You are on page 1of 106

‫الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬


‫كلية‪ :‬اآلداب واللغات‬
‫قسم‪ :‬اللغة واألدب العربي‬

‫الرقـ التسمسمي‪....../......:‬‬
‫‪ -1‬رقـ التسجيؿ‪125085686 :‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطمبات نيل شيادة الماستر‪ :‬تخصص‪ :‬لسانيات عامة‬

‫بعنوان‪:‬‬

‫أنماط الجملت في "سورة النبأ"‬

‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫‪ -‬سيام عاشوري‬

‫أمام لجنة المناقشة المكونة من السادة األساتذة‪:‬‬


‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫األستاذ‬
‫رئيسا‬ ‫المسيمة‬ ‫د‬ ‫حمادي ربيعة‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫المسيمة‬ ‫د‬ ‫حمودي السعيد‬
‫ممتحنا‬ ‫المسيمة‬ ‫أ‬ ‫خموف مفتاح‬

‫السنة الجامعية ‪8341-8341 :‬ه‪ 2018 -2017 -‬م‬

‫‪1‬‬
‫إهداء‬
‫ُّ‬
‫استمد‬ ‫إلى من أعشقيم ‪ ،‬ومن ظمِّيم‬
‫قوتي وعطائي وببقائيم تزيدان حياتي ‪،‬‬
‫َّ‬
‫حفظيما اهلل ومتعيما بالصحة والعافية ‪،‬‬
‫برىما ورعايتيما ‪ ،‬إلى رمز التضحية‬
‫ورزقني َّ‬
‫أمي وأبي‪...‬‬
‫عون لي في حياتي‬
‫إلى من كان خير ْ‬
‫‪ ،‬أشقَّائي ؛ خميل ‪ ،‬صييب ‪ ،‬وشقيقاتي‪:‬‬
‫أمال ‪ ،‬كريمة ‪ ،‬ىاجر ‪ ،‬نسيمة ‪.‬‬
‫إلى حبيباتي ومخبأ أسراري؛ عائشة ‪،‬‬
‫أيمان ‪ ،‬عفاف ‪ ،‬وأخص بالذكر منيم من‬
‫شاركتني عناء ىذه الرسالة "حبيبة"‬
‫والى أعمامي وعماتي ‪ ،‬وأخوالي‬
‫وخاالتي وأوالدىم ‪.‬‬
‫والى كل من يعرفني من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫والى كل من عممني حرفًا أساتذتي‬
‫الكرام األفاضل من المرحمة االبتدائية إلى‬
‫المتوسط إلى الثانوي فالمرحمة الجامعية ‪.‬‬
‫وأخص بالذكر األستاذ الفاضل المشرف‬
‫" حمودي السعيد"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الحمد هلل على إحسانو ‪ ،‬والشكر على توفيقو وامتنانو ‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫أشرف خلقو ‪ ،‬نبنا محمد عليو أفضل الصالة وأتم التسليم َّأما بعد‪:‬‬

‫فإنو من الواجب عليَّا أ ْن أشكر اهلل رب العالمين ‪ ،‬فلو الشكر الذي ىداني‬
‫لطلب العلم ‪ ،‬ووفقني إلتمام ىذا البحث ‪ .‬وأتوجو بجزيل الشكر مع صادق‬
‫الدعوات إلى أستاذي الدكتور ؛ "حمودي السعيد " المشرف على ىذه‬
‫الرسالة‪ ،‬على سعة صدره ‪ ،‬وحسن رعايتو ‪ ،‬وطيب معاملتو فقد بذل من وقتو‬
‫الثمين الشيء الكثير ‪ ،‬فجزاه اهلل عني خير جزاء ‪َّ ،‬‬
‫وأمد اهلل في عمره وألبسو‬
‫علما وتوفي ًقا‪.‬‬
‫ثواب الصحة والعافية ‪ ،‬وزاده ً‬
‫كما أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان ‪ ،‬لألستاذين الفاضلين الكريمين‬
‫المناقشين لتفضلهما بقراءة ىذه الرسالة ‪ ،‬وتحملهما المعاناة في تقويمها ‪،‬‬
‫وتصويب أخطائها ‪،‬والحكم عليها ‪ ،‬داعيا اهلل سبحانو وتعالى أن ينفعني‬
‫بتوجيهاتهما السديدة ‪ ،‬ويجعل عملهما ىذا في ميزان حسناتهما ‪.‬‬

‫وأخيرا أتقدم بخالص شكري إلى كل من َّ‬


‫مد يد العون والمساعدة من قريب أو‬ ‫ً‬
‫بعيدفيسبيلإنجازىذهالرسالة‪،‬واهللأسالأنيجزيالجميعخيرالجزاء‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي ىدانا ليذا ‪ ،‬وما كنا لنيتدي لوال ىدنا اهلل ‪ ،‬نشكره ونحمده عمى نِعمو ‪ ،‬ونتوكؿ‬
‫عميو ‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫تعتبر المغة العربية لغة القرآف الكريـ ؛ فيي السبيؿ األساسي لمتواصؿ ؛ إ ْذ أنيا تُ ِّ‬
‫سجؿ‬
‫حصمو اإلنساف‬ ‫لإلنسانية عبر العصور تراثيا الفكري في كؿ مناحي العمـ والمعرفة ‪ُّ ،‬‬
‫فكؿ ما ُي ِّ‬
‫مف مظاىر حضارية مف عموـ ومعارؼ ُمرتبط بِتمكنو المغوي ؛ ومف ىنا َّ‬
‫فإف لعمـ المغة فروع‬
‫َّ‬
‫عدة منيا بناء الجممة ؛ إ ْذ توصؼ َّ‬
‫بأنيا وحدة الكالـ ووحدة اإلبالغ واالتصاؿ ‪ ،‬كما أنيا أساس‬
‫كؿ دراسة نحوية ‪ ،‬وبداية كؿ وصؼ لغوي ونيايتو ‪ ،‬وأنيا ال تكوف تامة إال إذا استوفت ُركنيف‬
‫ىما ‪ :‬المسند والمسند إليو ‪ ،‬وقد ال تنتيي العممية االسنادية بذكرىما ‪ ،‬بؿ تمتد إلى المتممات‬
‫أيضا نظاميا ‪ ،‬وأنماطيا وصورىا ‪ ،‬ولكؿ نمط أسموبو الخاص ؛ بحيث َّ‬
‫أف‬ ‫‪،‬ولمجممة العربية ً‬
‫الجممة الخبرية ىي ما يحتمؿ الصدؽ والكذب ‪ ،‬بينما الجممة اإلنشائية ؛ فيي ما ال يحتمؿ‬
‫الصدؽ أو الكذب‪ ،‬وىذا ما يعتبر محؿ دراستي وجاء تحت عنواف ‪ " :‬أنماط الجممة في سورة‬
‫النبأ " ‪.‬‬

‫وال ريب َّ‬


‫أف وراء ىذا المسمؾ حوافز ودوافع عديدة جعمتني أختار البحث في ىذا الموضوع‬
‫الربط بيف عمـ النحو وعمـ المعاني ‪ ،‬وتنبع أىمية ىذه الدراسة مف ّأنيَا‬
‫‪ ،‬ومنيا رغبتي في َّ‬
‫حفظ اهلل لو ىذه المغة وقد وقع ِاختياري عمى " سورة‬
‫ظ بِ ِ‬
‫تجمع بيف المغة والقرآف الكريـ الذي ُح ِف َ‬
‫تحديدا لتكوف موضوع البحث لما فييا مف لطائؼ لفتت ِانتباىي ودروس تربوية ُّ‬
‫لمدعاة ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫النبأ "‬
‫وبناء أساليب القرآف في عرض موضوعاتو مف خالؿ دراسة السورة ‪ ،‬وانطالقًا مف ذلؾ حاولت‬
‫في ىذه الدراسة معالجة اإلشكالية اآلتية ‪ :‬ماىو مفيوـ اإلثبات والنفي والتوكيد؟ وىؿ اإلثبات‬
‫أدواتو ؟ وماىي أدوات النفي والتوكيد ؟وفيما تتمثؿ أنماط الجممة الخبرية بانوعيا في حالتي‬
‫اإلثبات والنفي والتوكيد ‪ ،‬وماىي أنماط الجممة اإلنشائية ؟ والى ماذا تنقسـ ؟‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫وقد حاولت في ىذا البحث تناوؿ موضوع الجممة في مختمؼ جوانبو مستفيدة في ذلؾ مف‬
‫جيود القدامى والمحدثيف ‪ ،‬وقد كاف ىناؾ ِاتفاؽ أو اختالؼ في البعض اآلخر ‪ ،‬وميما كاف‬
‫ِ‬
‫االتفاؽ أو االختالؼ إال أنو ُيثري دراسة الجممة العربية ‪.‬‬

‫وفي خضـ ىذه الدراسة آثرت االعتماد عمى المنيج الوصفي التحميمي وكذا اإلحصائي ؛‬
‫تمثؿ المنيج الوصفي التحميمي في ِاستقراء أشكاؿ الجممة ‪ ،‬وتوضيح المفاىيـ وتحديدىا ‪،‬‬
‫وتفسير بعض اآليات ‪ ،‬والوقوؼ عمى الجوانب النحوية ‪َّ ،‬أـ المنيج اإلحصائي ‪ ،‬تمثَّؿ في‬
‫ِّ‬
‫ورودىا في السورة الكريمة ‪ ،‬معتمدة عمى‬ ‫إحصاء أنماط الجممة الخبرية واإلنشائية وعدد مرات‬
‫أىميا ‪ " :‬الكتاب " لسيبويو" و كتاب "الجممة اإلسمية " "لعمي ابو‬
‫قائمة مف المصادر والمراجع ّ‬
‫المكارـ" ‪ ،‬كما ِاستعنت ببعض الدراسات السَّابقة منيا ‪ :‬رسالة ماجيستر ‪" :‬بناء الجممة الفعمية‬
‫في سورة أؿ عمراف " (دراسة نحوية داللية )" لحارث عادؿ محمد زيود" ‪ ،‬لمحصوؿ عمى‬
‫الماجستير ‪ ،‬جامعة نابمس ‪ -‬فمسطيف‬

‫فحمدا هلل لـ تكوف موجودة ‪.‬‬


‫ً‬ ‫أما الصعوبات‬
‫َّ‬

‫وجاء تقسيـ موضوع بحثي عمى الشكؿ اآلتي ‪:‬‬

‫وتكوف مف فصميف‪.‬‬
‫أ‪ /‬القسـ النظري ‪َّ :‬‬

‫* الفصؿ األوؿ ‪ :‬خصصتو لمحديث عف الجممة الخبرية ‪ ،‬واشتمؿ عمى ثالثة مباحث ‪ ،‬إ ْذ جاء‬
‫األوؿ بِعنواف ‪ :‬الجممة الخبرية المثبتة ‪َّ ،‬‬
‫أما الثاني فحمؿ عنواف ‪ :‬الجممة الخبرية المنفية ‪ ،‬في‬
‫حيف تطرقت في المبحث الثالث إلى الجممة الخبرية المؤكدة‪.‬‬

‫ب‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -1‬مفيوم الجممة ‪ :‬أ‪ /‬لغة‬

‫ب‪ /‬اصطالحا‬

‫‪ -2‬تقسيمات الجممة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫مدخل‪:‬‬

‫الجممة ‪:‬‬
‫مفيوم ُ‬

‫ُّ‬
‫بالض ُّـ جماعة الشيء كأنيا اشتقت مف جممة‬ ‫الجممة‬
‫ال إذا جمع ‪ ...‬و ُ‬
‫َج َم َؿ َي ْج ُم َؿ َج ْم ً‬
‫قوى كثيرة ُجمعت فأُجممت جممة‪ ،‬وقاؿ الراغب ‪:‬واعتبر معنى الكثرة فقيؿ لكؿ‬
‫الحبؿ ألنيا َّ‬
‫ْ‬
‫أج َم َؿ‬
‫الج ُم ُؿ كصحؼ الجماعة منا عف ابف سيده ‪ ،‬و ْ‬‫جماعة غير منفصمة جممة ‪ ،‬و ُ‬
‫الم ْج َمؿ عند الفقياء ما يحتاج‬ ‫الصنيعة حسَّنيا وكثَّرىا ‪ .‬والجميؿ كأمير ُيذاب ُ‬
‫فيجمع ‪ .‬و ُ‬ ‫ّ‬
‫إلى بياف ‪ ،‬قاؿ الراغب ‪ :‬وحقيقتو ىو المشتمؿ عمى جممة أشياء كثيرة غير َّ‬
‫ممخصة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وقوؿ الفراء‪ :‬المجامؿ الذي ال يقدر عمى جوابؾ فيتركو ويحقد عميؾ إلى وقت ما ‪.‬‬

‫اصطالحا ‪:‬‬

‫لقد اختمؼ النحاة في تعريؼ الجممة ‪ ،‬وذلؾ انطالقا مف اختالفيـ في وجود الفرؽ بينيا‬
‫وبيف الكالـ ‪ ،‬حيث ذىب بعضيـ إلى أنيا ترادؼ الكالـ كسيبويو وابف جني والزمخشري‬
‫وابف يعيش ‪ ،‬حيث يتحدث سيبويو عف الكالـ في باب الذي اسماه باب االستقامة مف‬
‫الكالـ واالحالة حيث يقوؿ " فمنو مستقيـ حسف ‪ ،‬ومحاؿ ‪ ،‬ومستقيـ كذب ومستقيـ قبيح‬
‫وما ىو محاؿ كذب " ‪2‬حيث يرى ُّ‬
‫أف الكالـ ىو الجممة نفسيا ‪.‬‬

‫وأشار ابف جني (تػ ‪392‬ـ ) في كتابو ( الخصائص ) إلى ُّ‬


‫أف الكالـ والجممة مترادفاف فقاؿ‬
‫‪3‬‬
‫" أما الكالـ فكؿ لفظ مستقؿ بنفسو ‪ ،‬مفيد لمعناه ‪ .‬وىو الذي يسميو النحوييف الجمؿ "‪.‬‬

‫الزبيدي محب الديف أبو فيض السيد محمد مرتضى الحسيني ‪ ،‬تح ‪ :‬عمي سيري ‪ ،‬تاج العروس مف جوىر القاموس ‪ ،‬دار‬
‫‪1‬‬

‫الفكر ‪ ،‬بيروت ‪2015 ،‬ـ ‪َ ،‬ج َم َؿ‪.‬‬


‫‪ 2‬سيبويو ‪ ،‬أبي بشر عمرو بف عثماف بف قنبر‪ ،‬الكتاب ‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالـ محمد ىاروف‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ج‪: 1‬ط‪3‬‬
‫‪1408( ،‬ىػ ‪1988 -‬ـ ) ‪ ،‬ص ‪.25:‬‬
‫‪ 3‬أبو الفتح عثماف بف جني ‪ ،‬الخصائص ‪ ،‬تح‪ :‬محمد عمي النجار ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب ‪ ،‬ط‪ ، 4‬ج‪، 1‬ص‪.18:‬‬

‫‪4‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أما الزمخشري (تػ ‪539‬ـ) قاؿ في كتابو (المفصؿ في صناعة اإلعراب) " والكالـ ىو‬
‫المركب مف كممتيف أسندت إحداىما إلى األخرى ‪ ،‬وذلؾ ال يأتي إال في اسميف كقولؾ‪ :‬زيد‬
‫أخوؾ ‪ ،‬وبشر صاحبؾ ‪ .‬أو في فعؿ واسـ نحو قولؾ ‪ :‬ضرب زيد ‪ ،‬وانطمؽ بكر ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتسمى جممة "‪.‬‬

‫كما نجد أيضا ابف يعيش ( تػ ‪ 593‬ـ) في كتابو ( شرح المفصؿ ) يقوؿ ‪ :‬اعمـ َّ‬
‫أف الكالـ‬
‫عند النحوييف عبارة عف كؿ لفظ مستقؿ بنفسو مفيد لمعناه ويسمى الجممة‪ ،‬نحو ‪:‬زيد أخوؾ‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬وقاـ بكر "‪.‬‬

‫وعميو فإف ابف جني ‪ ،‬والزمخشري ‪ ،‬وسيبويو ‪ ،‬وابف يعيش ‪ ،‬يعتبروف َّ‬
‫أف الكالـ والجممة‬
‫احدا ‪.‬‬
‫مصطمح و ً‬

‫وقد ذىب قسـ أخر مف عمماء النحو إلى التفريؽ بيف الكالـ والجممة ‪ ،‬وجعموا بينيا عموـ‬
‫وخصوص‪ .‬مف بينيـ ابف ىشاـ‬

‫حيث شرح ابف ىشاـ ( تػ ‪751‬ىػ) الجممة ‪َّ ،‬‬


‫وبيف َّ‬
‫أف الكالـ أخص منيا ال مرادفًا ليا ‪،‬‬
‫بابا في كتابو (مغني المبيب في كتب األعاريب ) ‪ ،‬تحدث فيو عف تفسير الجممة ‪،‬‬
‫فأفرد ً‬
‫وذكر أقساميا وأحكاميا ‪ ،‬قاؿ " الكالـ ‪ :‬ىو القوؿ المفيد بالقصد ‪ .‬والمراد بالمفيد ما َّدؿ‬
‫عمى معنى يحسف السكوت عميو ‪ .‬والجممة عبارة عف فعؿ وفاعمو ‪ ،‬كػ " قاـ زيد " ‪ ،‬والمبتدأ‬
‫ضرب المص " و " أقائـ الزيداف " و‬
‫وخبره ‪ ،‬كػ " زيد قائـ " وما كاف بمنزلة أحدىما نحو " ُ‬
‫قائما " وبيذا يظير لؾ أنيما ليس مترادفيف كما يتوىمو كثير مف‬
‫قائما" و "ظننتو ً‬
‫"كاف زيد ً‬
‫‪3‬‬
‫الناس " ‪.‬‬

‫‪1‬أبو القاسـ الزمخشري ‪ ،‬المفصؿ في صناعة االعراب ‪ ،‬دار ومكتبة اليالؿ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1993 ، 1‬ـ ‪،‬ص ‪.23:‬‬
‫‪2‬‬
‫موفؽ الديف بف يعيش ‪ ،‬شرح المفصؿ ‪ ،‬دار الصادر ‪ ،‬دط ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مصر ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪3‬‬
‫جماؿ الديف بف ىشاـ ‪ ،‬مغني المبيب عف كتب األعاريب ‪ ،‬تح ‪ :‬مازف المبارؾ ومحمد عمي حمد اهلل ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،‬ط‪1992، 1‬ـ ‪ ،‬ص‪.11،490 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ومما يتألؼ ‪ ،‬فيقوؿ "‬


‫بابا في كتابو ( أوضح المسالؾ ) يشرح فيو الكالـ ‪َّ ،‬‬
‫كما نجده يفرد ً‬
‫‪1‬‬
‫عما اجتمع فيو أمراف ‪ :‬المفظ واإلفادة " ‪.‬‬
‫الكالـ ‪ -‬في اصطالح النحوييف ‪ -‬عبارة َّ‬

‫فنجد ابف ىشاـ يرى َّ‬


‫أف الجممة أشمؿ مف الكالـ ؛ ألنيا توضع فيما يفيد ‪ ،‬وفيما ال يفيد ‪،‬‬
‫أما الكالـ فال يوضع إال فيما يفيد ‪.‬‬

‫ومف المحدثيف القدامى يروف َّ‬


‫أف الكالـ والجممة مترادفاف ‪ ،‬حيث نجد عباس حسف في‬
‫كتابو " النحو الوافي " يقوؿ ‪ " :‬الكالـ أو الجممة ىو ما تركب مف كممتيف أو أكثر ولو‬
‫معا ‪ :‬ىما‪" :‬التركيب"‬
‫معنى مفيد مستقؿ مثؿ‪ :‬أقبؿ الضيؼ ‪ ...‬فالبد في الكالـ مف أمريف ً‬
‫كالما ألنو غير مركب ‪.‬‬
‫و " اإلفادة المستقمة " فمو قمنا ‪ ":‬أقبؿ " لـ يكف ىذا ً‬

‫كالما ىذا أيضا‪ ،‬ألنو ‪-‬عمى رغـ تركيبو‪ -‬غير مفيد‬


‫ً‬ ‫صباحا‪...‬لـ يكف‬
‫ً‬ ‫ولو قمنا ‪ :‬أقبؿ‬
‫‪2‬‬
‫فائدة يكتفي بيا المتكمـ أو السامع‪"...‬‬

‫في حيف نجد عبده الراجحي في مصنفو (التطبيؽ النحوي) يقوؿ ‪ :‬الكالـ ىو الذي يتركب‬
‫‪3‬‬
‫مف كممتيف أو اكثر ولو معنى مفيد مستقؿ ‪.‬‬

‫ويعرؼ فخر الديف قباوه الجممة عمى أنيا عنصر مف عناصر الكالـ ‪ ،‬فيقوؿ في‬
‫كتابو(أعراب الجمؿ وأشباه الجمؿ) ‪ ،‬عمى ما نادى بو عباس حسف‪ ،‬يقوؿ ‪":‬الكالـ ىو‬
‫القوؿ الداؿ عمى معنى يحسف السكوت عميو ‪ .‬ويتألؼ مف عناصر ثالثة ‪ :‬المفرد ‪ :‬وىو‬
‫ردا مف الفاعؿ ‪ ،‬أو الحرؼ‪.‬‬
‫االسـ ‪ ،‬أو الفعؿ مج ً‬

‫شبو الجممة ‪ :‬وىي الظرؼ ‪ ،‬أو الجار األصمي والمجرور‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو محمد عبد اهلل بف ىشاـ ‪ ،‬أوضح المسالؾ إلى ألفية بف مالؾ ‪ ،‬تح ‪ :‬الفاخوري ‪ ،‬دار الجيؿ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دط ‪ ،‬ج‪، 1‬‬
‫‪1989‬ـ ‪ ،‬ص‪.11:‬‬
‫‪2‬‬
‫عباس حسف النحو الوافي مع ربطو باألساليب الرفيعة والحياة المغوية المتجددة‪ ،‬دار المعارؼ ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪ ، 9‬ج‪، 1‬دت‪،‬‬
‫ص‪.16 ،15 :‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الراجحي ‪ ،‬التطبيؽ النحوي ‪ ،‬دار النيضة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دط ‪1988 ،‬ـ ‪،‬ص‪.77 :‬‬

‫‪6‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الجممة ‪ :‬وىي الفعؿ والفاعؿ ‪ ،‬أو المبتدأ والخبر ‪ ،‬أو أداة الشرط مع جممتيو وما تفرع عف‬
‫‪1‬‬
‫ذلؾ "‬

‫مما تقدـ ذكره لمفيوـ الجممة ‪ ،‬لـ يجد المحدثوف مفيوـ مضبوط لمجممة ولـ يصموا إلى رأي‬
‫َّ‬
‫يستقروف عميو بسبب كثرة التعريفات لمجممة ‪.‬‬
‫تقسيمات الجممة ‪:‬‬
‫اعتمد ابف ىشاـ (تػ ‪861‬ىػ) في كتابو (مغني المبيب ) معياريف لتقسيـ الجممة العربية ‪،‬‬
‫يتمثؿ المعيار األوؿ في التقسيـ الثالثي ‪ ،‬مف حيث نوعيا فيقسميا إلى اسمية وفعمية‬
‫وظرفية فيقوؿ ‪:‬‬
‫فاإلسمية ‪ :‬ىي التي صدرىا اسـ ‪ ،‬كزيد قائـ ‪ ،‬وىييات العقيؽ‪...‬‬
‫والفعمية ‪ :‬ىي التي صدرىا فعؿ ‪ ،‬كقاـ زيد‪ ،‬وضرب المص ‪.‬‬
‫والظرفية ‪ :‬ىي المصدرة بظرؼ او مجرور ‪ ،‬نحو‪ :‬أعندؾ زيد و أفي الدار زيد ‪.‬‬
‫أما المعيار الثاني متمثؿ في البساطة والتركيب ‪،‬يقسـ الجممة إلى كبرى وصغرى ‪ ،‬ويشير‬
‫إلى َّ‬
‫أف‪:‬‬
‫‪ -‬الكبرى ‪ :‬ىي اإلسمية التي خبرىا جممة نحو ‪ :‬زيد قاـ أبوه ‪ ،‬وزيد أبوه قائـ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الصغرى‪ :‬ىي المبنية عمى المبتدأ‪.‬‬
‫أما البالغيوف يقسموف الكالـ إلى خبر وانشاء ‪ ،‬حيث يعرؼ عبد القاه الجرجاني‪ ،‬في‬
‫كتابو ( التعريفات) بقولو‪" :‬الخبر ىو الكالـ المحتمؿ لمصدؽ والكذب ‪ ،‬واإلنشاء ‪ :‬ىو‬
‫‪3‬‬
‫الكالـ الذي ليس لنسبتو خارج تطابقو أو ال تطابقو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عباس حسف ‪ ،‬النحو الوافي مع ربطو باألساليب الرفيعة الحياة المغوية المتجددة‪ ،‬ص‪.16، 15 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.95‬‬ ‫محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ ،‬بناء الجممة العربية ‪ ،‬دار غريب ‪ ، ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪2003 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪، 34 ،33 :‬‬
‫‪3‬‬
‫الجرجاني عمي بف محمد السيد الشريؼ ‪ ،‬كتاب تعريفات ‪ ،‬تح ‪ :‬عبد المنعـ الحفني ‪ ،‬دار الرشيد ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪:‬‬
‫ص ‪.47 :‬‬

‫‪7‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أف يكوف لنسبتو‬


‫إما خبر أو إنشاء إما ْ‬ ‫َّ‬
‫وميز القزويني بيف الخبر واإلنشاء بقولو ‪ ":‬الكالـ َّ‬
‫‪1‬‬
‫خارج تطابقو أو ال تطابقو ‪ ،‬أو ال يكوف ليا خارج ‪ ،‬األوؿ الخبر والثاني اإلنشاء‪." .‬‬

‫نستنتج مف كالـ عبد القاىر الجرجاني والقزويني َّ‬


‫أف الكالـ ينقسـ في اثنيف ‪:‬خبر وانشاء ‪،‬‬
‫ليس لو قسـ ثالث ‪ ،‬وىذا ما سنعتبره محؿ دراستنا ‪ ،‬حيث ينحصر الخبر في اإلثبات‬
‫أما اإلنشاء ؛ يتضمف الطمبي والغير الطمبي‪.‬‬
‫والنفي ‪ ،‬والتوكيد ‪َّ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫القزويني ‪ ،‬اإليضاح في عموـ البالغة ‪ ،‬شرح ‪ :‬محمد عبد المنعـ خفاجي ‪ ،‬دار الكتاب المبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1975 ، 4‬ـ‬
‫‪،‬ص ‪.85 :‬‬

‫‪8‬‬
‫( الجممة الخبرية )‬

‫‪ -1‬المبحث األوؿ ‪ :‬الجممة الخبرية المثبتة‬

‫‪ -2‬المبحث الثاني‪ :‬الجممة الخبرية المنفية ‪.‬‬

‫‪ -3‬المبحث الثالث ‪ :‬الجممة الخبرية المؤكدة‬


‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬الجممة الخبرية المثبتة ‪:‬‬


‫‪/1‬مفيوم اإلثبات ‪:‬‬

‫يت وأثَْبتَو ىو وثبتو بمعنى ‪،‬‬


‫بت وثَْب ُ‬
‫ت ثََباتًا وثُبوتًا فيو ثابت وثَ ُ‬
‫‪ -1-1‬لغة ‪ :‬ثَبت الشيء ُيثُْب ُ‬
‫ت ثبوتًا فيو ثابت إذا قاـ بو ‪ ،1‬وفي التنزيؿ‬
‫ثبت ثابت يقاؿ ‪ :‬ثبت فالف في المكاف َيثَْب ُ‬
‫وشيء ُ‬
‫‪2‬‬
‫بت إذا اشتدت بو عميتو أو‬
‫أم ُنوا بالقَوؿ الثَابت " وأثْبت فالف فيو ُمثْ ُ‬
‫ت اهلل الذيف َ‬
‫العزيز " ُيثَّب ُ‬
‫الحممة بالتحريؾ أي ثبات ‪ ،‬وتقوؿ أيضا ال احكـ‬
‫ت عند َ‬
‫اثبتو جراحو فمـ يتحرؾ ‪ ،‬ورجؿ لو َثب ُ‬
‫‪3‬‬
‫بكذا إال ثبت أي بحجة‪.‬‬

‫‪- 2- 1‬اصطالحا ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫الجمؿ والمعاني التامة و ُكؿ ما يمحقو يسمى مثبتًا أي غير منفي ‪.‬‬
‫ضد النفي وىو حالة تمحؽ ُ‬
‫‪5‬‬
‫وعرفو الجرجاني ‪ :‬بأنو الحكـ بثبوت شيء آخر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ت ‪ ،‬ص ‪.653 :‬‬
‫ابف منظور ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬دار الحديث ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪1423( ،‬ىػ ‪2003 -‬ـ ) ‪ ،‬ثََب َ‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬ابراىيـ ‪،‬اآلية ‪.27 :‬‬
‫‪3‬‬
‫ابف منظور ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬ص ‪.53 :‬‬
‫‪4‬‬
‫يوسؼ بف محمد بف عابد الرقيب ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الطائؼ المممكة‬
‫العربية‪ 1434 (،‬ىػ ‪2003 -‬ـ) ‪،‬ص‪.17 :‬‬
‫‪5‬‬
‫الجرجاني عمي بف محمد السيد الشريؼ ‪ ،‬التعريفات ‪ :‬ص‪.3 :‬‬

‫‪10‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬الجممة اإلسمية البسيطة ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬المبتدأ والخبر ‪:‬‬

‫حدد النحويوف منذ عصر مبكر تحديد الجممة اإلسمية بالمبتدأ والخبر ‪ ،‬فأطمقوا لفظ المبتدأ‬
‫عمى المسند إليو ‪ ،‬وأطمقوا لفظ الخبر عمى المسند ‪.‬‬

‫واألف سنتطرؽ إلى تعريؼ كؿ منيا ‪ ،‬وما ورد لو مف أحكاـ ‪.‬‬

‫*‪ -1‬المبتدأ ‪ :‬أ‪ /‬تعريفو ‪:‬عرفو "سيبويو "عمى ما أقره" ابف األنباري "بقولو ‪ " :‬المبتدأ يرتفع‬
‫ويختص بالرفع دوف غيره لثالثة أوجو ‪ :‬األوؿ ‪َّ :‬‬
‫أف المبتدأ وقع‬ ‫بتعرية مف العوامؿ المفظية ‪ُ ،‬‬
‫في أقوى أحوالو ‪ ،‬وىو االبتداء ‪ ،‬فأُعطى أقوى الحركات وىو الرفع ‪.‬‬

‫الثاني ‪َّ :‬‬


‫أف المبتدأ أوؿ ‪ ،‬والرفع أوؿ ‪ ،‬فأعطى األوؿ االوؿ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الثالث ‪ :‬أف المبتدأ مخبر عنو كما َّ‬
‫أف الفاعؿ مخبر عنو ‪ .‬والفاعؿ مرفوع ‪ .‬فكذلؾ ما أشبيو‪.‬‬

‫أما ابف جني أبو الفتح عثماف (تػ ‪392‬ىػ) يقوؿ في " الممع " عمى ما ندى بو عمي ابو المكارـ‬
‫َّ‬
‫؛ " المبتدأ كؿ اسـ ابتدأتو ‪ ،‬وعريتو مف العوامؿ المفظية ‪ ،‬وعرضتو ليا ‪ ،‬وجعمتو أوال لثاف ‪،‬‬
‫ومسندا إليو وىو مرفوع باالبتداء "‪.‬‬
‫ً‬ ‫خبر عف األوؿ ف‬
‫يكوف الثاني ًا‬

‫مجردا مف العوامؿ المفظية ‪ ،‬حكمو‬


‫ً‬ ‫اسما ‪،‬‬ ‫نفيـ مف كالـ النحويوف َّ‬
‫‪،‬أف المبتدأ ال يكوف إال ً‬
‫الرفع ؛ التي تعتبر أقوى الحركات ‪،‬مخبر عنو ؛ اسند إليو الخبر ‪ ،‬ويأتي ُمتقدـ عمى خبره ‪.2‬‬

‫وسنفصؿ فيو عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ابف األنباري ‪ ،‬أسرار العربية ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد حسيف شمس الديف ‪،‬دار الكتب العممية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1997 ، 1‬ـ ‪ ،‬ص ‪.55 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة االسمية ‪ ،‬مؤسسة مختار ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪1428( ، 1‬ىػ – ‪2007‬ـ ) ‪ ،‬ص‪. 22 :‬‬

‫‪11‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫بـ ‪ /‬أحكامو ‪ :‬وأىـ ىذه األحكاـ ‪:‬‬

‫ضمير‬
‫ًا‬ ‫ظاىر أو‬
‫ًا‬ ‫يحا أو ِمؤوال ‪،‬‬
‫حكما صر ً‬
‫‪ -1‬االسمية ‪ :‬ال يكوف المبتدأ إال اسما حقيقة أو ً‬
‫مشتقَا أو جامد فال يكوف فعالَ وال حرفَا وال خالفة – وىي التي يطمؽ عمييا النحويوف اسـ الفعؿ‬
‫حرفيا ‪ ،‬وال جار ومجرور ‪ ،‬كما ال يكوف ظرفًا ‪.‬‬
‫مركبا ً‬
‫فعميا وال ً‬
‫مركبا ً‬
‫– كذلؾ ال يكوف ً‬

‫دائما ‪ ،‬ومف ثمة إذا جاء غير مرفوع لفظًا بسبب‬


‫مرفوعا ً‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬الرفع ‪ :‬حؽ المبتدأ أف يكوف‬
‫دخوؿ حرؼ جر زائد أو شبيو وجب أف يكوف مرفوع محالً ‪.‬‬

‫معينا‬
‫أمر ً‬‫‪ -3‬تعيين الداللة ‪ :‬يقتضي اإلسناد إلى المبتدأ – أي نسبة الحكـ إليو – أف يكوف ًا‬
‫شيئا‬
‫محددا معروفًا بيف المتكمـ‪ -‬أو الكاتب – والمتمقي‪ ،‬ذلؾ أنو إذا كاف مجيوالً لـ يفد التركيب ً‬
‫ً‬
‫ذا باؿ ‪ ،‬لذا يوجب النحويوف كوف المبتدأ معرفة ‪،‬وال يجيزوف وقوعو نكرة إال بمسوغ مف‬
‫نوعا ما‬
‫المسوغات التي تدور كميا حوؿ تحقؽ اإلفادة مف التعبير بالنكرة ؛ إما ألنيا قد تحددت ً‬
‫مف التحديد ‪ ،‬أو ألنو قد قصد منيا العموـ ‪.‬‬

‫محكوما بو ‪ ،‬أي‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬اإلسناد إليو ‪ :‬معنى كوف المبتدأ مسند إليو أنو محكوـ عميو وليس‬
‫‪1‬‬
‫الشخص أو الذات – المادية أو المعنوية – التي يناط بيا الحكـ ‪.‬‬

