You are on page 1of 174

‫فن الكتابة والتعبري‬

‫‪1‬‬
‫الطبعة املعتمدة‬
‫‪3414‬هـ ـ ـ ‪0231‬م‬

‫المملكة األردنية الهاشمية‬


‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‬
‫(‪)9220/ 9 / 912‬‬

‫عبد الجابر‪ ،‬سعود ‪ ...‬وآخرون‬


‫فن الكتابة والتعبير‪/‬سعود عبد الجابر ‪...‬وآخررون‪ _.‬عمران دار المرومون‬
‫للنشر والتوزيع‪.9212 ،‬‬
‫(‪ )922‬ص‬
‫ر‪.‬أ (‪.)9220/9/ 912‬‬
‫الواصفات ‪/‬اللغة العربية‪//‬الكتابة‪/‬‬

‫‪‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪ .‬ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه "أو‬
‫تخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بوي شكل من األشكال‪ ،‬دون إذن خطي‬
‫مسبق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فن الكتابة والتعبري‬

‫د‪ .‬أحمـد ح ّماد‬ ‫د‪ .‬إبراهيم صبيح‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬سعود عبدالجابر‬


‫د‪ .‬كامل ولـويل‬ ‫د‪ .‬عبدهللا مقداد‬ ‫د‪ .‬حسين عبد الحليم‬

‫‪3‬‬
4
‫املقدمة‬
‫ال شررأ أن موضرروع فررن الكتابررة والتعبيررر‪ ،‬مررن الموضرروعات األساسررية فرري‬
‫الدراسات األدبية‪ .‬وهو يهدف إلى بناء المهارات الكتابيرة والقردرات التعبيريرة لردى‬
‫الدارسين‪ .‬ولقد تبين لنا من خالل التجربة والخبرة بواقرع طالبنرا سرواء المختصرين‬
‫منهم باللغة أو غير المختصين أنهم بحاجة إلى بناء مثرل هرذ المهرارات والقردرات‪.‬‬
‫فهم بحاجة إلرى كتراب جرامع ألصرول فرن الكتابرة الوفيفيرة والكتابرة اإلبداعيرة‪ ،‬كمرا‬
‫أنهررم بحاجررة أيض را ك إلررى كترراب يعررالع مهررارات التعبيررر بحيررة يمرردهم بطاقررة علميررة‬
‫تصلهم بلغتهم‪ ،‬ويبين لهم أساليب التعبير المتنوعة‪ ،‬ويكون مشوقا ك وجاذبا ك لهرم‪ ،‬كري‬
‫يتابعوا نهل المعرفة من مفانها المختلفة‪.‬‬
‫ومن هنا جاء هرذا الكتراب الرذي بسرطنا فيره موضروعات فري الكتابرة الوفيفيرة‬
‫والكتابة اإلبداعية وفي مجاالت التعبير‪ .‬وهري موضروعات كفيلرة أن ترزود الطالرب‬
‫بالمهارات الضرورية والقدرات األساسية‪.‬‬
‫خرص أولهرا باللغرة والفكرر‪ .‬وتنراول الثراني‬
‫ّ‬ ‫ويقع هذا الكتاب في عردة فصرول‪،‬‬
‫الكتابررة والتعبيررر مررن شررتى الجوانررب‪ .‬وتضررمن الفصررل الثالررة القصررة وعناصرررها‬
‫وأنواعها‪ .‬ودار الفصل الرابع حول المسرحية ونشوتها‪ ،‬وخصائصرها المميرزة لهرا‪.‬‬
‫أما الفصل الخامس فلقد عرض للمقالرة ونشروتها وأنواعهرا‪ .‬وجعرل الفصرل السرادس‬
‫للبحة وسماته ومراحل إجرائه والفصل السابع للرسرائل وأنواعهرا وكيفيرة كتابتهرا‪.‬‬
‫واستوثر الفصل الثامن بالكتابة الوفيفيرة وألوانهرا وخصائصرها‪ ،‬أمرا الفصرل التاسرع‬
‫فلقررد تضررمن فررن اإللقرراء ومجاالترره وأنواعرره‪ .‬وعرررض الفصررل العاشررر للمشرركالت‬
‫اللغوية والنحوية واإلمالئية واألخطاء في الترقيم‪.‬‬
‫وال يفوتنا بعد هذا أن نؤكد ألبنائنا الطلبة أن هذا الكتاب ليس بديالك للمكتبة بل‬
‫يجب أن يكون حافزا ك لهم لالستزادة من المعرفرة والتوسرع فيمرا يحتويره الكتراب مرن‬
‫اآلراء المختلفة من خالل ما تحتويه المكتبة من فنون متنوعة مختلفة‪.‬‬
‫وهللا من وراء القصد‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫اللغة والفكر‬

‫د‪ .‬أمحد حّماد‬

‫‪6‬‬
7
‫اللغة والفكر‬
‫سرربحان هللا الررذي خلررق اإلنسرران علّمرره البيرران‪ ،‬وخلررق فيرره القرردرة علررى التفكيررر‬
‫والتعبير دون سوا من الحيوان‪.‬‬
‫إن العالقة بين الفكر واللغة هي عالقة وطيدة‪ ،‬برل همرا وجهران لعملرة واحردة‪.‬‬
‫انحطت معه اللغة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انحط الفكر‬ ‫فإذا سما الفكر سمت معه اللغة‪ ،‬وإذا‬
‫ولقد منح هللا اإلنسان عقالك به يفكر ويردبّر‪ ،‬وأودعره جهرازا ك يفصرح بره ويبرين‪.‬‬
‫إن تحديرررد الرررروابط برررين الكرررالم المسرررموع وبرررين الفكررررة الهائمرررة فررري آفررراق الرررنفس‬
‫البشرية‪ ،‬ما يزال يعتبرر مرن أشرد مباحرة علرم اللغرة تعقيردا ك وأكثرهرا طرافرة فري آن‬
‫واحد‪.‬‬
‫ونحرررن نعلرررم أن اللغرررة رمررروز صرررامتة يحررردد بهرررا اإلنسررران تجاربررره الحسررريّة‬
‫والمعنويرة‪ .‬ولمررا كانرت اللغررة هري الوسرريلة التري يعبّررر بهرا اإلنسرران عرن أفكررار ومررا‬
‫يرردور بخلررد ‪ ،‬وهرري الوسرريلة للتفرراهم والتعامررل مررع أفررراد المجتمررع ولمررا كرران الفكررر‬
‫المعبر عنه بهرذ اللغرة فري تغيرر مسرتمر نتيجرة للمرؤثرات الخارجيرة ونتيجرة للتقردم‬
‫العلمي والتقني‪ ،‬وتطرور ورقري المجتمعرات وفهرور المخترعرات فرال برد أن تسراير‬
‫اللغة تطور هذا الفكر الذي تعبر عنه‪ ،‬إذن فالعالقة بين الفكر واللغة عالقة وطيدة‪.‬‬
‫يقول العالم (دوالكروا)‪( ،‬إن الفكرر يضرع اللغرة فري نفرس الوقرت الرذي يصرنع‬
‫فيه من طرف اللغة(‪.))1‬‬
‫وكمررا نعلررم أن اللغررة هرري عبررارة عررن نسررق مررن اإلشررارات يمكررن أن تسررتعمل‬
‫للتواصل أو بمعنى آخر هي تلأ القابلية التي يتوفر عليها اإلنسان الختراع الرموز‬
‫بكيفيررة معتمرردة نجررد هنررا أن اللغررة خاصررة باإلنسرران وتختلررف عررن لغررة الحيرروان إذ‬
‫يستخدم الحيوان اإلشارات في تواصله مع الحيوانات األخرى)‪.(9‬‬
‫أما الفكر‪ ،‬فهو ذلأ الوعاء الرذي يحروي التصرور والتخيرل والرذاكرة والرذكاء‪،‬‬
‫ومحرررأ الفكررر هررو الررذكاء‪ ،‬والررذكاء عنررد اإلنسرران ال يبلر درجررة الكمررال إال عنرردما‬
‫يصبح عقالك ونشاطا ك تجريديا ك يسرتعمل المفراهيم والتصرورات بواسرطة اللغرة‪ .‬فرالفكر‬
‫ال يستطيع أن يعبر عن شيء إال بواسطة اللغة‪ ،‬ألن هللا منح اإلنسان فكرا ك وجهرازا ك‬
‫لغوياك‪.‬‬
‫فوفيفررة الفكررر والتفكيررر ووفيفررة الجهرراز الصرروتي النطررق والتعبيررر وال يكررون‬
‫ذلأ إال بلغة‪.‬‬

‫(‪ )1‬انفر عباس نور الدين‪ -‬الفلسفة ص ‪.11‬‬


‫(‪ )9‬انفر العالقة بين اللغة والفكر د‪ .‬أحمد حّماد ص ‪.11‬‬
‫‪8‬‬
‫ررررف ابررررن جنررررى اللغررررة فقررررال (هرررري أصرررروات يعبّررررر بهررررا كررررل قرررروم عررررن‬‫عر ب‬
‫أغراضهم )‪ ،‬وهذا التعريرف دقيرق يتفرق فري جروهر مرع تعريرف المحردةثين للغرة‪،‬‬ ‫) ‪(1‬‬

‫فهررو يؤكررد الجانررب الصرروتي للرمرروز اللغويررة‪ ،‬ويوضررح وفيفتهررا االجتماعيررة‪ ،‬وهررو‬
‫التعبيررر ونقررل الفكرررة فرري إطررار البيئررة اللغويررة‪ ،‬وتررؤدي وفيفتهررا فرري مجتمررع معررين‪،‬‬
‫ولكل قوم لغتهم التي يعبرون بها عن أغراضهم‪.‬‬
‫فاللغررة تختلررف مررن مجتمررع آلخررر‪ ،‬وطريقررة التفكيررر تختلررف كررذلأ مررن بيئررة‬
‫ألخرى‪.‬‬
‫يتبررين لنررا مررن الناحيررة المبدئيررة أن التفكيررر سررابق علررى اللغررة فكثيرررا ك مررا تنبثررق‬
‫الفكرة في أذهاننا‪ ،‬ونبقى نبحة عن العبارات التري تؤديهرا كمرا أن اسرتعمالنا ألكثرر‬
‫من لغرة واحردة للتعبيرر عرن المعنرى الواحرد يكشرف لنرا عرن أسربقية األفكرار بالنسربة‬
‫للوسائل اللغوية التي نعبّر بها‪.‬‬
‫ونجررد أن سررلوأ الصررم والرربكم يررتم عررن تفكيررر سررليم يتضررح معرره أن اإلنسرران‬
‫بإمكانرره أن يسررتعمل إشررارات للتعبيررر عررن أفكررار ‪ ،‬ولكررن اإلنسرران اسررتعمل جهرراز‬
‫الصوتي ألنه الوسيلة الوحيدة التي بواسطتها يستطيع التعبيرر‪ ،‬فاإلنسران البردائي قرد‬
‫ترررأ التعبيررر بواسررطة اإلشررارات؛ ألنرره اتفررق أن التعبيررر بواسررطة الجهرراز الصرروتي‬
‫أفضل وسيلة‪ ،‬إذ ال يستطيع أن يعبّر باإلشارة خاصة في الفالم‪.‬‬
‫سرر النراطق برالمفكر‪ ،‬وهنرا‬ ‫وقد عررف أرسرطو اإلنسران بونره حيروان نراطق وف ّ‬
‫نميررز بررين إشررارات اإلنسرران والحيرروان فنجررد أن اإلشررارات عنررد اإلنسرران ناتجررة عررن‬
‫فكر‪ ،‬فهو يعرف إلى ماذا يشير‪ ،‬وعرن مراذا يعبّرر باإلشرارة‪ ،‬أمرا الحيروان فاإلشرارة‬
‫عند ناتجة عن اندفاع غريزي‪.‬‬
‫فاللغة هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الفكر‪ ،‬لكن أسربقية التفكيرر مرن الناحيرة‬
‫الزمنية ال تقتضي أسربقية مرن الناحيرة العمليرة بالنسربة للفررد الرذي يعري فري وسرط‬
‫اجتماعي‪ ،‬وال نستطيع أن نحردد فاصرالك زمنيرا ك برين اللغرة والفكرر‪ ،‬فالطفرل يتعلمهمرا‬
‫فرري آن واحررد‪ ،‬وهررو يكتشررف أفكررار فرري العبررارات الترري يسررتعملها‪ .‬كررذلأ الشررخص‬
‫ي الكبير فإنه بعد أن يتعلم اللغة فال يستطيع أن يفكر بدون لغة‪ ،‬فاللغرة والفكرر‬ ‫السو ّ‬
‫متررداخالن يضررم أحرردهما اآلخررر‪ ،‬فررإذا كرران المعنررى يؤخررذ مررن العبررارة‪ ،‬فررإن العبررارة‬
‫ليست إال وجودا ك خارجيا ك للمعنى‪.‬‬
‫إذن فلرريس التفكيررر فرراهرة داخليررة كمررا يررزعم الرربعض‪ ،‬والررذي يوهمنررا بوجررود‬
‫تفكير بدون لغة إنما هي األفكار التي يمكن استحضارها أثناء الصمت‪ .‬والواقرع أن‬
‫هذا الصمت الفاهري إنما هو كلمات وألفاف‪ ،‬ولقد ذهب (واطسرن))‪ (9‬إلرى التوحيرد‬

‫(‪ )1‬الخصائص ابن جنى جـ ‪ 1‬ص ‪.22‬‬


‫(‪ )9‬انفر التعبير والتفكير‪ .‬شوشار ص ‪.921‬‬
‫‪9‬‬
‫بين اللغرة والفكرر‪ ،‬فهرو يررى أن الفكرر لريس شريئا ك أكثرر مرن الكرالم الرذي بقرى وراء‬
‫الصوت‪ ،‬إنه كالم الحنجرة ال الصروت‪ ،‬وعنردما يفكرر اإلنسران‪ ،‬فإنره يرتكلم برالرغم‬
‫من أن هذا الكالم ال يُسمع‪.‬‬
‫وأقول هنا إن اإلنسان ال يمكن أن يفكر بدون لغة أيا ك كانرت هرذ اللغرة‪ .‬ولريس‬
‫هناأ أدنى شأ بون التفكير في أغلب الحاالت يقتضي استعمال اللغة‪.‬‬
‫إن اإلنسان يستعمل اللغة‪ .‬للتعبير عن رغباته الحسيّة والمعنوية‪ ،‬وقد اسرتخدم‬
‫األلفاف للداللة على هذ الرغبات وقد أكسبها داللة معينة‪ .‬فإذا نفرنرا إلرى ذلرأ مرن‬
‫زاوية األلفاف المفردة فقط فإننا نجد أن كالك منها هو مجرد عالقة مميرزة لمعنرى مرا‬
‫ينوعها بنرا كء علرى‬
‫يريد المتكلم بهذ اللففة‪ .‬ونجد اإلنسان عندما يبتدع هذ األلفاف ّ‬
‫ذلررأ للتمييررز بررين األشررياء والفررواهر‪ ،‬ثررم يختزنهررا لتكررون فرري النهايررة مؤونترره مررن‬
‫المعرفررة‪ ،‬وعونرره لتبررادل مررا يعرررف مررع غيررر مررن أبنرراء مجتمعرره(‪ ،)1‬والررذي يرردفع‬
‫اإلنسان إلى ذلأ في الحقيقة هو أنه يعي في مجتمع هو بحاجة إلى أن يتبادل معه‬
‫األخررذ والعطرراء فرري الماديّررات والمعنويررات جميع راك‪ .‬وقيمررة اللففررة فرري الحقيقررة هررو‬
‫بمقدار ما تقدمه هذ اللففة من وضرو وانتشرار برين النراس‪ .‬وكمرا يقرول د‪ .‬فافرا‬
‫يتبين أن اللففرة تشربه إلرى حرد كبيرر ورقرة النقرد فري االقتصراد)‪ ،(9‬ال برد أن ّ‬
‫يغطيهرا‬
‫قيمررة اقتصررادية مررن الررذهب أو غيررر ذلررأ مررن القرريم المصررطلح عليهررا‪ ،‬وبرردون هررذا‬
‫الغطاء فإن الورقة النقديرة ال تخررع عرن أن تكرون قصاصرة ورق ال حرول لهرا وال‬
‫قوة‪ ،‬وكرذلأ فرإن اللففرة أو الكلمرة المسرموعة أو المكتوبرة التري ال تردل علرى داللرة‬
‫معينة والتي ال تعطي معنرى معينرا ك فرإن هرذ اللففرة ال قيمرة لهرا فري المجتمرع تمامرا ك‬
‫كالورقررة النقديررة الترري تخلررو مررن الرردعم‪ .‬فهررذ اللففررة أو تلررأ تفررل بالنسرربة ل فررراد‬
‫تولد في العقل شيئاك‪.‬‬ ‫مجرد ضوضاء ال ّ‬
‫فررالمحتوى الفكررري أللفرراف اللغررة يفررل ملكرا ك خاصرا ك لمررن يسررتعملون هررذ اللغررة‬
‫فقط‪ ،‬وهذا يختلف عن الفكر المطلق المستقل عن اللفف فهو ملأ لإلنسانية جميعاك‪.‬‬
‫ونجد أن قيمة اللففة تزداد كلما كانت داللة تلرأ اللففرة شراملة عامرة يترداولها‬
‫غالبية الناس‪ ،‬فلو أخذنا كلمة (المعبد) فإن هذ الكلمة رمز لمكان تقام فيه الطقروس‬
‫والشعائر الدينية من أي نوع كان‪ .‬ولكن إذا قلنا كلمة (الكعبة) فإنها ال تدل إال على‬
‫بناء بعينه مقدس عند المسلمين ومكانه مكة المكرمة‪.‬‬
‫نجد هنا أن األصل في وضع األلفراف للداللرة علرى معقرول أو متصرور يتردرع‬
‫فيه ماال يتناهى عن المحسوسرات أو األعيران‪ .‬فرإن كلمرة رداء مرثالك وهرو مرا يلبسره‬
‫اإلنسان ليستر به نفسه‪ ،‬مهما اختلف طوالك واتسراعاك‪ ،‬ومهمرا تعرددت ألوانره وطررق‬
‫تفصرريله ومادترره يسررتوى فرري ذلررأ الجلبرراب والعبرراءة والمعطررف والجبّررة والقمرريص‬

‫(‪ )9( ،)1‬اللسان واإلنسان‪ -‬د‪ .‬حسن فافا ص ‪.02‬‬


‫‪11‬‬
‫والدشداشررة وغيررر ‪ ،‬ولكرري تكررون الكلمررة بهررذا االتسرراع ينبغرري أن تكررون التجربررة‬
‫الحسيّة التري اسرتحدة منهرا قيمتهرا وكيانهرا بوصرفها وحردة لغويرة وتجربرة متكرررة‬
‫على عينات كثيرة فيها من التشابه ما يكفي لجمعها تحت رمز واحد‪.‬‬
‫ومع ذلأ يفل االخرتالف فري الجزيئرات والتفاصريل قائمرا ك وممكنرا ك فري اإلفهرام‬
‫فهررو الررذي يضررمن للكلمررة مرونتهررا فرري الداللررة وصررالحيتها لإلحاطررة بقرردر مررا مررن‬
‫المعرفة اإلنسانية العامرة‪ .‬وبهرذ الطريقرة يصربح التفراهم ممكنرا ك برين النراس بعضرهم‬
‫وبعض‪ .‬وإذا كانت مجموعة من ألفاف لغة من اللغات هي تلأ الرمروز اإلصرالحية‬
‫الدالة على المتصورات المعروفة لدى أهرل تلرأ اللغرة فرإن اللغرة نفسرها هري الكرالم‬
‫المركب المفيد‪ .‬هو التصور الشرفوي للنسرب القائمرة برين هرذ المتصرورات بعضرها‬
‫وبعض)‪.(1‬‬
‫ولقد حفيت دراسة العالقة بين الفكر واللغة بعناية علماء الرنفس والفالسرفة أكثرر‬
‫مما حفيت به هذ الدراسة عند علماء اللغة‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فهناأ سؤال وهو هل يمكن أن يوجد الفكر دون أن توجد اللغة؟‬
‫وبعبارة أخرى أليس الكالم والفكر كالهما مفهران لعملية نفسية واحدة؟‬
‫يقول سابير‪ :‬لإلجابة عن هذا السؤال يجب أن نفهم بوضو أنه مرع التسرليم برون‬
‫الفكر في عملياته المختلفرة فري حاجرة إلرى رمروز حيّرة يتعلرق بهرا‪ ،‬فري حاجرة إلرى لغرة‬
‫على وجه التحديد‪ ،‬فإنه ال ينبني على ذلرأ أن يكرون الكرالم دائمرا ك وأبردا ك صرورة لعمليرة‬
‫من عمليات الفكر في معنا الفلسفي األعلى)‪.(9‬‬
‫وليس معنى هذا أن اللغة تستعمل فقط في التعبير عن متصور بالمعنى الفلسرفي‪.‬‬
‫فإننررا فرري الحيرراة اليوميررة العاديررة ال نهررتم بالمتصررورات قرردر اهتمامنررا بررالواقع الملمرروس‬
‫باألمور الجزئية القائمة أمامنا وبالنسب التي تنشو بينها أقوال أنه يمكننا أن نعتبر اللغة‬
‫إدارة صالحة للتعبير في كل الفروف النفسرية والفكريرة ابترداء مرن الواقرع البسريط فري‬
‫الحياة العادية إلى الفكرة الفلسفية في كل تعقيداتها وعمقها‪ .‬وفي كل هذ الحاالت التري‬
‫ال حصررر لهررا ومهمررا اختلفررت المواضرريع ومهمررا اختلفررت المسررتويات الفكريررة فررإن مررادة‬
‫التفاهم والجهاز الصوتي المطالب بالتعبير عرن هرذ المواضريع فإنره يبقرى واحردا ك علرى‬
‫الدوام‪.‬‬
‫وأقول إن العالقرة برين اللغرة والفكرر هري عالقرة صرحيحة وطيردة فرالفكر‪ ،‬واللغرة‬
‫جسررد واحررد ال يحصررل فكررر برردون أن تحرردة لغررة وال تحرردة لغررة دون أن يكررون هنرراأ‬
‫فكر‪.‬‬
‫والفكررر كمررا قررال د‪.‬كمررال الحرراع تعبيررر وراء الشررفتين الصررامتتين‪ ،‬الفكررر حرردية‬

‫(‪ )1‬اللسان واإلنسان‪ -‬ص‪.11‬‬


‫(‪ )9‬إدوارد سابير‪ -‬اللغة – ص‪.99‬‬
‫‪11‬‬
‫باطني‪ ،‬والحدية تفكير بصوت عال)‪.(1‬‬
‫وبعد فإن اللغة بالنسبة للفكر هي عملية مصراحبة غيرر خالقرة لره‪ ،‬اللغرة رفيرق‬
‫هذا الفكر‪ .‬لذا ال يمكن تصور فكر بدون لغة‪.‬‬

‫(‪ )1‬فلسفة اللغة‪ .‬د‪ .‬كمال الحاع ص ‪.91‬‬


‫‪12‬‬
‫تطور اللغة مع تطور الفكر‬
‫لقررد قلنررا إن اللغررة هرري وعرراء الفكررر تحففرره وتعب رر عنرره وترقررى برقيّرره‪ ،‬وهنررا‬
‫سنفهر العالقة الوطيدة بين اللغة والفكر‪ ،‬حية نجد أنه عندما ينمو الفكرر ويتطرور‬
‫فإنه سيوخذ بيد اللغة معه وسيطورها لتكون هذ اللغة خليقة للتعبيرر عرن هرذا الفكرر‬
‫السررامي المتطررور‪ .‬إن الفكررر هررو ذلررأ السررر البشررري المتطررور دائم را ك المتطلررع إلررى‬
‫الكمال‪ ،‬هذا الفكر يحتاع في رحلته هرذ إلرى لغرة لتعبّرر عنره‪ ،‬إذن ال برد لهرذ اللغرة‬
‫السمو والتطور إلى الدرجة التي تلتقي فيهرا مرع هرذا الفكرر‪ .‬وإن الكرالم فراهرة‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫طورهرا الفكرر مرن ألفراف حسريّة إلرى ألفراف‬ ‫مرافقة للفكر‪ ،‬وهذ أمثلة لبعض األلفاف ّ‬
‫نمو وتطور ‪.‬‬ ‫مجردة‪ ،‬وذلأ لتعبّر عن ّ‬
‫لو أخذنا كلمة (الرو ) فوصلها من نفس مرادة الرريح‪ ،‬وهرو الهرواء‪ ،‬ثرم الرنفةس‬
‫الذي يتردد في صدر اإلنسان شهيقا ك وزفيراك‪ ،‬وقد س ّمي كل ما تحمله الريح وتحض‬
‫أن يشم اإلنسان عند التنفس رائحة‪ ،‬وسميت الراحة لليد التساعها وانبسراطها‪ ،‬ولمرا‬
‫كان تردد الريح في صدر اإلنسان هو أوضح العالمات على أنه حي لم يمت اشتق‬
‫من ذلرأ لفرف الررو بمعنرى سرر الحيراة المجررد المربهم فري الكرائن الحري والشرتقاق‬
‫الرو من الريح جراء لففهرا فري القررآن الكرريم مسرتعمالك مرع الفعرل نفره‪ .‬فري قولره‬
‫تعرررالى (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ) [التحرررريم ‪ ]19‬وهنررراأ أمثلرررة كثيررررة منهرررا‬
‫(العقيدة) ومنها (العقل) و(الشرف) وغيرها كثير‪.‬‬
‫من هذ األمثلة يتضح لنا أن كل ما في اللغة من اشتقاق أو توسيع أو تضرييق‬
‫فرري الداللررة‪ ،‬أو نقررل لهررا مررن المحسوسررات إلررى المعنويررات إنمررا كررل ذلررأ مررن صررنع‬
‫البشر‪ ،‬وهذا نتيجرة حتميرة لتطرور الحيراة وتطرور الفكرر‪ ،‬وبهرذا نجرد أن اللغرة نمرت‬
‫وتطرورت مررع الفكرر لتكررون أداترره المعبّررة عنرره‪ ،‬وفري ذلررأ يقررول سرابير (إننررا نفكررر‬
‫دائما ك من خالل ألفاف نستحضرها في أذهاننا)(‪.)1‬‬
‫وفي الحقيقرة أن اللغرة هري الواقرع المباشرر للفكرر‪ ،‬أي أن جروهر الفكررة يعلرن‬
‫عن نفسه بواسطة األلفاف‪ ،‬وال وجود ل فكار خارع نطاق من اللغة‪ ،‬وأن االتصرال‬
‫األبدي بين الفكر واللغة أوجد حالة اعتماد كلي من الفكرر علرى اللغرة بحيرة أصربح‬
‫اإلنسان غير قادر على جمع شتات الفكر على اللغة‪ ،‬إال داخل أسروار اللغرة‪ ،‬وبهرذا‬
‫نجد أن اللغة هي المادة الطبيعية للفكر‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫وصرررررردق هللا العفرررررريم حيررررررة قررررررال (ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ)‬
‫[الرحمن ‪ .]1 - 2‬والبيان هنا هو اإلعرراب ع ّمرا فري الرنفس وع ّمرا يردور فري الفكرر‬
‫بواسطة اللغة‪ ،‬وهذا يؤكد لنا ما سبق ذكر من العالقة اللزومية بين اللغة والفكر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫املراجع‬
‫الخصائص ابن جني‪ ،‬ع‪ 1‬مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫العالقة بين اللغة والفكر د‪ .‬أحمد ّحماد‪ ،‬دار المعرفرة الجامعيرة‪ ،‬إسركندرية‬ ‫‪-9‬‬
‫‪.1291‬‬
‫اللغة سابير (إدوارد) ‪ ،‬باريس ‪.1212‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في األدب والنقد واللغة‪ ،‬د‪ .‬أحمد حماد وآخرون‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫في فلسفة اللغة‪ ،‬د‪ .‬كمال الحاع‪ ،‬دار النهار بيروت‪.1201 ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الفلسفة‪ ،‬د‪ .‬عباس نور الدين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫اللسان واإلنسان‪ ،‬د‪ .‬حسن فافا‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة ‪.1211‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الكتابة والتعبري‬

‫د‪ .‬كامل ولويل‬

‫‪16‬‬
17
‫ما املوضوع؟‬
‫هررو الفكرررة العامررة الترري نريرردها‪ ،‬قررد يكررون جولررة فرري عرردة بلرردان وتسررجيل‬
‫مشاهدتنا فيها‪ ،‬وربما يكون بحثا ُ علميا ك وصلنا فيه لنتائع معينرة‪ ،‬وربمرا تعليقرا ك علرى‬
‫أديررب نتنرراول فيرره شررعر فنررذكر لرره مررواطن ال ُحسررن والجمررال أو مررا شررابه ذلررأ مررن‬
‫اضطراب في األوزان أو المعاني أو اللفف أو التناسق‪ ،‬أو مقالة سياسية معبرة عرن‬
‫واقع معين مع ذكر أسبابه ونتائجه‪ ،‬أو وصرفا ك لنزهرة قرام بهرا بعرض األصردقاء إلرى‬
‫منطقة جبلية تفجرت فيها عيون الماء‪ ،‬فيدونون ما قراموا بره ومرا شراهدو ومرا أثّرر‬
‫فرري نفوسررهم‪ ،‬وقررد يكررون خطبررة ذات صررلة وثيقررة بوحررداة المجتمررع ويريررد الخطيررب‬
‫التوثير في النفوس لتتحرأ وتؤدّي واجباك‪.‬‬
‫والمهررم فرري األمررر كلرره وجررود الفكرررة العامررة ذات الفررروع ال ُمتعررددة‪ ،‬فررالفكرة‬
‫تفرعهررا‬
‫شررجرة كبيرررة وارفررة الفررالل‪ ،‬ولهررا أفكررار صررغيرة تماثررل األغصرران فرري ّ‬
‫واتجاهاتهررا فرري مختلررف المجرراالت‪ ،‬ولهررذا الموضرروع عنوانرره كمررا للشررجرة اسررمها‪،‬‬
‫ويحتررراع الموضررروع إلرررى معلومرررات بالموضررروع‪ ،‬كمرررا تحتررراع الشرررجرة إلرررى تهيئرررة‬
‫األرض‪ ،‬وتوفير الميا ‪ ،‬والمكان المناخي المالئم والبذور والحماية‪.‬‬
‫إذن الموضوع أفكار كثيرة‪ ،‬ولكنها تدور حول فكررة عامرة‪ ،‬أو مغرزى عرام‪،‬‬
‫منهررا مررا يكررون كتابرا ك كررامالك مثررل أشررراط السرراعة وأسرررارها ل سررتاذ محمررد سررالمة‬
‫جبر‪ ،‬واللغة العربية في وسائل اإلعالم للدكتور كامل جميل ولويل‪ ،‬وأدب األطفال‬
‫ل ستاذة حنان عند الحميد العناني‪ ،‬وكتاب مع المتنبي للردكتور طره حسرين‪ ،‬وكتراب‬
‫الصدّيق أبو بكر ل ستاذ محمد حسين هيكل‪ ،‬وكتراب تيسرير اإلنشراء للردكتور خليرل‬
‫هنداوي‪ ،‬وكتاب التعبير الفني للدكتور محمد غازي التدمري وهكذا‪.‬‬
‫ومنها ما يكون مقالةك قصريرة ك أو طويلرة‪ ،‬مثرل المقراالت اليوميرة أو األسربوعية‬
‫فرري الصررحف والمجررالت والرردوريات‪ ،‬ونحررن نقرررأ باسررتمرار المقرراالت السياسررية‪،‬‬
‫واالجتماعيررة واللغويررة‪ .‬وكمررا نقرررأ مقرراالت الطلبررة فرري موضرروعات شررتى؛ فنجررد‬
‫بعضها طويالك واآلخر قصيراك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تنظيم املوضوع‬
‫ي موضوع نتحدة فيه أو نكتبه يتكون من األركان التالية ‪-‬‬ ‫ب‬
‫إن أ ّ‬
‫‪ -1‬العنوووووا وهررررو كلمررررات معرررردودة أو كلمترررران أو كلمررررة واحرررردة‪ ،‬وهرررري رأس‬
‫الموضوع وهي الدالة عليه‪ ،‬مثل الفخر في شعر المتنبري‪ ،‬األنسرولين وآثرار‬
‫الطبية‪ ،‬رحلة للحع والعمرة‪ ،‬الصحافة المعاصرة‪.‬‬
‫وللعنوان خصائصه وسنبيّنها بعد ذكر األركان موجزةك‪.‬‬
‫‪ -9‬املقدمووة وهرري الجمررل األولررى الترري تفررتح الطريررق للموضرروع‪ ،‬وهرري جمررل‬
‫قصيرة ذات معان مكثفة‪ ،‬ويستطيع قارئها أن يلم باألفكرار العامرة للموضروع‬
‫منذ ينتهي من قراءة المقدمة‪ ،‬وتتنوع المقدمات بتنروع أفكرار الموضروع‪ ،‬وال‬
‫تزيد المقدمة في الموضوعات القصيرة ذات الصفحة والصرفحتين عرن ثالثرة‬
‫أو أربعة أسطر‪ ،‬إنه فقرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬العَورض‪ :‬وهررو شررر جروهر الموضرروع‪ ،‬وهررو صرلبه ومادترره وأفكررار العديرردة‬
‫وهرو يضر ّم فقرررات متعرددة‪ ،‬وتكررون الفقرررة علررى األغلرب إطررارا ك لفكرررة واحرردة‬
‫محددة‪ ،‬ويتكون العرض مرن عردة أفكرار‪ ،‬وهرذا يتطلرب مرن الكاترب قردرا ك مرن‬
‫الوعي واإللمام ليستطيع التعبير عن هذ األفكار بقروة وجردارة‪ ،‬ويسرتطيع أن‬
‫يطرررق الموضرروع مررن أبوابرره المختلفررة‪ ،‬وهررذا يحترراع إلررى قرردر مررن المعرراني‪،‬‬
‫وأسررلوب مناسررب لمناقشررتها وبيرران صرروابها وحسررنها‪ ،‬ولررذلأ يحترراع كاتررب‬
‫العرض إلى ذكر أمثلة عديدة ليقوي موضوعه‪.‬‬
‫‪ -1‬اخلامتة وهي خالصة الموضوع‪ ،‬وتركيز على نقاطه الجوهرية‪ ،‬وغالبا ك ما‬
‫يكون إطارها فقرة واحد‪ ،‬ويبين الكاتب فيها المغرزى مرن موضروعه‪ ،‬ويثبرت‬
‫حكما ك أو قاعدة أو رأيا ك قدّمه وعرضه‪ ،‬وينصرح الكاترب عرادة بعررض اقتررا‬
‫يساعد الباحثين على استجالء نقطة‪ ،‬أو اإليفاء ببحة‪ ،‬أو استيفاء غرض مرن‬
‫أغراضأ التي بحثتها ولم تعدل فيها إلرى أشرياء واضرحة ومحرددة‪ ،‬فتريرد مرن‬
‫غيرأ أن يسهم بجهد ليوتي بجديد مرن عنرد ‪ ،‬وقرد اعتراد بعرض الكتراب ذكرر‬
‫آيات من كتاب هللا تبين صواب ما بحة‪ ،‬أو يذكر حكمه مرن أقروال النبري ‪‬‬
‫أو السلف العلماء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أمثلة ومناقشتها‬
‫سررنورد أمثلررة للعنرراوين والمقرردمات والعررروض الخاتمررات لنرررى كيررف عررالع‬
‫أصررحابها هررذ القضررايا‪ ،‬ولنرررى نجرراحهم فرري هررذ األركرران الرئيسررية للموضرروعات‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ - 3‬العنوان‬
‫المشوق للقرار‪ ،،‬ويجرب أن‬‫ّ‬ ‫العنوان الممتاز هو ذو الكلمات المعدودات‪ ،‬وهو‬
‫تكون لغته صحيحة سليمة‪ ،‬وذا تعبير مؤثر يدعو القار‪ ،‬لخروض غمررات البحرة‪،‬‬
‫وأن يمثل بحق الموضوع كله‪ ،‬فال يجوز أن يكون العنوان عرن فصرل الربيرع بينمرا‬
‫العةرررض ال يتنرراول الربيررع إال قلرريالك‪ ،‬ويتشررعب لكررل الفصررول‪ ،‬ثررم يرردخل السياسررة‬
‫والصحافة والحاالت االجتماعية في العرض‪ ،‬فال تدري ماذا يريد‪ ،‬وإلرى أي هردف‬
‫يقصد‬
‫افرض أن أحدنا أعجب بهذا البيت من الشعر وهو ‪-‬‬
‫ي كررررررررا ُم‬
‫وأهلررررررري وإن ضرررررررنوا علررررررر ب‬ ‫ي عزيرررررزة‬
‫برررررالدي وإن جرررررارت علررررر ب‬
‫وطلب إلى أبنائه الدارسرين أو إخوانره أو محبري هرذ اللغرة أن يرذكروا عنوانرا ك‬
‫مختصرا ك لموضوع هذا البيت‪ ،‬فماذا نكتب؟‬
‫لقرررد قمرررت بهرررذ التجربرررة فررري شرررعبة لفرررن الكتابرررة والتعبيرررر‪ ،‬فكانرررت عنررراوين‬
‫الموضوع لدى الطلبة متقاربة‪ ،‬وإن كان مدى التشويق فيها متفاوتاك‪ ،‬قالوا‬
‫الرروطن عزيررز‪ ،‬الرروطن واألهررل أغلررى مررا نملررأ‪ ،‬ال فلررم مررع الوطنيررة‪ ،‬أهلرري‬
‫ووطني‪ ،‬الوطن واألهل‪ ،‬بالدي وأسرتي‪ ،‬ال ةميل ل هل والوطن‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫هذ العناوين متقاربة‪ ،‬وتقع جميعها ضرمن معراني بيرت الشرعر‪ ،‬ولرم تقرع فيهرا‬
‫أخطرراء إمالئيررة أو لغويررة أو نحويررة‪ ،‬لكررن بعضررها يشررمل معرراني أكثررر مررن بعضررها‬
‫اآلخر‪ ،‬فعنوان الوطن واألهل‪ ،‬شامل لمختلرف معراني البيرت‪ ،‬وأمرا عنروان ال فلرم‬
‫مع الوطنية‪ ،‬فقد أسقط األهل‪ ،‬وأميل في ختام القول إلى عنوان أهلي ووطني‪ ،‬فقد‬
‫ضم صاحب هذا العنوان نفسه إلى األهرل والروطن‪ ،‬فالمضراف والمضراف إليره فري‬
‫اللغة العربية يُعدّان كالشيء الواحد‪.‬‬
‫أسررئلة فرري العنرروان هررذ عنرراوين متفرقررة‪ ،‬اخترتهررا مررن كتررب أدبيررة وتاريخيررة‬
‫وغيرها‪ ،‬حراول أن تعررف مرن العنروان جروهر الموضروع‪ ،‬وأهدافره‪ ،‬علرى قردر مرا‬
‫تستطيع‬

‫‪21‬‬
‫‪ .1‬التحدي باإلعجاز‪.‬‬
‫‪ .9‬المبتدأ والخبر في القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .2‬بين الحقيقة والخيال‪.‬‬
‫‪ .1‬االرتباأ بين اللغة والدين‪.‬‬
‫‪ .1‬التدخين سرطان العصر‪.‬‬
‫‪ .0‬مع أبي العالء في سجنه‪.‬‬
‫‪ .1‬التآكل البطيء‪.‬‬
‫‪ .9‬األرض الخراب‪.‬‬
‫‪ .2‬الثقافة المعاصرة‪.‬‬
‫إن من هذ العناوين عناوين محددة‪ ،‬تبريّن لرأ الموضروع الرذي تناولره الكاترب‬
‫بسهولة ومنها ما هو عام جدا ك واسع جدا ك ال تستطيع أن تحدد به الموضروع‪ ،‬ولكنهرا‬
‫تشترأ جميعها فري اإليجراز والتشرويق وسرالمة اللغرة‪ ،‬هرل تسرتطيع أن تكترب فقررة‬
‫واحدة عن كل من العناوين السابقة‪ ،‬إن للمحاولة قيمتها واعتبارها‪.‬‬
‫‪ - 0‬املقدمة‬
‫تحرردثنا فيمررا سرربق عررن المقدمررة كررركن مررن أركرران الموضرروع‪ ،‬وذكرنررا بعررض‬
‫خصائصها‪ ،‬وننتقل اآلن لناحية تطبيقية‪ ،‬ونضع أمام أنفسنا هذ األسئلة ‪-‬‬
‫هل تنسجم المقدمة مع العنوان؟ كيف نبني مقدمة قوية؟ ما الردور الرذي تؤديره‬
‫المقدمة ضمن الموضوع؟‬
‫ولإلجابرررة علرررى ذلرررأ يجرررب أن ننفرررر فررري حصررريلة المعرررارف السرررابقة عرررن‬
‫موضررروعنا والمعلومرررات المتررروافرة لررردينا‪ ،‬ونجعرررل لكرررل معرفرررة رئيسرررية أو لكرررل‬
‫مجموعة مهمة من المعلومات فكرة ونخصص لهرا جملترين أو ثالثرا ك تعبرر عرن هرذ‬
‫المعرفة أو تلأ المعلومات‪ ،‬ونحرص في أثناء وضع الجمل علرى عنصرر التشرويق‬
‫سن السبيل للقار‪ ،‬وتم ّهد له الخوض فري‬ ‫فيها‪ ،‬وعلى عامل الجذب‪ ،‬فإن المقدمة تح ّ‬
‫الموضوع‪ ،‬كما نحرص على التناسق بين المقدمة والعنوان بحية يؤدي كل منهمرا‬
‫إلى فكر موحد‪ ،‬فإن التنراقض أو اخرتالف المعنرى سريجعل القرار‪ ،‬مرتبكراك‪ ،‬وسروف‬
‫يشتت ذهنه‪ ،‬كما يحسن بنا مراعاة المثل العربري (لكرل مقرام مقرال)‪ ،‬فالمقرال لطلبرة‬
‫الجامعة يختلف عن المقال لفئة من الموففين المخضرمين‪ ،‬ويختلف عنهما إن كان‬
‫موجها ك ل طفال‪ ،‬إن المقصود بموضوعأ عمررا ك وثقافرة وإدراكرا ك وعمرالك مهرم جرداك‪،‬‬
‫ويجررب أن يرردخل بحسرربانأ؛ ولررتكن عباراتررأ واضررحة محررددة المعرراني بعيرردة عررن‬
‫اإلبهام والغموض‪ ،‬إنأ تكتب بلسان عربي مبين‪ ،‬فاإلبانة شرط أساسي من شرروط‬
‫الكتابة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫إن حجم المقدمة يعتمد على حجم الموضوع نفسره‪ ،‬فرإن كران الموضروع كتابرا ك‬
‫كانت المقدمة صفحتين أو ثالثا ك أو أكثر قليالك‪ ،‬ولكن إذا كان الموضوع صفحتين أو‬
‫ثالثا ك فالمقدمة فقرة واحدة تتكون من ثالثة أسطر أو بضعة أسرطر‪ ،‬إن اإليجراز فري‬
‫المقدمة من خصائصها المتميزة‪.‬‬
‫أمثلة من املقدمات‪:‬‬
‫(أ) يف الكتب‬
‫‪ )1‬قدم األستاذ خليل هنداوي كتابه (تيسير اإلنشاء) بما يوتي ‪-‬‬
‫ال نوتي بجديد إذا قلنا إن اإلنشاء هو غاية هرذا الجهرد المتواصرل مردى أعروام‬
‫طويلة في تعلم اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ )9‬وقدمت األستاذة حنان عبد الحميد العناني كتابها (أدب األطفال) بما يوتي ‪-‬‬
‫على الرغم من كون أدب األطفرال أدبرا ك حرديثا ك نسربياك‪ ،‬إال أننرا نالحرف بوضرو‬
‫االهتمام العالمي بهذا النوع من األدب‪ ،‬وذلأ ألثر البال في تنمية شخصية الطفرل‬
‫المتكاملة‪.‬‬
‫‪ )2‬وقدم الدكتور كامل جميل ولويل كتابه (اللغة العربية في وسائل اإلعالم) بمرا‬
‫يوتي ‪-‬‬
‫إن عملرري المسررتمر فرري ميرردان اللغررة العربيررة فرري الترردريس والتوجيرره وغيررر‬ ‫ّ‬
‫الترردريس والتوجيرره أكسرربني القرردرة علررى مواجهررة مشرركالت اللغررة سررواء أكانررت فرري‬
‫كتب اللغة أم كانت شفوية‪ ،‬لقد خضتُ تجربةك حديثةك غنيةك‪ ،‬إنهرا تجربرة تردور حرول‬
‫أسرراليب اللغررة فرري وسررائل اإلعررالم؛ وقررد قصرردتُ فيهررا إلررى تقرردير مرردى ارتبرراط هررذ‬
‫األساليب الناشئة بلغتنا العربية الفصيحة‪.‬‬
‫‪ )1‬وقدم األستاذ حسن عبد الرزاق منصور كتابه (مشكلة الضعف في اإلمرالء)‪،‬‬
‫بما يوتي ‪-‬‬
‫ال نبال إذا قلنا إن مشكلة العجز في الكتابة لم تكن موجرودة قبرل خمسرين سرنة‬
‫بحكم أن أسلوب تعليم اللغة كان منسجما ك مع طبيعة هذ اللغة‪.‬‬
‫وقال الحرف العربي ال برد أن يكرون فري حالرة حركرة‪ ،‬ولريس جامرداك‪ ،‬ولرذلأ‬
‫أُلحقت به إشارات هي الرموز لحركة الحرف‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مالحظة أقل مقدمة في المقدمة السابقة كانت في صفحتين‪.‬‬
‫(ب) في املقاالت‬
‫‪ )1‬قدم كاتب مقالة (اإلعجاز والتحدي) قدمها بما يوتي ‪-‬‬
‫القرآن الكريم ذو لغة وأسلوب متميزين‪ ،‬وقد تحدى البشر أن يروتوا بمثلره أوالك‬
‫ثرم بعشرر سررور مثلره‪ ،‬ثررم بسرورة مررن مثلره‪ ،‬فعجررز العررب وأمررم األرض عرن ذلررأ‪،‬‬
‫فكان شهادة للرسول ‪ ‬بونه النبي المرسل للبشرية‪ ،‬وهذا بيان في ذلأ‪.‬‬
‫‪ )9‬وقدم كاتب مقالة (التلفزيون بين النقد والتجني) بما يوتي ‪-‬‬
‫يتعرررض التلفزيررون للنقررد خاصررة فرري شررهر رمضرران‪ ،‬بعررض هررذا النقررد مبرررر‪،‬‬
‫واآلخررر فيرره مررن التجنرري الكثيررر‪ ،‬ألن الوصررول إلررى رضررا الجميررع غايررة يصررعب‬
‫الحصول عليها‪.‬‬
‫‪ )2‬أما جورع بول صراحب مقالرة الواليرات المتحردة أمرام قوتهرا‪ ،‬فقرد قردمها بمرا‬
‫يوتي ‪-‬‬
‫هل يمكرن للواليرات المتحرد أن تكرون أقروى دولرة فري العرالم وأن تمرارس هرذ‬
‫القوة وتبقى في الوقت نفسه ضمن النفام البشري؟‬
‫مالحظة لم تتجاوز مقدمة المقاالت ثالثة أسطر؛ ألن المقاالت قصيرة‪.‬‬
‫‪ - 1‬العرض‬
‫ذكرنا في (تنفريم الموضروع) بعرض خصرائص العررض‪ ،‬ولكنّرا نرذكرها اآلن‬
‫بشيء من التفصيل واألمثلة‪.‬‬
‫عرضرتُه لرره‪ ،‬أي‬ ‫علينررا أن نتررذكر أن كلمررة العةرررض هررو إفهررار الشرريء‪ ،‬يقررال ة‬
‫أفهرترره لرره وأبرزترره إليرره‪ ،‬والعةرررض أيض را ك هررو األشررياء الماديررة كالبيررت واألرض‬
‫والشجر‪ ،‬ومن هنا سمي لرب الموضروع وجروهر (العةررض)؛ ألنره هرو السربب فري‬
‫إفهررار الموضرروع إفهررارا ك قويرا ك وال يسرتكمل هررذا اإلفهررار إال باألخررذ بعرردة شررروط‬
‫منها‬
‫‪ .1‬األفكوووار يتكرررون العررررض مرررن أفكرررار عديررردة‪ ،‬وتعتمرررد الكثررررة علرررى تشرررعب‬
‫الموضوع وشموليته‪ ،‬وكل فكرة تحتاع إلرى دليرل أو برهران يسرندها أو أمثلرة‬
‫توضحها‪ ،‬فالمقالة التي تناولت اإلعجاز والتحردي تضرطر الكاترب إلرى جميرع‬
‫اآليات المتعلقة باإلعجاز أو أكثرها كما تضطر إلى بيران مواقرع اآليرات فري‬
‫القرررآن الكررريم ومناسرربة نزولهررا‪ ،‬وبي ران قيمررة التحرردي فيهررا‪ ،‬علررى الكاتررب أن‬
‫يذكر مجابهة قري لإلعجاز القرآني وفشلها‪ ،‬وعليه أن يذكر مواقف لربعض‬
‫تحولوا إلى مؤمنين قانتين بعد سماعهم آيرات القررآن‬ ‫المشركين األشدّاء الذين ّ‬
‫‪23‬‬
‫تتلى‪ ،‬وعليه أن يذكر تلرأ المعرارأ التري خاضرتها قرري ضرد النبري ‪ ‬ولرم‬
‫يسررتطع شررعراؤها وخطباؤهررا وأهررل الرررأي فيهررا أن يرروتوا بشرريء مررن القرررآن‪،‬‬
‫وفكرررة النمررو االجتمرراعي تحترراع إلررى إحصررائيات وذكررر شرررائح مختلفررة مررن‬
‫المجتمع‪ ،‬والفكرة السياسية تحتاع لرذكر االجتماعرات السياسرية أو المعاهردات‬
‫واألحداة السياسية أو غير ذلأ‪.‬‬
‫‪ .9‬الفقرات كل فكرة جزئية مرن العررض تُرذكر فري فقررة واحردة‪ ،‬فرالفقرة إطرار‬
‫للفكرررة الجزئيررة‪ ،‬ونسررتطيع أن نعررد أفكررار الموضرروع مررن فورنررا إذا عرررددنا‬
‫الفقرات‪ ،‬وال بد أن تكون هذ الفقرات محرددة فري حجمهرا وبردايتها ونهايتهرا‪،‬‬
‫وربمررا تطررول وربمررا تقصررر‪ ،‬إذ ال يوجررد بررين أيرردينا معيررار محرردد للطررول أو‬
‫القصر‪ ،‬لكن ضمن المقالة اليومية في الصحف أو المقالة للطالب فيحسرن أن‬
‫تكون الفقرة قصيرة‪ ،‬ألن النافر للفقرة يدرأ أنها تتضمن وحردة معنويرة مرن‬
‫الموضرروع‪ ،‬أي فكرررة واحرردة‪ ،‬ونالحررف اآلن وقرروع الفقرررة فرري خمسررة أسررطر‬
‫تقريبراك‪ ،‬وال بروس مررن الزيررادة أو النقصرران‪ ،‬وربمررا تصررل إلررى نصررف صررفحة‬
‫وغايررة األمررر أن تكررون الفقرررة معبرررة بوضررو عررن جررزء مررن رأي الكاتررب‬
‫ومنطقه وشعور وعاطفته‪.‬‬
‫‪ .2‬اجلموول واللفوو قررد تكررون الجمررل سررردية تقديريررة أي توخررذ المعرراني برقرراب‬
‫بعضررها بعررض‪ ،‬فرراألولى تررؤدي إلررى الثانيررة‪ ،‬والثانيررة إلررى الثالثررة‪ ،‬وقررد تمتررزع‬
‫بشرريء مررن االسررتفهام والتسرراؤل والتوكيررد‪ ،‬والتعجررب‪ ،‬وقررد تكررون تفسرريرية أو‬
‫بدليّة وغير ذلأ‪.‬‬
‫والترقيم مرن ضررورات هرذ الجمرل‪ ،‬كمرا أن اختيرار اللفرف المناسرب هرو مرن‬
‫الضرورات أيضاك‪ ،‬واللففة الفصيحة هي الشائعة االستعمال الموافقرة للقيراس‬
‫اللغوي البعيدة من اإلعراب‪ ،‬وأمثلتها كثيرة جرداك‪ ،‬فرالقرآن يشرتمل علرى أكثرر‬
‫من (‪ )12‬ألف كلمرة وربمرا يكرون أكثرر مرن ذلرأ مرن الكلمرات فري األحاديرة‬
‫الشررريفة‪ ،‬وقررد ألّررف أحررد أئمررة اللغررة كتابررا ك فرري فصرراحة اللفررف اسررمه (اللفررف‬
‫الفصيح)‪ ،‬وقد ض ّمنه معلومات متنوعة عن الكلمة الفصيحة وشيوعها‪.‬‬
‫‪ .1‬الوحووودل العةوووو ة يجرررب أن تتفاعرررل األفكرررار مرررع أُطرهرررا الجميلرررة واللففيرررة‬
‫والفقريررة لتبرررز بصررورة موحرردة ومتآلفرررة‪ ،‬فوحرردة الموضرروع هرري المقصرررد‬
‫األساسي من الكتابة‪ ،‬لذلأ مرن الضرروري أن تتعرانق األفكرار مرن أولهرا إلرى‬
‫آخرها من غيرر تنراقض أو اضرطراب لتبردو كونهرا جسرم واحرد‪ ،‬وهرذا الجسرم‬
‫يتكررون مررن أعضرراء كثيرررة متجانسررة ضررمن الجسررم الواحررد الكبيررر‪ .‬إن الوحرردة‬
‫العضوية الموضوعية من ضرورات العةرض‪ ،‬وإذا فقدنا الوحدة الموضوعية‬
‫وتجانس األفكار وتعانقها فقد فقدنا الموضوع الصحيح الذي نبتغيه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ - 4‬اخلامتة‬
‫للخاتمة خصائص معينة كما للعنوان والمقدمة والعةرض خصائصرها المعينرة‪،‬‬
‫وهذ أبرز خصائصها ‪-‬‬
‫(‪ )1‬هرري نهايررة الموضرروع‪ ،‬وهرري آخررر انطبرراع للقررار‪ ،‬عررن كتابررأ أو مقالتررأ‪،‬‬
‫فكيف تحب أن يكون االنطباع؟ إن المقدمة بداية ولكن الخاتمة هي النهاية‪،‬‬
‫فعلررى الكاتررب أن يحرردد التصررور الررذي سرريحمله القررار‪ ،‬عررن موضرروعه فرري‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫إن الخاتمررة تتضررمن خالصررة الموضرروع‪ ،‬فررالتكثيف فرري الخاتمررة‬ ‫(‪ )9‬الخالصررة ب‬
‫من خصائصها األكيدة‪ ،‬وعلى الكاتب أن يحدد األفكار الرئيسة التي تناولها‬
‫في الخاتمة‪ ،‬عليه أن يبين للقار‪ ،‬غاية أهدافه ومغازيه‪ ،‬ومعانيه المهمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬االقتراحررات ال بررد أن يفررن الكاتررب بقررار‪ ،‬موضرروعه فن را ك حسررناك‪ ،‬ولررذلأ‬
‫يضررع لهررذا القررار‪ ،‬اقتراحرا ك يبررين فيرره بعررض المشرركالت الترري صررعبت عليرره‬
‫ويرجرررو أن يكمرررل غيرررر فيهرررا المسررريرة‪ ،‬إن الكاترررب الجيرررد يفرررتح الطريرررق‬
‫باقتراحه لمن بعد ‪.‬‬
‫(‪ )1‬اإليجرراز واالختصررار مررن خصررائص الخاتمررة‪ ،‬فإنرره ال مجررال هنررا لمناقشررة‬
‫األدلرة والمعلومررات واإلحصرائيات‪ ،‬بررل الغررض ذكررر أفكرار عامررة بوقرل مررا‬
‫يستطيعه الكاتب من الجمل والفقرات‪.‬‬
‫(‪ )1‬يحسن االقتباس أحياناك‪ ،‬وأحسن قول نقتبسه هو قول هللا جلّت قدرته‪ ،‬أو‬
‫قول رسوله الكريم ‪ ،‬ألن النور اإللهي يفل له أثر ال يخبو؛ وقد يعجبأ‬
‫أن تجد كاتبا ك شعر بالسعادة إذ أنهى موضوعه فاقتبس قوله تعالى (ﮦ‬
‫ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕ) [النمل ‪ ،]12‬فيردد القار‪ ،‬مع هذ الجمل القرآنية رب أوزعني‬
‫أنا كذلك أن أشكر نعمتك‪ ،‬آمين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫القصّة‬

‫د‪ .‬سعود عبد اجلابر‬

‫‪26‬‬
27
‫القصّة‬
‫صة من أكثر الفنون عراقة فري تراريه البشررية‪ .‬ولقرد ردّدهرا األقردمون‬ ‫تعد الق ّ‬
‫سررروا بهررا مفرراهر الحيرراة الترري رأوهررا تفرروق قرردراتهم‬ ‫شررفاهة علررى شرركل أسرراطير ف ّ‬
‫صررة علررى مر ّرر العصررور مجرراالك خصرربا ك يصررو فيرره اإلنسرران‬ ‫ومررداركهم‪ .‬وفلّررت الق ّ‬
‫أحالمه وآماله‪ ،‬ويبلور من خاللها تجاربره وحكمتره فري شركل حكايرات‪ ،‬ومروثورات‬
‫شعبية تتوارثها األجيال‪.‬‬
‫ويمكن القول إن للقصة معنيين أحدهما السرد واإلخبار‪ .‬وهما يقومران علرى‬
‫إتباع الخبر بعضه بعضا ك وسوق الكالم شيئا ك فشيئاك‪ .‬والثاني الفن األدبي الذي يجعرل‬
‫لهررا تركيب را ك معين را ك تتحرررأ خاللرره الشخصرريات‪ .‬وتنمررو الحرروادة وتترررابط العناصررر‬
‫صة نفسها‪ ،‬أي بقصد من‬ ‫القصصية على خطة مقصودة وتدبير محكم من خارع الق ّ‬
‫القاص وتدبير ووعيه(‪.)1‬‬
‫صررة بررالمعنى العررام أي بمعنررى السرررد واإلخبررار قديمررة قرردم اإلنسرران نفسرره‪.‬‬ ‫فالق ّ‬
‫صررة بمعناهررا الفنرري فهرري وليرردة القرررن التاسررع عشررر أو مررا قبلرره بقليررل‪ .‬فلقررد‬
‫وأمررا الق ّ‬
‫نضجت مع نضع الفكر اإلنساني‪ ،‬ونشوة المذاهب األدبيرة والفنيرة‪ .‬فتنوعرت أشركال‬
‫صة وتحددت مقوماتها وخصائصها الفنية التي جعلت لها تميزا ك عن باقي الفنرون‬ ‫الق ّ‬
‫(‪)9‬‬
‫األدبية ‪.‬‬
‫صررة الفنيررة هرري مجموعررة مررن األحررداة يرويهررا الكاتررب‬ ‫ويمكررن القررول إن الق ّ‬
‫وهي تتناول حادثة واحدة‪ ،‬أو عدة حوادة تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة‪ ،‬تتباين‬
‫أساليب عيشها وتصرفها في الحيراة‪ ،‬علرى غررار مرا تتبراين حيراة النراس علرى وجره‬
‫األرض‪ ،‬ويكون نصيبها متفاوتا ك من حية التوثر والتوثير(‪.)2‬‬
‫ولقد ساعدت الصحافة في العصر الحدية علرى انتشرار الفنرون األدبيرة‪ ،‬ومرن‬
‫ضمنها فن القصة بصورته المستحدثة حتى أصبح من أحب الفنون وأكثرهرا إيثرارا ك‬
‫القراء‪ .‬ولقد بلغت القصة قمرة النضرع الفنري فري القررن العشررين‪ .‬وأصربح لهرا‬ ‫عند ّ‬
‫مقومات وأصول تجعلها في مستوى سائر الفنون األدبية القديمة‪.‬‬
‫ولقد عرفت القصة في األدب العربي القديم علرى شركل سررد وحكايرات دارت‬
‫شراق‪ .‬فرالعرب منرذ العصرر الجراهلي قرد‬ ‫األولرين والع ّ‬
‫على سير األبطرال‪ ،‬وأسراطير ّ‬
‫األولررين‪.‬‬
‫كرران لهررم قصررص وأخبررار ترردور حررول الوقررائع الحربيررة‪ .‬وتررروي أسرراطير ّ‬

‫(‪ )1‬فن القصة‪ -‬أحمد أبو سعد‪ -‬ص ‪ 1‬منشورات دار الشرق الجديد‪ -‬بيروت ‪.1212‬‬
‫(‪ )9‬المصدر نفسه ص ‪.1‬‬
‫(‪ )2‬فن القصة‪ -‬د‪ .‬محمد يوسف نجم‪ -2 -‬دار الثقافة بيروت‪ -‬لبنان ‪.1221‬‬
‫‪28‬‬
‫(وفي العصر األموي نمت القصة وتض ّخمت حتى أصبحت عمالك رسميا ك يعهرد إلرى‬
‫رجال رسميين يتقاضون عليه األجر(‪.))1‬‬
‫وتطورت القصة في العصر العباسي وتنوعرت وغنيرت مضرامينها وأسراليبها‪،‬‬
‫ففهرت قصص حفيت بشرهرة واسرعة مثرل قصرص ابرن المقفرع فري كليلرة ودمنرة‪،‬‬
‫والجرراحف فرري الرربخالء‪ ،‬ومقامررات بررديع الزمرران الهمررداني‪ ،‬والحريررري‪ ،‬وألررف ليلررة‬
‫المعري‪ .‬هذا باإلضرافة إلرى القصرص الشرعبية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وليلة‪ ،‬ورسالة الغفران ألبي العالء‬
‫ومالحم البطولة التي اتخذت لها شكل الرواية‪ ،‬وأشهرها في العصر العباسي سيرة‬
‫صررة قررد وجرردت فرري‬ ‫عنترررة‪ ،‬وسرريرة بنرري هررالل‪ ،‬وغيرهررا مررن الروايررات‪ ،‬كمررا أن الق ّ‬
‫صرة حري برن يقفران البرن طفيرل‪ ،‬ورسرالة التوابرع والزوابرع‬ ‫األدب األندلسي مثرل ق ّ‬
‫البن شهيد وهي قصة خيالية‪.‬‬
‫ونرررى أن القصررة األدبيررة قررد وجرردت جررذورها عنررد العرررب قررديما ك وبالصررورة‬
‫نفسها التي وجدت عليها عند الغربيين‪ .‬بل هناأ مرن يررى أن الغرربيين أنفسرهم فري‬
‫بدء نهضرتهم مردينين بقصصرهم للعررب‪ ،‬ومرن هرؤالء المستشررق اإلنجليرزي جرب‪،‬‬
‫الذي يؤمن برون (قصرص العررب وآدابهرم كانرت بردء انقرالب هرام فري تراريه األدب‬
‫األوربي في مطلع القرن السابع عشر)(‪.)9‬‬
‫ولقد بدأت القصة في األدب العربي الحدية باستلهام القصص العربية القديمة‬
‫كمررا فعررل الشرريه ناصرريف اليررازجي ف ري (مجمررع البحرررين)‪ ،‬ومحمررد المررويلحي فرري‬
‫صررة‬
‫(حرردية عيسررى بررن هشررام)‪ ،‬وحررافف إبررراهيم فرري (ليررالي سررطيح)‪ ،‬ثررم أخررذت الق ّ‬
‫صررة األوربيررة الحديثررة‪ ،‬كمررا صررنع جبررران خليررل جبررران فرري (األجنحررة‬ ‫بالترروثير بالق ّ‬
‫المتكسرة)‪ ،‬ومحمد حسين هيكل في (زينب)‪.‬‬
‫صررة بررالتطور فرري األدب العربرري وارتبطررت بررالمجتمع وتصرروير‬ ‫وأخررذت الق ّ‬
‫مشكالته وقضرايا ‪ ،‬ونقرد مرا فيره مرن سرلبيات‪ ،‬ومرا أن أوشرأ القررن الماضري علرى‬
‫االنتهاء حتى أخذ فن القصة العربية يتوصل ويصبح فنرا ك عربيراك‪( .‬وفهررت الروايرة‬
‫العربيررة وتطررورت مررن مرحلررة المحاكرراة والتقليررد إلررى مرحلررة اإلبررداع‪ ،‬وتنوعررت‬
‫اتجاهات الكتاب الروائيين‪ .‬واختلفت باختالف الفروف زمانا ك ومكانا ك(‪.))2‬‬

‫(‪ )1‬األدب العربي الحدية‪ -‬د‪ .‬سالم الحمداني ود‪ .‬فائق مصطفى – ‪ -219‬جامعة الموصل ‪.1291‬‬
‫(‪ )9‬فن القصة – أحمد سعيد ‪.11‬‬
‫(‪ )2‬الرواية في األردن في ربع قرن – ‪ -1222 – 1209‬د‪ .‬إبراهيم خليل‪ – 1 -‬عمان ‪.1221‬‬
‫‪29‬‬
‫عناصر القصّة‬
‫صة ال يستوي حتى تتوافر له عناصر يرتكز‬ ‫يرى أغلب النقاد أن فن الق ّ‬
‫صته من‬
‫صة البناء الفني لق ّ‬
‫عليها وهذ بعض العناصر األساسية التي يقيم كاتب الق ّ‬
‫خاللها‪ ،‬والتي يجب أن تحتويها‪ ،‬وهي‬
‫‪ .1‬الحدة‪.‬‬
‫‪ .9‬األشخاص‪.‬‬
‫‪ .2‬البيئة أي الزمان والمكان‪.‬‬
‫‪ .1‬العقدة الفنية‪.‬‬
‫‪ .1‬األسلوب‪.‬‬
‫‪ .0‬الغاية أو الفكرة التي تصنع القصة من أجلها‪.‬‬
‫‪ .1‬احلدث هو موضوع القصة‪ ،‬ويبدعه المؤلف من خياله‪ ،‬أو مما وقع له في‬
‫الحياة‪ ،‬أو عرفه بوسلوب من األساليب‪ .‬ويجب أن يعرضه بطريقة منتفمة‬
‫ومرتبة دون تكلف‪ .‬وال يشترأ في األحداة أن تكون أحداثا ك كبرى أو متعلقة‬
‫صته من األحداة‬ ‫بشخصيات عفيمة‪ .‬ويستوي أن يتخذ القاص موضوع ق ّ‬
‫العفيمة أو األحداة الصغيرة‪( ،‬فال وجود لموضوعات نبيلة وأخرى غير‬
‫نبيلة‪ ،‬ومردّ األمر في ذلأ إلى الحياة ومطالبها(‪.))1‬‬
‫وليس هناأ من طريقة محددة يجب على القاص أن يتبعها في عرض أحداة‬
‫صته من أول أحداثها ثم يتطور بوحداثه وشخوصه تطورا ك أماميا ك‬ ‫صة‪( ،‬فقد يبدأ ق ّ‬
‫الق ّ‬
‫صور الحادثة‪ ،‬ثم يعود بنا إلى‬ ‫صة بنهايتها‪ ،‬في ّ‬‫متبعا ك المنهع الزمني‪ .‬وقد تبدأ الق ّ‬
‫الخلف كي نكشف األسباب واألشخاص‪ .‬وقد يتبّع أسلوب الالوعي والتداعي‪ ،‬فيبدأ‬
‫من نقطة معينة ويتقدم ويتوخر حسب قانون التداعي‪ ،‬وقد يترأ لبطل القصة‬
‫الحدية عن نفسه ليخلق الشعور باأللفة)(‪.)9‬‬
‫‪ .9‬األشخاص يقصد باألشخاص األناس الذين تدور حولهم حوادة الق ّ‬
‫صة‪.‬‬
‫صة الجيّدة تصويرا ك مقنعاك‪ .‬فنراها تتحرأ وتعي‬
‫ويصور األشخاص في الق ّ‬
‫ّ‬
‫صة بشكل طبيعي مثلما تعي وتحيا على أرض الواقع‪،‬‬ ‫على صفحات الق ّ‬

‫(‪ )1‬النقد األدبي الحدية‪ -‬د‪ .‬محمد غنيمي هالل – ‪ -120‬دار نهضة مصر للطبع والنشر‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ )9‬مدخل إلى تحليل النص األدبي –د‪.‬عبد القادر أبو شريفة وحسرين الفري قرزق‪ -191 -‬دار الفكرر‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫مما يدفع القار‪ ،‬لمتابعتها بشغف ولهفة وتفل حيّة في ذاكرته‪.‬‬
‫صررررة نوعرررران شخصرررريات ثابتررررة وشخصرررريات ناميررررة‪،‬‬
‫والشخصرررريات فرررري الق ّ‬
‫والشخصرريات الثابتررة ال تتغيررر وال تتطررور فرري القصررة‪ .‬وتبقررى علررى حالهررا‪ ،‬وتكررون‬
‫على سجيّة واحدة‪ .‬وهي عكس الشخصية النامية التي تتطور من موقف إلى موقف‬
‫صررة‪ .‬وال يكتمررل تكوينهررا حتررى تكتمررل القصررة‪ .‬وقررد‬
‫بحسررب تطررور األحررداة فرري الق ّ‬
‫صة‬‫صة على شخصية رئيسية أو أكثر‪ ،‬كما أنه قد يكون في الق ّ‬ ‫يركز القاص في الق ّ‬
‫أشخاص ثانويون يفهرون ويختفون بحسب ما يؤدون من أدوار تشارأ فري إبرراز‬
‫الشخصية أو الشخصيات الرئيسية‪.‬‬
‫وفي المقابل للشخصية الثابتة والشخصية النامية قد نجد أيضرا ك نروعين آخررين‬
‫للشخصررية‪ ،‬نجررد الشخصررية المعقرردة والشخصررية البسرريطة‪ .‬األولررى تتكررون مررن عرردة‬
‫نزعات بشررية قرد تكرون جميعهرا بنسرب متسراوية وعندئرذ يصرعب علرى القرار‪ ،‬أن‬
‫يحرردد نزعررة معينررة مررن هررذ النزعررات يصررف بهررا هررذ الشخصررية‪ .‬أمررا الشخصررية‬
‫البسرريطة فهرري علررى نقرريض الشخصررية المعقرردة‪ ،‬فمنررذ أن يقرردمها الكاتررب ألول مرررة‬
‫تفهر معها صفة معينة غالبة على الصفات األخرى‪ .‬فتميز هذ الشخصية‪ ،‬وتحفف‬
‫لها هذا االمتياز حتى نهاية القصة(‪.)1‬‬
‫وجوها الذي تحدة فيه‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬البيئة المقصود بالبيئة زمان القصة ومكانها‬
‫األحداة‪( .‬ووفيفة الزمان والمكان في العمل القصصي هي خلق الوهم لدى‬
‫القار‪ ،‬بون ما يقرأ قريب من الواقع أو جزء منه(‪.))9‬‬
‫صة‪ .‬ويجعلنا نقتنع‬
‫وبدون البيئة ال يستطيع الكاتب أن يوهمنا بالحياة في الق ّ‬
‫بون األحداة التي تصورها قريبة من الواقع‪.‬‬
‫‪ .1‬العقدل أو احلبكة والمقصود بالعقدة أو الحبكة هو ترتيب مجرى القصة‬
‫حسب تتابع الحوادة فيها إلى أن تصل إلى الذروة ثم الحل‪ .‬ويمكن للمؤلف‬
‫تحقيق ذلأ بالتوطئة للخير والتمهيد له وتوضيح مكان الحوادة وزمانها‪،‬‬
‫والتعريف باألشخاص وطباعهم إلى أن تصل أحداة القصة إلى الذروة‪ ،‬أي‬
‫النقطة القصوى فيها حية يزداد القار‪ ،‬شوقا ك للوصول إلى نهاية األحداة‬
‫ومعرفة حلّها‪ .‬ويتابع القار‪ ،‬القراءة بشغف كي يصل إلى الحل الذي هو‬
‫آخر ما تصل إليه القصة‪ .‬والنتيجة النهائية للذروة وحل مشاكلها‪.‬‬

‫(‪ )1‬المدخل لدراسة الفنون األدبية‪ -‬قسرم اللغرة العربيرة – ‪ -11‬جامعرة قطرر دار قطرري برن الفجراءة‬
‫‪.1292‬‬
‫(‪ )2‬النقد التطبيقي التحليلي‪ -‬عدنان خالد‪.99 -‬‬
‫‪31‬‬
‫هناك نوعان للحبكة‪ :‬الحبكة المفككة والحبكة المتماسكة)‪ ،(1‬والقصة ذات‬
‫الحبكة المفككة تقوم على سلسلة من الحوادة أو المواقف المنفصلة التي ال تكاد‬
‫ترتبط برباط ما‪ ،‬بمعنى أن الحدة أو الموقف السابق ال يشترط أن يرتبط بالحدة‬
‫أو الموقف الالحق‪ .‬فالوحدة التي تجمع هذا النوع من القصص متمركزة في البيئة‬
‫صة‪ ،‬أو أن الوحدة تفهر في الشخصية الرئيسية في‬ ‫التي تتحرأ فيها أحداة الق ّ‬
‫ك‬
‫هذا العمل أو على النتيجة التي ستنجلي عنها األحداة أخيرا‪ ،‬أو على الفكرة‬
‫الشاملة التي تنتفم األحداة والشخصيات حولها‪.‬‬
‫ومررن األمثلررة علررى الحبكررة المفككررة (غيررر المتماسرركة) روايررة الحرررب والسررالم‬
‫لتولستوي‪ ،‬وثالثية نجيب محفوظ‪ :‬بين القصررين‪ ،‬وقصرر الشروق‪ ،‬والسركريّة‪ .‬أمرا‬
‫صة ذات الحبكة المتماسكة فهي على عكس النوع األول‪ .‬فارتباط األحرداة فيهرا‬ ‫الق ّ‬
‫قائم وأساسي يدور في فلأ واحد‪ .‬وكل موقف مبني على ما سبقه وسبب لما سيوتي‬
‫بعررد حتررى نهايررة القصررة‪ .‬ومررن هررذا النرروع روايررات عررودة الرررو لتوفيررق الحكرريم‪،‬‬
‫ودعاء الكروان لطه حسين‪ ،‬وبداية ونهاية لنجيب محفوف‪.‬‬
‫صررته‪ ،‬ولكررل كاتررب‬ ‫‪ .1‬األسوولو األسررلوب هررو الطريقررة الترري يعررالع بهررا الكاتررب ق ّ‬
‫صرة كرذلأ أسرلوبها المميرز لهرا‪ .‬ويجرب أن يكرون‬ ‫أسلوبه الخاص بره‪ ،‬ولكرل ق ّ‬
‫صررة وسرريلة‬‫األسررلوب القصصرري بسرريطا ك ودقيق را ك وواضررحا ك‪ ،‬واألسررلوب فرري الق ّ‬
‫وليس غاية‪ .‬أي هو وسيلة (لتحقيق األغراض التي يريرد القراص تحقيقهرا فري‬
‫عمله‪ .‬عندئذ تكون لكل كلمة وجملة دورها المحدد في ذلأ))‪.(9‬‬
‫والحوار وسيلة تعبيرية هامة في األسلوب القصصي‪ .‬فهو (من أهرم العناصرر‬
‫والمطولرة بطبيعرة الحرال‪ .‬وإذا كران أهرم غررض‬ ‫ّ‬ ‫صرة القصريرة‬‫التي تتكون منهرا الق ّ‬
‫مطولرة هرو التعبيرر عرن آراء المؤلرف التري يضرعها علرى‬ ‫صة ال ّ‬‫يؤديه الحوار في الق ّ‬
‫صة القصيرة هو تطوير موضوعها‬ ‫ألسنة الشخصيات فإن أهم غرض يؤديه في الق ّ‬
‫للوصول بها إلى النهاية المنشودة(‪.)2‬‬
‫وإن قضية اللغة ونوعيتها التي تستخدم في الحوار ما زالت موضع نقا منذ‬
‫بداية هذا القرن وحتى اآلن‪ .‬فهناأ من يرى أن ال ضير من كتابة الحوار بالعامية؛‬
‫فهي تصور الواقع وتحاكيه وأنره (مرن غيرر المعقرول فري القصرة علرى اإلطرالق أن‬
‫يجعرررل الكاترررب شخوصررره ترررتكلم بمسرررتوى لغررروي واحرررد وبخاصرررة إذا كانرررت اللغرررة‬
‫المسررتعملة غيررر الترري يررتكلم ويفكررر بهررا فرري الحيرراة‪ ..‬فالكاتررب عليرره أن يكررون واقعيرا ك‬
‫يحاكي الواقع‪ ،‬وليس معقوالك أن يتكلم الفال الفصحى))‪.(1‬‬

‫(‪ )1‬فن القصة – د‪ .‬محمد يوسف نجم‪.12 -‬‬


‫(‪ )9‬في النقد األدبي الحدية – منطلقات وتطبيقات‪ -‬د‪.‬فائق مصطفى د‪ .‬عبد الرضا علي – ‪– 122‬‬
‫جامعة الموصل‪.1292 -‬‬
‫(‪ )2‬فن كتابة القصة‪ -‬حسين القباني – ‪ -21‬مكتبة المحتسب‪ -‬عمان‪.1211 -‬‬
‫(‪ )1‬فن القصة القصيرة – د ‪ .‬رشاد رشدي‪ -122 -‬بيروت‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ويرى بعض النقاد رأيرا ك مغرايرا ك لهرذا الررأي وأن ال خيرر فري الكتابرة بالعاميرة‪.‬‬
‫فهي ليست تصويرا ك للواقع ألن الواقع عند الكاترب الفنري لريس مجررد نقرل أصرم لمرا‬
‫هو في الخارع من مسموع ومشهود كما تسمعه األذن‪ ،‬وتررا العيرون‪ ،‬برل هرو فري‬
‫الحق الشعور بالواقع وتمثله والتعبير عنه بمخيلة المؤلف(‪.)1‬‬
‫ويرى بعض الكتاب أنه (لو سرلمنا جردالك برون واقعيرة األسرلوب تحرتم اسرتعمال‬
‫العاميرررة فررري الحررروار‪ ،‬فرررإن التضرررحية بهرررذ الواقعيرررة أقرررل بكثيرررر مرررن التضرررحية‬
‫بالحوار(‪ .))9‬وإن اختالف اللهجات العامية في القطر الواحد‪ ،‬وفي األقطار العربيرة‬
‫عامررة‪ ،‬واسررتعمال اللهجررة العاميررة الترري يعرفهررا الكاتررب أو يتصررورها فرري مثررل هررذ‬
‫الحاالت يؤدي إلى بلبلة وسوء فهم(‪.)2‬‬
‫وأرى أن الكاتررب عليرره أن يسررتخدم اللغررة الفصرريحة الشررائعة فرري مجررال السرررد‬
‫والوصررف والحرروار‪ ،‬وأن يبتعررد عررن اسررتخدام األلفرراف القاموسررية أو الوحشررية‪ .‬ألن‬
‫ذلررأ يجانررب الواقررع ويعررد ترردخالك مباشرررا ك مررن الكاتررب فرري لغررة األشررخاص‪ .‬فررالحوار‬
‫يجب أن يكون حوارا ك طبيعيا ك مناسبا ك للشخصيات والمواقف بعيردا ك عرن التكلرف‪ ،‬كمرا‬
‫صة ورسم شخصياتها‪.‬‬ ‫أنه يجب أن يساهم في تطوير حوادة الق ّ‬
‫صررة جيرردة غايررة تسررعى لتحقيقه را‪ ،‬وهرري مغزاهررا أو‬ ‫‪ .0‬الغا ووة أو الفكوورل لكررل ق ّ‬
‫معناهرررا العرررام‪ .‬وبصرررورة أدق رؤيرررة الكاترررب للحيررراة وفلسرررفته فررري اإلنسررران‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫والكاتب المبدع يوتي بالفكرة بوسلوب فني غير مباشر من خالل تفاعل أحداة‬
‫صة وسير حوادثها ونمو شخصياتها‪.‬‬ ‫الق ّ‬

‫(‪ )1‬القصة في األدب العربي وبحوة أخرى‪ -‬محمرود تيمرور‪ -12 -‬منشرورات المكتبرة العصررية –‬
‫بيروت‪.‬‬
‫(‪ )9‬القصة من خالل تجاربي الذاتية‪ -‬عبد الحميد جودة السحار‪ -91 -‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬فن القصة‪ -‬د‪ .‬يوسف نجم ‪.199‬‬
‫‪33‬‬
‫أنواع القصّة‬
‫صرة‪،‬‬
‫صرة مرن حيرة الشركل إلرى أنرواع متعرددة‪ ،‬وهري الروايرة‪ ،‬والق ّ‬
‫سمت الق ّ‬
‫ق ّ‬
‫صة القصيرة‪ ،‬واألقصوصة‪.‬‬ ‫والق ّ‬
‫أوالً‪ :‬الرواية‬
‫وهي مجموعة حوادة مختلفة التروثير وتمثلهرا شخصريات عديردة علرى مسرر‬
‫الحياة‪ ،‬وتوخذ وقتا ك طويالك من الزمن‪ .‬ويررى بعرض النقراد أن الروايرة هري الصرورة‬
‫األدبية النثرية التي تطورت عن الملحمة القديمة(‪.)1‬‬
‫وفرري الروايررة يتّسررع المجررال أمررام الكاتررب ليتحرررأ باألحررداة كيفمررا يشرراء فرري‬
‫سلسرلة متشررابكة مترنقالك مررن موقرف إلررى آخرر يكشررف مرن خاللهررا الجوانرب المختلفررة‬
‫ألشخاص الرواية في فترات مختلفة من أعمارهم بعد أن يتناولهم بالتحليل المتعمق‬
‫لكل سلوأ يسلكونه ولكل نوع من المؤثرات يتعرضون له‪.‬‬
‫وفهرت الرواية إلى الوجود في الغرب جنسا ك أدبيا ك له خصائصه المميرزة فري‬
‫القرررن الثررامن عشررر‪ .‬وأصرربح أدب الروايررة فرري هررذا العصررر أدب را ك لرره شرركله الفنرري‬
‫الخاص به وكتّابه المبدعون‪.‬‬
‫أما في األدب العربري فيرجرع نشروء الروايرة الفنيرة إلرى بدايرة عصرر النهضرة‬
‫الحديثررة‪ .‬ولقررد كرران للصررحافة والترجمررة دور أساسرري فرري نشرروء الروايررة‪ .‬وللروايررة‬
‫خصائص مميرزة‪ ،‬ومرن أهرم خصائصرها عنصرر الطرول‪ ،‬فهري طويلرة وأطرول مرن‬
‫القصررة بكثيررر‪ .‬كمررا أن الشخصرريات فيهررا عديرردة واألحررداة فيهررا ناميررة‪ ،‬وهرري تهررتم‬
‫بإلقرراء أضررواء مختلفررة علررى أحررداة مختلفررة‪ ،‬أو بصررورة أخرررى تهررتم باإلبانررة عررن‬
‫زوايا متعددة ل حداة أو الشخصيات‪.‬‬
‫أما من حية الموضوع فهي تنقسم إلى أقسام عدة أشهرها‬
‫‪ .1‬روا ووة املغووامرات وهرري الروايررة الترري يصررف مؤلفهررا حرروادة فيهررا كثيررر مررن‬
‫المغررامرات واألعمررال الترري تحترروي علررى المفاجررآت‪ ،‬ومررن ضررمن هررذا النرروع‬
‫الروايات البوليسية‪ .‬وهي ليست لها قيمة أدبية كبيرة‪.‬‬
‫‪ .9‬الروا ووة االجتماعيووة وهرري الروايررة الترري تصررف المجتمررع وتصررور عاداترره‬
‫وتقاليررد وتتحرردة عررن النرراس فيرره وأخالقهررم وفررروفهم االجتماعيررة وبيئررتهم‪،‬‬
‫وهي تعالع قضايا المجتمع بوسلوب هادف‪.‬‬

‫(‪ )1‬فن القصة أحمد أبو سعد‪.91 -‬‬


‫‪34‬‬
‫‪ .2‬الروا ة التارخيية وهري تتحردة عرن جانرب تراريخي‪ ،‬وتحراول إحيراء بعرض‬
‫الشخصررريات التاريخيرررة‪ .‬وتصرررور الحضرررارات السرررابقة مرررن خرررالل تناولهرررا‬
‫بوسلوب قصصي كما فعل تشارلز ديكتر في رواية قصة مدينتين‪ ،‬وكمرا فعرل‬
‫تولستوي في رواية حرب وسالم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬القصّة‬
‫صة فن أدبي يتناول حادثة أو مجموعة من الحوادة التي تتعلق‬ ‫الق ّ‬
‫بشخصيات إنسانية مختلفة في بيئة زمانية ومكانية ما‪ ،‬وتنتهي إلى غاية مرسومة‪،‬‬
‫صة ليست تاريخا ك ل حداة والشخصيات‪ ،‬بل هي‬ ‫وتصا بوسلوب أدبي معين‪ .‬فالق ّ‬
‫إعادة صياغة للحياة كما يراها القاص‪.‬‬
‫صة القصيرة والرواية‪ ،‬وفيها يطول‬
‫صة متوسطة الحجم‪ ،‬وتتوسط بين الق ّ‬ ‫والق ّ‬
‫الزمن إلى حد ما عندما يعنى الكاتب بالتحليل ل حداة والشخصيات بشيء من‬
‫صة على قدر كاف من تعدد األحداة في تطور وتسلسل‪،‬‬ ‫التوسع‪ ،‬وتحتوي الق ّ‬
‫ويتغير فيها عنصر المكان‪ ،‬وتتعرض ألكثر من شخصية وفي أكثر من جانب‬
‫وموضوع‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬القصّة القصرية‬
‫صة القصريرة‪ .‬وهري تعتمرد علرى موقرف واحرد‪ ،‬أو حادثرة واحردة‪ ،‬أو بضرع‬ ‫الق ّ‬
‫صرة القصريرة الحردة‬ ‫حوادة قليلة تكون موضوعا ك قائما ك بذاته في زمرن واحرد‪ .‬والق ّ‬
‫فيهررا متكامررل لرره بدايررة ووسررط ونهايررة بحيررة تّتحررد هررذ األجررزاء جميع را ك فرري وحرردة‬
‫صة القصريرة يرؤثر إلرى حرد مرا‬ ‫عضوية واحدة‪ .‬وال شأ أن مثل هذا التحديد في الق ّ‬
‫في اختيار الموضوع وطريقة السرد وبناء الحادثة والصياغة اللففية‪ ،‬ولذلأ ال برد‬
‫للقاص من التركيز في قصته‪.‬‬
‫ولقد فهرت في أوربا بتوثير النزعة الواقعية التي باتت تهرتم براألمور العاديرة‬
‫فرري الحيرراة كرري تسررتنبط منهررا الحقررائق والرردالالت الترري تخررص المجتمررع‪ ،‬وبترروثير‬
‫القراء‪.‬‬
‫الصحافة التي تتطلب نشر وحدة فنية قصيرة في العدد الواحد الجتذاب ّ‬
‫صة القصيرة على أيدي أربعة كتاب‪ ،‬اثنان منهما دفعا بها إلرى‬ ‫ولقد برزت الق ّ‬
‫الوجررود وهمررا (أدجررار آلررن بررو) األمريكرري‪ ،‬و(جوجررل) الروسرري‪ ،‬واثنرران أعطياهررا‬
‫شرركلها الفنرري الرردقيق وتركررا ترروثيرا ك واضررحا ك فرري القصررة العربيررة‪ .‬وهمررا (موباسرران)‬
‫الفرنسي‪ ،‬و(تشيخوف) الروسي)‪.(1‬‬

‫(‪ )1‬األدب وفنونه‪ -‬د‪ .‬محمد عناني‪ -21 -‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪.1221‬‬
‫‪35‬‬
‫ويرى (بو) أن القصة ينبغي أن تكون قصيرة حقرا ك‪ ،‬أي أال تسرتغرق أكثرر مرن‬
‫سرراعتين فرري قراءتهررا‪ ...‬ولكررن هررذا التحديررد الزمنرري قررديم‪ ،‬والتحديررد الحرردية الررذي‬
‫يذهب إليه معفم النقاد‪ ،‬هو أن يتراو طولها بين خمس صفحات وثالثين صرفحة‪،‬‬
‫فإذا قصرت عن خمس صفحات صارت أقصوصة)‪.(1‬‬
‫وللقصة القصيرة عناصرر مميرزة لهرا مرن أهمهرا صرغر الحجرم نسربيا ك وارتكازهرا‬
‫علررى حرردة محرردد واضررح يرررتبط بشخصررية محوريررة‪ ،‬أو عرردد قليررل مررن الشخصرريات‪،‬‬
‫ويشررترأ فرري القصررة القصرريرة أن يكررون الخبررر المررروي مترابط را ك بصررورة عضرروية‪،‬‬
‫تشكل في مجموعها معنى كليا ك‪ ،‬كما يجب أن يصور الخبر حدثا متكامالك‪ .‬والكاتب فري‬
‫القصة يعالع جوانب أوسع مما يعالجه في األقصوصة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬األقصوصة‬
‫تصور جانبا ك من الحياة الواقعية في ترتيب يصرنعه‬ ‫ّ‬ ‫صة قصيرة‬ ‫األقصوصة‪ ،‬ق ّ‬
‫األديرررب الفنررران ليبررررز فررراهرة أو فرررواهر خاصرررة‪ ،‬أو ليحلرررل حادثرررة أو شخصرررية‬
‫بوسلوب يفهمه القار‪ ،‬العادي‪ .‬وفي حجم يمكن من قراءتها في جلسة واحدة‪.‬‬
‫واألقصوصة يركز فيها القاص على فكرة واحدة‪ .‬ويسلّط عليهرا أضرواء قويرة‬
‫ويبرزها بشكل واضح‪ ،‬كي يوصلها إلى القار‪ ،‬بطريقة قوية فعالرة تتررأ أثررا ك فري‬
‫نفسه‪.‬‬
‫صررة القصرريرة حجم راك‪ .‬وهررذا يتطلررب مررن الكاتررب أن‬
‫واألقصوصررة أقررل مررن الق ّ‬
‫يكررون علررى درجررة عاليررة مررن البراعررة فرري التصرروير واإلقنرراع؛ ألن المج رال الررذي‬
‫يتحرأ فيه من حية الزمان والمكان واألحداة والشخصيات مجال محدود‪.‬‬
‫واألقصوصة ال مجال فيها للتفاصيل‪ .‬وال تخضع للعقدة كالرواية‪ ،‬وال يلزمها‬
‫بداية ونهاية‪ ،‬بل قد تكون صورة أو مشهدا ك أو حتى جوا ك نفسيا ك خاصراك‪ .‬وهري تعرالع‬
‫لمحة من حياة البطرل فري لحفرة مرن لحفرات وجرود أو أزمرة مرن أزمرات نفسره ال‬
‫حياته بوكملها(‪.)9‬‬
‫ويحت ّم على القاص في األقصوصرة التركيرز‪ ،‬ولرذلأ فهري تتركرز فري الحركرة‬
‫السريعة والعبارة القوية المشعة‪.‬‬

‫صة‪ -‬أحمد أبو سعد ‪.21‬‬


‫(‪ )1‬فن الق ّ‬
‫(‪ )9‬فن القصة‪ -‬أحمد أبو السعد ص ‪.22‬‬
‫‪36‬‬
‫(الطالع السعيد)‬
‫(حممد عبد احلليم عبد اهلل)‬
‫لم تكن الدار التي نسكنها واسعة جداك‪ .‬ولم يكن عددنا قليالك ليصبح متناسبا ك مرع‬
‫الدار‪ ،‬كنا ستة من األوالد بين بنين وبنرات يحتررف أبونرا مهنرة غيرر الزراعرة ولرو‬
‫أننا من سكان الريف‪.‬‬
‫كان تاجرا ك متنقالك يبيرع األقمشرة علرى حمرار‪ ،‬رجرالك طيبرا ك مسرالما ك يركرب دابتره‬
‫كل يوم قبل طول الشمس ليذهب إلى األسواق في القرى ثم يعود آخر النهار‪.‬‬
‫وكنت أنتفر عودته على الطريق كل يوم فوعرف حالة السوق التي كران فيهرا‬
‫مررن منفررر األشررياء الترري يصررطحبها معرره فررإذا كانررت األمررور علررى مررا يرررام رأيترره‬
‫متربعا ك على الحزمة الكبيرة من األقمشة على فهر حمار وأمامه (المترر) الخشربي‬
‫وعلررى يمينرره ورقررة ملفوفررة أعرررف فيهررا شررريحة اللحررم‪ ،‬وعلررى يسررار قرطرراس مررن‬
‫فاكهة الموسم‪ ،‬وإذا كانت األمور سيئة في السوق ال نرى أمامه إال (المتر)‪.‬‬
‫وإذا كانت األمور بين بين‪ ،‬متوسطة الحال‪ ،‬أرا يحتضن (كرنبة) ضرخمة أو‬
‫بضع اقق من (البطاطا)‪.‬‬
‫وعندما يطو حمار عتبة الردار تخرف إليره أمري مشر ّمرة أذيرال جلبابهرا الزاهري‬
‫ذي الكرني الطويل فتوخذ ما بين يديه من طعام‪ ،‬ثم تعاونه معنا في إنرزال حمولرة‬
‫القما ‪ .‬وبعد قليل نتج ّمع كلنا في مكان واحد‪ .‬هرو منفررة فري آخرر الردهليز‪ .‬حيرة‬
‫تبدأ حياة األسرة الحقيقية‪ ...‬فيرنفض (الرجرل) عرن نفسره متاعرب النهرار بمرا يحيكره‬
‫من حوادة‪ ،‬وتشارأ (المرأة) في مسح هذ المتاعب بنفرة لينرة أو كلمرة طيبرة أو‬
‫لقمة هنية‪.‬‬
‫كنررا نتجمررع حررول والرردينا فرري شرربه حلقررة حتررى نتنرراول عشرراءنا‪ ...‬ثررم تفرقنررا‬
‫المضاجع‪.‬‬
‫وفي األيام التي يعود أبي فيها من السوق يحمل لحماك‪ ،‬كنت أعتبرها من ليالي‬
‫العيررد‪ ،‬ألننرري غالبرا ك مررا كنررت أقضرري فترررة مررا بعررد الغررروب فرري الخررارع أجررري مررع‬
‫الصبيان نطارد الضفادع أو نغير على أعشا الطيور‪ ،‬أفعل ذلأ بومر أمي ريثمرا‬
‫ينضع اللحم على الكانون‪ ،‬ثم أدخل فتم أنفي رائحة البصل المخرروط فري السرمن‬
‫وهو يتنفس على النار أنفاسا ك تم الدار وجزءا ك من الحارة‪.‬‬
‫وحول صينية العشاء نجلس نحن الثمانية ليوخذ كل منا قطعة من الرزق الذي‬
‫جرى من أجله طول النهار رجل على فهر حمار ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫صررحبت أبرري فرري هررذا اليرروم إلررى السرروق ألننررا فرري إجررازة الصرريف والمرردارس‬
‫معطلة‪ ،‬وحينما ركبت خلفه كان النعاس ال يزال فري رأسري‪ ،‬كنرت غيرر يقرف تمامرا ك‬
‫بررد نردى الليرل‪ ،‬لكرن‬ ‫ولو أن أمي غسلت لري وجهري بمراء برات فري اإلبريرق حترى ّ‬
‫كلمة واحدة أيقفتني من النوم أيقفتني تماماك‪ .‬سمعت أمي تقولها‪ ،‬بعرد أن وضرعتني‬
‫خلف أبي على الحمولة‬
‫‪ -‬حف أبيأ اليوم من حفأ‪ ..‬أنت ذاهب معه إلى السوق‪-‬‬
‫وضحكت أمي‪ .‬وتحرأ الحمار وخطا العتبة وأمسأ الطريق من أوله ومشرى‬
‫يئن‪ .‬وألصقت جبهتي بفهر أبي ورحت في شربه نومرة‪ ،‬لكنري كنرت – فري الواقرع‪-‬‬
‫أ ّخمررن مررا قررد يحرردة فرري السرروق‪ ..‬هررل سرريعود ولريس أمامرره إال متررر الخشرربي‪ ...‬أو‬
‫سيحمل ورقة كبيرة من اللحم‪ ..‬أو يا ترى سيم حجري بكمية من البطاطا؟‬
‫وعند عودتنا آخر النهار كانت أمي ممتلئة شوقا ك‪ .‬ولمرا دخلنرا فحصرت بعينيهرا‬
‫ما بين أيدينا من أشياء وابتسمت‪ .‬كانت األمور تدل على أنها سارت سيرا ك طيبا ك فقد‬
‫كان معنا كرنب ولحم وخير كثيرر‪ .‬وكانرت ورقرة اللحرم ضرخمة لرم ترذكر أمري أنهرا‬
‫رأت مثلها منذ ثالة سنوات‪.‬‬
‫ونزلت في زهو كونني أنا الذي صنعت كل شيء‪ .‬وعاونتهم في نقرل الحمولرة‬
‫إلررى الررداخل وربطررت الحمررار بنفسرري وطررردت عررن وجهرره ذبابررة مررن الررذي يولررع‬
‫بالحيوان‪ ،‬ثم استوذنت وخرجت ألعب حتى يطهى الطعام‪.‬‬
‫وعند عودتي كان على الصينية كرنب محشي ولحم مسلوق وأشياء أخررى‪...‬‬
‫وكنت جائعا ك مجهدا ك وكان بقيرة األطفرال جياعرا ك ألن أمري تروخرت فري طهرو الطعرام‪.‬‬
‫وجلس أبي متربعا ك وفهر إلى الحائط يتمرتم بخترام الصرالة‪ ،‬وتزاحمنرا كمرا تترزاحم‬
‫العصررافير‪ ،‬فررإذا برروختي األصررغر منرري تلكزنرري فرري جنبرري‪ ،‬وأوجعتنرري الضررربة‪،‬‬
‫وبحركة آلية ال أكراد أجرزم أننري كنرت أقصردها‪ ،‬رددتهرا إليهرا علرى وجههرا وكانرت‬
‫بفهر يدي‪ .‬فانغرست سنتها في شفتها فسرال منهرا الردم‪ .‬والردم دائمرا ك يرزعع النراس‪،‬‬
‫واألطفررال علررى وجرره الخصرروص‪ .‬فوخررذت تبكرري كونهررا صرردمتها عربررة أو أصررابتها‬
‫رصاصة‪ .‬وانقلبت التسبيحات في فم أبي إلى حوقلة تدل على األسف‪ .‬وفل جامردا ك‬
‫في مكانه وفهر على الحائط‪ ،‬في الوقت الذي استدارت فيه أمي وأعطتني صرفعة‬
‫على وجهي‪.‬‬
‫وحوقل أبي بصروت مرتفرع جردا ك وضرع الصرغار بالضرحأ‪ .‬وامتردت يرد طفلرة‬
‫ي أنهم‬ ‫بنت ثالة سنوات على الطعام من تلقاء نفسها فزاد الهرع والمرع‪ .‬وخيّل إل ّ‬
‫يسخرون مني‪ ،‬وأنني أنا الرجل األول على مائدة العشراء‪ ،‬وأن هرذ الخيررات كلهرا‬
‫من ثمرات عرقي أو من طالع سعدي على األقل‪ .‬فتوخرت إلى الخلف مضربا ك عرن‬
‫العشاء‪ ،‬وتمددت في الركن بعيدا ك ووجهي إلى الحائط الداكن‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ال أذكرر أننرري فعلرت هررذا أكثرر مررن أربرع مرررات فري صررباي األول‪ ،‬لكرن الررذي‬
‫غافني من أمري أنهرا سرارعت باتهرامي أن هرذ هري خصرالي‪ ..‬دائمرا ك دائمراك‪ ..‬عرادة‬
‫يجب أن أؤدّب عليها‪ .‬وعلق الصبيان خصوصا ك تلأ التي كانرت سربب المشركلة‪ ،‬ثرم‬
‫جعلوا يضحكون‪.‬‬
‫ومنرررذ بررردأت حركرررة المضررر بررردأ الجررروع يعضرررني بوسرررنانه وامرررت ت عينررراي‬
‫بالدموع‪ ،‬فلم يكن ينقصني سوى كلمة تثيرني‪.‬‬
‫وأحسست ألول مرة أن صوت المض أقربح األصروات فري الردنيا‪ ...‬ولرم يكرن‬
‫من المعقول أن أقوم بال عودة فورجع إلى الصرينية‪ ،‬لرذلأ قرررت وأنرا أرقرب خيرال‬
‫وجهي مرسوما ك على الحائط‪ -‬أن أقوم فوتعشى حتى لو دعاني أصغر األطفال‪.‬‬
‫وما لبة الفرع أن جاء في صوت أبي‬
‫‪ -‬عيب يا إبراهيم‪ ..‬تعال كل‪.‬‬
‫ولم أقرم فرورا ك كمرا تقتضري الخطرة‪ ..‬تلكروت بضرع ثروان فتررت بعردها حميتنري‬
‫ي أالّ أُسارع هكذا‪ ..‬ثم فلسفت الموقف‪ ..‬لماذا ال تكون‬ ‫ووجدت أن الكرامة تحتّم عل ّ‬
‫الدعوة من أمي؟ إنهرا التري عقردت العقردة فعليهرا إذن حلهرا‪ ..‬ف نتفرر حترى تنراديني‬
‫أمي بنفسها‪.‬‬
‫وجاء صوت من هناأ يقول‬
‫‪ -‬يا سالم ‪ ..‬آل عامل راجل‪..‬‬
‫كدت أقوم فوبط به‪ .‬ما‬ ‫ُّ‬ ‫وكان صوت أخي الذي يصغرني فاشتد غيفي حتى‬
‫هذ الشماتة؟ أليس هذا كله خيرات طالع سعدي؟ ربما لو لرم أكرن مرع أبري لمرا براع‬
‫مالبس العروسة في هذا اليوم ولعاد إليهم بمتر الخشبي وال شيء سوا ‪.‬‬
‫وخفررت أن أرد عليرره فيقررال أننرري أتمحررأ‪ ،‬فتنهرردت ثررم أجهشررت بالبكرراء وعندئررذ‬
‫ضحأ األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬يا عيني‪..‬‬
‫وتمنيت بعدها أن ينطفئ المصربا أو أن تهجرم علريهم قطرة أو كلرب‪ ..‬أن يقرع‬
‫أي حادة‪..‬‬
‫ي أن تدعوني بهرذ الطريقرة‪.‬‬ ‫ونادتني أمي وهي تمزع الحنان بالشتائم فعز عل ّ‬
‫وكانت أصوات المالعق في األطباق الخزفية تصدّع رأسي‪ ،‬وأخيرا ك ص ّممت علرى‬
‫أال أرد عليها‪ ،‬وقررت هي أال تناديني مرة أخرى‪..‬‬
‫وحرررين خفرررت الحركرررة وقرررام األوالد ليغسرررلوا أيرررديهم جررراءت أمررري تهزنررري‪،‬‬
‫وأحسست بونفاسها تلمس وجهي وكانت رائحة الطبيه تفو من كفيها‪ .‬وكنت واثقرا ك‬
‫ي أن آكررل آخررر النرراس وأتنرراول الفضررلة‪،‬‬‫أنهررا احتففررت لرري بنصرريبي‪ ،‬لكررن عررز عل ر ّ‬
‫‪39‬‬
‫فتناومت حتى اعتقدت أمري أننري نرائم‪ ،‬فمصمصرت بشرفتيها ولعنرت الصرغيرة التري‬
‫كانت سببا ك في اإلشكال‪ ..‬فلرم يكرن هنراأ برد مرن أن ألروذ بالصرمت حترى رحرت فري‬
‫النوم العميق‪.‬‬
‫وفي الصبا ‪ ،‬كان كل شيء قد نُسي‪ ،‬حتى معدتي نسيت جوعها‪..‬‬
‫وأيقفتني أمي بلطف شرديد وصربّت المراء البرارد مرن اإلبريرق ألغسرل وجهري‬
‫فتكمل يةقفتي فوركب مع أبي إلى السوق‪.‬‬
‫لم يكن على وجه أحد منهما اعتذار كون الموضوع غير ذي بال‪ .‬لكنها قردّمت‬
‫سته في جيب جلبابي‪ ،‬كران علرى سربيل التعرويض شرقة مرن خبرز القمرح‬ ‫لي فطورا ك د ّ‬
‫وبيضا ة وورقة فيها توابل لتفتح شهيتي‪.‬‬
‫ومشى الحمار بحمولرة كرل يروم بالحزمرة الكبيررة وعليهرا راكبران أنرا وأبري‪.‬‬
‫وكان أبي يقرأ دعاء موزونا ك في صروت هرامس جعلنري أنردمع فيره بعرد قليرل كرونني‬
‫دخلت في الجنة فوسندت جبهتي إلى فهر أبي واحتضنته بذراعي ورحت فري شربه‬
‫نوم‪..‬‬
‫كنت أحلم بحوادة البارحة‪ .‬بمبيتي بال عشاء‪ .‬وبالخيرات التي كنت سببا ك فري‬
‫عودتنا بها آخر اليوم‪ .‬لقد باع أمس نحوا ك من عشرين جلبابا ك وأقمشرة للتنجيرد وغيرر‬
‫ذلأ حملها أهل العروس فري صررة كبيررة‪ .‬وكران يومره رائعرا ك لكرن ليلتري أنرا كانرت‬
‫على العكس‪..‬‬
‫وأفقت من أحالمي فولفيرت أبري ال يرزال يهمرس بدعائره‪ .‬وكانرت الحقرول علرى‬
‫الجانبين خاليرة مرن الرزرع‪ ،‬لريس فيهرا إال السرماد‪ .‬والشرمس لرم تخرط بعرد خطواتهرا‬
‫األولى‪ .‬والندى يسقط من أغصان الشجر على رأسنا من حين إلى حين‪ .‬وقطع أبي‬
‫دعاء وسولني‬
‫‪ -‬هل نمت؟‬
‫‪ -‬ال‪ .‬لم أنمن يا أبي‪.‬‬
‫وعاد كل منا إلى ما فيه من قبرل‪ .‬كران أبري يسرول هللا أن يوسرع لره فري رزقره‪،‬‬
‫وكنت أنا مشغوالك بما سنحمله من السوق آخرر اليروم إن اسرتجاب هللا دعراء ‪ ..‬حترى‬
‫انتهى الطريق‪.‬‬
‫ودخلنا إلى الساحة الكبيرة حية سوق القرية‪ ،‬ورتّرب أبري بضراعته‪ -‬وأنرا فري‬
‫مساعدته‪ -‬وعلّق المناديل الحريرية الزاهية اللون على واجهة المفلة التي تقينا من‬
‫الشمس وما ارتفع النهار أو كاد حترى أصربح المكران شربه خليّرة‪ ،‬تفرو مرن أطرافره‬
‫روائح الزيت المقدو مختلطة برائحة التراب‪...‬‬
‫وشررغلني النجررا الررذي لقيرره أبرري فرري هررذا اليرروم أيضرا ك عررن أن أتنرراول فطرروري‬

