Professional Documents
Culture Documents
المساجد التاريخية
تضم المدينة أيضا مجموعة من المساجد األثرية منها
مسجد جينغربر الذي يقع في أقصى غربها ،وهو مسجد بناه المعماري أبو
إسحاق الساحلي الذي استقدمه سلطان مالي منسا موسى معه من الحجاز عند
فكان ذلكَ بداية الفن المعماري األندلسي في المنطقة ،ويقع هذا
َ عودت ِه من الحج،
المسجد في اقصى غرب المدينة.
مسجد سن َكري :وهو أحد أقدم معالم المدينة ،وكان أيضا ً من أبرز مؤسسات
التعليم في المدينة.
مسجد سيدي يحيى :وهو مسجد اثري يقع في قلب المدينة ،اسس في عام
1400م على يد الشيخ المختار.
السكان والمناخ
:السكان
إنّ أغلب سكان تمبكتو من األنصار والطوارق ومن يحالفهم ،وهناك مجموعات
سكانيّة يعود أصلها إلى األدارسة وبعض الشعوب ذات األصول األفريقية ،العرب
وهم عدة قبائل وبطون اتت من هجرات متعددة أهم وجهاتها ومصادرها كانت
من أقصى الشمال األفريقي (الجزائر ،موريتانيا والمغرب) تحديدا ومن القبائل
العربية المهجرة من األندلس ،ويعودون لثالث اتحاديات -1 :اتحادية كنتة -2
اتحادية األنصار -3اتحادية البراببيش ،ويتبع كل واحدة من تلك القبائل الثالث
أمم من األتباع والحلفاء والموالي ،باإلضافة إلى وجود العديد من القبائل
المستقلة من مثل قبائل األدارسة من الغزافيين ،وكل أن تهون ،وإفوغاس ،وكل
السوق الخ ،والتي قد ينضوي تحت حلفها بعض القبائل أو قد تكون هي في
أحالف وائتالفات مع باقي القبائل العربية والطارقية حسب ما تمليه الظروف
الزمانية أو المكانية على كافة األطراف المتحالفة( ]3[]2[.الطوارق) وهم أيضا
عدة قبائل أهمها :إولمدن والهغار و«إفوغاس ذوي األصول األدريسية
والطارقية» وإدنان وإمغاد وغيرهم كثير وكلهم من أصول عربية معروفة ويوجد
منهم من يعود لألصول األمازيغية البربرية مثل األهغار وإموهاغ أو إموشاغ...
(السونغاي).
وحكم كل من تلك القبائل مناطق جنوب وشرق وشمال مالي وعاصمتها تمبكتو
قبل االستعمار الفرنسي من خالل سالطين كل من:
سلطنة السونغاي أو السودان والفالني
سلطنة إولمدن سلطنة البرابيش سلطنة كنتة
سلطنة األنصار
وكانت السلطنتان :كنتة واألنصار تابعتين للحكام (السعديين «الهاشميين» من
نسـل محمـد النفس الزكية) في المغرب حتى دخول المستعمر الفرنسي للبالد اما
سلطنة البرابيش التي اتخذت اروان عاصمة لها وامتدت جنوبا نحو تمبكتو
وكابرا ،وشماال نحو تودني وتغازة ،حيث وصل أحد قادة البرابيش إلى منصب
باشا تمبكتو .وقد توالت على منطقة تمبكتو عدة أزمات من الجفاف ما بين
السنوات 1997 - 1970م ،بسبب «التصحر» الذي كان من أهم أسبابه «الرعي
الجائر» حيث يعتمد سكان المنطقة على رعي المواشي وبأعداد كبيرة قد تزيد
عن الحاجة لألسرة الواحدة ألنها هي مصدر الرزق الرئسي هناك فتسخدم
بالمقايضة بباقي السلع المحدودة ،وكذلك بسبب أهمال أو عدم وعي بأهمية باقي
المجاالت المعيشية كالزراعية منها والفالحية وغيرها ،أضافة إلى المؤثرات
األخرى المتثلة في األحتباس الحراري وحقبة حرق الوقود األحفوري والتي
كأنت وما تزال لها أثار مدمرة على بيئة المنطقة ،التي كانت قبل تلك الحقبة وقبل
أقل من ثمانية عقود فقط غنية بشتى أشكال الحياة البرية المزدهرة النباتية منها
والحيوانية.