‫ط َمةُ‪* "3‬‬
‫ؾ َما ا ْل ُح َ‬
‫‪2‬‬
‫تـ ‪ /‬حذفو ‪ُ :‬يكثر حذؼ المبتدأ في جواب االستفياـ ‪،‬قولو تعالى" َو َما أ َْد َار َ‬
‫وف "‪ 4‬أي ىو‬ ‫َنار اهلل " أي ىي نار اهلل ومثمو " نار حامية" وقولو" إِ َّال قَالُوا س ِ‬
‫احٌر أ َْو َم ْج ُن ٌ‬ ‫َ‬

‫ويجب حذؼ المبتدأ ‪ ،‬في المواضع اآلتية ‪:‬‬

‫يـ ‪ ،‬وغضبت مف‬


‫‪ -1‬النعت المقطوع إلى الرفع في مدح أو ذـ مثؿ‪ (:‬سممت عمى محمد الكر ُ‬
‫الخبيث )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫زيد‬

‫‪1‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة االسمية ‪.36 ،‬‬
‫‪ 2‬محمد عمي أبو العباس ‪ ،‬اإلعراب الميسر ‪ ،‬دار الطالئع ‪ ،‬مدينة نصر – القاىرة ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪.36 :‬‬
‫‪ 3‬سورة ‪ :‬الهمزة ‪،‬األية ‪.5 :‬‬
‫‪ 4‬سورة ‪ :‬الذريات ‪ ،‬اآلية ‪.52 :‬‬

‫‪12‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫عمي ‪ ،‬وبئس الرجؿ عمرو)‬


‫‪ -2‬أف يكوف الخبر مخصوص نعـ أو بئس‪ ،‬مثؿ ‪ (:‬نعـ الطالب ُّ‬
‫عمي‪.‬‬
‫وجوبا تقديره (ىو ) المذموـ عمرو ‪ ،‬والممدوح ُّ‬
‫ً‬ ‫فعمي وعمرو خبراف لمبتدأ محذوؼ‬
‫ُّ‬

‫َّ‬
‫ألذاكرف ) ففي ذمتي خبر لمبتدأ‬ ‫‪ -3‬ما كاف المخبر فيو صريحا في القسـ مثؿ ‪ ( :‬في ذمتي‬
‫وجوبا تقديره ( في ذمتي يميف ) ‪.‬‬
‫ً‬ ‫محذوؼ‬

‫صبر جميؿ ) فالتقدير ( صبري صبر‬


‫نائبا مناب الفعؿ مثؿ ‪ُ ( :‬‬
‫مصدر ً‬
‫ًا‬ ‫‪ -4‬أف يكوف الخبر‬
‫‪1‬‬
‫جميؿ ) ( فصبري ) مبتدأ و ( الصبر جميؿ) خبره ‪.‬‬

‫وجوبا في المواضع اآلتية ‪:‬‬


‫ً‬ ‫ج ‪ /‬وجوب تقديم المبتدأ‪ :‬يتقدـ المبتدأ‬

‫‪ -1‬إذا كاف لو صدر الكالـ مثؿ ‪ ( :‬مف أبوؾ ؟)‬

‫‪ -2‬إذا كاف معرفتَيف مثؿ ‪ ( :‬زيد قائـ )‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬إذا كاف الخبر فعالً لو مثؿ ‪ ( :‬زيد قاـ )‪.‬‬

‫حدث بو مع المبتدأ الفائدة‬


‫*‪ -2‬الخبر ‪ :‬أ‪ /‬تعريفو ‪ :‬فالخبر عند النحاة ذلؾ الجزء الذي تَ ُ‬
‫مكتفيا بمرفوعو وال يكوف الخبر‬
‫ً‬ ‫المتحصمة باإلسناد ‪ ،‬شريطة أف ال يكوف المبتدأ وصفًا مشتقًا‬
‫مسندا ‪ :‬وبيذا التحديد يخرج النحاة الفاعؿ ونائبو سواء أكاف مع الفعؿ أـ مع الوصؼ ‪،‬‬
‫ً‬ ‫إالً‬
‫مما يصطمح عميو بالفضمة أيضا ‪ ،‬كالوصؼ ‪:‬‬
‫وبيذا التحديد أيضا نستبعد ما يكمؿ الفائدة ّ‬
‫والظرؼ ونحوىما مف مكمالت الجممة ‪.‬‬

‫نستنتج مف كالـ النحاة َّ‬


‫اف الخبر اسـ مرفوع ‪ ،‬المسند إلى المبتدأ‪ :‬حصمت فيو فائدة ‪ ،‬وىو‬
‫عمدة في الكالـ ال يمكف االستغناء عنو ‪.‬‬

‫بـ‪ /‬أحكامو ‪ :‬يرى النحاة أف أىـ أحكاـ الخبر أربعة ىي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عمي أبو العباس ‪ ،‬اإلعراب الميسر ‪ ،‬ص ‪.27 ، 26:‬‬
‫‪2‬‬
‫ابف الحاجب جماؿ الديف عثماف بف عمر بف أبي بكر ‪ ،‬الكافية في عمـ النحو ‪ ،‬مكتبة اآلداب ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.16‬‬

‫‪13‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬وجوب رفعو‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلفادة ‪ :‬الخبر مناط الفائدة ‪ ،‬ومعنى ىذا أنو البد أف يضيؼ ما مف شأنو أف يكوف‬
‫محددا – بحكـ‬
‫ً‬ ‫معموما – أو‬
‫َ‬ ‫ال ‪ ،‬وىو بذلؾ عكس المبتدأ ‪ ،‬فإذا كاف المبتدأ ال بد أف يكوف‬
‫مجيو ً‬
‫محكوما عميو ‪ ،‬والحكـ عمى غير معنى ال يفيد ‪ .‬فإف األصؿ في الخبر أف يكوف مجيوالً‬
‫ً‬ ‫كونو‬
‫معموما – كاألحكاـ‬
‫ً‬ ‫؛ ألف القصد مف الكالـ السامع ما يحتمؿ أف يجيمو ‪،‬إذا لو كاف الخبر‬
‫العامة الشائعة ‪ ،‬ونحوىا مف التراكيب التي مف قبيؿ ‪ :‬الماء سائؿ ‪ ،‬والميؿ مظمـ ‪ ،‬والنيار‬
‫مضيء – لكاف ذكره مف قبيؿ تحصيؿ الحاصؿ‪.1‬‬

‫وىكذا يكوف األصؿ الجيؿ بالخبر‪ ،‬ال ألنو مجيوؿ في ذاتو ‪ ،‬بؿ ألنو قد جيمت نسبتو إلى‬
‫شيئا ‪ ،‬إ ْذ الحكـ بالمجيوؿ – كالحكـ عمى‬
‫المبتدأ بعينيو ‪ ،‬إذ لو كاف مجيوالً في ذاتو لما أفاد ً‬
‫شيئا ‪.‬‬
‫مجيوؿ – ال يفيد ً‬

‫‪ -3‬اإلسناد إلى المبتدأ ‪ :‬الخبر مسند إلى المبتدأ ‪ ،‬أي محكوـ بو عميو ‪ ،‬ويقتضي ذلؾ‬
‫ص الحيتو في ذاتو وبصيغتو إلسناده إليو ‪ .‬وترتبط صالحية الخبر الذاتية إلسناد بالمعنى الذي‬
‫ينبغي أف يكوف صالحا إلخبار بو عف المبتدأ‪ ،‬فنحو ‪ :‬الحؽ باطؿ ‪ ،‬والعقؿ جنوف‬

‫أما صالحية الخبر‬


‫الى غير ذلؾ مف التركيب عبث بالمغة فضالً عف كونو ال فائدة فيو ‪ .‬و َّ‬
‫بصيغتو فمردىا إلى المفظ الذي أف يكوف مالئما لممبتدأ‪ ،‬ومتسقا معو ‪ ،‬سواء مف حيث العدد أو‬
‫مف حيث النوع‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم االستغناء عن الخبر ‪ :‬القصد مف الخبر تحقؽ الفائدة ‪ ،‬وقد وردت بعض التراكيب‬
‫المغوية التي تحققت مف الخبر تحقيؽ الفائدة فييا دوف احتوائيا عمى الخبر لفظا ‪ ،‬لوجود ما‬
‫يغ نى عنو بيا ‪ ،‬ومف ثما رأى النحاة إمكاف االستغناء عف الخبر فييا ‪ ،‬ومف ذلؾ إذا أغنى عنو‬

‫‪1‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة االسمية ‪ ،‬ص ‪38 :‬‬

‫‪14‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪:‬متعيدا‬
‫ً‬ ‫سير ‪ ،‬أو المفعوؿ بو ‪ ،‬نحو ‪ :‬إنما العامري عمامتو ‪ ،‬أي‬
‫يدا ًا‬
‫المصدر ‪ ،‬نحو‪ :‬ز ً‬
‫‪1‬‬
‫قائما ‪.‬‬
‫عمامتو ‪ .‬أو اغناء الحاؿ عنو نحو ‪ :‬زيد قائما ‪ ،‬أي ثبت ً‬

‫تـ‪ /‬مواضع حذف المبتدأ ‪ :‬يحذؼ المبتدأ في المواضع اآلتية ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫*لوجود ما يدؿ عميو ‪ ،2‬كقولو تعالى ‪ ":‬أ ُكمُيَا َدائِ ٌـ َو ِظمُّيَا "‬

‫أي دائـ ‪ .‬وفي االستفياـ مثؿ ‪:‬مف عندكـ ؟ فتقوؿ خالد ‪ .‬وىو مبتدأ ‪،‬والخبر محذوؼ تقديره ‪:‬‬
‫عندنا ؛ لوجود دليؿ مف سؤاؿ‪.‬‬

‫* يحذؼ وجوبا بعد " لوال " نحو‪ " :‬لوال محمد ألتيتؾ " التقدير ‪:‬لوال محمد موجود ‪ .‬فمحمد‬
‫مبتدأ‪ ،،‬والخبر المحذوؼ موجود‪.‬‬

‫* واذا وقع بعد المبتدأ واو ىي نص في المعية مثؿ ‪ :‬كؿ مجتيد واجتياده ‪ :‬وكؿ شخص‬
‫وعممو‬

‫َّ‬
‫ألذاكرف " فعمر مبتدأ‬ ‫* إذا كاف المبتدأ نصا في اليميف وجب حذؼ الخبر كذلؾ مثؿ " لعمرؾ‬
‫‪ ،‬والخبر محذوؼ تقديره " قسمف ‪.‬‬

‫نستشؼ مف الكالـ حذؼ الخبر لحكمة تتفؽ مع الصياغ ‪ ،‬وىذه خاصية تتسـ بيا العربية عف‬
‫غيرىا مف المغات ‪ :‬لوجود شيء ينوب عنيا ‪ ،‬أو عند وقوعيا بعد الحرؼ ( لوال ) واذا كاف في‬
‫‪4‬‬
‫الكالـ يميف ‪.‬‬

‫ثـ ‪ /‬وجوب تقديم الخبر ‪ :‬يتقدـ الخبر وجوبا إذا تصمف المواضع اآلتية ‪:‬‬

‫* إذا تضمف الخبر المفرد ما لو صدر الكالـ مثؿ ‪ :‬أيف زيد ؟‬

‫‪1‬عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة االسمية ‪ ،‬ص ‪.41 ، 40 ،38،39،:‬‬


‫‪2‬‬
‫محمد أبو العباس ‪ ،‬اإلعراب الميسر ‪ ،‬ص ‪.28 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة ا‪ :‬الرعد ‪ ،‬اآلية ‪.35 :‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد عمي أبو العباس اإلعراب الميسر ‪ ،‬ص‪.28 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫* أو إذا كاف مصححا لو مثؿ ‪ :‬في الدار رجؿ‬

‫بدا‬
‫* لتعمقو بضمير في المبتدأ مثؿ ‪ :‬عمى التمرة مثميا ُز ً‬
‫‪1‬‬
‫* إذا كاف خبر عف ( َّ‬
‫أف ) مثؿ ‪ :‬عندي إنؾ قادـ ‪.‬‬

‫ج‪ /‬صور الخبر ‪ :‬جواز تعدد الخبر والمبتدأ واحد وسيأتي الكالـ عمى ذلؾ ‪:‬‬

‫خبر المبتدأ قسماف ‪ُ :‬مفرد وجممة‪.‬‬

‫‪ -1‬الخبر المفرد ‪ :‬ما كاف غير جممة‪ ،‬واف كاف ُمثنى أو مجموعا نحو ‪ :‬المجتيد محمود ‪،‬‬
‫والمجتيداف محموداف ‪ ،‬والمجتيدوف محمودوف ‪.‬‬

‫وىو إما جامد أو مشتؽ‪.‬‬

‫ضمير‬
‫ًا‬ ‫حجر " وىو ال يتضمف‬
‫ُ‬ ‫والمراد بالجامد ‪ :‬ما ليس فيو معنى الوصؼ ‪ ،‬نحو ‪ " :‬ىذا‬
‫أسد‪.‬‬
‫عمي ُ‬
‫يعود إلى المبتدأ إال إذا كاف في المعنى المشتؽ‪ ،‬فيضمنو نحو‪ُّ :‬‬

‫والمراد بالمشتق ‪ :‬ما فيو معنى الوصؼ ‪ :‬نحو‪"ُ :‬زىير ًمجتيد "‪.‬‬

‫الخمؽ‬
‫‪ -2‬الخبر جممة ‪ :‬الخبر الجممة ىو ما كاف جممة فعمية أو جممة اسمية ‪ ،‬فاألوؿ نحو‪ُ :‬‬
‫الحسف يعمي قدر صاحبو‪.‬‬

‫والثاني ‪،‬نحو‪ :‬العاقؿ ُخمقو حسف ‪.‬‬

‫إما‬
‫خبر أف تكوف مشتممة عمى رابط يربطيا بالمبتدأ ‪ ،‬والرابط ‪ِّ :‬‬
‫ويشترط في الجممة الواقعة ًا‬
‫ً‬
‫مستتر يعود إلى المبتدأ ‪ ،‬نحو ‪ :‬الحؽ َيعمو ‪ .‬أو‬
‫ًا‬ ‫مرتعو وخيـ ‪ ،‬أو‬
‫بارز ‪ ,‬نحو ‪ :‬الظمـ ْ‬
‫الضمير ًا‬
‫مقدر ‪ ،‬نحو‪ :‬الفضة ‪ ،‬الدرىـ بقرش ‪.‬‬
‫ًا‬

‫‪2‬‬
‫اس التَّ ْق َوى َذلِ َؾ َخ ْير"‬
‫َ ُ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫و‬ ‫‪":‬‬ ‫نحو‬‫‪1‬‬
‫وا ِّما اشارة إلى المبتدأ‬

‫‪1‬‬
‫ابف الحاجب جماؿ الديف عثماف بف عمر بف أبي بكر ‪ ،‬الكافية في عمـ النحو ‪ ،‬ص ‪.16 :‬‬

‫‪16‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫الرج ُؿ‬
‫واما إعادة المبتدأ بمفظو ‪ :‬نحو‪ :‬سعيد نعـ ُ‬

‫خبر نفس المبتدأ في المعنى ‪ ،‬فال يحتاج إلى رابط ألنيا ليست‬
‫وقد تكوف الجممة الواقعة ًا‬
‫أجنبية عنو فيحتاج إلى ما يربطيا بو ‪ ،‬نحو ‪ُ " :‬نطقي‪ ":‬اهلل حسبي " فجممة ( ُنطقي اهلل‬
‫فإنما‬
‫أما فيما سبؽ ّ‬
‫حسبي ) فالمنطوؽ بو ( وىو اهلل حسبي ) ىو عيف المبتدأ وىو( نطقي ) و َّ‬
‫احتج إلى الربط ألف الخبر أجنبي عف المبتدأ ‪ ،‬فالبد لو مف رابط يربطو بو‪.‬‬

‫وقد يقع الخبر ظرفًا أو جار ومجرور ‪ :‬فاألوؿ نحو‪ :‬المجد تحت َعمَـ العمـ ‪ .‬والثاني نحو‪:‬‬
‫العمـ في الصدور ال في ُّ‬
‫الشطور‪. 3‬‬ ‫ُ‬

‫‪ /3‬الجممة اإلسمية المركبة‪:‬‬

‫إن واخواتيا مع الجممة اإلسمية المركبة ‪:‬‬


‫‪َّ /1-3‬‬

‫كأف ‪ ،‬لكف ‪ ،‬ليت ‪َّ ،‬‬


‫لعؿ‪ ،‬ىذه‬ ‫أف ‪َّ ،‬‬
‫إف ‪َّ ،‬‬
‫أ‪ -‬تعريفيا‪ :‬األحرؼ المشبية بالفعؿ وىي ستة ىي؛ َّ‬
‫ويسمى خبرىا‬
‫األحرؼ تدخؿ عمى المبتدأ والخبر فتنصب األوؿ ويسمى اسميا ‪ ،‬وترفع الثاني ُ‬
‫مشبية‬
‫عرض زائؿ ‪ .‬كأف الحياة وىـ ‪...‬الخ وسميت ىذه األحرؼ ّ‬
‫ُ‬ ‫‪ ،‬نحو‪ :‬عممت َّ‬
‫أف الماؿ‬
‫بالفعؿ ألف أواخرىا مفتوحة كالفعؿ الماضي وألف كال منيـ يتضمف معنى الفعؿ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬معانييا‪:‬‬

‫أن ‪:‬معناىا توكيد نسبة الخبر لممبتدأ‪ ،‬ونفي الشؾ عنيا واإلنكار ليا ‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫إف سعيد‬ ‫إن و َّ‬
‫* َّ‬
‫صادؽ ‪،‬‬
‫ُ‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى الغاليني ‪ ،‬جامع دروس العربية ‪،‬تح ‪ :‬عمي سميماف شيارة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬ط‪1431 ، 1‬ىػ ‪2010 -‬ـ)‬
‫‪ ،‬ص ‪.419 ، 418 ، 417 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬األعراؼ ‪ ،‬اآلية ‪.26 :‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى الغاليني ‪ ،‬جامع الدروس العربية ‪ ،‬ص ‪.419 :‬‬

‫‪17‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫كأن‪ :‬معناىا التشبيو المؤكد نحو ‪َّ :‬‬


‫كأف لبناف جنةُ‪.‬‬ ‫* َّ‬

‫بارد ‪ :،‬فقولنا الشمس‬


‫* لكن‪ :‬ليا معناف‪ ،‬أحدىما ‪ :‬االستدراؾ نحو‪ :‬الشمس مشرقة لكف الجو ُ‬
‫حار لمتالزـ بيف اشراؽ الشمس والح اررة ‪ ،‬ولذلؾ استدركنا فقمنا ‪ :‬لكف‬ ‫مشرقة قد يوىـ َّ‬
‫بأف الجو ُّ‬
‫بارد‬
‫الجو ُ‬
‫َ‬

‫دلت‬ ‫أكدت َّ‬


‫"لكف "ما ْ‬ ‫ْ‬ ‫لمبيت دعوتؾ َّ‬
‫ولكنؾ لـ تدعني ‪ :‬فقد‬ ‫والثاني ‪ :‬التوكيد ‪ ،‬نحو‪ :‬لو دعوتني َّ‬
‫عميو "لو" ‪.‬‬

‫التمني ‪ ،‬نحو ‪ :‬ليتَؾ تُنتخب رئيسا لمجميورية‪.‬‬


‫* ليت ‪ :‬معناىا ّ‬

‫احد ُىما الترجي ‪ ،‬ويكوف في األمر لممحبوب ‪ ،‬نحو‪ :‬لعمّى‬


‫* لعمّى ‪ :‬أشير معانييا اثناف ‪ُ :‬‬
‫الحؽ عائد إلى أصحابو ‪ ،‬وثانييما ‪ :‬اإلشفاؽ ‪ ،‬ويكوف في األمر المكروه ‪ ،‬نحو ‪ :‬لعمّى الحرب‬
‫مدمرة وطننا‪.‬‬

‫تـ ‪ /‬اتصال الكافة بيا ‪:‬‬

‫تعمؿ االحرؼ المشبية بالفعؿ في المبتدأ بشرط أال تتصؿ بيا (ما الزائدة ) المسماة (ما الكافة)‬
‫احد "‪.‬‬
‫فإف اتصمت بيا كفتيا عف العمؿ‪ .‬كقولو تعالى ‪ُ ":‬قؿ انما ُيوحى إلي ّأن َما إلي ُك ْـ إلوُ و ُ‬
‫ْ‬

‫وينطبؽ ىذا الشرط عمى جميع األحرؼ المشبية بالفعؿ إالَّ "ليت" فيجوز أف تعمؿ مع دخوؿ‬
‫ليتما العرب ينتصروف عمى أعدائيـ ‪ .‬بنصب العرب‬
‫"ما" عمييا ويجوز أف تيمؿ ‪ ،‬فتقو ُؿ‪َ :‬‬
‫‪،‬معمال "ليت" وبرفعيا ُميمال إياىا‪. 1‬‬
‫ُ‬

‫‪1‬‬
‫محمد أسعد النادري ‪ ،‬نحو المغة العربية في قواعد النحو والصرؼ ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬صيدا – بيروت – ط‪1418( ، 2‬‬
‫ىػ ‪1997 -‬ـ) ‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثـ‪ /‬أنواع خبرىا وأحكام تقديمو ‪:‬‬

‫مفردا ‪ ،‬نحو َّ‬


‫‪:‬إف المسألة ىينةُ‪ ،.‬وقد يكوف جممة فعمية ‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫قد يكوف خبر " َّ‬
‫إف " وأخواتيا ً‬
‫الحؽ ‪ ،‬وقد يكوف جممة اسمية ‪ ،‬نحو ‪َّ :‬‬
‫إف الظمـ عاقبتو سيئة ‪ ،‬وقد يكوف شبو‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫إف القوة تحمي‬
‫جممة ‪ ،‬نحو ‪َّ :‬‬
‫إف الحرية قبؿ الخبز‪.‬‬

‫وخبرىا ال يجوز تقدمو عمييا بحاؿ َّأيا كاف نوعو ‪ ،‬واف كاف مفرد أو جممة وجب أف يتأخر عف‬
‫اسميا ‪ ،‬نحو‪َّ :‬‬
‫إف داخؿ السجف مظموميف ‪.‬‬

‫از إذا َّ‬


‫دؿ عميو دليؿ ‪ :‬كقوؿ‬ ‫ج‪ /‬جواز حذف خبرىا ‪ :‬يحذؼ خبر األحرؼ المشبية بالفعؿ جو َا‬
‫بثينة أبداالً ‪ ،‬فقمت ‪ :‬لعميا‪.‬‬ ‫لت‬ ‫جميؿ ‪ :‬اتوني فقالوا ‪:‬يا جمي ُؿ َّ‬
‫تبد ْ‬

‫لت‪.‬‬ ‫والتقدير لعَّميا َّ‬


‫تبد ْ‬

‫عاما في موضعيف ‪.‬‬


‫كونا ً‬
‫وجوبا إذا كاف َ‬
‫ً‬ ‫ويحذؼ‬

‫أحدىما ‪ :‬أف يقع بعد ليت شعري الممتمئة باالستفياـ نحو‪ :‬ليت شعري ىؿ يتّحد العرب ؟‬
‫التقدير‪ :‬ليت شعري حاصؿ‪.‬‬
‫و ُ‬

‫والثاني‪ :‬أف يكوف في الكالـ جار ومجرور متعمقاف بو ‪ ،‬نحو َّ‬


‫‪:‬إف الوطف في محنة ‪.‬‬

‫أف ( َّ‬
‫إف وأخواتيا ) حروؼ تدخؿ عمى المبتدأ والخبر ‪ ،‬فتنصب‬ ‫مف خالؿ ما سبؽ ‪ ،‬نستنتج َّ‬
‫بميزة تؤثر‬
‫األوؿ ويسمى اسميا ‪ ،‬وترفع الثاني ويسمى خبرىا ‪ ،‬ويتميز كؿ حرؼ مف حروفيا َ‬
‫فيو عمى المبتدأ والخبر ويبطؿ عمميـ إذا اتصمت بيـ " ما الزائدة " إال" ليت "تعمؿ عمميا‪.‬‬
‫مفردا ‪،‬وقد يكوف جممة فعمية أو اسمية ‪،‬ويجوز حذؼ الخبر إذا ُوجد‬
‫كما يتنوع خبرىا قد يكوف ً‬
‫‪1‬‬
‫شيء يدؿ عمييا‬

‫‪1‬‬
‫محمد أسعد النادري ‪ ،‬نحو المغة العربية كتاب قواعد النحو والصرؼ ‪ ،‬ص ‪.574 :‬‬

‫‪19‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪،‬أو وجود في الكالـ ظرؼ أو جار ومجرور يتعمقاف بيا ‪،‬وبيذا بمغت المغة العربية مراتب‬
‫‪1‬‬
‫أعمى مف حيث توفر وسائميا ‪ ،‬وثراء طاقتيا ‪ ،‬ووجود قواعد تحكـ تراكيبيا المغوية‪.‬‬

‫‪ /2-3‬كان وأخواتيا مع الجممة االسمية البسيطة‪:‬‬

‫أ‪ /‬تعريفيا‪ :‬كاف وأخواتيا ىـ ؛ كاف ‪ ،‬أمسى ‪ ،‬أصبح ‪ ،‬ظؿ ‪ ،‬بات ‪،‬صار ‪ ،‬ليس ‪ ،‬األفعاؿ‬
‫األربعة (زاؿ ‪،‬برح‪ ،‬فتىء‪ ،‬انفؾ )‪ ،‬داـ تدخؿ عمى الجممة االسمية المكونة مف المبتدأ والخبر ‪،‬‬
‫فترفع المبتدأ ويسمى اسميا ‪ ،‬وتنصب الخبر ويسمى خبرىا ‪ :‬نحو‪ :‬كانت الشمس مشرقة‪. 2‬‬

‫ممتعة ‪.‬‬
‫ب‪ /‬معانييا‪ * :‬كان‪ :‬وكي خالصة الداللة عمى الزماف الماضي ‪ ،‬نحو‪ :‬كانت الميمة ُ‬

‫* أمسى‪ :‬تدؿ عمى كينونة الحكـ المستعاد مف اإلسناد في الفترة المسائية ‪ ،‬نحو‪ :‬أمسى الجو‬
‫منع ًشا ‪.‬‬

‫* أصبح ‪ :‬تدؿ عمى كينونة الحكـ المستعاد مف اإلسناد في الفترة الصباحية ‪ ،‬نحو‪ :‬أصبح‬
‫ساطعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الضوء‬

‫حار ‪.‬‬
‫* أضحى ‪ :‬تدؿ عمى كينونة الحكـ في فترة الضحى ‪ ،‬نحو‪ :‬أضحى الجو ًا‬

‫صائما‪.‬‬
‫ً‬ ‫نيار ‪ ،‬نحو‪ :‬ظؿ المؤمف‬
‫* ظل ‪ :‬تدؿ عمى اتصاؼ المخبر عنو بالخبر ًا‬

‫ساىر‪.3‬‬
‫َا‬ ‫* بات‪ :‬تدؿ عمى اتصاؼ المخبر عنو بالخبر ليال ‪ ،‬نحو‪ :‬بات الشرطي‬

‫مجتيدا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫* صار‪ :‬تعني التحوؿ مف صفة ألخرى ‪:‬نحو‪ :‬صار الميمؿ‬

‫منجيا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫* ليس ‪:‬ومعناىا النفي ‪ :‬نحو‪ :‬ليس الكذب‬

‫* األفعاؿ األربعة ( زاؿ ‪ ،‬برح ‪ ،‬فتىء ‪،‬انفؾ ) ومعناىا دواـ اتصاؼ االسـ بالخبر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد أسعد النادري ‪ ،‬نحو المغو العربية كتاب في قواعد النحو الصرؼ ‪ ،‬ص ‪.574 :‬‬
‫‪2‬‬
‫الطاىر خميفة القراضي ‪ ،‬األسس النحوية واإلمالئية المغة العربية ‪ ،‬الدار المصرية المبنانية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪1422( ، 1‬ىػ ‪-‬‬
‫‪2002‬ـ) ‪ ،‬ص ‪.99 :‬‬
‫‪3‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة االسمية ‪ ،‬ص ‪.79 :‬‬

‫‪20‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫ت‪ /‬تقديم خبرىا عمى اسميا ‪ :‬يتقدـ الخبر عمى االسـ وجوبا إذا كاف لو الصدارة مثؿ‪ :‬أيف‬
‫كاف محمد ؟ فػ "أيف " خبر كاف مقدـ ‪ ".‬محمد" اسميا مؤخر‪.‬‬

‫كاءا‬
‫محصور ‪،‬كقوؿ اهلل ‪":‬وما كاف صالتيـ عند البيت إال ُب َ‬
‫ًا‬ ‫ويتأخر الخبر وجوبا إذا كاف‬
‫"بكاءا" ‪ :‬خبر كاف ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتصدية ؛ فػ"صالة " اسـ كاف ‪ ،‬و‬

‫ويجوز تقديـ الخبر عمى االسـ أو الفعؿ أيضا‪ ،‬إذا كاف االسـ متصال بضمير يعود عمى‬
‫بعض الخبر‪ ،‬مثؿ ‪ :‬كاف في الدار صاحبيا ؛ فػ"صاحب "اسـ كاف ‪ ،‬وشبو الجممة ‪ :‬خبرىا ‪،‬‬
‫وال يحؽ تأخير الخبر ‪ ،‬ويجب تقديـ الخبر عمى االسـ ‪.‬‬

‫ث‪ /‬حذف كان مع اسميا ‪ :‬تحذؼ كاف واسميا إذا تقدـ عمييما إحدى أداتي الشرط ( إف ‪،‬لو)‬
‫كقولنا ‪ :‬تتوالى الحروب في الدنيا إف حقَا واف باطالَ ‪ .‬تقدير الكالـ إف كانت الحروب حقا واف‬
‫كانت الحروب باطال ‪.‬‬

‫وىذا الحذؼ – بعد ىاتيف األداتيف – جائز ال واجب ؛ بمعنى أنو يمكف أف تنطمؽ الجممة كاممة‬
‫دوف حذؼ – وىذا ىو األصؿ – كما يمكف نطقيا بالحذؼ وىذا خالؼ األصؿ – فثال إذا قمنا"‬
‫‪1‬‬
‫مر "يمكف أف نقوؿ‪ ":‬تقبؿ النصح ولو كاف النصح ُم َّرا"‬
‫ولو ًا‬
‫النصح ْ‬
‫َ‬ ‫تقبؿ‬

‫وقد وردت كتب مسائؿ النحو صور أخرى لمحذؼ وىي حذؼ (كاف) وحدىا بدوف اسميا‬
‫‪2‬‬
‫وخبرىا‪.‬‬

‫ومعا‬
‫‪ /3-3‬ظن وأخواتيا ( أفعال القموب ) ‪ :‬أ‪ /‬تعريفيا ‪ :‬ظف وأخواتيا تنصب المبتدأ والخبر ً‬
‫ويصيراف مفعوليف ليا ‪ ،‬فإف (ظف وأخواتيا )مف األفعاؿ المتعدية لمفعوليف ؛ بشرط أف يكوف‬
‫وخبرا‪.‬‬
‫أصميما مبتدأ ً‬

‫‪1‬‬
‫محمد عمي أبو العباس ‪ ،‬اإلعراب الميسر ‪ ،‬ص ‪.29 :‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عمي أبو العباس ‪ ،‬اإلعراب الميسر ‪ ،‬ص ‪.29 :‬‬

‫‪21‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫إذف ‪...‬ظف وأخواتيا تدخؿ عمى الجممة اإلسمية (المبتدأ والخبر) فتنصبيما ويصبحاف مفعوليف‬
‫لمنصوبيف بعد أف كاف مرفوعيف ‪ ،‬ولذلؾ فإف( ظف وأخواتيا )تعد مف النواسخ ألنيا نسخت حكـ‬
‫الرفع في المبتدأ والخبر‪ ،1‬وتصنؼ حسب معانييا إلى صنفيف‪:‬‬

‫أ‪ -‬أفعال القموب وتشمل أفعال اليقين والرجحان ؛ فأفعاؿ اليقيف ستة ‪ :‬رأى ‪ ،‬عمـ ‪ ،‬درى ‪،‬‬
‫بعيدا‪.‬‬
‫وجد ‪ ،‬ألفى‪ ،‬تعمـ ‪،‬تقوؿ‪ :‬عممت السفر ً‬

‫َّ‬
‫‪:‬ىب تقوؿ‬ ‫ب‪ -‬أفعال الرجحان ‪ :‬ظف ‪ ،‬خاؿ ‪ ،‬حسب ‪ ،‬زعـ ‪،‬جعؿ بمعنى (ظف) َّ‬
‫‪،‬عد ‪:‬حجا‬
‫كبير‬
‫أحسب الكتاب ًا‬

‫‪:‬صير َّ‬
‫‪،‬رد ‪ ،‬ترؾ‪ ،‬تخذ ‪ ،‬اتخذ ‪ ،‬جعؿ ‪ ،‬وىب وشرط نصبيما‬ ‫َّ‬ ‫ت‪ -‬أفعال التحويل ‪ :‬وىي سبعة‬
‫رددت الطيف إبريقا ‪،‬جعمت الشمع تمثاال‪ ،‬وىبؾ اهلل‬
‫صير )‪،‬مثؿ ‪ْ :‬‬
‫مفعوليف أف تكوف بمعنى( ّ‬
‫‪2‬‬
‫نافعا= َّ‬
‫صيرؾ‪...‬الخ‬

‫فكؿ فعؿ مف ىذه األفعاؿ يتطمب فاعال ويتطمب مفعوليف ألنيا أفعاؿ متعدية إلى مفعوليف‪.‬‬

‫‪ / 4‬الجممة الفعمية البسيطة ‪:‬‬

‫‪ /1-4‬تعريف الجممة الفعمية ‪ :‬الجممة الفعمية ىي ما ابتدأت بفعؿ وليا ركناف أساسياف ‪،‬‬
‫الفعؿ والفاعؿ‬

‫أ‪ -‬الفعل ‪ :‬ما استقر عميو النحويوف عمى ما يرى عمي أبو المكارـ بأنو " كممة تدؿ عمى معنى‬
‫في نفسيا وىي مقترنة بأحد األزمنة الثالثة ‪ ،‬حتى تكوف الكممة فعال يجب توفر شرطيف ‪:‬‬
‫أوليما ‪ :‬الداللة عمى معنى في نفسيا ‪ ،‬إخراج الحروؼ ‪ :‬والثاني االقتراف بأحد األزمنة الثالثة‬
‫‪ :3‬الماضي ‪ ،‬المضارع ‪ ،‬األمر‬

‫‪1‬‬
‫‪.126‬‬ ‫الطاىر الخميفة القراضي ‪ ،‬األسس النحوية واإلمالئية ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيد األفغاني الموجز في قواعد المغة العربية ‪ ،‬ص ‪.57 :‬‬
‫‪3‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬دار العموـ ‪ ،‬جامعة القاىرة ‪ ،‬مؤسسة المختار ‪ ،‬ط‪1427( ، 1‬ىػ ‪2008 -‬ـ)‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.42‬‬

