You are on page 1of 33

‫الجمهوريـة الجزائـريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬


‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬
‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche‬‬
‫‪Scientifique‬‬

‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ميلة‬


‫قسم اللغة واألدب العربي‬ ‫معهد اآلداب واللغات‬
‫المرجع‪...........:‬‬

‫بـــنـــية الشــــخصـــــية في روايــــــة‬


‫"وكـأن شيئا لم يحدث" ألكرم عتمة‬
‫ألكرم عتمة‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الليسانس يف اللغة وا ألدب العريب‬
‫ختصص‪ :‬أأدب عريب‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبات‪:‬‬
‫د‪ .‬موسى كراد‬ ‫*عابد رميساء‬
‫* بارة إلهام‬
‫* عليوة أماني‬
‫شكر وتقدير‬
‫نحمد هللا وتعالى ونشكره أن وفقنا وأعاننا ويسر‬
‫لنا إنجاز هذا العمل املتواضع وبعد حمد هللا وشكره يطيب لنا‬
‫أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لألستاذ املشرف "موس ى كراد"‬
‫على كل ما بذله من جهد وما تحمله من مشاق جعله هللا في ميزان‬
‫حسناته كما نأمل من هللا عز ّ‬
‫وجل أن ينير له طريقه بالتوفيق‬
‫والنجاح مع دعائنا بالتوفيق للوصول إلى أعلى الدرجات في الدنيا‬
‫وآلاخرة‬
‫وفقك هللا ملا يحب ويرض ى‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر والثناء‬
‫إلى وكل من ساعدنا في إنجاز هذا العمل ولو بكلمة طيبة‪.‬‬

‫تحية امتنان شكر وتقدير ووفاء‬


‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪‬مقدمــــــــــــــــــــــــــة‬

‫تعد الرواية مرآة عاكسة للمجتمع بكل ما فيه من تناقضات وصراعات فهي أداة فنية‬
‫يعتمدها المبدع أو الروائي لنقل أفكاره وتجاربه وأحاسيسه إلستمالة القارئ وجعله متفاعال مع‬
‫النص وذلك من خالل العديد من العناصر التي ال يستطيع الروائي اإلستغناء عنها ومن أبرز‬
‫هذه العناصر الشخصيات التي ساهمت في بناء الشكل الروائي فهي أداة ووسيلة الروائي‬
‫للتعبير عن رؤيته من جهة ومن جهة أخرى فهي بمثابة الطاقة الدافعة التي تحلق حولها كل‬
‫عناصر السرد على اعتبارها أنها تشكل المختبر للقيم اإلنسانية التي يتم نقلها من الحياة‪،‬‬
‫ومجادلتها أدبيا داخل النص‪ ،‬فهي القيمة المهمة في الرواية‪ ،‬وهي المسؤولة على نمو الخطاب‬
‫وما بعنوان‬
‫داخل الرواية بإختزاناته وتقاطعاته الزمانية والمكانية‪ ،‬وعلى ضوء هذا جاء بحثنا مرس ً‬
‫« بنية الشخصية في رواية وكأن شيئًا لم يحدث » لـ " أكرم عتمة "‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الرواية حاولنا دراسة بنية الشخصية منطلقين من طرح إشكالية‪ :‬كيف‬
‫بنى لنا الراوي "أكرم عتمة" شخصياته في رواية «وكأن شيئا لم يحدث» والتي تندرج تحت عدة‬
‫تساؤالت منها‪ :‬ما مفهوم البنية والشخصية؟‬
‫وما مفهوم الشخصية في الرواية؟ وما هي العناصر المساعدة في الكشف عن‬
‫الشخصيات في رواية « وكأن شيئا لم يحدث » من أنواع وأبعاد؟‬
‫لذا حاولنا في هذه الدراسة اإلجابة على هذه التساؤالت بغية الوصول إلى استقراء المادة‬
‫البشرية‪ ،‬وقد فضلنا أعمال الروائي « أكرم عتمة » بالتحديد في روايته " وكأن شيئا لم يحدث "‬
‫ألنه روائي معاصر يمتاز أسلوبه بلغة بسيطة وساللة األفكار‪.‬‬
‫بير‬
‫ويعود سبب اختيارنا لهذا الموضوع شغفنا الكبير لدراسة الرواية التي حققت نجاحا ك ًا‬
‫ورغبتها في الكشف عن تلك الدالالت واإليحاءات التي تحملها شخوصها وأحداثها‪ ،‬وقد اعتمدنا‬
‫في هذه الدراسة على المنهج التحليلي الوصفي والمنهج البنيوي‪ ،‬وقد واجهتنا صعوبات نذكر‬
‫منها‪ :‬ضيق الوقت‬
‫وقد اتبعنا في بحثنا خطة لدراسة موضوع الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬
‫ألكرم عتمة وقد قسمنا بحثنا هذا إلى مقدمة وفصلين وخاتمة‪.‬‬

‫~أ~‬
‫‪‬مقدمــــــــــــــــــــــــــة‬

‫ففي الفصل األول جاء موسوما بعنوان "مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في‬
‫الرواية" ويندرج تحت ثالث مباحث هم‪ :‬المبحث األول‪ :‬مفهوم البنية‪ ،‬المبحث الثاني‪ :‬مفهوم‬
‫عنون " تجليات‬
‫الم ْ‬‫الشخصية‪ ،‬والمبحث الثالث‪ :‬الشخصية في الرواية ‪ ،‬ثم يأتي الفصل الثاني ُ‬
‫بنية الشخصية في رواية وكأن شيئا لم يحدث" يتضمن مبحثين هما‪ :‬المبحث األول‪ :‬أنواع‬
‫الشخصية في الرواية‪ ،‬والمبحث الثاني‪ :‬أبعاد الشخصية في الرواية‪ ،‬وينتهي البحث بخاتمة‬
‫كانت حوصلة ألهم النتائج التي توصلنا إليها‪ ،‬باإلضافة إلى ملحق يتناول لمحة عامة عن‬
‫الروائي وملخص للرواية‪ ،‬وقائمة المصادر والمراجع أهمها‪ :‬رواية "وكأن شيئا لم يحدث للكاتب‬
‫أكرم عتمة "وكذلك " كتاب في نظرية الرواية لعبد المالك مرتاض"‬
‫وفي األخير نحمد اهلل بما يليق بجالله على توفيقه لنا ونتوجه بخالص الشكر واالمتنان‬
‫لمشرفنا الفاضل الدكتور "موسى كراد" الذي كان نعم السند والمرشد‪.‬‬

