You are on page 1of 15

‫الوسيط‪.‬‬ ‫التخصص‪ :‬تاريخ المغرب‬ ‫‪.

‬‬ ‫االسم اللقب ‪:‬غانية البشير‬

‫المؤسسة‪ :‬جامعه الوادي‪.‬‬ ‫الرتبة العلمية ‪:‬أستاذ محاضر أ‬

‫انتقال األولياء بين المغرب االسالمي واألندلس وآثره على التصوف‬


‫المغاربي خالل عصري المرابطين والموحدين‬
‫منذ فتح األندلس سنة ‪92‬هــ‪710/‬م‪ ،‬صارت هذه البالد جزءا من الغــرب اإلســالمي‪،‬‬
‫وقد كانت دائمــا مرتبطــة بــالمغرب اإلســالمي بــالرغم من انفصــالها السياسـي عنــه في الكثــير‬
‫من الفترات‪ ،‬وحتى في فـترات الصـراع والتشـنج السياسـي مثـل الصـراع الفـاطمي األمـوي‪،‬‬
‫إال أن األندلس والمغرب بقيت تجمعهما عالقة التأثر والتأثير‪.‬‬
‫وقد ارتبط أوليـاء المغـرب باألنـدلس‪ ،‬فنجـد منهم من أصـوله أندلسـية أو أنـه أندلسـي‪،‬‬
‫ويأتي على رأس أولئــك األوليــاء‪ ،‬القطب الغــوث أبــو مــدين شــعيب ( ت ‪594‬هــ‪1198/‬م)‪،1‬‬
‫كمــا ارتبطت األنــدلس بالجهــاد فكــانت أرض ربــاط ضــد النصــارى منــذ الفتح‪ ،‬واســتمر ذلــك‬
‫ح ــتى خالل ف ــترة الم ــرابطين والموح ــدين وبع ــدهما‪ ،‬فك ــان أول عب ــور للم ــرابطين في عه ــد‬
‫األمــير يوســف بن تاشــفين ســنة ‪479‬هــ‪1086/‬م‪ ،‬بعــد أن اســتنجد بــه أهــل األنــدلس‪ ،2‬تــوالت‬
‫عمليات العبور بعدها سواًء لدى المرابطين أو الموحدين‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أبو يعقوب يوسف بن يحي بن الزيات التادلي‪ :‬التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس الس‪++‬بتي‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬
‫أحم ــد توفي ــق‪ ،‬ط ‪ ،3‬مطبع ــة النجــاح الجدي ــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪2010 ،‬م ‪ ،‬رقم‪ ،162 :‬ص ‪ .329‬أحم ــد بن محم ــد بن أبي‬
‫العافية ابن القاضي المكناسي‪ :‬جذوة االقتباس في ذكر من حل من األعالم مدينة فاس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الوهاب منصور‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬الرباط‪1993 ،‬هـ‪1973/‬م ‪ ،‬رقم‪ ،609 :‬ص ‪.530‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أبو محمد عبد الواحد بن علي المراكشي‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب – من لدن فتح األندلس إلى آخر أيام‬
‫الموح‪+‬دين‪ -‬م‪+‬ع م‪+‬ا يتص‪+‬ل بت‪+‬اريخ ه‪+‬ذه الف‪+‬ترة من أخب‪+‬ار الق‪+‬راء وأعي‪+‬ان الكت‪+‬اب‪ ،‬تحقيــق‪ :‬محمــد ســعيد العريــان‪ ،،‬ط ‪،1‬‬
‫المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية‪ ،‬الجمهورية العربية المتحدة‪1963 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 190‬وما بعدها‪.‬‬
‫إن أول تجربـ ــة فكريـ ــة صـ ــوفية أثـ ــرت بعمـ ــق في مسـ ــار الحيـ ــاة الروحيـ ــة بـ ــالمغرب‬
‫اإلســالمي بشــقيه األندلســي والمغــربي‪ ،‬تجربــة محمــد بن عبــد اهلل ابن مسـّر ة الحلــبي (‪-269‬‬
‫‪319‬هــ‪931-883/‬م)‪ 4‬وق ــد « التقت في ثقاف ــة ابن مسـ ـّر ة األفالطوني ــة المحدث ــة بالعرفاني ــة‬
‫الهرمسية‪ ،‬والفكر اإلعتزالي بآراء إمباذقليس‪ 5‬ليصــوغ كــل ذلــك في رؤيــة صــوفية إشــراقية‬
‫طبعها بمنحاه الشخصي في المعرفة والتجربــة الروحيــة»‪ 6‬وهكــذا اتهم ابن مســرة بالهرطقــة‬
‫واالعــتزال‪ ،‬ففــر نحــو المشــرق فــنزل بــالقيروان ثم اتجــه إلى مكــة وســمع من أبي ســعيد بن‬
‫العـ ــربي الصـ ــوفي المتكلم في الباطنيـ ــة وبعلم دقـ ــائق أسـ ــرار الصـ ــوفية وآرائهم اإلشـ ــراقية‪،7‬‬
‫وبع ــد أن ه ــدأت األم ــور ع ــاد إلى األن ــدلس‪ ،‬وتجم ــع حول ــه ع ــدد من المري ــدين ف ــدربهم على‬
‫الرياضات الروحية وترقي المقامات‪.8‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬مجهــول‪ :‬كت‪++‬اب الحل‪++‬ل الموش‪++‬ية في ذك‪++‬ر األخب‪++‬ار المراكش‪++‬ية‪ ،‬حققــه‪ :‬ســهيل زكــار وعبــد القــادر زمامــة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪1399 ،‬هـ‪1979/‬م‪ ،‬ص ص ‪ 22‬وما بعدها ‪.122-121 ،119-118 ،‬‬
‫‪ -‬ح ــول شخص ــية ابن مس ــرة وأفك ــاره ينظ ــر‪ :‬أب ــو الولي ــد عب ــد اهلل بن محم ــد بن يوس ــف األزدي ابن الفرض ــي‪ :‬ت‪++‬اريخ‬ ‫‪4‬‬

‫علماء األندلس‪ ،‬د ط‪ ،‬الــدار المصــرية للتــأليف والترجمــة‪ ،‬القــاهرة‪1966 ،‬م‪ ،‬رقم‪ ،652 :‬ص ‪ .218-217‬أبــو عبــد اهلل‬
‫محمد بن نصر الحميدي‪ :‬جذوة المقتبس في تاريخ علماء األندلس‪ ،‬تحقيــق‪ :‬إبــراهيم األبيــاري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ ،3‬دار الكتــاب‬
‫المص ــري‪ ،‬الق ــاهرة‪ ،‬دار الكت ــاب اللبن ــاني‪،‬ـ ب ــيروت‪1410 ،‬هــ‪1989/‬م‪ ،‬ص ‪ .109‬آنخ ــل جنث ــالث بالنثي ــا‪ :‬ت‪++‬اريخ الفك‪++‬ر‬
‫األندلس‪++‬ي‪ ،‬ترجم ــة‪ :‬حس ــين م ــؤنس‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتب ــة الثقاف ــة الديني ــة‪ ،‬الق ــاهرة‪1955 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .232-226‬محم ــد الع ــدلوني‬
‫اإلدريسي‪ :‬المرحلة االبتدائية في تكون التصوف الفلسفي بالغرب اإلسالمي ابن مسّر ة ومدرسته‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعــة النجــاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪1421 ،‬هـ‪2000/‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬إمباذقليس‪ :‬أو أمباذوقليس ظهر زمن النبي داود عليه السالم وأخذ الحكمة عن لقمان عليــه الســالم ثم انصــرف إلى‬
‫بالد اليونــان‪ ،‬وهنــاك إزدهــرت أفكــاره في القــرن الخــامس قبــل الميالدي‪ ،‬واشــتهر بفيلســوف العناصــر‪ ،‬ينظــر‪ :‬أبــو القاســم‬