:المناخ
إنّ درجات الحرارة في تمبكتو مرتفعة جداً ،م ّما يعيق حركة المسافرين
والسائحين ،لذا تعتبر فترة ما بين نهاية يوليو ونهاية نوفمبر هي الفترة األمثل
.لزيارة المدينة
.السياحة في تمبكتو
مدينة تمبكتو مشهورة تاريخيا ً بالجامعة اإلسالمية التي كانت تضم أكثر من 25
ألف طالب ،وتحوي وثائق وكتابات إسالمية قديمة أصولها من القاهرة وبغداد
وبالد فارس ،وتحوي أيضا ً العديد من الوثائق المكتوبة باللغة العربية والتي
تشمل علوما ً ها ّمة من ّوعة مثل :الهندسة والطب والقانون ،وهذه الوثائق جميعها
هي إحدى كنوز التراث اإلسالمي في إفريقيا.
أ ّم ا مساجد دجينغاريبير وسانكور وسيدي يحيى فهي من األماكن الجميلة
التاريخية في المدينة ،والتي تم بناؤها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر،
الرحالين
ّ ورغم هذا فإنّ عدد سياحها قليل ،حيث ال يزورها إال عدد قليل من
المتواضعين ،كما أنّ الكثير من آثار المدينة ضاع في أيدي اللصوص وتجار
السوق السوداء.
إنّ ما يميز تمبكتو بيوتها الطّينيّة التي ُ
شيّدت من ال ّرمال المجبولة من المحيط
صنّفت مساجد الطّين في تمبكتو كإحدى معالم الصحراوي الذي تتواجد فيه ،وقد ُ
التراث اإلنساني التي يجب الحفاظ عليها.
تقع المدينة على نهر النيجر مما ميزها بأشجار السافانا التي اختفت جراء
التصحر اليوم ،فهي ال تنبت فيها األعشاب نظراً النعدام األمطار ،كما تميزت
المدينة برحالت الركوب على الجمل والتي كانت تعتبر من الرحالت الشاعرية
الرائعة التي تتميز بها تمكبتو.
أدرجت المدينة في عام 1990م على الئحة التراث العالمي المهدّد بالخطر ،وقد
ت ّمت إجراءات ترميم عديدة م ّكنتها من استعادة بعض رونق معالمها وجمالها.
وقد اعتمد استقرار اإلسالم منذ البداية على عنصرين أساسين هما التجارة
والتعليم .وظلت المظاهر الحضارية في كل السودان الغربي إنما تزداد ازدهارا
في كل حقبة بالمدن التي تتالءم مواقعها مع توارد قوافل الشمال عليها بالدرجة
األولى .وكان القرن السادس قد قبض خالله لمدينة تمبكتو أن تصبح محطة
القوافل األولى في كل بالد السودان .فسكنها كثير من التجار وقصدها جم غفير
من العلماء والطالب .مما بوأها أثناءه مكانة المدينة األولى للعلم والثقافة في
السودان العربي كله .وفي تلك الحقبة وصفت بأم مدائن السودانيين سواء في
العلم والحضارة أو في العمران والتجارة.
من مظاهر االزدهار:
خالل القرن السادس عشر أصبح سكان تمبكتو يزيدون على خمسة وثالثين ألف
ساكن .وربما لم تعد تفوقها آنذاك في كثرة السكان مدينة سودانية أخرى في
غرب إفريقيا ،غير غاو العاصمة السياسية لإلمبراطورية السنغالية التي كانت
تمبكتو آنذاك إحدى مدنها العامة .وفي تلك األثناء أصبحت تمبكتو العاصمة
الثانية لإلمبراطورية في ميداني االقتصاد والثقافة معا .وقد انتظمت شوارعها.
