You are on page 1of 47

‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫مدينة مكناسة الزيتون دراسة في أحوالها السياسية والعلمية في عصري الموحدين وبني مرين‬
‫الباحثة‪ .‬مروة عيدان وادي االسدي‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬محمد عبد اهلل عبد المعموري‬
‫جامعة بابل‪ /‬كلية التربية للعلوم االنسانية‬
‫‪The City of Muknasat Al-Zaiton: A Study in its Political and Scientific‬‬
‫‪Atmosphere in the Era of Al-Muwahideen and Beni Mareen‬‬
‫‪Asst. Prof. Dr. Mohammad Abdellah Abed Al-Ma'moori‬‬
‫‪Researcher. Marwa Edan Wadi Al-Asadi‬‬
‫‪University of Babylon / College of Education for Human Sciences‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The City of Muknasat Al-Zaiton is considered one of the important historical‬‬
‫‪subjects which has not got the researchers' attention mainly because of the scarcity‬‬
‫‪of sources. The city was established in the era of Al-Adarisa and the first reference‬‬
‫‪to this city was made by Ibn Hazm Al-Idreesi and the Arab historians did not‬‬
‫‪mention any piece of information about this city up to the end of Al-Murabiteen‬‬
‫‪era.‬‬
‫المقدمة‬
‫يعــد موضــوع مدينــة مكناســة الزيتــون مــن المواضــيع التاريخيــة المهمــة التــي لــم تحــظ بعنايــة البــاحثين ألســباب لعــل أكثرهــا‬
‫أهميــة قلــة المصــادر التأريخيــة المتاحــة أمــام الباحــث فــي هــذا المجــال‪ ،‬ال ســيما إذ مــا علمنــا أن هــذه المدينــة هــي مدينــة محدثــة‬
‫أسســت فــي عهــد األد ارســة فــأول أشــارة بخصــوص هــذه المدينــة وردت عنــد ابــن حــزم فــي نهايــة العصــر األدريســي‪ ،‬وقــد أحجــم‬
‫المؤرخون والجغرافيون العرب عن ذكر أي معلومـات بخصـوص المدينـة حتـى نهايـة العصـر المرابطـي‪ ،‬إذ أشـارت المصـادر إلـى‬
‫أ ن المرابطين قاموا بتسوير حوائر مكناسة الزيتون وتأسيس حصن لحماية المدينة من هجوم الموحدين وقد سمي هذا الحصـن بــ‪:‬‬
‫ارت ثم تطورت وازدهرت فيما بعد في عصري الموحدين وبني مرين‪.‬‬
‫تاكر ا‬
‫أصبحت مكناسة الزيتون فيما بعد مدينة ممدنة تضاهي بقية المدن المغربية أيام المرابطين‪ ،‬ثـم تحولـت الـى مدينـة حقيقيـة‬
‫متكاملة لها مظاهرها المتميزة وخصوصيتها في النواحي السياسية والعلمية في عصري الموحدين وبني مرين‪.‬‬
‫واجهــت هــذه الد ارســة بعــض الصــعوبات‪ ،‬ألن موضــوع (مدينــة ِم ْكناســة الزيتــون فــي عصــري الموحــدين وبنــي م ـرين) مــن‬
‫تلق العناية الكافية من المصادر التأريخية‪ ،‬فجاء ذكر مدينة مكناسة‬
‫الموضوعات البكر‪ ،‬التي تعاني من قلة الدراسات‪ ،‬كونها لم َ‬
‫الزيتون على شكل أخبار متنـاثرة فـي ثنايـا الكتـب‪ ،‬ناهيـك عـن أحجـام المصـادر عـن ذكـر بعـض الجوانـب التـي تخـص المدينـة ال‬
‫سيما تأسـيس المدينـة ومؤسسـها‪ ،‬ولهـذا فكـان الطريـق أمامنـا صـعباً وطـويالً‪ ،‬فبعـد التوكـل علـى اهلل عـز وجـل عزمنـا الخـوض فـي‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬فاطلعنا على موارد مختلفة ومتنوعة‪ ،‬أضاءت لنا الطريق بعد حين‪ ،‬متخطين كل الصعوبات التي تقف بيننا وبين‬
‫الموضـوع‪ ،‬وال ســيما نـدرة المعلومــات والمـوارد وأخـتالف ميادينهــا‪ ،‬فلعلنــا نقـ أر كتابـاً لــن ننتفـع منــهُ إالّ بفكـرة أو جانـب ضــئيل قياسـاً‬
‫لمساحة الموضوع وتعدد جوانبهُ‪ ،‬وذا حملنا العناء والمتاعب في الوصول إلى األهداف‪.‬‬
‫ويتضــح ممــا تقــدم أهميــة الــدور الــذي شــغلتهُ مدينــة مكناســة الزيتــون عبــر تلــك العصــور ممــا جعــل منهــا موضــوعاً يســتحق‬
‫الدراسة من أجل تسليط الضوء على مدينة مهمة كان لها دور في تاريخ المغرب في كافة األصعدة‪ ،‬وأن غابت مالمحهـا ودورهـا‬
‫بحكم ارتباط تأريخها بتأريخ مدينة فاس‪ ،‬ومما ال شك فيه أن دراسة تـاريخ المـدن فـي أي مـدة تأريخيـة ليسـت بالد ارسـة الهينـة ألن‬

‫‪702‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫الباحــث فــي هــذا المجــال يجــد ل ازم ـاً عليــه أن يبحــث فــي المصــادر ليظفــر ولــو بمجــرد أشــارة تتعلــق بالمدينــة‪ ،‬ال ســيما إذا كــان‬
‫المؤرخون لم يتناولوا هذه المدينة بدراسة خاصة بها‪.‬‬
‫التمهيد‬
‫مكناسة الزيتون من ُذ التأسيس حتى قيام دولة الموحدين‬
‫قد أخذت مدينة مكناسة الزيتون اسمها من قبيلة مكناسة البربريـة التـي نزحـت اليهـا‪ ،‬وقـد أضـيفت لهـا كلمـة الزيتـون تميـ اًز‬
‫(‪)1‬‬
‫حينما قال‪(( :‬وانما عرف هذا البلـد بهـذه اإلضـافة ليمتـاز عـن‬ ‫لها عن مدينة مكناسة تازه وهذا ما أكده مؤرخ المدينة ابن غازي‬
‫(‪)2‬‬
‫سبباً أخر لهذه التسمية وذلك لما يشتهر به موقع المدينـة مـن كثـرة أشـجار الزيتـون‬ ‫مكناس تازة)) ويضيف صاحب األستبصار‬
‫((واكثرها الزيتون فسميت به))‪.‬‬
‫أسسـت مدينـة مكناســة الزيتـون فــي منتصـف القــرن الثالـث الهجري‪/‬التاسـع المــيالدي فـي الجــزء الجنـوبي الغربــي مـن مدينــة‬
‫فاس‪ ،‬كان سبب تأسيسها لتكون موطناً الحد فروع قبيلة مكناسـة التـي نزحـت مـن موطنهـا األصـلي فـي مدينـة مكنـاس تـازة بسـبب‬
‫الن ـزاع علــى زعامــة القبيلــة مــع الفــروع األخــرى فأتخــذت مــن الموقــع الجديــد موطن ـاً لهــا لمــا يمتــاز بــه مــن خصــوبة األرض ووف ـرة‬
‫المياه(‪ ،)3‬أما بالنسبة ألصل تسمية المدينة فلم يرد اسـم المدينـة فـي المصـادر الجغرافيـة والتأريخيـة االّ فـي عهـد األميـر األدريسـي‬
‫محمد بن ادريس الثاني(‪)4‬عنـدما قـام بتقسـيم دولـة األدارسـة بـين أخوتـه‪ ،‬أذ يشـير ابـن حـزم(‪)5‬الـى أن مدينـة مكناسـة الزيتـون كانـت‬
‫مـن حصــة أخيــه داود‪ .‬غيــر أن هــذا التقســيم ال يعنــي ان هــذه المنـاطق أنفصــلت عــن عاصــمة الدولــة األدريســية فــاس وانمــا بقيــت‬
‫تابعـة لهـا‪ ،‬وكـان أخــوة محمـد بـن ادريــس نوابـاً لـهُ علــى هـذه المنـاطق وبـذلك أرتــبط تـاريخ مدينـة مكناســة الزيتـون بتـاريخ العاصــمة‬
‫فاس فما يحدث لفاس تتأثر به مكناسة الزيتون سواء أكان ذلك سلباً أو أيجاباً‪ ،‬هذا ما يفسر لنا صمت المصادر عن ذكر أحوال‬
‫هذه المدينة خالل العصر األدريسي ألرتباطها بتاريخ فاس‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ومع قيام الدولة الفاطمية في المغرب سنة (‪298‬هـ‪910/‬م) ومحاولتها التوسع بأتجاه المغرب األقصى ‪ ،‬أصبحت مدينـة‬
‫فاس مطلباً ملحاً لزعماء الدولة الفاطمية لما تمثلهُ من أهمية سياسية في المغرب األقصى كونها عاصمة الدولة األدريسية‪ ،‬لـذلك‬
‫جرد الفاطميون حملة في سنة (‪305‬هـ‪917/‬م) للسيطرة على مدينة فاس وكان على رأس هذه الحملة القائد الفـاطمي مصـالة بـن‬
‫حبــوس(‪ ،)7‬انظمــت إليــه فيمــا بعــد قبيلــة مكناســة بقيــادة زعيمهــا موســى بــن أبــي العافيــة(‪ ،)1‬اســتطاعت هــذه القـوات محاصـرة مدينــة‬

‫(‪(1‬‬
‫أبي عبد اهلل احمد بن غازي العثماني المكناسي (ت‪919‬هـ‪1513/‬م)‪ ،‬الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عطا أبو رية وسلطان بن‬
‫مليح األسمري‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪(2‬‬
‫مجهول‪ ،‬مؤلف‪( ،‬من كتاب القرن السادس الهجري‪/‬الثاني عشر ميالدي)‪ ،‬االستبصار في عجائب األمصار‪ ،‬تحقيق‪ ،‬سعد زغلول عبد الحميد‪ ،‬دار‬
‫الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪1986 ،‬م ص‪.187‬‬
‫(‪(3‬‬
‫بنفايدة‪ ،‬المصطفى‪ ،‬مكناس جولة في التاريخ والمعالم‪ ،‬ط‪2008 ،2‬م‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫(‪(4‬‬
‫هو محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد اهلل بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب (ع) تولى زعامة دولة األدارسة بعد وفاة والده سنة‬
‫توفي بمدينة فاس سنة (‪221‬هـ‪835/‬م)‪ .‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬احمد بن محمد (ت ‪1025‬هـ‪1616/‬م)‪ ،‬جذوة االقتباس في ذكر‬ ‫َّ‬ ‫(‪213‬هـ‪828/‬م)‪،‬‬
‫من حل من األعالم مدينة فاس‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬الرباط‪1973 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.203- 202‬‬
‫(‪(5‬‬
‫علي بن احمد بن سعيد األندلسي القرطبي(ت‪465‬هـ‪1063/‬م)‪ ،‬جمهرة أنساب العرب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد السالم هارون‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1962 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.52– 49‬‬
‫(‪(6‬‬
‫مجهول ‪ ،‬مؤلف (المتوفي في القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي)‪ ،‬مفاخر البربر‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد القادر بوبابه‪ ،‬دار أبي رقراق‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص‪ 140‬؛ ابن عذارى‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد المراكشي(كان حياً سنة‪712‬هـ‪1314/‬م)‪ ،‬البيان المُغرب في أخبار األندلس والمغرب‪ ،‬قسم‬
‫الموحدين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد إبراهيم الكتاني ومحمد بن تاويت ومحمد زنبير وعبد القادر زمامة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪ 146‬؛‬
‫الدراجي‪ ،‬بوزياني‪ ،‬القبائل األمازيغية (أدوارها‪-‬ومواطنها‪-‬وأعيانها)‪ ،‬ط‪4،2010‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.218‬‬
‫(‪(7‬‬
‫أمير بربري‪ ،‬كانت له رياسة مكناسة القبلية وبالدها‪ ،‬وفي النصف الثاني من القرن الثالث الهجري‪ ،‬عظم أمرها في أيامه فتغلب على قبائل البربر‬
‫بأنحاء تازا‪ ،‬ولما أستولى عبيد اهلل المهدي على المغرب‪ ،‬كان مصالة من أكبر قواده‪ ،‬وواله المهدي على مدينة تاهرت والمغرب األوسط‪ ،‬زحفَ‬
‫مصالة إلى المغرب األقصى سنة (‪305‬هـ‪917/‬م) وأ ستولى على فاس وسجلماسة وأستنزل يحيى بن إدريس من إمارته بفاس إلى طاعة عبيد اهلل‪،‬‬
‫وأبقاه أميراً على فاس‪ .‬وعقد ألبن عمه موسى بن أبي العافية على سائر ضواحي المغرب وأمصاره وقفل إلى القيروان إلى أن قتله محمد بن خزر‬
‫الزناتي سنة (‪312‬هـ‪324/‬م)‪ .‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد(ت‪808‬هـ‪1405/‬م)‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم‬
‫والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪ ،‬ط‪ ، 2‬تحقيق‪ ،‬خليل شحاذة وسهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 176‬؛‬
‫‪703‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫إلــى طلــب الصــلح واألعت ـراف بالسيـ ــادة الفاطميـ ــة‪ ،‬مقابــل بقائــهُ حاكم ـاً علــى فــاس‬ ‫فــاس‪ ،‬فأضــطر أميرهــا يحيــى بــن إدريــس‬
‫فتحقق لهُ مايريد‪ ،‬وبقيت مدينة مكناسة الزيتون تابعة لحكومة فاس‪ ،‬الى أن استولى عليها موسـى بـن أبـي العافيـة المكناسـي سـنة‬
‫(‪313‬هـ‪925/‬م) بتشجيع من الدولة الفاطمية‪ ،‬إال أن العالقة الحسـنة بـين الـزعيم المكناسـي والدولـة المـذكورة سـرعان مـا تـدهورت‬
‫بسبب تحالف موسى بن أبي العافية مع الدولة األموية في األندلس(‪.)4‬‬
‫لذلك أصبحت مكناسة الزيتون ساحة للصراع بين الفاطمين والزعيم المكناسي موسى بن أبي العافية فتارة تخضع لسـيطرة‬
‫المكناسيين وتارة أخرى تخضع لسيطرة الفاطميين كما حدث سنة (‪323‬ه‪934/‬م)‪ ،‬عنـدما أسـتطاع القائـد الفـاطمي ميسـور الفتـى‬
‫دخول مدينة مكناسة الزيتون والسيطرة على بعض حوائرهـا كورزيغـة ومدينـة عوسـجة إال أن عـدم اسـتقرار الفـاطميين فـي المغـرب‬
‫األقصى جعل هذه المدينة عرضة لضربات القوى المتناحرة في المغرب األقصـى(‪ ،)5‬فبعـد اضـمحالل قبيلـة مكناسـة بقتـل زعيمهـا‬
‫موسى بن أبي العافية سنة (‪341‬هـ‪952 /‬م)(‪ ،)6‬ظهرت قوة أخرى علـى مسـرح األحـداث السياسـية فـي المغـرب األقصـى‪ ،‬تمثلـت‬
‫(‪)7‬‬
‫التــي اســتطاعت بمحالفــة األمــويين فــي األنــدلس أن تفــرض ســلطانها علــى المغــرب األقصــى إذ‬ ‫هــذه القــوة بقبيلــة مغـراوة الزناتيــة‬
‫(‪)8‬‬
‫أن يقــيم إمــارة لهــم فــي مدينــة فــاس فــي حــدود ســنة (‪376‬هــ‪986/‬م) اســتطاعت هــذه‬ ‫اســتطاع أميرهــا زيــري بــن عطيــة المغـراوي‬
‫(‪)9‬‬
‫األمارة أن تفرض سلطانها على جميع بالد المغرب األقصى بما فيها مدينة مكناسة الزيتون ‪.‬‬
‫خــيم الهــدوء بعــد ذلــك علــى جميــع ربــوع الــبالد المــذكوره ولــم ي ـرد ذكــر اســم مكناســة الزيتــون بعــد ذلــك إال م ـرتين حســب‬
‫المصادر التي تم اإلطالع عليها‪ ،‬المرة األولى عندما حدث خالف بين زيري بن عطية المغراوي صاحب مدينـة فـاس والمنصـور‬

‫السالوي‪ ،‬أبو العباس شهاب الدين احمد بن خالد الناصري(ت‪1315‬هـ‪1897/‬م)‪،‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬تحقيق‪ ،‬جعفر الناصري‬
‫ومحمد الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1955 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.238‬‬
‫(‪(1‬‬
‫موسى بن أبي العافية بن أبي باسيل بن أبي الضحَّاك بن تامريس بن إدريس بن وليف بن مكناس بن سطيف المكناسي‪ ،‬ملك معظم أنحاء المغرب‬
‫األقصى في أو ائل القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميالدي وأعلن الوالء والطاعة للخليفة عبد الرحمن الناصر في األندلس‪ ،‬فزحف إليه ميسور الغنى‬
‫قائد الخليفة الفاطمي القائم‪ ،‬فتمكن من إلحاق الهزيمة بموسى وأجاله عن أعمال المغرب إلى الصحراء‪ ،‬ولم يزل موسى شريداً إلى أن قُتل ببعض‬
‫بالد ملوية سنة (‪341‬هـ‪952/‬م)‪ .‬ينظر‪ :‬ابن الخطيب‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل بن سعيد بن احمد السلماني (ت‪776‬هـ‪1374/‬م)‪ ،‬تاريخ‬
‫المغرب العربي الوسيط‪ ،‬القسم الثالث من كتاب أعمال األعالم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬احمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم الكتاني‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪1964‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 217 - 210‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة االقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.342‬‬
‫(‪(2‬‬
‫هو يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس بويع للخالفة بعد قتل أبن عمه يحيى بن القاسم بن إدريس وخطب له في مدينة فاس‪ ،‬وكان يحيى أعلى بني‬
‫إدريس قدراً وصيتاً‪ ،‬فقيهاً حافظاً للحديث ذا فصاحة وبيان و لم يبلغ أحداً من األدارسة مبلغه ولم يزل على مملكة المغرب إلى أن قدم إليه مصالحة‬
‫بني حبوس المكناسي قائد عبيد اهلل الشيعي القائم بأفريقية سنة (‪305‬هـ‪917/‬م)‪ .‬أبن أبي زرع‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد اهلل‬
‫الفاسي(ت‪741‬هـ‪1340/‬م)‪،‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ ،‬دار المنصور‪ ،‬الرباط‪1972 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪ 80‬؛ مارسيه‪ ،‬جورج‪ ،‬بالد المغرب وعالقاتها بالمشرق اإلسالمي في العصور الوسطى‪ ،‬ترجمة عن الفرنسية‪ ،‬محمود عبد الصمد هيكل‪،‬‬
‫راجع ُه وأستخرج نصوصهُ‪ ،‬مصطفى أبو ضيف احمد‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫(‪(3‬‬
‫البكري‪ ،‬أبو عبيد عبد اهلل بن عبد العزيز بن محمد(ت‪487‬هـ‪1094/‬م)‪ ،‬المغرب في ذكر بالد افريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك‬
‫والممالك‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪ 125‬؛ ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫(‪(4‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 84– 83‬؛ حسن‪ ،‬حسن إبراهيم‪ ،‬وطه أحمد شرف‪ ،‬عبيد اهلل المهدي إمام الشيعة اإلسماعيلية ومؤسس الدولة‬
‫الفاطمية في بالد الغرب‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1947 ،‬ص‪ 197‬؛ الدراجي‪ ،‬القبائل األمازيغية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 218‬؛ السرجاني‪ ،‬راغب‪،‬‬
‫قصة األندلس من الفتح إلى السقوط‪ ،‬مؤسسة اقرأ‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 210‬؛ طه‪ ،‬جمال أحمد‪ ،‬مدينة فاس في عصري المرابطين‬
‫والموحدين (‪448‬هـ‪1056/‬م‪448-‬هـ‪1269/‬م) دراسة سياسية حضارية‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬اإلسكندرية‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.60 -5‬‬
‫(‪(5‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 87– 85‬؛ الحميري‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد المنعم (ت ‪900‬هـ ‪1494/‬م)‪،‬الروض المعطار في خبر‬
‫األقطار‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬مطابع هيدلبرغ‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص‪.608‬‬
‫(‪(6‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 86‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 342‬؛ السالوي‪ ،‬األستقصا‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.173‬‬
‫(‪(7‬‬
‫وهم أوسع بطون قبيلة زناتة يرجع نسبهم الى جدهم مغراو بن يصلتن بن مصرا بن زكايا بن ويرسك كانت مواطنهم بالمغرب األوسط من شلف الى‬
‫تلمسان‪ ،‬أستمر سلطانهم الى أن غلبتهم قبائل صنهاجة فنزحوا الى المغرب األقصى وأسسوا أمارة لهم في فاس وسجلماسة حتى قضى عليهم‬
‫المرابطون‪ .‬ابن حزم‪ ،‬جمهرة أنساب العرب‪ ،‬ص‪ 498‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.33‬‬
‫(‪(8‬‬
‫هو زيري بن عطية بن عبد اهلل بن تيادلت (وتيادلت هي أم زيري وكان يعرف بها) بن محمد بن خزر الزناتي المغراوي‪ ،‬كان أميراً على بني خزر‬
‫من مغراوة‪ ،‬أحدى بطون زناتة كانت محالتهم تقع بالمغرب األوسط‪ ،‬وهو الذي مهد لقبائل زناتة فرض سيطرتها على فاس والمغرب األقصى‬
‫حيث توارث بنيه الملك إلى بداية دولة المرابطين‪ .‬ابن الخطيب‪ ،‬تاريخ المغرب الوسيط‪ ،‬ص‪ 155‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 28‬؛ طه‪ ،‬مدينة‬
‫فاس‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫(‪(9‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪.109– 108‬‬

‫‪704‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وتطور هذا الخالف الى نزاع عسكري بين الطرفين انتهى بهزيمة زيري بن عطيـة ودخـول األمـوين مدينـة فـاس‪،‬‬ ‫بن أبي عامر‬
‫(‪)2‬‬
‫أن المعركــة الفاص ــلة ب ــين الطــرفين ح ــدثت فــي مضــيق الحيــة ق ــرب مدينــة مكناســة الزيتــون فــي س ــنة‬ ‫إذ أش ــار ابــن أب ــي زرع‬
‫(‪387‬هـ‪997/‬م)‪ ،‬وأنهزم فيها زيري وتوجه بعد ذلك الى فاس‪ ،‬إال إن المدينة أوصدت الباب بوجهه فتوجه الى الصحراء‪.‬‬
‫أما المرة الثانية التي ذكرت فيها مكناسة الزيتون فكان ذلك سنة (‪466‬هـ‪1073/‬م) عندما أستنجد صاحب المدينة مهدي‬
‫(‪)5‬‬
‫لبـى األميـر يوسـف الطلـب‬ ‫بـاألمير يوسـف ابـن تاشـفين(‪ ،)4‬علـى عـدوه معنصـر المغـراوي صـاحب فـاس‬ ‫(‪)3‬‬
‫بن يوسف الكرماني‬
‫ألنه يتالئم مع رغبته ويظهره منقذاً لسكان المغـرب مـن الزنـاتيين(‪ .)6‬ومـن هنـا بـدأ الصـراع بـين فـرع زناتـه التـي كانـت تحكـم فـاس‬
‫وبين يوسف بن تاشفين الذي ظهر بصورة نجدة لصاحب مدينة مكناسة الزيتون(‪.)7‬‬
‫(‪)9‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫فقضـى عليـه‪ ،‬ثـم تـابع سـيرهُ لمسـاعدة الكزنـائي‪ ،‬وعنـدما‬ ‫وكانـت لمهـدي بـن تـولي اليحفشـي‬ ‫هاجم يوسـف قلعـة فـازار‬
‫(‪)10‬‬
‫جــرت حــرب فــاس بخطــة الكــر والفــر التــي اتبعهــا معنصــر بينمــا اســتخدم يوســف أســلوب‬ ‫وصــل إلــى فــاس عاصــمة المغــرب‬
‫وقتله(‪ ,)12‬و أقام‬ ‫(‪)11‬‬
‫فر نحو المشرق‪ ،‬فاستولى على أحوازها وظفر بعاملها بكر بن إبراهيم‬
‫التقرب‪ ،‬هزم يوسف جيش فاس الذي َّ‬
‫يوسف في فاس عدة أيام ثم ترك المدينة إلى بالد غمارة واستولى على حصنها وقالعها(‪.)13‬‬
‫اغتــنم معنصــر فرصــة خــروج يوســف‪ ،‬وكـ َّـر علــى فــاس ودخلهــا وقتــل عاملهــا المرابطــي عندئــذ الق ـت كرتــهُ نجاح ـاً وهــدد‬
‫فتوحات يوسف في المغرب‪ .‬وتمكن معنصر أيضاً من مواجهة الكزنائي صاحب مكناسة الزيتـون فـدار بيـنهم قتـال شـديد قُتـل فيـه‬
‫الكزنــائي وتفــرق جيشــهُ‪ ،‬عندئـ ٍـذ بعــث أهــل مكناســة الزيتــون إلــى يوســف يستصــرخونه ويســتغيثون بــه ضــد معنصــر وأعطــوه بالدهــم‬
‫وبذلوا له الطاعة(‪.)14‬‬