‫~ب~‬
‫‪h‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫مفـاهيم ومصطلحات‬
‫حول البنية والشخصية في‬
‫الرواية‬
‫‪‬الفصل األول‪………………….:‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم البنية‪:‬‬
‫‪ .1‬لغة‪:‬‬
‫جاء في لسان العرب البن منظور « البنية جمع بنى‪ ،‬يقال فالن صحيح البنية أي الجسم‬
‫وبنى يبني الكلمة ألزمها البناء‪ ،‬وأعطاها بنيتها أي صيغتها‪ ،‬والبنية في الكلمة صيغتها التي‬
‫‪1‬‬
‫تبنى منها»‪.‬‬
‫كما ورد في القاموس المحيط «البني‪ :‬نقيض الهدم‪ ،‬بناء بنية بنيا وبناء وبنيانا وبنية‬
‫وبناية وبناه‪ ،‬والبناء‪ :‬المبني ج‪ :‬أبنيه‪ :‬جمع بنيات والبنية بالضم والكسر‪ :‬ما بنية ج ُبنى‬
‫‪2‬‬
‫والبنى‪ ،‬وتكون البناية في الشرف»‬
‫ومن هذه التعريفات نستنتج أن لفظة بنية البناء والنشيد والكيفية‪.‬‬
‫كما يقول صالح فضل «تشتق كلمة بنية في اللغات األوروبية من األصل الالتيني‬
‫(‪ )Struere‬الذي يعني البناء أو الطريقة التي يقام بها مبنى ما»‪ ،3‬أي أن البنية في مفهومها‬
‫اللغوي هي الكيفية والطريقة التي تستعمل في البناء‪.‬‬

‫‪ .2‬إصطالحا‪:‬‬

‫تعددت مفاهييم البنية لدى الدارسين الغرب والعرب نذكر منها‪:‬‬


‫يقول جورج مونان أن « لفظة البنية ليست لها أي رواسب أو أعماق ميثا فيزيقية‪ ،‬فهي‬
‫تدل على البناء بمعناه العادي»‪.4‬‬

‫‪ -1‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬ج‪ ،9‬ط‪ ،4‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪365‬‬
‫‪ -2‬إلفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ -3‬صالح فضل‪ ،‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -4‬نعمان بوقرة‪ ،‬المصطلحات األساسية في اللسانيات‪ ،‬ط‪ ،1‬جدار الكتاب العالمي‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.83-82‬‬
‫~‪~4‬‬
‫‪‬الفصل األول‪………………….:‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫أي أن البنية هي نسق ال يحتاج إلى أي عناصر خارجية بل تتطور داخل النص‪.‬‬
‫ويعرفها ليفي شتراوس أنها «تحمل أوال طابع النسق أو النظام وأنها وتتألف من عناصر‬
‫تحولة‪ ،‬وأهمها هو العالقات القائمة بين عناصر اللغة‪ ،‬واألهم هو أننا ال ندرك البنية إدراكا‬
‫تجريبيا على مستوى العالقات الظاهرية السطحية المباشرة القائمة بين األشياء بل نحن ننشئها‬
‫بفعل النماذج التي تعتمد عن طريقها إلى تبسيط الواقع واحداث تغيرات تسمح لنا بإدراك‬
‫البنية»‪ ،1‬نستنتج أن ليفي شتراوس يرى أن البنية نظام يرجع أوال وقبل كل شيء إلى أنها تتألف‬
‫من عناصر‪ ،‬إذا ما تعرض الواحد منها للتغيير أو التحول تحولت معه باقي العناصر األخرى‪.‬‬
‫كما يرى الناقد يوسف وغليسي أن البنية «مجموعة من األجزاء المنسقة فيما بينها حيث‬
‫ال يتحدد لها معنى في داتها إال بحسب المجموعة التي تنظمها»‪.2‬‬
‫أي أن البنية نسق متكامل األجزاء بطريقة إبداعية‪ ،‬بحيث يتوقف كل عنصر على باقي‬
‫العناصر األخرى‪ ،‬أي أن البنية هي مجموعة األجزاء المتماسكة فيما بينها‪.‬‬
‫كما يعرفها صالح فضل أنها «ترجمة لمجموعة من العالقات بين عناصر مختلفة أو‬
‫عمليات أولية على شرط أن يصل الباحث إلى تحديد خصائص المجموعة من وجهة نظر‬
‫‪3‬‬
‫معينة تتميز بالتنظيم والتواصل بين عناصرها المختلفة»‬
‫نستنتج أن البنية هي مجموعة من العالقات المتشابكة وأن هذه العالقات تتوقف فيها‬
‫األجزاء على بعضها البعض من ناحية‪ ،‬وعلى عالقتها بالكل من ناحية أخرى‪ ،‬ومن خالل‬
‫التعاريف السابقة يمكننا القول بأن البنية هي الكل المكون من مجموع األجزاء المرتبطة بينها‬
‫بشكل يصبح ال معنى للجزء بدون عالقته مع األجواء األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عزام‪ ،‬تحليل الخطاب األدبي على ضوء المناهج النقدية الحديثة‪( ،‬دراسة في نقد النقد)‪ ،‬إتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫دط‪ ،2003 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬يوسف وغليسي‪ ،‬النقد الجزائري المعاصر من الالنسونية إلى األلسنية‪ ،‬إصدارات رابطة إبداع الثقافة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪،2002 ،‬‬
‫ص ‪.119‬‬
‫‪ -3‬صالح فضل‪ ،‬نظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص ‪.122‬‬
‫~‪~5‬‬
‫‪‬الفصل األول‪………………….:‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الشخصية‬


‫‪ .1‬لغة‪:‬‬

‫‪ ‬جاء في لسان العرب إلبن منظور «مادة (ش‪ ،‬خ‪ ،‬ص) لفظ الشخصية (شخص) والتي‬
‫تعني الشخص سواء اإلنسان وغيره تراه من بعيد‪ ،‬وكل شيء‪ ،‬رأيت جسمانه فقد رأيت‬
‫وشخص‬
‫ّ‬ ‫شخصه‪ ،‬و الشخص كل جسم له إرتفاع وظهور‪ ،‬وجمعه أشخاص وشخوص‬
‫وشخص شيء عينه‬
‫ّ‬ ‫يعني إرتفاع والشخوص ضذ الهبوط أو َّ‬
‫شخص ببصره أي رفعه‬
‫وميزة عما سواه»‪ 1‬ومنهالشخصية جاءت من لفظة شخص وهو كل جسم لديه ارتفاع‬
‫وتعني أيضا بالصفات التي تميز هذا الشخص؛‬
‫‪ ‬في معجم الوسيط‪« :‬الشخص‪ :‬كل جسم له ارتفاع وظهور‪ ،‬وغلب في اإلنسان‬
‫الشخصية‪ :‬صفات تميز الشخص من غيره‪ ،‬ويقال‪ :‬فالن دو شخصية قوية‪ ،‬ذو صفات‬
‫مميزة وارادة وكيان مستقل»‪ 2‬صفات يتصف بها اإلنسان تختلف عن غيره فلكل إنسان‬
‫شخصية خاصة به‪.‬‬
‫ويعد أصل الكلمة‪ « :‬فهي مشتقة من األصل‪ ،‬الالتيني ‪ persona‬وهي تعني‬ ‫‪‬‬
‫القناع الذي كان يلبسه الممثل‪ ،‬حيث يقوم بتمثيل دور أو بالظهور بالمظهر معين أمام الناس‬
‫ولهذا أصبحت الكلمة تدل على المظهر الذي يظهر به الشخص»‪ .3‬فقد جاءت بمعنى القناع‬
‫الذي يضعه الممثل المسرحي على وجهه ليستقمص الدور الذي يريد ظهوره به‪.‬‬

‫‪ .2‬إصطالحا‪:‬‬

‫‪ ‬الشخصية هي التي «تصطنع اللغة وهي التي تُثنيي أو تستقبل الحوار‪ ،‬وهي التي‬
‫تصطنع المناجاة وهي التي تنهض بدور تضريم والصراع أو تنشيطه من خالل أهوائها‬