وأحيطت المدينة بسور أما المنازل فقد ازدانت نسبة كبيرة من بينها بواجهات
في شكل زرائب أو حدائق صغيرة تربطها إلى حيطان البيوت سياجات .وقد
احتوت تمبكتو في تلك األثناء على ثالث مساجد كبيرة جوامع مما لم يتهيأ
لغيرها من كبريات مدن السودان الغربي آنذاك وأخذت أسواقها طابعها اإلسالمي
كما كانت ترى توارد العديد من القوافل الكبيرة عليها وسكنتها جماعة من
التجار األغنياء .أما حركة التبادل .فإنها كانت تمر بفترة من النشاط معتبرة.
مدينة السودان األولى وإذا كان القرن السادس عشر قد ظهر خله تمبكتو في
عالقاتها التجارية مع بلدان المغرب ومصر .فإن ذلك القرن هو الذي أصبحت
خالله تلك المدينة أيضا مركزا هاما من مراكز اإلنتاج الثقافي ضمن ميدان
الحضارة اإلسالمية الفسيح .وبذلك لم يقتصر دورها في هذا الجانب على مجرد
التبادل مع جزء من العالم اإلسالمي .وإنما تجاوزه إلى استيعاب ما أنتجه العالم
اإلسالمي ككل ،والمشاركة في تنميته ونشره بين أمم السودان الغربي وشعوبه.
حركة التعليم:
رأت تمبكتو في القرن السادس عشر نشاطا قيما يختص بحركة التدريس .وقد
ضمت مدارسها العديد من الطالب واألساتذة .كما رأت ألول مرة في تاريخ
السودان الغربي .اتساع التعليم الجامعي .وتوارد عليها في تلك األثناء عدد من
األساتذة من بلدان المغرب .فساهموا في تنشيط التعليم وتعميقه وفي تلك الفترة
بدأ العلماء السودانيون في اإلنتاج فكتبوا شروحا لعدد من المؤلفات الهامة التي
ألفت خارج السودان .وقد صاحب ذلك انتظام مراحل التعليم .وأخذه طابعا عاما
كانت له مميزاته وخصائصه .مراحل التعليم :كان التعليم في تمبكتو خالل القرن
السادس عشر ينقسم إلى ابتدائي وثانوي وعال .وكان التعليم االبتدائي تنسجم
فيه المرحلة األولى األساسية لكل الطالب .هذا باإلضافة إلى أن مرحلته هي
الوحيدة التي يبدو أنه كان يراعي فيها إلى حد ما مستوى السن فكان التالميذ
في السلك االبتدائي ال يتجاوزون في أغلبيتهم مرحلة الصبا .وبعد أن ينهي
الطالب مرحلة التعليم االبتدائي يدخل مرحلة التعليم الثانوي والعالي ولم يكن
لهاتين المرحلتين عرف معين في السن .كما أن الفروق بينهما لم تكن واضحة.