‫‪41‬‬
‫الذي حملته معي‪ .‬كنت حريصرا ك علرى أن أراقرب البضراعة المنثرورة حولنرا حترى ال‬
‫يسرق منها شيء‪ .‬وأعد وراء األمتار التي يقيسها حتى ال يخطئ‪ .‬وأعيد شيئا ك إلرى‬
‫مكانه وأناوله شيئا ك يطلبه‪ .‬وبين هذا وذاأ‪ -‬في سرحة صغيرة من سررحات الرذهن‪-‬‬
‫أتصور سعادة أمي في المساء بعد يومنا الررابح وخيرنرا الكثيرر وابتسرامة السرخرية‬
‫القوية التي سوسددها إلى وجو من سخروا مني ليلة البارحة‪ ..‬ألنني غضربت علرى‬
‫العشاء‪.‬‬
‫ولم نستطع أن نتغدى فهرا ك ألن حركة السوق لم تفتر‪.‬‬
‫وقال أبي المرأة عجوز كانت تشتري جهازا ك لبنتها‬
‫ي أن فتيات هذ القرية سيتزوجن جميعا ك خالل أسبوع‪.‬‬ ‫‪ -‬يخيّل إل ّ‬
‫فضحكت العجوز وقالت وهي تسدد إليه نفرة لئيمة‬
‫يسرهم أن تكثر األعراس‪.‬‬ ‫‪ -‬إن تّجار الحنّاء ّ‬
‫وكان على وجه أبري ابتسرامة مجهردة لكنهرا سرعيدة‪ .‬ولمرا مالرت الشرمس خفّرت‬
‫الحركة فتناولنا غذاءنا‪ ،‬وأرسلني أبي فاشتريت أشياء لنعود بها إلى الدار‪.‬‬
‫لكن ليلتنا لم تكن سعيدة كما يخيّل إليأ‪..‬‬
‫كانت عودتنا متوخرة أكثر من العرادة‪ ،‬وكران األطفرال ينتفررون بوجرو أثقلهرا‬
‫الملل وعيون أثقلها النوم‪ .‬ولما رأوا في وجوهنا ما يسوء‪ ،‬ودقّت أمي صدرها عند‬
‫سماع الخبر انزووا في ركن ينصتون‪..‬‬
‫ولررم يقرردر للحررم أن ينضررع وال للنررار أن توقررد فرري هررذا المسرراء‪ .‬فررووى أكثررر‬
‫األطفال إلى مضاجعهم في صمت‪.‬‬
‫أما أنا فإني لم أكن غاضبا ك‪ ،‬ولكنني كنت ممدبدا ك ووجهي إلى الحائط أنفر إلرى‬
‫فلرره‪ ،‬وأسررتعيد حرروادة النهررار‪ ،‬وأنصررت إلررى الحرردية الفرراتر الررذي يتسررقطه والرردي‬
‫وإلى أنفاس النائمين الذين سهروا ليلرة البارحرة يضرحكون منري فري شرماتة‪ .،‬وقلرت‬
‫في نفسي‬
‫‪ -‬ها نحن أوالء جميعا ك نقضي أمسية غير سعيدة‪ ..‬من كان يفن أن أمور هذا‬
‫اليوم الرابح تنتهي هذ النهاية‪ ..‬وجاءني صوت أبي وهو يقول ألمي‬
‫‪ -‬نسررتطيع أن نفرررض أي فرررض يريحنررا‪ ..‬إن الحرراع عبررد الرررحيم نشررلت كررل‬
‫نقود وهرو ذاهرب إلرى اإلسركندرية ليشرتري بضراعته‪ ..‬ولرم يمرت ولرم يجرع‬
‫أبناؤ ‪ ..‬رزقه هللا‪ ،‬ومسولتنا إذا قيست بهذ مسولة سهلة‪.‬‬
‫فقالت أمي‬
‫‪ -‬صحيح صحيح‪ ..‬لكن ماذا كان يعمل طويل اللسان معرأ طرول اليروم؟ قلرت‬

‫‪41‬‬
‫ي‪ .‬وخفرق قلبري‪.‬‬ ‫في نفسري إن الرريح سرتهب فري اتجراهي‪ .‬سريقع الرذنب علر ب‬
‫وعادت أمي تقول لكن بحنان شديد‬
‫‪ -‬ال تنس أنأ كنت تشتغل طول النهار فال بد أن تتعشى‪.‬‬
‫وتن بهررد أبرري‪ .‬وسرراد الصررمت ألن أمرري قامررت تجهررز لرره عشرراء‪ .‬وشررممت رائحررة‬
‫بيض مقلي وتوابل ونعناع‪ .‬وفطنت أمي إلى أنني لم آكل فنادتني‪ ..‬فلم أرد‪.‬‬
‫وعادت ذكريات ليلة البارحة لكن‪ ..‬كان هناأ أطفال غيري ينامون محزونين‬
‫وأعررادت أمرري النررداء وهزتنرري فتناومررت‪ ،‬فانصرررفت إلررى أبرري الررذي طلررب منهررا أن‬
‫تناوله القلة‪.‬‬
‫وأخذ النوم يداعب أجفاني وأنرا أسرتمع إلرى صروت المضر ‪ ،‬وأسرتعيد حروادة‬
‫النصف الثاني من اليوم الرابح‪.‬‬
‫عودتي مع التجار من السوق آخر النهار وتركي أبي وحد ‪ ،‬ثرم رجروعي إلرى‬
‫أبي مرة ثانية‪ ،‬ثرم عودتنرا معراك‪ .‬ثرم منفرر أمري وهري واقفرة فري فتحرة البراب متلهفرة‬
‫على معرفة الخبر‪ .‬فلمرا رأت الحمرار يخطرو داخرالك العتبرة عرفرت كرل شريء فردقّت‬
‫صدرها‪ ..‬كان الحمار أسود كونه قطعة من الليل‪ ،‬وجاء صوتها‬
‫‪ -‬إن حمارنا أبيض‪ ..‬ماذا جرى؟‪..‬‬
‫وأجابها صوت غليف‪.‬‬
‫‪ -‬سرق في السوق‪..‬و‪..‬‬
‫ي‪ ،‬وتصرورت مخراوفي وأنرا عائرد وحيردا ك إلرى أبري بحمرار‬ ‫وأخذ النوم يثقل عل ب‬
‫عم عثمان لكي نحمل عليه البضاعة التي فقدنا عائلها‪ ،‬ثرم أخرذت أحرس كرونني أعرد‬
‫األمتررار وأبرري يقرريس وأبرري يحسررب النقررود‪ ..‬ووجرردت الحيرراة ربح را ك غيررر خررالص أو‬
‫خسارة على طول الخط‪.‬‬
‫وكونني عدت من جديد أعد مع أبي األمتار التري يقيسرها‪ ...‬واحرد‪ ،...‬اثنران‪...‬‬
‫ثالثة‪...‬‬
‫ولم أستيقف إال صباحاك‪ ،‬وكان أبي قد رحل ليشتري دابة جديدة‪...‬‬

‫‪42‬‬
‫املراجع واملصادر‬
‫األدب العربررري الحررردية‪ -‬د‪ .‬سرررالم الحمرررداني ود‪ .‬فرررائق مصرررطفى‪ -‬جامعرررة‬ ‫‪-1‬‬
‫الموصل ‪1291‬م‪.‬‬
‫األدب وفنونه‪ -‬د‪ .‬محمد عناني‪ -‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪.1221‬‬ ‫‪-9‬‬
‫الروايررة فرري األردن فرري ربررع قرررن ‪ -1222 – 1209‬د‪ .‬إبررراهيم خليررل –‬ ‫‪-2‬‬
‫عمان ‪1221‬م‪.‬‬
‫فن القصة‪ -‬أحمد أبو سعد‪ -‬منشورات دار الشرق الجديد‪ -‬بيروت ‪1221‬م‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فن القصة‪ -‬د‪ .‬محمد يوسف نجم دار الثقافة‪ -‬بيروت – لبنان ‪1221‬م‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فن القصة القصيرة‪ -‬د‪ .‬رشاد رشدي‪ -‬بيروت‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫فن كتابة القصة‪ -‬حسين القباني‪ -‬مكتبة المحتسب‪ -‬عمان‪1211 -‬م‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫في النقد األدبي الحردية‪ -‬منطلقرات وتطبيقرات‪ -‬د‪ .‬فرائق مصرطفى ود‪ .‬عبرد‬ ‫‪-9‬‬
‫الرضا علي – جامعة الموصل‪1292 -‬م‪.‬‬
‫القصة في األدب العربي وبحوة أخرى‪ -‬محمد تيمور‪ -‬منشرورات المكتبرة‬ ‫‪-2‬‬
‫العصرية‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫القصة من خالل تجاربي الذاتية‪ -‬عبد الحميد جودة السحار‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫مرردخل إلررى تحليررل الررنص األدبرري‪ -‬د‪ .‬عبررد القررادر أبررو شررريفة وحسررين الفرري‬ ‫‪-11‬‬
‫قزق‪ -‬دار الفكر للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫المرردخل لدراسررة الفنررون األدبيررة‪ -‬قسررم اللغررة العربيررة – جامعررة قطررر‪ -‬دار‬ ‫‪-19‬‬
‫قطري ابن الفجاءة‪1292 -‬م‪.‬‬
‫النصرروص األدبيررة‪ -‬دراسررة وتحليررل‪ -‬صررادر عررن قسررم اللغررة العربيررة‪ -‬كليررة‬ ‫‪-12‬‬
‫اإلنسانيات‪ -‬جامعة قطر‪ -‬دار قطري بن الفجاءة‪1291 -‬م‪.‬‬
‫النقررد األدبرري الحرردية – د‪ .‬محمررد غنيمرري هررالل‪ -‬دار نهضررة مصررر للطبررع‬ ‫‪-11‬‬
‫والنشر‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫النقد التطبيقي التحليلي‪ -‬عدنان خالد‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫املسرحية‬

‫د‪ .‬سعود عبد اجلابر‬

‫‪44‬‬
45
‫املسرحية‬
‫فهرت المسرحية في صورة متطورة في بالد اليونان منذ القرن الخامس قبل‬
‫المرررريالد‪ ،‬ووضررررع اليونرررران القرررردماء أسسررررها وقواعرررردها‪ .‬وأرسرررراها إيسررررخيلوس‪،‬‬
‫وسفوكليس‪ ،‬ويوربيدوس‪ ،‬ودرسها الفيلسوف أرسطو طاليس دراسة مستفيضة فري‬
‫كتابه (فن الشعر)‪.‬‬
‫والمسرحية عندهم تنقسم إلى تراجيرديا أي موسراة حزينرة وكوميرديا أي مهزلرة‬
‫مضررحكة‪ .‬والتراجيررديا هرري محاكرراة فعررل جليرل كامررل لرره عفررم مررا‪ ،‬فرري كررالم ممتررع‬
‫تتوزع أجزاء القطعة عناصر التحسين فيه‪ ،‬محاكراة تمثرل الفراعلين وال تعتمرد علرى‬
‫القصص‪ ،‬وتتضمن الرحمة والخوف لتحدة تطهيرا ك لمثل هذ االنفعاالت(‪.)1‬‬
‫وتمتاز التراجيرديا بنبلهرا‪ ،‬نربالك فري األسرلوب الشرعري‪ ،‬ونربالك فري الشخصريات‬
‫التي يصورها الشاعر‪ ،‬فوسلوبها ال ابتذال فيه‪ ،‬وهو أبعد ما يكون عن لغرة الحردية‬
‫الدارجة‪ ،‬أسلوب أدبي مصرنوع‪ ،‬مفرداتره منتقراة‪ ،‬وتراكيبره محكمرة‪ ،‬وصرورة بعيرد‬
‫المنال‪ ،‬وشخصياته آلهة أو أمراء أو أبطال(‪.)9‬‬
‫أمررا الكوميررديا (فهرري محاكرراة األدنيرراء‪ ،‬ولكررن ال بمعنررى وضرراعة الخلررق علررى‬
‫اإلطالق‪ ،‬فإن المضحأ ليس إال قسما ك من القبيح‪ ،‬واألمر المضرحأ هرو منقصرة مرا‬
‫وقبح ال ألم فيه وال إيذاء)(‪ .)2‬والكوميديا حافلرة باأللفراف الشرعبية‪ ،‬وشخصرياتها مرن‬
‫أفراد الشعب العاديين‪.‬‬
‫وتوثر الرومان بالمسر اإلغريقي‪ .‬وانتقل إلريهم بموضروعاته وتقاليرد الفنيرة‪.‬‬
‫وتقيدوا بنماذجه المسرحية‪ .‬واتخذوا منها مثلهم األعلى‪ ،‬وتمكسوا بها‪.‬‬
‫وكانت مسرحياتهم تقليدا ك للمسرحية اإلغريقية‪( .‬ثرم كانرت العصرور الوسرطى‪،‬‬
‫فرراختفى المسررر الرروثني الرومرراني واليونرراني بتقاليررد ومصررطلحاته‪ ،‬وحررل محلرره‬
‫مسرررر دينررري ضرررعيف‪ ،‬مثلرررت عليررره مسررررحيات هزيلرررة‪ ،‬لررريس لهرررا صررربغة أدبيرررة‬
‫حقيقية(‪.))1‬‬
‫ومع بداية عصر النهضة‪ ،‬نهضت المسرحية من جديد‪ .‬وخرجت مرن اإلطرار‬
‫الذي كانت فيه‪ .‬وارتبطرت بحركرة اإلحيراء للترراة اليونراني والرومراني‪ .‬وترجمتره‬

‫(‪ )1‬كتاب أرسطو طاليس في الشعر نقل أبري بشررمتّى برن يرونس‪ .‬تحقيرق وترجمرة د‪ .‬شركري عيراد‬
‫ص ‪.19‬‬
‫(‪ )9‬دراسات في النقد العربي الحدية ومذاهبه‪ .‬د‪ .‬محمد عبد المنعم خفاجي‪ .‬ص ‪.912‬‬
‫(‪ )2‬كتاب أرسطو طاليس في الشعر‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )1‬في النقد األدبي الحدية‪ .‬د‪ .‬شوقي ضيف‪ ،‬ص ‪.921‬‬
‫‪46‬‬
‫إلى مختلف اللغات األوروبية‪ .‬فعرف األوروبيون األدب المسرحي القرديم‪ .‬وأخرذوا‬
‫يحررراكون اليونررران والرومررران‪ ،‬وألّفررروا مآسررري ومالهررري بلغررراتهم الدارجرررة‪ .‬وانتقلرررت‬
‫المسرحية نقلرة جوهريرة لرم يعرفهرا تاريخهرا الطويرل‪ ،‬إذ كانرت حترى أواخرر القررن‬
‫الثامن عشر تكتب شعرا ك‪ ،‬فبدأت منذ مطلع القرن التاسع عشر تكترب نثرراك‪ .‬وأخرذت‬
‫(تتضرراءل المسرررحيات الشررعرية عررددا ك وشررونا ك)‪ .)(1‬وذلررأ نفرررا ك لسرريادة الواقعيررة فرري‬
‫المسر واألجناس األدبية األخرى‪.‬‬
‫وفررري بدايرررة القررررن التاسرررع عشرررر بررررز نررروع جديرررد مرررن المسررررحيات يسرررمى‬
‫الملودرامررا وهرري الرردراما المختلطررة بالغنرراء‪( .‬وهرري تعتمررد علررى الواقررع أكثررر مررن‬
‫اعتمادهررا علررى الشخصررية‪ ،‬وتميررل ال إلررى المعنررى الكوميرردي‪ ،‬بررل إلررى العواطررف‬
‫الجرررادة)(‪ .)9‬وفيمرررا بعرررد شرررهد المسرررر تيرررارات واتجاهرررات أخررررى مثرررل الرمزيرررة‬
‫والتعبيرية والملحمية والعبة والالمعقول)‪.(2‬‬
‫أمررا بالنسرربة للحضررارة العربيررة فرريمكن القررول إنهررا لررم تعرررف المسررر بررالمعنى‬
‫والشكل الغربي الذي عرفته الحضارة اإلغريقية‪ ،‬ثرم انتقرل إلرى أوروبرا فري عصرر‬
‫النهضة والعصر الحردية‪ ،‬ولكرن مرن جهرة أخررى عرفرت ألوانرا ك وأشركاالك مسررحية‬
‫أخررررى‪ ،‬تختلرررف عرررن الشررركل المسررررحي الغربررري‪( .‬وأهرررم هرررذ الفنرررون واألشررركال‬
‫صرراص‪ ،‬وخيررال‬ ‫عرراف‪ ،‬والق ّ‬ ‫المسرررحية الترري عرفتهررا الحضررارة العربيررة أعمررال الو ّ‬
‫الفل‪ ،‬والقر قوز‪ ،‬والمقامة‪ ،‬والحكواتي))‪.(1‬‬
‫وفي القرن التاسع عشر فهرر المسرر برالمفهوم الغربري فري الروطن العربري‪.‬‬
‫صرررلة لعررراملين األول وجرررود الترررراة التمثيلررري‪ ،‬والثررراني احتكررراأ‬ ‫وكررران ذلرررأ مح ّ‬
‫الحضارة العربية بالحضارة األوروبية الوافردة‪( ،‬وإذا كران هرذا المسرر شركالك فنيرا ك‬
‫اسررتعير مررن الغرررب‪ ،‬فررإن هررذا الشرركل قررد طعررم بررولوان محليررة كثيرررة أخفررت قسررماته‬
‫األصررلية خشررية أن يصرردم جمهررور النفررارة‪ .‬وخشررية أن يبرردو نررافرا ك عررن فنررونهم‬
‫التمثيليرررة المتوارثرررة‪ .‬وقرررد شرررملت هرررذ التررروثيرات المحليرررة اختيرررار موضررروعات‬
‫المسرحية‪ ،‬وبناء الحبكة‪ ،‬ورسم الشخصية وإدارة الحوار)‪.)(1‬‬
‫ولقد فهرت المسرحية فري األدب العربري الحردية فري عرام ‪1919‬م علرى يرد‬
‫مررارون النقررا فرري لبنرران‪ ،‬إذ كتررب ومثبررل فرري هررذا العررام أول مسرررحية فرري األدب‬
‫العربي الحدية‪ .‬وهي مسرحية البخيل‪ ،‬وبعد مارون النقا جاء أبرو خليرل القبراني‬

‫(‪ )1‬مقدمة في النقد األدبي‪ ،‬د‪ .‬علي جواد الفاهر‪ ،‬ص ‪.921‬‬
‫(‪ )9‬األدب وفنونه‪ ،‬د‪.‬عز الدين إسماعيل‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫(‪ )2‬األدب العربي الحدية‪ ،‬د‪ .‬سالم أحمد الحمداني‪ ،‬ود‪ .‬فائق مصطفى أحمد‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫(‪ )1‬فرري ذاكرررة المسررر العربرري‪ ،‬د‪ .‬فررائق مصررطفى‪ 121 ،‬وانفررر المسررر فرري الرروطن العربرري‪ ،‬د‪.‬‬
‫علي الراعي ص‪.11‬‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪47‬‬
‫رائد المسر في سوريا‪ ،‬الذي قدم مسرحيات مترجمرة ومسررحيات مرن توليفره منرذ‬
‫حرروالي عررام ‪1901‬م فرري دمشررق‪ ،‬ثررم يعقرروب ص رنّوع فرري مصررر الررذي ألّررف فرقررة‬
‫مسرحية في عام ‪1912‬م قامت بتمثيل عدد من المسرحيات التي ترجمها أو ألّفهرا‪.‬‬
‫رواد األدب المسررحي‪ ،‬مثرل شروقي فري مسررحياته‬ ‫وفهر بعد ذلرأ عردد كبيرر مرن ّ‬
‫الشعرية‪ ،‬إذ في عام ‪1291‬م صدرت أول مسرحية له‪ ،‬وهري (مصررع كليوبراترة)‬
‫رواد المسررر النثررري فرري‬‫وتبعرره عزيررز أبافررة‪ ،‬وعلرري أحمررد برراكثير‪ ،‬ومررن أشررهر ّ‬
‫العصر الحدية توفيق الحكيم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫عناصر املسرحيّة‬
‫صرة حواريّرة‪ ،‬تكترب ال لتقررأ‪ ،‬وإنمرا لتمثبرل علرى خشربة المسرر ‪،‬‬
‫المسرحيّة ق ّ‬
‫وتعتمد على الحركة والصراع‪ .‬وتتجسد من خالل التمثيل‪ .‬ونرى أن نقف عند أهرم‬
‫عناصرررها وهرري البناااا المساارحي والحااشخ والشوااايار والحااوار والااارا‬
‫والهشف‪.‬‬
‫‪ -1‬البناء املسرحي المقصود بالبنراء المسررحي جميرع األجرزاء التري يتكرون منهرا‬
‫العمل المسرحي‪ .‬وقد تختلف مذاهب الكتاب في نفرتهم إلى البناء المسرحي‬
‫تبع را ك الخررتالف مررذاهبهم األدبيررة‪ .‬ولكررن بصررورة عامررة فررل يتكررون مررن عرردة‬
‫فصررول تتررراو بررين ثالثررة إلررى خمسررة فصررول‪ .‬وفرري الفصررل األول يحرررص‬
‫الكاتررب المسرررحي أن يقرردم شخصررياته‪ ،‬وأن يعرررف بمسررر األحررداة الترري‬
‫تتطور إلى أزمة‪ ،‬وبهذا يم ّهد للصراع الذي يصرل الرذروة فري الفصرل الثراني‬
‫إذا كانررت المسرررحية تتكررون مررن ثررالة فصررول فبره تتطررور األحررداة‪ ،‬ويصررل‬
‫الموضوع إلى الذروة‪ .‬وتتضرح المعرالم األساسرية للمسررحية‪ ،‬ثرم يكرون الحرل‬
‫المناسب في الفصل الثالرة‪ .‬أمرا إذا كانرت المسررحية مرن خمسرة فصرول فرإن‬
‫ذروة الصررراع تكررون فرري الفصررل الثالررة‪ ،‬ثررم ينحرردر الصررراع ترردريجيا ك حتررى‬
‫يصل إلى الحل في الفصل األخير‪.‬‬
‫صرة العامرة‬ ‫ولذلأ فإن كل فصل يشير (إلى بدء وانتهاء مرحلرة محرددة فري الق ّ‬
‫التي تقوم عليها المسرحية)‪.)(1‬‬
‫ولقد رأى بعض النقّاد أن يقوم البناء المسرحي على وحدات ثالة وهي الزمان‬
‫والمكرران والحرردة‪ .‬وسرربق للفيلسرروف اليونرراني أرسررطو أن أشررار إلررى وحرردتي الزمرران‬
‫والمكان‪ ،‬ولكن كثيرا ك من االتجاهات األدبية الحديثة خرجرت علرى هرذ الوحردات‪ ،‬ولرم‬
‫تشترط التقيد بها بالمسرحية‪ .‬وتركت الحرية للكاترب ليبنري مسررحيته دون قيرود تقيّرد‬
‫من حية الزمان والمكان والحدة‪.‬‬
‫‪ -9‬احلووودث هرررو الواقعرررة أو الحكايرررة أو األسرررطورة التررري يرتكرررز عليهرررا البنررراء‬
‫المسرحي‪ .‬ويجب أن يكون الحدة متصل األجزاء متماسركا ك ومتطرورا ك ناميراك‪.‬‬
‫وأن يكون له بداية ووسط ونهاية‪.‬‬
‫والمسرحية تحتوي عادة على حدة رئيسي تتفرع منره أحرداة فرعيرة ترفرد ‪.‬‬
‫وتكررون بالتررالي وحرردة عضرروية واحرردة مترابطررة‪ .‬كمررا أن الحرردة يرررتبط بالعناصررر‬

‫(‪ )1‬األدب وفنونه‪ ،‬د‪ .‬محمد مندور‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪49‬‬
‫األخرى للمسرحية ويتكامل معها‪.‬‬
‫والحرردة فرري المسرررحية الحديثررة يرردور حررول المشرركالت النفسررية واالجتماعيررة‬
‫واالقتصادية التي تجابه اإلنسان في هرذا العصرر‪ ،‬والتري تسربب لره اإلحبراط والقلرق‬
‫والصراع‪.‬‬
‫‪ -2‬الشخصوويات فرري كررل مسرررحية شخصرريات ترردور حولهررا أحررداة المسرررحية‪،‬‬
‫وبعض هذ الشخصيات توصف بونها شخصيات إيجابية‪ ،‬واألخرى سلبية‪.‬‬
‫وبعضررها شخصرريات رئيسررية تقرروم برراألدوار األساسررية‪ ،‬وبعضررها ثانويررة تقرروم‬
‫بدور هامشي‪ .‬كما أن بعض هذ الشخصريات شخصريات ناميرة متطرورة واألخررى‬
‫ساكنة ثابتة‪.‬‬
‫والمسرحية الجيردة‪ ،‬الشخصريات بهرا واضرحة حيرة ناطقرة وتمثرل الشخصريات‬
‫الحقيقيررة تمثرريالك صررادقاك‪ .‬وتشررارأ مشرراركة إيجابيررة فرري الصررراع الررذي تقرروم عليرره‬
‫المسرحية‪( .‬ولذا فال بد للكاتب من رسم الشخصية عبر عالقاتها براآلخرين‪ .‬ولريس‬
‫عبررر عالقاتهررا بررالواقع فقررط‪ .‬وينبغرري أن يكررون األسرراس هررذ العالقررات دراميرا ك يقرروم‬
‫على التقابل والتماثل والمفارقة أي التضاد والتشابه والتمايز)‪.)(1‬‬
‫والمسرحية الجيدة تبررز دوافرع الشخصريات وعواملهرا النفسرية باإلضرافة إلرى‬
‫بعرردها االجتمرراعي والجسررمي‪ .‬وتحرردد هررذ األبعرراد تحديرردا ك واضررحا ك (حتررى تكتمررل‬
‫صررورة كررل شخصررية وتحرردد قس رماتها العامررة علررى نح رو يررنجح فرري اإليهررام بونهررا‬
‫شخصية حية بفضل مشاكلتها لواقع الحياة‪ ،‬فتصبح شخصيات مقنعة(‪.))9‬‬
‫‪ -1‬احلوار تعتمد المسرحية على الحوار اعتمادا ك أساسيا ك‪ ،‬إذ أنهرا فري األصرل فرن‬
‫حررواري فلررذا ال بررد لكاتررب المسرررحية أن يهررتم بررالحوار وأن يعتنرري برره؛ فررإن‬
‫صرررة تسرررتخدم‬
‫المسررررحية ال يتكرررون نسررريجها إال مرررن الحررروار‪ .‬فرررإذا كانرررت الق ّ‬
‫باإلضافة إلرى الحروار السررد والوصرف والتحليرل وغيرهرا فرإن المسررحية ال‬
‫تسررتخدم إال الحرروار وحررد لتقرردم مررن خاللرره الشخصرريات والحرردة والزمرران‬
‫والمكان‪ .‬فالحوار تنسع مرن خاللره جميرع مالمرح البنراء المسررحي مرن حردة‬
‫وشخصيات وأفكار‪.‬‬
‫وللحوار جملة من الوفائف‪ ،‬فهو يكشف عن طبيعة الشخصية التي تنطق به‪،‬‬
‫كما أنه يكشف أيضا ك عن رؤيتها ووجهة نفرها في الحدة والشخصيات األخررى‪،‬‬
‫كما أنه يكشف عن الفكرة األساسية للمسرحية‪ .‬هذا باإلضافة إلرى أنره يسرير بحبكرة‬
‫المسرحية إلى األمام ويطورها وينمي أحداثها‪.‬‬

‫(‪ )1‬فن التحرير العربي‪ ،‬د‪ .‬محمد صالح الشنطي‪.922 ،‬‬


‫(‪ )9‬األدب وفنونه‪ ،‬د‪ .‬محمد مندور‪ .‬ص ‪.29‬‬
‫‪51‬‬
‫والحروار الجيررد فرري البنرراء المسرررحي‪ ،‬هررو الررذي يخلررو مررن التكلررف واالفتعررال‪،‬‬
‫ويوتي مالئما ك للشخصيات واألحداة‪ .‬وينطلق من الواقع ويصور تصويرا ك صرادقاك‪.‬‬
‫ويشتمل على عنصرري الحيويرة والمتعرة‪ .‬وتكرون لره القردرة علرى تطروير األحرداة‬
‫والكشف عن الشخصيات‪.‬‬
‫والقضية الجديرة بالبحة ونحن في سياق الحدية عن الحروار المسررحي هري‬
‫قضية لغة الحوار‪ .‬فهل يكون الحوار بالعامية أم باللغة الفصيحة؟ فلقد نرادى بعرض‬
‫الكترراب بكتابررة الحرروار المسرررحي بالعاميررة‪ .‬واحتجرروا بالواقعيررة وضرررورة مراعرراة‬
‫مقتضياتها في العمل المسرحي؛ كي تنطق الشخصيات باللغة التي تتحراور بهرا فري‬
‫حياتها اليوميرة‪ .‬فهري حسرب رأيهرم تعبرر تعبيررا ك صرادقا ك عرن الموقرف الرذي نتحردة‬
‫عنه‪ .‬لكن المعارضين لهذا الرأي من النقّراد يررون ضررورة صرياغة الحروار باللغرة‬
‫الفصرريحة‪ ،‬وذلررأ ألن الواقعيررة ليسررت باللغررة بررل فرري تصرروير نفسرريات الشخصرريات‬
‫تصويرا ك دقيقا ك مطابقا ك لواقرع الحيراة‪ .‬هرذا باإلضرافة إلرى أن اللغرة الفصريحة هري لغرة‬
‫التراة والدين والفكر‪ .‬ولها عراقة وتراريه طويرل‪ ،‬فهري أقردر علرى تحقيرق غايرات‬
‫المسر الدرامية والجمالية‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فهي تحقق للعمل المسررحي الرذيوع‬
‫واالنتشررار فرري جميررع أجررزاء الرروطن العربرري ‪ ،‬فهرري شررائعة بصررورة أو أخرررى فرري‬
‫الصحافة ووسائل اإلعالم المختلفة‪ ،‬علرى نقريض الكتابرة بالعاميرة التري قرد تفهرم فري‬
‫قطررر وال تفهررم فرري آخرررر‪ .‬فتضرريق عنررد ذلررأ السررربل بالكاتررب وال يجررد قرررارئين أو‬
‫مشاهدين لمسرحيته إال في بيئة ضيقة محدودة‪.‬‬
‫‪ -1‬الصراع الصراع عنصر أساسي في العمل المسرحي‪ .‬والمسرحية التي تخلرو‬
‫منه تعد مسرحية خالية مرن الحيراة والحركرة والتشرويق‪ .‬فهرو الرذي يبعرة فري‬
‫المسررررحية الحيررراة والحركرررة‪ .‬والصرررراع يعنررري الصررردام برررين شخصررريتين أو‬
‫قوتين أو أكثر من القوى التي يحتويها الموقف المسرحي‪.‬‬ ‫فكرتين أو ّ‬
‫والصراع نوعان الصراع الخارجي والصراع الداخلي‪ .‬والصراع الخرارجي‬
‫هو الصراع الذي يكون خارع النفس اإلنسانية‪ ،‬كون يكون بين قوتين فاهرتين‪ ،‬أو‬
‫بررين قرروتين إحررداهما فرراهرة واألخرررى خفيررة‪ ،‬لكنهررا فرراهرة األثررر‪ .‬وأمررا الصررراع‬
‫الثاني‪ ،‬فهو الصرراع الرداخلي الرذي يردور داخرل الرنفس اإلنسرانية‪ .‬أي برين اإلنسران‬
‫ونفسه‪ ،‬كون يكون بين عقله وعاطفته‪ ،‬أو بين عاطفتين متناقضتين‪ ،‬أو بين المعاني‬
‫المطلقة واألفكار التجريدية‪ .‬ويركز الكاتب المسررحي فري هرذا اللرون مرن الصرراع‬
‫علرررى تصررروير خلجرررات الرررنفس وانفعاالتهرررا المختلفرررة فررري مجابهرررة المواقرررف التررري‬
‫تواجهها‪ ،‬واألحداة التي تمر بها‪ .‬والصراع هو أحد العناصر األساسية التري تميرز‬
‫المسرحية عن غيرها من الفنون األدبية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -0‬اهلدف تهدف المسررحية بصرورة عامرة إلرى توكيرد فكررة أو معنرى معرين فري‬
‫نفررس المتلقرري‪ ،‬أو نفرري الفكرررة أو المعنررى مررن نفسرره‪ .‬وكرران يرررى أرسررطو أن‬
‫المسرررحية اليونانيررة تهرردف إلررى إثررارة عرراطفتي الشررفقة والخرروف فرري نفرروس‬
‫المشاهدين ال لتثبيتهما في النفوس بل لتطهير النفوس منهما‪.‬‬
‫ومع التقدم المعرفي والفكري الذي شهدته أوروبا في القرن الثامن عشرر أخرذ‬
‫مفهروم المسررر فرري التغيررر‪ .‬وتغيررر تبعرا ك لررذلأ الهرردف الررذي يسررعى لتحقيقرره‪ .‬وبرردأت‬
‫المسرررحية تتجرره إلررى تصرروير الواقررع االجتمرراعي بخيررر وشررر ‪ .‬وتصرروير نرروازع‬
‫النفس اإلنسانية ودوافعها‪.‬‬
‫ولقد اختلفت األهداف في المسرحية الحديثة‪ ،‬وتنوعت تنوعرا ك واسرعاك‪ .‬وأخرذت‬
‫المسرحية تنطلق من الواقع االجتماعي واإلنساني‪ .‬وتصور مرا يسرود المجتمرع مرن‬
‫مشكالت وهموم‪ .‬وما يجي في النفس اإلنسانية من صراع وشجون‪ ،‬وليس معنرى‬
‫ذلررأ أن المسرررحية قررد غرردت أداة للرروعف واإلرشرراد‪ .‬فالمسرررحية الجيرردة مررن أهررم‬
‫خصائصها االبتعاد عن ذلأ‪ ،‬فهي ترسم األفكار وتحقق األهرداف فري أسرلوب غيرر‬
‫مباشر من خالل القصص واألحداة المشوقة والشخصيات المختلفة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫املراجع‬
‫األدب العربي الحدية‪ ،‬د‪ .‬سالم أحمرد الحمرداني ود‪ .‬فرائق مصرطفى أحمرد‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫جامعة الموصل‪1291 ،‬م‪.‬‬
‫األدب وفنونه‪ ،‬د‪ .‬محمد مندور‪ ،‬دار نهضة مصر للطبرع والنشرر‪ ،‬الف ّجالرة‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫القاهرة‪1292 ،‬م‪.‬‬
‫دراسات في النقد العربي الحردية ومذاهبره‪ ،‬د‪ .‬محمرد عبرد المرنعم خفراجي‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫دار الطباعة المح ّمدية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫فن التحرير العربي‪ ،‬د‪ .‬محمد صالح الشنطي‪ ،‬الطبعة الثالثرة‪ ،‬دار األنردلس‬ ‫‪-1‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪1220 ،‬م‪.‬‬
‫فررري ذاكررررة المسرررر العربررري‪ ،‬د‪ .‬فرررائق مصرررطفى‪ ،‬وزارة الثقافرررة‪ ،‬بغرررداد‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪1222‬م‪.‬‬
‫في النقد األدبي الحدية‪ ،‬د‪ .‬شوقي ضيف‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬ ‫‪-0‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫كترراب أرسررطو طرراليس فرري الشررعر‪ ،‬نقررل أبرري بشررر متّررى بررن يررونس‪ ،‬تحقيررق‬ ‫‪-1‬‬
‫وترجمررة د‪ .‬شرركري عيّرراد‪ ،‬دار الكاتررب العربرري للطباعررة والنشررر‪ ،‬القرراهرة‬
‫‪1221‬مز‬
‫المسررر فرري الرروطن العربرري‪ ،‬د‪ .‬علرري الراعرري‪ ،‬عررالم المعرفررة‪ ،‬الكويررت‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪1292‬م‪.‬‬
‫مقدمة في النقد األدبي‪ ،‬د‪ .‬علي جواد الطاهر‪ ،‬المؤسسة العربيرة للدراسرات‬ ‫‪-2‬‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت ‪1212‬م‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل اخلامس‬
‫فن املقالة‬

‫ّاد‬
‫د‪ .‬أمحد مح‬

‫‪54‬‬
55
‫املقالة‬
‫تُعررد المقالررة مررن الفنررون المنتشرررة انتشررارا ك واسررعا ك فرري هررذ األيررام الرتباطهررا‬
‫بالصحف والمجالت وكثرة أعداد هذ الصحف والمجالت وتنوع أغراضها وتعردد‬
‫أهدافها‪ .‬وقد حاول بعض الدارسين تقديم تعريف للمقالة يجمع أطرافها ويشرير إلرى‬
‫أهم خصائصها‪.‬‬
‫ومن هذ التعريفات أنها (قطعة إنشائية نثرية ذات طرول معتردل‪ ،‬تكترب نثررا ك‬
‫وتلر ُّم بالمفرراهر الخارجيررة للموضرروع بطريقررة سررهلة سررريعة‪ .‬وال تُعنررى إال بالناحيررة‬
‫الترري تمررس الكاتررب عررن قرررب)‪ ،)(1‬أو هرري (التعبيررر عررن حالررة واحرردة مررن حرراالت‬
‫مشرراعر األديررب‪ ،‬أو عررن طررور مررن أطرروار حالررة واحرردة فرري صررفحات قليلررة محررددة‬
‫تلتقي كلماتها وفقراتها عند الدافع المباشر أو ما يشيعه هذا الدافع فري نفرس صراحبه‬
‫لتنتقل إلى القار‪ ،‬توثر وما يصحبه من أفكار وتوثيرات وخطرات)‪.)...(9‬‬
‫فالمقالة وفق هذين التعريفين قطعة إنشائية تكتب نثرا ك لتعالع موضروعا ك عامرا ك‪،‬‬
‫أو جررزءا ك مررن فرراهرة يكررون الكاتررب فيهررا فرراهر الشخصررية كونرره يعبررر عررن نفسرره‬
‫بطريقة مباشرة‪ ،‬ويولي لغته اهتماما ك متميزا ك لتدل على ما يريرد قولره مرن أفكرار فري‬
‫صفحات محدودة‪.‬‬
‫ولعل ما تقدم مرن تحديرد لمصرطلح المقالرة إنمرا ينطبرق علرى المقالرة بمفهومهرا‬
‫الحدية بعرد أن اسرتقرت وأصربحت فنرا ك أدبيرا ك متميرزاك‪ ،‬ولكرن المتتبرع لتراريه المقالرة‬
‫يجد أنها في بداياتها األولى كانت تبتعد عن هذا التحديد‪ ،‬كمرا أنهرا لرم تكرن مرتبطرة‬
‫بالصررحافة كمررا هرري عليرره اليرروم‪ ،‬وترراريه المقالررة القررديم يشررهد علررى مررا تقرردم‪ ،‬إذ أن‬
‫بدايات المقالة يرتبط باسرم أديرب ومفكرر فرنسري معرروف هرو ميشريل دي مرونتيني‬
‫(‪ )1129 – 1122‬الرررذي تررررأ كتابرررا ك كبيررررا ك يحررروي آراء فررري الحيررراة واألخرررالق‬
‫ويقتبس كثيرا ك مما يقرأ في الترراثين اليونراني والالتينري‪ .‬وقرد صربّ هرذ اآلراء فري‬
‫قطررع إنشررائية تضررم كررل قطعررة رأيرا ك معينرا ك أو كلمررة يعلررق عليهررا‪ ،‬ثررم تو ّ‬
‫سررع بعررد هررذا‬
‫فوصبحت شخصية طاغية على ما يكتب‪ ،‬وترأ االقتباس من الكترب القديمرة إال مرا‬
‫يوتي في سياق الكالم غير المقصود لذاته‪ ،‬وقد س ّمى مرونتيني هرذا الكتراب بتجرارب‬
‫مونتيني‪ ،‬وكونه يدخل عالما ك لم يدخله أحد قبله‪ ،‬ولذلأ اكتفى بكلمة تجربة لما كتب‪.‬‬
‫أو أن هررذ القطررع المجموعررة هرري مجموعررة تجررارب فرري الحيرراة وخالصررة قراءترره‬
‫وآرائه‪ .‬وانتشر هذا الكتاب انتشارا ك واسعا ك وترجم إلى اإلنجليزيرة واإليطاليرة وقررأ‬
‫فيلسوف إنجليزي معروف هو فرانسريس بيكرون (‪ )1090 -1101‬وتروثر بره تروثرا ك‬

‫(‪ )1‬فن المقالة‪ ،‬د‪ .‬محمد نجم ص ‪.21‬‬


‫(‪ )9‬مقدمة في النقد األدبي‪ ،‬د‪ .‬علي جواد الطاهر ص ‪.909‬‬
‫‪56‬‬
‫ملحوفا ك وكتب بعد هذا كتابا ك س ّما (مقاالت) يحتوي على عشر منهرا هري (نصرائح‬
‫سياسرية وأخالقيررة تنفررع مررن يريررد أن يتقرردم فري مرردارع الحيرراة)‪ .)(1‬وقررد كتررب بيكررون‬
‫مقاالترره بوسررلوب جرراف بعيررد عررن الطررراوة‪ ،‬ولكررن تقسرريمه السررابق وإدراكرره لعلمرره‬
‫الجديد جعل الفضل له في إدخال المقالة إلى األدب اإلنجليزي‪ .‬وتستمر المحاوالت‬
‫في كتابة المقالة وتطالعنا أسرماء مثرل (ولريم كورنرواليس) و(دارايردن) الرذين أثرروا‬
‫األدب اإلنجليررزي بمقرراالتهم الترري فهرررت علررى هيئررة كتررب ولررم تتصررل حتررى وقررتهم‬
‫بالصررحافة‪ .‬ويعتبررر القرررن الثررامن عشررر تحرروالك جديرردا ك فرري المقالررة لسررببين أولهمررا‬
‫فهور كتّاب كبار تفرغوا للمقالة واعتبروها فنرا ك قائمرا ك بذاتره‪ ،‬وكانرت النتيجرة تنروع‬
‫الموضوعات التي طرقوها فلرم تعرد قاصررة علرى التومرل الشخصري واالقتبراس مرن‬
‫الكتررب بررل رنررت ببصرررها نحررو المجتمررع تحرراول عررالع أمراضرره بعررد تشخيصررها‬
‫والتنبيرره إليهررا‪ .‬وثرراني هررذ األسررباب فهررور المجررالت األدبيررة المتخصصررة وفسررحها‬
‫المجال لهرؤالء الكتّراب الكبرار ومقراالتهم للفهرور والحردية‪ ،‬واعتبرار المقالرة شركالك‬
‫أدبيا ك متميزاك‪ ،‬ويفهر اسم كاتبين كبيرين هما رتشرارد سرتيل وجوزيرف أديسرون‪ ،‬إذ‬
‫أنشو أول مجلة (الثرثرار) وعاونره الثراني علرى إصردارها‪ ،‬وأصردرا بعرد ذلرأ مجلرة‬
‫مشتركة اسمها (المراقب)‪ .‬وقد ساعدت هاتان المجلتان على نضرع المقالرة الحديثرة‬
‫القرراء‪ .‬وتنمرو المقالرة وتسرتوي‬ ‫واتخاذها أسلوبا ك خاصا ك في الكتابرة يكرون قريبرا ك مرن ّ‬
‫علررى سرراقها فرري القرررن التاسررع عشررر ويرردخل ميرردانها أمثررال (شررارلس الم)‪ ،‬و(لرري‬
‫هنررت)‪ ،‬و(هزلررت) ويحرراولون الخررروع علررى قواعررد القرررن الماضرري باتسرراع نطرراق‬
‫موضوعاتهم وفهور شخصياتهم واضحة فيما يكتبرون‪ .‬وتخررع المقالرة عرن دائررة‬
‫األدبين اإلنجليزي والفرنسي إلى بقية أقطار القارة األوروبية‪ ،‬وتجرد صردى واسرعا ك‬
‫فرري المجررالت والصررحف يسرراعد علررى انتشررارها سرررعة الحيرراة واحتيرراع الصررحف‬
‫والمجررالت إلررى مررواد تم ر بهررا صررفحاتها‪ ،‬وتسررتحدة أنررواع مررن المقرراالت‪ ،‬فهنرراأ‬
‫السياسرررية واالجتماعيرررة والعلميرررة والنقديرررة ممرررا جعرررل المقالرررة مرررن الفنرررون األدبيرررة‬
‫المقروءة والمطلوبة للفائدة التي تقدمها والمتعة التي تحتويها‪.‬‬
‫ويحرراول بعررض الدارسررين إرجرراع المقالررة إلررى أقرردم مررن (مررونتيني) السررالف‬
‫الذكر‪ ،‬إذ يرجعونها إلى بعض أسفار العهد القرديم أو بعرض األقروال المروثورة التري‬
‫تنسررب إلررى الفيلسرروف الصرريني (كونفوشرريوس) أو إلررى بعررض فالسررفة اليونرران مثررل‬
‫(فيثاغوريس وسقراط وأفالطون وأرسطو) أو بعرض مرا كتبره األدبراء الالترين مثرل‬
‫(كاتو األكبر) و(ديو جينس) و (كلوديان الشاعر)‪ ،‬ولعل وجود بعرض التشرابه برين‬
‫ما خلّفه هؤالء وما كتبه (موتنيني) هو الذي دعا إلى هذ المقولة مثل الحردية عرن‬
‫النفس أو نقل التجارب الشخصية واالقتصار على موضوع واحد في قطعة مفردة‪،‬‬
‫كررل هررذا دعررا إلررى القررول بهررذ البررذور للمقالررة الحديثررة عنررد المتقرردمين‪ ،‬وعلررى هررذا‬
‫نستطيع أن نكتشف في تراثنا العربي نماذع مرن هرذ البرذور األولرى للمقالرة‪ ،‬ولعرل‬
‫أقرب لون من الكتابة إلى المقالرة هرو الرسرائل‪ ،‬ونحرن نعلرم أن الرسرائل قرد احتلّرت‬

‫(‪ )1‬مقدمة في النقد األدبي‪ .‬د‪ .‬علي الفاهر ص ‪.991‬‬


‫‪57‬‬
‫جانبا ك كبيرا ك في التراة العربي‪ ،‬وكران لهرا أنرواع متعرددة منهرا الديوانيرة واإلخوانيرة‬
‫والعلمية والحربية والدينية‪ ،‬ويبدو أن أقرب هرذ األنرواع إلرى المقالرة هري الرسرائل‬
‫اإلخوانية؛ وذلأ لفهور الطابع الشخصي فيها وتحددّ موضروعاتها‪ ،‬وال يعنري هرذا‬
‫أن هذ الرسائل تقتصر على من يرسلها إليهم أصرحابها‪ ،‬برل مرن الممكرن أن تكرون‬
‫عامة تنفع جمهورا ك معينا ك مرن النراس‪ ،‬مثرال ذلرأ رسرالة الحسرن البصرري فري صرفة‬
‫اإلمام العادل‪ ،‬ورسالة عبد الحميد الكاترب إلرى الكتّراب‪ ،‬ورسرالة سرهيل برن هرارون‬
‫في مد البخل‪ ،‬ورسالة عبد هللا بن المقفع وغيرها)‪.(1‬‬
‫والفاهر أن االهتمام بالشعر وغلبرة المحسرنات البديعيرة علرى األدب عامرة لرم‬
‫يسمح بتطور الرسائل مثلما كان موموالك لتصبح فنا ك مستقالك فيتحول إلى مقالرة مرثالك‪،‬‬
‫ولكن العصر الحدية يشهد تطورا ك مهما ك للمقالة العربيرة حيرة تتسرع آفاقهرا وتتكرون‬
‫موضرروعاتها‪ .‬ونررذكر فرري البدايررة أن المقالررة العربيررة الحديثررة نشرروت فرري أحضرران‬
‫ونوعرت‬ ‫الصحافة سواء أكانت جرائد أم مجالت‪ ،‬فهي التي فسحت الطريق أمامهرا ّ‬
‫من موضوعاتها‪ ،‬ولرذلأ يررتبط تراريه المقالرة بتراريه الصرحافة‪ ،‬وهنراأ مرن يقسرم‬
‫تطور المقالة إلى أربعة أطوار مرتبطة بفهور صحف ومجالت ونوعية المقراالت‬
‫الترري كتبررت فيهررا‪ .‬ونالحررف فرري هررذ األطرروار انتقررال المقالررة فرري طورهررا األول مررن‬
‫سنات والزخارف إلى أسرلوب سرليم واضرح يقروم علرى‬ ‫األسلوب القديم المليء بالمح ّ‬
‫اإلفهام ونقل األفكار بصورة ال لبس فيها‪ ،‬كما نالحف تغيّر الموضوعات التي تهرتم‬
‫بها المقالة ابتدا كء من الشؤون السياسية المباشرة‪ ،‬إلى حركات اإلصال التري تبنتهرا‬
‫بعرررض األحرررزاب والمؤسسرررات‪ ،‬إلرررى الموضررروعات العامرررة المتعرررددة مثرررل األدب‬
‫واالجتماع والعلم)‪.(9‬‬
‫والمقالة في كل هذ األطوار توخذ شكالك أدبيا ك متميزا ك وتصربح جرزءا ك مهمرا ك فري‬
‫الصحف والمجالت ال تستغني عنره مطلقرا ك‪ ،‬ويتصردى لكتابتهرا أعرالم برارزون مثرل‬
‫رفاعة الطهطاوي وأديب إسحق وعبرد الكرريم وعبرد الررحمن الكرواكبي ومصرطفى‬
‫كامررل ولطفرري السريّد وعبررد الرررحمن شرركري ومحمررد حسررن هيكررل والمررازني والعقّرراد‬
‫وطه حسرين والزيّرات وغيررهم كثيرر‪ ،‬ومرن المؤكرد أن مصرر ولبنران قرد لعبترا دور‬
‫الريادة فري إنضراع فرن المقالرة بونواعره وتطرور بعرد ذلرأ‪ ،‬وكران النتشرار الجرائرد‬
‫والمجالت فيهما السبب الرئيسي لهذا‪ ،‬وقرد انتشرر هرذا الفرن فري الربالد العربيرة بعرد‬
‫ذلأ‪ ،‬وأصبح لكل قطر كتّابه المتميرزون يُغنرون فرن المقالرة‪ ،‬ويعملرون علرى إرسراء‬
‫نوعها وتثبيت لونها‪.‬‬