‫(‪(1‬‬
‫هو محمد بن عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك‪ ،‬ولي الحجابة لهشام المؤيد (‪403 -366‬هـ‪-976/‬‬
‫‪1012‬م) سنة (‪372‬هـ‪ 982/‬م)‪ ،‬أصلهُ من الجزيرة الخضراء ذهب الى قرطبة طالباً للعلم‪ ،‬تمكن من السيطرة على بالد األندلس‪ ،‬غزا حوالي ستاً‬
‫وخمسون غزوة أنتصر فيها كلها‪ .‬الحميدي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي نصر الفتوح بن عبد اهلل االزدي (ت ‪488‬هـ ‪1095/‬م)‪ ،‬جذوة المقتبس في‬
‫ذكر والة األندلس‪ ،‬تحقيق‪ ،‬بشار عواد معروف ومحمد بشار عواد‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪ 122 - 120‬؛ المراكشي‪ ،‬محي‬
‫الدين بن محمد عبد الواحد (ت ‪647‬هـ‪1249/‬م)‪ ،‬المعجب في تخليص أخبار الم غرب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد سعد العريان‪ ،‬إحياء التراث اإلسالمي‪،‬‬
‫القاهرة‪1962،‬م‪ ،‬ص‪.75 -72‬‬
‫(‪(2‬‬
‫األنيس المطرب‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫(‪(3‬‬
‫لم أجد ل ُه ترجمة في المصادر التي أطلعت عليها‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن األحمر‪ ،‬أبو الوليد إسماعيل بن يوسف محمد الغرناطي األندلسي (ت‪807‬هـ‪1404/‬م)‪ ،‬بيوتات فاس الكبرى أو ذكر بعض مشاهير فاس في‬
‫القديم‪ ،‬دار المنصور‪ ،‬الرباط‪1972 ،‬م‪ ،‬ص‪ 3‬؛ السالوي‪ ،‬األستقصا‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.208‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عينه على فاس عمه الفتوح بن دوناس بن حمامة وتنازل له عنها‪ .‬وبايعته قبائل مغراوة بفاس وأحوازها سنة (‪455‬هـ‪1063/‬م)‪ .‬ابن الخطيب‪،‬‬
‫تاريخ المغرب الوسيط‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪163.-162‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 140 -139‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 44- 43‬؛ نصر اهلل‪ ،‬سعدون عباس‪ ،‬دولة المرابطين في المغرب‬
‫واألندلس عهد يوسف بن تاشفين أمير المرابطين‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 140- 139‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 44- 43‬؛ محمود‪ ،‬حسن احمد‪ ،‬قيام دولة المرابطين – صفحة‬
‫مشرقة من تاريخ المغرب في العصور الوسطى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫(‪)8‬‬
‫تقع هذه القلعة في جبل فازارا الواقع خلف مكناسة الزيتون الذي يُعتبر من الجبال المشهورة في بالد المغرب‪ ،‬والذي تسكنه أمم كثيرة من البربر‪،‬‬
‫تنسب هذه القلعة للمهدي بن تواال‪ ،‬أقام عليها عسكر الملثمين سبعة أعوام وبناؤها باأللواح‪ ،‬وكان اليهود أكثر سكان هذه القلعة ألنهم سوقة فيلجأون‬
‫إلى الحصن تحوطًا على سلعهم‪ .‬الحميري‪ ،‬الروض المعطار‪ ،‬ص‪.435‬‬
‫(‪)9‬‬
‫المهدي بن كالتو بن تول ى اليحفش من بني يحفش الزناتيون وكان أبوه صاحب قلعة فازارا ثم عهد بها إليه بعد وفاته‪ .‬السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.27‬‬
‫(‪)10‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫(‪)11‬‬
‫لم اجد ل ُه ترجمة في المصادر التي أطلعت عليها‪.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 139‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر ؛ ج‪ ،6‬ص‪ 246‬؛ نصر اهلل‪ ،‬دولة المرابطين‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫(‪)13‬‬
‫ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 246‬؛ نصر اهلل‪ ،‬دولة المرابطين‪ ،‬ص‪.46- 45‬‬
‫(‪)14‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 139‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 246‬؛ السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 28‬؛ حسين‪ ،‬حمدي عبد المنعم‬
‫محمد‪ ،‬التأريخ السياسي و الحضاري للمغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪47‬؛ نصر اهلل‪،‬‬
‫دولة المرابطين‪ ،‬ص‪.46- 45‬‬
‫‪705‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫فكتـب يوسـف إلـى أهــل مكناسـة الزيتـون كتابـاً جـاء فيـه‪(( :‬أمــا بعـد‪ ،‬أصـلح اهلل مــن أعمـالكم مـا أختـ َّـل‪ ،‬وأص َّ‬
‫ـلح مـن وجــوِه‬
‫ِ‬
‫صالح ُكم ما أعت َّـل‪ ،‬فقـد بلغنـا مـن التنـازع والتهـاتر‪ …،‬فـال يسـوغ لنـا أن نتـرككم فوضـى ونـدعكم سـدى‪ ،‬وال ب َّـد لنـا مـن أخـذ قنـاتكم‬
‫ذات ِ‬
‫اهلل‪ ،‬أخواناً‪ ،‬وال تجعلوا للعقوبة عليكم يـداً وال سـلطاناً‪ ،‬وأعلمـوا َّ‬
‫أن مـن نـزع بيـنكم‬ ‫ق‪ … ،‬وكونوا على الخير أعواناً‪ ،‬وفي ِ‬
‫بشقا ٍ‬
‫ٍ‬
‫بض ٍر‪َ ،‬‬
‫وقام عندنا عليه الدليل‪ ،‬وأتجه إليه السـبيل‪ ،‬أخرجنـاهُ عـنكم‪ ،‬وباعـدناهُ مـنكم‪ ،‬فـأتقوا اهلل‪ ،‬وكونـوا مـع‬ ‫ٍ‬
‫بشر‪ ،‬أو نعب في فتنة ُ‬
‫الصــادقين‪ ،‬وال تتول ـوا عــن الموعظـ ِـة وأنــتم معرضــون‪ ،‬وال تكون ـوا كالــذين قــالوا‪(( :‬ســمعنا وهــم ال يســمعون)) وحسـ ُـبنا هــذا‪ ،‬وبــاهلل‬
‫التوفيق))(‪.)1‬‬
‫وهكذا أصبحت مكناسة الزيتون تابعة للمرابطين وقد جاء ذلك بعد إخضاعهم لزعماء الحوائر وسيطرتهم على مـا جاورهـا‬
‫من مدائن‪ .‬وقد كانت سياسة المرابطين العسكرية إنشاء القالع والحصون حول المدينة لتكون حصناً لهم(‪.)2‬‬
‫وضمن هذه الحصون بنيت النواة األولى لمدينة مكناس التي أطلق عليها في البداية اسم تاگرارت والتي تعني باألمازيغية‬
‫الحصن أو المحلة(‪ .)3‬وكان الهدف من بنائه أن يكون مرك اًز للجيوش المرابطية وثغ اًر لشن الغارات على أعداء الدولة في الشرق‬
‫من زناته والهالليين‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫((أن مكناسة لم تحصن إال بعد ظهور الخطر الموحدي‪ ،‬حيـث تـم بنـاء أسـوارها وأبراجهـا علـى عجـل‬ ‫وذكر ابن غازي‬
‫(‪)5‬‬
‫وفي هذه الظروف‬ ‫منها (برج ليلة) الذي تم إنشاءهُ في ليلة واحدة))‪ .‬وبذلك فأن بناء سور المدينة كان راجع لضرورات دفاعية‬
‫(‪)6‬‬
‫سمح والي المرابطين على المنطقة بدر بن ولجوط‪ ،‬لوجها وأغنياء القبائل المجاورة باألحتماء داخل القلعة ‪.‬‬
‫بعد تأسيس حصن مكناسة الزيتون) تاگرارت (عرفت مكناس تحوالً هاماً‪ ،‬فأنطلقت عملية البناء والتشييد من حوله‪ ،‬ومع مرور‬
‫الزمن أصبحت المدينة في موقعها الجديد تحتضن عدة أسواق وأحياء ومساجد(‪.)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫فــي معــرض‬ ‫وتعــد كث ـرة المســاجد تقليــداً مرابطي ـاً وضــع أسســهُ يوســف بــن تاشــفين‪ ،‬كمــا يتضــح مــن ق ـول ابــن أبــي زرع‬
‫حديثه عن أعمـال يوسـف بـن تاشـفين لمـا دخـل مدينـة فـاس‪(( :‬وأمـر ببنيـان المسـاجد فـي أحوازهـا وأزقتهـا وشـوارعها‪ ،‬أي زقـاق لـم‬
‫يجد فيه مسجداً عاقب أهله وأجهدهم على بناء مسجد فيه))‪ .‬فترك المرابطين آثا اًر واضحة جلية في جميع المجاالت(‪.)9‬‬
‫ممــا تقــدم يتضــح إن مكناس ـة قــد اكتملــت صــورتها كمدينــة مــع بدايــة عصــر الم ـرابطين‪ ،‬وهــذه الخاصــية تحــتم علينــا أن‬
‫نص ــنفها ض ــمن خان ــة الم ــدن اإلس ــالمية الت ــي ترتك ــز فيه ــا مظ ــاهر الحض ــارة اإلس ــالمية المتميـ ـزة مث ــل المس ــاجد الكب ــرى والق ــالع‬
‫والمــدارس التعليميــة‪ ،‬وأيض ـاً الزوايــا الصــوفية(‪ .)10‬وبقيــت مكناســة الزيتــون تابعــة للم ـرابطين حتــى ظهــور الموحــدين ونــزولهم فيهــا‬
‫أواخر عام (‪540‬هـ‪1145/‬م) (‪.)11‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن خاقان‪ ،‬أبي نصر الفتح بن محمد بن عبيد اهلل القيسي األشبيلي (ت‪529‬هـ‪1120/‬م)‪ ،‬قالئد العقيان ومحاسن األعيان‪ ،‬حققه وعلق عليه‪ ،‬حسين‬
‫يوسف خربوش‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬األردن‪1989 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.313- 312‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التاريخ والمعالم‪ ،‬ص‪ 17‬؛ حقي‪ ،‬احسان‪ ،‬المغرب العربي‪ ،‬منشورات دار اليقضة العربية‪1971 ،‬م‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الحميري‪ ،‬الروض المعطار‪ ،‬ص‪ 544‬؛ بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الروض الهتون‪ ،‬ص‪.60- 59‬‬
‫(‪)5‬‬
‫بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 60‬؛ بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪)7‬‬
‫عظيمي‪ ،‬محمد‪ ،‬مدينة مكناس تاريخ ومعالم‪ ،‬منشورات ودادية رؤساء المصالح اإلدارية بمكناس‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)8‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫(‪)9‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 141‬؛ الصالبي‪ ،‬علي محمد‪ ،‬تأريخ دولتي المرابطين والموحدين في الشمال األفريقي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار المعرفة‪،‬‬
‫بيروت‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫(‪)10‬‬
‫بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.26- 25‬‬
‫(‪)11‬‬
‫ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪706‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األوضاع السياسية في مدينة مكناسة الزيتون في عصري الموحدين وبني مرين‬
‫أوالً‪ :‬مكناسة الزيتون في عصر الموحدين‬
‫لم يكد المغرب األقصى ينعم ومدينة مكناسة الزيتون باألستقرار في ظل دولة المرابطين حتى ظهر على مسرح األحداث‬
‫داعيــة دينــي قــام بحركــة تجديديــة ســرت فــي أعمــاق نفــوس كثي ـرة‪ ،‬ســقطت علــى أثرهــا دولــة الم ـرابطين‪ ،‬وبنيــت علــى أساســها دولــة‬
‫(‪)2‬‬
‫من المغرب األقصى (قادها شخص أسمه محمد بن تـومرت)‬ ‫الموحدين(‪ .)1‬والحركة الموحدية حركة ظهرت في السوس األدنى‬
‫تسمى باسم‪( :‬المهدي) وزعـم لنفسـه النسـب القرشـي‪ ،‬وأنشـأ مدرسـة وأتباعـاً(‪)3‬فـي سـنة (‪514‬هــ‪1120/‬م) بعـد عودتـه مـن المشـرق‬
‫فقيه ـاً مشــتغالً بــالعلم والفتيــا والتــدريس أم ـ اًر بــالمعروف ناهي ـاً عــن المنكــر(‪ .)4‬وحتــى ســنة (‪524‬ه ــ‪1130/‬م) أســتطاع الموحــدون‬
‫خاللها تحقيق انتصارات عدة على المرابطين ودخول حاضرتهم مراكش(‪.)5‬‬
‫فأخذ ابن تومرت منـذ اللحظـات األولـى لدعوتـه يسـتنقص المـرابطين أمـراء المغـرب وينسـبهم إلـى الكفـر‪ ،‬ويـدعو إلـى خلـع‬
‫طاعتهم‪ ،‬ويمشي في األسواق يأمر المعروف وينهي عن المنكر‪ ،‬ويكسر المزامير وآالت اللهو‪ ،‬ويريق الخمر حيثمـا وجـده‪ .‬يفعـل‬
‫ذلك في أي بلد حل به وأي موضوع نزله(‪ ،)6‬وظل المهدي بـن تومـ ـ ـرت يتجـول ف ـ ـي بـالد المغـرب إلـى أن وصـل مدينـة فـاس‪ ،‬ثـم‬
‫مر الى مغيلة(‪ ،)7‬ومنها إلى مدينة مكناسة الزيتون نظ اًر لموقعها وسط البالد‪ ،‬ولكونها محـو اًر للعبـور بـين الشـمال والجنـوب‪ ،‬فبعـد‬
‫دخول ابن تومرت إليهـا أثارتـه التجمعـات بـين الرجـال والنسـاء فـي الميـادين واألسـواق‪ ،‬وهـذا مـا رآه عنـد مـروره فـي موضـع يسـمى‬
‫إذ قـال‪(( :‬إنـه لمـا خـرج المعصـوم(‪)10‬مـن‬ ‫(‪)9‬‬
‫وهـذا مـا أكـده مـؤرخ الدولـة أبـي بكـر الصـنهاجي المـدعو البيـذق‬ ‫(‪)8‬‬
‫(الكدية البيضـاء)‬
‫ـاء‬
‫فاس نزلنا بمغيلة … ثم منها نحو مكناسة‪ ،‬فلما أشرفنا على الكدية البيضاء نظر المعصـوم الكديـة فـإذا بهـا مملـوءة رجـاالً ونس ً‬
‫تحت شجرة لوز فدخل المعصوم فيهم ميمنه وميسره وبددناهم يميناً وشماالً …))‪.‬‬
‫وكـان نزولـه بمكناســة الزيتـون بموضـع يســمى السـوق القـديم أو ســوق الغبـار‪ ،‬ولكـن ابــن تـومرت لـم يعجبــه أحـوال المدينــة‬
‫لكثـرة انتشــار الفسـاد والمعاصــي بهـا مــن خمـر وغيـره‪ ،‬وبـالرغم مــن ذلـك واصــل دعوتـه فــي األمـر بــالمعروف والنهـي عــن المنكــر‪،‬‬
‫وخرج من مدينة مكناسة الزيتون متوجهاً إلى مدينة سال(‪.)11‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 172‬؛ طه‪ ،‬مدينة فاس في عصري المرابطين والموحدين‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫(‪)2‬‬
‫منطقة كبيرة في أقصى المغرب تضم عدة مدن وبالد واسعة يشقها نهر عظيم يصب في البحر المحيط يسمى (ماسة)‪ .‬مجهول‪ ،‬االستبصار‪،‬‬
‫ص‪211‬؛ الحميري‪ ،‬الروض المعطار‪ ،‬ص‪.330‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 245‬؛ الحجي‪ ،‬عبد الرحمن علي‪ ،‬التأريخ األندلسي من الفتح اإلسالمي حتى سقوط غرناطة (‪897-92‬هـ‪-711/‬‬
‫‪1492‬م)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪ 457- 456‬؛ حمادة‪ ،‬محمد ماهر‪ ،‬الوثائق السياسية واإلدارية في األندلس وشمالي‬
‫أفريقية (‪897-64‬هـ‪1492-683/‬م) دراسة ونصوص‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ابن األثير‪ ،‬عز الدين أبو الحسن علي بن الكرم محمد بن محمد الشيباني (ت‪630‬هـ‪1231/‬م)‪ ،‬الكامل في التأريخ‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عمر عبد السالم تدمري‪،‬‬
‫دار الكتاب‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 294‬؛ مجهول‪ ،‬مؤلف (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي)‪ ،‬الحلل الموشية في ذكر‬
‫األخبار المراكشية‪ ،‬تحقيق‪ ،‬سهيل زكار وعبد القادر بوباية‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫(‪)5‬‬
‫البيذق‪ ،‬أبو بكر علي الصنهاجي (ت ‪555‬هـ‪1160/‬م)‪ ،‬أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد الوهاب منصور‪ ،‬دار‬
‫المنصور للطباعة‪ ،‬الرباط‪1971 ،‬م‪ ،‬ص‪ 24- 20‬؛ موسى‪ ،‬عز الدين عمر‪ ،‬الموحدون في المغرب اإلسالمي تنظيماتهم ونظمهم‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪ 117‬؛ النجار عبد الحميد‪ ،‬تجربة اإلصالح في حركة المهدي بن تومرت الحركة الموحدية بالمغرب أوائل القرن‬
‫السادس الهجري‪ ،‬ط‪ ،2‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬فيرجينيا‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫(‪)6‬‬
‫السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 13‬؛ زغلول‪ ،‬تأريخ المغرب العربي‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ 231‬؛ طه‪ ،‬مدينة فاس‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫(‪ ) 7‬مدينة متحضرة كثيرة التجارات متصلة العمارات‪ ،‬كثيرة األعشاب والخضر واأل شجار والثمار والمياه تخترق في كل جانب منها ومكانها حسن‬
‫وهوائها معتدل‪ ،‬تقع على الطريق بين فاس ومكناسة الزيتون‪ ،‬وتبتعد عن مكناسة الزيتون بحوالي ‪60‬كم غرباً‪ .‬األدريسي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن‬
‫محمد بن عبد اهلل(ت‪560‬هـ‪1164/‬م)‪ ،‬نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪1989 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.244‬‬
‫(‪ )8‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 25‬؛ بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ )9‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 25‬؛ النجار‪ ،‬عبد المجيد‪ ،‬المهدي بن تومرت أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الهرغي السنوسي (‪524‬هـ‪1129/‬م) حياته وآراءه‬
‫وثورته الفكرية واالجتماعية وأثره بالمغرب‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪ )10‬المعني به المهدي بن تومرت‪.‬‬
‫(‪ )11‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 26- 25‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 227‬؛ السالوي االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 82‬؛ حسين‪ ،‬حمدي عبد المنعم محمد‪،‬‬
‫التأريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ ،‬دار المعرفة الجامعة‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪707‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫استمرت حرب بن تومرت ضد دولة المرابطين‪ ،‬وأخذ المرابطون يعملـون علـى إخمـاد هـذه الـدعوة فـي مهـدها فجهـز علـي‬
‫لكن توالت الهزائم على جيوش المرابطين مرة تلو األخرى(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بن يوسف جيشاً لمحاربة المهدي وأتباعه‬
‫(‪)3‬‬
‫التـي انتهـت بهزيمـة الموحـدين هزيمـة‬ ‫ومن أهـم غـزوات المهـدي بـن تـومرت ضـد القـوات المرابطيـة هـي معركـة البحيـرة‬
‫منكرة(‪ .)4‬وبعد هذه الهزيمة بأيام قالئل توفي المهدي بن تومرت في ‪ 25‬رمضان سنة (‪524‬هـ‪1130/‬م)‪،‬وبويع بعده خليفته عبـد‬
‫المؤمن بن علي زعامة الدولة الموحدية(‪ .)5‬فقد عمـد عبـد المـؤمن الموحـدي علـى فـتح مدينـة مكناسـة الزيتـون بعـد أن أرسـل إلـيهم‬
‫بنفسه الخروج إلـى تلـك المدينـة(‪ )6‬وعنـدما وصـل إلـى‬ ‫ِ‬ ‫فرقة استطالعية وقد خرج عليهم بدر بن ولجوط اللمتوني وقتلهم‪ ،‬فقرر هو‬
‫مكناســة الزيتــون‪ ،‬ضــرب حولهــا الحصــار وأســتمر هــو بنفسـ ِـه فــي حصــارها بتتــابع األحــداث‪ ،‬وقــد أعــان أهــالي جبــل زرهــون الــذين‬
‫أرســلوا بيعــتهم مــع جماعــة مــنهم إلــى عبــد المــؤمن بــن علــي وهــو محاصــر مدينــة مكناســة الزيتــون‪ ،‬فــإن إعــانتهم للموحــدين فــي‬
‫محاص رة مكناس فذلك من الزم الطاعة‪ ،‬ومن الواجب في حق من أبى أن يدخل فيما دخلت فيه الجماعة(‪.)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫أيضـاً روايـة مفادهـا‪(( :‬عمـد عبـد المـؤمن الموحـدي علـى محاصـرة مكناسـة‪ ،‬فبعـث عسـك اًر‬ ‫وأورد ابن عذاري المراكشـي‬
‫لحصــار مكناســة فخــرج لهــم ابــن ولجــوط اللمتــوني فهــزمهم وكــان بمكناســة نح ـو ثالثــة أالف ف ــارس مــن الحشــم والــروم وغيــرهم‬
‫وانضاف لهم خلق من القبائل القريبة منها فتوجه األمير أبو محمد عبد المؤمن لها برسم إغاثة عسكرهُ وتـرك علـى حصـار مدينـة‬
‫فاس أبا بكر بن الخير مع جماعة من الموحدين‪ ،‬ولما وصل إلى مكناسة برز عليها وجد في حصارها))‪.‬‬
‫ويشير صاحب الحلل المواشية(‪ )9‬أيضاً بأن عبد المـؤمن بعـث سـتة أالف فـارس مـن رقانـة ومكالتـة‪ ،‬وزناتـة وكزنايـة إلـى‬
‫محاصـرة مكناســة‪ ،‬فبنـوا عليهــا ســو اًر‪ ،‬وحفــروا أمامــهُ حفيـ اًر‪ ،‬فكــانوا أهلهــا فــي سـ ٍ‬
‫ـجن ال يقــدرون علــى الخــروج منهــا شـرقاً وال غربـاً‪،‬‬
‫أداروا السور عليهم‪ ،‬وتركوا فية أبواباً يدخلون منها لقتال أهل البلد‪ ،‬فتركوا عليها وانصرف إلى سال‪.‬‬
‫أضطر الوالي المرابطي بدر بن ولجـوط إلـى إقامـة التحصـينات لصـدها‪،‬‬
‫َّ‬ ‫وأمام الهجمات المتكررة التي قام بها الموحدون‬
‫وكــان أهمهــا حصــن تــاگرارت‪ ،‬وقــام بنقــل الوجهــاء واألغنيــاء داخــل الحصــن‪ ،‬األمــر الــذي دفــع الموحــدين إلــى اللجــوء إلــى أســلوب‬
‫الخديعــة والمباغتــة(‪ .)10‬فــأول غــارة شــنها الموحــدون علــى تلــك األرض بســوق الغبــار يــوم األحــد‪ ،‬فقــد كــان أهــل القصــر والح ـوائر‬
‫يجتمعون إلى تلك السوق يوم األحد‪ ،‬فبينما هم يوم قد أجتمعوا وكملوا بالسوق المـذكورة وهـي بـأرض مرتفعـة إذ أشـرفوا علـى خيـل‬
‫مقبلة إليهم في زي المرابطين‪ :‬اللثم والغفائر القرمزية‪ ،‬والمهاميز التاشفينية والسـيوف والمحـالة‪ ،‬والعمـائم ذوات الـذؤبات‪ ،‬فلمـا رأى‬
‫(‪)11‬‬
‫جاءتنا وسارعوا للقائهم فرحين بهم‪ ،‬فلما خرجوا عن منع القصر والسوق حاصر الفرسـان‬ ‫القوم هذا الزي قالوا‪ :‬تقوية السلطان‬

‫(‪ )1‬مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪ ،‬ص‪.110- 109‬‬


‫(‪ )2‬مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫(‪ ) 3‬تعرف أيضاً ببحيرة الرقائق‪ ،‬حدثت هذه المعركة بين المرابطين والموحدين سنة (‪524‬هـ‪1129/‬م) جرت قرب بستان عند باب أيالن وكان‬
‫البستان بلغة المصامدة يسمى بــ (البحيرة) لذلك سميت المعركة بمعركة البحيرة أو سنة البحيرة‪ ،‬وألتقى الطرفان عند البحيرة فهزم الموحدون فيها‬
‫هزيمة شنيعة وقاسية‪ .‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 40‬؛ ابن القطان‪ ،‬نظم الجمان ص‪.162 -160‬‬
‫(‪ )4‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫(‪ )5‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 44- 43‬؛ ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 117‬؛ ابن القطان‪ ،‬نظم الجمان‪ ،‬ص‪ 167‬؛ مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪،‬‬
‫ص‪ 17‬؛ ابن قنفذ‪ ،‬أبي العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب القسنطيني (ت‪809‬هـ‪1406/‬م) الوفيات‪ ،‬ط‪ ،4‬تحقيق‪ ،‬عادل نويهض‪ ،‬دار‬
‫األفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪.273‬‬
‫(‪ )6‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫(‪ )7‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 191‬؛ ابن زيدان‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن الشريف العلوي السجلماسي (ت‬
‫‪1365‬هـ‪1945/‬م)‪ ،‬إتحاف أعالم الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس‪ ،‬تحقيق‪ ،‬علي عمر‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.70 -68‬‬
‫(‪ )8‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫(‪ )9‬مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪ ،‬ص‪.137- 136‬‬
‫(‪ )10‬بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫(‪ ) 11‬هو تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني أبو المعز أمير المسلمين‪ ،‬بويع بعد والده سنة (‪537‬هـ‪1138/‬م) بعهد منه‪ ،‬وكان أمير‬
‫الموحدين قد ظهر يومئذ بالمغرب فكانت كلها حروب مع عبد المؤمن الموحدي‪ ،‬وتوفيَّ سنة (‪539‬هـ‪1140/‬م)‪ .‬ابن الخطيب‪ ،‬األحاطة في أخبار‬
‫غرناطة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد عبد اهلل عنان‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1977 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.454- 446‬‬
‫‪708‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫(‪)2‬‬
‫اللثم القوم وأجالوا السيوف عليهم‪ ،‬ولم ينج واحد منهم(‪ .)1‬وهذا مـا أكـدهُ ابـن غـازي‬
‫بقولـه‪ …(( :‬وكـانوا أالفـاً رحمهـم اهلل)) فقتـل‬
‫سمي المكان الذي حدثت فيه هذه الموقعة لكثـرة مـن قتـل فيهـا مـن‬‫َّ‬ ‫عدد كبير منهم‪ ،‬وأضطر الباقي إلى الهجرة إلى المدينة ولهذا‬
‫المرابطين بمقابر الشهداء(‪ .)3‬ولم يقف الموحدون عند هذا الحد بل توالت غاراتهم على مكناسة الزيتون المحصـنة‪ ،‬ونظـراتهم إلـى‬
‫المـ ـرابطين عل ــى أنه ــم (مجس ــمون) وبينم ــا الن ــاس يس ــمونهم الخـ ـوارج وك ــان هـ ـؤالء الموح ــدين يق ــاتلونهم ب ــدافع م ــن عقي ــدة‪ ،‬فأخ ــذوا‬
‫يستبيحون األمـوال‪ ،‬ويقـاتلون الرجـال‪ ،‬ويسـبون النسـاء واألطفـال‪ ،‬وأسـتمر الموحـدون فـي تـدبير الحيـل والمكائـد حتـى ضـاق النـاس‬
‫(‪)5‬‬
‫في هذا الشأن بقوله‪ …(( :‬إنـه كـان بـأحواز تـاو ار شـجرة كبيـرة مـن النشـم‬ ‫ذرعاً بكثرة الوقائع عليهم(‪ .)4‬وهذا ما أورده ابن غازي‬
‫األسود … فبينما الناس قد أنبسطوا لتدبير أشغالهم ومعاشهم إذ فاجأتهم الخيل وأحاطت بهم فلجئوا إلى تلك النشمة وظنـوا النجـاة‬
‫فيها فتعلق بها منهم خلق كثيرة‪ ،‬وضم الموحدون الحطـب لتلـك الشـجرة وأضـرموا النيـران حولهـا فسـقط كـل مـن كـان فيهـا وأحترقـوا‬
‫عن آخرهم‪ ،‬وأحترقت النشمة وبقيت منها بقية مدة من الزمن‪.))… ،‬‬
‫توضــح هنــا المقاومــة المكناســية للموحــدين مــدى تعلــق هــذه المدينــة بــالمرابطين واخالصــها لهــم‪ ،‬ونجــد تفســير ذلــك فــي‬
‫المكانة التي تحظى بهـا المدينـة لـدى هـؤالء مـن الناحيـة اإلداريـة والعسـكرية والثقــة التـي كانـت فــي أهلهــا وذلـك الختيارهــا كمنفــى‬
‫لبعض ملـوك الطوائـف منهم ملك أشبيلية(‪ )6‬المعتمد بن عباد(‪ ،)7‬الذي مكث بهـا أشهر تحت اإلقامة الجبريـة‪ ،‬كـذلك نفـى لهـا أهـل‬
‫الذمة من األندلس(‪.)8‬‬
‫فلــم يــتمكن الموحــدون مــن الســيطرة علــى مدينــة مكناســة الزيتــون إال بعــد أربــع ســنوات‪ ،‬حيــث ضــيق الموحــدون الحصــار‬
‫عليها من خالل حفـ ر الخنـادق مـن أمامهـا فلـم تلبـث أن تسـقط فـي أيـديهم‪ ،‬بعـد مـا يـئس أهـل المدينـة مـن الحصـار‪ ،‬فطلـب حـاكم‬
‫(‪)9‬‬
‫المدينة بدر بن ولجوط النجاة بنفسه وأهله‪ ،‬فسلم المدينة إلى الموحدين وبعد ذلك عين عليهـا واليـاً أبـي زكريـا يحيـى بـن يومـور‬
‫وهكذا أصبحت مدينة مكناسة الزيتون تحت سيطرة الموحدين الذين عاثوا فيها قتالً ونهباً وأثقلوا كاهل سكانها بالمغارم(‪.)10‬‬
‫(‪)11‬‬
‫قــائالً‪(( :‬وتمــادى الحصــار وأشــتد التضــيق وفنيــت األقـوات‪ ،‬وأضــطر النــاس إلــى أكــل خــيس‬ ‫وهــذا مــا ذكـرهُ ابــن غــازي‬
‫الحيـوان حتـى عــدم كـل ذلـك‪ ،‬وهلــك النـاس قـتالً وجوعـاً‪ ،‬وفتحـت الـبالد للموحــدين بـالمغرب واألنـدلس طوعـاً وعنـوةً‪ ،‬ومـات األميــر‬
‫تاشفين بن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين ملك المرابطين …))‪ .‬وبـذلك ُعرفـت المدينـة ظروفـاً صـعبة لـم تشـهدها مـن‬

‫(‪ )1‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 61 - 60‬؛ السبتي‪ ،‬عبد الواحد‪ ،‬وحليمة فرحات‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط قضايا ووثائق من تاريخ الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )2‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫(‪ )3‬تقع على يمين المار من باب البراذعين لضريح موالي عبد اهلل بن حمد‪ ،‬وعلى يسار الذاهب منه لباب تزيمي‪ .‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪61‬‬
‫؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )4‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪ 24‬؛ ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪61‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 115‬؛‬
‫السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )5‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.62 - 61‬‬
‫(‪ ) 6‬مدينة كبيرة عظيمة‪ ،‬تقع غربي قرطبة وبينهما ثالثون فرسخاً‪ ،‬تسمى حمص أيضاً وبها قاعدة ملك األندلس وبها كان بنو عباد‪ ،‬تقع بالقرب من‬
‫البحر ويطل عليها جبل يسمى (الشَّرف) وهو جبل كثير الشجر والفواكه‪ .‬ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم منهم‪ :‬عبد اهلل بن عمر بن الخطاب‬
‫األشبيلي وهو قاضيها مات سنة(‪276‬هـ‪ 889/‬م)‪ .‬ياقوت الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي البغدادي (ت‬
‫‪626‬هـ‪1228/‬م)‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1977 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.195‬‬
‫(‪ )7‬أحد ملوك دولة الطوائف ب األندلس‪ ،‬كان أميراً على أشبيلية وقرطبة‪ ،‬كان قد أستعان بالمرابطين لنصرة اإلسالم في األندلس‪ ،‬لكن فيما بين سنتي‬
‫توفي وهو بالسجن‪ ،‬ودفن بالمدينة ومازال قبرهُ معروفاً هناك‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(‪488-486‬هـ‪ 1096-1094/‬م) أعتقله المرابطين بسجن أغمات بالمغرب حتى‬
‫المقري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن محمد التلمساني(ت‪1041‬هـ‪ 1631/‬م)‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن‬
‫الخطيب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1968 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،224- 213‬طه‪ ،‬مدينة فاس‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫(‪ )8‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 207‬؛ ابن شريفة‪ ،‬محمد‪ ،‬عالقة مكناس باألندلس واألندلسيين حتى نهاية العصر المريني‪ ،‬أعمال ندوة الحاضرة‬
‫اإلسماعيلية‪ ،‬منشورات كلية األدب والعلوم اإلنسانية بمكناس‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫ال كبيراً في سقوط مكناسة الزيتون في أيدي الموحدين‪ ،‬وكان من ضمن جماعة الخميس‪.‬‬ ‫(‪ ) 9‬وهومن قبيلة هرغة‪ ،‬وأحد قادة الموحدين الذي كان له فض ً‬
‫ابن القطان‪ ،‬نظم الجمان‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫(‪ )10‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 102‬؛ ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪ 24‬؛ بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )11‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.72 - 71‬‬
‫‪709‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫قبل(‪ .)1‬وقد كانت سياسة عبد المؤمن بن علي سياسة قاسية في إخضاع مدينة مكناسـة الزيتـون‪ ،‬فعمـد لطريقـة مشابهــة لسياســة‬
‫التمييــز(‪ ،)2‬فــي القضــاء علــى كــل معــارض‪ ،‬أســتغل غــدر أهــل مكناســة الزيتــون بــبعض الموحــدين وكتــب صــحفاً بأســماء القبائــل‬
‫المختلفة ومن فيها المنافقين(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بعــد أن ذكــر حادثــة غــدر أهــل مكناســة ((فخــرج الخليفــة للموحــدين وعمــل لهــم المجلــس ووعظهــم وقــال لهــم‬ ‫قــال البيـذق‬
‫الشــارب إذا منــع اللــبن والمــاء مــا ج ـزاؤه فقــالوا لــه ُيقصــص قــال أحســنتم فيمــا قلــتم ثــم دخــل الخليفــة وكتــب الج ارئــد لهــم بــالوعظ‬
‫واالعتراف وقسمها ألشياخ الموحدين وأمرهم بالسـيف …))‪ .‬وذكـر البيـذق(‪ )5‬أيضـاً فـي موضـع أخـر مـن كتاب ِـه العمليـة التـي تمـت‬
‫سنة (‪544‬هـ‪1129/‬م) بعده شاهد عيان أن أهالي مكناسـة الزيتـون أقـدموا علـى قتـل مجموعـة مـن العناصـر المكلفـة بأسـتخالص‬
‫(‪)6‬‬
‫الفحــم مــن إحــدى الغابــات المطلــة علــى مدينــة فــاس وبعــد استشــارة مجلــس الشــيوخ الموحــدي وموافقتــه أعطــى عبــد المــؤمن أمـرهُ‬
‫بالقيام بحملة تطهيرية شملت البوادي والحواضر التي تعرف تمرك اًز للعناصر المعادية لقيام الدولة الجديدة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫علــى مــا ذك ـرهُ البي ـذق الصــنهاجي قــائالً‪(( :‬ومــا قت ـل الفحــامين الــذين كــانوا مــن وراء إنطــالق هــذه‬ ‫وقــد علــل بولقطيــف‬
‫الحملــة ســوى تبريــر ومحاولــة للــتملص مــن مســؤولية الخســائر البشـرية واالقتصــادية الناتجــة عنهــا‪ .‬واذا أضــفنا إلــى هــذه الخســائر‬
‫(‪)8‬‬
‫سنعلم وال شك فداحة ما‬ ‫الديمغراقية خسائر مماثلة نتجت عن معارك أخرى خاضتها الدولة وعلى رأسها معركة العقاب الشهيرة‬
‫تعرضت لهُ ساكنة المغرب من تقتيل وابادة))‪.‬‬
‫بعــد دخــول مدينــة مكناســة الزيتــون مــن قبــل الموحــدين تعرضــت المدينــة الــى الــدمار والنهــب مــن قبــل الجــيش الموحــدي‬
‫والسبب في ذلك هو المقاومة الكبيره التي أبدتها المدينة المذكورة تجاه الحصار الموحدي لها(‪.)9‬‬
‫وعلــى أثــر ســقوط المدينــة فــي أيــدي الموحــدين ســرعان مــا ثــار علــيهم أحــد األشــخاص المســمى(عمر البــردون) ولكــن هــذه‬
‫الثورة لم تستمر طويالً‪ ،‬فقتله أهل مكناسة الزيتون وقطعوا رأسهُ وعلقوهُ على أحد أبواب المدينة المسمى بباب المشاورين(‪.)10‬‬
‫وقــد اســتمرت فتوحــات الخليفــة عبــد المــؤمن بــن علــي حتـى وفاتــه ســنة(‪558‬ه ــ‪1162/‬م)(‪ )11‬ثــم جــاء مــن بعــده ابنــه أبــي‬
‫(‪580-558‬هـ‪1184-1162/‬م) (‪ ،)2‬فقد تابع بنفسه مهمة القضاء علـى المفسـدين مـن العمـال والـوالة‬ ‫(‪)1‬‬
‫يعقوب بن عبد المؤمن‬

‫(‪ )1‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 191‬؛ بنفايده‪ ،‬جوله في التاريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )2‬وهي سياسة أعتمدها ابن تومرت في القضاء على كل معارض ومتشكك في دعوته عن طريق ما سماهُ بالتمييز أي تمييز المؤمنين به الصادقين في‬
‫إيمانهم بهِ عن غيرهم‪ ،‬فكان يدعوا الناس ويُخرج لهم البشير‪ :‬وهو لقب أبا محمد بن عبد اهلل بن محسن الونشريشي وكان أصلهُ من طلبة العلم الذين‬
‫انضموا ألبن تومرت‪ ،‬فكان البشير يخرج قوماً عن يمينه وقوماً عن يساره‪ ،‬فكل من أخرجهُ عن يمينهِ يزعم أنهُ من أهل الجنة‪ ،‬وما خرج عن‬
‫يساره‪ ،‬إال شكاكٌ في األمر وفي األمام المهدي‪ .‬أنظر‪ :‬المراكشي‪ ،‬محي الدين بن محمد عبد الواحد (ت‪647‬ه‪1249/‬م)‪ ,‬وثائق المرابطين‬
‫والموح دين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬حسين مؤنس‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪ 91 - 89‬؛ ابن قطان‪ ،‬نظم الجمان ص‪ 147‬؛ الصالبي‪ ،‬علي‬
‫محمد محمد‪ ،‬صفحات من التأريخ اإلسالمي(دولة الموحدين)‪ ،‬دار البيارق‪ ،‬عمان‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫(‪ )3‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪ 70‬؛ حسن‪ ،‬حسن علي‪ ،‬الحضارة اإلس المية في المغرب واألندلس عصر المرابطين والموحدين‪ ،‬مكتبة الخانجي‪،‬‬
‫مصر‪1980 ،‬م‪ ،‬ص‪.327‬‬
‫(‪ )4‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪.70 -69‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪ ) 6‬وهو في هذا العهد يعد هيئة استشارية أكثر منه تشريعية تنتخب إلى جانب منتخب إلى جانب الخليفة‪ .‬الدراجي‪ ،‬بوزياني‪ ،‬مالمح تاريخية‬
‫للمجتمعات المغربية‪ ،‬مؤسسة يوزياني للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫(‪ ) 7‬الحسين‪ ،‬جوائح وأوبئة المغرب في عهد الموحدين‪ ،‬منشورات الزمن‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫(‪ )8‬حدثت هذه الموقعة بين الخليفة الناصر الموحدي والقوات األسبانية بقيادة الفونسو الثامن في سنة (‪609‬هـ‪1212/‬م)‪ ،‬ودارت الدائرة على الموحدين‬
‫في هذه الواقعة وفني معظم جيش الموحدين‪ ،‬وكان من نتائج هذه الموقعة أن فقدت الدولة الموحدية نفوذها في األندلس‪ ،‬وسميت هذه الموقعة باسم‬
‫الس نافلس تسوال نسبة إلى حصول الموقعة في وديان تولوسا ألن نافلس ت عني باألسبانية الوديان أو األراضي المنخفظة‪ .‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس‬
‫المطرب‪ ،‬ص‪ 240- 238‬؛ العبادي‪ ،‬أحمد مختار‪ ،‬دراسات في تأريخ المغرب واألندلس‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪1968 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.176‬‬
‫(‪ )9‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )10‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫(‪ )11‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 238‬؛ الصالبي‪ ،‬علي‪ ،‬أعالم أهل العلم والدين بأحوال دولة الموحدين‪ ،‬دار توزيع اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪2003 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.106‬‬
‫‪710‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫الـذين تبـين لـه أنهـم يسـتغلون مناصـبهم‪ ،‬فقـبض علـى بعـض عمالـه ظنـاً منـه أنهـم خـانوه فمـنهم ابـن عمـر صـاحب المدينـة‪ ،‬وكـان‬
‫ذلـك ســنة (‪579‬هــ‪1183/‬م) بعــد أن استأصــل أمـوالهم وردهــا إلــى المخــزن‪ ،‬وتــرك لكــل واحــد مــنهم دا اًر واحــدة‪ ،‬كمــا فــرض علــيهم‬
‫(‪)3‬‬
‫ـوفي الخليفــة الثالــث‬
‫أربعمائـة ألــف دينــار وسـتين يقســطونها علــى أنفسـهم‪ ،‬وشــهد علــيهم العـدول ‪ .‬وفــي ســنة (‪580‬هــ‪1184/‬م) تـ َّ‬
‫للموحدين يوسف بن عبد المؤمن‪ ،‬وبويع ألبنه يعقـوب المنصـور بالخالفـة(‪ .)4‬ومـا أن اعتلـى المنصـور أمـر دولـة الموحـدين حتـى‬
‫وفدت عليه سائر عماله من بينهم عامل مدينة مكناسة الزيتون الذي أصطحب معه وفداً من أهلها لمبايعته(‪.)5‬‬
‫بعــد وفــاة الخليفــة يعقــوب المنصــور ســنة (‪595‬هــ‪1192/‬م) (‪ ،)6‬بويــع ألبنــه أبـي عبــد اهلل الناصــر فــي نفــس الســنة خليفــة‬
‫للموحدين‪ ،‬وفي سنة (‪604‬هـ‪1207/‬م) نزل الخليفة الناصر بمدينة فاس مجدداً النظر في أشغال العمال‪ ،‬ففي أثناء أقامته بفـاس‬
‫وردت شكاوى من أهالي مكناسة الزيتون للخليفة ضد عامل المدينـة (أبـو الربيـع ابـن أبـي عمـران) فنكبـهُ الخليفـة وصـادر مـا وجـد‬
‫لديـه مــن أمـوال ومــن ثــم حبســهُ فـي مكناســة الزيتــون‪ ،‬بعــدها أتجــه الخليفــة الناصــر مـن فــاس إلــى مكناســة الزيتــون اذ أشــرف علــى‬
‫شفي من مرض قد أصابه وهو بمكناسة الزيتون(‪.)7‬‬
‫أمورها ثم توجه إلى مراكش بعد ما َّ‬
‫ثانياً‪ :‬مكناسة الزيتون في عصر بني مرين‬
‫ضعفت سلطة الموحدين (‪668-515‬هـ‪1262-1121/‬م) بعد هزيمتهم في موقعة العقاب‪ ،‬وخساراتهم المتتالية‪ ،‬أمام قـوة‬
‫وقلــة اهتمــامهم بتقويــة الجــيش بعــد مــوت الناصــر الموحــدي(‪610-595‬هــ‪1213-1199/‬م)(‪ .)9‬واهمــال الموحــدين‬ ‫(‪)8‬‬
‫بنــي م ـرين‬
‫(‪)10‬‬
‫‪.‬‬ ‫لدورهم الديني‬
‫تظافرت خالل هذه المدة على مدينة مكناس وحوائرها‪ ،‬عوامل عدة أثرت سلباً على عمرانها واقتصادها‪ ،‬فقد جار العمال‬
‫الموحدون واشتطوا في فرض الضرائب والمغارم‪ ،‬وزادت من سوء وضعها الفتن التي عرفتها المنطقة بسبب الحروب التي اندلعت‬
‫في المرحلة االنتقالية بين الموحدين والمرينيين(‪.)11‬‬
‫ولما ظهر المرينيون بالمغرب توالت الفتن والكروب على السكان‪ ،‬فخربت مغارسهم ودمرت عمـائر مكناسـة الزيتـون‪ ،‬ولـم‬
‫تعد الحياة بعدئذ ممكنة إال بداخل أسوار المدينة المخزنية(‪.)1‬‬