‫صــاعد بن أحمــد بن صــاعد األندلســي‪ :‬كت‪+‬اب طبق‪+‬ات األمم‪ ،‬نشــره وذيلــه بالحواشــي وأردفــه بالروايــات والفهــارس‪ :‬لــويس‬
‫شيخو اليسوعي‪ ،‬د ط‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية لآلباء اليسوعيين‪ ،‬بيروت‪1912 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .21‬محمــد إبــراهيم الفيــومي‪ :‬تاريخ‬
‫الفلسفة اإلسالمية في المغرب واألندلس‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1417 ،‬هــ‪1997/‬م‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬محمـ ــد الكحالوي‪ :‬الفك ‪++‬ر الص ‪++‬وفي في إفريقي ‪++‬ة والغ ‪++‬رب اإلس ‪++‬المي ( الق ‪++‬رن التاس ‪++‬ع الهج ‪++‬ري‪ /‬الخ ‪++‬امس عش ‪++‬ر‬
‫الميالدي)‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪2009 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.61-60‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬بالنثيا‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص‪.327‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬فرحات الدشراوي‪ :‬مظاهر من الصراع الم‪++‬ذهبي باألن‪++‬دلس‪ ،‬المجلــة العربيــة للثقافــة‪ ،‬العــدد‪ ،27 :‬تــونس‪1994 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫ورغم وف ــاة ابن مسـ ـّر ة ع ــام ‪319‬هــ‪931/‬م‪ ،‬إال أن أفك ــاره لم تمت وأخ ــذها تالمي ــذه‬
‫ومريــدوه‪ ،‬كمــا أن أفكــاره لــوحقت أيضــا كمــا لوحــق صــاحبها‪ ،‬حيث أمــر المنصــور بن أبي‬
‫ع ــامر ( ‪393-366‬هـ ‪1002-976/‬م) بإيع ــاز من الفقه ــاء وعلى رأس ــهم قاض ــي الجماع ــة‬
‫محمـ ـ ـ ــد بن يبقي بن زرب ( ت ‪381‬هـ‪991/‬م) بـ ـ ـ ــإحراق كتب ابن مس ـ ـ ـ ـّر ة وضـ ـ ـ ــيقوا على‬
‫مريديه والحقوهم بتهمــة الزندقــة‪ ،9‬وكــان من أشــهر تالمــذة ابن مســرة إســماعيل بن عبــد اهلل‬
‫الرعيني‪ ،‬حيث اتهمه معاصره ابن حزم ( ت ‪456‬هــ‪1064/‬م) بإقراره بخلــود العــالم ونفيــه‬
‫للفنــاء‪ ،10‬كمــا أن الرعيــني حافــظ على أســس الحركــة المســارية الــتي تقــوم على‪ :‬التصــوف‬
‫واالعتزال‪ ،11‬إال أنه أضاف عن صــاحبها بعض التعــاليم كقولــه‪ « :‬أن شــيخ الجماعــة ينبغي‬
‫أن يعتـ ـ ــبر إمامـ ـ ــا أي رئيس ـ ــا سياس ـ ــيا دينيـ ـ ــا لهـ ـ ــا‪ ،‬ودعـ ـ ــا إلى إحاطتـ ـ ــه بـ ـ ــاإلجالل والتوق ـ ــير‬
‫الكاملين»‪.12‬‬
‫وهكـ ـ ــذا رغم التضـ ـ ــييق وإ ح ـ ــراق كتب ابن مس ـ ــرة‪ ،‬إال أن أفكـ ـ ــاره بقيت حيـ ـ ــة عنـ ـ ــد‬
‫تالمذت ــه‪ ،‬وظه ــر ذل ــك جليـ ـًا بع ــد وفات ــه خاص ــة في أواخ ــر الق ــرن الراب ــع الهج ــري‪/‬العاش ــر‬
‫الميالدي‪ ،‬حيث ظهـ ــرت مدرسـ ــته الـ ــتي انطلقت من المريـ ــة باألنـ ــدلس لتشـ ــمل سـ ــائر شـ ــبه‬
‫الجزيرة األندلسية‪ ،‬وانطوى تحت لواءها أكبر أعالم التصوف المعرفي وأولياءه‪ ،‬فبإشــبيلية‬
‫ظهر اإلمام القطب أبو الحكم عبــد الســالم بن عبــد الــرحمن بن برجــان‪ ( 13‬ت ‪536‬هــ‪114/‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬بالنثيا‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص‪ .331‬محمود علي مكي‪ :‬التصوف األندلسي مبادئه وأصوله‪ ،‬مجلة دعوة الحق‪،‬‬
‫العدد‪ :‬السابع‪ ،‬السنة‪ :‬الخامسة‪ ،‬وزارة عموم األوقاف‪ ،‬الرباط‪ ،‬ذو القعدة ‪1381‬هـ‪ /‬ابريل ‪1962‬م‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد إبراهيم نصر وعبد‬
‫الرحمان عميرة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ط ‪ ،2‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1416 ،‬هــ‪1996/‬م‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬إب ــراهيم الق ــادري بوتش ــيش‪ :‬ص‪++‬فحة من ال‪++‬دور السياس‪++‬ي للطبق‪++‬ة المثقف‪++‬ة في المغ‪++‬رب اإلس‪++‬المي الوس‪++‬يط نم‪++‬وذج‬
‫الحركة المسرية‪ ،‬مجلة تاريخ المغرب‪ ،‬العدد‪ ،05 :‬السنة‪ ،14 :‬جمادى الثانية ‪1415‬هــ‪ /‬نوفمبر ‪1994‬م‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬بالنثيا‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص‪.331‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬حــول ابن برجــان وفكــره ينظــر‪ :‬أبــو جعفــر أحمــد بن إبــراهيم بن الزبــير الغرنــاطي‪ :‬كت‪++‬اب ص‪++‬لة الص‪++‬لة‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬
‫شــريف أبــو العال العــدوي‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبــة الثقافــة الدينيــة‪ ،‬القــاهرة‪1429 ،‬هـ‪2008/‬م‪ ،‬مج ‪ ،3‬رقم‪ ،479 :‬ص‪ ،207‬محمــد‬
‫العــدلوني اإلدريســي‪ :‬التص‪++‬وف األندلس‪++‬ي أسس‪++‬ه النظري‪++‬ة وأهم مدارس‪++‬ه‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعــة النجــاح الجديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪،‬‬
‫المغرب‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪ .89-83‬عبــد الســالم الغرميــني‪ :‬معالم من فكر ابن برجان‪ ،‬أعمــال نــدوة من ابن برجــان إلي أبي‬
‫‪3‬م) وفي قرطبــة ظهــر أبــو بكــر المــايورقي ( ت ‪537‬هــ‪1142/‬م)‪ ،‬أحــد أبــرز تالميــذ أبــو‬
‫العباس أحمد بن موسى بن عطاء اهلل الصنهاجي المعروف بابن العريــف‪ ،14‬صــاحب كتــاب‬
‫" محاســن المجــالس"‪ ،15‬و" مفتــاح الســعادة"‪ ،16‬وظهــر ابن العريــف بالمريــة وتــوفي في نفس‬
‫الع ــام ال ــذي ت ــوفي في ــه تلمي ــذه‪ ،‬كم ــا ظه ــر به ــا الش ــيخ الص ــوفي أب ــو القاس ــم بن قس ــي‪ ( 17‬ت‬