‫‪ -1‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب (مادة الشخص)‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪ ،5‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الوطنية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2004 ،4‬م‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -3‬سعد رياضي‪ ،‬الشخصية‪ ،‬أنواعها‪ ،‬أمراضها‪ ،‬وفن التعامل معها‪ ،‬مؤسسة إقرأ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫~‪~6‬‬
‫‪‬الفصل األول‪………………….:‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫وعواطفها‪ ،‬وهي التي تقع عليها المصائب وهي تتحمل العقد والشرور‪ ،‬التي تتفاعل مع‬
‫الزمن وهي التي تتكيف مع التعامل مع هذا الزمن في أهم أظرفه الثالثة ماضي‪،‬‬
‫حاضر‪ ،‬ومستقبل‪ ،‬من هنا نجد أن الشخصية الروائية تستند إليها أهم الوظائف في‬
‫‪1‬‬
‫العمل الفني»‬
‫بمعنى أن كل شخصية داخل الرواية تقوم بالعديد من األدوار والوظائف كما أنها عنصر‬
‫فعال ومحرك داخلها‪.‬‬
‫‪ ‬ويعرفها لطيف زيتوني‪ « :‬الشخصية هي كل (عمل) مشارك في أحداث الحكاية سلبا أو‬
‫أما من ال يشارك في الحدث فال ينتمي إلى الشخصيات‪ ،‬بل يكون جزءا من‬
‫ايجابا ّ‬
‫الوصف فالشخصية عنصر مصنوع‪ ،‬مخترع‪ ،‬ككل عناصر الحكاية فهي تتكون من‬
‫‪2‬‬
‫مجموع الكالم الذي يصفها‪ ،‬ويصور أفعالها وينقل أفكارها وأقوالها»‬
‫فالروائي عند توظيفه لشخصية ما في روايته فإنه يقوم بتصوير أفعالها وينقل أفكارها‬
‫وأقوالها ويتم من خاللها التعرف عليها والتفاعل معها‪.‬‬
‫‪ ‬هي « المحور العام الرئيسي الذي يتكفل بإبراز الحدث وعليها تكون العبء األول في‬
‫‪3‬‬
‫اإلقناع بمدى أهمية القضية المثارة في القصة وقيمتها »‬
‫من هذا التعريف يتضح لنا أن الشخصية أداة بمقتضاها يستطيع الروائي إبراز لحدث‬
‫وسيرورته‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الملك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية (بحث في تقنيات ومفاهيم)‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واألدب‪ ،‬الكويت‪( ،‬د‪،‬‬
‫ط)‪ ،1998 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬لطيف زيتوني‪ ،‬معجم مصطلحات نقد الرواية‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬لبنان‪( ،‬ط‪ ،2002 ،)1‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -3‬نادر عبد الخالق‪ ،‬الشخصية الروائية بين أحمد علي بالبشير ونجيب الكيالني‪ ،‬دراسة موضوعية وفنية‪ ،‬دار العلم‪ ،‬واإليمان‪،‬‬
‫ط‪ ،2009 ،1‬ص ‪.40‬‬
‫~‪~7‬‬
‫‪‬الفصل األول‪………………….:‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬البنية الشخصية في الرواية‬


‫وتصوير عن‬
‫ًا‬ ‫تعبير‬
‫ًا‬ ‫نتشار أو‬ ‫َّ‬
‫إن الرواية في عصرنا الجنس األدبي أصبحت األكثر ا ًا‬
‫نظر إلهتمامها بقضايا األنسان‪ ،‬وتتكون من مجموعة من‬
‫الواقع وهي أقوال األنواع األدبية ًا‬
‫العناصر المتداخلة من بينها‪ :‬الشخصية التي تعد أهم ركيزة في البناء السردي التي يركز عليها‬
‫الباحث في درس الفن الروائي‪ ،‬ألن الشخصية هي مرتكز الرواية وأساس معمارها الدي ال‬
‫يمكن اإلستغناء عنه فال يمكن أن تقوم رواية من دون وجود شخصية‪ ،‬فالشخصية وما يصدر‬
‫عنها من حركة وأحداث هي التي تكون الرواية وتوجدها‪ ،‬وهذا ما أكد عليه بعض النقاد بقولهم‬
‫اءا في الرواية أو الواقع‬
‫بأن "الرواية هي فن الشخصية ‪ ،‬إذ تعد الشخصية هي مدار الحدث سو ً‬
‫أو التاريخ"‪ 1‬أي أنها المرآة العاكسة لألحداث داخل اإليطار النصي وتعبر عن كل اإلتجاهات‬
‫الموجودة في المجتمع والواقع المعاش "ألنها هي التي تنتج األحداث بتفاعلها مع الواقع أو‬
‫‪2‬‬
‫الطبيعة أو تصارعها معها"‪.‬‬
‫تقوم البنية الشخصية بدور كبير في بناء النص السردي " فبناؤها يرتبط إرتباطا وثيقا‬
‫بموضوع الرواية وأحداثها وهيكلها العام"‪.3‬‬
‫فهي التي تصنع األحداث وتتفاعل معها ولو كانت ثانوية أو مساندة‪ ،‬ألن كل شخصية‬
‫تستطيع أن تكون فاعال لمتوالية من األحداث الخاصة بها‪ ،‬وبإعتباها الواسطة بين وجميع‬
‫المشكالت في الرواية‪ ،‬إذ أنها تصنع اللغة وتبث الحوار وتصنع المفاجأت وتصف المناظر‬
‫وتنجز األحداث وتنشط الصراع من خالل وظائفها وسلوكها وأهوائها وعواطفها‪ ،‬وتعد المكان‬
‫‪4‬‬
‫وتتفاعل مع الزمان وتقع عليها المصائب"‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد علي سالمة‪ ،‬الشخصية الثانوية ودورها في المعمار الروائي عند نجيب محظوظ ط‪ ،1‬دار الوفاء اإلسكندرية مصر‪،‬‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬محمد علي سالمة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬صالح صالح‪ ،‬سرديات الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -4‬مرتاض عبد المالك‪ ،‬في نظرية الرواية‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫~‪~8‬‬
‫‪‬الفصل األول‪………………….:‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫إن الشخصية في الرواية فريقين‪ :‬فريق أول يرى بأنها شخصيات واقعية مساوية في‬
‫ّ‬
‫ماهيتها للشخصيات البشرية الحية التي لها لحم ودم تعرض حقائق واقعية مجردة "يمكن أن‬
‫تكون شخصيات مهمة‪ ،‬أقل أهمية‪ ،‬فعالة‪ ،‬مستقرة‪ ،‬مضطربة‪ ،‬سطحية‪ ،‬بسيطة‪ ،‬عميقة مع‬
‫‪1‬‬
‫تطبيقها ألدوار معيارية (الشاطر‪ ،‬الشقي‪ ،‬قليل الحيلة‪ ،‬األنثى القاتلة‪")...‬‬
‫وفريق آخر يذهب إلى أن "الشخصيات الروائية ليست كائنات حقيقية بل هي كائنات من‬
‫ورق"‪ ،2‬أي أنها محض من خيال فكر المؤلف‪ ،‬فالشخصية الروائية تمتزج في وصفها بالخيال‬
‫وهذا الفريق يعكس وجهة نظر ودرجة عالية من‬ ‫‪3‬‬
‫الفني الروائي (الكاتب) وبمخزونه الثقافي"‬
‫الوعي الفني للرواية بصفتها عمال فنيا إبداعيا وليست مجرد نقل وعرض لحقائق واقعية مجردة‪.‬‬
‫ومن خالل عرض رأي الفريقين يمكن القول أن الشخصية الروائية تماثل النص فهي‬
‫ليست شخصية حقيقية تعني بنقل أحداث واقعية مجردة ألنها من صنع الكاتب الذي ابدعها في‬
‫النص السردي فهذه الشخصية‪ ،‬ال وجود لها إال في ذهن الكاتب وان كانت تشبه الشخصية‬
‫الحقيقية‪.‬‬
‫عنصر مهما في بناء الرواية بحيث ال يمكن تصور رواية‬
‫ًا‬ ‫وبهذا تعتبر البنية الشخصية‬
‫بدون شخصيات كما قال روالن بارت «ال يوجد في العالم كله مسرود بال شخصيات»‪ ،4‬لما له‬
‫من أهمية كبيرة‪ ،‬فب فضل الشخصية تتاح للكاتب فرصة التعبير عن كل ما يحول في داخله‬
‫سير لها مما يجعله مجب ًار على توظيفها فال يمكنه‬
‫والتعبير عن مشاعره وأحاسيسه‪ ،‬فهو يقع أ ا‬
‫اإلستغناء عنها‪.‬‬

