Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية.
4102/4102
احِْن﴾ِم
احْ ْن ا ِل َم ﴿ بِس ِم ِّ
الل َم ْ
0مقدمة:
خلق هللا عز وجل اإلنسان وعلمه البيان وخص النبي العدنان بكمال
الفصاحة وأنطقه بجوا مع الكلم وأتاه بحكمته إال ليبلغ كالم هللا ويشرح
مقاصد القرآن ويفصل مجمله.
الكالم البشري هو تأدية وتجسيد واستعمال فعلي للغة المجردة المشكلة في
نظام من القواعد لذا فالكالم يقبل الخطأ والعيب لظروف اجتماعية ونفسية
مثل :ضعف الذاكرة ،التعب ،الخوف ،الخجل وفي الجانب الموازي قد
يرقى إلى مستوى عالي من الجودة والبراعة واإلبداع الفني ،وهذا االنتقال
من البساطة إلى البيان واإلبداع والجمال يخضع لعمليات تحويلية لغوية
مثل :التعبيرية اإلنشائية اإلقناعية وغيرها من الوظائف التي تكلم عنها
رومان جاكبسون عند الغري وعند العرب ،القدامى السكاكي ثم عند العرب
المتأخرين أحمد المتوكل.إن هذا البحث في محاولة لإلجابة عن بعض
األسئلة الكثيرة وهذا ما يؤدي إلى جملة من األسئلة :ما هي البنية؟ وما
أنواعها؟ وكيف كانت الدراسة النحوية الوظيفية لألحاديث القدسية؟.
ولقد اعتمدت الخطة التالية واإلجابة عن اإلشكاليات السابقة جاء البحث
عبر مقدمة وفصلين فالفصل األول :البنية ،اللغوية في طور النحو،
الوظيفي.
أ
مقدمة
ب
تمهيد
تمهيد
4تمهيد:
تعددت النظريات اللغوية في السنوات األخيرة ويمكن أن نقسم باعتبار
تصورها لوظيفة اللغات الطبيعية إلى مجموعتين كبيرتين نظريات لغوية
صورية(غير وظيفية) ونظريات لغوية وظيفية ،وتضم المجموعة األولى
النظريات التي تعتبر اللغة الطبيعية أنساق مجردة يمكن وصفها وتفسيرها
بمعزل عن وظيفتها التبليغية "التواصلية" في حين أن المجموعة الثانية
تشمل النظريات التي ترى أنه ال يمكن وصف بنية اللغات الطبيعية
وتفسيرها بمعزل عن وظيفتها الطبيعية التبليغية وقد نتج عن هذا
االختالف المنهجي للمبدأين بين المجموعتين اختالف في كيفية معالجة
الظواهر اللغوية بصفة عامة والظواهر النحوية بصفة خاصة وأصبحنا
نميز بين النحو القديم والنحو التوليدي ،التحويلي ،والنحو الوظيفي.
3البنية لغة:
البناء المبني والجمع أبنية أبنيات جمع الجمع ،واستعمل أبو حنيفة البناء
في السفن فقال يصف لوحا يجعله أصحاب المراكب في بناء السفن :وانه
أصل البناء فيما ال ينميك الحجر والطين ونحوه.
والبناء :مدبر البنيان وصانعه أما قولهم في المثل :أبناءها اجناؤها جمع
جاني البنية والبنية ما بنيته ،وهو البني ،وأنشد الفارسي عن أبي الحسن:
أولئك قوم إن بنو أحسنوا البني وان عاهدوا أوفوا وان عقدوا شدوا
2
تمهيد
ويروي أحسنوا البني قال أبو سحق :إنما أراد بالبنية جمع بنية وان أراد
البناء الذي هو ممدود جاز قصره في الشعر ،وقد تكون البناية في الشرق
والفعل كالفعل قال يزيد ابن الحكم:
مود البناية أو ذميم والناس متبنيان :مح ـ
وقال لبيد:
فسما إليه كلها وغالمها. فبنى لنا بيتا رفيعا سمكه
ابن األعرابي البنى :األبنية من المدر أو الصوف ،وكذلك البنى من الكرم
وأنشد بيتا الخطيئة:
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى
وقال غيره :يقال بنية وهي مثل رشوة ورشا كأن البنية الهيئة التي بنى
عليها مثل المشية والركبة وبنى فالنا بيتا بنى مقصو ار شدد للكثرة ،وبنى
دارا ،وبنى بمعنى البنيان الحائط الجوهري.
والبنى بالضم مقصور ،مثل البنى يقال بنية وبنى بنية وبنى بكسر الباء
مقصور مثل جزية وجزى وفالن صحيح البنية أي الفطرة وأبنية الرجل:
أعطيته بناء أو ما يبتنى به دار وقول البوالني:
طاد نفوسا بنت على الكرم نستوقد النبل بالحضيض ونصـ
أي بنيت :يعنى إذا أخطأ يري النار التهذيب :أبنيت فالنا بيتا إذا أعطيته
بيتا يبنيه أو جعلته يبني بيتا ،ومنه قول الشاعر:
3
تمهيد
4
تمهيد
وبالغته إلى غير ذلك ثم انتقل إلى مرحلة التأصيل حيث تم ربط نظرية
النحو الوظيفي بالفكر اللغوي العربي القديم على أساس أن الفكر اللغوي
العربي القديم أصل لمنحى وظيفي بواسطة الدرس اللساني الوظيفي
الحديث.1
في المرحلة الثانية:
شرع األستاذ الدكتور أحمد المتوكل باإلسهام في تطوير نظرية النحو
الوظيفي نفسها ،هذا النقل واالستنبات والتأصيل والتطوير كان في بداية
األمر حك ار على جامعة محمد الخامس بالرباط بالمغرب ثم انتقل منها إلى
جامعات أخرى في المغرب ثم إلى بلدان أخرى كالجزائر ،تونس ،ليبيا،
المشارق العربية ،مصر ،العراق ،سوريا وبلدان الخليج العربي حيث تأثر
بهذا المنحنى وتبناه مجموعة من الباحثين بعد أن استتب للمنحى الوظيفي
األمر عزم األستاذ الدكتور أحمد المتوكل على أن يضع مشروعا متكامال
ذا ثالثة اتجاهات رئيسية كبرى :أوال اللسانيات واللغة العربية ثانيا
اللسانيات وقضايا المجتمع ثالثا اللسانيات الفكر اللغوي العربي القديم.2
في االتجاه األول أسس األستاذ المتوكل مشروعه اللساني على مجموعة
من المبادئ منها :مبدأ أن المنهج الوحيد لدراسة اللغة العربية باعتبارها
لغة.
الوظيفة والعالقة:
المقصود به العالقة القائمة بين مكونين أو مكونات في المركب االسمي
أو الجملة وهذا المصطلح بهذا المعنى متداول بين جل األنحاء مع
اختالف من نحو إلى آخر ،وتكون الوظائف عالقات مشتقة حين يتم
تحديدها على أساس موقع المكونات داخل بنية تركيبية معينة.1
الوظيفة الدور:
ويقصد به الغرض الذي تخسر الكائنات البشرية اللغات الطبيعية من أجل
الحقيقة.
ومما سبق نجد أن مفهومي الوظيفة كعالقة وكدور متباينان ،حيث أن
العالقة هي رابط بنيوي قائم بين مكونات الجملة أو مكونات المركب ،في
حين أن الدور يخص اللغة بوصفها نسقا كامال ،إال أن هذا التباين ال
يلغي ترابطهما من حيث أن وظيفة اللغة تحقيق التواصل بين مستعمليها
تضاف إليها الوظائف التركيبية والداللية ووظائف أخرى ،كما يغلب أن
تتخذ الوظائف وضع وظائف أولى غير مشتقة.2
البنية النحوية:
هي الطريقة التي يتم بها جمع الكلمات لتكوين وحدات أكبر ذات معنى
كالجمل ويمكن للبنية النحوية أن تأخذ أحد الشكلين التاليين أو كليهما.
- 1الموقع نفسه.
- 2موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة.
6
تمهيد
الشكل األول :ويسمى التراكيب النحوية وهو ترتيب الكلمات بنظام معين
ويجعل نظام ترتيب الكلمات معناها واضحا ،فمثال عندما نقول صافع
علي محمدا ،فإننا نبين أن عليا هو الفاعل للحدث ومحمدا هو الذي وقع
عليه الفعل ...ونقوم بتبيان ذلك بوضع كلمة محمد بعد صافح علي...
وتستخدم لغات أخرى أنظمة مختلفة كليا لترتيب الكلمات في الجملة ،ومع
ذلك فمادام المعنى يعتمد على نظم الكلمات في الجملة فيمكننا القول بأن
جميع اللغات تستخدم التراكيب النحوية.
يدعى الشكل اآلخر للبنية النحوية بالصرف :وينطوي استخدام البنية
الصرفية على تغيير في شكل الكلمة لتبيان وظيفتها في إطار مجموعة
من الكلمات تستخدم بعض اللغات كالصينية مثال التراكيب النحوية فقط،
بينما نجد في لغات أخرى مثل الالتينية أن نظم الكلمات في الجملة ليست
لها أهمية ألن لواحق الكلمات هي التي تبين وظائف الكلمات ،وكانت
االنجليزية القديمة أو األنجلو سكسونية ،وهي شكل االنجليزية المستخدمة
حتى حوالي عام 0011تشبه الالتينية في هذا الجانب.
البنية الوظيفية:
وفيما تتمثل الخصائص الوظيفية بنقل البنية الحملية التامة التحديد إلى
بنية وظيفية عن طريق تطبيق مجموعتين من القواعد ،قواعد إسناد
الوظائف ،وقواعد تحديد مخصص الحمل.
7
تمهيد
9
تمهيد
01
تمهيد
-1د أحمد المتوكل :قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ،ص 011دار األمان للنشر والتوزيع،
زنقة المامونية ،مطبعة ومكتبة األمنية.
00
تمهيد
حسب هذا الحدس تكون هاتان من الوسائل التي تحقق صرفيا الوجه
الحملي المعرفي "مؤكد" واذا صح االفتراض أمكن القول بأن هاتين
األداتين تدالن مع صيغة المضارع على ما تدل عليه األداة "قد" مع
صيغة الماضي كما يتبين من التقابل التالي:
أ -قد عاد األمن ()503
ب-سوف/سيعود األمن
في نفس االتجاه يمكن أن نذهب إلى افتراض أن في "سوف"1توكيدا أقوى
من التوكيد الذي نجده في "السين" بحيث يمكن افتراض فرق في درجة
التوكيد بين ( 501أ) و( 501ب):
أ-سيعود األمن ()501
في نفس االتجاه إال أن ما يمكن يشكل في ورود افتراض أن لهاتين
األداتين قيمة وجهية هو أنهما الوسيلتان الوحيدتان اللتان يتحقق
بواسطتهما صرفيا مخصص الزمن المستقبل دليل ذلك أن بحذفهما ننتقل
من المستقبل إلى الحاضر ال من المستقبل المؤكد إلى المستقبل إلى
الحاضر ال من المستقبل المؤكد إلى المستقبل المحايد قارن:
( )503أ-يكلم بكر أخاه في الهاتف.
ب-سوف/سيكلم بكر أخاه في الهاتف.
(ب) في نفس السياق ،تضاف عادة إلى قيمتي "لن" 1الزمن المستقبل
والنفي قيمة حملية معرفية ثانية وهي التوكيد على هذا األساس تكون "لن"
في الجملة التالية تحققا لثالثة مخصصات مخصص زمني ومخصصين
وجهتين والتوكيد على اعتبار أن التوكيد هنا توكيد للنفي:
()503لن تعود هند.
ويصدق على "لن" ما يصدق على "سوف" و"السين" من حيث إنه ال توجد
أداة أخرى تضطلع بالداللة على االستقبال والنفي دون التوكيد لذلك يظل
التوكيد بالنسبة لألداة "لن" مجرد حدس
األدوات النافية"مركبة"
تعرضنا في المباحث السابقة لفئة األدوات النافية "البسيطة "ولم نتناول ما
يمكن تسميته "األدوات النافية المركبة"2وهي األدوات الواردة في الجمل
التي من قبيل( 521أ-د):
( )521أ-ما شربت شيئا.
ب-لم أقابل أحدا.
ج-لم أدخن قط.
د-لن أبكي أبدا.
السؤال الذي يرد طرحه بعد هذه المالحظات هو ما الوضع الذي يمكن أن
تتخذه المفردات التي من قبيل "شيء" "أحد" "أبدا" "قط" في نظرية كالنحو
الوظيفي وما هو التمثيل المالئم لهذه المفردات في هذه النظرية؟ثمة
امكانات ثالثة وهي:
تعد تلك المفردات حدودا موضوعات بالنسبة 1ل"شيء" و"أحد" )0
ولواحق زمن بالنسبة ل"قط" و"أبدا" كباقي الحدود تحمل وظائف داللية
ووظائف تركيبية ويمثل لها في البنية التحتية على هذا األساس.
)2تعد تلك المفردات مجرد صرفات تتحقق بواسطتها سمات وجهية
أوجهية أو زمنية في سياق نقي ...في هذه الحالة يمثل لها في شكل
مخصصات وجهية أو زمنية أو جهية على أساس تواردها مع مخصص
النفي.
)5حسب اإلمكان المتاح الثالث تعد تلك العناصر2صرفات نافية تشكل
مع أداة النفي واحدة وهي متقطعة على هذا األساس يمثل لألداة المتقطعة
ككل في شكل مخصص واحد مخصص للنفي.
في الواقع ال تناسب هذه االقتراحات الثالثة العناصر المعينة باألمر على
حد السواء إذ إن هذه العناصر ال تتساوي كما رأينا ،من حيث درجة
التحجر .فاالقتراح األول قد يناسب "شيئا" و "أحدا" في اللغة العربية
1
-المرجع السابق ،ص.001
2
ـ المرجع نفسه ،ص .001
06
تمهيد
إعراب المحمول:
يحدد إعراب المكونات في 1نظرية النحو الوظيفي كما هو مبين معلوم
الوظائف (الداللية أو التركيبية أو التداولية) التي يحملها هذه المكونات إال
أن ثمة إعرابات ال يمكن إرجاعها إلى الوظائف من ذلك إعراب المحمول
سواء أكان محموال فعليا أم محموال غير فعلي.
في هذا المبحث نعرض بإيجاز إلشكال اإلعراب المحمول وما يمكن
اقتراحه لمقاربة هذه الظاهرة في إطار النحو الوظيفي.
المحمول الغير الفعلي:
من المعلوم أن المحمول الغير الفعلي االسم أو الصفة يأخذ الحالة
اإلعرابية الرفع أو الحالة اإلعرابية النصب كما هو مبين في الجمل
التالية:
أ -بكر مهندس ()523
ب -هند بارعة
أ -كان سيكون بكر مهندسا ()523
1
ـ المرجع السابق،ص .002
08
تمهيد
ثب مض
ب-ثب سف (اسم/صفة) =اسم -نصب /صفة نصب
ثب زم
نف حض
تفيد القاعدتان ( )555أن المحمول االسمي أو الوصفي يأخذ الحالة
اإلعرابية الرفع إذا ورد في حيز مخصص اإلثبات ومخصص الزمن
الحاضر ،ويأخذ الحالة اإلعرابية النصب إذا ورد في حيز مخصص
اإلثبات مع مخصص المضي أو مخصص اإلثبات مع مخصص
المستقبل أو مخصص اإلثبات مع مخصص الزمن الصفر أو مخصص
الزمن الحاضر ويمكن على سبيل التبسيط أن نعوض القاعدة ()555
بالقاعدة (. )553
09
تمهيد
1
-المرجع السابق ،ص .005
21
البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي الفصل األول:
مبحث أول:
البنى وأنساقها
الحملية
َ البنية
البنية الوظيفية
البنية المكونية
2الفصل األول :البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي
في هذا المبحث سيتطرق للبنى الثالث وسيعرض بتفصيل بناء كل بنية
على حد وقبل ذلك سنوضح هذه البنى في المخطط اآلتي:
األســــاس
اطار حملي
بنية حملية
بنية وظيفية
قواعد التعبير
2
البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي الفصل األول:
البنية الحملية:
ينقسم األساس إلى عنصرين اثنين "معجم" و "قواعد تكوين المحموالت
والحدود"
التمييز بين صنفين من المحموالت والحدود أصول والمحموالت والحدود
المشتقة حيث أن المحموالت والحدود األولى يضطلع بالتمثيل لها المعجم
في حين أن المحموالت والحدود الثانية تضطلع باشتقاقها قواعد تكوين
المحموالت والحدود.
أ .المعجم:
تكون القدرة المعجمية للمتكلم –السامع من صنفين اثنين من المعارف:
معرفة مجموعة من المفردات يتعلمها تعلما قبل استعمالها ومعرفة نسق
من قواعد االشتقاق تمكنه من تكوين مفردات جديدة (لم يسبق له أن
سمعها أو استعملها) انطالقا من المفردات األصول المتعلمة.
في مكان آخر أن تعد مفردات ()0بنية مكونية(ما قبل التمثيل)
اقترحنا
في اللغة العربية ،المفردات أصوال
فعل ،فعلل" باعتبار ِ
فعلٌ ،
الفعلية المصوغة على األوزان األربعة "فعلَ ،
المفردات المصوغة على هذه األوزان تشكل أبسط فردات اللغة العربية
معنى ومبنى.1
مفاد القاعدة( )33أن المحمول العلي يشتق من محمول غير علي بتغيير
صيغة المحمول-الدخل(أو إضافة فعل مساعد كما في اللغتين اإلنجليزية
والفرنسية مثال)واضافة موضوع واحد(الموضوع س )1إلى موضوعات
المحمول-الدخل واالنتقال من معنى غير علي إلى معنى علي.1
هذه القاعدة إذا كيفت حسب معطيات اللغة العربية ،كانت القاعدة
المسؤولة عن اشتقاق المحمولين"شرب" و "أشرب" والمحمول المعقد "جعل
يشرب" من المحمول "شرب" كما يتبين من المقارنة بين الجملة( 33أ)
2
والجمل( 33ب-د):
( )33أ-شرب الطفل الدواء.
ب-شرب الطبيب الطفل الدواء.
ج-اشرب الطبيب الطفل الدواء.
د-جعل الطبيب الطفل يشرب الدواء.
ولنمثل لقواعد تكوين الحدود بتكوين الحد"الرجل الكريم" الوارد في الجملة
( )31مثال:
( )31جاء الرجل الكريم.
يشكل خرج قاعدة تكوين هذا الحد طبقا للبنية ( )31ما يلي:
(( )30ع 0ذ س :0رجل(س :)0كريم(س )0
حسب النحو الوظيفي تقوم على محمول يدل على واقعة "عمل" أو "حدث"
أو "وضع"أو "حالة" وعدد من الحدود تدل على الذوات المشاركة في
الواقعة الدال عليها المحمول.1
هذه الحدود بالنظر إلى أهميتها بالنسبة للواقعة صنفان :حدود تسهم في
تعريف الواقعة ذاتها(كالحد المنفذ والحد المتقبل والحد المستقبل) وحدود ال
يتعدى دورها تخصيص الواقعة من حيث "الزمان" و "المكان" و"الحال"
وغير ذلك.
ففي الجملة ()32تدل الحدود "خالد" و "زينب" و "الكتاب" على ذوات تقوم
بأدوار مؤسسة للواقعة الدال عليها المحمول "أعطى" في حين أن الجدير
"البارحة" و"أمام المكتبة" يدالن على ذاتين تقومان بدوري التخصيص
الزماني والمكاني فقط.
( )32أعطى خالد زينب الكتاب البارحة أمام المكتبة.
يصطلح في النحو الوظيفي على تسمية الحدود األولى "موضوعات"
وتسمية الحدود الثانية "لواحق" البنية العامة للحمل ،إذن تقوم على محمول
وموضوعات والحق كما يتضح من التمثيل التالي:
2
محمول (س()0س(.....)2س ن) (ص(،)0ص(.....)2ص ن)
لواحق موضوعات
ت
حمل
-1اللسانيات الوظيفية ،ص .033
-2المرجع نفسه ،ص .033
8
البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي الفصل األول:
إلى غير ذلك أما المقوالت الزمنية فهي بالنظر إلى زمن التكلم ،
"الماضي" و "الحاضر" و"المستقبل" ويميز إضافة إلى هذه المقوالت
الزمنية األساسية الثالث.
()33أ-يكتب خالد رسالة.
ب-كتب خالد رسالة.
ج-سيكتب خالد رسالة غدا.
د-كان خالد قد كتب رسالة قبل أن يغادر المكتب.