ولعل مرد ذلك إلى أن هاتين المرحلتين كان التعليم فيهما حرا بالنسبة النخراط
الطلبة .أما في المرحلة االبتدائية فال شك أن اآلباء هم الذين كانوا يقودون
أبناءهم إلى معلمهم الصبيان .ويجبروهم على الدوام .كما يراقبون مدى
استيعابهم وكانت مرحلة التعليم الثانوي تمتاز بان الكتب التي تدرس فيها هي
الكتب المبسطة وكان يتولى تدريسها غالبا من يسمون ب األشياخ .ويبدو أن
األشياخ في العرف العام آنذاك كانوا متوسطي الثقافة بالنسبة لألساتذة .ولكن
عددا من األساتذة تعاطوا أيضا تدريس مثل هذه المؤلفات .وهذا مما يجعل
االنفصال بين المرحلتين واضحا للباحث وألولئك األساتذة في نفس الوقت كانوا
يجمعون إلى ذلك تدريس أمهات الكتب المفصلة في نفس الموضوع.ويبدو أنهم
كانوا يقسمون أوقاتهم خالل النهار فيدرسون مثال في الصباح طالب في مستوى
الثانوي ،ثم يجلسون بعد الظهر لطالب المرحلة العليا أو العكس ،ومن هنا يبدو
االنتظام في المراحل التي يمر بها الطالب من حيث التدرج في مستويات التعليم
بين المراحل ووجود منهج قار لكل مرحلة مما تجدر اإلشارة إليه هنا أن أولئك
األساتذة واألشياخ كانوا يؤمنون بكثير من خوارق العادات ،فهناك من بينهم من
يعتقدون بالغيبيات .ويعملون لحصل الناس على تصديقهم.وكان المتخرجون
على أيديهم يتطبعون بتلك الروح في الغالب .أمكنة التدريس :كانت أمكنة
التدريس األساسية هي المساجد والجوامع وكان من أشهرها وأكثرها اكتظاظا
بجموع الطلبة والمدرسين خالل القرن السادس عشر جامع سنكورى .وهو يقع
في القسم الشمالي من مدينة تمبكتو وقد بنته سيدة فاضلة ورد في الروايات
أنها كانت من الموسرات ثم جامع دنفريير وكان قد بناه في األصل أحد
األندلسيين لكانكان موسى صاحب مالي ،ثم ادخلت عليه تحسينات ووسعت
مساحته مرتين خالل القرن السادس عشر وذلك لكي يسمع جموع قاصديه من
الطلبة والمصلين ويبدو أن تكاثر االزدحام عليه هو الذي كان يدعو باستمرار
إلى العمل على توسيعه ويأتي بعد هذين مسجد سيدي يحيى وقد بنى تخليدا ألحد
علماء المغرب الذين باشروا التعليم في تمبكتو خالل النصف األول من القرن
السادس عشر .فاجتهدوا في تعليمهم وأفادوا الناس .وإلى جانب هذه المساجد
الثالث كان يوجد جامع خالد وهو كما يدل إطالق اسم الجامع عليه كان كبيرا
نسبيا .إال أن الدراسة فيه ربما كانت مقتصرة على المرحلة الثانوية فقط .وقد
كانت بعض الجوامع تحتوي على مراحل التعليم الثالث .فيجلس في جانب من
الجامع طلبة القرآن مع تالميذهم .ويجلس في فنائه وقاعاته غالبا أشياخ التعليم
الثانوي وأساتذة التعليم العالي ولكن طلبة القرآن في الغالب كانوا يتخذون
دكاكين خاصة لعملهم أو يلتصقون بجنبات المساجد الصغيرة .كما أن بعض
األساتذة وكذلك األشياخ .كانوا أحيانا يتعاطون التدريس في منازلهم .إال أن هذا
كان في حاالت قليلة .أما غالب جلوسهم فقد كان في رحاب المساجد والجوامع.
طريقة التدريس :كانت المناقشة بين األستاذ وطالبه جاريا بها العمل .أما
التواضع ولين الجانب للطلبة .فقد كانا من شبه األساتذة الالمعين بتمبكتو في
تلك الفترة وكان صبر األستاذ على تفهيم طلبته يعتبره الثاني من صفات
األساتذة الناجحين في مهنتهم وكانت الطريقة الشائعة في الدرس هي أن يبدأ