‫(‪ )1‬فن المقالة‪ ،‬د‪ .‬محمد نجم‪ ،‬ص ‪ 2‬وما بعدها‪.‬‬


‫(‪ )9‬انفر بالتفصيل فن المقالة‪ ،‬د‪ .‬محمد يوسف نجم‪ ،‬ص ‪ 01‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫أنواع املقاالت‬
‫أن المقالررة قررد تشرعّبت موضرروعاتها‪ ،‬وأصرربحت تطرررق‬ ‫لقررد الحفنررا فيمرا تقرردم ّ‬
‫ك‬
‫قضايا متعددة‪ ،‬ولذلأ ذهب بعرض الدارسرين يسرتقر‪ ،‬أنواعرا مختلفرة مرن المقراالت‬
‫سموا المقالرة إلرى نروعين كبيررين همرا المقالرة الذاتيرة‬ ‫باإلسناد إلى موضوعاتها‪ ،‬وق ّ‬
‫والمقالة الموضوعية‪ ،‬وينضوي تحرت هرذين النروعين ألروان متعرددة مرن المقراالت‪،‬‬
‫ويبدو أن الفرق الجوهري بين هذين النوعين الكبيرين هرو شخصرية الكاترب ومردى‬
‫فهورها في مقاله إذ تفهر هذ الشخصية واضحة فري المقالرة الذاتيرة‪ ،‬بينمرا يكرون‬
‫الموضرروع هررو البررارز والمسرريطر فرري المقالررة الموضرروعية‪ ،‬يضرراف إلررى ذلررأ تلررأ‬
‫الحرية في األسلوب وطريقة العرض التي تتميز بها المقالرة الذاتيرة ‪،‬بينمرا تحررص‬
‫المقالررة الموضرروعية (علررى التقيّررد بمررا يتطلبرره الموضرروع مررن منطررق فرري العرررض‬
‫والجدل وتقديم المقدّمات واستخراع النتائع)(‪.)1‬‬
‫تفرعررت منرره بقيررة األنررواع‪ ،‬إذ نجررد‬ ‫ولعررل المقالررة الذاتيررة هرري األسرراس الررذي ّ‬
‫جذورها واضحة قوية منذ (مونتيني) وحتى العصر الحاضر‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم المقالة الذاتية إلى ما يلي)‪:(2‬‬
‫‪ )1‬الصووور الشخصويّة وهرري أفضررل مررا يمثّررل المقالررة الذاتيررة‪ ،‬إذ يعبّررر فيهررا الكاتررب‬
‫تعبيرررا ك واضررحا ك عررن نفسرره ويعررالع قضررية مررا مررن خررالل هررذ الررنفس ويعكررس‬
‫تجاربررره وآراء مرررن خاللهرررا‪ ،‬فكرررون الكاترررب هنرررا صرررديق يتحررردة عرررن نفسررره‬
‫بوسلوب أليف ويحاول مدب الجسور بينه وبين القار‪.،‬‬
‫‪ )9‬مقالووة النقوود االجتموواعي تهررتم هررذ المقالررة بالحرردية عررن العررادات االجتماعيررة‬
‫وتبرراين رأي الكاتررب فيهررا محرراوالك الوصررول إلررى أسررباب العلررل االجتماعيررة‬
‫ووضع الحلول لها‪ ،‬وهذا كلّه بوسلوب شخصي يبتعرد عرن الموعفرة ويقتررب‬
‫كثيرا ك من التفاعل مع هذ العادات وإفهار عيوبها أو محاسنها‪.‬‬
‫‪ )2‬املقالة الوصفيّة وهي الرؤيا الشخصية للكاتب عن بيئته التي يعري فيهرا‪ ،‬أو‬
‫بيئررات أخرررى كرران قررد ذهررب إليهررا‪ ،‬وتعتمررد هررذ المقالررة علررى دقّررة المالحفررة‬
‫والمهارة في رصد الفواهر واإلحساس بالطبيعة‪.‬‬
‫‪ )1‬مقالووة السووريل وهرري حرردية عررن موقررف معررين أو لحفررة خاصررة لشخصررية‬
‫إنسانية يبدي الكاتب من خاللها توثر بهذ الشخصية وانطباعاته عنها‪ ،‬وهري‬

‫(‪ )1‬فن المقالة‪ .‬د‪ .‬محمد يوسف نجم‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫(‪ )9‬انفر فن المقالة‪ ،‬ص ‪ 129‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫تختلف اختالفا ك واضحا ك عن كتابة السيرة إذ ال يعنري الكاترب هنرا كثيررا ك بجمرع‬
‫المعلومات وتنفيمها مثلما يفعل كاتب السريرة برل غايتره تسرليط الضروء علرى‬
‫ذلأ الموقف من الشخصية وجعلها أمامنا متحركة نابضة بالحياة‪.‬‬
‫وننتقل إلى المقالة الموضوعية فنراها تقسم إلى ما يلي ‪-‬‬
‫‪ )1‬املقالة النقد ة وهي مختصة باألدب أو الفرن عمومراك‪ ،‬وفيهرا يتحردة الكاترب‬
‫عن قضية أدبية أو أديب‪ ،‬أو يتناول أثرا ك فنيا ك بالنقد والتحليل‪ ،‬وللمقالرة النقديرة‬
‫ارتبررراط برررالمجالت األدبيرررة أو الفنيرررة فهررري تسررراعد علرررى معالجرررة مثرررل هرررذ‬
‫الموضوعات‪ ،‬وتجد هذ المقالة مكانها المالئم فيها‪.‬‬
‫‪ )9‬املقالة العلمية ويحراول الكاترب فيهرا أن يعررض إحردى النفريرات العلميرة أو‬
‫يصف واحردا ك مرن المخترعرات بوسرلوب علمري موضروعي‪ ،‬أو يقصرد الكاترب‬
‫القرراء وجعرل المرواد العلميرة سرهلة‬
‫فيها تبسيط مواد العلوم لطائفة كبيررة مرن ّ‬
‫القراء‪.‬‬
‫سرة بيد ّ‬‫مي ّ‬
‫‪ )2‬مقالة العلوم واالجتماعيات وتعرض هذ المقالرة لشرؤون السياسرة واالقتصراد‬
‫واالجتماع‪ ،‬وهي من المقاالت الواسعة الذيوع في هذ األيام النتشار الجرائد‬
‫السياسية اليومية انتشرارا ك واسرعا ك‪ ،‬واهتمرام كثيرر مرن النراس بمسرائل االقتصراد‬
‫والسياسة وربطها بمشاكل المجتمع‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫بناء املقالة‬
‫نررى مررن الضرروري ونحررن نتحردة عررن المقالرة أن نقررف قلريالك عنررد بنائهررا أو‬
‫هيكلها العام‪ .‬ونودّ أن نبيّن أن التفريق بين المقالة الذاتية والموضوعية ال يعنري أن‬
‫إن التنفرريم والترتيررب‬ ‫الكاتررب فرري األولررى يطلررق لقلمرره العنرران ليكتررب مررا يشرراء بررل ّ‬
‫مطلرروب فرري كررال النرروعين‪ .‬ويمكررن القررول إن المقالررة تتكررون مررن عنصرررين همررا‬
‫المضررمون وطريقررة المعالجررة‪ ،‬وال ينفصررل الواحررد عررن اآلخررر أبرردا ك‪ ،‬ولكنرره فصررل‬
‫شكلي فحسب بغية الدراسة‪.‬‬
‫أما المضمون فالمقصود به الموضوع الذي سيعالجه الكاتب إذ يجب أن تدور‬
‫المقالة على موضوع معين يكون محور الحدية فيهرا‪ ،‬حترى فري المقالرة التو ّمليرة أو‬
‫التي تتحدة عن الذات يجب أن يخصص الكاتب زاوية من زوايا الذات أو عاطفرة‬
‫معينة ليتحدة عنها‪ ،‬وربما وضع بعض الكتّاب عناوين لمقاالتهم فكان هذا العنوان‬
‫هو رأس الخيط لذلأ المضمون الذي سيحتويه المقال‪.‬‬
‫ويوتي دور العنصر الثراني بعرد اختيرار الكاترب موضروعا ك معينراك‪ ،‬كيرف يصربّ‬
‫هذا الموضوع في مقال؟ نحن نعلم أن مساحة المقال محردودة ولكرل كلمرة حسرابها‪،‬‬
‫صررة القصرريرة‪ ،‬فعلررى الكاتررب هنررا أيض را ك أن يختررار ألفافرره‬ ‫ويررذ ّكرنا هررذا األمررر بالق ّ‬
‫ّ‬
‫ويسلسررل أفكررار بوضررو ودقررة ليصررل إلررى غايترره فرري نهايررة تتناسررب مررع الحجررم‬
‫المخصص للمقال‪ ،‬ويبدأ الكاتب بون يضع مقدمة لمقاله‪ ،‬وتكون في الغالرب سرريعة‬
‫وممهرردة لدخولرره الموضرروع‪ ،‬ثررم ينصرررف إلررى صررلب موضرروعه فيغنيرره بالتفاصرريل‬
‫والشواهد‪ ،‬وال نعني هنا أن تكرون التفاصريل خارجرة عرن الموضروع‪ ،‬برل يجرب أن‬
‫تكررون موضّررحة لرره مبيّنررة أفكررار العامررة‪ .‬وترروتي الشررواهد لترردعم هررذ التفاصرريل‪،‬‬
‫ويخلص الكاتب بعد هذا إلى خاتمة معينة يراها مناسبة للموضوع العام لينتهي إلرى‬
‫النتيجة العامة للمقالة وما توصلت إليه‪ .‬ونستطيع أن نسر ّمي مرا تقردم تخطيطرا ك عامرا ك‬
‫ولكن هذا ال يعني في الوقت نفسه التزام الكاتب بهرذا‬ ‫ّ‬ ‫للمقالة يصلح لجميع أنواعها‪،‬‬
‫التخطيط التزاما ك تاما ك‪ ،‬فكثير من الكتّاب المتمرسين يبردؤون مقراالتهم بغيرر مقردمات‬
‫أو يتركونها بغيرر نترائع بغيرة إشرراأ القرار‪ ،‬معهرم فري القضرية المبحوثرة‪ ،‬كمرا ّ‬
‫أن‬
‫بعررض المقرراالت الذاتيررة تقتضرري انسرريابا ك أسررلوبيا ك وفكريرا ك يترروبّى علررى هررذا التخطرريط‪.‬‬
‫ويبقى اهتمام الكاتب بموضروعه وتسلسرله وحرصره علرى لغتره فري أن تكرون دقيقرة‬
‫معبرة خير معين للكاتب كي تخرع مقالته أيا كان نوعها جيدة بعيردة عرن الخلرل أو‬
‫التطويل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫املراجع‬
‫‪ )1‬فن المقالة‪ ،‬د‪ .‬محمد يوسف نجم‪.‬‬
‫‪ )9‬مقدمة في النقد األدبي‪ ،‬د‪ .‬على جواد الطاهر‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل السادس‬
‫البحث‬

‫د‪ .‬إبراهيم صبيح‬

‫‪63‬‬
64
‫أوالً‪ -‬الباحث‬
‫الباحة‪ ،‬في أوجز تعريف له‪ ،‬هو مرن يفرت ّ عرن حقيقرة مرا‪ ،‬وطريرق الحقيقرة‬
‫طويلة شاقّة‪ ،‬ال يُمكن أن يسلكها أو يصل إلى منتهاهرا إالّ مرن تروافرت فيره شرروط‬
‫نفسية وأخالقية وعلمية(‪ )1‬كي يستخدمنا في إنجاز بحثه الرذي يجرب أن يعتمرد علرى‬
‫الخصائص التالية‬
‫‪ .1‬الصررربر والجلرررد والمثرررابرة وسرررعة االطرررالع؛ ألن كرررل هرررذ العوامرررل هامرررة‬
‫وضرررورية عنررد اإلقرردام علررى إنجرراز أي بحررة مررن األبحرراة علررى اخررتالف‬
‫أنواعها‪.‬‬
‫‪ .9‬الرغبة في تحقيق البحرة‪ ،‬بعيردا ك عرن الملرل والكلرل‪ ،‬ألن الرغبرة األكيردة هري‬
‫التي تدفع الباحة وتشجعه على إنجاز بحثه بكل ه ّمة ونشاط‪.‬‬
‫سع ميردان بحثره‪ ،‬برالقراءة واالستقصراء‪ ،‬بحيرة يكرون‬ ‫‪ .2‬ال بد للباحة من أن يو ّ‬
‫واإلطرالع‪ ،‬كري يروتي بحثره شرامالك‬ ‫ّ‬ ‫مل ّما ك بكثير من التخصصات‪ ،‬واسع الثقافرة‬
‫كامالك‪.‬‬
‫طالع على آراء الغير‪ ،‬لما لهذ اآلراء من أهميرة كبيررة فري إنجراز البحرة‬ ‫‪ .1‬اال ّ‬
‫وإثرائه‪ ،‬وإعطائه قيمة علميّة أكبر‪.‬‬
‫‪ .1‬على الباحة أن يكون دقيقا ك في فهم النصوص التي يتناولها في بحثه‪.‬‬
‫‪ .0‬لكل كاتب رأي يبديه‪ ،‬فال بردّ مرن احتررام آراء اآلخررين واالسرتعانة بمرا يررا‬
‫الباحة ذا قيمة علمية في بحثه‪.‬‬
‫‪ .1‬الثقة بالنفس‪ ،‬وعدم االستهانة بالكفاءة الشخصيّة‪ ،‬والمهارة الذاتيّة‪ ،‬بعيردا ك عرن‬
‫الغرررور‪ ،‬وهررذا دليرررل قرروي علررى نجرررا الباحررة فرري الوصرررول إلررى الهررردف‬
‫المطلوب من خالل الثقة القوية بعيدا ك عن الغرور وتسفيه رأي اآلخرين‪.‬‬
‫‪ .9‬إن الباحرة الجيررد‪ ،‬هرو ذلررأ الباحررة الرذي يسررلّح بعقليررة منطقيرة منفمررة‪ ،‬تهررتم‬
‫بترتيب األفكار وتحليلهرا وتنفيمهرا وترابطهرا‪ ..‬ألن النفرام أسراس الشخصرية‬
‫السويّة‪ ،‬ونجاحها في الحياة العلمية‪.‬‬
‫‪ .2‬التدريب على النقد العلمي والشأ الذي يوصل صاحبه إلى اليقرين‪ ،‬ثرم التثبّرت‬
‫وعرردم االستسررالم للبررديهات واألفكررار العامررة‪ ،‬بعيرردا ك عررن التسر ّررع فرري إطررالق‬
‫األحكام العامة‪ ،‬بغية الوصول إلى الحقيقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهجية البحة إميل يعقوب‪ ،‬طرابلس لينان ‪.92 1290‬‬


‫‪65‬‬
‫صرب يرؤدي‬ ‫صرب األعمرى ألي عرالم مرن العلمراء؛ ألن هرذا التع ّ‬ ‫‪ .12‬البعد عن التع ّ‬
‫بصرراحبه إلررى إعطرراء األحكررام المسرربقة علررى الموضرروع دون مراعرراة الحقيقررة‬
‫والواقع وطبائع األشياء‪.‬‬
‫‪ .11‬األمانة العلمية في النقل‪ ،‬واألخرذ مرن اآلخررين‪ ،‬ثرم عررض األفكرار وعزوهرا‬
‫إلى أصحابها‪ ،‬كي يبقى البحة الذي يكتبه ذا قيمة وذا معنى‪.‬‬
‫‪ .19‬إن الباحة الجيد‪ ،‬يحرص على تثبيرت مراجعره العلميرة والمصرادر التري أخرذ‬
‫عنها والكتب التي استند إليها في بحثه‪ ،‬كي ينال احترام اآلخرين وثقتهم)‪.(1‬‬

‫(‪ )1‬انفر منهع البحة وتحقيق النصوص يحيى الجبروري‪ ،‬دار الغررب اإلسرالمي‪ -‬بيرروت‪ -‬لبنران‬
‫– ‪.90 – 91 1222‬‬
‫‪66‬‬
‫ثانياً البحث‬
‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬
‫البحث هو محاولة جادة يقروم بهرا الباحرة الكتشراف جرزء هرام مرن المعرفرة‪،‬‬
‫إلذاعته بين الناس‪ ،‬وبالتالي االستفادة منه‪ ،‬أو حيثما نتناول كتابا ك بالدراسة والتحليل‬
‫والنقد والتعليل‪ ،‬نقول إن هذا العمل هو بحة علمي جديد‪ ،‬أو بحة أدبي رصين‪.‬‬
‫والبحة في أبسط تعاريفه هو طلب الحقيقة‪ ،‬وإذاعتها بين الناس‪ ،‬سوا كء اتفقت‬
‫هذ الحقيقة مع ميول الباحة أم لم تتفق‪ ،‬دون أن يكون له رأي سرابق‪ ،‬قرد حكرم بره‬
‫وأفتى على أساسه‪.‬‬
‫والبحة أيضا ك هرو طريرق جيرد للوصرول إلرى الحقيقرة‪ ،‬أو ربمرا يكرون أفضرل‬
‫الطرق لمعرفرة الحقرائق الجديردة فري موضروع مرن الموضروعات)‪ (1‬المتعرددة سرواء‬
‫العلمية منه أو األدبية أو االجتماعية‪.‬‬
‫والهدف من البحة هو أن يسهم الباحة ببحثه هذا بشيء جديد لم يطرق مرن‬
‫قبل‪ ،‬وإن كان قرد طررق‪ ،‬فالهردف تبيران الحقرائق الجديردة التري لرم يكشرف عنهرا فري‬
‫األبحاة المطروقة‪ ،‬بحية يقدم خدمة هامة إلى المعرفة اإلنسرانية حرول الموضروع‬
‫الذي يختار الباحة(‪.)9‬‬
‫‪ -9‬ميدانه‪:‬‬
‫للبحة ميادين عدّة يحسن الخوض فيها‪ ،‬وهي‬
‫أ‪ .‬الميادين العلمية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الميادين األدبية‪.‬‬
‫ع‪ .‬الميادين االجتماعية‪.‬‬
‫د‪ .‬الميادين الفنية‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهع البحة ‪.99‬‬


‫(‪ )9‬دليل الباحة ‪.11‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -2‬أقسامه‪:‬‬
‫بقسم البحة إلى ثالثة أقسام‬
‫املقالوووة وهررري بحرررة قصرررير‪ ،‬يبتعرررد الباحرررة قررردر اإلمكررران عرررن اإلطالرررة‬ ‫أ‪-‬‬
‫واالمتررداد والتع ّمررق فرري الموضرروع المطررروق بحثرره‪ ،‬كمررا هررو فرري الرسررالة‬
‫واألطروحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرسالة بحة يقدم لنيل الشهادة الجامعية األولى البكالوريوس‪ ،‬أو الشهادة‬
‫الجامعية الدبلوم‪ .‬وهي تعطى للطالرب بعرد شرهادة البكرالوريوس‪ ،‬ثرم شرهادة‬
‫الماجستير‪ .‬وتتراو صفحاتها بين مئرة وألرف وخمسرمائة صرفحة‪ ،‬وقيمتهرا‬
‫توتي من منهجها وأسلوبها وموضوعها‪.‬‬
‫جـ‪ -‬األطروحة بحة يقدمه الطالب لنيل شرهادة الردكتورا فري اختصراص مرا مرن‬
‫االختصاصررات المختلفررة‪ ،‬وهرري أعلررى درجررات البحررة العلمرري قيمررة وعلمرا ك‬
‫ومنهجاك‪ ،‬وتوتي أهميتها من كونها دراسة تكشرف أمرورا ك جديردة خفيرت علرى‬
‫المتقدمين من البراحثين أو التبسرت علريهم‪ ،‬وكرذلأ علرى مرا تقدمره للعلرم مرن‬
‫مستجدات تساعد في تطور ونمائه)‪.(1‬‬
‫وعدد صفحات األطروحة يزيد على عدد صفحات المقالة والرسرالة؛ ألنهرا‬
‫تجلو حقائق جديدة لم تطرق‪ ،‬ولم تتوفر بالضرورة في الرسالة‪.‬‬
‫‪ -1‬مسات البحث اجليد‪:‬‬
‫للبحة سمات منهجية معروفة لدى الباحة‪ ،‬كتلأ التي سرلكها العلمراء األوائرل‬
‫والباحثون القدامى في أبحاثهم وأساليب كتاباتهم المنهجيرة المختلفرة‪ ،‬ومصرطلحاتهم‬
‫العلمية المتعددة‪ ،‬فالعلوم والبحة العلمي سابقة للمنهع‪ ،‬والمنهع يختلف بردور عرن‬
‫المنهجية التي هري مجموعرة معرايير وتقنيرات ووسرائل‪ ،‬يجرب اتباعهرا قبرل البحرة‪،‬‬
‫وفرري أثنائرره)‪ (9‬ولمزيررد مررن التوضرريح نقررول إن أهررم سررمات البحررة المنهجيررة كونهررا‬
‫وصفية توضح الطريقة التي يسلكها الباحة في إخراع بحثره ضرمن معرايير محرددة‬
‫مقننة‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهجية البحة ‪.92‬‬


‫(‪ )9‬منهجية البحة ‪.12‬‬
‫‪68‬‬
‫كررذلأ فررإن سررمات البحررة تختلررف مررن علررم آلخررر‪ ،‬فللعلررم مناهجرره‪ ،‬ول ر دب‬
‫مناهجه وكذلأ لّلغة والتاريه‪ ..‬إله‪.‬‬
‫ومن أهم سمات البحة النقد والتقويم‪ ،‬الذي يفصل‪ ،‬ويوضح‪ ،‬ويصنّف ويربط‬
‫ذلأ بالمنطق واالستدالل واالستنتاع(‪ )1‬وهناأ من يحصر هرذ السرمات فري ثرالة‪،‬‬
‫الدقة والوضو والثبات على األسلوب(‪.)9‬‬
‫‪ -1‬مراحل إجراء البحث‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة اوتيار البحخ‪:‬‬
‫إن طريقررة اختيررار البحررة مهمررة‪ ،‬بررل هرري أهررم عقبررة تقررف أمررام الباحررة‪ ،‬فررإذا‬
‫تجاوزها فتحت أمامه الطريق للشروع في كتابة البحة‪.‬‬
‫وعنرردما نقررول إن اختيررار البحررة مشرركلة تقررف أمررام الباحررة‪ ،‬ف ر ن الباحررة ال‬
‫يعرررف بالدقررة المطلوبررة مررا األبحرراة الترري تناولهررا مررن سرربقه‪ ،‬ومررا االتجاهررات الترري‬
‫يمكن أن يكتب فيها‪ .‬ومن هنا جاءت الصعوبة في طريقة اختيار البحة الجديد‪.‬‬
‫إن اختيرررار موضررروع البحرررة مهمرررة ليسرررت سرررهلة‪ ،‬برررل يعترضرررها كثيرررر مرررن‬
‫المصرراعب واإلشرركاالت‪ ،‬منهررا مررا يتعلررق بالموضرروع الررذي يجررب أن تترروافر فيرره‬
‫صفات؛ منها الجدّة وتوافر المصادر‪ ،‬وأن يكون نافعا ك مجديا ك)‪.(2‬‬
‫والمفيد للطالب الجاد في أبحاثه أن يلجو إلى أسراتذته ليسرتعين بهرم فري اختيرار‬
‫بحثررره لمرررا لهرررؤالء األسررراتذة مرررن إلمرررام واسرررع فررري موضررروع البحرررة واالستقصررراء‬
‫والتدوين‪.‬‬
‫كذلأ‪ ،‬على الطالب الذي يسعى ألن يكون بحثه ذا قيمة وفائدة‪ ،‬أن يعري دور‬
‫الهام في اختيار بحثه‪ ،‬السريما إذا عررف أن اختيرار موضروع البحرة مرن مسرؤولية‬
‫الطالب نفسه‪ ،‬لذا‪ ،‬يحسن االستعانة ببعض األساتذة لالستئناس بررأيهم‪ ،‬كمرا ننصرح‬
‫بالتمهل في اختيار البحة مع االستعانة بالقراءات الكثيرة كي تسراعد الباحرة علرى‬
‫إتمام بحثه على خير وجه‪.‬‬
‫‪ -‬المعايير التي يجب مراعاتها في اوتيار البحخ‪:‬‬
‫على الباحة الجاد أن يراعي عدة معايير هامة عند إجراء بحثه‪ ،‬كالرغبة في‬
‫الكتابة والجدّة عند كتابة البحة الذي لم يسبقه أحد إليره‪ ،‬ثرم مراعراة أهميرة وجردارة‬
‫هذا البحة‪ ،‬وكذلأ أن يكون محدداك‪ ،‬وتكون مادته متوفرة‪ ،‬وقرادر علرى الكتابرة فيره‬

‫(‪ )1‬المرجع نفسه ‪.11‬‬


‫(‪ )9‬دليل الباحة ‪.92‬‬
‫(‪ )2‬المرجع نفسه ‪.11‬‬
‫‪69‬‬
‫ومعالجة مختلف جوانبه‪.‬‬
‫وعلى الباحة أن يعي أن البحة العلمي ليس جمعا ك للمعلومات وال سردا ك لهرا‪،‬‬
‫كما وال يكفري توليرف الحقرائق ووضرعها فري قالرب مرنفم فقرط‪ ،‬برل البرد أن ترافقهرا‬
‫دراسرررة حرررول الخلفيرررة أو العوامرررل المرررؤثرة مرررن دينيرررة واجتماعيرررة وثقافيرررة‪ ،‬بغيرررة‬
‫الوصول إلى الحقيقة‪.‬‬
‫وهذ الصورة المثلى التي يجب مراعاتها في اختيار البحة وتقديمه للقراء‬
‫أ‪ .‬الرغبة يف كتابة البحث‪:‬‬
‫إذا ترروافرت الرغبرررة فررري عمرررل مرررا عنرررد الباحرررة‪ ،‬جررراء هرررذا العمرررل متماسررركا ك‬
‫متكامالك‪ ،‬أما إذا فرض عمل مرا‪ ،‬أو بحرة مرن األبحراة علرى الباحرة‪ ،‬فرإن اإلبرداع‬
‫يبقررى محرردوداك‪ ،‬ألن صرراحبه يشررعر بالضرريق النفسرري‪ ،‬وبالصررعوبة تكبّلرره وتحررد مررن‬
‫عطائه مهما كان نوع هذا العطاء‪ ،‬ويرى الدكتور (إميل يعقروب) إن البحرة القرائم‬
‫على سبب داخلي أساسه حب الحقيقة واللذة في االكتشاف‪ ،‬فيرؤتي ثمرارا ك جيردة‪ ،‬لرذا‬
‫فإن أهم شروط النجا في أي بحة تنحصر في رغبة الباحة فيه وانسجامه معه‪.‬‬
‫ب‪ .‬اجلدّة يف طرق البحث‪:‬‬
‫كي يكون البحة ذا قيمرة وذا فائردة‪ ،‬ال برد أن يكرون جديردا ك غيرر مطرروق مرن‬
‫مكرر‪ ،‬أو كتب فيه باحة آخر‪.‬‬ ‫قبل أو ّ‬
‫من هنا جاءت أهمية تعراون الجامعرات والمعاهرد العلميرة حرول األبحراة التري‬
‫لررديها‪ ،‬وذلررأ عنرردما تصرردر الكتررب والنشرررات باألبحرراة المطروقررة‪ ،‬كرري يتجنررب‬
‫الباحثون التكرار قدر اإلمكان‪ ،‬وإن كان تجنب ذلأ صعباك‪ .‬ألن األبحاة والرسرائل‬
‫العلمية كثيرة يصعب حصرها‪ ،‬والباحثون ودور النشر والمؤسسات العلمية أكثر‪.‬‬
‫ج‪ .‬أهمية موضوع البحث‪:‬‬
‫ال بد أن يكون الموضوع المطروق ذات أهميرة خاصرة‪ ،‬مرن حيرة فائدتره فري‬
‫تطوير الناحية العلمية‪ ،‬بحية يعود بالنفع علرى المجتمرع‪ ،‬ويقردم خدمرة جليلرة لردور‬
‫العلم‪ ،‬والمؤسسات االجتماعية ولطلبة العلم والباحثين‪.‬‬
‫د‪ .‬حصر البحث وضيق ميدانه‪:‬‬
‫كلما انحصررت المرادة العلميرة‪ ،‬وضراق الموضروع المرراد بحثره‪ ،‬جراء البحرة‬
‫المطرررروق أكثرررر دقرررة‪ ،‬وأعررر ّم فائررردة‪ ،‬ألن اإلحاطرررة بالمواضررريع الواسرررعة المتشرررعبة‬
‫صعب‪ ،‬وتحتاع إلى جهد كبير قد ال يقوى عليه إال الباحة الجراد المتميرز‪ ،‬لرذا فرإن‬
‫الحرص على حصر األبحاة وضيق ميدانها‪ ،‬إنما هو من قبيل البعد عرن المعالجرة‬
‫السطحية في معفم الحاالت‪( ،‬فمن الخطو تناول عصرين مرن العصرور األدبيرة‪ ،‬أو‬
‫‪71‬‬
‫تناول سيرة شاعر من الشعراء المرموقين كالمتنبي أو أبي تمام أو جرير أو شوقي‬
‫أو الرصررافي‪ ،‬أو غرررض أدبرري كررالغزل أو المررد أو الهجرراء)(‪ .)1‬ألن لهررذا التسررطح‬
‫والتشتت تقليل من صالحية البحة وأهميته‪ .‬لذا فإن أهميرة البحرة تروتي مرن القيمرة‬
‫العلمية المحصورة فيه‪ ،‬وكذلأ من ضيق ميدان البحة المطروق‪.‬‬
‫هـ‪ .‬وفرة املادة ووفرة مصادر البحث ومراجعه‪:‬‬
‫إن وفرررة المصررادر والمراجررع ألي بحررة‪ ،‬إنمررا تعطيرره قيمترره العلميررة الكبيرررة‪،‬‬
‫وتجعل منه مادة تستحق االهتمام والدراسرة‪ ،‬ألن مرن يحضّرر رسرالة الماجسرتير أو‬
‫أطروحة الدكتورا فهرو بحاجرة إلرى المراجرع القيّمرة التري تعطري بحثره قيمرة عليمرة‬
‫وأدبية عند القراء‪ ،‬كما أنه أي الباحة بحاجة إلى المعلومات المتوفرة في أكثر مرن‬
‫مصدر يحتاجه الباحرة فري بحثره‪ ،‬وال يسرعفه إالّ وفررة المصرادر وكثررة المراجرع‪،‬‬
‫فيلجو إليها ليستعين بها‪ ،‬فتعينه‪.‬‬
‫و‪ .‬القدرة على معاجلة البحث‪:‬‬
‫إن القرردرة علررى معالجررة أي بحررة مررن األبحرراة تتعرردد وتتنرروع‪ ،‬بحيررة تشررمل‬
‫القدرة الثقافية والعلمية والمادية وتروفر الوقرت الرالزم‪ .‬ومرن هرذ القردرات المعرفرة‬
‫باللغات األجنبية التي تزود الباحرة براإلطالع علرى ثقافرات الغيرر وعلرومهم‪ ،‬فيروتي‬
‫بحثه رزينرا ك متكرامالك‪ .‬وإذا لرم تتروفر للباحرة اإللمرام باللغرات األجنبيرة‪ ،‬وتعرذر ذلرأ‬
‫عليرره‪ ،‬فررال منرراص مررن التركيررز علررى ترجمررات هررذ اللغررات‪ .‬كررذلأ يجررب أن يترروفر‬
‫للباحة المال ليتسنّى له شراء الكتب والمراجع الالزمة لبحثه‪.‬‬
‫ومن المفيد للباحة الزيارات المتواصلة للمكتبات لإلطالع علرى المراجرع لمرا‬
‫لها من فائدة كبيرة في إتمام البحة‪ ،‬كي يخرع جيداك‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهجية البحة إميل يعقوب ‪.29‬‬


‫‪71‬‬
‫مراحل الدراسة اجلامعية‬
‫يمر الطالب الجامعي في ثالخ مراحل شراسية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ )1‬مرحلة اإلجازل (الليسوانس أو البكوالور وس) واإلجرازة هري االسرم العربري لهرذا‬
‫المؤهل الجامعي‪ ،‬ومعنى كلمة إجازة‪ ،‬إنهرا تجيرز لحامرل هرذ الشرهادة العمرل‬
‫فرري المحامرراة‪ ،‬أو التعلرريم فرري اآلداب أو العلرروم أو غيررر ذلررأ‪ .‬وعرردد السررنوات‬
‫الدراسية في هرذ المرحلرة‪ ،‬تترراو برين ثرالة سرنوات فري النفرام الفرنسري‪،‬‬
‫وأربع سنوات في النفام المتّبع في األقطار العربية )‪.(1‬‬
‫‪ )9‬مرحلوووووة الووووودبلوم أو املاجسوووووتري وهررررري مرحلرررررة تلررررري مرحلرررررة الليسرررررانس أو‬
‫البكالوريوس‪ ،‬ومدة الدراسة في هذ المرحلة سنتان‪ ،‬وهناأ من يشترط على‬
‫الباحة قبل البدء في تحضير بحثه‪ ،‬سنة تحضيرية في دراسة المواد المتعلقة‬
‫في مجال التخصص الدقيق‪ ،‬دون تحديد الحجم الذي تكتب فيه المادة‪.‬‬
‫‪ )2‬مرحلة الدكتوراه ومدة الدراسة في هذ المرحلة العلميرة الهامرة‪ ،‬تترراو برين‬
‫سنتين وأربع سنوات‪ ،‬وهذ المرحلة أربعة أنواع‬
‫أ‪ .‬الــدكتوراه الفخريــة‪ :‬وهرري شررهادة تعطررى لرربعض العلمرراء المميررزين أو‬
‫األدبرراء المشررهورين أو األعررالم السياسرريين‪ ،‬أو الشررعراء البررارزين‪ ،‬وذلررأ‬
‫استنادا ك إلرى مكانرة هرؤالء العلميرة أو األدبيرة أو االجتماعيرة أو السياسرية‪،‬‬
‫دون االلتفرررات إلرررى أبحررراة يتقررردمون بهرررا للحصرررول علرررى هرررذ الدرجرررة‬
‫الفخرية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الــدكتوراه اجلامعيــة‪ :‬وهرري شررهادة تمنحهررا بعررض الجامعررات الفرنسررية‬
‫للطالب األجانب بناء على بحة يتقدمون به للحصرول علرى هرذا المؤهرل‬
‫العلمي‪ ،‬وتناق هذا البحة لجنة مكونة من ثالة أعضاء‪.‬‬
‫ع‪ .‬دكتوراه احللقة الثالثة‪ :‬وال توجد هرذ الشرهادة إال فري النفرام الفرنسري‬
‫وحد ‪ ،‬ومدة الدراسة فيها سنتان‪ ،‬وينالها الطالرب بنراء علرى بحرة تناقشره‬
‫لجنة مكونة من ثالثة أعضاء‪.‬‬
‫د‪ .‬دكتوراه الدولة‪ :‬ومردة الدراسرة فري هرذ الشرهادة ثرالة أو أربرع سرنوات‬
‫وتمنح لطالبها بناء على بحة يتقدم به‪ ،‬وتناقشه لجنة من أربعة أعضاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬منير البعلبكي‪ ،‬المورد‪.190 ،‬‬


‫‪72‬‬
‫التسجيل يف اجلامعة‪ ،‬وتقد م مشروع البحث (اخلطة) إليها‬
‫يقوم الطالب بعد اختيار موضوع بحثره‪ ،‬واالطمئنران إلرى أنره موضروع جردير‬
‫بالدراسة‪ ،‬وبعد القراءة الواسعة فيه‪ ،‬وفيما حوله‪ ،‬يرسم الطالب خطة بحثره‪ ،‬بحيرة‬
‫تكرون الهيكرل العرام للبحرة‪ ،‬والثانيرة خطرة‬ ‫تكون هناأ خطتران‪ ،‬األولرى مختصررة‪ّ ،‬‬
‫صلة تعتمد فري البحرة وتتضرمن كرل الجزئيرات‪ ،‬وهرذ تكرون دليرل الباحرة التري‬ ‫مف ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ترسم خط سير ‪.‬‬
‫ويستحسن في الطالب مراجعة دليرل الجامعرة قبرل الشرروع فري التسرجيل‪ ،‬ألن‬
‫شروط التسجيل تختلف من جامعة ألخري‪.‬‬
‫وعلى الطالب الدراسات العليا تقديم خطة تسمى خطة البحرة للكليرة أو القسرم‬
‫المختص أو األستاذ المشرف عليه‪ ،‬وبناء على هذ الخطة يقبل البحرة أو يررفض‪،‬‬
‫وتتضمن خطة البحة المقدمة هذ ‪ ،‬ما يوتي‬
‫‪ -1‬عنااوان الموعااو ‪ :‬ويشررترط فرري عنرروان الموضرروع أن يكررون واضررحاك‪،‬‬
‫محددا ك جديداك‪ ،‬نابعا ك من الموضوع نفسه‪ ،‬وداالك عليره‪ ،‬بحيرة تعبّرر الخطرة‬
‫عن كل أجزاء الموضوع‪.‬‬
‫‪ -9‬المقشمااة‪ :‬وترررد فرري بدايررة البحررة‪ ،‬وتب ريّن السرربب فرري اختيررار الموض روع‬
‫وأهميته ومنهجه في البحة(‪.)9‬‬
‫‪ -2‬تحشيش أهمية الموعو ‪.‬‬
‫‪ -1‬االساااات ناط بوطااااط امبحاااااخ المشااااابهة‪ ،‬والسرررريما الجيررررد منهررررا ألن‬
‫الخطرررروات األولررررى الصررررحيحة تررررؤدي إلررررى وضررررو الهرررردف وسررررالمة‬
‫الوصول(‪.)2‬‬
‫اختيار األستاذ املشرف‬
‫هنرراأ مررن الجامعررات مررن تع ريّن المشرررف بنفسررها‪ ،‬وهنرراأ مررن الجامعررات مررن‬
‫تسمح للطالرب باختيرار األسرتاذ المشررف علرى بحثره بنفسره‪ .‬والشررط األساسري فري‬
‫اختيار األستاذ المشرف أن يكون متخصصا ك في ميدان البحة‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهع البحة وتحقيق النصوص ‪.29‬‬


‫(‪ )9‬المرجع السابق ‪.21‬‬
‫(‪ )2‬المرجع نفسه ‪.21 – 21‬‬
‫‪73‬‬
‫العالقة مع األستاذ املشرف‬
‫الصلة التي تربط األسرتاذ المشررف بالطالرب الرذي يشررف علرى رسرالته‪ ،‬هري‬
‫عالقة األب بابنه‪ .‬إذ يرى المشررف أن ال برد مرن تشرجيع الطالرب الباحرة‪ ،‬واألخرذ‬
‫بيد نحو تحقيق هدفه العلمي‪ ،‬بعيردا ك عرن فررض اآلراء الشخصرية مهمرا كانرت هرذ‬
‫اآلراء مصرريبة‪ ،‬ألن الطالررب هررو المسررؤول األول عررن موضرروعه‪ ،‬وكررذلأ مراقبررة‬
‫وتوجيرره األسررتاذ المشرررف وإرشرراد لمررا لرره مررن أهميررة كبيرررة ومفيرردة‪ ،‬ألن األسررتاذ‬
‫المشرف في نهاية المطاف يعتز ويفتخر بنجا طالبه وتفوقه‪ ،‬ويتولم إلخفاقه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬كمال البازجي إعداد األطروحة الجامعية ‪.91‬‬


‫‪74‬‬
‫املراجع‬
‫إعداد األطروحة الجامعية‪ ،‬كمال اليازجي‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫دليل الباحة‪ ،‬د‪ .‬ففر اإلسالم خان‪ ،‬دار البشير‪.1220 ،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫مررررنهع البحررررة وتحقيررررق النصرررروص‪ ،‬د‪ .‬يحيررررى الجبرررروري‪ ،‬دار الغرررررب‬ ‫‪)2‬‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫منهجية البحة‪ ،‬د‪ .‬إميل يعقوب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان ‪.1290‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل السابع‬
‫الرسائل‬

‫د‪ .‬إبراهيم صبيح‬

‫‪76‬‬
77
‫الرسائل‬
‫عند تناول الرسائل‪ ،‬ال بد من الحردية عرن التعبيرر بونواعره‪ ،‬والسريما التعبيرر‬
‫الوفيفي؛ ألنه في األصل (نوع من أنواع التعبير‪ ،‬يتم فيه إبرراز األفكرار والمعراني‬
‫التي تتضمنها الرسالة‪ ،‬كما أنه يخضع لقواعد معينة متفق عليها‪ ،‬ويحاول كاتبه أن‬
‫يكون كالمه مفهوما ك؛ ألنه يستخدم كلمات محددة‪ ،‬وأساليب مقننة(‪.)1‬‬
‫وقد تعددت مجاالت التعبير الروفيفي‪ ،‬فاسرتخدم فري كتابرة الرسرائل اإلخوانيرة‬
‫والرسررائل الديوانيررة‪ ،‬كمررا أصرربح يسررتخدم فرري أمررور حياتنررا اليوميررة علررى نطرراق‬
‫واسع)‪.(9‬‬
‫تعر فها‬
‫الرسرررالة‪ ،‬فرررن عربررري قرررديم‪ ،‬مرررا زال لررره دور وأهميتررره‪ ،‬والرسرررائل نوعررران‬
‫شخصررية أو إخوانيررة‪ ،‬كمررا كانررت تسررمى‪ ،‬أو رسررمية أو ديوانيررة‪ ،‬وقررد كرران للرسررائل‬
‫الديوانيرررة تقليررردها ورسرررومها‪ ،‬وقرررد عبّررررت الرسرررائل الديوانيرررة عنرررد فهورهرررا عرررن‬
‫انعطافة هامة في تاريه النثر العربي‪ ،‬وأدّت إلى فهرور طبقرة مرن الكتّراب نهضرت‬
‫بهذا الفن مثرل عبرد الحميرد الكاترب‪ ،‬الرذي يعرد بحرق صراحب نهرع جديرد فري الكتابرة‬
‫النثرية العربية‪ ،‬إذ يقال بدأت الكتابة بعبد الحميد وانتهت بابن العميد(‪.)2‬‬
‫ويطلق على فن الرسالة المكاتبات‪ ،‬وهي مخاطبة الغائب بلسان القلرم‪ ،‬ويجرب‬
‫أن يراعى فيها أحوال الكاتب والمخاطب والعالقة بينهما‪ ،‬وقد تنبّه إلى ذلأ القدماء‬
‫وأوصوا به(‪.)1‬‬

‫مقوماتها‬
‫‪ -‬البساطة‪ :‬التي تجعل الكالم بعيدا ك عن التكلف والزخرفة‪.‬‬
‫‪ -‬اجلالء‪ :‬ويعني خلو الكالم من الغموض والتعقيد‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجياز‪ :‬ويعني خلو الكالم من الحشو والتطويل‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصري‪ ،‬محمد عبد الغني والبرازي‪ ،‬اللغة العربية‪.192 ،‬‬


‫(‪ )9‬حجازي‪ ،‬هيثم علي‪ ،‬مفاهيم أساسية في اللغة واألدب‪ ،‬الدار األهلية‪ -‬عمان ‪.922‬‬
‫(‪ )2‬أحمد زكي صفوت‪ ،‬جمهرة رسائل العرب‪ ،‬مكتبة الحلبي‪ -‬القاهرة ‪.1211‬‬
‫(‪ )1‬أحمد صالح الشنطي‪ ،‬فن التحرير العربي‪ ،‬دار األندلس‪ -‬السعودية ‪ .1221‬ص ‪.111 – 112‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬املالءمة‪ :‬ويعني التناسب بين الكالم ومنزلة المرسل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬الطالوة‪ :‬ويقصد بها الجودة والعذوبة وسالمة المعنى وسالمة الحدية(‪.)1‬‬
‫‪ -1‬الرسائل الد وانية‬
‫وهررري الرسرررائل الرسرررمية التررري تررردور حرررول التهررراني بونواعهرررا‪ ،‬والمناسررربات‬
‫الرسمية كتقليرد الوفرائف‪ ،‬والمكاتبرات التري تجرري برين الملروأ واألمرراء والحكرام‬
‫وأصحاب المناصب الرفيعرة‪ ،‬ولكرل رسرالة مرن هرذ الرسرائل أسرلوبها الخراص بهرا‬
‫والذي يتفق ومضمونها‪.‬‬
‫وقد تميزت الرسرائل الديوانيرة القديمرة بطولهرا‪ ،‬وبراعرة االسرتهالل‪ ،‬واإلكثرار‬
‫من ذكر اآليات القرآنية واألحادية النبوية واألبيات الشعرية‪ ،‬والبيان والبديع‪.‬‬
‫أمررا فرري العصررر الحرردية‪ ،‬فقررد خلررت هررذ الرسررائل مررن البررديع والزينررة اللففيررة‬
‫واآليات القرآنية‪ ،‬وتميّزت بقصرها‪ ،‬والدخول إلى الموضوع مباشرة‪.‬‬
‫ولقرررد اختفرررى مصرررطلح الرسرررائل الرسرررمية وهررري الرسرررائل التررري تكرررون برررين‬
‫مسؤولين بصفة رسمية ومن شخص إلى مسؤول أو العكرس مثرل طلرب وفيفرة أو‬
‫طلب استفسار أو رد على استفسار أو غير ذلأ‪.‬‬
‫‪ -9‬الرسائل اخلاصة (اإلخوانية)‬
‫وهرري الترري ترردور أحررداثها بررين األقررارب واألصرردقاء‪ ،‬ويطلررق عليهررا الرسررائل‬
‫األهلية‪ .‬وفي هرذ الرسرائل يعبرر كاتبهرا عرن نفسره‪ ،‬فيروتي كالمره بسريطا ك بعيردا ك عرن‬
‫التكلرررف أو التعقيرررد ومرررن هرررذ الرسرررائل‪ ،‬الرسرررائل اإلخوانيرررة‪ ،‬ورسرررائل الشررروق‪،‬‬
‫واالستعطاف والعطايا والمنح‪.‬‬
‫‪ -2‬الرسائل األدبية‬
‫وهذا النروع مرن الرسرائل يكرون عرادة متبرادالك برين األدبراء‪ ،‬حيرة يجرري فيهرا‬
‫عرض ومناقشة القضايا األدبية والنقدية وربما تكرون هرذ الرسرائل مقصرورة علرى‬
‫تبادل المشاعر الودية بين األدباء‪.‬‬
‫والرسالة تتكون من ثالثة عناصر أساسية وهي المقدمرة والعررض والخاتمرة‪،‬‬
‫وتجررب العنايررة بكررل جررزء مررن هررذ األجررزاء الثالثررة‪ ،‬فالمقدمررة هرردفها التنبيرره إلررى‬
‫الموضوع وبدء اتصال ودّي مع المرسل إليه‪ .‬وهي قصيرة موجزة وال توخرذ أكثرر‬
‫من فقرة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪79‬‬
‫أمررا العرررض فيهرردف إلررى عرررض موضرروع الرسررالة مررع التفصرريل والشررر‬
‫والتوضيح‪ ،‬وقد يستغرق أكثر من فقرة تتناول جميع جوانب الموضوع‪.‬‬
‫والخاتمررة يفترررض بهررا أن تكررون مرروجزة مثررل المقدمررة وتهرردف إلررى تلخرريص‬
‫الموضوع وتحديد الهدف المراد من كتابة الرسالة‪.‬‬
‫ويجشر بكاتب الرسالة أن يراعي امسط التالية في رسالته‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكررون لغررة الرسررالة سررليمة مررن حيررة اللغررة والنحررو واإلمررالء‪ .‬وأن تكررون‬
‫بعيدة عن التكلف والصناعة اللففية‪.‬‬
‫‪ .9‬وضو األفكار‪ .‬إذ يجب أن يحدد الكاتب أفكار ‪ ،‬وأن يعرف ما يريد الكتابرة‬
‫فيه‪ ،‬وأن يعبّر عن ذلأ بدقّة واختصار‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يبتعد الكاتب عن التكرار‪ ،‬ألن ذلأ يبعة على الملل وينفّر قار‪ ،‬الرسالة‪.‬‬
‫‪ .1‬تخيّر اللهجة المناسبة في كتابة الرسالة‪ ،‬كون تكون لهجتها ودية أو براردة‪ ،‬أو‬
‫محاففة‪ .‬وأن يتخيّر الكاتب اللهجة المالئمة في ضوء ما يعتقد مناسباك‪.‬‬

‫أوالً‪ )3( :‬منوذج من الرسائل الديوانية (الرمسية) القدمية‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫كتا معاو ة إىل أهل البصرل‬
‫ي‪ ،‬وقال له‬
‫كتاب عمرو‪ ،‬دعا عبد هللا بن عامر ال ةحض ةر ِم ّ‬
‫ُ‬ ‫لّما جاء معاوية‬

‫فسار ابن الحضرمي حتى نزل البصررة فري بنري تمريم‪ ،‬وسرمع بقدومره أهلُهرا‪،‬‬
‫فرراجتمع إليرره رؤوسررهم‪ ،‬فةخةط ربةهم بمررا أمررر برره معاويررة‪ ،‬وقررام بعضررهم فس رفبه رأيرره‪،‬‬
‫ففض ابن الحضرمي كتاب معاويرة وقررأ علريهم‪،‬‬ ‫ب‬ ‫وتبودلت الخطب في هذا المقام‪،‬‬
‫فإذا فيه‬
‫من عبد هللا معاوية أمير المؤمنين إلى من قُ ِر‪ ،‬كتابي هذا عليه مرن المرؤمنين‬
‫والمسلمين من أهل البصرة‬

‫(‪)1‬‬

‫) ‪(2‬‬ ‫) ‪(9‬‬

‫‪،‬‬

‫(‪ )1‬أوبقه أهلكه‪.‬‬


‫(‪ )9‬أي تعاونوا عليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬المحرم الذي له حرمة‪ ،‬والذي يحرم علينا قتاله‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫فلما قر‪ ،‬عليهم الكتاب‪ ،‬قال معفمهم سمعنا وأطعنا‪.‬‬
‫(شر ابن أبي الحديد م‪ 1‬ص ‪)21‬‬

‫‪82‬‬
‫(‪ )0‬منوذج من الرسائل الديوانية (الرمسية) احلديثة‪:‬‬
‫السيد ‪.......................‬‬
‫(أ) الموضوع مناهع المواد التعليمية لتخصص الخزف والزجاع‬
‫تحية طيبة‪ ،‬وبعد‪،‬‬
‫فقررد قررررت تكلرريفكم وضررع منرراهع المررواد التعليميررة التاليررة ضررمن تخصررص‬
‫الخزف والزجاع‪.‬‬
‫الخط العربي (‪)1‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الخط العربي (‪)9‬‬ ‫‪.9‬‬

‫على أن تععوا – مع منهاج كل ماشة‪ -‬ما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬األهداف العامة لكل مادة تعليمية‪.‬‬
‫‪ -9‬تحديد المضمون المعرفي للمادة في وحدات وتحديد مفردات كل وحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد النشاط العلمي المرافق لكل وحدة في المواد التي يلزمها ذلأ‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد المراجع لكل مادة تعليمية وفق الترتيب التالي‬
‫المؤلف‪ -‬عنوان الكتراب‪ -‬مكران النشرر‪ -‬السرنة‪ -‬علرى أن ال يقرل عردد المراجرع‬
‫عن أربعة‪ ،‬وال يزيد على خمسة عشر‪.‬‬
‫‪ -1‬إعررداد جرردول بالسرراعات التدريسررية النفريررة والعمليررة للمررادة خررالل الفصررل‬
‫موزعة على الوحدات الدراسية‪.‬‬
‫وقد عين لمواد كل تخصص مجتمعة منسق لمتابعة سير عملكم ومناقشرته فري‬
‫خطواته المختلفة‪ ،‬ثم تسليمه جاهزا ك في صورته النهائية مرقومة علرى اآللرة الكاتبرة‬
‫بحجم الوسط (كوارتو) قبل ‪1299/9/11‬م‪.‬‬
‫فنرجو مراجعة المنسق السيد الدكتور‪...............‬‬
‫المعين لهذا التخصص والتعاون معه‪.‬‬
‫وسيكون عملكم لقاء مكافوة مالية‬
‫وتفضلوا بقبول فائق االحرتام‬
‫وزير التعليم العالي‬

‫‪83‬‬
‫السيد ‪....................................‬‬
‫(ب) الموضوع دورات الدفاع المدني‬
‫تحية طيبة وبعد‪،‬‬
‫فقررد قررررت إشررراككم فرري دورة الرردفاع المرردني األولررى الترري سررتعقد فرري قاعررة‬
‫الطابق الثالة في مبنى الوزارة لمدة ثالثة أيام‪ ،‬اعتبارا ك من يوم ‪ ،1299/1/1‬ومن‬
‫السرراعة الثانيررة عشرررة وحتررى الواحرردة مررن كررل يرروم‪ ،‬وسرريتم حسررم يرروم مررن اإلجررازة‬
‫السنوية للموفف مقابل كل جلسة من جلسات الدورة يتغيب عنها الموفف‪.‬‬

‫وتفضلوا بقبول فائق االحرتام‬


‫وزير التعليم العالي‬

‫‪84‬‬
‫ثانيًا (‪ )0‬الرسائل اإلخوانية‬
‫وهرري الرسررائل غيررر الديوانيررة الترري يتبادلهررا األفررراد فيمررا بيررنهم‪ ،‬وترردور حررول‬
‫قضايا شخصية‪ ،‬أو وجدانية‪ ،‬أو اجتماعية‪ ،‬وما إلى ذلأ‪.‬‬
‫كانررت الرسررائل اإلخوانيررة القديمررة تتفرراوت مررن حيررة طولهررا‪ ،‬فقررد كانررت هنرراأ‬
‫رسائل مفرطة في الطول‪ ،‬كما كانت هناأ رسائل قصيرة وأخرى موجزة‪.‬‬
‫وكسابقتها – الرسرائل الديوانيرة‪ -‬فرإن الرسرائل اإلخوانيرة القديمرة كانرت تتميرز‬
‫باحتوائهررا النسرربي علررى اآليررات القرآنيررة‪ ،‬واألحاديررة النبويررة‪ ،‬واألبيررات الشررعرية‪،‬‬
‫إضافة إلى استخدام المحسنات اللففية والبديع‪.‬‬
‫أمررا فرري العصررر الحرردية‪ ،‬فررإن الرسررائل اإلخوانيررة أخررذت تميررل إلررى اإليجرراز‪،‬‬
‫وسهولة التراكيب‪ ،‬واالبتعاد عن استخدام المحسنات اللففية‪ ،‬والبديع‪.‬‬
‫(‪ )3‬مناذج من الرسائل اإلخوانية القدمية‪:‬‬
‫) ‪(1‬‬
‫(أ) من رسالة البن المقفع في وصف أحد إخوانه‬