‫‪22‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫دؿ عمى معنى في نفسو ُمقترف بالزماف الماضي ‪ :‬كجاء واجتيد ‪ ،‬وتعمَّـ ‪،‬‬
‫* الماضي ‪ :‬ما َّ‬

‫ت ‪َ ،‬كتَْبت ‪،‬‬
‫كتبت ‪ ،‬أو تاء الضمير ‪ ،‬مثؿ‪ :‬كتَْب َ‬
‫ْ‬ ‫وعالمتو أف يقبؿ تاء التأنيث الساكنة ‪ ،‬مثؿ ‪:‬‬
‫ت‪.‬‬
‫كتَْبتُ َما ‪ ،‬كتَْبتُ ْـ ‪ ،‬كتَْبتُف ‪َ ،‬كتَْب ُ‬

‫* األمر ‪ :‬ما َّ‬


‫دؿ عمى طمب وقوع الفعؿ مف الفاعؿ المخاطب بغير الـ األمر ‪،‬مثؿ ‪:‬جيء ‪،‬‬
‫تعمَّ َّـ‬

‫* المضارع ‪ :‬ما دؿ عمى معنى في نفسو مقترف بزماف يحتمؿ الحاؿ واالستقباؿ ‪ :‬مثؿ‪ :‬يجيء‬
‫‪ ،‬يجتيد ‪ ،‬يتعمـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الفاعل ‪ :‬آخر ما استقر عميو النحويوف ‪ ،‬في تعريفيـ عمى ما يرى الدكتور عمي أبو‬
‫المكارـ بأنو ‪ " :‬اسـ صريح ظاىر أو مضمر ‪ ،‬بارز أو مستتر ‪ ،‬أو ما في تأويمو‪ ، 1‬اسند إليو‬
‫فعؿ تاـ متصرؼ أو جامد ‪،‬أو ما في تأويمو ‪،‬مقدـ أي الفعؿ أو ما في تأويمو إلى المسند إليو‬
‫‪2‬‬
‫وىو –أي الفعؿ أو ما في تأويمو أصمي المحؿ أو الصيغة ‪.‬‬

‫‪ /2-4‬الجممة الفعمية ذات الفعل الالزم‪ :‬الفعؿ الالزـ ىو ما ال مفعوؿ لو ‪ ،‬كفاـ ‪،‬وانتصر ‪،‬‬
‫"فأما الفاعؿ الذي ال َّ‬
‫يتعداه فعمة فقولؾ ‪ :‬ذىب زيد ‪ ،‬جمس‬ ‫واستعد‪...‬الخ يقوؿ سيبويو ‪َّ :‬‬
‫‪3‬‬
‫عمرو‪".‬‬

‫‪ /3-4‬الجممة الفعمية ذات الفعل المتعدي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريفيا‪ :‬الفعؿ المتعدي ىو ما يتعدى أثرهُ فاعمة ‪ ،‬ويتجاوزه إلى المفعوؿ بو‪.‬‬

‫ب‪ -‬أقسام الفعل المتعدي ‪ :‬ينقسـ الفعؿ المتعدي إلى ثالثة أقساـ وىي ‪ :‬المتعدي إلى مفعوؿ‬
‫واحد ‪ ،‬والمتعدي إلى مفعوليف ‪ ،‬والمتعدي إلى ثالثة مفاعيؿ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى الغاليني ‪ ،‬جامع دروس العربية ‪ ،‬ص ‪.43 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬ص ‪.42 :‬‬
‫‪3‬سيبويو أبو بشر عمرو بف عثماف بف قنبر ‪ ،‬الكتاب ‪ ،‬ص ‪.33 :‬‬

‫‪23‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬فأما الفعل المتعدي غمى مفعول ؛ ىو الذي يحتاج إلى مفعوؿ بو واحد ‪ ،‬فيو األكثر‬
‫شيوعا كق أر ‪،‬وسمع ‪ ،‬وأخرج‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ -2‬األفعال التي تحتاج غمى مفعولين ‪ :‬وىي أفعاؿ كثيرة منيا ‪ :‬أعطى ‪ ،‬ألبس ‪ ،‬سأؿ ‪، ،‬‬
‫عمَـ ‪ ،‬فيـ ‪ ،‬كسا ‪ ،‬منح ‪ ،‬منع ‪...‬الخ تقوؿ‪:‬‬

‫أعطيت الفقير ماالً ‪ ،‬منعت الجار االنتقاؿ ‪ ،‬كسوت ولدي ُحمةً‪.‬‬

‫والمفعوؿ األوؿ منيما ىو فاعؿ في المعنى ؛ فالفقير ىو اآلخذ ‪ ،‬والجار ىو المنتقؿ ‪ ،‬والولد‬
‫ىو المكتسي‪. 1‬‬

‫‪ -3‬ما يتعدى إلى ثالث مفعوالت ‪ :‬وىي ىذه األفعاؿ السبعة وما يتصرؼ منيا ‪ :‬أرى‪ ،‬أعمـ ‪،‬‬
‫ث ‪ .‬تقوؿ‪:‬‬ ‫أنبأ ‪ ،‬نبأ ‪ ،‬اخبر ‪ ،‬خبر ‪َّ ،‬‬
‫حد َ‬

‫أرى المعمـ تمميذه َّ‬


‫الحؿ سيالً ‪ ،‬الوالد ُيري َولَ َده عاقبة التقصير وخيمة ‪.‬‬

‫ُّ‬
‫الحؿ سي ُؿ ‪ ،‬عاقبةُ التقصير‬ ‫والمفعوؿ الثاني والثالث تتألؼ منيما جممة مفيدة ‪ ،‬فنقوؿ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫وخيمة‪.‬‬

‫‪ /4-4‬ذات الفعل المبني لممجيول ‪ :‬قاؿ‪ :‬ابف سراج‪ :‬اعمـ َّ‬


‫أف المفعوؿ الذي تقيمو مقاـ الفاعؿ‬
‫‪3‬‬
‫ضرب زيد "‬
‫ضرب زيد "‪ ،‬كما تقوؿ‪ُ ":‬‬
‫‪ ،‬حكمو حكـ الفاعؿ ‪ ،‬تقوؿ ‪َ ":‬‬

‫توجد أسباب إلى عدـ ذكر الفاعؿ في الجممة الفعمية ‪ .‬ومف بيف األسباب ما ىو لفظي ‪،‬‬
‫ومنيا ما ىو معنوي ‪.‬‬

‫‪ -‬من األسباب المفظية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد أسعد النادري ‪ ،‬نحو المغة العربية ‪ ،‬كتاب في قواعد النحو والصرؼ ‪ ،‬ص‪.610 ، 607 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيد األفغاني ‪ ،‬الموجز في قواعد المغة العربية ‪ ،‬ص ‪.57 ، 56 :‬‬
‫‪3‬‬
‫ابي بكر محمد بف سيؿ بف سراج ‪ ،‬األصوؿ في النحو ‪ ، ،‬تح ‪ :‬عبد الحسيف الفتمي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪، 3‬‬
‫(‪ 1417‬ىػ – ‪1996‬ـ) ‪ ،‬ص ‪.287 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫* قصد اإليجاز‬

‫* إرادة السجع ‪ :‬نحو قوؿ العرب ‪ :‬مف طابت سريرتو ُحمدت سيرتو‬

‫* الجيل بو ‪ * :‬إقامة الوزن ‪ :‬نحو قوؿ األعشى ميموف بف قيس‪:‬‬

‫‪،‬وعمؽ أخرى ىذا الرجؿ‪.‬‬


‫غيري ُ‬ ‫وعمقت رجالً‬
‫رضا ‪ُ ،‬‬
‫ُعمقتيا َع ً‬

‫‪-‬ومن األسباب المعنوية ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ب َعمَ ْي ُك ُـ ا ْل ِقتَا ُؿ َو ُى َو ُك ْرهٌ لَ ُك ْـ "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬
‫* العمم بالفاعل ‪ :‬كقولو تعالى ‪ُ ":‬كت َ‬

‫نحو‪ُ :‬سرؽ المنزؿ‪.‬‬

‫* التشكيك فيو ‪ :‬نحو؛ أُرىؽ االقتصاد المصري ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وف "‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬‬
‫اص َ‬
‫* تعظيم الفاعل عن ذكره ‪ :‬كقولو تعالى‪ " :‬قُت َؿ ا ْل َخ َّر ُ‬

‫* تحقير الفاعل عن ذكره ‪ :‬نحو‪ :‬أُغرقت طرؽ القاىرة ‪.‬‬

‫* الخوف عميو ‪ :‬نحو‪ :‬أُرشد عف الجناة الذيف الزالوا في طغيانيـ يعميوف ‪.‬‬

‫ضرب االقتصاد ‪ ،‬ولـ ُيضرب بعد السماسرة والمستغموف ‪.‬‬


‫* الخوف من الفاعل ‪ :‬نحو‪ُ :‬‬
‫‪6‬‬
‫استَْي َس َر ِم َف ا ْليَ ْد ِي "‬ ‫* قصد العموم ‪ :5‬نحو‪ :‬قولو تعالى ‪ ِ" :‬فَِإف أ ْ ِ‬
‫ُحص ْرتُ ْـ فَ َما ْ‬ ‫ْ‬

‫مما يشبييا‪ ،‬فإنو البد‬


‫ويرى النحويوف أنو إذا ُحذؼ الفاعؿ سبب مف ىذه األسباب‪ ،‬أو نحوىا َّ‬
‫أف يقاـ مقامو اسـ مسند إليو في الجممة‪ ،‬بعد تغير صيغة الفعؿ فييا ‪1‬واصطمح عميو بف‬
‫مف ْ‬

‫‪1‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬ص ‪.117 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.216 :‬‬
‫‪3‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬ص ‪.117 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪ :‬الذريات ‪ ،‬اآلية ‪.10 :‬‬
‫‪5‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ :‬الجممة الفعمية ‪ ،‬ص ‪.117 :‬‬
‫‪6‬‬
‫سورة ‪ :‬البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.196 :‬‬

‫‪25‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫مالؾ ( نائب الفاعؿ)‪ .‬وسار عميو النحاة المتأخروف فقد قاؿ ابو حياف‪ " :‬لـ أرى مثؿ ىذه‬
‫‪2‬‬
‫الترجمة لغير بف مالؾ ‪ .‬والمعروؼ باب المفعوؿ الذي لـ يسمى فاعمو "‬

‫‪.‬أما سيبويو اطمؽ عميو عبارة " المفعوؿ الذي لـ َّ‬


‫يتعد إليو فعؿ فاعؿ ولـ يتعداه فعمو إلى مفعوؿ‬
‫‪3‬‬
‫آخر "‪.‬‬

‫نرى أف مصطمح نائب فاعؿ ‪ ،‬أفضؿ مف غيره ؛ ألمريف ‪:‬‬

‫اختصار ‪ ،‬وثانييما ‪ :‬أنو أكثر دقة ؛ فإف نائب الفاعؿ قد يكوف مفعوالً في‬
‫ًا‬ ‫أوليما ‪ :‬أنو أكثر‬
‫‪4‬‬
‫التركيب الذي يتكوف مف فعؿ وفاعؿ ‪.‬‬

‫أما الفعؿ‬ ‫يتضح مف خالؿ التعريفات َّ‬


‫أف الفعؿ الالزـ ىو الذي ال يحتاج إلى مفعوؿ بو ‪َّ ،‬‬
‫المتعدي ىو الذي يحتاج غمى المفعوؿ بو ؛ فمنو مف يحتاج إلى مفعوؿ واحد ‪ ،‬ومنو مف يحتاج‬
‫إلى اثنيف ‪ ،‬ومنو مف يحتاج إلى ثالثة ‪ ،‬كما تطرقنا إلى الفعؿ المبني لممجيوؿ ؛ وىو الفعؿ‬
‫الذي لـ ُيذكر فاعمو ‪ ،‬فيحذؼ لغرض مف األغراض ‪.‬‬

‫خاصا‬ ‫ىذا ما َّ‬


‫دؿ عمى ثراء المغة العربية ‪ ،‬وتنوع أغراضيا وأساليبيا ‪ ،‬فأعطاىا رونقًا وجمالً‬
‫ً‬
‫بيا حيث يميزىا عف غيرىا مف المغات ‪ :‬كونيا مرتبطة بالوحي ‪ ،‬وتعتبر مف المغات الثابتة‬
‫‪،‬وتعيد اهلل عز وجؿ في كتابو العزيز بحفظ القرآف الكريـ ‪ ،‬وبالتالي ستحفظ معو المغة العربية‬
‫ورقيا في التعبير ‪.‬‬
‫فيي تعتبر مف اكثر المغات بالغة وفصاحة ً‬

‫‪1‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬ص ‪.117 :‬‬
‫‪2‬‬
‫حسف ياسيف عباس ‪ ،‬العمؿ النحوية في كتاب األصوؿ في النحو البف سراج ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ ،‬جامعة بغداد ‪– 1424( ،‬‬
‫‪2003‬ـ ) ‪ ،‬ص ‪.79 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سيبويو أبو بشر عمرو بف عثماف بف قنبر ‪ ،‬الكتاب ‪ ،‬ص ‪.33 :‬‬
‫‪4‬‬
‫عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬ص ‪.117 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجممة الخبرية المنفية ‪.‬‬

‫‪ /1‬تعريف النفي ‪ -1-1 :‬لغة ‪ :‬تعني كممة النفي الطرد واإلبعاد أو اإلخراج والطرح جانبا ‪:‬‬
‫وسّيضر ‪،‬‬
‫‪،‬ونفى فالف عف البمد ‪ :‬اُخرج ُ‬ ‫نفيتُو مف المكاف ‪َّ :‬‬
‫نحيتُو عنو فانتفى ُ‬ ‫حيث يقاؿ ‪َ :‬‬
‫‪1‬‬
‫شع ُرهُ ‪ :‬تساقط ‪.‬‬
‫وانتفى ْ‬

‫‪ -2-1‬اصطالحا ‪ُ :‬يعرؼ النفي بأنو ‪ ":‬ما ال ينجزـ بال ‪ .‬وىو عبارة عف اإلخبار عف ترؾ‬
‫الفعؿ " ‪.2‬‬

‫ويعد النفي مف جية الخبر كاإلثبات ؛ حيث َّ‬


‫إف الخبر المنفي ‪ ،‬كالخبر المثبت يحتمؿ الصدؽ‬
‫ويحتمؿ الكذب ‪ ،‬ولذلؾ فإف الجممة االسمية تقبؿ النفي دائما ‪ ،‬وال تقبؿ الجممة الفعمية النفي إال‬
‫ماضيا أو مضارَعا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫إذا كاف فعميا‬

‫أما النفي فيو مف‬


‫واألصؿ أف تكوف الجممة المثبتة تفيد ثبوت نسبة المسند لممسند إليو ‪َّ ،‬‬
‫العوارض الميمة التي تعرض لبناء الجممة فتفيد عدـ ثبوت نسبة المسند لممسند إليو في الحممة‬
‫اما المسند إليو فال ُينفى‬
‫الفعمية واالسمية عمى السواء ‪ .‬فالنفي يتجو في حقيقتو إلى المسند ‪َّ ،‬‬
‫ولذلؾ يمكف في الجممة االسمية أف يتصدر النفي الجممة‬

‫معا ويمكف أف يتصدر الخبر فحسب بوصو المسند وذلؾ إذا كاف‬
‫فيدخؿ عمى المبتدأ والخبر ً‬
‫‪3‬‬
‫الخبر جممة وتكوف الجممة المنفية خبر عف المبتدأ‪.‬‬

‫يف " ‪4‬فالجممة الكبرى ىنا مثبتة ؛ اآلف النفي لـ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫كقولو تعالى " َوالموُ َال َي ْيدي ا ْلقَ ْوَـ ا ْلفَاسق َ‬
‫يف"‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يتصدر الجممة كميا ولكنو دخؿ عمى عنصر مكوف منيا ىو الخبر " َال َي ْيدي ا ْلقَ ْوَـ ا ْلفَاسق َ‬

‫‪1‬‬
‫الزمخشري ‪ ،‬أساس البالغة ‪ ،‬دار بيروت ‪ ،‬ط‪1992 ، 1‬ـ ‪ ،‬ص ‪.649 :‬‬
‫‪2‬‬
‫الجرجاني عمي بف محمد السيد الشريؼ ‪ ،‬كتاب التعريفات ‪ ،‬ص ‪.273 :‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ ،‬بناء الجممة العربية ‪ ،‬ص ‪22 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪:‬الصؼ ‪ ،‬اآلية ‪.5 :‬‬

‫‪27‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعدـ ىداية القوـ الفاسقيف‪ ،‬مخبر بو عف المبتدأ ( اهلل ) وىو ثابت لو ‪،‬وقد أُخبر عف المبتدأ‬
‫‪1‬‬
‫بجممة منفية ‪.‬‬

‫‪ /2‬أدوات نفي الجممة االسمية البسيطة ‪:‬‬

‫ىناؾ حروؼ تشبو الفعؿ (ليس) في معناه ‪ ،‬وىو النفي ‪ ،‬وفي عممو وىو النسخ ‪ ،‬فيرفع االسـ‬
‫وينصب الخبر ‪ ،‬وبيذا ُيعد مف أخوات ليس ‪ ،‬مع أنيا فعؿ ‪ ،‬وىـ حروؼ ‪ ،‬وأشير ىذه‬
‫‪2‬‬
‫إف)‪.‬‬
‫الحروؼ أربعة ‪( :‬ما‪ ،‬ال ‪ ،‬الت ‪ْ ،‬‬

‫إما حجازية عاممة عمؿ ليس ‪ ،‬كما (ما عبد اهلل أخاؾ) ‪ ،‬أو‬
‫‪ -1-2‬الحرف ما ‪ :‬تكوف (ما) َّ‬
‫تكوف تميمية نافية غير عاممة ‪ ،‬كما في (ما عبد اهلل أخوؾ) ‪ ،‬ويرى سيبويو َّ‬
‫‪:‬أف (ما) التميمية‬
‫أقيس المغتيف ‪،‬ألنو ليس بفعؿ ‪ ،‬وليس(ما) كػ (ليس) ‪ ،‬وال يكوف فييا إضمار "‪.‬‬

‫وىو ال يجيز تقديـ خبر (ما) عمى اسميا في حاؿ تساوييما بالتعريؼ ‪ ،‬نحو ‪( :‬ما ىذا بشر)‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫منصوبا في الشعر‬
‫ً‬ ‫حيث خبر (ما) قد يتقدـ‬

‫‪ ،‬عمى ندرة قوؿ الفرزدؽ ‪:‬‬

‫إ ْذ ىـ قريش واذ ما مثميـ بشر‪.4‬‬ ‫فأصبحوا قد أعاد اهلل نعمتيـ‬

‫‪ -2-2‬الحرف ال ‪ :‬أصؿ حروؼ النفي وتنقسـ مف حيث العمؿ إلى قسميف ‪ :‬عاممة وغير‬
‫عاممة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ ،‬بناء الجممة العربية ‪ ،‬ص ‪.22 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.593‬‬ ‫عباس حسف النحو الوافي مع ربطو باألساليب الرفيعة والحياة المغوية المتجددة ‪ ،‬دار المعارؼ ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫مي البياف األحمر ‪ ،‬التقديـ والتأخير بيف النحو والبالغة ‪ ،‬رسالة ماجيستر ‪ ،‬الجامعة األمريكية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2001 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫مي البياف األحمر ‪ ،‬التقديـ والتأخير بيف النحو والبالغة ‪ ،‬رسالة ماجيستر ‪ ،‬ص ‪.36 :‬‬

‫‪28‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪(-‬ال) العاممة ‪ :‬وىي عمى نوعيف ‪ -1 :‬ال نافية لمجنس ‪َّ :‬‬
‫تدؿ عمى نفي الخبر عمى جميع‬
‫لما‬ ‫أفراد الجنس الواقع بعدىا عمى سبيؿ التنصيص ‪ ،‬ال عمى سبيؿ االحتماؿ ‪ ،‬نحو‪ :‬ال ر َّ‬
‫اد َّ‬
‫قضاه اهلل ‪ .‬وتعمؿ (ال) النافية لمجنس عمؿ َّ‬
‫(إف) فتنصب االسـ وترفع الخبر بستة شروط ىي‪:‬‬

‫أف تكوف نافية لمجنس نصَّا ال احتماال‪.‬‬


‫* ْ‬

‫فردا مف أفراده‪.‬‬
‫أف يكوف النفي لمجنس بأجمعو ؛ بحيث ال يبقي َ‬
‫* ْ‬

‫أف يكوف اسميا وخبرىا نكرتيف‪.‬‬


‫* ْ‬

‫أف يكوف اسميا ُمتصالً بيا ‪ ،‬ويمزمو تأخير الخبر عنو ‪.‬‬
‫* ْ‬

‫عدـ تقدـ خبرىا عمييا‪.‬‬


‫* ُ‬
‫‪1‬‬
‫* عدـ دخوؿ حرؼ الجر عمييا ‪.‬‬

‫أما حكم ال النافية لمجنس ‪:‬‬


‫َّ‬

‫صدؽ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كذبا ُم‬
‫مفردا ‪ ،‬نحو‪ :‬ال ً‬
‫* يكوف اسـ (ال) النافية لمجنس ً‬

‫نادـ)‬
‫* أو مضاؼ ‪ ،‬نحو‪ ( :‬ال محترـ ناس ُ‬
‫‪2‬‬
‫الـ‪.‬‬
‫صغير في السف ُم ُ‬
‫ًا‬ ‫* أو شبيا بالمضاؼ ‪ ،‬نحو‪ :‬ال‬

‫‪ -2‬ال التي لنفي الوحدة العاممة عمل ليس ‪ :‬تعمؿ عمؿ ليس فترفع المبتدأ ‪ ،‬وتنصب الخبر‬
‫‪ ،‬وال تعمؿ إال في نكرة ‪ ،‬وثمة خالؼ بيف النحاة في عمميا فقد منع إعماليا (المبرد واألخفش)‪،‬‬
‫وأجازه (ابف جني )حتى مع المعرفة ‪ ،‬ووافقو في ذلؾ بف مالؾ ‪ ،‬وذىب بعضيـ إلى أنيا تعمؿ‬

‫‪1‬‬
‫السيد الياشمي ‪ ،‬القواعد األساسية لمغة العربية حسب متف األلفية البف مالؾ ‪ ،‬دار ابف الييثـ ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪1430( ،‬ىػ ‪-‬‬
‫‪2009‬ـ )‪،‬ص‪.135:‬‬
‫‪2‬‬
‫اإلعراب والقواعد األساسية لمغة العربية ‪ ،‬مكتبة الصفوة أمي فاس ‪ ،‬دط ‪ 2007 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.28 :‬‬

‫‪29‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫عمؿ ليس بقمة ‪ ،‬واتفؽ جميور النحاة عمى جواز إعماليا عمؿ ليس بشروط جمعيا بف يعيش‬
‫أما ال المشبية بميس فحكميا حكـ ما في الشبو ‪ ،‬واإلعماؿ ‪ ،‬وليا شروط ثالثة ‪:‬‬
‫في قولو ‪ :‬و َّ‬

‫أف ال‬
‫أحدىما أف تدخؿ عمى نكرة ‪ ،‬والثاني ‪ :‬أف يكوف االسـ مقدـ عف الخبر ‪ ،‬والثالث ‪ْ ،‬‬
‫يفصؿ بينيا وبيف اسـ بغيره‪ ،‬فتقوؿ‪ :‬ال رجؿ منطمقًا ‪ ،‬كما تقوؿ‪ :‬ليس زيد منطمقًا‬

‫ب‪( -‬ال) النافية غير العاممة ‪ :‬تدخؿ ال غير العاممة عمى األسماء واألفعاؿ ؛ فإذا دخمت عمى‬
‫األسماء ‪ ،‬وكاف مدخوليا معرفة تيمؿ ويكوف ما بعدىا مبتدأ وخبر ويجب تكرارىا ‪ ،‬يقوؿ‪ :‬بف‬
‫مالؾ ‪،‬اذا انفصؿ مصحوب ال أو كاف معرفة بطؿ العمؿ بإجماع ويمزـ حينئذ التكرار في غير‬
‫أما لو فصؿ بينيا وبيف اسميا ‪1،‬نحو ‪:‬قولو تعالى ‪َ ":‬ال‬
‫ضرورة ‪ ،‬خالفا لممبرد وبف كيساف ‪َّ ،‬‬
‫وف " ‪2‬اىممت ووجب تكرارىا ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فييَا َغ ْو ٌؿ َوَال ُى ْـ َع ْنيَا ُي ْن َزفُ َ‬

‫أما مف حيث‬
‫‪ -3-2‬الت‪ :‬ىي كممة مركبة مف (ال و ايت) وىي مثؿ (ليس) بناء وداللة ‪َّ :‬‬
‫االستعماؿ ‪ ،‬فميس أوسع استعماال مف (الت) ‪ ،‬ولذلؾ اختصت (الت) بالحيف ‪ ،‬فال تدخؿ عمى‬
‫نادر ‪.‬‬
‫سواه إال ًا‬

‫يف‬ ‫واختصت (الت) ايضا بأف يحذؼ جزئي الجممة بعدىا ‪ 3:‬وذلؾ في قولة تعالى ‪ " :‬وَال َ ِ‬
‫تح َ‬ ‫َ‬
‫اص " ‪4‬ويعربيا النحاة ىكذا ‪( :‬حيف مناص) ‪ ،‬حيف‪ :‬خبرىا منصوب ‪ ،‬مناص‪ :‬مضاؼ إليو‬ ‫َمَن ٍ‬

‫أما اسميا محذوؼ ‪ ،‬ويقدر بالحيف ايضا ‪ ،‬فيكوف تقدير الكالـ ‪ :‬ليس الحيف حيف مناص ‪.‬‬
‫‪َّ .‬‬

‫وربما قصر بعض النحاة وحوؿ(الت) عمى لفظ الحيف خاصة ‪ :‬كاآلية ‪ ،‬ولكف "الف ارء " ‪:‬كاف‬
‫‪5‬‬
‫يرى َّ‬
‫أف (الت )يكوف مع األوقات كميا ‪ ،‬وانشد ‪:‬والت ساعة مندـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يوسؼ بف محمد ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬رسالة ماجستر ‪ ،‬جامعة الطائؼ ‪2013 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.19 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬الصؼ ‪ ،‬اآلية ‪.47 :‬‬
‫‪3‬‬
‫ميدي المخزومي ‪ ،‬في النحو العربي نقد وتوجيو ‪ ،‬دار الرائد العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبناف ‪ ،‬ط‪1406( ، 2‬ىػ ‪1986 -‬ـ) ‪ ،‬ص‬
‫‪.54 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪ :‬ص ‪ ،‬اآلية ‪.3 :‬‬
‫‪5‬‬
‫ميدي المخزومي ‪ ،‬في النحو العربي نقد وتوجيو ‪ ،‬ص‪.54 :‬‬

‫‪30‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫(إن) ‪ :‬فيي النفي معنى الخبر في الزمف الحالي عند اإلطالؽ ‪ ،‬ولكف الذيف‬
‫‪ -4-2‬الحرف ْ‬
‫(إف)‬
‫يعممونو يشترطوف الشروط الخاصة بإعماؿ (ما النافية) إال الشروط الخاصة بعدـ وقوع ْ‬
‫رخيصا (بمعنى ‪ :‬الذئب‬
‫ً‬ ‫إف الذىب‬
‫(إف)النافية ‪ ،‬نحو‪ْ :‬‬
‫(إف)الزائدة بعد ْ‬
‫الزائدة بعدىا ؛ إذ ال تقع ْ‬
‫‪1‬‬
‫إف الذئب رخيص‪.‬‬
‫رخيصا) أو ‪ْ :‬‬
‫ً‬

‫‪/3‬أدوات نفي الجممة اإلسمية المركبة ‪:‬‬

‫اختمؼ النجاء بشأف (ليس) فذىب قوـ إلى أنيا حرؼ ‘ وذىب الجميور إلى أنيا فعؿ ‪ ،‬وىي‬
‫تدخؿ عمى الجممة اإلسمية فتنفييا في الحاؿ وتؤثر في عنصري اإلسناد ‪،‬حيث يصحب دخوؿ‬
‫ىذه األداة تغير إعرابي في عنصري الجممة االسنادييف‪ ،‬حيث يطمؽ عمى المسند إليو في‬
‫التحميؿ النحوي اسـ "ليس "ويكوف مرفوعا ‪ ،‬ويطمؽ عمى المسند خبر "ليس " ويكوف منصوبا ‘‬
‫ونصب المسند ىو التغير الواضح عند النفي بػ"ليس "‪.‬‬

‫‪،‬وعند دخوؿ ليس عمى الجممة الفعمية ‪ ،‬يجب تقدير ضمير شأف اسميا ليا ‪ ،‬وتكوف الجممة‬
‫الفعمية في محؿ نصب خبر" ليس" ‪.‬‬

‫وجدير بذكر َّ‬


‫أف " ليس "مف أخوات كاف ‪،‬وعند دخوليا عمى الجممة اإلسمية البسيطة تتحوؿ‬
‫ولما كانت نافية لعالقة اإلسناد بيف المبتدأ وخبره فقد آثرت ىذه‬
‫الى جممة إسمية موسعة ‪َّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫الدراسة ‪،‬جعؿ "ليس " مف وسائؿ نفي الجممة اإلسمية الموسعة ‪.‬‬

‫‪ /4‬الجممة الفعمية المنفية ‪:‬‬

‫كذبا‬
‫ال تُنفى الجممة الفعمية ذات فعؿ األمر ؛ ألنيا طمب ‪،‬والطمب إنشاء ال يحتمؿ صدفًا وال ً‬
‫‪ ،‬وانما تُنفى الجممة الفعمية التي فعميا ماض أو مضارع ‪ ،‬والجممة الفعمية التي فعميا مضارع‬

‫‪1‬‬
‫عباس حسف ‪ ،‬النحو الوافي مع ربطو باألساليب الرفيعة والحياة المغوية المتجددة ‪،‬ص ‪.604 :‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ :‬بناء الجممة العربية ‪ ،‬ص‪.235 :‬‬

‫‪31‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫لما ) ‪ ،‬في حيف ال تُنفى‬


‫تُنفى بكؿ األدوات الصالحة لنفي الجممة الفعمية (ال ‪ ،‬ما ‪ ،‬لـ ‪ ،‬لف ‪ّ ،‬‬
‫الجممة الفعمية التي فعميا ماض إال بػ "ما" أو" ال‪. " 1‬‬
‫‪-1-4‬ال النافية غير العاممة ‪:‬‬
‫صمَّى "‬ ‫ال‬
‫و‬
‫َ‬
‫َ َ َ‬‫ؽ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ص‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪":‬‬ ‫تعالى‬ ‫قولو‬ ‫نحو‬ ‫‪2‬‬
‫تدخؿ عمى الفعؿ الماضي بقمة ‪ ،‬ويجب تكرارىا ‪،‬‬
‫‪3‬وتكوف بمعنى "لـ "‪ ،‬وتدؿ عمى نفي مطمؽ الزمف مع الفعؿ الماضي ‪.‬‬
‫واذا قُصد بالفعؿ الدعاء نحو ‪":‬ال فض اهلل فاؾ" فال يجب تكرارىا ‪.‬‬
‫أما إذا دخمت عمى الفعؿ المضارع فال يؤثر فيو ‪ ،‬وال يجب تكرارىا ‪،‬وتكوف نفيا لممستقبؿ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫يقوؿ سيبويو ‪":‬ال نفي لقولو يفعؿ ولـ يقع الفعؿ فنقوؿ ال يفعؿ "‪.‬‬
‫‪-2-4‬الحروف ما ‪:‬‬
‫تنفى الجممة الفعمية التي فعميا مضارع بدخوؿ (ما) عمييا فيخمص الفعؿ لمحاؿ ‪ ،‬وال يحدث‬
‫حينئذ أي تأثير إعرابي لدخوليا ‪ ،‬واذا دخمت عمى الفعؿ الماضي بقي الفعؿ في داللة الزمنية ‪،‬‬
‫"فالمتكمـ إذا قاؿ ‪ :‬لقد فعؿ فإف نفيو‪ :‬ما فعؿ ‪"...‬‬
‫واذا قاؿ‪ :‬ىو يفعؿ‪ ،‬أي ىو في حاؿ فعؿ ‪ :‬ما يفع ُؿ "‬
‫‪-3-4‬لم ‪:‬‬
‫تختص (لـ) بالدخوؿ عمى الفعؿ المضارع فتجزمو وتحولو لمماضي "نقوؿ ‪ :‬يقوـ زيد‪ ،‬فيكوف‬
‫الفعؿ مرفوعا لخموه مف الناصب والجازـ ومحتمال لمحاؿ واالستقباؿ ‘فإذا دخمت عميو لـ جزمتو‬
‫وقمبت معناه إلى الماضي‪. " 5‬‬
‫وىذا يعني أف (لـ) تخمؼ عف (ما) وذلؾ َّ‬
‫أف " ما‬

‫‪1‬‬
‫يوسؼ بف محمد ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬ص ‪.21 :‬‬
‫‪2‬‬
‫يوسؼ بف محمد ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬ص ‪.21 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة ‪ :‬القيامة ‪ ،‬اآلية ‪.31 :‬‬
‫‪4‬‬
‫يوسؼ بف محمد ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬ص ‪.21 :‬‬
‫‪5‬‬
‫ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الزقازيؽ ‪،‬‬
‫‪2006‬ـ ‪ ،‬ص ‪.92 :‬‬

‫‪32‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫إدا نفت الماضي كاف المراد ما قرب مف الحاؿ ‪،‬بينما (لـ )تنفي الحاؿ مطمقًا "‬
‫‪ -4-4‬الحرف لن ‪:‬‬

‫ىي أداة تدخؿ عمى الفعؿ المضارع فتنصبو‪ ،‬وىي مركبة ال مفرد وأصميا (ال أف ) وىو رأي "‬
‫الخميؿ " وكاف الخميؿ يقوؿ أنيا ( ال أف ) ولكنيـ حذفوا لكثرتو في الكالـ ‪ ،‬فقد حذفوا اليمزة‬
‫مف (اف ) لكثرة دوراف الكممتيف متصميف في االستعماؿ ‘ثـ الصقت الالـ بالنوف بعد حذؼ‬
‫‪2‬‬
‫األلؼ مف (ال) اللتقاء الساكنتيف ‪ ،‬فصارت (لف ) ‪.‬‬

‫لما‪:‬‬
‫‪-5-4‬الحرف َّ‬

‫(لما ) النافية عمى الجممة الفعمية ذات الفعؿ المضارع فتجزمو وتحولو لمماضي ‪ ،‬وبذلؾ‬
‫تدخؿ ّ‬
‫(لما ) ىي (لـ)‬
‫تتفؽ ‪،‬كما يرى نحاتنا القدماء ‪ ،‬مع الحرؼ (لـ ) الذي يعتبر أصال ليما ‪ ،‬ألف ّ‬
‫زيدت عمييا (ما) فمـ يتغير عمميا الذي ىو الجزـ ‪.‬‬

