات األخرى فً العالم العربً ،وتحمٌك الثورة العربٌة بمعناها الجذري
العمٌك عبر تحرن جماهٌري ثوري مسلّح شاملٌ ،تصلب وٌتعمك فً الحرب الحامٌة ض ّد العدو
الصهٌونً واإلمبرٌالً على األرض الفلسطٌنٌة أوالً ثم ٌمتد إلى األرض العربٌة ثانٌا ً.
ثالثاً :لم ٌستطٌعوا أن ٌروا أن فتح النار على اإلمبرٌالٌة من خبلل الكفاح المسلّح لتحرٌر فلسطٌن..
هو الشعار الذي ٌمكن أن ٌحشد تحت لوابه أوسع الجماهٌر الشعبٌة وٌنظمها وٌعببها وٌسلحها،
وٌوحدها ،أكثر من أي شعار ثخر.28
حما ً إن الكٌان الصهٌونً هو بإرة الموة المادٌة فً النفوذ اإلمبرٌالً فً المنطمة العربٌة من ناحٌة الموة
التكنٌكٌة والعسكرٌة والبشرٌة ،إال أنه أضعف نمطة من الناحٌة السٌاسٌة بالنسبة إلى بمٌة موالع اإلمبرٌالٌة
فً المنطمة .لذا ،الضرب المباشر فٌه هو ألوى نمطة من الناحٌة السٌاسٌة ،من جانب الثورة العربٌة عبر
الثورة الفلسطٌنٌة التً ٌمكن أن تحشد تحت راٌتها أوسع الجماهٌر ،لٌس بمظاهرة أو إضراب سٌاسً ،وإنما
تحت السبلح مباشرة ،أي ٌمكنها من خبلل حرب الشعب إحداث التغٌٌر الثوري بكل جوانبه بما فً ذلن
ضرب التجزبة.
25هً الفكرة ذاتها لدى بعض التنظٌمات االسبلموٌة أٌضا التً دعت للوحدة االسبلمٌة ،أو إلامة ما تسمٌه الخبلفة كشرط
مسبك للتحرٌر ،اي أن هذه التنظٌمات االسبلموٌة ،وتلن الٌسارٌة (الشٌوعٌة) اتفمت فً تمدٌم غرض ثخرعلى تحرٌر فلسطٌن.
26الممصود ب"االشتراكٌة العلمٌة" هو الشٌوعٌة أو الماركسٌة اللٌنٌنٌة ،فً ممابل االشتراكٌة الدٌممراطٌة او الدولٌة (والتً
كانت فً ظل سطوة االتحاد السوفٌتً تعد انحرافا)حٌث تفككت أنظمة األولى وانهارت (باستثناء الصٌن وفٌتنام وكوبا الٌوم)،
وبمٌت االشتراكٌة الدٌممراطٌة فً دول أوربا والعالم حتى الٌوم.
27سٌظل هذا المصطلح "الرجعٌة العربٌة" لابما لدى كل تنظٌمات وتشكٌبلت الماركسٌة اللٌنٌٌة سواء الروسٌة ،او الصٌنٌة
(الماوٌة) وهو فكر الكاتب منٌر شفٌك حٌنها أي الماوٌة ،والمصطلح هو ما اتفمت علٌه تنظٌمات الٌسار عامة سواء العربٌة
أوالفلسطٌنٌة أو غٌرها ،وٌمصد بالرجعٌة العربٌة كل األنظمة المناوبة لبلتحاد السوفٌتً (روسٌا) ،أوالمرتبطة بالمصالح
االمبرٌالٌة االمرٌكٌة ،رغم أن "الرجعٌة العربٌة"-حسب مصطلحاتهم -السعودٌة والكوٌت ً
مثاال كانتا من أكبر الداعمٌن سٌاسٌا
وثمافٌا ومالٌا للثورة الفلسطٌنٌة!
28نعتمد أن اطبلق النا ر على االمبرٌالٌة ٌتم أٌضا :بالعلم والثمافة والفكرالحضاري والوحدة العربٌة والصناعة الثمٌلة
والزراعة ،ومن خبلل التحشٌد األخبللً والمومً والتارٌخً والثمافً والدٌنً وااللتصادي لتحرٌر فلسطٌن،ولٌس بالضرورة
ضمن التحلٌل المذكور من الكاتب فً فترته السابمة وضمن رإٌته.
16
ّ
الخط الثوري الصحٌح ،فنحن عندما نعود فنمول :إن تحدٌد التنالض الربٌسً وطرٌمة حلّه هو الذي ٌحدد
نمرر أن اىخِاكو اىؽئ٘فٖ ٗهٍَ ةَ٘ اىه٘ان اىهُٖٓ٘ٔ ةارحتاٌّ اىٓئي ةاإلٌتؽٗاى٘ث ّ
اىٓاىٍ٘ث ٌَ سٓث ،واىشٍاْ٘ؽ اىفيفٍِ٘٘ث ةارحتآٌا اىٓئي ةاىشٍاْ٘ؽ اىٓؽة٘ث ٌَ اىشٓث
نمرر أٌضا ً أن هذا التنالض من طراز التنالض العدابً الذي ال ٌمكن حلّه ،من جانبنا ،إال
األعؽى .وعندما ّ
بحرب الشعب ،ولٌس بالمفاوضات والحلول السٌاسٌة ،بسبب أن الطرف السابد فً هذا التنالض اآلن هو
االحتبلل العسكري الصهٌونً – اإلمبرٌالً لؤلرض الفلسطٌنٌة .وهو مغروس باالستٌطان األجنبً المسلّح،
والمتفوق مادٌا ً وتكنٌكٌا ً الذي ٌحمل طبٌعة استغبللٌة عدوانٌة توسعٌة ،لذلن ال مجال لحلّه إال بتدمٌر لوته
العسكرٌة الضاربة وتصفٌة سابر مإسساتها التً هً ذات طبٌعة عنصرٌة عدوانٌة عسكرٌة ،بما فً ذلن
المإسسات االلتصادٌة والنمابٌة والثمافٌة.
من هنا ،نرى بوضوح االنحراف الٌمٌنً لدى الموى المعادٌة لئلمبرٌالٌة ،سواء أكان فً الساحة الفلسطٌنٌة
أو الوطن العربً أو فً العالم .تلن الموى التً تحاول ح ّل التنالض مع العدو الصهٌونً واإلمبرٌالً فً
ببلدنا عن طرٌك الضغوط السٌاسٌة أو المفاوضات ،أو المساومات أو فً تطبٌك لرارات هٌبة األمم،
ومجلس األمن ،ومشروع روجرز.29
على أننا ،من الناحٌة األخرى ،نجد انحرافا ً انتهازٌا ً “ٌسارٌا ً” فً داخل الساحة الفلسطٌنٌة نفسها ،هو ولٌد
تمر بها ثورتنا ،ألنه ٌخلط بٌن مرحلة التحرر الوطنً الدٌممراطً ومرحلة عدم فهم طبٌعة المرحلة التً ّ
الثورة االشتراكٌة.30
تمر
إننا ال نستطٌع أن نخطو بالثورة الفلسطٌنٌة خطوة واحدة إلى األمام ،إال إذا فهمنا طبٌعة المرحلة التً ّ
31
ٌمرر
بها ثورتنا .هل هً مرحلة تحرر وطنً دٌممراطً؟ أم هً مرحلة ثورة طبمٌة اشتراكٌة؟ إن الذي ّ
طبٌعة مرحلة ما لٌست رغباتنا ،وال مبادبنا ومثلنا ،وإنما الوالع الموضوعً نفسه ،أي مدى تطور الموى
29رفضت الثورة الفلسطٌنٌة حٌنها تلن المشارٌع والتً منها مشروع روجرزلحل المضٌة الفلسطٌنٌة-الذي لبله الربٌس جمال
عبدالناصر-لكن الزالزل الداهمة التً حصلت الحما تجعل المحلل ٌعٌد النظر فً استنتاجاته المدٌمة وهذه الزالزل تمثلت
بخروج لوة مصر العسكرٌة نهابٌا م ن معادلة الموة فً مواجهة العدو الصهٌونً مع اتفالٌات السبلم عام ،9191والزلزال
الثانً المتمثل بتغٌر خرٌطة التحالفات وأٌضا فً ذات العام مع الثورة األٌرانٌة وظهور الحروب االٌرانٌة-العربٌة عبر
العراق اوال ،ثم بروز ظاهرة الغول الطابفً الذي تمدد فً العالم العربً الحمًا ،وما ترافك مع كل ذلن فً ذات الفترة حتى
اآلن تحالف االمبرٌالٌة االمرٌكٌة مع االسبلموٌٌن المتطرفٌن ومع بعض االنظمة العربٌة ما ظهر فً حرب أفغانستان التً
غزتها روسٌا (9198م9188-م) ،ثم ما حصل الحما من جرٌمة صدام تجاه الكوٌت ،فغزوة العراق وتدمٌره ،وحصار الثورة
الفلسطٌنٌة فً اكثر من مرحلة رغم االنتفاضة حتى االختناق ،ثم ما حصل من إنهاض التطرف اإلسبلموي تمهٌدا لتفتٌت
المنطمة لتتناهبها الموى االللٌمٌة والعالمٌة.
30هذه الفروق بٌن الثورتٌن هً ضمن التراث االشتراكً الذي دخل أدبٌات فصابل الٌسار ،وأٌضا حركة فتح ،وخاصة لدى
ٌسار الحركة الذي كان من رموزه ماجد أبوشرار ،وٌعد منٌر شفٌك أٌضا من رموزه فً السبعٌنٌات من المرن العشرٌن ضمن
التٌار الماوي (نسبة لماوتسً تونغ زعٌم الثورة الصٌنٌة)
31فكرة ثورة الطبمات "الشٌوعٌة" داخل المجتمع تفترض الثورة على الطبمة المهٌمنة ضمن صٌرورة تارٌخٌة أو حتمٌة،وهو
ما ٌمترب من فكر التطرف االسبلموي الحدٌث الذي رأي فً العدو المرٌب (المجتمع الجاهلً) أولى بالمتال من العدو البعٌد
(امرٌكا) ،كما حصل فً حوار أسامة بن الدن (صاحب نظرٌة العدو البعٌد) وأٌمن الظواهري (صاحب اولوٌة العدو المرٌب)
بعد نهاٌة الغزو الروسً الفغانستان.
17
المنتجة وعبللات اإلنتاج السابدة وطبٌعتها 32،أو بكلمات أخرى طبٌعة التنالض الربٌسً ،فً مرحلة
تارٌخٌة محددة .وإذا شبنا التبسٌط أكثر ،نمول ،حال العدو وحالنا.
كنا نعٌش فً فلسطٌن فً مجتمع متخلف رزح تحت وطؤة االحتبلل التركً 33ردحا ً طوٌبلً من الزمان .ثم
ولع ذلن المجتمع تحت االحتبلل المباشر لبلستعمار البرٌطانً .وكان ٌسوده التصاد استعماري وشبه
إلطاعً ،ثم تخلّله الغزو الصهٌونً االستٌطانً الذي أسفر عن احتبلل أجزاء كبٌرة من فلسطٌن ،وتشرٌد
غالبٌة شعبنا من وطنه .واآلن هو ٌحتل – أي الغزو الصهٌونً – فلسطٌن بؤسرها ،مضافا ً إلٌها أجزاء من
الجمهورٌة العربٌة المتحدة وسورٌا ،بٌنما ٌعٌش شعبنا اآلن إما تحت االحتبلل المباشر ،أو مشردا ً فً
أرض أو حتى هوٌة ..إلخ.
ٍ معسكرات البلجبٌن ببل عبللات التصادٌة وببل
عندما نتحدث عن طبٌعة مرحلة ما فً الثورة ،نتحدث ،فً الوالع عن طبٌعة التنالض الربٌسً نفسه فً بلد
ما وفً فترة تارٌخٌة محددة .ومن تحدٌد طبٌعة المرحلة ٌتحدد الهدف – برنامج الح ّد األدنى – الذي تعمل
الثورة على تحمٌمه.
أما أهداؾ برنامج الح ّد األدنى التً ٌجب تحمٌمها فً مرحلة التحرر الوطنً الدٌممراطً ،من خالل الثورة
الفلسطٌنٌة ،على األرض الفلسطٌنٌة ،فهً:
أوالً -من الناحٌة السٌاسٌة :تصفٌة الدولة الصهٌونٌة والسٌطرة اإلمبرٌالٌة ،وتحمٌك االستمبلل
34
والسٌادة الوطنٌة (وهذا هو محتوى التحرر الوطنً).
32الموى المنتجة وعبللات االنتاج هً من مفردات التحلٌل الماركسً االلتصادي فً المجتمع ،وبالتالً الثورة الطبمٌة
االشتراكٌة.
ً
احتبلال ،كما الحال مع السبلجمة األتران ،والبوٌهٌٌن الفرس 33ال ٌرى المسلمون بغالبهم أن الوجود التركً(العثمانً) كان
والممالٌن من وسط ثسٌا ،والسلطنة التركٌة العثمانٌة بغض النظر عن سنوات الصعود أو الهبوط ،وبغض النظر عن بإس
سنواتها االخٌرة عندما تحولت الى رجل أوربا المرٌض ،ومع االستبداد و سٌاسة التترٌن وتراكم المظالم ،اال أنها كانت جزء
من الحضارة العربٌة اإلسبلمٌة بحسناتها وسوءها .والكاتب أي منٌر شفٌك كان حٌنها اشتراكٌا شٌوعٌا ثم تبنى الحما الفكر
اإلسبلمً ما ٌعنً أن كثٌر من التحلٌبلت بعممها االشتراكً لم تعد عنده على نفس الموة ربما باستثناء الخطوط الربٌسة.
34نتٌجة الزالزل التارٌخٌة والثمافٌة والعسكرٌة التً حلت باألمة مما ذكرناه فً هامش سابك ،إضافة لصراعات الثورة
الفلسطٌنٌة الداخلٌة ومع الجوار ،تحول الشعار الحمًا الى فكرة إلامة الدولة الفلسطٌنٌة على أي شبر ٌتم تحرٌره أو استرداده
خاصة بعد العام ،9191وهو ما أحدث انشمالا فً الحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة ،لكن هذا التٌارالعام تواصل وصوال الى
فلسطٌن ضمن فكرة تحمٌك االستمبلل (9188م) لدولة فلسطٌن (فً الضفة وغزة ضمن حدود 9199م) المابمة بالحك الطبٌعً
والتارٌخً والمانونً) وبعاص متها المدس وعودة البلجبٌن ،أو ما ٌعرف اصطبلحا بحل الدولتٌن .والذي هو ضمن تنظٌر فكرة
الحل المرحلً-للنظر فً فكر خالد الحسن ،-على أن الحل النهابً فً حركة فتح ٌعنً إلامة الدولة الدٌممراطٌة لكل الطوابف
واألدٌان فً كل فلسطٌن.
18
ثانٌا ً – من الناحٌة العسكرٌة :تصفٌة المإسسة العسكرٌة الصهٌونٌة وجٌشها ولوات االحتٌاط ،وبناء
الجٌش الشعبً الفلسطٌنً ،من أجل إنجاز التحرر ،ومن ثم حماٌة مكتسبات مرحلة التحرر الوطنً
الدٌممراطً.