‫‪546‬هــ‪1151/‬م)‪ ،‬مؤلـ ــف كتـ ــاب " خلـ ــع النعلين"‪ ،‬وهـ ــذا األخـ ــير يعـ ــد من أبـ ــرز تالميـ ــذ ابن‬
‫برجان‪.‬‬
‫ما ميز المدرسة الصوفية األندلسية أن ثقافــة أولياءهــا روحيــة فلســفية‪ ،‬وكــان من أهم‬
‫رجالهــا في القــرن الســابع الهجــري‪ /‬الثــالث عشــر الميالدي الكــبريت األحمــر محي الــدين بن‬

‫إســحاق البلفيقي جــوانب من التواصــل الفكــري بين المغــرب واألنــدلس ‪ 13 -12‬نوفمــبر ‪1993‬م‪ ،‬العــدد‪ ،12 :‬مجلــة كليــة‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪.30-23‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬ح ــول ابن العري ــف وفك ــره ينظ ــر‪ :‬أب ــو علي حس ــن بن محم ــد بن األّب ار‪ :‬المعجم في أص‪++‬حاب القاض‪++‬ي الص‪++‬دفي‪،‬‬
‫تحقيــق‪ :‬إبــراهيم األبيــاري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتــاب المصــري‪ ،‬القــاهرة‪ ،‬دار الكتــاب اللبنــاني‪ ،‬بــيروت‪1410 ،‬هــ‪1989/‬م‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫‪ ،14‬ص ‪ .27‬محمــد العــدلوني اإلدريس ـي‪ :‬ت‪++‬أمالت في الفك‪++‬ر الص‪++‬وفي األندلس‪++‬ي‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مطبعــة النجــاح الجديــدة‪ ،‬الــدار‬
‫البيضاء‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪.130-121‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬ينظر‪IBN AL-ARIF: Mahasin AL-Majalis , texte arabe traduction et commentaire par: :‬‬
‫‪.Miguel Asin Palacios, librairie orientaliste Paul geuthner, Paris, 1933‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬أحمــد بن محمــد بن العريــف‪ :‬مفت‪++‬اح الس‪++‬عادة وتحقي‪++‬ق طري‪++‬ق الس‪++‬عادة‪ ،‬جمعــه‪ :‬أبــو بكــر عــتيق بن مــؤمن‪ ،‬دراســة‬
‫وتحقيق‪ :‬عصمت عبد الطيف دندش‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬حــول ابن قســي وفكــره ينظــر‪ :‬أحمــد بن قســي‪ :‬كت‪++‬اب خل‪++‬ع النعلين واقتب‪++‬اس الن‪++‬ور من موض‪++‬وع الق‪++‬دمين‪ ،‬دراســة‬
‫وتحقيـ ــق‪ :‬محمـ ــد األمـ ــراني‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعـ ــة ‪ ،IMBH‬أس ــفي‪1418 ،‬هـ‪1997/‬م‪ ،‬ص ‪ .98-22‬مص ــطفى بنس ــاع‪ :‬الج‪++‬انب‬
‫اإلي‪++‬ديولوجي لث‪++‬ورة المري‪++‬دين‪ ،‬أعمــال نــدوة‪ :‬من ابن برجــان إلى أبي إســحاق البلفيقي جــوانب من التواصــل الفكــري بين‬
‫المغ ــرب واألن ــدلس ‪ 13-12‬نوفم ــبر ‪ ،1993‬الع ــدد‪ ،12 :‬مجل ــة كلي ــة اآلداب والعل ــوم إنس ــانية جامع ــة القاض ــي عي ــاض‪،‬‬
‫م ــراكش‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪ .106-95‬محم ــد األم ــراني‪ :‬ث‪++‬ورة المري‪++‬دين ابن قس‪++‬ي مالمح من حيات‪++‬ه السياس‪++‬ية والص‪++‬وفية‪،‬‬
‫نفس المجلة‪ ،‬نفس العدد‪ ،‬ص ‪.167-107‬‬
‫‪19‬‬
‫ع ــربي الح ــاتي الط ــائي‪ ( 18‬ت ‪638‬هـ‪1240/‬م)‪ ،‬وأب ــو محم ــد عب ــد الح ــق بن س ــبعين ( ت‬
‫‪20‬‬
‫‪669‬هــ‪1270/‬م)‪ ،‬وأبو الحسن الششتري ( ت ‪668‬هــ‪1269/‬م) ‪.‬‬
‫ولكنن ــا هن ــا نتس ــاءل إلى أي م ــدى أث ــرت ه ــذه المدرس ــة الوالئي ــة الفلس ــفية في الفك ــر‬
‫الوالئي بالمغرب اإلسالمي؟‬
‫قب ــل أن نجيب أن ه ــذا التس ــاؤل س ــنحاول تتب ــع حرك ــة رم ــوز ه ــذه المدرس ــة الوالئي ــة‬
‫األندلسية نحو بالد المغرب‪ ،‬فابن عربي الحاتمي الطائي استقر بفاس وبجاية وهذه األخيرة‬
‫‪21‬‬
‫دخلهــا في شــهر رمضــان ســنة ‪597‬هــ‪1200/‬م ‪ ،‬غــير أن عالقتــه بالمغاربــة بــدأت قبــل أن‬
‫تطأ أقدامه بالد المغرب اإلسالمي‪ ،‬فقد تتلمذ بإشبيلية على عدد من الشيوخ المغاربة وشــهد‬
‫لهم بنفسـه بالواليـة ألكـثرهم‪ ،‬وكـان من أهم هـؤالء األوليـاء‪ :‬صـالح العـدوي ويـدعى بصـالح‬
‫‪22‬‬
‫ال ــبربري و أب ــو يحي بن أبي بك ــر الص ــنهاجي ‪ ،‬وه ــذا األخ ــير ع ــدّه ابن ع ــربي من أه ــل‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬ح ــول محي ال ــدين ابن ع ــربي ينظ ــر‪ :‬محم ــد بن الطيب‪ :‬وح‪++‬دة الوج‪++‬ود في التص‪++‬وف اإلس‪++‬المي في ض‪++‬وء وح‪++‬دة‬
‫التصوف وتاريخيته‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،2008 ،‬ص‪ .305-155‬أحمــد امحــرزي‪ :‬موقف أبي بكر بن الع‪++‬ربي‬
‫من التصوف‪ ،‬أعمال ندوة‪ :‬من ابن برجان إلى إسحاق البلفيقي جوانب من التواصل الفكري بين المغرب واألندلس ‪-12‬‬
‫‪ 13‬نوفمــبر‪1993‬م العــدد‪ ،12 :‬مجلــة كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬جامعــة القاضــي عيــاض‪ ،‬مــراكش‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.170-163‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬حول ابن ســبعين وفكــره ينظــر‪ :‬أبــو محمــد عبــد الحــق ابن ســبعين المرســي األندلســي‪ :‬ب‪++‬د الع‪++‬ارف‪ ،‬تحقيــق وتقــديم‪:‬‬
‫جورج كتورة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار األندلس‪ ،‬دار الكنــدي‪ ،‬بــيروت‪1978 ،‬م‪ .‬ابن ســبعين‪ :‬رسائل ابن سبعين‪ ،‬حققــه وقــدم لــه‪ :‬عبــد‬
‫الرحمن بدوي‪ ،‬الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬حــول الششــتري وفك ــره ينظــر‪ :‬أب ــو الحســن علي بن عب ــد اهلل النم ــيري الششــتري‪ :‬الرس‪++‬الة الشش‪++‬ترية أو الرس‪++‬الة‬
‫العلمية في التصوف‪ ،‬تلخيص‪ :‬أبي عثمان بن ليون التجيبي‪ ،‬تقـديم ودراسـة وتحقيـق وتعليـق‪ :‬محمـد العـدلوني اإلدريسـي‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪ .19-5‬الششــتري‪ :‬ديوان أبي الحسن الششتري أمير ش‪++‬عراء الص‪+‬وفية‬