‫(لما) و(لـ) حيث إف ‪( :‬لـ) تفيد استمرار النفي مف الماضي الى الحاؿ ‪،‬‬ ‫وثمة فوارؽ بيف ّ‬
‫ب َش ِقِّيا " ‪4‬وتفيد (لـ) انقطاع النفي النحو‪. 5‬‬
‫‪3‬نحو‪َ " :‬ولَ ْـ أَ ُك ْف بِ ُد َعائِ َؾ َر ِّ‬

‫‪1‬‬
‫ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬ص ‪.92 :‬‬
‫‪2‬‬
‫ميدي المخزومي ‪ ،‬في النحو العربي نقد وتوجيو ‪ ،‬ص‪.67 :‬‬
‫‪3‬‬
‫ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬ص‪.102 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪ :‬مريـ ‪ ،‬اآلية ‪.8 :‬‬
‫‪5‬‬
‫ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬ص‪.102:‬‬

‫‪33‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫(لما) فال تقترف بأداة شرط ‪ ،‬وال يكوف النفي بيا إال‬ ‫ّ ّ‬‫ا‬ ‫أم‬ ‫"‬ ‫‪1‬‬
‫قولو تعالى "فَِإ ْف لَ ْـ تَ ْف َعمُوا َولَ ْف تَ ْف َعمُوا‬
‫اب "‪. 3‬‬‫متصال بالحاؿ ‪ ،‬كما يكوف منفيا يتوقع ثبوتو ‪،2‬ومف ذلؾ قولو تعالى " َب ْؿ لَ َّما َي ُذوقُوا َع َذ ِ‬

‫فيستعمؿ ذلؾ مطابقا لما يالحظو‬


‫تطرقنا في ما سبؽ إلى بعض أدوات النفي في العربية ‪ُ ،‬‬
‫المتكمـ مف أحاسيس ‪ ،‬شاورت ذىف المخاطب خطأ فيسعى إلزالة ذلؾ بأدوات النفي وطرائقو‬
‫المتنوعة االستعماؿ ‪ ،‬منيا ما ينفي الجممة اإلسمية البسيطة ‪،‬مثؿ (ما ‪ ،‬ال ‪ ،‬الت‪ ،‬إف ) ومنيا‬
‫يدخؿ عمى الجممة اإلسمية المركبة ‪،‬كػ (ليس ) ومنيا ما يستعمؿ في الجممة الفعمية ‪ ،‬مثؿ (ال‬
‫‪،‬لما) ‪.‬‬
‫النافية الغير العاممة ‪ ،‬ما ‪ ،‬لـ ‪ ،‬لف ّ‬

‫فالتعبير عف ىذه األغراض في العربية تتفاوت مف غرض آلخر ‪ ،‬قد يحتاج المتحدث إلى‬
‫نفي أمر أو استفياـ عنو ‪ ،‬أو حث الناس واغرائيـ لفعمو أو تحذيرىـ مف ذلؾ ‪ ،‬وىذا ما يدؿ‬
‫عمى اختالؼ وتنوع األساليب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة ‪ :‬البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.24 :‬‬
‫‪2‬‬
‫ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬ص‪.102:‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة ‪ :‬ص ‪ ،‬اآلية ‪.8 :‬‬

‫‪34‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الجممة الخبرية المؤكدة ‪.‬‬

‫‪ /1‬تعريفيا ‪:‬‬

‫*التوكيد ‪ 1-1:‬لغة ‪ :‬التوكيد في المغة ىو التأكيد ‪ ،‬وقد َّ‬


‫وكد الشيء ‪ ،‬وأكده بمعنى ‪ ،‬حيث‬
‫‪1‬‬
‫إيكادا‪.‬‬ ‫وكد العقد والعيد ‪ :‬أوثقو ‪ ،‬واليمزة فيو لغة ‪ ،‬يقاؿ‪ِ :‬‬
‫أوكدتُو وأ َكدتُو وآكدتُو ً‬

‫فالتوكيد إذف ‪ :‬ىو التأكيد ويعنى التوثيؽ أو اإلحكاـ ‪ ،‬والتوكيد مصدر‪َّ .‬‬
‫وكد ‪ ،‬والتأكيد مصدر‬
‫‪2‬‬
‫أ َكد لكف التوكيد أفصح مف التأكيد‪.‬‬

‫‪ 2-1‬اصطالحا ‪ :‬التوكيد ُيراد بو تثبيت المعنى في النفس ‪ ،‬وازالة المبس عف الحدث أو‬
‫المحدث عنو ‪ ،‬وىو دخؿ في الكالـ إلخراج الشؾ ‪ ،‬وفي األعداد إلحاطة األجزاء ‪ ،‬ومف ذلؾ‬
‫أف يكممؾ ‪،‬فإف قمت‬
‫أف يكوف كممؾ ىو ‪ ،‬أو أمر غالمو ْ‬ ‫َّأنؾ تقوؿ ‪ :‬كممني أخوؾ ‪ ،‬فيجوز ْ‬
‫‪3‬‬
‫أف يكوف المكمـ لؾ إالَّ ىو‬
‫تكميما لـ يجز ْ‬
‫ً‬ ‫كممني أخوؾ‬

‫وقد بحث النحاة القدماء في التوكيد ‪ ،‬حيث ذكره ابف جني في الخصائص‪ ،‬في باب االحتياط‬
‫مكنتو واحتاطت لو ‪ ،‬فمف ذلؾ التوكيد وىو ضربيف‬ ‫بقولو ‪ " :‬اعمـ َّ‬
‫أف العرب إذا أرادت المعنى ّ‬
‫يد ‪ ،‬اهلل أكبر ‪ ،‬اهلل أكبر‪...‬والثاني‬
‫يد قاـ ز ُ‬
‫‪ :‬أحدىما تكرير األوؿ بمفظو وىو نحو قولؾ ‪ :‬قاـ ز ُ‬
‫‪ :‬تكرير األوؿ بمعناه وىو عمى ضربيف ‪ :‬أحدىما لإلحاطة والعموـ ‪ ،‬واآلخر ‪:‬لمتثبيت والتمكيف‬
‫‪ ،‬األوؿ كقولنا ‪ :‬قاـ القوـ كميُّـ ورأيتيـ أجمعيف ‪...‬والثاني ‪ :‬نحو قولؾ‪ :‬قاـ زيد نفسة ورأيتو‬
‫‪4‬‬
‫نفسو "‬

‫أما التوكيد في دراسات النحاة المحدثيف ‪ ،‬ينحصر في قسميف ‪ :‬التوكيد المعنوي ‪،‬والتوكيد‬
‫َّ‬
‫أما التوكيد المعنوي ؛ىو ما يكوف بتكرير المعنى دوف لفظو ‪ ،‬ويكوف في بألفاظ‬
‫المفظي ؛ َّ‬

‫‪1‬‬
‫ؾ د ) ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪.482 :‬‬ ‫(و َ‬
‫ابف منظور ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬مادة َ‬
‫‪2‬‬
‫ؾ َد) ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.360 ، 359 :‬‬
‫(و َ‬
‫الفيروز أبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬دار الجيؿ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دت ‪ ،‬مادة َ‬
‫‪ 3‬ابف منظور ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬ص ‪.482 :‬‬
‫‪4‬‬
‫ابو الفتح عثماف بف جني ‪ ،‬الخصائص ‪ ،‬ج‪ ، 3‬دت ‪ ،‬ص‪( ، 101 :‬بتصرؼ)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫مخصوصة ىي ‪ :‬النفس ‪ ،‬والعيف ‪ :‬وكؿ ‪ ،‬جميع ‪ ،‬وكال ‪ ،‬وكمتا ‪،‬وعامة ‪ :‬وأجمع وفروعيا‬
‫‪1‬‬
‫إما عف ذلؾ المتبوع ‪ ،‬وا َّما عف‬
‫وتوابعيا ‪ .‬والغرض منو ىو إبعاد ذلؾ االحتماؿ وازالتو ‪َّ :‬‬
‫إفادتو التعميـ الشامؿ المناسب لمدلولو‪.‬‬

‫أما التوكيد المفظي ‪ ،‬فيو؛ تكرار الفظ السابؽ بنصو أو بمفظ أخر مرادؼ لو ‪ ،‬ومف أىـ أغراض‬
‫َّ‬
‫‪2‬‬
‫سمعو أو سمعو ولكف لـ يتبينو ‪.‬‬
‫التوكيد ؛ تمكيف السامع مف تدارؾ لفظ لـ ي ْ‬

‫أما التوكيد عند البالغيف ىو تحصيف لكالـ بتمكيف االسناد فيو إ ْذ ال يقوـ الكالـ بدوف اسناد ‪،‬‬
‫َّ‬
‫حيث يشمؿ وسائؿ التوكيد كؿ ما يصمح في العربية لمتقرير والتمكيف ‪ .‬وىذا التمكيف يتعمؽ‬
‫باإلسناد أي بتعميؽ المسند والمسند إليو في الجممة الخبرية ‪:‬‬

‫‪ -‬خبر غير مؤكد ‪ :‬خرج الولد‪ /‬الطقس جميؿ‪.‬‬

‫‪ -‬خبر مؤكد ‪ :‬قد خرج الولد ‪ /‬لمطقس جميؿ‪.‬‬

‫إف الولد قد خرج ‪َّ /‬‬


‫إف الطقس لجميؿ‪.‬‬ ‫‪َّ -‬‬

‫‪3‬‬
‫وىو بذلؾ ينصب عمى الفعؿ في الجممة الفعمية ‪ ،‬وعمى الخبر في الجممة االسمية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ ،‬التوابع في الجممة العربية ‪ ،‬مطبعة كمية ‪ ،‬دار العموـ ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪.76 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عباس حسف النحو الوافي مع ربطو باألساليب الرفيعة والحياة المغوية المتجددة ‪ ،‬ج‪، 3‬ص ‪.526 ، 525 ، 503 :‬‬
‫‪3‬‬
‫األزىر الزناد ‪ ،‬دروس في البالغة العربية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1992 ، 1‬ـ ‪ ،‬ص ‪.100 :‬‬

‫‪36‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /2‬أدوات توكيد الجممة االسمية ‪:‬‬

‫"أن" ‪ :‬تدخؿ " َّ‬


‫إف " عمى الجممة االسمية البسيطة لتؤكد مضمونيا وتحوليا‬ ‫"إن " و َّ‬
‫‪َّ -1-2‬‬
‫لجممة اسمية موسعة (منسوخة)‬

‫إف الولد مريض‪ ،‬اعتبرت َّ‬


‫(أف) حينئذ مجرد أداة‬ ‫(إف) عمى الجممة في مثؿ ‪َّ :‬‬
‫‪،‬فعند دخوؿ َّ‬
‫تتصدر الجممة لتأكيد المعنى لمف يتردد في التسميـ بو ‪ ،‬والمراد حرفيا ‪ :‬أنظر الطفؿ مريض‬
‫وىو مساو لقولنا ‪:‬أؤكد َّ‬
‫أف الطفؿ مريض‪.‬‬

‫"أف" تؤكداف مضموف الجممة وتحققانو فػ َّ‬


‫(إف) لتوكيد الحكـ ونفي الشؾ فيو‬ ‫‪":‬إف"‪ ،‬و َّ‬
‫و األداتاف َّ‬
‫أو إلنكاره لو‪.‬‬

‫َّ‬
‫و(أف) مثميا في الوظيفة والعمؿ ‪ ،‬فيي فرع عنيا ‪ ،‬وتكوف موصوال حرفيا مؤوال مع معموليو‬
‫‪1‬‬
‫بالمصدر ‪.‬‬

‫‪ " -2-2‬الم االبتداء ‪ ،‬والقسم ‪:‬‬

‫الدع ِ‬ ‫ِ‬
‫اء "‪ 2‬وىي تفيد تأكيد مضموف الجممة ‪،‬‬ ‫أ‪ /‬الم االبتداء‪ :‬نحو قولو تعالى ‪ " :‬إِ َّف َربِّي لَ َسميعُ ُّ َ‬
‫"إف" عف صدر الجممة كراىية ابتداء الكالـ بمؤكديف ؛ و َّ‬
‫ألنيا تدؿ بجية‬ ‫وليذا زحمقوىا في باب َّ‬
‫"إف " تدؿ بجيتيف ‪ :‬العمؿ والتأكيد ‪ ،‬والداؿ بجيتيف ُم َّ‬
‫قدـ عف الداؿ بجية كنظيره في‬ ‫التأكيد ‪،‬و َّ‬
‫(إف) كأنيا أُعيدت الجممة ثالث مرات ‪ ،‬ألف َّ‬
‫(إف) ‪ ،‬أفادت‬ ‫اإلرث وغيره ‪ ،‬واف جاءت مع َّ‬
‫‪3‬‬
‫التكرير مرتيف ‪ ،‬فإف دخمت الالـ صارت ثالثًا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صبري إبراىيـ السيد ‪ ،‬لغة القرآف الكريـ في سورة النور دراسة في التركيب النحوي ‪ ،‬دار المعارؼ الجامعية ‪ ،‬اسكندرية ‪،‬‬
‫(‪ 1515‬ىػ ‪1995 -‬ـ )‪ ،‬ص‪.155 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬ابراىيـ ‪ ،‬اآلية ‪.39 :‬‬
‫‪3‬بدر الديف محمد بف عبد اهلل الزركشي ‪ ،‬البرىاف في عموـ القرآف ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد أبو الفضؿ ابراىيـ ‪ ،‬دار التراث ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫ط‪ ، 3‬ج‪1404 ( ، 2‬ىػ ‪ ، )1984 -‬ص‪.408 :‬‬

‫‪37‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫يما‬‫ف‬‫ؾِ‬
‫َ‬ ‫و‬‫م‬ ‫وف َحتَّى ُي َح ِّ‬
‫ك‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ؤ‬‫ي‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ِّؾ‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫و‬ ‫قول‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬‫‪1‬‬
‫ب‪ /‬القسم ‪ :‬وقد يكوف بالواو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫‪2‬‬
‫َش َج َر َب ْيَنيُ ْـ "‪.‬‬

‫المفرغ‪ .‬وقاؿ "‬


‫َّ‬ ‫‪ -3-2‬التوكيد بالقصر ‪ :‬القصر نوع مف التوكيد ‪ ،‬ويسميو النحاة باالستثناء‬
‫فضؿ حسف " عمى ما أقره " السيوطي" ‪" :‬ثـ المستثنى منو تارة يكوف محذوفًا ‪ ،‬وتارة يكوف‬
‫مذكور ‪ :‬فاألوؿ يجري عمى حسب ما يقتضيو العامؿ قبمو مف رفع أو نصب أو جر بحرفو‬
‫ًا‬
‫يدا ‪ ،‬وما مررت إال‬
‫بت إال ز ً‬
‫وما ضر ُ‬
‫‪،‬لتفريغو لو ‪ ،‬ووجود إالً كسقوطيا نحو‪ :‬ما قاـ إال زيد ‪َّ ،‬‬
‫بزيد ‪ :‬وما محمد إال رسوؿ اهلل ‪ ،‬وما في الدار إال عمروا "‪.‬‬

‫(إنما) ال‬ ‫أف َّ‬


‫أف أبا حياف يرى َّ‬ ‫واستخدـ لمقصر ‪َ :‬ما ‪ +‬إال ‪َّ ،‬إنما ‪.‬وقد نقؿ كثير مف العمماء َّ‬
‫ض‬‫تفيد القصر ‪ ،‬بؿ مجردا لتوكيد ‪ .‬فقد ذكره في تأويؿ اآلية ‪ "3‬وِا َذا ِقي َؿ لَيُ ْـ َال تُ ْف ِس ُدوا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫َ‬
‫"إف" و "لعمى" مف أخواتيا إذا‬ ‫أف َّإنما ال تفيد القصر ‪ .‬وال فرؽ بيف َّ‬ ‫وف "‪َّ 4‬‬ ‫قَالُوا إَِّنما َن ْحف م ِ‬
‫صم ُح َ‬
‫ُ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫اتصمت بيا ما ‪ ،‬واذا فيـ القصر َّ‬
‫فإنما يفيـ مف سياؽ الكالـ‬

‫أف ناس مف النحوييف يقولوف َّ‬


‫إف سبيؿ (ما و إال)‬ ‫وقد روي أبو عمي الفارسي في (الشي ارزيات) َّ‬
‫‪5‬‬
‫و(إنما) سبيؿ المفظيف يوضعاف لمعنى واحد ‪.‬‬

‫ويؤتى بو لمفصؿ بيف الخبر‬


‫‪ -4-2‬التوكيد بضمير الفصل‪ :‬ىو عادة ضمير رفع منفصؿ ‪ُ ،‬‬
‫اف‬
‫والصفة ‪ ،‬نحو‪" :‬محمد ىو النبي " فمو لـ نأت بالضمير (ىو) وقمنا " محمد النبي "الحتمؿ ْ‬
‫أف‬
‫فمما أتينا بضمير الفصؿ (ىو) تعيف ْ‬
‫أف يكوف صفة لو ‪َّ ،‬‬
‫يكوف (النبي) خب ار عف محمد و ْ‬
‫خبر عف المبتدأ ‪ ،‬وليس صفة لو‬
‫يكوف (النبي) ًا‬

‫‪1‬‬
‫فضؿ حسف عباس ‪ ،‬أساليب البياف ‪ ،‬دار النفائس ‪ ،‬ط‪1430( ، 2‬ىػ – ‪2009‬ـ )‪ ،‬ص ‪.43 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬النساء ‪ ،‬اآلية ‪.65 :‬‬
‫‪3‬‬
‫صبري إبراىيـ السيد ‪ ،‬لغة القرآف الكريـ في سورة النور دراسة في التركيب النحوي ‪ ،‬ص ‪157 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪ :‬البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.11 :‬‬
‫‪5‬‬
‫صبري إبراىيـ السيد ‪ ،‬لغة القرآف الكريـ في سورة النور دراسة في التركيب النحوي ‪ ،‬ص ‪.157 :‬‬

‫‪38‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،‬فضمير الفصؿ عمى ىذا األساس يزيؿ االحتماؿ واإلبياـ مف الجممة التي يدخؿ عمييا ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وبالتالي يفيد ضرًبا مف التأكيد ‪ ،‬وليذا ُع َّد مف أدوات توكيد الخبر ‪.‬‬

‫‪ /3‬أدوات توكيد الجممة الفعمية ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬التوكيد بحروف الزائدة ‪ :‬أ‪ -‬قد‪ :‬ىي مف الحروؼ التي ال تدخؿ إال عمى الفعؿ‪ ،‬وال‬
‫يحسف إيالء االسـ إياه‪ ،‬وىو في ذلؾ كالسيف وسوؼ ومنزلة ىذه الحروؼ مف الفعؿ منزلة‬
‫األلؼ والالـ مف االسـ؛ ألف السيف وسوؼ يقصراف الفعؿ عمى زماف دوف زماف‪ ،‬وىي بمنزلة‬
‫أيضا فكما‬
‫متوقعا وىو يشبو التعريؼ ً‬
‫ً‬ ‫األلؼ والالـ المتيف لمتعريؼ وقد توجب أف يكوف الفعؿ‬
‫أف األلؼ والالـ المتيف لمتعريؼ ال يفصؿ بينيا وبيف التعريؼ أيضا وكاف ىذا مثمو إال َّ‬
‫أف قد‬ ‫َّ‬
‫اتسعت فييا العرب؛ َّ‬
‫ألنيا لتوقع فعؿ‬

‫ويراىا ابف ىشاـ ثالثة أقساـ‪" :‬اسما‪ ،‬واسـ فعؿ‪ ،‬وحرفًا‪ .‬فيي اسـ إذا كانت بمعنى‬
‫(حسبي)‪ ،‬وتكوف اسـ فعؿ بمعنى (يكفى) فيقاؿ قدنى‬
‫ْ‬ ‫دى) بغير نوف كما يقاؿ‬
‫حسب)فيقاؿ( قَ ْ‬
‫( ْ‬
‫كما يقاؿ يكفينى ولحرفيتيا خمسة أىداؼ وىي التحقيؽ والتوقع‪ ،‬وتقريب الماضي مف الحاؿ‪،‬‬

‫والتقميؿ والتكثير‪ ،‬فمثاؿ التحقيؽ ‪ ،‬قولو تعالى‪ " :‬قَ ْد أَ ْفمَ َح َم ْف َزَّك َ‬
‫اىا‪"3‬‬ ‫‪2‬‬

‫إف دخمت عمى الماضي تكوف لتحقيؽ أو‬ ‫كما َّ‬


‫أف النحويوف يقسمونيا أربعة أقساـ ‪:‬فيي ْ‬
‫وف" ‪5‬ومثاؿ تقريب ‪،‬قد قامت الصالة‪.‬‬‫ن‬
‫ُ‬
‫ُْ َ‬‫ِ‬
‫م‬ ‫ؤ‬‫م‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫تعالى‬ ‫كقولة‬ ‫‪4‬‬
‫لمتقريب ‪،‬‬

‫واف دخمت عمى المضارع تكوف لمتقميؿ أو لمتكثير ‪ ،‬فمثاؿ التكثير ‪ :‬قد يجود الكريـ ‪ ،‬ومثاؿ‬
‫التقميؿ ‪ :‬قد يجود البخيؿ ‪ ،‬والذي ييمنا ما ذكره البالغيوف ‪ ،‬وىو َّ‬
‫أف (قد) تكوف لمتأكيد إذا‬
‫قُصد منيا تحقيؽ الفعؿ الذي دخمت عميو ‪،‬وذلؾ كقوؿ ابف زريؽ البغدادي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عتيؽ ‪ ،‬في البالغة العربية عمـ المعاني – البياف – البديع ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪.53 :‬‬
‫‪2‬‬
‫ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬ص‪129:‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة ‪ :‬الشمس‪ ،‬اآلية‪.9 :‬‬
‫‪4‬‬
‫فضؿ حسف عباس ‪ ،‬أساليب البياف ‪ ،‬ص ‪.46:‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة ‪ :‬المؤمنوف ‪ ،‬اآلية ‪.1 :‬‬

‫‪39‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫ِ‬ ‫تعذليو َّ‬


‫قد قمت حقًا ولكف ليس يسمعوُ‬ ‫ولعوُ‬
‫الع ْد َؿ ُي ُ‬
‫فإف َ‬ ‫ال ْ‬
‫وقد رأيت لبعض الكاتبيف أنيا َّإنما تكوف لمتأكيد إذا دخمت عمى الماضي فقط ‪ ،‬والحؽ َّأنيا‬
‫‪1‬‬
‫تكوف لمتأكيد حينما تدؿ عمى التحقيؽ ال فرؽ بيف الماضي والمضارع‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وف أَِّني َر ُسو ُؿ المَّ ِو إِلَ ْي ُك ْـ "‪.‬‬ ‫قاؿ تعالى " وِا ْذ قَا َؿ موسى لِقَو ِم ِو يا قَوِـ لِـ تُؤُذ َ ِ‬
‫ونني َوقَ ْد تَ ْعمَ ُم َ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ -‬السين و (سوف) ‪ :‬أما السيف ‪3‬كقولو تعالى ‪َ :‬سَي ْج َع ُؿ المَّوُ َب ْع َد ُع ْس ٍر ُي ْس ًار " ‪4‬وأما سوؼ‬
‫ورُى ْـ" ‪.6‬‬ ‫ُج‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫ؼ ُي ْؤتِي ِ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫تعالى‬ ‫قولو‬ ‫‪،‬‬‫‪5‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪-‬نون التوكيد ‪ :7‬قاؿ تعالى‪ ":‬لَيسجَن َّف ولَي ُك َ ِ‬
‫ون ْف م َف الصَّاغ ِر َ‬
‫يف "‪.‬‬ ‫َُْ ََ‬
‫‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫وف "‬‫م‬‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫س‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َّ‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫وف‬ ‫م‬‫م‬
‫َ‬ ‫ع‬‫ي‬‫س‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫‪9‬‬
‫ث‪-‬تكرار النفي‬
‫ََ ْ ُ َ‬ ‫ََ ْ ُ َ‬
‫‪-2-3‬التوكيد بالمؤكد المعنوي ‪ :‬وىو تابع يقرر أمر المتبوع في النسبة أو الشموؿ ‪ ،‬فاألوؿ كػ‬
‫(جاء عمي نفسو) و (المحمداف أنفسيما ) و(الزيدوف أنفسيـ ) والعيف كالنفس ‪،‬والثاني كػ ػ ػ‬
‫(جات الينداف كمتاىما )و( اشتريت المزرعة كميا ) و ( حضر األحباب كميـ )‪.‬‬

‫ويجب في التأكيد كونو مضاؼ الى ضمير عائد عمى المؤكد مطابؽ لو كما سبؽ في األمثمة‬
‫‪ ،‬ويستثنى في ذلؾ ( أجمع )و ما تصرؼ منو وال يضفف لضمير تقوؿ ‪(:‬اشتريت المنزؿ كمو‬
‫أجمع )و( زرت أىؿ الحي كمو أجمعيف) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أبي عبد اهلل فيصؿ بف عبده قائد الحاشدي ‪ ،‬تسييؿ البالغة ‪ ،‬دار اإليماف ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪.45 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬الصؼ ‪ ،‬اآلية ‪.5 :‬‬
‫‪3‬‬
‫أبي عبد اهلل فيصؿ بف عبده قائد الحاشدي ‪ ،‬تسييؿ البالغة ‪،‬ص‪.45 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪ :‬الطالؽ ‪ ،‬اآلية ‪.7 :‬‬
‫‪5‬‬
‫أبي عبد اهلل فيصؿ بف عبده قائد الحاشدي ‪ ،‬تسييؿ البالغة ‪،‬ص‪45 :‬‬
‫‪6‬‬
‫سورة ‪:‬النساء ‪ ،‬اآلية ‪.152 :‬‬
‫‪7‬‬
‫أبي عبد اهلل فيصؿ بف عبده قائد الحاشدي ‪ ،‬تسييؿ البالغة ‪،‬ص‪45 :‬‬
‫‪8‬‬
‫سورة ‪ :‬يوسؼ ‪ ،‬اآلية ‪.32 :‬‬
‫‪9‬عبد الرحمف المطردي ‪ ،‬أساليب التوكيد في القرآف الكريـ ‪ ،‬دار الجماىيرية ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪.270 ، 269 :‬‬
‫‪10‬‬
‫سورة ‪ :‬النبأ ‪ ،‬اآلية ‪.5، 4 :‬‬

‫‪40‬‬
‫الجممة الخبرية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويجب في النفس والعيف إذا أكد بيما أف يكوف مفرديف مع المفرد ‪ ،‬نحو ‪(:‬جاء األستاذ نفسو‬
‫عينو و (جاءت الطالبة عينيا نفسيا )‬

‫‪ -3-3‬التوكيد بالمؤكد المفظي ‪ :‬ىو تكرار المفظ مرادؼ لو ‪ ،‬والمؤكد المتبوع قد يكوف اسما ‪:‬‬
‫فعال نحو‪ :‬تتحرؾ تتحرؾ األجراـ ‪ ،‬وقد يكوف‬
‫نحو‪ :‬الشمس الشمس ُّأـ األرض ‪ ،‬وقد يكوف ً‬
‫نعـ أييا الداعي إلى اليدى ‪ ،‬وقد يكوف جممة اسمية أو فعمية نحو‪( :‬الخبر‬
‫نعـ ْ‬‫حرفًا ‪،‬نحو‪ْ :‬‬
‫المغبة تواتيؾ عواقبو )( الخبر محمود َّ‬
‫المغبة تواتيؾ عواقبة ) ‪،‬وقد يكوف اسـ فعؿ نحو‪:‬‬ ‫محمود َّ‬

‫‪1‬‬
‫حذار حذار مف بطش وغدرى‪.‬‬ ‫ىي الدنيا تقوؿ بمؿء فييا‬

‫تتنوع أدوات وطرؽ التوكيد في العربية ‪ ،‬يستعمميا المتكمـ عند الحاجة إلييا ‪ ،‬فيكوف التوكيد تارة‬
‫بأداة دالة ‪ ،‬وتارة بغير أداة ‪ ،‬حيث تناولنا في دراستنا لبعض األدوات ‪ ،‬واألساليب منيا ما‬
‫يدخؿ عمى الجممة االسمية مثؿ‪( :‬الـ االبتداء ‪ ،‬القسـ ‪ ،‬ضمير الفصؿ ) ومنيا ما يدخؿ عمى‬
‫الجممة الفعمية كػ(قد ‪ ،‬السيف ‪ ،‬سوؼ ‪ ،‬نوف التوكيد)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرحمف المطردي ‪ ،‬أساليب التوكيد في القرآف الكريـ ‪ ،‬اآلية ‪.270 :‬‬

‫‪41‬‬
‫( الجممة اإلنشائية )‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلنشاء الغير طمبي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلنشاء الطمبي‪.‬‬


‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمييد‪:‬‬

‫بعد عرضنا ألنماط الجممة الخبرية سنتطرؽ األف إلى الجممة اإلنشائية ‪ ،‬فما ىو مفيوـ الجممة‬
‫اإلنشائية ؟ والى ما تنقسـ؟‬

‫حيث تعرؼ الجممة اإلنشائية بأنيا ما ال يحتمؿ الِّصدؽ والكذب لذاتو ‪ :‬نحو‪ :‬اغفر ‪ ،‬ارحـ ‪،‬فال‬
‫ينسب قائمو صدؽ أو كذب‪.‬‬

‫عؿ) وطمب‬
‫أو ىو ما ال يحصؿ مضمونو وال يتحقؽ إال إذا تمفظت بو ؛ فطمب الفاعؿ في (ا ْف ْ‬
‫ُّ‬
‫الكؼ في (ال تفعؿ) ‪،‬وطمب المحبوب في (التمني) ‪ :‬وطمب الفيـ في (االستفياـ )وطمب‬
‫المتمفظ بيا‪ ،‬وتنقسـ إلى اإلنشاء الغير‬ ‫َّ‬
‫الصيغ ُ‬ ‫(النداء) كؿ ذلؾ ما حصؿ إالَّ بنفس‬
‫اإلقباؿ في ِّ‬
‫طمبي واإلنشاء الطمبي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلنشاء غير الطمبي‪:‬‬

‫مطموبا غير حاصؿ وقت الطمب ‪،‬كصيغ المدح والذـ‬


‫ً‬ ‫اإلنشاء غير الطمبي ‪:‬ىو ما ال يستدعي‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وجممة التعجب‪ ،‬والعقود ‪ ،‬والقسـ ‪.‬‬

‫‪ /1‬المدح والذم‪ :‬يأتي في أفعاؿ وصيغ ىي ‪:‬‬

‫* يأتي المدح بفعؿ (نِ ْعـ)مثؿ‪ :‬نِ ْعـ العبد َّإنو َّأواب‬

‫المتكبريف‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫* ويأتي الذـ بفعؿ(بئس) مثؿ‪ :‬ب ْئ َس َمثوى ُ‬

‫الزما بضـ العيف ‪،‬‬


‫حوؿ الفعؿ الماضي الثالثي عف وزنو فَُيصاغُ عمى وزف ( َف ُعؿ) ‪َ ،‬‬
‫وي َّ‬
‫* ُ‬
‫وح ُسف أولئؾ‬
‫ويستَ ْع َم ُؿ عندئذ قريبا مف استعماؿ " نعـ وبئس" لمداللة عمى المدح والذـ ‪ :‬مثؿ‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫اءت ُمرتَفَقًا ‪،‬‬
‫صير ‪َ ،‬و َس ْ‬
‫اءت َم ًا‬
‫وس ْ‬‫قاما ‪َ ،‬‬
‫وم ً‬‫ستقر ُ‬
‫ساءت ُم ًا‬
‫ْ‬ ‫قاما ‪ّ ،‬انيَا‬
‫وم ً‬‫نت ُم ْستق ار ُ‬
‫َرفيقًا ‪َ ،‬ح ُس ْ‬
‫عطاء ‪ ،‬ووفَؽ َبَي ًانا ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وجاد‬
‫ُ‬ ‫وجمؿ ُخمُقًا ‪،‬‬
‫أصالً ‪ُ ،‬‬
‫ُمحمد َعظُـ َر ُسوالَ ‪ ،‬و َك ُرـ ُ‬

‫أفعا ُؿ (ساء ‪ ،‬وجاد ‪ :‬وفاؽ) في ىذه األمثمة ىي عمى تقدير تحويميا إلى وزف (فَ ُع َؿ) واف شابو‬
‫وء‪َ ،‬ج ُوَد ‪،‬‬
‫(س َ‬
‫لت إليو ل ْفظُيا الذي ُح ِّولت منوُ ‪ ،‬ألف ل ْفظيا الذي حولت إليو ىو ُ‬
‫لفظيا الذي ُح ِّو ْ‬
‫مبت ألفًا ‪ ،‬فعادت إلى مثؿ ما ُح ِّولت ًع ْنوُ في‬
‫تحركت الواو وانفتح ما قباىا فَ ُق ْ‬ ‫ؽ) ولكف َّ‬ ‫وفو َ‬
‫ُ‬
‫المفظ‪.2‬‬

‫‪ُ /2‬جممة التعجب ‪ :‬التعجب تفضيؿ شخص مف شخص أو غيره عمى أضرابو في وصؼ مف‬
‫‪3‬‬
‫قياسا بصيغتيف (ما أفعمو) و (أفعؿ بو)‪.‬‬
‫األوصاؼ ‪ .‬والتعجب يأتي ً‬

‫‪ 1‬أحمد الياشمي ‪ ،‬جوىر البالغة في المعاني والبياف والبديع ‪ ،‬ضبط وتدقيؽ ‪ :‬يوسؼ الصميمي ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫دت ‪ ،‬ص ‪.69:‬‬

‫‪2‬‬
‫عبد الرحمف حف جنكة الميداني ‪ ،‬البالغة العربية أُسسيا ‪ ،‬وعموميا ‪ ،‬وفنونيا ‪ ،‬دار القمـ ‪ ،‬دمشؽ ‪ ،‬الدار الشامية ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪1617( ، 1‬ىػ ‪1997 -‬ـ ) ص ‪.125 :‬‬
‫‪ 3‬ابف عبد اهلل شعيب ‪ ،‬الميسر في البالغة العربية ‪ ،‬دروس وتماريف ‪ ،‬دار اليدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬د ط ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ص ‪. 172 :‬‬

‫‪44‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مبيما كاف أعظـ في النفس‬


‫نستعمؿ في التعجب (ما) ألنيا في غاية اإلبياـ ‪ ،‬والشيء إذا كاف ً‬
‫‪ ،‬الحتمالو أمور كثيرة ‪ ،‬فميذا كانت زيادتُيا في التعجب أولى مف غيرىا ‪.1‬‬