ثالثا ً – من الناحٌة االلتصادٌة :تصفٌة عبللات اإلنتاج االحتكارٌة الصهٌونٌة واإلمبرٌالٌة أي
مصادرة كل الملكٌة الصهٌونٌة واإلمبرٌالٌة لؤلرض وااللتصاد وأدوات اإلنتاج والعمار ،ومصادرة
أمبلن كل المتعاونٌن مع العدو من أبناء الشعب الفلسطٌنً وتحوٌلها إلى ملكٌة عامة لمصلحة
الشعب فً الدولة الفلسطٌنٌة ،وإلامة التصاد الدٌممراطٌة الجدٌدة مكانها (وهذا هو محتوى
الدٌممراطٌة فً مرحلة التحرر الوطنً الدٌممراطً على األرض الفلسطٌنٌة)
19
ذلكم هو محتوى مرحلة التحرر الوطنً الدٌممراطً فً فيفٍَ٘ اىخٖ ْٖ سؾء ٌَ ٌؽضيث اىخطؽر
اىٌِٖٔ اىػٍٗلؽاٌٖ فٖ اىٌَٔ اىٓؽةٖ واىٓاىً اىراىد ،ففيفٍَ٘ سؾء ٌَ اىٌَٔ اىٓؽةٖ،
وسؾء ٌَ اىٓاىً اىراىد .واىرٔرة اىفيفٍِ٘٘ث سؾء ٌَ اىرٔرة اىٓؽة٘ث وذٔرة اىٓاىً اىراىد،
وسؾء ٌَ اىرٔرة اىٓاىٍ٘ث.
وهنا ،علٌنا أن نبلحظ أن محتوى الدٌممراطٌة فً الثورة الصٌنٌة أو الفٌتنامٌة كان تصفٌة اإللطاع
و"الكومبرادور" 35والمصالح االلتصادٌة اإلمبرٌالٌة ،بٌنما محتوى الدٌممراطٌة فً فلسطٌن هو تصفٌة
الملكٌة الصهٌونٌة واإلمبرٌالٌة .لذلن سٌكون المطاع العام فً األرض والصناعة والتجارة والعمار فً الدولة
الدٌممراطٌة الفلسطٌنٌة ،أكبر وأوسع نسبٌا ً منه فً مرحلة الدولة الدٌممراطٌة فً فٌتنام والصٌن .وهذا راجع
إلى طبٌعة الملكٌة الصهٌونٌة واإلمبرٌالٌة فً فلسطٌن ،هذه الملكٌة التً تشمل االلتصاد “اإلسرابٌلً” كله،
وهً أوسع نسبٌا ً من ملكٌة "الكومبرادور" واإللطاع واإلمبرٌالٌة فً الصٌن أو فٌتنام.
ومن ناحٌة أخرى ال ب ّد من مالحظة ما ٌلً فٌما ٌتعلك بالملكٌة العربٌة لألرض الفلسطٌنٌة:
أوالً :كانت خطة االستعمار البرٌطانً عندما دخل فلسطٌن تستهدف عدم نشوء ملكٌة إلطاعٌة كبٌرة
على خبلف خطته فً العراق ومصر مثبلً .وذلن ألن تفتٌت الملكٌة كان ممدرا ً له أن ٌساعد على
شراء األراضً العربٌة من لبل المؤسسات الصهٌونٌة .ولد شفعت تلن السٌاسة بمجموعة من
اإلجراءات إلجبار الفبلح الفلسطٌنً على بٌع أرضه ،سواء أكانت عن طرٌك زٌادة الضرابب وعدم
أثمان عالٌ ٍة لؤلرض ،إلى جانب الرواتب
ٍ صرف لروض الفبلحٌن أو عن طرٌك اإلغراء بدفع
العالٌة فً سلن التوظٌف والشرطة والجٌش .لهذا لم تعرف فلسطٌن الملكٌة اإللطاعٌة لؤلرض كما
عرفتها مصر والعراق أو الصٌن وفٌتنام بعد االحتبلل االستعماري.
ٌجب أال ٌفهم من هذا أنه لم تكن فً فلسطٌن ملكٌات كبٌرة ومتوسطة ،ولكنها تختلف عن الملكٌة
اإللطاعٌة.
ثانٌاً :منذ عام ،1947بمٌت الملكٌة الفردٌة العربٌة لؤلرض الفلسطٌنٌة ،سواء الكبٌرة أو المتوسطة
أو الصغٌرة منها ،فً حال جمود وتحنط ،بمعنى أن تلن الملكٌة ،لم تتحرن منذ اثنٌن وعشرٌن
عاماً ،وظلت على صورتها األولى .وإذا أضفنا إلى ذلن عشر سنوات أو عشرٌن سنة أو أكثر حتى
ٌت ّم تحرٌر فلسطٌن تحرٌرا ً كامبلً ،فسوف ٌعنً هذا أن ملكٌة األرض الفلسطٌنٌة والعمار سوف
شر ممزق ،حتى لو طبك علٌها لانون اإلرث اإلسبلمً ،ألن الجٌل الثالث أو الرابع الذي تمزق ّ
سٌرث ملكٌة أجداده سوف ٌتمسم األرض والعمار ،بصورة عجٌبة ٌستحٌل تطبٌمها فً أغلب
الحاالت .ولكً نجعل هذه الحمٌمة أكثر وضوحا ً نستطٌع أن نشبه ما سٌحدث للملكٌة الفردٌة العربٌة
فً فلسطٌن – بسبب االحتبلل الصهٌونً وإجبلء الشعب العربً الفلسطٌنً من وطنه لمدى ثبلثٌن
35كومبرادور (باإلنجلٌزٌة )Comprador :هو مصطلح سٌاسً ٌكثر استعماله من لبل التٌارات االشتراكٌة والٌسارٌة
وٌعنً طبمة البورجوازٌة التً سرعان ما تتحالف مع رأس المال األجنبً تحمٌما لمصالحها ولبلستٌبلء على السوق الوطنٌة،
أصل الكلمة برتغالً وتعنً باللغة البرتغالٌة المشتري .الكلمة المضادة لكومبرادور هً الوطنٌة أو المومٌة ،وهً األفكار
المعادٌة لبلستعمار وأنشطته المختلفة-الموسوعة الحرة.
20
أو أربعٌن عاما ً – ألول ،نستطٌع أن نشبه هذه الحالة للملكٌة بالحالة التً ٌؤول إلٌها الولؾ الذري
بعد ثالثة أو أربعة أجٌال .والولف الذريٌ ،ت ّم من خبلل أن ٌولف إنسان ما ملكٌة داره مثبلً على
ورثته ولفا ً ذرٌاً ،بمعنى أنه ال ٌحك ألي ورٌث من ورثته أو ورثة ورثته أن ٌبٌع تلن الملكٌة ،وإنما
لهم فمط أن ٌفٌدوا من رٌعها أو استخدامها وتورٌثها لذرٌتهم .األمر الذي ٌصل بتلن الملكٌة بعد
جٌلٌن أو ثبلثة إلى أن تصبح ملكٌة لثبلثٌن أو أربعٌن ورٌثا ً.
هذا ما حدث اآلن للملكٌة الفردٌة العربٌة فً فلسطٌن ،مما سٌجعل الدولة الدٌممراطٌة الفلسطٌنٌة
مضطرة إلى معالجة هذه الحالة الفرٌدة ،إما من خبلل إعادة تمسٌم األرض (إصبلح زراعً)،
أوتحوٌل الملكٌة إلى ملكٌة للدولة ،أو على شكل مزارع جماعٌة لكً تإمن تطور العملٌة اإلنتاجٌة
وسٌرها.
36
ثالثاً :ثمة مناطك من األرض شاسعة ،خضعت بسبب التصاد "الكبوتز" و"الموشاف"
الصهٌونٌٌن ،بعد اغتصاب األرض الفلسطٌنٌة ،ألسلوب خاص فً طرٌمة اإلنتاج والري والزراعة
(أرلى أشكال الزراعة الرأسمالٌة) ،ولد ضاعت معالم التمسٌمات المدٌمة لتلن األراضً .لذلن ،ال
ٌمكن إعادة تفتٌتها ألن هذا سٌإدي إلى تدهور إنتاجها ،وفً بعض الحاالت إلى استحالته .ومن هنا،
مفر من أن تدخل تلن األراضً ملكٌة المطاع العام أو المزارع التعاونٌة فً الدولة الدٌممراطٌة
ال ّ
الفلسطٌنٌة بعد مصادرتها من المإسسات االحتكارٌة الصهٌونٌة.
وبهذا ،تكون الصورة لد اتضحت أمامنا تماما ً بالنسبة إلى المحتوى الذي ستتخذه مرحلة التحرر الوطنً
الدٌممراطً فً فلسطٌن.
ّ
وبعد ،فإذا كانت المرحلة التارٌخٌة التً نعٌشها اآلن هً ٌؽضيث اىخطؽر اىٌِٖٔ اىػٍٗلؽاٌٖ ،فال ةػ
ٌَ أن حِتّ ٌت٘ٓث ذٔرحِا ٌَ ٌت٘ٓث اىٍؽضيث ةاىؼات ،أي ال ب ّد من أن تكون ثورتنا ذات طبٌعة
ثورة تحرر وطنً دٌممراطً ،وبالتالً ،ستكون استراتٌجٌتنا السٌاسٌة والعسكرٌة ،وتكتٌكنا السٌاسً
والعسكري نابعٌن من طبٌعة المرحلة ..وطبٌعة الثورة.
لذلن ال ٌكون أي برنامج تتبناه أٌة منظمة فً الساحة الفلسطٌنٌة برنامج تحرر وطنً دٌممراطً ٌتضمن
العنف الثوري المسلّح طرٌما ً لتحمٌك برنامجٌ ،كون برنامجا ً ٌعبّر إما عن انتهازٌة ٌمٌنٌة أو “ٌسارٌة” .من
هنا ٌظهر بوضوح أن المنظمات التً تطرح فً الساحة الفلسطٌنٌة برنامج ثورة اشتراكٌة ..ثورة
" 36موشاف" مصطلح عبري ٌشٌر إلى لرٌة زراعٌة (مستعمرة فً أرضٌنا فً فلسطٌن) ت ُ َك ِونُ فٌه األسر وحدات التصادٌة
تدٌر لطعة األرض بشكل خاص بها ،وتعود ملكٌة أراضً الموشاف للصندوق المومً الٌهودي .ولد ألٌم أول موشاف عمالً
عام 9199فً شمال مرج ابن عامر شمال فلسطٌن.
"كٌبوتس ،كٌبوتز" ،أو (مستوطنة زراعة وعسكرٌة) هو تجمع سكنً تعاونً ٌضم جماعة من المزارعٌن أو العمال الٌهود
الذٌن ٌعٌشـون وٌعملون سـوٌاً ،بعدغزوهم فلسطٌن وٌبلغ عـددهم ما بٌن 04و 9044عضو.وٌُع ُّد الكٌبوتس من أهم
المإسسات التً تستند إلٌها الحركة الصهٌونٌة فً فلسطٌن (لبل )9108أو "إسرابٌل" (بعد تؤسٌسها) والتً أثرت على الحٌاة
السٌاسٌة واالجتماعٌة فً "إسرابٌل" حتى بداٌة الثمانٌات ولتما بدأ انحطاطه-عن الموسوعة الحرة بتصرف.
21
برولٌتارٌة ،37إنما تمع فً حمى المزاٌدة “فوق الٌسارٌة” واالنتهازٌة “الٌسارٌة” .وهذا لٌس انتمادا ً للثورة
تمر بها الثورةاالشتراكٌة ..الثورة البرولٌتارٌة ،وإنما هو انتماد لبرنامج ال ٌتمشى والمرحلة التارٌخٌة التً ّ
فً ظرف محدد ،وفترة زمنٌة محددة.
وهناٌ ،جدر بنا أن نمف للٌبلً لمنالشة مسؤلة على غاٌة من األهمٌة ،وهً مسؤلة اىتؽُاٌز اىرٔري .ما هو
البرنامج الثوري؟ وما هو المعٌار لثورٌة هذا البرنامج أو ذان ،والنتهازٌة هذا البرنامج أو ذان؟
الخطؤ الفادح الذي ٌمكن أن ٌمع فٌه المثمفون وهم ٌنالشون البرنامج إنما هو المنالشة التجرٌدٌة ،بحٌث تإخذ
نصوص برنامج ما ،وتمارن ببرنامج “نموذج”! ،وهذا ما ٌفعله ،عادة" ،التروتسكٌون" .38إن مثل هذه
الطرٌمة فً مواجهة البرنامج هً منهجٌة مٌتافٌزٌمٌة تجرٌدٌة ،لؤلسباب التالٌة:
-1ال ٌوجد برنامج سٌاسً صالح لكل المراحل التارٌخٌة ولكل الظروف؛ ألن البرنامج السٌاسً
الذي استطاع أن ٌمود ثورة ما إلى نجاحٍ ضمن ظروف محددة وفترة تارٌخٌة محددة ،ال ٌمكن أن
ٌمود ثورة أخرى إلى النجاح فً مكان ثخر وتحت ظروف أخرى مختلفة محلٌا ً ودولٌا ً ومرحلٌا ً.
-2ال ب ّد من اكتشاف السمات الموضوعٌة الخاصة لكل بلد ولكل مرحلة تارٌخٌة ،وتحدٌد أنواع
التنالضات وطبٌعتها ،لكً ٌصبح باإلمكان وضع البرنامج السٌاسً للثورة.
إن وجود برنامج “نموذج” ٌصلح لكل الحاالت ٌعنً عدم رإٌة حركة الوالع وتغٌّر الظروف وتنوع
الحاالت ،وهذا هو بعٌنه المنهج المٌتافٌزٌمً 39التجرٌدي فً التحلٌل .ولهذا ال ٌمكن أن ٌإدي ،فً ٌوم من
األٌام ،إلى إحداث تغٌٌر ثوري أو تفجٌر الثورة .والذٌن جاإوا إلى الساحة الفلسطٌنٌة ببرنامج اشتراكً
37ثورة الپرولٌتارٌا :مصطلح سٌاسى اجتماعى وٌمصد به أن طبمة البرولٌتارٌا (طبمة العمال) ٌجب أن تموم بثوره ضد
الطبمة البرجوازٌة و سٌدعو إلً تلن الثورات مجموعات من الشٌوعٌٌن و االشتراكٌٌن .وٌعتبر هذا المصطلح فً الماركسٌة
بداٌة التفكٌن الذي سوف ٌحدث للرأسمالٌة .أما "البرجوازٌة" فهً طبمة اجتماعٌة ظهرت فً المرنٌن الخامس عشر والسادس
عشر ،تمتلن رإوس األموال والحرف ،كما تمتلن كذلن المدرة على اإلنتاج والسٌطرة على المجتمع ومإسسات الدولة
للمحافظة على امتٌازاتها ومكانتها بحسب نظرٌة كارل ماركس.
38هو فً تنظٌره المبكر هذا موجه لخطوط مختلفة داخل الحركة الشٌوعٌة مثل الماركسٌة الروسٌة التً تنادي بدٌكتاتورٌة
البرولٌتارٌا ،واصحاب الثورة المستمرة جماعة "تروتسكً" وهو احد لادة لثورة الروسٌة واختلف مع المٌادة فانشك عنها،
بٌنما هو ٌتبنى النموذج الصٌنً (الماوي نسبة للربٌس الصٌنً ماوتزي تونغ ،لذلن كان ٌوصف تٌار منٌر شفٌك حٌنها بالتٌار
الماوي فً حركة فتح ،او الماوٌٌن.
39المٌتافٌزٌما أو الماورابٌات أو ما وراء الطبٌعة هو فرع من الفلسفة ٌدرس جوهر األشٌاءٌ .شمل ذلن أسبلة الوجود
والصٌرورة والكٌنونة والوالع.