‫بالمغرب واألندلس ( ‪668-610‬هــ)‪ ،‬تقديم وضبط ودراسة وتحقيق‪ :‬محمد العـدلوني اإلدريسـي وسـعيد أبـو الفيـوض‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬دار الثقاف ــة‪ ،‬ال ــدار البيض ــاء‪2008 ،‬م‪ .‬ك ــروم بوم ــدين‪ :‬أب‪++‬و الحس‪++‬ن الشش‪++‬تري الص‪++‬وفي حيات‪++‬ه وش‪++‬عره‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫التوفيقية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪1432 ،‬هــ‪2011/‬م‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحمد بن أحمد الغبريني‪ :‬عنوان الدراية فيمن عرف من العلم‪++‬اء في المائ‪++‬ة الس‪++‬ابعة ببجاي‪++‬ة‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬
‫رابح بونار‪ ،‬ط ‪ ،2‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪1981 ،‬م ‪ ،‬ص‪.158‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬محي الدين ابن عربي‪ :‬شرح رسالة روح الق‪++‬دس في محاس‪++‬بة النفس‪ ،‬جمــع وتــأليف‪ :‬محمــود محمــود غــراب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬دار اإليمان‪ ،‬دمشق‪1414 ،‬هــ‪1994/‬م‪ ،‬ص ‪.83-81‬‬
‫المعــارف واإلشــارات والتمكين وأنــه قليــل النظــير لمــا رأى فيــه من الحقــائق الكثــيرة‪ ،‬ومن‬
‫‪23‬‬
‫أجله ألف كتابه " عنقاء المغرب في معرفة ختم األولياء وشمس المغرب" ‪.‬‬
‫وعلى ذكر شيوخ الكبريت األحمـر المغاربـة‪ ،‬نـذكر مـا شـّد نا فيهم وهـو علـو مكـانتهم‬
‫‪24‬‬
‫عنــد عامــة األندلســيين‪ ،‬فهــذا الــولي عبــد اهلل بن تاحميســت يعــده أهــل إشــبيليه من األبــدال ‪،‬‬
‫وك ــذلك ال ــولي أب ــو عم ــران موســى الســدراتي يع ــد من األبــدال رغم أن ــه « ك ــان مجه ــوال ل ــه‬
‫‪25‬‬
‫عجائب وغرائب» ‪.‬‬
‫أمــا من اســتقر بــالمغرب من أوليــاء األنــدلس‪ ،‬نــذكر منهم أبــو الحســن الحــرالي ( ت‬
‫‪638‬هــ‪1240/‬م)‪ ،‬الـ ـ ــذي اسـ ـ ــتقر ببجايـ ـ ــة بعـ ـ ــد وفـ ـ ــاة أبي زكريـ ـ ــا الـ ـ ــزواوي ( ت ‪ 611‬هــ‪/‬‬
‫‪1214‬م)‪ ،‬وه ــذا م ــا إستخلص ــناه من خالل رواي ــة الغبري ــني ال ــتي يتح ــدث فيه ــا عن زي ــارة‬
‫‪26‬‬
‫الحرالي لقبر الزواوي يستأذنه الجلوس في مسجده ‪ .‬وكذلك ابن سبعين فقد استقر في ك ــل‬
‫‪27‬‬
‫من سـ ــبتة وبجايـ ــة ‪ ،‬ولقـ ــد أثـ ــر ابن سـ ــبعين ( ت ‪669‬هــ‪1270/‬م) تـ ــأثيرا كبـ ــيرًا بـ ــالمغرب‬
‫خاصــة في بجايــة فيقــول الغبريــني عن ذلــك‪ « :‬وســكن بجايــة مــدة‪ ،‬لقيــه من أصــحابنا أنــاس‬
‫وأخذوا عنه‪ ،‬وانتفعوا به في فنون خاصة‪ ،‬له مشــاركة في معقــول العلــوم ومنقولهــا‪ ....‬ولــه‬
‫أتب ــاع كث ــيرة من الفق ــراء‪ ،‬ومن عام ــة الن ــاس‪ ،‬ول ــه موض ــوعات كث ــيرة هي موج ــودة بأي ــدي‬
‫‪28‬‬
‫أصحابه» ‪ .‬أما تلميذه الششتري فسار على درب شيخه فنزل ببجايــة ثم تحــول نحــو قــابس‬
‫‪29‬‬
‫برباط البحر بمسجد الصهريج ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.123-122‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬الغبريني‪ :‬الدراية‪،‬ص ‪.152-151‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬بوداود عبيد‪ :‬ظاهرة التصوف في المغرب األوسط ما بين القرنين السابع والتاسع الهج‪++‬ريين ( ق ‪15-13‬م)‪ ،‬د‬
‫ط‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪2003 ،‬م ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬الغبريني‪ :‬الدراية‪ ،‬ص‪.209‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص‪.211-210‬‬
‫وهكــذا نــرى أن عالقــة التجربــة الوالئيــة المغاربيــة بنظيرتهــا األندلســية‪ ،‬كــانت عالقــة‬
‫متعديــة أي عالقــة تــأثير وتــأثر‪ ،‬وهــذا مــا جســده شــيوخ ابن عــربي المغاربــة حيث اســتقروا‬
‫باألنــدلس وأفــادوا األندلســيين بعلــومهم ورياضــاتهم ومكاشــفاتهم‪ ،‬كمــا انتقــل عــدد من أوليــاء‬
‫األندلس إلى المغرب ونقلوا تجاربهم إليه‪ ،‬وكان لهم عدد كبير من األتباع والمريدون‪.‬‬
‫وأمــام حركــة رجـال وأفكــار أصــحاب الكرامــات األندلسـيين نحـو المغــرب اإلسـالمي‪،‬‬
‫كانت هناك أيضا حركة معاكسة حيث انتقلت األفكــار كمــا انتقــل الرجــال من المغــرب اتجــاه‬
‫األنـ ــدلس‪ ،‬ومن أوليـ ــاء المغـ ــرب اإلسـ ــالمي الـ ــذين انتقلت تعـ ــاليمهم إلى األنـ ــدلس الـ ــولي أبـ ــو‬
‫الحسن بن حرزهم ( ت ‪559‬هــ‪1164/‬م)‪ ،‬نقلها تلميذه أبو عمران البردعي الــذي أخــذ عنــه‬
‫وعن غيره بفاس وانتقـل إلى إشـبيلية‪ ،‬وعنـه نقـل تلميـذه إبـراهيم بن جـابر المخـزومي القفـال‬
‫‪30‬‬
‫نفس التعاليم إلى مالقة ‪ .‬أما القطب أبو مدين شعيب رغم أن أصله أندلسي إال أن تص ــوفه‬
‫يعــد تصــوفا مغاربيــا محضــا‪ ،‬ألن فــترة تكوينــه وتدرجــه كــانت بــالمغرب وبــه أخــذ القطبانيــة‪،‬‬
‫وقد نقـل العديـد من المغاربـة أفكـاره إلى األنـدلس‪ ،‬وكـان من بينهم أبـو أحمـد السـالوي الـذي‬
‫عّد ه ابن العربي ضمن شيوخه وأخذ عنه بإشبيلية‪ ،‬وقد صـحب السـالوي « أبـا مـدين ثمـاني‬
‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫عشر سنة» ‪ ،‬ويعد أبو مدين من أكثر األولياء الذين تأثر بهم ابن العربي ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬محمد المغراوي‪ :‬العلماء والصلحاء والسلطة ب‪+‬المغرب واألن‪+‬دلس في عص‪+‬ر الموح‪+‬دين‪ ،‬إشــراف األســتاذين‪ :‬عــز‬