لرصد الخصائص الصيغية والجهية والزمنية ،واقترحت ،في إطار النحو
1
الوظيفي ،القواعد التالية:
تد
ذت φ ()011
تا
تا β ()010
سمر
غ سمر غ تا ()012
سر تعد مخص
طع
3البنية الوظيفية:
تنقل البنية الحملية التامة التحديد إلى بنية وظيفية بواسطة إجراء
مجموعتين من القواعد( :أ)قواعد إسناد الوظائف (ب)قواعد تحديد
مخصص الحمل(وهو العنصر المؤشر للقوة اإلنجازية).
أ .إسناد الوظائف:
الوظائف في النحو الوظيفي كما سبقت اإلشارة إلى ذلك أنواع ثالثة
وظائف داللية(المنفذ ،المتقبل ،األداة) ووظائف تركيبية(فاعل ،مفعول)...
1
ووظائف تداولية (بؤرة محور.)...
فيما يتعلق بالنوع األول من الوظائف يتم التمثيل لها بدءا من اإلطار
الحملي ذاته كما يتضح من اإلطار الحملي( )33المكرر سوقه هنا
للتذكير:
( )33شرب ف(س :0حي(س ))0منف (س :2سائل (س ))2متق.
حيث يحدد الموضوعان (س )0و(س )2دالليا على أنهما يأخذان
2
الوظيفتين الدالليتين"المنفذ و" المتقبل" بالتوالي.
أما الوظائف النوع الثاني والثالث فإنهما تسند بعد إتمام تحديد البنية
الحملية عن طريق تطبيق قواعد معينة.
فيما يخص اللغة العربية استدللنا في مكان 3آخر على ورود كل من
الفاعل والمفعول به في وصف الخصائص (الرتبة ،اإلعراب)هذه اللغة.
تجاه هذا اإلشكال النظري يتخذ في إطار النحو الوظيفي الموقف التالي
تعد الوظائف التركيبية مفاهيم واردة في النظرية كأوليات لوصف تستخدم
حين تمس الحاجة إلى استخدامها بمعنى أنها تستعمل في أنحاء خاصة
(أوصاف لغات خاصة) وال تستعمل في أنحاء خاصة أخرى بتعبير آخر
يعد تطبيق قواعد اسناد الوظائف التركيبية واردا في نحو بعض اللغات
الطبيعية ولكنه يلغى في نحو لغات طبيعية أخرى بحيث ال يتضمن نسق
قواعد اسنادا الوظائف في هذه اللغات إال قواعد اسناد الوظائف التداولية.1
ب .اسناد الوظائف التركيبية:
تقدم أن حمل الجملة محمول دال على "واقعة" (عمل ،حدث ،وضع،
حالة) عدد من الحدود الدالة على المشاركين(أساسيين وثانويين) في
الواقعة الدال عليها المحمول.
تقدم الواقعة انطالقا من "وجهة" معينة فتنتقى بعض الحدود لتكون
إما"منظور رئيسيا" أو منظور ثانوي" وتظل الحدود األخرى خارج مجال
الوجهة.2
الحدان "الوجيهان" حدان اثنان الحد المتخذ"منظو ار رئيسيا" والحد المتخذ
"منظو ار ثانويا".
إلى هذين الحدين ،تسند بالتوالي الوظيفتان التركيبيتان "الفاعل" و"
المفعول" وتظل الحدود "غير الوجهية" بدون وظيفة تركيبية.3
يمكن على هذا األساس تعريف الوظيفتين الفاعل والمفعول بالشكل التالي:
1
-اللسانيات الوظيفية ،ص .033
-2أنظر التفصيل حول مفهوم "الوجهة" في (فيلور ، )0311ص.031
-3من البنية الحملية إلى البنية التكوينية ،ص .031
05
البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي الفصل األول:
(" )002تسند الوظيفة الفاعل إلى الحد الذي يشكل المنظور الرئيسي
للوجهة".
(" )005تسند الوظيفة المفعول إلى الحد الذي يشكل المنظور الثانوي
للوجهة".
ولنمثل ذلك بالجملتين ( 003أ-ب) حيث انتقى الحدان المنفذ والمتقبل
منظو ار رئيسيا ومنظو ار ثانويا بالتوالي في الجملة األولى والحد المتقبل
1
منظو ار رئيسيا في الجملة الثانية:
( )003أ-ناقش األساتذة أطروحة هذا المساء في المدرج.
ب-نوقشت أطروحة هذا المساء في المدرج.
يؤشر للوظيفتين التركيبيتين الفاعل والمفعول على غرار التأشير للوظائف
الداللية كما يتضح من البنية الوظيفية الجزئية(:)003
(( )003تد (تا (مض شرب ف (ع 0م س :0طفل(س ))0منف فا.
(ع 0م س :2دواء(س ))2متق مف.
(ع 0ن ص :0بارحة(ص)) ز م.
ج .اسناد الوظائف التداولية
تنحصر الوظائف التداولية في النحو الوظيفي في خمس وظائف وتقسم
بالنظر إلى وضعها بالنسبة للجمل ،قسمين وظائف "خارجية" ووظيفتين
08
البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي الفصل األول:
1البنية المكونية:
يقصد بالبنية المكونية البنية الصرفية-التركيبية ويتم بناء هذه البنية عن
طريق اجراء النسق الثالث من القواعد "قواعد التعبير" التي تطبق طبقا
المعلومات المتوفرة في البنية الوظيفية.1
يشمل نسق قواعد التعبير مجموعات القواعد التالية:
قواعد صياغة الحدود.
صياغة الحدود:
تقدمت اإلشارة إلى أن البنية الحملية للحد من منطقية تقوم أساسا على
مفهوم التقييد حيث تقيد مجموعة من "األشخاص"(المجموعة الدال عليها)
"المتغير" بعدد معين من "المقيدات" 2على هذا األساس بالمثل للحد"الفتاة
الجميلة المجتهدة" في الحملة ( )033في شكل البنية(:)033
()033قابلت الفتاة الجميلة المجتهدة.
أ .يتألف الحد إما من مقيد واحد أو من مقيدات متعددة ويرد عادة ،المقيد
األول اسما كما هو شأن المقيد "فتاة" في البنية( )033في حين ترد
المقيدات األخرى إما صفات أو جمال كما في الجملة ( )030حيث المقيد
الثاني جملة موصولية.2
( )030قابلت الفتاة التي حيتنا أمس.
في الحالة األولى يكون لمقيد الوحيد "رأس" المركب إال مقي آخر ينازعه
هذه الخاصية ،أما في الحالة الثانية حالة تعدد المقيدات داخل الحد
الواحد ،فإن المقيد األول هو المقيد الذي ينتقى رأسا للمركب في حين
تأخذ مقيدات األخرى وضع "الفضالت".
على أساس هذا المبدأ ينتقى المقيد "فتاة" في البنية (" )033رأسا" ويأخذ
المقيدان الثاني والثالث("جميلة"" ،مجتهدة").
وضع الفضلتين فتنقل في ذلك البنية( )033إلى البنية( )032طبقا للنية
1
العامة(:)035
خص فتاة ،جميلة ،مجتهدة ()032
الجملة ،في اللغات نجد الفضلة في امركب متقدمة على الرأس ،سواء
أكانت الفضلة صفة ام كانت جملة (موصولية مثال).
أما لغات النمط الثاني فيتقدم فيها رأس البنية على الفضالت بخالف ما
حصل في لغات النمط األول بالنسبة للمركب على الخصوص .
يالحظ أن الغات ذات المجال البعدي تقدم الرأس على فضالته سواء
أكانت هذه الفضالت أسماء ،صفات ،أم جمل.1
تنتمي اللغة العربية كدوارجها للغة ذات المجال البعدي كما يتبين من
2
المقارنة بين الجمل التالية:
( )033أ-رسب الطالب المتكاسل.
ب-رسب المتكاسل الطالب.
( )033أ-حضرت عرس خالد.
ب-حضرت خالد عرس.
( )031أ -تصفحت الكتاب الذي أعرتني.
ب-تصفحت الذي أعرتني الكتاب.
( )033أ-جاء الرجل السمين.
ب-جاء السمين الرجل.
( )033أ-قريت الكتاب لي اعطيتني.
على هذا األساس يمكن صوغ قاعدة التي تترتب المكونات بمقتضاها
داخل المكب في اللغة العربية(وفي اللغات ذات المجال البعدي بوجه
عام)على النحو التالي:
(خاصة ،رأس ،فض). (( )033خاصة ،رأس ،فضة)
د .يستكمل المركب صياغته بأن تسند إليه حالة اعرابية تسند الحاالت
االعرابية في اطار النحو الوظيفي (وفي إطار كل نحو يعتمد افتراض
"أولوية" الوظائف) ،طبقا للوظيفة المسندة إلى الحد في مستوى البنية
الوظيفية.بما أن الحد الواحد يمكن أن يحمل وظيفة واحدة(وظيفة داللية)
أووظيفتين اثنتين (وظيفة داللية ووظيفة تركيبية) أو ثالث وظائف (وظيفة
داللية ووظيفة تركيبية ووظيفة تداولية) يجدر التساؤل عن أي هذه
الوظائف تحدد الحالة االعرابية التي تسند إلى الحد؟.1
بصفة عامة تتفاعل الوظائف الثالث جميعا في تحديد الحاالت االعرابية
إال أن هذا التفاعل يختلف من لغة إلى لغة فيما يخص اللغة العربية
الفصحى ،استدللنا2على ورود سلمية تحديد اإلعراب التالية :
( )033سلمية تحديد اإلعراب:
الوظائف التركيبية>الوظائف الداللية>الوظائف التداولية.
مفاد سلمية( )033ما يلي:
إذا كان المكون ال يحمل إال الوظيفة تداولية فإنه يأخذ الحالة
اإلعرابية التي تخوله اياها وظيفته التداولية نفسها ،ويصدق هذا على
الوظائف التداولية الخارجية كوظيفة المنادى والوظيفة المبتدأ والوظيفة
الذيل.
إذا كان المكون منتميا إلى الحمل ذاته وكان ال يحمل إال وظيفة
داللية فإنه يأخذ الحالة اإلعرابية (النصب) التي تخوله اياها وظيفته
الداللية ذاتها.1
حين تتوارد على المكون الواحد وظيفتان اثنتان ،وظيفة داللية
ووظيفة تركيبية ،أو ثالث وظائف ،وظيفة دالليه ووظيفة تركيبية ووظيفة
تداولية فإنه يأخذ الحالة اإلعرابية التي تقتضيها وظيفته التركيبية أيا كانت
وظيفته الداللية وأيا كانت وظيفتاه الداللية والتداولية.2
فالمكن المبتدأ مثال ،باعتبار خارجا عن الحمل ذاته وغير حامل بالتالي
لوظيفة داللية وال لوظيفة تركيبية يأخذ الحالة االعرابية الرفع بمقتضى
وظيفته التداولية(المبتدأ) نفسها:
( )033أ-األطفال ،ناموا منذ ساعة.
ب -الكتاب ،قرأته مرات متعددة.
ه-كان خالد قد أتم كتابه في النحو حين طفق يؤلف رواية ويتكفل
قواعد صياغة المحمول ،كذلك 1بإدماج "الفعل الرابط" في الجمل
ذات المحمول غير الفعلي كالجمل التي من قبيل( 030أ-د):
( )030أ-كان سيبويه نحويا.
ب-ظلت هند واقفة بباب البيت.
ج-أصبح خالد مدرسا للحساب.
د-ما زلت منتظ ار مجيئها.
أفردنا في مكان آخر ،2دراسة خاصة لقواعد صياغة المحمول في اللغة
العربية وسنقتطف من هذه الدراسة جزءا نقدمه كنموذج لصوغ هذا النمط
من العربية القواعد ،لذا نكتفي هنا بإيراد مثال واحد:
بنية الجملة( )013المتخذة دخال لقواعد صياغة المحمول هي البنية
( )013المكرر سوقها هنا التذكير()013( :خب(تد(تا(مض فاز ف
3
(الطالب المجتهد(منف فا مح بؤ جد)
طبقا للمعلومات الواردة في هذه البنية حول مخصص المحمول صيغة
الماضي مجردة(غير مضاف إليها فعل مساعد) بموجب قاعدة صياغة
المحمول ( )032فتنقل البنية ( )013إلى البنية (:)035
33
البنية اللغوية في طور النحو الوظيفي الفصل األول:
األدوات الحدود
35
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
-1محمد عرباوي:دور الروابط في اتساق ةانسجام الحديث القدسي ،دار الوسيط ،الطبعة األولى-0355 ،
2102ص .35
-2المرجع نفسه ،ص .35
-3المرجع نفسه ،ص .35
-4المرجع نفسه ،ص .35
2
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
أو شخصا واحداـ فإذا أضمرت ولم تظهر ارتفع اللبس ألن تكرار اللفظ
المدكور يوهم أنه غير األول.1
كشف "الحرجاني" عن الدور الرابطي لإلضمار في سياق تفريقه بين
اإلظهار واإلضمار بقوله"اإلظهار للقطع واالستئناف ووضع الكالم
موضعا ال يحتاج فيه إلى ما قبله".2
والربط بالضمير العائد في التركيب يقوم على المعنى وليس على االعراب
يدللك على ذلك تنوع المواضيع والمحالت التي يحتلها فيما يربطه فقد
يكون رفعا ونصبا وجراء وهو ما يكون رابطا بين أجزاء الجملة الواحدة
زكذا بين الجمل المستقلة في النص حيث ال تشترط وحدة البنية العاملية.3
إن الضمائر فائدة تعود على مستعمل اللغة في اقتصاده للجهد اللغوي
باستعمالها فالضمائر بواسطتها نتفادى التكرار وكذلك اعادة الذكر وهذا ما
وضحه كثير من اللغويين القدماء حيث يقول"السيرافي" اعلم أن االسم
الظاهر متى احتيج إلى تكريره في جملة واحدة كان االختيار ذكر ضميره
نحو :زيد ضربته وزيد ضربت أباه وزيد مررت به".
كما يحقق الضمير أمن اللبس ألن اعادة ذكر المحال اللفظ قد يفضى إلى
االلتباس في فهم المقصود حيث يقول الرضي"...ولو كرر اللفظ المذكور
مكان ضمير الغائب فربما توهم أنه غير األول".
إن الضمير أحيانا قد يتسبب في االلتباس وهنا يجوز للمتكلم االظهار بدل
االظمار أمنا للبس ففي قولنا(جاء اخوة علي وهو) قد يتوهم أن الضمير
(هو) شخص آخر غير(علي) وهنا يكون التكرار واعادة الذكر هو من
يؤمن به اللبس فيقال جاء أخوة علي وعلي).
تعتبر الضمائر من أدوات االحالة إلى مراجع موجودة داخل النص أو
خارجه ومثلها في االحالة أسماء االشارة وأسماء الموصول لذلك يطلق
بعض اللغويين صفة الضميرية على هذه األسماء المبنية.إن الدور
األساسي للضمائر هو االحالة التي تعني تطابق الخصائص الداللية بين
العنصر المحيل والعنصر المحال إليه.1
حيث تعد الضمائر أفضل األدوات التي يعبر بها المتكلمون االحالة على
كيانات مختلفة فمثال ضمير الغائب ليس له معنى ولن يتضح إذا وجد
منعزال ،بل يتضح معناه بارتباطه بلفظ آخر ،وقد أدى هذا بالعديد من
اللغويينإلى القول بأن صيغة اسمية "هو" ليست في الواقع أداة محيلة بذاتها
- 1محمد عرباوي ،دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي ،ص .86
7
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
التقدم حكما إذا ثبت في الذهن كما في ضمير الشأن أو القصة الذي
يؤتى به قبل تقدم ذكره قصد تعظيم القصة بذكرها مبهمة فيعظم وقعها في
النفس وهو ضمير الغائب يتقدم الجملة ويعو إلى ما في الذهن من الشأن
والقصة فإن اعتبر مرجعه مذكر سمي ضمير الشأن وان وان اعتبر مؤنثا
سمي ضمير القصة رعاية للمطابقة نحو (إنه يوم يسير) وتفسير تلك
الجملة المذكورة بعده.1
وقد يتقدم المضمر لفظا ورتبة ال حما وتقدي ار كما في المثل المشهور 'في
بيته يؤتي حكما وهي الحالة التي سماها النحاة اإلضمار على شريطة
التفسير.2
فاألصل أن يعمد المتكلم إلى اإلظهار في مفتتح خطابه والى االضمار
في درجة ولكن من أظهر في موطن االضمار فقد قصد قوة الكالم وبيانه.
فاإلظهار شأنه شأن سائر مظاهر التعريف مشروط بعلم المخاطب بما
أضمر وبعلم المتكلم بعلم المخاطب بذلك ،حتى يتحقق انسجام اخطاب
وهو ما عبر عنه سيبويه بقوله"وانما صار اإلضمار معرفة لألنك إنما
تضمر اسما.
بعدما تعلم أن من يحدث قد عرف من تعني وما نعني وأنك تريد شيئا
يعلمه.1
مع االشارة إلى أن ضمير المتكلم يمكن أن يكون محدثا أو متحدثا عنه
1
فقط.
فظاهرة تركيب النص وبساطته ليست رهينة ظهور الصيغ اللغوية الدالة
على المتخاطبين إنما هي رهينة بما يحدث فيها من تغير في أدوار
التخاطب بصيرورة المتكلم مخاطبا والعكس أو باختالف ما تحيل عليه،
أنظر المثال "أنا جائع وأنا أيضا" واضح أن المخاطب والمتكلم يمكنهما
تبادل األدوار في االتجاهين ،أما االنتقال من أحدهما إلى الغائب فال يقوم
على تبادل األدوار إنما يقوم على تبدلها وتحولها في نقل الكالم على
الحكاية مثال( :قلت لفاطمة أدخلي وال ترددي)استطاع الغائب أن يفارق
دوره ويصبح مخاطبا فبإمكان المتكلم أن يتوجه بالكالم إلى المخاطب
مخب ار عن الغائب.2
وفي هذا السياق وجدنا في مدونتنا هذا المثال :عن أبي سعيد الخدري
وأبي هريرة رضي هللا عنهما قاال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
(العز ا ازره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته) ومعناه أن العز والكبراء
يختص بهما المولى سبحانه وتعالى ومن ينازعه فيهما يعذبه في النار،وقد
استعمل هللا عز وجل في البداية ضمير الغائب(الهاء) لوصف نفسه ثم
استغنى عن هذا الضمير وعوضه بضمير المتكلم(الياء والتاء)عن حديثه
عن الذي ينازع هللا في العز والكبرياء ألن هذا المقام يناسبه للحضور
أكثر من الغياب لبيان قوة هللا وعظمته ،فهذا التبادل في الدور ينقل النص
إلى حالة من الحركة تؤثر في المتلقي وتجعله يتواصل مع النص وينسجم
معه وأنت إذ تق أر لهذا النص تجد أن هللا عز وجل محدث عنه في نفس
الوقت وال تشعر بانفكاك تراكيبه رغم ذلك التبادل في الضمائر.
والضمير يلعب دو ار هاما في الربط بين المسند والمسند إليه إذا كان
المسند جملة مثل:الخبر ،الحال ،الصفة ،الصلة ،وذلك عن طريق عودته
واحالته إلى المسند إلى حين يأخذ الضمير موقعا في جملة المسند في
النص كما يلي:
أ .الضمير في جملة الخبر:
األصل في الخبر أن يأت مفردا ال يحتاج إلى رابط لفظي يربطه
بالمبتدأ وقد يرد هذه الخبر جملة نائبة عن المفرد وتحتوي على معنى
المبتدأ الذي سيقتله وال يتحقق هذا االحتواء المعنوي إال بوجود عائدا أو
رابط في جملة الخبر يعود على المبتدأ او يربطها به ،وهذا الرابط جعله
"ابن هشام" ال يخرج عن واحد من عشرة روابط سماها(روابط الجملة بما
هي خبر عنه)وهذه الروابط هي الضمير ،االشارة ،اعادة المبتدأ بلفظه،
اعادة المبتدأ بمعناه ،عموم يشمل المبتدأ ،أن يعطف بفاء السببية جملة
ذات ضمير مدلول على جوابه بالخبر (أل)النائبة عن الضمير ،أن يكون
02
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
خالل المطابقة بين الضمير والمرجع الذي يعود عليه داخل تالبنية اللغوية
فجاء الترابط في النص مبنيا والنسخ محكما.