22
(نموذج) ،على طرٌمة "التروتسكٌٌن" ،40وبخاصة ،إذا كانوا “ماركسٌٌن لٌنٌنٌٌن” ،ولعوا فً التجرٌد
والمٌتافٌزٌمٌة ،وابتعدوا عن المنهج الدٌالكتٌكً.41
ٌبمى السإال :ما هو المنهج الواجب اتباعه فً وضع برنامج ثوري ،فً مرحلة تارٌخٌة محددة ،وفً ببلد
محددة ،وفً ظ ّل ظروف محلٌة ودولٌة محددة؟ ببساطةٌ ،جب أن ٌنبع البرنامج من تحلٌل الوالع
الموضوعً ،فً البلد المحدد وضمن الظروؾ المحلٌة والدولٌة المحددة ..ثم االنتمال إلى تحدٌد دلٌك
للتنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة ،وكذلن تحدٌد دلٌك لطرٌمة ح ّل كل تنالض ربٌسً أو ثانوي .ومن
هنا تظهر طبٌعة االنحراف االنتهازي “الٌساري” فً الثورة الفلسطٌنٌة عندما تمدم برامج مؤخوذة من الكتب،
أو إلرضاء بعض العناصر الٌسارٌة األوروبٌة ،دون أن ٌجري تحلٌل عمٌك وجا ّد للظروف الموضوعٌة
العامة والخاصة وللظروف العربٌة والدولٌة.
أما السإال الحاسم حول هذا الموضوع فإنه :ما هو المعٌار للحكم على ثورٌة برنامج ما أو عدم ثورٌته؟
وهنا ٌمع المثمفون فً خطؤ ثخر أٌضاً ،وهو حكمهم على برنامج ما من خبلل لراءتهم لذلن البرنامج ،ومدى
مطابمته لمناعاتهم الجاهزة أو معتمداتهم و ُمثُلهم ،هذا أٌضا ً نهج مٌتافٌزٌمً تجرٌدي فً البحث!
أما المعٌار العلمً النابع من المنهج الدٌالكتٌكً فً البحث ،فإنما هو ممارنة البرنامج بتحلٌل الوالع
الموضوعً ورإٌة مدى مطابمته لحاجات وإمكانات إحداث التغٌٌر الثوري فً ذلن الوالع.
وأخٌرا ً فحص النتابج التً أحدثها تطبٌك ذلن البرنامج على أرض الوالع .وبكلمات أخرى ،فحص مدى ما
أحدثه ذلن البرنامج من تغٌٌر ثوري على أرض الوالع ،ألن البرنامج الثوري هو الذي ٌستطٌع أن ٌصنع
الثورة ،وهو الذي ٌحدث التغٌٌر الثوري رغم كل تعمٌدات الظروف الداخلٌة والخارجٌة .وٌستطٌع أن ٌحمً
الثورة من مإامرات الموى المضادّة وٌخرج بها ظافرة حتى النصر النهابً.
40التروتسكٌٌون نسبة الى "لٌون تروتسكً" (1879م1940-م) -وهو الذي وضع نظرٌة الثورة الدابمة التً ٌجب أن
تتعدى حدود روسٌا إلى أنحاء العالم ،وتدعو إلى اشعال ثورات متتالٌة فً بلدان مختلفة لتموم الثورة العالمٌة .وبعد انتصار
الثورة الروسٌة الشٌوعٌة عام 1917م تولى مناصب لٌادٌة بالدولة وأسس الجٌش االحمر ،وكان تروتسكً ٌسعى دوما ً إلى
تولً زمام السلطة فً الحزب والدولة .لكن لٌنٌن الذي حظً فً مرحلة الثورة والحرب االهلٌة بشعبٌة أكبر منه حال دون
ولوع ذلن .بدأ التصادم مع ستالٌن ،ثم طرد وجرد من جنسٌته ولتل الحما فً المكسٌن.
41جدلٌة أو دٌالكتٌن فً الفلسفة الكبلسٌكٌة ،الدٌالكتٌن هو الجدل أو المحاورة :تبادل الحجج والجدال بٌن طرفٌن دفاعًا عن
وجهة نظر معٌنة ،وٌكون ذلن تحت لواء المنطك .وٌعتبر الدٌالكتٌن األساس الذي تبنى علٌه الشٌوعٌة (الماركسٌة-اللٌنٌنٌة)
بمعنى الجدل الذي ٌوصل إلى النظرٌات والمواعد التً تحكم الناس وتسٌر حٌاتهم السٌاسٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة-عن
الموسوعة الحرة.
23
من الٌمٌن :تروتسكً ثم لٌنٌن ثم ستالٌن
إن الذي أعطى اللٌنٌنٌة لٌمتها العلمٌة فً مجال النظرٌة ،إنما هو نجاح برنامج لٌنٌن بصنع الثورة ،وتؤكٌد
صحة تحلٌبلته ونظرٌاته على أرض الممارسة والتطبٌك العملً.42
كما أن الذي جعل "ماوتسً تونغ" مطورا ً مبدعا ً للماركسٌة اللٌنٌنٌة فً مجال النظرٌة والتطبٌك ،43إنما هو
نجاح الثورة الصٌنٌة على أرض الوالع ،والنتابج المترتبة ،والعٌا ً وعملٌاً ،لبرنامج ماوتسً تونغ السٌاسً،
سواء أكان فً مرحلة التحرر الوطنً الدٌممراطً أو مرحلة البناء االشتراكً والثورة الثمافٌة.
وكذلن بالنسبة إلى "هوشً منه" ،و"كٌم إٌل سونغ" ،و"أنور خوجا".
إن المول الفصل بالنسبة إلى أي برنامج ثوري إنما هو التطبٌك العملً ،إنما هو النجاح ،ثورٌاً ،على
أرض الوالع .إننا ال نستطٌع أن نمتلن زمام علم الثورة إذا لم نجعل ،من التحلٌل العلمً لكل والع
موضوعً ضمن ظروؾ محددة ومن ثم نمل نتائجنا إلى التطبٌك العملً على أرض الوالع وفحصها هنان،
معٌارا ً للحكم على صحة أٌة نظرٌة ،أو أي برنامج.
42سمطت الثورة الشٌوعٌة والفكر الماركسً-اللٌنٌنً منذ العام 1991-1989وتفكن االتحاد السوفٌتً ،ودول اوربا
الشرلٌة التابعة لها ثنذان ،وانتهت حمبة المنظومة االشتراكٌة الشرلٌة تماما.
ّ
43من الواضح حجم التؤثر الكبٌر لمنٌر شفٌك حٌنذان بالتجربة الصٌنٌة االشتراكٌة (الماوٌة) لذلن ٌنظر ضد التجارب
األخرى ،وٌدعم ما حصل فً فٌتنام (بزعامة هوشً منه) وكورٌا الشمالٌة (بزعامة كٌم إٌل سونغ) ،وفً ألبانٌا (بزعامة أنور
خوجة).
24
وٌجدر أن نلفت االنتباه ،إلى أن المسؤلة المطروحة هنا هً البرنامج ولٌس النظرٌة.
ألن ٌَ اىيؽوري ْػم اىغيً ةَ٘ اىِِؽٗث اىخٖ ْٖ دى٘و ىيٍٓو وٌِٓز ىيخطي٘و ٗهيطان
ىهو اىطاالت ،واىتؽُاٌز.
وبالمناسبة ،إن كل الصراعات السٌاسٌة التً ولعت بٌن الماركسٌٌن لبل لٌنٌن ،ثم بٌن الماركسٌٌن اللٌنٌنٌٌن
بعد ذلن ،لم تكن حول النظرٌة بموانٌنها العامة ،وإنما حول البرنامج والتطبٌك ،فالصراع الذي خاضه لٌنٌن
ض ّد االنحرافٌن الٌمٌنً و“الٌساري” فً حزب االشتراكٌٌن الدٌممراطٌٌن الروس ،إنما كان حول برنامج
الثورة ..برنامج العمل.
وكذلن الحال بالنسبة إلى الصراعات التً خاضها "ماوتسً تونغ" طوال مسٌرة الحزب الشٌوعً الصٌنً
والثورة الصٌنٌة ض ّد االنحرافٌن الٌمٌنً و“الٌساري” ،فمد كانت حول البرنامج ،برنامج العمل ولٌس حول
الموانٌن العامة للمادٌة الدٌالكتٌكٌة والمادٌة التارٌخٌة.
طبعا ً إن هذا ال ٌتنالض مع كون تلن الصراعات لد اتخذت بعض األحٌان شكل صراع مبدبً وفلسفً
باإلضافة إلى صراعٍ حول البرنامج ،وبخاصة ،فً حاالت االرتداد ،والتخرٌب ،أو الخٌانة.
ولبل االنتهاء من هذه النمطة ال ب ّد من التوضٌح وهو إن كلمة ةؽُاٌز تشمل التحلٌل للوالع الموضوعً،
فً ظروؾ محددة ،وتحدٌد التنالضات ،كما تشمل طرٌمة ح ّل هذه التنالضات أي تشمل الممارسة أٌضا ً إلى
جانب تحدٌد أهداؾ وشعارات الثورة.
وإذا عدنا مرة أخرى لبلنحراف االنتهازي “الٌساري” فً الساحة الفلسطٌنٌة ،فنحن ال نراه ٌتر ّكز فمط فً
مجال تحدٌد المرحلة التارٌخٌة وطبٌعة الثورة فً هذه المرحلة ،وإنما أٌضاً ،فً المولف من الماركسٌة
اللٌنٌنٌة بالذات ،ألن هذه التٌارات التً تسمً نفسها ماركسٌة لٌنٌنٌة تخرق الماركسٌة اللٌنٌنٌة فً لوانٌنها
العامة ،مثبلً ،فً لضٌة ضرورة تشكٌل وبناء حزب الطبمة العاملة؛ فهً – أي تلن التٌارات – تمؤل العالم
بتردٌد اسم الماركسٌة اللٌنٌنٌة ،ولكنها فً الولت نفسه ،ال تبذل أي جهد فً المٌام بعمل جا ّد من أجل تشكٌل
وبناء حزب الطبمة العاملة ،حسب التحدٌد اللٌنٌنً.
وهنا ٌمع أصحاب هذا االتجاه فً االنتهازٌة الٌمٌنٌة و“الٌسارٌة” فً ولت واحد ،ألنه فً الولت الذي
ٌرفعون فٌه الشعارات العامة “فوق الٌسارٌة” – (انتهازٌة ٌسارٌة) من خبلل إعبلنهم بضرورة تحوٌل
الثورة الفلسطٌنٌة من ثورة تحرر وطنً دٌممراطً إلى ثورة اشتراكٌة وتفجٌر الصراعات الطبمٌة فً
التنالض الثانوي ،لبل أن تنجز مرحلة التحرر الوطنً ،نراهم ٌهربون من تشكٌل الحزب اللٌنٌنً حزب
الطبمة العاملة ،وهذا انحراف وانتهازٌة ٌمٌنٌة بالممٌاس الماركسً اللٌنٌنً نفسه .ومن هنا ٌمكن أن نستنتج
أن عناصر البرجوازٌة الصغٌرة المجتثة من الجذور ،فً الساحة الفلسطٌنٌة ،تحاول أن تتسلك على شعارات
الطبمة العاملة اعتباطاً ،فً حٌن تُبمً كل شًء – وخصوصا ً التنظٌم والتركٌبة التنظٌمٌة والعبللات
التنظٌمٌة – فً أحضان طبمتها التً ترٌد أن تهرب من أرض الوالع ،وأحٌاناً ،ترٌد أن تحرق كل المراحل
دفعة واحدة ،ضاربة بعرض الحابط بكل الوالع الموضوعً والموانٌن العامة للتطور االجتماعً وللثورة.
25
ولعل من أبرز السمات الطرٌفة للبرجوازٌة الصغٌرة أنها دابما ً غٌر راضٌة عن وضعها الطبمً ،فهً إما
مملدة للطبمات األعلى منها متلبسة لبوسها ،وإما متطفلة على شعارات الطبمة العاملة سالبة منها محتواها
الثوري ،خصوصاً ،التنظٌم الثوري والعبللات الثورٌة داخل التنظٌم ،ألنها تخشى ذلن كما تخشى الموت.
وبهذا تظ ّل تتنمل دابما ً من االنحراف الٌمٌنً إلى االنحراف “الٌساري”وبالعكس .ولكن ،أبداً ،ال ٌمكن أن
ّ
الخط الثوري الصحٌح ،أو تهتدي إلٌه ،إال عندما تكون مطرلة الطبمة العاملة لوٌة .لذلن فهً تثبت على
تارة ٌابسة من الثورة ،ومن إمكانٌة تفجٌرها أو استمرارها وتطورها ،ثم فجؤة تنتمل للثورة ،ولكن لتتولع
منها أن تصنع العجابب والمعجزات دفعة واحدة ،وبلحظة خاطفة من الزمان .وهذا ٌفسر انتمالها الفوري من
ألصى الٌمٌن إلى ألصى “الٌسار” ..ولن ٌكون عجٌبا ً أن تعود ،بنفس السرعة ،إلى ألصى الٌمٌن إذا ما
استمرت فً مغامراتها حٌن تصطدم مع أول عمبة حمٌمٌة(...)1؟
ثمة مثال بارز على االنحرافٌن الٌمٌنً و“الٌساري” فً الساحة الفلسطٌنٌةٌ .تمثل فً موضوع استراتٌجٌة
الثورة الفلسطٌنٌة ،وعبللتها باستراتٌجٌة الثورة العربٌة .وإذا كنا ،فٌما سبك ،لد للنا إن اعتبار الثورة
العربٌة بدٌالً للثورة الفلسطٌنٌة هو انحراؾ ٌمٌنً ،فإننا نواجه اآلن اتجاها ً ذا انحراؾ “ٌساري” برز بعد
تفجٌر الثورة الفلسطٌنٌة ،وانتصار استراتٌجٌتها السٌاسٌة والعسكرٌة فً الساحة الفلسطٌنٌة ،لٌعتبر
الثورة الفلسطٌنٌة بدٌالً للثورة العربٌة ،والجماهٌر الفلسطٌنٌة بدٌالً للجماهٌر العربٌة .فؤخذ ٌطالب طبلبع
الثورة الفلسطٌنٌة المٌام بالثورة العربٌة ،حتى تنظٌم الجماهٌر العربٌة ،وإسماط األنظمة العربٌة ،وضرب
المصالح اإلمبرٌالٌة فً كل مكان .وامت ّد األمر لدى البعض فً هذا االتجاه إلى الطلب من الثورة الفلسطٌنٌة
أن تذهب بالعنف المسلّح إلى كل بماع العالم ،وأخذ ٌنمل المماتلٌن الفلسطٌنٌٌن بؤسلحتهم لٌموموا بعملٌات
مسلّحة فً زٌورخ ،وروما ،ولندن ..إلخ.
فإذا كان من االنحراؾ االنتهازي الٌمٌنً اعتبار الثورة العربٌة أو الجٌوش العربٌة بدٌالً للثورة
الفلسطٌنٌة والجماهٌر الفلسطٌنٌة فإنه لمن االنحراؾ االنتهازي “الٌساري” اعتبار الثورة الفلسطٌنٌة
بدٌالً للثورة العربٌة والجماهٌر العربٌة ،أو جعلها ،عملٌاً ،تموم بالمهمات التً ٌجب أن تموم بها الثورة
العربٌة أو الثورة العالمٌة والجماهٌر فً البلدان األخرى.
والسإال اآلن هو ٌَ :اىؼي ٗشب أن ٗهِّ اىرٔرة اىٓؽة٘ث؟ من الذي ٌستطٌع أن ٌضرب مصالح
االستعمار فً الوطن العربً أو فً العالم؟
لئلجابة عن هذه األسبلة ال ب ّد من العودة إلى التؤكٌد على أهمٌة معرفة طبٌعة كل تنالض أو معرفة أسلوب
ح ّل كل تنالض ،وتحدٌد الموى الضاربة الربٌسٌة والموى الحلٌفة فً كل حالة.