‫‪ -1‬برنس جيرالد‪ ،‬المصطلح السردي (معجم المصطلحات)‪ ،‬ترجمة‪ ،‬عايد خزندار‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،2003 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -2‬بارت روالن‪ ،‬مدخل إلى التحليل ابنبوي للقصص‪ ،‬ترجمة‪ ،‬مندر عياشي‪ ،‬مركز اإلنماء الحضاري ط‪ ،1993 ،1‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -3‬يوسف أمينة‪ ،‬تقنيات السرد (في النظرية والتطبيق)‪ ،‬دار الحوار للنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪ ،1997 ،1‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -4‬روالن بارت وآخرون‪ ،‬شعرية المسرود‪ ،‬ترجمة عدنان محمود محمد‪ ،‬منشورات الهيئة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.32 :‬‬
‫~‪~9‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫تجليات بنية الشخصية في‬
‫رواية «وكأن شيئا لم‬
‫يحدث»‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫تجليات بنية الشخصية في رواية « وكأن شيئا لم يحدث»‬
‫المبحث األول‪ :‬أنواع الشخصية في الرواية‬
‫‪ .1‬الشخصيات الرئيسية‪:‬‬
‫تقول صبيحة عودة زعزب عن الشخصية الرئيسية‪ « :‬يوجد في كل عمل روائي‬
‫شخصيات تقوم بعمل رئيسي إلى جانب شخصيات تقوم بأدوار ثانوية‪ ،‬فالشخصية الرئيسية هي‬
‫التي تقود الفعل وتدفعه إلى اإلمام وليس من الضروري أن تكون الشخصية محورية‪ ،‬وقد يكون‬
‫هناك منافس أو خصم لهذه الشخصية»‪.1‬‬
‫أي أن الشخصية الرئيسية هي المحور الذي تدور حوله‪ ،‬أحداث الرواية‪ ،‬حيث يكون لّها‬
‫حضور بنسبة كبيرة داخل العمل الروائي ألنها محل إهتمام السارد‪ ،‬كما يمكننا القول بأنها بؤرة‬
‫الحدث ومحرك الوقائع في الرواية وفي رواية « وكأن شيئا لم يحدث» لدينا ثالث شخصيات‬
‫رئيسية‪ ،‬وهي‪ :‬سعيد‪ ،‬زهرة والطبيب عباس‬
‫أ‪ .‬سعيد‪ :‬هو بطل الرواية‪ ،‬شاب عشريني يعايش عالمين مختلفين فهو تارة ابن الريف ببوسعادة‬
‫وتارة أخرى ابن عائلة غنية من العاصمة‪ ،‬وهو المحرك الفعال للرواية كونه يتعرض لحادث‬
‫مميت‪ ،‬المفروض أن يودي بحياته‪ ،‬لكنه ينقله إلى عالم آخر ما يدفعه لخوض رحلة بحث بين‬
‫الخيال والحقيقة‪.‬‬
‫ب‪ .‬زهرة‪ :‬هي الممرضة التي تستقبل بطل الرواية بمجرد استيقاظه من الغيبوبة لتصبح الحقا‬
‫مرافقته في رحلة البحث عن الحقيقة‪ ،‬رغم إيمانها المتزعزع بما يسرده عليها سعيد من نظريات‬
‫حول حقيقة عالمه فهو في نظرها معظم الوقت مجرد مريض مضطرب‪.‬‬

‫‪ -1‬صبيحة عودة زعزب‪ ،‬جماليات السرد في الخطاب الروائي‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ 2006 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.132-131‬‬
‫~‪~11‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫ج‪ .‬الدكتور عباس‪ :‬هو الطبيب الذي يشرف على بطل الرواية بالعالم االخر ويحاول تشخيص‬
‫حالته من خالل محاورته ومحاولة اإلجابة على مختلف التساؤالت واألسئلة التي يطرحها سعيد‬
‫بطريقة منطقية وذكية كونه يتمتع بنسبة عالية من الذكاء والقدرة على التحليل‪.‬‬

‫‪ .2‬الشخصية الثانوية‪:‬‬
‫تشكل الشخصية الثانوية المساعد الرئيسي للشخصية الرئيسية وبالتالي «تساعد الشخصية‬
‫‪1‬‬
‫الرئيسية في أداء مهنتها وابراز الحدث»‪.‬‬
‫ويقول أحمد مرتاض « ال يمكن أن تكون الشخصية المركزية في العمل الروائي إال بفضل‬
‫الشخصيات الثانوية التي ما كان لها أن تكون هي أيضا لوال الشخصيات العديمة االعتبار فكما‬
‫أن الفقراء هم الذين يصنعون مجد األغنياء فكأن األمر كذلك هنا»‪ ،2.‬أي أن الشخصية الثانوية‬
‫هي التي تساعد الشخصية الرئيسية في أداء عملها الروائي‪.‬‬
‫أ‪ .‬األم (العاصمية)‪ :‬هي التي يرفضها سعيد كأم له بعد أن كانت له أم أخرى بالعالم السابق‬
‫ورغم ذلك فهي تبذل قصارى جهدها لمعالجته حسب قولها من خالل توجيهه للطبيب عباس‬
‫والقيام بصفقه مع الممرضة لكي تصادقه وتبني معه صداقة وهمية‪.‬‬
‫ب‪ .‬سيد أحمد‪ :‬هو شخصية تظهر بآخر فصول الرواية‪ ،‬يتعرف على سعيد صدفة من خالل‬
‫محاولة ضمه للتسويق الشبكي ورغم رفض هذا األخير إال أن صداقتهما تستمر رغم ذلك‪.‬‬
‫ج‪ .‬أسماء‪ :‬هي شقيقته من العالم اآلخر والتي كان ظهورها قليل لكن سعيد يذكرها في أكثر من‬
‫مرة لكونها تسببت في وفاته بطريقة غير مباشرة‪.‬‬
‫د‪ .‬األم (من العالم القديم)‪:‬ظهورها قليل أيضا لكن آخر ظهور لها كان له أهمية كبيرة إذ ترك‬
‫أث ار كبي ار بسعيد لدرجة إقدامه على محاولة االنتحار‪.‬‬
‫ه‪ .‬األب (العاصمي)‪ :‬ظهر في مشهد وحيد ولم يكن محركا لألحداث كثي ار لكنه رجل خمسيني‬
‫مثقف ذو مكانة حسب ما وصفه الكاتب‪.‬‬