والكالم نفسه يقال على جملة (يأمر غلمانه) إال أن هذه الجملة إلى جانب
الضمير المستتر"هو"في الفعل 'يأمر) فهي تتضمن ضمي ار متصال آخر
"الهاء" المضافة إلى 'غلمانه" وكالهما يعودان على اسم كان الذي أصله
مبتدأ والضمير المتصل للغائب المفرد "الهاء" نالحظ أنه ظاهر في مواقع
أخرى من النص غير جملة الخبر مثل(له)( ،منه)( ،عنه) ،وعمل على
تخصيص التركيب من التفكك وزيادة تحصيل الترابط في النص واتساقه
من خالل االحالة إلى مرجع واحد موجود في صدر النص هو (الرجل)
وفي هذا النص نجد ضمير الغائب هو الذي تساهم في تحقيق االحالة
ومن ثم كان دوره بار از في اتساق النص أكثر من بقية الضمائر ،وهو ما
أكده "هالبداي" و"حسن" في قولهما (حين نتحدث عن الوظيفة االتساقية
إلحالة شخص أي الضمير المحيل إلى الشخص أو الشيء ،فإن صيغة
1
الغائب التي نقصد على الخصوص"
النموذج الرابع:
عن أبي هريرة رضي اله عنه-عن رسول هللا عليه الصالة
والسالم قال( :يلقى اراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر فترة وغبرة،
فيقول له ابراهيم ألم أقل لك أال تعصني؟ فيقول أبوه :فاليوم ال أعطيك
فيقول ابراهيم يا رب أنك وعدتني أن ال تخزيني يوم يبعثون فأي جري
أخرى من أبي األعد؟فيقول تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم
يقول :يا ابراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذبح متلطخ فيؤخذ بقوائمه
ويلقى في النار)1يتحدث النص عن خطر الشرك في حوار بين ابراهيم
وأبيه ثم بين ابراهيم وربه ،فهي جملة الخبر لفعلية(وعدتني)تجد الفاعل
ضمير المفرد المتصل(التاء) يعود إلى ضمير (الكاف) المتصل الناسخ
(إن) وهو اسمها أصله مبتدأ كما تحيل إلى طرف الحوار األول المخاطب
وهو هللا عز وجل وضمير المفرد المتصل (الياء) تحيل إلى طرف الحوار
الثاني وهو ابراهيم عليه السالم الحظ كيف يبنى الخطاب وتتحدد أطرافه
ويتماسك نصه بالضمائر المتصلة الواقعة في حمل الخبر والتي تتطابق
في عددها وجنسها حيث ال يمكن أن يتم الربط بالضمير في غنى عن
المطابقة ،فهي تساهم في الربط إلى جانب الضمير وفي أمن اللبس
وجالء المعنى.
وفي الجملة الخبرية(حرمت) تجد الفاعل ضمير المتكلم المتصل "التاء"
تعود إلى ضمير متصل آخر هو "الياء" في "إني" وهي اسم الناسخ(إن)
أصلها مبتدأ ،وهذه العودة ارتبطت جملة الخبر بمبتدئها وواضح أن جملة
(حرمت)جملة مستقلة قائمة بذاتها ولوال االتصال (تاء الفاعل) بها لما
صح أن تكون خب ار لـ ( إن) ومن هنا ندرك قيمة هذا الضمير أكانت هذه
الجملة أجنبية وغريبة عما قبلها لعدم وجود ما يربطها بهو لكان الخلل في
التركيب بينا ،والذي دلنا على ذلك هو سياق الحال فاهلل عز وجل قد حرم
الجنة على الكافرين قاصدا أنها حرام أيضا على آزر والد ابراهيم الذي
تقدم ذكره في الحوار السابق فقد أحال كل من الضميرين المتصلين(التاء،
والياء)إلى المتكلم وهو هللا سبحانه وتعالى وهي احالة داخل النص من
حيث سبق الذكر واحالة إلى مرجع خارج النص هو أحد طرفي
الحوار(المتكلم).
واذا كانت جملة الخبر ليست المبتدأ نفسه في المعنى فإنها تشترط
الضمير رابطا لها بالمبتدأ حيث يقول المبرد"واعلم أن خبر المبتدأ ال يكون
إال شيئا هو االبتداء في امعنى فإنها تشترط الضمير رابطا لها بالمبتدأ
فالخبر هو االبتداء في المعنى أو يكون الخبر غير األول فيكون له فيه
ذكر فإن لم يكن على أحد هذين الوجهين فهو محال ونظير ذلك زيد
يذهب غالمه وزيد أبوه قائم ،وزيد قام عمرو إليه ،ولو قلت :زيد قام عمرو
1
لم يجز األنك ذكرت اسما ولم تخبر عنه بشيء وانما خبرت عن غيره"
أي أن أصل الخبر أن يبدأ به في المعنى واذا لم يكن كذلك فيجب أن
يتضمن رابطا يرجع إليه على المبتدأ فجملة(قام عمرو) في مثال( :زيد قام
عمرو)خالية من الضمير العائد الذي يرجع إلى المبتدأ فصارت أجنبية
عن المبتدأ وليست من تمامه وأصبح الكالم ال معنى له النقطاع الصلة
بين اجزائه فكون جملة الخبر غير مستقلة بمعناها ألنها تحتاج إلى رابط
يربطها بغيرها.
واعتبر الدكتور"مصطفى حميدة" الضمير المستتر رابطا معنويا وليس
لفظيا مهمته تحقيق االرتباط وليس الربط ألن اللغة في رأيه تنشئ الربط
بواسطة اللفظ وتنشئ االرتباط بدون لفظ حيث يقول"...والذي ارتضيته
وأطمئن إليه أن تقدير الضمير البارز إنما هو قرينة لفظية على نشوء
1
ربط"
غير أن الضمير في رأينا مهما كان شكله هو الوسيلة واألداة التي من
شأنها ربط أجزاء النص واالحالة بين عناصره وتحقيق االتساقة أما
االرتباط فهو الصورة النهائية التي تظهر العالقة الحاصلة بين هذه
األجزاء بعد أن يفعل الضمير فعله وتقدير الضمير هو ضرورة يحتمها
التحليل النصي ككل وليس التحليل النحوي الجملي فقط كما اعتمد الدكتور
حين قال":إن تقدير الضمير المستتر ضرورة يحتمها التحليل النحوي
عن ابي هريرة رضي هللا عنه أن النبي عليه الصالة والسالم قال:
(إن هللا أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجاله األرض وعنقه منثن
تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما يعلم ذلك
من حلف بي كاذبا) ،1جاءت لفظة (ديك) نكرة ونعتت بثالث جمل هي
"الجملة الفعلية"(قد مرقت رجاله األرض) تضمنت ضمير الغائب أيضا
"الهاء" وكال الضميرين عاد على منعوته وهو(الديك) وأحال إليه احالة
داخلية قبلية جملة (وهو يقول) بدأت بواو الحال وتضمنت ضمير
بارز"هو" وآخر مستتر تقديره أيضا "هو" في (يقول) يحيالن إلى المنعوت
نفسه ويتطابقان معه في االفراد والتذكير ،وهي أيضا احالة داخلية ألن
المرجع كان متواجدا في النص ولم نحتج إلى أن نخرج خارجه وهي قبلية
ألن المراجع سابق للضمير وقريبة ألن المراجع والضمير متواجدان في
تركيب لغوي واحد وغير بعيدين عن بعضهما.
النموذج الثاني:
عن أنس بن مالك رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم قال( :يخرج من النار أربعة يعرضون على هللا عز وجل فيأمر بهم
إلى النار فيلتفت أحدهم فيقول أي رب قد كنت أرجو إن أخرجتني منها ال
تعيدني فيها فيقول فال نعيدك فيها)( ،1أربعة )فاعل نكرة يدل على
الجماعة لكن لم نعرف حقيقتهم إال حينما وصف الفاعل بالجملة
الفعلية(يعرضون على هللا) الواقعة في محل رفع صفة للفاعل وجاء فيها
ضمير جمع الذكور "الواو" يحيل إلى هؤالء األربعة فتبين أنهم من عباد
هللا المعذبين في النار يخرجون منها لعرضهم على هللا فربط الضمير بين
السابق بالالحق وبين المعنى وهذا الضمير كما هو ظاهر قد وافق العائد
عليه في النوع والعدد ولوال وجوده النقسمت العالقة بين النعت بوصفها
تابعا فأصلها أن تأتي بعد المتبوع وهذا يعني أن الضمير المشتملة عليه
يرجع إلى متقدم فاإلحالة هنا نصية قبلية أو احالة إلى سابق في النص
ولم نحتج إلى المقام أو السياق الخارجي لتعيين المحال إليه ومن حيث
المدى هي احالة قريبة بمعنى أن االتساق تم على مستوى النص نفسه.2
النموذج الثالث:
عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال :بينا رسول هللا (ذات يوم
بين أظهرنا إذا أغفى اغفاءه تم رفع رأسه مبتسما فقلنا ما أضحكك يا
رسول هللا قال( :أنزلت على آنفا سورة فق أر لبسم هللا الرحمن الرحيم (إنا
أعطيناك الكوثر()0فصل لربك وانحر()2إن شانئك هو األبتر)
أتدرون ما هو الكوثر؟فقلنا هللا ورسوله أعلم ،قال( :فإنه نهر وعدنيه ربي
عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد
النجوم فيختلج العبد منهم فأقول :إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثت
بعدك) 1افتتح الحديث بذكر نزول سورة الكوثر على الرسول صلى هللا
عليه وسلم وورد في نصه لفظ (الكوثر) وهو غريب نكره عن الصحابة
لذلك بينه النبي بعدة جمل منها الخبرية ومنها النعتية فجملة (إنه نهر
وعدنيه ربي)تضمنت خب ار نكره هو (انهر) ونعتا له هو (وعدنيه ربي) هذا
النعت اتصل به ضمير الغائب 'الهاء" ليحيل إلى النهر ومن ثم إلى
المرجع األصل وهو الكوثر فاإلحالة هنا متعددة من شأنها خلق صور
كثيرة في ذهن المتلقي وجملة (هو حوض ترد عليه أمتي)اشتملت على
خبر نكره هو (حوض) ونعت له هو (ترد عليه أمتي) هذا النعت اتصل
به ضمير الغائب "الهاء" ليحيل إلى الحوض ومن ثم إلى المرجع األصل
وهو الكوثر وهذه اإلحاالت المتعددة بواسطة الضمائر ف يجمل النعوت
صورت في خيال المتلقي مشهدا فياضا مغريا في أعظم موقف للجبر
والعذاب أين ينتفع بالكوثر المؤمنون الذين اتبعوا دين محمد عليه الصالة
والسالم ويستثني منه العبد الذي بدل بعده ولفظ (العبد) هو المرجع
األصيل الذي أحال إليه الضمير الغائب المستتر "هي" دلت عليه "تاء"
بها وعاد إليه وطابقه في الجمع والتنكير فهو يحيل حالة قبلية نصية إلى
العباد الذين سبق ذكرهم وهم محل سالم المالئكة ثم إلى امرجع األول في
النص وهو أول من يدخل الجنة ولو لم يكن ذلك الرابط المحيل بين
الموصوف والصفة لكان الظالم والضبابية في النص وال يفهم المتلقي
قصد الكالم واللغة إنما نتوخى الوضوح وتسعى إلى الفهم الصحيح
1
للخطاب لتحقيق التأثير في المتلقي واالنسجام معه.
ج .الضمير في جملة الحال:
الحال الجملة تركيب لغوي يأتي بعد معرفة لبيان هيأتها حين مالبسة
الفعل والبد للحال الحملة من رابط يربطها بصاحبها ورابطها إما الواو أو
الضمير أو كالهما 2ووظيفة هذا الرابط هو اتصال المعنى بين الجملتين
واال كانتا منفصلتين ال صلة بينهما.
ووردت الجمل الحالية في المدونة ما يزيد عن خمسين مرة نذكر منها
النماذج التالية:
النموذج األول:
عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم( :لما أصيب اهخوانكم بأحد جعل هللا أرواحهم في جوف طبر
خضر ،ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب
معلقة في ظل العرش)..
الحال هنا في الجمل الفعلية-ترد أنهار الجنة) (تأكل من ثمارها)( ،تأوي
إلى قناديل) ،وهي كلها تبدأ فعل المضارع فاعله ضمير مستتر تقديره
"هي" دلت عليه تاء التأنيث في بداية الفعل وهو عنصر محيل في النص
معنى هذا أن المحال إليه يكون مفردا مؤنثا فإذا بحثنا عنه في المتقدم من
النص نجد لفظتي(األرواح والطير) كالهما معرفة وجمع يتطابقان مع
الضمير المفرد المؤنث معنى وليس لفظا وهنا يتعاضد الضمير المحيل
مع قرينه الرتبة فيتبين أن المحال إليه هو(األرواح) التي سبقت بالذكر أما
(طير) فهي مضافة إلى جار ومجرور متعلق بالمحال إليه و(األرواح)
يدورها تعود إلى المرجع األول في النص وهو (اخوانكم) وبعيدا عن هذا
التحليل النحوي فإنه المتلقي في هذا له الدور الرئيسي في فهم النص
حينما يدرك أن موضوع الحديث ال يتعلق بالطير وانما بشهداء غزوة أحد
الذين أنعم هللا عليهم بالحياة في الجدة ويبدو جليا أن اتساق هذا النص
بني على االحاالت وعلى المبدأ تعاضد الروابط ودور المتلقي.1
النموذج الثاني:
عن عقبة بن عامر رضي هللا عنه قال :سمعت رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم يقول( :يرحب ربكم من راعي غنم في رأس شنطية بجبل
يؤذن بالصالة يصلي فيقول هللا عز وجل أنظروا إلى عبدي هذا يؤذن
1
ويقيم الصالة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة)
تكرر صاحب الحال ثمان مرات كما يلي( :راعي غنم) (ضمير مستتر في
يؤذن ،يصلي ،يقيم ،يخاف)( ،عبدي)( ،الضمير المتصل في أدخلته)
وتالحظ كثي ار في األحاديث القدسية أن األحوال ارتبطت بتالهي هللا بعباده
المؤمنين فها هو هنا أيضا يتباهى بعبده ويعجب من حالة الذي عرضه
بالجمل (يؤذن)( ،يقيم الصالة)( ،يخاف مني) وهي الجمل فعلية فعلها
مضارع فاعلها ضمير مستتر تقديره "هو" يحيل إلى العبد الذي أشار إليه
هللا عز وجل وهو في األصل ذلك الراعي المذكور في صدر الكالم والذي
أعيد ذكره في عجز الكالم بأنه نال مغفرة هللا ورد العجز على الصدر هنا
من المقومات التي دعمت دور الضمائر في اتساق وانسجام النص
القدسي وبواسطة الضمير العائد على صاحب الحال تم نسج العالقة
الترابطية بين عدة جمل حالية والجملة المشتملة على صاحب الحال مما
فدور الضمير تعدي أثره من أشاع االنساق في كامل أجزاء النص،
مستوى الجملة الواحدة إلى مستوى النص.
النموذج الثالث:
عن عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما قال :صلينا مع رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب فجاء رسول هللا مسرعا
قد حفزه النفس وقد حسر عن ركبته فقال( :ابشروا هذا ربكم قد فتح باب
من أبواب السماء يباهي بكم المالئكة يقول انظروا إلى عبادي قد قضوا
فريضة وهم ينتظرون أخرى) 1الجمل الحالية هي (قد قضوا فريضة )،
(وهم ينتظرون أخرى) المحيل هو "واو" الجماعة الذي اتصل في الجملة
األولى بفعل ماض مسبوق بقد التي تفيد التحقيق واتصل في الجملة
الثانية بفعل مضارع مسبوق بضمير منفصل للجماعة الغائبة وتحيل هذه
الضمائر جميعا إلى لفظ (عبادي) وحتى تعرف من هؤالء العباد يجب أن
تستعين بالمقام وسياق نزول الحديث وهو مجموعة المصلين التي قضت
صالة المغرب وبقيت في المسجد تنتظر صالة العشاء ففتح لهم باب من
أبواب السماء وهو ما جعل الرسول يعود مسرعا وقد حفزه النفس وحسر
عن ركبتيه ليبشرهم بهذا الخبر فالضمير أحال جمل الحال إلى صاحبها
(عبادي) احالة قبلية نصية قريبة ولو لم يكن هذا الضمير موجودا لحدث
تفكك في النتركيب وفقدت اللغة اتساقها ونشير هنا إلى أن الضمير يجب
أن يكون متأخ ار عن المرجع ليؤدي وظيفة الربط والسبك بين أوصال
التركيب وفي هذا النص وجدناه يتعاضد مع المقام ليصنع اتساق وانسجام
النص.1
فجملة الحال هنا ال تختلف عن جملة النعت في شيء سوى أن األول
تأتي مبنية هيئة االسم المعرفة الذي يرد قبلها حيث تقع الحال الجملة
موقع المفرد فتنوب عنه وتأتي من حيث الترتيب بعد معرفة.2
د .الضمير في جملة الصلة:
جملة الصلة هي الجملة الواقعة بعد االسم الموصول إلزالة االبهام عنه
قال صاحب المقتضى :واعلم أن الصلة موضحة لالسم فلذلك كانت هذه
األسماء المبهمة وما شاكلها في المعنى ،أال ترى انك لو قلت :جاءني
الذي أو مررت بالذي ،لم يدللك ذلك الشيء حتى تقول :مررت بالذي
قام ،أو مررت بالذي من حاله كذا وكذا أو بالذي أبوه منطلق فإذا قلت
هذا وما أشبهه وضعت اليد عليه" فالصلة إذا هي التي تحدد مدلول
الموصول االسمي وتجعله واضح المعنى والبد لهذه الجملة من أن تشمل
على ضمير يعود على االسم الموصول حيث يضيف المبرد ":وقد اعلمتك
أن (الذي) يوصل بالفعل والفاعل واالبتداء والخبر والظرف والبد في
صلة(الذي) من راجع إليه يوضحه فإذا قلت رأيت الذي قام فاسمه قام"...
-1محمد عرباوين دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي ،ص .31
-2المرجع نفسه ،ص .31
29
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
فهذا راجع إلى الموصول االسمي (الذي) هو العائد على االسم الموصول
فيربطه بجملة الصلة.1
وهذا الرابط ال يكون غالبا إال ضمير وهو ما عبر عنه "ابن هشام" بقوله:
"الجملة الموصول بها االسماء ال يربطها غالبا إال الضمير إما مذكو ار
نحو":وما عملته أيديهم" يس=" ،53وفيها ما تشهيه األنفس" الزخرف=،10
واما مقدار نحو ":أيهم أشد" مريم= ،33فالضمير العائد على االسم
الموصول في اآلية األولى هو "هاء الغائب" المتصل بالفعل (عمل)
والضمير الرابط صلة الموصول باسمها في اآلية الثانية هو (هاء الغائب)
المتصل بالفعل(تشتهي) أما في اآلية الثالثة فالضمير في الربط اسم
ظاهر يقع موقع ذلك الضمير وهو تحليل.2
وسمى سيبويه الصلة حشوا وأشار إلى جواز حذف الضمير العائد في
جملة الصلة مع بنية التقدير بقوله" :وان أردت الحشو قلت مررت بمن
صالح ،فيصير صالح خبر الشيء مضمر كأنك قلت :مررت بمن هو
صالح ،وينجح هذا الحذف حين يتحقق أمن اللبس ويتضح امعنى بدونه
3
ومن أهم مظاهر أمن اللبس أال يكون الباقي بعد حذفه صالحا صلة.
-1محمد عرباوي ،دور الروابط في اتساق وانسجام الجديث القدسي ،ص .31
-2المرجع نفسه ،ص .33
-3المرجع السابق ،ص .33
31
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
أسماء الموصول الموجودة فيه وتنوءها وهي أربعة موصوالت (أي ،ما،
1
من ،الذين)ذكرت في مجملها ست مرات كما يلي:
"أي" وصلتها جملة( ذلك فوق الناس) وهو تركيب ال يستقيم إال
بتقدير ما حذف منه وهو الضمير المنفصل "هو" فيكون أصل
التركيب(ذلك هو فوق الناس( والضمير المحذوف "هو" في جملة الصلة
هو العائد والمحيل إلى الموصول "أي" إحالة قبلية قريبة وبهذا الضمير
يرفع االبهام القائم على الموصول كما اشتملت الصلة على اسم االشارة
"ذلك" الذي أحال إلى سابق في النص هو كذا وكذا أي مدى كثرة أمة
محمد بين الناس يومئذ.