‫فثالنا في الصيغة األولى ‪ :‬قوؿ دعبؿ الخزاعي‪:‬‬

‫اهلل يعمـ إتي لـ اقؿ فندا‬ ‫ما أكثر الناس ال بؿ ما أقميـ‬

‫أحدا‬
‫عمى كثير ولكف ال أرى ً‬ ‫إني ألغمض عيني ثُـ أفتحيا‬

‫ومف الصيغة الثانية قوؿ الشاعر‪:‬‬

‫يا ليت أياـ الشباب تعود‪.2‬‬ ‫أعظـ بأياـ الشباب نظارة‬

‫الرؽ ‪ ،‬وق اررات تعييف الموظفيف ‪ ،‬وق اررات‬


‫ض ْرب ّ‬
‫‪ /3‬العقود‪ :‬مثؿ البيع وعقود الزواج ‪ ،‬وأوامر َ‬
‫ممف يممؾ ذلؾ ‪ ،‬وكعبارات الطالؽ والعتؽ ‪ ،‬ومبايعة رئيس الدولة ‪ ،‬وخمع‬
‫اإلقامة مف الوظائؼ َّ‬
‫البيعة عنو ‪ ،‬ونحو ذلؾ‪.‬‬

‫وتأتي صيغ العقود وصيغ حميا بعبارات مختمفات مف الجمؿ الفعمية واإلسمية ‪ ،‬وما يقوـ مقاميا‬
‫اختصار ‪ ،‬مثؿ‪:‬‬
‫ًا‬

‫‪ -1-3‬إنشاء عقود البيع والشراء بما يدؿ عمييا اصطالحا مف عبارات ؛ كبعتؾ ‪ ،‬اشتريت منؾ‬
‫ِ‬
‫‪ ،‬أبيعؾ ‪ ،‬أشتري منؾ ‪ ،‬بِ ْعني ‪ْ ،‬‬
‫بعتُؾ ‪ ،‬اشتري ِّ‬
‫مني ‪ ،‬اشتريت منؾ ‪.‬‬

‫قبمت زواجيا‬ ‫‪ -2-3‬إنشاء عقود الزواج بما ُّ‬


‫يدؿ عمييا اصطالحا مف عبارات؛ كزوجتُؾ بنتي ‪ُ ،‬‬
‫زوجني ابنتؾ ‪ ،‬زوجتُكيا ‪ ،‬ونحوىا ‪.‬‬
‫تزوجتيا ‪ِّ ،‬‬
‫ُزوجؾ ابنتي ‪َّ ،‬‬
‫‪ ،‬أ ِّ‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى الصاوي الحويني ‪ ،‬البالغة المغوية ‪ ،‬تأصيؿ وتجديد ‪ ،‬دار المعارؼ ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬د ط ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪(63‬بتصرؼ) ‪.‬‬
‫‪2‬ابف عبد اهلل شعيب ‪ ،‬الميسر في البالغة العربية ‪ ،‬دروس وتماريف ‪ ،‬ص ‪172 :‬‬

‫‪45‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3-3‬إنشاء عقد مبايعة أمير المؤمنيف ؛ بما يدؿ عمييا مف عبارات عمى السمع والطاعة ‪،‬‬
‫بايعتُؾ عمى السمع والطاعة ‪ ،‬ونحوىا ‪.‬‬

‫تتضمف في العرؼ الناس إنشاء العقود ‪ ،‬وىي جمؿ أو مختصرات‬


‫َّ‬ ‫إلى غير ذلؾ مف عبارات‬
‫تتضمف معنى ُجمؿ إنشائية ‪.‬‬

‫‪ -4-3‬إنشاء الدخوؿ اإلسالـ بإعالف الشيادتيف ؛ فيو عقد مع اهلل باإلسالـ لو ‪ ،‬مع عقد النية‬
‫عمى ىذا الدخوؿ‪.‬‬

‫‪ -5-3‬إنشاء الدخوؿ في نحو عبادة الصالة ‪ ،‬أو عبادة الحج و العمرة ؛ فالدخوؿ في الصالة‬
‫يكوف بعقد النية مع تكبيرة اإلحراـ ‪ ،‬إ ْذ تكبيرة اإلحراـ تنوب مناب‪ :‬عقدت الدخوؿ في الصالة‬
‫وأنشأتو ‪ ،‬مع استحضار َّ‬
‫النية في النفس ‪.‬والدخوؿ في عبادة الحج أو العمرة يكوف بعقد النية‬
‫مناب ‪ :‬عقدت الدخوؿ في الحج أو العمرة‬
‫ؾ ) تنوب ً‬‫ؾ المَّيُ َـ لََّبي َ‬
‫مع التمبية ‪ ،‬إ ْذ عبارة ( َّلبي َ‬
‫النية في النفس ‪.‬‬ ‫وأنشأتو ‪ ،‬مع استحضار ِّ‬

‫الرجؿ‬
‫البيعة ‪ ،‬قوؿ ُ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫خمع ُ‬
‫فسخت البيع ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ُّ -6-3‬حؿ العقود بعبارات ُّ‬
‫تدؿ عميو ؛ مثؿ‪:‬‬
‫ؾ أو ِ‬
‫أنت طالؽ‪.1‬‬ ‫لزوجتو‪ :‬طمَّ ْقتُ َ‬

‫إما أف يكوف بجممة فعمية نحو‪ :‬أقسـ‬


‫‪/4‬القسم‪ -1-4 :‬تعريفو‪ :‬ومعناه الحمؼ واليميف ‪ ،‬وىو َّ‬
‫الجارة لما بعدىا وأدوات القسـ‬
‫َّ‬ ‫باهلل ‪ .‬أو جممة اسمية ‪ ،‬نحو‪ :‬يميف اهلل ألفعمف كذا ‪ .‬أو بأدوات‬
‫مف‪.‬‬
‫الباء ‪ ،‬الواو ‪ ،‬التاء ‪ ،‬الالـ ‪ ،‬الميـ المكسورة ‪ْ ،‬‬
‫ىي‪ُ :‬‬

‫أ‪ -‬التاء ‪ :‬ىي األصؿ في القسـ ؛ ألنيا الحرؼ الجر الذي َّ‬
‫يعدى بو الحمؼ ‪ ،‬يقاؿ ‪ :‬أحمؼ‬
‫باهلل ‪.‬‬

‫‪1‬عبد الرحمف حف جنكة الميداني ‪ ،‬البالغة العربية أُسسيا ‪ ،‬وعموميا ‪ ،‬وفنونيا ‪ ،‬ص ‪.125 :‬‬

‫‪46‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باء كما ذكر بعض النحوييف‪ .‬وذلؾ َّأنو َّ‬


‫اما كثر استعماؿ أُقسـ باهلل ونحوه‬ ‫ب‪ -‬الواو ‪ :‬أصميا ُ‬
‫وأرادوا التَّخفيؼ حذفوا الفعؿ أوالً فقالوا ‪ :‬باهلل ‪ ،‬ثـ تدرجوا فأبدلوا الباء و ًاوا ‪ ،‬ألف الواو أخؼ‬
‫فقالوا ‪ :‬واهلل‪.‬‬

‫ووكمو‪ ،‬واوتَ َعد‬ ‫َّ‬ ‫ت‪ -‬التَّ ُ‬


‫اء ‪ :‬وىي بدؿ مف الواو ‪ ،‬كما قالوا ‪ :‬تُراث ‪ ،‬وتُكمو ‪ ،‬واتعد ‪ ،‬في ُوراث‪ُ ،‬‬
‫‪.‬فميذا قصرت عف الباء والواو في دخوليما عمى لفظ الجاللة وغيره ‪ ،‬فيي ال تدخؿ إال عميو‪.‬‬

‫ث‪ -‬الالم‪ :‬وىي تكوف لمقسـ والتعجب معا ‪ ،‬وتختص باسـ اهلل تعالى ‪ ،‬كمات جاء في قوؿ‬
‫الخناعي اليُذلى‪:‬‬
‫مالؾ بف خالد ُ‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫هلل يبقى عمى األياـ ذو ِحَيد‬


‫بمشخر بو الظَّي ُ‬
‫اف واآلس‪.‬‬

‫ج‪ِ -‬مف مكسورة الميـ ‪:‬وىي مختصة بمفظ (ربِّي) ال يقسـ بيا مع غيره‪ .‬يقولوف‪ِ :‬مف ربي‬
‫مف كذا‪.1‬‬
‫ألفع َّ‬
‫َ‬

‫ضـ الميـ اراد الداللة عمى تغيِّر معناىا وخروجيا مف بابيا‪ :‬وىو معنى االبتداء‪.‬‬
‫وم ْف ّ‬
‫َ‬

‫(أيمف اهلل) ‪ ،‬والمكسورة المقصورة مف‬


‫(مف) المضمومة مقصور مف ُ‬ ‫وذىب الكوفية إلى َّ‬
‫أف ُ‬
‫(يميف اهلل)‪.‬‬

‫وقاؿ العرب أيضا ‪( :‬مف اهلل)‪ ،‬بفتحتيف ‪.‬و ِ‬


‫(م ِف اهلل )بكسرتيف ‪ ،‬كما ذكر الراضي ‪.‬‬ ‫ََ‬

‫قوـ إلى َّ‬


‫أف‬ ‫ح‪ -‬الميم المكسورة ‪ :‬قالوا‪ :‬ـ اهلل أل َّ‬
‫َفعمف كذا‪ .‬وذكرىا ابف يعيش وقاؿ ‪ :‬ذىب ُ‬
‫الميـ في (ـ اهلل) بدؿ مف الواو ‪ ،‬ألنيا مف مخرجيا وىو َّ‬
‫الشفة ‪ ،‬أبدلت منيا ‪ ،‬كما أبدلت في‬
‫فـ وأصميا فوه‪.‬‬

‫‪1‬عبد السالـ محمد ىاروف ‪ ،‬األساليب اإلنشائية في النحو العربي ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط ‪1421 ( ، 5‬ىػ ػ ‪2001 ،‬‬
‫مػػ) ‪ ،‬ص ‪.163 ، 162 :‬‬

‫‪47‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-4‬أنواع القسم ‪:‬‬

‫طمبا‪ :‬مف أمر ‪ ،‬أو‬


‫أ‪ /‬قسم السؤال‪ :‬ويسمى قسـ الطمب أيضا ‪ ،‬وىو ما كاف جوابو متضمف ً‬
‫عمرتؾ اهلل لتفعمف‬
‫نيي ‪ ،‬أو استفياـ ‪ ،‬ونحو قولؾ‪ :‬باهلل لتفعمف ‪ ،‬نشدتؾ اهلل إال ما فعمت كذا ‪َّ ،‬‬
‫ودنا ‪ ،‬قعدؾ اهلل وقعيدؾ ‪ ،‬ال تُ ِغ َّ‬
‫ب زيارتنا ‪ ،‬بدينؾ ىؿ فعمت كذا ‪.‬‬ ‫كذا ‪ ،‬عمرؾ اهلل ال تنسى َّ‬
‫ومنو ما أنشده البغدادي في الخزانة ‪:‬‬

‫بعمرؾ ىؿ رأيت ليا َّ‬


‫سميا‪.‬‬

‫َّ‬
‫‪،‬وليفعمف‪.‬‬ ‫َّ‬
‫لتفعمف‬ ‫لعمرؾ في قسـ السؤاؿ ‪ .‬وتقوؿ أيضا في قسـ الطمب ‪:‬باهلل‬
‫وقد ُيستعمؿ ُ‬
‫خير كما ذكر الراضي‪.‬‬
‫خير بمعنى ًا‬
‫فيكوف ًا‬

‫ورب َّإني‬
‫ب‪ /‬قسم اإلخبار‪ :‬وىو ما قصد بو تأكيد جوابو ‪ ،‬كقولؾ ‪ :‬واهلل ما فعمت كذا ‪ِّ ،‬‬
‫لصادؽ ‪ ،‬وعيد اهلل ألفعمف كذا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد السالـ محمد ىاروف ‪ ،‬األساليب اإلنشائية في النحو العربي ‪،‬ص ‪.165 ، 164 :‬‬

‫‪48‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلنشاء الطمبي‪:‬‬

‫ىو الذي يستدعي مطموبا غير حاصؿ في اعتقاد المتكمـ وقت الطمب ‪ ،‬وىو خمسة أنواع‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬األمر ‪ ،‬والنيي ‪ ،‬واالستفياـ ‪ ،‬والتمني ‪ ،‬والنداء‪.‬‬

‫‪ /1‬جممة األمر‪ :‬ىو نقيض النيي َّ‬


‫ألف األمر طمب إليقاع الفعؿ‪ ،‬والنيي طمب لترؾ إيقاعو وىو‬
‫طمب إيجاد الفعؿ ‪ ،‬أو"قوؿ القائؿ لمف دونو افعؿ" ويعرفو العموي مف البالغيف عمى ما تطرؽ‬
‫إليو "قيس اسماعيؿ األوسي" في كتابو ‪ "،‬أساليب الطمب عند النحوييف والبالغييف"‪ :‬بقولو‪" :‬‬
‫األمر ىو صبغة تستدعي الفعؿ ‪ ،‬أو قوؿ ينبىء عف استدعاء الفعؿ مف جية الغير عمى جية‬
‫عؿ)و(لِن ْف َع ْؿ)‪.‬‬
‫االستعالء"‪ .‬فقولنا " صيغة تستدعي ‪ ،‬أو قوؿ ينبىء" ولـ‪( :‬ا ْف ْ‬

‫كما يقوؿ المتكمموف واألصوليوف ‪ ،‬لتدخؿ جميع األقواؿ الدالة عمى استدعاء الفعؿ‪ ،‬نحو قولنا‪:‬‬
‫(ص ْو) فَ َّإنيما داالَّف عمى االستدعاء مف غير صيغة (ا ْف َع ْؿ)‪.‬‬ ‫َ ِ‬
‫(ن َزاؿ) و َ‬

‫خاصا باألمر والنيي بعنواف "باب األمر والنيي" ‪ :‬أحاط‬


‫ً‬ ‫بابا‬
‫حيث خصص "سيبويو" في كتابة ً‬
‫فيو بأدؽ األمور المتعمقة بأسموب األمر ‪ ،‬فقد أوضح فيو َّ‬
‫أف األمر سياؽ فعمي‪ .‬ال يكوف إال‬
‫بفعؿ‪ .‬وذكر فيو صيغة مختمفة ‪( :‬ا ْف َع ْؿ) و ( ْلَي ْف َع ْؿ) ‪ ،‬واستعماؿ الخبر بمعنى األمر‪. 2‬‬

‫كما تحدث عف تراكيبو المختمفة ‪َّ ،‬‬


‫وبيف المستقيـ وغير المستقيـ منيا ‪ ،‬وتجاوز ذلؾ إلى بياف‬
‫الجيد والحسف فييا ‪ ،‬وكاف حريصا عمى بياف أسباب االستقامة أو الجودة وتوضيحيا ‪ ،‬وىو في‬
‫َّ‬
‫وتحدث فيو أيضا عف‬ ‫ذلؾ يستقرىء الشواىد مف آيات القرآف الكريـ ‪ ،‬وكالـ العرب الفصيح ‪.‬‬
‫خروج األمر عف أصؿ معناه إلى معاف أخرى‪.‬‬

‫أما البالغيوف ؛اشترطوا (االستعالء) في تعريفيـ لألمر‪ ،‬حيث َّ‬


‫أف مناط ( األمرية ) في الطمب‬ ‫َّ‬
‫ىو االستعالء ولو مف األدنى ‪ ،‬ومناط (الدعاء) فيو التضرع والخضوع ولو مف األعمى ؛‬

‫‪1‬‬
‫أحمد الياشمي ‪ ،‬جوىر البالغة في المعاني والبياف والبديع ‪ ،‬ص ‪.70 :‬‬
‫‪2‬‬
‫قيس اسماعيؿ األوسي ‪ ،‬أساليب الطمب عند النحويف والبالغيف ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دط ‪1988 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.83 :‬‬

‫‪49‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كالسيد مع عبده ‪ .‬وال يكاد يتصور عمى حقيقتو ‪ .‬ومناط (االلتماس) فيو التساوي مع نفي‬
‫التضرع واالستعالء ‪.1‬‬

‫ولألمر أربع صيغ‪ِ ،‬فعؿ األمر ‪ ،‬والمضارع المقروف بالـ األمر ‪ ،‬واسـ فعؿ األمر ‪ ،‬والمصدر‬
‫النائب عف فعؿ األمر ‪ ،‬قد تخرج صيغ األمر عف معناىا األصمي إلى معاف أخرى تستفاد مف‬
‫ُ‬
‫سياؽ الكالـ ؛ كاإلرشاد ‪ ،‬والدعاء ‪ ،‬وااللتماس ‪ ،‬والتمني ‪ ،‬والتخيير ‪ ،‬والتسوية ‪ ،‬والتعجيز ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫والتيديد ‪ ،‬واإلباحة‪.‬‬

‫‪ /2‬جممة النيي‪ :‬النيي ىو طمب الكؼ عف الفعؿ عمى وجو االستعالء ‪ ،‬وتدؿ عميو صيغة‬
‫واحدة ىي‪( :‬ال ناىية) والفعؿ المضارع ‪ ،‬حيث َّ‬
‫أف صيغة النيي قد تخرج عف معناىا الحقيقي‬
‫إلى معاف أخرى تفيـ مف السياؽ ‪ ،‬مثؿ‪ :‬اإلرشاد ‪ ،‬االلتماس ‪ ،‬التيديد ‪ ،‬الدعاء ‪ ،‬التمني ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫التوبيخ ‪ ،‬التيئيس ‪ ،‬التحقير‪...‬الخ ‪،‬وأمثمة جممة النيي‬

‫يف َآ َم ُنوا َال تَتَّ ِخ ُذوا بِطَ َان ًة ِم ْف ُدونِ ُك ْـ َال َي ْألُ َ‬ ‫َِّ‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫ون ُك ْـ َخَب ًاال "‬ ‫أمثمة مف النيي‪ :‬قاؿ تعالى" َيا أَُّييَا الذ َ‬

‫أصحابا ُيخالطونكـ ويطمعوف عمى أسراركـ وبواطف أموركـ ال يألُونكـ َخَباال‪ :‬أي‬
‫ً‬ ‫بطانة‪ :‬أي‪:‬‬
‫ِّروف في إفساد شؤونكـ وخططكـ وأفكاركـ وأعمالكـ‪.‬‬
‫‪:‬ال ُيقَص ُ‬

‫* وقوؿ المعري‪:‬‬

‫فإف َخالئِؽ السُّفَياء تُ ْع ِدي‬ ‫الدنايا‬


‫وال تَ ْجمس إلى أىؿ َ‬

‫* وقوؿ المتنبي في مدح سيؼ الدولة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫قيس اسماعيؿ األوسي ‪ ،‬أساليب الطمب عند النحويف والبالغيف ‪ ،‬ص ‪. 85، 84 ، 83 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عمي الجارـ ومصطفى أميف ‪ ،‬البالغة الواضحة البياف والمعاني والبديع ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت – لبناف ‪ ،‬ط‪ 1423( ، 1‬ىػ ‪-‬‬
‫‪2002‬ـ) ‪ ،‬ص ‪.150 :‬‬
‫‪3‬‬
‫نبيؿ عبد القادر الزيف ‪ ،‬المرشد في البالغة ‪ ،‬دار أسامة ‪ ،‬عماف ‪ ،‬دط ‪1996 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.77 :‬‬
‫‪4‬‬
‫نبيؿ عبد القادر الزيف ‪ ،‬المرشد في البالغة ‪ ،‬دار أسامة ‪ ،‬عماف ‪ ،‬دط ‪1996 ،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.77 :‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة أؿ عمراف ‪ ،‬اآلية ‪.118 :‬‬

‫‪50‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ُش َجاع َمتَى ُيذ َك ُر لو الطعف ُيشت ِ‬


‫ؽ‬ ‫بمغاه َما أَقُو ُؿ َّ‬
‫فإنو‬ ‫فَالَ تُ َ‬

‫* وقوؿ أبو أسود الدؤلي ‪:‬‬

‫عظيـ‬
‫ُ‬ ‫َعار عميؾ إذا فعمت‬ ‫الَ تَنو عف ُخمُؽ وتأتِي مثمو‬

‫‪ /3‬جممة االستفيام ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬تعريفة ‪ :‬االستفياـ ىو طمب االفياـ واالعالـ لتحصيؿ فائدة عممية مجيولة لدى‬
‫‪1‬‬
‫المستفيـ ‪.‬‬

‫إما أف يكوف عمى أصمو فيكوف طمبا لمجواب ‪ ،‬وا َّما أف يكوف لمتقرير فيكوف طمب‬
‫فاالستفياـ َّ‬
‫لإليجاب والموافقة ‪ ،‬وا َّما أف يكوف لإلنكار فيكوف اظيا ار لالختالؼ والخالؼ ‪.‬‬

‫‪ -2-3‬أدوات االستفيام‪:‬‬

‫لالستفياـ أدوات تتصدر بعضيا أصمي وبعضيا منقوؿ عمى النحو التالي‬

‫الشكؿ ‪ :1‬أدوات االستفياـ‬

‫أدوات االستفهام‬

‫هٌقىلة‬ ‫أصلية‬

‫عي الوىصىلة‬ ‫عي الظرفية‬ ‫عي اإلبهام‬ ‫هل‬ ‫الهوزة‬

‫أى‬ ‫ها‬ ‫ه‬ ‫كي‬ ‫كن‬


‫ى‬ ‫ف‬

‫أيا‬ ‫أت‬ ‫اين‬ ‫هتً‬


‫ًي‬ ‫ي‬

‫‪1‬‬
‫عبد الرحمف حف جنكة الميداني ‪ ،‬البالغة العربية أُسسيا وعموميا وفنونيا ‪ ،‬ص ‪.258 ، 231:‬‬

‫‪51‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فاليمزة ؛ أصؿ أدوات االستفياـ ولذلؾ استأثرت بالصدارة المطمقة حتى عمى حروؼ العطؼ‬
‫‪1‬‬
‫وجاءت لمعاف أخرى كالتسوية ‪ ،‬وطمب التعييف ‪ ،‬وقد تحذؼ ‪ .‬فالتسوية نحو‪:‬‬

‫ِ‬
‫اء َعمَ ْي ِي ْـ أَأ َْن َذ ْرتَيُ ْـ أ َْـ لَ ْـ تُْنذ ْرُى ْـ َال ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫‪2‬‬
‫وف "‬ ‫قاؿ تعالى‪َ " :‬س َو ٌ‬

‫وطمب التعيف نحو‪ :‬أزيد في الدار أـ عمرو والحذؼ كما قولو تعالى‪َ "3:‬مثَ ُؿ ا ْل َجَّن ِة الَّتِي ُو ِع َد‬
‫وف ِفييَا أ َْنيَ ٌار" ‪.4‬‬
‫ا ْل ُمتَّقُ َ‬

‫كمف ىو خالد في النار‪ ،‬أي أمثمة الجنة كمف ىو خالد في النار ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫"ىؿ" تدخؿ عمى الجممة غير المنفية نحو‪ :‬ىؿ قاـ زيد ‪ ،‬ىؿ زيد قائـ‪.‬‬

‫‪ /4‬جممة التمني‪ :‬التمني ىو طمب أمر محبوب أو مرغوب فيو‪ ،‬ولكف ال يرجى حصولو في‬
‫المتمني ‪ ،‬الستحالتو في تصُّوره ‪ ،‬أو ىو ال يطمعُ في الحصوؿ عميو ؛ إ ْذ يراه بالنسبة‬
‫ّ‬ ‫اعتقاد‬
‫‪6‬‬
‫متعذر بعيد المناؿ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫إليو‬

‫التَّ ِّ‬
‫مني وأدواتو (ليت) وىو ُيستعمؿ‪ *:‬في ما ال يمكف ‪ ،‬نحو‪ :‬ليت الشباب يعود‪.‬‬

‫الممكنات‪ ،‬نحو‪ :‬يا ليت لنا ِمثؿ ما أوتي قاروف‪.‬‬


‫* في البعيد الوقوع في ُ‬

‫* في التَّندـ نحو‪ :‬ليتني اتخذت مع الرسوؿ سبيال‬

‫مرَّد مف سبيؿ ‪ ،‬فإف المراد بػ "ىؿ" ىنا ِّ‬


‫تمني‬ ‫وقد تستعمؿ في لمتمني (ىؿ) نحو‪ :‬ىؿ إلى َ‬
‫المرد ال االستفياـ عنو‪.‬‬
‫ً‬ ‫السبيؿ إلى‬

‫المحسنيف‪.‬‬ ‫و(لو) نحو‪ :‬لو َّ‬


‫أف لي ُكرة فأكوف مف ُ‬
‫‪1‬‬
‫تماـ حساف ‪ ،‬الخالصة النحوية ‪،‬عالـ الكتب ‪ ،‬ط‪1420( ، 1‬ىػ ‪200 -‬ـ) ‪ ،‬ص‪.142 :‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة ‪ :‬البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.6 :‬‬
‫‪3‬‬
‫تماـ حساف ‪ ،‬الخالصة النحوية ‪ ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪4‬‬
‫سورة ‪:‬محمد ‪ ،‬اآلية ‪.15 :‬‬
‫‪5‬‬
‫تماـ حساف ‪ ،‬الخالصة النحوية ‪ ،‬ص‪.2 :‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد الرحمف حف جنكة الميداني ‪ ،‬البالغة العربية أُسسيا وعموميا وفنونيا ‪ ،‬ص‪.251 :‬‬

‫‪52‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و(لعمى) نحو‪ :‬لعمِّي ُ‬


‫أح ُّج فأزورؾ‪ .‬بالنصب في جواب (لو ولعمى) كما في جواب (ليت)‬
‫لممضي و(لعمى)‬
‫ّ‬ ‫أف ألنيا لالستقباؿ ولو‬
‫ونصب أصميا ال ينصب المضارع بعدىا بإضمار ْ‬
‫موضوعو لترقب أمر غير موثوؽ بحصولو فميست لمطمب في األصؿ‪( .‬ولذلؾ قوؿ النحاة إنيا‬
‫‪1‬‬
‫الفراء)‪.‬‬
‫زيادة ألحقيا َّ‬

‫‪ /5‬جممة النداء‪-1-5 :‬تعريفو‪ :‬النداء ىو طمب إقباؿ أو تنبييو أو توجييو وىذا الغرض‬
‫الحقيقي لمنداء‪.‬‬

‫‪-2-5‬أدواتو‪:‬‬

‫مف فحميا والفحؿ فحؿ‬ ‫أ‪ -‬نداء القريب(اليمزة و أي) ؛ نحو‪ *:‬أمحمد ولديؾ خير نجيبة‬
‫معرؽ‬

‫لفضؿ أدب تركت لذلؾ منؾ‬ ‫* أي بنية َّ‬


‫إف الوصية لو تركت‬

‫ب‪ -‬نداء البعيد (أيا ‪ ،‬ىيا ‪ ،‬يا) ؛‬

‫‪2‬‬
‫نحو‪ :‬يا خير مف جاء الوجود تحية مف مرسميف إلى اليدى بؾ جاءوا‬

‫وقد تخرج ألفاظ النداء عف معناىا األصمي –وىو طمب اإلقباؿ‪ -‬إلى معاف أخرى تُستفاد مف‬
‫القرائف ؛ ومف ىذه المعاني ما يأتي‪:‬‬

‫ممما‬
‫ت َّ‬‫ميت وال اتَّ َق ْي َ‬
‫لما ارتَ ْ‬
‫َّ‬ ‫ويحؾ ما َس ِم ْعت لناصح‬
‫قمب ْ‬
‫‪ -‬الزجر‪ :‬كقولو‪ :‬يا ُ‬

‫وقد كاف منو البر والبحر‬ ‫‪ -‬التحسر والتوجع‪ :‬نحو قولو‪ :‬أيا قَ ْبر َم ْع ِف ْ‬
‫كيؼ واريت ُجودهُ‬
‫ُمترعا‬

‫‪1‬‬
‫ناصيؼ اليازجي ‪ ،‬دليؿ الطالب إلى عموـ البالغة والعروض ‪ ،‬ص ‪.40 ، 39 :‬‬
‫‪2‬‬
‫حمدي الشيخ ‪ ،‬الوافي في تيسير البالغة ‪ ،‬االسنكندرية ‪ ،‬دط ‪ ، 2004 ،‬ص ‪.125 :‬‬

‫‪53‬‬
‫الجممة اإلنشائية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬االغراء‪ :‬كقولؾ‪ :‬لِمف أقبؿ تِظمَّـ ‪ :‬يا مظموـ ‪ ،‬تكمَّـ‬

‫تتميز العربية عف غيرىا مف المغات ببالغتيا وفصاحتيا ورقياىا في التعبير وىي المستودع‬
‫الحافظ لتراث األمة العربية واالسالمية‪ ،‬ومنتوجيا الثقافي عبر الزمف ‪ ،‬فيي تحفؿ بالعديد مف‬
‫األساليب المغوية ‪ ،‬وتختمؼ ىذه األساليب وتتنوع عمى اختالؼ طرائؽ التعبير والسياقات ‪ ،‬ومف‬
‫بيف ىذه األساليب التي تطرقنا إلييا ‪ ،‬أسموب المدح والذـ ؛ فالمدح يستخدـ لمتعبير عف‬
‫أما الذـ ؛يستعمؿ لمتعبير عف عدـ اإلعجاب بشخص ما ‪ ،‬وأسموب‬
‫اإلعجاب بشخص ما ‪َّ ،‬‬
‫أما أسموب العقود ‪ ،‬يستخدـ لمبيع ‪،‬‬ ‫التعجب ُيعبر بو لالستغراب و َّ‬
‫الدىشة مف شخص ما ‪َّ ،‬‬
‫وعقود الزواج ‪ ،‬والقسـ ؛ ُيعبر بو عف الحمؼ واليميف ‪ ،‬ويستعمؿ أسموب األمر ؛ لطمب فعؿ‬
‫أما النيي فيو نقيضو ؛ ىو طمب الكؼ عف فعؿ ما ‪ ،‬وأسموب التمني ؛ ىو طمب‬
‫شيء ‪َّ ،‬‬
‫أما أسموب النداء ؛ىو توجيو الكالـ لممخاطب‪.‬‬
‫شيء مرغوب ومحبوب لو ‪َّ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫عمي الجارـ ومصطفى أميف ‪ ،‬البالغة الواضحة البياف والمعاني والبديع ‪ ،‬ص ‪.207 :‬‬

‫‪54‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫( أنماط الجممة الخبرية واإلنشائية )‬

‫‪ -‬سورة النبأ‬

‫‪ -‬توطئة حوؿ سورة النبأ‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬أنماط الجممة الخبرية‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أنماط الجممة اإلنشائية‬


‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬سورة النبأ‬

‫الر ِح ِيـ‬ ‫بسِـ المَّ ِو َّ‬


‫الر ْح َم ِف َّ‬ ‫ْ‬

‫وف (‪ )4‬ثَُّـ َك َّال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِِ‬


‫وف (‪َ )3‬كال َسَي ْعمَ ُم َ‬ ‫النَبِإ ا ْل َعظيـ (‪ )2‬الذي ُى ْـ فيو ُم ْختَمفُ َ‬ ‫وف (‪َ )1‬ع ِف َّ‬ ‫اءلُ َ‬
‫َع َّـ َيتَ َس َ‬
‫اجا (‪َ )8‬و َج َع ْمَنا‬ ‫ادا (‪َ )7‬و َخمَ ْقَنا ُك ْـ أ َْزَو ً‬ ‫ادا (‪َ )6‬وا ْل ِجَب َ‬
‫اؿ أ َْوتَ ً‬ ‫ض ِميَ ً‬ ‫وف (‪ )5‬أَلَ ْـ َن ْج َع ِؿ ْاأل َْر َ‬ ‫َسَي ْعمَ ُم َ‬
‫النيَ َار َم َعا ًشا (‪َ )11‬وَبَن ْيَنا فَ ْوقَ ُك ْـ َس ْب ًعا ِش َد ًادا‬‫اسا (‪َ )10‬و َج َع ْمَنا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫َن ْو َم ُك ْـ ُسَباتًا (‪َ )9‬و َج َع ْمَنا المْي َؿ لَب ً‬
‫اجا (‪ )14‬لِ ُن ْخ ِرَج بِ ِو َحِّبا َوَنَباتًا‬
‫اء ثَ َّج ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اجا (‪َ )13‬وأ َْن َزْلَنا م َف ا ْل ُم ْعص َرات َم ً‬ ‫اجا َو َّى ً‬
‫ِ‬
‫(‪َ )12‬و َج َع ْمَنا س َر ً‬
‫اجا‬
‫وف أَ ْف َو ً‬ ‫اف ِميقَاتًا (‪َ )17‬ي ْوَـ ُي ْنفَ ُخ ِفي الص ِ‬
‫ُّور فَتَأْتُ َ‬ ‫ص ِؿ َك َ‬
‫ٍ‬
‫(‪َ )15‬و َجَّنات أَْلفَافًا (‪ )16‬إِ َّف َي ْوَـ ا ْلفَ ْ‬
‫ت‬‫ت َس َرًابا (‪ )20‬إِ َّف َجيََّن َـ َك َان ْ‬ ‫ت أ َْب َو ًابا (‪َ )19‬و ُسي َِّر ِت ا ْل ِجَبا ُؿ فَ َك َان ْ‬ ‫اء فَ َك َان ْ‬
‫َّم ُ‬
‫ِ ِ‬
‫(‪َ )18‬وفُت َحت الس َ‬
‫وف ِفييَا َب ْرًدا َوَال َش َرًابا (‪)24‬‬ ‫يف ِفييَا أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َحقَ ًابا (‪َ )23‬ال َي ُذوقُ َ‬ ‫يف َمآًَبا (‪َ )22‬البِث َ‬ ‫ادا (‪ )21‬لمطاغ َ‬ ‫صً‬‫م ْر َ‬
‫وف ِم ْنوُ ِخطَ ًابا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وف ح َس ًابا َال َي ْمم ُك َ‬ ‫اء ِوفَاقًا (‪ )26‬إَِّنيُ ْـ َك ُانوا َال َي ْر ُج َ‬ ‫يما َو َغسَّاقًا (‪َ )25‬ج َز ً‬
‫ِ َّ ِ‬
‫إال َحم ً‬
‫ص ْيَناهُ ِكتَ ًابا (‪ )29‬فَ ُذوقُوا َفمَ ْف َن ِز َ‬
‫يد ُك ْـ ِإ َّال َع َذ ًابا‬ ‫َح َ‬‫(‪َ )27‬و َك َّذ ُبوا بِآََياتَِنا ِك َّذ ًابا (‪َ )28‬و ُك َّؿ َش ْي ٍء أ ْ‬
‫ْسا ِد َىاقًا (‪َ )34‬ال‬ ‫ب أَتْ َرًابا (‪َ )33‬و َكأ ً‬
‫ِ‬
‫َعَن ًابا (‪َ )32‬و َك َواع َ‬ ‫ؽ َوأ ْ‬‫از (‪َ )31‬ح َدائِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫(‪ )30‬إِ َّف ل ْم ُمتَّق َ‬
‫يف َمفَ ًا‬
‫ض َو َما‬ ‫ات و ْاأل َْر ِ‬ ‫ب الس ِ‬ ‫اء ِح َس ًابا (‪َ )36‬ر ِّ‬ ‫اء ِم ْف َرِّب َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫يسمع ِ‬
‫َّم َاو َ‬ ‫َ‬ ‫ؾ َعطَ ً‬ ‫وف فييَا لَ ْغ ًوا َوَال كذ ًابا (‪َ )35‬ج َز ً‬ ‫َ َُْ َ‬
‫وف ِإ َّال َم ْف‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وف ِم ْنوُ ِخ َ‬ ‫ِ‬
‫صفِّا َال َيتَ َكم ُم َ‬ ‫الرو ُح َوا ْل َم َالئ َكةُ َ‬ ‫وـ ُّ‬ ‫ط ًابا (‪َ )37‬ي ْوَـ َيقُ ُ‬ ‫الر ْح َم ِف َال َي ْمم ُك َ‬ ‫َب ْيَنيُ َما َّ‬
‫ِّو َمآًَبا (‪ )39‬إَِّنا‬ ‫ؽ فَمف َشاء اتَّ َخ َذ إِلَى رب ِ‬ ‫ص َو ًابا (‪َ )38‬ذلِ َ‬ ‫أ َِذ َف لَوُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ؾ ا ْلَي ْوُـ ا ْل َح ُّ َ ْ‬ ‫الر ْح َم ُف َوقَا َؿ َ‬
‫ت تَُرًابا (‪.)40‬‬ ‫ت َي َداهُ َوَيقُو ُؿ ا ْل َك ِاف ُر َيا لَ ْيتَنِي ُك ْن ُ‬
‫أ َْن َذ ْرَنا ُك ْـ َع َذ ًابا قَ ِر ًيبا َي ْوَـ َي ْنظُ ُر ا ْل َم ْرُء َما قَ َّد َم ْ‬