‫الــدين عمــر موســى وأحمــد توفيــق‪ ،‬أطروحــة لنيــل دكتــوراه الدولــة في التــاريخ‪ ،‬جامعــة محمــد الخــامس أكــدال‪ ،‬كليــة اآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‪1423-1422 :‬هـ‪2002-2001/‬م‪ ،‬ص ‪.361‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬محي الدين ابن عربي‪ :‬شرح رسالة روح الق‪++‬دس في محاس‪++‬بة النفس‪ ،‬جمــع وتــأليف‪ :‬محمــود محمــود غــراب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬دار اإليمان‪ ،‬دمشق‪1414 ،‬هــ‪1994/‬م ‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬سـ ــاعد خميسـ ــي‪ :‬الرمزي ‪++‬ة والتأوي ‪++‬ل في فلس ‪++‬فة ابن ع ‪++‬ربي الص ‪++‬وفية‪ ،‬الرمزي ‪++‬ة والتأوي ‪++‬ل في فلس ‪++‬فة ابن ع ‪++‬ربي‬
‫الصوفية‪ ،‬أطروحــة مقدمــة لنيــل دكتــوراه الدولــة‪ ،‬إشــراف‪ :‬عبــد الرحمــان التليلي‪ ،‬جامعــة منتــوري‪ ،‬كليــة العلــوم اإلنســانية‬
‫والعل ــوم االجتماعي ــة‪ ،‬قس ــم الفلس ــفة‪ ،‬قس ــنطينة‪ ،‬الس ــنة الجامعي ــة‪1227-1426 :‬هــ‪2006-2005/‬م ص ‪ .21-20‬س ــاعد‬
‫خميســي‪ :‬تأثير أبي مدين في فكر وتص‪+‬وف محي ال‪++‬دين بن ع‪+‬ربي‪ ،‬مجلــة العلــوم اإلنســانية‪ ،‬منشــورات جامعــة قســنطينة‪،‬‬
‫عدد‪ ،13 :‬جوان ‪.2000‬‬
‫وأخــيرا نعــود لإلجابــة عن التســاؤل الــذي طرحنــاه ســابقا وهــو‪ :‬إلى أي مــدى أثــرت‬
‫المدرس ـ ــة الوالئي ـ ــة الفلس ـ ــفية (ص ـ ــاحبة التص ـ ــوف الفلس ـ ــفي) في الفك ـ ــر ال ـ ــوالئي ب ـ ــالمغرب‬
‫اإلسالمي؟‬
‫ما الحظناه في سير ( هجرة )أوليـاء األنـدلس الـذين انتقلـوا إلى بالد المغـرب أنهم لم‬
‫يستقروا ولم يحلو لهم المقام بها‪ ،‬فالشيخ األكــبر ابن عــربي حين اسـتقر بفــاس سـنة ‪591‬هــ‪/‬‬
‫‪ 1194‬م‪ ،‬لم يطل به المقام فيها فرحل نحو المشرق ‪ ،‬وأرجع كل من ميجل أسين بالثيــوس‬
‫(‪ ) Miguel Asian Palacios‬وانجيل بالنسيا (‪ ) Angel Gonzalez Palencia‬سـبب‬

‫عــدم االســتقرار إلى ســوء العالقــة بين الــولي والســلطة الموحديــة‪ ،‬وأضــاف بالثيــوس عــامًال‬
‫‪33‬‬
‫آخر وهو خوف ابن عربي من دسائس ووشايات الفقهاء ‪ ،‬وكذلك الشأن عند ابن س ــبعين‪،‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫منها» ‪.‬‬ ‫الذي « استقر بمدينة سبتة‪ ،‬فشاع عنه أنه فيلسوفي‪ ،‬فنفاه ابن خالص‬
‫وإ ذا نظرنــا إلى مكانــة كــل من محي الــدين بن عــربي وابن ســبعين عنــد المغاربــة‪ ،‬ال‬
‫نجد مجاًال للمقارنة بينهما‪ ،‬فمكانــة ابن عــربي كــانت رفيعــة جـدًا عنــد المغاربــة‪ ،‬رغم انقسـام‬
‫النــاس حولــه بين مؤيــد ومعــارض‪ ،‬فقــد انــبرى عــدد كبــير من مؤيديــه وتالمذتــه للــدفاع عنــه‬
‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫وشــهدوا لــه بــالعلم والواليــة معــا ‪ ،‬كمــا رمــاه خصــومه بفســاد عقيدتــه ‪ ،‬غــير أن المغاربــة‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬أس ــين بالثي ــوس‪ :‬ابن ع‪++‬ربي حيات‪++‬ه ومذهب‪++‬ه‪ ،‬ترجم ــه عن اإلس ــبانية‪ :‬عب ــد الرحم ــان ب ــدوي‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتب ــة األنجل ــو‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪1965 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .47-46‬آنخل جنثالث بالنثيا‪ :‬تاريخ الفكر األندلسي‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬أبو العباس احمد بن خالد الناصري‪ :‬كتاب االستقصاء ألخبار المغرب األقصى‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬جعفر الناصري‬
‫ومحمد الناصري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪ ،1‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء‪1954 ،‬م‪ ،‬ص‪.220‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -‬أبــو محمــد عبــد الحــق بن إســماعيل البادســي‪ :‬المقص‪++‬د الش‪++‬ريف والم‪++‬نزع الّلطي‪++‬ف في التعري‪++‬ف بص‪++‬لحاء الري‪++‬ف‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬سعيد أعراب‪ ،‬ط ‪ ،2‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪1414 ،‬هــ‪1993/‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬شــهاب الــدين أحمــد بن محمــد المقــرى التلمســاني‪ :‬أزه‪++‬ار الري‪+‬اض في أخب‪+‬ار عي‪+‬اض‪ ،‬ضــبطه وحققــه وعلــق عليــه‪:‬‬
‫مصــطفى الّس قا وإ بــراهيم األبيــاري وعبــد الحفيــظ شــلبي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ط ‪ ،1‬مطبعــة لجنــة التــأليف والترجمــة والنشــر‪ ،‬القــاهرة‬
‫‪1361‬هــ‪1942/‬م‪ ،‬ص ‪.53-52‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬سـ ــاعد خميسـ ــي‪ :‬الرمزي ‪++‬ة والتأوي ‪++‬ل في فلس ‪++‬فة ابن ع ‪++‬ربي الص ‪++‬وفية‪ ،‬الرمزي ‪++‬ة والتأوي ‪++‬ل في فلس ‪++‬فة ابن ع ‪++‬ربي‬
‫الصوفية‪ ،‬أطروحــة مقدمــة لنيــل دكتــوراه الدولــة‪ ،‬إشــراف‪ :‬عبــد الرحمــان التليلي‪ ،‬جامعــة منتــوري‪ ،‬كليــة العلــوم اإلنســانية‬
‫والعلوم االجتماعية‪ ،‬قسم الفلسفة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬السنة الجامعية‪1227-1426 :‬هــ‪2006-2005/‬م‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫رغم هــذا االنقســام كــانوا يقبلــون على دراســة وتــدريس كتبــه‪ ،‬ويظهــر ذلــك من خالل تــردد‬
‫‪38‬‬
‫أسماء كتبه في تراجم متصوفة وأولياء المغرب ‪.‬‬
‫وهكـ ـ ــذا يمكن أن نعتـ ـ ــبر الشـ ـ ــيخ األكـ ـ ــبر ابن عـ ـ ــربي‪ ،‬من أكـ ـ ــثر األوليـ ـ ــاء والعلمـ ـ ــاء‬
‫األندلسيين الذين أثـروا في الفكـر الـوالئي المغـربي‪ ،‬رغم أنـه علم من أعالم التيـار الصـوفي‬