‫(‪ ) 1‬هو أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي‪ ،‬من خلفاء دولة الموحدين‪ ،‬بويع لهُ وهو بأشبيلية بعد وفاة أبيه سنة‬
‫(‪558‬هـ‪ 1162/‬م) وكان حازماً شجاعاً‪ ،‬عارفاً بسياسة رعيته له علم بالفقه‪ ،‬توفي سنة (‪580‬هـ‪1184/‬م)‪ .‬ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس شمس الدين‬
‫أحمد بن محمد بن إبراهيم‪( ،‬ت‪681‬هـ‪ 1282/‬م)‪ ،‬وفيات األعيان وأنباء الزمان‪ ،‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪،7‬‬
‫ص‪ 130‬؛ المص راع‪ ،‬غالب محمود حمزة سلمان‪ ،‬مدينة سال في عصري الموحدين وبني مرين‪ :‬دراسة في أحوالها السياسية والفكرية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة بابل‪2014 ،‬م‪ ،‬ص‪16‬‬
‫(‪ )2‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 208‬؛ السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )3‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪ 158‬؛ حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪ 193 -191‬و ‪.206‬‬
‫(‪ )4‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 340‬؛ ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 216‬؛ حسن‪ ،‬حسن علي‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في المغرب واألندلس عصر‬
‫المرابطين والموحدين‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1980 ،‬م‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )5‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪ 172- 171‬؛ عنان‪،‬محمد عبد اهلل‪ ،‬دولة اإلسالم في األندلس‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.132‬‬
‫(‪ )6‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 230‬؛ الصالبي‪ ،‬أعالم أهل العلم‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫(‪ )7‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 403‬؛ ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪ 249‬؛ ابن تاويت‪ ،‬محمد‪ ،‬الوافي باألدب العربي في المغرب‬
‫األقصى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1982 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.151‬‬
‫(‪ ) 8‬قبيلة بربرية زناتية كانت تستوطن المغرب األوسط ودفعها العرب الهالليون غرباً فاستقرت في حوض ملوية حتى منابعهِ وحوض نهر زير شمالي‬
‫سجلما سة‪ ،‬وكانوا موالين للموحدين وأسهمت منهم طائفة كبيرة بقيادة أميرها (محيو) في موقعة األرك المشهورة‪ ،‬وقدمهُ المنصور الموحدي على‬
‫جميع المتطوعين من زناتة لالشتراك في المعركة‪ ،‬سنة (‪561‬هـ‪1195/‬م) وبدأ المرينيون يتوغلون في المغرب سنة (‪610‬هـ‪1213/‬م) إثر هزيمة‬
‫الموحدين في موقعة العقاب‪ ،‬تزعم المرينيون األمير عبد الحق بن محيو المريني(‪614-592‬هـ‪1217 -1195/‬م) ودخل المرينيون في صراع‬
‫مرير مع الموحدين أستمر ثمانية وخمسين عاماً انتهى على يد السلطان أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق بدخوله مراكش سنة (‪668‬هـ‪1269/‬م)‪.‬‬
‫ابن األحمر‪ ،‬روضة النسرين في دولة بني مرين‪ ،‬ط‪ 3‬؛ تحقيق‪ ،‬عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪17‬؛ ضيف‪،‬‬
‫شوقي‪ ،‬عصر الدول واألمارات (الجزائر‪ -‬المغرب األقصى ‪ -‬موريتانيا ‪ -‬السودان)‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫(‪ )9‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 403‬؛ موسى‪ ،‬عز الدين أحمد‪ ،‬دراسات في تأريخ المغرب اإلسالمي‪ ،‬مطبعة الشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪ 85‬ــــ ‪.86‬‬
‫(‪ ) 10‬يولم‪ ،‬دنيز‪ ،‬الحضارات األفريقية‪ ،‬ترجمة‪ ،‬نسيم نصر‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪1974 ،‬م‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫(‪ )11‬بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة في التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪711‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫(‪)2‬‬
‫(‪-638‬‬ ‫فــ َّ‬
‫ـإن أول أم ـ ـراء الدولـ ــة المرينيـ ــة الـ ــذين وطـ ــأت أقدامـ ــهُ مدينـ ــة مكناسـ ــة الزيتـ ــون هـ ــو محمـ ــد بـ ــن عبـ ــد الحـ ــق‬
‫(‪)3‬‬
‫وتمكــن بنــو مـرين مــن اســتخالص‬ ‫‪642‬هــ‪1244-1240/‬م)‪ ،‬الــذي زحــف إلــى مكناســة الزيتــون ونــازل الموحــدين فيهــا فهــزمهم‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫مغــارم باهضـة فرضــوها علــى ســكان مكنــاس حتــى وفــاة الرشــيد الموحــدي ســنة (‪640‬هــ‪1242/‬م)‪ ،‬وتــولى أخــوه الســعيد بعــدهُ‬
‫فهي ــأ جيشـ ـاً قوام ــهُ عشـ ـرين أل ــف مقات ــل لح ــرب بن ــي مـ ـرين وك ــان اللق ــاء بموض ــع ُيع ــرف بص ــخرة أب ــي بي ــاش ق ــرب ف ــاس س ــنة‬
‫(‪642‬ه ــ‪1244/‬م)‪ ،‬انتهــت هــذه المعركــة بهزيمــة بنـي م ـرين ومقتــل أميــرهم وانســحابهم فــي الظــالم نحــو الشــمال(‪ .)6‬بعــد أن أعــاد‬
‫األميــر أبــي بكــر عبــد الحــق(‪ )7‬توحيــد صــفوف بنــي م ـرين تقــدم لينــزل بــالقرب مــن مكناســة الزيتــون فنــزل جبــل زره ـون ودعــا أهــل‬
‫مكناسة الزيتون إلى بيعة األمير أبـي زكريـا بـن أبـي حفـص صـاحب إفريقيـة(‪ )8‬ألنـه كـان يومئ ٍـذ علـى دعوتـه فـي واليتـه وحاصـرها‬
‫(‪)9‬‬
‫مـن بنـي مـرين أحقـاد المنافسـة وولـوا وجـوههم صـوب‬ ‫وضيق عليها وقطع جميع الموارد عنها‪ .‬وأضرمت في نفوس بني عسـكر‬
‫(‪.)10‬‬
‫السعيد الموحدي يحرضونهُ على بني عبد الحق ومن معهُ من بني مرين‬
‫وعلــى الفــور جهــز الســعيد الموحــدي جيشـاً ســار بـ ِـه نحــو فــاس وهنــاك بايعتــه قبائــل بنــي عســكر وأعطتــه أربعــين فــرداً مــن‬
‫ته‪ ،‬كم ــا وصل إلى فاس أيضاً يغمراسن بن زيان(‪ )11‬ومعه ألف فارس من قومه وبايع‬ ‫أبنائها رهينة عنده على صدقهم في مناصر ِ‬
‫الســعيد‪ ،‬فخلــع عليــه الســعيد وأعطــاه أم ـواالً كثي ـرةً وخــيالً وســالحاً‪ ،‬وأســتغل الســعيد هــذه الفرصــة التــي تجمعــت حولــهُ فيهــا جميــع‬

‫(‪ )1‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 25 -22‬؛ ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ ) 2‬يُكنى أبا مُعرف بويع بعد أخيه عثمان بوادي ردات في أول محرم من سنة ‪ 638‬هـ وقُتل في المعترك (موضع من أحواز فاس يعرف بأغال) يوم‬
‫الخميس ‪ 9‬جمادى األخرى سنة ‪642‬هـ ول ُه ‪42‬سنة‪ ،‬وكانت إمارت ُه ‪ 4‬سنين و‪ 6‬أشهر‪ .‬ابن األحمر‪ ،‬روضة النسرين‪ ،‬ص‪.26 - 25‬‬
‫(‪ )3‬ضيف‪ ،‬عصر الدول واألمارات‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫(‪ ) 4‬هو عبد الواحد بن المأمون إدريس بن يعقوب المنصور باهلل‪ ،‬المكنى أبا محمد‪ ،‬الملقب بالرشيد استمرت خالفتهُ ‪ 10‬اعوام حتى وفاته بمراكش‬
‫سنة‪640‬هـ‪ .1242/‬مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪ ،‬ص‪ 167‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.345 – 342‬‬
‫(‪ )5‬أبو الحسن علي بن المأمون الملقب بالمعتضد‪ ،‬ولي العرش بعد أخوه الرشيد‪ ،‬وفي عهده أستشرف بنو زيان أصحاب تلمسان‪ ،‬وبنو مرين ملوك‬
‫المغرب فيما بعد‪ ،‬إلى استخالص عرش مراكش‪ ،‬قُتل المعتضد سنة ‪ 646‬هـ في موقعة نشبت بينهُ وبين يحيى ابن زيان أمير تلمسان‪ .‬المراكشي‪،‬‬
‫المعجب‪ ،‬ص‪ 418‬؛ الزركشي‪ ،‬عبد اهلل محمد بن إبراهيم (ت‪894‬هـ‪1488/‬م)‪ ،‬تأريخ الدولتين الموحدية والحفصية‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬محمد ماضور‪،‬‬
‫المكتبة العتيقة‪ ،‬تونس‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫(‪ )6‬السالوي‪ ،‬األستقصا‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 11‬؛ حركات‪ ،‬ابراهيم‪ ،‬المغرب عبر التاريخ (عرض ألحداث المغرب وتطوراتهُ في الميادين السياسية واالجتماعية‬
‫والعمرانية والفكرية منذُ ما قبل اإلسالم الى الوقت الحاضر (ق‪14‬هـ و‪ 20‬م) من بداية المرينيين الى نهاية السعديين‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪1978 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.15 - 14‬‬
‫(‪ ) 7‬يُكنى أبا يحيى‪ ،‬وهو العسكري‪ ،‬بويع بعد أخيه محمد يوم الخميس ‪ 9‬جمادي اآلخر سنة ‪656‬هـ وله من العمر ‪ 52‬سنة‪ ،‬وكانت دولته ‪ 14‬سنة‪،‬‬
‫وهو أول من ضرب الطبول ونشر البنود وملك البالد من بني مرين‪ .‬ابن األحمر‪ ،‬روضة النسرين‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )8‬ويذكر ان الدولة الحفصية تأسست سنة (‪634‬هـ‪ 1236/‬م) على يد األمير أبا زكريا يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص‪ .‬من قبيلة هنتانة أحدى‬
‫فروع قبيلة المصامدة‪ .‬حيث استغل الضعف الموحدي وبدأ بتكوين دولته منذ سنة (‪627‬هـ‪1229/‬م)‪ .‬وكانت العالقة بين بني مرين وبني حفص‬
‫طيبة على مر السنين‪ .‬الزركشي‪ ،‬تأريخ الدولتين الموحدية والحفصية‪ ،‬ص‪ 23‬؛ عبد اهلل‪ ،‬خالد محمود‪ ،‬جهاد بني مرين في األندلس (‪-656‬‬
‫‪685‬هـ‪1286-1258/‬م) رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪1989 ،‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫(‪ ) 9‬هم أبناء عسكر بن محمد بن رازين بن فكوس بن كوماط بن مرين الذي ولد جميع شعوب بني عسكر‪ ،‬منهم بنو ورتطليم‪ ،‬وورتطليم امرأة هي بنت‬
‫األمير عبد الحق‪ ،‬وبنو درع‪ ،‬وبنو تزلينت‪ ،‬وبنو جدار‪ ،‬وبنو تاكزنت… الخ‪ .‬وهم أبناء عمومة بني مرين وقاموا بثورات ضد بني مرين وحاولوا‬
‫إسقاط الدولة المرينية ولكنهم فشلوا‪ .‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد بن أبي شنب‪ ،‬مطبعة جول كربونل‪،‬‬
‫الجزائر‪1920 ،‬م‪ ،‬ص‪ 20‬؛ ابن األحمر‪ ،‬روضة النسرين‪ ،‬ص‪ 21 - 20‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 221‬؛ الحريري‪ ،‬محمد عيسى‪ ،‬تاريخ‬
‫المغرب اإلسالمي واألندلس في العصر المريني (‪610‬هـ‪1213/‬م) (‪869‬هـ‪1465/‬م)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬القاهرة‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )10‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 272‬؛ الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ )11‬وهو مؤسس دولة بني عبد الواد‪ ،‬وأب ملوكهم وأشهر أعيانهم على اإلطالق‪ ،‬تولى حكم إقليم تلمسان في عهد الخليفة الموحدي عبد الواحد الرشيد‬
‫بن المأمون الذي كتب له بالعهد والية المغرب األوسط‪ ،‬كان يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد من أشد هذا الحي بأساً وأعظمهم في النفوس‬
‫مهابة وجاللة‪ ،‬وأعرفهم بمصالح قبيلته‪ ،‬وأقواهم كاهالً على حمل المُلك‪ ،‬واضطالعاً بالتدابير والرياسة المتوفي سنة (‪681‬هـ‪1282/‬م)‪ .‬ابن‬
‫خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 106 -105‬؛ الدراجي‪ ،‬القبائل األمازيغية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 320‬؛ العمري‪ ،‬سعاد‪ ،‬الدويالت اإلسالمية في المغرب (مقالة من‬
‫النت)‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬السعودية‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪ 30‬؛ محمد‪ ،‬مزاحم عالوي‪ ،‬يغمراسن بن زيان (‪681-633‬هـ‪-1235/‬‬
‫‪1282‬م) ودوره في قيام الدولة الزيانية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬ص‪.249‬‬
‫‪712‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫العناصر المعادية لبني مرين وقرر توجيههم لحرب األمير أبي يحيـى بـن عبـد الحـق(‪ ،)1‬إال َّ‬
‫أن محاولـة السـعيد بـاءت بالفشـل فـي‬
‫ذي الحجة سنة (‪642‬هـ‪1244/‬م) (‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لـدى شـيخها علـي بـن أبـي‬ ‫وقبل موت السعيد تقدمت جيوش بني مرين تغزو مكناسة الزيتون وتوسط يعقوب المنصـور‬
‫(‪)6‬‬
‫ذلـك حينمـا قـال‪(( :‬ولمـا ظهـر بنـو‬ ‫العافية(‪ )4‬الذي سلم المدينـة إلـى أبـي بكـر سـنة (‪643‬هــ‪1245/‬م) (‪ .)5‬وقـد ذكـر ابـن غـازي‬
‫مرين‪ ،‬وشنوا الغارات على بسائط المغرب‪ ،‬و َّ‬
‫أختل أمر الموحدين كان مـن ثـورة علـي بـن أبـي العافيـة بمدينـة مكناسـة وقيامـهُ علـى‬
‫عامل الموحدين وتمكينه البلد من بني مرين…))‪.‬‬
‫فعمل األمير أبو يحيى بتشدد على مكناسـة الزيتـون وظـل يباكرهـا ويراوحهـا بالقتـال والغـارات‪ ،‬حتـى يـئس أهلهـا مـن إنقـاذ‬
‫الموحــدين لهــم وخلع ـوا طــاعتهم‪ ،‬وبــايعوا بنــي م ـرين‪ ،‬وأرســل أهــل مكناســة الزيتــون بيعــتهم إلــى األميــر أبــي زكريــا الحفصــي‪ ،‬وقــام‬
‫بأعداد مراسم البيعة أبو مطرف بن عميرة المخزومي وهو من أعالم العصـر ومشـاهيره‪ ،‬كـان يتـولى قضـاء مكناسـة الزيتـون‪ ،‬وقـد‬
‫ويقـول أبـن مـرزوق(‪(( :)8‬وهـي‬ ‫(‪)7‬‬
‫منح األمير أبو يحيى أخوه يعقوب ثلـث جبايـة المدينـة نظـ اًر للجهـود التـي بـذلها فـي فـتح المدينـة‬
‫أول قاعدة ملكها بنو مرين من بالد المغرب ولم يزل أهلها يفخرون بهذا))‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫روايــة بخصــوص بيعــة أهــالي مكناســة الزيتــون لألميــر أب ـي يحيــى مفادهــا‪(( :‬لمــا وصــل‬
‫ويـ َـوَّرد ابــن عــذارى المراكشــي‬
‫ُ‬
‫األمير أبو يحيى إلى جهة مكناسة وتلك الجهات‪ ،‬من مقابلة السعيد على واسنات‪ ،‬وراياته منصورة وجيوشه موفورة‪ ،‬قامت هوشة‬
‫بمكناســة وقتــل العامــة واليهــا ارجــل الســعيد‪ ،‬وقــال بعضــهم وهــو مج ـراز بكــالم بنــي م ـرين ســموهُ بأســماء العبيــد‪ ،‬فخــاف خاصــتهم‬
‫وخــاطبوا األميــر أبــا يحيــى ووافقــوهُ بــأموال معلومــة ليحــول بيــنهم وبينــه‪ ،‬وكــان أهــل الغـرب متــرقبين لوصــول األميــر أبــي زكريــا مــن‬
‫(‪)10‬‬
‫وطنجة فأقتضى نظر قاضي مكناسة ابن عميرة أن يكتب إليه البيعة))‪.‬‬ ‫تونس وبايعهُ أهل سبتة‬
‫وكــان نــص البيعــة مــا يلــي‪(( :‬الحمــد هلل العلــي الكبيــر‪ ،‬اللطيــف الخبيــر‪ ،‬خــالق الخلــق غني ـاً عــن المثــال والنظيــر ومقــدر‬
‫األشياء على ما أقتضتهُ حكمتهُ من التدبير يـدبر األمـر مـن السـماء وال أضـطراب فـي األمـر وال أضـطراب فـي التقـدير… وصـلى‬
‫اهلل علــى ســيدنا ونبينــا محمــد المبعــوث بالكتــاب المنيــر‪ … ،‬ونرفــع الــدعاء فــي مضــان قبولـ ِـه‪ ،‬ومواقــف الرجــاء فــي وصـ ِ‬
‫ـله‪ ،‬لموالنــا‬

‫(‪ )1‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 69- 68‬؛ إسماعيل‪ ،‬محمود محمد أحمد‪ ،‬ثورات العرب والبربر واليهود في المغرب األقصى واألندلس في‬
‫عهد دولة بني مرين (‪891-615‬هـ‪1465-1213/‬م)‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫(‪ )2‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 70 - 69‬؛ وذكر ابن خلدون بأن سبب فشل محاولة السعيد نتيجة لتراجع يغمراس بن زيان وبني عسكر بعد‬
‫إحساسهما بالعجز عن لقاء أبي يحيى‪ .‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.227‬‬
‫(‪ ) 3‬هو يعقوب بن عبد الحق بن محيو يكنى أبا يوسف‪ ،‬لقب بالقائم بأمر اهلل والمنصور به‪ .‬وتلقب أول أمره المؤيد باهلل‪ ،‬بويع للخالفة سنة‬
‫(‪656‬هـ‪ 1258/‬م) حارب ملوك الموحدين من بني عبد المؤمن وجدَّ في قتالهم إلى أن قطع دولتهم‪ ،‬بعد أن قتل سلطانهم أمير المؤمنين الواثق باهلل‪،‬‬
‫إدريس المدعو بأبي دبوس‪ ،‬فدخل مراكش مالكاً لها سنة ‪668‬هـ ‪ 1269/‬م وانقرضت دولة الموحدين على يديه‪ ،‬توفي بالجزيرة الخضراء باألندلس‬
‫وهو معسكر للجهاد سنة ‪685‬ه‪1286/‬م ودفن بجانب قصره من البنية‪ ،‬ثم نقل برة العدوة فدفن بشالة من سال وله ‪ 75‬سنة‪ ،‬وكانت دولته ‪ 29‬عاماً‬
‫و‪ 6‬أشهر و ‪ 22‬يوماً‪ .‬ابن األحمر‪ ،‬روضة النسرين‪ ،‬ص‪.29- 27‬‬
‫(‪ ) 4‬فقيه تولى القضاء بمكناسة الزيتون ليعقوب بن عبد الحق المريني‪ ،‬وكان حياً سنة (‪684‬هـ‪1285/‬م)‪ .‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال في‬
‫أسماء الرجال‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬دار التراث ـ القاهرة‪ ،‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.217‬‬
‫(‪ )5‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 71- 70‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 171‬؛ حركات‪ ،‬المغرب عبر التأريخ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )6‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.86- 85‬‬
‫(‪ )7‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 71- 70‬؛ مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪ ،‬ص‪ 146‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 397‬؛ ابن القاضي المكناسي‪،‬‬
‫االقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 101‬؛ الحريري‪ ،‬تأريخ المغرب اإلسالمي‪ ،‬ص‪ 20-19‬؛ ضيف‪ ،‬عصر الدول واألمارات‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫(‪ )8‬محمد بن احمد (ت ‪781‬هـ‪ 1379/‬م)‪ ،‬المسند الصحيح في مآثر ومحاسن موالن ا أبي الحسن‪ ،‬تحقيق‪ ،‬ماريا خيسوس بيغرا‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫(‪ )9‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪.373‬‬
‫(‪ ) 10‬وهي بلدة مشهورة من قواعد بالد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر المتوسط‪ ،‬مدينة حصينة تشبه المهدية التي بإفريقية‪ ،‬وقد نسب إليها‬
‫ج ماعة من أعيان أهل العلم‪ ،‬منهم‪ :‬ابن مرانة السبتي‪ ،‬كان من أعلم الناس بالحساب والفرائض والهندسة والفقه‪ ،‬فهي مدينة كثيرة األجنّة والبساتين‬
‫تقوم بأهلها‪ ،‬وماؤها من داخلها يستخرج من آبار ومن خارجها أيضاً‪ .‬ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم محمد بن حوقل النصيبي البغدادي‬
‫الموصلي(ت‪380‬هـ‪990/‬م)‪ ،‬صورة األرض دار صادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 79- 78‬؛ ياقوت الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪- 181‬‬
‫‪.182‬‬
‫‪713‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫وكافل اإلسالم والمسـلمين أبـو زكريـا بـن الشـيخ المعظـم المقـدس المجاهـد األ ارضـي أبـي محمـد عبـد الواحـد بـن أبـي حفـص ولـولي‬
‫عهده الكريم وسليل مجده الصميم األمير األجل الهمام المؤيد أبي يحيى … وعندما أخرج الحق من تلك العهدة‪ ،‬وتمخـض الـرأي‬
‫عــن ص ـريح الربــدة أتفــق مــنهم العلمــاء واألشــياخ واألعيــان النصــحاء ووجــوه القبائــل والعشــائر وكافــة طبقــات النــاس مــن البــادي‬
‫والحاضر‪ ،‬على أن يبايعوا األمام الهادي األمير األجل أبا زكريا …))(‪.)1‬‬
‫وفي سنة (‪645‬هـ‪1247/‬م) تقدم السعيد الموحدي السترجاع فاس في حشد هائل بعدما وصله الخبر بتغلب األميـر أبـي‬
‫بكر على مكناسة الزيتون وصرفها ألبـن أبـي حفـص‪ ،‬بـادر إلـى عقـد اجتمـاع ضـم رجـال دولتـه وعـرض علـيهم تطـورات األحـداث‬
‫ـق بيــدهم إال مدينــة مـراكش ســنة (‪645‬هــ‪1247/‬م)‬ ‫فــي الدولــة الموحديــة‪ ،‬وأ ارهــم كيــف أقتطــع األمــر عــنهم شــيئاً فشــيئاً حتــى لــم يبـ َ‬
‫لذلك جهز جيشاً السترجاع فاس فلما وصل إلى وادي بهـت(‪ ،)2‬عـرض جيوشـه وميزهـا ولمـا علـم األميـر أبـي يحيـى المرينـي وهـو‬
‫بمكناسة الزيتون بقـدوم السـعيد خـرج وحـدهُ لـيالً يتجسـس األخبـار ويسـتطلع أحـوال السـعيد وجموعـهُ فتقـدم حتـى أشـرف علـى محلـة‬
‫السعيد مـن كثـب بـدون علـم أحـد بـه فـرأى مـا ال طاقـة لـه بـه‪ ،‬فرجـع ليتبـع خطـة تكتيكيـة تقضـي بمهادنـة الموحـدين مؤقتـاً لتجنيـب‬
‫جيشــه خــوض حــرب غيــر متكافئــة‪ ،‬وحتــى ال يعرضــه إلبــادة محتملــة نظـ اًر لعــدم وجــود تكــافؤ فــي مـوازين القــوى‪ ،‬فـرأى أن يتخلــى‬
‫للسعيد عن بعض المناطق واالنسحاب من خطوط المواجهة إلى مكناسة الزيتون ومن ثم إلى قلعة تزوطة بـبالد الريـف(‪ ،)3‬ووجـد‬
‫من األفضل له ان يتخلى للسعيد عن البالد وال ينـاجزهُ الحـرب بمكناسـة الزيتـون وأسـتدعى بنـي مـرين مـن أمـاكنهم التـي عـين لهـم‬
‫فلحقوا به وساروا إلى تا از وقالع الريف‪ .‬فتقـدم السـعيد ودخـل مكناسـة الزيتـون فأسـتقبله أهلهـا خاضـعين مستشـفعين إليـه بشـيوخهم‬
‫وصبيانهم وقد رفعوا المصاحف واأللواح على رؤوسهم يطلبون عفو السعيد فعفا عنهم وأعطاهم األمان(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أيضاً فصـوالً عـن بيعـة كتبهـا أهـل مكناسـة الزيتـون للسـعيد الموحـدي مجـددين لـه العهـد الـذي نقضـه‬ ‫وذكر ابن عذارى‬
‫قاضــيهم ببيعتـ ِـه لغيـره‪(( .‬الحمــد هلل مقــدر األمــور‪ ،‬ومصــرف المقــدور ومخــرج عبــاده مــن الظلمــات إلــى النــور‪ …،‬وهــو الــذي يقبــل‬
‫التوبة من عباده ويعفو عن السيئات … وان العبيد من أهل مكناسة قد أجتمعوا ووقفوا موقف األستكانة والمذلة‪ …،‬واتفقوا جميعـاً‬
‫على ما جددوا بيعتهم لسيدنا وموالنا الخليفة اإلمام المعتضد باهلل أمير المؤمنين أبي الحسن أبن األئمة الراشدين‪.))...‬‬
‫واستمر السعيد الموحدي بعد دخوله مكناسة الزيتون وانتزاعها من أيدي المرينيين بإكمال حمالتـه وانتـزاع المـدن المغربيـة‬
‫التي سيطروا عليها‪ ،‬فأرتحل مـن مكناسـة الزيتـون إلـى فـاس‪ ،‬ومـن ثـم إلـى ربـاط تـازا‪ ،‬فنـزل بظاهرهـا وهنـاك بعـث إليـه األميـر أبـو‬
‫يحيــى بيعتــه فقبلهــا الســعيد الموح ــدي وكتــب لــه ولقومــه باألمــان‪ ،‬وتعه ــد أبــا يحيــى بالقضــاء علــى يغم ارســن لق ــاء إمــدادات مــن‬
‫الموحدين‪ ،‬لكن أشياخ الموحدين نصحوه برفض هذه المساعدة وقالوا له ((ال تفعل يـا أميـر المـؤمنين فـإن الزنـاتي أخـو الزنـاتي ال‬
‫يسلمه وال يخذله وانا نخاف أن يصطلحا على حربك))(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪.376- 373‬‬


‫(‪ ) 2‬بهت وبهيت نهران ينبعان في جبال األطلس الكبير لمملكة فاس‪ ،‬يقع ما بين مكناسة الزيتون وسال ويصب في المحيط األطلسي‪ ،‬حيث يجمعان كمية‬
‫من المياه‪ ،‬ويندفعان من هناك كالسيول في البداية من جبال عالية‪ ،‬ثم ينحدران شيئاً إلى جبال أقل ارتفاعاً‪ ،‬ويصالن إلى سهول أزغار حيث‬
‫يتحوالن إلى بحيرات مليئة بكمية وافرة من السمك‪ .‬وماء هذين النهرين ممتاز ضد الحصى‪ ،‬الشيء الذي يجلب إليه العديد من الناس سواء من فاس‬
‫ومكناس أو غيرهما من األماكن‪ .‬المراكشي‪ ،‬المُعجب‪ ،‬ص‪ 449‬؛ الحسن الوزان‪ ،‬الحسن بن محمد الفاسي (ت ‪959‬هـ‪1552/‬م)‪ ،‬وصف أفريقيا‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬ترجمه عن الفرنسية‪ ،‬محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪248‬؛ كربخال‪ ،‬مارمول (من أعالم‬
‫القرن الحادي عشر الهجري‪/‬القرن السابع عشر الميالدي)‪،‬افريقيا‪ ،‬ترجمة عن الفرنسية الى العربية‪ ،‬محمد حجي وآخرون‪ ،‬الجمعية المغربية‬
‫للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪1989 -1988 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.36- 35‬‬
‫(‪ )3‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 257- 256‬؛ حسن‪ ،‬عامر أحمد عبد اهلل‪ ،‬دولة بني مرين تأريخها وسياستها تجاه مملكة غرناطة األندلسية‬
‫والممالك النصرانية في اسبانيا (‪869-668‬هـ‪1465-1269/‬م)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )4‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 257- 256‬؛ الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪76‬؛ السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 249‬؛ محمد‪ ،‬محمد األمين‪ ،‬محمد‬
‫علي الرحماني‪ ،‬المفيد في تأريخ المغرب‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.157- 156‬‬
‫(‪ )5‬البيان المُغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪.380- 377‬‬
‫‪ )6(6‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 492‬؛ السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.250‬‬
‫‪714‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫وتقدم السعيد بنفسه إلى تلمسان بصحبة جيش فيه خمسمائة من بني مرين إلى جانب فرق مـن الموحـدين إال أن األقـدار‬
‫لم تمهل السعيد الموحدي الذي قُتل غد اًر أمام حصن أعتصم به يغمراسن‪ ،‬كان مقتله سنة (‪646‬هـ‪1284/‬م) (‪.)1‬‬
‫سنحت الفرصة ألبـي يحيـى بـن عبـد الحـق حيـث تقـدم إلـى مكناسـة الزيتـون‪ ،‬فاقتحمهـا واسـتولى عليهـا وأقـام بهـا أيامـاً(‪،)2‬‬
‫وهكذا عادت مكناسة الزيتون مرة أخرى إلى المرينيين‪ .‬وبعد وفاة األمير أبا يحيـى بـن عبـد الحـق سـنة (‪656‬هــ‪1258/‬م)‪ ،‬حـدث‬
‫صراع على الحكم‪ ،‬وأنقسم المرينيون على أنفسهم‪ ،‬فمنهم من بايع األمير يعقوب بن عبد الحق‪ ،‬ومنهم من بايع األميـر عمـر بـن‬
‫أبــي يحيــى(‪ ،)3‬وانتهــى هــذا الصـراع بعــد أن تنــازل عمــر عــن الســلطة إلــى عمــه يعقــوب علــى أن ينفــرد عمــر بحكــم مدينــة مكناســة‬
‫الزيتون حيث قُتل عند ساقية غبولة(‪ ،)4‬على يد بني عمه عمر بن عثمان وابراهيم بن عثمان والعبـاس بـن محمـد بـن عبـد الحـق‪،‬‬
‫وبذلك عادت مكناسة الزيتون إلى األمير يعقوب بن عبد الحق وتوحدت األراضي المرينية تحت قيادته(‪ ،)5‬وكان عاملـهُ بهـا علـي‬
‫بن األزرق(‪.)6‬‬
‫وبقيت مكناسـة الزيتـون خاضـعة تحـت سـلطة الدولـة المرينيـة حتـى دخولهـا تحـت حكـم الوطاسـيين لمـا اسـتولى عليهـا أبـو‬
‫زكريا الوطاسي وحكمها بنزاهة ِ‬
‫وحكمة(‪.)7‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الحياة العلمية في مدينة مكناسة الزيتون عصري الموحدين وبني مرين‬
‫أوال‪ :‬العلوم الدينية واللغوية‬
‫‪ – 1‬العلوم الدينية‬
‫أ_ علم القراءات والتجويد‬
‫تداول القراء قراءات القرآن الكريم ورواياتهُ السبع حتى صارت علماً منفرداً تناقلـة النـاس بالمشـرق والمغـرب وكانـت العنايـة‬
‫بــه بالغــة فــي كــل عصــر اذ تخصــص فيــه كثيــر مــن العلمــاء الــذين كــانوا يلقنــون مبادئــه فــي البدايــة للطلبــة الدارســين فــي الكتاتيــب‬
‫القرآنية‪ ،‬التي كان ال يتوالها إالّ كبار المحفظين المتحققين من تلك العلـوم(‪ ،)8‬ونشـأ علـم القـراءات بسـبب اخـتالف لهجـات العـرب‬
‫ومــن ثُـ َّـم اخــتالف فــي النطــق‪ ،‬وورد عــن النبــي محمــد (ص) قولــه‪(( :‬أن هــذا الق ـرآن انــزل علــى ســبعة أحــرف فــأق أروا مــا تيســر‬
‫(‪)9‬‬
‫منــه)) ‪ ،‬فعلــم القـراءات علــم خــاص يبحــث فيــه عــن صــور كــالم اهلل تعــالى مــن حيــث وجــود األختالفــات المتـواترة‪ ،‬والغــرض منــهُ‬
‫ضبط تلك األختالفات من أجل صون كالم اهلل تعالى من التحريف والتغيير(‪.)10‬‬
‫اهـتم الخلفـاء الموحـدون بهـذا العلــم‪ ،‬فالخليفـة يوسـف بـن عبـد المــؤمن (‪580-558‬هــ‪1184-1162/‬م) كـان مـن أحســن‬
‫(‪)11‬‬
‫وأهـتم سـالطين بنـي مـرين أيضـاً‬ ‫الناس الفاظـاً بـالقرآن وكــان يلـزم أفـراد الشعــب بقـراءة الق ـران عقــب صـالتي الصـبح والمغـرب‬