‫‪56‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬توطــــــــــــــــــــــــــــئة ‪:‬حول سورة النبأ‬

‫السنة "سورة النبأ"‬


‫سميت ىذه الصورة في أكثر المصاحؼ وكتب التفاسير وكتب ٌ‬
‫لوقوع كممة" النبأ "في أوليا‪.‬‬

‫وسميت في بعض المصاحؼ وفي صحيح البخاري وفي تفسير ابف عطية والكشاؼ‬
‫"سورة عـ يتساءلوف"‪ .‬وفي تفسير القرطبي سماىا "سورة عـ " أي بدوف زيادة "يتساءلوف " تسمية‬
‫ليا بأوؿ جممة فييا ‪.‬‬

‫وتسمى "سورة التساؤؿ" لوقوع " يتساءلوف" في أوليا ‪ .‬وتسمى " سورة المعصرات " لقولو‬
‫تعالى فييا " وأنزلنا مف المعصرات ماء ثجاجا "‪ .‬فيذه خمسة أسماء ‪.‬واقتصر في اإلتقاف عمى‬
‫أربعة أسماء‪ :‬عـ ‪،‬والنبأ‪ ،‬والتساؤؿ ‪ ،‬والمعصرات‬

‫وعدت السورة الثمانيف في ترتيب نزوؿ السور عند جابر بف زيد ‪،‬‬
‫وىي مكية باالتفاؽ ‪ٌ ،‬‬
‫نزلت بعد سورة المعارج وقبؿ سورة النازعات ‪.‬‬

‫وفيما روي عف ابف عباس والحسف ما يقتضي أف ىذه السورة نزلت في أوؿ البعث ‪ ،‬روي عف‬
‫ابف عباس "كانت قريش تجمس لما نزؿ القرآف فتتحدث فيما بينيـ فمنيـ المصدؽ ومنيـ المكذب‬
‫عـ يتساءلوف "‬
‫بو " فنزلت ٌ‬

‫وعف الحسف لما بعث النبي صمي اهلل عميو وسمـ جعموا يتساءلوف بينيـ فأنزؿ اهلل " عـٌ‬
‫يتساءلوف عف النبأ العظيـ " يعني الخبر العظيـ ‪.1‬‬

‫وعدىا أىؿ مكة وأىؿ الكوفة إحدى وأربعيف آية‪.‬‬


‫عدىا أىؿ المدينة والشاـ والبصرة أربعيف‪ٌ .‬‬
‫ٌ‬

‫‪1‬‬
‫محمد الطاىر ابف عاشور‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ج‪ ، ، 30‬الدار التونسية ‪1984 ،‬ـ ‪ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪57‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اشتممت ىده السورة عمى وصؼ خوض المشركيف في شأف القرآف وما جاء بو مما‬
‫يخالؼ معتقداتيـ ومف ذلؾ إثبات البعث ‪ ،‬وسؤاؿ بعضيـ بعضا عف الرأي في وقوعو‬
‫مستيزئيف باإلخبار عف وقوع‪.‬‬

‫وتيديدىـ عف استيزائو‪ .‬وفييا إقامة الحجة عمى إمكاف البعث بخمؽ المخموقات التي ىي أعظـ‬
‫مف خمؽ اإلنساف بعد موتو وبالخمؽ األوؿ لإلنساف وأحوالو‪.‬‬

‫ووصؼ األىواؿ الحاصمة عند البعث مف عذاب الطاغيف مع مقابمة ذلؾ بوصؼ نعيـ‬
‫المؤمنيف‪.‬‬

‫إنذار لمذيف جحدوا بو واإليماء إلى أنيـ يعاقبوف بعذاب قريب قبؿ عذاب يوـ‬
‫وصفة يوـ الحشر ًا‬
‫البعث‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وأدمج في ذلؾ أف عمـ اهلل تعالى محيط بكؿ شيء ومف جممة األشياء أعماؿ الناس‬

‫‪1‬محمد الطاىر ابف عاشور‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ص‪.6 :‬‬

‫‪58‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪ :‬أنماط الجممة الخبرية ‪:‬‬

‫‪-1‬أنماط الجممة المثبتة ‪:‬‬

‫‪-1-1‬الجممة اإلسمية المثبتة ‪:‬‬

‫أ‪-‬الجممة اإلسمية المركبة ‪:‬‬

‫‪-‬كان وأخواتيا مع الجممة اإلسمية البسيطة ‪:‬‬

‫ورد تركيب كاف وأخواتيا مع الجممة اإلسمية حسب النمط اآلتي ‪{ :‬كاف ‪ +‬اسميا‬
‫‪.‬خبرىا} وجاء ىذا النمط في سور ثالث ىي ‪:‬‬

‫(الصورة األولى ) ‪:‬كان ‪ +‬اسميا ‪+‬خبرىا ‪.‬‬

‫ت أ َْب َو ًابا" اآلية ‪.19‬‬


‫اء فَ َك َان ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم ُ‬
‫قاؿ تعالى ‪َ ":‬وفُت َحت الس َ‬

‫وقولو أيضا " َو ُسي َِّر ِت ا ْل ِجَبا ُؿ فَ َك َان ْ‬


‫ت َس َرًابا" اآلية ‪.20‬‬

‫ادا" اآلية ‪.21‬‬


‫صً‬ ‫وقولو أيضا" إِ َّف جيَّنـ َك َان ْ ِ‬
‫ت م ْر َ‬ ‫َََ‬

‫وقولو أيضا" َوَيقُو ُؿ ا ْل َك ِاف ُر َيا لَ ْيتَنِي ُك ْن ُ‬


‫ت تَُرًابا" اآلية ‪.40‬‬

‫اف ِميقَاتًا" اآلية ‪.17‬‬


‫ص ِؿ َك َ‬
‫وقولو أيضا" إِ َّف َي ْوَـ ا ْلفَ ْ‬

‫(الصورة الثانية)"كان ‪ +‬اسميا (ضمير متصل) ‪+‬خبرىا (جممة فعمية)‬

‫وف ِح َس ًابا " اآلية ‪.27‬‬


‫قاؿ تعالى‪ِ ":‬إَّنيُ ْـ َك ُانوا َال َي ْر ُج َ‬

‫وردت الجمؿ اإلسمية المركبة في صورتيف؛ حيث تكونت الصورة االولى مف كاف‪ ،‬واسميا‬
‫وضمير مستتر مقدر بما قبمو‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ادا‪،‬‬
‫صً‬ ‫ِ‬ ‫(السَّماء‪ ،‬ا ْل ِجَبا ُؿ‪َ ،‬جيَّنـ‪ ،‬ا ْل َك ِافر‪ ،‬ا ْلفَ ْ ِ‬
‫صؿ)‪ ،‬أما خبرىا ورد اسـ ظاىر (أ َْب َو ًابا ‪َ ،‬س َرًابا‪ ،‬م ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫ت َس َرًابا"‪ ،‬حيث‬ ‫ت أ َْب َو ًابا"‪َ "،‬ك َان ْ‬
‫ات)‪ ،‬سنتطرؽ عمى سبيؿ المثاؿ إلى الجممتيف " َك َان ْ‬ ‫تَُرًابا‪ِ ،‬ميقَ ً‬
‫ت أ َْب َو ًابا" سورة‬
‫اء فَ َك َان ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم ُ‬
‫ارتبطت ىذه الجممتيف بما قبميا بفاء التعقيب‪ ،‬فدلت اآلية‪َ " :‬وفُت َحت الس َ‬
‫اء) يعني؛ انشقاقيا بنزوؿ المالئكة مف بعض السموات التي ىي‬ ‫النبأ‪،‬اآلية‪ِ ِ ، 19‬‬
‫َّم ُ‬
‫(وفُت َحت الس َ‬
‫َ‬
‫ت‬
‫مقرىـ نزوال يحضروف بو لتنفيذ أمر الجزاء‪ ،‬وفُرع غف انفتاح السماء بفاء التعقيب (فَ َك َان ْ‬
‫ّ‬
‫أ َْب َو ًابا) أي ذات أبواب‪ ،‬فقولة (أ َْب َو ًابا) تشبيو بميغ أي كاألبواب وحينئذ ال يبقي حاجز بيف سكاف‬
‫السموات وبيف الناس‪.‬‬

‫سرًابا" سورة النبأ‪ ،‬اآلية ‪ ، 20‬معنى التسيير؛ جعؿ‬ ‫أما اآلية الثانية " َو ُسي َِّر ِت ا ْل ِجَبا ُؿ فَ َك َان ْ‬
‫ت َ‬ ‫َّ‬
‫مقرىا‬
‫الشيء سائرا‪ ،‬أي ماشيا‪ ،‬واطمقت ىنا عمى النقؿ مف المكاف‪ ،‬أي نقمت الجباؿ وقمعت مف ّ‬
‫بسرعة زلزاؿ أو نحوىا‪ ،‬حتى كأنيا تسير مف مكاف الى آخر‪ ،‬وىو نقؿ يصحبو تفتيت كما د ّؿ‬
‫ت َس َرًابا" ‪.‬‬
‫عميو تعقيبو بقولو " فَ َك َان ْ‬

‫وف ِح َس ًابا" سورة النبأ ‪ ،‬اآلية ‪27‬‬


‫فأما الصورة الثانية " إَِّنيُ ْـ َك ُانوا َال َي ْر ُج َ‬

‫كونت مف مركبيف إسنادييف‪ ،‬اتّصؿ اسميا بكاف (واو الجماعة ) العائد عمى المشركيف‪ ،‬أما‬
‫وف ِح َس ًابا)‪ ،‬وىو نفي لرجائيـ وقوع الجزاء‪ ،‬فنفي رجاء‬
‫(ال َي ْر ُج َ‬
‫خبرىا ورد جممة فعمية منفية َ‬
‫يوـ الحساب عف المشركيف جامع بصريحو معنى عدـ إيمانيـ بوقوعو ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫محمد الطاىر ابف عاشور‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪،‬ص‪32 :‬‬

‫‪60‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-2-1‬الجممة الفعمية المثبتة‬

‫أ‪ -‬الجممة الفعمية ذات الفعل الالزم ‪:‬‬

‫قد وردت ىذه الجمؿ حسب النمط اآلتي‪ { :‬فعؿ ‪ +‬الفاعؿ } وجاء عذا النمط في صور أربع‬
‫ىي ‪:‬‬

‫(الصورة األولى)‪ :‬ظرؼ زماف ‪ +‬الفعؿ ‪ +‬الفاعؿ ( اسـ ظاىر ) ‪ +‬معطوؼ ‪ +‬الحاؿ ‪.‬‬

‫صفِّا " اآلية ‪.38‬‬ ‫ِ‬


‫الرو ُح َوا ْل َم َالئ َكةُ َ‬
‫وـ ُّ‬
‫قاؿ تعالى " َي ْوَـ َيقُ ُ‬

‫(الصورة الثانية )‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (ضمير متصل ) ‪ +‬الحال ‪.‬‬

‫اجا " اآلية ‪.18‬‬


‫وف أَ ْف َو ً‬
‫قاؿ تعالى " فَتَأْتُ َ‬

‫من) ‪ +‬الصفة ‪.‬‬


‫(الصورة الثالثة )‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (يعود عمى ْ‬

‫ص َو ًابا" اآلية ‪.38‬‬ ‫قاؿ تعالى " إِ َّال َم ْف أ َِذ َف لَوُ َّ‬
‫الر ْح َم ُف َوقَا َؿ َ‬

‫(الصورة الرابعة )‪( :‬الفعل ‪ +‬الفاعل ) محذوف ‪ +‬الجار والمجرور ‪ +‬الصفة‪.‬‬

‫النَبِإ ا ْل َع ِظ ِيـ " اآلية ‪.2‬‬


‫قاؿ تعالى" َع ِف َّ‬

‫بمغت الجمؿ ذات الفعؿ الالزـ‪ ،‬أربع مواضع ذات صور مختمفة‪ ،‬تكونت الصورة االولى مف‬
‫فعؿ مضارع‪.‬‬

‫وف ِم ْنوُ ِخطَ ًابا) ‪ ،‬أما‬ ‫(يقوـ) تصدره ظرؼ زماف (يوـ) وىو متعمؽ بالجممة التي قبميا َ ِ‬
‫(ال َي ْمم ُك َ‬
‫الفاعؿ ارتبطت بو (الػ) الجنسية‪ ،‬والروح أثار عطؼ المالئكة عميو ‪ ،‬أي يقوـ الروح والمالئكة‬
‫صفًا‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الطاىر ابف عاشور ‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪،‬ص‪.53:‬‬

‫‪61‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اجا" سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪ ،18‬ارتبطت ىذه الجممة بما قبميا بالفاء‬
‫وف أَ ْف َو ً‬
‫أما الصورة الثانية "فَتَأْتُ َ‬
‫الدالة عمى تعقيب النفخ بمجيئيـ إلى الحساب ‪ ،‬واتصمت بالفعؿ الداؿ عمى المضارع وفاعمو‬
‫اجا)‪ ،‬واألفواج أناس مقسميف‬ ‫ضمير الواو المتصؿ ببنية الفعؿ‪ ،‬وامتدت الجممة إلى الحاؿ (أَ ْف َو ً‬
‫ص َو ًابا"‪ ،‬بما قبميا‬ ‫باختالؼ أغراضيـ‪ ،‬كما اتصمت ببنية الجممة " إِ َّال َم ْف أ َِذ َف لَوُ َّ‬
‫الر ْح َم ُف َوقَا َؿ َ‬
‫بالواو وتكونت مف فعؿ بصيغة الماضي (قاؿ) مستعمؿ في المضارع‬

‫أي( ويقوؿ صو َابا )فنعبر عنو بالماضي إلفادة تحقؽ ذلؾ‪ ،‬أي في عمـ اهلل أما الفاعؿ محذوؼ‬
‫(مف)‪ ،‬وامتدت الجممة بصفة (صو َابا )‪ ،‬وقاؿ صوابا‪ ،‬أي حقَا‪ ،‬والحؽ ىو ال إلو اهلل‪.‬‬
‫يدؿ عميو ْ‬

‫النَبِإ ا ْل َع ِظ ِيـ) متعمقة بما قبميا ‪ ،‬فيي جواب مستعمؿ بيانا لما‬
‫(ع ِف َّ‬
‫وجاءت بنية الجممة الرابعة َ‬
‫وف) كشيء مبيـ ثـ يفسر‪،‬‬ ‫اءلُ َ‬ ‫(يتَ َس َ‬
‫أريد باالستفياـ مف اإلجماؿ قصد التفخيـ‪ ،‬وىي تفسير لػ َ‬
‫النَبِإ ا ْل َع ِظ ِيـ) ‪ ،‬واكتفت الجممة‬
‫وف َع ِف َّ‬ ‫اءلُ َ‬
‫(يتَ َس َ‬
‫وحذؼ الفعؿ والفاعؿ ‪،‬إذ د ّؿ عميو دليؿ التقدير َ‬
‫اردا مف عالـ الغيب ‪،‬‬
‫بالجار والمجرور‪ ،‬وصفة لػ(النبأ)بأنو(عظيـ) لمزيادة في التنويو‪ ،‬كونو و ً‬
‫زاد عظـ أوصافو وأىواؿ النبأ‪ ،‬ويشمؿ النبأ كؿ نبأ عظيـ انبأىـ الرسوؿ صمى اهلل عميو بو ‪.1‬‬

‫ب‪-‬الجممة الفعمية ذات الفعل المتعدي‪:‬‬

‫‪ -1‬الفعل المتعدي لمفعول واحد ‪:‬‬

‫َّ‬
‫وتشكؿ ذلؾ في األنماط اآلتية ‪:‬‬ ‫تعدى الفعؿ الى مفعوؿ واحد‬

‫النمط األول ‪{ :‬الفعل ‪+‬الفاعل ‪ +‬المفعول } واختمفت صور ىذا النمط لتظير عمى النحو‬
‫اآلتي ‪:‬‬

‫(الصورة األولى )‪ :‬الفعل (مفرد) ‪ ( +‬الفاعل ‪+‬المفعول ) متصل ‪ +‬الحال ‪.‬‬

‫اجا" اآلية ‪. 8‬‬


‫قاؿ تعالى " َو َخمَ ْقَنا ُك ْـ أ َْزَو ً‬

‫‪1‬‬
‫محمد الطاىر ابف عاشور ‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪،‬ص‪. 10:‬‬

‫‪62‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫( الصورة الثانية) ‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (اسم ظاىر ) ‪+‬المفعول بو ( مقول قول )‪.‬‬

‫قاؿ تعالى" َوَيقُو ُؿ ا ْل َك ِاف ُر َيا لَ ْيتَنِي ُك ْن ُ‬


‫ت تَُرًابا" اآلية ‪.40‬‬

‫(الصورة الثالثة)‪ :‬المفعول المطمق ‪ (+‬الفعل ‪ +‬الفاعل ) محذوفان ‪ +‬الصفة ‪.‬‬

‫اء ِوفَاقًا" اآلية ‪.26‬‬


‫قاؿ تعالى " َج َز ً‬

‫(الصورة الرابعة )‪ :‬ظرف زمان ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل ‪+‬المفعول بو ( جممة فعمية ) ‪.‬‬

‫قاؿ تعالى " َي ْوَـ َي ْنظُ ُر ا ْل َم ْرُء َما قَ َّد َم ْ‬


‫ت َي َداهُ" اآلية ‪.40‬‬

‫النمط الثاني ‪ {:‬بدل ( من ربك ) ‪ +‬مضاف إليو ‪ +‬الفاعل ( مستتر ) ‪ +‬واو العطف ‪+‬‬
‫معطوف ‪ +‬اسم موصول ‪ +‬ظرف مكان ‪ +‬البدل }‬

‫الر ْح َم ِف" اآلية ‪.37‬‬


‫ض َو َما َب ْيَنيُ َما َّ‬ ‫ب الس ِ‬
‫ات و ْاأل َْر ِ‬ ‫قاؿ تعالى " َر ِّ‬
‫َّم َاو َ‬
‫َ‬

‫النمط الثالث ‪ {:‬الفعل ‪ +‬الفاعل (يعود عمى من ) ‪ +‬الجار والمجرور ‪ +‬المفعول ( اسم‬
‫ظاىر )‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪ " :‬فَمف َشاء اتَّ َخ َذ إِلَى رب ِ‬


‫ِّو َمآًَبا " اآلية ‪.39‬‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬

‫تألفت الجممة الفعمية ذات الفعؿ المتعدي لمفعؿ مف ثالث أنماط حيث تكوف النمط األوؿ مف‬
‫خمس صور‪ ،‬سنتطرؽ إلى شرح وتفصيؿ لبعض منيا‪:‬‬

‫ض ِميَ ً‬
‫ادا) بحرؼ‬ ‫اجا) معطوفة عمى الجممة (أَلَ ْـ َن ْج َع ِؿ ْاأل َْر َ‬
‫(و َخمَ ْقَنا ُك ْـ أ َْزَو ً‬
‫حيث وردت جممة َ‬
‫الواو وتكونت مف فعؿ ماض (خمؽ)‪ ،‬واتصؿ الفاعؿ والمفعوؿ ببنية الفعؿ‪ ،‬كما امتدت الجممة‬
‫الى الحاؿ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حيث أتى الفاعؿ ضمير الخطاب لممشركيف الذي وجو إلييـ التقرير‪ ،‬وىو التفات عف طريؽ‬
‫اجا) عمى الحاؿ مف ضمير الخطاب في خمقناكـ‪ ،‬ألف‬
‫الغيبة الى طريؽ الخطاب وانتصب (أ َْزَو ً‬
‫المقصود االستدالؿ بخمؽ الناس‪ ،‬ويكوف الناس أزواجا ‪.‬‬

‫أما جممة (اتَّ َخ َذ إِلَى رب ِ‬


‫ِّو َمآًَبا) ورد التركيب اإلسنادي فييا عمى ما يمى‪ :‬فعؿ ماض (اتَّ َخ َذ)وىو‬ ‫َ‬
‫(مف) وقد اعترض الجار والمجرور‬ ‫وعبر عف الفاعؿ بأداة الشرط ْ‬‫جواب لجممة الشرط (شاء ) ِّ‬
‫(مآًَبا) الداؿ عمى أنو مآب خير ألف اهلل ال يرضى إال بالخير ‪.1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(إلَى َربِّو) بيف الفاعؿ ومفعولو َ‬

‫‪-2‬الفعل المتعدي لمفعولين‪:‬‬

‫النمط األول ‪{:‬الفعل ‪+‬الفاعل (متصل) ‪ +‬المفعول األول ( مفرد) ‪ +‬المفعول الثاني (مفرد)‬

‫وقد ورد ىذا النمط في صورة واحدة‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪َ ":‬و َج َع ْمَنا َن ْو َم ُك ْـ ُسَباتًا " اآلية ‪.9‬‬

‫اسا" اآلية ‪.10‬‬ ‫َّ ِ‬


‫وقولو أيضا‪َ ":‬و َج َع ْمَنا المْي َؿ لَب ً‬

‫وقولو أيضا‪َ ":‬و َج َع ْمَنا َّ‬


‫الن َي َار َم َعا ًشا" اآلية ‪.11‬‬

‫تألؼ الفعؿ المتعدي لمفعوليف مف نمط واحد ‪ ،‬حيث تعذى الفعؿ إلى المفعوليف مباشرة دوف‬
‫واسطة واتصؿ الفاعؿ ببنية الفعؿ (جعمنا ) ووردت الجمؿ الثالث معطوفة عمى بعضيا بحرؼ‬
‫العطؼ الواو ‪.‬‬

‫ودلت ىذه اآليات عمى عظمة الخالؽ‪ ،‬ومعجزاتو في ىذا الكوف‬

‫‪1‬‬
‫محمد عمي الصابوني ‪ ،‬مختصر تفسير ابف كثير ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد عمي الصابوني ‪ ،‬دار القرآف الكريـ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ـ‪ ، 3‬دط ‪،‬‬
‫ص ‪.594 :‬‬

‫‪64‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ت‪-‬الجممة الفعمية ذات الفعل المبني لممجيول‪:‬‬

‫جاءت الجم مة ذات الفعؿ المبني لممجيوؿ حسب النمط اآلتي‪{:‬حرؼ العطؼ ‪ +‬الفعؿ المبني‬
‫لممجيوؿ ‪ +‬نائب الفاعؿ(اسـ ظاىر)}‬

‫قاؿ تعالى‪َ " :‬و ُسي َِّر ِت ا ْل ِجَبا ُؿ فَ َك َان ْ‬


‫ت َس َرًابا" اآلية ‪.20‬‬

‫ت أ َْب َو ًابا" اآلية ‪.19‬‬


‫اء فَ َك َان ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّم ُ‬
‫وقولو ايضا‪َ ":‬وفُت َحت الس َ‬

‫‪،‬سير )لتحقيؽ وقوع التفتيح والتسيير حتى كأنو قد‬


‫تكونت بنية الجممتيف مف فعؿ ماضي (فتُح ُ‬
‫(ينفخ في الصور) بواو العطؼ ‪،‬وحذؼ الفاعؿ‬
‫مضى وقوعو وارتبطت ىذه الجممتيف بما قبميا ُ‬
‫مف البنية السطحية لمجممة لعمـ المخاطب بو وىو اهلل عز وجؿ ‪،‬واتصمت تاء التأنيث بالفعؿ‬
‫‪،‬سيرت) حيث ساىمت في تحقيؽ المطابقة بيف الفعؿ ونائب الفاعؿ‪.‬‬
‫(فُتحت ُ‬

‫الشكل ‪ : 2‬احصاء عام ألشكال الفعل مع الجممة الفعمية المثبتة‬

‫أشكال الفعل مع اجلملة الفعلية املثبتة‬

‫املبين جملهول‬ ‫املتعدي لفعلني‬ ‫املتعدي لواحد‬ ‫الالزم‬


‫‪%14‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%26‬‬

‫مف خالؿ الجدوؿ الذي بحوزتنا‪ ،‬يتضح لنا أف ىناؾ أشكاؿ مف األفعاؿ في الجممة الفعمية‬
‫المثبتة‪ ،‬إلى أف الفعؿ المستعمؿ بكثرة ىو الفعؿ المتعدي لفعؿ واحد بنسبة ‪ ، %40‬ثـ يمييا‬
‫الفعؿ الالزـ بنسبة ‪،% 26‬ثـ الفعؿ المتعدي لمفعوليف بنسبة ‪،%20‬وأخي ار الفعؿ الالزـ الذي‬
‫يمثؿ نسبة ضئيمة تقدر بػ ‪.%14‬‬

‫‪65‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل ‪ :3‬إحصاء عام لمجممة الخبرية المثبتة‬

‫إحصاء عام للجملة اخلربية املثبتة‬

‫الفعلية‬ ‫اإلمسية‬
‫‪%71‬‬ ‫‪%29‬‬

‫أف الجممة الفعمية قد‬


‫مف خالؿ دراستنا لمجممة الخبرية المثبتة يتضح لنا مف خالؿ ىذا الجدوؿ ّ‬
‫طغت عمى الجممة الفعمية بنسبة مرتفعة جدا تقدر ب‪ ، %71‬بينما بمغت الجممة اإلسمية‬
‫ضئيمة تقدر ب ‪.%29‬‬

‫‪ -2‬أنماط الجممة المنفية‪:‬‬

‫‪-1‬الجممة الفعمية المنفية‪:‬‬

‫‪-1-1‬نفي الجممة الفعمية ذات الفعل الالزم‪:‬‬

‫ظيرت تراكيب ىذه الجممة البسيطة حسب النمط اآلتي‪{:‬أداة النفي ‪ +‬الفعؿ المضارع ‪+‬الفاعؿ‬
‫‪+‬إال ‪ +‬اسـ الموصوؿ ‪+‬جممة صمة الموصوؿ}‬

‫وف إِ َّال َم ْف أ َِذ َف لَوُ َّ‬


‫الر ْح َم ُف" اآلية ‪.38‬‬ ‫َّ‬
‫قاؿ تعالى‪َ ":‬ال َيتَ َكم ُم َ‬

‫‪-2-1‬نفي الجممة الفعمية ذات الفعل المتعدي‪:‬‬

‫أ‪-‬الفعل المتعدي لمفعول واحد‪:‬‬

‫َّ‬
‫تشكؿ تركيب الجممة الفعمية المنفية ذات الفعؿ المتعدي لمفعوؿ واحد حسب النمط اآلتي‪:‬‬

‫(الصورة االولى)‪ :‬أداة النفي ‪ +‬الفعل المضارع ‪ +‬الفاعل (ضمير) ‪+‬الجار والمجرور ‪+‬‬
‫المفعول ‪ +‬حرف العطف ‪ +‬ال ‪ +‬المعطوف ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وف ِفييَا َب ْرًدا َوَال َش َرًابا "اآلية ‪.24‬‬


‫قاؿ تعالى‪َ ":‬ال َي ُذوقُ َ‬

‫وف ِفييَا لَ ْغ ًوا َوَال ِك َّذ ًابا" اآلية ‪.35‬‬


‫وقولو أيضا‪َ ":‬ال َي ْس َم ُع َ‬

‫(الصورة الثانية)‪ :‬أداة النفي ‪ +‬الفعل المضارع ‪ +‬الفاعل(ضمير) ‪+‬الجار والمجرور ‪+‬‬
‫المفعول(اسم ظاىر)‪.‬‬

‫وف ِم ْنوُ ِخ َ‬
‫ط ًابا" اآلية ‪.38‬‬ ‫ِ‬
‫قاؿ تعالى‪َ ":‬ال َي ْمم ُك َ‬

‫(الصورة الثالثة) ‪:‬أداة النفي ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل (ضمير متصل) ‪ +‬المفعول‪.‬‬

‫وف ِح َس ًابا" اآلية ‪.27‬‬


‫قاؿ تعالى‪" :‬إَِّنيُ ْـ َك ُانوا َال َي ْر ُج َ‬

‫وف ِم ْنوُ ِخطَ ًابا)‪،‬حيث‬ ‫(ال يتَ َكمَّموف) مؤكدة لمجممة التي قبميا َ ِ‬
‫(ال َي ْمم ُك َ‬ ‫أف جممة َ َ ُ َ‬ ‫مما سبؽ ّ‬
‫نستنج ّ‬
‫أعيدت بمعناىا لتقرير داللة عمى ابطاؿ زعـ المشركيف شفاعة أصناميـ ليـ عند اهلل‪ .‬وضمير‬
‫وف) مثؿ‬ ‫َّ‬
‫(ال َيتَ َكم ُم َ‬
‫(يتكمموف ) عائد الى ما عاد اليو الضمير (يممكوف) والقوؿ في تخصيص َ‬
‫الر ْح َم ُف" سورة النبأ‪،‬‬ ‫ط ًابا) ‪ ،‬وقولو "إِ َّال َم ْف أ َِذ َف لَوُ َّ‬
‫وف ِم ْنوُ ِخ َ‬ ‫القوؿ في تخصيص َ ِ‬
‫(ال َي ْمم ُك َ‬
‫وف) فاالستثناء‬ ‫(ال يتَ َكمَّموف) واذا قد كاف مؤكدا لضمير َ ِ‬
‫(ال َي ْمم ُك َ‬ ‫اآلية‪ ،39‬استثناء مف ضمير َ َ ُ َ‬
‫منو يفيـ االستثناء مف المؤكد بو ‪.‬‬

‫وف ِفييَا َب ْرًدا َوَال َش َرًابا)‪،‬تكونت مف أداة النفي وفعؿ ‪ ،‬وفاعؿ متصؿ ببنية‬
‫(ال َي ُذوقُ َ‬
‫أما جممة َ‬
‫فعمو‪.‬‬

‫بردا وال شرًبا أال‬


‫َحقَ ًابا) ‪،‬أي ال يذوقوف في تمؾ األحقاب ً‬
‫يجوز أف تكوف ىذه الجممة صفة لػ (أ ْ‬
‫(بردا) أو‬
‫(حميما وغساقًا) مف ً‬
‫ً‬ ‫حميما وغساقًا ‪.‬فضمير فييا عائد إلى األحقاب ‪ .‬واستثناء‬
‫ً‬
‫(شرًبا)‪.‬‬

‫لكأسا‪،‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫(ال يسمع ِ‬


‫وف فييَا لَ ْغ ًوا َوَال كذ ًابا)‪ ،‬ىي تابعة لما قبميا ‪ ،‬فأتت الجممة صفة ثانية ً‬
‫وجممة َ َ ْ َ ُ َ‬
‫مما تسببو خمر الدنيا مف آثار العريدة مف ىذياف‪ ،‬وكذب‬ ‫أف خمر الجنة سميمة ّ‬ ‫وتعني َّ‬

‫‪67‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وسباب‪ ،‬أي فأىؿ الجنة ينعموف بمذة السكر المعروفة في الدنيا قبؿ تحريـ الخمر ‪،‬وال تأتي‬
‫الخمر عمى كماالتيـ النفسية كما تأتي عمييا خمر الدنيا‪.1‬‬

‫وف ِم ْنوُ ِخطَ ًابا) مف أداة النفي (ال) ‪،‬وفعؿ‪ ،‬وفاعؿ ضمير متصؿ‬ ‫ِ‬
‫وتكوف بنية الجممة ( َال َي ْمم ُك َ‬
‫وف)‪ ،‬العائد عمى أىؿ السموات واألرض‪ ،‬والضمير في الجار والمجرور (منو) عائد‬ ‫بفعمو ِ‬
‫(ي ْمم ُك َ‬
‫َ‬
‫ط ًابا)‪ ،‬ومعنى اآلية أنيـ ال يممكوف مف‬ ‫عميو تعالى‪ ،‬وقد اعترض الجار والمجرور المفعوؿ ِ‬
‫(خ َ‬
‫أف يخاطبوه في شيء مف الثواب أو العقاب خطاب واحد يتصرفوف فيو بتصرؼ المالؾ‬
‫اهلل ْ‬
‫فيزيدوف فيو أو ينقصوف منو‪.‬‬

‫وف ِح َس ًابا) عمى ما قبمو (الطاغيف)‪ ،‬وورد الحرؼ‬ ‫ودلّت (إِ َّف) في الجممة (إَِّنيُ ْـ َك ُانوا َال َي ْر ُج َ‬
‫وف) بػ(ال) نافية داللة‬ ‫(ِإ َّف) لالىتماـ بالخبر وليس لرد االنكار‪ ،‬حيث ُنفي الفعؿ المضارع َ‬
‫(ي ْر ُج َ‬
‫جددوا‬
‫عمى استمرار انتفاء ما عبر عنو بالرجاء‪ ،‬وذلؾ ألنيـ كمما أُعيد ليـ ذكر يوـ الحساب ّ‬
‫إنكاره وكرروا شبياتيـ عمى نفي إمكانو‪.2‬‬

‫‪-3‬أنماط الجممة الخبرية المؤكدة‪:‬‬

‫‪-1-3‬الجممة اإلسمية المؤكدة‪:‬‬

‫أ‪-‬توكيد الجممة اإلسمية البسيطة‪:‬‬

‫أُكدت الجممة اإلسمية حسب النمط اآلتي‪:‬‬

‫النمط األول‪ { :‬إِ َّن ‪ +‬اسميا ‪ +‬خبرىا} وقد ُوردت حسب الصور اآلتية‪:‬‬

‫إن ‪ +‬اسميا(ضمير متصل) ‪ +‬خبرىا (جممة فعمية)‪.‬‬


‫(الصورة األولى)‪َّ ِ:‬‬

‫قاؿ تعالى‪ِ ":‬إَّنا أ َْن َذ ْرَنا ُك ْـ َع َذ ًابا قَ ِر ًيبا" اآلية ‪.40‬‬

‫‪ 1‬محمد الطاىر ابف عاشور ‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪،‬ص‪.51:‬‬