" ما" لغير العاقل تبعت بصلة في الجملة (كانت تعيد) التي
أصلها(كانت تعبده)فحذف ضمير الغائب المتصل وهو "الهاء" وهو الذي
ربط بين الصلة وموصولها من جهة وأحال إلى مرجعه األصلي وهي
(الشيء المعبود) الذي يطابق اسم الموصول المشترك "ما" الدال في لفظه
على المفرد المذكر وفي مكان آخر تصلها جملة أخرى هي(يزن شعيرة)
التي تضمنت ضمي ار مستت ار تقديره "هو" يحيل احالة قبلية قريبة إلى
الموصول"ما".2
" من" للعاقل وصلتها الجملة الفعلية (يلونهم) التي رفعت االبهام عن
الموصول واحتوت ضمي ار متصال يتعلق بالغائب الجماعة وهو يحيل إلة
اسم الموصول الذي سبق ذكره "الذين" ويطابقه في الجمع والتذكير وهي
احالة قبلية نصية قريبة جدا كما أن الضمير "هم" يطابق الموصول
"الذين" في التذكير والجمع وكانت هذه المطابقة كاملة ألنها تمت على
مستوى لفظ الموصول ومعناه والمطابقة التامة تشترط في الضمير العائد
على الموصول المختص أما إذا كان علما فإن المطابقة قد تتم على
مستوى اللفظ أو المعنى أو على مستوى اللفظ والمعنى معا باستثناء
الموصول االسمي المشترك"أل"ألن المطابقة فيه تتم على مستوى المعنى
وحده الخفاء موصوليتها بغير المطابقة.1
وهنا يقول الدكتور "عباس حسن" والضمير العائد يجب أن تكون مطابقة
تامة بأن يوافق لفظ الموصول ومعناه وهذا حين يكون الموصول اسما
مختصا ،فيطابقه الضمير في االفراد والتأنيث وفروعهما أما إذا كان االسم
الموصول عاما(أي مشتركا) فال يجب في الضمير مطابقته مطابقة تامة
ألن االسم الموصول العام لفظة مفرد ذكر دائما مثل (من ،ما،
ذو)...ولكن معناه قد يكون مقصودا به المفردة أو المثنى أو الجمع
بنوعيهما ولهذا يجوز في العائد أي الرابط عند أمن اللبس وفي غير "أل"
1
مراعاة اللفظ وهو األكثر ومراعاة المعنى وهو كثير أيضا.
تضافرت الضمائر الموجودة في هذا النص لتلخص مشهدا من مشاهد
اآلخرة يتضمن مراجع عديدة ألحداث كثيرة وهي (تجمع البشر ،تتويجهم
وفق ما كانوا يبعبدون ،اتباع هللا يعد انتظاره المرور بجسر جهنم،
الشفاعة) ،وهذه الضمائر التي اشتملت عليها الجمل الصالت تحيل غلى
موصولتها وهذه األخيرة تحيل بدورها إلى مراجعها وعلى تركيبه تماسكا
واتساقا وعلى معانيه تأثي ار وانسجاما.
ه .ضمير الفصل
ضمير الفصل ضمير رفع منفصل يفصل بين ركني الجملة االسمية ليفيد
أن ما بعده خبر لنعت المبتدأ أو ما أصله مبتدأ وهي تسمية بصرية،
ويسميه بعض الكوفيين عمادا ،ألنه يعتمد عليه في بيان أن الثاني خبر ال
تابع ،وفي هذا المقام يقول "ابن يعيض" :ويقال له فصل وعماد فالفصل
من عبارات البصريين كأنه فصل االسم األول عما بعده وأذن بتمامه وان
لم يبق منه بقية من نعت وال بدل إال الخبر لغير ،والعماد من عبارات
2
الكوفيين كأنه عمد االسم األول وقواه بتحقيق الخبر بعده.
وضمير الفصل عند النعاة ليس للربط وانما إلفادة التوكيد والقصر أو
االعالم بأن ما بعده خبر لتابع فيرفع بذلك االبهام ويزيل اللبس وهو
يتوسط بين مفعولي ظن وأخواتها ويشترط فيه أن يكون مطابقا لما قبله في
المعنى وفي التكلم وفي الخطاب والغيبة وفي االفراد والتذكير وفروعهما.1
اما المحدثون فاعتبروه من الروابط ألنه يوافق ما قبله في المعنى وفي
التكلم والخطاب والغيبة وفي النوع والعدد ويشير إلى ما بعده بأنه المقصود
باإلخبار وفي هذا الصدد يقول الدكتور"مصطفى حميدة"(فإذا قيل زيد
العالم وكان يراد انشاء عالقة اسناد نشأ لبس فهم العالقة الوصفية ألن
كال االسمين معرفة وبينهما مطابقة ولذلك لجأت العربية إلى الربط بين
االسمين بضمير الفصل كي يزول احتمال فهم عالقة الوصفية فتظهر
عالقة االسناد واضحة" 2ونحن نرى أنه من أدوات الربط واإلحالة بين
العناصر اللغوية في التركيب وهو يحيل احالة بعدية الجزء المتم للفائدة
ولم يرد ضمير الفصل في األحاديث القدسية إال في النموذجين التاليين:
النموذج األول:
عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم( :إذا سمعتم رجال يقول :هلك الناس فهو أهلكهم ،يقول هللا:إنه هو
هالك)ضمير الشأن "الهاء" المتصل بالناسخ (إن) هو اسمها الذي أصله
التي تأتي بعده تفسير له ففي قوله تعالى (قل هو هللا أحد)اإلخالص=،10
نجد الضمير المنفصل "هو " هو ضمير الشأن وقد تصدر الجملة االسمية
وهو في موضع االشارة وتوجيه األنظار إلى تعظيم المولى عز وجل
والجملة االسمية (هللا أحد) هي التي فسرته ،وقد جاء في هذه اآلية داال
على المفرد المذكر وقد يأتي للمفرد المؤنث فيسمى ضمير القصة كما في
قوله تعالى( :واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا
ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين) األنبياء= ،31فالضمير
المنفصل "هي" الواقع بعد إذ الفجائية هو ضمير القصة وقد فسرته الجملة
الواقعة بعده.1
يرى الدكتور "تمام حسن" أن ضمير الشأن يقوم بوظيفة الربط ويعود دائما
على متأخر لفظا ورتبة ويتطابق تذكي ار وتأنيثا في الغالب مع المسند إليه
في الجملة المفسرة ومن ثم تتشكل عالقة الربط فضمير الشأن يعود دائما
إلى ما بعده أي أن مرجعه متأخر عنه وهذا المرجع ال يكون إال جملة
مفسرة له وال يمكن أن نتقدم عليه أي أن ضمير الشأن يقوم بإحالة بعدة
أو اإلحالة إلى الحق وهذه اإلحالة داخلية ألن المرجع جملة مفسرة
موجودة داخل النص وليس خارجه كما أن هذه اإلحالة من حيث المدى
تعد قريبة لعدم وجود فاصل بين هذا الضمير ومرجعه.1
وقد ورد ضمير الشأن في االحاديث القدسية أزيد من عشرين مرة نورد
منها المثال التالي:
في حديث عن أحد أهل الجنة دخوال للجنة يقول الرسول عليه الصالة
والسالم( :ثم يفرغ هللا من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على
النار هو آخر أهل النار دخوال للجنة فيقول :أي رب اصرف وجهي عن
النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها ،)...الضمير المنفصل للمفرد
الغائب "هو" هو ضمير الشأن حيث وقع مبتدءا خبره هو الجملة الواقعة
بعده (آخر أهل النار) التي عملت على تفسيره فتالحظ أن الضمير "هو"
أحال إلى ما بعده احالة بعدية داخلية قريبة وتطابق مع المحال إليه في
االفراد والتذكير نجد في النص أيضا الضمير المتصل للمفرد الغائب
"الهاء" الواقع اسما للناسخ في (فإنه) هو ضمير الشأن فسرته الجملة
الفعلية بعده(قد قشبني ريحها) المسبوقة بقد التي تفيد التحقيق ولم تكف
هذه الجملة الثانية معطوفة عليها وضمير الشأن المتصل "الهاء" قد أحال
اليهما أحالة بعدية قريبة وتطابق مع شأن القشب والحرق في االفراد
والتذكير ،فضمير الشأن بإحالته البعدية قد حقق نوعا آخر من اتساق
ال يجوز معاقبة نحاتيا على أشياء حديثة ال تراعى اإلطار الزمني الذي
عاشوا فيه وال تأخذ في الحسبان السياقات التي نشأت في جوها النظرية
النحوية العربية ويكفيهم فضال أنهم عبدوا الطريق للباحثين المحدثين في
مجال علم اللغة النهي ،وهو ما اعترف به علماء النص حينما أروا في
نحو الجملة تمهيدا ضروريا للسانيات النص ،حيث يقول الباحثان"فولفجانج
هاينه من" و"ديترفيهفيجر":
"نحن ننطلق من كون العالقة تكاملية بين علم اللغة النصي وعلم اللغة
الجملي حيث ينظر إلى دراسات علم اللغة الجملي على أنها تمهيد
ضروري ألبحاث علم اللغة لنصي من جهة لكنها من جهة أخرى يمكن
أن تتجاوز في علم اللغة النصي األكثر شموال.1
واذا كان الربط بلضمير في المواضيع التي أوردها النحاة لم يتجاوز حدود
الجملة فهذا ال يعني أن علماءنا لم يعنوا مرجعية الضمير على مستوى
النص فهذا الغراء (تا 211ه) يحدد مرجعية الضمير امتصل "الهاء" في
قوله تعالى( :يأتيكم به) األنعام= ،33إلى لفظ (الهدى) المذكور في اآلية
(ولو شاء هللا لجمعهم على الهدى) األنعام= ،53والذي تقدم عن الضمير
في السورة بعشر آيات كاملة 2أي أنه تجاوز مرجعية الضمير من مستوى
الجملة إلى مستوى النص مراعاة للنظم وهذا يبين ادراكه لمدى مساهمة
التعريف إلى ما يسمى المعلومات السابقة ،بينما تعد أداة التنكير اشارة إلى
معلومات الحقة أي الوحدات اللغوية التي لم يوضحها المتكلم بعد.1
يعتبر سيبويه األلف في "أل" التعريف زائدة قدمت إلسكان الالم بخالف ما
ذكره "الخليل" من أنها ثابتة ولخص "السكاكي" الخالف بين "سيبويه" و
"الخليل" بشأن أصل الالم بقوله":والالم على مذهب سيبويه تأتي للتعريف
نحو الغالم والهمزة عنده للوصول ولذلك ال تثبت فيه بخالف الخليل فإن
2
سقوطها عنده بمجرد التخفيف لكثرة دورانها"
تجعل الدراسات اللسانية الحديثة "أل" التعريف محققة للترابط النصي،
يأتيها ذلك من اتفاق الحالة بين االسم المعرف وعنصر آخر متقدم عليه
أو متأخر ،عدت أداة التعريف من الظاهر المحققة للترابط واالتساق في
النص فقد اعتبر "هاليداي وحسن" أداة تعريف " "theفي اإلنجليزية من
قبيل الوحدات االشارية المحايدة ولها نوعان من اإلحالة :احالة مقامية
تتحدد بالسياق المقامي أو بالداللة على الجنس أو العرق ،واحالة مقالية
قبيلة وبعدية فالدور األساسي لـ"أل" التعريف هو التحديد واإلحالة التي
تخضع لقيد داللي وهو وجوب تطابق الخصائص الداللية بين العنصر
المحيل والعنصر المحال إليه و"أل" التعريف وردت في األحاديث القدسية
ثالثين وخمسمائة مرة وتنقسم إلى قسمين عهدية وجنسية نعرضهما كما
يلي:
" )0أل" العهدية:
تفيد تحديد شيء في النص معهود عند المخاطب حيث تؤدي إلى
عملية ذهنية في المتلقي تتم باالنتقال من االسم النكرة إلى االسم المحلى
باأللف والالم فبقولك(رجل) تعني واحد ممن يقع عليه هذا االسم ،أما
قولك (الرجل) فهو تذكير المتلقى بشيء تقدم ليعود إلى ذهنه ما عهده من
أمره1وهي على ثالثة أنواع:
أ .ذات العهد الذكري:
وهو أن يتقدم مصحوب "أل" ذكر في الكالم حقيقة أو تقديرا ،نحو
قوله تعالى "هللا نور السموات واألرض مثل نوره كمشكاة فيه مصباح
المصباح في زجاجة" النور= ،53في البداية تقدم ذكر االسم النكرة
(مصباح) ذك ار حقيقيا في النص ثم جاء ذكرها عرف بعد اقترانها بأداة
التعريف "أل" ولذا تسمى عهدية ذكرية ألن ما اتصلتا به معهود بما سبق
ذكره في النص.
وحسب صاحب المغنى فإن ضابط العهد الذكري أن يسد الضمير مسد
"أل" مع مصحوبها ،1كقولك( :كتبت كتبا ثم أهديت الكتاب)نالحظ هنا أن
االسم المقترن بـ"أل" التعريف جاء في درج الكالم ال في مفتتحه وقد
اقتضى الحال هنا إلظهار "أل" يدل االضمار وهذا يكون لغرض التعظيم
أو البيان أو التجنب اللبس ويجوز هنا تعويض مصحوب "أل" بضمير
الغائب فنقول( :كتبت كتابا ثم أهديته) حيث سد ضمير المتصل "هاء"
الغائب مسد "أل" مع مصحوبها.
فكانت "أل" فيه 2من محققات ربط الجملة بسابق الكالم ،وصحة حلول
ضمير الغائب محل المعهود عهدا ذكريا يدعم قيامها بالدور الرابط لكونه
هو أيضا من أسس الترابط ف "أل" هنا تجاوزت فائدة تعريف الشيء
المعهود ذكره بدل المخاطب إلى الربط بين نكرتين :النكرة الثانية هي
الضمير والنكرة األولى هي مرجع الضمير ،منبهه إلى أن مدلول ما دخلت
3
عليه هو مدلول النكرة السابقة المماثلة لها في لفظها الخالية من "أل"
وهنا تكون قد حققت الربط المعنوي بين الجملتين واالتساق الداللي في
النص.
جاءت "أل" العهد الذكري خمس عشرة مرة في لمدونة ومثالنا :قال أبو
هريرة رضي هللا عنه سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول( :كان
رجالن في بني اسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنبا واآلخر مجتهد في
العبادة فكان ال يزال المجتهد يرى اآلخر على الذنب فيقول :أقصر فوجده
يوما على ذنب فقال له :أقصر فقال :خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟فقال
وهللا ال يغفر هللا لك أوال يدخلك هللا الجنة فقبض أرواحهما فاجتمعا عند
رب العالمين فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما؟أو كنت على ما في يدي
قادرا؟وقال للمذنب :اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال لآلخر اذهبوا به إلى
النار" 1كال اللفظين (المذنب والمجتهد) قد سبق ذكهما ما نكرة في لنص
فهما رجالن اسرائليان متواخيين أولهما مذنب وثانيهما عابد ثم اقترنا ب
"أل" عند ذكرهما في المرة الثانية ألنهما أصبحا معهودين بالذكر فصار
الرابط اللفظي "أل" يثير لدى المتلقي معرفة خلفية عنهما بناء على ما تم
تقديمهما به في بداية النص أما لفظ (اآلخر) فهو غير ثابت فتارة يعود
على المجتهد وتارة أخرى يعود على المذنب فهو أيضا مسبوق بالذكر
لكنه ذكر حكمي أو تقديري وليس حقيقيا واألداة "أل" المقترنة به هي كذلك
للعهد الذكري ونالحظ أن هذه األداة ساهمت في ترابط وتماسك تراكيب
-1محمد عرباوي ،دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي ،ص .013
45
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
النص وهي في كل مواضعها منه قد جعلته كتلة واحدة تدفع لداللة واحدة
وهي أن ال يقنط المذنب من رحمة هللا وأن ال يغتر العابد بعمله.
ويبدو جليا دور "أل" العهدية الذكرية في االحالة إلى سابق في النص
والداللة عليه ذلك أن أصل االحالة الربط بالضمير والضمير يصح أن
يسد مسد "أل" العهدية عهدا ذكريا مع مصحوبها فالمحيل هو أداة التعريف
مع مصحوبها المذنب ،المجتهد) والمحال إليه هو المتقدم ذكره (رجالن
من بني إسرائيل متواخيين ،أحدهما يذنب واآلخر مجتهد في العبادة) وقد
تقدم ذكر المحال إليه نكره كما تقدم ذكره معرفة عند تكرار لفظي (المذنب
والمجتهد) وهكذا يتحقق االتساق النصي من خالل احالة"أل" مع
مصحوبها حالة داخلية قبلية.
والمتلقي حين يق أر النص ال يذهب تأويله إلى أن هذا المجتهد هو مجتهد
في الدراسة مثال ،بل يبقى تأويله محليا وهو المجتهد في العبادة وهكذا
بفضل "أل" ومصحوبها التي قيدت هذا التأويل عن طريق االحالة إلى ما
تقدم ذكره في النص وهذا ما يسمى مبدأ التأويل المحلي الذي يضمن عدم
إنشاء سياق أكبر مما هو ضروري لضمان الفهم الصحيح للخطاب
وتحقيق انسجام النص.1
ب .ذات العهد الذهني:
1
ـ محمد عرباوي ،دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي ،ص .013
-2المرجع نفسه ،ص .013
48
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
49
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
فما خلص للعهد الحضوري ل "أل" في المنادى وأسماء الزمان الدالة على
زمان التخاطب ال يمكن أن يكون له دور رابطي أما "أل بعد إذا الفجائية
واسم اإلشارة فإنها قد تقوم بدور الربط بين الجمل متى كان مصحوبها
قائما على العهد الذكري.1
"أل" العهد الحضوري في األحاديث القدسية اثنا عشرة مرة وردت
مثال:عن ابي بن كعب رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم" :انتسب رجالن على عهد موسى عليه السالم ،فقال أحدهما :أنا
فالن بن فالن حتى عد تسعة ،فمن أنت ال أم لك؟قال :أنا فالن بن فالن
بن االسالم فأوحى هللا إلى موسى عليه السالم :إن هذين المنتسبين ،أما
أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت
يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة".2
فهذا موسى عليه السالم يخاطب الرجلين المنتسبين مستعمال النداء
واإلشارة فكانت "أل" المقترنة بلفظ (المنتمي) بعد أداة النداء "أي" وبلفظ
(المنتسب) بعد اسم اإلشارة "هذا" من العهد الحضوري ألنهما حاضرين
في الخطاب فلم تؤدي دور الربط إنما قام مقامها بالربط واإلحالة في
النص أداة النداء واسم اإلشارة.
)4أل-الجنسية:
وهي ليست للربط أيضا وتدخل على نكرة فتفيد معنى الجنس وال يراد بها
واحد معين من أفراد الجنس كما في العهدية ،ولذلك ليس لها معهود بل
1
لها مدخول في ثالث حاالت:
.0استغراق جميع أفراد الجنس ،ولها ثالث عالمات:
أن تعوض بـ"كل" حقيقة نحو قوله تعالى":وخلق اإلنسان ضعيفا"
النساء=.23أي كل جنس اإلنسان دون استثناء.
صحة االستثناء من مدخولها نحو"إن اإلنسان لفي خسر إال الذين
آمنوا"العصر=،5-2أي كل
جنس اإلنسان في خسر باستثناء الذين آمنوا.2
وصفه بالجمع نحو":من الرجال والطفل الذين لم يظهروا على
عورات النساء" النور= ،50فالطفل مفرد لكن اقترانه بـ"أل" الجنسية جعله
يوصف بالجمع ويستغرق جميع جنس األطفال.
.2استغراق جميع خصائص اإلفراد وعالمته أن يخلفها (كل) مجا از ال
حقيقة ،نخو":ذلك الكتاب" البقرة= ،2أي (الكتاب الكامل في الهداية
الجامع لصفات جميع الكتب).3
1
ـ المرجع نفسه ،ص .011
2
ـ المرجع السابق ،ص .011
3
ـ المرجع نفسه ،ص .011
50
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
.5تعريف الماهية والحقيقة والجنس وال يخلفها "كل" حقيقة وال مجا از
نحو":وجعلنا من الماء كل شيء حي" األنبياء = ،51أي متعلقة بنوع
الجنس فال يجوز قولنا :وجعلنا من كل ماء كل شيء حي.
وتحدث "سيبويه" عن استعماالت "أل" الجنسية في قوله...":واعلم أنك ال
يجوز أن تقول(:قومك نعم صغارهم وكبارهم) إال أن تقول( :قومك نعم
الصغار نعم الكبار) و(قومك نعم القوم) ،وذلك إن أردت أن تجعلهم من
جماعات ومن أمم كلهم صالح ،...وما أضاف إليه وما أشبهه نحو(غالم
الرجل) إذا لم ترد شيئا بعينه".1
ونالحظ من هذا القول انتقال حكم المضاف إليه فما أضيف إلى ما
اتصلتا به "أل" الجنسية يكتسب منه اإلطالق ال التعيين وبالتالي فاإلضافة
ال تكون ذات دور رابطي إال إذا كانت "أل" في المضاف إليه قائمة على
العهد المقالي الذكري أو الذهني.