‫(‪ )1‬السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 250‬؛ حركات‪ ،‬المغرب عبر التأريخ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.16 -15‬‬
‫(‪ )2‬السالوي‪ ،‬االستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.253‬‬
‫(‪ )3‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 87‬؛ إسماعيل‪ ،‬ثورات العرب والبربر واليهود في المغرب األقصى واألندلس‪ ،‬ص‪.311- 310‬‬
‫(‪ )4‬وهي عين ماء تقع على شمال الطريق الممتد بين الرباط والدار البيضاء بمسافة ‪ 20‬كم عن الرباط‪ .‬البيذق‪ ،‬أخبار المهدي‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫(‪ )5‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫(‪ )6‬ابن أبي زرع‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 87‬؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )7‬بنفايدة‪ ،‬مكناس جولة حول التأريخ والمعالم‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫(‪ )8‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 550‬؛ طه‪ ،‬مدينة فاس‪ ،‬ص‪.278 - 277‬‬
‫(‪)9‬ابن الجزري‪ ،‬شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن يوسف (‪833‬هـ‪1429/‬م)‪ ،‬النشر في القراءات العشر‪ ،‬تحقيق‪ ،‬علي محمد الضياع‪ ،‬المطبعة‬
‫التجارية الكبرى‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )10‬طاش كبرى زادة‪ ،‬احمد بن مصطفى (ت ‪967‬هـ‪ 1559/‬م)‪ ،‬مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1985‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 6‬؛ القنوجي‪ ،‬أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي‪ ،‬أبجد العلوم‪ ،‬دار ابن حزم‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.473‬‬
‫(‪ )11‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 311 – 308‬؛ المنوني‪ ،‬محمد‪ ،‬حضارة الموحدين‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬الدار البيضاء‪1989 ،‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪715‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫بالقرآن الكريم بعده المصدر الرئيس للتشريع اإلسالمي وأزدهر في عصرهم علم القراءات(‪ )1‬حظي هذا العلم باهتمام أهل مكناسـة‬
‫الزيتون فبرزت شخصيات كثيرة في هذا العلم تصدروا لتدريس هذا العلم ومنهم‪:‬‬
‫‪ -‬عبيد اهلل بن عمر بن هشام الحضرمي األشبيلي (ت‪550‬هـ‪1155/‬م)‪ :‬ولد بقرطبة سنة (‪489‬هـ‪1095/‬م)‪ ،‬كان مقرئاً‬
‫نحوياً وأديباً شاع اًر‪ ،‬جواله في البالد‪ ،‬فقد تصدر لإلقراء بالمغرب وسمع منهُ كثير أق أر بعدة مدن ومنها مدينة مكناسة الزيتون‬
‫فأخذ عنه‪ ،‬له عدة مؤلفات منها‪ :‬كتاب في قراءة ورش وقالون وكتاب اإلفصاح في أختصار المصباح وشرح مقصورة ابن دريد‬
‫وكتاب شرح الجمل للزجاجي وغيرها(‪.)2‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحمد بن محمد بن حماد (ت ‪611‬هـ‪ :)1214/‬من كبار العلماء في هذا العلم‪ ،‬فكان مقرئاً كثير التالوة حافظاً‬
‫ك ا ْلَي ْوَم َح ِد ٌ‬ ‫لكتاب اهلل‪ ،‬وقد أصابه العمى في آخر عمره فلما تال عند الموت اآلية القرآنية ((فَ َك َش ْفنا ع ْن َ ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫يد))‬ ‫ص ُر َ‬
‫ك فََب َ‬
‫طاء َ‬
‫كغ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫قيل أن اهلل رد عليه بصره مرة أخرى‪ ،‬تولى القضاء بمدينة سال ثم بمدينة مكناسة الزيتون ‪.‬‬
‫‪ -‬أبو الطيب الحسن بن محمد السهلي (ت ‪622‬هـ‪1225/‬م)‪ :‬الشهير بأمكراز شيخ جليل القدر حسن السيرة‪ ،‬عالماً في‬
‫(‪)5‬‬
‫توفي سنة‬ ‫صناعة اإلقراء والذكر‪ ،‬من سكنة مكناسة الزيتون أخذ عنهُ السيد عياد والد أبي زيد عبد الرحمن المجذوب‬
‫(‪622‬هـ‪1225/‬م) ودفن خارج باب أبي العمائر أحد أبواب مدينة مكناسة الزيتون(‪.)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وذكره‬ ‫‪ -‬أبو سالم إبراهيم بن عبد الكريم الحروز المكناسي (ت بعد سنة ‪717‬هـ‪1317/‬م)‪ :‬كان مقرئاً ماه اًر وفقيهاً حافظاً‬
‫ابن القاضي المكناسي(‪(( :)8‬الفقيه المدرس بمدينة مكناسة كان يقرر التهذيب ويذكر كالم الناس عليه والمختصرين وأقوال‬
‫األئمة‪ ...‬وكان يدرس ويعلم الصبيان))‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الحق بن سعيد بن محمد المكناسي المالكي (ت بعد سنة ‪761‬هـ‪1359/‬م)‪ :‬يكنى أبي محمد‪ ،‬وهو من علماء مكناسة‬
‫الزيتون الذين التقى بهم ابن الخطيب عند زيارتهُ لمكناسة الزيتون سنة (‪771‬هـ‪1369/‬م)‪ ،‬تولى عبد الحق قضاء مكناسة‬
‫الزيتون فكان من أهل العلم والفصاحة‪ ،‬وكان من الحفاظ لكتاب اهلل‪ ،‬من مؤلفاته الجازمة على الرسالة الحاكمة ألبي بكر‬
‫في الفتاوي ألفهُ في سنة (‪761‬هـ‪1359/‬م) وكتاب الحسام المحدود في الرد على اليهود(‪.)10‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫المعافري‬

‫(‪ )1‬الحريري‪ ،‬تاريخ المغرب اإلسالمي‪ ،‬ص‪.342‬‬


‫(‪ ) 2‬ابن األبار‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل بن أبي بكر القضاعي (ت‪658‬هـ ‪1260/‬م)‪ ،‬التكملة لكتاب الصلة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد السالم الهراس‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 312 -311‬؛ اليماني‪ ،‬عبد الباقي عبد المجيد (ت ‪743‬هـ‪1342/‬م)‪ ،‬أشارة التعيين في تراجم النحاة‬
‫واللغويين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد المجيد دياب‪ ،‬السعودية‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‪ 175‬؛ ابن قاضي شهبة‪ ،‬تقي الدين أبو بكر بن احمد بن محمد األسدي الشافعي (ت‬
‫‪851‬هـ‪1447/‬م)‪ ،‬طبقات النحاة واللغويين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محسن غُيَّاض‪ ،‬النجف‪1973 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.120‬‬
‫(‪ )3‬سورة ق‪ ،‬اآلية‪.22 :‬‬
‫(‪ )4‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 109 -108‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 354‬؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )5‬الشيخ الولي أبي السرور عياد بن يعقوب‪ ،‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.334‬‬
‫(‪ )6‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.13 -12‬‬
‫(‪ )7‬ابن غازي الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 101‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪.279 ،‬‬
‫(‪ )8‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.199‬‬
‫(‪ ) 9‬هومحمد بن عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل بن احمد العربي‪ ،‬من قضاة أشبيلية‪ ،‬ولد سنة ‪468‬هـ ‪1075‬م‪ ،‬رحل الى المشرق سنة ‪485‬هـ‪1092/‬م‬
‫فدخل الشام فلقي بها ابا بكر بن محمد بن الوليد الطرطوشي وتفقه عندهُ ثم رحل الحجاز سنة ‪489‬هـ‪1095/‬م ودخل بغداد مرتين ووصل الى‬
‫مصر‪ ،‬كان من أهل التفنن في العلوم متقدماً في المعرف كلها‪ ،‬ترك القضاء وأقبل على نشر العلم حتى وفاتهُ سنة ‪543‬هـ‪1148/‬م فدفن بفاس‪.‬‬
‫النباهي‪ ،‬أبو الحسن بن عبد اهلل بن الحسن المالقي األندلسي (ت‪793‬هـ‪ 1390/‬م)‪ ،‬تاريخ قضاة األندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاة والفتيا)‪،‬‬
‫ط‪ ،5‬تحقيق‪ ،‬لجنة إحياء التراث في دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪.106 - 105‬‬
‫(‪ )10‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 102‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 389‬؛ التنبكتي‪ ،‬أبو العباس احمد بابا بن احمد بن‬
‫احمد بن عمر السوداني (‪1036‬هـ‪ 1626/‬م)‪ ،‬كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد مطيع‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪،‬‬
‫المملكة المغربية‪2000 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 298‬؛ البغدادي‪ ،‬إسماعيل باشا بن محمد بن أمين بن مير سليم الباباني‪ ،‬إيضاح المكنون في الذيل على كشف‬
‫الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬تصحيح‪ ،‬محمد شرف الدين بالتقايا و ورفعت بيلكه الكليسي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت) ج‪،1‬‬
‫ص‪ 349 - 348‬و ‪.503‬‬
‫‪716‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الفتوح (ت ‪818‬هـ‪1415/‬م)‪ :‬أصلهُ من مدينة تِلمسان حيث كان أحد طالب العلم فيها‪،‬‬
‫انتقل الى فاس ثم الى مكناسة الزيتون فأقام بها الى أن توفي‪ ،‬كان صالحاً وبارعاً في صناعة القرآن فكان يقصد الى المساجد‬
‫(‪.)1‬‬
‫الخالية ويعمرها بقراءة القرآن‬
‫‪ -‬محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن جابر الغساني المكناسي (ت ‪827‬هـ‪1424/‬م)‪ :‬المكنى أبو عبد اهلل من أهل‬
‫مكناسة الزيتون النابغين الفضالء‪ ،‬كان مقرئاً فاضالً‪ ،‬تصدر إلقراء هذا العلم بمكناسة الزيتون‪ ،‬وكان له تأليف في رسم القران‬
‫(‪.)2‬‬
‫سماه (نظم رجل الحلية) دخل الى مدينة فاس وأخذ بها عن جماعة‬
‫‪ -‬علي بن منون أبو الحسن الشريف الحسني (ت بعد ‪870‬هـ‪ :)1465/‬ولد سنة ‪790‬هـ‪1388/‬م‪ ،‬يعد من علماء مدينة‬
‫مكناسة الزيتون وأساتذتها المشاهير وقد ذكرهُ ابن غازي(‪ )3‬في فهرسه فقال‪(( :‬قرأت عليه بها القرآن العزيز ختما تكثيره‪ ))...‬كان‬
‫أستاذاً في أعراب القرآن‪ ،‬واقراء هذا العلم‪ ،‬لما أتصف به من النبل والذكاء(‪ )4‬توفي بعد سنة ‪870‬هـ‪1465/‬م ودفن خارج باب‬
‫القورجة أحد أبواب مكناسة الزيتون(‪.)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫التلمساني (ت ‪874‬هـ‪1469/‬م) وهو من المتقدمين في إتقان علم القراءات‪ ،‬وكان‬ ‫‪ -‬أبو العباس احمد بن الحسن الغماري‬
‫شديد الحفظ للقران الكريم‪ ،‬واذا سألهُ احد عما قبل اآلية فيجيب بسرعة فائقة‪ ،‬وكما كان أيضاً استاذاً بارعاً(‪.)7‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عزوز الصنهاجي (من أعالم القرن التاسع الهجري‪/‬الخامس عشر الميالدي) العالم الفاضل العمدة‬
‫القدوة‪ ،‬كان من اهل األتقان في تجويد القرآن الكريم على األستاذ محمد بن جابر الغساني‪ ،‬أخذ علم القراءات عن والده‪ ،‬طاف‬
‫في أنحاء المغرب وأرتحل الى المشرق‪ ،‬ثم رجع الى بلدة مكناسة الزيتون فأنتفع به أهلها(‪.)8‬‬
‫ب‪ -‬التفسير‬
‫ازدهــرت حركــة التفســير فــي زمــن الموحــدين (‪668 - 541‬هــ‪1269 -1146/‬م) الهتمــامهم بــالقرآن الكـريم بعــده مصــدر‬
‫التشريع في دولتهم مما زاد إقبال العلمـاء علـى د ارسـتهُ وتفسـيره(‪ )9‬ال ّسـيما بعـد مـنعهم النـاس مـن الرجـوع الـى كتـب الفـروع واعـادة‬
‫العمل باألصول(‪)10‬وقـام الموحـدون باسـتدعاء المفسـرين مـن األنـدلس ليتعـاونوا مـع المفسـرين المغاربـة(‪ )11‬وأهـتم بنـو مـرين بـالقرآن‬
‫الك ـريم وتفســيره وفهمــه فعلــى ســبيل المثــال كــان الســلطان أبــو عنــان (‪759 - 749‬هـ ـ ‪1357 -1348/‬م) حافظ ـاً للق ـرآن عارف ـاً‬
‫بناسخهُ ومنسوخه(‪ )12‬ومن علماء مدينة مكناسة الزيتون الذين قاموا على ذلك العلم وتدريسه‪:‬‬

‫(‪)1‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 115‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 134‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 676‬؛ السائح‪ ،‬حسن‪،‬‬
‫الحضارة اإلسالمية في المغرب‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1986 ،‬م‪.259 ،‬‬
‫(‪)2‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 119‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 317‬؛ درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 278‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل‬
‫األبتهاج بتطريز الديباج‪ ،‬تقديم‪ ،‬عبد الحميد عبد اهلل الهرامة‪ ،‬كلية الدعوة اإلسالمية‪ ،‬طرابلس‪1989 ،‬م‪ ،‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.680‬‬
‫(‪ )3‬فهرس ابن غازي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد الزاهي‪ ،‬دار بوسالمة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫(‪ )4‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 99‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 359 - 358‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.528‬‬
‫(‪ )5‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ ) 6‬هو من غمارة البربر‪ ،‬وبيت الغماري بيت علم وثروة لهم زقاق بفاس يقال لهُ درب الغماري قرب جامع القرويين ثم أطلق عليه بعد ذلك درب ابن‬
‫حبوب ونسب الدرب البن حبوب الذي حبس الرباع عن جامع القرويين‪ ،‬وبنو الغماري انقرضوا وال عقب لهم‪ .‬ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )7‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 112‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )8‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ ،99‬التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.158 - 157‬‬
‫(‪)9‬حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.483‬‬
‫(‪ )10‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 195‬؛ كنون‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬النبوغ المغربي في األدب العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪ .‬مط وت‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫(‪)11‬المنوني‪ ،‬حضارة الموحدين‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪)12‬السالوي‪ ،‬األستقصا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 89‬؛ كنون‪ ،‬النبوغ المغربي‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪717‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬محمد بن أبي غالب بن احمد بن علي بن احمد بن علي المكناسي (ت ‪818‬هـ‪1415 /‬م) األمام المفسر أبي عبد اهلل‬
‫المعروف بالسكاك‪ ،‬كان قاضي للجماعة بمدينة فاس‪ ،‬ومن تصانيفهُ نصح ملوك اإلسالم بالتعريف بما يجب عليهم من حقوق‬
‫آل بيت الكرام(‪.)1‬‬
‫‪ -‬محمد بن قاسم بن محمد بن احمد بن محمد القوري اللخمي المكناسي (ت ‪872‬هـ‪1468/‬م) أصلهُ أندلسي‪ ،‬وأشتهر‬
‫بالقوري نسبةً لبلدة قريبة من أشبيلية‪ ،‬ولد بمكناسة الزيتون و كان مولدهُ في أوائل القرن التاسع الهجري‪/‬الخامس عشر الميالدي‬
‫(‪.)2‬‬
‫كان من النابغين في علم التفسير‬
‫ت‪ -‬الفقه‪:‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وأصــطالحاً‪ :‬فهــو يـعـنــي الـعـلــم باألحـكــام‬ ‫قــال تعــالى‪(( :‬لَهُم ْم قُلُممﻮبٌ ََل يَ ْفقَهُممﻮنَ بِهَمما))‬ ‫الفقــه لغــة‪ :‬تعنــي الفهــم والمعرفــة‬
‫الشــرعية المســتنبطة مــن أدلتهــا التفصــيلية الق ـران الك ـريم والســنة النبوي ــة‪ ،‬وهـــو علــم مســتقى مــن ال ـرأي واألجتهــاد ويحتــاج فيــه الــى‬
‫النظرة والتاويل(‪ .)5‬وعلم الفقه من أعظم العلوم الشـرعية وأجلهـا قـد اًر وأكثرهـا فائـدة‪ ،‬ألن فيـه معرفـة أحكـام اهلل فـي أفعـال المكلفـين‬
‫بالوجوب والحظر والندب والكراهية واألباحة وهي أحكام مستقاة من كتاب اهلل والسنة‪ ،‬وما نصبهُ الشرع لمعرفتهـا مـن األدلـة‪ ،‬واذا‬
‫استخرجت تلك األحكام قيل لها فقه(‪ .)6‬لذلك قال فيه رسول اهلل محمـد (ص) ((مـن يـرد اهلل بـه خيـ اًر يفقهـه فـي الـدين))(‪ ،)7‬وروي‬
‫(‪)8‬‬
‫عن األمام علي (عليه السالم) قوله‪(( :‬العلم ثالثة‪ ،‬الفقه لألديان‪ ،‬والطب لألبدان‪ ،‬والنحو للسان))‬
‫اختص المغارب ــة بمذهب األمام مالك(‪ )9‬ولم يتخذوا غيره مذهباً إال في القليل‪ ،‬ألن رحالتهم كانت غالباً الى الحجاز‪ ،‬وقد‬
‫(‪)10‬‬
‫أن سبب اتخاذ المغرب للمذهب المالكي هو تشابه البيئة المغربية البدوية بالبيئة الحجازية فضالً عـن وجـود‬ ‫أشار ابن خلدون‬
‫األمام مالك في المدينة فكانت رحالت الحج تتجه الى الحجاز فيلتقي الحجاج به ويأخذون عنهُ فكـان مـذهب مالـك بأ ارئـه الفقهيـة‬
‫مناسباً للعقلية المغربية فضالً عن اتخاذ المغاربة مذهباً مخالفاً لبني العباس حكام الشرق‪.‬‬
‫وقد أنتشرت مفاهيم هذا المذهب واتسع انتشاره في عصر المرابطين الذين كـان لهـم أثـ اًر فـي نشـره علـى حسـاب المـذاهب‬
‫األخرى(‪ ،)11‬وفي العصر الموحدي ازدهر الفقـه ازدهـا اًر كبيـ اًر وتمثـل بمـذهبين همـا المـذهب المـالكي والمـذهب الظـاهري(‪ )12‬الـذي‬

‫(‪ )1‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.284‬‬


‫(‪ )2‬ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪ 65‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 319‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 548‬؛ ابن زيدان‪،‬‬
‫إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 284‬؛ كحاله‪ ،‬عمر رضا‪ ،‬معجم المؤ لفين‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بيروت‪ ،‬ودار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ج‪ ،11‬ص‪.143‬‬
‫(‪ )3‬الفيروز أبادي‪ ،‬أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب (ت ‪817‬هـ‪1414/‬م)‪،‬القاموس المحيط‪ ،‬ط‪ ،8‬تحقيق‪ ،‬محمد نعيم العرقسوسي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪2005 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.1250‬‬
‫(‪ )4‬األعراف‪ ،‬اآلية‪.179 :‬‬
‫(‪ )5‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.563‬‬
‫(‪ )6‬ابن خلدون‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.573‬‬
‫(‪ )7‬النيسابوري‪ ،‬أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري (ت ‪261‬هـ ‪ 874/‬م)‪ ،‬المسند الصحيح المختصر (صحيح مسلم)‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.718‬‬
‫(‪ )8‬الحراني‪ ،‬أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة (من أعالم القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميالدي)‪ ،‬تحف العقول عن آل الرسول‪ ،‬ط‪،7‬‬
‫تحقيق‪ ،‬حسين األعلمي‪ ،‬مؤسسة األعلمي‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫(‪ ) 9‬أبو عبد اهلل مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خُثيل‪ ،‬احد األئمة األربعة الذين ترجمهُ علماء الرجال من‬
‫العامة‪ ،‬ولد سنة ‪93‬هـ‪ 711/‬م‪ ،‬ونشأ في صونٍ ورفاهية‪ ،‬طلب العلم منذ صغرهِ‪ ،‬وحُدث عنُه وهو حيٌ شابٌ‪ ،‬وقصدهُ طلبة العلم من األفاق في أخر‬
‫دولة أبي جعفر المنصور العباسي وما بعد ذلك‪ ،‬وأزدحموا عليه في خالفة الرشيد‪ ،‬الى ان مات‪ .‬الذهبي‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن احمد بن‬
‫عثمان(ت‪748‬هـ‪1347/‬م)‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 55 - 48‬؛ الخوئي‪ ،‬السيد أبو القاسم الموسوي‪ ،‬معجم‬
‫رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة‪ ،‬ط‪1992 ،5‬م‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.165‬‬
‫(‪)10‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.558‬‬
‫(‪)11‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 131‬؛ حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.458‬‬
‫(‪ ) 12‬المذهب الظاهري‪ :‬يرجع أصول هذا المذهب الذي يعد احد المذاهب اإلسالمية الى أبي داود االصبهاني أبو بكر (ت ‪297‬هـ‪909/‬م) الذي يعد‬
‫مؤسس هذا المذهب‪ ،‬وقد وضع أسسهُ في نحو منتصف القرن الثالث الهجر ي‪/‬التاسع الميالدي‪ ،‬ويشير هذا المذهب الى عدم التقييد بأراء أي مذهب‬
‫من المذاهب األربعة السنية المعروفة‪ ،‬مع شرط االعتماد على القرآن والسنة وما أجمع عليه الصحابة‪ ،‬أشتهر هذا المذهب في األندلس على يد ابن‬
‫حزم القرطبي (ت ‪456‬هـ‪1063/‬م)‪ ،‬الذي كان من أشد دعاة المذهب الظاهري الذي يعتمد على األخذ بظاهر النص من هنا سمي بالمذهب‬
‫‪718‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫كـان محبوبـاً مـن الخلفــاء الموحـدين حيــث سـاعد المــذهب الظـاهري الدولــة الموحديـة القائمــة آنـذاك مــن فـرض ســيطرتها علـى كافــة‬
‫(‪)1‬‬
‫فــان بقــاء المــذهب الظــاهري وانتشــارهُ أســتمر أيــام‬ ‫أرجــاء بــالد المغــرب واألنــدلس ألنــهُ يتناســب مــع مبــادئ هــذه الدولــة وفلســفتها‬
‫الدولة الموحدية‪ ،‬فعندما استلم بني مرين الحكم في بالد المغرب أحيوا مذهب مالك ولم يبق مـن أنصـار الظاهريـة إالّ القليـل‪ ،‬فـي‬
‫حين أن الدولة الحفصية بتونس ظلت متمسكة بمذهب مالك(‪ .)2‬ومن الفقهاء الذين برزوا في مدينة مكناسة الزيتون هم‪:‬‬
‫‪ -‬عيسى بن يوسف بن عيسى بن الملجوم األزدي (ت ‪543‬هـ‪1148/‬م) يكنى أبا موسى‪ ،‬اصلهُ من مدينة فاس ثم انتقل الى‬
‫مكناسة الزيتون عندما تولى القضاء بها‪ ،‬كان لهُ معرفة بالفقه والنوازل عمل على تدريسهُ بمكناسة الزيتون فكان عدالً ثقةً‬
‫ضابطاً‪ ،‬عاصر الدولتين المرابطية والموحدية‪،‬تولى القضاء مدة من الزمن بفاس‪ ،‬ثم طلب التفرغ من مهام القضاء‪ ،‬وأنصرف‬
‫الى تدريس العلم ونشره بين طالبه في فاس حتى وفاته سنة (‪543‬هـ‪1148/‬م)(‪.)3‬‬
‫‪ -‬علي بن عيسى بن عمران بن وافال (ت ‪594‬هـ‪1198/‬م) يعد من فقهاء مدينة مكناسة الزيتون في القرن الخامس‬
‫الهجري‪/‬الحادي عشر الميالدي‪ ،‬روى عن أبيه عيسى‪ ،‬وولي القضاء بمدينة فاس‪ ،‬كان فقيهاً سري الهمة‪ ،‬ولهذا حسنت‬
‫(‪.)4‬‬
‫سيرتهُ‬
‫‪ -‬أبو علي منصور بن حزوز (ت ‪655‬هـ‪1257/‬م) كان من النابغين في علم الفقه‪ ،‬فكان فقيهاً عارفاً بأصول الفقه وخطيباً‬
‫واماماً بجامع مكناسة الزيتون الكبير‪ ،‬ولهذا كان متبرك ِ‬
‫به بالمدينة(‪.)5‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ -‬أبو سالم إبراهيم بن عبد الكريم بن إسحاق الجروز (ت بعد ‪717‬هـ‪1317/‬م) يكنى أبا إسحاق(‪ )6‬وصفهُ ابن غـازي‬
‫بالفقيـه الحافظ‪ ،‬وترجمهُ ابـن القاضي المكناسي(‪ )8‬قائالً‪(( :‬الفقيه المدرس بمدينة مكناسة‪ ،‬كان يقرر التهذيب ويذكر كالم الناس‬
‫يدرس المدونة‪ ،‬ويعلم الصبيان))‪ .‬توفي في مدينة مكناسة الزيتون بعد سنة ‪717‬هـ‬ ‫عليه والمختصرين وأقوال األئمة‪ ،‬وكان ّ‬
‫‪1317‬م(‪.)9‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن وارياش الكلبي (كان حياً سنة ‪723‬هـ‪1323/‬م) فقيه مالكي‪ ،‬كان متبح اًر في علم الفقه‪ ،‬ولهذا قام‬
‫(‪)10‬‬
‫و كتاب (االستذكار ألبي عمران بن عبد‬ ‫على تدريس الموطأ بمكناسة الزيتون ويملي عليه من كتاب (المنتقى للباجي)‬

‫الظاهري‪ ،‬فقد أرتبط المذهب الظاهري بمجددهُ ابن حزم وأصبح يسمى المذهب الحزمي‪ ،‬الذي دخل بالد المغرب في القرن الخامس‬
‫الهجري‪/‬الحادي عشر الميالدي‪ .‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 255‬؛ ابن تغري بردي‪ ،‬أبو المحاسن يوسف بن عبد اهلل الظاهري (ت‬
‫‪874‬هـ‪ 1469/‬م)‪ ،‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 47‬؛ العبادي‪ ،‬دراسات في تاريخ المغرب‬
‫واألندلس‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫(‪ ) 1‬المحمدي‪ ،‬أنعام حسين احمد ظاهر‪ ،‬أثر علماء األندلس في الحياة الثقافية في بالد المغرب اإلسالمي من القرن الخامس الهجري حتى نهاية القرن‬
‫السابع الهجري‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة المستنصرية‪ ،‬كلية التربية‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.175‬‬
‫(‪ ) 2‬بالنثيا‪ ،‬أنخل جنتالث‪ ،‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬نقلهُ عن األسبانية‪ ،‬حسين مؤنس‪ ،‬القاهرة‪1955 ،‬م‪ ،‬ص‪ 238‬؛ حركات‪ ،‬المغرب عبر التاريخ‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪ 141‬؛ المحمدي‪ ،‬أثر علماء األندلس في الحياة الثقافية‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫(‪ ) 3‬ابن عبد الملك‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد المراكشي (ت ‪703‬هـ‪ 1303/‬م)‪ ،‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد بن شريفة‬
‫وإحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1964 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 258‬؛ ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪ 15‬؛ النباهي‪ ،‬تاريخ قضاة األندلس‪ ،‬ص‪ 102‬؛‬
‫ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 500‬ـ ‪ 501‬؛ المنوني‪ ،‬محمد‪ ،‬مدائن مكناسة القديمة من العصر األدريسي إلى أخر عصر‬
‫الموحدين‪ ،‬أعمال ندوة الحاضرة اإلسماعيلية‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.186‬‬
‫(‪)4‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.482‬‬
‫(‪ )5‬ابن أبي زرع‪ ،‬الذخيرة السنية‪ ،‬ص‪ 71‬؛ ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 113‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 108‬؛‬
‫المنوني‪ ،‬محمد‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.469‬‬
‫(‪ )6‬التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )7‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )8‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.199‬‬
‫(‪)9‬التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 39‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص‪.279‬‬
‫(‪ )10‬هو أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد بن أيوب وارث التجيبي التميمي البطليموسي الباجي األندلسي ولد سنة ‪403‬هـ‪1012/‬م‪ ،‬وبيت امهُ بيت‬
‫مشيخه كبير في األندلس‪ ،‬جلس أمام شيوخ قرطبة فأخذ عنهم‪ ،‬كما رحل الى الشرق حتى نبغ في فنون متعدده‪ ،‬فأصبح له شيوخ باألندلس والشام‬
‫وبغداد والحجاز‪ ،‬وبعد رحلة استمرت ‪ 13‬عامًا قضاها في الطلب عفيف النفس قفل راجع ًا إلى األندلس مما سهل على الطالب األخذ عن ُه حتى توفي‬
‫سنة ‪474‬هـ‪ 1081/‬م‪ ،‬مؤلفات ُه كتاب (المنتقي) الذي انتقاه الباجي من كتابهُ األخر المسمى (باألستيفا) وهو شرح موطأ اإلمام مالك فهو من احسن ما‬
‫‪719‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫البر)(‪ ، )1‬فأتسع نطاق األتجاه الفقهي في المغرب خالل العصر المريني‪ ،‬واالشتغال بفقه األحكام‪ ،‬ومن أهم الكتب التي تدرس‬
‫(‪.)2‬‬
‫بمكناسة الزيتون (كتاب الموطأ لإلمام مالك)‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل القطراني وقيل البطراني (ت ‪848‬هـ‪1444/‬م) وهو محمد بن سالم الزياني اإلمام أبو عبد اهلل‪ ،‬من فقهاء مدينة‬
‫مكناسة الزيتون‪ ،‬نقل ابن غازي(‪ )3‬عنهُ وعن إبراهيم بن عبد الكريم بن إسحاق أن احدهما كان يستظهر كتاب (ابن يونس)‬
‫واألخر يستظهر كتاب (تبصرة اللخمي)‪ .‬توفي القطراني بتونس سنة (‪848‬هـ‪1444/‬م)(‪.)4‬‬
‫‪ -‬محمد بن محمد بن الصباغ المكناسي (ت ‪749‬هـ‪1384/‬م) كان فقيهاً واماماً‪ ،‬وصفهُ ابن غازي(‪)5‬بقوله‪(( :‬الفقيه الشهير‬
‫ته العلمية والفقهية من خالل معرفته لكتاب (الموطأ)‬ ‫العالمة العالم حائز قصب السبق في المعقول والمنقول‪ ))...‬أشتهر بجدار ِ‬
‫وأقر ِ‬
‫انه من الكتب األخرى‪ ،‬فأستفاد منهُ طالب العلم بمكناسة الزيتون وكذلك بقية المدن(‪.)6‬‬
‫‪ -‬أحمد بن عبد الرحمن بن تميم اليفرني المكناسي (ت ‪753‬هـ‪1352/‬م) أستاذ فقيه‪ ،‬يعد من أهم من برع في علوم أصول‬
‫الفقه والدين‪ ،‬نزل مكناسة الزيتون لألخذ عن األستاذ محمد بن قاسم بن محمد األنصاري المالقي الشهير بأبن القاسم المكناسي‬
‫نزيل مكناسة الزيتون‪ .‬عمل على تدريس الفقه وأصوله بمدينة مكناسة الزيتون‪ ،‬ثم رحل الى مدينة فاس وبها توفي سنة‬
‫‪753‬هـ‪1352/‬م(‪.)7‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن احمد بن عفيف (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) ذكرهُ ابن غازي(‪ )8‬فقال‪:‬‬
‫أشف بها على كثير من نظر ِ‬
‫ائه‬ ‫((الفقيه العدل الخير‪ ...‬المتصدر لقراءة كتاب الشفا النبوي‪ ،‬ولديه جملة حسنة من أصول الفقه َ‬
‫قراءةً‪ ...‬أبي عبد اهلل محمد بن أبي الفضل بن الصباغ‪ ،‬وشاركهُ في قراءتها على األمام أبي عبد اهلل األبلي(‪ ،)))9‬كان على قي ـد‬
‫الحياة سنة ‪771‬هـ‪1369/‬م وهـو عام اجتماعه بابن الخطيب بمكناسة الزيتون(‪.)10‬‬

‫ألف في موضوعهُ بشهادة كبار العلماء إلى جانب عدة مؤلفات‪ .‬الباجي‪ ،‬أبو الوليد سليمان بن خلف (ت ‪474‬هـ‪1081/‬م)‪ ،‬فصول األحكام‪ ،‬تحقيق‪،‬‬
‫عبد المجيد تركي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.126- 78‬‬
‫(‪ )1‬هو يوسف بن عبد اهلل النمري القرطبي‪ ،‬ولد سنة ‪368‬هـ‪978/‬م‪ ،‬يكنى أبا عمر درس على أيدي فقهاء مدينة قرطبة مثل أبي القاسم خلف بن القاسم‬
‫الحافظ‪ ،‬وأبي الوليد بن الفرضي وغيرهم الكثير‪ ،‬مؤلفهُ في الفقه كتاب (االستذكار لمذاهب علماء األمصار فيما تضمنهُ موطأ مالك من معاني الرأي‬
‫واآلثار)‪ .‬ابن بشكوال‪ ،‬أبو القاسم خلف بن عبد الملك(ت‪578‬هـ‪1183/‬م)‪ ،‬الصلة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬شريف أبو العال العدوي‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.312- 310‬‬
‫(‪ )2‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 96 - 95‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 107‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪،‬‬
‫ص‪.287 - 286‬‬
‫(‪)3‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪)4‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 290‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.527‬‬
‫(‪ )5‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫(‪ )6‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ 470‬؛ ابن مخلوف‪ ،‬محمد بن محمد بن عمر بن قاسم‪ ،‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪ 221‬؛ شبانة‪ ،‬مدينة مكناس المغربية‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪ )7‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 46‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 355‬؛ بالمين‪ ،‬عبد علي‪ ،‬بغية السائلين عن ابن‬
‫عباد عالم القرويين في عصر بني مرين‪ ،‬بحث مقدم الى كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة سيد محمد بن عبد اهلل‪ ،‬فاس‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫(‪)8‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 103‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 418 - 417‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.675 - 674‬‬
‫(‪ ) 9‬هو محمد بن ابراهيم بن احمد العبدري التلمساني الشهير باألبلي نسبةً أبله اسم جبل بقرب غرناطة‪ ،‬وحصن ابلية في نواحي قرطبة‪ ،‬اصلهُ من‬
‫األندلس من أهل أبله من بالد الجرف‪ ،‬ومنها انتقل أبوه وعمهُ فأستقدمهما بيغمرسان صاحب تلمسان ولد محمد ونشأ بتلمسان‪ ،‬فمال الى انتحال العلم‬
‫رحل الى المشرق فألتقى في مصر باب دقيق العيد وابن الرفعة وغيرهم‪ ،‬ثم رجع الى تلمسان‪ ،‬اراد أبو حمو صاحب تلمسان أكرهه على العمل ففر‬
‫منهُ= =الى فاس ثم ارتحل الى مراكش في حدود سنة ‪710‬هـ‪ 1310/‬م ونزل على اإلمام ابن البناء شيخ المعقول والمنقول والمبرز في التصرف‬
‫علماً وحاالً فأخذ منهُ الكثير بعدها رجع الى فاس فأنهال عليه طالب العلم من كل ناحية فانتشر علمهُ واشتهر ذكره فدعاهُ السلطان أبو الحسن‬
‫المريني عند فتح تلمسان فنظم هُ من طبقة العلماء والزمه وحضر معهُ‪ .‬ابن مريم‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن علي الشريف األدريسي التلمساني‬
‫(ت ‪771‬هـ‪ 1370/‬م)‪ ،‬البستان في ذكر األولياء والعلماء بتلمسان‪ ،‬طبعه وراجعه‪ ،‬محمد أبو شنب‪ ،‬المطبعة الثعالبية‪ ،‬الجزائر‪1908 ،‬م‪ ،‬ص‪214‬‬
‫‪.219 -‬‬
‫(‪ )10‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أالعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.675‬‬
‫‪720‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬عبد اهلل بن عون (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) المكنى أبا محمد يعد من أهم وأشهر فقهاء مدينة‬
‫مكناسة الزيتون الذين قاموا بتدريس الفقه وأصوله‪ ،‬كان خطيباً مشهو اًر عرف بجر ِ‬
‫ائته‪ ،‬إذ أن السلطان أبو عنان المريني لما سمع‬
‫ِ‬
‫خطبته قال لبعض خواصه‪ :‬أهنا هذا ؟! إعجاباً به(‪.)1‬‬ ‫جزالتهُ في‬
‫‪ -‬الحسن بن أحمد إبراهيم بن حزوز المكناسي (ت ‪761‬هـ‪1359/‬م) فهو من ذرية أبي علي منصور‪ ،‬كان فقيهاً واماماً‬
‫عارفاً‪ ،‬رحل الى المشرق ولقي به المشايخ وأخذ عنهم وروى كتب السنة الستة (والموطأ ألبن مالك) بأسانيدها الى مؤلفيها‬
‫باإلجازة العامة‪ ،‬فكان فصيحاً لهذا فإنه لم يكرر خطبة بمكناسة الزيتون فأنتفع به طالب العلم بالمدينة(‪.)2‬‬
‫ـــــ أشهر األسر الفقهية في مكناسة الزيتون‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬أسرة العبادسة(‪ )3‬الذين كان لهم دو ارً بار ازً بالعناية بفروع الفقه ومن بينهم‪:‬‬
‫‪ -‬أبو عمران موسى بن معطي العبدوسي (ت ‪776‬هـ‪1374/‬م) يعد من النابغين في أصول الفقه والدين‪ ،‬ويعد من كبار فقهاء‬
‫(‪.)4‬‬
‫المالكية بفاس كان فقيهاً حافظاً فاهماً للفقه لذلك تتلمذ على يديه الكثير من العلماء والصلحاء‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل بن اإلمام ابي عمران بن موسى العبدوسي (كان حياً سنة ‪790‬هـ‪1388/‬م) كان فقيهاً عالماً خي اًر وورعاً‬
‫صالحاً مدرساً عالمة(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أبو القاسم عبد العزيز موسى بن معطي العبدوسي (ت ‪837‬هـ‪1433/‬م) نزيل تونس أخذ العلم عن ابيه شيخ اإلسالم‬
‫الفقيه أبو عمران موسى العبدوسي(‪.)6‬‬
‫‪ -‬أبو محمد بن عبد اهلل بن محمد بن موسى بن معطي العبدوسي (من أعالم القرن التاسع الهجري‪/‬الخامس عشر‬
‫الميالدي) ذكرهُ ابن غازي(‪ )7‬قائالً‪(( :‬الفقيه المحدث الحجة شيخ شيوخنا))‪.‬‬
‫ويعد العبادسة بيت كبير من بيوت العلم بمكناسة الزيتون أقام فيهم العلم ورياسته ده اًر طويالً حتى في نسائهم‪ ،‬وأخر علمائهم‬
‫(‪.)8‬‬
‫أم هانئ العبدوسية أخت أبي محمد المذكور أعاله‬
‫ثانياً‪ :‬أسرة الونشريسي العلمية أيضاً كان لها دور في الفقه ومن بينهم‪:‬‬
‫‪ -‬يونس بن عطية الونشريسي (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) شيخ ابن الخطيب لقيهُ بمكناسة‬
‫الزيتون‪ ،‬حيث كان فقيهاً فاضالً وعالماً بفروع الفقه واصوله(‪.)9‬‬
‫‪ -‬أبو علي الحسن بن عطية المكناسي الونشريسي (ت ‪781‬هـ‪1379/‬م) يعد من فقهاء مكناسة الزيتون البارزين ومدرس في‬
‫(‪.)10‬‬
‫جامعها األعظم‪ ،‬لهُ مهارة تامة وعناية كاملة بفروع الفقه‬
‫‪ -‬الحسن بن عثمان بن عطية المكناسي الونشريسي (ت ‪801‬هـ‪1398/‬م) يكنى أبا علي‪ ،‬وهو ابن اخي المتقدمة ترجمتهُ‪،‬‬
‫فهو من أهل مكناسة الزيتون من قبيلة تجين وجدهُ عطية قدم من البالد التجانية واستقر في المغرب في زمن دولة السلطان ابي‬
‫يعقوب يوسف بن عبد الحق‪ ،‬والحسن بن عثمان كان فقيهاً متفنن حافظاً بمسائل الفقه‪ ،‬فهو من بيت علم ودراية(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.113‬‬