‫) (‬

‫) (‬

‫) (‬

‫(‪ )1‬وردت هذ القطعة في آخر األدب الكبير البن المقفرع‪ ،‬وإنمرا ذكرتهرا هنرا لوقروع االخرتالف فري‬
‫نسبتها إليه‪ ،‬فهي في األدب الكبير وزهر اآلداب تعزى إليه‪ ،‬ونسبها الشريف الرضى في (نهرع‬
‫البالغة ع‪ 9‬ص ‪ )111‬إلى اإلمام علي كررم هللا وجهره‪ ،‬ونسربها ابرن قتيرة فري (عيرون األخبرار‬
‫م‪ 9‬ص ‪ )211‬إلى الحسن بن علي رضي هللا عنه‪ ،‬مع اختالف في الرواية‪.‬‬
‫(‪ )9‬وفرري زهررر اآلداب (فررال ترردعو إليرره مؤنررة) وأرى أن صرروابه (فررال ترردعو إليرره مؤنررة) كمررا فرري‬
‫رسائل البلغاء‪.‬‬
‫ومعنرى‪،‬‬
‫ك‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫وزنر‬ ‫كبطرر‬ ‫وأشرر‬ ‫الكبير‪،‬‬ ‫األدب‬ ‫دون‬ ‫اآلداب‬ ‫زهر‬ ‫في‬ ‫واردتان‬ ‫بعدها‬ ‫وما‬ ‫(‪ )2‬هذ الجملة‬
‫وفي زهر اآلداب (ال يتوثر) وهو تحريف‪.‬‬
‫(‪ )1‬ال يجاري ال يجادل‪ ،‬وفي األدب الكبير (وال ينازع)‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫) (‬

‫) (‬

‫(األدب الكبير ص ‪ ،192‬وزهر األدب ‪)991 1‬‬

‫‪   ‬‬

‫(‪ )1‬يتبرم يضجر‪.‬‬


‫(‪ )9‬وفي زهر اآلداب (وال ينتقم من العدو‪ ،‬وال يغفل عن الولي)‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫(ب) رسالة ابن المقفع إلى صديق له يهنئه بمولودة‬
‫وكتب ابن المقفع إلى اشيق له‪ ،‬ولشر له جارية‪:‬‬

‫(اختيار المنفوم والمنثور ‪)221 12‬‬


‫(ج) رسالة ّ‬
‫يعزي عن ولد‬
‫وكتب تعزية عن ولش‪:‬‬
‫‪،‬‬

‫(اختيار المنفوم والمنثور ‪)219 12‬‬


‫ثانياً‪ :‬منوذج من الرسائل اإلخوانية القدمية‪:‬‬
‫(ش) من رسائل غيالن الدمشقي‬
‫) (‬

‫) (‬

‫‪،‬‬

‫) (‬

‫(عيون األخبار ‪)911/9‬‬

‫(‪ )1‬يوم الصاخة يوم القيامة‪.‬‬


‫(‪ )9‬مصيه مرهف أذنه وسمعه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أضغاة أخالط‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫(‪ )0‬مناذج من الرسائل اإلخوانية احلديثة‬
‫رسالة من ميخائيل نعيمة إلى األديب المغربي محمد الصبا‬
‫‪ 19‬نوار ‪1211‬‬
‫عزيزي األستاذ الصبا‬
‫أسلم عليأ أطيب السالم وأرجو أن تكون في خير حال‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فقد تناولت رسرالتأ األخيررة وطالعتهرا بمنتهرى السررور‪ .‬وإنري ألبرارأ‬
‫الحركة التي تتزعمها في المغرب األقصى والتري تعمرل بحررارة وإيمران وإخرالص‬
‫على بعة اآلداب العربية في تلأ األقطار‪ .‬وحسب هذ الحركة‪ -‬وهي ما ترزال فري‬
‫بدايتها‪ -‬أن تلفت إليها أنفار الغرباء فتوتيأ صحفية إسربانية وتوخرذ عنرأ حرديثا ك فري‬
‫الشعر العربي المعاصر وتياراته‪ .‬ثرم توتيرأ دعروة لالشرتراأ فري المرؤتمر الشرعري‬
‫المزمع عقد في هذا الصيف في العاصمة اإلسبانية‪.‬‬
‫أنت على حق في ما ترا مرن ضررورة نقرل بعرض آثارنرا األدبيرة إلرى اللغرات‬
‫األجنبية‪ ،‬وهذ مهمة يجب أن يقوم بها أنفار من األدباء العرب الذين يتقنرون لغرات‬
‫غير العربية‪ .‬أما تشركيل اللجران لتلرأ الغايرة فرومر مرن الصرعوبة بمكران‪ .‬وشرعوري‬
‫بهذ الضرورة هرو الرذي حملنري علرى أن أتررجم بنفسري إلرى اإلنجليزيرة كترابي فري‬
‫ي أن أضرررع كتررراب (مررررداد) فررري‬ ‫حيررراة جبرررران وكتررراب (مرررذكرات األرقررر ) وعلررر ّ‬
‫اإلنجليزية أوالك ثم أنقله إلى العربية‪ ،‬وقريبا ك إن شاء هللا تصردر طبعرة منره إنجليزيرة‬
‫خاصة بربالد الهنرد‪ .‬وذلرأ نرزوالك عنرد رغبرة ملحرة أبردتها لري دار كبيررة للنشرر فري‬
‫مدينة بومباي‪ -‬الهند‪ .‬وعلى ذكر هذا الكتاب آسف كل األسف لعدم وصرول النسرخة‬
‫العربية منه التي بعثت بها إليرأ مرن زمران‪ .‬ولريس لردي اآلن نسرخة أخررى أرسرلها‬
‫إليأ‪.‬‬
‫سس ُرودريكرس)‪ .‬وكنرت أقابلرأ‬ ‫شكرا ك لأ على رسمأ بريشة الفنانة ( ةم ِريةا خي ُ‬
‫بالمثل لو أن عندي رسما ك حديثا ك من رسومي‪ ،‬ولعرل مرا فرات ةني اليروم لرن يفروتني فري‬
‫اآلترري القريررب‪ .‬وأمررا بشررون مررذكراتأ العاطفيررة الترري أنررت عرراكف اآلن علررى توليفهررا‬
‫والتي ترغب إلي وضع مقدمتها فما أدري ماذا أقول‪ .‬ذلأ أننري قطعرتُ عهردا ك علرى‬
‫نفسي من زمان أن ال أكتب مقدمة ألحد بالنفر لكثرة الطلبات التي تروتيني مرن هرذا‬
‫النرروع‪ .‬إال أننرري قررد أجررد لنفسرري باب را ك يفكهررا مررن عهرردها – وذلررأ إرضرراء لخرراطرأ‬
‫ي‪ .-‬فابعة إلي بمخطوطتأ حالما تنتهي منهرا وتقبرل أحسرن التمنيرات مرن‬ ‫الغالي عل ّ‬
‫المخلص‪.‬‬
‫(ميخائيل نعيمة)‬

‫‪88‬‬
‫املراجع‬
‫اللغة العربية‪ ،‬محمد عبد الغني المصري‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫جمهررررة رسرررائل العررررب‪ ،‬أحمرررد زكررري صرررفوت‪ ،‬مكتبرررة الحلبررري‪ ،‬القررراهرة‬ ‫‪-9‬‬
‫‪1211‬م‪.‬‬
‫فررن التحريررر العربرري – د‪ .‬أحمررد صررالح الشررنطي‪ ،‬دار األنرردلس السررعودية‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.1221‬‬
‫مفاهيم أساسية في اللغة واألدب‪ ،‬هيثم علي حجازي‪ ،‬الدار األهلية‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫الكتابة الوظيفية‬

‫د‪ .‬عبد اهلل مقداد‬

‫‪91‬‬
91
‫الكتابة الوظيفية‬
‫‪ ‬فن السرية‬
‫‪ ‬السرية الذاتية‪ -‬السرية األكادميية‬
‫‪ ‬اإلعالن‬
‫‪ ‬الربقية‬
‫‪ ‬العقود‬
‫‪ ‬احملضر‬

‫د‪ .‬عبد اهلل مقداد‬

‫‪92‬‬
‫السريل الذاتية‬
‫‪The Art of Biography‬‬ ‫فن السريل‬
‫(‪)1‬‬
‫تعريفها‬
‫السيرة‪ ،‬هي تصوير حياة شخص متميرز مسرتمدا ك مرن األحرداة الردائرة حولره‪،‬‬
‫أو من طبيعة سلوكه الخلقي والنفسي‪ ...‬بلغة أدبية ممتعة‪.‬‬
‫وهرررذا التصررروير يرتكرررز علرررى اختيرررار أخبرررار وحقرررائق ومعلومرررات مرررن حيررراة‬
‫الشخص وعرضها بومانة وصدق تاريخي مع الحفاف على وحدة الموضروع بحيرة‬
‫ال يسمح الكاتب لحياة اآلخرين بون تسيطر على بطل السيرة‪.‬‬
‫وهررذا يعنرري أن بطررل السرريرة المحررور األساسرري الررذي ترردور حولرره األحررداة‪،‬‬
‫يجمررع بررين الترراريه والنقررد والقصررة‪ ،‬ولغترره سررهلة تصررويرية تنبعررة منهررا حرررارة‬
‫التعبير‪.‬‬
‫السيرة العربية القديمة والتراجم‬
‫في ضوء الفهم السابق للسيرة نعرض لما حمل هذا االسرم فري الثقافرة العربيرة‬
‫القديمة‪.‬‬
‫فقد ذاعت شهرة سيرة ابن هشام‪ ،‬وقبله سيرة ابن شرهاب وابرن اسرحق وكرذلأ‬
‫راجررت كتررب الطبقررات والتررراجم‪ .‬فهررل هررذا ضررمن مررا نقصررد بالسرريرة؟ إن مفهرروم‬
‫السيرة القديم يختلف عنره حرديثاك‪ ،‬فالسريرة آنرذاأ كانرت جرزءا ك مرن التراريه‪ ،‬ونشروت‬
‫وترعرعت في أحضرانه‪ ،‬وكانرت تهردف إلرى مرا يهردف إليره التراريه مرن االعتبرار‪،‬‬
‫ولررذلأ فررإن سرريرة رسررول هللا ‪ ‬الترري كتبهررا موسااى اباان عقبااة والزهاار جرراءت‬
‫معنعنررة مسررندة كروايررة الترراريه واألحاديررة فرري تلررأ العصررور‪ ،‬لررذلأ كرران أسررلوبا‬
‫متقطعا ك وغير مسترسرل بسربب الروايرات واإلسرناد‪ ،‬وحينمرا تخفرف ابرن اسرحق مرن‬
‫اإلسناد وأدخل فيها الشعر المنحول وغير المنحول لقي انتقادا ك شديداك‪.‬‬
‫على أن الدافع إلى توليفها لرم يكرن االعتبرار فقرط وإنمرا ألن سريرة الرسرول ‪‬‬
‫جرزء مررن السرنة‪ ،‬فهرري والحرردية مصردران هامرران مررن مصرادر التشررريع اإلسررالمي‬
‫(باإلضافة إلى القرآن الكريم)‪ ،‬ولذلأ ال بد أن تكرون سريرته عليره الصرالة والسرالم‬
‫واضحة كل الوضو موثقة؛ ليسهل استنباط األحكام‪.‬‬

‫(‪ )1‬انفر د‪ .‬إحسان عباس‪ ،‬فن السيرة دار الثقافة بيروت سنة ‪.1210‬‬
‫‪93‬‬
‫وهنراأ سربب آخررر فري كتابرة سرريرته عليره الصرالة والسررالم هرو أن المسررلمين‬
‫ورثوا نفرة الجاهلية إلى التاريه‪ ،‬وهي نفرة قائمة على األيام والحروب‪ ،‬فجاءت‬
‫السير األولى مهتمة بالمغازي ومسجلة للمعارأ تسجيالك دقيقاك‪ ،‬ولكن الجديد والمهرم‬
‫ه رو بيرران سررنة النبرري ‪ ‬فرري معامالترره الحربيررة مررن قتررال‪ ،‬وأسررر‪ ،‬وفررداء‪ ،‬وفرريء‪،‬‬
‫ونساء‪ ،‬وأطفال وأشجار‪ ...‬إله‪.‬‬
‫فهذ السيرة وأشباهها ال تعد من السيرة الفنية األدبية المررادة بالبحرة‪ ،‬ألنهرا‪-‬‬
‫وإن كانررت ترردور حررول موضرروع واحررد‪ -‬جرراءت روايررات متفرقررة غيررر مسترسررلة‪...‬‬
‫وهدفها ليس لإلمتاع‪.‬‬
‫أمررا كتررب التررراجم والطبقررات علررى نحررو مررا نشرراهد فرري ترراريه بغررداد للخطيررب‬
‫البغدادي‪ ،‬وتاريه دمشق البرن عسراكر‪ ،‬وتراريه أصرفهان البرن نعريم األصرفهاني‪...‬‬
‫فهي أيضا ك ليست من السير الفنية‪.‬‬
‫ومن هرذا البراب أيضرا ك مرا فهرر فري األنردلس مرن حلقرات متراكمرة مرن الكترب‬
‫حول كتاب واحد مثل (جذوة المقتبس للحميدي)‪ ،‬وتال (بغية الملتمس للضبي)‪ ،‬ثرم‬
‫(الصلة البرن بشركوال)‪ ،‬ثرم (التكملرة البرن االبرار‪ – )..‬فهري فري التراريه والرجرال‪.‬‬
‫ومثلها – وهي من طرائرف األنردلس‪( -‬ال ُمغررب) فري ترجمرة رجرال األنردلس‪ ،‬وقرد‬
‫توارثت عائلة بني سعيد صنعه وتوليفه في أجيال متعاقبة‪.‬‬
‫ويمكررن القررول إن السرريرة التاريخيررة كانررت تمثّررل أقرروى نرروع مررن السررير عنررد‬
‫المسلمين‪ .‬أما السيرة ذات الطابع األدبي فقد بقيت مهملة حتى العصر الحدية‪.‬‬
‫وحتررى تكتمررل صررورة السرريرة القديمررة ال ب ردّ مررن اإلشررارة إلررى فهررور النزعررة‬
‫األدبيررة فرري كتابررة السررير فرري العصررر العباس ري‪ ،‬فقررد اقترررب كررل مررن الجرراحف فرري‬
‫حكاياته‪ ،‬في رسالة التربيع والتدوير‪ ،‬وأبي حيان في مثالب الوزيرين من موضوع‬
‫السيرة األدبية‪ ،‬بما أوتيا من خيال تصويري وبصر نافذ فري طبرائع النراس وأحروال‬
‫المجتمررع‪ ...‬وممررا يتصررل بهررذ النزعررة األدبيررة أيضراك‪ ،‬فهررور نرروع مررن السررير يلبرري‬
‫الحاجرررة إلرررى السرررمر علرررى شررركل قصصررري‪ ،‬مثرررل السرررير المعروفرررة باسرررم (عقرررالء‬
‫المجانين) التي تدور حول المحبّين‪.‬‬
‫ذلأ وضع السيرة العربية قبل عصرر النهضرة‪ .‬أمرا فري الغررب فلرم يكرن حرال‬
‫السرريرة عنرردهم أفضررل‪ ،‬بررل بقرري حتررى القرررن الثررامن عشررر أضررعف مسررتوى وأقررل‬
‫إنتاجراك‪ .‬وخاصررة عنرردما تسررلمها رجررال الرردين(‪ .)1‬إال أنهررا تقرردمت تقرردما ك مطررردا ك فيمررا‬
‫كانت اآلداب العربية تتقوقع وتنحصر في األغراض القديمة‪...‬‬
‫وحينما دبت النهضة في الحياة العربية‪ ،‬بدأت فنون األدب تتنوع وتزدهر‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬إحسان عباس‪ .‬فن السيرة ص ‪.222‬‬


‫‪94‬‬
‫السيرة في فل النهضة الحديثة‬
‫تررروثرت السررريرة فررري فرررل النهضرررة الحديثرررة بالدراسرررات النقديرررة للنصررروص‬
‫والنفريات النفسية والبيولوجية‪ ،‬وأصبح أكثرها أقرب إلى المفهر العلمي منه إلى‬
‫المفهر األدبي‪ .‬على أنه يمكن تمييز ثالثة اتجاهات في كتابة السيرة‬
‫‪ .1‬االجتاه األكادميي وتبنى فيه السيرة علرى التشرريح والتحليرل والمقارنرة ألخرذ‬
‫أحسن الروايرات التري تغررق شخصرية الردارس‪ ،‬وتقطرع الهردوء واالسترسرال‬
‫في األسلوب‪.‬‬
‫‪ .9‬االجتوواه التقليوود وأصررحاب هررذ االتجررا ال يؤمنررون بالدراسررة النقديررة قرردر‬
‫إيمانهم بما قاله القدماء‪ .‬ولهذا‪ ،‬فالسير على هذا االتجا ‪ ،‬تقليدية ال جديد فيها‪،‬‬
‫وتعتمد األسلوب اإلنشائي المفكأ والحماسة المفتعلة‪.‬‬
‫‪ .2‬االجتوواه األدبووي الفو ويعتنرري هررذا االتجررا بررالفرد وإنسررانيته علررى أسرراس مررن‬
‫الصرردق الترراريخي فرري تطررور حياترره وشخصرريته وتكاملهررا‪ .‬وهررذا هررو االتجررا‬
‫المهرررم‪ ،‬ومرررن أفضرررل المحررراوالت ذات الطرررابع األدبررري فررري السررريرة الحديثرررة‬
‫(الغيريررة)‪( ،‬حيرراة الرافعرري) لمحمررد سررعيد العريرران)‪ (1‬والعبقريررات عبقريررة‬
‫مح ّمرررد‪ ،‬عبقريرررة الصرررديق‪ ،‬عبقريرررة عمرررر‪ ،‬عبقريرررة خالرررد‪ ... ،‬معاويرررة فررري‬
‫الميزان‪ ،‬سعد زغلول(‪ )9‬للعقّاد‪( ،‬جبران) لميخائيل نعيمة)‪.(2‬‬
‫ويؤخرذ علرى األولرى (حيراة الرافعري) أنهررا لرم ترسرم للرافعري صرورة متدرجررة‬
‫مكتملة‪ ،‬ولكنها أعطتنا صورة حياة‪ ،‬عن الرافعي اإلنسان‪ ،‬على عكس العقّراد الرذي‬
‫اعتبر رجاله فري سريرة صرنف آخرر مرن البشرر‪ ،‬فرافترض فيهرا القداسرة والعبقريرة‪،‬‬
‫فبرر أي خطو يرا الناس‪ ،‬مع أنره ال يملرأ الشرواهد الدقيقرة القطعيرة‪ ..‬أمرا ميخائيرل‬ ‫ّ‬
‫نعيمررة‪ ،‬فقررد اسررتوفى عناصررر السرريرة الفنيررة ببراعررة مررن حيررة الغايررة والتطبيررق‪،‬‬
‫فعرض لجبران في ضعفه وقوته وحلّل شخصيته أجمل تحليل‪.‬‬
‫أنواعها‬
‫تنقسرم السرريرة مررن حيررة الكاتررب إلررى نرروعين السرريرة الذاتيررة والسرريرة الغيريررة‬
‫(العامررررة) ومررررن حيررررة األسررررلوب تنقسررررم إلررررى ثالثررررة أقسررررام السرررريرة التاريخيررررة‪،‬‬
‫والقصصية‪ ،‬والساخرة‪.‬‬
‫أما السيرة الذاتية فهي التي يكتبها األديب عن نفسه‪ ،‬ومرن أقردمها فري العصرر‬
‫الحدية كتاب أحمد فارس الشدياق (الساق على الساق فيما هو الفارياق) وقد نهرع‬

‫(‪ )1‬صدرت سنة ‪.1211‬‬


‫(‪ )9‬صدرت سنة ما بين ‪.1210 – 1219‬‬
‫(‪ )2‬صدرت سنة ‪.1211‬‬
‫‪95‬‬
‫أسلوب المقامات الساخرة‪ ..‬أما أفضل هذ السير الذاتية وأرقاها فهو كتاب (األيرام)‬
‫لطه حسين‪ ،‬وقد توثّر به أحمد أمين في سيرته (حياتي)‪ ،‬ويمكرن تسرطير المفارقرات‬
‫التالية بينهما‬
‫‪ -1‬إن أسررلوب طرره حسررين أسررلوب تعبيررري تصررويري موسرريقي كثيررر التكرررار‪،‬‬
‫وذلأ تقريري إخباري بسيط‪.‬‬
‫‪ -9‬توثر أحمد أمين بطه حسين من حية السرد وفي بعض الموضوعات‪.‬‬
‫‪ -2‬الفترة المصورة عند طه حسين أقصر منها عند أحمد أمين‪.‬‬
‫نمو النفسي الداخلي‪ ،‬بينما صرور أحمرد أمرين‬ ‫‪ -1‬صور طه حسين في (أيامه) ّ‬
‫عالقاته الخارجية بالناس واألماكن‪.‬‬
‫‪ -1‬نما طه حسين بالسيرة الفنية األدبية بينما عاد بها أحمد أمين إلى التاريه‪.‬‬
‫وتنقسم السيرة الذاتية حسب كيانها وغاياتها إلى اماناف التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الااانف ابوبااار المحا ‪ :‬وهررو السرريرة الترري تتضررمن أخبررارا ك ومشرراهدات‬
‫ومذكرات كتبها صراحبها‪ .‬مثرال هرذا الصرنف (مياومرات) القاضري الفاضرل‪،‬‬
‫ورحلة ابن جبير وسيرة ابن سينا وغير ‪.‬‬
‫‪ .2‬مااا يكتااب للتفسااير والتعلياال والتبرياار‪ :‬الهرردف منهررا أن يرردافع الكاتررب عررن‬
‫نفسه أمام التاريه‪ ،‬ويبرر سلوكه في تصرفاته‪ ،‬ويوضح الفروف التي كانت‬
‫تكتنفه ومثاله سير المؤيد فري الردين هبرة هللا الشريرازي وسريرة ابرن خلردون‪،‬‬
‫ومذكرات األمير عبد هللا آخر ملوأ الطوائف في غرناطة‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يااور الاارا الروحاي‪ :‬وتمثلره سريرة ابرن الهيرثم والمنقرذ مرن الضرالل‬
‫للغزالي‪.‬‬
‫‪ .1‬ما يحكي قااة المااامرار فاي الحيااة‪ :‬ومرا فيهرا مرن تجرارب كمرا جراء فري‬
‫كتاب االعتبار ألسامة بن منقذ‪.‬‬
‫أمررا السرريرة الغيريررة‪ ،‬فهرري تلررأ السرريرة الترري يكتبهررا األديررب عررن غيررر ‪ ،‬ومررن‬
‫أفضلها ما كتبه ميخائيل نعيمة عن (جبران)‪.‬‬
‫وقررد يخطررر فرري البررال سررؤال عررن الفرررق بررين السرريرة الذاتيررة والسرريرة العامررة‬
‫(الغيرية)‪ .‬والحقيقة أن هناأ عرددا ك مرن الفرروق تقروم علرى الهردف‪ ،‬والموضروعية‪،‬‬
‫وصيغة المتكلم وطريقة المعالجة‪.‬‬
‫فمن حية الهدف‪ ،‬فرإن السريرة الذاتيرة تهردف إلرى تخفيرف العربء عرن الكاترب‬
‫بالتنفس‪ ،‬عنه وتشترأ مع الغيريّة في أنهما تنقالن التجربة إلى اآلخرين‪ .‬وأمرا مرن‬
‫حية الموضروعية‪ ،‬فالسريرة الذاتيرة تعتمرد علرى العنصرر الرذاتي‪ ،‬فالكاترب فيهرا هرو‬
‫الذي يكتب لنفسه‪ ،‬ويحدثنا عن دخائلها‪ ،‬وعن تجاربه فري الحيراة‪ ،‬ويكشرف لنرا عرن‬
‫‪96‬‬
‫صراعه مع الحياة وأحداثها‪ ...‬ولذا كان ال بدّ من أن يتجر ّرد مرن التحيرز مرع نفسره‪،‬‬
‫فال ينساق في أحكامه مع غرور النفس‪.‬‬
‫وبمعنررى آخررر فررإن السرريرة الذاتيررة تعتمررد علررى العنصررر الررذاتي مررع شرريء مررن‬
‫الموضرروعية‪ ،‬وأمررا السرريرة العامررة فتعمررد علررى الموضرروعية مررع شرريء مررن الذاتيررة‬
‫المتمثّلة في إعجاب الكاتب ببطل السيرة(‪.)1‬‬
‫وهناأ من يرى أن ال فررق بينهمرا فري الهردف والشركل والمضرمون سروى أن‬
‫األولى تكتب بصيغة المتكلم وأحيانا ك بصيغة الغائب‪ .‬فمرثالك كران طره حسرين يتحردة‬
‫عن الفتى ويقصد نفسه‪ ،‬أما الغيرية فهي مالزمة للغائب‪.‬‬
‫وأما في طريقة المعالجة‪ ،‬فالسيرة الذاتية نقرل مباشرر للمعلومرات والتفسريرات‬
‫من نفس الكاتب‪ .‬أما السيرة العا ّمة فهي نقل للحوادة واألخبار عن طريق الشواهد‬
‫والوثائق‪...‬‬

‫عناصرها وخصائصها الفنية‬


‫السرريرة فررن ال علررم‪ ،‬برردليل أنّررا لررو طلبنررا مررن عشرررين كاتب را ك كتابررة سرريرة عررن‬
‫شخص ما‪ ،‬فإننا سنحصل علرى عشررين سريرة مختلفرة األسرلوب والهيكرل والبنراء‪..‬‬
‫وفنيّة السيرة تتضح بدراسة عناصرها‪.‬‬
‫والسيرة كوي عمرل أدبري‪ ،‬تقروم علرى فكررة‪ .‬وفكرتهرا هري اإلعجراب بشرخص‬
‫متميررررز‪ ،‬أو إعجرررراب الشررررخص بتجربترررره الذاتيررررة المتميررررزة‪ ،‬فيرررررى نقلهررررا بصرررردق‬
‫موضوعي نسبي لآلخرين‪.‬‬
‫وال بررد للكاتررب مررن تصرروير صررراع بطررل السرريرة مررع الحيرراة وأفعالهررا‪ ،‬وهررذا‬
‫يحتاع إلى خيال كالخيال الموجود في األدب التفسيري (ليس خياالك هائماك)‪.‬‬
‫وتصروير الصرراع وإقامتره فري السريرة يولّرد عنصرر التشرويق والحيويرة الرذي‬
‫يجرررذب القرررار‪ ،‬ويمتعررره‪ ،‬فتنبعرررة الحركرررة والحيررراة فررري السررريرة مصررربوغة بطيرررف‬
‫يحس بها الكاتب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العواطف التي‬
‫وحتى تتم عملية اإلعجاب واإلمتاع ال بدّ أن يندمع الكاتب فيما يكترب فتتسرلل‬
‫العواطف الهادئة الرقيقة إلى نفس القار‪ ،‬فتعلو في مواطن القوة والشدّة‪ ،‬وتهدأ في‬
‫مواطن الضعف‪.‬‬
‫وال ب ردّ للكاتررب أيض را ك أن يراعرري وحرردة الموضرروع فيرردير األحررداة بشرركل ال‬

‫(‪ )1‬ذكر إحسان عباس أن السيرة الذاتية تسير من الداخل إلى الخارع ويقصد أن الكاتب يغرف مرن‬
‫نفسه ليعطي اآلخرين‪ .‬وفي السيرة الغيرية يوخذ الكاتب األدلة والشواهد من الخارع ويدخل بها‬
‫إلى نفس بطل السيرة‪ .‬والكاتب في السيرة الذاتية هو شاهد وقاض فيحكم لنفسه‪ .‬أما الكاترب فري‬
‫السيرة الغيرية فشاهد فقط‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫يسمح فيره لحيراة اآلخررين الرتحكم فري منحرى السريرة فتكرون برذلأ متماسركة متصرلة‬
‫وصورة البطل فيها نامية مكتملة‪.‬‬
‫وقد يتّبع الكاتب في أسلوبه الطريقة الحكائيرة السرردية أو الدراميرة الحواريرة‪،‬‬
‫وقد يمزع بينهما‪.‬‬
‫فإذا طرحنا السؤال التالي‪ ،‬كيف يمكن أن تكون السيرة فنّا ك مع أنهرا تقروم علرى‬
‫عمل ذهنري واألدب وجرداني؟ أو كيرف تكرون فنرا ك وفيهرا الترزام بالصردق التراريخي؟‬
‫كرران الجررواب مررا سرربق‪ ،‬وبإجابررة مختصرررة نقررول إن الفررن األدبرري يقرروم علررى فكرررة‬
‫وتوثير وأسلوب وخيال (بسيط في السيرة) وصردق فنري وعاطفرة (سرببها اإلعجراب‬
‫أو غير )‪ ،‬وكل ذلأ موجود في السيرة وهي – وإن كانت عمالك ذهنيا ك‪ -‬فالخيال هو‬
‫الذي ينفم‪ ،‬واألسلوب هو الذي يعرض فيجعلها فنا ك دقيقا ك يحتاع إلى مهارة خاصة‪.‬‬
‫كاتبها‬
‫سبق القول إن كتابرة السريرة تحتراع إلرى مهرارة خاصرة‪ ،‬باإلضرافة إلرى تروفير‬
‫المعلومررات عررن بطررل السرريرة وتميررز ‪ ،‬وفرروق ذلررأ كلرره ال بردّ أن يُحرردة هررذا التميررز‬
‫تجاوبا ك نفسيا ك أو عقليا ك لردى الكاترب والقرار‪ ...،‬لكرن مرا هري صرفات الكاترب بعرد أن‬
‫تتوفر كل هذ المطالب؟ ال بدّ أن تتوفر فيه الصفات التالية‬
‫‪ .1‬اطالع واسع وإن كان ال يحتاع إلى خيال وساع‪.‬‬
‫‪ .9‬يقفررررة ذهنيررررة مسررررتمرة مشررررفوعة بإرهرررراف خرررراص فرررري التمييررررز والحرررردس‬
‫والترجيح‪...‬‬
‫‪ .2‬فن وذوق كالقصصي والشاعر‪.‬‬
‫‪ .1‬قدرة نقديرة وقردرة علرى اسرتنباط المعلومرات مرن مصرادر غيرر مباشررة‪ ،‬فرإذا‬
‫كان بطل السيرة شاعرا ك فقد يستفيد الكاتب من شعر الشيء الكثير‪. ..‬‬
‫‪ .1‬كاتب السيرة ال يكتب إال حين تبل تجربتره أو تجربرة مرن يكترب عنره مرحلرة‬
‫النضع‪.‬‬
‫الفرق بين السيرة والقصة‬
‫قد تتشابه القصة والسيما التاريخية فيها مع السيرة‪ ،‬فما هي الفروق بينهما‬
‫حرر فري خلرق الشخصريات وخلرق مواقرف ومحراورات‪ ،‬وقرد يعتمرد‬ ‫‪ )1‬القصصي ُّ‬
‫علررى عناصررر مسررتمدة مررن الترراريه فرري قصررته‪ ،‬ولكنرره يضرريف إليهررا مررا يرررا‬
‫مالئما ك لمواقف الشخصية‪ ،‬فتكون شخصيته عالما ك جديدا ك ليس له وجود حقيقي‬
‫وإن كان فيها عناصر حقيقيرة‪ .‬وشخصريات السريرة حقيقيرة ال وهرم وال خيرال‬
‫فيها‪..‬‬

‫‪98‬‬
‫حر في الخيال‪ ،‬سواء في جوهر القصة أو في أحرداثها وإن اسرتفاد‬ ‫القصصي ُّ‬ ‫‪)9‬‬
‫من التاريه‪ ،‬أما كاتب السيرة فهو مقيد بالواقع التاريخي‪ ،‬فرال بردّ لره مرن أدلرة‬
‫يستند إليها (مذكرات رسائل‪ ،‬مقابالت‪ ،‬معلومات تاريخية‪....‬‬
‫شخصرريات السرريرة غيررر طويلررة العمررر ألن كاتررب السرريرة ينتخررب مررن حيرراة‬ ‫‪)2‬‬
‫البطل ما هرو جردير بالكتابرة‪ ،‬وال يسرتطيع أن يمرنح شخصريته وجرودا ك جديردا ك‪،‬‬
‫صاص كما يشاء‪.‬‬ ‫صة التي يمدها الق ّ‬ ‫على عكس شخصيات الق ّ‬
‫صة‬ ‫السيرة تنتهي بالموت (ألنها تتحدة عن حياة شخص حتى موته)‪ ،‬أما الق ّ‬ ‫‪)1‬‬
‫فقد ال تنتهي بالموت‪....‬‬
‫صة الراوي أو‬ ‫كاتب السيرة يحدثنا إما عن نفسه أو عن بطل السيرة‪ ،‬وفي الق ّ‬ ‫‪)1‬‬
‫الشخوص هم الذين يتحدثون‪.‬‬
‫صة المحدد وانفتا السيرة بحيرة تقرع فري‬ ‫وأخيرا ك يمكن الحدية عن طول الق ّ‬ ‫‪)0‬‬
‫بضع مجلدات‪ ،‬ومن جهرة أخررى‪ ،‬فرإن هردف السريرة أن ترسرم حيراة شرخص‬
‫صة اإلمتاع‪.‬‬‫وهدف الق ّ‬
‫السيرة األكاديمية‬
‫يطلق عليها خطو ك السيرة الذاتية‪ ،‬والواقرع أنهرا سرجل مختصرر للشرخص ّ‬
‫تردون‬
‫فيها معلومات عامة عن الشخص والشهادات العلمية التري حصرل عليهرا والخبررات‬
‫العمليرة واألنشرطة التري مارسرها ويمارسرها‪ ،‬وهرري تقردم عرادة للجهرات التري يرغررب‬
‫الشخص صاحب السيرة العمل فيها‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وإليأ صورة مختصرة للسيرة األكاديمية‬
‫املعلومات العامة‬
‫االسم ‪.......................................‬‬
‫تاريه الوالدة ‪................................‬‬
‫الجنسية ‪......................................‬‬
‫الحالة االجتماعية (أعزب‪ ،‬متزوع)‬
‫العنوان ‪.....................................‬‬
‫الهاتف ‪......................................‬‬
‫الشهادات العلمية‬
‫تاريه التخرع‪ .‬التقدير‬ ‫مكانها‬ ‫التخصص الجامعة‬ ‫نوع العمل‬

‫الخبرات العملية‬
‫تاريه التخرع‪ .‬التقدير‬ ‫مكانه‬ ‫نوع العمل‬

‫مؤهالت أخرى (طباعة‪ ،‬كتب‪ ،‬أبحاة‪ ،‬محاضرات‪ ،‬دورات‪)............‬‬


‫المنح والمكافآت (إن وجدت)‬
‫اللغات (ودرجة إتقانها)‬
‫المعرفون أسماء ثالثة أشخاص يزكونه للعمل كتابة أو مشافهة‬
‫العنوان ورقم الهاتف‬ ‫مكان العمل‬ ‫االسم‬
‫‪-1‬‬
‫‪-9‬‬
‫‪-2‬‬
‫هررذا ويجرردر اإلشررارة إلررى أن السرريرة األكاديميررة ال ترسررل وحرردها إلررى الجهررة المررراد‬
‫العمل فيها وإنمرا ترفرق برسرالة تغطيرة مرع األوراق الرسرمية مرن شرهادات وخبررات‬
‫وتوصيات‪.‬‬

‫ومن أمثلة رسائل التغطية والتي يكون في طيّهرا األوراق الرسرمية يكترب صراحب‬
‫الطلب رسالة يوضح فيها رغبته في تقديم الطلب‪ ،‬والوفيفة التري أعلرن عنهرا‪ ،‬والكفراءة‬
‫التي لديه‪ ،‬وتميز عرن غيرر فري أي حقرل مرن حقرول الوفيفرة‪ ،‬ثرم الخاتمرة‪ ،‬وفيمرا يلري‬
‫نموذع لذلأ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫السيد األستاذ مدير مدارس العمرية‬
‫حممد أمحد عبد الكريم‬
‫عمان ص‪ .‬ب ‪597‬‬
‫تحية طيبة وبعد‬
‫فإنه يسرني أن أتقدم بطلبي هذا لملء الوفيفة الشاغرة في قسم اللغرة العربيرة‬
‫عنرردكم فرري مرردارس البنررين والمعلررن عنرره فرري جريرردة الدسررتور يرروم األربعرراء ‪/9/1‬‬
‫‪12‬م‪.‬‬
‫حاليا ك أعمل في مدرسة القدس في إربد ولكنني أطمح للعمل فري مدارسركم لمرا‬
‫لها من سمعة طيبة ومجال واسع في النشراط الثقرافي الرذي أمتلرأ قردرة ورغبرة فري‬
‫ممارسته‪.‬‬
‫لقد حصلت على بكالوريوس لغة عربية من جامعرة اليرمروأ‪ ،‬ودرسرت عرددا ك‬
‫مررن الرردورات فرري الحاسرروب والطباعرررة وحضرررت عررددا ك مررن الرردورات التربويرررة‬
‫المتعلقة بهذ الوفيفة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فقد عملت مدرسا ك في عدد من المدارس الخاصرة لمردة ثرالة‬
‫سنوات زادت في خبرتي وتعاملي مع الطلبة‪.‬‬
‫مرفررق فرري هررذ الرسررالة األوراق الرسررمية مررن شررهادات وخبرررات‪ ،‬وأنررا علررى‬
‫استعداد لإلجابة عن االستفسارات المطلوبة وذلأ إذا رغبتم باالتصرال علرى هراتف‬
‫‪ 029192‬أو الكتابة على العنروان الترالي عمران‪ ،‬ضراحية األميرر حسرن بقالرة عبرد‬
‫الرزاق‪ -‬ص‪.‬ب ‪.121‬‬
‫المخلص‬
‫حممد أمحد عبد الكريم‬

‫رسالة اجلوا‬
‫وهرري الرسررالة الترري تكررون ردا ك علررى رسررالة سررابقة‪ ،‬وفيهررا يشررير الكاتررب إلررى‬
‫موضوع الرسالة السابقة وتاريخها‪ .‬وفي فقرة ثانية يعلمه المطلوب أو القرار الرذي‬
‫توصل إليه‪ .‬ثم يختتمها باألمنيات الطبية إن كان القرار سلباك‪ ،‬وإال فيحثّه على عمل‬
‫شيء كالحضور للمقابلة‪ ،‬أو إرسال صور شخصية‪ ،‬أو كتابة تفصيل عن فروفه‪..‬‬
‫وفيما يلي نموذع من ذلأ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫املدارس العمر ة‬
‫التاريه ‪1229/2/2‬‬
‫الرقـم‬
‫ط‪1229/9/‬‬
‫السيد حممد أمحد عبد الكريم‬
‫عمان ص‪ .‬ب ‪121‬‬
‫تحية طيبة وبعش‬
‫ردرس‬‫فقررد وصررلتنا رسررالتكم المؤرخررة فرري ‪ 1229/9/91‬بخصرروص وفيفررة مر ّ‬
‫لمادة اللغة العربية بمدارس العمرية‪.‬‬
‫وإننا إذ نشكر لكم اهتمامكم بالعمل معنا نعلمكم أنره تقررر موعرد مقرابلتكم يروم‬
‫األحررد ‪1229/2/2‬م التخرراذ القرررار المناسررب فيم را بعررد‪ .‬لررذا نرجررو حضرروركم فرري‬
‫الموعد المحدد في مقر مدارس العمرية الكائن في تالع العلي مكتب المدير العام‪.‬‬
‫نرجو لأ فرصة طيبة‪ ،‬والسالم عليكم‬
‫مدير قسم التوظيف‬
‫حامت بكر‬
‫وإذا كان الرد سلباك‪ ،‬فيكون الجواب في الفقرة الثانية على النحو التالي‬
‫لقد اطلعنا على أوراقكم مع ما وصرلنا مرن طلبرات أخررى‪ ،‬وكران القررار عردم‬
‫توفر الوفيفة في الوقت الحاضر فنتمنى لأ فرصة أفضل‪ ..‬والسالم عليكم‪.‬‬
‫أو‬
‫يؤسفنا إبالغكم عن ملء الوفيفة‪ ،‬ونتمنى لأ حفا ك أوفر‪.‬‬
‫والسالم عليكم‬

‫‪112‬‬
‫اإلعال‬
‫يعلن الفرد منّا أحيانا ك لآلخرين في اإلذاعة أو التلفراز أو فري الصرحف المحليرة‬
‫عن حاجة معينة طلبا ك لسرد هرذ الحاجرة والعمرل علرى تلبيتهرا‪ .‬واإلعرالن مشرتق مرن‬
‫الفعل (أعلن))‪ (1‬إعالناك‪ ،‬فهو مصدر معنا‬
‫إفهار الشيء بالنشر عنه في أي وسيلة من وسائل اإلعالن المذكورة سابقاك‪.‬‬
‫واإلعرالن متعردد األغرراض‪ ،‬فقرد يكرون لمرلء وفيفرة شراغرة‪ ،‬ضرمن شرروط‬
‫معينررة‪ ،‬وقررد يكررون الهرردف منهررا ترروجير عقررار أو بيعرره أو شرررائه‪ ،‬أو مبادلترره بشرريء‬
‫آخر‪ ،‬وقد يكون إعالنا ك عرن وفراة شرخص مرا‪ ،‬أو ترويجرا ك لبضراعة معينرة‪ ،‬ومرا إلرى‬
‫ذلأ مما يحتاجه األفراد في حياتهم‪.‬‬
‫ويجب أن يتوفر في ابعالن النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الفكرة األساسية التي يريد اإلعالن عنها‪.‬‬
‫‪ -‬مناسبة حجم اإلعالن (عدد كلماته) مناسبة للسعر‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطبته وجدان القار‪ ،‬وثقافته‪.‬‬
‫‪ -‬يتفق مع رو العصر وثقافته‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون لغته سهلة‪ ،‬واضحة‪ ،‬موجزة‪.‬‬

‫(‪ )1‬لسان العرب (أعلن)‪.‬‬


‫‪113‬‬
‫وإليأ نماذع من هذ اإلعالنات‬

‫إعالن بيع بأسعار مغرية‬


‫‪ -9‬مكيفات هواء‬ ‫‪ -1‬أجهزة ومواد إنشائية‬
‫‪ -1‬مولد كهرباء‬ ‫‪ -2‬بالد صيني سادة‬
‫المراجعة مع تليفون (‪)....................‬‬

‫وظائف شاغرة‬
‫تعلن وزارة العمل عن توفر عدد معين مرن الشرواغر للعمرل فري مؤسسرة‬
‫الشركة الحديثة للميكانيأ الكائن في المدينة الصناعية بمدينة سحاب‪ ،‬فعلى من‬
‫لديه الرغبرة فري مرلء أحرد هرذ الشرواغر أن يراجرع مكترب عمرل مدينرة عمران‬
‫الصناعية مصطحبا ك معه شهادات الخبرة المطلوبة‪.‬‬
‫بيت مفروش لإلجيار أو البيع‬
‫بيت طابق أول يتكون من ثالة غرف نوم‪ ،‬وصالون وسفرة‪ ،‬مع حديقرة‬
‫يقع على الشارع الرئيسي المقابل للجامعة األردنية‪.‬‬
‫للمراجعة يرجى االتصال مع المالأ مباشرة تليفون (‪)...............‬‬
‫الشركة األهلية األردنية‬
‫تعلررن عررن حاجتهررا إلررى شرراب طمررو للعمررل لررديها كمسرراعد صرريدلي‪ ،‬مررع‬
‫خبرة ال تقل عن سنتين في مجال العمل‪ .‬الراتب حسب الكفاءة‪.‬‬
‫لمزيد من المعلومات يرجى االتصال بمكاتب الشركة فري عمران ص‪ .‬ب‬
‫(‪)........‬‬

‫‪114‬‬
‫الربقية‬
‫يشترط فيها أن تكون موجزة تعبّر بوضو عن الهدف الذي أرسلت من أجله‬
‫ومن ذلأ‬
‫أ‪-‬برقية تعزية‬
‫إىل‪ ....‬آل عوض اهلل الكرام‪ /‬الزرقاء‪ /‬حي معصوم‬
‫مصابكم مصابنا‪ ،‬للفقيد الرحمة‪ ،‬ولكم الصبر والسلوان‪.‬‬
‫أمحد سليمان‬
‫كلية اآلداب – جامعة العلوم التطبيقية‬
‫عمان‬

‫****‬
‫ب‪ -‬برقية تهنئة‬
‫إىل األخ عمر حممود‪ /‬جبل النصر‪ /‬عمّان‬
‫أهنررئكم بحلررول عيررد الفطررر المبررارأ أعرراد هللا علرريكم وعلررى األمررة العربيررة‬
‫ّ‬
‫بالعزة والمتعة والسؤدد‪.‬‬ ‫واإلسالمية جمعاء‬
‫عبد اهلل بشري‬
‫إربد‪ -‬حي النزهة‬

‫‪115‬‬
‫وم ّما يجدر العلم به أن البرقية أصبحت وسيلة قديمة في عرالم االتصراالت‪ ،‬إذ‬
‫ح ر ّل محلّهررا الناسررول (الفرراكس ‪ )Fax‬وهررو جهرراز هرراتفي مررزود بآلررة تصرروير تنقررل‬
‫صورة الورقة السلكيا ك إلى جهاز مماثل في مكان آخرر مرن العرالم‪ ،‬وبعضرها يرسرل‬
‫الورقة إلى أي جزء من العالم في أقل مرن نصرف دقيقرة‪ .‬وترتم عمليرة اإلرسرال مرن‬
‫البريد أو من المكاتب الخاصة أو حتى من المنازل‪...‬‬
‫أما البرقية فهري مختلفرة عرن الناسرول بالطريقرة أو الحجرم‪ ،‬إذ يرتم حسراب كرل‬
‫كلمرررة بسرررعر معرررين‪ ،‬لرررذا تكرررون البرقيرررة مختصررررة جرررداك‪ ،‬ويشرررترط فيهرررا مرررع ذلرررأ‬
‫الوضو ‪ ...‬وإليأ نموذجا ك للبرقية‪.‬‬
‫المصدر‪ ...........‬أبرقت إلى مكتب‪ .......‬خاتم التاريه‬ ‫برقية‬
‫‪ TELEGRAM‬الرقم اليومي‪ .....‬إلرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررى‬
‫الرقم الشهري‪ ....‬مومور‪...............‬‬
‫أبرقهرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا‬ ‫عدد الكلمات‪....‬‬
‫المومور‪...........‬‬
‫وقرررت اإليرررداع‪.....‬‬
‫في تاريه‪...............‬‬ ‫‪..................‬‬
‫وقت‪..................‬‬
‫اإلبراق‪................‬‬

‫إلى‪To.................................‬‬
‫‪JOAM‬‬
‫من‪From......................................................................‬‬

‫‪116‬‬
‫العقود‬

‫عقةدة ُ يةع ِقدُ عقدا ك وت ةعقاداك‪ ،‬وعقبد ُ‪.‬‬


‫العقّد نقيض الح ّل‪ ،‬ة‬
‫والعقد العهد‪ ،‬والجمع عقود‪ ،‬وهي أوكد العهود‪ ،‬ويقال ة‬
‫ع ِهدتُ إلى فالن فري‬
‫كذا وكذا‪ ،‬أي ألزمتره ذلرأ باسرتيثاق‪ ،‬والمعاقردة المعاهردة‪ ،‬وعاقرد عاهرد وتعاقرد‬
‫القوم تعاهدوا‪ ،‬وقوله تعالى (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) (‪.)1‬‬
‫قيررل هرري العهررود‪ ،‬وقيررل هرري الفرررائض الترري ألزموهررا‪ ،‬هررذا بعررض مررا يتعلررق‬
‫بررالعقود لغررة(‪ ،)9‬أمررا اصررطالحا ك فيعنرري العقااش‪ :‬اتفرراق بررين طرررفين علررى فعررل شرريء‬
‫معين‪ ،‬والعقش شريعة المتعاقدين‪ ،‬فيضرع كرل طررف الشرروط التري يريردها ويوافرق‬
‫عليها الطرف اآلخر‪ .‬ويشترأ في العقد العناصر التالية‬
‫‪ -1‬وجود طرفين أو فريقين مؤهلين للتعاقد(‪.)2‬‬
‫‪ -9‬وجود شاهدين‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود شيء أو فعل يتفق عليه الطرفان‪.‬‬
‫‪ -1‬التوقيع بالموافقة من الطرفين‪.‬‬
‫‪ -1‬شروط االتفاق‪.‬‬
‫‪ -0‬الزمان الذي يسري فيه االتفاق‪.‬‬
‫‪ -1‬تاريه العقد‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة المائدة آية (‪.)1‬‬


‫(‪ )9‬لسان العرب مادة عقد‪.‬‬
‫(‪ )2‬المؤهل للتعاقد أن يكون بالغا ك عاقالك ليس سفيهاك‪....‬‬
‫‪117‬‬
‫أركا العقد‬
‫للعقش ثالثة أركان أساسية هي‪:‬‬
‫العاقدان‪ ،‬والمعقود عليه أو محل العقد‪ ،‬والصيغة‪.‬‬
‫أو ًال العاقدا وهما الشخصان أو من يقوم مقامهمرا فري االتفراق علرى صريغة‬
‫العقد وشروطه‪ ،‬ومفرد العاقدان العاقد‪ ،‬ويشترط في العاقاش‪ :‬العقرل والتمييرز‪ ،‬فرال‬
‫يصررح عقررد المجنررون‪ ،‬وال السرركران‪ ،‬وال الصرربي غيررر المميررز‪ ،‬فررإذا كرران المجنررون‬
‫يفيق أحيانا ك ويجن أحيانا ك كان ما عقد عند اإلفاقة صحيحاك‪ ،‬ومرا عقرد حرال الجنرون‬
‫غير صحيح‪.‬‬
‫ي‪ ،‬فإن أجاز كان معتدا ك‬ ‫والصبي المميز عقد صحيح‪ ،‬ويتوقف على إذن الول ّ‬
‫به شرعاك‪.‬‬
‫ثانيو ًا املعقووود عليو وهررو الشرريء الررذي يتفرق عليرره بررين العاقرردين سرروا كء أكران‬
‫عمالك أم بيعا ك أم شرا كء‪ ...‬اله‪.‬‬
‫فإذا كان العقد بيعاك‪ ،‬فتشترط في المعقود عليه ستة شروط وهي‬
‫‪ )1‬طهارة العين‪.‬‬
‫‪ )9‬االنتفاع به‪.‬‬
‫‪ )2‬ملكية العاقد له‪.‬‬
‫‪ )1‬القدرة على تسليمه‪.‬‬
‫‪ )1‬العلم به‪.‬‬
‫‪ )0‬كون المبيع مفتوحاك‪.‬‬
‫ثالث ًا الصيغة وهري األلفراف التري يرتم بهرا العقرد وهري اإليجراب والقبرول‪ ،‬وال‬
‫يلزم في اإليجاب والقبول ألفاف معينة‪ ،‬ألن العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني ال‬
‫باأللفاف والمباني‪ .‬والعبرة في ذلأ بالرضا‪.‬‬
‫شروط الصيغة‪:‬‬
‫يشترط في ابيجاب والقبول‪ ،‬وهما اياة العقش‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن يتصرل كرل منهمررا براآلخر فري مجلررس دون أن يحصرل بينهمرا فاصررل‬
‫مضر‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ثانياً‪ :‬وأن يتوافق اإليجراب والقبرول فيمرا يجرب التراضري عليره فري العقرد فلرو‬
‫اختلفررا لررم ينعقررد‪ ،‬فررإذا كرران العقررد عقررد بيررع وشررراء‪ ،‬وقررال البررائع بعتررأ هررذا الثرروب‬
‫بخمسررة دنررانير‪ ،‬فقررال المشررتري قبلترره بوربعررة‪ ،‬فررإن البيررع ال ينعقررد بينهمررا الخررتالف‬
‫اإليجاب عن القبول‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬وأن يكون بلفف الماضي‪ ،‬مثرل أن يقرال اتفرق الطرفران وفري عقرد البيرع‬
‫مررثالك‪ ،‬يقررول البررائع بعررت‪ ،‬ويقررول المشررتري قبلررت أو بلفررف المضررارع إن أريررد برره‬
‫الحال‪ ،‬مثل أبيع وأشتري مع إرادة الحال‪.‬‬
‫فررإذا أراد برره المسررتقبل‪ ،‬أو دخررل عليرره مررا يمحضرره للمسررتقبل كالسررين وسرروف‬
‫ونحوهما كان ذلأ وعدا ك بالعقد‪ ،‬والوعد بالعقرد ال يعردّ عقردا ك شررعيا ك ولهرذا ال يصرح‬
‫العقد‪.‬‬
‫العقد بالكتابة‪:‬‬
‫يجب توثيق العقد بالكتابة‪ ،‬وذلرأ لحفرف حقروق الطررفين‪ ،‬قرال تعرالى فري عقرد‬
‫الرردين (ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) (‪ ...)1‬كمررا يجررب أن يكررون هنرراأ‬
‫شهود على كتابة العقد وخاصة في عقود البيع والزواع وما أشبه ذلأ‪.‬‬
‫كمررا ينعقررد البيررع باإليجرراب والقبررول ينعقررد بالكتابررة‪ ،‬وكمررا ينعقررد العقررد باأللفرراف‬
‫والكتابررة ينعقررد بواسررطة رسررول مررن أحررد المتعاقرردين إلررى اآلخررر بشرررط أن يقبررل‬
‫المرسل إليه عقب اإلخبار‪.‬‬
‫ومتررى حصررل القبررول فرري هرراتين الصررورتين ت ر ّم العقررد‪ ،‬وال يتوقررف علررى علررم‬
‫الموجب بالقبول‪.‬‬
‫عقررد األخرررس وكررذلأ ينعقررد باإلشررارة المعروفررة مررن األخرررس ألن إشررارته‬
‫المعبرررة ع ّمررا فرري نفسرره كررالنطق باللسرران سررواء بسررواء‪ ،‬ويجرروز ل خرررس أن يعقررد‬
‫بالكتابة بدالك عن اإلشرارة إذا كران يعررف الكتابرة‪ ،‬والعقرد شرريعة المتعاقردين فيجرب‬
‫على أطراف العقد بالوفاء بكل ما جاء به العقد مرن بنرود‪ ،‬وهرذا أمرر شررعي قررر‬
‫الشارع الحكيم قال تعالى (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) (‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة اآلية ‪.999‬‬