األستاذ بإمالء رأيه في المسائل على طلبته وبعدها يقرأ الطالب درسهم من
الكتاب المقرر بحضور األستاذ ثم يطلب كل منهم توضيح ما يشكل عليه .وأثناء
ذلك يقيد الطلبة التفاسير التي يعطيها األستاذ كجواب على استفساراتهم .ويبدو
أنه أثناء الشرح كان األساتذة يختارون العبارات المبسطة لكي يتمكن طالبهم
من استيعاب ما يقولون.ـ ولعلنا إذ أردنا أن نوجز معالم الطريقة المثلى في
اعتبار الناس آنذاك ...ويضاف إلى هذا أن المدرسين على اختالف مستوياتهم
لم يكونوا يلتزمون بالتوقف عند مادة بعينها .بل أنهم كانوا يتصدون غالبا
لتدريس مواد عديدة .ولكنهم ال يدرسون إال المواد التي يكونون قد اتقنوها
وأجيزوا فيها .اإلجازات :عرف المدرسون والطالب في تمبكتو خالل القرن
السادس عشر نظام الشهادات .كما عرفته البالد اإلسالمية األخرى .وبما أن
طلب العلم كان يتصف بالحرية التامة .فيما يتصل بالطالب .فإنه يبدو أن
األساتذة أيضا كانوا ال يجبرون الطالب إال بعد التأكد من تمكنهم في المواد التي
يدرسونها لهم .أما طريقة اإلجارة فقد كانت بسيطة ولكنها كانت مما يتالءم
والطريقة الحصيفة التي تستند إلى تأكد األستاذ من أن الطالب قد أحرز على
التمكن الكافي في مادة يعينها .ذلك أن األستاذ ال يراعي أية شكليات في منح
اإلجازة لطالب العلم على يديه .ولكنه يراعي بدقة مدى الكفاءة التي يكون
الطالب قد حصل عليها .وقد كانت الشهادات تعطى فردية .بمعنى أن الطالب
يستطيع الحصول على شهادة من األستاذ ويتعاطى تدريسها .ولكنه يبقى طالبا
في مواد أخرى وناء على هذا فإن الشهادات كانت في شكل انطباع يسجله
األستاذ على مذكرات الطالب في مادة أو أكثر .بعد أن يكون هذا األخير قد اطلع
على كل المؤلفات الكبيرة والصغيرة في موضوعهاـ وإيجاد تحصيل المعلومات
الموجودة بها .ومن ناحية أخرى فقد كان األساتذة يتحرون في العبارات التي
يكتبون بها الشهادات للطالب بحيث ينحصر محتواها في نطاق المعلومات التي
أتقنها األستاذ المدرس وال يتجاوزها لغيرها ومن هنا يتضح مدى الدقة في نظام
تلك اإلجازات رغم بساطتها..
تنقالت األساتذة والطالب:
كان توارد األساتذة من بلدان المغرب على تمبكتوـ قد أخذ شكال أوسع
خالل القرن السادس عشر .وكانت نسبة كبيرة من المدرسين بتلك
المدينة من بلدان المغرب .أما الطلبة فقد كانت لهم خالل القرن السادس
عشر حركة نشيطة وراء طلب العلم وأكثر الذين كانوا يردون على
تمبكتوـ كانوا من المناطق الغربية وكثير من الطلبة كانوا حينما ينهون
دراستهم في تمبكتو ينتقلونـ إلى المغرب األقصى أو إلى المشرق أما
إلى المغرب فإنهم كانوا يذهبون إلى مدينة مراكش بالدرجة األولى
وبعضهمـ كان يقصد فاس كما كان العديد من الحجيج يغتنمون الفرصة
أثناء ذهابهم إلى المشرق فيجالسون العلماء الالمعين بمصر والحجاز
وقد تطول إقامة بعضهمـ عدة سنين فال يعودون إلى تمبكتو إال بعد أن
يكونواـ قد حصلوا على عدد من اإلجازات وقد عرف عن سكان تمبكتو
حرصهم على تهيئة كل ما يمكن لهم تقديمه من أنواع المساعدات
للطلبة الذين كانوا يقصدون مدينتهم وقد كان ألولئك الطلبة مشاركة
اجتماعية واسعة في والئم األفراح والجنائز.
التعليم المهني:
ال يوجد في كتابات المؤرخين من تلك الفترة ما يشير إلى وجود تعليم مهني
منظم في تمبكتو إال في ميدان الخياطة .هذا بالرغم من وجود دكاكين يبدو أنها
كانت عديدة ومتنوعة يشغلها أصحاب الحرف المختلفة في تلك المدينة .أما في
ميدان الخياطة فإنه يبدو أن المدينة كان بها تعليم منظم إلى حد ما .وكان طالبه
كثيرين فقد ذكر كعت أنه كان يوجد بها حوالي ستة وعشرون بيتا من بيوت
الخياطين وكلها من النوع المتخصص في تعليم مهنة الخياطة وكانت تسمى
باللهجة المحلية تند بكسر األول واألخير سكون الوسط وكان كل بين من بينها
يتراوح عدد الطلبة فيه بين خمسين إلى سبعين طالبا .ويتولى التدريس في كل
بيت من بينها معلمون متخصصون في تعلم تلك المهنة يدعى كل واحد منهم
الشيخ الرئيس وال ندري كيف كان يقبل الطلبة في كل مدرسة من تلك المدارس
غير أننا إذا قارنا بما كان يوجد في الجزائر آنذاك ألن تمبكتو كانت كثيرا ما تقلد
المغاربة نجد أنهم ربما كانوا يدخلون تلك المدارس المهنية ليشتغلوا بدون أجرة
وذلك حتى يتقنوا الحرفة ويحذقونها أما قبل الوصول إلى مثل هذه الغاية فإن
أجرتهم إنما تقابل في العادة بما يتعلمونه مجانا .وهكذا حظيت مدينة تمبكتو
خالل القرن السادس عشر بما لم تحظ به مدينة أخرى في غرب أفريقيا في ذلك
الوقت وكان من أبرز العوامل التي هيأت لها ذلك ازدهار الحركة التعليمية بها
في المقام األول .ولذا أخذت نوعا من القداسة في نظر الناس مما جعل الحكومة
على إسناد جميع أمور الناس فيها للقاضي .وقد بلغت شهرتها اآلفاق فقصدها
الطالب من جميع بالد السودان كما توارد عليها بعض الطلبة من مراكش أيضا.
أما األساتذة فقد كان عدد كبير من بينهم مغاربة وبهذه الصورة قامت تلك
المدينة بدور كبير فيما يتعلق بنشر الثقافة في سهوب السودان الغربي كلها كما
أصبحت من بين المراكز الهامة في العالم اإلسالمي جميعه وأسفر ذلك عن
تحضر السكان بها ولين عريكتهم وصالح حالهم ولكن الباحث رغم ذلك كله ال
يستطيع استيعاب كل المعلومات الكافية حول االزدهار األكيد الذي عرفته المدينة
في حقل التعليم وال يعود ذل فقط لشح المصادر الموجودة حول هذا الموضوع
وإنما يعود أيضا لندرتها ولنا األمل في أن يسفر النشاط الواسع الذي يقوم به
الباحثون حاليا في مختلف جامعات العالم ومؤسسات البحث المنتشرة في
أرجائه عن نتائج طيبة في موضوعات التاريخ اإلفريقي معها وكلها ال يزال
الغموض يكتنف العديد من جوانبها حتى اآلن.
الخاتمة:
أخيرا إن تمبكتو من المدن اإلفريقية اإلسالمية الذين اهتموا منذ النشأة بالمذهب
المالكي ،وأصبح “المدونة” و”الرسالة” و”الساللجية” ،و”خليل” من أمهات
مصادرها الفقهية .ولها اهتمام كبير بالسلوك واألخالق والرقائق واحترام
العلماء واألولياء،ـ وتم بحمد هللا كتابة هذا البحث سائلين هللا التوفيق والسداد.
المصادر والمراجع:
دافيدس بازل أفريقيا تحت أضواء جديدة دار الثقافة بيروت 1963ترجمة
محمد أحمد.
قداح نعيم أفريقيا الغربية في ظل اإلسالم مطبعة الوحدة دمشق دون تاريخ
عبد القادر زيادية مملكة سنغاي في عهد االسيقين الجزائر 1973
.143
أحمد بابا نيل االبتهاج بتطريز الديباج فاس 1317هـ ص .41
حسن إبراهيم حسن ،تاريخ الدولة الفاطمية .الطبعة الثالثة .القاهرة.1963 .
المصدر لمعلومات (حركة التعليم في تمبكتو في بالد التكرو خالل القرن )16
موقع وزارة األوقاف والشؤون المغربية.
رقم التسجيل أسماء المشاركين