‫(‪)2‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.15 - 13‬‬
‫(‪( ) 3‬بني عبدوس) إحدى قرى مكناسة‪ ،‬كما يعد اهلها من ضمن قبائل مكناسة‪ ،‬واليهم ينسب العبادسة‪ .‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 83‬؛ السبتي‪،‬‬
‫المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫(‪)4‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 83‬؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫(‪)5‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 84‬؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫(‪ )6‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 84‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.274 - 270‬‬
‫(‪ )7‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫(‪ )8‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 85- 84‬؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫(‪ )9‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 102‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.269‬‬
‫(‪ )10‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 88‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪179‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 158‬؛ ابن زيدان‪،‬‬
‫أتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.12 - 10‬‬
‫‪721‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الفتوح (ت ‪818‬هـ‪1415/‬م) أشتهر بعلمه الواسع فكان فقيهاً حافظأ عارفأ بأصول الفقه‪،‬‬
‫أصابه الطاعون وهو يق أر البخاري بجامع مكناسة الزيتون الكبير سنة ‪818‬هـ‪1415/‬م‪ ،‬وقد لقنهُ الناس عند موته فقال لهُ‪:‬‬
‫الشغل بالذكر عن المذكور غفله(‪.)2‬‬
‫‪ -‬محمد بن قاسم بن محمد بن احمد القوري المكناسي (ت ‪872‬هـ‪1467/‬م) كان فقيهاً جامعاً حافظاً يستحضر نوازل الفقه‪،‬‬
‫فقال عنهُ ابن األحمر(‪ ...(( :)3‬شيخنا القدوة محمد بن قاسم كان حافظاً للمسائل متفنناً نوازلياً زاهداً ورعاً عالماً صالحاً انتهت‬
‫إليه رياسة التدريس في زمانه))‪ ،‬وذكره ابن غازي(‪ ...(( :)4‬أيه اهلل تعالى في التبحر في العلم والتصرف فيه واستحضار نوازل‬
‫الفقه‪.))...‬‬
‫(‪)5‬‬
‫هيهــات ال يأتــي الزم ــان بمثلــه إن الزمــان بمثلـ ــه لبخي ــل‬
‫‪-‬أبو الحسن علي بن عمر (من اعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) كان فقيهاً عالماً بأصوله(‪.)6‬‬
‫‪ -‬أبو القاسم بن حبيب الحريشي (من اعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) فقيه عالمة مشاور مشارك كان‬
‫(‪)7‬‬
‫عبد اهلل العبدوسي يثني عليه في مجلسه‬
‫(‪.)8‬‬
‫‪ -‬ابن سعدون‪ :‬عالماً باصول الفقه‬
‫‪ -‬أبو زيد عبد الرحمن الكواني (ت بعد ‪890‬هـ‪1485/‬م) كان إماماً في أصول الدين والفقه سكن مكناسة الزيتون ودرس الفقه‬
‫فيها‪ ،‬توفي بمكناسة الزيتون ودفن خارج باب عيسى أحد أبواب هذه المدينة(‪.)9‬‬
‫(‪)10‬‬
‫المكناسي (ت‪919‬هـ‪1513/‬م) أحد أعالم المغرب واساتذته الذين عظُم بهم‬ ‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن غازي العثماني‬
‫األنتفاع ومأل صيتهم البقاع‪ ،‬ولد بمكناسة الزيتون سنة ‪841‬هـ‪1437/‬م‪ ،‬وتربى في بيت علم وصالح يعد من أهم فقهاء مكناسة‬
‫(‪.)11‬‬
‫الزيتون‪ ،‬فكان فقيهاً وعالماً بالكثير من العلوم ولهذا د َّرس الفقه بجامعها األكبر توفي بفاس سنة ‪919‬هـ‪1513/‬م‬
‫ث‪ -‬الحــديث‪:‬‬
‫بدأ العلماء يدونون الحديث فـي مطلـع (القـرن الثـاني الهجري‪/‬الثـامن المـيالدي) ومـن أوائـل الكتـب التـي ألفـت فيـه الموطـأ‬
‫لألمـام مالــك بــن أنــس (ت ‪179‬هــ‪795/‬م)(‪ )12‬ويعرفــهُ حــاجي خليفــة(‪ )13‬بأنـهُ‪(( :‬علــم يعــرف بــه أقـوال النبــي محمــد (ص) وأفعالــه‬
‫وأحواله ومما أقر على قومه من أفعال لم ينكرها عليهم))‪ ،‬لهذا فقد ُعني المسلمون برواية الحديث النبوي الشريف وجمعهُ وترتيبهُ‬

‫(‪ ) 1‬ابن األحمر‪ ،‬أعالم المغرب واألندلس‪ ،‬المعروف بنثير الجمان في شعر من نظمي واياة الزمان‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد رضوان الداية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بيروت‪1976 ،‬م‪ ،‬ص‪ 369 - 366‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪179‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 160 - 158‬؛ ابن‬
‫زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.10- 9‬‬
‫(‪)2‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 115‬؛ كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 134‬؛ ابن مخلوف‪ ،‬شجرة النور الزكية‪ ،‬ص‪ 251‬؛ السائح‪ ،‬الحضارة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫(‪ )3‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪)4‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪)5‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )6‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )7‬ابن غازي‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 122 - 121‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.622‬‬
‫(‪)8‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫(‪ )9‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪ 79 - 78‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف إعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.333 - 332‬‬
‫(‪ ) 10‬نسبةً الى بني عثمان قبيلة من قبائل كتامة‪ .‬الرعيني‪ ،‬أبي عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي المعروف بالرعيني (ت‬
‫‪954‬هـ‪ 1547/‬م)‪ ،‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل‪ ،‬ضبطه وخرج آياته وأحاديثهُ‪ ،‬زكريا عميرات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪ 6‬؛ كنون‪ ،‬ذكريات مشاهير رجال المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.579‬‬
‫(‪)11‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 148 - 147‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪19 - 7‬؛ كنون‪ ،‬ذكريات مشاهير رجال‬
‫المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 605 - 579‬؛ ابن مخلوف‪ ،‬شجر النور الزكية‪ ،‬ص‪ 76‬؛ كحالة‪ ،‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )12‬الصالح‪ ،‬صبحي‪ ،‬النظم اإلسالمية وتطورها‪ ،‬ط‪ ،2‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1968 ،‬م‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫(‪)13‬مصطفى بن عبد اهلل (ت ‪1067‬هـ‪1656/‬م)‪ ،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد‪1941 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.635‬‬
‫‪722‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫(‪.)1‬‬
‫وهــو الــذي يفصــل ويوضــح مــا جــاء بــالقران الك ـريم مــن‬ ‫وتبويبــهُ بعــده المصــدر التش ـريعي اإلســالمي الثــاني بعــد الق ـرآن الك ـريم‬
‫تش ـريعات وأمــور تخــص العبــادات والمعــامالت‪ ،‬وألهميتــهُ فــي حيــاة المســلمين رحــل المســلمين فــي طلبــهُ‪ ،‬وتفــرع منــهُ عــدة علــوم‬
‫مساعدة للتأكد من الراوي وصحة السند(‪ .)2‬ويقسم علم الحديث على قسمين هما‪:‬‬
‫أ ‪ -‬علم الرواية‪ :‬هو ((علم يبحث فيه عن كيفية اتصال األحاديث بالرسول محمد (ص) من حيث احوال رواتها ضبطاً وعدالة‬
‫ومن حيث كيفية اتصاالً وانقطاعاً وغير ذلك))(‪.)3‬‬
‫ب ‪ -‬علم الدراية‪ :‬هو ((علم يبحث عن المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث‪ ،‬وعلى المعنى المراد منها‪ ،‬مبيناً على قواعد اللغة‬
‫العربية‪ ،‬وضوابط الشريعة‪ ،‬ومطابقاً ألحوال النبي محمد (ص)‪ ...‬وغايتهُ التحلي باآلداب النبوية والتخلي عما يكرههُ وينهي‬
‫عنه))(‪.)4‬‬
‫شهد العصر الموحدي اهتماماً غير مسبوق بعلم الحديث الهتمام الخلفاء الموحدين بذلك‪ ،‬السـيما إذ مـا علمنـا أن الدولـة‬
‫الموحدية قامت على أسس دينية يأتي في مقدمتها الرجوع لكتاب اهلل وسنة نبيه واهمـال مـا سـوى ذلـك مـن علـم الفـروع الـذي كـان‬
‫سائداً في عصر المرابطين(‪ ،)5‬ومن الدوافع التي شجعت على دراسة الحديث ما أمر بـه الخليفـة عبـد المـؤمن بـن علـي (‪- 524‬‬
‫‪558‬ه ـ ــ‪1162 -1129/‬م) مـ ــن رد النـ ــاس الـ ــى ق ـ ـراءة كتـ ــب الحـ ــديث وحرقـ ــه كتـ ــب الفـ ــروع(‪ )6‬وأمـ ــر الخليفـ ــة يعقـ ــوب(‪- 580‬‬
‫‪595‬ه ــ‪1198 -1184/‬م) العلمــاء أن يجمع ـوا أحاديــث الجهــاد وأمــر بد ارســتها مــن قبــل كبــار رجــال الدولــة واخــذ الخليفــة يمليهــا‬
‫بنفسه على الناس ويأمرهم بحفظها فأنتشر األمر في جميع المغرب وحفظها من العامة والخاصة(‪.)7‬‬
‫أما في عصر بني مرين (‪869 - 668‬ه‪1469 - 1269/‬م) فلم يقل االهتمام بعلم الحديث عما كان عليه في عصر‬
‫الموحدين إذ لقي رواجاً كبي اًر في مدن المغرب ومنها مدينة مكناسة الزيتون(‪ .)8‬وك ــان مـن أثـر اهتمـام الموحـدين وبنـي مـرين بعلـم‬
‫الحديث أن ظهر بمدينة مكناسة الزيتون في هذين العصرين محدثون كبار منهم‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد بن عمر بن احمد بن عبد الرحمن الخزرجي (ت ‪616‬هـ‪1219/‬م) يكنى أبا القاسم المكناسي لنزوله فيها‪ ،‬أصلهُ من‬
‫مدينة قرطبة(‪ )9‬سكن مكناسة الزيتون‪ ،‬روى عنهُ أبو العباس بن يوسف بن فرتون الفاسي وأبو عبد الرحمن بن برطلة وآخرون‪،‬‬
‫كان محدثاً راوية من أهل العدالة والثقة والدين‪ ،‬توفي في مدينة مكناسة الزيتون سنة ‪616‬هـ‪1219/‬م(‪.)10‬‬
‫‪ -‬أبو الحجاج يوسف بن احمد بن حكم التجيبي األندلسي (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) نزيل‬
‫(‪)12‬‬
‫فيصفهُ بالفقيه المحدث ويضيف‪(( :‬وهو شيخ فاضل‬ ‫مكناسة الزيتون قام بتعليم علم الحديث بها(‪ ،)11‬لقيهُ الرحالة العبدري‬
‫راوية‪ ،‬قي جماعة من كبار العلماء وأخذ عنهم‪ ...‬وأجازني إجازة عامة))‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬السمعاني‪ ،‬أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور (ت ‪562‬هـ‪1166/‬م)‪ ،‬أدب اإلمالء واألستمالء‪ ،‬بيروت‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪ 3‬؛ حسن‪ ،‬تاريخ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 422‬؛ الخربوطلي‪ ،‬علي حسني‪ ،‬الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬المطبعة العربية الحديثة‪ ،‬القاهرة‪1975 ،‬م‪ ،‬ص‪.272‬‬
‫(‪ ) 2‬عبد العباس‪ ،‬وسن رحيم‪ ،‬الحياة الثقافية في مصر والمغرب األقصى من القرن الثالث الهجري وحتى نهاية القرن السادس الهجري‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية التربية بنات‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )3‬طاش كبرى زادة‪ ،‬مفتاح السعادة ومصباح السيادة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 52‬؛ حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.635‬‬
‫(‪ )4‬طاش كبرى زاده‪ ،‬مفتاح السعادة ومصباح السيادة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 113‬؛ حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنون‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.635‬‬
‫(‪ )5‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 204‬؛ المنوني‪ ،‬حضارة الموحدين‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫(‪)6‬ابن أبي زرع‪ ،‬األنيس المطرب‪ ،‬ص‪ 195‬؛ حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.485‬‬
‫(‪ )7‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 187‬و ص‪.204 - 202‬‬
‫(‪ )8‬الحريري‪ ،‬تاريخ المغرب اإلسالمي‪ ،‬ص‪.342‬‬
‫(‪)9‬ابن األبار‪ ،‬التكملة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 97‬؛ المنوني‪ ،‬مدائن مكناسة القديمة‪ ،‬ص‪.203‬‬
‫(‪ )10‬ابن األبار‪ ،‬التكملة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 98 - 97‬؛ ابن عبد الملك‪ ،‬الذيل والتكملة‪ ،‬س‪ ،1‬ص‪ 348- 347‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.139‬‬
‫(‪ )11‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 551‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص‪.283‬‬
‫(‪ ) 12‬أبي عبد اهلل محمد بن محمد بن علي بن احمد (ت ‪700‬هـ‪1300/‬م)‪ ،‬رحلة العبدري‪ ،‬ط‪ ، 2‬تحقيق‪ ،‬علي إبراهيم كردي‪ ،‬تقديم‪ ،‬شاكر الفحام‪ ،‬دار‬
‫سعد الدين‪ ،‬دمشق‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.565 - 564‬‬
‫‪723‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن وارياش الكلبي (كان حياً سنة ‪723‬هـ‪1323/‬م) من علماء مدينة مكناسة الزيتون‪ ،‬فكان قاضيها‬
‫يقر الموطأ بالمدينة‪ ،‬فكانت طريقتهُ‪ :‬يبدأ بذكر اهلل تعالى‬
‫ومحدثها‪ ،‬علم الحديث بمكناسة الزيتون سنة ‪723‬هـ‪1323/‬م‪ ،‬وكان أ‬
‫أوالً‪ ،‬ثم يأمر خاصة طلبتهُ فيعرضون عليه الدرس وكان من عباد اهلل الصالحين لهذا كان أهل المدينة يتبركون به ويلتمسون‬
‫منه الدعاء(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أبو محمد بن محمد بن الصباغ الخزرجي (ت ‪749‬هـ‪1349/‬م) من أهل المعارف الكثيرة‪ ،‬واإلتقان للحديث والمعرفة‬
‫برجاله‪ ،‬كان يدرس بمكناسة الزيتون‪ ،‬ق أر بمدينة فاس على جماعة من أعالمها(‪ )2‬استدعاهُ السلطان أبو الحسن علي بن عثمان‬
‫المريني (ت ‪752‬هـ‪1351/‬م) وضمهُ الى مجلسه العلمي‪ ،‬وأصطحبهُ في حملتهُ المشهورة على تونس(‪ )3‬سنة (‪748‬هـ‪1347/‬م)‬
‫(‪)4‬‬
‫فهو محدث مشهور أشتهر برواية الحديث في مدينة مكناسة الزيتون ‪ .‬الى أن توفي في مدينة تلمسان مع جمـلة فقهاء غريقـاً‬
‫مــع أسطول أبي الحسن(‪.)6()5‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عزوز الصنهاجي (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) كانت لهُ رواية في علم‬
‫الحديث والمعرفة(‪.)7‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الفتوح (ت ‪818‬هـ‪1415/‬م) وهو أحد علماء تِلمسان الذي انتقل الى فاس ومكناسة الزيتون‬
‫(‪)8‬‬
‫خزنة الكتب‬
‫بمكناسة الزيتون عند ا‬ ‫فأقام بها الى وفاته‪ ،‬برع في عدة علوم ومنها الحديث‪ ،‬ق أر كتاب صحيح البخاري‬
‫األعظم(‪.)9‬‬
‫‪ -‬محمد بن قاسم بن محمد القوري اللخمي المكناسي (ت ‪872‬هـ‪1467/‬م) ولد بمكناسة الزيتون وأصلهُ من األندلس‪ ،‬كان‬
‫(‪.)10‬‬
‫محدثاً حافظاً عالمة متبح اًر في العلم‪ ،‬من علماء الحديث بمكناسة الزيتون‪ ،‬فأنتفع به طالب العلم بها‬
‫‪ -2‬العلوم اللغوية‬
‫أ‪ :‬علم اللغة العربية‪:‬‬
‫(‪)11‬‬
‫واللغـو النطـق يقـال‪ :‬هـذه لغـتهم التـي يلغـون بهـا‬ ‫وهي علوم بيان الموضوعات اللغوية واسـتعمال األلفـاظ فـي مواضـعها‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بأنه‪(( :‬علم باحث عن مدلوالت جـواهر‬ ‫ويعرفه حاجي خليفة‬ ‫واللغة‪ :‬أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم‬ ‫أي ينطقون‬
‫المفردات‪ ،‬وهيئاتها الجزئية‪.))...‬‬

‫(‪)1‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 107‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 669‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪،‬‬
‫ص‪.287‬‬
‫(‪ )2‬ابن مرزوق‪ ،‬المسند الصحيح‪ ،‬ص‪ 268‬؛ ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 97 - 96‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 301‬؛‬
‫ابن زيدن‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.671‬‬
‫(‪ )3‬ابن مرزوق‪ ،‬المسند الصحيح‪ ،‬ص‪ 268‬؛ ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ ،394‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪672‬‬
‫(‪ )4‬التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 244‬؛ السائح‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.258‬‬
‫(‪) 5‬غرق أسطول أبي الحسن المريني بعد السيطرة على تونس عندما عقد البنهُ أبي الفضل واليتها ورجع بأسطوله الذي كان يقلهم بحوالي أربعمائة‬
‫شخصاً والذي تقدرهُ بعض الروايات ستمائة سفينة‪ ،‬فقد هاج البحر بهذه السفن وغرق من كان مع السلطان من الفقهاء والعلماء والكتاب واألشراف‬
‫والخاصة‪ ،‬فقذفت األمواج أبا الحسن المريني الى شاطئ الجزائر‪ .‬الزركشي‪ ،‬الدولتين الموحدية والحفصية‪ ،‬ص‪ 89‬؛ ابن أبي دينار‪ ،‬محمد بن ابي‬
‫قاسم الرعيني القيرواني (ت ‪1110‬هـ‪1698/‬م)‪ ،‬المؤنس في أخبار إفريقية وتونس‪ ،‬المطبعة التونسية‪ ،‬تونس‪1869 ،‬م‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫(‪ )6‬ابن مريم‪ ،‬البستان‪ ،‬ص‪ 219‬؛ شبانة‪ ،‬محمد كمال‪ ،‬مدينة مكناس المغربية عبر التاريخ‪ ،‬مجلة آفاق الثقافية والتراث‪ ،‬السنة ‪ ،13‬العدد ‪ ،52‬دبي‪،‬‬
‫األمارات‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪)7‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 119‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.158 - 157‬‬
‫(‪ ) 8‬هو أصح كتب الحديث النبوي عند أهل الجماعة‪ ،‬جمعهُ أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل البخاري (ت ‪256‬هـ‪869/‬م) وأسماه (الجامع المسند‬
‫الصحيح المختصر من أُمور رسول اهلل (ص) وسننه وأيامه) جاء هذا الكتاب على شكل أبواب أغلبها فقه‪ .‬وجملة أحاديث كتابهُ‪ :‬سبعة آالف‬
‫وثالثمائة وسبعة وتسعون حديثاً بالمكرر‪ ،‬ومن غير المكرر أربعة آالف حديث‪ .‬ابن حجر‪ ،‬شهاب الدين احمد بن علي الكناني‬
‫(ت‪852‬هـ‪1448/‬م)‪ ،‬مقدمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.490‬‬
‫(‪ )9‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 115‬؛ ابن مريم‪ ،‬البستان‪ ،‬ص‪ 264‬؛ ابن مخلوف‪ ،‬شجرة النور الزكية‪ ،‬ص‪ 251‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم‬
‫الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 676‬؛ السائح‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫(‪ )10‬ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪ 65‬؛ ابن القاضي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 319‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.185 - 184‬‬
‫(‪)11‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.756‬‬
‫‪724‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫ومن علماء مكناسة الزيتون الذين نبغوا في هذا العلم هم‪:‬‬


‫‪ -‬ابن عيسى موسى بن الحجاج (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) كان إماماً في علم اللغة العربية‪،‬‬
‫أبرز علماء اللغة عند األمير أبا سعيد عثمان بن عبد الحق المريني لعلمه وثقافته(‪.)4‬‬
‫‪ -‬أبو علي عمر بن عثمان الونشريسي (‪810‬هـ‪1408/‬م) أستاذاً بارعاً في علم اللغة العربية(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن غازي المكناسي (ت ‪919‬هـ‪1513/‬م) كان أستاذاً في اللغة العربية(‪.)6‬‬
‫ب‪ :‬عــلــم النحــو‪:‬‬
‫لغةً‪ :‬هو القصد والطريق(‪ ،)7‬واصطالحاً هو العلم الذي تعرف به تراكيب اللغة العربية‪ ،‬واإلعراب والبناء‪ ،‬وتعرض صحة الكالم‬
‫وفسادهُ(‪ ،)8‬فهو علم جليل الفائدة عظيم النفع ألنهُ الطريق الوحيد للوقوف على أسرار اللغة العربية وأدراك معانيها وحل الكثير‬
‫من تراكيبها فالكلمات واأللفاظ وما تزال مقفلة على معانيها حتى يأتي اإلعراب ليفتحها(‪ )9‬وذكر ابن النديم(‪ )10‬سبب تسمية هذا‬
‫(‪)11‬‬
‫قال لعلي(عليه السالم) وقد ألقى عليه شيئاً من أصول‬ ‫العلم بعلم النحو فقال‪ ...((:‬سمي النحو نحواً ألن أبا األسود الدؤلي‬
‫النحو‪ ،‬قال أبو األسود واستأذنته أن أصنع نحو ما صنع فسمي ذلك نحواً‪.))...‬‬
‫(‪)12‬‬
‫ومن خالل هذا النص يتضح أن األمام علي بن أبي طالب (ع) يعد المؤسس األول لعلــم النحـو‪ ،‬وهذا ما أكدهُ ابن األنباري‬
‫فقال‪(( :‬إن أول من وضع علم العربية وأسس قواعده وحد حدوده‪ ،‬أمير المؤمنين اإلمام علي بن أبي طالب (ع) وأخذ عنه أبو‬
‫األسود الدؤلي‪ ،‬وسبب وضع اإلمام علي لهذا العلم‪ ،‬ما روى أبو األسود الدؤلي إذ قال‪ :‬دخلت على أمير المؤمنين فقال إني‬
‫تأملت كالم الناس فوجدتهُ قد فسد لمخالطة هذه الحمراء ‪ -‬العجم ‪ -‬فأردت أن أضع لهم شيئاً يرجعون إليه ويعتمدون عليه))‪.‬‬
‫وأيضاً ذكر ياقوت الحموي(‪ )13‬نصاً مؤكداً فيه بأن اإلمام علياً (ع) المؤسس األول لهذا العلم فقال‪(( :‬كان أول من وضع علم‬
‫العربية وأسس قواعده علي بن أبي طالب (عليه السالم) وأخذهُ عنه أبو األسود))‪ .‬وقد شاعت دراسة علم النحو بمدينة بمكناسة‬
‫ك اهتمام علماء مكناسة الزيتون في مجال اللغة والنحو أقل شأناً من باقي العلوم‪ ،‬ومن أشهر الشخصيات التي‬ ‫الزيتون فلم ي ُ‬
‫تصدرت تدريس هذا العلم هم‪:‬‬

‫(‪ ) 1‬ابن منظور‪ ،‬أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري األفريقي المصري (ت‪711‬هـ‪1311 /‬م)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عامر أحمد حيدر‪،‬‬
‫ومراجعة‪ ،‬عبد المنعم خليل إبراهيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2003 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.252‬‬
‫(‪)2‬ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثمان الموصلي (ت ‪392‬ه‪1001/‬م)‪ ،‬الخصائص‪ ،‬ط‪ ،4‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )3‬كشف الظنون‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1556‬‬
‫(‪)4‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 118‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 605‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 422‬؛ ابن مخلوف‪ ،‬شجرة‬
‫النور الزكية‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫(‪ )5‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫(‪)6‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )7‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.309‬‬
‫(‪)8‬السكاكي‪ ،‬أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي (ت ‪626‬هـ‪ 1228/‬م)‪ ،‬مفتاح العلوم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬أكرم عثمان يوسف‪ ،‬مطبعة دار الرسالة‪،‬‬
‫بغداد‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‪.68 -65‬‬
‫(‪ )9‬داغر‪ ،‬اسعد‪ ،‬حضارة العرب‪ ،‬مطبعة المقتطف‪ ،‬مصر‪1919 ،‬م‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫(‪ )10‬أبو الفرج محمد إسحاق الوراق (ت ‪383‬هـ‪993/‬م)‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬إبراهيم رمضان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫(‪ ) 11‬ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني‪ ،‬من سادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم وشعرائهم ومحدثيهم وهو كذلك نحوي واضع علم النحو‬
‫في اللغة العربية وضع النقاط على األحرف العربية‪ ،‬رسم لهُ األمام علي بن أبي طالب (عليه السالم) شيئاً من أصول النحو فكتب فيه أبو األسود‬
‫واخذ عنه جماعة‪ ،‬والدُؤَلي‪ :‬بضم الدال وفتح الهمزه وبعدها الم هذه النسبة إلى الدئل بكسر الهمزة وهي قبيلة من كنانة‪ ،‬توفي أبو األسود سنة ‪69‬هـ‬
‫‪688‬م‪ .‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 535‬؛ الزركلي‪ ،‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪،‬األعالم (قاموس تراجم ألشهر‬
‫الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)‪ ،‬ط‪ ،5‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1980 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.236‬‬
‫(‪ ) 12‬أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن عبد الكريم محمد (ت ‪577‬هـ‪1181/‬م)‪ ،‬نزهة األنباء في طبقات األدباء‪ ،‬ط‪ ،3‬تحقيق‪ ،‬إبراهيم‬
‫السامرائي‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬الزرقاء‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.18 - 17‬‬
‫(‪ ) 13‬شهاب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي البغدادي (ت‪626‬ه ‪ 1228/‬م)‪ ،‬معجم األدباء‪ ،‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪1993 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.1465‬‬
‫‪725‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬إبراهيم بن أبي الفضل بن صواب المجري الشاطبي(‪()1‬كان حياً سنة ‪506‬هـ‪1112/‬م) يكنى أبا إسحاق وصف بكونهُ من‬
‫أهل المعرفة باللغة العربية واآلداب والطب توجه الى بالد المغرب فدخل طنجة أوالً ثم تحول الى فاس نحو سنة‬
‫‪506‬هـ‪1112/‬م ثم انتقل الى مكناسة الزيتون واخذ يعلم العربية واآلداب فيها‪ ،‬لم تحدد سنة والدتهُ فقد كان حياً سنة‬
‫(‪.(2‬‬
‫‪506‬هـ‪1112/‬م عن عمر ‪ 81‬سنة وعليه فتكون والدتهُ سنة ‪425‬هـ‪1033/‬م توفي بمكناسة الزيتون‬
‫‪ -‬أبو محمد بن محمد بن الصباغ الخزرجي (ت ‪749‬هـ‪1348/‬م)‪ :‬نحوي مشارك في العلوم النقلية والعقلية‪ ،‬من مؤلفاتهُ‪:‬‬
‫شرح على األجرومية في النحو(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أبو محمد بن قاسم بن محمد القوري المكناسي (ت ‪872‬هـ‪1467/‬م)‪ :‬كان عالماً بالنحو وغيره من العلوم العقلية والنقلية‪،‬‬
‫ويعد من أعمدة المعارف بمكناسة الزيتون‪ ،‬توفي بفاس سنة ‪872‬هـ‪1467/‬م(‪.)4‬‬
‫ت‪ :‬األدب‪:‬‬
‫ويقصد به األجادة فـي فنـي المنظـوم والمنثـور‪ ،‬علـى أسـاليب العـرب جامعـاً مـن خاللـه مسـائل فـي اللغـة والنحـو‪ ،‬تسـتقرئ‬
‫منها بعض قوانين اللغـة العربيـة‪ ،‬مـع ذكـر بعـض أيـام العـرب يفهـم بـه مـا يقـع فـي أشـعارهم منهـا وكـذلك ذكـر المهـم مـن األنسـاب‬
‫الشهيرة واألخبار العامة(‪ )5‬وفروعهُ النثر والشعر والخطابة والموشحات‪ .‬فقد ازدهرت الحركة األدبيـة فـي عصـر الموحـدين ازدهـار‬
‫واضح فحظيـت مكناسـة الزيتـون علـى عهـدهم بحـظ وافـر مـن العلـم والثقافـة نتيجـة لتشـجيع الخلفـاء الموحـدين لـألدب(‪ ،)6‬وصـارت‬
‫مساجد ومجالس مدينة مكناسة الزيتون تشهد المناقشات األدبية واللغوية‪ ،‬ولهذا أصبحت مكناسة الزيتون من أهم الم اركـز العلميـة‬
‫في المغرب(‪.)7‬‬
‫كمــا شــهد العصــر المرينــي حركــة أدبيــة واســعة ســاعد علــى قوتهــا وازدهارهــا تشــجيع ســالطين بنــي مـرين وأمـرائهم لألدبــاء‬
‫والشـعراء فــي دولــتهم وأجزلـوا لهــم العطــاء‪ ،‬فنبــغ عــدد كبيــر مــن الشــعراء واألدبــاء فــي ظــل الــبالط المرينــي‪ ،‬واحتلـوا مكانــة مرموقــة‬
‫(‪.(8‬‬
‫فبرز عدد من األدباء في مدينة مكناسة الزيتون منهم‪:‬‬ ‫ووظائف كبرى‬
‫‪ -‬عتيق بن علي بن حسن الصنهاجي (ت ‪595‬هـ‪1195/‬م) يعرف بالفصيح‪ ،‬ويكنى أبا بكر‪ ،‬أصلهُ من مكناسة الزيتون ونشأ‬
‫بمدينة فاس حج وزار بغداد ومصر‪ ،‬تفقه بالخالفات في العراق‪ ،‬وكتب بخطه علماً كثي اًر‪ ،‬أخذ عنهُ بتونس وتِلمسان وغيرهما‬
‫أستقر بمراكش سنة ‪588‬هـ‪1192/‬م الى أن توفي فيها‪ ،‬اذ كان من األولين بدراسة علم األدب‪ ،‬ولهُ العديد من الدواويين التي‬
‫نبغ فيها‪ ،‬ويعد من عباقرة األدب في العصر الموحدي(‪.(9‬‬
‫‪ -‬أحمد بن عبد اهلل بن عميرة المخزومي (ت ‪656‬هـ‪1258/‬م) ولد بجزيرة شقر وقيل ببلنسية سنة ‪582‬هـ‪1184/‬م بلنسي‬
‫شقوري األصل يكنى أبا مطرف كان أول طلبة العلم شديد العناية بشأن الرواية فأكثر من سماع الحديث‪ ،‬أخذهُ عن مشايخ‬
‫أهله‪ ،‬ثم تفنن في العلوم‪ ،‬ونظر في المعقوالت وأصول الفقه‪ ،‬االّ انهُ مال الى اآلداب فبرع فيها براعة عد بها من كبار مجيدي‬