بٌد أن من الضروري لبل المضً بالتفصٌل حول هذه النمطة أن ٌلفت النظر إلى نوع من التنالضات فرٌد
من نوعه ٌواجه الثورة الفلسطٌنٌة والثورة العربٌة ،وهو وسٔد حِاكو رئ٘فٖ ْام ٗلٍو نو
اىٍٍِلث ،وٗلف ْيٕ رأس أضػ كٍتّ٘ اىه٘ان اىهُٖٓ٘ٔ وضي٘فخّ اإلٌتؽٗاى٘ث األٌ٘ؽن٘ث،
وٗلف ْيٕ رأس اىلٍب اٙعؽ اىرٔرة اىفيفٍِ٘٘ث وضي٘فخٓا اىرٔرة اىٓؽة٘ث فٖ ةل٘ث األكٍار
اىٓؽة٘ث من جهة ثانٌة .بٌنما نجد ،فً الولت نفسه ،أن هنالن تنالضا ً رئٌسٌا ً خاصا ً (بسبب التجزئة) فً كل
26
بلد عربً ،وهنا ٌمؾ على رأس أحد لطبٌه عمالء اإلمبرٌالٌة وحلٌفتهم اإلمبرٌالٌة العالمٌة ،بٌنما ٌمؾ
على رأس المطب اآلخر الثورة العربٌة فً ذلن المطر وحلٌفتها( )0الثورة العربٌة فً بمٌة األلطار األخرى
بما فً ذلن الثورة الفلسطٌنٌة.
لذلن ،ال ب ّد من أن تنتج حالة شدٌدة التعمٌد نتٌجة وجود هذا الشكل الفرٌد من أنواع التنالضات فً وطن
واحد ،مما ٌضع مسؤلة كٌفٌة مواجهة كل تنالض من هذه التنالضات على غاٌة األهمٌة ،بحٌث ٌتحدد بالدلة
من هً الموى الضاربة الرئٌسة ،ومن هً الموى الحلٌفة فً كل حالة .هذا وربما نشؤت حاالت أش ّد انفرادا ً
فمد ٌختلط فٌها شكبل التنالض وٌتداخبلن ،وبالتالً ،تختلط فٌها أدوار الموى الضاربة الربٌسٌة والموى
الحلٌفة – كحالة األردن مثبلً.
واآلن ،لنبدأ بالتنالض الربٌسً األول ،ففً هذا التنالض تلعب الجماهٌر الفلسطٌنٌة والثورة الفلسطٌنٌة دور
الطلٌعة ..دور الموة الضاربة الربٌسٌة ،بٌنما تلعب الثورة العربٌة والجماهٌر العربٌة دور الموى الحلٌفة أي
الموى االحتٌاطٌة ،أو على ألل تمدٌر ،فً المراحل األولى من الكفاح المسلّح .فربما تتحول مستمببلً لوى
حلٌفة إلى لوى طلٌعٌة.
أما فً حالة التنالض الربٌسً الخاص فً كل بلد عربً ،فإن جماهٌر ذلن البلد بمٌادة طلٌعتها الثورٌة هً
التً تلعب دور الطلٌعة ..دور الموى الضاربة الربٌسٌة بٌنما تلعب الثورة العربٌة عامة والثورة الفلسطٌنٌة
27
دور الحلٌف( ..)1دور الموى االحتٌاطٌة .ولد ٌتغٌّر هذا الوضع مستمببلً فً حالة نشوء وضع ثوري ٌتٌح
تحطٌم التجزبة من الخارج مباشرة أٌضا ً أعنً فً حالة إمكان زحف أحد األجزاء أو عدة أجزاء متمدمة
لتحرٌر األجزاء األخرى بالموة المسلّحة ،وخصوصا ً فً حالة الدخول فً معركة شاملة مع اإلمبرٌالٌة
والصهٌونٌة.
-1إن تمسٌم هذه األدوار على تلن الصورة ،فً الولت الحاضر على األلل ،ال ٌنبع من اختٌار
ذاتً ،وإنما من الوالع الموضوعً نفسه ،أي من والع أنواع التنالضات ومن والع التجزبة .واألهم
من هذا وذان من والع التطور غٌر المتساوي للثورة العربٌة بٌن األلطار العربٌة ،فمثبلً ،إن الثورة
الفلسطٌنٌة والجماهٌر الفلسطٌنٌة ،رغم كونهما جزءا ً من الثورة العربٌة ،والجماهٌر العربٌة لد تمدما
كثٌرا ً عن بمٌة األجزاء األخرى ،من الناحٌة النضالٌة على األلل ،فهما اآلن ٌمارسان الكفاح
الهوة لد خلك وضعا ً خاصا ً ال ب ّد من أخذه كما هو بعٌدا ً عن الرغبات ّ المسلّح .إن وجود هذه
واألمانً ،وإال ولعنا بٌن براثن أحد االنحرافٌن ،وفً تلن الحالة ستتخبط الثورة الفلسطٌنٌة والثورة
العربٌة على ح ّد سواء.
-2إن حلفً٘ ْؼه األدوار ْيٕ حيم اىهٔرة ٌؽْٔن ةاىِؽوف اىطاى٘ث اىخٖ حطهً واكّ
ّ ّ
اىرٔرة اىفيفٍِ٘٘ث واىرٔرة اىٓؽة٘ث ،وٗشب أن حخغ٘ؽ األدوار وحختػل اىهٔرة ٌّ حغ٘ؽ
اىِؽوف ،وتطور النضال حتى نصل إلى تحمٌك الوحدة وااللتحام بٌن كل فصابل الثورة العربٌة،
وكذلن بٌن كل الجماهٌر العربٌة.
وهنا ،تبرز لضٌة محورٌة أثارت ضجة كبٌرة حول عبللة الثورة الفلسطٌنٌة بالثورة العربٌة ،أو بتحدٌد
ّ
أدق ،مولف الثورة العربٌة ،بٌن كل الجماهٌر العربٌة.
28
أوالً :إن المهمة األولى والرئٌسٌة للثورة الفلسطٌنٌة هً توجٌه سالحها وكامل نشاطٌتها الثورٌة
ىض ّد العدو الصهٌونً .وهً المهمة التً ستبمى مبلزمة للثورة الفلسطٌنٌة وللثورة العربٌة لمد ً
طوٌل من الزمان ،حتى االنتهاء من المرحلة التارٌخٌة التً انبثمت فٌها الثورة الفلسطٌنٌة لتح ّل
تنالضها.
ثانٌاً :ضرورة تجنّب الحصار العام ،ومن كل الجهات ،ض ّد الثورة الفلسطٌنٌة والجماهٌر الفلسطٌنٌة
وذلن من أجل حماٌة الثورة من االختناق وااللتبلع ،ومن أجل تؤمٌن مسٌرة الثورة ،وبناء المواعد
االرتكازٌة مما ٌحدث التغٌٌر الثوري على أرض الوالع ال على ورق النداءات والبٌانات التً لد
تحدد موالف ،ولكنها ال تستطٌع أن تدفع بالوضع الثوري الجماهٌري خطوة واحدة إلى األمام فً أي
بلد عربً.
ثالثاً :إن تجنب سحك الثورة الفلسطٌنٌة وتأمٌن تصعٌدها ٌؤدٌان إلى خلك مناخ ثوري جدٌد فً
كل المنطمة العربٌة ،مما سٌم ّد الثورة العربٌة بؤسباب انبعاثها من جدٌد ،وٌساعد على إنماذها من
استراتٌجٌتها وممارستها الخاطبتٌن.
رابعاً :الفهم الموضوعً لموانٌن التغٌٌر الثوري فً أرض الوالع ،بمعنى أن الثورة الفلسطٌنٌة
أدركت منذ البداٌة أن إسماط هذا النظام أو ذان ،وضرب المصالح اإلمبرٌالٌة ،وخصوصا ً
اإلمبرٌالٌة األمٌركٌة فً المنطمة ال ٌمكن أن ٌت ّم إال من خبلل تحرن طلٌعة ثورٌة كفوءة على رأس
الجماهٌر العرٌضة فً كل بلد عربً ،ولٌس من خبلل أعما ٍل فردٌ ٍة تموم بها الثورة ض ّد هذا
األنبوب من البترول أو ذان ،أو هذه الشركة االستعمارٌة أو تلن.
اىؼي ٗهِّ اىخارٗظ ،وٗهِّ اىرٔرة ،واىؼي ٗطػث اىخغ٘٘ؽ اىرٔري ْيٕ أرض اىٔاكّ ،إٍُا ْٖ
اىشٍاْ٘ؽ ةٍي٘ٓث ذٔرٗث ُاةٓث ٌَ كيتٓا.
ولهذا دور الثورة الفلسطٌنٌة فً الثورة العربٌة عامة ال ٌمكن أن ٌكون من خبلل التوجٌهات أو التدخل
المغامر ،أو وضع نفسها بدٌبلً لطلٌعة الجماهٌر العربٌة فً كل بلد أو وصٌا ً علٌها .فإن ذلن ،رغم كونه غٌر
مضر فً مستمبل تطور الحركة الثورٌة ّ عملً من الناحٌة الوالعٌة ،ولن ٌكتب له النجاح فً التطبٌك،
العربٌة ،ألنه لد ٌخدر الجماهٌر العربٌة عن المٌام بمسإولٌتها التارٌخٌة ،وٌلمً بها على مماعد المتفرجٌن
الذٌن ٌنتظرون من الثورة الفلسطٌنٌة أن تموم بالدور الذي ٌجب أن ٌموموا هم به ،وال ٌمكن أن ٌموم به أحد
غٌرهم .فمثبلً ،إذا كان من الضروري فً هذه المرحلة نسف السفارة األمٌركٌة فً طرابلس ،فالذي ٌجب أن
ٌموم بهذه المهمة إنما هم الثورٌون اللٌبٌون ،ال عناصر من الثورة الفلسطٌنٌة .وإذا كان من الضروري نسف
شركة أمٌركٌة أو صهٌونٌة فً زٌورٌخ أو بروكسل ،فالذٌن ٌجب أن ٌموموا بهذه المهمة ،إنما هم الثورٌون
فً زٌورٌخ أو بروكسل ،ال عناصر من الثورة الفلسطٌنٌة .أما السبب فً هذا فٌرجع إلى ما ٌلً:
-1عندما ٌمارس العنف المسلّح فً بلد ماٌ ،جب أن ٌنبع من جماهٌر ذلن البلد ،وإال انعزل عن
الجماهٌر ،وتحول إلى عمل مغامر ،ألن الفرق بٌن المغامرٌن والثوار هو أن المؽامرٌن ٌمارسون
29
العنؾ بمعزل عن الجماهٌر ،بٌنما ٌمارس الثوار العنؾ النابع من اإلرادة الجماهٌرٌة لممارسته،
الذي ٌجًء معبرا ً عن التحرن الثوري فً البلد الذي ٌنطلك منه.
-2لمد حملت الثورة الفلسطٌنٌة على عاتمها عببا ً ثمٌبلً أكبر كثٌرا ً مما ٌظن اآلخرون .إن تصفٌة
الكٌان الصهٌونً أي تصفٌة هذه الملعة اإلمبرٌالٌة األمٌركٌة مهمة كبٌرة تحتاج إلى أن تر ّكز علٌها
كل جهود الشعب الفلسطٌنً ،ومن الغباء بعثرة هذه الجهود لبلنشغال بؤعمال عنف فً البلدان
العربٌة أو فً العالم.
-3إن بعثرة جهود الثورة الفلسطٌنٌة فً التدخل المباشر ،سواء أكان سٌاسٌا ً أو عسكرٌا ً فً كل
األنظمة العربٌة ،وفً كل بلدان العالم ،إلى جانب الطلب منها والتدخل المباشر فً الصراعات
العالمٌة داخل الحركات الثورٌة المعادٌة لئلمبرٌالٌة ،سوف ٌعنً شٌبا ً واحداً ،وهو فتح عشرات
المعارن الجانبٌة ض ّد الثورة الفلسطٌنٌة ومحاصرتها ،وبالتالً ،ضربها وتصفٌتها.
ولن نبالغ إذا للنا لو أن الثورة الفلسطٌنٌة انسالت وراء الشعارات “فوق الٌسارٌة” هذه حول التدخل المباشر
فً الدول العربٌة لكانت النتٌجة ،ببساطة ،أن الثورة الفلسطٌنٌة لد أصبحت فً خبر كان منذ زمن بعٌد.
فً الوالع إن الضؽوط التً تمارس على الثورة الفلسطٌنٌة للتدخل المباشر فً الدول العربٌة ،وفً كل
مكان ،تأتً من ثالثة اتجاهات:
ب – اتجاه ٌرمً إلى إلحاق الثورة الفلسطٌنٌة بهذا النظام العربً أو ذان ،ومطالبتها بالتدخل
المباشر فً الدول العربٌة األخرى لحسابه.
ج – من الٌمٌن الرجعً الذي ٌرٌد للثورة الفلسطٌنٌة أن تهاجم األنظمة العربٌة المعادلة لئلمبرٌالٌة
وتهاجم البلدان االشتراكٌة ،وسابر االتجاهات التمدمٌة والثورٌة.
ولكن السإال اآلن :ما هو دور الثورة الفلسطٌنٌة فً الثورة العربٌة؟ وكٌف نوفك بٌن استراتٌجٌة الثورة
الفلسطٌنٌة باعتبارها جزءا ً من الثورة العربٌة وشعارها التكتٌكً فً عدم التدخل بالدول العربٌة؟
فً الوالع ،إن الثورة الفلسطٌنٌة تنهج تكتٌكا ً ثنابً الجانب فً مولفها من لضٌة التدخل فً الدول العربٌة.
ولكً ندرن هذا علٌنا أن نؤخذ مجموعة الحمابك التالٌة:
أوالً :تعلن الثورة الفلسطٌنٌة أنها ال تتدخل فً الدول العربٌة ،بمعنى أنها ال تموم بمهمة التحرٌض
السٌاسً المباشر بٌن جماهٌر الدول العربٌة ض ّد أنظمتها ،أي أنها ال تموم بالدور الذي ٌجب أن تموم
به الطبلبع الثورٌة والجماهٌر فً كل بلد عربً.
30
ثانٌاً :تعتبر الثورة الفلسطٌنٌة األرض العربٌة ،وخصوصا ً تلن التً على خطوط المواجهة مع
العدو ،لواعد ارتكاز 44ومنطلمات للثورة .وهذا ٌعنً إدخال السبلح إلٌها ،وبناء المواعد المماتلة
على أراضٌها ،وااللتحام بجماهٌرها وطبلبعها ،فً عبللات ٌومٌة .وهذا بطبٌعة الحال خطوة كبٌرة
فً تحمٌك وحدة الثورة العربٌة ،واعتبار الثورة الفلسطٌنٌة جزءا ً من الثورة العربٌة ،ولكن بطرٌمة
ال ٌمتنع بها الذٌن ٌفهمون التدخل ،أو وحدة الثورة العربٌة ،بؤنهما مجرد بٌان ٌهاجم النظام ،أو ممال
ٌكتب فً جرٌدة.
ثالثاً :تعمل الثورة الفلسطٌنٌة على بناء الجبهات المساندة ،فً داخل الببلد العربٌة كخطوة أولى فً
طرٌك االلتحام المصٌري فً المعركة ،إلى جانب اللجان الشعبٌة لجمع التبرعات وربط الجماهٌر
العربٌة ،بصورة منتظمة ،فً الثورة ،وهذه خطوة أساسٌة تإدي إلى لٌام رابطة مصٌرٌةٌ ،جب أن
تتطور عرضا ً وعمماً ،بٌن الجماهٌر العربٌة والثورة الفلسطٌنٌة.