‫‪ -1‬صبيحة عودة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ -2‬عبد المالك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية‪ ،‬بحث في تقنيات الكتابة‪.‬‬
‫~‪~12‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫و‪ .‬األب من العالم القديم‪ :‬هو شيخ سبعيني هرم حسب وصف الكاتب له بالفصل األول والذي‬
‫أبدى خوفا وحبا إلبنه أثناء إحتضاره لم يظهر له طيلة حياته وهو ما حز في نفس البطل‪.‬‬
‫ز‪ .‬سهير‪:‬هي فتاة لعوب ذات جمال فائق تظهر في الفصول األخيرة لكنها تساهم في األحداث‬
‫األخيرة بشكل متواضع وتتمكن من كسب قلب البطل بالنهاية‪.‬‬
‫ح‪ .‬العجوز الغامض‪ :‬وهو شخصية لم يعطها الكاتب اسما له ظهور وحيد بفصل واحد لكنه‬
‫شخصية مميزة قدمت الكثير من الحكم أثناء نقاشها مع سعيد وزهرة‪ ،‬رغم أنه أفزعهما‬
‫بالبداية‪.‬‬
‫ط‪ .‬التوأمان‪ :‬تم ذكرهما لكن لم يظهر بأي مشهد من الرواية‪.‬‬
‫ي‪ .‬صاحب المنزل ببوسعادة‪ :‬هو رجل يملك منزل سعيد بالعالم الحالي ويرفض استقباله‬
‫بطريقة فظة ألنه يعتبره غريبا متطفال‪.‬‬
‫ك‪ .‬والدة زهرة‪ :‬تظهر بمشهد واحد على طاولة الغذاء بعد زيارة سعيد لمنزل زهرة وتعامله‬
‫بطريقة جد محببة‪.‬‬

‫~‪~13‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أبعاد الشخصية في رواية "وكأن شيئا لم يحدث"‬


‫إن الشخصية الروائية تخضع أثناء الدور الذي تقوم به إلى أبعاد مختلفة وذلك من خالل‬
‫ما يحدده الراوي عند رسمه لشخصياته وتكون ذات بعد جسمي‪ ،‬إجتماعي‪ ،‬أو بعد نفسي‪،‬‬
‫ولذلك نرى حين رسم أكرم عتمة شخصياته من خالل األبعاد اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬البعد الجسمي‪:‬‬
‫ويتجلى هذا البعد من خالل وصفه بعد شخصيات وصفًا خارجيا (من حيث الشكل) في‬
‫‪1‬‬
‫الجنس وفي صفات الجسم المختلفة‪ ،‬طول قصر وبدانة ونحافة‪...‬وعيوب وشذوذ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد وصف الراوي في بداية الرواية الشخصية البطلة «سعيد» من الناحية الخارجية ويظهر‬
‫أنتصب أعلى السطح بساقين‬
‫َ‬ ‫ذلك في الملفوظ السردي حيث قال «في تلك اللحظة عندما‬
‫‪2‬‬
‫متفحمتين عاريتين الف حول عنقه وشاحا كنوع فاخر من أنواع الصالة‪.»......‬‬
‫‪ ‬ونجده أيضا يصف «أب سعيد» في شكله وجسده ويظهر ذلك في‪« :‬كان هناك أب نحيل‬
‫‪3‬‬
‫ملقيا جسده النحيل هناك‪.»......‬‬
‫ير تحت الظل ً‬
‫يفترش سر ًا‬
‫‪ ‬كما ذهب الراوي إلى وصف«سعيد» بدقة عندما استيقظ من الغيبوبة وفتح عيناه بصعوبة‬
‫كليا بإثقال ظلت‬
‫حيا ويظهر ذلك في‪« :‬كان يعبث بتعابيره إلى أن فتح عيناه ً‬
‫وأدرك أنه ال زال ً‬
‫أجفانه تتثاقل وتتهاون بشكل مستمر إلى أن تعود النظر بشكل متذبذب‪ ،‬فتح فاهه فانبثقت‬
‫رائحة الجفاف منه مع شفاه متصلبة مجعدة‪ ،4»...‬وكذلك ذهب الروائي إلى وصف لباس‬
‫شبابا مع تسريحة شعر‬
‫والمظهر الخارجي لـ «والدة سعيد» حيث قال‪« :‬السيدة والدته تبدوا أكثر ً‬
‫‪5‬‬
‫تسعينية وتنورة قصيرة مثل معظم النساء آنذاك ‪».....‬‬

‫‪ -1‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي الحديث‪ :‬دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع الفجالة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ط)‪ ،‬ص ‪.573‬‬
‫‪ -2‬أكرم عتمة‪ ،‬رواية وكأن شيئا لم يحدث‪ ،‬أطفالنا للنشر والتوزيع‪ ،‬دار إمتداد للنشر والتوزيع‪ ،‬ط(‪ ،2019 ،)1‬ص ‪,11‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪,86‬‬
‫~‪~14‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫‪ ‬ونجد أيضا أن الراوي تكلم عن «والد صديق سعيد»التي توفي إثر الحادث المروع الذي‬
‫تعرض له ويظهر الوصف في‪« :‬صوت صدر من الرواق الخارجي قُبالة الغرفة‪ ،‬ذو خامة‬
‫مفتوحا عند الصدر وبيده حقيبة‪ ،‬يبدوا إداريا أو رجل أعمال ببزته‬
‫ً‬ ‫قميصا‬
‫ً‬ ‫رجولية فخمة يرتدي‬
‫‪1‬‬
‫تلك‪ ،‬بصلعته المتعرقة‪ ،‬ومالمحه المتصلبة»‪.‬‬
‫‪ ‬ونجده أيضا يصف «شخصية الرجل» الذي التقى بسعيد في الحديقة وتعرف عليه وعرض‬
‫عليه فرصة جيدة للعمل حيث يظهر ذلك في «كان هناك رجل أصغر‪.......‬أكثر هندمة وله‬
‫تعابير غريبة وبشوشة يقف بالقرب من سعيد ‪....‬نظر إليه سعيد يفحصه بنظراته‪ ،‬كان بالفعل‬
‫ثيابا أنيقة‬
‫يكبره بسنوات لكن ليس بالشيء الكثير‪ ،‬لعله بأوائل الثالثينيات اآلن أو أقل يرتدي ً‬
‫‪2‬‬
‫متأنقًا جميال غايةً في التهذيب واإليتيكيت يعطيك انطباعا أنه رجل من طبقة غنية‪».....‬‬