‫(‪ )1‬نسبةً الى مدينة شاطبة التي تقع شرقي األندلس فهي مدينة قديمة جليلة حصينة أرضها خصبة كثيرة الثمار هوائها طيب‪ ،‬وقد خرج منها خلق من‬
‫الفضالء ويعمل فيها الكاغد الجيد المنسوب إليها ويحمل منها الى كافة األمصار وقيل أسمها من الشطبة أي السعفة الخضراء‪ .‬بناها األمير‬
‫المرابطي علي بن يوسف ولها ثالثة أقاليم في كل إقليم منها أربعون قرية وتتصل بأحواز بلنسية‪ .‬الحموي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ 310 - 309 ،3‬؛‬
‫الحميري‪ ،‬الروض المعطار‪ ،‬ص‪.337‬‬
‫(‪ )2‬ابن األبار‪ ،‬التكملة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 122‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.88‬‬
‫(‪ )3‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون ص‪ 96‬؛ كحالة‪ ،‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.128‬‬
‫(‪)4‬ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪ 65‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 319‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.548‬‬
‫(‪ )5‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.763‬‬
‫(‪ )6‬حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪ 491 - 490‬؛ عالم‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1968‬م‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫(‪ )7‬حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.448 -447‬‬
‫(‪ )8‬الحريري‪ ،‬تاريخ المغرب اإلسالمي‪ ،‬ص‪.350‬‬
‫(‪)9‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 455‬؛ الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 202‬؛ المنوني‪ ،‬محمد‪ ،‬تاريخ الوراقة المغربية _ صناعة‬
‫المخطوط العربي من العصر الوسيط الى الفترة المعاصرة‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪726‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫النظم وكذلك في الكتابة‪ ،‬وكان راوية ثبتاً متبح اًر في التاريخ واألخبار قائماً على العربية واللغة‪ ،‬تولى قضاء مدينة مكناسة‬
‫الزيتون في عهد الخليفة الموحدي أبي الحسن المعتضد (ت ‪646‬هـ‪1248 /‬م) توفي بتونس سنة ‪656‬هـ‪1258/‬م(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أبو الحسن بن احمد بن إبراهيم بن حرزوز المكناسي (ت ‪761‬هـ‪1359/‬م) كان أديباً متضلعاً وخطيباً فصيحاً بليغاً‪ ،‬لم ير‬
‫بالمغرب خطيب أفصح منه‪ ،‬ولم يكرر خطبة ابداً)‪.)2‬‬
‫‪ -‬أبو محمد بن عبد اهلل بن سعيد التلمساني المعروف بابن الخطيب (ت ‪776‬هـ‪1374/‬م) يكنى أبا عبد اهلل كان عامالً هاماً‬
‫من عوامل تنشيط الحركة األدبية‪ ،‬فضالً عن المؤلفات التي قد ألفها أثناء وجوده بالمغرب في أواسط القرن الثامن‬
‫‪771‬هـ‪1369/‬م وقام على وصف مدن المغرب مما كان لهُ أثره القوي في تنشيط األدب في مكناسة الزيتون(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أبو جعفر احمد بن محمد بن إبراهيم األوسي الج ّنان المكناسي (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي)‬
‫أحد شيوخ ابن الخطيب الذين لقيهم بمكناسة الزيتون سنة ‪771‬هـ‪1369/‬م والذي قال في حقهُ‪(( :‬كان فقيهاً أديباً عدالً إخبارياً‬
‫مشاركاً‪ ،‬من أهل الظرف واالنطباع والفضيلة‪ ...‬ناثر مشارك في فنون من العلم‪ ،‬لهُ تصنيف حسن في ثالثة أسفار سماه‬
‫المنهل المورود في شرح المقصد المحمود))(‪.)4‬‬
‫‪ -‬أبو الحسن بن عطية الونشريسي (ت ‪781‬هـ‪1379/‬م) من أهم علماء مكناسة الزيتون الذين اهتموا بد ارسة األدب‪ ،‬ولهذا‬
‫قام بتدريسهُ بجامعها الكبير(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أبو العباس احمد بن يحيى بن عبد المنان الخزرجي (ت ‪792‬هـ‪1390/‬م) األديب الكاتب لهُ نظم رائق‪ ،‬قدم مكناسة‬
‫الزيتون مع السلطان أبو العباس احمد بن أبي سالم المريني (ت ‪796‬هـ‪1393/‬م) ونزل ابن عبد المنان في مارستان مكناسة‬
‫الزيتون فكتب لهُ السلطان أحمد هذه األبيات‪:‬‬
‫يـا شاع اًر قد خبرناه ففاض لنـ ـ ــا بالشعر والكتـب مـن تلقــاء نجـ ـران‬
‫ٍ‬
‫كناسة فشجــا م ــن عندك ابن ــان‬‫دلت دارك ف ـي ِم‬ ‫ثُـ َّـبــت أنـك َبـ ـ َ‬
‫فأجابهُ الكاتب أبو العباس بقوله‪:‬‬
‫ضوا مــن األتـ ـراب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لما بدا لــي فــي ح َمى م ْكناســة َمثْوى الدين َم ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫تانه ــا اولــى بــي‬ ‫أعرج نحوهــا ورأيت مـ ِ‬
‫ـار ْس َ‬ ‫فتركت داري لم ّ‬
‫ولقد تدهور األدب العربي بتدهور الدولة المرينية وسقوطها(‪ ،)7‬الى أن تداركها اهلل بأحد علمائها وأهمهم‪:‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن غازي المكناسي (‪919‬هـ‪1513/‬م) نافذاً في طلب العلم ونشره‪ ،‬فكان عارفاً بصناعة التدريس‪،‬‬
‫ومشاركاً في علم البالغة وهو من العلماء المشاركين في شتى أنواع العلوم والفنون‪ ،‬فكان فصيح اللسان‪ ،‬فمن مؤلفاتهُ األدبية‪:‬‬
‫شفاء الغليل في حل مقفل جليل(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬المراكشي‪ ،‬الذيل والتكملة‪ ،‬س‪ ،1‬ص‪ 180 -150‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 146 - 145‬؛ زنبير‪ ،‬محمد‪ ،‬المغرب في‬
‫العصر الوسيط (الدولة ‪ -‬المدينة ‪ -‬االقتصاد)‪ ،‬تنسيق‪ ،‬محمد المغراوي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.323‬‬
‫(‪ )2‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.15 - 13‬‬
‫(‪ )3‬ابن تاويت‪ ،‬الوافي باألدب العربي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.478 - 473‬‬
‫(‪ )4‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 105 - 104‬؛ ابن قاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 153 - 152‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪- 98‬‬
‫‪ 99‬؛ شبانة‪ ،‬مدينة مكناس المغربية‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪ )5‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 88‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 179‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )6‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 110‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.55 - 53‬‬
‫(‪)7‬ابن تاويت‪ ،‬الوافي باألدب العربي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.565‬‬
‫(‪ )8‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 147‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 217‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪- 7‬‬
‫‪ 19‬؛ المنوني‪ ،‬حضارة الموحدين‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪727‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫ث‪ :‬الشعـر‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وينقسم الـى أقسـام منهـا المـديح‬ ‫وهو ديوان العرب الجامع ألخبارهم(‪ ،)1‬وهو الكالم المعبر عن مشاعر قائله وأحاسيسه‬
‫والرثاء والفخر والوصف‪ ،‬ويعرفهُ القنوجي(‪ )3‬بأنهُ‪(( :‬الكـالم المـوزون المقفـى ومعنـاه الـذي تكـون أو ازنـه كلهـا علـى روى واحـد وهـو‬
‫القافية ويشتمل على عده فنون منها المرح والرثاء والهجاء))‪ .‬ومن الشعراء الذين برزوا بمكناسة الزيتون هم‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وأستوطن مكناسة فأشتهر بعلمه‬ ‫‪ -‬أبو عبد اهلل بن عيسى بن محمد التادلي (ت ‪600‬هـ‪1203/‬م) أصله من مدينة تادلة‬
‫الواسع فكان أديباً وشاع اًر جيداً وكانت وفاتهُ بمكناسة قبيل سنة ‪600‬هـ‪1203/‬م(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أبو محمد بن عبدون الخزرجي المكناسي (ت‪659‬هـ‪ )1260/‬كان شاع اًر مجيداً‪ ،‬فهو يعد من أهل مكناسة الزيتون الذين‬
‫أدركوا أواخر عصر الموحدين وأوائل عصر بني مرين‪ ،‬فقد عـاش هـذا األديب فـي العصر المضطرب بالنسبة لمكناسة‬
‫(‪)8‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫ومن‬ ‫بقوله‪(( :‬ابن عبدون حائز قصب السبق في الشعر والكتابة))‪ .‬وهذه شهادة تنم عن فضل‬ ‫الزيتون(‪ )6‬وصفهُ ابن غازي‬
‫أشعاره ما وصف به الثريا الكبيرة التي كانت بجامع القرويين بفاس حيث قال‪:‬‬
‫(‪)9‬‬
‫أنتظم النور ب ـ ـها فاتَّسـق‬
‫َ‬ ‫كأنها في شكلها ربوة‬

‫ِ‬
‫نظمه أيضاً‪:‬‬ ‫ومن‬
‫من جور عزهم على ذلي‬ ‫يا جيرتي ومن استجرت بهم‬

‫وأبدلتم األنصاف بالمطل‬ ‫عوضتموني بالوداد قال‬

‫ووباله عن كل ما شغل‬ ‫وشغلتم بالي بهجركم‬

‫(‪)10‬‬
‫منهم تعود أجمل الفع ــل‬ ‫ما هكذا فعل الكرام بمن‬

‫‪ -‬أبو عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد الملزوزي (ت ‪697‬هـ‪1298/‬م) األديب والشاعر‪ ،‬شاعر الدولة المرينية من أهل‬
‫(‪)12‬‬
‫فقال‪(( :‬كان شاع اًر مكث اًر سيال القريحة منحط الطبقة‪ ،‬متجنا‪ ،‬عظيم الكفاية‬ ‫مكناسة الزيتون(‪ ،)11‬وصفهُ ابن الخطيب‬

‫(‪ )1‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.803‬‬


‫(‪ )2‬الزهاوي‪ ،‬جميل أفندي‪ ،‬نظرة في الشعر‪ ،‬مجلة اليقين‪ ،‬بغداد‪1922 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.241‬‬
‫(‪ ) 3‬القنوجي‪ ،‬أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي‪ ،‬أبجد العلوم‪ ،‬دار ابن حزم‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫(‪ )4‬مدينة قديمة أزلية من بالد المغرب‪ .‬الحميري‪ ،‬الروض المعطار‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫(‪ )5‬المراكشي‪ ،‬الذيل والتكملة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 533 _ 532‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫(‪ )6‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 113‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 286 - 284‬؛ بن تاويت‪ ،‬الوافي باألدب العربي‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.328‬‬
‫(‪)7‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫(‪)8‬كنون‪ ،‬ذكريات مشاهير رجال المغرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.935‬‬
‫(‪)9‬الجزنائي‪ ،‬أبو الحسن علي (ت ‪766‬هـ‪1364/‬م)‪ ،‬جنى زهرة االس في بناء مدينة فاس‪ ،‬ط‪ ،2‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪1991 ،‬م‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫(‪ )10‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.285‬‬
‫(‪ ) 11‬ابن شقرون‪ ،‬محمد بن احمد‪ ،‬مظاهر الثقافة المغربية دراسة في األدب المغربي في العصر المريني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1985 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪ 69 - 66‬؛ ضيف‪ ،‬عصر الدول واألمارات‪ ،‬ص‪ 431 ،429‬؛ كحاله‪ ،‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.248‬‬
‫(‪ )12‬األحاطة في أخبار غرناطة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.21‬‬
‫‪728‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫والجرأة‪ ،‬جسو اًر على األمراء علق بخدمة الملوك من آل عبد الحق وأبنائهم ووقف أشعاره عليهم وأكثر النظم في وقائعهم‬
‫وحروبهم‪ ))...‬ولهُ أرجوزة تاريخية سماها (نظم السلوك في ذكر األنبياء والخلفاء والملوك)(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي البركات الحسني (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) كان من كبار علماء‬
‫ِ‬
‫ببالغته في عالقات المجاز(‪.)2‬‬ ‫مجلس أبي عنان المريني ُعرف‬
‫‪ -‬أبو عامر ابن الحمارة الغرناطي (من اعالم القرن الثامن‪/‬الرابع عشر الميالدي) من أهل األندلس سكن مكناسة الزيتون‪،‬‬
‫فكان شاع اًر وأديباً ماه اًر(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أبو حسن بن علي بن عمر القسنطيني (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) يعرف بابن الفكون الذي‬
‫دخل مدينة فاس في رحلته إلى مراكش‪ ،‬وسكن مكناسة الزيتون وأثر في علومها فمن نظمه قوله في مدينة مكناسة الزيتون‪:‬‬
‫ـاس ألحوى الطَّ ْر ْ‬
‫ف ِذي ُح ْس ٍن سني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫ناس ـةٌ إالّ كَنـ ٌ‬
‫َوم ــَا م ْك َ‬
‫‪ -‬أبو محمد بن عبد اهلل العريف (من اعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) كان من أهل العبادة والزهد ومن‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫التي‬ ‫مقصورة شيخهُ أبي زيد المكودي‬ ‫المجتهدين في طلب العلم رحل الى فاس وروى عن األستاذ أبي زيد الجادري‬
‫مطلعها‪:‬‬
‫أرقني بارق نجد أن سـري يـومض مـابين ف ـرادى وثنا‬
‫(‪)7‬‬
‫أهيني اذهب منه موصن ـاً مــا سد مـابين فـرادى وثنا‬
‫‪ -‬أبو العباس أحمد بن يحيى بن عبد المنان الخزرجي (ت ‪792‬هـ‪1390/‬م) كان أديباً بارعاً وكاتباً لهُ نظم رائعة‪ ،‬كما برع‬
‫في الشعر فنظم قصيدة عينية من بحر البسيط رفعها ألبي عنان المريني سنة ‪757‬هـ‪1356/‬م ومطلعها‪:‬‬
‫هــل العقيق ما ضمت اجارعــهُ كمــا عهدناه أم أق ـوات مرابعــة‬
‫ولهــذا كــان يعــد مــن شــعراء الوصــف مــن ُكتّــاب الــديوان المرينــي‪ ،‬فكــان يتمتــع بخــط وافــر مــن األدب ممــا جعــل تلميــذهُ ابــن‬
‫ج ــابر الغس ــاني يص ــفهُ بقول ــه‪ (( :‬ارف ــع اري ــة الش ــعر واألدب ف ــي عصـ ـره الق ــدوة األحف ــل‪ ،‬المتف ــنن األكم ــل كات ــب الخالف ــة العلي ــة‬
‫(‪.)8‬‬
‫المخصوص لديها بالمزايا السنية))‪ ،‬كما انهُ برع في الكثير من العلوم ولهذا فاستفاد به طلبة العلم بمكناسة الزيتون‬
‫‪ -‬أبو محمد بن يحيى بن محمد بن جابر الغساني (ت ‪827‬هـ‪1224/‬م) مكناسي الدار ُعرف كونهُ شاع اًر مجيداً وفقيهاً ناظماً‬
‫ناث اًر‪ ،‬متطلعاً عالماً في الكثير من العلوم‪ ،‬من مؤلفاتهُ األدبية‪( :‬تصانيف الحسان) و (تسميط البردة النبوية) و (نظم المراقبة‬

‫(‪ )1‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 19‬؛ كحالة‪ ،‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.248‬‬
‫(‪ )2‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫(‪ ) 3‬ابن سعيد المغربي‪ ،‬علي بن موسى بن سعيد األندلسي (ت ‪685‬هـ‪ 1286/‬م)‪ ،‬رايات المبرزين وغايات المميزين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬رضوان الداية‪ ،‬دار‬
‫طالس للدراسات‪ ،‬دمشق‪1987 ،‬م‪ ،‬ص‪.233 - 232‬‬
‫(‪ )4‬العبدري‪ ،‬رحلة العبدري‪ ،‬ص‪ 98 - 97‬؛ ابن القاضي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.238 - 236‬‬
‫(‪ ) 5‬هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف المديوني ولد سنة (‪777‬هـ‪ 1375/‬م) واستوطن فاس‪ ،‬وكان مقرئاً نحوياً حسابياً‪ ،‬ولهُ عدة‬
‫مؤلفات‪ ،‬توفي سنة (‪890‬هـ‪1485/‬م)‪ .‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪ 79 - 78‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.256 - 255‬‬
‫(‪ )6‬هو عبد الرحمن بن علي بن صالح المكودي‪ ،‬األمام النحوي ألف شرحاً مختصراً على األلفية‪ ،‬نقل عنهُ ابن غازي وغيره‪ ،‬وله شرح األجرومية‬
‫ونظم المعرب من األلفاظ المقصورة في مدحة للنبي محمد (ص) على نمط مقصورة ابن دريد نحو ثالثمائة بيت فيها يقول‪:‬‬
‫مقصورة لكنهـــا مقصــورة على امتداح المصطفى خير الورى‬
‫ماشبتها بمدح خلــــق غيره لـرتــبـة أحـــظــــــى بــهــا ال جــرى‬
‫التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.250‬‬
‫(‪ )7‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪.124 - 123 ،‬‬
‫(‪)8‬ابن األحمر‪ ،‬أعالم المغرب واألندلس‪ ،‬ص‪ 353 -314‬؛ ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 110‬؛ ابن القاضي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 55 - 53‬؛‬
‫المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينين‪ ،‬ص‪.528 - 527‬‬
‫‪729‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫العليا في تغير الرؤيا) و(نظم رجال الحلية)‪ ،‬كما كان لهُ في التعبير نظم فائق في التعريف ببلدة مكناسة الزيتون سماه (نزهة‬
‫الناظر ألبن جابر) وكانت قصائدهُ جميلة وعجيبة(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬أبو زيد عبد الرحمن بن ثابت (كان حياً في أواسط القرن التاسع الهجري‪/‬الخامس عشر الميالدي) وصفهُ ابن غازي‬
‫بقوله‪(( :‬الشيخ المعمر العدل األديب المجيد الشاعر المفلق)) ومن مؤلفاتهُ المولدية‪ :‬قصيدة المية نبوية نظمها أيام المولد النبوي‬
‫قال في مطلعها‪:‬‬
‫ومر بها إذا أدلجت لال‬ ‫أال حي الديار ليلى‬

‫(‪)3‬‬
‫فجرر للتحية فيها ذيال‬ ‫ومهما جئت مغناها سحي ار‬

‫‪ -‬أبو العباس احمد بن سعيد الحباك الغفجميسي (ت ‪870‬هـ‪1465/‬م) ولد بمكناسة الزيتون سنة (‪804‬هـ‪1401/‬م) كان‬
‫شاع اًر فصيحاً وبليغاً أديباً‪ ،‬عمل خطيباً بالجامع األعظم في مكناسة مدة‪ ،‬ثم خطب بجامع القرويين(‪ ،)4‬قال عنهُ ابن‬
‫غازي(‪(( :)5‬كان ] رحمه اهلل [ آية اهلل تعالى في النبل واإلدراك معهُ حظ وافر من األدب‪.))...‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن غازي المكناسي (ت ‪919‬هـ‪1513/‬م) يعد من جهابذة علماء مكناسة الزيتون‪ ،‬فقد أتصف بفصاحة‬
‫اللسان وتفنن في الشعر واألدب‪ ،‬ففاق أهل عصره وعمره‪ ،‬فكانت لديه مشاركة في كثير من العلوم من بينها البالغة‪ ،‬فمن‬
‫ِ‬
‫مؤلفاته‪( :‬شفاء الغليل في حل مقفل خليل) و (خليل التعقيد على المدونة) وغيرها من المؤلفات(‪ .)6‬ومن نضمه قوله‪:‬‬
‫أقـ ـم ــت بمكنـ ـاس ــة م ــدة أُع ـلم ابنـ ـاءها مـ ـا الكــالم‬
‫(‪)7‬‬
‫فلـ ـ ـمـا تـوهمــهُ بعضه ـ ــم ع ـلى به نجلوا بالســالم‬
‫ثانياً‪ :‬العلوم الصرفة‬
‫‪ -1‬عـلم الكــالم‪:‬‬
‫هو علم يتضمن الحجـج عـن العقائـد اإليمانيـة باألدلـة العقليـة‪ ،‬والـرد علـى المبتـدعين المنحـرفين فـي األعتقـادات‪ ...‬وسـر‬
‫هذه العقائد اإليمانية هو التوحيد(‪.)8‬‬
‫كان موقف الدولة المرابطية من هذا العلم في غاية التشدد ((كفروا كل من ظهر منه الخوض في شيء من علوم الكالم‪،‬‬
‫وقـرر الفقهـاء عنـد أميـر المسـلمين علـى بــن يوسـف بـن تاشـفين تقبـيح هـذا العلـم‪ ،‬وكراهيــة السـلف لـهُ‪ ،‬وانـهُ بدعـة فـي الـدين‪ ،‬ربمــا‬
‫يــؤدي أكثـره إلــى اخــتالل فــي العقائــد‪ ،‬فاســتحكم هــذا الـرأي فــي نفــس أميــر المســلمين‪ ،‬فــبغض هــذا العلــم وأهلــه‪ ،‬وكتــب إلــى الــبالد‬
‫(‪)9‬‬
‫] رحمه اهلل [إلى المغرب أمـر علـي‬ ‫بالتشديد في نبذه متواعداً من وجد عندهُ شيء من كتبه‪ .‬ولما دخلت كتب اإلمام أبي حامد‬

‫(‪ )1‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 114‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪279- 278‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 487 - 486‬؛‬
‫ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 60 - 59‬؛ الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ 68‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص‪.536‬‬
‫(‪ )2‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫(‪ )3‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 123 - 122‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص‪.533‬‬
‫(‪ )4‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 56‬؛ فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪ 86 - 82‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 125‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪ 368 - 366‬؛ السبتي‪ ،‬المدينة في العصر الوسيط‪ ،‬ص‪.43 - 42‬‬
‫(‪ )5‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪.86- 82‬‬
‫(‪)6‬التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 217‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 19 - 7‬؛ كحاله‪ ،‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ 16‬؛ ابن مخلوف‪،‬‬
‫شجرة النور الزكية‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫(‪ )7‬ابن تاويت‪ ،‬الوافي باألدب العربي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.606 - 603‬‬
‫(‪ )8‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.580‬‬
‫(‪ ) 9‬أبو حامد الغزالي الطوسي النيسابوري الصوفي الشافعي األشعري أحد أهم أعالم عصره وأشهر علماء المسلمين في التاريخ‪ ،‬ومجدد علوم الدين‬
‫اإلسالمي في القرن الخامس الهجري (‪505 - 450‬هـ‪ 1111 - 1058/‬م) كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً‪ ،‬وكان صوفي الطريقة شافعي الفقه‪ ،‬وكان‬
‫سّنّي المذهب على طريقة األشاعرة في العقيدة‪ ،‬وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة األشعرية السنّية في علم الكالم‪ ،‬لُقب الغزالي بألقاب كثيرة في‬
‫‪730‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫بن يوسف بإحراقها متوعداً بسفك دم‪ ...‬من وجد عنده شيء منها‪ ،‬وأشتد األمر في ذلك))(‪ .)1‬فوصل الخبر إلى اإلمام أبو حامـد‬
‫عنــدما كــان فــي بغــداد فحينئــذ رفــع أبــو حامــد يــده إلــى الســماء ودعــا بتمزيــق ملــك الم ـرابطين كمــا مزقــوهُ(‪ .)2‬ولكــن عنــدما جــاء‬
‫الموحدون أذاعوا المذهب األشعري(‪ )3‬ألن ابن تومرت كان يغترف من معينهُ‪ ،‬وقد ألف ابن تـومرت فـي هـذا العلـم عقيـدة باللسـان‬
‫البربــري هــي (المرشــدة) كمــا صــنف فــي هــذا العلــم أيضـاً كتــاب ســماه (أعــز مــا يطلــب) وعقائــد فــي أصــول الــدين‪ ،‬كــان فيهــا علــى‬
‫مذهب أبي الحسن األشعري في أكثر المسائل(‪ )4‬ومن مشاهير مدينة مكناسة لزيتون في هذا العلم هم‪:‬‬
‫‪ -‬سعيد بن أبي التوالي (كان حياً سنة ‪763‬هـ‪1361/‬م) يكنى أبا عثمان وهو مكناسي الدار‪ ،‬كان شيخاً عالماً فاضالً صالحاً‬
‫من المتخلقين بأخالق أولياء اهلل المهتدين‪ ،‬كان كثير الخشية والحشمة‪ ،‬اذ كان إماماً في علم الكالم عارفاً (بعلم التوحيد) قال‪:‬‬
‫من عرف اهلل عز وجل صفا لهُ العيش‪ ،‬وطابت لهُ الحياة‪ ،‬وهابه كل شيء‪ ،‬وذهب عنهُ خوف المخلوقين‪ ،‬وأنس باهلل عز وجل‪،‬‬
‫وذهبت عنه رغبة األشياء‪ ،‬ورهبتها‪ ،‬والمعرفة ترحيب الحياة والتعظيم‪ ،‬وقال أركان المعرفة‪ :‬الهيئة‪ ،‬الحياء‪ ،‬األنس‪ .‬وهو من‬
‫مفاخر مدينة مكناسة الزيتون(‪.)5‬‬
‫‪ -2‬التــاريخ والتراجــم‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ويذكر ابـن‬ ‫علم التاريخ‪ :‬لغةً هو اإلعالم بالوقت(‪ ،)6‬واصطالحاً‪ :‬هو معرفة أحوال األمم من الحوادث والوقائع المختلفة‬
‫خلدون(‪ )8‬أهمية التاريخ بقوله‪(( :‬اما بعد فان فـن التـاريخ مـن الفنـون التـي تتداولـه األمـم واألجيـال وتشـد اليـه ِ‬
‫الرَحـال‪ ،‬وتسـمو الـى‬
‫معرفته السوقة األعقال وتتنافس فيه الملوك إلقبال وتتساوى في فهمه العلماء والجهال‪.))...‬‬
‫وكــان للتــاريخ مكانــة مهمــة فــي مكناســة الزيتــون نتيجــة لتقــدم الحركــة العلميــة فــي عصــري الموحــدين وبنــي مـرين فامتــازت‬
‫كتب التاريخ في عصـر بنـي مـرين علـى وجـه الخصـوص بأنهـا كانـت تتضـمن التـاريخ المغربـي منـذ دخـول اإلسـالم بـالد المغـرب‬
‫بصــوره مفصــلة حتــى المــدة التــي يقــف عنــدها المؤلــف(‪ ،)9‬فظهــر الكثيــر مــن المــؤرخين والمؤلفــات التاريخيــة التــي ضــاع أكثرهــا أو‬
‫أصــبحت فــي عــداد الكتــب المفقــودة إلــى اآلن‪ ،‬مثــل كتــاب عبــد الــرحمن بــن زيــدان الحســني (محاض ـرة األكيــاس بملخــص تــاريخ‬
‫مكناس)‪ .‬ومن أشهر رجال مكناسة الزيتون في مجال الكتابة التاريخية هم كل من‪:‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عزوز الصنهاجي (من أعالم القرن الثامن الهجري‪ /‬الرابع عشر الميالد) وهو من أهل مدينة‬
‫مكناسة الزيتون فكان متفنناً في حفظ التاريخ‪ ،‬رحل الى المشرق فلقي جماعة من األعالم وأخذ عنهم ثم رجع الى بلدة مكناسة‬
‫الزيتون ثم رحل الى المشرق وتوفي به(‪.)10‬‬

‫حياته أشهرها لقب (حجة اإلسالم) توفي سنة ‪505‬هـ‪ 1111/‬م ودفن بمدينة طوس‪ .‬ابن عساكر‪ ،‬أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اهلل بن عبد اهلل‬
‫الشافعي (ت ‪571‬هـ‪ 1175/‬م)‪ ،‬تاريخ مدينة دمشق وذكر فضائلها وتسمية من حلها من األماثل أو أجاز بنواحيها من وارديها وأهليها‪ ،‬تحقيق‪ ،‬علي‬
‫شيري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،55‬ص‪ ، 200‬البغدادي‪ ،‬إسماعيل باشا بن محمد بن أمين بن مير سليم الباباني‪ ،‬هدية العارفين المسمى‬
‫‪.‬‬ ‫أسماء المؤلفين وآثار المصنفين‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪1955 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪79‬‬
‫(‪)1‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪.237 - 236‬‬
‫(‪)2‬ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )3‬نسبة ا لى أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم (ت ‪324‬هـ‪935/‬م وقيل سنة ‪330‬هـ‪941/‬م) يرجع نسبهُ الى أبي موسى‬
‫األشعري‪ ،‬ولهُ ‪ 55‬مصنفاً منها (اإلبانة في أصول الديانة) و (مقاالت اإلسالميين)‪ ،‬وللمذهب األشعري أراء في الفقه وأصول الدين والعقائد ويؤكد‬
‫هذا المذه ب استخدام العقل في أمور العقيدة‪ .‬المحمدي‪ ،‬أثر علماء األندلس في الحياة الثقافية‪ ،‬ص‪ 175‬؛ موسى‪ ،‬جالل محمد عبد الحميد‪ ،‬نشأة‬
‫األشعرية وتطورها‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بيروت‪1975 ،‬م‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )4‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪.254 -251‬‬
‫(‪ )5‬القاضي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.297 - 296‬‬
‫(‪ )6‬السخاوي‪ ،‬ش مس الدين محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عثمان بن محمد (ت ‪902‬هـ‪1496/‬م)‪ ،‬اإلعالن بالتوبيخ لمن ذم التاريخ‪،‬تحقيق‪،‬احمد‬
‫باشا‪ ،‬بيروت‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.7 - 6‬‬
‫(‪ ) 7‬روزنثال‪ ،‬فرانز‪ ،‬علم التاريخ عند المسلمين‪ ،‬ترجمة‪ ،‬صالح احمد العلي‪ ،‬بغداد‪1963 ،‬م‪ ،‬ص‪.23- 20‬‬
‫(‪)8‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )9‬ابن تاويت‪ ،‬الوافي باألدب العربي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.412‬‬
‫(‪ )10‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 119‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.678‬‬
‫‪731‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬أبو علي بن منون الشريف الحسني (ت بعد سنة ‪870‬هـ‪1465/‬م) مكناسي الدار(‪ )1‬قال ابن غازي(‪ ...(( :)2‬تمرنت عليه‬
‫في‪ ...‬الوثائق‪ ،...‬واستفدت منه كثي اًر‪ ...‬وكانت فيه دعابة ] رحمه اهلل تعالى [ أنشدني‪:‬‬
‫وصية الوالد والوالدة‬ ‫يا معشر االخوان أوصيكم‬

‫كانت لكم في وصله فائدة‬ ‫ال تعملوا االقدام األ لمن‬

‫او لكريم عنده مائدة))‬ ‫إما لعلم تستفيدونهُ‬

‫ولد سنة ‪790‬هـ‪1388/‬م وتوفي بعد ‪870‬هـ‪1465/‬م بمكناسة الزيتون(‪.)3‬‬


‫‪ -‬محمد بن القاسم بن محمد القوري المكناسي (ت ‪872‬هـ‪1467/‬م) ولد بمكناسة الزيتون في أوائل القرن التاسع‬
‫الهجري‪/‬الخامس عشر الميالدي‪ ،‬كان متبح اًر في العلم وهو من أهل التاريخ واألخبار‪ ،‬وكان عالماُ في الكثير من العلوم النقلية‬
‫والعقلية‪ ،‬وال يختلف في فضله وسعة علمه اثنان‪ ،‬وهو من أعمدة المعارف بمكناسة الزيتون(‪ )4‬وقال عنهُ تلميذهُ ابن غازي(‪:)5‬‬
‫((الشيخ الفقيه العالم العلم العالمة المشاور الحجة األنزه الحافظ المكثر‪ ...‬كان ] رحمه اهلل تعالى [ أيه اهلل تعالى في التبحر في‬
‫العلم والتصرف‪ ...‬وقضايا التواريخ‪ .))...‬ولهذا استفاد منهُ طالب العلم بمكناسة الزيتون وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن غازي المكناسي (ت ‪919‬هـ‪1513/‬م) وهو يمثل ذروة العلماء الذين كانوا حاملين راية العلم في‬
‫مكناسة الزيتون في هذا العهد‪ ،‬مؤلفاتهُ كثيره منها‪( :‬الروض الهتون) و (فهرس ابن غازي) وغيرها كثير‪ ،‬وكان ذاك اًر للسير‬
‫والمغازي والتاريخ‪ ،‬فاق أهل عصره بعلمه وهو من أعالم المدرسين بمدينة مكناسة الزيتون‪ ،‬وقد برع في الكثير من العلوم(‪.)6‬‬
‫‪ -3‬علم الفلك والتنجيم‪:‬‬
‫حث القرآن الكريم النـاس علـى التفكيـر فـي خلـق السـموات ومـا فيهـا مـن الشـمس والقمـر والنجـوم واخـتالف الليـل والنهـار‪،‬‬
‫وما موجود على سطح األرض وباطنها‪ ،‬لهذا ظهر ما يسمى علم الفلك الذي يهتم بدراسة الكون المحيط بنـا فيعـد علـم الفلـك مـن‬
‫ـار َوا ْلفُ ْلـ ِـك الَّتِــي تَ ْجـ ِـري ِفــي‬ ‫الف اللَّْيـ ِـل َو َّ‬
‫النهـ ِ‬ ‫اخــتِ ِ‬ ‫ات و ْاأل َْر ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫ِ‬
‫الســماو َ‬ ‫ق َّ‬ ‫أقــدم العلــوم التــي عرفهــا اإلنســان قــال تعــالى‪(( :‬إِ َّن ِفــي َخ ْل ـ ِ‬
‫ـث ِفيهــا ِم ْـن ُكـ ِّـل َد َّابـ ٍـة وتَصـ ِـر ِ‬ ‫ض َب ْع َـد موتِهــا وَبـ َّ‬ ‫ـاء فَأ ْ ِ‬ ‫َّـماء ِمـ ْـن مـ ٍ‬
‫النــاس ومـا أ َْنـ َـز َل اللَّــه ِمــن الس ِ‬
‫ـاح‬
‫الريـ ِ‬
‫يف ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َحيــا بِــه ْاأل َْر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلَب ْح ِـر بمــا َي ْنفَــعُ َّ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون))(‪.)7‬‬ ‫ض َآليات لقَ ْوٍم َي ْعقلُ َ‬
‫َّماء و ْاأل َْر ِ‬ ‫َّ‬
‫َوالسَّحاب ا ْل ُم َسخ ِر َب ْي َن الس َ‬
‫تتجلى في هذه اآلية مجموعة من العلوم الطبيعية التي بحث العلماء المتأخرون في موضوعاتها ووجـدوا مـن القـران خيـر‬
‫النهـار))‬‫الف اللَّْي ِـل َو َّ‬
‫اخـتِ ِ‬ ‫ض َو ْ‬‫ات و ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مرشد للتفكير فيها‪ ،‬فقد أشارت إلـى علـم الفلـك ونشـأة الكـون فـي قلـه تعـالى‪َ (( :‬خ ْلـق السَّـماو َ‬
‫أشارت إلى علم المالحة البحرية فـي قوله تعالى‪َ (( :‬وا ْلفُ ْل ِك الَّتِي تَ ْج ِري ِفي ا ْلَب ْح ِر))(‪ .)8‬ومن ابرز العلماء بهذا االختصاص‪:‬‬