‫(‪ )9‬سورة المائدة آية (‪.)1‬‬
‫‪119‬‬
‫مناذج من العقود‬
‫عقد تعيني يف جامعة العلوم التطبيقية األهلية‬
‫بتاريه اليوم‪ ............‬الموافق ‪ ........./..../.....‬تم االتفاق ما بين‬
‫الطـر األول‪ :‬جامعررة العلروم التطبيقيررة‪ ،‬ويشررار إليهرا فيمررا بعررد بالجامعرة ويمثلهررا رئيسررها‬
‫وبرررررررين الط ـ ـ ــر الث ـ ـ ــاني‪..............................................................:‬‬
‫والمتخذ محالك مختارا ك في ‪ .........................................‬عمان‪ /‬األردن‬
‫****‬
‫تع ريّن الجامعررة الطرررف الثرراني للعمررل لررديها بوفيفررة ‪ .........‬ويكررون عنررد‬ ‫(‪)1‬‬
‫تعيينرره ألول مرررة تحررت التجربررة لمرردة ثالثررة أشررهر‪ ،‬ويحررق للجامعررة خاللهررا‬
‫إنهاء خدمته واعتبار هذا العقد كون لم يكن‪ ،‬ولهرا الحرق أيضرا ك أن تنقلره إلرى‬
‫أية وفيفة لديها‪ ،‬وذلأ في إطار تخصصه أو أي تخصص قريب من ذلأ‪،‬‬
‫وتكليفه باإلضافة إلى أعمال الوفيفة األصلية القيام بوي عمل أو أعمرال أو‬
‫مهام أخرى‪.‬‬
‫أ‪ .‬يتفررر الطرررف الثرراني كلي را ك للعمررل لرردى الجامعررة خررالل مرردة هررذا العقررد‪،‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫وليس له أن يقوم بوي عمل آخر سواء أكران بمقابرل أم دون مقابرل إال برإذن‬
‫خطي مسبق من الجامعة‪.‬‬
‫ب‪ .‬يتعهرررد الطررررف الثررراني بالتقيرررد بنصررروص وأحكرررام األنفمرررة الداخليرررة‬
‫والتعليمررات والقرررارات النافررذة فرري الجامعررة‪ ،‬وبتنفيررذ جميررع التعليمررات الترري‬
‫ُخرول‬
‫رجرع ي ب‬ ‫ي ةم ِ‬‫تصدرها إليه إدارة الجامعة أو الكلية أو القسرم العلمري أو أ ّ‬
‫صالحية إصدار مثل هذ التعليمات‪.‬‬
‫تدفع الجامعرة للطررف الثراني مقابرل قيامره بالتزاماتره المبينرة فري هرذا العقرد‬ ‫(‪)2‬‬
‫راتبا ك أساسيا ك شهريا ك وقدر ‪ ......‬باإلضافة إلى العالوات المبينرة فري ملحرق‬
‫هررذا العقررد‪ ،‬ويفر ّروض الطرررف الثرراني الجامعررة بررون تسررتقطع مررن مجمرروع مررا‬
‫يسررتحقه مررن راتررب وعررالوات كررل مررا هررو ُمكلّررف برره مررن ضرررائب ورسرروم‬
‫واشتراكات بموجب القوانين واألنفمة المعمول بها في المملكة‪.‬‬
‫يمررنح الطرررف األول للطرررف الثرراني (كررل سررنة) فرري نهايررة مرردة سررريان هررذا‬ ‫(‪)1‬‬
‫العقد راترب شرهر أساسري باإلضرافة إلرى عرالوة االختصراص‪ ،‬وذلرأ زيرادة‬
‫عما هو منصوص عليه في المادة الثالثة من هذا العقد‪.‬‬
‫في حالة إنهاء العقد خالل مدة التجربرة‪ ،‬أو ألي سربب مرن األسرباب المبينرة‬ ‫(‪)1‬‬
‫أدنررا فرري هررذا العقررد ال يسررتحق الطرررف الثرراني أيررة رواتررب أو مكافررآت أو‬
‫حقوق مهما كان نوعها تلي تاريه اإلنهاء‬
‫أ‪ .‬األسباب األمنية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ب‪ .‬االستقالة خالل فترة سريان العقد‪.‬‬
‫ع‪ .‬أي سبب أخالقي يخل بالشرف أو األمانة بعد تحقيق تجربة الجامعة‪.‬‬
‫د‪ .‬ارتكابه أي جناية أو جنحة مخلّة بالشرف أو األخالق واألمانة‪.‬‬
‫هـ‪ .‬تحريضه الغير على القيام باإلضراب أو الشغب‪.‬‬
‫(‪ )0‬يحررق للطرررف األول إنهرراء العقررد خررالل فترررة سررريانه ودون إشررعار فرري الحرراالت‬
‫التالية‬
‫أ‪ .‬إذا أخ ّل الطرف الثاني بوي التزام من التزاماته بموجب هذا العقد‪.‬‬
‫ب‪ .‬إذا رأى رئرريس الجامعررة أن مصررلحة الجامعررة تقتضرري االسررتغناء عررن‬
‫خدمات الطرف الثاني أو إنهاء عمله فورا ك ومن غير إبداء أيرة أسرباب‪،‬‬
‫وفي هذ الحالة يدفع له راتب شهرين أو المدة المتبقيرة مرن العقرد أيهمرا‬
‫أقل‪ ،‬وذلأ تعويضا ك متفقا ك عليه مسبقاك‪.‬‬
‫(‪ )1‬يبدأ سريان هذا العقد اعتبارا ك مرن تراريه مباشررة الطررف الثراني العمرل فري‬
‫الجامعة ويستمر لمدة اثني عشر شرهرا ك أو حترى تراريه ‪ 2/11‬مرن كرل عرام‬
‫أيهما أسبق‪.‬‬
‫(‪ )9‬أ‪ .‬وفي جميع الحراالت يعتبرر هرذا العقرد الغيرا ك إذا لرم يباشرر الطررف الثراني‬
‫العمل خالل أسبوع من بداية السنة الجامعية‪.‬‬
‫ب‪ .‬إذا انقطررع الطرررف الثرراني عررن العمررل دون سرربب مشررروع تقبلرره الجامعررة‬
‫خررالل فترررة سررريان العقررد يُغةر بررم مبلغ را ك وقرردر خمسررة آالف دينررار أردنرري‬
‫كتعويض للطررف األول عرن العطرل والضررر النراجمين عرن التخلرف أو‬
‫االنقطاع مع عدم اإلخالل بالحقوق التي يرتبها قانون العمل للجامعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي خالف قرد ينشرو عرن بنرود هرذا العقرد أو تنفيرذ أحكامره يحرال إلرى مجلرس‬
‫العمداء أو مجلرس الجامعرة للفصرل فري هرذا الخرالف‪ ،‬ويكرون قررار نهائيرا ك‬
‫وملزما ك للطرفين‪.‬‬
‫(‪ )12‬تطبق أحكام قانون العمل األردني على كل مرا لرم ية ِررد بشرونه نرص فري هرذا‬
‫العقد‪.‬‬
‫****‬
‫الطر األول‪:‬‬ ‫الطر الثاني‪:‬‬
‫االسم‪............................:‬‬ ‫االسم‪........................:‬‬
‫التوقيع‪..........................:‬‬ ‫التوقيع‪......................:‬‬

‫‪111‬‬
‫ملحق العقد‬
‫الراتب األساسي (‪ ).......‬ديناراك‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫عالوة بدل النقل (‪ ).......‬ديناراك‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫عالوة إضافية‪ /‬تخصص (‪ ).......‬دينارا ك (‪ %122‬من الراتب األساسي)‬ ‫ع‪-‬‬
‫عالوة غالء معيشة (‪ ).......‬ديناراك‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫عالوة سكن (‪ ).......‬ديناراك‪.‬‬ ‫هـ‪-‬‬
‫عالوة خاصة (‪ ).......‬ديناراك‪.‬‬ ‫و‪-‬‬

‫اجملموع الكلي للراتب (‪ )...........‬د ناراً‬

‫الطر األول‪:‬‬ ‫الطر الثاني‪:‬‬


‫االسم‪............................:‬‬ ‫االسم‪........................:‬‬
‫التوقيع‪..........................:‬‬
‫عقد إجيار‬ ‫التوقيع‪......................:‬‬

‫المؤجر‪..............................................................................‬‬
‫المستوجر‪............................................................................‬‬
‫الموجور (موقعه ونوعه)‪.............................................................‬‬
‫تاريه ابتداء اإليجار‪.................................................................‬‬
‫مدّة اإليجار‪.........................................................................‬‬
‫بدل اإليجار (السعر)‪................................................................‬‬
‫الشروط‬
‫‪ )1‬استلم المستوجر الموجور سالما ك من كل عيب‪ ،‬وعليه تسليمه كذلأ‪.‬‬
‫‪ )9‬يجوز تجديد هذا العقد بزيادة سنوية قدرها ‪ %9‬من القيمة األساسية وبموافقة‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫‪ )2‬ليس للمستوجر الحق بتوجير الموجور أو جزء منه آلخر‪ ،‬أو إدخال شريأ‬
‫معه‪.‬‬
‫‪ )1‬ال يحق للمستوجر أن يحدة أي تغيير في الموجور بدون إذن خطي‪.‬‬
‫‪ )1‬يجب على المستوجر إصال أي عطل في الموجور أو يدفع تكاليف ذلأ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫يحق للمؤجر أن يبني طوابق علوية فوق الموجور أو بالقرب منه‪.‬‬ ‫‪)0‬‬
‫ال يجوز للمستوجر أن يستخدم الموجور لغير الغاية التي استوجر ألجلها أو‬ ‫‪)1‬‬
‫أن يستعمله فيما يخالف الشرع والقانون وأنفمة البالد واآلداب العامة‪.‬‬
‫يدفع المستوجر أثمان الميا والكهرباء‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫شروط إضافية‪...................................................................‬‬ ‫‪)2‬‬
‫وعلى هذ الشروط تم االتفاق بين الطرفين بتاريه ‪..../.../....‬‬
‫املستأجر‬ ‫املؤجر‬ ‫شاهد‬ ‫شاهد‬
‫‪.................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪.................‬‬

‫‪113‬‬
‫عقد عمل زراعي‬

‫فريق أول‪.............................‬جنسيته‪......................‬عنوانه‪......................‬‬
‫فريق ثانٍ‪ .......................‬جنسيته‪ ....................‬عنوانه‪.....................‬‬
‫اتفق الفريقان على ما يلي‪:‬‬
‫أن يعمل الفريق الثاني لدى الفريق األول بمهنة ‪...............................‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يمنح الفريق األول الفريق الثاني مقابل عمله أجرة ‪ ..................‬شهرياك‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫يلتزم الفريق األول بالعقد إذا دخل في العقد فريق ثالة مفروض عرن صراحب‬ ‫‪-2‬‬
‫العمل وقام بالتوقيع على عقد العمل نيابة عن صاحب العمل‪.‬‬
‫شروط إضافية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أ‪ .‬السكن‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطعام‪.‬‬
‫ع‪ .‬بدل مواصالت‪.‬‬
‫د‪ .‬غالء معيشة‪.‬‬
‫حرر هذا العقد بتاريه ‪........./..../.....‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫يسري هذا العقد اعتبارا ك من تاريه إبرامه‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫التاريه ‪........./...../.....‬‬

‫شاهد‬ ‫شاهد‬ ‫الفريق الثاني‬ ‫الفريق األول‬


‫‪.................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪.................‬‬

‫‪114‬‬
‫عقد زواج‬
‫محكمة‪.........‬‬
‫التاريه ‪11 / /‬هـ الموافق ‪12 / /‬م‬
‫في يوم ‪ ..............‬عقدت أنا‪ ...............‬موذون عقود‪ ............‬في ‪...........‬‬
‫ي فيه المكلفان شرعا ك‬ ‫مجلسا ك شرعيا ك في منزل‪ .............................‬وحضر لد ّ‬
‫الخاطب‪ .............................‬والمخطوبة‪.......................................‬‬
‫مكان الوالدة وتاريخها‪ ................‬مكان الوالدة وتاريخها‪........................‬‬
‫مكان اإلقامة‪ ........................‬مكان اإلقامة‪.....................................‬‬
‫الجنسية‪ .............................‬الجنسية‪...........................................‬‬
‫المهنة‪ ...............................‬المهنة‪..............................................‬‬
‫وحضر معهما شاهدا العقد السيد‪ ..............‬من‪ ...........‬وسكان‪..............‬‬
‫السيد‪ ..................‬من‪ ..............‬وسكان‪.......................................‬‬
‫وقرر الخاطبان في هذا المجلس أنهما يرغبان في إجراء عقد نكاحهما برضاهما‬
‫وموافقة الولي الشرعي للمخطوبة‪......................................................‬‬
‫على مهر مع ّجل قدر ‪..................................................................‬‬
‫ومهر مؤ ّجل قدر ‪.......................................................................‬‬
‫وتوابع مهر‪..............................................................................‬‬
‫المباشران للعقد‪..........................................................................‬‬
‫شروط أحد الزوجين‪....................................................................‬‬
‫وقررت المخطوبة توكيل‪...............................................................‬‬
‫وأقر وليّها‪ /‬وكيلها‪....................................................................‬‬
‫ّ‬
‫هذا وقد اطلع الشاهدان المذكوران أعال على جميع ما ذكر وشهدا عليه‬
‫وأقرا بصحته‪ .‬وأق ةر الخاطبان أنهما يتحمالن كامل المسؤولية الشرعية والقانونية‬ ‫ّ‬
‫إذا فهر خالف ذلأ وبناء على هذا‪ ،‬وبعد التحقق من المستندات وانتفاء الموانع‪،‬‬
‫فقد أجريت بتوفيق هللا عقد الزواع بين الخاطبين المذكورين وس ّجلته بالقسيمة رقم‬
‫(‪ )....‬ووقعته حسب األصول وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫الزوج أو وكيله الزوجة أو وكيلها‬ ‫شاهد‬ ‫شاهد‬
‫‪................. .....................‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪.................‬‬

‫املأذون‬ ‫الولي الشرعي‬


‫‪..................‬‬ ‫‪.................‬‬

‫‪115‬‬
‫طلب عقد زواج‬
‫فضيلة القاضي ‪ ...............................................‬الشرعي المحترم‬
‫المستدعي‪ .............................‬من بلدة‪..................................‬‬
‫املطلوب‪ -:‬طلب صورة عن وثيقة الزواج‬
‫تحية وبعد‬
‫فورجو التكرم باإليعراز لمرن يلرزم إلعطرائي صرورة عرن وثيقرة زواجري‬
‫في ضوء المعلومات التالية‬
‫اسم الزوجة ‪..................................‬‬
‫تاريه الزواع ‪..................../..../....‬‬
‫اسم الموذون الشرعي‪..........................‬‬
‫وتفضلوا بقبول فائق االحرتام‬
‫التاريخ ‪ .............../..../.........‬املستدعي‪...............................‬‬

‫‪116‬‬
‫احملةر‬
‫المحضررر فررري اللغرررة بمعنرررى السرررج ّل‪ ،‬ويررررتبط المحضرررر عرررادة باالجتماعرررات‬
‫ومسجل لما يجري في اجتماع رسمي (ليست مرتبطة بالحكومة)‪.‬‬
‫وقد تكون االجتماعات إدارية‪ ،‬وقد تكون قضائية‪ ،‬وقد تكون برلمانيرة‪.....‬إله‬
‫حتى يتم الرجوع إليها حين الحاجة‪.‬‬
‫حماضر الشركات واملدارس‪......‬إخل‬
‫شروط عامة للمحضر‪:‬‬
‫أن يكون المحضر موجزاك‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون المحضر واضحا ك لئال يقع توويل‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أن يكرررون دقيقرررا ك ألنررره قرررد يتضرررمن قررررارات‪ ،‬وقرررد تكرررون‬ ‫‪-2‬‬
‫حساسة‪.‬‬
‫حسن الطباعة وحسن اإلخراع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األداء اللغوي‪ ،‬وحسن التقسيم‪ ،‬وترتيب الفقرات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما يشتمل عليه احملضر‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫يشتمل على الرقم السنوي‬ ‫‪-1‬‬
‫المكان‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫التاريه والوقت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫رئيس االجتماع أو من ينيبه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أسماء الحاضرين فردا ك فردا ك (ينبغي ذكر األسماء كلها)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أسماء المعتذرين‪ ،‬ثم أسماء الغائبين‪ ،‬وأسماء المجرازين‪ ،‬ثرم أسرماء الرذين‬ ‫‪-0‬‬
‫حضروا االجتماع ممن ليسوا أعضاء فيه‪.‬‬
‫نص جدول األعمال‪ ،‬ويمكن أن يذكر متفرقا‪.‬ك‬ ‫‪-1‬‬
‫المسررائل الترري بحثررت‪ ،‬وربمررا تطل رب األمررر إيررراد مرروجز للنقررا حولهررا‬ ‫‪-9‬‬
‫وليس ضروريا ك أو مرغوباك‪.‬‬
‫القرارات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقت انفضاض االجتماع أو الجلسة‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫موعد االجتماع التالي‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪117‬‬
‫منوذج‬

‫حمضر اجتماع رقم ‪ 37‬جمللس املعلمني‬


‫المكان‪ :‬قاعة االجتماعات‪.‬‬
‫الزمان‪ :‬االثنين ‪ 1221/1/11‬الساعة العاشرة صباحاك‪.‬‬
‫نص احملضر‪:‬‬
‫عقررد مجلرس المعلمررين فرري مدرسررة خالررد بررن الوليررد الثانويررة اجتماعرره الخررامس‬
‫عشر للعام الدراسي الحالي برئاسة السيّد‪ /‬أحمد عبرد هللا مردير المدرسرة‪ ،‬وحضرور‬
‫أعضاء المجلس التالية أسماؤهم‬
‫‪. .................................. -9‬‬ ‫‪. .................................. -1‬‬
‫‪. .................................. -1‬‬ ‫‪. .................................. -2‬‬
‫‪. .................................. -0‬‬ ‫‪. .................................. -1‬‬
‫وقد اعتذر عن عدم الحضور كل من األستاذ‬
‫‪. .................. -2‬‬ ‫‪. ................... -9‬‬ ‫‪. .............. -1‬‬
‫وتغيّب عن االجتماع األستاذ‪....................................................‬‬
‫ولم يتمكن ك ّل من فالن‪ ..................‬وفالن ‪ .................‬من الحضور‪.‬‬
‫وبذلأ يكون االجتماع قانونيا ك لتوافر النصاب‪.‬‬
‫وبعد أن افتتح رئيس المجلس الجلسة‪ ،‬ر ّحب بالحضور‪ ،‬ثم بدأ المجلس‬
‫بمناقشة جدول األعمال بعدها اتخذ المجلس القرارات التالية‬
‫‪ -1‬قرر المجلس تنفيم رحلة علمية إلى منطقة األغوار الشمالية‪.‬‬
‫‪ -9‬قرر المجلس اإلسهام في حملة أسبوع النفافة التي تقوم بها البلدية وذلأ‬
‫من خالل إيفاد الطلبة المتطوعين للمشاركة في هذ الحملة‪.‬‬
‫‪ -2‬قرر المجلس إقامة حفل يدعى إليه أولياء أمور الطلبة وذلأ بعد فهور‬
‫نتائع االمتحانات تكريما ك للطلبة المتفوقين‪.‬‬
‫وقد انتهى االجتماع في الساعة الثانية عشر فهرا ك وتقرر عقد االجتماع القادم‬
‫في األسبوع القادم في نفس المكان والموعد نفسه‪.‬‬
‫أمني سر اجمللس‬
‫جامعة العلوم التطبيقية‬
‫الرقم‪..................... :‬‬ ‫كلية اآلداب‬
‫التاريخ‪....../...../..... :‬‬ ‫قسم اللغة العربية‬

‫‪118‬‬
‫حمضر اجتماع القسم الرابع‬

‫المكان‪ :‬قاعة اجتماعات الكلية‪.‬‬


‫الزمان‪ :‬الساعة الحادية عشرة من صبا يوم االثنين ‪.1220/19/92‬‬
‫الحعور‪:‬‬
‫رئيس القسم‬ ‫‪ .1‬د‪ .‬إبراهيم صبيح‬
‫مقرراك‪.‬‬ ‫‪ .9‬د‪ .‬سعود عبد الجابر‬
‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .2‬د‪ .‬أحمد ّحماد‬
‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .1‬د‪ .‬حسين عبد الحليم‬
‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .1‬د‪ .‬مومون جرار‬
‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .0‬د‪ .‬كامل ولويل‬
‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .1‬د‪ .‬محمد السلمان‬
‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .9‬د‪ .‬عبد هللا مقداد‬
‫(غائب بعذر)‪.‬‬ ‫عضواك‪.‬‬ ‫‪ .2‬د‪ .‬فاروق منصور‬
‫وقائع االجتماع‪:‬‬
‫‪ .1‬تمت المصادقة على محضر االجتماع السابق‪.‬‬
‫‪ .0‬ناق القسم موضوع الطلبة الخريجين ووافق على التنسيب بتخريع الطلبة‬
‫التالية أسماؤهم‪.‬‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2912101‬‬ ‫صار‬‫‪ .3‬إلهام عبد الرحمن محمد ن ّ‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2991109‬‬ ‫‪ .0‬سناء عبد الرحيم محمد أبو العي‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2212222‬‬ ‫‪ .1‬إبراهيم مصطفى سليمان الدالهمة‬
‫ورقمها الجامعي (‪)22122190‬‬ ‫‪ .4‬ريما نواف مح ّمد اسهيل‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2211221‬‬ ‫‪ .7‬روال يوسف عبد هللا زيدان‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2211911‬‬ ‫‪ .6‬سعاد محمد حسين العقيل‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2211221‬‬ ‫‪ .5‬أمينة إبراهيم نهار الوريكات‬
‫ورقمها الجامعي (‪)2219121‬‬ ‫‪ .8‬أروى موسى مصطفى عبد العال‬
‫ورقمه الجامعي (‪)2211919‬‬ ‫‪ .9‬خالد موسى مصطفى العجارمة‬
‫‪ .2‬نوق موضوع الطلبة المحرومين‪ .‬واتفق على إعداد قوائم بوسمائهم في‬
‫موعد أقصا يوم السبت الموافق ‪.1220/19/99‬‬
‫‪ .1‬تدارس القسم موضوع االمتحانات‪ ،‬واتفق على ضرورة االلتزام بجدول‬
‫المراقبة المعد وتقديم النتائع في الموعد المحدد‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫القسم موضوع الطالبة روال نعيم البكري ورقمها الجامعي‬ ‫‪ .1‬ناق‬
‫(‪ )291119‬وهي خريجة في الفصل الثاني وبحاجة إلى ساعة حلقة بحة‬
‫ولذا يقتر القسم طر ساعة مكتبية واحدة موجورة لهذ الغاية‪.‬‬
‫وانتهى االجتماع يف متام الساعة الثانية عشرة ظهراً‪.‬‬
‫رئيس القسم‬ ‫أمني سر القسم‬
‫د‪ .‬إبراهيم صبيح‬ ‫د‪ .‬سعود عبد اجلابر‬

‫‪121‬‬
‫حمضر االجتماع السابع جمللس كلية اآلداب ‪3995/96‬‬
‫اليوم والتاريه األربعاء ‪1221/1/22‬‬
‫المكان قاعة اجتماعات الكلية‬
‫الزمان الساعة الثانية فهراك‪.‬‬
‫الحضور‬
‫عقد االجتماع السابع لمجلس كلية اآلداب برئاسة د‪ ............. .‬عميد الكلية‪.‬‬
‫وحضور كل من‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .1‬د‪ ........ .‬رئيس قسم التربية والعلوم االجتماعية‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .9‬د‪ ........ .‬القائم بوعمال رئيس قسم اللغات األجنبية‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .2‬د‪ ........ .‬القائم بوعمال رئيس قسم اللغة العربية‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .1‬د‪ ........ .‬القائم بوعمال رئيس قسم الشريعة‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .1‬د‪ ........ .‬القائم بوعمال رئيس قسم الفنون الجميلة‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .0‬د‪ ........ .‬ممثل قسم قسم الفنون الجميلة‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .1‬د‪ ........ .‬ممثل قسم قسم اللغة العربية‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .9‬د‪ ........ .‬ممثل قسم قسم اللغات األجنبية‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .2‬د‪ ........ .‬ممثل قسم قسم الشريعة‬
‫عضوا ك‬ ‫‪ .12‬د‪ ........ .‬ممثل قسم قسم العلوم االجتماعية‬
‫وقائع االجتماع‪:‬‬
‫‪ -1‬املصادقة على حمضر االجتماع السابق (السادس ‪.)3995/1/00‬‬
‫‪ -9‬غياب الطلبة واحلرمان‪:‬‬
‫ناق المجلس موضوع غياب الطلبة والحرمان‪ ،‬وتم االتفاق على أن يتم‬
‫التقيد بالتعليمات الخاصة بغياب الطلبة بدون عذر‪ ،‬وإذا زاد غياب الطالب عن‬
‫الحد المقرر فيتم حرمانه بتنسيب من عضو هيئة التدريس ورئيس القسم المعني‬
‫وقرار العميد‪.‬‬
‫وتسجيل كلمة (محروم) في خانة االختبار النهائي بعد صدور قرار الحرمان‬
‫ويمنع الطالب من دخول االختبار النهائي‪.‬‬
‫أما إذا كان غياب الطالب بعذر مقبول فيسمح له أن يتغيّب ما مجموعه ‪19‬‬
‫محاضرة في أيام السبت واالثنين واألربعاء‪ 9 ،‬محاضرات في أيام األحد‬
‫والثالثاء‪ ،‬أي ما يوازي ‪ %91‬من عدد المحاضرات للفصل الدراسي‪.‬‬
‫وإذا زاد غياب الطالب عن ذلأ سواء بعذر مقبول أو غير مقبول فيعتبر‬
‫الطالب منسحبا ك من المادة ويكتب في خانة االختبار النهائي كلمة (منسحب)‪.‬‬
‫‪ -2‬درجات أعمال الفصل‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫نوق موضوع درجات أعمال الفصل‪ ،‬واتفق المجلس على أن ترصد‬
‫درجات الفصل في حينها بموجب اختبارات رسمية أو تكليفات علمية كالتقارير‬
‫واألبحاة وغيرها وتش ّكل في مجموعها ‪ %12‬من الدرجة النهائية‪.‬‬
‫وإذا تخلف أحد الطلبة عن االختبار األول أو الثاني بعذر مقبول فيجرى له‬
‫اختبار تعويضي خالل الفصل وترصد له درجته‪ ،‬وإذا تخلف بعذر غير مقبول‬
‫فيرصد له درجة (صفر)‪ ،‬وتعتبر درجات أعمال الفصل نهائية بعد صدورها‬
‫وتسليم الكشوف‪ ،‬وال يجوز لعضو هيئة التدريس طلب تغيير أي درجة من‬
‫درجات أعمال الفصل بعد االختبار النهائي‪ ،‬ويجب عليه مراعاة الدّقة التامة في‬
‫رصد درجاته ومراعاة سالمتها وعدالته‪ ،‬ويجب عليه إعالم الطلبة بما نالوا من‬
‫درجات مخصصة ألعمال الفصل قبل موعد االختبار النهائي بوقت كافٍ ‪.‬‬
‫‪ -1‬االختبارات‪:‬‬
‫ناق المجلس موضوع االختبارات وخلص إلى ضرورة أن يتحلى عضو‬
‫هيئة التدريس بوقصى درجات الدقة في رصد درجات االختبار النهائي‪ ،‬وإذا‬
‫تخلف أحد الطلبة عن االختبار النهائي بعذر مقبول سلفا ك من عميد الكلية فيسجل له‬
‫في خانة االختبار النهائي رمز ( م) أي (غير مكتمل) شريطة تقديم الطالب‬
‫صورة عن الموافقة التي حصل عليها من عميد الكلية‪ .‬أما إذا كان تغيب الطالب‬
‫دون عذر مقبول سلفا ك من عميد الكلية فيسجل له رمز ( ) أي (غائب) على أساس‬
‫أن غيابه عن االختبار النهائي سوف ّ‬
‫يبت فيه فيما بعد‪.‬‬
‫وناق المجلس موضوع الدرجة النهائية التي يحصل عليها الطالب إذا كانت‬
‫أقل من ‪ 21‬ورأى أن تكتب الدرجة في الخانة المقررة كما هي‪ ،‬وأن يكتب‬
‫بجوارها درجة (‪ )21‬بين قوسين‪.‬‬
‫‪ -1‬جلان الكلية‪:‬‬
‫نوق موضوع لجان الكلية المختلفة وهي لجنة الترقيات‪ ،‬ولجنة اإلرشاد‬
‫األكاديمي وشؤون التسجيل‪ ،‬ولجنة االمتحانات والمراقبات‪ ،‬ولجنة المكتبة والبحة‬
‫العلمي‪ ،‬ولجنة النشاط االجتماعي والثقافي‪ ،‬وتم االتفاق على ضرورة تفعيل هذ‬
‫اللجان‪ ،‬بحية تقوم بوداء مهامها وتقديم تقارير عن أنشطتها وفعالياتها بشكل‬
‫دوري كما كان قد ورد في قرارات تشكيلها‪.‬‬
‫‪ -0‬ما يستجد من أعمال‪:‬‬
‫أثار كل من الدكتور‪ ......‬والدكتور‪ ......‬بعض التساؤالت حول نفام‬
‫الترقية‪ ،‬وقد تقرر أن يقوم األستاذ الدكتور ناصر ثابت رئيس لجنة الترقيات‬
‫بتصوير هذا النفام وتوزيعه على الزمالء في المجلس‪.‬‬
‫وانتهى االجتماع الساعة الثالثة عصراً‪.‬‬
‫رئيس المجلس‬ ‫أمين السر‬
‫د‪........................ .‬‬ ‫د‪.................... .‬‬

‫‪122‬‬
‫املراجع‬
‫د‪ .‬إحسان عباس‪ ،‬فن السيرة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت ‪.1210‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ابن منفور‪ ،‬لسان العرب‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫عباس محمود العقاد‪( ،‬العبقريات‪ ،‬معاوية في الميزان‪ ،‬سعد زغلول)‬ ‫‪)2‬‬
‫صدرت ما بين ‪1210 – 1219‬م‪.‬‬
‫ميخائيل نعيمة‪ ،‬جبران‪ ،‬صدرت ‪1211‬م‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫محمد سعيد العريان‪ ،‬حياة الرافعي‪ ،‬صدرت ‪1211‬م‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫فن اإللقاء‬

‫د‪ .‬حسني عبد احلليم‬

‫‪124‬‬
125
‫فن اإللقاء‬

‫املقدمة‬
‫اإللقاء موهبة من المواهب التي يمنحها هللا سبحانه وتعالى لكل من الخطيب‬
‫والمحاضر والمذيع والممثل‪ .‬وفن اإللقاء هو فن التعبير عما يختلع في النفس‬
‫باللسان وبالحركة وباإلشارة مجتمعة في وقت واحد ابتغاء اإلفهام والتوثير‪ ،‬ثم‬
‫اإلفحام؛ ألنه نهاية النهايات من فن اإللقاء وهو التوثير في السامعين)‪ .(1‬وهو فن ذو‬
‫صلة بعلم النفس وعلم االجتماع وعلوم اللغة وآدابها‪ .‬وهناأ من يعرفه بالمهارة‬
‫الفنية في استغالل الصوت البشري بما يخدم اإلنسان في تعامله واتصاله مع‬
‫اآلخرين بشكل جميل وممتع ومثير)‪.(9‬‬
‫وآخر يرى أن اإللقاء يعني حسن األداء الصوتي للمادة المقروءة بحية يتم‬
‫تكوين الصوت وفقا ك لمتطلبات الصياغة األسلوبية والمدى التوثيري المطلوب‪،‬‬
‫ويكون في القراءة العادية وفي الخطابة وفي قراءة الشعر وفي التمثيل)‪.(2‬‬
‫ابلقاا بين العلم والفن‪ :‬يتجه العلم والفن إلى العناية بصقل المواهب‬
‫والتدريب وبوسلوب اإللقاء وتهذيب أصوله وطرائقه في ضوء الدراسات‬
‫واألبحاة النفسية واالجتماعية والتجارب الفنية المتتابعة في ميادين اإلذاعة‬
‫والتلفاز والمسر ومجاالت الثقافة العامة والتعليم‪ ،‬وأصبح فن اإللقاء عنصرا ك‬
‫مهما ك في الدراسة المتخصصة ضمن هذ المجاالت تعقد له البحوة والندوات‬
‫وتؤلف فيه الكتب‪ ،‬ويوخذ به الطالب في كليات اآلداب والمعاهد الفنية‪.‬‬
‫ونموها‬
‫ّ‬ ‫واإللقاء لون من ألوان الخبرات الحيوية التي تستند في تكوينها‬
‫ونضجها إلى أصول وأسس محددة وقواعد واضحة‪ ،‬وليس اإللقاء مجرد محاولة‬
‫من المحاوالت العشوائية أو األعمال االرتجالية‪.‬‬
‫ولكي نحدد وضع اإللقاء من الناحيتين العلمية والفنية ال بد أن نبين خصائص‬
‫كل من العلم والفن‬
‫فالعلم ‪ -‬لغة – هو إدراأ الشيء بحقيقته معرفة ويقيناك‪ ،‬وتكون على درجات‬
‫وطرق أحدها ما وقع من عيان وهو البصر أو ما استند إلى السمع أو ما استند إلى‬
‫التجربة أو ما أدرأ بسائر الحواس أو بالباطن وهي الوجدانيات أو ما حصل‬

‫(‪ )1‬فررن اإللقرراء‪ ،‬عبررد الحميررد حسررين سررليم‪ ،‬مراجعررة الرردكتور محمررد رضرروان وعبررد المحسررن سررليم‬
‫إسكندرية‪ ،‬ص ‪ 91‬سنة ‪1211‬‬
‫(‪ )9‬فن اإللقاء‪ ،‬سامي عبد الحميد وبدوي فريد‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد ص ‪ 11‬سنة ‪1292‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬المهارات اللغوية‪ ،‬محمد الشنطي‪ ،‬دار األندلس للنشر والتوزيع ط‪ 9‬ص ‪ 990‬سنة ‪1221‬م‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫بالفكر واالستنباط وإن لم يكن تجربة‪ .‬وطرق العلم ووسائل إدراكه هي السمع‬
‫واألبصار واألفئدة وفي ذلأ يقول الحق (ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫) ‪(1‬‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ)‬
‫‪.‬‬
‫أما الفن فهو أنواع متعددة من المهارات اليدوية أو الحركية أو الصوتية‬
‫كالخط والرسم والنحت والموسيقا والخطابة والتمثيل والغناء ونحو ذلأ‪.‬‬
‫ونضع أمامنا مجموعة من األسئلة التي تدور حول اإللقاء منها‬
‫هل اإللقاء مجموعة من الحقائق والقواعد الثابتة التي ال سبيل إلى الشأ فيها‬
‫واالختالف بتطبيقها؟ وهل يتفاوت حف المذيعين والخطباء والممثلين والمحاضرين‬
‫في المهارة في اإللقاء بتفاوتهم في اإللمام بهذ الحقائق والقواعد‪ ،‬فيكون أمهرهم‬
‫في اإللقاء هو أكثرهم حفا ك وإلماما ك بهذ الحقائق‪ ،‬ويكون أقلهم مهارة هو أقلهم‬
‫حفا ك وإلماما ك بها؟‬
‫أم أن اإللقاء نوع من المهارات العلمية المكتسبة بالمران والتمرس‬
‫والتدريب؟ ثم أليس من المحتمل أن يكون أجهر الناس في اإللقاء أقلهم معرفة بتلأ‬
‫القواعد الفنية ويكون أحفف الناس لها هو أقلهم مهارة في المواقف العلمية؟‬
‫وهنا يجدر بنا أن نعرف أن المهارة التي تبدو في مواقف الخطباء والمذيعين‬
‫والممثلين والمحاضرين وحسن اتصال كل منهم بجمهور وحديثه إليهم وبراعته‬
‫في استمالتهم واستهوائهم والنفاذ إلى قلوبهم وجذبهم هي أولى المقومات لنجا فن‬
‫اإللقاء‪.‬‬
‫وبذلأ يكون اإللقاء فنا ك وثيق الصلة بالعلوم التي تمد بالتجارب والخبرات‬
‫ومن هذ العلوم علم النفس الذي يعالع النفس اإلنسانية ويكشف خفاياها بالبحة‬
‫والتحليل وعلوم اللغة وآدابها حية تقدم لمن يعمل في هذا الميدان تراثا ك ضخما ك‬
‫وذخيرة وافرة‪.‬‬
‫ومما ال شأ فيه أن فن اإللقاء له أهمية كبيرة بالنسبة إلى الممثل مسرحيا ك‬
‫كان أم إذاعيا ك أم تلفزيونيا ك أم سينمائيا ك ألن اإللقاء جزء ال يتجزأ من فن الممثل وهو‬
‫أحد أدواته الفنية المعروفة‪ ..‬والمذيع مهما كانت معلوماته في أصول اللغة وفقهها‪،‬‬
‫ومهما كان يمتلأ من مخزون أدبي واجتماعي وسياسي ومن إشراقة وجه‬
‫وشخصية جذابة وثقة في النفس فإن هذ الخصائص والقدرات لسوف تذهب سدى‬
‫وتضيع ما لم يملأ قدرة جيدة في فن اإللقاء‪ ...‬والخطيب ال بد أن يمتلأ ناصية فن‬
‫اإللقاء بشكل جيد وأنه ال يتمكن من أداء الخطبة بشكل حسن ما لم يتمكن من فن‬

‫(‪ )1‬سورة النحل ‪.19‬‬


‫‪127‬‬
‫المدرس ال بد أن‬
‫ّ‬ ‫اإللقاء‪ .‬وغني عن البيان نقول إن المحدّة أو المحاضر أو‬
‫يتمكن من فن اإللقاء حتى يستطيع أن يجذب إليه المستمعين أثناء الدرس أو‬
‫المحاضرة أو الندوة )‪.(1‬‬
‫وال يفوتنا هنا أن نتذكر أن من يتقن اللغة العربية ويقف على أسرارها يتمتع‬
‫بثروة لغوية وتعبيرية ال ينضب معينها وتفيد كثيرا ك في المواقف االرتجالية التي‬
‫قد يتعرض لها‪.‬‬
‫مقومات فن اإللقاء‪:‬‬
‫أوالً الفطرل واملوهبة الطبيعية وتتضح هذ في النبو حية يبرز الملقي بشكل‬
‫يلفت النفر من خالل مؤهالته المتميزة التي تخوله تسلم زمام (الميكروفون أو‬
‫ناصية المسر أو منصة الخطابة)‪.‬‬
‫ثانياً اخلربل والتجربة وهي مجموعة من المعلومات واالنفعاالت ووجهات‬
‫النفر واالتجاهات العقلية‪ ،‬وهذ تجعل كالك من الخطيب والمذيع والممثل‬
‫والمحاضر يحس بمهمته ويعمل على تصعيد فنه وتجويد ‪.‬‬
‫ثالثاً صفاء الذهن والتفاعل مع املادل املقروءل التي ينبغي أن تكون محببة إلى‬
‫النفس‪ ،‬وذلأ لكي يستطيع القار‪ ،‬تمثل ما يقرأ متحكما ك في العبارات قادرا ك على‬
‫إعطائها حقها من التوثير في نفس السامع حية ال بد من تحضير الذهن والقدرة‬
‫على تصوير الكالم في حاالت الفر والحزن والدهشة والتعجب فيسيطر على‬
‫القلوب ويملأ األسماع)‪.(9‬‬
‫رابعاً التعليم ويلعب التعليم دور في الخبرة‪ ،‬إذ ال يقف التعليم عند حدود‬
‫العلم المدرسي المحدد بسنوات معينة‪ ،‬ولكن ينبغي أن يتوع باإلحاطة الشاملة‪،‬‬
‫والوقوف على دقائق (الميكروفون) ومنصة المسر ووسائل االتصال المباشر‬
‫المرئية وغير المرئية‪ ،‬أساليب التوثير والتثقيف وعلم النفس والمجتمع واللغة‬
‫واألدب‪.‬‬
‫خامساً قول اإلرادل وقول الشخصية ونعني بقوة الشخصية في مجال اإلذاعة‬
‫امتالأ المذيع (الميكروفون) بثقة وشجاعة ومقدرة‪ ،‬وإبعاد كل من شونه أن يؤدي‬
‫إلى الفشل في وفيفته كالخوف والشرود الذهني‪ ،‬واالنشغال بومور أخرى وسوى‬
‫ذلأ‪ ،‬كما نعني بقوة الشخصية في المسر ومنصة الخطابة تمكن الملقي من فنه‬
‫وإتقانه دور ‪ ،‬والقيام به دون أن يحسب حسابا ك للعديد من المعوقات التي يمكن أن‬
‫تتدخل في بعض المواقف المحرجة‪.‬‬

‫(‪ )1‬طرق تدريس فن اإللقاء‪ ،‬سامي عبد الحميد‪ ،‬بدري حسون‪ ،‬بغداد ص ‪.1 – 2‬‬
‫(‪ )9‬المهارات اللغوية‪ ،‬د‪ .‬محمد الشنطي ص ‪.990‬‬
‫‪128‬‬
‫سادساً الصوت هو واحد من سمات النبو ‪ ،‬وال نقصد به الصوت المطرب‬
‫وإنما الصوت المعبر الواضح النقي الذي ال ينساب على وتيرة واحدة‪ ،‬الصوت‬
‫المطيع المرن الذي يستطيع أن يتمثل المواقف المختلفة‪ ،‬والمعاني المتنوعة‪،‬‬
‫الصوت المعتدل الذي ال يزعع السامعين في مواقف االعتدال‪ ،‬والصوت القوي‬
‫الجهوري في مواقف القوة والحماسة والبرامع العسكرية‪.‬‬
‫سابعاً ضبط النفس وحضور البديهة وسرعة الخاطر استعدادا ك لكل طار‪،،‬‬
‫وحسن التصرف في المواقف التي تطرأ أو التي لم يُحسب لها حساب مسبقاك‪.‬‬
‫ثامناً القراءل املنةبطة الدقيقة واالعتياد على ترويض ملكة اللسان عليها‪،‬‬
‫وال بد من رفع الصوت في القراءة حين يكون بهدف التدريب على اإللقاء‪ ،‬وأن‬
‫نختار المادة المقروءة من الكتب األدبية ذات األساليب الرفيعة)‪.(1‬‬
‫تاسعاً النطق وطر قة األداء وحسن املخارج قد يكون ثمة مرض من أمراض‬
‫الكالم أو عيب من عيوب النطق في اللسان أو فتحات األسنان مما يتولد عنه نوع‬
‫من التوتوة والثوثوة والتردد أو السرعة التي توكل بعض الحروف‪ ،‬فال تجعل الكلمة‬
‫مفهومة‪ .‬وقد أشار علماؤنا األفاضل من أمثال الجاحف والثعالبي النيسابوري إلى‬
‫هذ العيوب فيقول الجاحف)‪( (9‬واللثغة في الراء وتكون بالغين والذال والياء‬
‫والغين أقلها قبحاك‪ .‬وإذا أدخل الرجل بعض كالمه في بعض فهو (ألف) وقيل‬
‫بلسانه (لفف) و(اللجالع) ليس خطيب القوم باللجالع‪ .‬ويقال في لسانه (حبسة) إذا‬
‫كان الكالم يثقل عليه ولم يبل حد الفوفوة والتمتام‪ ،‬ويقال في لسانه عقلة إذا انعقل‬
‫عليه الكالم‪ ،‬ويقال في لسانه لكنة إذا أدخل بعض حروف العجم في حروف‬
‫العرب‪ .‬وفي لسانه حكلة فإنما يذهبون إلى نقصان آلة المنطق وعجز أداة اللفف‬
‫حتى ال تعرف معانيه إال باالستدالل))‪.(2‬‬
‫وبعد جاء الثعالبي ورتّبها في كتابه فقه اللغة فقال)‪.(1‬‬
‫الرثة‪ :‬حبسة في لسان الرجل وعجلة في كالمه‪.‬‬
‫اللكنة والحكلة‪ :‬عقدة في اللسان وعجمة في الكالم‪.‬‬
‫الهتهتة والهثهثة‪ :‬حكاية صوت العيي واأللكن‪.‬‬
‫اللثاة‪ :‬أن يصير الراء الما ك والسين ثاء في كالمه‪.‬‬

‫(‪ )1‬المهارت اللغوية‪ ،‬د‪ .‬محمد الشنطي ص‪.990‬‬


‫(‪ )9‬البيان والتبين ص ‪.11‬‬
‫(‪ )2‬البيان والتبين ص ‪.12 – 29‬‬
‫(‪ )1‬فقه اللغة للثعالب‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪129‬‬
‫الفأفأة‪ :‬أن يتردد في الفاء‪.‬‬
‫التمتمة‪ :‬أن يتردد في التاء‪.‬‬
‫اللفف‪ :‬أن يكون فيه عي وإدخال بعض الكالم في بعض‪.‬‬
‫الونونة‪ :‬أن يتكلم من لدن أنفه‪.‬‬
‫المقمقة‪ :‬أن يتكلم من أقصى حلقه‪.‬‬
‫أنواع اإللقاء‪:‬‬
‫‪ -1‬اإللقاء الذي يقوم على التحميس واالنفعال الغاضب‪ ،‬وهذا اللون تكثر فيه‬
‫األساليب اإلنشائية واالستنكارية فمن أمر إلى نهي إلى استفهام)‪ .(1‬استمع إلى‬
‫قوله تعالى في سورة العلق ثم قم بتمثيلها في ذهنأ وإلقائها (ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ‬
‫ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ))‪. (9‬‬
‫‪ -9‬وهنرراأ اإللقرراء الررذي يسررتلزم الرقررة وخفرروت الصرروت كالنصرروص المتعلقررة‬
‫بالعواطف اإلنسانية كالحب والحزن والشفقة)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬وهناأ اإللقاء الذي يعتمد الصمت‪ ،‬وقرد يكرون الصرمت أبلر مرن الكرالم‪ ،‬ألن‬
‫الموقف يتطلب هذا الصمت‪ ،‬وأين يكون ومتى يحسن؟ والقدر الذي يجرب أن‬
‫يكون‪ .‬انفر إلى الحجاع بن يوسف الثقفري وقرد ذهرب إلرى أهرل العرراق واليرا ك‬
‫واعتلررى المنبررر ثررم أمسررأ لسررانه وصررمت هنيهررة‪ ،‬جعررل النرراس يعيشررون علررى‬
‫أعصابهم)‪ ،(1‬ثم ما لبة أن انطلق في الكالم‬
‫متااااااى أعااااااع العمامااااااة تعرفااااااوني‬ ‫أناااااااا ابااااااان جاااااااال وطاااااااال الثناياااااااا‬
‫‪ -1‬وهنرراأ اإللقرراء الررذي يعتمررد علررى المناجرراة الشخصررية‪ ،‬ويحترراع إلررى الحركررة‬
‫واإلشارة والحوار‪ ،‬وفي الحقيقة فإن نجوى النفس وما فيها من أسرار تحتراع‬
‫إلى قدرة فائقة أكثر من أي لون مضى‪ ،‬وهي أكثرر فنيرة بحيرة ال تصرل إلرى‬

‫(‪ )1‬الخطابة وفن اإللقاء‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬أشرف موسى ص ‪ 22‬سنة ‪.1219‬‬
‫(‪ )9‬القرآن الكريم – سورة العلق‪.‬‬
‫(‪ )2‬المهارات اللغوية‪ ،‬د‪ .‬محمد الشنطي ص ‪.990‬‬
‫(‪ )1‬الخطابة العربية وفن اإللقاء‪ ،‬ص ‪.20- 21‬‬
‫‪131‬‬
‫حد اإلمالل والضجر؛ ألن الحدية يكون آنذاأ موجها ك إلى النفس‪.‬‬
‫‪ -1‬وهنرراأ النرروع التقريررري القصصرري الررذي يحترراع فيرره الخطيررب أو الممثررل إلررى‬
‫سرد ‪ .‬وال بد له من إجادة الفهم والقراءة والحركة وتوفر خصائص عضروية‬
‫والسيما في الوجه والعضالت‪.‬‬
‫‪ -0‬إلقاء المحاضرات وهنرا ال برد مرن أن نعررض لفرن مرن فنرون التعبيرر ال يقرل‬
‫أهميرررة عرررن المقالرررة والخطبرررة أال وهرررو فرررن المحاضررررة‪ ،‬وهرررو أن يتحررردة‬
‫المحاضر في المحاضررة لمسرتمعين مباشررة‪ ،‬ولهرذا تحتراع إلرى إعرداد علمري‬
‫وفني‪ ،‬فالمحاضر مسؤول مسؤولية مباشرة عما يقدمه من معلومات)‪.(1‬‬
‫‪ -1‬إلقررراء الخطبرررة فالخطابرررة فرررن مشرررافهة الجمهرررور وإقناعررره واسرررتمالته‪ .‬وبنررراء‬
‫الخطبررة ال يختلررف عررن بنرراء المحاضرررة والمقالررة وغيرهررا مررن فنررون التعبيررر‪.‬‬
‫فالمقدمة والعرض والخاتمة هي المكونات الرئيسة للخطبة‪.‬‬
‫وأهم خصائصها‪:‬‬
‫( قوة الصياغة اللغوية ورنة الجرس الموسيقي‪ ،‬أما في عصررنا الحردية فرإن‬
‫الخطبة عمومرا ك قرد تروثرت برالتفكير العقلري بردالك مرن االنفعرال العراطفي)‪( (9‬فالخطرب‬
‫التي تمتاز بجمال صياغتها وقوتها وتنهض على قيم إنسانية باقية قرد دخلرت ضرمن‬
‫الترررراة األدبررري فررري كرررل اللغرررات وبقيرررت حيرررة دائمرررة التررروثير المتجررردد ل جيرررال‬
‫المتعاقبة))‪.(2‬‬
‫وللخطيب دور مهم في إنجا الخطبة وهذا بجودة صوته وجودة أدائه‪ ،‬فعليره‬
‫أن يحرردد أمرراكن الوقررف فرري خطبترره ويبرررز الكلمررات الهامررة برفررع صرروته والضررغط‬
‫عليها‪ .‬وإهمال الكلمات غير الهامة‪ ،‬كما أن عليه أن يراعي موسيقى الكالم وتالؤم‬
‫اإليقرراع مررع العواطررف الترري تصرراحبها (فعاطفررة السرررور تقتضرري اإلبطرراء‪ ،‬وعاطفررة‬
‫الغضب تقتضي اإلسراع والتدفق))‪.(1‬‬
‫وأمرررا الحركرررات والسررركنات ال يقررروم بهرررا الخطيرررب لرررذاتها وإنمرررا للتررروثير فررري‬
‫المشاهدين‪ ،‬وعلى الخطيب أن يكيّف حركاته وسكناته تبعا ك ل فكار والمواقرف التري‬
‫سيقوم بها من مواقف جادة أو هازلة أو حزينة أو عاطفية‪.‬‬
‫كل ذلأ من األمور المهمة التي يجب أن يتم التردريب علرى مبادئهرا األساسرية‬
‫بحية يتعرف الخطيب أو الممثرل أو المحاضرر بصرفة خاصرة علرى أداء الحركرات‬