‫‪ .2‬البعد النفسي‪:‬‬
‫وهو بعد واضح وجلي في الشخصية‪ ،‬وذلك من خالل الكشف عن مكوناتها من الداخل‬
‫وابراز مشاعرها وسلوكها وعواطفها‪ ،‬وأيضا موقفها من تلك األحداث المتعلقة بها‪ ،‬والتي يبرع‬
‫بناء على قـ ـ ـ ـ ـدرته على معرفة ما يدور في ذهن الشخصية‬
‫السارد الخارجي في تقديمها ً‬
‫‪3‬‬
‫وأعماقـ ـها‪.‬‬
‫ويظهر هذا البعد من خالل شخيصة «سعيد»‪ ،‬حيث وصف الراوي المالمح واألحوال‬
‫النفسية والروحية والرغبات وما يتبع ذلك المزاج من انفعال وانطواء وأالم داخلية واستقرار وأوهام‬
‫وضياع‪ ،‬ويلحظ قارئ الرواية أن الكاتب اهتم بوصف الصراع الداخلي لشخصية «سعيد»‪،‬‬
‫سعيد النفسية فقال‪« :‬أصبح يحارب‬
‫َ‬ ‫وتظهر ذلك في المقطع؛ حيث عبر الكاتب عن أحوال‬
‫الوهم‪ ،‬وكأنه يصارع غوال‪ ،‬ال بد أن يغرز سكينا بالرقبة قبل أن تقتله األحداث المستفزة وهو‬

‫‪ -1‬أكرم عتمة‪ ،‬رواية وكأن شيئا لم يحدث‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.130 -129‬‬
‫‪ -3‬أحمد مرشد‪ ،‬بنية والداللة في روايات إبراهيم نصر اللّه‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫~‪~15‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫لن يقتل نفسه اآلن لكنه سيذوق األلم الفعلي لهذا العالم‪ ،‬شيء حاد وسينتهي هذا المسلسل‬
‫‪1‬‬
‫ليهرع إلى عالمه اآلخر‪.»...‬‬
‫‪ ‬وفي هذا المقطع نلمس حالة الصدمة والدهشة التي تعرض لها سعيد أمام الممرضة عندما‬
‫لم يتعرف على عائلته ونظر إلى الممرضة وسألها‪:‬‬
‫«يا آنسة ما كل هذا‪.‬‬
‫نظرت إليه بنفس نظرة االستغراب وقالت‪ :‬سعيد ما بك هؤالء عائلتك‪.‬‬
‫في تلك اللحظة بدأ يدرك ماال يستطيع الفرد العاقل أن يدركه وال المجنون حتى‪ ،‬كان‬
‫‪2‬‬
‫هناك شيء عجيب يحدث والصراخ والممانعة لم تجد جو ًابا‪»......‬‬
‫هو يظن أن هذا العالم وهمي أنه في حلم أن كل هذا غير حقيقي ومع مرور كل حدث‬
‫فشيئا‪.‬‬
‫من أحداث الرواية يدخل في االكتئاب وعدم وضوح واأللم داخله يزداد شيئا ً‬
‫يريد سعيد الهروب من هذا العالم الوهمي‪ ،‬فهو يظن أن الهواء التي يتنفسه محض كذبة‬
‫ويظهر ذلك في الملفوظ السردي «عندما ركن السيد الوالد عربته ركض سعيد مهروالً وسط‬
‫األمطار وكأنه يهرب من شيء لكنه في الحقيقة كان يركض نحو شيء إلى شيء أعمق‬
‫‪3‬‬
‫بكثير نحو الحقيقة‪»....‬‬
‫وهنا تظهر حالة االنهيار التي ظهرت على سعيد عندما طلب منه الدكتور أن يتحدث‬
‫ويصف له عائلته وحياته التي يظن أنها هي الحقيقة فيقول الراوي‪« :‬لم يكن قويا هذه المرة‬
‫ككل المرات منذ وطأت قدماه هذا العالم ‪ ،‬لقد تمنى وقتها أن ينهار كل شيء في هذا العالم‬
‫وليس فقط الدموع كان هناك جريمة كينونية تحدث وقتها وهو رجل ضعيف عليه الرضى وأن‬
‫يتحمل ما يحدث‪ 4».....‬األمر أشبه بالجنون مجرد التفكير بذلك يجرك الى الكثير من‬

‫‪ -1‬أكرم عتمة‪ :‬رواية وكأن شيئا لم يحدث‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -3‬المصر نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫~‪~16‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫المتاهات الفلسفية واإلنعدامات الزماكانية‪ ،‬وهذا ما يحدث بالتحديد لسعيد هذا ما يعيشه ‪-‬‬
‫يتوهمهُ‪ -‬هذا الفتى الذي يركض نحو دروب الحقيقة في عالم تزينت به األوهام بما يشبه‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫وفي الحوار الذي دار بين سعيد وزهرة يعبر عن مدى اشتياقه لعالمه حيث قال لها‬
‫«يصعب علي شرح ذلك لكنني أحببت أشخاص‪ ،‬ال زلت أصواتهم تتبعني هنا‪ ،‬تطالبني‬
‫بالعودة‪ ،‬إنها تطالبني بمعانقتهم من جديد فهل تطلبين مني التخلي عنهم‪...‬؟ هل تطلبين‬
‫مني الهروب من الحقيقة؟‪ ...‬أنا تائه أشعر بالضياع‪ 1».....‬كما نجد في الحوار الذي دار‬
‫بين الدكتور وسعيد عندما عرض عليه «صور طفولته مع العائلة التي يظن أنها مجرد وهم»‬
‫شعور بالدهشة والحيرة‪ ،‬فالدكتور هنا يحاول أن يقنعه بالحقيقة فيقول «هيا يا سعد ال ترني ذلك‬
‫أساسا بأن كل‬
‫ً‬ ‫العبوس يفترض أن تكون سعيدا‪ ،‬فرد عليه سعيد‪ :‬بوفاة أهلي؟ بعدم وجودهم‬
‫‪2‬‬
‫ما عشته وظننت أنني أعيشه مجرد وهم؟»‬
‫كما يظهر الروائي شخصية أخرى يملئها الحزن واألسى على فراق ابنها الوحيد الذي‬
‫تعرض لحادث مع سعيد بسبب شربهما للخمر مؤديا به إلى الموت‪ ...‬فعندما ذهب سعيد عندها‬
‫ليستفسر عن تفاصيل الحادث لم تتحمل وهذا المقطع عن حالة حزنها الشديد « فقد فقدنا‬
‫إبننا‪ ...‬وأطلقت بكيتها المكبوتة محاولة اإلبقاء على كتمها قدر المستطاع»‪ 3‬شعور رهيب ما‬
‫يفعله الفقدان بنا فتلك األرواح المجسدة التي تسكن فينا فجأة تذهب لألبد‪....‬كما جسد لنا الراوي‬
‫شخصية زهرة عندما اكتشفت سعيد بالصدفة أنها تقبض مبلغ مالي من أمه من أجل البقاء معه‬
‫فعندما ذهب لمواجهتها بالحقيقة وطلب منها بأن ال تريه وجهها مرة أخرى ودخلت في حالة‬
‫صدمة وألم داخلي من كالمه حيث قال الراوي‪« :‬في تلك اللحظة عندما ابتعد عنها‪ .....‬جثت‬
‫على ركبتيها وهي ال تزال متنصبة بشقها األعلى كشخص تعرض لطلق ناري ال يزال مقاوما‬