‫(‪)1‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪ 80‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.528‬‬
‫(‪ )2‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫(‪ )3‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪ 81‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 336‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.528‬‬
‫(‪ )4‬ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪ 65‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 319‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 548‬؛ كحالة‪ ،‬معجم‬
‫المؤلفين‪ ،‬ج‪.143 ،11‬‬
‫(‪ )5‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )6‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 320‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪581‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪8 -7‬‬
‫؛ تاويت‪ ،‬الوافي باألدب العربي‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.606‬‬
‫(‪ )7‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.164 :‬‬
‫(‪ ) 8‬إبراهيم‪ ،‬محمد إسماعيل‪ ،‬القرآن وإعجازه العلمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.142 - 141‬‬
‫‪732‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬أبو محمد عبد الحق بن سعيد بن محمد المكناسي (كان حياً سنة ‪761‬هـ‪1359/‬م) من أبرز علماء مدينة مكناسة الزيتون‬
‫وكان من أهل المعرفة ومن مؤلفاتهُ‪ :‬كتاب الهيئة(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬علـم الحساب والهندســة‪:‬‬
‫يقصد به معرفة العدد والضرب والقسمة والتسمية واستخراج الجـذور ومعرفـة جمـل األعـداد ومعنـى الخـط والـدائرة والنقطـة‬
‫(‪)2‬‬
‫فقـد أسـتطاع العـرب‬ ‫واخراج األشكال بعضها من بعض وما شاكل ذلك‪ ،‬والحساب علم ال يكاد يستغني عنه ذو علم من العلوم‬
‫أن يبلغوا في علم الحساب الشأن البعيد التي جمعوا فيها مذاهب األمم المختلفة وأضافوها الـى معلومـاتهم ومعـارفهم الخاصـة بعـد‬
‫صــقلها وتهــذيبها حتــى كونـوا مــن مجمــوع ذلــك علومـاً بــذاتها هــي العلــوم الحســابية والهندســية(‪ .)3‬شــهد هــذان ِ‬
‫العلمــان نهضــة كبيـرة‬
‫بمدينـة مكناســة الزيتـون فــي عصــري الموحـدين وبنــي مـرين‪ ،‬وذلــك بعــد تشـجيع الخلفــاء لهـذا العلــم(‪ ،)4‬وذلــك لحاجـة الدولــة لضــبط‬
‫(‪(5‬‬
‫أمــا عــن‬ ‫ض ـرائبها‪ ،‬ومعرفــة مواقيــت الصــالة وكــذلك لمعرفــة حــدود اهلل فــي اإلرث وتوزيعــهُ بالشــكل الــذي حــددهُ اهلل فــي الق ـرآن‬
‫الهندسة المعمارية فكانت مكناسة الزيتون من المـدن المغربيـة التـي اشـتهرت بد ارسـة العلـوم الهندسـية والـدليل علـى ذلـك مدارسـها‪،‬‬
‫وجوامعها‪ ،‬ومنازلها‪ .‬ومن العلماء بهذا االختصاص‪:‬‬
‫‪ -‬عيسى بن يوسف األزدي بن الملجوم (ت ‪543‬هـ‪1148/‬م) كان ذاك اًر للمسائل متقدماً في علم الحساب(‪.)6‬‬
‫‪ -‬أبو الحسن علي بن يوسف التالجدوتي(من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) المدعو بسيدي علي بشو‬
‫(‪.)7‬‬
‫كان عالماً في علم الحساب والفرائض‬
‫‪ -‬الحسن بن عطية التجاني المكناسي المعروف بالونشريسي (ت ‪781‬هـ‪1379/‬م) يكنى أبا علي وهو من جملة أئمة‬
‫مكناسة الزيتون وجلة أعالمها الذين لقيهم لسان الدين ابن الخطيب وقد قال في حقهُ‪ :‬وكان فقيهاً عدالً من أهل الحساب والقيام‬
‫على الفرائض‪ ...‬لهُ أرجوزة في الفرائض مبسوطة العبارة مستوفية المعنى‪ ،‬ولهذا قام بتدريس الحساب بمكناسة الزيتون بجامعها‬
‫(‪.)8‬‬
‫الكبير‪ ،‬مشيختهُ‪ :‬منهم اإلمام أبو عبد اهلل محمد بن أبي الفضل بن الصباغ الخزرجي المكناسي‬
‫‪ -‬الحسن بن عثمان بن عطية التجاني المكناسي (ت ‪781‬هـ‪1379/‬م) يكنى أبا علي ابن أخي المتقدمة ترجمتهُ‪ ،‬وكان من‬
‫أعالم أهل الحساب وكان قائماً على الفرائض(‪.)9‬‬
‫‪ -‬أبو الحسن علي بن منون الحسني (ت ‪870‬هـ‪1465/‬م) من أبرز علماء مكناسة الزيتون وكان عارفاً من أهل الحساب‪،‬‬
‫(‪.)10‬‬
‫فقد تمرن عليه ابن غازي في الفرائض‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن غازي المكناسي (ت ‪919‬هـ‪1513/‬م) كان من أهل الحساب‪ ،‬قائماً على الفرائض لهُ مؤلفات عديدة‬
‫منها‪(( :‬منية الحساب في بديع النظم وشرحها المسمى بغية الطالب))(‪.)11‬‬

‫(‪)1‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 102‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ص‪ 298‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 584- 583‬؛ شبانه‪ ،‬مدينة‬
‫مكناس المغربية‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫(‪ ) 2‬ابن عبد البر‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت ‪463‬هـ‪1070/‬م)‪ ،‬جامع بيان العلم وفضله‪،‬‬
‫تحقيق‪ ،‬أبي األشبال الزهيري‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬السعودية‪1994 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.790‬‬
‫(‪ ) 3‬الفالحي‪ ،‬عبد المنعم‪ ،‬مآثر العرب واإلسالم في القرون الوسطى‪ ،‬مطبعة أم الربيعين‪ ،‬الموصل‪1940 ،‬م‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫(‪ )4‬المراكشي‪ ،‬المعجب‪ ،‬ص‪ 385‬؛ ابن شقرون‪ ،‬مظاهر الثقافة المغربية‪ ،‬ص‪.216‬‬
‫(‪ )5‬ابن شقرون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.216‬‬
‫(‪ )6‬ابن األحمر‪ ،‬بيوتات فاس‪ ،‬ص‪ 15‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.500‬‬
‫(‪ )7‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 56‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.319‬‬
‫(‪)8‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 104‬؛ ابن القاضي المكناسي‪ ،‬جذوة األقتباس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 179‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 158‬؛ ابن زيدان‪،‬‬
‫إتحاف إعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ 9‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫(‪ )9‬ابن األحمر‪ ،‬أعالم المغرب واألندلس‪ ،‬ص‪ 366‬؛ ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 88‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.158‬‬
‫(‪ )10‬ابن غازي‪ ،‬فهرس ابن غازي‪ ،‬ص‪ 80‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫(‪)11‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬درة الحجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ 147‬؛ ابن زيدان‪ ،‬إتحاف أعالم الناس‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 16 - 7‬؛ البغدادي‪ ،‬هدية العارفين‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪ 226‬؛ كحالة‪ ،‬معجم المؤلفين‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.16‬‬
‫‪733‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -5‬الطــــب‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقال الرسـول محمـد (ص) ((المعـدة بيـت الـداء والحميـة‬ ‫قال تعالى في محكم كتابه الكريم‪(( :‬كلوا واشربوا وال تسرفوا))‬
‫رأس كــل دواء وأعــط كــل بــدن مــا عودتــه))(‪ ،)2‬فالطــب هــو‪ :‬صــناعة تنظــر فــي بــدن اإلنســان مــن حيــث يمــرض ويصــح‪ ،‬فيحــاول‬
‫صاحبها حفظ الصحة وبرء المرض باألدوية واألغذية‪ ،‬بعد أن يتبين المرض(‪ )3‬فالطب لغة‪ :‬هو عالج الجسـم والـنفس(‪ )4‬أي لكـل‬
‫ِ‬
‫كتابه وأكدتهُ السنة النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫دواء هذا ما أكدهُ الباري عز وجل في محكم‬
‫فالعلوم الطبية كانت من العلوم التي لقيت اهتماماً كبي اًر من لـدن أبنـاء المجتمـع العربـي اإلسـالمي وحكامـهُ خـالل عصـر‬
‫فقــد أهــتم والة األمــر بــالنواحي الصــحية للســكان(‪ )6‬وأصــبحت مكناســة الزيتــون مرك ـ اًز لالستشــفاء‬ ‫(‪)5‬‬
‫الموحــدين وعصــر بنــي م ـرين‬
‫بسبب جفاف هوائها(‪ ،)7‬فأكثروا من المارستانات في جميع مدن المغرب وجهزوها بالمعدات ووسائل الراحة‪ ،‬فأنشـأ بهـا أبـي عنـان‬
‫المريني المارستان العناني الذي ال يزال يحمل أسم مؤسسها(‪.)8‬‬
‫لذلك برز العديد من األطباء بمكناسة الزيتون نذكر منهم‪:‬‬
‫‪ -‬أبو عبد اهلل محمد بن عزوز الصنهاجي (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي) أشتغل بالطب وبرز فيه‬
‫(‪.)9‬‬
‫كان ماه اًر مرفق العالج فاستفاد أهل مكناسة الزيتون من عالجهُ كثي اًر‬
‫‪ -‬أحمد بن عبد المنان الخزرجي (ت ‪792‬هـ‪1390/‬م) يكنى أبا عبد العباس ويعرف بابن عبد المنان‪ ،‬مسقط رأسهُ مدينة‬
‫مكناسة الزيتون‪ ،‬وأصل سلفهُ من األندلس من إشبيلية كان ماه اًر في الطب(‪.)10‬‬
‫‪ -‬أبو العباس احمد بن محمد بن عمر بن عاشر األنصاري االندلسي (ت ‪765‬هـ‪1363/‬م) لما قدم من األندلس جعل إقامتهُ‬
‫بسال‪ ،‬وذلك في النصف األول من القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي بعد أن تنقل في بالد المغرب مثل فاس ومكناسة‬
‫الزيتون وسال‪ ،‬وأخذ ابن عاشر يعالج المرضى واشتهر باسمه بسيدي ابن عاشر الطبيب‪ ،‬وأنشئ بالقرب من قبره مارستان‪ ،‬توفي‬
‫(‪.)11‬‬
‫ابن عاشر سنة ‪765‬هـ‪1363/‬م ودفن في القرية المسماه باسمهُ‬

‫المالحق‬
‫ملحق رقم (‪)1‬‬
‫خلفاء دولة المﻮحدين (‪668-524‬هـ‪1269 -1129/‬م)‬
‫عبد المؤمن بن علي (‪558-524‬هـ‪1162 -1129/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن (‪580 -558‬هـ‪1184 -1162/‬م)‬ ‫‪‬‬

‫(‪)1‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.31 :‬‬


‫(‪)2‬الثعلبي‪ ،‬أبو إسحاق احمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري (ت ‪427‬هـ‪ 1035/‬م)‪ ،‬تفسير الثعلبي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬أبي محمد بن عاشور‪ ،‬مراجعه وتدقيق‪،‬‬
‫نظير الساعدي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ 230‬؛ الزيلعي‪ ،‬أبو محمد جمال الدين بن عبد اهلل بن يوسف بن محمد (ت‬
‫‪762‬هـ‪ 1360/‬م)‪ ،‬تخريج األحاديث واآلثار‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد اهلل بن عبد الرحمن السعد‪ ،‬دار ابن خزيمة‪ ،‬الرياض‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪ 459‬ـ ‪ 460‬؛‬
‫الطباطبائي‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬الميزان في تفسير القرآن‪ ،‬منشورات جماعة في الحوزة العلمية‪ ،‬قم المقدسة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.84 - 83‬‬
‫(‪)3‬ابن خلدون‪ ،‬العبر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.650‬‬
‫(‪ )4‬ابن سيدة‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت ‪458‬هـ‪ 1065/‬م)‪ ،‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.134‬‬
‫(‪)5‬ابن شقرون‪ ،‬مظاهر الثقافة المغربية‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫(‪ )6‬حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.409‬‬
‫(‪ )7‬حسنين‪ ،‬جودة‪ ،‬وآخرون‪ ،‬جغرافية الدول اإلسالمية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪.346‬‬
‫(‪ )8‬بنفايدة‪ ،‬مكناس جوله في التاريخ‪ ،‬ص‪ 51‬؛ ابن شقرون‪ ،‬مظاهر الثقافة المغربية‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫(‪ )9‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 119‬؛ التنبكتي‪ ،‬كفاية المحتاج‪ ،‬ص‪.158 - 157‬‬
‫(‪ )10‬ابن األحمر‪ ،‬أعالم المغرب واألندلس‪ ،‬ص‪ 314‬؛ المنوني‪ ،‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )11‬ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون‪ ،‬ص‪ 113‬؛ التنبكتي‪ ،‬نيل األبتهاج‪ ،‬ص‪ 98 - 96‬؛ عيسى‪ ،‬احمد‪ ،‬تاريخ البيمارستانات في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة‬
‫هنداوي‪ ،‬القاهرة‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.185‬‬
‫‪734‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (‪595 -580‬هـ‪1198 -1184/‬م)‬ ‫‪‬‬


‫محمد بن يعقوب بن يوسف (‪611 -595‬هـ‪1214 -1198/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو يعقوب يوسف بن محمد بن يعقوب (‪620 -611‬هـ‪1223 -1214/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن (‪621 -620‬هـ‪1224 -1223/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو محمد عبد اهلل بنيعقوب بن يوسف (‪624 -621‬هـ‪1226 -1224/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫يحيى بن محمد بن يعقوب بن يوسف (‪626 -624‬هـ‪1228 -1226/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو العالء إدريس بن يعقوب بن يوسف (‪630 -626‬هـ‪1232 -1228/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫عبد الواحد بن إدريس بن يعقوب (‪640 -630‬هـ‪1242 -1232/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو الحسن علي بن إدريس بن يعقوب (‪646 -640‬هـ‪1248 -1242/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو حفص عمر بن إسحاق بن يوسف بن عبد المؤمن (‪665 -646‬هـ‪1266 -1248/‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أبو العالء إدريس بن محمد بن عمر بن عبد المؤمن (‪668 -665‬هـ‪1269-1266/‬م)‬ ‫‪‬‬

‫ملحق رقم (‪)2‬‬


‫سالطين دولة بني مﺮين (‪869 -668‬هـ‪1464 -1269/‬م)‬
‫عبد الحق بن محيو(‪614 -592‬هـ‪1217 -1195 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو سعيد عثمان بن عبد الحق (‪638 -614‬هـ‪1240 -1217 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو معرف محمد بن عبدالحق (‪642 -638‬هـ‪1244 -1240 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو بكر بن عبد الحق (‪656 -642‬هـ‪1258 -1244 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق (‪685 -656‬هـ‪1286 -1258 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق (‪706 -685‬هـ‪1306 -1286 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو ثابت عامر بن عبد اهلل بن يوسف بن يعقوب (‪708 -706‬هـ‪1308 -1306 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو الربيع سليمان بن عبد اهلل بن يوسف بن يعقوب (‪710 -708‬هـ‪1310 -1308 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق (‪731 -710‬هـ‪1330 -1310/‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق (‪752 -731‬هـ‪1351-1330 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو عنان فارس بن علي بن عثمان بن يعقوب (‪759 -749‬هـ‪1357 -1348 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو بكر السعيد بن أبو عنان فارس بن علي (‪760 -759‬هـ‪1358 -1357 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو سالم إبراهيم بن علي بن عثمان (‪763 -762‬هـ‪1361 -1360 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو عمر تاشفين بن علي بن عثمان (‪763 -762‬هـ‪1361 -1360 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو زيان محمد بن يعقوب بن أبي الحسن علي (‪767 -763‬هـ‪1365 -1361 /‬م)‬ ‫‪‬‬
‫أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن علي (‪774 -767‬هـ‪1372 -1365 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو زيان محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن علي (‪776 -774‬هـ‪1374 -1372 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو العباس احمد بن أبي سالم إبراهيم (‪786 -776‬هـ‪1384 -1374 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ (1‬مجهول‪ ،‬الحلل الموشية‪ ،‬ص‪169-142‬؛ المصراع‪ ،‬مدينة سال‪ ،‬ص‪.194‬‬


‫‪735‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫أبو فارس موسى بن أبي عنان فارس (‪788 -786‬هـ‪1386 -1384 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو زيان محمد بن احمد بن أبي سالم إبراهيم (‪788 -788‬هـ‪1386 -1386 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو زيان محمد بن أبي الحسن (‪789 -788‬هـ‪1387 -1386 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو العباس احمد بن أبي سالم إبراهيم (‪796 -789‬هـ‪1393 -1387 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو فارس عبد العزيز بن أبي سالم (‪799 -796‬هـ‪1396 -1393 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو سعيد عثمان بن احمد بن أبي سالم (‪800 -799‬هـ‪1397 -1396 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو سعيد عثمان بن احمد بن أبي سالم (‪823 -800‬هـ‪1420 -1397 /‬م)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬عبد الحق بن أبي سعيد عثمان (‪869 -823‬هــ‪1464 -1420 /‬م)‬
‫ملحق رقم (‪)3‬‬
‫ذكـــﺮ نــص البيعــــة المكناسيــة ألميﺮ الحضﺮة التﻮنسيـــة‬
‫الحمد هلل العلي الكبير‪ ،‬اللطيف الخبير‪ ،‬خالق الخلق غنياً عن المثال والنظير ومقدر األشياء على ما أقتضتهُ حكمته من‬
‫التــدبير يــدبر األمــر مــن الســماء إلــى األرض وال أضــطرار فــي األمــر وال اضــطراب فــي التقــدير مكــور الليــل علــى النهــار ومكــور‬
‫النهــار علــى الليــل فتاهــت العقــول وفنــي المقــول فــي الشــاهد مــن أســباب التكــوين والتكــوير‪ ،‬وصــلى اهلل علــى ســيدنا ونبينــا محمــد‬
‫المبعــوث بالكتــاب المنيــر‪ ،‬المنعــوت بالبشــير النــذير‪ ،‬طلــع بــد اًر بــاهر الطــالع هادي ـاً بنــوره الســاطع واالرجــاء مدلهمــة بالــدياجير‪،‬‬
‫والجاهليــة فــي غلوائهــا احتقــاب مذمــة الجــور واحتقــار لذمــة المجيــر‪ ،‬فثنــى الخلــق عــن شــرودهم وســفر بــين العبــاد ومعبــودهم فكــان‬
‫شرف السفارة على قدر شرف السفير‪ ،‬ومكانـه عنـد اهلل كمـا اختـاره مـن الرفيـق األعلـى حـين اتتـه رسـالة التخييـر‪ ،‬صـلى اهلل عليـه‬
‫وعلى اله المنتخبين من معدن التقديس والتطهير‪ ،‬وأصحابه المهـاجرين الفـائزين مـن ثـواب صـحبته بالمقـام الشـهير والحـظ الجليـل‬
‫الخطيــر‪ ،‬واالنصــار الــذين قــاموا بنصـرته عنــد عــدم النصــير‪ ،‬واســتأثروا بــه حــين رجــع النــاس بالشــاء والبعيــر‪ ،‬صــالة تتــوالى عليــه‬
‫وعلــيهم مــا الح الصــباح بــاهر التباشــير‪ ،‬ونثــرت الريــاح ج ـواهر الغصــن المطيــر‪ ،‬ورضــي اهلل عــن المهــدي المعلــوم مجــدد رســم‬
‫الهدايــة‪ ،‬وقــد كــان علــى خط ـرة مــن التغييــر‪ ،‬وعلــى خي ـرة أوليائــه وأصــحابه الــذين أســتعمرهم اهلل ارضــه فأقــاموا ســنة اهلل وفرضــه‬
‫مختــارين مــن أروم الكــرم والخير‪،‬متواصــين فــي إظهــار أمــر اهلل بغايــة ال ِجـ ّـد‪ ،‬ونهايــة التشــمير‪ ،‬ونرفــع الــدعاء فــي مظــان قبولــه‪،‬‬
‫ومواقف الرجاء في وصوله‪ ،‬لموالنا األمام األعظم والمالذ األعصم األمير األجـل الهمـام الطـاهر األسـعد األشـرف األعلـى المؤيـد‬
‫المنصور ناصر الدين وكافل اإلسالم والمسلمين أبو زكرياء بن الشيخ المعظم المقدس المجاهـد اال ارضـي أبـي محمـد عبـد الواحـد‬
‫ابن أبي حفص ولولي عهده الكريم وسليل مجده الصميم األمير األجل الهمام المؤيد أبي يحيى‪.‬‬
‫أمـا بعـد فـأن اهلل سـبحانه خلـق الخلـق بـالفطر والصـور متفـاوتين‪ ،‬وعلـى عـرض هـذا األدنـى متهـافتين‪ ،‬وجعـل السـنة التــي‬
‫أعلى أعالمها وبين أكرم خلقه عليه السالم أحكامها ألمر مصالحهم ناظمة‪ ،‬وعلى أخذهم بالتناصف والتعاطف قائمة‪ ،‬ال يصـلح‬
‫النــاس فوضــى ‪ ،‬وال يتــرك الغـواة إذا أهملهــم الـوالة تقحمــا فــي الباطــل وخوضــا‪ ،‬ومــن نعــم اهلل علــى الرعيــة هدايــة رعاتهــا‪ ،‬واســتقامة‬
‫قادتها إلى سبيل النجاة ودعاتها‪ ،‬وان يكون أهـل الفضـل والـورع بطـانتهم ويتـولى األخيـار والصـلحاء إنجـادهم واعـانتهم‪ ،‬فبهـذا تـتم‬
‫النعماء‪ ،‬وتسكن الدهماء‪ ،‬وتحقن في أهبهـا الـدماء‪ ،‬كمـا أن ضـد هـذه الحـال مـؤذن بخـراب العمـران وتسـلط حـزب الشـيطان‪ ،‬ومـن‬
‫المقــول المقبــول يــزع اهلل بالســلطان مــا ال يــزع بــالقران‪ ،‬والمشــاهد فــي هــذه المــدة كــان قــد أحــال أوجــه األيــام وأشــمت الكفــر بأهــل‬
‫اإلسالم‪ ،‬وما زال عدو الدين يشفي منه صدره‪ ،‬ويركب أهله بما يتعاظم أحدنا ذكره‪ ،‬إلى أن انقضت بحمـد اهلل مـد اإلمـالء‪ ،‬وأذن‬
‫كســوف األحـوال بــاالنجالء‪ ،‬فطلــع الفجــر علــى الغــرب مــن ثنيتــه‪ ،‬ورأى بعــد الشــك برهــان برئــه مــن شــكيته‪ ،‬ينــادي بــه الجــد الــذي‬

‫(‪ (1‬ابن األحمر‪ ،‬روضة النسرين‪ ،‬ص‪53 -17‬؛ حركات‪ ،‬المغرب عبر التاريخ‪ ،‬ج‪ ،‬ص‪.73 – 17‬‬
‫‪736‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫ب مــن‬
‫الم ْقـ َـر َ‬
‫اســتقال مــن عثــاره‪ ،‬وخــرج قم ـره مــن سـ ارره‪ ،‬قــد أمكنــت الفرصــة مــن يبتــدرها مــن بــالدك‪ ،‬واصــطفت الحلبــة فأعــد لهــا ُ‬
‫جيادك‪ ،‬وهذا موقف الخبرة قد بدا‪ ،‬وانما يفـوز بالخصـل السـباق إلـى المـدى‪ .‬ومكناسـة هـي التـي ولجـت مـن هـذا البـاب‪ ،‬واسـرجت‬
‫وليـل الخطــب مرخـى الجلبــاب‪ ،‬ورأت فرجــة الفرصـة فنصــت‪ ،‬وقيـد إليهــا فــي يـد القهــر وات ارهـا مــن عـوارض الـدهر فأقصــت‪ ،‬وعلــم‬
‫أهلها أنه ال يصلح مع التقصير غيرة وال تقبل بعد الفتح هجرة‪ ،‬وأن دعوة اإلمـارة التـي تـزف بنـات اآلمـال بسـاحتها‪ ،‬ويخـف ثبـات‬
‫الجبال عند رجاحتها‪ ،‬وهي الدعوة الواقعة مواقع سحبها‪ ،‬الالمعة في مطالع شهبها المبني على ضرب العدا وقسمة البأس والندى‬
‫حساب كتائبها وكتبها هي مطمح الهمم ومرقاها‪ ،‬ومجتمع األماني وملتقاها‪ ،‬والمفزع مـن متسـلط تبصـر البـيض منـه صـيدها فتـود‬
‫أن حــدها منــه ســقاها‪ ،‬وتصــبو ألن تصــيب مصــيبه بأســعدها كمــا كــان مصــيب ســميها أشــقاها‪ ،‬ال جــرم أنهــم خلع ـوا طاعتــه خلــع‬
‫النجاد‪ ،‬وضربوا بينهم وبينها بـأوثق االسـداد‪ ،‬وولـوا وجـوههم قبلـة ترضـاها عبـادة الوفـود ووفـادة العبـاد‪ ،‬وأبصـروا فجـر الحقيقـة وقـد‬
‫أذهــب اهلل بخــيط البيــاض منــه خــيط السـواد‪ ،‬حيــث ميــاه الكــرم مفج ـرة ووجــوه األمــم معفـرة وأعــاظم الرجــال أمثلــة مصــغرة وض ـراغم‬
‫االغيال في حومة النزال حمر مستنفرة‪.‬‬
‫وعندما أخرج الحق من تلك العهدة‪ ،‬وتمخض الرأي عن صريح الزبدة‪ ،‬اتفـق مـنهم العلمـاء والصـلحاء واألشـياخ واألعيـان‬
‫النصحاء ووجوه القبائل والعشائر وكافة طبقات الناس من البادي والحاضر‪ ،‬على أن بايعوا االمام الهادي األمير األجل أبا زكريا‬
‫بــن الشــيخ المجاهــد أبــي محمــد عبــد الواحــد بــن الشــيخ المعظــم أبــي حفــص بيعــة رفعــت بالعــدل معالمهــا‪ ،‬ووضــعت علــى التقــوى‬
‫دعائمها‪ ،‬وصادف وقت الحاجة بيانها‪ ،‬وأسس على تقوى من اهلل ورضـو ٍ‬
‫ان بنيانهـا‪ ،‬ابيضـت بهـا وجـوه المنـى وكـم تغيـرت ألوانهـا‪،‬‬
‫وطلعت لها شمس الهداية من مشرقها فنفع الناس ايمانها‪ ،‬ورفع البؤس قرانها األسعد وزمانها‪ ،‬أعطوا بها صفقة ايمانهم مبادرين‪،‬‬
‫وش ــكروا اهلل عل ــى نعم ــة القي ــام به ــا وس ــيجزي اهلل الش ــاكرين‪ ،‬عل ــى الس ــمع والطاع ــة واالرتب ــاط بل ــزوم الجماع ــة واالنقي ــاد لألوام ــر‬
‫والزواجر بمبلغ الوسع ومجهود االستطاعة‪ ،‬في اليسر والعسر والقل والكثر‪ ،‬والسراء والضراء والشدة والرخاء‪ ،‬وعلى ما بايع عليه‬
‫سلف هذه األمة ائمتهم‪ ،‬وأعطوا بها عن بصيرة ونقاء سريرة عهودهم واذمتهم‪ ،‬النيات فـي الوفـاء بهـا صـادقة‪ ،‬واأللسـنة بشـكر اهلل‬
‫عليهــا ناطقــة‪ ،‬والظـواهر مــع الب ـواطن فــي ألت ـزام أحكامهــا واالنقيــاد بزمامهــا متوافقــة متطابقــة‪ ،‬طوقهــا لهــم ألــزم مــن طــوق الحمــام‪،‬‬
‫وربقتهــا منعقــدة فــي اعنــاقهم بربقــة اإلســالم‪ ،‬وبعــد أن أبــرزوا عملهــا فــي أبهــى صــور االعمــال‪ ،‬واســتوفوا عقــدها بشــروط الصــحة‬
‫والكمال‪ ،‬أتبعوها بأخرى تتنزل منها منزلة السورة من الفاتحة‪ ،‬وتدل على روضها النضير بنواسمهاالنافحة‪ ،‬وهي البيع لألمير أبي‬
‫يحيى‪ ،‬وفرع الدوحة العليا‪ ،‬ونظام أمر الدين والدنيا‪ ،‬نصر اهلل أعالمه‪ ،‬وأسعد أيامه‪ ،‬وأمضى في عدوه الماضيين القاضـيين أريـه‬
‫وحسامه‪ ،‬على سنة البيعة لـوالة العهـود‪ ،‬ومـا مضـى العمـل عليـه فـي مثلهـا مـن مهمـات األمـور ومبرمـات العقـود‪ ،‬وكلتهـا البيعتـين‬
‫أمضــوها علــى أســاليبها المرعيــة‪ ،‬وقوانينهــا الشــرعية‪ ،‬بنيــات كريمــة وغيــوب ســليمة وبصــائر وجــدت مــنهم أمضــى عزيمــة‪ ،‬أشــهدوا‬
‫عليها اهلل الذي قوله بالوفاء مرتبط بايجابه‪ ،‬وأمره الذي ال تقوم السماء واألرض اال به وكفى باهلل شهيدا وكفى باهلل عليما‪(( ،‬فمـن‬
‫نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه اهلل فسنؤتيه أج ار عظيما)) وكتـب المـأل المـذكورون بكـل مـا ذكـر فـوق هـذا‬
‫بخطوطهم شاهدين على أنفسهم بنصه كله‪ ،‬وعاقدين منه ما ال رخصه الحد من االحدين في حله‪ ،‬وذلك في يوم الجمعة الموفي‬
‫عشرين لربيع األول من سنة ثالثة واربعين وستمائة(‪.)1‬‬
‫ملحق رقم (‪)4‬‬
‫تجديد بيعة أهل مكناسة للسعيد من إنشاء ابن عبدون الكاتﺐ المجيد‬
‫الحمد هلل مقدر األمور‪ ،‬ومصرف المقدور‪ ،‬ومخرج عباده من الظلمـات إلـى النـور‪ ،‬عـالم السـرائر‪ ،‬ومنـور البصـائر‪ ،‬و ارفـع‬
‫الدرجات وواضع الخطيات‪ ،‬وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات‪ ،‬وسع كل عاص حلمه‪ ،‬وأحاط بكل الذي شيء‬

‫(‪ (1‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب ‪ ,‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪.376 – 373‬‬

‫‪737‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫علمه‪ ،‬ونفذ في كل موجـود حكمـه‪ ،‬ال راد لمـا بـه حكـم وأمـر‪ ،‬وال نـاقض لمـا أحكـم وأم ّـر‪ ،‬قـدر األشـياء وأتقـن اإلنشـاء‪ ،‬واتـى ملكـه‬
‫من شاء‪ ،‬وأسس باإلمامة مباني الديانة‪ ،‬ووصل بها للرعايا أسباب الرعاية‪ ،‬وأمد مـن أهلـه لو ارثـة مقامـه االسـمى‪ ،‬واختـاره ألمانتـه‬
‫العظمى‪ ،‬باإلنجاد واإلعانة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬بعد تمام الدعاء والصالة والرضى‪ ،‬اللهم ارض عن خليفتك في عبادك‪ ،‬المرتسم في ديوان أوليائك وعبادك‪ ،‬اإلمام‬
‫المؤيد‪ ،‬والحسام المهند األتقى األطهر‪ ،‬األعلى المعتضد باهلل أمير المـؤمنين أبـو الحسـن ابـن سـيدنا الخليفـة اإلمـام المـأمون أميـر‬
‫المــؤمنين ابــن الخلفــاء ال ارشــدين رضــى يبلغــه املــه فــي الــدنيا والــدين‪ ،‬ويحكــم لدولتــه الســعيدة ومدتــه الحميــدة بالتمهيــد والتمكــين‪،‬‬
‫ويجعل كلمته الباقية إلى يوم الدين‪ .‬اللهم كما انتقيته من اكرم جرثومـة‪ ،‬وسـددته إلقامـة حـدود اهلل المرسـومة‪ ،‬فضـاعف اللهـم فـي‬
‫قلوب رعاياه حبه‪ ،‬وايد بالمالئكة والروح عصابته وحزبه‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬ومن شكرت في الخدمة آثاره‪ ،‬فحقيق ان تغفر زلته وتمحى آثاره‪ ،‬وأن العبيـد مـن أهـل مكناسـة قـد اجتمعـوا ووقفـوا‬
‫موقف االستكانة والمذلة وقرعوا سن الندم على ما صدر عنهم من زلـة‪ ،‬واستشـعروا لبـاس اإلنابـة‪ ،‬وبـادروا لهـذه الدولةالمعتصـمية‬
‫َن جددوا بيعتهم لسـيدنا وموالنـا الخليفـة اإلمـام المعتضـد بـاهلل أميـر المـؤمنين أبـي الحسـن بـن األئمـة‬
‫باإلجابة‪ ،‬واتفقوا جميعا على أ ْ‬
‫الراشدين‪ ،‬أعلى اهلل يده‪ ،‬ونصره وأيده‪ ،‬حسبما تقدم مستوعبة الشروط‪ ،‬مستوفاة العقود والربوط‪ ،‬لـم يسـتثنوا فيهـا فصـال‪ ،‬وال اغفلـوا‬
‫مــن عقودهــا فرعــا وال اصــال‪ ،‬بنفــوس مغتبطــة‪ ،‬ونيــات علــى الوفــاء بمــا التزمــوه مــن عقودهــا مرتبطــة‪ ،‬واشــهدوا اهلل ومالئكتــه علــى‬
‫انفسهم بذلك وهم به عالمون‪ ،‬ومن يتعد حـدود اهلل فأولئـك هـم الظـالمون‪ ،‬وقيـدوا عليـه شـهادتهم فـي تاسـع عشـر شـهر ذي الحجـة‬
‫من عام ثالثة واربعين وستمائة(‪.)1‬‬
‫الخاتمة‬
‫خرجت هذه الدراسة بجملة من النتائج يمكن أن نحددها في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬أصبحت مدينة مكناسة الزيتون في عصر المرابطين (‪541 -448‬هـ‪1146 -1056/‬م)‪ ،‬أحدى مدنهم الرئيسة‪ ،‬وعين عليها‬
‫يوسف بن تاشفين والياً من قبل المرابطين‪ ،‬فأصبحت نقطة النطالق المرابطين باتجاه األقاليم الشمالية لبالد المغرب‬
‫األقصى واخضاعها لسلطانهم‪.‬‬
‫‪-2‬عاش أهل مكناسة الزيتون في عصر االمراء المرابطين في أستقرار وأمن‪ ،‬فباالستيالء على مكناسة أنتهى الصراع القبلي‬
‫الذي كان يخييم على المدينة قرابة قرن ونصف من الزمان‪.‬‬
‫‪ -3‬ظل احتالل مدينة مكناسة الزيتون هدفاً استراتيجيا بالنسبة لكل الدول المتعاقبة على حكم المغرب‪ ،‬وذلك بالنظر لموقع‬
‫المدينة وسط البالد وانفتاحها على مختلف األتجاهات‪.‬‬
‫‪-4‬أدرك الموحدون (‪668 - 524‬هـ‪1269 – 1129/‬م) أن مدينة مكناسة الزيتون تعد من المواقع الحصينة التي تمثل قاعدة‬
‫النطالق القوات المرابطية‪ ،‬فكان سقوط مدينة مكناسة في يد الموحدين الضربة القاصمة] القاضية [ للمرابطين‪.‬‬
‫‪-5‬أصبحت مكناسة الزيتون في عصر بني مرين (‪869 -668‬هـ‪1464 -1269/‬م) تمثل كرسي الو ازرة وهذا أن دل على‬
‫شيء فيدل على أهميتها ومكانتها البارزة في هذا العصر‪.‬‬
‫‪-6‬حرص الموحدين وبني مرين على رعاية العلوم واآلداب في مدينة مكناسة الزيتون من خالل االهتمام بالمراكز التعليمية التي‬
‫زخرت بها المدينة من مساجد ومدارس وزوايا‪.‬‬