‫‪2‬محمد الطاىر بف عاشور ‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ص ‪. 40 :‬‬

‫‪68‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(الصورة الثانية)‪ :‬إِ َّن ‪ +‬اسميا (اسم ظاىر) ‪ +‬خبرىا(جممة فعمية فعميا ناسخ)‪.‬‬

‫ادا" اآلية‪.21‬‬
‫صً‬ ‫قاؿ تعالى‪" :‬إِ َّف جيَّنـ َك َان ْ ِ‬
‫ت م ْر َ‬ ‫َََ‬

‫(الصورة الثالثة)‪ :‬إِ َّن ‪ +‬اسميا ‪ +‬مضاف إليو ‪ +‬خبرىا (جممة فعمية فعميا ناسخ)‬

‫اف ِميقَاتًا" اآلية ‪.17‬‬


‫ص ِؿ َك َ‬
‫قاؿ تعالى‪" :‬إِ َّف َي ْوَـ ا ْلفَ ْ‬

‫إف المقدـ لزيادة في التوكيد حسب الصورة اآلتية‪ :‬إِ َّن ‪+‬‬
‫وقد دخؿ حرؼ الجر الالـ عمى خبرِ َّ‬
‫ِ ِ‬
‫حرف الجر ‪( +‬الجار والمجرور)خبرىا ‪ +‬اسميا‪ .‬قاؿ تعالى‪" :‬إِ َّف ل ْم ُمتَّق َ‬
‫يف َمفَ ًازا" اآلية ‪.31‬‬

‫النمط الثاني‪{:‬المبتدأ ‪ +‬الخبر} وقد ُورد في صورتيف ‪:‬‬

‫(الصورة االولى)‪ :‬المبتدأ(ضمير الفصل) ‪ +‬الجار والمجرور ‪ +‬الخبر (جمع)‪.‬‬

‫وف" اآلية ‪.3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َِّ‬


‫قاؿ تعالى‪ " :‬الذي ُى ْـ فيو ُم ْختَمفُ َ‬

‫(الصورة الثانية)‪ :‬المبتدأ(اسم إشارة) ‪ +‬الـ ‪ +‬الخبر ‪ +‬الصفة ‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪َ ":‬ذلِ َؾ ا ْلَي ْوـ ا ْل َح ُّ‬


‫ؽ" اآلية ‪.39‬‬ ‫ُ‬

‫النمط الثالث ‪{:‬واو العطف ‪ +‬المبتدأ ‪+‬المضاف إليو ‪ +‬الخبر(جممة فعمية)}‪.‬‬

‫ص ْيَناهُ ِكتَ ًابا " اآلية ‪.29‬‬ ‫قاؿ تعالى‪َ ": :‬و ُك َّؿ َش ْي ٍء أ ْ‬
‫َح َ‬

‫‪-2-3‬الجممة الفعمية المؤكدة‪:‬‬

‫‪-1‬توكيد الجممة الفعمية ذات الفعل المتعدي‪:‬‬

‫‪-1-1‬الفعل المتعدي لمفعول واحد‪ :‬جاء التوكيد عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫النمط األول‪{:‬واو العطف ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل ‪ +‬الجار والمجرور ‪ +‬المصدر}‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪َ ":‬و َك َّذ ُبوا بِآََياتَِنا ِك َّذ ًابا" اآلية‪. 28‬‬

‫‪69‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫النمط الثاني‪{:‬المفعول المطمق ‪ +‬الفعل(محذوف) ‪ +‬الجار والمجرور ‪ +‬الصفة}‪.‬‬

‫اء ِح َس ًابا " اآلية ‪.36‬‬


‫ط ً‬ ‫اء ِم ْف َرِّب َ‬
‫ؾ َع َ‬ ‫قاؿ تعالى ‪َ ":‬ج َز ً‬

‫النمط الثالث ‪{:‬واو العطف ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل (ضمير متصل) ‪ +‬المفعول بو ‪ +‬الصفة}‪.‬‬

‫ِ‬
‫اجا َو َّى ً‬
‫اجا " اآلية ‪.13‬‬ ‫قاؿ تعالى‪َ " :‬و َج َع ْمَنا س َر ً‬

‫النمط الرابع‪{ :‬الم التعميل ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل(مستتر) ‪ +‬الجار والمجرور ‪ +‬المفعول بو}‬

‫قاؿ تعالى‪ِ ":‬ل ُن ْخ ِرَج بِ ِو َحِّبا " اآلية ‪.15‬‬

‫(ل ُن ْخ ِر َج ِب ِو َحبِّا) }‪.‬‬


‫النمط الخامس‪{:‬واو العطف ‪ +‬معطوف عمى ِ‬

‫قاؿ تعالى ‪َ " :‬وَنَباتًا "اآلية ‪.15‬‬

‫(ل ُن ْخ ِر َج ِب ِو َحبِّا) ‪ +‬الصفة}‪.‬‬


‫النمط السادس‪{:‬واو العطف ‪ +‬معطوف عمى ِ‬

‫قاؿ تعالى‪ ":‬وجَّن ٍ‬


‫ات أَْلفَافًا " اآلية ‪.16‬‬ ‫ََ‬

‫النمط السابع‪{ :‬واو العطف ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل(ضمير متصل) ‪ +‬ظرف المكان ‪ +‬المضاف‬
‫إليو ‪ +‬المفعول بو ‪ +‬الصفة}‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪َ ":‬وَبَن ْيَنا فَ ْوقَ ُك ْـ َس ْب ًعا ِش َد ًادا " اآلية ‪.12‬‬

‫النمط الثامن‪ {:‬واو العطف ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل(ضمير متصل) ‪ +‬الجار والمجرور(حال) ‪+‬‬
‫المفعول بو ‪ +‬الصفة}‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ثَ َّج ً‬
‫اجا " اآلية ‪.14‬‬ ‫قاؿ تعالى‪َ ":‬وأ َْن َزْلَنا م َف ا ْل ُم ْعص َرات َم ً‬

‫النمط التاسع‪ :‬التوكيد المفظي‪ ،‬وجاء لتوكيد جممة فعمية وذلؾ حسب النمط اآلتي ‪{:‬حرف‬
‫الردع(لمتنبيو بمعنى االّ) ‪ +‬حرف االستقبال ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل (ضمير متصل) ‪ +‬المفعول‬

‫‪70‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(محذوف) }‪ ،‬ثـ تكررت حرؼ الردع كما تكررت الجممة الفعمية {حرف العطف ‪ +‬حرف الردع‬
‫‪ +‬حرف االستقبال ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل(ضمير متصل) ‪ +‬المفعول محذوف}‪.‬‬

‫وف " اآلية ‪.5 - 4‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫وف ثَُّـ َكال َسَي ْعمَ ُم َ‬
‫قاؿ تعالى‪َ ":‬كال َسَي ْعمَ ُم َ‬

‫‪ -2-1‬الفعل المتعدي لمفعولين‪ (:‬التوكيد بالقصر) ‪:‬‬

‫أُكدت الجممة ذات الفعؿ المتعدي لمفعوليف المؤكدة بالقصر حسب النمط اآلتي‪{:‬حرف التعميل‪+‬‬
‫حرف النفي ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل (مستتر) ‪ +‬المفعول األول ‪ +‬أداة القصر ‪ +‬المفعول الثاني}‪.‬‬
‫يد ُك ْـ ِإ َّال َع َذ ًابا "‪.‬‬
‫قاؿ تعالى‪َ " :‬فمَ ْف َن ِز َ‬

‫‪-2‬توكيد الجممة الفعمية ذات الفعل المبني لممجيول‪:‬‬

‫ُوردت حسب النمط اآلتي ‪{:‬بدل ‪ +‬الفعل المضارع المبني لممجيول ‪ +‬نائب الفاعل}‬

‫اجا " اآلية ‪.18‬‬


‫وف أَ ْف َو ً‬ ‫قاؿ تعالى‪َ " :‬ي ْوَـ ُي ْنفَ ُخ ِفي الص ِ‬
‫ُّور فَتَأْتُ َ‬

‫تنوعت أدوات التوكيد في الجممة الخبرية‪ ،‬منيا ما جاء مؤكد بػ (إِ َّف)‪ ،‬ومنيا مؤكد بػ (اؿ)‪،‬ومنيا‬
‫بػ (توكيد المفظي)‪ ،‬ومنيا بتقديـ بعض عناصر الجممة عمى بعض‪ .‬واألف سنحاوؿ عرض‬
‫وتفصيؿ بعض الجمؿ منيا‬

‫‪71‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ -‬الجممة اإلسمية المؤكدة‪:‬‬

‫‪ -1‬التوكيد بـ (الـ)‪:‬‬

‫ؽ" سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪ ،39‬جاء التوكيد بأداة القصر (الػ )‪ ،‬فػ َ(ذلِ َ‬
‫ؾ)‬ ‫قاؿ تعالى‪َ " :‬ذِل َ‬
‫ؾ ا ْلَي ْوـ ا ْل َح ُّ‬
‫ُ‬
‫ص ِؿ)‪،‬‬
‫وصؼ بو( َي ْوَـ ا ْلفَ ْ‬
‫ؽ) فألجؿ جميع ما ُ‬‫مبتدأ‪( ،‬ا ْلَي ْوـ ) خبره‪ ،‬وامتدت الجممة لموصؼ (ا ْل َح ُّ‬
‫ُ‬
‫كاف حقيقا بأف يوصؼ بأنو اليوـ الحؽ‪.‬‬

‫‪ -2‬التوكيد بـ (إِ َّن)‪:‬‬

‫اف ِميقَاتًا" سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪ 17‬أُكدت الجممة بحرؼ التوكيد (إِ َّف)‪َّ ،‬‬
‫ألف فيو‬ ‫ص ِؿ َك َ‬
‫"إِ َّف َي ْوَـ ا ْلفَ ْ‬
‫إبطاال إلنكار المشركيف وتكذيبيـ بيوـ الفصؿ‪ ،‬ويوـ الفصؿ‪ :‬يوـ البعث لمجزاء ‪،‬فالجزاء عمى‬
‫األعماؿ فصؿ عف بعضيـ مف البعض ‪،‬وأوثر التعبير عنو بيوـ الفصؿ إلثبات شيئيف‪:‬‬
‫أحدىما‪ :‬أنو َبَّيف ثبوت ما جحدوه مف البعث والجزاء وذلؾ فصؿ بيف الصدؽ وكذبيـ‪.‬‬

‫وثانييما‪ :‬القضاء بيف الناس فيما اختمفوا فيو‪ ،‬وما اعتدى بو بعضيـ عمى بعض‬

‫َّ‬
‫المحدد في عمؿ ما‬ ‫والميقات‪ :‬مفعاؿ مشتؽ مف الوقت‪ ،‬والوقت‪ :‬الزماف‬

‫اف ِميقَاتًا) أي في تقدير اهلل‬


‫أف يوـ القيامة يفصؿ بيف الحؽ والباطؿ‪ ،‬و( َك َ‬
‫‪،‬ومعنى اآلية ىو ّ‬
‫وحكمو تؤقت بو الدنيا وتنتيي عنده‪.‬‬

‫‪ -3‬التوكيد بأكثر من مؤكد‪:‬‬

‫ال يقتصر التوكيد في الجممة اإلسمية عمى مؤكد واحد‪ ،‬قد يتعداه إلى أكثر مف مؤكد في الجممة‬
‫الواحدة‪ ،‬وذلؾ حيف ُيراد دفع اإلنكار واقرار األمر وتثبيتو في نفوس المنكريف ‪ ،1‬كقولو تعالى‬

‫‪1‬‬
‫محمد الطاىر بف عاشور ‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ص‪.30،54 :‬‬

‫‪72‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يف َمفَ ًاز"سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪ ،31‬فجاء التوكيد بػ(إِ َّف)‪ ،‬واسمية الجممة‪،‬و(الالـ)‪ ،‬وتركبت‬ ‫ِ ِ‬
‫"إِ َّف ل ْم ُمتَّق َ‬
‫الجممة فييا ب(إِ َّف ‪ +‬الخبر ‪ +‬اسميا فجممة متصمة بجممة )‬

‫ت ِمرص ً ِ َّ ِ‬
‫يف َمآًَبا" سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪ ،21‬وىي مستأنفة اسئنافا ابتدائيا‬
‫ادا لمطاغ َ‬ ‫"إف َج َيَّن َـ َك َان ْ ْ َ‬
‫َّ‬
‫(إف) لمداللة عمى االىتماـ بالخبر لئال يشؾ فيو‬‫بمناسبة ُمقتضى االنتقاؿ ‪ ،‬وافتتحت بحرؼ َّ‬
‫أحد‪ ،‬والمقصود مف المتقيف المؤمنوف الذيف آمنوا بالنبي صمى اهلل عميو وسمـ واتبعوا ما أمرىـ‬
‫بو واجتنبوا ما نياىـ عنو ألنيـ المقصود مف مقابمتيـ بالطاغيف المشركيف‪.‬‬

‫أف يكوف مصد ار ميميا بمعنى‬


‫والمفاز‪ :‬مكاف الفوز وىو الظفر بالخير ونيؿ المطموب‪ ،‬ويجوز ْ‬
‫وتنوينو لمتعظيـ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الفوز‪،‬‬

‫وتقدـ خبر َّ‬


‫(إف) عمى اسميا لالىتماـ بو تنوييا بالمتقيف‪.‬‬

‫‪ -3‬الجممة الفعمية المؤكدة‪:‬‬

‫قد يتقدـ بعض أجزاء الجممة‪ ،‬ليقع في نفوس المخاطبيف‪ ،‬وفي األغمب أف يكوف المتقدـ ظرفا‬
‫(وَبَن ْيَنا فَ ْوقَ ُك ْـ َس ْب ًعا ِش َد ًادا) بػ (فوقكـ) وىو ظرؼ‬
‫أو جار ومجرور‪ ،‬حيث جاء التوكيد في جممة َ‬
‫أي محكمة الخمؽ قوية ال تتأثر بمرور اإلعصار إال إذا أراد اهلل عز وجؿ‪ .‬كما جاء التوكيد في‬
‫صر ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات)‪.‬‬ ‫اء ثَ َّج ً‬
‫اجا) فييا كذلؾ بالجار والمجرور (م َف ا ْل ُم ْع َ‬ ‫(وأ َْن َزْلَنا م َف ا ْل ُم ْعص َرات َم ً‬
‫جممة َ‬

‫وف" سورة النبأ‪5 ،4 ،‬جاء التوكيد فييا ‪،‬بالتوكيد المفظي ( َك َّال‬ ‫َّ‬
‫وف ثَُّـ َكال َسَي ْعمَ ُم َ‬
‫َّ‬
‫* " َكال َسَي ْعمَ ُم َ‬
‫وف) مقترف بأداة العطؼ (ثَُّـ) وىذا التكرار توكيد في الوعيد‪ ،‬وحذؼ ما يتعمؽ بو عمى‬
‫َسَي ْعمَ ُم َ‬
‫سبيؿ التيويؿ‪ ،‬أي سيعمموف ما يحؿ بيـ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الطاىر بف عاشور ‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ص‪.44 :‬‬

‫‪73‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل‪ : 4‬إحصاء عام حول أدوات التوكيد في الجممة اإلسمية والجممة الفعمية‬

‫أدوات التوكيد بني اجلملة اإلمسية واجلملة الفعلية‬

‫مع اجلملة الفعلية‬ ‫مع اجلملة اإلمسية‬

‫بسيطة‬
‫املصدر أو‬ ‫التوكيد بتقدمي‬
‫التوكيد‬ ‫النفي مع‬
‫ما ينوب‬ ‫بعض أجزاء‬
‫الفصل‬ ‫الفصل‬
‫عنو‬ ‫اجلملة‬ ‫ضمري الفصل‬ ‫إن ‪ +‬الالم‬ ‫إن‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%8‬‬
‫‪%25‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪%52‬‬

‫بأف ىناؾ العديد مف أدوات التوكيد في الجممة الفعمية والجممة‬


‫يتبيف مف خالؿ ىذا الجدوؿ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أف األدوات المستعممة بكثرة ىي التوكيد بتقديـ بعض أجزاء الجممة بنسبة تقدر بػ‬
‫اإلسمية‪ ،‬إلى ّ‬
‫‪ ،59%‬ثـ األقؿ منيا بقميؿ التوكيد ب ػ َّ‬
‫(إف) بنسبة ‪ ،52%‬ثـ يمييا المصدر أو ما ينوب عنو بػ‬
‫‪ ، 25%‬بينما توجد ىناؾ نسبتيف متساويتيف َّ‬
‫(إف ‪ +‬الالـ مع ضمير الفصؿ) بنسبة ‪،16%‬‬
‫والنفي مع القصر والتوكيد المفظي بنسبة ‪. 8%‬‬

‫‪74‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل ‪ :5‬إحصاء عام لمجممة الخبرية ‪.‬‬

‫اجلملة اخلربية‬

‫الجملة‬ ‫الجملة‬ ‫اجلملة‬


‫المؤكدة‬ ‫المنفية‬ ‫املثبتة‬
‫‪%41‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪%47‬‬

‫ُيبيف الجدوؿ َّ‬


‫أف أعمى نسبة‪ 47%‬تمثؿ عدد الجمؿ المثبتة؛ التي تصؼ خوض المشركيف في‬
‫مما يخالؼ معتقداتيـ ومف ذلؾ إثبات البعث‪ ،‬ثـ تمتيا عدد الجمؿ‬
‫شأف القرآف وما جاء بو ّ‬
‫المؤكدة بنسبة‪ 41%‬حيث ذكر اهلل عز وجؿ فييا دالئؿ قدرتو إلزاما لمكافريف بالحجج المقنعة‬
‫عمى قدرتو عمى البعث والنشو‪ ،‬بينما تمثؿ نسبة ‪ 11%‬الجمؿ المنفية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنماط الجممة اإلنشائية‪:‬‬

‫‪ -1‬أنماط الجممة الطمبية ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬جممة األمر ‪:‬‬

‫وردت جممة األمر حسب النمط اآلتي ‪ {:‬حرف العطف ‪ +‬فعل األمر ‪ +‬الفاعل(متصل) ‪+‬‬
‫المفعول(محذوف)}‪.‬‬

‫يد ُك ْـ ِإ َّال َع َذ ًابا " اآلية ‪.30‬‬


‫قاؿ تعالى‪ ":‬فَ ُذوقُوا َفمَ ْف َن ِز َ‬

‫‪ -2-1‬جممة االستفيام ‪:‬ورد ىذا النمط في صورتيف ‪:‬‬

‫(الصورة األولى) ‪ :‬حرف الجر ‪ +‬اسم االستفيام ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل(متصل)‪.‬‬

‫وف " اآلية ‪.1‬‬


‫اءلُ َ‬
‫قاؿ تعالى‪َ " :‬ع َّـ َيتَ َس َ‬

‫(الصورة الثانية)‪ :‬حرف االستفيام ‪ +‬حرف النفي ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل(مستتر) ‪ +‬المفعول‬


‫األول ‪ +‬الثاني ‪.‬‬

‫ض ِميَ ً‬
‫ادا " اآلية ‪.6‬‬ ‫قاؿ تعالى‪ " :‬أَلَ ْـ َن ْج َع ِؿ ْاأل َْر َ‬

‫(الصورة الثالثة)‪ :‬اسم االستفيام( مفعول بو) ‪ +‬الفعل ‪ +‬الفاعل‪.‬‬

‫قاؿ تعالى ‪َ ":‬ما قَ َّد َم ْ‬


‫ت َي َداهُ " اآلية ‪.40‬‬

‫‪ -3-1‬جممة التمني ‪ :‬جاء في ىذا النمط أداة التمني (ليت) ‪ +‬اسميا (متصل) ‪ +‬خبرىا‬
‫(جممة فعمية) }‪.‬‬

‫قاؿ تعالى‪َ " :‬وَيقُو ُؿ ا ْل َك ِاف ُر َيا لَ ْيتَنِي ُك ْن ُ‬


‫ت تَُرًابا " اآلية ‪.40‬‬

‫‪76‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مما سبؽ َّ‬


‫أف جممة األمر تألفت مف التركيب اإلسنادي التالي‪ :‬فعؿ األمر (ذوقوا)‪،‬‬ ‫نستنتج ّ‬
‫وفاعؿ متصؿ ببنيتو ( واو الجماعة)‪ ،‬ومفعوؿ محذوؼ لالختصار‪.‬‬

‫حيث اتصؿ بفعؿ األمر(فاء التفريع والتسبب)‪ ،‬لكونيا مرتبطة بالجممة التي قبميا(إِ َّف َج َيَّن َـ‬
‫ولما ُغّير أسموب الخبر إلى الخطاب بعد أف كاف جاريا‬ ‫ادا) ‪،‬وما اتصؿ بيا‪َّ ،‬‬ ‫صً‬ ‫َك َان ْ ِ‬
‫ت م ْر َ‬
‫فيظف أنو خطاب تيديد لممشركيف‬ ‫مما يجري في الدنيا ُ‬‫بطريؽ الغيبة‪ ،‬ولـ يكف مضموف الخبر َّ‬
‫تعيف أف يكوف المفرع قوال محذوفا َّ‬
‫دؿ عميو الفعؿ (ذوقوا) الذي ال يقاؿ إال يوـ الجزاء‪ ،‬فالتقدير‪:‬‬ ‫َّ‬
‫فيقاؿ ليـ ذوقوا إلى آخره‪ ،‬وليذا فميس في ضمير الخطاب التفات فالمفرع بالفاء ىو الفعؿ القوؿ‬
‫المحذوؼ ‪.‬‬

‫واألمر في(ذوقوا) مستعمؿ في التوبيخ والتفريع‪ ،‬وفُرع عمى (ذوقوا)ما يزيد تنكيدىـ وتحسيرىـ‬
‫بإعالميـ َّ‬
‫بأف اهلل سيزيدىـ عذابا فوؽ ماىـ فيو ‪.‬‬

‫وف) مف لفظ " َع َّـ " وىو مركب مف كممتيف "عف" الجار‪،‬‬
‫اءلُ َ‬
‫(ع َّـ َيتَ َس َ‬
‫* وتركبت جممة االستفياـ َ‬
‫وف" فيذا مركب‪،‬‬
‫اءلُ َ‬
‫و"ما" التي ىي اسـ استفياـ بمعنى‪ :‬أي شيء‪ ،‬ويتعمؽ " َع َّـ " بفعؿ " َيتَ َس َ‬
‫وف عف ما‪ ،‬فقُدـ اسـ االستفياـ ألنو ال يقع إال في صدر الكالـ المستفيـ‬
‫اءلُ َ‬
‫وأصؿ ترتيبو‪َ :‬يتَ َس َ‬
‫بو‪.‬‬

‫وف" ليس استفياما حقيقيا‪ ،‬بؿ ىو مستعمؿ في التشويؽ إلى‬


‫اءلُ َ‬
‫"ع َّـ َيتَ َس َ‬
‫واالستفياـ بما في قولو‪َ :‬‬
‫تمقي الخبر‪ .‬وضمير (يتساءلوف)يجوز أف يكوف ضمير جماعة الغائبيف مر ًادا بو المشركوف‪.‬‬

‫فافتتاح الكالـ باالستفياـ عف تساؤؿ جماعة عف النبأ العظيـ افتتاح تشويؽ ثـ تيويؿ لما‬
‫سيذكر بعده‪.1‬‬

‫ض ِميَ ً‬
‫ادا "سورة النبأ‪ ،‬اآلية‪ ،6‬عمى بياف قدرتو العظيمة في خمؽ‬ ‫* ودلت اآلية " أَلَ ْـ َن ْج َع ِؿ ْاأل َْر َ‬
‫األشياء الغريبة واألمور العجيبة‪ ،‬الدالة عمى قدرتو‪ ،‬والكالـ موجو إلى منكري البعث‪.‬‬

‫‪1‬محمد الطاىر بف عاشور ف تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ص‪.9،7 :‬‬

‫‪77‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واالستفياـ في ( أَلَ ْـ َن ْج َع ِؿ)تقريري وىو تقرير عمى النفي ‪ ،‬والمقصود التقرير بوقوع جعؿ‬
‫ميادا ال بنفيو ‪ ،‬فحرؼ النفي لمجرد تأكيد معنى التقرير ‪.‬‬
‫األرض ً‬

‫(ما قَ َّد َم ْ‬
‫ت َي َداهُ) مف اسـ استفياـ وىو مفعوؿ بو‪ ،‬وفعؿ‪ ،‬وتاء تأنيث المتصمة‬ ‫* وتكونت جممة َ‬
‫(ي ْوَـ َي ْنظُ ُر ا ْل َم ْرُء) والفعؿ ( َي ْنظُ ُر )يجوز‬
‫بالفعؿ‪ ،‬وفاعؿ(يداه)‪ ،‬وىي متعمقة بالجممة التي قبميا َ‬
‫أف يكوف مف نظر الفكر‪ ،‬وأصمو مجاز شاع حتى لحؽ بالمعاني الحقيقية كما يقاؿ‪ :‬ىو بخير‬
‫النظريف‪ ،‬ومنو التنظُّر‪ :‬توقعُ الشيء‪ ،‬أي يوـ يترقب ويتأمؿ ما قدمت يداه‪ ،‬وتكوف( ما )‬
‫استفيامية وفعؿ (ينظر) معمقا عف العمؿ بسبب االستفياـ‪ ،‬والمعنى‪ :‬ينظر المرء جواب مف‬
‫‪1‬‬
‫يسأؿ‪ :‬ما قدت يداه ؟‬

‫(يا لَ ْيتَنِي ُك ْن ُ‬
‫ت تَُرًابا)‪ ،‬وتكونت ىذه الجممة مف مركبيف‬ ‫* سبؽ أداة التمني النداء في جممة َ‬
‫اسنادييف‪ ،‬حيث تكوف التركيب االسنادي األوؿ مف أداة النداء(يا)‪ ،‬ومنادى محذوؼ لعمـ‬
‫المخاطب بو وىو اهلل عز وجؿ‪ ،‬وحرؼ التمني (ليت) اتصؿ بيا اسميا الذي يعود عمى الكافر؛‬
‫ت تَُرًابا)‬
‫الذي يتمنى أنو لـ يخمؽ ويكوف ترًابا‪ ،‬أما التركيب االسنادي الثاني وىو خبر ليت ( ُك ْن ُ‬
‫الذي ورد جممة فعمية منسوخة‪.‬‬

‫الشكل‪ : 6‬إحصاء عام لمجممة الخبرية واإلنشائية في سورة النبأ‬

‫اجلمـ ـ ــلة‬

‫اإلنشائية‬ ‫اخلربية‬
‫‪%11‬‬ ‫‪%89‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الطاىر بف عاشور‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ص‪.13 :‬‬

‫‪78‬‬
‫أنماط الجممة الخبرية و اإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يتضح لنا مف خالؿ تصنيؼ الجممة الخبرية والجممة اإلنشائية في سورة النبأ‪ ،‬واإلحصائيات‬
‫ألف اآليات جاءت‬ ‫التي أجريناىا‪َّ ،‬‬
‫أف نسبة الجممة الخبرية بمغت نسبة عالية تقدر بػ ‪ّ 89%‬‬
‫أف‬ ‫البعث‪ ،‬وبياف قدرتو العظيمة التي أحدثت َّ‬
‫ضجة وثورة في ىذا الكوف‪ ،‬و َّ‬ ‫تحاجج عف قضية َ‬
‫اهلل قادر عمى أف يبعث اإلنساف مرة ثانية ويحاسبو؛ حيث يجازي المحسف عمى إحسانو‬
‫والمسيء عمى إساءتو‪ ،‬وفي المقابؿ بمغت الجممة االنشائية نسبة ضئيمة جدا‪ ،‬قُدرت بػ ‪11%‬‬
‫التي تتحدث عف تساءؿ المشركيف في شأف القرآف‪ ،‬وتوجيو الكالـ والتفات عف طريؽ االستفياـ‬
‫إلى منكري البعث‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪........................................................................‬الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫الحمد هلل الذي وفقني إلتماـ ىذا البحث ‪ ،‬والشكر لو عمى ما أنعـ بو مف التيسير والعوف ‪،‬‬
‫وصمّي المَّيـ وسمِّـ وبارؾ عمى خير خمقو وعمى ألو وأصحابو ومف تبعيـ بإحساف إلى يوـ‬
‫‪،‬أما بعد ‪:‬‬
‫الديف َّ‬
‫توصمت إليو ىذه الدراسة مف نتائج ‪:‬‬ ‫أف أجم ُؿ ما‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫العممية إال ْ‬
‫فال يسعني بعد ىذه الرحمة ِّ‬
‫* َّبينت ىذه الدراسة الصمة القوية مف عمـ النحو وعمـ المعاني ‪ ،‬فكشفت عف العالقة القوية‬
‫المتعددة ‪ ،‬فال يستطيع‬
‫ّ‬ ‫بيف اإلعراب والمعنى ‪ ،‬وأىمية اإلعراب في إيضاح المعاني َّ‬
‫النحوية‬
‫الفصؿ بينيما‬
‫* الجممة مف أىـ الموضوعات التي يجب عمى َد ِارس العر َّبية اإللماـ بيا ؛ ألنيا بمثابة‬
‫البوابة لموضوعات ودراسات أخرى‪.‬‬
‫أف النحاة ِاختمفوا في نظرتيـ لمجممة ؛ فمنيـ مف جعميا وال َكالَـ ُمصطمحيف‬
‫الدراسة َّ‬
‫بت ّ‬‫* تُثْ ُ‬
‫فرؽ بينيما وِاشترط القاعدة في الكالـ دوف الجممة ‪،‬‬
‫ُيطمقاف عمى مدلوؿ واحد ‪ ،‬ومنيـ مف َّ‬
‫اء في الجممة أو الكالـ ‪.‬‬
‫أمر واجبا سو ُ‬
‫وكانت قضية االسناد عند كمييما ًا‬
‫قسـ النحاة القدامى الجممة إلى ‪ ":‬الجممة االسمية ‪ ،‬والجممة الفعمية "‪ ،‬و"جممة كبرى وجممة‬
‫* َّ‬
‫صغرى" ‪ ،‬في حيف قسميا البالغيوف إلى "الجممة الخبرية والجممة االنشائية"‪.‬‬
‫* َّ‬
‫أف لمجممة في المغة العرية صور وأنماط عديدة منيا الجممة الخبرية والجممة اإلنشائية‪.‬‬
‫أما الجممة اإلنشائية ؛ فتتألؼ مف‬
‫تتنوع الجممة الخبرية بيف اإلثبات والنفي والتوكيد ‪َّ ،‬‬
‫* َّ‬
‫اإلنشاء الطمبي ‪ ،‬وغير الطمبي ‪ ،‬وينحصر اإلنشاء الطمبي في‪ :‬األمر ‪ ،‬النيي ‪ ،‬النداء ‪،‬‬
‫أما اإلنشاء غير الطمبي ففيو ‪(:‬التعجب ‪ُّ ،‬‬
‫الدعاء ‪ ،‬المدح والذـ ‪ ،‬العقود‬ ‫االستفياـ ‪ ،‬والتمني )‪َّ ،‬‬
‫‪ ،‬والقسـ )‬
‫* الجممة المثبتة ؛ ىي الجممة المتعارؼ عمييا الفعمية المكونة مف فعؿ ‪ ،‬وفاعؿ إذا كاف‬
‫متعديا‪ ،‬أو مبتدأ وخبر في الجممة‬
‫ً‬ ‫الزما ‪ ،‬وقد يتعداىا إلى المفعوؿ بو ؛ إذا كاف الفعؿ‬
‫الفعؿ ً‬

‫‪81‬‬
‫‪........................................................................‬الخاتمة‬

‫االسمية البسيطة ‪ .‬والنواسخ " َّ‬


‫إف وأخواتيا ‪ ،‬وكاف وأخواتيا‪ ،‬وظف وأخواتيا" في الجممة االسمية‬
‫المركبة‪.‬‬
‫لف ‪،‬‬
‫ليس ‪ ،‬ال نافية ‪ْ ،‬‬
‫‪،‬الت ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫إف‬
‫* تٌنفى الجممة في المغة العربية بياتو األدوات (ال ‪ ،‬ما ‪ْ ،‬‬
‫لما) ‪ ،‬وتٌختص الجممة االسمية بػ (ال نافية لمجنس ‪ ،‬الت ‪ ،‬ليس)‪ ،‬في حيف تختص‬
‫ْلـ ‪َّ ،‬‬
‫إف)‪.‬‬
‫لما) ‪ ،‬وتشترؾ الجممة الفعمية واالسمية في (ال ‪ ،‬ما ‪ْ ،‬‬
‫الجممة الفعمية بػ(لَ ْف ‪ ،‬لً ْـ ‪َّ ،‬‬
‫الن ِفي نقطة ِاشتراؾ أال وىي النفي‪ ،‬وبالرغـ مف ىذا االشتراؾ إالً َّ‬
‫أف بينيا فروقًا‬ ‫* لِحروؼ َّ‬
‫دقيقة مف حيث زمف َّ‬
‫النفي ومقداره ‪ ،‬كما َّ‬
‫أف (ليس) ؛ فعؿ ‪ ،‬و(غير) ؛ اسـ ‪ ،‬و (ال ‪ ،‬ما ‪،‬‬
‫إف ‪ ،‬لَ ْـ ‪ ،‬لَ ْف ‪ ،‬لَ َّما) ىي حروؼ‪.‬‬
‫الت ْ‬
‫الرفيع ‪ ،‬لذا البد مف تناسب بيف أجزاء الجممة مف حيث‬
‫* المغة العربية يحكميا الذوؽ العربي َّ‬
‫"لف" تدخؿ عمى الفعؿ وتفيد االستقباؿ‪.‬‬
‫المعنى ‪ ،‬فمثالً ْ‬
‫إف ‪َّ ،‬‬
‫أف ‪،‬الـ‬ ‫* تطرقت إلى بعض أدوات التوكيد التي تدخؿ عمى الجممة االسمية وىي ‪َّ :‬‬
‫االبتداء ‪،‬القسـ ‪ ،‬التوكيد بالقصر وضمير الفصؿ ) ‪ ،‬وما يدخؿ عمى الجممة الفعمية وىي(قد ‪،‬‬
‫السيف ‪ ،‬نوف التوكيد)‪.‬‬
‫ّ‬
‫* تنوعت الجمؿ في سورة النبأ‪.‬‬
‫* ُيبيف البحث َّ‬
‫بأف نمط الجمؿ الطاغية بكثرة عمى السورة ىي ‪ :‬الجممة المثبتة وتمييا الجممة‬
‫ثـ بعدىا الجممة اإلنشائية‪.‬‬ ‫المؤكدة ‪ ،‬في حيف كاف َّ‬
‫النصيب القميؿ لمجممة المنفية َّ‬
‫ِ ِ‬
‫* الجممة المؤكدة قد تتكوف مف أداتي توكيد ‪،‬كقولو تعالى "إِ َّف ل ْم ُمتَّق َ‬
‫يف َمفَ ًازا" ؛ فينا أداتي‬
‫(إف و الالَّـ) ‪.‬‬
‫التوكيد ىما َّ‬
‫خصيصا لمخاطبة الكفَّار الذيف كانوا بيف تصديؽ وتكذيب بيوـ البعث‬
‫ً‬ ‫* موضوع السورة جاء‬
‫عز َّ‬
‫وجؿ في ذلؾ اليوـ والتي منيا إعادة‬ ‫‪ ،‬إ ْذ قامت الشواىد واألدلة عمى قدرة وعظمة الخالؽ َّ‬
‫خمؽ اإلنساف بعد فنائو‪.‬‬
‫استنادا إلى ىذه النتائج أحاوؿ فيما يمي تقديـ بعض االقتراحات ُبغية المساىمة في إيجاد‬
‫و ً‬
‫بعض الحموؿ وأُجمميا فيما يمي ‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫‪........................................................................‬الخاتمة‬