‫‪ -1‬أكرم عتمة‪ :‬رواية وكأن شيئا لم يحدث‪ ،‬ص ‪.71‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪133‬‬ ‫‪3‬‬

‫~‪~17‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫في لحظاته األخيرة ‪......‬ظلت على تلك الحالة لما يقارب دقيقة دون أن تدرف دمعة‪.....‬فقط‬
‫دمعة تبلورت على خدها ثم تدحرجت لألسفل واختفت وظلت على تلك الحالة خاشعة إلى أن‬
‫ابتعد سعيد ورحل نهائيا‪.....‬نعم لقد خسرته»‪.1.‬‬

‫‪ .3‬البعد االجتماعي‪:‬‬
‫هو دراسة شاملة للشخصية من ناحيتها السوسيولوجية لذلك الكثير من النقاد واألدباء بأن‬
‫البعد االجتماعي "يتمثل في انتماء الشخصية في طبقة اجتماعية وفي عمل الشخصية وفي نوع‬
‫ولياقته بطبقتها في األصل وكذلك في التعليم ومالبسات العصر وصلتها بتكوين الشخصية‬
‫ويتبع ذلك الدين والجنسية والتيارات السياسية والهوايات السائدة في إمكان تأثيرها في تكوين‬
‫‪2‬‬
‫الشخصية"‬
‫إذ يعتبر هذا البعد عبارة عن مرآة عاكسة عن انتماء الشخصية إلى طبيعة اجتماعية‬
‫معينة‪ ،‬ولقد ظهر هذا البعد في الرواية أثناء تحديده للحالة االجتماعية للعديد من الشخصيات‪.‬‬
‫ففي شخصية سعيد يقول الراوي‪« :‬إنه ابن الريف يجوب السهول ويسوق الماشية‪ ...‬هذا‬
‫الريف شاسع معزول وال شيء فيه يعيد الحياة سوى مباريات كرة القدم ومباراة سلوفينيا‬
‫والجزائر‪ ،3»...‬وهنا الروائي يوجه شخصية َسعيد إلى انتمائها للريف هذا المكان الذي تربي فيه‬
‫ومنه بنى نفسه وشخصية وعاداته وتقاليده‪.‬‬
‫كما يظهر مقطع فيه المقارنة بين الريف والمدينة عندما ذهب سعيد لزيارة زهرة في بيتها‬
‫وهناك « استقبلته والدتها على عكس ما قد يحدث في الريف أين يتم تحريم أي نوع من‬
‫اإلختالط والصداقة بين الجنسين ‪.4» ..‬‬

‫‪ -1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ -2‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي الحديث‪ ،‬دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الفجالة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬دط)‪ ،‬ص ‪.573‬‬
‫‪ -3‬أكرم عتمة‪ ،‬نفس الرواية السابقة‪ ،‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫~‪~18‬‬
‫‪‬الفصل الثاني‪ ................:‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫كما نجد الكاتب يصف أجواء المدينة فيقول‪« :‬هنا يمكنك أن ترى رزمة من الشقروات‬
‫طبعا‪ -‬هذا التناقض الجميل‬
‫السجائر والثياب الداخلية‪ -‬النساء ً‬
‫بثياب قصيرة وملتحي يبيع َ‬
‫الذي يكسر األنماط التقليدية يقول للعالم نحن هنا‪ ...‬نحن موجودون بإستقاللية وازدواجية‬
‫تامة» وهنا نلمس نوع من الحرية التامة في المدينة وكسر كل الحواجز‪ 1‬والعادات القديمة‬
‫التقليدية‪.‬‬

‫‪ -1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫~‪~19‬‬
‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪‬خاتمة‬

‫ها قد وصلنا إلى طي صفحة النهاية لهذا البحث المتواضع محاولين بذلك الكشف عن‬
‫ف الموضوع أال وهو «بنية الشخصية في رواية وكأن شيئا لم‬
‫بعض الجوانب الخفية التي تَ ْكتن ْ‬
‫يحدث» للروائي أكرم عتمة ولقد توصلت إلى عدة نتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬تعددت التعريفات حول مصطلح الشخصية‪ ،‬لكن نقف عند مفهوم واحد وشامل وهو أن‬
‫الشخصية أداة بمقتضاها يستطيع الروائي إبراز الحدث وسيرورته‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر الشخصية من أهم مقومات العمل الروائي إذ تشكل بناءة وتحكم نسيجه فالرواية بال‬
‫مبتور في جميع جوانبه فالشخصية بذلك هي إحدى التقنيات السردية في‬
‫ًا‬ ‫شخصية تعد عمال‬
‫العمل الروائي فال يمكن ألي رواية أن تقوم بدون شخصيات‪.‬‬
‫‪ ‬تنوعت الشخصية في الرواية حسب الظهور والحركة والدور التي تؤديه فهناك شخصيات‬
‫رئيسية وشخصيات ثانوية‪.‬‬
‫‪ ‬جاءت الشخصية الرئيسية في الرواية مناضلة من أجل البحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫عادا داللية تخدم فكرة أرادت الرواية‬
‫إن كل شخصية من الشخصيات في الرواية حملت أب ً‬
‫‪ّ ‬‬
‫إيصالها‪ ،‬وقد قدمت أغلب الشخصيات كاملة األبعاد إذ ذكرت ٌبعدها الجسمي التي أظهر لنا‬
‫الشخصيات كما أرادتها الرواية وكأنها واقعية‪ ،‬وكذلك البعد النفسي الذي صور الحالة النفسية‬
‫للشخصيات الروائية كما أشارت إلى البعد االجتماعي حيث صورت الحالة االجتماعية لكل‬
‫شخصية‪.‬‬
‫‪ ‬أبدع الكاتب في إبراز أسلوبه الفني واإلبداعي في سرد أحداث الرواية معتمدا في ذلك على‬
‫كم هائل من الثقافة والفكر‪.‬‬
‫‪ ‬ترك الروائي نهاية الرواية مفتوحة وذلك الستهالة القارئ وجعله يتخيل نهايتها وترك له مهمة‬
‫التخمين‪.‬‬

‫~‪~20‬‬
‫ملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـ ــق‬
‫‪ ‬ملــحق‬

‫التعريف بالكاتب‪:‬‬
‫أكرم عتمة كاتب جزائري من مواليد ‪ 28‬ديسمبر ‪ 1996‬بشلغوم العيد‪ ،‬متحصل على‬
‫شهادة البكالوريا شعبة تسيير واقتصاد بثانوية شوشان عبد الباقي‪ ،‬درس األدب بجامعة منتوري‬
‫بقسنطينة ‪ ،‬واختار األدب المقارن كتخصص بالماستر‪ ،‬له مؤلفان إثنان األول بعنوان سرير في‬
‫جهنم والثاني بعنوان رواية وكأن شيء لم يحدث والذي شارك من خاللهما بالمعرض الدولي‬
‫لمرتين على التوالي‪،‬إضافة إلى معارض محلية وحصوله على شهادات شرفية من و ازرة الثقافة‪.‬‬