‫(‪ (1‬ابن عذارى‪ ،‬البيان المُغرب ‪ ,‬قسم الموحدين‪ ،‬ص‪.378 – 377‬‬

‫‪738‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫القران الكريم‬
‫اوالً‪ :‬المصادر‬
‫‪-‬ابن األبار‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل بن أبي بكر القضاعي (ت‪658‬هـ ‪1260/‬م)‬
‫‪ -1‬التكملة لكتاب الصلة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد السالم الهراس‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ابن األثير‪ ،‬عز الدين أبو الحسن علي بن الكرم محمد بن محمد الشيباني (ت‪630‬هـ‪1231/‬م)‬
‫‪-2‬الكامل في التأريخ‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عمر عبد السالم تدمري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬ابن األحمر‪ ،،‬أبو الوليد إسماعيل بن يوسف محمد الغرناطي األندلسي (ت‪807‬هـ‪1404/‬م)‬
‫‪ -3‬بيوتات فاس الكبرى أو ذكر بعض مشاهير فاس في القديم‪ ،‬دار المنصور‪ ،‬الرباط‪1972 ،‬م‬
‫‪ -4‬روضة النسرين في دولة بني مرين‪ ،‬ط‪ 3‬؛ تحقيق‪ ،‬عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬األدريسي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد اهلل(ت‪560‬هـ‪1164/‬م)‬
‫‪-5‬نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪1989 ،‬م‬
‫‪ -‬أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن عبد الكريم محمد (ت ‪577‬هـ‪1181/‬م)‬
‫‪-6‬نزهة األنباء في طبقات األدباء‪ ،‬ط‪ ،3‬تحقيق‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬الزرقاء‪1985 ،‬م‬
‫‪-‬الباجي‪ ،‬أبو الوليد سليمان بن خلف (ت ‪474‬هـ‪1081/‬م)‬
‫‪-7‬فصول األحكام‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد المجيد تركي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‬
‫‪-‬ابن بشكوال‪ ،‬أبو القاسم خلف بن عبد الملك(ت‪578‬هـ‪1183/‬م)‬
‫‪ -8‬الصلة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬شريف أبو العال العدوي‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‬
‫‪-‬البكري‪ ،‬أبو عبيد عبد اهلل بن عبد العزيز بن محمد(ت‪487‬هـ‪1094/‬م)‬
‫‪-9‬المغرب في ذكر بالد افريقية والمغرب وهو جزء من كتاب المسالك والممالك‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪-‬البيذق‪ ،‬أبو بكر علي الصنهاجي (ت ‪555‬هـ‪1160/‬م)‬
‫‪-10‬أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد الوهاب منصور‪ ،‬دار المنصور للطباعة‪ ،‬الرباط‪1971 ،‬م‬
‫‪-‬ابن تغري بردي‪ ،‬أبو المحاسن يوسف بن عبد اهلل الظاهري (ت ‪874‬هـ‪1469/‬م)‬
‫‪- 11‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬التنبكتي‪ ،‬أبو العباس احمد بابا بن احمد بن احمد بن عمر السوداني (‪1036‬هـ‪1626/‬م)‬
‫‪-12‬كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد مطيع‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬المملكة المغربية‪،‬‬
‫‪2000‬م‬
‫‪ -13‬نيل األبتهاج بتطريز الديباج‪ ،‬تقديم‪ ،‬عبد الحميد عبد اهلل الهرامة‪ ،‬كلية الدعوة اإلسالمية‪ ،‬طرابلس‪1989 ،‬م‬
‫‪-‬الثعلبي‪ ،‬أبو إسحاق احمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري (ت ‪427‬هـ‪1035/‬م)‬
‫‪ -14‬تفسير الثعلبي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬أبي محمد بن عاشور‪ ،‬مراجعه وتدقيق‪ ،‬نظير الساعدي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2002‬م‬
‫‪-‬ابن الجزري‪ ،‬شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن يوسف (‪833‬هـ‪1429/‬م)‬
‫‪-15‬النشر في القراءات العشر‪ ،‬تحقيق‪ ،‬علي محمد الضياع‪ ،‬المطبعة التجارية الكبرى‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‬

‫‪739‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -‬الجزنائي‪ ،‬أبو الحسن علي (ت ‪766‬هـ‪1364/‬م)‬


‫‪-16‬جنى زهرة االس في بناء مدينة فاس‪ ،‬ط‪ ،2‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪1991 ،‬م‬
‫‪-‬ابن جنى‪ ،‬أبو الفتح عثمان الموصلي (ت ‪392‬ه‪1001/‬م)‬
‫‪-17‬الخصائص‪ ،‬ط‪ ،4‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪-‬حاجي خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل (ت ‪1067‬هـ‪1656/‬م)‬
‫‪-18‬كشف الظنﻮن عن أسامي الكتﺐ والفنﻮن‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد‪1941 ،‬م‬
‫‪-‬ابن حجر‪ ،‬شهاب الدين احمد بن علي الكناني (ت‪852‬هـ‪1448/‬م)‬
‫‪ -19‬مقدمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪1988 ،‬م‬
‫‪-‬الحراني‪ ،‬أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة (من أعالم القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميالدي)‬
‫‪ -20‬تحف العقول عن آل الرسول‪ ،‬ط‪ ،7‬تحقيق‪ ،‬حسين األعلمي‪ ،‬مؤسسة األعلمي‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬م‬
‫‪-‬ابن حزم االندلسي‪ ،‬علي بن احمد بن سعيد األندلسي القرطبي(ت‪465‬هـ‪1063/‬م)‬
‫‪ -21‬جمهرة أنساب العرب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد السالم هارون‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪1962 ،‬م‬
‫‪-‬الحسن الوزان‪ ،‬الحسن بن محمد الفاسي (ت ‪959‬هـ‪1552/‬م)‬
‫‪-22‬وصف أفريقيا‪ ،‬ط‪ ،2‬ترجمه عن الفرنسية‪ ،‬محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‬
‫‪-‬الحميدي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي نصر الفتوح بن عبد اهلل االزدي (ت ‪488‬هـ ‪1095/‬م)‬
‫‪-23‬جذوة المقتبس في ذكر والة األندلس‪ ،‬تحقيق‪ ،‬بشار عواد معروف ومحمد بشار عواد‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫‪2008‬م‬
‫‪-‬الحميري‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد المنعم (ت ‪900‬هـ ‪1494/‬م)‬
‫‪-24‬الروض المعطار في خبر األقطار‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬مطابع هيدلبرغ‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‬
‫‪-‬ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم محمد بن حوقل النصيبي البغدادي الموصلي(ت‪380‬هـ‪990/‬م)‬
‫‪-25‬صورة األرض دار صادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬ابن خاقان‪ ،‬أبي نصر الفتح بن محمد بن عبيد اهلل القيسي األشبيلي (ت‪529‬هـ‪1120/‬م)‬
‫‪-26‬قالئد العقيان ومحاسن األعيان‪ ،‬حققه وعلق عليه‪ ،‬حسين يوسف خربوش‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬األردن‪1989 ،‬م‬
‫‪-‬ابن الخطيب‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل بن سعيد بن احمد السلماني (ت‪776‬هـ‪1374/‬م)‬
‫‪-27‬األحاطة في أخبار غرناطة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد عبد اهلل عنان‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1977 ،‬م‬
‫‪-28‬تاريخ المغرب العربي الوسيط‪ ،‬القسم الثالث من كتاب أعمال األعالم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬احمد مختار العبادي ومحمد إبراهيم‬
‫الكتاني‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1964 ،‬م‬
‫‪-‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد(ت‪808‬هـ‪1405/‬م)‬
‫‪-29‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪،‬‬
‫خليل شحاذة وسهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‬
‫‪-‬ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم‪( ،‬ت‪681‬هـ‪1282/‬م)‬
‫‪-30‬وفيات األعيان وأنباء الزمان‪ ،‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‬
‫‪-‬ابن أبي دينار‪ ،‬محمد بن ابي قاسم الرعيني القيرواني (ت ‪1110‬هـ‪1698/‬م)‬

‫‪740‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-31‬المؤنس في أخبار إفريقية وتونس‪ ،‬المطبعة التونسية‪ ،‬تونس‪1869 ،‬م‬


‫‪-‬الذهبي‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن احمد بن عثمان(ت‪748‬هـ‪1347/‬م)‬
‫‪-32‬سير أعالم النبالء‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪2006 ،‬م‬
‫‪-‬الرعيني‪ ،‬أبي عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي المعروف بالرعيني (ت ‪954‬هـ‪1547/‬م)‬
‫‪-33‬مواهب الجليل لشرح مختصر خليل‪ ،‬ضبطه وخرج آياته وأحاديثهُ‪ ،‬زكريا عميرات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م‬
‫‪-‬أبن أبي زرع‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد اهلل الفاسي(ت‪741‬هـ‪1340/‬م)‬
‫‪-34‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ ،‬دار المنصور‪ ،‬الرباط‪1972 ،‬م‬
‫‪ -35‬الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد بن أبي شنب‪ ،‬مطبعة جول كربونل‪ ،‬الجزائر‪1920 ،‬م‬
‫‪-‬الزركشي‪ ،‬عبد اهلل محمد بن إبراهيم (ت‪894‬هـ‪1488/‬م)‬
‫‪-36‬تأريخ الدولتين الموحدية والحفصية‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬محمد ماضور‪ ،‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬الزيلعي‪ ،‬أبو محمد جمال الدين بن عبد اهلل بن يوسف بن محمد (ت ‪762‬هـ‪1360/‬م)‬
‫‪-37‬تخريج األحاديث واآلثار‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد اهلل بن عبد الرحمن السعد‪ ،‬دار ابن خزيمة‪ ،‬الرياض‪1993 ،‬م‬
‫‪-‬السخاوي‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عثمان بن محمد (ت ‪902‬هـ‪1496/‬م)‬
‫‪-38‬اإلعالن بالتوبيخ لمن ذم التاريخ‪،‬تحقيق‪،‬احمد باشا‪ ،‬بيروت‪1979 ،‬م‬
‫‪-‬ابن سعيد المغربي‪ ،‬علي بن موسى بن سعيد األندلسي (ت ‪685‬هـ‪1286/‬م)‬
‫‪-39‬رايات المبرزين وغايات المميزين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬رضوان الداية‪ ،‬دار طالس للدراسات‪ ،‬دمشق‪1987 ،‬م‬
‫‪-‬السكاكي‪ ،‬أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي (ت ‪626‬هـ‪1228/‬م)‬
‫‪-40‬مفتاح العلوم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬أكرم عثمان يوسف‪ ،‬مطبعة دار الرسالة‪ ،‬بغداد‪1982 ،‬م‬
‫‪-‬السمعاني‪ ،‬أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور (ت ‪562‬هـ‪1166/‬م)‬
‫‪ -41‬أدب اإلمالء واألستمالء‪ ،‬بيروت‪1981 ،‬م‬
‫‪-‬ابن سيدة‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت ‪458‬هـ‪1065/‬م)‬
‫‪-42‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد الحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2000 ،‬م‬
‫‪-‬طاش كبرى زادة‪ ،‬احمد بن مصطفى (ت ‪967‬هـ‪1559/‬م)‬
‫‪ -43‬مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1985 ،‬م‬
‫‪-‬العبدري‪ ،‬أبي عبد اهلل محمد بن محمد بن علي بن احمد (ت ‪700‬هـ‪1300/‬م)‬
‫‪-44‬رحلة العبدري‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬علي إبراهيم كردي‪ ،‬تقديم‪ ،‬شاكر الفحام‪ ،‬دار سعد الدين‪ ،‬دمشق‪2005 ،‬م‬
‫‪-‬ابن عبد البر‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (ت ‪463‬هـ‪1070/‬م)‬
‫‪-45‬جامع بيان العلم وفضله‪ ،‬تحقيق‪ ،‬أبي األشبال الزهيري‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬السعودية‪1994 ،‬م‬
‫‪-‬ابن عبد الملك‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد المراكشي (ت ‪703‬هـ‪1303/‬م)‬
‫‪ -46‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد بن شريفة واحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1964 ،‬م‬
‫‪-‬ابن عذارى‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد المراكشي(كان حياً سنة‪712‬هـ‪1314/‬م)‬
‫المغرب في أخبار األندلس والمغرب‪ ،‬قسم الموحدين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد إبراهيم الكتاني ومحمد بن تاويت ومحمد زنبير‬ ‫‪-47‬البيان ُ‬
‫وعبد القادر زمامة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1985 ،‬م‬

‫‪741‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-‬ابن عساكر‪ ،‬أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اهلل بن عبد اهلل الشافعي (ت ‪571‬هـ‪1175/‬م)‬
‫‪-48‬تاريخ مدينة دمشق وذكر فضائلها وتسمية من حلها من األماثل أو أجاز بنواحيها من وارديها وأهليها‪ ،‬تحقيق‪ ،‬علي شيري‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬م‬
‫‪-‬ابن غازي‪ ،‬أبي عبد اهلل احمد بن غازي العثماني المكناسي (ت‪919‬هـ‪1513/‬م)‬
‫‪-49‬الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عطا أبو رية وسلطان بن مليح األسمري‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬فهرس ابن غازي‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد الزاهي‪ ،‬دار بوسالمة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬الفيروز أبادي‪ ،‬أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب (ت ‪817‬هـ‪1414/‬م)‬
‫‪-51‬القاموس المحيط‪ ،‬ط‪ ،8‬تحقيق‪ ،‬محمد نعيم العرقسوسي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪2005 ،‬م‬
‫‪-‬ابن القاضي المكناسي‪ ،‬احمد بن محمد (ت ‪1025‬هـ‪1616/‬م)‬
‫‪-52‬جذوة االقتباس في ذكر من حل من األعالم مدينة فاس‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬الرباط‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -53‬درة الحجال في أسماء الرجال‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬دار التراث ـ القاهرة‪ ،‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪-‬ابن قاضي شهبة‪ ،‬تقي الدين أبو بكر بن احمد بن محمد األسدي الشافعي (ت ‪851‬هـ‪1447/‬م)‬
‫‪-54‬طبقات النحاة واللغويين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محسن ُغيَّاض‪ ،‬النجف‪1973 ،‬م‬
‫‪-‬ابن قنفذ‪ ،‬أبي العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب القسنطيني (ت‪809‬هـ‪1406/‬م)‬
‫‪-55‬الوفيات‪ ،‬ط‪ ،4‬تحقيق‪ ،‬عادل نويهض‪ ،‬دار األفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‬
‫‪-‬كربخال‪ ،‬مارمول (من أعالم القرن الحادي عشر الهجري‪/‬القرن السابع عشر الميالدي)‬
‫‪-56‬افريقيا‪ ،‬ترجمة عن الفرنسية الى العربية‪ ،‬محمد حجي وآخرون‪ ،‬الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪1989 -1988 ،‬م‬
‫‪-‬مجهول‪ ،‬مؤلف‪(،‬من كتاب القرن السادس الهجري‪/‬الثاني عشر ميالدي)‬
‫‪-57‬االستبصار في عجائب األمصار‪ ،‬تحقيق‪ ،‬سعد زغلول عبد الحميد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪1986 ،‬م ‪-‬‬
‫مجهول‪ ،‬مؤلف (المتوفي في القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي)‬
‫‪-58‬مفاخر البربر‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد القادر بوبابه‪ ،‬دار أبي رقراق‪ ،‬الرباط‪2005 ،‬م‬
‫‪-‬مجهول‪ ،‬مؤلف (من أعالم القرن الثامن الهجري‪/‬الرابع عشر الميالدي)‬
‫‪-59‬الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية‪ ،‬تحقيق‪ ،‬سهيل زكار وعبد القادر بوباية‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪1979‬م‬
‫‪-‬المراكشي‪ ،‬محي الدين بن محمد عبد الواحد (ت ‪647‬هـ‪1249/‬م)‬
‫‪-60‬المعجب في تخليص أخبار المغرب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد سعد العريان‪ ،‬إحياء التراث اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪1962،‬م‬
‫‪ -61‬وثائق المرابطين والموحدين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬حسين مؤنس‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪1997 ،‬م‬
‫‪-‬ابن مرزوق‪ ،،‬محمد بن احمد (ت ‪781‬هـ‪1379/‬م)‬
‫‪-62‬المسند الصحيح في مآثر ومحاسن موالنا أبي الحسن‪ ،‬تحقيق‪ ،‬ماريا خيسوس بيغ ار‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1981‬م‬
‫‪-‬ابن مريم‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن علي الشريف األدريسي التلمساني (ت ‪771‬هـ‪1370/‬م)‬

‫‪742‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪ -63‬البستان في ذكر األولياء والعلماء بتلمسان‪ ،‬طبعه وراجعه‪ ،‬محمد أبو شنب‪ ،‬المطبعة الثعالبية‪ ،‬الجزائر‪1908 ،‬م‬
‫‪-‬المقري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن محمد التلمساني(ت‪1041‬هـ‪1631/‬م)‬
‫‪-64‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بيروت‪1968 ،‬م‬
‫‪-‬ابن منظور‪ ،‬أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري األفريقي المصري (ت‪711‬هـ‪1311 /‬م)‬
‫‪-65‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عامر أحمد حيدر‪ ،‬ومراجعة‪ ،‬عبد المنعم خليل إبراهيم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪2003 ،‬م‬
‫‪-‬النباهي‪ ،‬أبو الحسن بن عبد اهلل بن الحسن المالقي األندلسي (ت‪793‬هـ‪1390/‬م)‬
‫‪-66‬تاريخ قضاة األندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاة والفتيا)‪ ،‬ط‪ ،5‬تحقيق‪ ،‬لجنة إحياء التراث في دار اآلفاق الجديدة‪،‬‬
‫دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪1983 ،‬م‬
‫‪-‬ابن النديم‪،‬أبو الفرج محمد إسحاق الوراق (ت ‪383‬هـ‪993/‬م)‬
‫‪ -67‬الفهرست‪ ،‬ط‪ ،2‬تحقيق‪ ،‬إبراهيم رمضان‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‬
‫‪-‬النيسابوري‪ ،‬أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري (ت ‪261‬هـ ‪874/‬م)‬
‫‪-68‬المسند الصحيح المختصر (صحيح مسلم)‪ ،‬تحقيق‪ ،‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬ياقوت الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي البغدادي (ت‪626‬ه ‪1228/‬م)‬
‫‪-69‬معجم األدباء‪ ،‬تحقيق‪ ،‬إحسان عباس‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‬
‫‪ -70‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1977 ،‬م‬
‫‪-‬اليماني‪ ،‬عبد الباقي عبد المجيد (ت ‪743‬هـ‪1342/‬م)‬
‫‪-71‬أشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين‪ ،‬تحقيق‪ ،‬عبد المجيد دياب‪ ،‬السعودية‪1986 ،‬م‬
‫ثانياً‪ :‬المراجع‬
‫‪-‬إبراهيم‪ ،‬محمد إسماعيل‬
‫‪-72‬القرآن واعجازه العلمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬إسماعيل‪ ،‬محمود محمد أحمد‬
‫‪-73‬ثورات العرب والبربر واليهود في المغرب األقصى واألندلس في عهد دولة بني مرين (‪891-615‬هـ‪1465-1213/‬م)‪،‬‬
‫مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‬
‫‪-‬بالنثيا‪ ،‬أنخل جنتالث‬
‫‪-74‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬نقلهُ عن األسبانية‪ ،‬حسين مؤنس‪ ،‬القاهرة‪1955 ،‬م‬
‫‪-‬البغدادي‪ ،‬إسماعيل باشا بن محمد بن أمين بن مير سليم الباباني‬
‫‪-75‬إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬تصحيح‪ ،‬محمد شرف الدين بالتقايا و ورفعت‬
‫بيلكه الكليسي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-76‬هدية العارفين المسمى أسماء المؤلفين وآثار المصنفين‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪1955 ،‬م‬
‫‪-‬بالمين‪ ،‬عبد علي‬
‫‪-77‬بغية السائلين عن ابن عباد عالم القرويين في عصر بني مرين‪ ،‬بحث مقدم الى كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة‬
‫سيد محمد بن عبد اهلل‪ ،‬فاس‪2006 ،‬م‬

‫‪743‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-‬بنفايدة‪ ،‬المصطفى‬
‫‪-78‬مكناس جولة في التاريخ والمعالم‪ ،‬ط‪2008 ،2‬م‬
‫‪-‬بولقطيف‪ ،‬الحسين‬
‫‪-79‬جوائح وأوبئة المغرب في عهد الموحدين‪ ،‬منشورات الزمن‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الدار البيضاء‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬ابن تاويت‪ ،‬محمد‬
‫‪-80‬الوافي باألدب العربي في المغرب األقصى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1982 ،‬م‬
‫الحجي‪ ،‬عبد الرحمن علي‬
‫‪-81‬التأريخ األندلسي من الفتح اإلسالمي حتى سقوط غرناطة (‪897-92‬هـ‪1492-711/‬م)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1981‬م‬
‫‪-‬حركات‪ ،‬ابراهيم‬
‫‪-82‬المغرب عبر التاريخ (عرض ألحداث المغرب وتطوراتهُ في الميادين السياسية واالجتماعية والعمرانية والفكرية من ُذ ما قبل‬
‫اإلسالم الى الوقت الحاضر (ق‪14‬هـ و‪20‬م) من بداية المرينيين الى نهاية السعديين‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪1978 ،‬م‬
‫‪-‬الحريري‪ ،‬محمد عيسى‬
‫‪-83‬تاريخ المغرب اإلسالمي واألندلس في العصر المريني (‪610‬هـ‪1213/‬م) (‪869‬هـ‪1465/‬م)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القلم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1987‬م‬
‫‪-‬حسن‪ ،‬حسن إبراهيم‪ ،‬وطه أحمد شرف‬
‫‪-84‬عبيد اهلل المهدي إمام الشيعة اإلسماعيلية ومؤسس الدولة الفاطمية في بالد الغرب‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1947‬‬
‫‪-‬حسن‪ ،‬حسن علي‬
‫‪-85‬الحضارة اإلسالمية في المغرب واألندلس عصر المرابطين والموحدين‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬مصر‪1980 ،‬م‬
‫‪-‬حسنين‪ ،‬جودة‪ ،‬وآخرون‬
‫‪-86‬جغرافية الدول اإلسالمية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1993 ،‬م‬
‫‪-‬حسين‪ ،‬حمدي عبد المنعم محمد‬
‫‪-87‬التأريخ السياسي والحضاري للمغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪1997 ،‬م‬
‫‪-‬حقي‪ ،‬احسان‬
‫‪ -88‬المغرب العربي‪ ،‬منشورات دار اليقضة العربية‪1971 ،‬م‬
‫‪-‬حمادة‪ ،‬محمد ماهر‬
‫‪ -89‬الوثائق السياسية واإلدارية في األندلس وشمالي أفريقية (‪897-64‬هـ‪1492-683/‬م) دراسة ونصوص‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪1986 ،‬م‬
‫‪-‬الخربوطلي‪ ،‬علي حسني‬
‫‪-90‬الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬المطبعة العربية الحديثة‪ ،‬القاهرة‪1975 ،‬م‬

‫‪744‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-‬الخوئي‪ ،‬السيد أبو القاسم الموسوي‪،‬‬


‫‪-91‬معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة‪ ،‬ط‪1992 ،5‬م‬
‫‪-‬داغر‪ ،‬اسعد‬
‫‪-92‬حضارة العرب‪ ،‬مطبعة المقتطف‪ ،‬مصر‪1919 ،‬م‬
‫‪-‬الدراجي‪ ،‬بوزياني‬
‫‪ -93‬القبائل األمازيغية (أدوارها‪-‬ومواطنها‪-‬وأعيانها)‪ ،‬ط‪4،2010‬م‬
‫‪-94‬مالمح تاريخية للمجتمعات المغربية‪ ،‬مؤسسة يوزياني للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬م‬
‫‪-‬روزنثال‪ ،‬فرانز‬
‫‪-95‬علم التاريخ عند المسلمين‪ ،‬ترجمة‪ ،‬صالح احمد العلي‪ ،‬بغداد‪1963 ،‬م‬
‫‪-‬الزركلي‪ ،‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‬
‫‪-96‬األعالم (قاموس تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)‪ ،‬ط‪ ،5‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1980‬م‬
‫‪-‬زنبير‪ ،‬محمد‬
‫‪-97‬المغرب في العصر الوسيط (الدولة ‪ -‬المدينة ‪ -‬االقتصاد)‪ ،‬تنسيق‪ ،‬محمد المغراوي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪1999 ،‬م‬
‫‪-‬ابن زيدان‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن الشريف العلوي (ت ‪1365‬هـ‪1945/‬م)‬
‫‪-98‬إتحاف أعالم الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس‪ ،‬تحقيق‪ ،‬علي عمر‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‬
‫‪-‬السائح‪ ،‬حسن‬
‫‪ -99‬الحضارة اإلسالمية في المغرب‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1986 ،‬م‬
‫‪-‬السبتي‪ ،‬عبد الواحد‪ ،‬وحليمة فرحات‬
‫‪-100‬المدينة في العصر الوسيط قضايا ووثائق من تاريخ الغرب اإلسالمي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪-‬السرجاني‪ ،‬راغب‪،‬‬
‫‪ -101‬قصة األندلس من الفتح إلى السقوط‪ ،‬مؤسسة اق أر‪ ،‬القاهرة‪2010 ،‬م‬
‫‪-‬السالوي‪ ،‬أبو العباس شهاب الدين احمد بن خالد الناصري(ت‪1315‬هـ‪1897/‬م)‬
‫‪-102‬االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ ،‬تحقيق‪ ،‬جعفر الناصري ومحمد الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1955 ،‬م‬
‫‪-‬ابن شريفة‪ ،‬محمد‬
‫‪-103‬عالقة مكناس باألندلس واألندلسيين حتى نهاية العصر المريني‪ ،‬أعمال ندوة الحاضرة اإلسماعيلية‪ ،‬منشورات كلية األدب‬
‫والعلوم اإلنسانية بمكناس‪1988 ،‬م‬
‫‪-‬ابن شقرون‪ ،‬محمد بن احمد‬
‫‪-104‬مظاهر الثقافة المغربية دراسة في األدب المغربي في العصر المريني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1985 ،‬م‬
‫‪-‬الصالح‪ ،‬صبحي‬
‫‪-105‬النظم اإلسالمية وتطورها‪ ،‬ط‪ ،2‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1968 ،‬م‬

‫‪745‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-‬الصالبي‪ ،‬علي محمد‬


‫‪-106‬أعالم أهل العلم والدين بأحوال دولة الموحدين‪ ،‬دار توزيع اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪2003 ،‬م‬
‫‪-107‬تأريخ دولتي المرابطين والموحدين في الشمال األفريقي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪2009 ،‬م‬
‫‪-108‬صفحات من التأريخ اإلسالمي(دولة الموحدين)‪ ،‬دار البيارق‪ ،‬عمان‪1998 ،‬م‬
‫‪-‬ضيف‪ ،‬شوقي‬
‫‪-109‬عصر الدول واألمارات (الجزائر‪ -‬المغرب األقصى ‪ -‬موريتانيا ‪ -‬السودان)‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪-‬الطباطبائي‪ ،‬محمد حسين‬
‫‪-110‬الميزان في تفسير القرآن‪ ،‬منشورات جماعة في الحوزة العلمية‪ ،‬قم المقدسة‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬طه‪ ،‬جمال أحمد‬
‫‪-111‬مدينة فاس في عصري المرابطين والموحدين (‪448‬هـ‪1056/‬م‪448-‬هـ‪1269/‬م) دراسة سياسية حضارية‪ ،‬دار الوفاء‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪2002 ،‬م‬
‫‪-‬العبادي‪ ،‬أحمد مختار‬
‫‪ -112‬دراسات في تأريخ المغرب واألندلس‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪1968 ،‬م‬
‫‪-‬عظيمي‪ ،‬محمد‬
‫‪-113‬مدينة مكناس تاريخ ومعالم‪ ،‬منشورات ودادية رؤساء المصالح اإلدارية بمكناس‪1988 ،‬م‬
‫‪-‬عالم‪ ،‬عبد اهلل‬
‫‪-114‬الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1968 ،‬م‬
‫‪-‬عنان‪،‬محمد عبد اهلل‬
‫‪-115‬دولة اإلسالم في األندلس‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‬
‫‪-‬عيسى‪ ،‬احمد‬
‫‪-116‬تاريخ البيمارستانات في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة هنداوي‪ ،‬القاهرة‪2012 ،‬م‬
‫‪-‬الفالحي‪ ،‬عبد المنعم‬
‫‪ -117‬مآثر العرب واإلسالم في القرون الوسطى‪ ،‬مطبعة أم الربيعين‪ ،‬الموصل‪1940 ،‬م‬
‫‪-‬القنوجي‪ ،‬أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي‬
‫‪-118‬أبجد العلوم‪ ،‬دار ابن حزم‪2002 ،‬م‬
‫‪-‬كحاله‪ ،‬عمر رضا‬
‫‪-119‬معجم المؤلفين‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بيروت‪ ،‬ودار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬كنون‪ ،‬عبد اهلل‬
‫‪-120‬النبوغ المغربي في األدب العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪ .‬مط وت‬
‫‪-‬مارسيه‪ ،‬جورج‬
‫‪-121‬بالد المغرب وعالقاتها بالمشرق اإلسالمي في العصور الوسطى‪ ،‬ترجمة عن الفرنسية‪ ،‬محمود عبد الصمد هيكل‪ ،‬راجعهُ‬
‫وأستخرج نصوصهُ‪ ،‬مصطفى أبو ضيف احمد‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 ،‬م‬

‫‪746‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-‬محمد‪ ،‬محمد األمين محمد علي الرحماني‬


‫‪ -122‬المفيد في تأريخ المغرب‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬محمود‪ ،‬حسن احمد‬
‫‪-123‬قيام دولة المرابطين – صفحة مشرقة من تاريخ المغرب في العصور الوسطى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ .‬ت)‬
‫‪-‬ابن مخلوف‪ ،‬محمد بن محمد بن عمر بن قاسم‬
‫‪-124‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‬
‫‪-‬المنوني‪ ،‬محمد‬
‫‪-125‬تاريخ الوراقة المغربية _ صناعة المخطوط العربي من العصر الوسيط الى الفترة المعاصرة‪ ،‬منشورات كلية اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪1991 ،‬م‬
‫‪-126‬حضارة الموحدين‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬الدار البيضاء‪1989 ،‬م‬
‫‪ -127‬مدائن مكناسة القديمة من العصر األدريسي إلى أخر عصر الموحدين‪ ،‬أعمال ندوة الحاضرة اإلسماعيلية‪ ،‬منشورات‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪1988 ،‬م‬
‫‪-128‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬موسى‪ ،‬جالل محمد عبد الحميد‬
‫‪-129‬نشأة األشعرية وتطورها‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بيروت‪1975 ،‬م‬
‫‪-‬موسى‪ ،‬عز الدين أحمد‬
‫‪-130‬دراسات في تأريخ المغرب اإلسالمي‪ ،‬مطبعة الشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪-‬موسى‪ ،‬عز الدين عمر‬
‫‪-131‬الموحدون في المغرب اإلسالمي تنظيماتهم ونظمهم‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‬
‫‪-‬النجار‪ ،‬عبد المجيد‬
‫‪-132‬تجربة اإلصالح في حركة المهدي بن تومرت الحركة الموحدية بالمغرب أوائل القرن السادس الهجري‪ ،‬ط‪ ،2‬المعهد‬
‫العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬فيرجينيا‪1995 ،‬م‬
‫‪-133‬المهدي بن تومرت أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الهرغي السنوسي (‪524‬هـ‪1129/‬م) حياته وآراءه وثورته الفكرية‬
‫واالجتماعية وأثره بالمغرب‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪1983 ،‬م‬
‫‪-‬نصر اهلل‪ ،‬سعدون عباس‬
‫‪ -134‬دولة المرابطين في المغرب واألندلس عهد يوسف بن تاشفين أمير المرابطين‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‬
‫‪-‬يولم‪ ،‬دنيز‬
‫‪-135‬الحضارات األفريقية‪ ،‬ترجمة‪ ،‬نسيم نصر‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪1974 ،‬م‬
‫ثالثاً‪ :‬الرسائل واألطاريح‬
‫‪-‬حسن‪ ،‬عامر أحمد عبد اهلل‬
‫‪-136‬دولة بني مرين تأريخها وسياستها تجاه مملكة غرناطة األندلسية والممالك النصرانية في اسبانيا (‪869-668‬هـ‪-1269/‬‬
‫‪1465‬م)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬فلسطين‪2003 ،‬م‬

‫‪747‬‬
‫نيسان ‪2016/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪26/‬‬

‫‪-‬عبد اهلل‪ ،‬خالد محمود‬


‫‪-137‬جهاد بني مرين في األندلس (‪685-656‬هـ‪1286-1258/‬م) رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪1989‬م‬
‫‪-‬عبد العباس‪ ،‬وسن رحيم‬
‫‪ -138‬الحياة الثقافية في مصر والمغرب األقصى من القرن الثالث الهجري وحتى نهاية القرن السادس الهجري‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية التربية بنات‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬المحمدي‪ ،‬أنعام حسين احمد ظاهر‬
‫‪ -139‬أثر علماء األندلس في الحياة الثقافية في بالد المغرب اإلسالمي من القرن الخامس الهجري حتى نهاية القرن السابع‬
‫الهجري‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة المستنصرية‪ ،‬كلية التربية‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪-‬المصراع‪ ،‬غالب محمود حمزة سلمان‬
‫‪ -140‬مدينة سال في عصري الموحدين وبني مرين‪ :‬دراسة في أحوالها السياسية والفكرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬
‫بابل‪2014 ،‬م‬
‫رابعاً‪ :‬الدوريات والمقاالت‬
‫‪-‬الزهاوي‪ ،‬جميل أفندي‬
‫‪-141‬نظرة في الشعر‪ ،‬مجلة اليقين‪ ،‬بغداد‪1922 ،‬م‬
‫‪-‬شبانة‪ ،‬محمد كمال‬
‫‪-142‬مدينة مكناس المغربية عبر التاريخ‪ ،‬مجلة آفاق الثقافية والتراث‪ ،‬السنة ‪ ،13‬العدد ‪ ،52‬دبي‪ ،‬األمارات‪2006 ،‬م‬
‫‪-‬العمري‪ ،‬سعاد‬
‫‪ -143‬الدويالت اإلسالمية في المغرب (مقالة من النت)‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬السعودية‪2009 ،‬م‬
‫‪-‬محمد‪ ،‬مزاحم عالوي‬
‫‪-144‬يغمراسن بن زيان (‪681-633‬هـ‪1282-1235/‬م) ودوره في قيام الدولة الزيانية‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫الهوامش‬

‫‪748‬‬

You might also like