رابعاً :نتٌجة للصراع المسلّح الذي تشتبن فٌه الثورة الفلسطٌنٌة مع العدو الصهٌونً واإلمبرٌالً،
وتصاعده ٌومٌاً ،ال ب ّد من أن ٌخلك مناخا ً ثورٌا ً فً كل البلدان العربٌةٌ ،إدي إلى تفجٌر التنالضات
بٌن الجماهٌر العربٌة وكل األنظمة الموالٌة لئلمبرٌالٌة ،أو األنظمة التً ال ترٌد المتال ،أو تتراجع
أمام الضغط اإلمبرٌالً األمٌركً .هذا كله إلى جانب الدور اإلٌجابً الذي تلعبه الثورة الفلسطٌنٌة
فً وضع الجماهٌر العربٌة ،فً حالة من التوتر الثوري وفً التصاق دابم بالعمل السٌاسً،
والتفاعل الٌومً بالوعً والصراع الثورٌٌن.
خامساً :إن طرٌك الحرب الشعبٌة التً تخوضها الثورة الفلسطٌنٌة أعطى للجماهٌر نموذج النضال
ض ّد اإلمبرٌالٌة العالمٌة.
على أنه من المفٌد أن ندرن أن مدى التحام الثورة الفلسطٌنٌة ببمٌة فصابل الثورة العربٌة مسؤلة نسبٌة تتعمك
باستمرار مع نمو وتصاعد نشؤة فصابل الثورة العربٌة األخرى ،ألن االلتحام الحمٌمً ال ٌمكن أن ٌت ّم إال فً
ٍ
خندق واحد وبٌن ثوار من طراز واحد ،ولٌس بٌن ثابر ٌحمل السبلح وثخر ٌحمل شعارات ثورٌة بعٌدا ً عن
أرض المعركة والممارسة الثورٌة ومعزوالً عن جماهٌر بلده ،وخصوصاً ،إذا كانا أبناء أمة واحدة.
الذٌن ٌرٌدون أن تلتحم الثورة الفلسطٌنٌة نظرٌا ً وعملٌا ً مع فصابل الثورة العربٌة األخرى ،علٌهم أن ٌدفعوا
بفصابل الثورة العربٌة إلى األمام لتخرج من عزلتها عن الجماهٌر ،ولتصل أعلى مستوٌات النضال
السٌاسً أي النضال المسلّح الذي وصلته الثورة الفلسطٌنٌة.
وهنا ،ال ب ّد من المول للذٌن ٌؤتون للثورة الفلسطٌنٌة بمابمة من الطلبات ،علٌهم ،أوالً ،أن ٌموموا بتنظٌم
أنفسهم ،بوضع برنامج صحٌح للثورة فً ألالٌمهم ،وبالخروج من العزلة عن الجماهٌر ،والبدء بفرض إرادة
التغٌٌر الثوري على األرض التً ٌمفون علٌها .وعلٌهم أن ٌفعلوا ذلن معتمدٌن على أنفسهم ،أوالً ولبل كل
44فكرة لاعدة االرتكاز او نظرٌة "هانوي العرب" ،أي وجود دولة مجاورة لفلسطٌن (مما كانت تسمى دول الطوق األربعة)
ٌتم االنطبلق للعمل الكفاحً المسلح منها وبناء المواعد فٌها كما حاولت الثورة الفلسطٌنٌة فً االردن ثم لبنان ،لٌاسا على ما
حصل فً الثورة الفٌتنامٌة حٌث كانت فٌتنام الشمالٌة التً ضمت الثوار هً المرتكز لتحرٌر فٌتنام الجنوبٌة من االحتبلل
االمرٌكً ،وبالدعم الروسً واالمرٌكً( .تم تحرٌر فٌتنام عام 1975م).
31
شًء فإذا لم ٌستطٌعوا االعتماد على أنفسهم ،وإثبات جدارتهم على أرض الوالع ،فلن ٌجدي معهم كل ما
ٌرٌدون أن تفعله الثورة الفلسطٌنٌة لهم حتى لو أطعمتهم بٌدها...
لذلنٌ ،جب أن ندرن ،أنه ال ٌنبغً للثورة الفلسطٌنٌة أن تراهن على وجودها فً سبٌل تطور "حركة لم تزل
فً أولى مراحل نموها بعد .وذلن ألن لدٌنا اآلن ،فً الحاضر ،ثورة لابمة ،ولد لطعت شوطا ً فً تطورها،
وٌجب المحافظة علٌها ،وعدم السماح بتصفٌتها .وأن تطور تلن الحركة أو الحركات الجدٌدة النامٌة،
ى طوٌ ٍل من الزمن ،ببماء هذه الثورة وتطورها .لذا ،الواجب اآلن لهذا كله عدم دفع الثورة إلىمرهون ،لمد ً
الهوة بٌنها وبٌن تطور الثورة
ّ مؽامرات ،وعدم الطلب منها أن تتمدم كثٌرا ً فً شعاراتها ،خوفا ً من اتساع
العربٌة والجماهٌر العربٌة ،األمر الذي لد ٌؤدي إلى تصفٌتها .بل إن الواجب ٌمضً بالمحافظة على هذه
الثورة وحماٌتها وضمان بمابها واستمرارها أوالً ،ثم التركٌز على تطوٌر الثورة العربٌة فً كل بلد ،ودفعها
إلى األمام.
على أن من الممكن مبلحظة اتجاهٌن خاطئٌن فً هذا المجال برزا فً التطبٌك العملً:
األول :اتجاه انتهازي “ٌساري” كان ٌطلب من الثورة الفلسطٌنٌة أن تتدخل فً كل الدول العربٌة
تدخبلً مباشرا ً مكشوفاً ،وطالبها بؤن تراهن على وجودها فً سبٌل اتخاذ مولف شكلً معٌن.
أوحصر عبللاتها وحركتها بٌن الموى السٌاسٌة فً بلد معٌن ،فً نطاق حركة صغٌرة فمط ومحاربة
بمٌة الموى األخرى.45
الثانً :اتجاه انتهازي ٌمٌنً برز لدى بعض عناصر الثورة الفلسطٌنٌة ولد أدار هذا االتجاه ظهره
للفصابل النامٌة من طبلبع الثورة العربٌة ،متخذا ً من بعض سلبٌاتها حجة لعزلها وعدم التعاون معها
من أجل حصر تعاونه مع الموى الٌمٌنٌة فمط.
إن اىرٔرة حٓ٘ق فٖ اىطاىؽ ،وىهِٓا حٍٓو ىهِّ اىٍفخلتو واىخٍٔر فّ٘ ،ىؼىم ْي٘ٓا أن
ً
حطافَ ْيٕ وسٔدْا فٖ اىطاىؽ وحؤٌَ حٍٔرْا فّ٘ .وىهَ ْي٘ٓا أٗيا أن حيخطً ةاىلٔة
ِّ
اىِاٌ٘ث اىخٖ ـخهٔن اىٍفخلتو .كل ذلن ٌجب أن ٌت ّم فً ولت واحد ،وبجمع دٌالكتٌكً بٌن هذٌن
النمٌضٌن فً ولت واحد .لذا من الخطؤ التضحٌة بالحاضر من أجل المستمبل ،ألننا إذا ضحٌنا بالحاضر
سنفمده ونفمد المستمبل .وفً الممابل ٌجب أال ننجرف مع الحاضر ونرفض لوى المستمبل ،ألننا إذا فعلنا ذلن
ذبنا فً الحاضر ،وفمدنا المستمبل.
45كتب د.معتز الخطٌب أستاذ فلسفة األخبلق فً كلٌة الدراسات اإلسبلمٌة بجامعة حمد بن خلٌفة ،مماال فً الجزٌرة نت
بتارٌخ ،2020|6|10حول التنالض بٌن األخبللً والسٌاسً لدى حركات المماومة الفلسطٌنٌة ،والذي أوضح مولفه بان
المولف األخبللً لحركات المماومة الفلسطٌنٌة ٌجب ان ٌكون االنحٌاز للثورة السورٌة ضد الحكومة السورٌة ،وضرب
الشمالً رحمه هللا مثبل لذلن .ولد رد علٌه منٌر شفٌك بممال بنفس المولع بتارٌخ ،2020|7|6بعنوان "دروس فً األخبلق
للمماومة الفلسطٌنٌة" ٌبٌن الممال االول استمرار طلب تدخل المماومة الفلسطٌنٌة بالشؤن الداخلً العربً ،واستمرار مولف
منٌر شفٌك بان المماومة الفلسطٌنٌة مهمتها ضرب للب المشروع الصهٌونً
رابط ممال د .معتزhttps://www.aljazeera.net/opinions/2020/6/10/
رابط ممال االخ منٌر شفٌك /https://www.aljazeera.net/opinions/2020/7/6
32
هذا ما ٌجب أن تدركه طبلبع الثورة الفلسطٌنٌة وطبلبع الثورة العربٌة على ح ّد سواء.
الذٌن ٌرٌدون للثورة العربٌة أن تكون بدٌبلً للثورة الفلسطٌنٌة أو ٌرٌدون احتواءها.
تبدو هذه المنطلمات ،ألول وهلة ،أنها متنالضة وغٌر منسجمة ،ولكن الدٌالكتٌن (التفكٌر الجدلً) ٌعلمنا أال
نكون أحادًٌ الجانب وأن نتبنّى ،فً كثٌر من الحاالت ،سٌاسة ثنابٌة التركٌب ،ونمودها بفهم عمٌك لتلن
العبللة الجدلٌة بٌن المتنالضات .ولهذا علٌنا أن نعرف بدلة مولع الثورة الفلسطٌنٌة من الثورة العربٌة ،فً
كل مرحلة تارٌخٌة ،وحسب الظروف الموضوعٌة المعطاة.
أي علٌنا أن نعرف العبللة الجدلٌة بٌن الثورة الفلسطٌنٌة والثورة العربٌة ،بمعنى أن نعرفها عبللة مترابطة
متحركة متنامٌة ،تتخذ أشكاالً مختلفة فً كل مرحلة ،حسب درجة تطور كل فصٌلة من فصابل الثورة
العربٌة ،وحسب الظروف الموضوعٌة ،محلٌا ً وعربٌا ً ودولٌاً ،فً كل مرحلة تارٌخٌة .نعمٌ ،جب أن نعرف
كل ذلن لببل نحنّط تلن العبللة بمالب ثابت مٌت .وكذلن لببل نفرض الشعارات والصٌغ النظرٌة لسرا ً على
الوالع .وبالتالً ،لكً نستطٌع أن نفهم كل شعار بترابطه العام والخاص بجماع الظروف الموضوعٌة
والذاتٌة المعطاة فً مرحلة تارٌخٌة محددة.
ٌساعدنا ذلن ،مثبلً ،على أن نعتبر شعار “عدم التدخل فً البلدان العربٌة” الذي طرحته الثورة الفلسطٌنٌة،
فً ظروف محددة ،شعارا ً ثورٌاً ،بدلٌل أنه أعطى الثورة الفلسطٌنٌة فرصة الولوف على األلدام ،وضرب
الجذور فً أعماق الجماهٌر الفلسطٌنٌة .ولكن هذا ال ٌعنً أنه شعار ثوري بالنسبة إلى فصابل الثورة
العربٌة األخرى ،بل سٌتحول ،فً الحال إلى شعار ٌمٌنً انتهازي ،إذا ما تبنته فصابل الثورة العربٌة
األخرى .ولد ٌتحول ،فً حاالت معٌنة ،إلى شعار انتهازي ٌمٌنً بالنسبة إلى الثورة الفلسطٌنٌة أٌضاً ،إذا ما
استمرت على تبنٌّه.
هناٌ ،جب علٌنا أن نعرف كٌف ٌطبك الدٌالكتٌن على أرض الوالع ،بحٌث نستطٌع أن نتصور شعارا ً ما،
كٌف ٌمكن أن ٌكون ثورٌا ً بهذه الحالة ،وكٌف ٌمكن أن ٌكون ،هذا الشعار نفسه ،رجعٌاً ،أو ٌمٌنٌا ً أو انحرافا ً
“ٌسارٌا ً” بحالة أخرى .إن المنهج الدٌالكتٌكً وحده هو الذي ٌح ّل مثل هذه المضاٌا ،على عكس المنهج
المٌتافٌزٌمً والمنطك الشكلً الصوري اللذٌن ال ٌستطٌعان أن ٌفسرا كٌف تكون ألف هً ال ألف فً الولت
نفسه.
وأخٌراًٌ ،بمى السإال التالً :لماذا ال تعمل الطلٌعة الثورٌة الفلسطٌنٌة على خلك الطلٌعة الثورٌة العربٌة؟
33
فً الوالع ،إن هذا السؤال خٌالً ،رؼم كل ما ٌحمله من طموح ثوري ،وذلن لؤلسباب التالٌة:
أوالً :مسؤلة تكوٌن الطلٌعة الثورٌة العربٌة وبنابها ،فً كل لطر عربً ،هً مسإولٌة الموى الثورٌة
العربٌة ،فً كل لطر ،ألنها ألدر على فهم الظروف الموضوعٌة الخاصة لمطرها ،وبالتالً هً ألدر
على تكوٌن الطلٌعة الثورٌة ووضع البرنامج السٌاسً المناسب.
ثانٌاً :الطلٌعة الثورٌة الفلسطٌنٌة ما زالت تعانً نمصا ً أساسٌا ً فً بناء التنظٌم الثوري المابد ،وذلن
ٌرجع إلى أسباب موضوعٌة وذاتٌة ،فً ثن واحد .لهذا فهً ال تستطٌع أن تعطً لآلخرٌن ما تفتمده
هً.
ثالثاً :إن بناء التنظٌم الثوري المابد فً الساحات العربٌة ٌجب أن ٌكون مختلفا ً عمما ً وعرضا ً عن
التنظٌم المابد فً الساحة الفلسطٌنٌة ،ألنه ال ب ّد من أن ٌواجه مسؤلة الثورة االجتماعٌة ،فً الولت
نفسه الذي ٌواجه فٌه لضٌة التحرر من النفوذ اإلمبرٌالً ،والصراع المسلّح ض ّد الكٌان الصهٌونً.
بٌنما ال تواجه الثورة الفلسطٌنٌة لضٌة الثورة االجتماعٌة مباشرة كما هً الحال بالنسبة إلى بمٌة
فصابل الثورة العربٌة ،وإنما ستواجهها بعد مرحلة طوٌلة من الصراع ض ّد العدو الصهٌونً .ولكن
السبب األهم هو أن اإلمكانات لبناء تنظٌم ثوري طلٌعً لابد فً األلطار العربٌة هً أكبر منها
بالنسبة إلى الساحة الفلسطٌنٌة .وهذا راجع إلى طبٌعة تشرٌد الشعب الفلسطٌنً ،وعٌشه اآلن ممزلا ً
بعضه عن بعضه اآلخر ،وضمن ظروف التصادٌة واجتماعٌة وسٌاسٌة مختلفة ،وأخٌرا ً بسبب عدم
وجوده ضمن أرض واحدة وتحت عبللات إنتاجٌة واحدة ،وهذا ما سنتناوله بالتفصٌل فٌما بعد.