‫الفلســفي‪ ،‬وربمــا نرجــع ســبب ذلــك إلى تبحــره في علم التصــوف‪ ،‬وكــذلك إلى إنتاجــه العلمي‬
‫الغزير حيث صعب على الباحثين عّد جميع كتبه‪ ،‬وهكذا حق للكبريت األحمــر أن يعــد أحـد‬
‫أكبر أقطاب األولياء شرقا وغربا‪.‬‬
‫وفي األخ ــير يمكنن ــا إق ــرار أن التي ــار الفلس ــفي ال ــوالئي باألن ــدلس لم يج ــد طريق ــه إلى‬
‫المغرب اإلسالمي ألن البيئة المغاربية كانت رافضة لهذا النوع من الفكر الوالئي‪ ،‬غير أن‬
‫هـ ــذا الكالم ال نسـ ــتطيع أن نتركـ ــه مطلقـ ــا‪ ،‬واألصـ ــح أن نقـ ــول أن الفكـ ــر الـ ــوالئي الفلسـ ــفي‬
‫األندلســي كــان تــأثيره قليال على الفكــر الــوالئي المغــاربي الــذي كــان أساســه الزهــد والعبــادة‬
‫والمجاهـدات‪ ،‬خاصـة مـع وجـود َع َلم كـابن عـربي اسـتطاع أن ينفـذ هـذا الفكـر العرفـاني ولـو‬
‫بشكل قليل واقتصاره على بعض النماذج الوالئية دون غيرها‪.‬‬
‫كمــا أنــه في األخــير أيضــا يمكننــا القــول بــأن عالقــة الفكــر الــوالئي المغــاربي بغــيره‬
‫األندلســي‪ ،‬كــانت عالقــة متعديــة أي عالقــة تــأثير وتــأثر‪ ،‬وهــذا مــا رأينــاه في حركــة انتقــال‬
‫األولي ــاء والرج ــال في اتج ــاهين‪ ،‬وك ــذلك م ــا وقفن ــا علي ــه في انتق ــال األفك ــار من أنه ــا ك ــانت‬
‫متعدية كذلك‪ ،‬وهذا ما تجسده وحدة التجربة الوالئية على كامل المجال اإلسـالمي‪ ،‬وهـو مـا‬
‫يفن ــد ك ــذلك م ــا ذهب إلي ــه المستش ــرقون من أن الفك ــر ال ــوالئي اإلس ــالمي ه ــو نت ــاج ألفك ــار‬
‫مسيحية وغيرها من ديانات غير اإلسالم‪ ،‬لكن مع هذا العرض السابق‪ ،‬نستطيع أن نقر أن‬
‫التجربــة الوالئيــة اإلســالمية هي نتــاج تجربــة ثالثــة أقــاليم إســالمية وهي المشــرق والمغــرب‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬عبـ ــاس العـ ــزاوي‪ :‬محي ال ‪++‬دين بن ع‪++‬ربي وغالة التص‪++‬وف‪ ،‬ضـ ــمن الكتـ ــاب التـ ــذكاري محي ال ‪++‬دين بن ع‪++‬ربي في‬
‫الذكرى المؤوية الثامنة لميالده ‪1240-1165‬م‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشـر‪ ،‬دار الكتـاب العـربي‪ ،‬القـاهرة‪،‬‬
‫‪1969‬م‪ ،‬ص‪.148-146‬‬
‫واألنــدلس‪ ،‬وإ ن ســلمنا بــأن بعض مــا جــاء من أفكــار الوالئيــة ربمــا أصــولها مســيحية وحــتى‬
‫يهودي ــة‪ ،‬فه ــذا ال ينقص ش ــيئا ألن اإلس ــالم ج ــاء خاتم ــة لب ــاقي ال ــديانات الس ــماوية‪ ،‬وبالت ــالي‬
‫فأصلهم واحد وهي تشاريع إلهية سماوية‪.‬‬
‫وفي األخـ ـ ــير يمكن الجـ ـ ــزم أن لهجـ ـ ــرة االوليـ ـ ــاء أو بـ ـ ــاألرى سـ ـ ــياحتهم في االقـ ـ ــاليم‬
‫االسالمية كانله دور بارز في تطور الفمر الوالئي وتالقحه‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫المصادر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ابن األّبار‪ ،‬أبو علي حسن بن محمد‪ :‬المعجم في أصحاب القاضي الصدفي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم‬ ‫‪.1‬‬
‫األبي ــاري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكت ــاب المصـــري‪ ،‬الق ــاهرة‪ ،‬دار الكت ــاب اللبن ــاني‪ ،‬ب ــيروت‪1410 ،‬هــ‪/‬‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫البادسي‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن إسماعيل‪ :‬المقصد الشريف والمنزع الّلطيف في التعري‪++‬ف‬ ‫‪.2‬‬
‫بصلحاء الريف‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعيد أعراب‪ ،‬ط ‪ ،2‬المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪1414 ،‬هــ‪1993/‬م‬
‫ابن حــزم‪ ،‬أبــو محمــد علي بن أحمــد الظــاهري‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫محمــد إبــراهيم نصــر وعبــد الرحمــان عمــيرة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ط ‪ ،2‬دار الجيــل‪ ،‬بــيروت‪1416 ،‬هــ‪/‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫الحميدي‪ ،‬أبــو عبــد اهلل محمــد بن نصــر‪ :‬جذوة المقتبس في تاريخ علماء األندلس‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫إبـ ـ ــراهيم األبيـ ـ ــاري‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ ،3‬دار الكتـ ـ ــاب المصـ ـ ــري‪ ،‬القـ ـ ــاهرة‪ ،‬دار الكتـ ـ ــاب اللبنـ ـ ــاني‪،‬ـ‬
‫بيروت‪1410 ،‬هــ‪1989/‬م‪.‬‬
‫ابن الزبير‪ ،‬أبــو جعفــر أحمــد بن إبــراهيم الغرنــاطي‪ :‬كتاب صلة الصلة‪ ،‬تحقيــق‪ :‬شــريف أبــو‬ ‫‪.5‬‬
‫العال العدوي‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪1429 ،‬هـ‪2008/‬م‬
‫ابن الزيــات‪ ،‬أبــو يعقــوب يوســف بن يحي بن الزيــات التــادلي‪ :‬التشوف إلى رج‪+‬ال التص‪+‬وف‬ ‫‪.6‬‬
‫وأخب‪++‬ار أبي العب‪++‬اس الس‪++‬بتي‪ ،‬تحقي ــق‪ :‬أحم ــد توفي ــق‪ ،‬ط ‪ ،3‬مطبع ــة النج ــاح الجدي ــدة‪ ،‬ال ــدار‬
‫البيضاء‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫ابن ســبعين‪ ،‬أبــو محمــد عبــد الحــق المرســي األندلســي‪ :‬ب‪++‬د الع‪++‬ارف‪ ،‬تحقيــق وتقــديم‪ :‬جــورج‬ ‫‪.7‬‬
‫كتورة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار األندلس‪ ،‬دار الكندي‪ ،‬بيروت‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫ابن سبعين‪ ،‬أبو محمد عبد الحق المرسي األندلسي‪ :‬رسائل ابن سبعين‪ ،‬حققه وقدم له‪ :‬عبــد‬ ‫‪.8‬‬
‫الرحمن بدوي‪ ،‬الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الششتري‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد اهلل النميري‪ :‬ديوان أبي الحسن الششتري أمير ش‪++‬عراء‬ ‫‪.9‬‬
‫الص‪++‬وفية ب‪++‬المغرب واألن‪++‬دلس ( ‪668-610‬هــ)‪ ،‬تق ــديم وض ــبط ودراس ــة وتحقيـــق‪ :‬محمـــد‬
‫العدلوني اإلدريسي وسعيد أبو الفيوض‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫الششتري‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد اهلل النميري‪ :‬الرسالة الششترية أو الرسالة العلمي‪++‬ة في‬ ‫‪.10‬‬
‫التص‪++‬وف‪ ،‬تلخيص‪ :‬أبي عثم ــان بن لي ــون التجي ــبي‪ ،‬تق ــديم ودراس ــة وتحقي ــق وتعلي ــق‪ :‬محم ــد‬
‫العدلوني اإلدريسي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫ابن ص ـ ــاعد‪ ،‬أب ـ ــو القاس ـ ــم ص ـ ــاعد بن أحم ـ ــد األندلس ـ ــي‪ :‬كت‪+++‬اب طبق‪+++‬ات األمم‪ ،‬نش ـ ــره وذيل ـ ــه‬ ‫‪.11‬‬
‫بالحواشـي وأردفـه بالروايـات والفهـارس‪ :‬لـويس شـيخو اليسـوعي‪ ،‬د ط‪ ،‬المطبعـة الكاثوليكيـة‬
‫لآلباء اليسوعيين‪ ،‬بيروت‪1912 ،‬م‪.‬‬
‫ابن عـــربي‪ ،‬محي الـــدين‪ :‬ش‪++‬رح رس‪++‬الة روح الق‪++‬دس في محاس‪++‬بة النفس‪ ،‬جمـــع وتـــأليف‪:‬‬ ‫‪.12‬‬
‫محمود محمود غراب‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار اإليمان‪ ،‬دمشق‪1414 ،‬هــ‪1994/‬م‪.‬‬
‫ابن ع ــربي‪ ،‬محي ال ــدين‪:‬ش‪++‬رح رس‪++‬الة روح الق‪++‬دس في محاس‪++‬بة النفس‪ ،‬جم ــع وت ــأليف‪:‬‬ ‫‪.13‬‬
‫محمود محمود غراب‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار اإليمان‪ ،‬دمشق‪1414 ،‬هــ‪1994/‬م‬
‫ابن العري ــف‪ ،‬أحم ــد بن محم ــد‪ :‬مفت‪++‬اح الس‪++‬عادة وتحقي‪++‬ق طري‪++‬ق الس‪++‬عادة‪ ،‬جمع ــه‪ :‬أب ــو بك ــر‬ ‫‪.14‬‬
‫عتيق بن مؤمن‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬عصمت عبد الطيف دندش‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الغـرب اإلســالمي‪،‬‬
‫بيروت‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫الغبريــني‪ ،‬أبــو العبــاس أحمــد بن أحمــد‪ :‬عن‪++‬وان الدراي‪++‬ة فيمن ع‪++‬رف من العلم‪++‬اء في المائ‪++‬ة‬ ‫‪.15‬‬
‫الس‪++‬ابعة ببجاي‪++‬ة‪ ،‬تحقي ــق‪ :‬رابح بون ــار‪ ،‬ط ‪ ،2‬الش ــركة الوطني ــة للنش ــر والتوزي ــع‪ ،‬الجزائ ــر‪،‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫ابن الفرضي‪ ،‬أبو الوليد عبد اهلل بن محمد بن يوسف األزدي‪ :‬تاريخ علماء األندلس‪ ،‬د ط‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬القاهرة‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫ابن القاضي‪ ،‬أحمد بن محمد بن أبي العافية المكناسي‪ :‬جذوة االقتباس في ذكر من ح‪++‬ل من‬ ‫‪.17‬‬
‫األعالم مدينة فاس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الوهاب منصــور‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المنصــور للطباعـة والوراقــة‪،‬‬
‫الرباط‪1993 ،‬هـ‪1973/‬م‪.‬‬
‫ابن قسي‪ ،‬أحمد‪ :‬كتاب خلع النعلين واقتباس النور من موضوع الق‪++‬دمين‪ ،‬دراســة وتحقيــق‪:‬‬ ‫‪.18‬‬
‫محمد األمراني‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة ‪ ،IMBH‬أسفي‪1418 ،‬هـ‪1997/‬م‪.‬‬
‫مجهول‪ :‬كتاب الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية‪ ،‬حققــه‪ :‬ســهيل زكــار وعبــد القــادر‬ ‫‪.19‬‬
‫زمامة‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪1399 ،‬هـ‪1979/‬م‪.‬‬
‫المراكشــي‪ ،‬أبــو محمــد عبــد الواحــد بن علي‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب – من لدن‬ ‫‪.20‬‬
‫فتح األندلس إلى آخر أيام الموحدين‪ -‬مع م‪+‬ا يتص‪+‬ل بت‪+‬اريخ ه‪+‬ذه الف‪+‬ترة من أخب‪+‬ار الق‪+‬راء‬
‫وأعيان الكت‪++‬اب‪ ،‬تحقيــق‪ :‬محمــد ســعيد العريــان‪ ،،‬ط ‪ ،1‬المجلس األعلى للشــؤون اإلســالمية‪،‬‬
‫الجمهورية العربية المتحدة‪1963 ،‬م‪.‬‬
‫المقري‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن محمــد التلمســاني‪ :‬أزهار الرياض في أخبار عي‪++‬اض‪ ،‬ضــبطه‬ ‫‪.21‬‬
‫وحققــه وعلــق عليــه‪ :‬مصــطفى الّس قا وإ بــراهيم األبيــاري وعبــد الحفيــظ شــلبي‪ ،‬ج ‪ ،3‬ط ‪،1‬‬
‫مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر‪ ،‬القاهرة ‪1361‬هــ‪1942/‬م‪.‬‬
‫الناصــري‪ ،‬أبــو العبــاس احمــد بن خالــد‪ :‬كتاب االستقصاء ألخب‪+‬ار المغ‪+‬رب األقص‪+‬ى‪ ،‬تحقيــق‬ ‫‪.22‬‬
‫وتعليـ ــق‪ :‬جعفـ ــر الناصـ ــري ومحمـ ــد الناصـ ــري‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪ ،1‬دار الكتـ ــاب‪ ،‬الـ ــدار البيضـ ــاء‪،‬‬
‫‪1954‬م‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫امحرزي‪ ،‬أحمد‪ :‬موقف أبي بكر بن العربي من التصوف‪ ،‬أعمال ندوة‪ :‬من ابن برجان إلى إســحاق‬ ‫‪.1‬‬
‫البلفيقي جــوانب من التواصــل الفكــري بين المغــرب واألنــدلس ‪ 13-12‬نوفمــبر‪1993‬م العــدد‪،12 :‬‬
‫مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪1995 ،‬م‬
‫األمــراني‪ ،‬محمــد‪ :‬ث‪++‬ورة المري‪++‬دين ابن قس‪++‬ي مالمح من حيات‪++‬ه السياس‪++‬ية والص‪++‬وفية‪ ،‬أعمــال نــدوة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫من ابن برجــان إلى أبي إســحاق البلفيقي جــوانب من التواصــل الفكــري بين المغــرب واألنــدلس ‪-12‬‬
‫‪ 13‬نوفم ـ ــبر ‪ ،1993‬الع ـ ــدد‪ ،12 :‬مجل ـ ــة كلي ـ ــة اآلداب والعل ـ ــوم إنس ـ ــانية جامع ـ ــة القاض ـ ــي عي ـ ــاض‪،‬‬
‫مراكش‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫بالنثيــا‪ ،‬آنخــل جنثــالث‪ :‬تاريخ الفكر األندلس‪+‬ي‪ ،‬ترجمــة‪ :‬حســين مــؤنس‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبــة الثقافــة الدينيــة‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫القاهرة‪1955 ،‬م‪.‬‬
‫بالثيوسأ أسين‪ :‬ابن عربي حياته ومذهبه‪ ،‬ترجمــه عن اإلســبانية‪ :‬عبــد الرحمــان بــدوي‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتبــة‬ ‫‪.4‬‬
‫األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪1965 ،‬م‬
‫بنســـاع‪ ،‬مصـ ــطفى‪ :‬الج‪++‬انب اإلي‪++‬ديولوجي لث‪++‬ورة المري‪++‬دين‪ ،‬أعم ــال ن ــدوة‪ :‬من ابن برجـــان إلى أبي‬ ‫‪.5‬‬
‫إس ـ ــحاق البلفيقي ج ـ ــوانب من التواص ـ ــل الفك ـ ــري بين المغ ـ ــرب واألن ـ ــدلس ‪ 13-12‬نوفم ـ ــبر ‪،1993‬‬
‫العدد‪ ،12 :‬مجلة كلية اآلداب والعلوم إنسانية جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫بوتشـــيش‪ ،‬إبـــراهيم القـــادري‪ :‬ص‪++‬فحة من ال‪++‬دور السياس‪++‬ي للطبق‪++‬ة المثقف‪++‬ة في المغ‪++‬رب اإلس‪++‬المي‬ ‫‪.6‬‬
‫الوس‪++‬يط نم‪++‬وذج الحرك‪++‬ة المس‪++‬رية‪ ،‬مجلــة تــاريخ المغــرب‪ ،‬العــدد‪ ،05 :‬الســنة‪ ،14 :‬جمــادى الثانيــة‬
‫‪1415‬هــ‪ /‬نوفمبر ‪1994‬م‬
‫بومدين‪ ،‬كروم‪ :‬أبو الحسن الششتري الصوفي حياته وشعره‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار التوفيقية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الجزائر‪1432 ،‬هــ‪2011/‬م‪.‬‬
‫خميســي‪ ،‬ســاعد‪ :‬تأثير أبي مدين في فكر وتص‪++‬وف محي ال‪++‬دين بن ع‪++‬ربي‪ ،‬مجلــة العلــوم اإلنســانية‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫منشورات جامعة قسنطينة‪ ،‬عدد‪ ،13 :‬جوان ‪2000‬م‪.‬‬
‫خميسي‪ ،‬ساعد‪ :‬الرمزية والتأويل في فلسفة ابن عربي الصوفية‪ ،‬الرمزية والتأويل في فلسفة ابن‬ ‫‪.9‬‬
‫ع‪++‬ربي الص‪++‬وفية‪ ،‬أطروح ــة مقدم ــة لني ــل دكت ــوراه الدول ــة‪ ،‬إش ــراف‪ :‬عب ــد الرحم ــان التليلي‪ ،‬جامع ــة‬
‫منتـ ــوري‪ ،‬كليـ ــة العلـ ــوم اإلنسـ ــانية والعلـ ــوم االجتماعيـ ــة‪ ،‬قسـ ــم الفلسـ ــفة‪ ،‬قسـ ــنطينة‪ ،‬السـ ــنة الجامعيـ ــة‪:‬‬
‫‪1227-1426‬هــ‪2006-2005/‬م‪.‬‬
‫الدشــراوي‪ ،‬فرحــات‪ :‬مظ‪++‬اهر من الص‪++‬راع الم‪++‬ذهبي باألن‪++‬دلس‪ ،‬المجلــة العربيــة للثقافــة‪ ،‬العــدد‪،27 :‬‬ ‫‪.10‬‬
‫تونس‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫محمــد بن الطيب‪ :‬وحدة الوج‪++‬ود في التص‪++‬وف اإلس‪++‬المي في ض‪++‬وء وح‪++‬دة التص‪++‬وف وتاريخيت‪++‬ه‪ ،‬ط‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ ،1‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫عبيد‪ ،‬بوداود‪ :‬ظاهرة التصوف في المغرب األوسط ما بين القرنين السابع والتاسع الهجريين ( ق‬ ‫‪.12‬‬
‫‪15-13‬م)‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪2003 ،‬م‬
‫العــدلوني‪ ،‬محمــد اإلدريســي‪ :‬تأمالت في الفكر الص‪++‬وفي األندلس‪++‬ي‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مطبعــة النجــاح الجديــدة‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫الدار البيضاء‪2012 ،‬م‬
‫العدلوني‪ ،‬محمد اإلدريسي‪ :‬التصوف األندلسي أسسه النظرية وأهم مدارسه‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعــة النجــاح‬ ‫‪.14‬‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫العــدلوني‪ ،‬محمــد اإلدريســي‪ :‬المرحلة االبتدائية في تكون التصوف الفلس‪++‬في ب‪++‬الغرب اإلس‪++‬المي ابن‬ ‫‪.15‬‬
‫مسّر ة ومدرسته‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪1421 ،‬هـ‪2000/‬م‪.‬‬
‫الغرمي ــني‪ ،‬عب ــد الس ــالم‪ :‬مع‪++‬الم من فك‪++‬ر ابن برج‪++‬ان‪ ،‬أعم ــال ن ــدوة من ابن برج ــان إلي أبي إس ــحاق‬ ‫‪.16‬‬
‫البلفيقي جوانب من التواصل الفكري بين المغرب واألندلس ‪ 13 -12‬نوفمبر ‪1993‬م‪ ،‬العدد‪،12 :‬‬
‫مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫العــزاوي‪ ،‬عبــاس‪ :‬محي الدين بن عربي وغالة التص‪++‬وف‪ ،‬ضــمن الكتــاب التــذكاري محي ال‪+‬دين بن‬ ‫‪.17‬‬
‫ع ‪++‬ربي في ال ‪++‬ذكرى المؤوي ‪++‬ة الثامن ‪++‬ة لميالده ‪1240-1165‬م‪ ،‬الهيئـ ــة المصـ ــرية العامـ ــة للتـ ــأليف‬
‫والنشر‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬القاهرة‪1969 ،‬م‬
‫الفيـ ــومي‪ ،‬محمـ ــد إبـ ــراهيم‪ :‬ت ‪++‬اريخ الفلس ‪++‬فة اإلس ‪++‬المية في المغ ‪++‬رب واألن ‪++‬دلس‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الجيـ ــل‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫بيروت‪1417 ،‬هــ‪1997/‬م‪.‬‬
‫الكحالوي‪ ،‬محمد‪ :‬الفكر الصوفي في إفريقية والغرب اإلسالمي ( القرن التاسع الهجري‪ /‬الخ‪++‬امس‬ ‫‪.19‬‬
‫عشر الميالدي)‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫المغــراوي‪ ،‬محمــد‪ :‬العلماء والص‪+‬لحاء والس‪+‬لطة ب‪+‬المغرب واألن‪+‬دلس في عص‪+‬ر الموح‪+‬دين‪ ،‬إشــراف‬ ‫‪.20‬‬
‫األستاذين‪ :‬عز الدين عمـر موسـى وأحمـد توفيـق‪ ،‬أطروحـة لنيـل دكتـوراه الدولـة في التـاريخ‪ ،‬جامعـة‬
‫محمــد الخــامس أكــدال‪ ،‬كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬الربــاط‪ ،‬الســنة الجامعيــة‪1423-1422 :‬هـ‪/‬‬
‫‪2002-2001‬م‪.‬‬
‫مكي‪ ،‬محمــود علي‪ :‬التصوف األندلسي مبادئه وأصوله‪ ،‬مجلــة دعــوة الحــق‪ ،‬العــدد‪ :‬الســابع‪ ،‬الســنة‪:‬‬ ‫‪.21‬‬
‫الخامسة‪ ،‬وزارة عموم األوقاف‪ ،‬الرباط‪ ،‬ذو القعدة ‪1381‬هـ‪ /‬ابريل ‪1962‬م‪.‬‬

‫‪22.‬‬ ‫‪IBN AL-ARIF: Mahasin AL-Majalis , texte arabe traduction et commentaire par:‬‬

‫‪Miguel Asin Palacios, librairie orientaliste Paul geuthner, Paris, 1933.‬‬

You might also like