‫عامة التميز بيف الفعؿ والحرؼ واالسـ ‪ ،‬وما تختص بو كؿ مف‬


‫‪ -‬يجب عمى المتمقي بصفة َّ‬
‫إما عف طريؽ "‬
‫الجممة الفعمية والجممة االسمية عمى حدى ‪ ،‬أو ما يشتركاف فييما ‪ ،‬وىذا َّ‬
‫المعمـ" أو االطالع في الكتب‪.‬‬
‫‪ -‬يجب التميز بيف النيي ‪ ،‬والنفي ؛ َّ‬
‫ألف لكؿ منيما صيغة معينة‪.‬‬
‫‪ -‬لقوة التوكيد وجب عمى مستعمؿ المغة في بعض الحاالت تقديـ بعض أجزاء الجممة لالىتماـ‬
‫وغالبا ما يكوف في شبو الجممة ‪ ،‬نحو‪َ " :‬وَبَن ْيَنا فَ ْوقَ ُك ْـ‬
‫ً‬ ‫بو واب ارزه لمتأثير في نفوس المخاطبيف ‪،‬‬
‫َس ْب ًعا ِش َد ًادا " ‪.‬‬

‫فعنا بيذا البحث المتواضع ‪ ،‬فإف وفِّ ُ‬


‫قت فيو فمف‬ ‫أف َي ْن َ‬ ‫ِ‬
‫تاما أرجو مف اهلل العمي القدير ْ‬
‫خ ً‬
‫عميا ‪ ،‬وا ْف قصرت فمف نفسي ‪ ،‬حيث ِّأني ِاجتيدت قدر ِاستطاعتي واجتيدت قدر‬ ‫فضؿ اهلل َّ‬
‫مقدرتي ‪ ،‬إالً َّ‬
‫أف الكماؿ هلل وحده والجزاء منو وحده ‪ ،‬ونسألو أف يجعؿ ىذا في ميزاف الحسنات‬
‫أف يغفر لي السَّيو و َّ‬
‫الزلؿ والتقصير َّإنو سميع مجيب ‪.‬‬ ‫‪ ،‬كما أرجو مف اهلل رب العالميف ْ‬
‫وصمي الميـ وسمـ وبارؾ عمى سيدنا محمد النبي األميف وعمى ألو وصحبو أجمعيف ‪ ،‬آميف‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪........................................................................‬قائمت المصادر المراجع‬

‫أوال‪ -‬الكتب‪ :‬المصادر‪:‬‬


‫‪ -1‬الزبيدي محب الديف أبو فيض السيد محمد مرتضى الحسيني ‪ ،‬تح ‪ :‬عمي سيري ‪ ،‬تاج‬
‫العروس مف جوىر القاموس ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪2015 ،‬ـ ‪َ ،‬ج َم َؿ‪.‬‬
‫‪- 2‬سيبويو ‪ ،‬أبي بشر عمرو بف عثماف بف قنبر‪ ،‬الكتاب ‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالـ محمد ىاروف‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ج‪: 1‬ط‪1408( ، 3‬ىػ ‪1988 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو الفتح عثماف بف جني ‪ ،‬الخصائص ‪ ،‬تح‪ :‬محمد عمي النجار ‪ ،‬الييئة المصرية العامة‬
‫لمكتاب ‪ ،‬ط‪ ، 4‬ج‪ ،1‬دت‪.‬‬
‫‪ - 4‬أبو القاسـ الزمخشري ‪ ،‬المفصؿ في صناعة االعراب ‪ ،‬دار ومكتبة اليالؿ ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫ط‪1993 ، 1‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -5‬موفؽ الديف بف يعيش ‪ ،‬شرح المفصؿ ‪ ،‬دار الصادر ‪ ،‬دط ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مصر ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ - 6‬جماؿ الديف بف ىشاـ ‪ ،‬مغني المبيب عف كتب األعاريب ‪ ،‬تح ‪ :‬مازف المبارؾ ومحمد‬
‫عمي حمد اهلل ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1992، 1‬ـ‪.‬‬
‫‪ -7‬الجرجاني عمي بف محمد السيد الشريؼ ‪ ،‬كتاب تعريفات ‪ ،‬تح ‪ :‬عبد المنعـ الحفني ‪ ،‬دار‬
‫الرشيد ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ - 8‬القزويني ‪ ،‬اإليضاح في عموـ البالغة ‪ ،‬شرح ‪ :‬محمد عبد المنعـ خفاجي ‪ ،‬دار الكتاب‬
‫المبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1975 ، 4‬ـ‪.‬‬
‫ت‬
‫‪ -9‬ابف منظور ‪ ،‬لساف العرب ‪ ،‬دار الحديث ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪1423( ،‬ىػ ‪2003 -‬ـ ) ‪ ،‬ثََب َ‬
‫‪.‬‬
‫ؾ َد) ‪ ،‬ج ‪. 1‬‬
‫(و َ‬
‫‪ -10‬الفيروز أبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬دار الجيؿ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دت ‪ ،‬مادة َ‬
‫‪. 2‬‬
‫‪ -11‬ابي بكر محمد بف سيؿ بف سراج ‪ ،‬األصوؿ في النحو ‪ ، ،‬تح ‪ :‬عبد الحسيف الفتمي ‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ 1417( ، 3‬ىػ – ‪1996‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -12‬أبو محمد عبد اهلل بف ىشاـ ‪ ،‬أوضح المسالؾ إلى ألفية بف مالؾ ‪ ،‬تح ‪ :‬الفاخوري ‪ ،‬دار‬
‫الجيؿ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دط ‪ ،‬ج‪1989 ، 1‬ـ ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪........................................................................‬قائمت المصادر المراجع‬

‫‪ - 13‬الزمخشري ‪ ،‬أساس البالغة ‪ ،‬دار بيروت ‪ ،‬ط‪1992 ، 1‬ـ‪.‬‬


‫مذكرات‪:‬‬
‫‪ - 1‬يوسؼ بف محمد بف عابد الرقيب ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬جامعة الطائؼ المممكة العربية (‪1434‬ىػ ‪2003 ،‬ـ ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬حسف ياسيف عباس ‪ ،‬العمؿ النحوية في كتاب األصوؿ في النحو البف سراج ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستير ‪ ،‬جامعة بغداد ‪2003 – 1424( ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪- 3‬ابراىيـ عبد الباسط عبد الرؤؼ ‪ ،‬التراكيب المغوية لمجممة الخبرية في شعر بف الجيـ ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة الزقازيؽ ‪2006 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ - 4‬مي البياف األحمر ‪ ،‬التقديـ والتأخير بيف النحو والبالغة ‪ ،‬رسالة ماجيستر ‪ ،‬الجامعة‬
‫األمريكية ‪ ،‬بيروت ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -5‬يوسؼ بف محمد ‪ ،‬أحكاـ الجممة بيف النفي واإلثبات في النحو ‪ ،‬رسالة ماجستر ‪ ،‬جامعة‬
‫الطائؼ ‪2013 ،‬ـ‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد الراجحي ‪ ،‬التطبيؽ النحوي ‪ ،‬دار النيضة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دط ‪1988 ،‬ـ ‪1‬‬
‫‪ -2‬محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ ،‬بناء الجممة العربية ‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪2003 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -3‬ميدي المخزومي ‪ ،‬في النحو العربي نقد وتوجيو ‪ ،‬دار الرائد العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبناف ‪،‬‬
‫ط‪1406( ، 2‬ىػ ‪1986 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ - 4‬السيد الياشمي ‪ ،‬القواعد األساسية لمغة العربية حسب متف األلفية البف مالؾ ‪ ،‬دار ابف‬
‫الييثـ ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪1430( ،‬ىػ ‪2009 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ - 5‬اإلع ارب والقواعد األساسية لمغة العربية ‪ ،‬مكتبة الصفوة أمي فاس ‪ ،‬دط ‪.2007،‬‬
‫‪ - 6‬محمد حماسة عبد المطيؼ ‪ ،‬التوابع في الجممة العربية ‪ ،‬مطبعة كمية دار العموـ ‪ ،‬القاىرة‬
‫‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪ -7‬األزىر الزناد ‪ ،‬دروس في البالغة العربية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪1992 ، 1‬ـ ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪........................................................................‬قائمت المصادر المراجع‬

‫‪ - 8‬صبري إبراىيـ السيد ‪ ،‬لغة القرآف الكريـ في سورة النور دراسة في التركيب النحوي ‪ ،‬دار‬
‫المعارؼ الجامعية ‪ ،‬اسكندرية ‪ 1515( ،‬ىػ ‪1995 -‬ـ )‪.‬‬
‫‪ - 9‬فضؿ حسف عباس ‪ ،‬أساليب البياف ‪ ،‬دار النفائس ‪ ،‬ط‪1430( ، 2‬ىػ – ‪.)2009‬‬
‫‪ -10‬عبد العزيز عتيؽ ‪ ،‬في البالغة العربية عمـ المعاني – البياف – البديع ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ -11‬أبي عبد اهلل فيصؿ بف عبده قائد الحاشدي ‪ ،‬تسييؿ البالغة ‪ ،‬دار اإليماف ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ -12‬عبد الرحمف المطردي ‪ ،‬أساليب التوكيد في القرآف الكريـ ‪ ،‬دار الجماىيرية ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ -13‬أحمد الياشمي ‪ ،‬جوىر البالغة في المعاني والبياف والبديع ‪ ،‬ضبط وتدقيؽ ‪ :‬يوسؼ‬
‫الصميمي ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪- 14‬عبد الرحمف حف جنكة الميداني ‪ ،‬البالغة العربية أُسسيا ‪ ،‬وعموميا ‪ ،‬وفنونيا ‪ ،‬دار‬
‫القمـ ‪ ،‬دمشؽ ‪ ،‬الدار الشامية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪1617( ، 1‬ىػ ‪1997 -‬ـ )‪.‬‬
‫‪ -15‬ابف عبد اهلل شعيب ‪ ،‬الميسر في البالغة العربية ‪ ،‬دروس وتماريف ‪ ،‬دار اليدى ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬د ط ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫‪ - 16‬مصطفى الصاوي الحويني ‪ ،‬البالغة المغوية ‪ ،‬تأصيؿ وتجديد ‪ ،‬دار المعارؼ ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬د ط ‪ ،‬د ت‪.‬‬
‫‪ -17‬عبد السالـ محمد ىاروف ‪ ،‬األساليب اإلنشائية في النحو العربي ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪،‬‬
‫القاىرة ‪ ،‬ط ‪1421 ( ، 5‬ىػ ػ ‪ 2001 ،‬مػػ)‪.‬‬
‫‪ -18‬قيس اسماعيؿ األوسي ‪ ،‬أساليب الطمب عند النحويف والبالغيف ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫دط ‪1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪-19‬عمي الجارـ ومصطفى أميف ‪ ،‬البالغة الواضحة البياف والمعاني والبديع ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬‬
‫بيروت – لبناف ‪ ،‬ط‪ 1423( ، 1‬ىػ ‪2002 -‬ـ) ‪.‬‬
‫‪ -20‬نبيؿ عبد القادر الزيف ‪ ،‬المرشد في البالغة ‪ ،‬دار أسامة ‪ ،‬عماف ‪ ،‬دط ‪1996،‬ـ‪.‬‬
‫‪ -21‬تماـ حساف ‪ ،‬الخالصة النحوية ‪،‬عالـ الكتب ‪ ،‬ط‪1420( ، 1‬ىػ ‪200 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -22‬ناصيؼ اليازجي ‪ ،‬دليؿ الطالب إلى عموـ البالغة والعروض ‪ ،‬لبناف ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫‪ -23‬حمدي الشيخ ‪ ،‬الوافي في تيسير البالغة ‪ ،‬االسنكندرية ‪ ،‬دط ‪. 2004 ،‬‬

‫‪87‬‬
‫‪........................................................................‬قائمت المصادر المراجع‬

‫‪ -24‬ابف األنباري ‪ ،‬أسرار العربية ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد حسيف شمس الديف ‪،‬دار الكتب العممية ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪1997 ، 1‬ـ‬
‫‪ -25‬عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة االسمية ‪ ،‬مؤسسة مختار ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪1428( ، 1‬ىػ –‬
‫‪2007‬ـ ) ‪.‬‬
‫‪ -26‬محمد عمي أبو العباس ‪ ،‬اإلعراب الميسر ‪ ،‬دار الطالئع ‪ ،‬مدينة نصر – القاىرة ‪ ،‬دط‬
‫‪ ،‬دت‪.‬‬
‫‪ -27‬ابف الحاجب جماؿ الديف عثماف بف عمر بف أبي بكر ‪ ،‬الكافية في عمـ النحو ‪ ،‬مكتبة‬
‫اآلداب ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬دط ‪ ،‬دت‬
‫‪ -28‬مصطفى الغاليني ‪ ،‬جامع دروس العربية ‪ ،‬تح ‪ :‬عمي سميماف شيارة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‬
‫‪ ،‬سوريا ‪ ،‬ط‪1431( ، 1‬ىػ ‪2010 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -29‬محمد أسعد النادري ‪ ،‬نحو المغة العربية كتاب في قواعد النحو والصرؼ ‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية ‪ ،‬صيدا – بيروت ‪ ،‬ط‪1418( ، 2‬ىػ ‪1997 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -30‬الطاىر خميفة القراضي ‪ ،‬األسس النحوية واإلمالئية المغة العربية ‪ ،‬الدار المصرية‬
‫المينانية ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪1422( ، 1‬ىػ ‪2002 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ -31‬عمي أبو المكارـ ‪ ،‬الجممة الفعمية ‪ ،‬دار العموـ ‪ ،‬جامعة القاىرة ‪ ،‬مؤسسة المختار ‪ ،‬ط‪1‬‬
‫‪1427( ،‬ىػ ‪2008 -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ - 32‬بدر الديف محمد بف عبد اهلل الزركشي ‪ ،‬البرىاف في عموـ القرآف ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد أبو‬
‫الفضؿ ابراىيـ ‪ ،‬دار التراث ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬ط‪ ، 3‬ج‪1404 (، 2‬ىػ ‪)1984 -‬‬
‫‪ -33‬عباس حسف النحو الوافي مع ربطو باألساليب الرفيعة والحياة المغوية المتجددة ‪ ،‬دار‬
‫المعارؼ ‪ ،‬دت‪.‬‬
‫كتب التفسير‪:‬‬
‫‪ -1‬محمد الطاىر ابف عاشور‪ ،‬تفسير التحرير والتنوير ‪ ،‬ج‪ ، ، 30‬الدار التونسية ‪،‬‬
‫‪1984‬ـ ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪........................................................................‬قائمت المصادر المراجع‬

‫‪ -2‬محمد عمي الصابوني ‪ ،‬مختصر تفسير ابف كثير ‪ ،‬تح ‪ :‬محمد عمي الصابوني ‪ ،‬دار‬
‫القرآف الكريـ ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ـ‪ ، 3‬دط ‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد بف يوسؼ الشييد بأبي حياف األندلسي ‪ ،‬تفسير البحر المحيط ‪ ،‬تح ‪ :‬عادؿ بف‬
‫احمد عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العممية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ج‪،8‬ط‪1423( ، 1‬ىػ ‪1993 -‬ـ) ‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد عمي طو ُّ‬
‫الدرة ‪ ،‬تفسير القرآف الكريـ واعرابو وبيانو ‪ ،‬دار ابف كثير ‪ ،‬ـ‪، 10‬‬
‫ط‪1430( ، 1‬ىػ ‪2009 -‬ـ) ‪.‬‬

‫‪89‬‬
92
‫الفيرس العام‬

‫المحتوى‬
‫الصفحة‬

‫شكر وعرفاف‬

‫اإلىداء‬

‫أ‪-‬ب‪-‬ت‬ ‫مقدمة‬

‫‪05‬‬ ‫مدخؿ ‪ :‬مفيوـ الجممة وتقسيماتيا‬

‫الفصل األول ‪ :‬الجممة الخبرية‬

‫* المبحث األول ‪ :‬الجممة المثبتة‬

‫‪ /1‬تعريؼ اإلثبات‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -1 -1‬لغة‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -2 – 1‬اصطالحا‬

‫‪ /2‬الجممة االسمية البسيطة‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -1 – 2‬المبتدأ والخبر‬

‫‪12‬‬ ‫‪ -1‬المبتدأ ‪ :‬أ ‪ /‬تعريفو‬

‫‪13‬‬ ‫ب‪ /‬أحكامو‬

‫‪14‬‬ ‫ت‪ /‬حذفو‬

‫‪14‬‬ ‫ث‪ /‬وجوب تقديـ المبتدأ‬

‫‪93‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ – 2‬الخبر ‪ :‬أ‪ /‬تعريفو‬

‫‪15‬‬ ‫ب‪ /‬أحكامو‬

‫‪16‬‬ ‫ت‪ /‬موضع حذؼ الخبر‬

‫‪17‬‬ ‫ث‪/‬وجوب تقديـ الخبر‬

‫‪18‬‬ ‫ج‪ /‬صور الخبر‬

‫‪ /3‬الجممة االسمية المركبة‬

‫إن وأخواتيا مع الجممة اإلسمية البسيطة‬


‫‪َّ -1-3‬‬

‫‪19‬‬ ‫أ – تعريفيا‬

‫‪19‬‬ ‫ب – معانييا‬

‫‪20‬‬ ‫ت – اتصاؿ الكافة بيا‬

‫‪21‬‬ ‫ث – أنواع خبرىا وأحكاـ تقديمو‬

‫‪21‬‬ ‫ج – جواز حذؼ خبرىا‬

‫‪ – 2- 3‬كان وأخواتيا مع الجممة االسمية البسيطة‬

‫‪22‬‬ ‫أ‪ /‬تعريفيا‬

‫‪22‬‬ ‫ب‪ /‬معانييا‬

‫‪23‬‬ ‫ت‪ /‬تقديـ خبرىا عمى اسميا‬

‫‪23‬‬ ‫ث‪ /‬حذؼ كاف مع اسميا‬

‫‪-3-3‬ظف وأخواتيا (أفعاؿ القموب)‬

‫‪94‬‬
‫‪24‬‬ ‫أ‪/‬تعريفيا‬

‫‪24‬‬ ‫ب‪ /‬أفعاؿ القموب‬

‫‪ /4‬الجممة الفعمية البسيطة‬

‫‪/1 -4‬مفيوم الجممة الفعمية‬

‫‪25‬‬ ‫أ‪ /‬تعريؼ الفعؿ‬

‫‪25‬‬ ‫ب‪/‬تعريؼ الفاعؿ‬

‫‪26‬‬ ‫‪ -2-4‬الجممة الفعمية ذات الفعل الالزم‬

‫‪-3-4‬الجممة الفعمية ذات الفعل المتعدي‬

‫‪26‬‬ ‫أ‪/‬تعريفيا‬

‫‪26‬‬ ‫ب‪ /‬أقساميا‪ -1:‬التي تحتاج إلى مفعوؿ‬

‫‪26‬‬ ‫‪ -2‬التي تحتاج إلى مفعوليف‬

‫‪27‬‬ ‫‪ -3‬ما يتعدى إلى ثالثة‬

‫‪26‬‬ ‫‪-4-4‬ذات الفعل المبني لممجيول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجممة الخبرية المنفية‬

‫‪30‬‬ ‫‪/1‬تعريفيا‪-1-1 :‬لغة‬

‫‪30‬‬ ‫‪-2-1‬اصطالحا‬

‫‪ /2‬أدوات نفي الجممة االسمية البسيطة‬

‫‪31‬‬ ‫‪-1-2‬ما‬

‫‪95‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪-2-2‬ال‬

‫‪32‬‬ ‫‪-3-2‬الت‬

‫‪34‬‬ ‫إف‬
‫‪ْ -4-2‬‬

‫‪/3‬أدوات نفي الجممة االسمية المركبة‬

‫‪35‬‬ ‫‪-1-3‬ليس‬

‫‪ /4‬الجممة الفعمية المنفية‬

‫‪36‬‬ ‫‪-1-4‬ال النافية الغير عاممة‬

‫‪36‬‬ ‫‪-2-4‬ما‬

‫‪36‬‬ ‫‪ -3-4‬لـ‬

‫‪37‬‬ ‫‪-4-4‬لف‬

‫‪37‬‬ ‫‪-5-4‬لما‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الجممة الخبرية المؤكدة‬

‫‪39‬‬ ‫‪ /1‬تعريفيا‪ -1-1 :‬لغة‬

‫‪39‬‬ ‫‪ -2-1‬اصطالحا‬

‫‪41‬‬ ‫إف و َّ‬


‫أف‬ ‫‪ /2‬أدوات توكيد الجممة االسمية‪َّ -1-2 :‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪-2-2‬الـ االبتداء والقسـ‬

‫‪42‬‬ ‫‪-3-2‬التوكيد بالقصر‬

‫‪43‬‬ ‫‪ -4-2‬التوكيد بضمير الفصؿ‬

‫‪96‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ /3‬أدوات توكيد الجممة الفعمية‪ -1-3 :‬التوكيد بالحروف الزائدة‪ :‬أ‪ /‬قد‬

‫‪43‬‬ ‫ب‪ /‬السيف‬

‫ت‪ /‬نوف التوكيد ‪44‬‬

‫ث‪ /‬تكرار النفي ‪45‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪ -2-3‬التوكيد بالمؤكد المعنوي‬

‫‪45‬‬ ‫‪ -3-3‬التوكيد بالمؤكد المفظي‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الجممة اإلنشائية‬

‫المبحث األول ‪ :‬الجممة الغير طمبية‬

‫‪47‬‬ ‫‪ /1‬المدح والذـ‬

‫‪48‬‬ ‫‪ /2‬جممة التعجب‬

‫‪48‬‬ ‫‪/3‬العقود‬

‫‪50‬‬ ‫‪ /4‬القسـ ‪ -1-4 :‬تعريفو‬

‫‪51‬‬ ‫‪-2-4‬أنواعو‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجممة الطمبية ‪:‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪ /1‬جممة األمر‬

‫‪53‬‬ ‫‪ /2‬جممة النيي‬

‫‪54‬‬ ‫‪ /3‬جممة االستفياـ ‪ -1-3 :‬تعريفو‬

‫‪56‬‬ ‫‪ -2-3‬أدواتيا‬

‫‪97‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ /4‬جممة التمني‬

‫‪56‬‬ ‫‪ /5‬جممة النداء ‪ -1-5 :‬تعريفيا‬

‫‪56‬‬ ‫‪ -2-5‬أدواتيا‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬أنماط الجممة الخبرية واإلنشائية في سورة النبأ‬

‫‪60‬‬ ‫سورة النبأ‬

‫‪61‬‬ ‫توطئة حوؿ سورة النبأ ‪-1 :‬سبب تسمية سورة النبأ‬

‫‪61‬‬ ‫‪ -2‬مكية سورة النبأ‬

‫‪61‬‬ ‫‪ -3‬عدد آياتيا‬

‫‪62‬‬ ‫‪ -4‬أغراضيا‬

‫المبحث األول‪ :‬أنماط الجممة الخبرية‬

‫‪ /1‬أنماط الجممة المثبتة‬

‫‪63‬‬ ‫‪-1-1‬الجممة االسمية المثبتة‬

‫‪64‬‬ ‫‪-2-1‬الجممة الفعمية المثبتة‬

‫‪64‬‬ ‫أ‪ /‬ذات الفعؿ الالزـ‬

‫‪66‬‬ ‫ب‪ /‬ذات الفعؿ المتعدي‪ -1 :‬المتعدي لفعؿ‬

‫‪68‬‬ ‫‪ -2‬المتعدي لمفعوليف‬

‫‪69‬‬ ‫ت‪ /‬الجممة الفعمية ذات الفعؿ المبني لممجيوؿ‬

‫‪ /2‬أنماط الجممة المنفية ‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫‪71‬‬ ‫‪ -1-2‬نفي الجممة الفعمية ذات الفعؿ الالزـ‬

‫‪71‬‬ ‫‪ -2-2‬نفي الجممة الفعمية ذات الفعؿ المتعدي ‪ :‬أ‪/‬الفعؿ المتعدي لمفعوؿ واحد‬

‫‪ /3‬أنماط الجممة المؤكدة ‪:‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪ -1-3‬الجممة االسمية المؤكدة‬


‫‪74‬‬ ‫‪ -2-3‬الجممة الفعمية المؤكدة ‪ -1-2-3 :‬توكيد الجممة الفعمية‬
‫‪75‬‬ ‫أ‪ /‬الفعؿ المتعدي لمفعوؿ‬
‫‪76‬‬ ‫ب‪ /‬الفعؿ المتعدي لمفعوليف‬
‫‪76‬‬ ‫‪ -1-2-3‬توكيد الجممة الفعمية ذات الفعؿ المبني لممجيوؿ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنماط الجممة اإلنشائية‬
‫‪82‬‬ ‫‪ /1‬أنماط الجممة الطمبية‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪ -1-1‬جممة األمر‬
‫‪82‬‬ ‫‪ -2-1‬جممة االستفياـ‬
‫‪82‬‬ ‫‪ -3-1‬جممة التمني‬
‫‪89-87‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪93-91‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫فيرس اآليات القرآنية‬
‫فيرس األشكال‬
‫الفيرس‬
‫الممخص‬

‫‪99‬‬
‫فيرس األشكال‬
‫رقـ الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقـ الشكؿ‬

‫‪55‬‬ ‫أدوات االستفيام‬ ‫‪01‬‬

‫‪70‬‬ ‫إحصاء عام ألشكال الفعل مع الجممة الفعمية المثبتة‬ ‫‪02‬‬

‫‪70‬‬ ‫إحصاء عام لمجممة الخبرية المثبتة‬ ‫‪03‬‬

‫‪80‬‬ ‫إحصاء عام حول أدوات التوكيد في الجممة الفعمية والجممة االسمية‬ ‫‪04‬‬

‫‪81‬‬ ‫إحصاء عام لمجممة الخبرية‬ ‫‪05‬‬

‫‪85‬‬ ‫إحصاء عام لمجممة الخبرية واإلنشائية في سورة النبأ‬ ‫‪06‬‬

‫‪100‬‬
101
‫فهرس اآليــــــــات‬

‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآلية‬


‫‪63‬‬ ‫‪91‬‬ ‫ت الس َماءُ فَ َكانَت أَبـ َوابًا‬ ‫وفُتِح ِ‬
‫َ َ‬
‫‪63‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال فَ َكانَت َسَرابًا‬ ‫ت اجلِبَ ُ‬‫وسيِّـر ِ‬
‫ََُ‬
‫ِ‬
‫‪63‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ص ًادا‬‫إِن َج َهن َم َكانَت مر َ‬
‫‪63‬‬ ‫‪91‬‬ ‫إِن يـَوَم ال َفص ِل َكا َن ِمي َقاتًا‬
‫‪63‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪.‬إنـ ُهم َكانُوا َل يـَر ُجو َن ِح َسابًا‬
‫‪65‬‬ ‫‪83‬‬ ‫صفًّا‬ ‫ِ‬
‫وح َوال َم َالئ َكةُ َ‬ ‫الر ُ‬
‫وم ُّ‬‫يـَوَم يـَ ُق ُ‬
‫‪65‬‬ ‫‪93‬‬ ‫فَـتَأتُو َن أَفـ َو ً‬
‫اجا‬
‫‪65‬‬ ‫‪83‬‬ ‫ص َوابًا‬ ‫إِل َمن أ َِذ َن لَوُ الرْحَ ُن َوقَ َ‬
‫ال َ‬
‫‪65‬‬ ‫‪2‬‬ ‫َع ِن النبَِإ ال َع ِظي ِم‬
‫‪67‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اجا‬
‫َو َخلَقنَا ُكم أَزَو ً‬
‫ويـ ُق ُ ِ‬
‫‪67‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ا‬ ‫ول ال َكاف ُر يَا لَيتَِين ُكن ُ‬
‫ت تُـَرابًا‬ ‫ََ‬
‫‪67‬‬ ‫‪22‬‬ ‫َجَزاءً ِوفَاقًا‬
‫‪67‬‬ ‫‪04‬‬ ‫يوم يـَنظُُر ال َمرءُ َما قَد َمت يَ َداه‬
‫‪67‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ض َوَما بـَيـنَـ ُه َما الرْحَن‬ ‫ات َواْلَر ِ‬ ‫ب السماو ِ‬
‫َر ِّ َ َ‬
‫‪67‬‬ ‫‪81‬‬ ‫فَ َمن َشاءَ اَّتَ َذ إِ َل َربِِّو َمآَبًا‬
‫‪68‬‬ ‫‪1‬‬ ‫َو َج َعلنَا نـَوَم ُكم ُسبَاتًا‬
‫‪69‬‬ ‫‪94‬‬ ‫اسا‬ ‫ِ‬
‫َو َج َعلنَا اللي َل لبَ ً‬
‫‪69‬‬ ‫‪99‬‬ ‫اشا‬
‫َو َج َعلنَا النـ َه َار َم َع ً‬
‫‪69‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ال فَ َكانَت َسَرابًا‬ ‫ت اجلِبَ ُ‬ ‫وسيِّـر ِ‬
‫ََُ‬
‫‪69‬‬ ‫‪91‬‬ ‫ت الس َماءُ فَ َكانَت أَبـ َوابًا‬ ‫وفُتِح ِ‬
‫َ َ‬
‫‪71‬‬ ‫‪83‬‬ ‫َل يـَتَ َكل ُمو َن إِل َمن أ َِذ َن لَوُ الرْحَ ُن‬
‫‪71‬‬ ‫‪20‬‬ ‫َل يَ ُذوقُو َن فِ َيها بـَرًدا َوَل َشَرابًا‬
‫‪71‬‬ ‫‪83‬‬ ‫َل يَس َمعُو َن فِ َيها لَغ ًوا َوَل كِذابًا‬
‫‪71‬‬ ‫‪83‬‬ ‫َل ََيلِ ُكو َن ِمنوُ ِخطَابًا‬

‫‪102‬‬
‫‪71‬‬ ‫‪21‬‬ ‫إِنـ ُهم َكانُوا َل يـَر ُجو َن ِح َسابًا‬
‫‪74‬‬ ‫‪04‬‬ ‫إِنا أَن َذرنَا ُكم َع َذابًا قَ ِريبًا‬
‫ِ‬
‫‪74‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ص ًادا‬ ‫إِن َج َهن َم َكانَت مر َ‬
‫‪74‬‬ ‫‪91‬‬ ‫إِن يـَوَم ال َفص ِل َكا َن ِمي َقاتًا‬
‫ِ ِ‬
‫‪74‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ني َم َف ًازا‬‫إِن لل ُمتق َ‬
‫‪74‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ال ِذي ُىم فِ ِيو ُُمتَلِ ُفو َن‬
‫‪74‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ك اليَـوُم اْلَ ُّق‬ ‫ِ‬
‫َذل َ‬
‫‪74‬‬ ‫‪21‬‬ ‫صيـنَاهُ كِتَابًا‬ ‫َوُكل َشيء أَح َ‬
‫‪75‬‬ ‫‪23‬‬ ‫َوَكذبُوا بِآَيَاتِنَا كِذابًا‬
‫‪75‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ك َعطَاءً ِح َسابًا‬ ‫َجَزاءً ِمن َربِّ َ‬
‫‪75‬‬ ‫‪98‬‬ ‫اجا‬ ‫ِ‬
‫اجا َوى ً‬ ‫َو َج َعلنَا سَر ً‬
‫‪75‬‬ ‫‪93‬‬ ‫لِنُخر َِج بِِو َحبًّا‬
‫‪75‬‬ ‫‪93‬‬ ‫َونـَبَاتًا‬
‫‪75‬‬ ‫‪92‬‬ ‫َو َجنات أَل َفافًا‬
‫‪76‬‬ ‫‪92‬‬ ‫َوبـَنَـيـنَا فَـوقَ ُكم َسبـ ًعا ِش َد ًادا‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪76‬‬ ‫‪90‬‬ ‫َوأَنـَزلنَا م َن ال ُمعصَرات َماءً ثَج ً‬
‫اجا‬
‫‪76‬‬ ‫‪3-0‬‬ ‫َكال َسيَـعلَ ُمو َن ُث َكال َسيَـعلَ ُمو َن‬
‫‪82‬‬ ‫‪84‬‬ ‫فَ ُذوقُوا فَـلَن نَِزي َد ُكم إِل َع َذابًا‬
‫‪82‬‬ ‫‪9‬‬ ‫َعم يـَتَ َساءَلُو َن‬
‫‪82‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ض ِم َه ًادا‬
‫أَ َل ََن َع ِل اْلَر َ‬
‫‪88‬‬ ‫‪04‬‬ ‫َما قَد َمت يَ َداهُ‬
‫ويـ ُق ُ ِ‬
‫‪82‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ول ال َكاف ُر يَا لَيتَِين ُكن ُ‬
‫ت تـَُرابًا‬ ‫ََ‬

‫‪103‬‬
‫ممخص‬
‫ فمنيـ مف جعميا والكالـ مفيوـ واحد ومنيـ مف فرؽ‬،‫لقد اختمؼ النحاة في الجممة‬
‫ ىذا االختالؼ ال يؤدي إلى تعارض بؿ إلى تنوع توجيات النحاة الذي يثري موضوع‬،‫بينيما‬
‫ ينقسـ االنشاء إلى‬،‫ حيث تنقسـ ىذه األخيرة الى قسميف؛ أساليب خبرية وأخرى إنشائية‬،‫الجممة‬
.‫ أما األساليب الخبرية تنقسـ إلى إثبات ونفي وتوكيد‬،‫طمبي وغير طمبي‬
،‫كما تبحث ىذه الدراسة في أنماط الجممة مطبقة ذلؾ عمى النص القرآني السيما سورة النبأ‬
.‫وكانت األكثر أنماط ورودا ىو الجممة الفعمية‬
:‫الكممات المفتاحية‬
‫ خبرية – انشائية – نمط – سورة النبأ‬- ‫جممة‬

Résumé
La différence entre les grammairiens dans la phrase, certains d'entre
eux le font et parlent d'un concept et de la différence entre eux, cette
différence ne conduit pas à un conflit, mais à la diversité des tendances
du vers qui enrichit le sujet de la phrase divisée en deux sections: Ma
demande et les méthodes d'actualités sont divisées en preuves, négations
et assertions.
L'étude examine également les modèles de vente en gros appliqués
au texte coranique, en particulier la sourate.
les mots clés:
Phrase - déclarative - la structurelle - type –la surat al-nabaà.

104

You might also like