والمعرف بـ"أل" الجنسية يدل على الحقيقة بقيد حضورها في الذهن وهو ما
يفرقه عن اسم الجنس النكرة الذي يدل على المطلق الحقيقة مثال:
(التراب ،لبن)...ذلك اعتبر بعض النحاة "أل" الجنسية لتعريف العهد أيضا
ألن األجناس أمور معهودة في األذهان بالعرف.2
1
المرجع نفسه ،ص .013
-2سيبويه :الكتاب ،ج ،2ص .011
52
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
ذكرت "أل" الجنسية في المدونة سبع عشرة ومائة مرة منها :عن أبي
مسعود قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :حوسب رجل ممن كان
قبلكم فلم يوجد لهم من الخير شيء إال أنه كان يخالط الناس وكان موس ار
وكان يأمر غلمانه أن يتجاو از عن المعسر ،قال هللا عز وجل :نحن أحق
بذلك منه تجاو از عنه" فجاءت لفظة (المعسر) مقترنة ب"أل" الجنسية ألنها
تفيد استغراق الكالم بخصائص األفراد المعسرين ،وواضح أنها لم تؤدي
دور الرابط النصي.
" )3أل" النائبة عن الضمير:
هذا أنواع ذكره "الكوفيون وتبعهم في ذلك ابن مالك 1وده ابن هشام رابط
من روابط الجملة بما هي خبر خير عنه ألن العربية قديما كانت تستخدم
"أل" للربط بدال من الضمير ،وذكرها الدكتور "تمام حسن" بقوله" :وقد
يتحقق الربط ب"أل" التي يعاقبها الضمير وهي الدالة عن الجنس المقيد
بمضاف إليه مقدر أغنت عنه "أل" فكما في قوله تعالى" :وأما من خاف
مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"
النازعات= ،31،30أي نهى نفسه عن هواها فإن الجنة مأواه ، 2فنالحظ
أن مصحوب "أل" النائبة عن الضمير لم يسبق له ذكر في النص فهي
ليست من العهد الذكري وتحتمل أن تكون جنسية أو ذات عهدين غير أن
إمكانية تعويضها بضمير هي ما يجعلها النائبة عن الضمير.
و"أل" النائبة عن الضمير وردت في األحاديث القدسية أربع وعشرين مرة،
منها المثال التالي :عن جندب بن عبد هللا رضي هللا عنه قال :قال رسول
هللا عليه الصالة والسالم" :كان في من كان قبلكم رجل به جرح فجزع
فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات ،قال هللا تعالى :بادرني
عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة".1
موضوع الحديث ف"أل" في (الدم) أغنت عن مضاف إليه مقدر ولذلك
يصح أن يعقبها ضمير أي (فما رقٌأ دمه) هو الضمير المتصل عائد على
الرجل الذي حز يده بالسكين وبذلك تكون "أل" المقترنة بلفظ الدم النائبة
عن الضمير ومؤدية وظيفته في الربط عن طريق اإلحالة الداخلية القبلية
أو إلى سابق فيتحقق االتساق الداللة هو الترهيب من االنتحار.
إن "أل" التعريف أساسية في التمييز بين التعريف والتنكير ،فلقد رأينا أنها
تتعلق بعملية ذهنية عرفاني للمخاطب دور أساسي فيها فلكل" أل" تعريف
مصحوب يكون إما معهودا في الالم العهدية واما مدخوال في الالم
والمعهود إما ذكري أو ذهني أو حضوري والمدخول إما الجنسية،
والموصوالت االسمية بدورها نوعان :مختصة تدل على نوع معين مثل:
الذي ،التي ،اللذان ،الذين ،الالتي ،ومشتركة تصلح لجميع األنواع ال
تتغير صيغها مثل :من ،ما ،أي.
العملية اإلحصائية التي أجريناها على األحاديث القدسية بينت وجود مئة
وثمانية وسبعين( )013مثاال لالسماء الموصولة ،بحيث ترتكز على
الموصوالت المشتركة بعدد مئة وثالثة واربعينا ضمت ما(ثالث وسبعين
مرة) من (ست وستين مرة) ،أي (أربع مرات) ،وأقلها الموصوالت
المختصة بعدد خمسة وثالثون فقط تنوعت بين:الذي (عشرين مرة)،
الذين(عشر مرات) ،التي(خمس مرات).
وفي هذا المثال الفائدة النصية التي أضفتها الموصوالت االسمية :عن
عياض بن حمار المجاشعي ،أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فالذات
يوم خطبته":أال إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا
كل ما نحلته عبدا حالل ،واني خلقت عبادي حنفاء كلهم ،وانهم أتتهم
الشياطين فاجتالتهم عنادهم ،وحرمت عليهم ما أحللت لهم ،وأمرتهم أن
يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ،وان هللا نظر إلى أهل األرض فمقتهم
عربهم وعجمهم إال بقايا من أهل الكتاب ،وقال :إنما بعثتك ألبتليك وأبتلي
بك ،وأنزلت عليك كتابا ال يغسله الماء ،تقرؤه نائما ويقضان ،وان هللا
أمرني ان احرق قريشا ،فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة ،قال:
57
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
1
ـ المرجع السابق ،ص .000
-2محمد عرباوي ،دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي ،ص .000
58
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
وفي بيان أحد أصناف أهل النار وهو الضعيف اعتمد المتكلم على وصفه
بجملتين األولى تتكون من الموصول "الذي" ولصلة(ال زبر له)الثانية
تتكون من الموصول "الذين" والصلة (هم فيكم تبعا) ونالحظ أمن المتكلم
خالف الوزن الصرفي السم الموصول من الفرد إلى الجماعة رغم عودتهما
على المفرد واحد هو (الضعيف) معتمدا في ذلك على االتساق الداللي
الذي يحس به المخاطب في النص فيجعله قاد ار على فهم المعنى رغم
المخالفة الصرفية كما أنه باستعماله الموصول الجمع(الذي) قد اختصر
كالما آخر يؤول ب (الذي ومن مثله هم فيكم تبعا)
نالحظ أن االتساق في نص هذا الحديث قام على ثالثة عالقات ارتباط
محورها االسم الموصول:
األولى :نذكر موصول في النص ارتبط وتمسك لذاته بجملة الصلة حتى
توضح المقصود منه ألنه اسم غامض وقد تبين الصالت السابقة إبهام
موصالتها(ما ،الذي ،الذين)فعالقة الصلة بالموصول عالقة ترابطية هامة.
الثانية :ان كل موصول في النص قام بربط جملة الصلة الالحقة له
بالجمل التي قبل فالموصول (الذي) عائد على (الخائن) وربطه بالصلة
(اليحق له الطمع) وقبله عاد الموصول (الذين) على (الضعيف) وربطه
بالصلة(الزير له) والموصول(الذين) عائدا يضاعف (الضعيف) في معنى
الجماعة وربطه بالصلة(هم فيكم تبعا) والموصول (ما) عائد على جملة
59
الدراسة النحوية الوظيفية لألدوات في األحاديث القدسية الفصل الثاني:
هشام أن اللغة العربية تستعمل اسم اإلشارة كوسيلة لربط الحملة بما هي
خبر عنه. 1
تفيد اإلشارة أكمل تمييز وتعيين إذ ال يبقى اشتباه أصال بعدها وهي بمنزلة
وضع اليد ويظهر القصد بها على مستوى العقل والحس معا بخالف العلم
والمضمر فإن المقتصد بهما يمتاز عند العقل وحده وهي تدل على معنى
في ذاتها عكس الحروف التي تدل علة معنى في غيرها وهذه الميزة
2
تخلصها من حد الحرف
ومن أسماء اإلشارة :هذا ،هذان ،هذه ،هاتان ،هؤالء ،ذلك ،ذاتك ،تلك،
وكلها فارغة غير مشحونة بالمعنى المقصود بها ،ولها داللة وضعية فقط،
مثل الداللة على الشخص في الخطاب تكلما ومخاطبة وغيبة وعلى
الجنس والعدد والمحل العرابي رفعا ونصبا وج ار وكون أسماء االشرة من
المبهمات من حيث الوضع فالبد لها من معين حتى تعد من المعارف أي
أن استعمالها يقتضي أن يتوفر معها ما يرفع عنها ذلك اإلبهام ويجعلها
قادرة على اإلحالة على الخارج.3
وكذا كانت األسماء مالزمة لمسمياتها وتحليل إليها ألنها غير مبهمة فإن
أسماء اإلشارة ليست مالزمة لمسمياتها ألنك نتشي ربها إلى ما هو
04خاتمة:
بعد هذا الجهد المتواضع حاولنا من خالله بحث الجوانب المختلفة
لموضوع دور الروابط في اتساق وانسجام الحديث القدسي أوردنا فيما يلي
جملة من االستنتاجات التي كشفت عنها هذه الدراسة للروابط دو ار مباش ار
في اتساق نص الحديث القدسي ،ودور غير مباشر في انسجام هذا النص
ويتحقق هذا األخير من خالل قيام الروابط أوال بتحقيق االتساق ألنه
انسجام للنص بدون توفر اتساقه ،هذا من جهة ومن جهة أخرى تساعد
عليها بعض الروابط على قيام اآلليات والمبادئ التي يبنى عليها االنسجام
النصي..
الضمير إذا اعتبرته خارج الخطاب الفعلي الحقيقي ليس سوى صيغة
فارغة ال يمكن أن تتعلق بشيء وبمتصور تحقق "أل" التعريف ،الترابط
النصي ،يأتيها ذلك من اتفاق اإلحالة بين االسم المعرف وعنصر آخر
متقدم عليه أو متأخرا ،فهي أداة رابطة تشبه الضمير من حيث أنها تشير
على شيء سبق ذكره.
جاءت الروابط في نصوص الحديث القدسي عفوية فجعلت النص متسقا
سهل التداول ومعانيه منسجمة قوية التأثير في المتلقي ،فهذه الروابط
كانت لها أهمية كبرى في الجوانب التواصلية لألحاديث القدسية ،وكان لها
دورها في بناء النص.
2
خاتمة
وفي نهاية هذا العمل ال ندعي أننا أتينا على كل عناصر البحث وجزئياته
كما ال نقول أنه عمل ناجح أو فريد أو غير ذلك من األوصاف المركبة له
وانما هو جهد مقل وعمل متواضع نرجو منه اإلفادة لغيرنا واالستفادة لنا
بعد كشف عيوبه نقائصه نكساته فالكل شيء إذا ما تم نقائصه.
3
قائمة المصادر المراجع
قائمة المصادر والمراجع
2
ا لفهرس
ا
فهرس
0
دعاء
«اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به بيني وبين معصيتك وارزقني من خشيتك ما تبلغني به
رحمتك وارزقني من اليقين ما تهون به على مصائب الدنيا وبارك لي في سمعي وبصري
أمي ـ ـ ــن
«اللهم أنت األول فـليس قبلك شيء وأنت األخر فـليس بعدك شيء وأنت الظاهر فـليس
فوقك شيء وأنت الباطن فـليس دونك شيء،فـاغفر لي جميع مامضى من ذنبي
أمي ـ ـ ــن
«يارب إذا أعطيتني نجاحا فـال تأخذ تواضعي،وإذا أعطيتني تواضعا فـال تأخذ اعتزازي
بكرامتي ،وال تجعلني يارب أصاب بالغرور إذا نجحت وال باليأس إذا أخفقت ،وذكرني
أمي ـ ـ ــن
أمي ـ ـ ــن
شكر وعرفان
إلى من تذل له المخلوقـات وتخر له الجبال وتخشع له القـلوب إلى الوهاب الواحد األحد
الرؤوف الرحمان ،أحمدك اللهم على نعمتك هذه وأدعوك بأن تنير دربي دائما خاصة
في مشواري الدراسي،اشكر هللا سبحانه وتعالى لمنحي قوة الصبر وتجاوز الصعاب أوال
وثانيا إلى من مشيت على خطوات نصائحه واقتراحاته في سبيل اكتساب المعرفة األستاذ
إلى كل أساتذة ومؤطري دائرة اللغة العربية وآدابها خاصة األستاذ المحترم الحنون الذي
هو بمثابة األب الناصح والمرشد البنته الشافعي بديار إلى كل طالب وطالبات دفعة
إلى كل من قدم لنا النصيحة بابتسامة ،وبكلمة طيبة وبصدق من القـلب إلى القـلب
بتمنياتنا للجميع بالمثابرة في الدراسة والنظر دائما إلى العلى ومزيدا من التألق
س
الطالب ــــــة :ليمةزايدي
مقدمــــــة
مقدمــــــة
مقدمة
مقدمة :
مقدم ة
إن اللغة العربية لغة القرآن الكريم والسنة واألدب العربي ،بمختلف فنونه ،وال يخفى علينا ما
للغة العربية من كبير األهمية فهي اللغة الحية واألداة القيمة للتعبير ،وايصال المعارف
العلمية للناس واللغة العربية كغيرها من اللغات اإلنسانية لها خصائص تميزها عن كثير من
اللغات وقد اخترت في بحثي قضية من قضايا اللغة العربية أال وهو اإلسناد الذي هو قرينة
معنوية مهمة ،ودراسته في األساليب العربية ،وأنماط الجملة السائدة في التعبير اللغوي
الفصيح ،من شأنها أن تميط اللثام عن أسرار التركيب ،وأسس البيان التي ما فتئت جهود
اللغويين من النحاة والبالغيين ،تتضافر وتتساند ،من أجل تبريز مالمحا ،وتوظيف قواعدها،
واظهار مكامن الروعة ومواطن الجمال والتناسق في نماذجها وأشكالها ،فاإلسناد في عمومه
أما عن سبب اختياري لهذا الموضوع رغبة مني لجمعه في هذا البحث والذي دفعني لدراسة
ظاهرة «اإلسناد» حتى يسهل على دارسي لغتنا العربية والمتذوقين لجماليتها التعبيرية فهمها
وتمثلها وفق أساليب تعتمد على خصوصيتها في لغة الكتاب ،وفهم العالقات اإلسنادية
واألغراض البالغية المتعلقة به ،وليس شرطا من دراسة النحو واإلتيان بالجديد وانما التعمق
في النحو ،وصون اللسان من الوقوع في اللحن واثبات بأن هذا الموضوع إن كان مختصا
لذا كان عنوان البحث التركيب اإلسنادي في بنية الجملة عند ابن المقفع دراسة تطبيقية
ويسعى هذا البحث إلى إبراز العالقة الموجودة بين طريقة بناء الجملة وتركيبها اإلسنادي،
أ
مقدمة
من حيث الدالالت المتولدة عنها ،والهدف من هذا العمل هو وصف نظام وقرينة لغوية
معينة في وثيقة فكرية أدبية الستخالص الخصائص اللغوية المميزة للجملة ،فبماذا تميز
جاء هذا البحث في مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة وملحق عن ابن المقفع.
تناولنا في الفصل األول الذي عنوانه التركيب اإلسنادي ماهية اإلسناد األحكام المعلقة بهو
أن واع اإلسناد وأغراض ذكر المسند والمسند إليه والتقديم والتأخير في الجملة اإلسمية والفعلية،
أما في الفصل الثاني الذي عنوانه اإلسناد في الجملة اإلسمية والفعلية في األدب الكبير إلبن
المقفع فتناولنا فيه خصائص التركيب في الجملة اإلسمية البسيطة والمركبة ،واإلسناد في
الجملة اإلسمية المنسوخة وخصائص التراكيب فيها ،واإلسناد في الجملة الفعلية البسيطة
والمركبة .
إعتمدت في دراستي على المنهج الوصفي التحليلي الوظيفي الذي يصف المادة اللغوية
ويحللها إلى عناصرها المكونة ،ويحدد وظائفها النحوية وجنحت في أثناء ذلك إلى التفسير
والتعليل في حدود اإلمكان وفي ضوء هذا المنهج ربطت التركيب والداللة ألن الجمع بينهما
أما النص الذي إعتمدته في هذا البحث هو « األدب الكبير البن المقفع» ،وقد إعتمدت في
ب
مقدمة
وقد واجهتني بعض الصعوبات أشدها مشقة الحصول على بعض الكتب األمهات احتياج
البحث إلى اإللمام بكل ما يتعلق بمصطلح اإلسناد ومتعلقاته ،وال يسعني في الختام إال أن
أتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذي المشرف « رابح بوشعشوعة» الذي يسر لي الكثير من
الصعوبات التي ال يقدر مجاوزتها الباحث الناشئ ،وتحمل تقصيري وهفواتي وجزاه هللا على
كل خير.
ج
تمهيد
تمهيد:
إن التركيب اإلسنادي لدى النحاة مرتكز مهم في تناولهم للجملة ،باعتبار أهمية اإلسناد
القصوى ،التي منها ينطلق الدرس وبها تتحقق الفائدة ويحصل المراد ،فقد نال اإلسناد حظوة
كبيرة عند علماء اللغة ،من النحاة والبالغيين ،وما تتضمنه كتب النحو والبالغة والتفسير،
«فاإلسناد هو جوهر اللغة ،ألنه ال تقوم جملة إال عليه ،وال يتألف مبنى وال يستقيم معنى،
دون مراعاة العالقات اإلسناديةبين طرفي اإلسناد »،1وقد تحدثت الكتب النحوية عن اإلسناد
ومن ذلك ما ورد في كتاب سيبويه ،وكبار النحاة من بعده ،وكذلك ما تمخضت عنه تأمالت
عبد القاهر الجرجاني ،وما أنتجته تقنيات السكاكي ،ومالحظات القزويني واستنتاجات
التفتازاني.
أما اإلسناد في اصطالحات النحاة«:هو عبارة عن ضم إحدى الكلمتين إلى األخرى على
2
وجه اإلفادة التامة ،أي على وجه يحسن السكوت عليه» .
فاإلسناد إذن هو عملية ذهنية ،وهو رباط معنوي يربط بين المسند والمسند إليه .وليس في
العربية لفظ خاص باإلسناد يدل عليه وانما األمر مرتبط في النحو العربي بنظام القرائن
باعتبار أن اإلسناد من بين القرائن المعنوية األساسية الكبرى التي يقوم عليها النحو عند
العرب.
فاإلسناد بصفة عامة هو عملية ذهنية ينجزها ذهن المتكلم عندما يدرك عالقة معينة بين
شيئين يريد التعبير عنهما فيتم في الذهن الربط بينهما فالجملة التامة التي تعبر عن أبسط
الصور الذهنية في الجملة التي يصح السكوت عليها وتتألف من ثالثة عناصر أساسية هي:
فلإلس ناد أهمية كبيرة في النحو و النظم ،وال يتمكن المتكلم من تأليف أية جملة ما لم تبنى
على اإلسناد ،فاإلسناد أعم من اإلخبار،إذا كان يقع على اإلستفهام واألمر وغيرهما وليس
اإلخبار كذلك ،بل هو مخصوص بما صح أن يقابل بالتصديق والتكذيب ،فكل إخبار إسناد
وليس كل إسناد إخبار ،ولذلك كان لفظ اإلسناد اليفيد بما يحتمل للصدق والكذب بل منه ما
أما فيما يخص مصطلحي البنية والجملة« ،فالبنية كلمة واسعة فضفاضة ال تكاد تعني شيئا
ألنها تعني كل شيء ،ويفيد ذلك أنها اقتحمت معظم العلوم وقد أفضى هذا التنوع الداللي
1
إلى وجود تعريفات كثيرة لها» .
فانطلقت بعض التعريفات من مفهوم النظام ،وبعضهم أنها مجموعة من العالقات التي تربط
بين عناصر الجملة ،وبعضهم يعرف البنية على أنها مادة تحويلية أي عناصرها تخضع
أما عن الجملة التي هي محل الدراسة والتي تتكئ عليها كل القوانين النحوية والبالغية والتي
هي نقطة اإلنطالق والتغيير«،فقد تعددت اآلراء النحوية العربية القديمة في تحديد مفهوم
الجملة وأهمها:
-8ارتبط مفهوم الجملة بالكالم ومن القائلين بذلك(سيبويه والمبرد وابن فارس ،وابن سنان
-3عدم التسوية بين الكالم والجملة أي أن الكالم ال يراد في الجملة ومن القائلين بذلك(ابن
هشام،السيوطي)». 1
وتفيد هذه اإلختالفات اضطراب النحاة في تحديد الجملة ويحاول البحث العربي الحديث
توضيحها.
المصادر والمراجع القديمة والمحدثة لفظا ظاه ار للغة اإلسناد قديما كان يطلق عليه البناء
والتفريغ والشغل وهي تدل على معنى واحد ،ولذلك أمثلة في (الكتاب) إذ عبر سيبويه في
.1تعريف اإلسناد:
أوال :لغةواصطالحا
«
سنديسند،سندافهوساندوالمفعولمسنودسندالشيءدعمهوجعللهعمدايعتمدعليهسندمبنىمتصدعا،كادال
عمودأنيقعفسندته
سند إلى الحائط ،إعتمد عليه وأتكئ ،ركن إليه أحس بالتعب فسند إلى شجرة
أسند الحديث إلى قائله رفعه نسبة إليه ،حديث مسند إلى أحد الصحابة ،فإسناد جمع أسانيد
أما نحويا ضم كلمة إلى أخرى على وجه يفيد معنا تاما كإسناد الخبر إلى المبتدأ ،والفعل
1
إلى الفاعل».