عالنث
لمد رأٌنا أهمٌة تحدٌد التنالض الربٌسً وطبٌعته ،وتعٌٌن طرق حله ،مضافا ً إلى ذلن تموٌمه ،بالنسبة إلى
سابر التنالضات األخرى فً الساحة العربٌة ،مع تحدٌد دور كل لوة من الموى الضاربة الربٌسٌة والموى
الحلٌفة ،فً كل حالة ،وفً كل مرحلة ،ورإٌة الوحدة والترابط بٌن األشٌاء إلى جانب رإٌة التماٌز بٌن
األشٌاء داخل تلن الوحدة فً الولت نفسه .ومن ثم متابعة الحركة الداخلٌة ،وتطورها داخل تلن الوحدة ،مع
إعادة تموٌمها ،فً كل مرحلة ،وفً كل ظرف جدٌد .وتطبٌك هذا المنهج على أرض الوالع سواء أكان فً
التحلٌل ،أو التموٌم ،أو إعادة التموٌم .وهذا بدوره ٌساعدنا على تموٌم كل شعار ٌطرح فً هذه المرحلة
أوتلن ،كما ٌساعدنا على إٌجاد الصٌغة المناسبة لتكوٌن الجبهة الداخلٌة فً الساحة الفلسطٌنٌة وفً كل لطر
عربً ،فً كل ظرف وفً كل مرحلة.
وكذلن بالنسبة إلى تكوٌن صٌغة اىشتٓث اىٓؽة٘ث اىلاٌيث ،ون٘غث اىيلاء واىخٓاون ةَ٘ ٌغخيف
فهائو اىرٔرة اىٓؽة٘ث فٖ نو ُؽف ونو ٌؽضيث ،ثخذٌن بعٌن االعتبار الحمابك التالٌة:
34
أوالً :ثمة تنالض ربٌسً ٌشمل المنطمة العربٌة بؤسرها ْٔ ،اىخِاكو ةَ٘ اىه٘ان اىهُٖٓ٘ٔ
واإلٌتؽٗاى٘ث اىٓاىٍ٘ث ٌَ سٓث واىشٍاْ٘ؽ اىفيفٍِ٘٘ث واىشٍاْ٘ؽ اىٓؽة٘ث ٌَ سٓث
أعؽى.
ثانٌاً :اىه٘ان اىهُٖٓ٘ٔ ْٔ اىٓلػة التً ٌجب تسلٌط النار علٌها وتصفٌتها لح ّل التنالض
الربٌسً كله ،بٌنما الجماهٌر الفلسطٌنٌة هً الموة الضاربة الطلٌعٌة فً تسلٌط النار على الكٌان
الصهٌونً.
ثالثاً :التنالض الربٌسً ال ٌمكن أن ٌح ّل إال بالكفاح المسلّح ،46أي ةطؽب اىلٓب تخوضها
الجماهٌر الفلسطٌنٌة ومعها الجماهٌر العربٌة.
رابعاً :ذٍث حِاكو رئ٘فٖ عاص فٖ نو كٍؽ ْؽةٖ ،تمثل الجماهٌر العربٌة فً كل لطر
عربً أحد طرفً ذلن التنالض الخاص.
خامساً :إن طرٌمة ح ّل التنالض الرئٌسً الخاص فً كل بلد عربً تتولؾ على مولؾ الطرؾ
الممابل لطرف الجماهٌر العربٌة فً ذلن التنالض من ح ّل التنالض الربٌسً العام ض ّد الكٌان
الصهٌونً وحلٌفته اإلمبرٌالٌة العالمٌة ،ألن مشاركة أو عدم مشاركة أو مماومة الطرف الممابل
سٌمرر تحدٌد ذلن التنالض الربٌسً
ّ للجماهٌر العربٌة فً معركة تصفٌة الكٌان الصهٌونً هو الذي
كتنالض ثانوي ،فً مرحلة الصراع المسلّح ض ّد الكٌان الصهٌونً ،فً حالة إمكان لٌام ٍ الخاص
جبهة متحدة معه فً تلن المعركة ،أو اعتباره جزءا ً من التنالض الربٌسً فً حالة تصدٌّه لمشاركة
الجماهٌر العربٌة والفلسطٌنٌة فً الثورة الفلسطٌنٌة فً ذلن البلد ومنعها من ممارسة الكفاح المسلّح
ض ّد العدو الصهٌونً.
سادساًٌ :تعٌن على طبلبع الثورة الفلسطٌنٌة وطبلبع الثورة العربٌة أن تتدارس كل الظروف
الموضوعٌة والذاتٌة المعطاة ،فٖ نو ٌؽضيث حارٗغ٘ث ٌطػدة ٌَ أسو حطػٗػ ٌا ٗيٖ:
46سٌتضح فً مسار الثورة ومراحلها التارٌخٌة ضمن دراسة الوالع والمتغٌرات أن االداة تتغٌر واالستراتٌجٌة ثابتة ،حٌث
ثبات فكرة او استراتٌجٌة حرب الشعب طوٌلة النفس وتغٌر أدوات النضال التً لد تكون مسلحة مباشرة او غٌر مباشرة ،او
انتفاضة/انتفاضات ،او مماومة شعبٌة او سلمٌة خالصة ،تتعانك مع األبعاد العامٌة ذات الطابع المانونً والدبلوماسً وحرب
الرواٌة والثمافة.
35
الثورة العربٌة حتى تصل فً النهاٌة إلى صٌغة االلتحام الكامل والوحدة لٌادة
وتنظٌما ً.
سابعاً :إجراء دراسة مستمرة لحركة التنالضات وتغٌّرها ،ولتبدل الظروف الموضوعٌة محلٌا ً
وعربٌا ً ودولٌاً ،من أجل إعادة تموٌم البرامج السٌاسٌة والصٌغ التنظٌمٌة والعبللات بٌن فصابل
الثورة العربٌة ،بحٌث نتمكن فً كل مرحلة جدٌدة وظرف جدٌد من أن نجد البرنامج المناسب
والشعارات المناسبة ،وأسالٌب الممارسة المناسبة وصٌغة العبللة المناسبة بٌن مختلف فصابل
الثورة العربٌة والجماهٌر العربٌة .إن كل ما تمدم ٌرجى منه إٌضاح صورة األوضاع السابدة اآلن،
من أجل دفع الثورة الفلسطٌنٌة والثورة العربٌة إلى األمام ،وإٌجاد صٌغة لبدء االلتحام بٌن مختلف
فصابل الثورة العربٌة بما فٌها الثورة الفلسطٌنٌة.
***
تلمٌح :فً فصل التنالضات الثانوٌة من كتٌب منٌر شفٌك سواء مع األنظمة العربٌة او داخل الثورة
اوداخل الفصائل ،او داخل الجماهٌر ٌطرح الكثٌر وفك منهجه التحلٌلً الطبمً ،وهو الفصل الذي لم نرى
أن نمدمه هنا ،ولمن ٌرؼب مراجعته فهو موجود على الشابكة ،واكتفٌنا ببعض المماطع كالتالً:
(إذا كنا نستطٌع حصر التنالض الربٌسً بدلة وتحدٌد ،فإن حصر كل التنالضات الثانوٌة أمر صعب للغاٌة.
والسبب فً ذلن أن اىخِاكو ْٔ ٌت٘ٓث األك٘اء 47،وٌت٘ٓث نو ساُب ٌَ سٔاُب اىط٘اة
االسخٍاْ٘ث واإلُفاُ٘ث واىفهؽٗث ،وبالتالً كان حصر كل التنالضات ٌتطلب حصر مجاالت النشاط
اإلنسانً الجماعً والفردي كلها ،فً مرحلة معٌنة ،وتحت ظروف محددة).
(التنالض فً داخل صفوف الثورة (بٌن مختلف المنظمات):للنا فً مدخل هذه الدراسة :إن تحدٌد التنالض
الربٌسً والتنالضات الثانوٌةٌ ،ساعدنا على أن نعرف ممن تتشكل ستٓخِا وٌٍَ حخلهو ستٓث اىٓػو.
وعندما حددنا أننا نواجه مرحلة تحرر وطنً ،نتٌجة تحلٌلنا لطبٌعة التنالضات فً ببلدنا ،فكان من الطبٌعً
أننا حددنا ضمنا ً ممن تتشكل جبهتنا أي من كل الموى السٌاسٌة واالجتماعٌة وااللتصادٌة (الطبمات أو الفبات
االجتماعٌة) التً لها مصلحة فً ح ّل التنالض الربٌسً .وبكلمات أكثر تبسٌطاً ،كل الموى التً لها مصلحة
فً إزالة الكٌان الصهٌونً وحلٌفته اإلمبرٌالٌة العالمٌة من أرضنا).
(ومن هنا ،نشؤت حاجة مل ّحة إلى تشكٌل جبهة وطنٌة أو وحدة وطنٌة فً الساحة الفلسطٌنٌة من أجل تحمٌك
ما ٌلً:
-1تجمٌع كل لوى الشعب وتنظٌمها وتعبئتها وتسلٌحها تحت لٌادة الثورة الفلسطٌنٌة ،من أجل
المضاء على العدو الصهٌونً وحماٌة الثورة من مإامرات الموى المضادّة للثورة وهجماتها.
47لد نرى أن التنالضات لٌست طبٌعة كل األشٌاء ،لذا من المناسب حصرها هنا فً مسؤلة الصراع مع المشروع الصهٌونً.
سلابِ ُك س ٌَنبَ ِغلً لَ َهلا أَن تُلد ِْرنَ ْالمَ َم َلر َو َال اللٌْل ُل َ
(ال الشل ْم ُفمثبل لً منهج التفكٌر اإلسبلمً فإن الشمس تمابلل المملر وال تنالضلهَ ،
شل ًْءٍ َخلَ ْمنَللا زَ ْو َجلٌ ِْن لَ َعل ُكل ْم
لن ُكل ِّل َ
(و ِمل ْ
َ لل، ل تكام للل التماب لار و َو ُكل يل ِفللً فَلَللنٍ ٌَ ْسل َبحُونَ ) (ٌ (40اسللٌن ،التنللالض ٌعنللً صللراع،
الن َهل ِ
تَذَك ُرونَ ) الذارٌات . 49 /وعلٌه فالتمابل ٌعنً تكامل ،كما صراع النمابض عند المدرسة االولى.
36
الهوة بٌن التفوق المادي والتكنٌكً والعددي للعدو علٌنا إال بتعبئة كل لوى الشعب
-2ال ٌمكن إزالة ّ
حتى الح ّد األلصى وتوحٌدها وإطبلق كل طالاتها ومبادراتها وفعالٌاتها.
-3ضرب كل محاوالت العدو الصهٌونً واإلمبرٌالً لتفسٌخ صفوف الجماهٌر والموى الثورٌة.
نستطٌع المول :إن تحمٌك الوحدة الوطنٌة الشاملة بٌن كل طبمات وفبات الشعب المعادٌة لبلحتبلل اإلمبرٌالً
األجنبً ،هو لانون عام بالنسبة إلى كل الثورات التً واجهت تنالضا ً ربٌسٌا ً شبٌها ً بالتنالض الربٌسً الذي
نواجهه فً الساحة الفلسطٌنٌة والعربٌة).
نظرت فً موضوعات سمة التنالض فً الدٌالكتٌن .ولم تفرد لها دراسة إن هذه الموضوعة لم ٌسبك أن ّ
خاصة وتضبط بموانٌن محددة ،رغم أنها طبمت فً الممارسة الناجحة للمادة الثورٌٌن ،بصورة دابمة .كما أن
كثٌرا ً من األفراد أو الجماعات طبموها وٌطبمونها بنجاح دون وعً نظري لها.
وكل ما كتب حولها كان ٌدور حول كٌفٌة معالجة ظاهرة جزبٌة محددة من خبلل الجمع بٌن نمٌضٌن فً
ظ بتنظٌر علمً شاملٌ ،ضمهاولت واحد وإلامة التعاٌش والتوازن الدٌالكتٌكً فٌما بٌنهما ،ولكنها لم تح َ
كمانون ٌضاف لموانٌن سمة التنالض فً الدٌالكتٌن.
-1الحركة الثورٌة تتبنّى فً تنظٌمها تطبٌك ٌتػأ اىٍؽنؾٗث اىػٍٗلؽاٌ٘ث ،فالمركزٌة والدٌممراطٌة
مسؤلتان مترابطتان ،بٌد أن فً للب كل منهما بذور تنالض مع األخرى ،فإذا كانت الدٌممراطٌة تعطً لكل
حك إبداء ثرابه ،ومنالشة المرارات ،والمشاركة فً اتخاذ المرارات ،وانتخاب المراتب عضو فً الحركة ّ
التنظٌمٌة األعلى ومحاسبتها ،فإن المركزٌة تعنً وحدة التنظٌم ودفع الحركة بكل أفرادها ،ببل استثناء ،إلى
العمل بعم ٍل واحدٍ ،وااللتزام بمولفٍ واحدٍ ،أي تفرض خضوع األللٌة لمرار األكثرٌة .وإذا كانت الدٌممراطٌة
حك إبداء اآلراء واالعتراض ،واالنتخاب ونمد اللجان األعلى ..إلخ،تمنح اللجان الدنٌا فً التنظٌم الثوري ّ
فإن المركزٌة تفرض خضوع المنظمات األدنى إلى المنظمات األعلى فً التنظٌم الثوري.
48توازن جدلً بحل العبللات بٌن التنالضات (أو بفهم ثخر :المتماببلت) وإلامة التوازن.
37
على الرغم من وجود هذا التنالض بٌن المركزٌة والدٌممراطٌة إال أن من االنحراؾ والخطأ التضحٌة
بإحداهما فً سبٌل األخرى أو التحٌز إلحداهما ض ّد األخرى؛ ألنه إذا وجدت الدٌممراطٌة فً الحركة
الثورٌة بدون المركزٌة تكرست اللٌبرالٌة وفمدت الحركة وحدتها الفكرٌة والتنظٌمٌة وشلّت إرادتها الواحدة
فً التطبٌك والممارسة ،وإذا وجدت المركزٌة دون الدٌممراطٌة تكرست البٌرولراطٌة واالستبدادٌة
والفردٌة ،وتحول التنظٌم الثوري إلى تنظٌم أشبه بتنظٌم عصابة اللصوص .وتحول كل عض ٍو إلى ٍّ
سن فً
دوالب.
لذا ال ب ّد من الجمع بٌن هذٌن النمٌضٌن ،فً ولت واحد ،وبصورة حٌة دٌنامٌكٌة خبللة ،وإلامة التوازن
الدٌالكتٌكً بٌنهما بصورة تناسب الظروف المحٌطة وتطور التنظٌم الثوري .فمثبلً فً حالة وجود إرهاب
شدٌد ض ّد التنظٌم الثوري الذي ٌعمل بسرٌة كاملة (تحت األرض) تكون نسبة المركزٌة إلى الدٌممراطٌة فً
تطبٌك الدٌممراطٌة المركزٌة أكبر فً ذلن التوازن مما تكون علٌه تلن النسبة فً حالة التنظٌم الثوري الذي
ٌعمل علنٌا ً أو ٌكون لد وصل إلى الحكم.
إن أهمٌة إدران هذه الفرضٌة تكمن فً أنها تسلح الحركة الثورٌة بدلٌل للتطبٌك العملً .ولعل السبب فً
أكثر المشاكل التً نشؤت فً التنظٌمات الثورٌة كانت نتٌجة للخطؤ فً إلامة التوازن الدٌالكتٌكً الصحٌح
بٌن الدٌممراطٌة والمركزٌة بما ٌناسب الظروف الموضوعٌة والظروف الذاتٌة للحركة الثورٌة ،فً كل
مرحلة .مثال (أخطاء ستالٌن ،وانحراف ّ
خط خروتشوف التنظٌمً السابد حتى اآلن 49فً االتحاد السوفٌاتً
وبعض دول أوروبا الشرلٌة).