‫(‪ )1‬الخطابة العربية وفن اإللقاء‪ ،‬د‪ .‬أشرف موسى ص ‪..22‬‬


‫(‪ )9‬طرق تدريس فن اإللقاء‪ ،‬ص ‪.20 – 21‬‬
‫(‪ )2‬األدب وفنونه‪ ،‬د‪ .‬محمد مندور‪ ،‬ص ‪ 11‬القاهرة‪ ،‬نهضة مصر (د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫(‪ )1‬فن الخطابة‪ ،‬د‪.‬أحمد الحوفي ص ‪.129‬‬
‫‪131‬‬
‫التعبيرية كحركة العين واليد‪.‬‬
‫واألمررر ال يقتصررر علررى الحفررف بررل ينبغرري أن ترسرره الحركررة واألفعررال فرري‬
‫األذهان قبل الحوار‪ ،‬وأن يتذكر الخطيب المواطن الخاصة ببعض األمور‪.‬‬
‫وكلما كان قار‪ ،‬الخطبرة قرادرا ك علرى االنفعرال برالموقف متفهمرا ك لحقيقرة الردور‬
‫الذي يقوم به متمكنا ك من اإلحسراس بالنسرب الكالميرة‪ ...‬كران ممسركا ك بزمرام الموقرف‬
‫متقنا ك لإللقاء))‪.(1‬‬

‫(‪ )1‬المهارات اللغوية‪ ،‬د‪ .‬محمد الشنطي ص ‪.991‬‬


‫‪132‬‬
‫املراجع‬
‫فن اإللقاء‪ ،‬عبرد الحميرد حسرن سرليم‪ ،‬مراجعرة الردكتور محمرد رضروان وعبرد‬ ‫‪)1‬‬
‫المحسن سليم‪ ،‬إسكندرية ‪.1211‬‬
‫فن اإللقاء‪ ،‬سامي عبد الحميرد وبردري فريرد‪ ،‬مطبعرة جامعرة بغرداد‪ ،‬ص ‪،11‬‬ ‫‪)9‬‬
‫‪.1292‬‬
‫المهارات اللغوية‪ ،‬د‪ .‬محمد الشنطي‪ ،‬دار األندلس للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،9‬عام‬ ‫‪)2‬‬
‫‪.1221‬‬
‫طرق تدريس فن اإللقاء‪ ،‬سامي عبد الحميد وبدري حسون‪ ،‬بغداد‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫البيررران والتبيرررين‪ ،‬الجررراحف‪ ،‬تحقيرررق عبرررد السرررالم هرررارون‪ ،‬مؤسسرررة الخرررانجي‬ ‫‪)1‬‬
‫بالقاهرة‪.‬‬
‫فقه اللغة‪ ،‬الثعالبي‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪)0‬‬
‫الخطابة العربية وفن اإللقاء‪ ،‬د‪ .‬أشرف موسى‪ ،‬مكتبة الخانجي بالقراهرة عرام‬ ‫‪)1‬‬
‫‪.1219‬‬
‫فرررن التحريرررر العربررري‪ ،‬د‪ .‬محمرررد الشرررنطي‪ ،‬دار األنررردلس للنشرررر والتوزيرررع‪،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫المملكة السعودية‪.‬‬
‫فررن الخطابررة‪ ،‬د‪ .‬أحمررد الحرروفي ط‪ ،1‬مطبعررة نهضررة مصررر بالقرراهرة‪ ،‬عررام‬ ‫‪)2‬‬
‫‪.1219‬‬
‫األدب وفنونه‪ ،‬د‪ .‬محمد مندور‪ ،‬نهضة مصر بالقاهرة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫يف املشكالت الكتابية عند الطلبة‬
‫د‪ .‬كامل ولويل‬

‫‪134‬‬
‫القةا ا اللغو ة‬
‫سنبحة في هذا الموضع النقاط اللغوية التي تصاحب مادة فن الكتابة والتعبير‬
‫في مختلف المجاالت‪ ،‬وأبرز هذ النقاط ما يلي‬
‫أ‪ .‬الترجمة وأثرها في األسلوب‪.‬‬
‫ب‪ .‬كلمات متداولة كثيرا ك ال تستعمل في موقعها السليم‪.‬‬
‫ع‪ .‬بعض النصوص اللغوية للمعالجة‪.‬‬
‫الرتمجة وأثرها يف األسلوب والكلمة‬
‫إن التشابأ في العالقات بين األمم ولغاتها قوي جدا ك في عصرنا هرذا‪ ،‬فالدولرة‬
‫لها عالقاتها مع الدول األخرى‪ ،‬والشركات والمؤسسات المحليرة تررتبط بالشرركات‬
‫والمؤسسررات األجنبيررة بصررورة أو بعرردة صررور‪ ،‬وطررالب السررياحة وطررالب العلررم‬
‫وطالب العمل كثيرون جدا ك‪ ،‬وهؤالء ينتقلون من بلرد إلرى بلرد‪ ،‬فووجرب ذلرأ كلره أو‬
‫بعضرره تعلررم اللغررات األجنبيررة وفررتح البرراب أمررام دراسررة اللغررات األخرررى وترجمتهررا‬
‫واسررتيعابها‪ ،‬إنهررا ضرررورة حتميررة وال يسررتطيع أحررد أن ينكررر وجودهررا‪ ،‬إنهررا مسررولة‬
‫معلومة بالضرورة‪ ،‬وليس لنا بد من التعامل معها ومعرفة ما سرتوتي بره الترجمرات‬
‫للغتنررا ومررا صررورة توثيرهررا فرري اللغررة العربيررة‪ ،‬فنقررف أمررام السررلبي منهررا‪ ،‬فننكررر أو‬
‫نعربه أو نقف على خطرر ‪ ،‬كمرا وقرف علماؤنرا األفرذاذ فري مطلرع القررن‬ ‫نحور أو ّ‬ ‫ّ‬
‫الثرراني للهجرررة فق راوموا لحررن األعرراجم ووضررعوا للعربيررة قواعررد النحررو والمعرراجم‪،‬‬
‫سسوا اللغة كلها‪.‬‬‫واللفف الفصيح والمعرب الدخيل بل أ ّ‬
‫ونحن نجابه اليوم مشركلة تفشري اسرتخدام اللغرات األجنبيرة بردل لغتنرا العربيرة‪،‬‬
‫وترى فئات كبيرة أن استعمال اللغة اإلنجليزيرة حضرارة وتقردم‪ ،‬ولرذلأ يصرطنعون‬
‫ألنفسررهم رطانررة إنجليزيررة فرري حررديثهم‪ ،‬ويخلطررون لغررتهم العربيررة الترري تقصررر عررن‬
‫األداء فيما يفنون بلغة إنكليزية سيطرت علريهم فري أثنراء دراسرتهم فري الخرارع أو‬
‫أثنرراء تبررادل السررلع والبضررائع‪ ،‬أو تسررويق البضررائع األجنبيررة‪ ،‬إنرره ال يهمنررا معرفررة‬
‫الدواعي واألسباب‪ ،‬إنما يهمنا تنقية اللغة العربية من الشوائب‪.‬‬
‫األساليب‬
‫تترجم بعض األخبار أحياناك‪ ،‬كما تترجم بعض اإلعالنات التجاريرة والرسرائل‬
‫التجارية بوسرلوب غيرر عربري‪ ،‬إنره أسرلوب إنكليرزي فري األغلرب‪ ،‬وهرا هري بعرض‬
‫األمثلررة‪ ،‬وسررنذكر إلررى جانبهررا المشرركالت الترري تثيرهررا مقرراالت صررحفية مترجمررة‪،‬‬
‫ويستطيع أي قار‪ ،‬أن يتحقق من ذلأ بدراسته يومياك‪ ،‬ونطلب إليره أن يرتفحص فري‬
‫‪135‬‬
‫القراءة حتى يستخلص العبرة ويعرف مواطن الخلل‪.‬‬
‫مثال (‪:)3‬‬
‫مجررد‬
‫ّ‬ ‫قال المترجم يصف الفوضى في بلد أصابه القحط (هذ الفوضرى هري‬
‫(مجرد) في عبارته؟ وضرعها ألنهرا‬ ‫ّ‬ ‫أحد جوانب المشكلة)‪ ،‬لماذا وضع الكاتب كلمة‬
‫وردت فرري الررنص اإلنجليررزي إنهررا فرري لغتنررا تعنرري إزالررة النبررات وخلررع المالبررس‪،‬‬
‫والفعل الخالي من الزوائد‪ ،‬إذن أقحمت الكلمة بسبب الترجمة وليس لحاجة العبرارة‬
‫إليها‪ ،‬ويالحف القار‪ ،‬الركاكة في عبارة (أحد جوانب المشكلة)‪ ،‬فالمبتدأ في الجملة‬
‫مؤنة وهو كلمة (فوضى)‪ ،‬ولكن كلمة (أحد) وهي الخبر مذكر‪ ،‬وتقوم لغتنرا علرى‬
‫تطابق التذكير والتونية بين المبتدأ والخبر ولم يقع التطابق في الجملة المعنية‪.‬‬
‫ومررا سرربب السرروء فرري هررذ العبررارة إال الترجمررة الحرفيررة‪ ،‬نحررن ال نعررارض‬
‫ترجمة المعنى‪ ،‬ولكن ننكر الصياغة بوسلوب غير عربي‪.‬‬
‫وأما اياغة المعنى بأسلوب عربي فيتجلى كما يلي‪-:‬‬
‫ما هذ الفوضى إال مفهر من مفاهر المشكلة‪.‬‬
‫مثال (‪:)0‬‬
‫قال المترجم وصلت الديون ما قيمته ‪ %19‬بالنسبة إلى الميزانية إلرى جانرب‬
‫رفع قيمة القروض من قبل المصرفيين‪.‬‬
‫أال تالحرف أن العربيررة فقرردت حيويتهررا فرري هرذا األسررلوب المترررجم‪ ،‬لقررد اشررتمل‬
‫علرررى عررردة نقررراط تفرررارق أسرررلوبنا العربررري القررروي المبرررين‪ ،‬فكلمرررة وصرررل فررري لغتنرررا‬
‫متخصصررة باألشررياء الوجدانيررة ومنهررا أخررذ المصرردر (صررلة) األرحررام‪ ،‬وإذا أردنررا‬
‫الوصول إلى شيء معين كالمكان مثالك نقول وصلنا إلى القاعة‪ ،‬قال الشاعر‬
‫فعاااااالً واااااالتك أو أتتاااااك رساااااا لي‬ ‫لاااااو كاااااان فاااااي قلباااااي كقاااااشر قالماااااة‬
‫فالواصرل هنررا شرريء وجررداني وكلمررة (بالنسربة) أثررارت ركاكررة أيضرا ك‪ ،‬فررالعرب‬
‫عنرردما تقرررول لررأ انت ِسرررب‪ ،‬أي بررريّن نسرربأ أو نسررربتأ‪ ،‬فإنرررأ تررذكر والررردأ وجررردأ‬
‫وقبيلتأ‪ ،‬وتذكر العمومة والخؤولة‪ ،‬لكنها هنا بعيدة عن المطلوب‪ ،‬فقد حشررت وال‬
‫أدري لماذا حشررت‪ ،‬ألن ‪ %19‬هري جرزء مرن الميزانيرة‪ ،‬أو قرل تمثرل جرزءا ك منهرا‬
‫ولررذلأ نقررول إلررى ‪ %19‬مررن الميزانيررة‪ ،‬وأمررا كلمررة (مررن قبررل) فررزاد اسررتعمالها‬
‫األسلوب سوءاك‪ ،‬إذ يقول المتررجم مرن قبرل المصررفيين‪ ،‬إن الصرواب يقتضري هنرا‬
‫إضافة المصدر (رفع) إلرى (الفاعرل)؛ ألن المصررفيين هرم فري الحقيقرة الفاعرل فري‬
‫هررذ الجملررة أال نسررتطيع أن نقررول رفررع المصرررفيون قيمررة القررروض‪ ،‬إذن أقحمررت‬
‫كلمررة (مررن قبررل) إقحام را ك وهرري تعنرري فرري لغتنررا مررن جهررة‪ ،‬ولمرراذا أقررول مررن جهررة‬
‫‪136‬‬
‫المصرفيين وال أقول من المصرفيين؟ وقد حشرت كلمة (إلرى جانرب) حشررا ك مثلهرا‬
‫دون أي داع‪ ،‬ونستطيع االستغناء عنها‪.‬‬
‫وبعد أن تناولنا هذا األسلوب بالنقد‪ ،‬فإنّا نصو المعاني التي اشتمل عليها في‬
‫أسلوب عربي مبيّن وهو‬
‫وصررلت الررديون إلررى مررا قيمترره ‪ %19‬مررن الميزانيررة وزاد األمررر سرروءا ك رفررع‬
‫المصرفيين قيمة القروض‪.‬‬
‫وإليأ أسلوبا ك أخر عربيا ك مبيناك‪ ،‬يحفف المعنى وال يتقيد باللفف‪.‬‬
‫بلغت الديون ‪ %19‬من الميزانية‪ ،‬ورفع المصررفيون ل سرف قيمرة قروضرهم‬
‫أيضاك‪ .‬إن لغتنا واسعة وتستطيع أن تحتضن معاني كثيرة بوساليبها الفصيحة‪.‬‬
‫مثال (‪:)1‬‬
‫قرررال المتررررجم (ومرررن برررين أخطرررر وأسررروأ األخطررراء التررري وقرررع فيهرررا بعرررض‬
‫الجراحين ذكرت الدراسة عن اإليدز)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫آسف إذ أبيّن بصردق وصرراحة أنري قررأت مررات عردة ولرم يتضرح لري معنرى‬
‫محدد أستطيع الركون إليه‪ ،‬وإنما أخذت المعنى بالمقاربة والفن‪.‬‬
‫فررالمعنى فن را ك هررو قررام الجراحررون فرري عرردة بلرردان بدراسررات طبيررة‪ ،‬واكتشررف‬
‫العلمرراء أخطرراء لهررؤالء الجررراحين فرري دراسررتهم‪ ،‬ولكررن الدراسررات الترري قردّمت عررن‬
‫مرض اإليدز كانت أكثر الدراسات أخطاء‪.‬‬
‫إن هذا هرو المعنرى الرذي يغلرب علرى الفرن‪ ،‬لقرد خرجرت العبرارة عرن أسرلوب‬
‫بناء الجملة العربية‪ ،‬فالجملة العربيرة تبردأ بالفعرل أو تبردأ باالسرم‪ ،‬وإذ بردئت الجملرة‬
‫العربيررة بحرررف جررر مررثالك فررإن الفعررل ال يبعررد عنرره كثيرررا ك وال االسررم مثررل الشررعر‬
‫موزون‪ ،‬عمل أخي في الجامعة‪ ،‬في الدار خير كثير‪ ،‬في الكتاب وجدت نفسي‪.‬‬
‫لكررن العبررارة المترجمررة الترري برردأت بكلمررة (ومررن بررين) جعلررت الفعررل (ذكرررت)‬
‫يوتي في آخر السطر بعد تسع كلمات من البدء‪ ،‬لماذا هذا؟‬
‫والعرب عرادة ال تفصرل برين المضراف والمضراف إليره‪ ،‬برل تجمعهرا بعضرهما‬
‫إلى بعض ثم تعطف عليهما مثل أخطر وأسوء األخطاء فصرل فيهرا برين المضراف‬
‫والمضرراف إليرره واألصرروب قولنررا أخطررر األخطرراء وأسرروؤها‪ ،‬وكلمررة أخطررر اسررم‬
‫تفضرري للموازنررة بررين شرريئين لقررد غيّررب األسررلوب المترررجم هررذ الموازنررة‪ ،‬إذن قررد‬
‫تصا العبارة بهذا األسلوب العربي المبين‬
‫الجراحين عن اإليدز أسروأ أخطراء‬ ‫ّ‬ ‫كانت أخطاء الدراسة التي وقع فيها بعض‬
‫الدراسات الطبية وأخطرها‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ويمكن إجمالها بمرا يلري إن أخطراء الدراسرة عرن اإليردز هري أسروأ األخطراء‪.‬‬
‫وال نعرردم الوسرريلة اللغويررة للتعبيررر عررن هررذ المعرراني بصرري مختلفررة‪ ،‬ولكنهررا تلتقرري‬
‫جميعا ك في أسلوب عربي مبين‪.‬‬
‫مثال (‪:)4‬‬
‫قال المترجم وهو يتقيد باألسلوب الذي صيغت به العبارة اإلنجليزية‬
‫(ضربت المنطقة كلها بواسطة العمالء) قال المبعوة الصيني‪.‬‬
‫اشتدت وطوة الترجمة حتى في شيء يسير جداك‪ ،‬إن جملتنا العربية تبدأ بالفعرل‬
‫أو االسررم‪ ،‬والفعررل فرري العبررارة السررابقة هررو (قررال)‪ ،‬والفاعررل هررو (المبعرروة)‪ ،‬وأمررا‬
‫المفعول به فالجملة التري وضرعت برين قوسرين وهري تسرمى عنرد النحرويين العررب‬
‫مقول القول‪.‬‬
‫فالترتيب إذن هكذا قال المبعوة الصيني (ضربت‪ ...‬العمالء)‬
‫ولنا موقف تجا الجملة التري برين القوسرين (ضرربت‪ ...‬العمرالء)‪ .‬لمراذا بنيرت‬
‫الجملة للمجهول‪ ،‬إن كلمة (العمالء) هري الفاعرل‪ ،‬ألنهرم هرم الرذين ضرربوا‪ ،‬وكلمرة‬
‫(بواسطة) أقحمت في الجملرة إقحامرا ك بسربب الترجمرة‪ ،‬وال عمرل لهرا‪ ،‬ولرذلأ نحرول‬
‫ضربت من المجهول إلى المعلوم أي ضرربت‪ ،‬ثرم نحرذف كلمرة بواسرطة‪ ،‬ونصرو‬
‫الجملة كما يلي‬
‫قال المبعروة الصريني (ضرربت العمرالء المنطقرة كلهرا)‪ .‬وقرد يتسراءل بعرض‬
‫الدارسين لماذا قلنا (ضربت) ولم نقل (ضررب) والررد علرى ذلرأ إن كلمرة العمرالء‬
‫جمع تكسير‪ ،‬ولذلأ يجوز إضرافة التراء للفعرل‪ ،‬وهرذا مثرال مرن قولره تعرالى (ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ)‪ ،‬كما يجوز حذفها‪.‬‬
‫نكتفي بهذا القدر من أمثلة األسراليب‪ ،‬ونرركن إلرى الدارسرين لوضرع األسراليب‬
‫المترجمة بين أيديهم ليتف ّحصوها ثم ليقيسوها علرى أسرلوبنا العربري‪ ،‬ويمكرن العرودة‬
‫لكتاب (اللغة العربية في وسائل اإلعالم))‪.(1‬‬
‫أخطاء شائعة‬
‫هررذ كلمررات عربيررة لررم تسررتعمل فرري مواضررعها الصررحيحة‪ ،‬وشرراع االسررتعمال‬
‫الخراطئ حتررى حررل محررل الصررحيح‪ ،‬ولرذلأ سررنذكر االسررتعماالت الخاطئررة‪ ،‬ونقرنهررا‬
‫باالستعماالت الصحيحة لهذ الكلمات‪ ،‬ونستشرهد لرذلأ بمرا نسرتطيعه مرن األسراليب‬

‫(‪ )1‬اللغة العربية في وسائل اإلعالم‪ /‬توليف الدكتور كامل جميل ولويل‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫الفصيحة أو قواعد اللغة التي تحكم االستعمال‪ ،‬وأفضل مرا نلجرو إليره مرن األسراليب‬
‫أو القواعرررد هرررو اآليرررات الكريمرررة‪ ،‬ثرررم األحاديرررة الشرررريفة‪ ،‬وأقررروال العررررب الرررذين‬
‫اسررتخدموا الكلمررات المعينررة فرري عبررارات سررليمة فصرريحة‪ ،‬لرريس للكررالم المعر ّررب أو‬
‫الدخيل في هذ الدراسة‪ ،‬إنما هي للكالم العربي الذي شاع الخطو فيه فقط‪.‬‬
‫إن هذ الكلمات أمثلة‪ ،‬وليس الغرض منهرا حصرر جميرع األخطراء‪ ،‬فرإن ذكرر‬
‫جميع ما نعثر عليه من خطو شائع يحتاع إلرى إيجراد مؤلرف أو مؤلفرات‪ ،‬ولكرن هرذ‬
‫الدراسة المختصرة تناسب المقام الذي نحن فيه‪ ،‬ولكن مقام مقال‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫‪ -1‬سوياً‪ :‬نستمع لإلذاعة فنجدها تعلن وصل الوفردان سرويا ك علرى مرتن الطرائرة‪.‬‬
‫ونقرأ الصحيفة فنجد فيها التقى الوفردان سرويا ك فري قاعرة االسرتراحة بالفنردق‪.‬‬
‫ويذ ّكر أحدنا اآلخر فيقول لقد التقينا سويا ك في هذا الموقع من قبل‪.‬‬
‫هذ االستعماالت لكلمة (سويا ك) ليسرت صرحيحة‪ ،‬وعلينرا أن نحرل محلهرا كلمرة‬
‫(مع) ألنها هي التي تفيد الصحبة‪ ،‬وأما كلمة (سروياك) فرال تفيرد الصرحبة‪ ،‬فالصرواب‬
‫قولنا وصل الوفدان معاك‪ ،‬والتقى الوفدان معاك‪ ،‬ولقد التقينا معاك‪.‬‬
‫كلمة (سوي) تفيد االكتمال واالعتدال‪ ،‬كما تفيد خلو الشريء مرن الرنقص‪ ،‬قرال‬
‫سبحانه (ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) ‪ ،‬فالملأ كما فهر لمريم العذراء البترول كران ترام‬
‫الخلقة واالعتدال كوي إنسان‪ ،‬ليس فيه مالمح غير اإلنسان شريء‪ ،‬وهرذا هرو معنرى‬
‫كلمررة سرروي‪ ،‬وقررال سرربحانه (ﯝ ﯞ ﯟ) أي ثررالة ليررال كاملررة‪ .‬إنررأ أينمررا‬
‫ولّيررت وجهررأ للبحررة تجررد معناهررا للتمررام واالكتمررال واالعترردال‪ ،‬فاإلنسرران السرروي‪،‬‬
‫واألرض المستوية وغير ذلأ ال تخرع فيها كلمة سوي عن المعنى المذكور‪.‬‬
‫ولكن انفر إلى هذا الفرف الذي يفيد الصحبة وهو (مع)‪ ،‬فقرد جراء فري قولره‬
‫تعررالى ( ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) ‪ ،‬وجرراء فرري موضررع آخررر(ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ) ومعناها في اآليتين كما في كل اآليات الصحيحة‪.‬‬
‫ونغتنم فرصة الكتابة في كلمة (مع) لنبريّن أن العبرارة التري شراعت وهري (مرع‬
‫أن) لم ترد فري اسرتعمال الفصرحاء‪ ،‬إن هرذ العبرارة اقتحمرت علرى النراس مجالسرهم‬
‫ولررم يرردققوا فيهررا‪ ،‬ويغلررب علررى الفررن أنهررا جرراءت نتيجررة الترجمررة‪ ،‬ولكررن الكلمررة‬
‫(بالرغم) أو (على الرغم) هي الصواب‪.‬‬
‫ال نقول عاد الخالف إلى سابق عهد (مع إن) اإلشكاالت قد حلت‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫بل نقول عاد الخالف إلى سابق عهد برغم حل اإلشكاالت‪.‬‬
‫وقد ورد في الحدية الشرريف أن النبري ‪ ‬قرال مرن قرال ال إلره إال هللا محمرد‬
‫رسول هللا صادقا ك بها قلبه دخل الجنة‪ ،‬فقام أبو ذر الغفاري مدهوشا ك يسول وإن فعرل‬
‫كذا وذكر عدة أمور من المحرمات‪ ،‬فقال النبي ‪ ‬على رغم أنف أبي ذر‪.‬‬
‫‪ -9‬استلم‪ :‬استعلمت كلمة (استلم) فري حجرة الروداع أدق اسرتعمال وأصروبه‪ ،‬وقرد‬
‫قطع استعمال الكلمة في هذا الموضوع الشأ باليقين‪ ،‬قال الفقيه األندلسي ابن‬
‫حزم يصف دخول النبي ‪ ‬مكة قال «ودخل مكة نهارا ك من أعالهرا أي مرن‬
‫كداء من الثنيّة العليا صبيحة يوم األحد‪ ،‬الخامس من ذي الحجة العام العاشرر‬
‫للهجرة فاستلم الحجر األسود‪ ،‬وطاف بالكعبة سربعاك‪ ،‬ر ّمرل ثالثرة منهرا ومشرى‬
‫أربعا ك يستلم الحجر األسود‪ ،‬والركن اليماني في كرل طوفرة وال يمرس الرركنين‬
‫اآلخرين»‪.‬‬
‫فكلمة استلم تعني مسرح الحجرر األسرود وتقبيلره‪ ،‬ولمرس الرركن اليمراني‪ ،‬وقرد‬
‫عزز هذا المعنى فري موضروع الحرع فري كتراب صرحيح مسرلم إذ يقرول عبرد هللا برن‬
‫عمر رضي هللا عنهما ما تركت استالم هذين الرركنين اليمراني والحجرر مرذ رأيرت‬
‫رسول هللا يستلمهما في شدة وال رخاء‪.‬‬
‫هرذا معنررى كلمررة اسرتلم‪ ،‬ال يجرروز أن نقررول أو نكترب اسررتلمت الكتررب‪ ،‬ويسررتلم‬
‫أخي راتبه من الوزارة‪ ،‬وغير ذلأ‪ ،‬برل نقرول تسرلمت الكترب‪ ،‬ويتسرلّم أخري راتبره‬
‫من الوزارة‪ ،‬إن كلمة استلم تختلف عن كلمة تسلّم‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتبر الغيااً‪ :‬تتكررر هاتران الكلمتران باسرتمرار بهرذ الصرورة يعتبرر االتفراق‬
‫الغيرا ك‪ ،‬كلترا الكلمتررين خطرو‪ ،‬فرال تصررلح كلمرة (يعتبرر) لهررذا الموضروع كمررا ال‬
‫تصلح كلمة الغيراك‪ ،‬أمرا كلمرة (يعتبرر) فهري للعفرة والعبررة‪ ،‬ولريس فري جملرة‬
‫(يعتبر االتفراق الغيراك) موضرع لعفرة واعتبرار‪ ،‬وأمرا كلمرة (الغيراك) فهري اسرم‬
‫فاعل‪ ،‬من الفعل لغا‪ ،‬أي تكلم كالمرا ك ال قيمرة لره‪ ،‬ولريس المقرام ثرثررة وكالمرا ك‬
‫زائداك‪.‬‬
‫ضع كلمة (يعد) بردل كلمرة (يعتبرر)‪ ،‬وهرات اسرم المفعرول مرن كلمرة ألغرى أي‬
‫(ملغى) وضعها بدل الغيا‪ ،‬فتصبح الجملة‬
‫يعد االتفاق ملغى‪ ،‬أي زال أثر االتفاق السابق وأصبح ال يلزمنا‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫فكلمة (ألغى) تعني إزالة الشيء‪ ،‬وتتمثل بقوله تعالى (ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) أي‬

‫ال تسررمع فرري الجنررة كالم را ك قبيح را ك أو ثرثرررة‪ ،‬وقررال سرربحانه (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬


‫ﭖ)‪.‬‬
‫‪ -1‬من قبل‪ :‬هذ طائفة من األمثلة التي تستخدم فيها عبارة (من قبرل) علرى غيرر‬
‫الوجه الذي ألفه الفصحاء‪ ،‬يقال اآلن‬
‫‪ -1‬لم يحف اإلعالن بترحيب مالئم من قبل المساهمين‪.‬‬
‫‪ -9‬وقع على محاضر الجلسات من قبل رؤساء اللجان‪.‬‬
‫‪ -2‬احتلت األرض المقدسة من قبل اإلسرائيليين فترة طويلة‪.‬‬
‫وإلصال هذ الجمل يجب علينا فهم العبارة (من قبل)‪ ،‬لقد سميت الكعبة‬
‫المشرفة قبلة ألن المسلمين يتّجهون إليها في الصالة‪ ،‬وكلمة (قبل) تعني الجهة‪،‬‬
‫قال سبحانه يبين حالة التقوى (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‪ ،‬وقد وردت عبارة (من قبل) في قوله تعالى (ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) ‪ ،‬وكال المعنيين لكلمة (قبل) هي الجهة‪،‬‬
‫وقد عزز هذا المعنى بقوله ‪( ‬المسلم على ثغرة من ثغر اإلسالم فال يؤتيّن من‬
‫قبلأ)‪.‬‬
‫إذاك‪ ،‬ال يصح معنى الجملة األولى (لم يحف اإلعالن بترحيب مالئم من قبل‬
‫المساهمين ألننا نريد في الجملة المساهمين أنفسهم وال نريد الجهة التي هم فيها‪،‬‬
‫فالمساهمون هي الفاعل في مقصد الكالم‪ ،‬لذلأ نصو الجملة كما يلي لم يرحب‬
‫المساهمون باإلعالن ترحيبا ك مالئماك‪.‬‬
‫وفي الجملة الثانية (وقّع على محاضر الجلسات من قبل رؤساء اللجان) نجد‬
‫الفعل (وقّع) مبنيا ك للمجهول برغم وجود فاعله وهو رؤساء اللجان‪ ،‬ولكن‬
‫االستعمال الخاطئ لعبارة (من قبل) جعلت الفاعل مضافا ك إليه‪ ،‬لذلأ نصو الجملة‬
‫كما يلي‬
‫وقّع رؤساء اللجان على محاضر الجلسات‪.‬‬
‫ومثل ذلأ في الجملة الثالثة إذ تصبح الصياغة‬
‫احتل اإلسرائيليون األرض المقدسة فترة طويلة‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪ -5‬الكلمار‪ :‬ناهيك‪ ،‬هكذا‪ ،‬ونوه‪.‬‬
‫اعتاد بعض الكتاب استعمال الكلمات الثالة على الصور اآلتية‬
‫أ‪ -‬كان العنصريون يطلقون النار للقتل ناهيأ عن االعتقاالت اليومية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ذلأ سلوأ مخالف لعقائدنا وال نوافق على هكذا عمل في المؤسسة‪.‬‬
‫ع‪ -‬لقد وقع في اإلعالن خطو في اسم محمد حسين عبد الكريم‪ ،‬والصواب‬
‫هو محمود حسين عبد الكريم‪ ،‬وبذلأ اقتضى التنويه‪.‬‬
‫إذا ك كلمة (ناهيأ) كما هي في الجملة تعني أضف إلى ذلأ‪.‬‬
‫وكلمة (هكذا عمل) كما هي في الجملة تعني مثل هذا العمل‪.‬‬
‫وكلمة (التنويه) كما هي في الجملة تعنى البيان‪.‬‬
‫وال ترد في لغتنا العربية هذ الكلمات بتلأ المعاني‪ ،‬وإليأ البيان للتعفيم‬
‫وعلو الشون‪ ،‬يقال في اللغة‬
‫هذا رجل ناهيأ من رجل وهذ امرأة ناهيتأ من امرأة‪ ،‬ترد كلمة (ناهيأ)‬
‫والمعنى أن الرجل والمرأة ينهيانأ عن تطلّب غيرهما‪ ،‬فهما جادّان ومتفوقان علما ك‬
‫وعمالك وكرماك‪ .‬وأما هكذا عمل‪ ،‬فإن من قواعد العربية أن يذكر الموصوف ثم‬
‫الصفة‪ ،‬وال يجوز العكس‪ ،‬يقال في اللغة طائر كبير‪ ،‬وال يجوز كبير طائر‪ ،‬إذا ك‬
‫ال نجد في اللغة العربية ما يسو قولهم كيف صدرت هكذا تصريحات من‬
‫مسؤول رفيع المستوى والصواب هو كيف صدرت تصريحات كهذ من مسؤول‬
‫رفيع المستوى‪ .‬فتكون شبه جملة (أي الجار والمجرور كهذ ) صفة لتصريحات‬
‫في محل رفع‪.‬‬
‫نو‬
‫نو هو ّ‬‫(نو ) فترد للتمجيد والتعفيم أيضا‪ ،‬فالثالثي من الفعل ّ‬ ‫وأما كلمة ّ‬
‫أي (نا ) ومعناها ارتفع رأسه‪ ،‬وبهذا المفهوم للكلمة نعالع الجملة وبذلأ اقتضى‬
‫التنويه‪ ،‬أي التنبه بتغيير االسم الذي وقع فيه الخطو‪ ،‬أي بيان االسم‪ ،‬أو اإلشارة‬
‫إلى الخطو إلصال االسم‪ ،‬إن هذا كله غير وارد في لغتنا الفصيحة‪ ،‬وهذا مثال‬
‫على االستعمال الصحيح لهذ الكلمة‬
‫ي اللذين بذال ويبذالن دون ٍّ‬
‫من وال أذى‪.‬‬ ‫أنو بفضل والد ّ‬
‫ّ‬
‫نو المؤرل الطبري بفضائل الخليفة األول أبي بكر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أي أمجد وأعفم‪.‬‬
‫‪ -6‬الحال‪ :‬لوحشهم‪ ،‬أوالً بأول‪.‬‬
‫تقع العبارات السابقة أحواالك‪ ،‬يقال في االستعماالت المعاصرة‬
‫‪ -1‬بقي يكتب لوحد ‪ ،‬وبقوا في الساحة لوحدهم‪.‬‬
‫‪ -9‬ينجز المؤلف عمله أوالك بوول‪ ،‬تعلن نتائع المباراة أوالك بوول‪.‬‬
‫والحال من هذ الكلمات ال يوتي على هذ الصورة‪( ،‬فكلمة) وحد هي الحال‬
‫‪142‬‬
‫ولكن من دون وقوعها بعد حرف جر‪ ،‬فالصواب قولنا‬
‫بقي يكتب وحد وبقوا في الساحة وحدهم‪.‬‬
‫كوننا قلنا بقي يكتب منفرداك‪ ،‬وبقوا في الساحة منفردين‪.‬‬
‫وأما عبارة (أوالك بوول) فإنها تستعمل اآلن لتدل على تتالي األفعال وتعاقبها‪،‬‬
‫والحرف المستخدم للعطف مع التعقيب المباشر هو (الفاء)‪ ،‬ولذلأ نقول ينجز‬
‫الموفف عمله األول فاألول‪ .‬ونقول لفئة من الطلبة ادخلوا األول فاألول‪.‬‬
‫كوننا قلنا ينجز الموفف عمله متعاقباك‪ ،‬فكلمة متعاقبا ك حال من المفعول به‪.‬‬
‫وفي الجملة الثانية ادخلوا متعاقبين وكلمة (متعاقبين) حال من الفاعل واو‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫ويحسن بنا أن نضيف هنا عبارة يوما ك عن يوم‪ ،‬فإنهم يعنون بها التتالي‬
‫سما العرب حرف جر‬ ‫الزمني‪ ،‬ولكن حرف الجر (عن) ال يفيد هذا التتالي‪ ،‬وقد ّ‬
‫يفيد التجاوز‪ ،‬يقول سبحانه (ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) يتجاوزون صالتهم‬
‫إلى غيرها‪.‬‬
‫وأما كلمة (بعد) وهي فرف زمان فإنها تفيد التتالي‪ ،‬لذلأ نقول تزداد‬
‫مشكالت الحياة يوما ك بعد يوم‪ ،‬وال نقول تزداد مشكالت الحياة يوما ك عن يوم‪.‬‬
‫‪ -7‬تمشياً‪:‬‬
‫يرد استعمال هذا الكلمة اآلن على الصورة التالية‬
‫‪ -1‬سيقوم المصنع بإنتاع كميات من الزبدة تمشيا ك مع حاجات المواطنين‪.‬‬
‫‪ -9‬يجب عقد لقاءات عدّة تمشيا ك مع شؤون قضايانا الشعبية‪.‬‬
‫شى) ووزنه تفعّل‪ ،‬وهو مثل تمنّى‪،‬‬ ‫وكلمة (تمشياك) أخذت من الفعل (تم ّ‬
‫شى أو‬ ‫وتحلّى وتدبّر‪ ،‬وهذ صي تفيد شدة البذل وجهد النفس‪ ،‬وكلمتنا تم ّ‬
‫شيا ك أو تم ّ‬
‫التمشي تدور معانيها في مجال الماشية أي نبذل جهدا ك إلكثار الماشية‪ ،‬وقد تعني‬
‫تكلف المشي‪ ،‬وتحمل صعوبته‪.‬‬
‫إذن يحل محل هذ الكلمة اللفف العربي المشهور بربط عالقة شيء بشيء‬
‫وهو وفق‪ ،‬أوفاقاك‪ ،‬أو على وفق‪ ،‬فتصبح الجملة‬
‫‪ -1‬سيقوم المصنع بإنتاع كميات من الزبدة وفقا ك لحاجات المواطنين‪.‬‬
‫‪ -9‬يجب عقد لقاءات عدة على وفق شؤون قضايانا المتشعبة‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ولعل استشهادنا باآلية الكريمة يعطي وضوحا ك أكثر وترسيخا ك أشد‪ ،‬قال‬
‫سبحانه (ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) والمعنى هو وافق العذاب الذنب‪ ،‬فال ذنب أعفم من‬
‫الشرأ وال عذاب أشد من النار‪.‬‬
‫‪ -8‬سوف لن‪:‬‬
‫سوف‪ ،‬حرف يفيد المستقبل‪ ،‬ولن‪ ،‬حرف يفيد المستقبل أيضا ك‪ ،‬وفي اللغة‬
‫معنى واحد‪ ،‬وأفن أن الخطو‬
‫ك‬ ‫العربية ال يدخل الحرف على الحرف إن كان ضمن‬
‫تسرب بسبب الترجمة‪ ،‬فتراهم يقولون‬
‫أعلنت منفمة أوبأ أنها سوف لن توافق على تدهور األسعار‪ .‬لماذا أقحمت‬
‫كلمة (سوف) في هذ الجملة؟ ال سبب وال وجاهة ألي سبب‪ ،‬ويكفي أن نستعمل‬
‫الحرف (لن) ليعني النفي والمستقبل معاك‪ ،‬فالصواب‬
‫أعلنت منفمة أوبأ أنها لن توافق على تدهور األسعار‪.‬‬
‫فالحرف لن تعطي معنى النفي التوبيدي‪ ،‬وقد ورد في كتاب هللا استخدام كلمة‬
‫(لن) لنفي المستقبل نفيا ك توبيدياك‪ ،‬قال سبحانه في سورة الكهف (ﰂ ﰃ ﰄ‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ)‪ ،‬وقال سبحانه في سورة الجن (ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ)‪ ،‬وقال سبحانه في سورة آل عمران (ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) وغير ذلأ كثير‪.‬‬
‫لم ولن‪ ،‬أو (ال ولن) تستعمل اآلن بهذ الصورة‪ ،‬أي يعطف أحد الحرفين‬
‫على اآلخر‪ ،‬والحرف ال يجوز أن يعطف على الحرف‪ ،‬يقال‬
‫لم ولن نوافق على هذا المشروع‪ ،‬أو يقال ال ولن نوافق على هذا المشروع‪،‬‬
‫فإذا لم يكن من ذلأ بد فإنا نعطف الجملة على الجملة‪ ،‬فتصبح كما يلي‬
‫لم نوافق على هذا المشروع‪ ،‬ولن نوافق عليه‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ -9‬كمل وتم‪:‬‬
‫ال نجد في االستعماالت الحديثة للكلمتين (كمل وتم) تمييزا ك يوضح لأ المعنى‬
‫المقصود في كل منهما‪ ،‬ال تدري أين الصواب في قولنا لقد أكلمنا البناء‪ ،‬أو لقد‬
‫أتممنا البناء‪ ،‬ونقرأ العبارات في الصحف والمجالت والكتب الحديثة فنجدها ال‬
‫تميز هذ من تلأ وذلأ مثل‬
‫تم اللقاء األول الساعة الثالثة مساء وتم اللقاء الثاني بعد بساعتين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -9‬استكملت اللجنة اللمسات األخيرة للمشروع قبل يومين من عقد المؤتمر‪.‬‬
‫المشرع أن يستكمل آخر مواد القانون قبل أن يعيد النفر في موضوع‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬أراد‬
‫الرهن‪.‬‬
‫ال يستطيع القار‪ ،‬أن يحدد المعنى الدقيق لكل من الكلمتين السابقتين‪ ،‬وال‬
‫يستطيع أن يعرف من الجمل الموضع الصحيح لكل منهما‪ ،‬فكيف نصل إلى‬
‫التمييز المنشود بينهما؟‬
‫إن مصدرنا الحق في تمييز الكلم بعضه من بعض هو كتاب هللا تعالى‪ ،‬وقد‬
‫ورد في سورة المائدة قوله تعالى (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬
‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬
‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ) ‪.‬‬
‫اشتملت اآلية على فرائض في الطعام واأليمان‪ ،‬كما اشتملت على بيان‬
‫الفضل والنعمة والطمونينة ويوس الكفار من النيل من المؤمنين‪ ،‬نالحف أن كلمة‬
‫(أكمل) التصقت بالفرائض‪ ،‬واستعملت كلمة أتم مع النعم ومع البشرى والطمونينة‬
‫فاإلكمال هو األساس واإلتمام فرع عنه‪ ،‬ونذكر من سورة القصص قوله تعالى‬
‫عن شعيب عليه السالم فيما تقول بعض الروايات وموسى عليه السالم إذ يقول‬
‫سبحانه (ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ) فاإلكمال هو األساس‪ ،‬واإلتمام فضله ومزيد خير‪،‬‬

‫‪145‬‬
‫إن رضى موسى بثماني سنوات فال يجوز له أن ينقض‪ ،‬ولكنه في ح ّل من السنتين‬
‫األخيرتين إن لم يرغب فيهما‪ ،‬الثماني سنوات تكمل‪ ،‬والسنتان األخيرتان إتمام‬
‫وقال سبحانه في سورة البقرة (ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ) فإكمال عدة شهر رمضان أي جميع أيام‬

‫رمضان فرض‪ ،‬ثم يوتي بيان النعمة بعد ذلأ‪(.‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬


‫ﯦ ﯧ) والشكر من تمام النعمة‪.‬‬
‫إذن كاتب الجملة هو الذي يقرر الشيء الذي يريد أساسا ك وفرضاك‪ ،‬كما يقرر‬
‫الذي يريد نعمة وفضالك ومزيد خير‪ ،‬وأنه وفقا ك لهذا المعنى الدقيق نستطيع تقويم‬
‫ما نقع فيه من خطو في استعمال الكلمتين (كمل وتم)‪.‬‬
‫‪ -11‬الظروف‪ :‬عنش‪ ،‬ولشى‪ ،‬وفيما‪ ،‬وبيناً‪.‬‬
‫ترد هذ الكلمات الثالة (عند ولدى وبيناك) كفروف مكانية وزمانية‪ ،‬وهي‬
‫واسعة االستعمال وشائعة في المجال اإلعالمي‪ ،‬ولكنهم يض ّمون إليها في استعمال‬
‫أوسع وشيوع أشد كلمة (فيما)‪ ،‬وال أدري كيف أقحمت األقالم كلمة (فيما) مع‬
‫الفروف وهي ال تتصل بها بوية صلة‪.‬‬
‫أ‪ .‬فيما‬
‫يقولون في استعمالها‪ ،‬وربما يكون االستعمال ناشئا ك عن الترجمة‬
‫‪ -1‬قبل المسؤولون الميدانيون وقف إطالق النار فيما تجاهلت بعض الجيوب‬
‫وقفه‪.‬‬
‫‪ -9‬توجه الوفد األول إلى مصر فيما توجه الوفد الثاني إلى المغرب‪.‬‬
‫فكلمة (فيما) أخذت معنى فرفيا ك هو (في الوقت نفسه)‪ ،‬أو وفي ذلأ‬
‫الوقت‪ ...‬اله‪.‬‬
‫لكن لغتنا العربية الفصيحة تنكر هذا التصرف بكلمة (فيما)‪ ،‬فالكلمة جار‬
‫ومجرور‪ ،‬وحرف الجر هو في والمجرور اسم موصول هو ما‪ ،‬أو اسم استفهام‬
‫أي ما‪ .‬وتستعمل كلمة (فيما) على الصور اآلتية‬
‫‪ -1‬أنا أبحة فيما تبحة فيه‪( .‬أي في الذي)‪ ،‬كاسم موصول‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫قال تعالى (ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) أي في‬ ‫‪-9‬‬
‫الذي‪.‬‬
‫‪ .‬بينا‪ ،‬وبينما‬
‫هذان الفرفان يحمالن نفس المعنى ولكنهما اختلفا باختالف لهجات القبائل‪،‬‬
‫وقد ورد كالهما في حديثين شريفين هما‬
‫قال النبي ‪( ‬بينما رجل يمشي بطريق وجد عصن شوأ على الطريق‬
‫فو ّخر فشكر هللا له)‪ .‬بينما فرف زمان‪.‬‬
‫وقال عبد هللا بن مسعود (بينا نحن مع رسول هللا ‪ ‬في غار إذ نزلت عليه‬
‫والمرسالت) بينا فرف زمان‪.‬‬
‫ج‪ .‬عند ولدى‬
‫استعمال الكلمة األولى (عند) أوسع من الثانية‪ ،‬فقد اتفق النحويون على أن‬
‫(عند) تستعمل للمعاني واألعيان‪ ،‬يقولون نلتقي عند الغروب‪ ،‬ونتجه إلى المساجد‬
‫عند سماع األذان‪ ،‬أما كلمة لدى ففيها شيء من الخالف‪ ،‬ولكن الترجيح أنها ال‬
‫تضاف إال ل عيان‪ ،‬يقولون لدى الضيف أخبار وأسرار‪ ،‬ولديأ علم باألمر‪ ،‬ألن‬
‫كاف المخاطب تدل على عين وهو اإلنسان‪.‬‬
‫وهذ أمثلة من كتاب هللا تعالى تبين الفرق بوجلى صورة‬
‫‪ -1‬قال سبحانه (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ)‪ ،‬أضيفت عند العين وهو‬
‫المسجد‪.‬‬
‫‪ -9‬وقال سبحانه (ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ) ‪ ،‬أضيفت كلمة عند المسجد التي تعني الصالة في هذا الموضع‪.‬‬
‫وقال سبحانه (ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ)‪ ،‬أضيفت لدى للعين وهو الباب‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -1‬وقال سبحانه (ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ)‪ ،‬أضيفت للضمير وهو عن لفف‬


‫الجاللة‪.‬‬
‫فهما إذن فرفان ولكن (عند) ل عيان والمعاني و (لدى) ل عيان‪ ،‬ولم أجد‬
‫مثاالك على كلمة (لدى) يصح االستشهاد به أضيفت فيه لدى للمعاني‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫ملحوظات مهمة‬
‫إذا كان لدى طالب العلم أو القار‪ ،‬فسحة من الوقت فإنه يستطيع أن يبذل‬
‫شيئا ك من الجهد لمعرفة مواضع الخطو في الكلمات اآلتية ثم لمعرفة مواضع الخطو‬
‫في الكلمات اآلتية ثم لمعرفة الوجه الصحيح الستعمالها وفقا ك لما يستشهد به من‬
‫الكالم العربي الفصيح‬
‫‪ -1‬نفذت جميع الفلوس من جيبي‪.‬‬
‫‪ -9‬سوف استبدل الكتاب القديم بالجديد‪ ،‬ألن القديم ممزق‪.‬‬
‫‪ -2‬لقد اعتدوا على بعضهم بخشونة‪.‬‬
‫‪ -1‬ال نستطيع إنجاز هذا العمل في الوقت الراهن‪.‬‬
‫‪ -1‬ومن جانبه قال العضو المنتدب في الجلسة كذا وكذا‪.‬‬
‫‪ -0‬باألمس فقط وجدت الكتاب المفقود منذ أسبوع‪.‬‬
‫‪ -1‬تطبق هذ التمرينات لتخسيس الوزن‪.‬‬
‫‪ -9‬كانت قري تجتمع مع قصي في دار الندوة‪.‬‬
‫‪ -2‬فللت أنتفر طيلة النهار‪.‬‬
‫‪ -12‬لم نعثر على شيء مناسب لحدّ اآلن‪.‬‬
‫‪ -11‬لم يوقع على الحل المقتر لغاية اآلن‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫(بني املتنيب ولغو خصم)‬
‫يف جملس كافور‬
‫ساد‪ ،‬وقد دعا لذلأ استعالؤ في سلوكه‬ ‫لقد ابتلي المتنبي بكثرة الخصوم والح ّ‬
‫وصالبة شخصيته وعبقريته الشعرية‪.‬‬
‫وقع لجو المتنبي في أواخر حياته إلى كافور اإلخشيدي‪ ،‬وقد بنى كافور‬
‫قصرا ك له ولحاشيته في أثناء إقامة المتنبي بمصر‪ ،‬فلما انتقل إليه جاء الشعراء‬
‫ت والتزم الصمت‪،‬‬ ‫وألقوا بين يديه قصائد التهنئة والمباركة‪ ،‬ولكن المتنبي لم يو ِ‬
‫فعاتبه كافور على توخر ‪ ،‬فجاء المتنبي في أحد مجالسه التي اعتاد أن يعقدها‬
‫وألقى بين يديه قصيدة رائعة معتذرا ك فيها عن توخر ‪ ،‬وكان منها‬
‫ولمااااااااان ياااااااااشني مااااااااان البعاااااااااشاا‬ ‫إنماااااااااااااا التهن اااااااااااااار ل كفااااااااااااااا‪:‬‬
‫بالمساااااااااارار سااااااااااا ر امععاااااااااااا‬ ‫وأنااااااااا منااااااااك ال يهناااااااا ععااااااااو‪:‬‬
‫نجومااااااااااا ً آجاااااااااار هااااااااااذا البناااااااااااا‬ ‫مساااااااتقل لاااااااك الاااااااشيار وإن كاااااااان‪:‬‬
‫فقام أحد خصومه يخطئه لقوله (التهنئات) واحتع بون الكلمة مصدر ولذلأ ال‬
‫يجوز جمعها فعليه أن يقول (التهنئة)‪.‬‬
‫فنفر المتنبي إلى الجالسين ولم ينفر للناقد‪ ،‬وقال أليس هذا الرجل مسلماك؟‬
‫فعجب الحاضرون من هذا السؤال وأفهروا دهشتهم‪ ،‬فوكد المتنبي قوله بسؤال‬
‫أخر أال يقرأ هذا الرجل التشهد في الصالة؟ يشير المتنبي بذلأ إلى كلمة‬
‫(التحيات) التي يبدأ بها التشهد في الصلوات المفروضة والنافلة‪ ،‬فالرسول ‪ ‬بدأ‬
‫التشهد بكلمة التحيات وهو مصدر وهو جمع لكلمة التحية‪ ،‬فالتحية مصدر مفرد‬
‫وجمعها التحيات فكيف يخطئه إذن؟‬
‫تطبيق‪:‬‬
‫ماذا يقصد المتنبي بالبيت الثاني وأنا منأ‪ ...‬األعضاء‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫هل تعرف شعرا ك للمتنبي يفخر فيه بنفسه ويتعالى كثيراك؟‬ ‫(‪)9‬‬
‫ما رأيأ بقول بعض العلماء المصادر ال تثنى وال تجمع؟‬ ‫(‪)2‬‬
‫كلمة (مستقل) أخذت بعدا ك سياسيا ك في عصرنا فهل تعنى ذلأ في البيت‬ ‫(‪)1‬‬
‫الثالة‪.‬‬
‫استعمل الكلمات اآلتية في ثالة جمل األكفاء‪ ،‬األكفياء‪ ،‬األكفّاء‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪149‬‬
‫نقاط إمالئية‬
‫أسلوب كتابة الكالم العربي‪:‬‬
‫هو أسلوب بسيط يقوم على السمع‪ ،‬فالحرف الذي يسمع هو الذي يكتب‪،‬‬
‫ولذلأ تجد الطفل الذي يدرس اللغة مدة سنتين تجد يكتب أية كلمة يسمعها‪ ،‬إن‬
‫لفف الحرف يساعد في أسلوب كتابته‪ ،‬فالكلمة (وقف) تشتمل على ثالة أحرف‪،‬‬
‫لففت الثالثة فكتبت الثالثة كما سمعت‪ ،‬إننا نلفف الحرف في العربية لففا ك واحداك‪،‬‬
‫فالفاء هي الفاء‪ ،‬والياء هي الياء‪ ،‬لكنأ في لغة أخرى كاإلنجليزية تجد شيئا ك بعيدا ك‬
‫عن هذا‪ ،‬فلففة (‪ )bread‬ولففة (‪ )break‬ولففة (‪ )meat‬تض ّمنت المقطع (‪)ea‬‬
‫‪ ،‬ولكنه يلفف في كل منها لففا ك مخالفا ك لآلخر‪ ،‬فالقار‪ ،‬والكاتب مضطران لحفف‬
‫الحروف حففا ك لقراءتها وكتابتها‪ ،‬وتجد حرفا ك مثل (‪ )f‬له ثالة صور للنطق هي‬
‫(‪ )fiphigh‬ولكن الفاء في لغتنا هي الفاء‪ ،‬وتجد أيضا ك حروفا ك مكتوبة ولكنها ال‬
‫تنطق‪ ،‬ولو كانت في كلمتين أو ثالة لهان األمر‪ ،‬ولكن يستطيع دارس اإلنجليزية‬
‫إن يعطيأ مئات األمثلة‪ ،‬ولذلأ يحتاع دارسها لحفف كل كلمة قبل كتابتها‪.‬‬
‫سر‪ ،‬ينطق الحرف‪ ،‬فيكتب‪ ،‬والنطق‬ ‫إن أسلوب كتابة الكالم العربي مي ّ‬
‫والكتابة توءمان‪ ،‬فالحرف هو هو‪ ،‬والمقاطع هي هي‪ ،‬وال يوجد شيء خطر في‬
‫حروف مكتوبة غير ملفوفة أو العكس‪ ،‬بل األمر هيّن وسهل‪.‬‬
‫نقاط تحتاع لالهتمام لم تخل لغتنا من بعض النقاط الصعبة وهذ النقاط‬
‫محدودة‪ ،‬وابن السنة الثالثة االبتدائية يكون قد أل ّم بالحروف والمقاطع العربية‬
‫وتجاوز مرحلة النقاط الصعبة وصار بإمكانه كتابة أي كلمة تملى عليه‪.‬‬
‫وأهم النقاط الاعبة هي‪:‬‬
‫(‪ )9‬األلف في آخر (‪ )2‬التاء في آخر الكلمة‬ ‫(‪ )1‬الهمزة‬
‫الكلمة‬
‫(‪ )1‬كلمات على وزن افتعل تبدأ بالطاء أو الضاد‬
‫(‪ )1‬حروف تحذف أو تضاف وال تنطق في بعض الكلمات‪ ،‬وإليكم البيان‬
‫(أ) اهلمزة‬
‫توتي الهمزة في أول الكلمة أو وسطها أو أخرها‪ ،‬وهذا تفصيل ذلأ‬