في معجم المنجد «:إسناد في النحو إيقاع نسبة تامة بين كلمتين كنسبة الخبر إلى المبتدأ في
نحو" العلم مفيد" ،والفعل إلى الفاعل في نحو "نام الولد" ».2
فاإلسناد إذن هو ضم شيء إلى شيء آخر ونسبته إليه كضم الفعل إلى فاعله .
-1أحمد المختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصرة ،عالم الكتب ،القاهرة ،المجلد الثاني ،ط ،8ص
.8881
-2لويس معلوف المنجد في اللغة العربية المعاصرة ،دار المشرق بيروت ،تحرير أنطوان نعمه وعصام
مدور ولويس عجيل ومتري شماس ،ط ،3444 ،8ص .141
9
التركيب اإلسنادي الفصل األول
مفهوم إحداهما ثابت لمفهوم األخرى أو منفي عنه »1وارتفاعنسبة تامة بين كلمتين لوجود
فاإلسناد إذن عند النحاة هو عبارة عن عملية ذهنية تربط بين طرفين هما المسند والمسند
.2العالقة اإلسنادية:
عالقة اإلسناد هي المكون األساسي للجملة أو الوحدة اإلسنادية وهيالنسبة ،كما عرفها "
الشريف الجرجاني" « هي إيقاع التعليق بين الشيئينأي بين اللفظين المكونين للتركيب
اإلسنادي ،كنسبة الخبر إلى المبتدأ وكنسبة الفعل إلى مرفوعه ،ذلك أن التعليق قد يكون بين
اسم واسم أو فعل واسم وقد يكون اإلسناد الخبري بين وحدتين إسناديتينوذلك بضم إحداهما
إلى األخرى نحو :قوله تعالىَ (:والَّ ِذي َخ ُبثََال َي ْخ ُر ُجِإَّال َن ِك ًدا ) األعراف .85حيث كال من المسند
2
والمسند إليه هو وحدة إسنادية ».
-1رابح بومعزة مجلة العلوم اإلنسانية جامعة محمد خيضر يسكرة .ط ،3442 ،8ص .81
-2المصدر نفسه ص .81
10
التركيب اإلسنادي الفصل األول
فالعالقة اإلسنادية تكون إنطالقا من التركيب اإلسنادي الذي تبنى الجملة أو الوحدة
اإلسنادية ،ليس مطلق التركيب ،بل تركيب الكلمة مع الكلمة إذا كان إلحداهما تعلق باألخرى
إ ن الجملة تتألف من مسند ومسند إليه بحقيقتهما النحوية وهما الفعل والفاعل والمبتدأ
والخبر ،إذن فالجملة تتكون من ركنين أساسيين هما المسند والمسند إليه وهما عمدتا الكالم
« واليمكن أن تتألف الجملة من غير مسند ومسند إليه كما يرى النحاة وهما المبتدأ والخبر
1
وما أصله مبتدأ أو خبر والفعل والفاعل ونائبه ،ويلحق بالفعل اسم الفعل ».
فالجملة في العربية تنقسم إلى اسمية مسند إليه ومسند ،وجملة فعلية مسند ومسند إليه،
فالمسند والمسند إليه هما المركبان األساسيان في الجملة وال يستغني أحدهما عن األخر واذا
ثانيا :المسند :هو المتحدث به أو المحدث به .ويكون فعال واسما فالفعل هو مسند على
وجه الدوام وال يك ون إال كذلك والمسند من األسماء هو خبر المبتدأ وما أصله ذلك والمبدأ
-1فاضل صالح السامرائي :الجملة العربية تأليفها وأقسامها ،دار الفكر ،األردن ،ط3441 .8م ص.30 :
11
التركيب اإلسنادي الفصل األول
الذي له مرفوع أغنى عن الخبر نحو :أقائم الرجالن ف "قائم" مسند و "الرجالن" مسند إليه
1
وأسماء األفعال » .
فاإلسم يصلح أن يكون مسند ومسند إليه والفعل يكون مسند ال مسند إليه.
» باب المسند والمسند إليه وهما ما يستغني واحد منهما عن األخر وال يجد المتكلم منه
بدا« 2وقد بين سيبويه بقوله " وال يجد فيه المتكلم بدا " أن الكالم البدا أن يتألف منهما.
وذكرهما الفراء في معانيالقرآنفقال« ضقت به ذرعا فلما جعلت للضيق مسندا إليك "ضقت"
3
جاء الذرع مفس ار له ألن الضيق فيه» .
في هذا المثال " ضقت به ذرعا" أسند الضيق إلى الذي مل منه ويريد أن يحاشيه فقال
كما نجد الفراء ذكر مصطلحي الفضلة والعمدة وأنه « ال يمكن أن يتألف كالم من دون
عمدة مذكورة أو مقدرة ،في حين يمكن أنه يتألف من فضلة نقول" :محمد قائم""،سافر خالد"
وجاء في شرح الكافية" الكالم ما تضمن كلمتين باإلسناد وال يتأتى ذلك إال في اسمين أوفي
1
فعل و اسم. » "....
وجاء فيه أيضا «فاإلسمان يكونان كالما لكون أحدهما مسندا واآلخر مسند إليه وكذا اإلسم
مع الفعل لكون الفعل مسندا واإلسم مسندا إليه واإلسم مع الحرف ال يكون كالما لو جعلت
اإلسم مسندا فال مسند إليه ولو جعلته مسندا إليه فال مسند ،وأما الحرف مع الحرف فال
مسندا فيهما وال مسندا إليه فظهر بهذا المعنى في قوله وال يتأتى أي ال يتيسر اإلسناد إال في
وجاء في دالئل اإلعجاز ،أنه ال يكون من جزء واحد أنه ال بد من مسند ومسند إليه
«...وجملة األمر أنه ال يكون كالم من حرف وفعل أصال وال من حرف واسم إال في النداء
نحو :ياعبد هللا ،وذلك أيضا إذا حقق األمر كان كالما بتقدير الفعل المضمر الذي هو
3
اعني وأريد وأدعو (يا) دليل عليه وعلى قيام معناه في النفس. »...
فالمسند هو الحكم والمسند إليه هو المحكوم عليه ،فلكل نوع من أنواع المسند خصوصياته
وأغراضه .فالمسند إليه هو الذي يعتمد عليه الفعل وشبهه فاعال أم نائبا ،أم غيرهما .فلذكر
-1ما زاد عن المسند والمسند إليه فهو فضلة عند المضاف إليه فيمكن أن يلتحق بالعمدة
-2ليس الفضلة أنه يمكن االستغناء عنها من حيث المعنى أو من حيث الذكر بل
-4يمكن أن يكون االسم مسندا إليه ويمكن أن يكون مسندا أيضا وأما الفعل فهو مسند
-8ال تتألف جملة من فعل وفعل وال من حرف مع حرف أو من حرف مع اسم أو من
حرف مع فعل.
.5أنواع اإلسناد:
أ-اإلسناد التام واإلسناد الناقص:
أوال :اإلسناد التام:
« وهو ما اشتمل على طرفي اإلسناد مذكورين أو مقدرين أو مذكو ار أحدهما واألخر مقدر
-1فاضل صالح السامرائي،الجملة العربية تأليفها وأقسامها ،دار الفكر،األردن ،ط 8،3441م ،ص31 :
14
التركيب اإلسنادي الفصل األول
فاإلسناد التام سواء كان طرفا اإلسناد مذكورين نحو :الحق واضح أو غير مذكورين في
إكمال الوصف الرفع ال لكونه مسندا بل لكونه وصفا نحو"رأيت المنطلق أخوه" ،فأخوه مسند
إليه السم الفاعل وليس له مسند،فالمنطلق فضلة وهو مفعول به فهذا اإلسناد ناقص إذ ذكر
مثال أخر :قوله تعالى ":الهية قلوبهم "( سورةاألنبياء ،اآلية )33 :فقلوبهم فاعل السم الفاعل
الواقع حاال وهو مسند إليه و ليس له مسند أل ن الرافع له فضلة و ليس عمدة فهذا إسناد
ناقص.
نستنج من هذين القسمين أن اإلسناد هو عملية ذهنية تقوم على تفكير يسبق على النطق
فاإلسناد التام واإلسناد الناقص الخالف فيهما لفظي،ألنه مجرد اقتراح لفاضل صالح
السامرائي.
أوال:اإلسناد المعنوي:
« هو أن تنتسب للكلمة ما لمعناها نحو :حضر أخوك،و خالد مسافر و معنى ذلك انك
تنسب الحضور في األولى للشخص الذي هو أخوك ال للفظ و تنسب السفر للشخص
المسمى بخالد و ليس للفظ ،وهذا اإلسناد هو اإلسناد الشائع في اللغة و إذا أطلق فإنما يراد
هذا النوع من اإلسناد» 1فاإلسناد المعنوي تنسب معنى المسند للمسند إليه ،أي تنسب المعنى
للمعنى.
حديث الصحيحين" ال حول والقوة إال باهلل كنز من كنوز الجنة" أي لفظ كنز من كنوز الجنة
أي كالكنز في نفاسته ف" زعموا" في الجملة األولى مبتدأ و" مطية" خبر،و" الحول والقوة إال
2
باهلل " مبتدأ و "كنز" خبر» .
فاإلسناد اللفظي تخبر بالخبر عن المبتدأ و المخبر عنه ،أي هناك لفظ (مبتدأ) البد من أن
نوضح مدلوله من خالل الخبر يلفظ بمسمى معين فاإلسناد المعنوي هو األصل ألن اإلسناد
فاإلسناد على الحقيقة .ولو قلنا( ما حضر زيد) فزيد اسند إليه عدم الحضور ال الحضور،
فعدم إسناد الحضور الحقيقي إلى زيد أمر ممكن » ،1و لو قلنا( ولد الهدى) فإن الهدى ال
يولد ،إذ الوال دة من صفات األحياء،فاإلسناد غير حقيقي،لهذا ال يشترط النحاة في اإلسناد
الحقيقي بل يشترطون العالقة الشكلية اللفظية بين مسند إليه،ومعنى يتصف به هذا المسند
إليه اتصافا نحويا يمكن أن يطابق الواقع و يمكن أن يخالفه « فاإلسناد لفظي شكلي قد
« نحو"مات زيد" لو عاملت المعنى لوجب أن تقول(مات زيدا) ألن هللا تعالى هو الذي أماته
فالمعاني تنقسم إلى أصول و فروع ،فاألصول هي التي تتحدد بداللة اللفظ ليس إال ».3
فاإلسناد الحقيقي هو ما اسند الفعل للفاعل النحوي ،وكان مدلول ذلك الفاعل هو الفاعل
-1حسن خميس الملخ ،التفكير العلمي في النحو العربي ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،األردن ،ط، 8
3444م ،ص. 821:
-2المصدر نفسه ،ص. 821 :
-3المصدر نفسه ،ص. 821 :
17
التركيب اإلسنادي الفصل األول
لإلسناد في اللغة العربية طريقتين يتحقق من خاللهما هما:الجملة اإلسمية و الجملة الفعلية،
و هذا يدخل في باب ما تتيحه العربية للمتكلم في التعبير عن المعني الواحد بأشكال
.7الفضلة و العمدة:
أوال«:العمدة :يسمى النحاة جذر الجملة( المسند والمسند إليه) بالعمد و ذلك أن فكرة الجملة
مهما تعددت عناصرها تعتمد عليه ،فهو ما يترتب على األخذ بمفهوم حروف الجذر من
فالعمدة هي أساس الجملة،وان الجملة مهما كثرت مكوناتها فإنها تعتمد بالدرجة األولى على
العمدة ،ففي الوحدة اإلسنادية أو التركيب اإلسنادي نجد المسند والمسند إليه هما العمدة و
ثانيا:الفضلة «:هي ما زاد في الجملة على المسند و المسند إليه ،و الفضلة هي تسمية غير
بعيدة عن مفهوم أحرف الزيادة،فالفضلة هي عناصر الزيادة في التركيب النحوي فال يقال في
إعراب على سبيل المثال جملة:حضر زيد أن فيها عناصر محذوفة هي المفعول المطلق و
الحال و النعت...الخ،فالفضلة تشير إلى غير المقدر في البنية النحوية اإلعرابية للكلمة ،و
ليس صحيحا أنها فضلة في المعنى،بل يمكن أن تكون الفضلة العنصر األهم في تحديد
1
.
فعناصر الفضلة يمكن أن تكون توضيحا هاما لعناصر العمدة ،ونجد حاالت أخرى يمكن أن
تكون العمدة كافية شارحة لمعناها دون الفضلة وهنا في هذه الحالة الفضلة مجرد عناصر
إن النحاة في تناولهم لطبيعة الجملة وتحديد أنواعها ووظائفها النحوية وبيان مواقعها من
ناحية اإلعراب ،إختلفوا،وكل فئة منهم أخذت مسلك تنحو منحاه،فمثال نجد الجملة بسيطة
ومركبة ،ونجد ابن هشام األنصاري قسمها إلى قسمين ،جملة كبرى وجملة صغرى،وفيما يلي
فعال:نحو:سافر زيد،أم إ سما نحو:زيد كريم ،أم ظرفا نحو زيد في الدار ،و سواء أتم المعنى
باإلسناد وحده كما في األمثلة السابقة ،أم تعلقت باإلسناد كلمات تكمل المعنى ،نحو:
كتبزيدرسالةمؤثرةإلىصديقه،فمادامفيالجملةمسندواحدفالفكرةبسيطةوالمسندبسيطوالجملةصغرى» .
فالجملة الصغرى هي م ا احتوت على مسند واحد تعبر عن حدث بسيط وقع في زمن
معين،وسواء قد كان المعنى قد تم باإلسناد وحده دون المتممات أم بالمتممات ،فتبقى الجملة
ثانيا:الجملة الكبرى«:هي الجملة التي تحتوي على إسنادين فأكثر يتم بها جميعا التعبير عن
الفكرة».1
أ :-/الجملة المركبة «:وهي ماكان فيها مركب إسنادي واقع موقع المفرد ويؤدي في الجملة
معنى من معاني النحو ،سواء أكان هذا المركب هو المسند أم غير المسند ،والبد من وجود
رابط يربط المركب اإلسنادي الواقع موقع المفرد بما يتعلق به».2
فالجملة المركبة هي التي يكون فيها المسند(مركبا إسناديا) ،نحو :زيد كريم أبوه،وزيد سافر
أبوه ،وزيد في الدار أبوه ،فالضمير العائد في الجمل الثالثة يربط المركب اإلسنادي الواقع
ب :-/الجملة المعقدة«:هي ما إحتوت على أكثر من إسناد يرتبط الالحق بالسابق بواسطة
أداة تختص بمعنى منالمعاني ،كمعنى التعليل الذي تفيده األداة كي حين تربط اإلسناد الواقع
نحو":يصوم المسلم كي ينال رضا هللا" ،فنجد هذه الجملة قد بنيت على اإلسناد األولال
(يصوم المسلم) ثم ارتبط به إسناد ثان (ينال) و أدت األداة "كي" وظيفة الربط فاستخدمت
«-قدأفرد الجرجاني لهذا النوع من الجمل بابا سماه(باب الفصل و الوصل) ذكر فيه مواضع
1
الوصل و مواضع الفصل التي تحتاج للربط بأدوات الوصل »
فاألداة التي تقوم بالربط تؤدي وظيفة الوصل و التعليق أو الربط فالجملة الصغرى و الجملة
الكبرى مصطلحان حديثان أتى بهما ابن هشام األنصاري فهذا التقسيم للجملة الحديث الولدة
يختلف عن التقسيم القديم و التقليدي للجملة الذي يقتصر على الجملة اإلسمية و الجملة
الفعلية.
إن من أهم خصائص التركيب اإلسنادي أنه ثنائي الشكل والتكوين يتألف من ركنين
ضروريين هما المسند و المسند إليه اللذين يمثالن وحدة لغوية متماسكة متكاملة في الجملة
أو الوحدة اإلسنادية سواء أكانت تلك الجملة أو الوحدة اإلسنادية فعلية أم اسمية.
وأخواتها ،واسم كاد و أخوتها ،واسم أفعال الشروع واسم إن وأخواتها،أما ما يكون مسندا
2
في الجملة اإلسمية فهو خبر المبتدأ و أخبارالنواسخ الفعلية و الحرفية»
-1البياتي سناء حميد ،قواعد النحو العربي في ضوء نظرية النظم ،دار وائل للنشر ،عمان،
األردن3443،م ،ط ،8ص. 814 :
-2رابح بومعزة :الحد الدقيق للجملة و الوحدة االسنادية الوظيفية في اللغة العربية،مجلة العلوم
اإلنسانية3442،م،ص 2
21
التركيب اإلسنادي الفصل األول
فالمسند إليه هو المبتدأ و المسند هو الخبر في الجملة االسمية في جميع أحوالها سواء كان
النائب عن فعل األمر والوصف ،والمفعول الثاني لظن وأخواتها ،والمفعول الثالث ألرى
وأخواتها.
أما ما يكون مسندا إليه في الجملة الفعلية ،فاعل الفعل التام أو شبهه و نائب الفاعل للفعل
التام أو شبهه ،والمفعول الثاني ألرى وأخواتها والمفعول األول لظن وأخواتها».1
فالمسند بهذا الموضع هو الحكم ويكون في الفعل أو الخبر أو مايقوم مقامهما،والمسند إليه
بهذا الموضع يكون المحكوم عليه أو شخصا أو شيئا يقوم بالحكم ويكون في الفاعل أو مبتدأ
فالمسند والمسند إليه هما ركنا الجملة األساسيان وما زاد عليهما فهي قيود ،فهما جزأي
1
و فيما يلي مخطط يحدد مواضع المسند و المسند إليه:
فاعاللفعاللتام
المبتدأ
إسم الفعل
ما يكون
المصدر النائب عن الفعل
مسندا
الوصف
إن المسند كالمسند إليه األصل فيه الذكر ،ولهذا يذكر المسند كذلك كالمسند إليه وجوبا،
فهما يكمالن بعضهما ،فهما كوجهي القطعة النقدية ولحذف المسند في الكالم ال يعدل عنه
نحو قولك":عنترة أشجع وحاتم أجود" في جواب من قال :من أشجع العرب في الجاهلية
وأكرمهم؟ فلو حذف المسند أجود لفهم أن حاتما يشارك عنترة في الحكم السابق وهو
1
الشجاعة».
فذكر المسند هنا واجب ألن القرينة ضعيفة واليعول عليها في إيضاح المعنى .
«-2التعريض بغباوة السامع":و ذلك مثل قولنا:سيدنا محمد نبينا" في جواب من قال من
2
نبيكم؟» .
فهنا شيء بديه ي ومعلوم لدى كافة العالمين أن محمد صلى هللا عليه وسلم هو النبي فذكر
نبينا(مسند إليه) تعريضا للسامع و لو كان ذكيا لم يسال عن نبينا ،ألنه اظهر من أن يتوهم
خفاؤه ،و من أجل ذلك يجاب بذكر أجزاء الجملة إعالما بأن مثل هذا السائل غبي ال يكفي
-1عبد العزيز عتيق:علم المعاني ،دار النهضة العربية ،بيروت8912 ،م ،ص 820
-2المصدر نفسه ،ص. 822:
24
التركيب اإلسنادي الفصل األول
«-3إفادة أن المسند فعل أو اسم:فإن كان فعال فهو يدل بأصل وضعه على التجدد
والحدوث مقيدا بأحد األزمنة الثالثة بطريق اإلختصار وان كان إسما فهو يفيد بأصل وضعه
نحو قولنا" :إن الخبثاء يخادعون الطيبون وهم بريئون معهم" فيخادعون يفيد تجدد الخداع
منهم مرة بعد أخرى فهي مقيدة بالزمان ،كذكر اآلن ،الغد وقولنا:وهم بريئون يفيد الثبوت من
ففي ذكر المسند أغراض علينا أن نراعيها وهذه األغراض نستنتجها من خالل المقام،
«-4االهانة :وذلك لما يحمله إ سمه و يدل عليه من معنى الحقارة نحو قولك :إبليس اللعين
2
هو الذي اخرج آدم من الجنة،في جواب من سألك من اخرج ادم من الجنة»
فهنا نذكر المسند إليه بهدف التحقير والتقليل من شأنه وابراز نبذه من خالل إهانته.
فذك ار لمسند إليه هنا في كل ما يهواه المرء ويتوقف إليه ويعتز به ،ويكون فخو ار إلمتالكه.