‫~‪~22‬‬
‫‪ ‬ملــحق‬

‫ملخص الرواية‪:‬‬
‫بدأت أحداث رواية وكأن شيء لم يحدث " لروائي أكرم عتمة " حيث كان البطل (سعيد)‬
‫مع عائلته مجتمعون ينتظرون انطالق صافرة الحكم إعالن لبداية مبارة الجزائر مع سلوفينيا في‬
‫نهاية مونديال كأس العالم ‪ 2010‬فإذا باإلشارة تضيع مما دفع بسعيد لإلسراع إلى أعلى سطح‬
‫البيت ليصلح جهاز الساتيليت وكانت أخته أسماء توجهه وتعلمه إذا كانت اإلشارة جيدة أو ال‪.‬‬
‫وبينما هو يحاول إصالح الجهاز فإذا بأسماء تهتف بأعلى صوتها وتخبره أن الصورة واضحة‬
‫ودخلت مسرعة إلكمال المشاهدة دون أن تساعده في النزول من على السلم كما كانت تفعل كل‬
‫مرة‪.‬‬
‫أسرع سعيد في النزول من السلم الخشبي الرث الذي قاوم لسنوات لكن هذه المرة لم‬
‫يصمد وانكسر‪ .‬فإذا بسعيد يهوي بسرعة إلى األرضية اإلسمنتية ليرتطم رطمة قوية أفقدته حياته‬
‫لكنه تفاجأ بوجود حياة أخرى بعد الموت‪ .‬ليستيقظ البطل في إحدى المستشفيات الخاصة هنا‬
‫تتغير حياته تغي ار جذريا حيث ينتقل إلى حياة جديدة وعالم جديد ال يحمل فيه من العالم القديم‬
‫سوى اإلسم وشكله‪ .‬وكل الذي عاشه مع عائلته كان حلم جعله تحت صدمة‪ .‬فبدأ البطل سعيد‬
‫في البحث عن الحقيقة بمساعدة الممرضة زهرة إضافة إلى الدكتور عباس وعائلته الجديدة‪.‬‬
‫لقد أضاف الكاتب عدة مواضيع مستوحاة من الواقع الجزائري المعاش كون األحداث‬
‫تنتقل ما بين منطقة بوسعادة والجزائر العاصمة يتصادم مع الكثير من المواقف واألحداث‬
‫تشوبها العادات والتقاليد‪.‬‬

‫~‪~23‬‬
‫قـائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫‪ ‬قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫‪ ‬أكرم عتمة‪ ،‬رواية وكأن شيئا لم يحدث‪ ،‬دار أطفالنا للنشر والتوزيع‪ ،‬دار امتداد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط (‪.2019 ،)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع‬
‫‪ -1‬المعاجم‪:‬‬
‫‪ ‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬ج‪،9‬ط‪ ،4‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب (مادة الشخص)‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪،5‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬أحمد مرشد‪ ،‬بنية والداللة في روايات إبراهيم نصر اللّه‪.‬‬
‫‪ ‬إلفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬بارت روالن‪ ،‬مدخل إلى التحليل ابنبوي للقصص‪ ،‬ترجمة‪ ،‬مندر عياشي‪ ،‬مركز اإلنماء‬
‫الحضاري ط‪.1993 ،1‬‬
‫‪ ‬برنس جيرالد‪ ،‬المصطلح السردي (معجم المصطلحات)‪ ،‬ترجمة‪ ،‬عايد خزندار‪ ،‬المجلس‬
‫األعلى للثقافة‪.2003 ،‬‬
‫‪ ‬روالن بارت وآخرون‪ ،‬شعرية المسرود‪ ،‬ترجمة عدنان محمود محمد‪ ،‬منشورات الهيئة‬
‫السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪ ‬سعد رياضي‪ ،‬الشخصية‪ ،‬أنواعها‪ ،‬أمراضها‪ ،‬وفن التعامل معها‪ ،‬مؤسسة إقرأ‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬
‫‪ ‬صالح صالح‪ ،‬سرديات الرواية العربية المعاصرة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2003‬‬

‫~‪~25‬‬
‫‪ ‬قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬صبيحة عودة زعزب‪ ،‬جماليات السرد في الخطاب الروائي‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ 2006‬م‪.‬‬
‫‪ ‬صالح فضل‪ ،‬نظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬صالح فضل‪ ،‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬عبد المالك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية‪ ،‬بحث في تقنيات الكتابة‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الملك مرتاض‪ ،‬في نظرية الرواية (بحث في تقنيات ومفاهيم)‪ ،‬المجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واألدب‪ ،‬الكويت‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪.1998 ،‬‬
‫‪ ‬لطيف زيتوني‪ ،‬معجم مصطلحات نقد الرواية‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬لبنان‪( ،‬ط‪.2002 ،)1‬‬
‫‪ ‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬معجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الوطنية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2004 ،4‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد عزام‪ :‬تحليل الخطاب األدبي على ضوء المناهج النقدية الحديثة‪( ،‬دراسة في نقد‬
‫النقد)‪ ،‬إتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬دط‪.2003 ،‬‬
‫‪ ‬محمد علي سالمة‪ ،‬الشخصية الثانوية ودورها في المعمار الروائي عند نجيب محظوظ‬
‫ط‪ ،1‬دار الوفاء اإلسكندرية مصر‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬محمد غنيمي هالل‪ ،‬النقد األدبي الحديث‪ :‬دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫الفجالة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ط)‪.‬‬
‫‪ ‬نادر عبد الخالق‪ ،‬الشخصية الروائية بين أحمد علي بالبشير ونجيب الكيالني‪ ،‬دراسة‬
‫موضوعية وفنية‪ ،‬دار العلم‪ ،‬واإليمان‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬
‫‪ ‬نعمان بوقرة‪ ،‬المصطلحات األساسية في اللسانيات‪ ،‬ط‪ ،1‬جدار الكتاب العالمي‪،‬‬
‫األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ ‬يوسف أمينة‪ ،‬تقنيات السرد (في النظرية والتطبيق)‪ ،‬دار الحوار للنشر والتوزيع‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫ط‪.1997 ،1‬‬
‫يوسف وغليسي‪ ،‬النقد الجزائري المعاصر من الالنسونية إلى األلسنية‪ ،‬إصدارات رابطة‬ ‫‪‬‬

‫إبداع الثقافة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪.2002 ،‬‬


‫~‪~26‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫الشكر والعرفان‬

‫أ‪-‬ب‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية‬

‫‪04‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم البنية‬

‫‪04‬‬ ‫‪ .1‬لغة‬

‫‪04‬‬ ‫‪ .2‬إصطالحا‬

‫‪06‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الشخصية‬

‫‪06‬‬ ‫‪ .1‬لغة‬

‫‪06‬‬ ‫أ‪ .2 .‬إصطالحا‬

‫‪08‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬البنية الشخصية في الرواية‪........................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»‬

‫‪11‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أنواع الشخصية في الرواية‬

‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬الشخصيات الرئيسية‬

‫‪12‬‬ ‫‪ .2‬الشخصية الثانوية‬

‫‪14‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أبعاد الشخصية في رواية "وكأن شيئا لم يحدث"‪.....‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪ .1‬البعد الجسمي‬


‫~‪~28‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪15‬‬ ‫‪ .2‬البعد النفسي‬

‫‪18‬‬ ‫‪ .3‬البعد االجتماعي‬

‫‪20‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪22‬‬ ‫ملحق‬

‫‪25‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪28‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫~‪~29‬‬

You might also like