‫‪151‬‬
‫(‪ )1‬اهلمزل يف أول الكلمة‬
‫تكتب على ألف‪ ،‬وذلأ مثل الفكر‪ ،‬البالد‪ ،‬أحمد‪ ،‬أثار‪ .‬وقد أطلق عليها همزة‬
‫وصل إذ سقطت عند اتصال الكالم بعضه ببعض‪ .‬فكلمة (الفكر) إذا سبقت بكلمة‬
‫مثل (رجاحة الفكر) تسقط منها الهمزة فتسمى هذ همزة وصل‪.‬‬
‫وأما الهمزة التي تلفف ولو سبقت بكلمة فتسمى همزة قطع‪ ،‬وذلأ مثل أحمد‬
‫فإنها تثبت ولو سبقت بكلمة مثل وصل أحمد‪.‬‬
‫وقد اشتهرت كلمات في اللغة ألنها ال يجوز أن تبدأ إال بهمزة وصل هي‬
‫(‪ )1‬كل اسم أوله (ال) التعريف مثل الكتاب‪ ،‬البلد‪.‬‬
‫(‪ )9‬وكلمة ابن وما في مجالها أي ابنه‪ ،‬وابنان‪ ،‬وابنتان‪ ،‬ولكن الجمع أوله‬
‫همزة قطع (أبناء)‪.‬‬
‫(‪ )2‬اثنان واثنتان‪.‬‬
‫(‪ )1‬وامرؤ وامرأة‪.‬‬
‫(‪ )1‬وكلمة (اسم) واسمان واسمين أما جمعها فهمزة قطع (أي أسماء)‪.‬‬
‫(‪ )2‬اهلمزل يف آخر الكلمة هلا أربع صور هي‬
‫تكتب على املف المقاورة مثل‪ :‬الشاطئ الدافئ‪ - ،‬ألن الحرف الذي‬ ‫‪-1‬‬
‫قبلها مكسور‪.‬‬
‫تكتب على الواو مثل‪ :‬اللؤلؤ‪ ،‬يجرؤ – ألن الحرف الذي قبلها مضموم‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫تكتب على املف مثل‪ :‬قرأ‪ ،‬بدأ – ألن الحرف الذي قبلها مفتو ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تكتب على السطر مثل‪ :‬البدء‪ ،‬البطء‪ -‬ألن الحرف الذي قبلها ساكن‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مالحظة يرى اإلمالئيون كتابة الكلمتين جزءا ك بتنوين الفتح على األلف‬
‫وجزا كء بتنوين الفتح من دون ألف‪ ،‬وذلأ للتمييز بينهما‪ ،‬ألنهم ال يستحسنون ألفين‬
‫وبينهما همزة (جزاءاك)‪.‬‬
‫(‪ )3‬اهلمزل يف وسط الكلمة‬
‫ننفر إلى حركة الهمزة المتوسطة وننفر إلى حركة الحرف الذي قبلها مثل‬
‫سئل فحركة الهمزة الكسرة‪ ،‬وحركة ما قبلها الضمة‪ ،‬إذن نكتبها على الياء أي‬ ‫ُ‬
‫الكرسي أو النبرة فيما يقولون‪ ،‬وهذا هو أسلوب كتابتها‬
‫عند النفر إلى الحركتين تغلب الكسرة‪ ،‬ثم الضمة‪ ،‬ثم الفتحة‪ ،‬وهذ صورها‬

‫‪151‬‬
‫على الياا‪ :‬تكتب على الياء (أي النبرة أو الكرسي) إذا كانت مكسورة أو‬ ‫‪.1‬‬
‫ما قبلها مكسورا ك مثل سئل‪ ،‬فئة‪ ،‬مئذنة‪ ،‬يئن‪.‬‬
‫على الواو‪ :‬تكتب على الواو إذا كانت مضمومة أو ما قبلها مضموما ك مع‬ ‫‪.9‬‬
‫غياب الكسرة مثل سؤال‪ ،‬يؤم‪ ،‬مؤمن‪ ،‬بؤر‪.‬‬
‫على ألف‪ :‬إذا كانت مفتوحة أو ما قبلها مفتوحا ك مع غياب الكسرة والضمة‬ ‫‪.2‬‬
‫مثل سول‪ ،‬مدفوة‪ ،‬يسول‪.‬‬
‫على السطر‪ :‬إذا كانت مفتوحة وما قبلها ألف أو ياء ساكنة أو واو ساكنة‬ ‫‪.1‬‬
‫مثل تساءلوا‪ ،‬شيئاك‪ ،‬سوءة‪ ،‬السموءل‪.‬‬
‫هناك تساهل في كتابة الحروف المكررة مثل‪ :‬يطؤهم فوجازوا كتابتها‬ ‫‪.1‬‬
‫هكذا (يطؤهم – يطئوهم) إنه من نوع التساهل واإلجازة‪ ،‬ومثل ذلأ‬
‫يسوؤونهم فوجازوا كتابتها يسوءونهم‪ ،‬وسبب التساهل تفادي التكرار‪.‬‬
‫مالحظة تساهلوا في كلمة شيئا ك وبيئة ألنه يمكن وصل الهمزة مع الحرف السابق‪.‬‬

‫(ب) األلف يف آخر الكلمة‪:‬‬


‫لها صورتان أوالهما األلف الممدودة وثانيهما األلف المقصورة‬
‫أ‪ -‬املمدودة‪:‬‬
‫‪ .1‬األلف الممدودة كما هي في الكلمات اآلتية دعا‪ ،‬دنا‪ ،‬وسبب كتابتها‬
‫باأللف الممدودة ألن أصل األلف واو‪ ،‬ويعرف ذلأ من صيغة‬
‫المضارع يدعو ويدنو‪ ،‬أو من صي أخرى‪.‬‬
‫‪ .9‬األسماء األعجمية تكتب بالممدودة مثل كندا‪ ،‬بولندا‪ ،‬يهودا‪ ،‬موسيقا‪.‬‬
‫‪ .2‬األسماء التي سبقت فيها األلف بياء مثل الدنيا‪ ،‬العليا‪ ،‬الخطايا‪.‬‬
‫املقصورة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫تكتب األلف المقصورة في الحاالت اآلتية‬
‫(‪ )1‬في كل اسم ثالثي أو فعل أصل ألفه ياء مثل قضى‪ ،‬فتى‪ ،‬فالمضارع‬
‫من قضى يقضي‪ ،‬ومثنى فتى هو فتيان والجمع فتية فوصل األلف ياء‬
‫ولذلأ تكتب بولف مقصورة‪.‬‬
‫(‪ )9‬كل اسم أو فعل اشتمل على أربعة أحرف أو أكثر مثل فوضى‪ ،‬تداعى‪،‬‬
‫استسقى‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫مالحظة كلمة يحيى كاسم تكتب باأللف المقصورة‪ ،‬ولكنها كفعل تكتب بالممدود‬
‫كنوع من التساهل‪.‬‬
‫التاء واهلاء يف آخر الكلمة‪:‬‬
‫من أمثلة التاء المفتوحة في آخر الكلمة وجدت‪ ،‬سارت‪ ،‬البيت‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫التاء المغلقة في أخر الكلمة المدرسة‪ ،‬الجامعة‪ ،‬طلحة‪ ،‬دفعة‪ ...‬ومن أمثلة الهاء‬
‫في آخر الكلمة هللا‪ ،‬رسوله‪ ،‬انتبه‪ ،‬فقه‪.‬‬
‫فالتاء المفتوحة والتاء المغلقة (المربوطة) لكل منهما نقطتان‪ ،‬ولكن الهاء‬
‫ليس لها نقطتان‪.‬‬
‫وأقرب أسلوب لتمييز التاء المفتوحة من المغلقة هو الوقف‪ ،‬نقف على كلمة‬
‫(البيت) بالسكون فإن ثبتت التاء فهي المفتوحة‪ ،‬وإن تحولت إلى هاء فهي التاء‬
‫المغلقة مثل‬
‫سعيت – عند الوقوف سعيت‪ -‬إذن هي تاء مفتوحة ألنها ثبتت عند الوقف‪.‬‬
‫البيت‪ -‬عند الوقف البيت‪ -‬إذن هي تاء مفتوحة ألنها ثبتت عند الوقف‪.‬‬
‫الجامعة‪ -‬عند الوقف الجامعة‪ -‬إذن هي تاء مغلقة ألنها تحولت إلى هاء‪.‬‬
‫عزة‪ -‬عند الوقف عزة‪ -‬إذن هي تاء مغلقة ألنها تحولت إلى هاء‪.‬‬
‫وكلمات مثل عزة‪ ،‬ومدحة ورفعة‪ ،‬هي مصادر اسم المرة واسم الهيئة‬
‫وجميعها تكتب بالتاء المغلقة (المربوطة)‪ ،‬ولكنهم اعتادوا كتابتها في شهادات‬
‫الميالد خطو أي بالتاء المفتوحة‪.‬‬
‫الطاء والضاد‪:‬‬
‫ربما يقع الطاء أو حرف الضاد في أول الفعل الثالثي مثل طلع‪ ،‬وضرب‪،‬‬
‫ضر وطرد‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫فالطاء جزء من الفعل وكذلأ الضاد‪ ،‬ومثل ذلأ ّ‬
‫إذا صي من هذ األفعال الثالثية على وزن افتعل فإن التاء تتحول إلى طاء‬
‫مثل ضرب – اضترب‪ -‬اضطرب وقد وجدنا شيئا ك من التشوي والبلبلة في كتابة‬
‫الفعلين‬
‫ضلع‪ ،‬وطلع عندما صي منهما على وزن افتعل‪ ،‬ولكن هذا التشوي يزول‬
‫بتطبيق القاعدة‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫ضلع‪ -‬اضتلع – اضطلع‪ ،‬وتعني تحمل المسؤولية كاملة‪ .‬طلع – اطتلع‪-‬‬
‫ّ‬
‫اطلع وتعنى نفر إلى األمور مترويا ك وعرف أسرارها‪.‬‬
‫حرو حتذ أو تضا ‪:‬‬
‫هذ بعض الكلمات من لغتنا التي اشتملت على نطق بعض الحروف دون‬
‫كتابتها أو كتابة بعض الحروف دون نطقها‪.‬‬
‫(أ) حروف تنطق ولكنها ال تكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬في أسماء اإلشارة حروف تنطق وال تكتب هذا‪ ،‬هذان‪ ،‬هؤالء‪ ...‬إله‪.‬‬
‫‪ .9‬في الكلمتين لكن‪ ،‬وداود‪ ،‬ال تلفف ألف لكن‪ ،‬وتحذف من داود الواو التي‬
‫تنطق بعد مثيلتها‪.‬‬
‫‪ .2‬الحرف (يا) يكتب من دون ألف إذا جاء بعد (أي) مثل يويها الذين آمنوا‪.‬‬
‫‪ .1‬الكلمتان هللا والرحمن‪ ،‬تحذف منهما األلف كتابة‪.‬‬
‫(ب) حروف تكتب ولكنها ال تنطق‪:‬‬
‫‪ .1‬الكلمات التي تنتهي بواو الجماعة تكتب األلف مثل واعتصموا وقالوا ولم‬
‫يعفوا‪.‬‬
‫‪ .9‬في أسماء اإلشارة أولئأ‪ ،‬تكتب الواو وال تنطق‪.‬‬
‫‪ .2‬األلف في ابن وابنة تكتب وال تنطق‪ ،‬والالم في الناس والدار وأمثالها تكتب‬
‫وال تنطق‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫مصادر القةا ا اللغو ة والنحو ة‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مختصر صحيح مسلم‪ ،‬للمنذري بتحقيق الشيه ناصر الدين األلباني‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫المزهر في علوم اللغة للسيوطي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اللغة العربية في وسائل اإلعالم د‪ .‬كامل ولويل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قاموس لسان العرب البن منفور‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪155‬‬
‫القةا ا النحو ة‬

‫ما النحو؟ النحرو لغرة هرو القصرد والطريرق والجهرة والمثرل والمقردار والنروع‪،‬‬
‫والنحررو اصررطالحا ك هررو إعررراب الكررالم العربرري‪ ،‬ولررذلأ سررمي النحرروي نحويرا ك ألنرره‬
‫يحرف الكالم إلى وجو اإلعراب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫لم يكرن عنرد العررب علرم لره اصرطالحه وقوانينره النحويرة حترى أواخرر القررن‬
‫األول الهجرري برل كرران العررب يتكلمررون برالفطرة والسرليقة‪ ،‬ال يعررودون إلرى كترراب‬
‫معين‪ ،‬أو دروس منتفمة‪ ،‬وإنما مرجعهم في هذ المعرفة النحويرة مرا اكتسربو فري‬
‫بررواديهم وصررحرائهم مررن المخاطبررات الشررفوية ومررا قرررأ علرريهم رواة الشررعر أو مررا‬
‫أسمعهم إيا الشعراء‪.‬‬
‫لقد كانوا يعرفون أن االسم من األسماء الخمسة يرفع برالواو وينصرب براأللف‬
‫ويجر بالياء‪ ،‬ولكنهم يعرفون ذلأ بالتطبيق ال بالتعريف وذكر القواعد‪.‬‬
‫لقد اهتم العالم اللغوي ابن جني في القرن الرابع الهجري بهذا األمرر‪ ،‬أراد أن‬
‫يتحقق من استعمال الحركات اإلعرابية عنرد اإلعرراب‪ ،‬هرل كانرت عفويرة أم كانرت‬
‫مقصودة وتختلف من موقع إلى موقع‪ ،‬وهرو يحردة عرن هرذا اللقراء الرذي عقرد مرع‬
‫أعرابي يدعا أبا العساف التميمي‪ ،‬لقيره فسروله (كيرف تقرول ضرربت أخروأ؟ فقرال‬
‫أحرف لسانه إلى الرفع ليقول أخوأ؟ فروبى‪،‬‬ ‫األعرابي ضربت أخاأ‪ .‬وحاولت أن ّ‬
‫وقال ال أقول أخوأ أبداك‪ ،‬قلت فكيف تقول ضرربني أخروأ؟ ورفرع برالواو‪ ،‬فقلرت‬
‫ألست زعمت أنأ ال تقول أخوأ أبداك؟ فقال إإي ذا‪ ،‬اختلفرت جهترا الكرالم) وعلرق‬
‫ابررن جنرري علررى هررذا الموقررف بقولرره فهررل هررذا إال أد ّل علررى ترروملهم مواقررع الكررالم‬
‫وإعطائهم في كل موضع حقه وحصته من اإلعراب عن ميزة وبصيرة))‪.(1‬‬
‫االختالط واللحن‬
‫اختلطررت فرري القرررن األول الهجررري قبائررل العجررم وطرروائفهم بالقبائررل العربيررة‬
‫والطوائف العربية‪ ،‬كان االختالط في أول القرن ضعيفا ك‪ ،‬ثم اشتد كثيرا ك في النصف‬
‫الثاني منه‪ ،‬لقد وفدوا إلى المدن اإلسالمية لفهم اإلسالم ودراسته؛ ألنه أصبح دينهم‬
‫الجديرد‪ ،‬وكانرت البصررة والكوفرة أشردّ المردن اختالطراك‪ ،‬ولرم تكرن هرذ القبائرل وتلررأ‬
‫الطوائف الوافدة قليلة العدد‪ ،‬إنها ألوف تجاور ألوفاك‪ ،‬قال البالذري (ثمة طائفة فري‬
‫البصررة يرجررع أولهررا إلرى صرردر اإلسررالم‪ ،‬وطائفرة أخرررى عقرردت مرع سررعد بررن أبرري‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪156‬‬
‫وقاص أمانا ك‪ ،‬وكانوا قد قاتلوا مع رستم من قبل ففرض سرعد لهرم عطراء واسرتوطن‬
‫هؤالء الكوفة‪ ،‬وأسلموا‪ ،‬وحسن إسالمهم)‪.‬‬
‫هررذا االخررتالط أدى إلررى اللحررن‪ ،‬أي النطررق اللفررف العربرري علررى غيررر وجهرره‬
‫الصحيح واستبدال الحركات الخاطئة بالحركات الصرحيحة‪ ،‬وقرد يتسرامح اللغويرون‬
‫في نطرق بعرض الكلمرات خطرو‪ ،‬كرون تلفرف الحراء فري كلمرة األحرواز هراء‪ ،‬ولكرن ال‬
‫يستطيعون التسامح في إبدال الحركات اإلعرابية في الكرالم العربري السريّما القررآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫قال الجاحف في باب اللحن في كتابه (البيان والتبيين) أول لحن سمع بالباديرة‬
‫ي على الفال ‪.‬‬ ‫قولهم هذ عصاتي‪ ،‬وأول لحن سمع بالقرى هو ح ّ‬
‫وذكر األنباري في كتابه (نزهة األلباء) أنه ارتفع إلى زياد وهو أمير البصرة‬
‫رجل وأخو في ميراة‪ ،‬فقال إن أبونا مات وإن أخينا وثب على ماله فوكلره‪ ،‬فقرال‬
‫أضر عليأ مما أضعت من مالأ‪ ،‬وقال لره القاضري‬ ‫ّ‬ ‫زياد الذي أضعت من لسانأ‬
‫قم في لعنة هللا‪.‬‬
‫وذكر الجاحف كلمة ألمير المؤمنين عبد الملأ بن مروان في اللحن قرال فيهرا‬
‫اللحن هجنة على الشريف‪ ،‬والعجب آفة الرأي‪ ،‬واإلعراب جمال للوضيع‪ ،‬واللحرن‬
‫أقبح من التفتيق في الثوب النفيس‪.‬‬
‫واشتد خطر اللحن حتى صار يصيب آيرات القررآن الكرريم‪ ،‬فقرد ترال كتراب هللا‬
‫سروا برالخطر‪،‬‬ ‫من ال يجيد القراءة والتالوة‪ ،‬فرووجس العلمراء فري أنفسرهم خيفرة‪ ،‬وأح ّ‬
‫ووقع في روعهم أن فاهرة اللحن قد تفتأ باللغرة‪ ،‬وتكراد تجمرع كترب تراريه النحرو‬
‫على وقوع اللحن في تالوة بعرض المسرلمين‪ ،‬كمرا يؤيرد هرذا اإلجمراع كترب التراريه‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ذكر المؤرل ابن عساكر في كتابه التهذيب (إن زيرادا ك ابرن أبيره والري العرراق‬
‫الحررف تفشرري فرراهرة اللحررن‪ ،‬فبعررة إلررى عررالم البصرررة أبرري األسررود الرردؤلي اللغرروي‬
‫الفقيه وقال له اعمل عمالك تكون فيه إماما ك ينتفرع بره النراس‪ ،‬ويعررف بره كتراب هللا‪،‬‬
‫فاسرررتعفا مررررن ذلررررأ‪ ،‬ولكررررن اإلمررررام أبررررا األسرررود الرررردؤلي يسررررمع مررررن يقرررررأ قولرررره‬
‫تعررررررررررررررررررررالى (ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) بجر كلمرة رسرول‪ ،‬فقرال مرا فننرت أن أمرر النراس صرار إلرى‬
‫هذا‪ ،‬فرجع إلى زياد فقال أنا أفعل مرا أمرر بره األميرر‪ ،‬فوعطرا األميرر كاتبرا ك فطنراك‪،‬‬
‫وقال له أبو األسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فونقط نقطة علرى أعرال فرإن‬
‫ضررممت فمرري فررونقط نقطررة بررين يرردي الحرررف وإن كسرررت فاجعررل النقطررة تحررت‬
‫الحرف‪ ،‬فإن اتبعتُ شيئا ك من ذلأ غنة فاجعل مكان النقطة نقطتين)‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫وانطلررق العلمرراء إلررى الباديررة يجمعررون أسرراليب الكررالم‪ ،‬كمررا يجمعررون اللفررف‬
‫والمعنررى‪ ،‬وكرران رائرردهم فرري ذلررأ أبررا عمرررو بررن العررالء وتالميررذ ‪ ،‬وترروافر لررديهم‬
‫حصيلة كبيرة‪ ،‬فانتفعوا بها في توليف المعراجم‪ ،‬وضربط الحركرات اإلعرابيرة وغيرر‬
‫ذلأ‪.‬‬
‫قيمة احلركة اإلعرابية‪:‬‬
‫ال أفن أن هذا الموضوع غائرب عرن أبنائنرا الطلبرة‪ ،‬إنهرم بكرل توكيرد يعرفرون‬
‫معرفررة كثيرررة أو قليلررة أن الحركررات اإلعرابيررة توجرره المعرراني‪ ،‬ولهررا أثررر قرروي فرري‬
‫داللتهررا‪ ،‬فررإذا قرررأ أحرردهم قولرره تعررالى (ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) أدرأ أن‬
‫صرى‪ ،‬ألن أثرر الضر ّمة علرى كلمرة يعقروب واضرح‬
‫صرى وكرذلأ يعقروب و ّ‬ ‫إبراهيم و ّ‬
‫وقوي‪ ،‬ولو استبدلت الفتحة بالض ّمة الختلف المعنى‪.‬‬

‫وكذلأ إذا قرأ أحردهم قولره تعرالى ( ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) أدرأ‬


‫أن الفتحة على كلمة العلماء والفتحة علرى لفرف الجاللرة (هللا) ترؤدي إلرى أن الخشرية‬
‫صادرة عن العلماء‪ ،‬وبتغيير الحركتين يتغير المعنى‪.‬‬
‫وقررد وجرردنا اإلمررام النحرروي جررالل الرردين السرريوطي يعطرري للحركررة اإلعرابيررة‬
‫أهمية بالغة في فهم األفكار والمعاني وتوضيحها وبيانها‪.‬‬
‫قااال الساايوطي فااي كتابااه (المزهاار)‪( :‬مررن العلرروم الجليلررة الترري اختصررت بهررا‬
‫العربيرة اإلعررراب الررذي هررو الفررارق بررين المعرراني المتكافئررة فرري اللفررف‪ ،‬وبرره يعرررف‬
‫الخبررر الررذي هررو أصررل الكررالم‪ ،‬ولرروال مررا ميّررز فاعررل مررن مفعررول وال مضرراف مررن‬
‫منعوت وال تعجب من استفهام)‪.‬‬
‫وقال (لو أن قائالك قال ما أحسن زيد‪ ،‬غير معرب لم يوقف على مراد ‪ ،‬فإذا‬
‫قال ما أحسن زيداك! أو ما أحسن زيدٍ؟ أو ما أحسن زيدٌ‪ ،‬أبان اإلعراب عرن المعنرى‬
‫الذي أراد ‪ .‬ويقولون هذا غالم أحسن منه رجالك‪ ،‬يريدون الحال في شخص واحد‪.‬‬
‫ويقولررون هررذا غررالم أحسررن منرره رج رالك‪ ،‬فهمررا إذن شخصرران‪ ،‬ويقولررون كررم رج رالك‬
‫رأيت؟ فري االسرتخبار وكرم رجرالك رأيرت‪ ،‬فري الخبرر يرراد بره التكثيرر)‪ .‬وغيرر ذلرأ‬
‫كثير‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫خالصة القول‪:‬‬
‫إنرره يتبررين مررن األمثلررة القليلررة الترري ذكرررت أن اللغررة الفصرريحة ال تسررتغني عررن‬
‫حركررات اإلعررراب‪ ،‬ولررذلأ نرررفض بعررض الرردعوات الترري تنررادي بإسرركان اللغررة‪،‬‬
‫واالستغناء عن الحركات اإلعرابية متذرعين باألساليب الصحفية أو بوساليب اللغرة‬
‫العاميررة‪ ،‬نرفضررها ألن األسرراليب الصررحفية أو العاميررة ليسررت هرري اللغررة الفصرريحة‬
‫الراقية التي نبتغيها‪ ،‬وقد نقل تراثنا إلينا بشرعر راق ونثرر فنري راق وخطرب جيردة‪،‬‬
‫ولم يوت تراثنا إلينا ركيكا ك ضعيفا ك‪ ،‬وقد وصل تراثنا اللغوي واألدبي إلى أكثر بلدان‬
‫العالم باللغة الفصيحة‪ ،‬ال بالعامية وال بالركيكرة‪ ،‬وقرد أثبرت الفقهراء والمفسررون أن‬
‫كتاب هللا ال يفهم إال بضبط الحركة اإلعرابية في كل آية‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل احلاد عشر‬
‫عالمات الرتقيم‬

‫د‪ .‬حسني عبد احلليم‬

‫‪161‬‬
161
‫عالمات الرتقيم‬
‫الترقيم‪ ،‬هو وضع رمروز مخصوصرة فري أثنراء الكتابرة لتعيرين مواقرع الفصرل‬
‫والوقررف واالبتررداء لتسرراعد القررار‪ ،‬علررى فهررم الموضرروعات الترري يقرؤهررا‪ ،‬وتسرراعد‬
‫على تفصيل الكتابة وتنفيمها‪.‬‬
‫إن القار‪ -،‬إذا لم نضع لره عالمرات التررقيم فري أماكنهرا‪ -‬يكرون مضرطرا ك إلرى‬
‫التعثر في القراءة‪ ،‬فترا عاجزا ك عن إعطاء الكالم حقره مرن النبررات التري يقتضريها‬
‫كل مقام؟‬
‫ولقد طالما فكرر الغيرورون علرى اللغرة العربيرة فري تالفري هرذا الخلرل الفاضرح‬
‫خصوصا ك بعرد امترزاع األمرم ببعضرها الربعض وشريوع اللغرات األجنبيرة فري بالدنرا‪،‬‬
‫فرأوا أن الوقت قد حان إلدخال نفام جديد في كتابتنا تسرهيالك لتنراول العلروم وضرنّا ك‬
‫بالوقررت الثمررين أن يضرريع هرردرا ك فرري تفهررم عب رارات كرران مررن أيسررر األمررور إدراأ‬
‫معانيها لو كانت تقاسيمها وأجزاؤها مفصولة أو موصولة بعالمات تبين أغراضرها‬
‫وتوضح مراميها‪.‬‬
‫فشرعوا يستعملون في كتاباتهم الرموز الخاصة باإلفرنع‪.‬‬
‫ثررم قرريض هللا لهررذ األمررة علمرراء تررداركوا الررنقص الحاصررل فرري تررالوة الكتابررة‬
‫فاستنبطوا طريقة لوضع العالمات التي تساعد علرى فهرم الكرالم ألغرراض الكاترب‪،‬‬
‫وتوضيحا ك للمعاني التي قصدها‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫وفيما يلي العالمات التي أقرها العلماء وهي‬
‫صورتها‬ ‫اسم العالمة‬
‫‪،‬‬ ‫الفصلة أو الفاصلة أو الشولة‬ ‫‪-1‬‬
‫؛‬ ‫الفاصلة المنقوطة‬ ‫‪-9‬‬
‫‪.‬‬ ‫النقطة أو الوقفة‬ ‫‪-2‬‬
‫النقطتان الرأسيتان‬ ‫‪-1‬‬
‫‪-‬‬ ‫الشرطة أو الوصلة‬ ‫‪-1‬‬
‫؟‬ ‫عالمة االستفهام‬ ‫‪-0‬‬
‫‪-) ( -‬‬ ‫الشرطتان أو القوسان‬ ‫‪-1‬‬
‫()‬ ‫عالمة التنصيص أو التضبيب‬ ‫‪-9‬‬
‫‪..‬‬ ‫عالمة الحذف‬ ‫‪-2‬‬
‫!‬ ‫‪ -12‬عالمة التعجب أو التوثر أو االنفعال‬

‫‪ -1‬الفصلة أو الفاصلة أو الشولة‬


‫اختار العلماء الشولة اسما ك لهذ العالمرة للتشرابه الحاصرل بينهرا وبرين العقررب‬
‫إذا شالت ذنبها‪.‬‬
‫ومواقعها كما يلي‬
‫أ‪ -‬تكررون بررين الجمررل المتصررلة المعنررى المعطوفررة علررى بعضررها الترري يتركررب‬
‫منها كالم تام مثل‬
‫قد اشترى منأ الكتب‪ ،‬وحملها إلينا‪ ،‬وأخذ الثمن‪ ،‬ولم يوصله إليأ‪.‬‬
‫صل مجمالك مثل‬‫ب‪ -‬تكون بين المعطوفات من المفردات التي تف ِ ّ‬
‫الكالم ثالثة أقسام اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف‪.‬‬
‫المادة ثالثة أنواع صلبة‪ ،‬وغازية‪ ،‬وسائلة‪.‬‬
‫فليس بيني وبينأ إال كتاب هللا‪ ،‬وسنة رسوله‪ ،‬ووصية عمر ل شعري‪.‬‬
‫ع‪ -‬تكون بين أنواع الشيء وأقسامه مثل‬
‫آية المنافق ثالة إذا حدة كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا أؤتمن خان‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫د‪ -‬بعد المنادى مثل يا عمرو‪ ،‬إن موعد السفر قد حان‪.‬‬
‫هـ‪ -‬بين البردل والمبردل منره مثرل حضرر بحرر النردى والجرود‪ ،‬الكرريم الرذي ال‬
‫يجري معه حاتم الطائي‪.‬‬
‫و‪ -‬بين جملترين الثانيرة صرفة أو حراالك أو فرفرا ك ل ولرى مثرل شراهدت الرجرل‬
‫يركب حصاناك‪ ،‬يفهر أنه يسبق الخيل‪.‬‬
‫‪ -9‬الفاصلة املنقوطة‬
‫وهذ عالمة الوقف الكرافي‪ ،‬ويكرون بسركوت المرتكلم أو القرار‪ ،‬سركوتا ك يجروز‬
‫معه التنفس وأهم مواضعها هي‬
‫أ‪ .‬بين الجمل الطويلة التي يتولف من مجموعها كالم مفيد وذلرأ ليرتمكن القرار‪،‬‬
‫من االستراحة والتنفس مثل وجدنا النراس قبلنرا كرانوا أعفرم أجسراماك‪ ،‬وأوفرر‬
‫مررع أجسررامهم أحالمرراك‪ ،‬وأشررد قرروة‪ ،‬وأحسررن بقرروتهم ل مررور إتقانرراك؛ وأطررول‬
‫أعماراك‪ ،‬وأفضل بوعمارهم ل شياء اختياراك‪.‬‬
‫ب‪ .‬بين جملتين بينهما مشاركة في غرض واحد مثل‬
‫خير الكالم ما قل ودل؛ ولم يطل فيمل‪.‬‬
‫ع‪ .‬بين جملتين إحداهما سبب في حدوة األخرى‪ ،‬مثل‬
‫وبدأنا بقضايا الناس قبل قضية الخليفة؛ ليصح المجلس للحكم‪.‬‬
‫حفف التلميذ درسه؛ فنجح في االمتحان‪.‬‬
‫اغتر الفريق بقوته؛ لهذا خسر المباراة‪.‬‬
‫‪ -2‬النقطة أو الوقفة‬
‫وهري عالمررة الوقررف التررام ويكررون بسركوت المررتكلم أو القررار‪ ،‬سرركوتا ك تامرا ك مررع‬
‫استراحة للتنفس‪.‬‬
‫وتوضع في نهاية كل جملرة مسرتقلة عمرا بعردها فري المعنرى واإلعرراب‪ ،‬مثرال‬
‫ذلأ الحديقة جميلة‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ -1‬النقطتا الرأسيتا‬
‫وهما تميزان ما بعدهما عما قبلهما وتستلزمان وقفة يسرة وتوضعان‬
‫أ‪ .‬بعد القول أو ما في معنا مثل‬
‫ب‪ .‬للفت االنتبا إلى الكالم المنقول بحرفه أو المحكي بمعنا مثل‬
‫سمعت الخطيب يحدة النراس بمرا معنرا إن النراس يرتكبرون الخطايرا وهرم‬
‫كذا وكذا‪..‬‬
‫ع‪ .‬بين الشيء وأقسامه مثل‬
‫منهومان ال يشبعان طالب علم‪ ،‬وطالب مال‪.‬‬
‫د‪ .‬قبل األمثلة التي توضح قاعردة مثرل األمثلرة التري تكتبهرا بعرد كرل شررطة أو‬
‫قاعدة‪..‬‬
‫هـ‪ .‬بين اإلجمال والتفصيل مثل اشتريت لوازم السفر هدايا وحقائب‪ ،‬و‪ ...‬اله‬
‫‪ -1‬الشرطة أو الوصلة‬
‫وهي من أدوات الربط‪ ،‬وتفيد اتصال الكالم‪ .‬إذا طال أحد ركنيه‪ ،‬وتوضع‬
‫أ‪ .‬بين ركني الجملة إذا طال الركن األول مثل إذا أصبح المرء سر كعالنيتره‪،‬‬
‫وباطنه كفاهرة يخشى هللا ويخافه‪ -‬فإنه من أهل الصال ‪.‬‬
‫ب‪ .‬بعد العدد في أول السطر مثل‬
‫‪-1‬‬
‫‪-9‬‬
‫‪-2‬‬
‫ع‪ .‬بين العدد والمعدود مثل‬
‫في جامعة العلوم التطبيقية كليات عديدة هي‬
‫‪ -1‬كلية اآلداب‪.‬‬
‫‪ -9‬كلية الحقوق‪.‬‬
‫‪ -2‬كلية العلوم‪ ..‬اله‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫د‪ .‬في أول السطر للداللة على بداية فقرة الحوار‪ .‬مثل‬
‫‪ -‬أريد أن أبني بيتاك‪.‬‬
‫‪ -‬ألديأ القدرة على البناء؟‬
‫‪ -‬نعم‪.‬‬
‫‪ -‬متى ستبدأ العمل؟‪ ...‬اله‬
‫‪ -0‬عالمة االستفهام‬
‫وهي للداللة على السؤال‪ ،‬وقد يكون السرؤال مبردوءا ك بروداة اسرتفهام مثرل هرل‬
‫أعددت نفسأ لالمتحان؟ وقد ال يكون مبدوءا ك بوداة استفهام مثل لغة الحوار‬
‫‪ -‬أنت خائف؟‬
‫‪ -‬أنا؟ وم ّم أخاف؟‬
‫‪ -1‬الشرطتا أو القوسا‬
‫وهي عالمة الحصر أو العبارات المعترضة وموضوعها في‬
‫أ‪ .‬حصر معنى عام سابق عليها‪ ،‬أو تحديد مثل‬
‫عرف (سابير) اللغة بونها نبرات صروتية (تصردرها أعضراء النطرق)‪ ،‬أي أن‬ ‫ّ‬
‫هناأ أعضاء ُخلقت بطبيعتها للنطق‪.‬‬
‫ب‪ .‬شر معنى غامض سابق عليها مثل حقق اليونان وحردة لغويرة اختراروا لهرا‬
‫أفصح اللغات‪ ،‬وهي لغة أيونا (السراحل الغربري آلسريا الصرغرى) ولغرة أتيكرا‬
‫(أثينا وضواحيها)‪.‬‬
‫ع‪ .‬تمثيل لمجمل سابق عليها مثل‬
‫مرن المميرزات العامرة للغرات السراميّة (العربيرة والعبريرة مرثالك) وجرود الجملررة‬
‫االسمية‪.‬‬
‫د‪ .‬الجملة المعترضة تقع بينهما مثل‬
‫سئمت تكاليف الحياة‪ ،‬ومن يع ثمانين حوالك (ال أبآلأ) يسوم‪.‬‬
‫أتاني (أبيت اللعن) أنأ لمتني‪.‬‬
‫هـ‪ .‬يوضع بينهما الدعاء القصير مثل‬
‫أبو بكر الصدّيق (رضي هللا عنه) أول من أسلم من الرجال‪.‬‬
‫تعرض اإلمام أحمد بن حنبل (رحمه هللا) للتعذيب واالضطهاد‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪166‬‬
‫‪ -9‬عالمة التنصيص أو التةبيب‬
‫صه على النحو التالي‬ ‫وتفيد حصر الكالم المنقول بن ّ‬
‫أ‪ -‬الكررالم المقترربس حرفيرا ك مثررل آيررة كريمررة أو حرردية شررريف يقررول هللا تعررالى‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ‪ )....‬ويقررول الرسررول ‪( ‬ال يرردخل الجنررة مررن‬
‫كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)‪.‬‬
‫صة نضع هذا العنوان‬ ‫ب‪ -‬عندما نذكر عنوان كتاب أو موضوع أو قصيدة أو ق ّ‬
‫بررين عالمترري التنصرريص مثررل رجعررت فرري موضرروعي هررذا إلررى كترراب‬
‫(الترقيم وعالماته في اللغة العربية)‪.‬‬
‫من أحسن قصائد شوقي (األندلسية)‪.‬‬
‫أسهل موضوع عند الطالب (عالمات الترقيم)‪.‬‬
‫ع‪ -‬عنررد الحرردية عررن لففررة ومناقشررة ومعانيهررا واسررتخداماتها مثررل مواضررع‬
‫كسر همزة ب‬
‫(إن)‪.‬‬
‫د‪ -‬عند اإلشارة إلى مرجع رجعت إليه في بحثأ مثل‬
‫(انفر كتاب النحو الوافي ع‪ 9‬ص ‪.)22‬‬
‫‪ -2‬عالمة احلذف‬
‫عبارة عن ثالة نقاط تدل على أن هناأ كالما ك محذوفاك‪ ،‬وتكون‬
‫أ‪ -‬لالقتصار على ذكر المهم وغير المهم يحذف وتوضع هذ العالمة عوضا ك‬
‫عنه مثل‬
‫يقررول الرردكتور منرردور إننرري ال أعرردل بكترراب (دالئررل اإلعجرراز) كتاب را ك‬
‫آخر‪ ...‬فالدالئل يشتمل على نفرية في اللغة‪.‬‬
‫ب‪ -‬للداللة على ذكر بعضه مثل‬
‫معفم األفعرال تتكرون مرن ثالثرة أحررف أصرلية نحرو ضررب‪ ،‬وشررب‪،‬‬
‫وأكل‪...‬‬
‫ع‪ -‬للداللة على استقبا ذكر المحذوف في الكتب والدواوين‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ -12‬عالمة التعجب أو التأثر أو االنفعال‬
‫وتوضع في آخر الجمل التي تفيد‬
‫أ‪ -‬الفر مثل يا بشراي فزت بالجائزة!‬
‫ب‪ -‬الحزن والندبة مثل وامصيبتا ! وامح ّمدا !‬
‫ع‪ -‬التمنّي مثل يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون!‬
‫د‪ -‬المد مثل حبّذا الكرم!‬
‫هـ‪ -‬الذم مثل بئس اللئيم!‬
‫و‪ -‬التعجب القياسي مثل ما أجمل الحديقة!‬
‫در شاعراك!‬ ‫ز‪ -‬التعجب السماعي مثل هلل ّ‬
‫‪ -‬االستغاثة مثل وامعتصما !‬
‫ط‪ -‬الدعاء على مثل أطال هللا عمرأ! أيّدأ هللا!‬
‫ي‪ -‬الدعاء على مثل الويل للعدو!‬
‫أ‪ -‬وتوتي بعد عالمة االستفهام اإلنكاري مثل أغير هللا تدعون؟!‬

‫‪168‬‬
‫التدر بات‬
‫وهي أن يضع الطالب عالمات الترقيم المناسبة مكان إشارات الضرب‬
‫التدر ب األول‬
‫عدل اخللفاء‬
‫جلس المومون يوما ك يفصل في قضايا الناس × وينفر في خصوماتهم × فتقدّم‬
‫إليرره رجررل معرره رقعررة فيهررا × بسررم هللا الرررحمن الرررحيم × هررذ شرركوى × يررا أميررر‬
‫المؤمنين × أرفعها إليأ × وأنت الخصم والحكم فيها ×‬
‫قال الخليفة × أتشكوني ××‬
‫قال الرجل × نعم ×‬
‫× وما شكواأ ×‬
‫× ثالثون ألف درهم ×‬
‫× عجبا ك لما تقول × وما حقيقة ذلأ ×‬
‫ي الثمن ×‬‫× إن وكيلأ اشترى بها جوهرة حملها إليأ × ولم يدفع إل ّ‬
‫× وكيف تشكوني والفالم غيري ××‬
‫× إنه وكيلأ الذي ارتضيته ليكون من والتأ ×‬
‫إن دعواأ تحتمل أمورا ك ثالثة ×‬ ‫× ّ‬
‫ّأولها × أن يكون الوالي قد اشترى منأ الجوهرة × وحملها إلينا ×‬
‫والثاني × أن يكون دفعه إليأ وأنت تنكر ×‬
‫والثالة × أن يكون اشتراها لنفسه × ثمنها عليه × وليس لأ أن تشكوني فري‬
‫واحدة من الثالة ×‬
‫× إن هللا جعلررأ فرري أعلررى مكرران مررن الرعيررة × وو ّكررل إليررأ شررؤون النرراس ×‬
‫لترعاهررا × ولكنرره وضررع لررأ شرررعا ك تسررير عليرره وتحكمهررم بمقتضررا × فلرريس بينرري‬
‫وبينررأ إال كترراب هللا × وس رنّة رسرروله × ووصررية عمررر × رضرري هللا عنرره × ألبرري‬
‫موسى األشعري التي يقول فيها ×× البيّنة على مرن ادعرى واليمرين علرى مرن أنكرر‬
‫×× وليست عندي البيّنة التي تؤيد دعواي فلم تبق إالّ اليمين التي تعفيأ ×‪.‬‬
‫× لررأ عنرردي حلفررة أحلفهررا × وإنرري لصررادق فيهررا × إذ ال أعرررف لررأ حقرا ك فرري‬
‫دعواأ ×‬

‫‪169‬‬
‫× تعال إلى القاضي × ليحكم بيني وبينأ ×‬
‫ثرم دعرا الخليفرة القاضري × وعقرد مجلرس القضراء فري قصرر الخليفرة بررومر ×‬
‫وبدأ بقضايا الناس قبرل قضرية الخليفرة × ليصرح المجلرس للحكرم× ثرم نرادى الخليفرة‬
‫والرجل× وقضى بينهما × وحلف الخليفة اليمين × فوثبت القاضي براءته ×‬
‫التدر ب الثاني‬
‫حكرري البررن بشررر اآلمرردي أن ابررن ع رالّن قاضرري القضرراة برراألهواز‪ ،‬ذكررر أنرره‬
‫رأى حجلة وزنها عشرة أرطال × فقال × هرذا محرال × فقيرل لره × ترردّ قرول ابرن‬
‫إن على شاطئ جيحرون نخرالك يحمرل غضرارا ك‬ ‫عالن × قال × فإن قال ابن عالن × ّ‬
‫صينيا ك مجزعا ك بسواد × أقبل ×‬
‫التدر ب الثالث‬
‫كرم عثما‬
‫أصاب الناس قحط فري خالفرة أبري بكرر الصرديق × رضري هللا عنره × واشرتد‬
‫بهم األمر فذهبوا إلى الخليفة وقالوا × يا خليفة رسول هللا × إن السماء لرم تمطرر‬
‫× واألرض لرم تنبررت × وقرد توقررع النرراس الهرالأ × فمرراذا أنررت صرانع × فقررال لهررم‬
‫×× انصرفوا واصبروا ×× فلما كان آخر النهرار ورد الخبرر أن عيررا ك البرن عفّران‬
‫× رضي هللا عنه × قد قدمت من الشام وتصربح فري المدينرة × فلمرا وصرلت خررع‬
‫الناس يتلقونهرا × فقرال لهرم عثمران × مراذا تريردون × فقرالوا × رعراأ هللا × نريرد‬
‫مما رزقأ هللا × ألننا أوشكنا على الموت جوعا ك ×‬
‫سم البضاعة كلها عليهم ×‬ ‫فق ّ‬

‫‪171‬‬
‫التدر ب الرابع‬
‫أبو حمجن الثقفي‬
‫في معركة القادسية قال أبو محجن وهو مقيّد عند زوجة سعد بن أبري وقراص‬
‫ّ‬
‫ألرجعرن حترى أضرع رجلري فري‬ ‫× أطلقيني × لئن فرتح هللا علرى المسرلمين وسرلمت‬
‫القيد × فوطلقته وحملته على فرس لسعد × فوخذ الرمح وخرع فقاتل قترال األبطرال‬
‫× وانتصر على الفرس × فقال سعد × لوال أن أبا محجن محبوس لقلت × الفارس‬
‫أبو محجن × فلما انتصرر المسرلمون ورجرع إلرى محبسره قرال لره سرعد × عجبرا ك لمرا‬
‫درأ × ال ضرربتأ‬ ‫أرى × أأنت الفارس الذي أبلرى برالء حسرنا ك فري المعركرة × هلل ّ‬
‫فرري الخمررر أبرردا ك × فقررال أبررو محجررن × وأنررا وهللا ال أشررربها أبرردا ك × وقررال بعررض‬
‫اغتر الفرس بكثرة عددهم × لهذا خسروا المعركة ××‬ ‫ّ‬ ‫المؤرخين ××‬
‫التدر ب اخلامس‬
‫قال األديرب الناقرد ××× لكرن المسرولة سرتفل × علرى الررغم مرن الحيثيرات ×‬
‫مسولة أعصاب مشدودة كووترار العرود × ومسرولة تلرويح برالترويح فري زمرن التنكيرد‬
‫الصريح ××‬
‫التدر ب السادس‬
‫قال هشام بن عبد الملرأ × ائتروني برجرل مرن أصرحاب الرسرول × صرلى هللا‬
‫عليرره وسررلم × فقيررل لرره × يررا أميررر المررؤمنين × قررد مرراتوا × فمررن التررابعين × فرروتي‬
‫بطاووس اليماني × فلما دخل عليره خلرع نعليره × وجلرس أمامره بغيرر إذنره × فقرال‬
‫×× كيف أنت يا هشام × فغضب هشرام وهر ّم بعقابره × فقرال × مرا ةحملرأ علرى مرا‬
‫صنعت × فقال طاووس × أما قولأ لم ت ّكنني فإن هللا عز وجل س ّمى أنبياء وكنّرى‬
‫أعداء × وقرأ اآلية الكريمة ×× (ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ) ××‬

‫التدر ب السابع‬
‫أ‪ -‬قال تعالى ××‬
‫ب‪ -‬الشمس طالعة × والنسيم عليل × والطيور مغردة × واألزهار ضاحكة ×‬
‫ع‪ -‬المعروف قروض × واأليرام دول × ومرن ترواني عرن نفسره ضراع × ومرن‬
‫قاهر الحق قهر ×‬

‫‪171‬‬
‫التدر ب الثامن‬
‫يقول عنرتة ×‬
‫وعرضرررررررررري وافرررررررررررر لررررررررررم يرررررررررررثلم‬ ‫وإذا شربت فإنني مستهلأ مالي ×‬

‫ويقول امرؤ القيس ×‬


‫ولررررررم أطلررررررب × قليررررررل مررررررن المررررررال‬ ‫ولررو أن مررا أسررعى ألدنررى معيشررة كفرراني‬
‫×‬

‫ويقول زهري ×‬
‫وإن خالهرررا تخفرررى علرررى النررراس × تعلرررم‬ ‫ومهمررا تكررن عنررد أمررر‪ ،‬مررن خليفررة‬

‫التدر ب التاسع‬
‫كان بديار مصر أبراع للحمرام الرسرائلي الرذي ينقرل البطرائق فري أجنحتره مرن‬
‫مدينة إلى أخرى × منها × برع بقلعرة الجبرل بالقراهرة × وهرو المركرز العرام الرذي‬
‫ينطلق منه الحمام إلرى سرائر الجهرات × وأبرراع بطريرق الشرام × بمدينرة بلبريس ×‬
‫وغزة × وغيرها × وأبراع بطريق اإلسكندرية × في المدن الواقعة‬ ‫ّ‬ ‫والصالحيّة ×‬
‫علررى الفرررع الغربري لنهررر النيررل × وأبررراع لخدمررة الصررعيد × إلررى أسرروان × وإلررى‬
‫عيزاب ×‬
‫التدر ب العاشر‬
‫طلب بعض الملوأ كاتبا ك × فقال للملأ × أصحبأ على ثالة خالل × ما‬
‫هي ×‬
‫ي قول قائل ×‬ ‫× ال تهتأ لي سترا ك × وال تشتم لي عرضا ك × وال تقبل ف ّ‬
‫× هذ لأ عندي × فمالي عندأ ×‬
‫× ال أفشي لأ سرا ك × وال أؤخر عنأ نصيحة × وال أؤثر عليأ أحدا ك ×‬
‫× نعم الصاحب المستصحب أنت ×‬

‫‪172‬‬
‫املراجع‬
‫‪ )1‬الترررقيم وعالماترره فرري اللغررة العربيررة‪ ،‬أحمررد زكرري باشررا‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبررة التوعيررة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مصر ‪.1299‬‬
‫‪ )9‬فن التحرير العربي‪ ،‬د‪ .‬محمد صالح الشنطي‪ ،‬دار األندلس للنشرر والتوزيرع‪،‬‬
‫حائل المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ )2‬القواعررد األساسررية فرري النحررو والصرررف‪ ،‬يوسررف حمررادي‪ ،‬محمررد الشررناوي‪،‬‬
‫محمد عطا ‪ ،1211‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العا ّمة لشؤون المطابع األميرية‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫حمتو ات الكتا‬
‫المقدمة ‪5 ..............................................................................................................‬‬

‫الفصل األول اللغة والفكر ‪6 ........................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني الكتابة والتعبير ‪16 ..................................................................................‬‬

‫صة ‪26 ............................................................................................‬‬


‫الفصل الثالث الق ّ‬

‫الفصل الرابع المسرحية ‪44 ........................................................................................‬‬

‫الفصل الخامس فن المقالة ‪54 ......................................................................................‬‬

‫الفصل السادس البحث ‪63 ..........................................................................................‬‬

‫الفصل السابع الرسائل ‪76 ..........................................................................................‬‬

‫الفصل الثامن الكتابة الوظيفية ‪91 .................................................................................‬‬

‫الفصل التاسع فن اإللقاء ‪124 ......................................................................................‬‬

‫الفصل العاشر في المشكالت الكتابية عند الطلبة ‪134 .........................................................‬‬

‫الفصل الحادي عشر عالمات الترقيم ‪161 ......................................................................‬‬

‫عالمات الترقيم ‪161 ................................................................................................‬‬

‫محتويات الكتاب ‪174 ...............................................................................................‬‬

‫‪174‬‬

You might also like