«-6التبرك و التيمن بإسمه :نحو :قولك :محمد رسول هللا خير الخلق» ،2فنذكر المسند
إليه محبة فيه فذكر محمد"ص" طلبا لشفاعته،و اعت از از إلى انتمائنا إلى امة محمد و تبركا و
إن األصل في المسند إليه أن يذكر في الكالم ،واليحذف إال إذا كانت هناك قرينة في الكالم
«-1القصد إلى زيادة التقرير واإليضاح :نحو قول القائل :الوطنية الحقة أن تخلص لوطنك
إخالصك لنفسك ،والوطنية الحقة أن تبذل قصارى جهدك فيما تعمل به ،و الوطنية الحقة أن
تلبي نداء ه عن رضا في كل ما يدعوك إليه .ذلك ألن عزتك من عزته ،و شرفك من شرفه،
وسالمتك فيسالمته».3
نجد تكرار لفظ الوطنية الذي هو مسند إليه ،لزيادة التقرير واإليضاح وترسيخ المعنى في
-1عبد العزيز عتيق:علم المعاني ،دار النهضة العربية ،بيروت8912 ،م ،ص 822يتصرف.
-2المصدر السابق ،ن ص بتصرف.
-3المصدر نفسه ،ص .823
26
التركيب اإلسنادي الفصل األول
«-2اإلعتماد على القرينة لضعف التعويل على السامع" :نحو:إذا استدعى أستاذ أحد
طالبه وكلمه في شأن ما ،ثم سأله أحد زمالئه:ماذا قال لك أستاذنا؟ فمثل هذا السؤال يمكن
1
الجواب عليه يحذف المسند إليه مرة أخرى فيقال أستاذنا قال لي كذا و كذا»
فذكر المسند إليه هنا لإلحتياط ،أل ن فهم السامع من اللفظ اقرب من فهمه من القرينة ،و
«-3إظهار تعظيم المسند إليه بذكر إسمه :نحو قولك :هللا ربي ،ومحمد نبي،و اإلسالم
إن الجملة العربية لها أساليب تفرضها ظروف الكالم عليها ،وتتنوع هذه األساليب حسب
الغرض المنشود الذي تريد التعبير عنه ،ولها تراكيب تربط عناصرها بحيث تؤدي معنى
مفيد ،حسب الغرض بتقديم وتأخير العناصر ،ويعد هذا األخير ظاهرة متعلقة ببنية الجملة
جاء في لسان العرب «:التأخير ضد التقديم ومؤخر كل شيء بالتسديد ،خالف مقدمه،يقال
« قدم :فالن قدما ،تقدما وقدما :شجع فهو قدوم ومقدام والقوم قدما وقدوما ،سبقهم فصار
أخر :تأخر والشيء جعله بعد موضعه والميعاد أجله ،تأخر عنه جاء بعده ،وتقهقر عنه ولم
يصل إليه)».2
فالتقديم والتأخير هما ضدان فهما ظاهرة بالغية ونحوية تحدث على النظام النحوي تغيير
األصل أن يتقدم المبتدأ (المسند إليه) على الخبر (المسند) هذا في الحالة العادية ،وقد يرد
غير ذلك فيتقدم المسند أي ( الخبر) على المسند إليه ( المبتدأ) وهو ما نطلق عليه الفرع.
«األصل في الجملة اإلسمية تقديم المسند إليه (المحكوم عليه) وهو المبتدأ أو ما يتصل به
-1ابن منظور ،لسان العرب،دار صادر،بيروت،لبنان ،8994 ،مادة أ،خ ،ر ،ج ،8ص12
-2إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،المكتبة اإلسالمية ،اسطنبول،د ط ،د ت ،ج،8ص.1 :
28
التركيب اإلسنادي الفصل األول
في المثال األول فهو األصل في الترتيب أي المسند إليه (في البادية) ثم يليه المسند
( زيد ) .
أما المثال الثاني فهو انحراف للنظام النحوي من حيث الترتيب فتقدم المسند وتأخر المسند
-أن يكون المبتدأ اسما مستحقا للصدارة في الجملة كأسماء االستفهام والشرط و"ما"
-أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ مثل ( زيد ينظم)
-أن يكون المبتدأ أو الخبر متساويان في رتبة التعريف والتكبير مثل (أخي صديقي)
-1الميداني ،البالغة العربية ،أسسها وعلومها وفنونها ،دار القلم ،دمشق ،سوريا،ط 8991 ،8م،
ص.224:
-2عبده الراجحي ،التطبيق النحوي ،دار المعرفة اإلسكندرية ،ط ،8991 ،3ص 824وينظر السيوطي،
همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ،تحقيق عبد الحميد هنداوي ،المكتبة التوفيقية ،مصر ،د ط ،د ت،
ج ،8ص .22،21
29
التركيب اإلسنادي الفصل األول
يتقدم الخبر (المسند) على المبتدأ (المسند إليه) في عدة مواضع هي:
«-أن يكون الخبر من األلفاظ التي تستحق الصدارة كأسماء االستفهام مثل (أين بيتك)
-أن يكون الخبر محصو ار في المبتدأ مثل :ما ناجح إال المجد
-أن يكون المبتدأ نكرة محضة وفي هذه الحالة البد أن يكون الخبر جملة أو شبه جملة
-أن يكون في المبتدأ ضمير يرجع إلى الخبر مثل :في البيت أهله
-أن يكون داال على ما يفهم بالتقديم وال يفهم بالتأخير مثل هلل درك فلو أخر لم يفهم منه
-أن يكون الخبر مسندا ـ دون ما ـ إلى أن المفتوحة المشددة وصلتها مثل قوله
-فنفه م من هذا أن التقديم والتأخير في اللغة العربية أمر طبيعي فاللغة العربية من اللغات
ذات الترتيب الحر ،إذ أن النحاة العرب يخلصون إلى أن الجملة اإلسمية لها ترتيب خاص
غير ذلك فيتقدم المسند إليه (الفاعل) عن المسند وهنا نطلق عليه الفرع.
« األصل في ا لجملة الفعلية تقديم المسند (المحكوم به) وهو الفعل ،ويلحق به ما يعمل عمل
الفعل ،وتأخير المسند إليه (المحكوم عليه) وهو الفاعل أو ما ينوب منابه ،ثم تأتي متعلقات
1
الفعل أو ما يعمل عمله».
ع
الخ ُشو ْ
الك ْو َن ُ
ق َ عان َ
لما**** َ ون اللَّ ِ
يل َّ فيس ُك ِ
ُ
ففي عجز البيت جملة فعلية،فعلها ماض (عانق) مفعوله مقدم جواز (الكون) على الفاعل
فيقدم المسند على المسند إليه غالبا ألسباب بالغية،فالبالغة تقتضي أن تكون صورة الذوات
نستنج أن المسند والمسند إليه يتقدمان ويتأخران سواء في الجملة الفعلية أو الجملة االسمية
فيجوز ذلك بالغيا ونحويا ،فالبالغيون يقدمون ويؤخرون لتظهر وتبرز براعة الكلمة.
-1محمد حسين معاسلة ،النحو الشافي الشامل ،دار الميسر للنشر ،عمان ،األردن ط ،3441 ،8ص
.41
31
الفصل الثاني
اإلسناد في الجملة االسمية والجملة الفعلية في
األدب الكبير إلبن المقفع
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
خصائص التركيب في الجملة اإلسمية المحضة في األدب الكبير عند ابن المقفع
.
إستنتاج خصائص التراكيب في جملة المبتدأ وجملة الخبر في األدب الكبير .
33
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
34
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
من جهة إذا كان خبرها جملة فعلية وتحمل معنى الثبوت والتجدد إن كان خبرها جار
ومجرور.
سنورد تعريفا مفصال «...تسمى اسمية إن بدأت باسم صريح كزيد قائم أو مؤول نحو"َ :وأَن
وموْا َخ ْير لَّ ُك ْم" البقرة ،810أو يوصف رافع لكتف به نحو :قائم الزيدان ،أو اسم فعل
ص ُتَ ُ
1
نحو هيهات العقيق. »...
وكذلك نجد الجمل التي تتصدرها األدوات وهي ال تغير نوع الجملة وانما تغير شكلها
اإلعرابي.
يقول مهدي المخزومي« :الجملة االسمية هي الجملة التي ال يكون فيها المسند فعال وذلك
نحو :محمد أخوك والحديد معدن فأخوك ومعدن داالن هنا على الدوام ،أي دوام اتصاف
-1محمد كراكبي ،بنية الجملة العربية البن المقفع ،رسالة مقدمة لنيل الماجستير في اللغة ،عالم الكتب
الحديث3441 ،م ،ط ،8ص.89
35
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
المسند إليه بهما ،الن اإلخوة ثابتة لمحمد ال تتغير وال تصير منحال إلى حال ،والن المعدنية
1
وصف ثابت للحديد ال تتغير ،فكل من هاتين الجملتين ،جملة اسمية»
فالجملة االسمية باالتجاه الحديث هي التي ورد فيها المسند(الخبر) اسما جامدا.
يرجع إلى اعتبارهم للصدارة ،وهو مرتبط بمفهومهم للجملة الن الجملة االسمية تبنى على
تركيب ثنائي يكون فيه الطرفان المسند والمسند إليه مستقال أحدهما عن األخر ،فقد صنف
2
أ-النمط األول :المسند والمسند إليه
يفيد هذا النمط أن الجملة تخلو أحيانا من المتممات لتدل على مدلول عام أو مطلق مثال
قولنا :محمد نبي دل اإلسناد على أن محمد نبي مطلق ومن هذا النمط أشكاال كثيرة.
3
ب-النمط الثاني :المسند إليه والمسند والمتمم
يبين هذا النمط أن عددا من الجمل االسمية العادية وردت في األدب الكبير مكونة من
عناصر أساسية ومتممة ،مرتبة حسب القانون النحوي العام ،وقد تتفرع إلى أشكال كثيرة.
-2محمد كراكبي ،بنية الجملة في األدب الكبير البن المقفع ،ص.30 :
-3المصدر نفسه،ص.32 :
36
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
1
نحو« :العجب من دواعي المقت والشنآن».
فالمسند إليه هنا مصدر محلى ب "أل" والمسند جار ومجرور ،وحرف الجر(من)يفيد
2
نحو« :إنما النساء أشباه»
يدل تعريف المسند إليه ب(أل) على الشمول الجنسي(النساء)،وتنكير المسند على مجرد
اإلخبار ،وأكد مضمون الجملة باألداة (إنما) ،وهي بمثابة إشارة تستوقف المخاطب ألهمية
الخبر بعدها.
فالكالم هنا في المثالين موجب ومثبت عن أصل ترتيب الجملتان فكالهما نسبة مقومة
للمقول يفاد بها المخاطب ،فإسناد الكلمة إلى الكلمة شيء يحصل يقصد المتكلم دون واضع
اللغة.
1
«فإنما هو رضاه وحكمه» .
فالمسند إليه(فإنما هو) هو ضمير منفصل،عائد على متأخر ويسمى عند النحاة العرب
ضمير الشأن وغيره والمسند(رضاه وحكمه) مصدر مضاف إلى فاعله ،واصل التركيب «
فإنما رضى الصديق وحكم » ،فقمت بتأويل المثال فأستنتج أن أصل التركيب تغير عند ابن
الشكل الرابع :المسند إليه (اسم إشارة للقريب ،مصدر ب إنما) والمسند (جار ومجرور
ومضاف إليه)
2
«فإنما هذا من صفات الحمير» .
فالمسند إليه إنما هذا والمسند من صفات الحمير فالترتيب هنا أصلي في محله فالجملة
3
« فإنما مروة الرجل إخوانه وأخدانه»
فالمسند إليه (إنما مروة الرجل) فهو نكرة مضافة إلى اسم محلى ب"ال" الدالة على استغراق
الجنس،إنما تفيد القصر والمقصور عليه والواو في المسند إليه المزدوج(إخوانه وأخدانه)
1
«إنما تمام إصابة الرأي والقول بإصابة موضعه»
إنما للقصر والمسند (بإصابة موضعه) مقصور عليه والمسند إليه (وانما تمام إصابة الرأي
والقول) ،ففي هذا النمط الذي اقترحه محمد كراكبي فمعظم ترتيب الجملة االسمية التي في
ثانيا :األشكال التي تتفرع عن النمط الثاني :المسند إليه والمسند والمتمم
الشكل األول :المسند إليه (اسم إشارة للقريب) ،والمتمم(نعت) ،المتمم (جار ومجرور)
2
«وهذا من سوء األدب الفاشي قي الناس» .
المسند إليه(وهذا) اسم إشارة عائد على كالم سابق ،والمسند(من سوء األدب) جار ومجرور،
ومن للتبعيض،أوللداللة على النوع ،الن األدب نوعان سيء وحسن ،والمتممات(الفاشي وفي
الشكل الثاني :المسند إليه (اسم إشارة للبعيد) والمسند(نكرة) والمتمم (جار ومجرور)
3
«وذلك غرة للسبيل وانزياح للمقدرة» .
1
«وذلك ضعف في العقل ولؤم في األخالق» .
المسند إليه(ذلك) عائد على ملفوظ سابق ومقترن بمعنى ذلك الملفوظ ،والمسند نكرة
إليه)
2
«وجرح اللسان اشد من جرح اليد» .
3
«وسوء األصدقاء اضر من بغض األعداء» .
في المثال األول مقابلة بين شيئين احدهما معنوي وهو ما تعلق بجرح اللسان وثانيهما
محسوس وهو ما تعلق ب(جرح اليد) ،وقدم المعنوي على المحسوس ألهميته في الكالم،
وفي المثال الثاني ميز بين شيئين معنويين هما:سوء األصدقاء وبعض األعداء ،وقدمت
إساءة األصدقاء على بغض األعداء ،ألنها أكثر وقعا وتأثي ار على المخاطب والمسند إليه في
المثالين معرف باإلضافة ،وهي مركبة في األصل من(فعل وفاعل) واصل التركيب(يجرح
اللسان،ويسيء األصدقاء)فهي من إضافة المصدر إلى فاعله والمسند فيها نكرة مخصصة
-1نفس المصدر،ص.883
-2المصدر السابق ص.831
-3المصدر نفسه،ص.11
40
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
1
«ورأى القوة أحقهما بالتبدية وأوالهما باألثرة» .
أمر شائع وواضح في األشكال السابقة ،فعنصري المركب اإلسنادي االسمي هما وحدة داللية
ومنها ما يتعلق بالعناصر المتممة،ومنها ما يخص دالالت التراكيب ،فالترتيب النحوي بركني
اإلسناد في النماذج المدروسة هو مجيء المسند إليه أوال ثم المسند ثانيا ،ولم يشذ هذا النظام
النحوي إال مجموعة قليلة من الجمل تقدم فيها الخبر عن المبتدأ ،وذلك ألمر بالغي أو غيره
2
يستفاد من السياق»
يدل هذا التوزيع النحوي بركني اإلسناد على حسن اختيار العناصر اللغوية وربطها ببعضها
البعض ربطا محكما ،حتى تؤدي وظيفتها اإلبالغية على أتم وجه ممكن ،أما المتممات فقد
-1المصدر نفسه،ص.39:
-2محمد كراكبي ،بنية الجملة ودالالتها البالغية البن المقفع ،ص.00-02 :
41
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
-3توسطت ركني اإلسناد،ويفيد توسطها توضيح العالقة اإلسنادية أو احد ركني الجملة.
-2اتخذت مكانين في الجملة الواحدة التوسط ،ومجيئها بعد ركني اإلسناد ووردت تراكيب
1
النمط األول :الناسخ والمسند إليه والمسند.
2
النمط الثاني :الناسخ والمسند إليه والمتمم.
3
نحو«:إن المشنوع شانع صاحبه»
المسند إليه وصف معرف ب"ألـ" وكذا المسند وصف نصب مفعوال به ،والعالقة اإلسنادية
مؤكدة باألداة(إن)ومما زاد الجملة تأكيدا ورود الخبر(شانع) مفردا ،وهو أوكد من الجملة
1
«وانما تكون الدقة بعد الفراغ»
2
«فال تكون حقيقة دركهم دركا» .
النفي في الجملة مطلق ،واإلضافة في المسند إليه دالة على تحديد المضاف(حقيقة)
الشكل األول :الناسخ الحرفي والمسند إليه والمسند نكرة والمتمم (تركيبإضافي )
3
«فان األخالق مستحيلة مع السلطان» .
1
«فان المعاتبة مقطعة للود» .
الشكل الثالث:الناسخ الحرفي والمسند إليه والمسند(تركيب إضافي) ومضاف إليه والمتمم
2
« فان األنساب اقل مناقب الخير غناء عن أهلها في الدين والدنيا »
فالمسند إليه اسم معرف ب ألـ(المعاتبة) ،والمسند موضح باإلضافة ،والمتممات (غناء عن
الشكل الرابع :الناسخ الحرفي والمسند إليه والمسند(نكرة) والمتمم (جار ومجرور)
3
«فان هذا مجانب ألدب الحكماء» .
4
«فان ذلك شبيه بالوحشية والغربة» .
فالمسند إليه اسم إشارة للقريب في المثال الثالث وللبعيد في المثال الرابع وهو يعد ضمي ار
عائدا على كالم سابق والمسند نكرة مخصصة بالجار والمجرور والخبر المفرد أكثر توكيدا
الشكل الخامس :الناسخ الفعلي والمسند إليه (اسم إشارة للبعيد) وال مسند( 1نكرة) وال
متمم(1جار ومجرور) وواو العطف وال مسند( 2نكرة) وال متمم( 2جار ومجرور)
1
« فيكون ذلك أيسر لنقص وابعد من البغضة »
فالمسند إليه هنا إشارة للبعيد والمسند نكرة مخصصة والواو في (وسبيل ذلك) وفي (ابعد)...
ودالالتها اللغوية ،وقدم فيها وصف لركني اإلسناد المنسوخين والعناصر المتمم ،واهم ما
-3يكثر من تصدير الجمل المنسوخة بالفاء وغايته في ذلك تعليل معاينة لتكون أكثر
-2يكثر بالمتممات وال يكتفي بالعمدات بل دوما يتممها بالفضالت باألخص الجار
والمجرور.
-0النظام النحوي للجمل المنسوخة وافق على العموم النظام النحوي العربي ولم يشد عن ذلك
إال بعض الجمل التي تقدم فيها المسند على المسند إليه.
ومن هذا نستنج أن الجملة ال قوام لها إال بالمسند والمسند إليه ،والمعنى ال يكتمل إال بإسناد
نوعيتها وداللتها.
فالنحاة القدامى لم يحددوا مفهوم الوظيفة النحوية ،وانما عرضوا لها في أبواب نحوية كثيرة
منها :إضمار الجمل ،وقوع الخبر والنعت والحال وغيرها،...فحين انطلق ابن هشام في
دراسة الوظائف النحوية،لم يرضى بعض النحاة عنه قال محمد الكراكبي« لم يرضى عنه
بعض اللغويين العرب المحدثين ألنه غفل مجموعة أخرى من الوظائف النحوية التي من
شانها أن ترد جملة :مثل الجملة الواقعة مفعوال مطلقا،أو مفعوال ألجله أو المجرور الذي
يمكن أن يكون جملة-أيضا -لم يتعرض إلى كل المعاني المختلفة التي تؤديها الجملة
الواحدة في الخطاب ،وبالرغم من هذا القصور-حسب رأيهم -فان ابن هشام حاول قدر
وسعه أن يدرس الوظائف النحوية التي يمكن أن تقوم بها الجملة » 1فمحاولة ابن هشام
لدراسة الوظائف النحوية التي تقوم بها الجملة يعني انه تطرق إلى التفصيل في الجملة
االسمية المركبة ،ولكن لم يكسب رضى بعض اللغويين العرب المحدثين وذلك انه تناسى
عن بعض الوظائف النحوية التي يمكن أن ترد جملة كاملة التركيب.
-إ ن معنى الوظائف النحوية ورد بمصطلح(المعاني النحوية) عند عبد القاهر الجرجاني،
*إن الوظيفة النحوية عنصر لغوي يفيد معنى معين في الخطاب ويكون إما أصليا (أي
مسند ومسندا إليه) ،واما متمما (النعت والحال والبدل والمفاعيل )...وغيرها وان كانت هذه
العناصر اللغوية كلمات مفردة أو تركيبات التصل إلى حد الجملة« ،فان الجملة تسمى
من جهة جملة نحوية بسيطة ،وان وردت جمال فالجملة توصف بالمركبة ،وهي الكبرى
1
االسمية التي خبرها جملة»
نحو :زيد قائم أبوه ،زيد أبوه قائم ،وقد تكون الجملة عند ابن هشام مصدرة بالفعل نحو:
ومنه نستنتج إن الجملة المركبة هي ما احتوت على عمليات إسنادية أو جمل فرعية يتوسع
مدلولها
بعد استقرائي لألدب الكبير الحظت إن الوظائف النحوية الواردة جملة في الجملتين االسمية
-1ابن هشام ،مغني اللبيب عن كتب األعاريب ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،ج ،3ص.214 :
47
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
1
ب-جمل عوضت الخبر» .