ٌ -2مكن أن نجري هذا التحلٌل السابك نفسه على ٌتػأ اىٍتادرة فٖ اىطؽنث اىرٔرٗث وحِاكيٓا ٌّ
ٌتػأ االُيتاط اىرٔري ،حٌث ٌجب أن ٌمام توازن دٌالكتٌكً فً الجمع بٌن المبادرة (إطبلق مبادرات
ّ
بخط الحركة ولراراتها. أعضاء الحركة ولجانها) وانضباط أعضاء الحركة ولجانها
ّ
-3كذلن بالنسبة إلى الجمع بٌن اىٍٓو اىفؽي ،واىٍٓو اىٓيِٖ بالنسبة إلى كل حركة ثورٌة ،حٌث
ٌجب أن ٌمام توازن دٌالكتٌكً فً الجمع بٌن هذٌن النمٌضٌن فً ولت واحد ،بما ٌناسب ظروف العمل
الثوري.
طبعا ً ٌمكن إٌراد عشرات األمثلة على هذه الفرضٌة العلمٌة فٌما ٌتعلك بالجمع الدٌالكتٌكً بٌن الموانٌن
العامة والموانٌن الخاصة ،واىِلػ واىِلػ اىؼاحٖ (ةَ٘ اىتِاء واىٓػم) ،وةَ٘ االكخهاد ةاىِفلات
واالـخٓالك ..إلخ.
كما ٌمكن تطبٌمها على الحٌاة العادٌة لؤلفراد ،مثبلً تربٌة الطفل (الجمع الدٌالكتٌكً بٌن الحنان والشدّة)،
وعلى العبللات اإلنسانٌة الفردٌة – الصدالة (بٌن العطاء واألخذ).
لٌس هذا هو مجال التوسع فً هذه الفرضٌة لعلمٌة وإنما مررنا بها بسرعة ،لكً ننبه إلى ما ٌلً:
49فترة كتابة الكتاب كان خروتشوف ربٌس االتحاد السوفٌتً والحزب أي عام 9194م.
38
ّ
أ – ذٍث حِاكيات حخٍيب وكٔفِا إىٕ ساُب أضػ اىِل٘يَ٘ ىػ اٙعؽ ،كحالة التنالض بٌن العمال
والرأسمالٌة حٌن ٌجب تحدٌد مولف إلى جانب أحد هذٌن النمٌضٌن لحلّهما ،أو كحالة التنالض بٌن الشعوب
المضطهدة واإلمبرٌالٌة ،حٌن ٌجب تحدٌد مولف إلى جانب أحد النمٌضٌن فً الصراع لحلّهما.
ّ
ب – ذٍث حِاكيات غ٘ؽ اىخٖ أْاله (اىتِػ أ) ال حخٍيب وكٔفِا إىٕ ساُب أضػ اىِل٘يَ٘ ىػ
اٙعؽ لح ّل التنالض ،وإنما تتطلب اىشٍّ ةَ٘ اىِل٘يَ٘ بإلامة تعاٌش وتوازن دٌالكتٌكً فٌما بٌنهما ،فً
ت واحدٍ ،وبمناسبة مع الظروف المعطاة فً كل مرحلة وفً كل حالة .مثل التنالض بٌن الدٌممراطٌة ول ٍ
السري والعمل العلنً ..إلخ.
ّ والمركزٌة فً تطبٌك مبدأ المركزٌة الدٌممراطٌة ،والتنالض بٌن العمل
ج – إن أنواع التنالض الذي من طراز التنالض الوارد أعاله (البند ب) هً كثٌرة جدا ً تكاد ال تحصى
وتكمن أهمٌتها المصوى فً التطبٌك العملً الٌومً فً حٌاة األفراد أو التنظٌم الثوري أو الدول الثورٌة..
إلخ .فٌترتب على الخطؤ فً تطبٌمها (طرٌمة الجمع بٌن النمٌضٌن وإلامة التوازن فٌما بٌنهما ،أو أخذ مولف
وحٌد الجانب من أحد النمٌضٌن) ،نمول لد ٌترتب على الخطؤ فً تطبٌمها مجموعة من االنحرافات والسلبٌات
التً لد تلحك أضرارا ً فادحة بالنسبة إلى األفراد أو التنظٌمات أو على جماع العمل الثوري كله؛ فمن
الضروري جداً ،لتحمٌك النجاح فً التطبٌك ،أن نعرف ،بدلة ،كٌف نطبك الجمع بٌن النمٌضٌن ،وكٌفٌة إلامة
التوازن الدٌالكتٌكً فٌما بٌنهما بما ٌناسب الظروف المعطاة فً كل مرحلة.
-1أخذ مولف وحٌد الجانب من أحدهما وإهمال النمٌض اآلخر كلٌا ً أو مماومته.
-3تغٌّر الظروف المعطاة ما ٌتطلب إعادة تمدٌر نسبة التوازن بٌن كل نمٌض من هذٌن النمٌضٌن
منفردٌن ومجتمعٌن فً ثن ،بٌنما ال ٌتنبه المرء إلى ذلن التغٌّر وٌبمى توازن المرحلة السابمة كما
هو ،فٌإدي إلى انحرافٍ وفشل ،على الرغم من نجاحه فً الظروف السابمة – المرحلة السابمة-.
إن استٌعاب هذه الفرضٌة العلمٌة ٌساعد على التطبٌك الناجح لكثٌر من المسابل الثورٌة ،والمبادئ الثورٌة،
فً العمل السٌاسً أو التنظٌمً أو العسكري .كما ٌساعدنا على فهم المضاٌا التالٌة:
ً
أوال :اىشٍّ ةَ٘ اىٍٓو اىٍفخلو اىؼاحٖ ىيخًِِ٘ اىرٔري وٍْيّ اىشٍاْٖ ٌّ اىخٍِِ٘ات
األعؽى فً أثناء تنفٌذ ّ
خط الوحدة الوطنٌة.
ذٍث حِاكو ةَ٘ نو حًِِ٘ واىخٍِِ٘ات األعؽى ،فهو حًِِ٘ ٗطاول أن ٍِٗٔ وٗخٍٔر
وِٗخؾع اىل٘ادة ،أو ٗطافَ ْي٘ٓا ،وٍٗٓلٓا .وْؼا ٗيّٓ فٖ حِاكو ٌّ اىخٍِِ٘ات األعؽى
اىخٖ حفٕٓ نو واضػة ٌِٓا إىٕ ُفؿ ٌا ٗفٕٓ إىّ٘ .وىهَ اىخٍِِ٘ات نيٓا ،فٖ اىٔكج
39
ً
ُففّ ،حشػ أن ٌَ اىٍطخٔم ْي٘ٓا ،فٖ ٌٓؽنث اىخطؽر اىٌِٖٔ ،أن حٓلػ حطاىفا فٍ٘ا ةِ٘ٓا
ّ
ىػ اىٓػو اىؽئ٘فٖ ،بحٌث تضمها جبهة واحدة ،ذات ّ
خط سٌاسً وعسكري واحد.
مفر منه ،بحٌث ٌحافظ التنظٌم الثوري الطلٌعً ،وكذلن وهنا ٌصبح الجمع بٌن هذٌن النمٌضٌن أمرا ً ال ّ
التنظٌمات األخرى ،على نموه الذاتً واتساع لاعدته ،وزٌادة لناعة الجماهٌر بمٌادته لها ،بحٌث ٌحافظ أٌضا ً
على عبللات أخوٌة ودٌة مع التنظٌمات األخرى ما دام لد انخرط معها فً وحدة وطنٌة ،وعلٌه أن ٌعمل
ضمن المجموع إلنجاح جماع العمل الثوري ض ّد العدو الربٌسً.
فإذا انتهج ّ
خطا ً ذاتٌا ً ضٌماً ،وتجاهل أو أهمل العمل الجماعً مع المنظمات األخرى فً الوحدة الوطنٌة ،أي
انتصر ألحد طرفً ذلن التنالض واستعدى الطرف اآلخر أو تجاهله ،فهذا ٌعنً الولوع فً االُٓؾاى٘ث،
وتدمٌر نفسه وتدمٌر الثورة.
خط الوحدة الوطنٌة ،وتجاهل أو أهمل بناءه الداخلً ونموه وتطوره ،فهذا ٌعنً أنه ولع ّ وإذا انتهج
ةاالُطؽاف اىٍِٖ٘٘ الذي ّ
ٌعرض الثورة للخطر نتٌجة حرمانها من الدور المٌادي للتنظٌم المابد.
إن ح ّل هذا التنالض ٌكون من خبلل الجمع الخبلق بٌن هذٌن النمٌضٌن ،فً ولت واحد ،وإلامة التوازن
الدٌالكتٌكً بٌنهما بما ٌناسب الظروف المعطاة فً كل مرحلة من مراحل تطور العمل الثوري.
ً
ذاُ٘ا :اىشٍّ٘ ةَ٘ اىٍتػأ واىٍِاورة.
عندما تنطلك الثورة تنطلك من أجل تحمٌك األهداف ،أي أهداف الشعب أو الطبمة فً مرحلة تارٌخٌة محددة.
لهذا ،فً كل ثورة ،وفً كل مرحلة ،هدف محوري ٌكون المضٌة المبدبٌة التً ال ٌمكن المساس بها،
أوالتخلً عنها تحت كل الظروف ومهما تكن الصعوبات والمخاطر.
ولكن كل ثورة وهً تتحرن من أجل تحمٌك الهدف المبدبً ال ب ّد لها من أن ترفع الكثٌر من الشعارات
التكتٌكٌة وتتخذ الكثٌر من الموالف التكتٌكٌة ،أي تموم بمناورات عدٌدة فً سبٌل االنتمال خطوة فخطوة
لتحمٌك الهدف المبدبً.
ّ ً ّ
ومن سمات التكتٌن فً العمل السٌاسً أو فً الثورة أنه نر٘ؽ اىخٓؽسات ،وـؽّٗ اىخغ٘ؽ حتٓا ىخغ٘ؽ
ً ً
اىِؽوف اُ٘ٙث ،ؤْ ةطاسث إىٕ أن ٗهٔن ٌؽُا إىٕ أكهٕ اىطػود ،ونر٘ؽا ٌا حشػ اىرٔرة
ً
ُففٓا ٌيٍؽة إىٕ ٌِاورة اىشؾئ٘ث ،وىهَ ٗشب أن ٗهٔن واىطا ٌِؼ اىتػاٗث أن اىخهخ٘م ْٔ
ىغػٌث اىٓػف اىٍتػئٖ.50
50
لذلن كان ٌردد ٌاسر عرفات دوما أننا نسٌر متعرجٌن ألننا نسٌر فً حمل ألغام.
40
ّ
فإذا رنؾُا ْيٕ اىٍتػأ ورفيِا اىٍِاورات اىخهخ٘ه٘ث ،فٓؼا ٗلٔد إىٕ اىشٍٔد واىػوغٍائ٘ث،
واىلياء ْيٕ اىرٔرة.
ّ
وإذا رنؾُا ْيٕ اىٍِاورة اىخهخ٘ه٘ث وُفِ٘ا اىٍتػأ ،فٓؼه حؤدي إىٕ االُخٓازٗث اىف٘اـ٘ث،
وى٘اع اىرٔرة.
إن ح ّل هذا التنالض ٌكون من خبلل الجمع الخبلّق بٌن المبدأ والمناورة التكتٌكٌة ،وإلامة التوازن الدٌالكتٌكً
بٌنهما.
ً ّ
لهذاٌ ،كون اىرٔرٗٔن اىطل٘ل٘ٔن أنرؽ اىِاس ٌؽوُث فٖ اىخهخ٘م ،وأكػًْ حٍفها ةاىٍتػأ ،وال
ٌمكن بؤي حال من األحوال أن ٌمودوا ثورة دون مناورا ٍ
ت تكتٌكٌ ٍة بارعةٍ .كما ال ٌسمحون ،فً الولت نفسه،
أن ٌساوموا فً المبدأ أو ٌدوسوا علٌه تحت شعار المرونة أو التكتٌن أو المرحلٌة.
ً
ذاىرا :ذٍث ٌشٍْٔث ٌَ اىلياٗا اىٓاٌث ةاىِفتث إىٕ ُشاح اىٍٓو اىرٔري ،تجب معالجتها على
الطرٌمة نفسها المبٌنة أعبله ،أي من خبلل الجمع الخبلّق بٌن نمٌضٌن وإلامة توازن دٌالكتٌكً بٌنهما ٌناسب
الظروف المعطاة فً كل مرحلة وفً كل حالة.
أ – الجمع الدٌالكتٌكً بٌن اىٍؽوُث واىطؾم فً بناء الوحدة الوطنٌة من لبل التنظٌم الثوري الطلٌعً.
المرونة فً التعامل مع التنظٌمات األخرى وإفساح مجال العمل لها وإطبلق مبادراتها ،والحزم ض ّد كل
ّ
الخط الثوري للوحدة الوطنٌة. محاوالت التخرٌب والشرذمة والخروج عن
ب – الجمع الدٌالكتٌكً بٌن اىٓشٔم واىػفاع فً العمل العسكري بحٌث ٌتضمن الدفاع عملٌات هجومٌة،
وتتضمن العملٌات الهجومٌة عملٌات دفاعٌة ،وخصوصا ً فً حرب الجبال والمدن.
ج – الجمع الدٌالكتٌكً بٌن اىلشاْث واىخطي٘و اىٍٔىْٖٔ ألن الشجاعة دون التحلٌل الموضوعً
والعلم السٌاسً والعسكري تمود إلى التهور والمغامرة ،وألن التحلٌل الموضوعً والعلم السٌاسً
والعسكري دون شجاع ٍة وال إلدامٌ ،مود إلى الهزٌمة.
د – الجمع الدٌالكتٌكً ةَ٘ اىرلث واىخفاؤل وإدراك نٓٔةات اىٍٓؽنث وحٓلػْا؛ ألن وجود الثمة
والتفاإل بانتصار الثورة ،دون إدرانٍ موضوعً لصعوبات المعركة وتعمدها واحتماالت االنتكاسات
والتراجعاتٌ ،مود إلى خٌبة األمل والٌؤس فً حالة االنتكاسة ،أو تعمد التمدم إلى األمام نتٌجة لخداع النفس
والجماهٌر .وكذلن إدران صعوبات المعركة وتعمدها ،ولوة العدو ،دون ثم ٍة راسخ ٍة وتفاإل أكٌد بالنصر،
ٌمود إلى الهزٌمة.
41
ُ ُ
هـ -الجمع الدٌالكتٌكً بٌن ٌرو اىرائؽ وـيت٘ات اىٔاكّ اىٍٔىْٖٔ ،إن وجود ال ُمثُل العلٌا لدى الثابر
هً التً تضفً علٌه الصفة الثورٌة ألنها تدفعه إلى تغٌٌر نفسه وتغٌٌر العالم .ولكن وجودها دون إدرانٍ
ً لسلبٌات الوالع ،أي وجود االنحرافات على اختبلفها فً داخل الثورةٌ ،مود إلى الٌؤس من اآلخرٌن، حمٌم ٍّ
وعدم المدرة على التؤللم فً العمل الثوري ،وبالتالً إلى التراجع واالنهٌار .وكذلن إن إدران سلبٌات الوالع
الموضوعً والتؤللم مع االنحرافات على اختبلفها دون وجود ُمثُل لدى الثابر ونضال فً سبٌلهاٌ ،عنً
االنحراف ،وفمدان صفة الثورٌة ،وبالتالً إلحاق الهزٌمة بالثورة.
و – الجمع الدٌالكتٌكً ةَ٘ ـ٘اـث ْػم اىخػعو فٖ اىػول اىٓؽة٘ث واىٍلارنث فٖ اىرٔرة
اىٓؽة٘ث .وهذه المضٌة ال ب ّد من معالجتها عن طرٌك إلامة التوازن الدٌالكتٌكً بٌن هذٌن النمٌضٌن من لبل
الثورة الفلسطٌنٌة لفترة طوٌلة من الزمن؛ ألن تبنًّ سٌاسة عدم التدخل فً الدول العربٌة من لبل الثورة
الفلسطٌنٌة دون المشاركة فً الثورة العربٌة ،أي التدخلٌ ،إدي إلى اجتراء بعض الدول العربٌة على تحدٌّها
والتضٌٌك علٌها والتآمر ضدّها ،وعزلها عن الثورة العربٌة .كما أن مشاركتها فً الثورة العربٌة دون تبنًّ
سٌاسة عدم تدخل فً الدول العربٌة ،فً ظروف معٌنة ٌإدي إلى محاصرتها والمضاء علٌها.
ز – الجمع الدٌالكتٌكً ةَ٘ اىهػق اىرٔري واىػْاء اىرٔري .إن توفر صفة الصدق الثوري لدى الثورة
دون الدهاء والمكر فً مواجهة مإامرات األعداء والنضال ضدّهمٌ ،مود إلى الغباء وكشف خطط الثورة
للعدو وبالتالً إلى االنكشاف أمامه لٌوجه الضربة الماتلة للثورة .وكذلن ،توفر الدهاء والمكر فً الصراع
وٌحول الثورة إلى
ّ ض ّد العدو دون أن تتوفر صفة الصدق الثوريٌ ،مود إلى تضلٌل الجماهٌر وبلبلتها
عصابة تآمر ،وبالتالً ٌفمدها ثورٌتها وٌإدي إلى هزٌمتها.
إن المناضل الثوري ال ٌستطٌع العمل فً الثورة ومع اآلخرٌن إذا لم ٌثك بزمبلبه فً الثورة ،ولكن وجود
تلن الثمة دون الٌمظة من تسلل األعداء والمخربٌن والجواسٌس أو من حدوث االنحراف والتراجع ٌمود إلى
ً العدو .وكذلن فً الممابل أن العمى والعمل على أرض مزروعة باأللغام والولوع لممة سابغة بٌن ف ّك ّ
ّ
(الشن والمرالبة واالنتباه) دون ّ
والشن ،ولكن وجود الٌمظة الٌمظة تتطلب الحذر الشدٌد من تسلل األعداء،
وجود ثمة باآلخرٌن من إخواننا أو رفالنا فً الثورةٌ ،مود إلى تولف العمل الثوري وتحوله إلى جحٌم،
وتش ّكن فً كل شًء مما ٌإدي إلى فشل الثورة .ومن هنا ،كان ال ب ّد من الجمع الدٌالكتٌكً الخبلّق بٌن الثمة
والٌمظة.
***
وأخٌرا ً من المضاٌا البلفتة للنظر بالنسبة إلى اىرٔرات اىِاسطث فٖ ْهؽ اإلٌتؽٗاى٘ث ،وعلى التحدٌد،
الثورات التً استطاعت أن تحمك الثورة السٌاسٌة (التحرٌر) ،والثورة االجتماعٌة (االشتراكٌة) ،هنالن ثبلثة
شروط عامة كانت لد توفرت فٌها:
42
ّ
ثانٌاً :تبنًّ ةؽُاٌز ضػ أدُٕ ٌٓخػل ٌّ كٓارات ٌٓخػىث إلى ألصى حدّ ،شعارات تلبً
حاجات عاجلة ومل ّحة ألوسع الجماهٌر مع ممارسة مرونة سٌاسٌة فابمة فً توحٌد أوسع الجماهٌر
والموى السٌاسٌة فً جبهة عرٌضة.
ثالثاً :حٓ٘ئث اىشٍاْ٘ؽ وحٍِِ٘ٓا ودفٓٓا إلى تحمٌك برنامج الح ّد األدنى والشعارات المعتدلة
من خبلل النضال العنٌف والثورة المسلّحة( .نكتفً بهذا المدر من العنوان الجانبً :تنالضات من
طراز ثخر ،لكتٌب منٌر شفٌك المعنون :حول التنالض والممارسة فً الثورة الفلسطٌنٌة).
43
اىخِاكو اىؽئ٘ؿ واىرأُي ْام 0202
رغم تغٌّر فكر الكاتب منٌر شفٌك العمدي والسٌاسً من الماركسً-اللٌنٌنً الى اإلسبلموي 51فإنه ردا على
أطروحة "المضاٌا المهمة ممابل الملحة" فً مواجهة اطروحة "التنالض الربٌسً والتنالضات الثانوٌة"ٌكتب
عام 2019لٌإكد على منهج التحلٌل الذي تبناه عام 1970فً الجزء الذي ننشره من الكتٌب بٌن ٌدٌنا .
وحٌث أن ممالة "نحو أطروحة المضاٌا المهمة ممابل المل ّحة" ،هً ممالة كتبها د.ساري حنفً فً «العربً
الجدٌد» ،بتارٌخ 6كانون األول /دٌسمبر .2019فإنه ٌرد علٌها فً صحٌفة االخبار اللبنانٌة ،ومما لاله
وذو صلة مباشرة بفكرة التنالض الربٌس والثانوي ،والممتطف من كتابه المدٌم بٌن أٌدٌنا ،التالً:
-0أطروحة التنالض الرئٌسً والتنالضات الثانوٌة ،التً تنسبها الممالة لماوتسً تونػ ،هً عملٌا ً مطبّمة
فً الصراعات عموماً ،من لِبل كل األطراؾ المتصارعة .ألنّ الصراع ٌتطلّب تحدٌد العدو رلم ،0والتعامل
وإال ال ٌستطٌع أن ٌخوض الصراع مع ؼٌره من األعداء أو التنالضات على مستوى أدنى ،وبتراتب ماّ ،
بنجاح .هذا ما طبّمته استراتٌجٌات الدول الكبرى فً صراعاتها وحروبها ،سواء أكان على مستوى عالمً
صوغ لألطروحة ،فهو لد نظر إلى ما أم إللٌمً أم حتى فً البلد الواحد .أ ّما ما لام به ماوتسً تونػ من ْ
هو مطبك لدٌما ً وحدٌثا ً ومن مختلؾ األطراؾ .إذ أن منهج التركٌز على رئٌسً وثانوي ،ال ب ّد من
تطبٌمه ،سواء استُخدم مصطلح رئٌسً وثانوي أم لم ٌستخدم .فالبعض استخدم ،مثالً ،عدو أول وأعداء
ٌُراد تحٌٌدهم وآخرون كسبهم ،ولٌنٌن استخدم الحلمة الرئٌسة التً تمسن السلسلة كلها .المهم ،ال مشاحة
فً المصطلح ،وهو ما حاولت فعله ممالة ساري حنفً ،مستخدمة مصطلحات أخرى ،ولكن بفشل .ولهذا،
ٌتعرض لهذه الموضوعة بتمدٌم «أطروحة المهمة والمل ّحة» ،أن ٌثبت لنا مكانة األطروحة ّ كان على من
الجدٌدة فً التطبٌك من لِبَل األطراف المتصارعةٌ .عنً االستناد إلى التارٌخ ،وإلى الولابع والممارسة منذ
تولٌد أطروحة بهذا المدر من األهمٌة والخطورة.
-2أن منهج التنالض الرئٌسً والتنالضات الثانوٌة ال ٌتض ّمن اعتبار المضاٌا الثانوٌة ملؽاة أو مؤ ّجلة ،إن
وإال لماذا صاحب أطروحة التنالض الرئٌسً ماوتسً تونػ هو صاحب أطروحة كان من الممكن حلّهاّ ،
«حل التنالضات فً صفوؾ الشعب فً أثناء ذلن» .والح ّل هنا ال ٌجعل حموق الالجئٌن وحك العودة
والتحرٌر حمولا ً متنافٌة.
ٌ-3إكد ردا على الكاتب المذكور على ضرورة (المراءة التارٌخٌة لعبللة الدول العربٌة واألحزاب العربٌة
بالصراع العربً ــ الصهٌونً .فالمول إن هذا الصراع أخذ «الشعوب العربٌة» رهٌنة له ،أو «خدّرها ضد
51ننمل أجزاء مما كتبه منٌر شفٌك عام 9491تحت عنوان :أطروحة كارثٌّة تسفَح حمولنا على مذبح العولمة فً صحٌفة
األخبار اللبنانٌة.
44
تغٌٌر األنظمة»ٌ ،تجاهل تارٌخا ً طوٌبلً من التغٌٌر العربً فً أكثر األنظمة العربٌة وفً ممدمها بلدان
الطوق ،فمد ركز على تغٌٌر األنظمة وتمدٌم تضحٌات ثمٌلة ،وسموط شهداء مع اندالع التظاهرات
واالنتفاضات والنضاالت الٌومٌة .فما من بلد عربً واحد أولف النضال الداخلً أو التغٌٌر أو عدم االهتمام
بالمضاٌا الداخلٌة ،ألنه رهن نفسه للصراع العربً ــ الصهٌونً .بل من المعروف أن جٌل النكبة فً
الخمسٌنٌات حتى عام ،1967كان ك ّل مشروعه هو «التغٌٌر العربً والوحدة العربٌة شرطا ً لتحرٌر
فلسطٌن»).
4ــ ٌمول منٌر شفٌك أٌضا( :ساري حنفً ال ٌجٌبنا عن سبب استعصاء التغٌٌر فً االتّجاه نحو النموذج
الممومات التً تسمح به ،ولٌس شكله الذي ٌعبر فٌه من خبللّ الدٌمولراطً الذي ٌرٌده .وذلن ألنه ال ٌراعً
االنتخابات والتناوب على السلطة .ألن همه فً مكان ثخر .ثمة شرطان أولٌان لهذه الممومات :األول وجود
إجما ع وطنً لدى المتنافسٌن على ذلن التناوب ،أي التوافك على االستراتٌجٌة الخارجٌة للدولة وعلى النظام
الداخلً السٌاسً ــ االلتصادي ــ االجتماعً (وأٌضا ً االنتخابً والتداولً على السلطة) .أما الشرط الثانً
فوجود نظام أمنً وعسكري (األجهزة األمنٌة والجٌش) ال ٌسمح بخرق الشرط األول .ولهذا لم ٌحدث طوال
خرق لهذٌن الشرطٌن .وعندما حدث فً ألمانٌا بوصول النازٌة برباسة أدولف هتلر ٌ تارٌخ النموذج الغربً
عن طرٌك االنتخاب إلى السلطة ،اندلعت حربٌ عالمٌة .فالسإال ،هل ٌمكن أن ٌموم نموذج دٌمولراطً ال
ٌضمن استمرارٌة االستراتٌجٌة الخارجٌة والنظام الداخلً؟ الجواب ال ،ألنه من غٌر الممكن أن تنام الببلد
فً عداء مع الكٌان الصهٌونً وتصبح مع سٌاسة تطبٌع وصلح ،وربما تحالف معه ،أو تنام فً ظ ّل نظام
رأسمالً لٌبرالً لتصحو على نظام اشتراكً أو إسبلمً ،أو العكس .ولهذا ،ما لم ٌتحمك اإلجماع الوطنً
(فً ما ب ٌن المتناوبٌن على السلطة) حول االستراتٌجٌة الخارجٌة والنظام الداخلً ،فالذي ٌنتظر االنتخابات
النزٌهة فً ببلدنا هو الحرب األهلٌة أو ما ٌشبهها .أما شرط اإلجماع الوطنً فؤن تكون الببلد مستملة ،لتتفك
الموى المتنافسة على السلطة والدولة العمٌمة على النموذج الدٌمولراطً.
وأضف أن تكون أٌضا ً على ح ّد معمول من الرفاه االلتصادي .أما إذا كانت فً حالة مدٌونٌة وفمر شدٌد
والتعرض للحصار ،فلن
ّ وفروق طبمٌة حادة ،وبطالة مستشرٌة ،وفً حالة من االستباحة للتدخبلت الخارجٌة
تستطٌع أن تحمك النموذج الذي ٌرٌده السإال حول «الشرعٌة المانونٌة» .هذه الموضوعات حٌن ال تدرن
جٌدا ً أو حٌن تفهم الدٌمولراطٌة بؤنها انتخابات وتداول على السلطة ،ونمطة على السطر ٌذهب التفكٌر
شططاً ،وٌفجع بما ٌحدث.
5ــ وٌرد شفٌك أٌضاٌ(-مول :ال ٌمكن االستمرار فً النظر إلى اآلخر عدوا ً أزلٌا ً وكؤننا تارٌخٌا ً لنا مولف
منه حتى زواله ،وعندها ننتمل إلى عدو ثخر كان متمتعا ً بوضعٌة عدو ثانويَ .م ْن هذا اآلخر؟ إنه العدو
الصهٌونً الذي التلع ثلثً شعب فلسطٌن من وطنه ،وصادر بٌوته وأراضٌه وألام كٌانه («مجتمعه
االستٌطانً ودولته غٌر الشرعٌة الصهٌونٌة العنصرٌة» )...مكانه ،ث ّم احتبلله المدس والضفة الغربٌة
ولطاع غزة وسٌاساته االستٌطانٌة التهوٌدٌة .والسإال ،لماذا أسماه ساري حنفً «اآلخر» ،ولم ٌس ّمه باسمه؟
ولٌسمح لنا هذا لٌس بآخر كؤي ثخر .أ ّما لصة ّأال نعتبره «عدوا ً أزلٌا ً وكابنا ً تارٌخٌا ً لنا مولف منه حتى
زواله» ،فالمشكلة لٌست فٌنا وفً ما نعتبره ،كؤن المسؤلة مسؤلة رأي ٌحتمل الوجهٌن ،فٌما المشكلة فً
احتبلله وطننا الذي اسمه فلسطٌن وطرد نصف الشعب من وطنه واحتبلل نصفه اآلخر ،عدا ملٌونٌن فً
45
لطاع غزة تحت الحصار والتهدٌد بالحرب والتدمٌر .هل هذه مسؤلة رأي ووجهة نظر أن تعتبره عدوا ً
«أزلٌا ً» ،أم هذه مسؤلة موضوعٌة وٌرٌدها «اآلخر» أن تكون «أزلٌة» ،وال ٌتولف عن ذلن حتى ٌرحل.
فإن تطبٌك «أطروحة المضاٌا المهمة والمل ّحة» على الموضوع الفلسطٌنً ،وبالتحدٌد على هذا من هناّ ،
«اآلخر» هو ثفتها الكبرى ،م ّما ٌتعدى خطؤها التنظٌري من حٌث أتى).
6ــ وٌمول فً مماله أٌضا(-نجد أن ما من دولة ّإال وٌشغلها عدو خارجً ،أو منافس خارجً .وما من دولة
(أو شعب) ّإال وتشكو من تدخبلت خارجٌة فً شؤنها الداخلً ،حتى أمٌركا تشكو من تدخل خارجً فً
انتخاباتها .أما ْتوق اإلنسان إلى إنسانٌة تتجاوز حدود الدولة الوطنٌة ،فهل هً سمة الحكام فً الغرب ،مثبلً،
والتلوث
ّ أم فً الشرق؟ أم هً ممصورة على فبات محدودة مه ّمشة لم ٌسمع صوتها حتى فً لضاٌا المناخ
والبٌبة.) .
اُخٕٓ
ىشِث اىخٓتئث اىفهؽٗث فٖ ضؽنث فخص
46