3
«وليس له أن يكون حقودا ،الن خطره قد عظم من مجاراة كل الناس» .
اشتملت جملة األدب( أن يغضب ) و( أن يكون حقودا ) على معنى التجدد واالستمرار
4
فيمقته لذلك».
يفيد النفي بال بالسياق االستمرار الن الجملة صيغة في قالب حكمه غير مرتبط بزمن معين
فاإلسناد هنا عالقة تربط بين كلمتين صيغة على شكل حكمة ،ومنطقيا أن ينطق بهذه العبارة
-3المزدوجة
« وان من أحزم الرأي لك في أمر عدوك أن ال تذكره إال حيث تسره ،وأن ال تعد يسير
1
الضرر له ضرراة».
جملة المبتدأ ( أن ال تذكره) مصدرية مصدرة بـ "ال" النافية عطف عليها جملة من نوعها
والجملتان المعطوفتان بالواو مشتركتان في وظيفة نحوية هي المبتدأ ( المسند إليه) جملة
2
واألخوان».
دلت جملة المبتدأ " أنه موكل" على معنى الثبوت ،ونالحظ أن جملة المبتدأ المصدرية
مثال:
1
«ومنتهى علم عالمنا في هذا الزمان أن يأخذ من علمهم»
الجملتان المصدريتان (أن يأخذ )...في المثال األول و (أن يقتدي )...في المثال الثاني
مكونتان من موصول حرفي وصلته ،وهما على رأي النحاة القدامى في موضع مصدر مقدم.
مثال « فأما ملك الدين فإنه إذا أقام لرعية دينهم ،وكان دينهم هو الذي يعطيهم الذي لهم
ويلحق بهم الذي عليهم ،أرضاهم ذلك وأنزل الساخطة منهم منزلة الراضي في اإلقرار
2
والتسليم ».
-فاء الربط (ف) ،الناسخ الحرفي (إن) ،والمسند إليه ضمير متصل (هـ) والمسند (جملة
شرطية)
-أداة الشرط (إذا) ،وجملة الشرط فعلية ماضوية (أقام لرعية دينهم) واعتراض ( جملة
فالجملة األولى ماضوية وأداة العطف واو تفصل بين الجملة الثانية :ماضوية :أنزل الساخط
أفضى هذا المخطط إلى توضيح الجمل الفرعية الواردة في صلب جملة الخبر
« وذلك أن العدو خصم تصرعه بالحجة ،وتغلبه باألحكام ،وأن الصديق ليس بينك وبينه
1
قاضي ».
إن الجملة الفعلية المضارعية المزدوجة (تصرعه بالحجة وتغلبه باألحكام) فهي تحتوي على
فعلين وجار ومجرور مزدوجان كذلك ،فهي تورد لنا الصفة والحال ،ألن بها ضمي ار في الفعل
(تصرعه) يعود إلى العدو والمعرف تعريفا جنسيا وأن االزدواج في جملتي الخبر المعطوفتين
بالواو (أن العدو )...و (أن الصديق )...يدل على معنى المقابلة وكانت بين معنيين
فاإلسناد في هذه الجملة أي جملة الخبر األولى (ناسخ حرفي أن) والمسند إليه (العدو)
والمسند (خصم) فالجملة األولى تصرعه بالحجة والجملة الثانية تغلبه باألحكام فصل بينهما
أداة العطف (واو) وأما جملة الخبر الثانية الممسوخة تحتوي هي كذلك على ناسخ حرفي هو
-إن الجمل المنسوخة نوع من أنواع الجمل العربية ،سواء المصدرة بناسخ فعلي أو حرفي
قدمت دراسة الجملة االسمية على الجملة الفعلية ،لكثرتها في االستعمال أكثر من
ّ -
والمحل ،وأشمل تعريف لها ما ذكره ابن هشام قائال« :تسمى فعلية ،إن بدأت بفعل ،سواء
كان ماضيا أو مضارعا أو أمرا ،وسواء كان الفعل متصرفا أو جامدا ،وسواء كان تاما أو
ناقصا ،وسواء كان مبينا للفعل ،أو مبينا للمفعول مثل " :قام زيد" و " يضرب عمرا" و "
اضرب زيدا" و "نعم العبد"" ،وكان زيد قائما" ،وال فرق في الفعل بين أن يكون مذكورا ،أو
1
محذوفا ،تقدما معموله عليه أوال ،تقدم عليه حرفا أم ال ،نحو" هل قام زيد"»
يتبين لنا من هذا التعريف أن الجملة الفعلية عند ابن هشام أنواع هي:
-جملة فعلية مصدرة بفعل تام مبني للمفعول ،أو لما لم يسمى فاعله.
-1ابن يعيش ،شرح المفصل ،إدارة الطباعة والنشر المنيرية ،القاهرة ،مصر ،د ت ،ج ،8ص .11
52
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
نستنج أن الجملة الفعلية عند القدامى هي الجملة الفعلية في بكل أحوالها وال يشترط فيها رتبة
على التجدد ،يقول مهدي المخزومي معرفا للجملة الفعلية «هي ما كان المسند فيها فعال،
سواء تقدم مسند إليه أم تأخر ،التي يدل فيها المسند على التجدد ،أو التي يتصف فيها
1
المسند إليه بال مسند اتصافا متجددا» .
ومما يمكن استنتاجه من آراء القدامى والمحدثين ،أن التحديد القديم للجملة الفعلية روعيتا فيه
الع نصر األصلي المتقدم في الجملة ،وال عبرة بالحروف التي تتصدر ،وال بالمعموالت ،ألنها
أما التحديد الحديث روعي فيه نوع المسند ،فإن كان فعال عدت الجملة فعلية ،وال يهم تقديم
-1مهدي المخزومي ،النحو العربي ،نقد وتوجيه ،المكتبة العصرية ،صيدا ،لبنان ،ط ،8910 ،8ص .01
53
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
يسند ا لفعل في الجملة الفعلية إلى الفاعل ،ورتبة المسند في التركيب الفعلي اإلسنادي التقدم،
كما أن رتبة المسند إليه التأخر وقد أشار مهدي المخزومي بقوله البد أن يتقدم المسند إليه
«يقابل المركب اإلسنادي اإلسمي ،مركب إسنادي فعلي ،ركن مهم في بناء الجملة العربية،
وعليه فإن الجملة الفعلية تنتظم بوجود الفعل في المرتبة األولى ثم الفاعل.
يخبر في التركيب الفعلي عن المسند إليه الفاعل ،تماما كمتا يخبر الخبر في اإلسناد
فالجملة الفعلية البسيطة هي ما تضمنت عملية إسناد واحدة ،سواء أكانت عناصرها مفردة
مثل :ظهر الحق ،أم كان أحد عناصرها مركبا تركيبا غير إسنادي مثل :نجح التلميذ
المجتهد.
فالجملة الفعلية البسيطة إذن يمكن أن تكون على صورتين :إما تتكون من ركني اإلسناد فقط
-1السامرائي ،إبراهيم ،الفعل زمانه وابنيته ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،لبنان ،ط8914 ،3م ،ص .82
-2المبروك زيد الخير ،العالقات اإلسنادية في القرآن الكريم ،ص .19
54
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
1
« ويستتب ذلك األمر زمنا غير طويل»
فعل ماضي ( مسند ) وفاعل ( مسند إليه ) ومفعول ومتمم .وهذا يندرج ففي هذا المثال:
متوقف عليه ،والثاني يؤدي فكرة غير كاملة وال مستقلة وال معنى لها إال بالمركب اآلخر،
واإلرتباط بينهما يحصل بعدة عالقات :بالقسم أو الشرط ،أو بالظرفية الزمنية والمكانية ،أو
بمعنى أن الجملة المركبة تضم نواتين إسناديتان فأكثر ،وهي أعم من الجملة الكبرى عند
القدامى ،ألنهم يقصرونها على الجملة اإلسمية التي خبرها جملة .
.2مفهوم الجملة المركبة عند المحدثين «:فيشتمل على ما يطلق عليه الجملة الكبرى عند
القدماء ويزيد عليه كثي ار من أنماط الجمل الفعلية واإلسمية التي تحتوي فيها الجملة المركبة
3
على جملة أو أكثر تقع في موقع الخبر أو النعت أو الحال أو الصلة. »...
-8إبراهيم عبادة ،الجملة العربية دراسة نحوية لغوية ،دار المعارف ،د ط ،اإلسكندرية ،8912 ،ص:
810
-3طاهر سليمان حمودة ،أسس اإلعراب ومشكالته ،الدار الجامعية للطبع والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية،
د ط ،ص.08 :
55
اإلسنادفيالجملةاالسميةوالفعليةفياألدبالكبيرالبنالمقفع الفصل الثاني
فالجملة المركبة قد ترد جملة فعلية أو مركبة تشتمل على جملة أصلية ترتبط بها جملة
أخرى ،على أن تقوم الجملة الفرعية مقام عناصر الجملة األصلية .
حاولنا فيما سبق تحديد الجملة الفعلية عند النحاة العرب وفي ما يلي الجملة الفعلية البسيطة
في األدب الكبير ،وسأخص دراستي بالجملة الماضية البسيطة ،فوردت الجملة الماضية
نحو :قول ابن المقفع « وقل من تجده إال مخادعا لنفسه في أمر جسده عند الطعام
والشراب والواء وفي أمر مرؤته عند األهواء والشهوات ،وفي أمر دينه عند الريبة والشبهة
الفاعل ( مسند إليه ) جملة موصولة ذات اسم موصول عام ( من ) دال على العموم وفصل
ضربو( مسند ) األمثال ( مسند إليه ) ،ضمر الفاعل لداللة السياق عليهووصفالمفعول بلفظ
( الشافية )
أما الجملة الماضية المركبة لها سبعة أنماط في األدب الكبير حسب محمد كراكبي .
النمط األول :الفعل الماضي والفاعل جار ومجرور والمتمم جار ومجرور والمفعول جملة
« وبلغ من اهتمامه لذلك أن الرجل منهم كان يفتح له الباب من العلم أو الكلمة من
1
الصواب وهو في البلد غير المأهول ».
نالحظ أن الفاعل ( من اهتمامهم ) جر لفظا بمن ،وهو( مسند إليه ) ،أسند إلى الفعل بلغ
وأصل التركيب ( بلغ اهتمامهم ) وأن جملة المفعول به ( أن الرجل منهم )...التحمت بما
خاتمة :
في الختام يمكن القول أن أهم مايمكنإستخالصه من بحث هذا وبعد تخطي العديد من
أن علم النحو هو أكثر العلوم إستعابا واحتضاننا خاصة وأن اإلسناد كان من أهم قرائن
إن ظاهرة اإلسناد في كتاب األدب الكبير ظاهرة في معظمها محفوظة األصل والترتيب
خاصة في الجمل اإلسمية جاءت تقريبا على شكل ⇐ المسند إليه ثم المتمم وهذا هو
األصل.
التعرف على التركيب اإلسمي أكثر من التركيب الفعلي في األدب الكبير وأنها تقوم على
أساس اإلسناد بين المسند ( الخبر ) والمسند إليه ( المبتدأ ) ،بعد ورود الجمل اإلسمية أكثر
من الجمل الفعلية لهذا ركزت في دراستي على اإلسناد في الجملة اإلسمية أكثر من الجملة
الفعلية.
التعرف على صور المسند والمسند إليه في األدب الكبير ،فوجدت أن اإلسم فيه –
المسند إليه – قد يكون معرفة كما قد يكون نكرة معربا في حاالت ومبنيا في حاالت أخرى،
59
الخاتمة
ومن حيث الرتبة في األغلب ورد كل من المسند والمسند إليه على أصله ولم يتطرق
غلب على أسلوب ابن المقفع ،النصح واإلرشاد والحكم وورود جمله على شكل حكم
وظف في دراسته اإلسناد الحقيقي وهذا الموضوع الخاص باألخالق واألدب والصفات
أكثر من المتممات في جمله وأكث ر من الجمل الفعلية المركبة ،فمعظم جمله لم تكن
عادية.
كثرت المتممات التي هي عناصر لغوية ترتبط إما بالمسند واما بالمسند إليه بمعنى من
المعاني كالظرف وغيره ،وقد وردت في مواضيع مختلفة فتوسطت الفعل والفاعل ،والمفعول
به ويعني هذا مكانها في التركيب غير محدد والمعنى يتعين بوجودها في الكالم.
الجملة البسيطة هي المكونة من مركب إسنادي واحد يؤدي فكرة مستقلة ،أما الجملة
المركبة هي المكونة من إسنادين فأكثر أحدهما مرتبط باآلخر ومتوقف عليه ،والثاني يؤدي
فكرة غير كاملة وال مستقلة وال معنى له إال بالمركب اآلخر.
وفي األخير أرج و أن يكون بحثي هذا مفيد ،فرغم كل ما توصلت إليه من نتائج حول هذه
الدراسة إال أنه ال يمكنني اعتبارها ملمة بكل شاردة وواردة ،حيث أن لكل عمل إنساني
نقائص وإلكمال في الدنيا للبشر فالكمال وحده هلل سبحانه وتعالى وهللا ولي التوفيق.
60
ملحق
ملحق
ملحق
ملح ق
هو عبد هللا بن المقفع ،وكان اسمه روزبه قبل أن يسلم ،ولد في حور في فارس ،لقب أبوه
بالمقفع لتشنج أصابع يديه على اثر تنكيل الحجاج به بتهمة مد يده إلى أموال الدولة.
سئل ابن المقفع"من أدبك"؟ فقال ":نفسي .إذا رأيت من غيري حسنا أتيه ،وان رأيت قبيحا
أبيته"
صفاته:
كان فاضال ونبيال وكريما ووفيا ،ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خالل كتاباته.
من القصص التي تدل على صدقه ووفائه ،انه لما قتل مروان بن محمد ،آخر خلفاء بني
أمية ،اختفى عبد الحميد الكاتب ،فعثر عليه عند ابن المقفع ،وكان صديقه .وعندما سئل
الرجالن :أيكما عبد الحميد؟ قال كل واحد منهما "أنا" خوفا على صاحبه.
سبب مقتله:
في ظل الدولة العباسية اتصل ابن المقفع بعيسى بن علي عم السفاح والمنصور واستمر
يعمل في خدمته حتى قتله سفيان بن معاوية والي البصرة من قبل المنصور.
62
ملحق
واألرجح أن سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب األمان الذي وضعه ابن المقفع
ليوقّع عليه أبو جعفر المنصور ،أمانا لعبد هللا بن علي عم المنصور .وكان ابن المقفع قد
أفرط في االحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين (عبد هللا بن علي والمنصور) حتى ال
يجد المنصور منفذا لإلخالل بعهده .ومما جاء في كتاب األمان :إذا أخل المنصور بشرط
من شروط األمان كانت "نساؤه طوالق ،وكان الناس في حل من بيعته" ،مما أغاظ المنصور
فقال" :أما من أحد يكفينيه"؟ وكان سفيان بن معاوية يبيت البن المقفع الحقد ،فطلبه ،ولما
يحاول البعض اإلنقاص من شأن ابن المقفع كقولهم إن مذهبه مجوسي من أتباع زرادشت،
وانه لم يسلم إال للمحافظة على روحه وللتقرب إلى العباسيين ،ويتهمونه كذلك بالزندقة.
وكان ابن المقفع صاحب علم واسع ،وعرف الثقافة العربية والفارسية واليونانية والهندية .واذا
كان ابن المقفع اظهر عيوب النظم اإلدارية في عصره وفضل النظم اإلدارية الفارسية،
فالحقيقة إن العرب كانوا بعيدين عن النظم اإلدارية .فبعد قيام الدولة اإلسالمية في عهد
63
ملحق
الرسول ،أخذ الفاروق عمر بن الخطاب الكثير من النظم اإلدارية عن الفرس ،واستطاع بهذا
قتل ابن المقفع وهو في مقتبل العمر ،ولم يتجاوز السادسة والثالثين عند موته .إال انه خلف
لنا من اآلثار الكثيرة ما يشهد على سعة عقله وعبقريته ،وانه صاحب المدرسة الرائدة في
النثر.
مؤلفاته:
بعض مؤلفات ابن المقفع نقل من الفارسية واليونانية والهندية .ومن مؤلفاته:
-مزدك.
-باري ترمينياس.
-أيساغوجي .المدخل.
64
ملحق
-األدب الصغير.
-رسالة الصحابة.
بقي ابن المقفع وبقيت الكتب التي كتبها أو نقلها عن الفارسية أو الهندية أو اليونانية مرجعا
وسيعمر.
65
بيبليوغرافيا المصادر والمراجع
القرآن الكريم
.1إبراهيم عبادة ،الجملة العربية ،دراسة نحوية لغوية ،دار المعارف ( ،د ط ) ،اإلسكندرية،
1891م.
.2ابراهيم مصطفى واخرون ،المعجم الوسيط ،المكتبة االسالمية ،اسطنبول ،د ط ،د ت،
ج.1
.1ابن المقفع ،األدب الكبير ،مكتبة ومطبعة محمد علي صبح وأوالده1891 ،م ،مصر.
.5ابن هشام ،مغني اللهيب عن كتب األعاريب ،دار الفكرلطباعة والنشر والتوزيع ،ج.2
.9ابن يعيش ،شرح المفصل ،إدارة الطباعة والنشر المنيرية ،القاهرة ،مصر ( ،د ت ) ،ج.1
.7احمد المختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصرة ،عالم الكتب ،القاهرة ،المجلد الثاني،
ط.1
.9حسن خميس الملخ ،التفكير العلمي في النحو العربي ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
.8رابح بومعزة ،الحد الدقيق للجملة والوحدة االسنادية ،مجلة العلوم االنسانية ،جامعة محمد
67
بيبليوغرافيا المصادر والمراجع
.11سناء حميد البياتي ،قواعد النحو العربي في ضوء نظرية النظم ،دار وائل للنشر،
.11سيبوي ،الكتاب ،تحقيق محمد عبد السالم هارون ،دار الجيل ،بيروت ،لبنان ،ط( ،1د
ج1 ت)،
.12السيوطي ،همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ،تحقيق :عبد الحميد هنداوي ،المكتبة
.11طاهر سليمان حمودة ،أسس اإلعراب ومشكالته ،الدار الجامعية للطبع والنشر
.14عبد العزيز عتيق ،علم المعاني ،دار النهضة العربية ،بيروت1895 ،م.
.17فاضل صالح السامرائي ،الجملة العربية تأليفها واقسامها ،دار الفكر ،األردن ،ط،1
2119م.
.19لويس معلوف ،المنجد في اللغة العربية المعاصرة ،دار المشرق ،بيروت ،لبنان،
تحرير أنطوان نعمة وعصام مدور ولويس عجيل ومنزي الشماس ،ط2111 ،1م
.18محمد حسين معاسلة ،النحو الشافي الشامل ،دار الميسر للنشر ،عمان ،االردن ،ط،1
2117م.
68
بيبليوغرافيا المصادر والمراجع
.21محمد كراكبي ،بنية الجملة في األدب الكبير ،جامعة عنابة 1419 ،هـ1899،م.
.21مهدي الخزومي ،النحو العربي نقد وتوجيه ،المكتبة العصرية ،صيدا ،لبنان ،ط،1
1894م.
.22الميداني ،البالغة العربية اسسها وعلومها وفنونها ،دار القلم ،دمشق ،سوريا ،ط،1
1889م.
69
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
مقدمة ...........................................................................................................................................................أ
أوال:اإلسنادالمعنوي81 .......................................................................................................................................:
71
فهرس المحتويات
.1خصائصالتراكيبفيالجملةالمنسوخةالبسيطةفياألدبالكبيرالبنالمقفع02 ..............................................................................:
23....................................................... .Iستنتاجخصائصالتراكيبفيجملةالمبتدأوجملةالخبرفياألدبالكبير:
72
فهرس المحتويات
.2التحديدالحديثللجملةالفعلية22 ............................................................................................................................
73
:الملخص
باعتبار أهمية اإلسناد،إن التركيب اإلسنادي لدى النحاة مرتكز مهم في تناولهم للجملة
فقد نال اإلسناد حظوة، التي منها ينطلق الدرس وبها تتحقق الفائدة ويحصل المراد،القصوى
، وما تتضمنه كتب النحو والبالغة والتفسير، من النحاة والبالغيين،كبيرة عند علماء اللغة
:الكلمات المفتاحية
Résumé :
Les opérations auprès de l'installation fondé important ils aborderont
la phrase, comme il est important d'attribution au maximum, qui en
découle pas d'intérêt leçon qui compte reçoit à. il a obtenu
d'attribution faveurs la langue, de scientifiques والبالغيين النحاة, et a
écrit qu'il contient interprétation, des références ذوقيةprofondes et
des études scientifiques.
Discours المفتاحية: