You are on page 1of 42

‫سير المحلة في الجزائر العثمانية‬

‫‪ 1518‬ـ‪1830‬‬
‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬
‫بوشناف إبتسام‬
‫أوذاينية آية‬
‫مدخل‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف المحلة‬
‫أـ لغة‬
‫ب ـ إصطالحا‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التطور التاريخي للمحلة‪.‬‬
‫مدخل‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف المحلة‬
‫أـ لغـــــة‪:‬‬
‫وهي مشتقة من الفعل حل أي نزل فيه وسكن‪ ،1‬ونقول حل بالمكان يحل حلولا‬
‫الرتحال‪3‬‬ ‫ومحالا وحالا وحلالا بفك التضعيف‪ ،‬والحل والحلول والنزول‪ ،2‬وهو نقيض‬
‫ويكون المحل الموضع الذي يحل فيه ويكون مصدرا وكالهما بفتح الحاء ألنهما من‬
‫حل يحل أي نزل‪ ،4‬وأقام بالمكان أو نزل فيه‪ 5‬والمحل بكسر الحاء فهو من حل يحل‬
‫أي وجب يجب‪ 6‬قال تعالى‪ ":‬حََتىَيَبَلَ َغَالَهَدَىَ َمَ َحلَهَ"‪7‬أي الموضع الذي يحل فيه‬

‫نحرها‪ 8‬واحتل المكان أي نزل به وسكنه‪ 9‬وجمع المحل محال ويقال محل ومحله‬
‫بالهاء‪ 10‬وهي منزل القوم‪.11‬‬

‫ب ـ اصطالحا‪:‬‬
‫تعتبر المحلة من أهم المؤسسات التي ارتكزت عليها السلطة المغاربية في الفترة‬
‫‪12‬‬ ‫الحديثة لزمتها طوال المرحلة وكانت أداتها النافذة لمراقبة المجموعات وتأطيرها‬
‫وهي قوة عسكرية تقيم في موقع من المواقع يشرف عليها قائد وتضم قوات من مختلف‬
‫صنوف األسلحة من أجل تحقيق ال كتفاء من الناحية القتالية واإلدارية ويكون قائدها‬

‫‪ 1‬أحمد رضا‪ :‬معجم متن اللغة موسوعة لغوية حديثة‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،1958 ،‬مج‪ ،2‬ص ‪.150‬‬
‫‪ 2‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬مج‪ ،1‬ص ‪.972‬‬
‫‪ 3‬أحمد رضا‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ 4‬ابن منظور‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.972‬‬
‫‪ 5‬مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬ط‪ ،7‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1992 ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ 6‬ابن منظور المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.972‬‬
‫‪ 7‬القرآن الكريم‪ ،‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ ،196‬رواية حفص عن عاصم‪ ،‬ط‪ ،4‬دارابن الجوزي‪ ،‬القاهرة‪، 2009 ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 8‬األصفهاني‪ :‬المجموع المغيث عن غريب لقرآن والحديث‪ ،‬تح‪ :‬عبد الكريم العزباوي‪ ،‬ط‪ ،1‬جامعة أم القرى‪ ،1986 ،‬مج‪ ،1‬ص ‪ / 490‬ينظر أيضا‬
‫حسنين محمد المخلوف‪ :‬كلمات القرآن تفسير وبيان‪ ،‬دارب ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1997 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 9‬أحمد رضا‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ 10‬ابن منظور‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.972‬‬
‫‪ 11‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.973‬‬
‫‪ 12‬دلندة األرقش وآخرون‪ :‬المغرب العربي الحديث من خالل المصادر‪ ،‬مركز النشر الجامعي ميدياكوم‪ ،2003 ،‬ص ‪.129‬‬
‫هو المسؤول عن توجيهها لتنفيذ واجباتها القتالية‪1‬وتعرف أيضا بأنها حمالت عسكرية‬
‫مباغتة تتكون كن فرق المشاة اإلنكشارية ⃰ وجماعة فرسان المخزن بقيادة البايات‬
‫وتدعيمهم من آغا العرب‪ ،2‬والقصد منها توسيع نفوذ البايلكات و إخضاع المناطق‬
‫عسكرية‪3‬‬ ‫النائية بالجهات الصحراوية التي عرفت في فترات متعاقبة عدة حمالت‬
‫وجمع الضرائب من المناطق الريفية وإقرار األمن وقمع التمردات‪ .4‬ومن هنا يتضح‬
‫أن المحلة هي بمثابة سلطة متجولة في بالد المغرب اإلسالمي عامة والجزائر خاصة‬
‫وبالتالي فهي تعد ظاهرة عسكرية إلثبات سيادة الحكم‪.‬‬

‫‪ 1‬فراس البيطار‪ :‬الموسوعة السياسية والعسكرية‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.70‬‬
‫⃰ اإلنكشارية‪ :‬كلمة تركية مكونة من كلمتين يكي ═ ‪ yeni‬بالنون بمعنى جديد و ‪ Gery‬بالجيم بمعنى المعسكر وكانت نواته من أهل الفتوة باألناضول‬
‫ثم اعتمدوا على أبناء نصارى البلقان وكان جنوده عزابا ثم سمح لهم بالزواج في عصر سليم األول بشرط السن ثم أطلق حق الزواج‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى‬
‫بركات‪ :‬األلقاب والوظائف العثمانية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫⃰ اإلنكشارية‪ :‬كلمة تركية مكونة من كلمتين يكي ═ ‪ yeni‬بالنون بمعنى جديد و ‪ Gery‬بالجيم بمعنى المعسكر وكانت نواته من أهل الفتوة باألناضول‬
‫ثم اعتمدوا على أبناء نصارى البلقان وكان جنوده عزابا ثم سمح لهم بالزواج في عصر سليم األول بشرط السن ثم أطلق حق الزواج‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى‬
‫بركات‪ :‬األلقاب والوظائف العثمانية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ 2‬ميمن داود ‪ :‬الجيش الحزائري خالل الفترة العثمانية "تنظيمه وعدته " ‪1518‬ـ ‪ ،1830‬رسالة مقدمة لنيل دكتوراه العلوم في اآلثار اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2016،2015 ،2‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 3‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬المهدي بوعبدلي‪ :‬الجزائر في التاريخ العهد العثماني‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1984 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 4‬هابنسترايت‪ :‬رحلة العالم األلماني إلى الجزائر وتونس وطرابلس‪ ،1732‬تر‪،‬تق‪ ،‬تع‪ :‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬تونس‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫مدخل‪ :‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التطور التاريخي للمحلة‪.‬‬

‫لم تكن المحلة صنيعة العهد العثماني بل هي جهاز إداري وعسكري متوارث منذ‬
‫المرابطي إذ لم يقتصر دورها على جمع الضرائب فقط‬
‫⃰‬ ‫عهود سابقة ترجع إلى العهد‬
‫بل تعداه إلى الوظيفة العسكرية‪.‬‬

‫ونستدل بذلك ما ذكره صاحب كتاب الحلل الموشية في األخبار المراكشية واصفا‬
‫إحدى المحال التي خرج بها يوسف بن تاشفين⃰ لنجدة أهل األندلس واستقباله من طرف‬
‫المعتمد قائال‪ ...." :‬ولحقت ضيافات ابن عباد فعمت جميع المحلة على حال كبرها‬
‫⃰‬
‫وركب ابن عباد ودار بالمحلة نظر إلى العسكر فرأى عسكرا نقيا ومنظرا بهيا‪....‬‬
‫ونهضت المحلة إلى إشبيلية في الضيافات الحافلة والهدايا المستطرفة والمأكوالت‬
‫الرغدة‪ ،‬حتى وصلوا إلى إشبيلية‪ ،‬فأقاموا بها ثالثة أيام وارتحلوا إلى مدينة‬

‫بطليوس "‪.1‬‬
‫⃰‬

‫⃰ المرابطين‪ :‬وهم عدة قبائل ينتسبون إلى حمير أشهرها لمتونة‪ ،‬وجدالة‪ ،‬ولمطة‪ ،‬وكان أول مسيرهم من اليمن أيام أبا بكر الصديق رضي هللا عنه‬
‫فسيرهم إلى الشام وانتقلوا إلى مصر ودخلوا إلى المغرب مع موسى بن نصير وتوجهوا مع طارق إلى طنجة فدخلوها واستوطنوها وهي حركة دينية‬
‫أنشأها في القرن ‪ 11‬م عبد هللا بن ياسين الصنهاجي‪ .‬ينظر‪ :‬ابن األثير‪ :‬الكامل في التاريخ‪ ،‬تص‪ :‬محمد يوسف الدقاق‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،1987،‬مج‪ ،8‬ص ‪ 327‬ـ ‪. 328‬ينظر أيضا‪ :‬نجيب زبيب‪ :‬الموسوعة العامة لتاريخ المغرب واألندلس‪ ،‬تق‪ :‬أحمد ابن سودة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫األميرللثقافة والعلوم‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪ ،1995 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.232‬‬
‫⃰ يوسف بن تاشفين‪ :‬هوأمير المسلمين يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت بن وارتقطين بن منصور بن مصالة بن أمية بن وتلمى بن تلميت‬
‫الحميري الصنهاجي اللمتوني من ولد عبد شمس بن واتل بن حميار عمل على توحيد بالد المغرب وضم طنجة عام ‪470‬هـ‪1077 /‬م وحرر بذلك قبائل‬
‫صنهاجة من البدع والخرافات‪ .‬ينظر‪ :‬علي بن أبي زرع الفاسي‪ :‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫ينظر أيضا‪ :‬مليكة حميدي‪ :‬المرأة المغربية في عهد المرابطين ‪(448‬هـ ـ ‪541‬هـ ‪1056 /‬م ـ ‪1141‬م )‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2001 ،‬ـ ‪ ،2002‬ص ‪.11‬‬
‫⃰ المعتمد‪ :‬هو أبو القاسم محمد بن عباد بن أبو عمر وعباد الملقب بالمعتضد بن أبو القاسم محمد قامت دولتهم في إشبيلية سنة ‪414‬هـ ودامت دولتهم‬
‫‪ 70‬سنة واستمر حكم المعتمد فيها مدة ‪ 23‬سنة (‪461‬هـ ـ ‪ 484‬هـ) وكان له في الجهاد بالء عظيم وفي الجود صيت ذائع وفي األدب منزلة عالية‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد الوهاب عزام‪ :‬المعتمد بن عباد‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫⃰ بطليوس‪ :‬من إقليم ماردة باألندلس بينهما ‪ 40‬ميال وهي حديثة بناها عبد الرحمان بن مروان بإذن من األمير عبد هللا‪ .‬ينظر‪ :‬الحميري‪ :‬الروض‬
‫المعطار في خير األقطار معجم جغرافي‪ ،‬تح‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،1974 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 1‬مؤلف مجهول‪ :‬الحلل الموشية في ذكر األخبار المراكشية‪ ،‬تح‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬عبد القادر زمامة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1979 ،‬ص‬
‫‪.52‬‬
‫وانتدب الناس للجهاد من سائر الجهات‪ 1‬يستدعيهم لال لتحاق بمحلته‪ 2‬فكون ملوك‬
‫األندلس محلة واحدة ومحلة المرابطين محلة أخرى‪.3‬‬

‫ويضيف كذلك ابن أبي زرع في معرض حديثه عن انتصار محلة يوسف بن تاشفين‬
‫في موقعة الزلقة⃰ قائال‪ ...." :‬وسار في جيش لمتونة وقبائل المرابطين من صنهاجة‬
‫قاصدا إلى محلة ألفنش⃰ حتى ضرب فيها والفنش مشتغل داوود بن عائشة فأضرموا‬
‫نارا وأحرقها وقتل من كان بها من األبطال والرجال والفرسان‪"...‬‬

‫وفي عهد األمير تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين⃰ كتب أبو زكرياء بن‬
‫الصيرفي قصيدة يهنئه فيها بنصره على النصارى‪ 4‬قائال‪:‬‬
‫⃰‬

‫‪ 1‬عبد الواحد المراكشي‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب‪ ،‬تع‪ :‬محمد سعيد العريان‪ ،‬محمد العربي العلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة اإلستقامة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1949 ،‬ص ‪. 132‬‬

‫‪2‬مؤلف مجهول‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪3‬علي بن أبي زرع الفاسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪94‬‬

‫⃰ موقعة الزلقة‪ :‬وقعت يوم الجمعة ‪ 12‬رجب ‪479‬هـ‪ 23 /‬أكتوبر ‪1086‬م بقيادة أمير المرابطين يوسف بن تاشفين خالل عبوره األول‬
‫إلى بالد األندلس لنجدة إخوانه المسلمي ن الذين عانوا من زحف الصليبيين على بالدهم بقيادة ألفونسوا السادس وكان النصر حليف‬
‫المرابطين ينظر‪ :‬خالد حموم‪ :‬معركة أقليش ودورها في الجهاد اإلسالمي باألندلس (‪501‬هـ‪1108 /‬م)‪ ،‬مجلة المعرفة للبحوث والدراسات‬
‫التاريخية‪ ،‬عدد‪ ،11‬جامعة محمد لمين الدباغين سطيف‪ ،2‬قسم التاريخ واآلثار ‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫⃰ ألفونسو السادس‪ :‬هو ابن فرديناند األول ولد سنة ‪1030‬م وتولى الملك ‪1065‬م واحتل طليطلة واتخذها عاصمة له سنة ‪1085‬م وانهزم‬
‫في موقعة الزلقة ثم في واقعة أقليش ‪1108‬م‪ .‬ينظر‪ :‬خير الدين الزركلي‪ :‬األعالم‪ ،‬ط‪ ،15‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2002 ،‬‬
‫ج‪ ،6‬ص ‪.181‬‬

‫علي بن أبي زرع الفاسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬

‫⃰ تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين‪ :‬هو أمير المسلمين وكنيته أبو المعز وقيل أبو عمرو وعهد إليه أبوه في حياته في ‪ 8‬رجب ‪537‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬

‫⃰ ⃰ أبو زكرياء الصيرفي‪ :‬هو أبو زكرياء‪ ،‬يحي بن محمد بن يوسف األنصاري الغرناطي يكنى بأبي بكر الصيرفي وهو كاتب لتاشفين بن‬
‫علي بن يوسف بن تاشفين‪ .‬ينظر‪ :‬مؤلف مجهول‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪4‬مؤلف مجهول‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪124‬‬
‫أهديك من أدب الوغى حكما بها‬

‫كانت ملوك الحرب مثلك تولع‬

‫ألنني أدري‪ ،‬بها لكنهــــــــــــا‬

‫ذكرى تخص المومنين وتنفـــع‬

‫خندق عليك إذا ضربت محلة‬


‫تتبـــــــع‪1‬‬ ‫سيان تتبع ظاهرا أو‬

‫كما ورد أيضا ذكر المحلة لدى الموحدين⃰ باعتبارها نمطا عسكريا متميزا‬
‫اعتمدت عليه الدولة لبسط نفوذها والحفاظ على استمراريتها وهو ما أورده ابن‬
‫صاحب الصالة في وصفه لمحلة عبد المؤمن بن علي⃰ لفتح رباط سال⃰ قائال‪....":‬‬
‫ونزلوا بمحالتهم خارج سال‪ ....2‬في عدد أزيد من مائة ألف فارس ومائة ألف‬

‫‪1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.127‬‬


‫⃰ الموحدين‪ :‬قامت دولتهم بعد أن تغلبت على دولة المرتبطين وتمكنت من بسط نفوذها على ما كان تحت سلطانها من بالد المغرب ومن على ما كان‬
‫يتبع سلطانها في األندلس‪ ،‬قامس على أساس ديني على يد مؤسسها المهدي بن تومرت‪ .‬ينظر‪ :‬اسراء طارق حمودي الجبوري‪ :‬الوحدة بين المغرب‬
‫واألندلس في عصر الموحدين دراسة تقويمية‪ ،‬عدد ‪ ،6‬جامعة األنبار‪ ،‬سبتمبر ‪ ,2019‬ص ‪.384‬‬
‫⃰ عبد المؤمن بن علي‪ :‬بن مخلوف بن يعلى بن مروان أو محمد الكومي أمير المؤمنين مؤسس دولة الموحدين المؤمنية في المغرب وافريقية نسبة إلى‬
‫كومية من قبائل البربر ولد في مدينة تاجرت بالمغرب قرب تلمسان تولى الحكم سنة ‪524‬هـ ثم بويع البييعة بجامع تينملل وعي أمير المؤمنين سنة‬
‫‪ 526‬هـ ونهض للغزو والفتوح‪ .‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.170‬‬
‫⃰سال‪ :‬بلفظ الفعل الماضي من سال يسلو مدينة أقصى المغرب ليس بعدها معمور وسال مدينة متوسطة في الصغر والكبر موضوعة على زاوية من‬
‫األرض وقد حذاها البحر والنهر فالبحر شماليها والنهر غربيها جار من الجنوب وفيه نهر كبير تجري في السفن أقرب منه إلى البحر‪ .‬ينظر‪ :‬ياقوت‬
‫الحموي‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬مج‪ ،3‬ص ‪. 231‬‬

‫‪2‬ابن صاحب الصالة‪ :‬المن باإلمامة تاريخ بالد المغرب واألندلس في عهد الموحدين‪ ،‬تح‪ :‬عبد الهادي التازي‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،1987 ،‬ص ‪.151‬‬
‫رجل ‪....‬ولما استوفت العساكر على محل أمير المؤمنين رضي هللا عنه‪ ،‬جمع‬
‫‪1‬‬
‫أشياخ الموحدين وأشياخ العرب وأشياخ القبائل من األجناد"‬

‫ومن بين المحال األخرى التي ظهرت في هذا العهد ما تحدث عنه ابن عذارى‬
‫المراكشي في وصفه لمحلة المرتضى⃰ التي خرج بها لمواجهة بني مرين⃰ بموضع‬
‫أمن ملولين حيث يقول‪ ....":‬وكانت محلة كبيرة واستعد المرتضى لهذه الحركة‬
‫استعدادا عظيما بطبول وعالمات كثيرة فتمادى المشي على أحسن بهاء وأئمة‬
‫وأعظم استعداد وأعمه حتى وصلت المحلة الموحدية إلى مقربة من العساكر‬
‫‪2‬‬
‫المرينية ونزلت بموضع أمن ملولين‪"....‬‬

‫كما وصفت لنا بعض الدراسات أهم اإلستعراضات العامة التي تميزت بها المحلة‬
‫الموحدية حيث كانت جيوش الموحدين أثناء خروجها وتحمل علما أبيضا في مقدمتها‬
‫مع عدد من المشاة يكون بينهم وبين أميرهم مسافة ويكون األمير متقدما على الجند‬
‫رفقة القادة حاملين الطبول والرايات‪ 3‬مكتوب عليها في الوجه األول" الواحد هللا‬
‫محمد رسول هللا المهدي خليفة هللا " أما الوجه الثاني مكتوب عليه " وما من إله إال‬
‫‪4‬‬
‫هللا وأفوض أمري هلل "‬

‫‪ 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.152‬‬


‫⃰ المرتضى‪ :‬هو أبو حفص المرتضى عمر بن إبراهيم بن إسحاق بن يوسف بن عبد المؤمن وهو الخليفة قبل األخير في سلسلة الخلفاء الموحدين‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫علي عطية شرقي‪ :‬تفاعل المسيحيين مع المؤسسة العسكرية في بالد المغرب واألندلس فترة الموحدين أنموذجا‪ ،‬عدد ‪ ،220‬مج‪ ،1‬كلية التربية لبن‬
‫رشد للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫⃰ بنو مرين‪ :‬هم فخذ من زناتة من أشرافهم وقد قيل أنهم شرفاء ورفع بع أهل التاريخ نسبهم الشريف إلى األمير عبد الحق إلى أمير المؤمنين علي بن‬
‫أبي طالب رضي هللا عنه وبنو مرين عدة قبائل وبطون منهم بنو عبد الواد‪ ،‬مغراوة‪ ،‬توجين‪ .‬ينظر‪ :‬ابن األحمر‪ :‬روضة النسرين في دولة بني مرين‪،‬‬
‫المطبعة الملكية‪ ،‬الرباط‪ ،1962 ،‬ص ‪ 8‬ـ ‪.11‬‬

‫‪ 2‬ابن عذارى المراكشي‪ :‬البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب قسم الموحدين‪ ،‬تح‪ :‬محمد إبراهيم الكتاني وآخرون‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1985 ،‬ص ‪. 400‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.69‬‬


‫⃰‬ ‫‪ 3‬علي خالصي‪ :‬الجيش الجزائري في العصر الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحضارة للطباعة والنشر‬
‫‪4‬علي خالصي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫⃰ أبو يحي أبو بكر‪ :‬هو أبو بكر بن أبي زكرياء يحي بن أبي إسحاق إبراهيم ابن أبي زكرياء يحي ابن أبي محمد عبد الواحد ابن أبي حفص دامت فرة‬
‫حكمه ‪ 28‬سنة (‪1318‬م ـ ‪ 1346‬م)‪ .‬ينظر‪ :‬ابن الشماع‪ :‬األدلة البينية النورانية في مفاخر الدولة الحفصية‪ ،‬تح‪ :‬محمد الطاهر المعموري‪ ،‬الدار العربية ⃰‬
‫أبو يحي أبو بكر‪ :‬هو أبو بكر بن أبي زكرياء يحي بن أبي إسحاق إبراهيم ابن أبي زكرياء يحي ابن أبي محمد عبد الواحد ابن أبي حفص دامت فرة ⃰ ⃰‬
‫بكر‬
‫واستمر العمل بنظام المحلة في العهد الحفصي⃰ ‪ ،‬ففي أيام المولى أبو يحي أبو ⃰‬
‫جيشه‪1.‬‬ ‫خالد وهزم‬
‫⃰‬ ‫إذ خرج بمحلة من أجل القضاء على المولى أبو البقاء‬

‫عمرو ضد أخيه أبو العباس⃰‬


‫⃰‬ ‫كذلك يضيف لنا ابن الشماع خروج المولى أبو حفص‬
‫الجند‪2‬‬ ‫في محلة مع الموحدين وعامة‬

‫وتواصلت المحالت في خالفة األمير أبو عبد هللا المنتصر⃰ إذ سافر بمحلة كبيرة‬
‫أجفل األعراب بين يديه حتى وصل إلى مدينة قفصة‪ ،3‬إذ تحدث لنا أبي دينار عن‬
‫تفاصيل محلة أبي عمرو عثمان⃰ التي خرج بها إلخضاع أكابر العرب قائال‪ ":‬وخرج‬
‫بمحلة عظيمة في أثر العرب ومسك أكابرهم مثل نصر الذوادي‪ ،‬ومحمد بن سعيد‪،‬‬
‫وإسماعيل بن ضرار‪ ،‬ومهلهل أربعة من األشياخ بعد أن احتال عليهم حتى دخول‬
‫المحلة فأعطى ألف دينار لكل شيخ‪.4".....‬‬

‫⃰ الحفصيين‪ :‬يرجع نسبهم إلى جدهم األول أبو حفص عمر بن يحي الهنتاتي الذي ينتمي إلى قبيلة مصمودة وهو المؤسس األول للدولة الحفصية‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫ابن خلدون‪ :‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ،‬ضب‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬مرا‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2000 ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.370‬‬
‫⃰ أبو يحي أبو بكر‪ :‬هو أبو بكر بن أبي زكرياء يحي بن أبي إسحاق إبراهيم ابن أبي زكرياء يحي ابن أبي محمد عبد الواحد ابن أبي حفص دامت فرة‬
‫حكمه ‪ 28‬سنة (‪1318‬م ـ ‪ 1346‬م)‪ .‬ينظر‪ :‬ابن الشماع‪ :‬األدلة البينية النورانية في مفاخر الدولة الحفصية‪ ،‬تح‪ :‬محمد الطاهر المعموري‪ ،‬الدار العربية‬
‫للكتاب‪ ،1984 ،‬ص ‪ . 87‬روبير برنشفيك‪ :‬تاريخ إفريقية في العهد الحفصي من القرن ‪13‬م إلى القرن ‪15‬م‪ ،‬تر‪ :‬حمادي الساحلي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1988 ،‬ج‪ ،1‬ص‪175‬‬
‫⃰ أبو البقاء خالد‪ :‬ابن األمير أبا زكرياء ابن األ مير ابي إسحاق ابن األمير زكرياء ابن الملك أبي محمد عبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص بويع في تونس‬
‫‪ 27‬ربيع الثاني ‪ 709‬هـ بعد بيعته األولى بقسنطينة وبجاية‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قنفذ القسنطيني‪ :‬الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية‪ ،‬تح‪ :‬محمد الشاذلي النيفر‪،‬‬
‫عبد المجيد التركي‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،1968 ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪ 1‬ابن الشماع‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.84‬‬


‫⃰ أبو حفص عمرو‪ :‬ابن المولى السلطان أبي يحي ابن بكر ابن المولى األمير أبا زكرياء ابن المولى السلطان أبي إسحاق إبراهيم ابن المولى األمير أبي‬
‫زكرياء يحي بن الشيخ أبي محمد عبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص يويع بالخالفة يوم األربعاء ‪ 02‬رجب ‪747‬هـ‪ .‬ينظر‪ :‬الزركشي‪ :‬تاريخ الدولتين‬
‫الحفصية والموحدية‪ ،‬تح‪ :‬محمد ماضور‪ ،‬المكتبة العتيقة‪ ،‬تونس‪ ،1966 ،‬ص ‪79‬ـ ‪.80‬‬
‫⃰ أبو العباس‪ :‬بويع بتونس يوم السبت ‪ 09‬رمضان أمه أم ولد أصلها رومية واسنها سعد السعود وتوفي سنة ‪796‬هـ بعد أن دعم لبنه أركان المملكة‬
‫الحفصية وأعاد لها مهابتها وسطوتها‪.‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ . 81‬وينظر أيضا‪ :‬حسن حسين عبد الوهاب‪ :‬خالصة تاريخ تونس‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الكتب‬
‫العربية الشرقية‪ ،‬تونس‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ 2‬ابن الشماع‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫⃰ أبو عبد هللا المنتصر‪ :‬هو ا بن أبي عبد هللا بن السلطان أبي فارس بويع له بالخالفة يوم عيد األضحى وجددت له البيعة بتونس يوم عاشوراء من محرم‬
‫سنة ‪838‬هـ ‪ 1434 /‬م‪ .‬ينظر‪ :‬محمود مقديش‪ :‬نزهة األنظار في عجائب التواريخ واألخبار‪ ،‬تح‪ :‬علي الزواري‪ ،‬محمد محفوظ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1988 ،‬مج‪ ،1‬ص ‪ 601‬ـ ‪.602‬‬
‫‪ 3‬ابن أبي دينار‪ :‬المؤنس في أخبارإفريقية وتونس‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة الدولة التونسية‪ ،1286 ،‬ص ‪.146‬‬
‫⃰ أبو عمرو عثمان‪ :‬هو ابن المولى األمير أبي عبد هللا محمد المنصور ابن أمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز ارتقى إلى العرش وهو في عنفوان‬
‫شبابه صبيحة يوم الجمعة ‪ 12‬صفر ‪839‬هـ‪ .‬ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ . 134‬وينظر أيضا‪ :‬روبير برانشفيك‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.270‬‬
‫‪ 4‬ابن أبي دينار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫كما انتشرت ظاهرة التجوال في بالد المغرب األقصى خالل العهد المريني حيث‬
‫كان سالطين المغرب يقضون فترة كبيرة من السنة خارج الحواضر وذلك في إطار‬
‫الحركة التي كانت تعني على وجه الخصوص حملة عسكرية من أجل انهاء تمردات‬

‫بعض القبائل واستعراض القوة لحمل الرعية على طاعة ولي األمر‪ 1‬فخرج األمير‬
‫محمد أبا معرف بجيوشه متجها صوب شريش وقاتلها وغنم منها الكثير‪ 2‬خاصة في‬
‫موسم الحصاد حيث كان الناس في هذه الفترة يخرجون من المحلة بالدواب‬
‫فيحصدون الزرع ويحملونه إلى المحلة‪ ،3‬هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كان‬
‫السالطين المرينيين يخرجون بمحالهم من أجل المتعة والستجمام إذ كانت محلتهم‬
‫متنقلة‪4.‬‬ ‫بمثابة مدينة‬

‫كما تطرقت ا لمصادر التاريخية للحديث عن المحلة في الفترة الزيانية ⃰ وهو ما‬
‫أرخ التنسي عند حديثه عن فترة حكم يغمراسن بن زيان ⃰ الذي قاد محلة قتل فيها‬
‫السعيد المريني قائال‪ ":‬فلما استولى أمير المسلمين على محلة السعيد برمتها علت‬
‫صيته‪5".‬‬ ‫يده‪ ،‬وضخم ملكه‪ ،‬وبعد‬

‫‪ 1‬محمد نبيل ملين‪ :‬السلطان الشريف ـ الجذورالدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب‪ ،‬تر‪ :‬عبد الحق الزموري‪ ،‬عادل بن عبد هللا‪ ،‬منشورات‬
‫المعهد الجامعي للبحث العلمي‪ ،‬جامعة محمد الخامس ـ السويسي‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 2‬عبد األحد السبتي‪ ،‬حليمة فرحات‪ :‬المدينة في العصر الوسيط (قضايا ووثائق من التاريخ اإلسالمي)‪ ،‬ط‪ ،1‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪،1994 ،‬‬
‫ص ‪.78‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 4‬محمد نبيل ملين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫⃰ الزيانيين‪ :‬هم من بطون زناتة البربرية ونسبهم يرتفع إلى رزجيك بن واسين بن ورسيك بن جانا وكانت بطونهم وشعوبهم كثيرة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن خلدون‪:‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪.97‬‬
‫ا‬
‫⃰ يغمراسن بن زيان ‪:‬تولى الحكم من سنة ‪633‬هـ‪1236/‬م إلى سنة ‪681‬هـ‪1283 /‬م كان فاضال‪ ،‬محبا في الخير وأهله دامت دولته ‪ 50‬سنة‪،‬و ‪5‬أشهر‪.‬‬
‫هادي جلول‪ :‬الحركة العلمية وعناية السلطة الزيانية بها (ق ‪ 8‬ـ ‪9‬هـ ‪ 14 /‬ـ ‪15‬م)‪ ،‬األكاديمية للدراسة الجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم الجتماعية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،19‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬جانفي ‪ ،2018‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 5‬التنسي‪ :‬تاريخ بني زيان ملوك تلمسان مقتطف من الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.123‬‬
‫وحافظ العثمانيون على نظام المحلة واستمر عملهم العسكري فيها طيلة وجودهم‬
‫في الجزائر بداية من ‪:‬‬

‫عهد البيلربايات‪:‬‬

‫البيلرباي حسن آغا الطوشي (‪1534‬م ـ ‪1544‬م) حيث قاد محلة‬


‫⃰‬ ‫مثال ذلك ما قام به‬
‫نهاية أفريل ‪1542‬م مكونة من ‪ 3000‬جندي تركي‪ ،‬و ‪ ،2000‬و ‪ 1000‬من المشاة‪،‬‬
‫و ‪ 12‬مدفعا تمكن خاللها من اإلطاحة بسلطان كوكو بعد تحالفه مع شارلكان ضد‬
‫األغنام‪1‬‬ ‫الجزائر وأرغمه على دفع جزية سنوية وعددا هائال من الثيران والجمال و‬
‫وقدم ابنه الذي يبلغ من العمر ‪ 15‬سنة رهينة لحسن آغا‪ 2‬كما قاد حملة أخرى في نفس‬
‫السنة اتجه بها صوب بسكرة وتمكن خاللها من اخضاع سكان بسكرة لسلطته وبعد‬
‫العرب‪3‬‬ ‫ذلك عاد إلى قسنطينة برفقة علي بوعكاز⃰ زعيم الذواودة ⃰ ومنحه لقب شيخ‬
‫كما خرج ربيع ‪1543‬م على رأس جيش مكون من ‪ 4000‬من القوات المسلحة‬
‫التركية‪ ،‬و‪ 6000‬فارس‪ ،‬و ‪ 4000‬من المشاة‪ ،‬و ‪ 10‬مدافع إلخضاع سلطان تلمسان‬
‫مولي حسن‪ ، 4‬وفي أواخر أفريل ‪1552‬م عين صالح ريس بيلربايا على مدينة‬
‫الجزائر وفي هذا المنصب العالي قدم العديد من الخدمات تمكن خاللها من مد النفوذ‬
‫العثماني إلى أبعد الحدود حيث اتجه في أوائل أكتوبر من نفس السنة‪ 5‬بمحلته صوب‬

‫⃰ بيلرباي‪ :‬يقصد به باي البايات وهو لقب منحه السلطان العثماني لكل من يحقق للدولة العثمانية إنتصارا باهرا كفتح بالد مستعصية أو بعيدة وأصبح‬
‫هذا اللقب مرتبطا بمرحلة الحكم العثماني‪ .‬ينظر‪ :‬بلبروات بن عتو‪ :‬المدينة والريف بالجزائرفي أواخر العهد العثماني‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2008 ،2007 ،‬ص ‪.371‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Fray diego de heado، Abbé de fromesta : Histoir des rois d’alger، traduit par : H_D de grammont، Adolphe‬‬
‫‪jourdan libraire éditeur، Alger،1881، p 65 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪A. Barbrugger : les époque militaires de la grande kabilie، bastide libraire éditeur، paris ،1857، p 79 .‬‬
‫⃰ علي بوعكاز‪ :‬هو علي أبو عكاز بن الصخري الذوادي الرياحي تولى الحكم سنة ‪1542‬م وكانت بداية فترة ح كمه انتقال من الحكم الحفصي إلى الحكم‬
‫التركي واستطاع القائد الذوادي المحافظة على الوطن إلى ان وافته المنية سنة ‪ .1581‬ينظر‪ :‬محمد خيرالدين‪ :‬مذكرات الشيخ محمد خير الدين‪ ،‬مطبعة‬
‫دحلب‪ ،‬الجزائر‪ ،1985 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.42‬‬
‫⃰ الذواودة‪ :‬هي قبيلة هاللية من فرع رياح كان استقرارها األول بشرق الجزائر على يد جدها األول مسعود بن سلطان الملقب بالبلط لقوته‬
‫وشجاعته وذلك سنة (‪572‬هـ‪1176 /‬م) اعبت هذه القبيلة دورا كبيرا في الجهاد مع الموحدين باألندلس ‪.‬ينظ ر‪ :‬جميلة معاشي‪ :‬األسر المحلية الحاكمة‬
‫في بايلك الشرق الجزائري من القرن ‪10‬هـ ـ ‪16‬م ‪13 /‬هـ ـ ‪19‬م‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪31‬ـ ‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫‪L. Ch .Féraud : Note historique sur la province de constantine_ Les ben _ Djellab ،sultans de touggourt،‬‬
‫‪R.A،N° 26 ،A_ Jourdan، liberaire éditeur ،alger، 1882، p 362.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Fray diego de heado، op cit ،p 66.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ibid، p 86.‬‬
‫مدينة تقرت وورقلة مكونة من ‪ 3000‬من الفرسان‪ ،‬و‪ 1000‬من قوات الصبايحية ⃰ ‪،‬‬
‫جالب عن‬
‫⃰‬ ‫و ‪ 8000‬من القبائل المساعدة بسبب امتناع القبائل المتمردة كإمارة بني‬
‫دفع الضرائب التي كانت مفروضة عليهم منذ ‪ 25‬سنة‪ 1‬وانضم إليه في مجانة عبد‬
‫العزيز حاكم قلعة بني عباس حيث وفر لهذه الحملة وحدة مكونة من ‪ 600‬حصان‪،‬‬
‫البربر‪2‬‬ ‫و‪ 180‬فارسا سيرا على األقدام وعالوة على ذلك وفر لهم عددا معينا من‬
‫وساعده أيضا علي بوعكاز شيخ العرب‪ 3‬وبعد وصوله باشر بالهجوم على مدينة‬
‫تقرت وبقيت هذه المدينة خاضعة للحصار لمدة أربعة أيام وبعد ذلك قام بغزو مدينة‬
‫ورقلة دون مقاومة تذكر وعاقب بقسوة سكان هاتين المدينتين وأرغمهما على دفع‬
‫غرامة كبيرة وعاد إلى مدينة الجزائر محمال بغنيمة هائلة تتمثل في ‪ 15‬جمال محملة‬
‫الجنسين‪4‬‬ ‫بالذهب و أكثر من ‪ 5000‬من العبيد الزنوج من كال‬

‫عهد الباشوات‪:‬‬

‫نتيجة لالضطرابات التي ميزت عهد البيلربايات تم إلغاء هذا النظام واستبداله بنظام‬
‫الباشوات حيث كان يعين الباشا ⃰ من السلطة العثمانية لمدة ثالث سنوات‪ 5‬ذلك أن‬
‫الدولة العثمانية وجدت أن ولة الجزائر أصبحوا يحكمون القطر حكما مطلقا‬
‫ويتصرفون في شؤونه بكل حرية رغم اعترافهم بسيادة الباب العالي عليهم حتى طمع‬

‫⃰ الصبايحية‪ :‬من سباه وتعني الجند والجيش مصطلح أ طلق في العهد العثماني للدللة على فرسان الجيش وخيالته وكانوا أصحاب كفاءات عالية في‬
‫ركوب الخيل واستخدام السيف ورمي السهام والرماح مهمتهم األساسية الدفاع والمحافظة على حدود الدولة والشتراك مع الجنود اإلنكشارية في صد‬
‫الهجمات المعادية‪ .‬ينظر‪ :‬حسن حالق‪ ،‬عباس ال صباغ‪ :‬المعجم الجامع في المصطلحات األيوبية والمملوكية والعثمانية ذات األصول العربية والفارسية‬
‫والتركية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1999 ،‬ص ‪.111‬‬
‫⃰ بني جالب‪ :‬تنتسب إمارة بني جالب إلى الشيخ سليمان بن رجب المريني الزناتي الجالبي الذي تربع على كرسي المشيخة منذ ثالثينات القرن ‪16‬م‬
‫حيث قام بإخماد الحروب المنتشرة في مختلف ربوع واد ريغ وجعل المنطقة تحت حكمه ليرثها من بعد أبناؤه وأحفاده‪ .‬ينظر‪ :‬رضوان شافو‪ :‬العالقات‬
‫السياسية بين الدولة العثمانية واإلمارات الصحراوية في الجزائر (إمارة بني جالب بوادي ريغ أنموذجا) ‪1531‬م – ‪1854‬م‪ ،‬مجلة القرطاس‪ ،‬عدد‪،2‬‬
‫جانفي ‪ ،2015‬ص ‪.149 -148‬‬
‫‪1‬‬
‫‪H.D de Grammont : Histoire d’alger sous la domination turque (1515_ 1830)، Ernest leroux éditeur،‬‬
‫‪Paris، 1887، p 78.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪L. Ch .Féraud : Note historique sur la province de constantine_ Les ben _ Djellab ،sultans de touggourt، R.A ،N°‬‬
‫‪23،A_ Jourdan، liberaire éditeur ،alger، 1879، p 269.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪L. Ch. Féraud : R.A،N° 26,op cit, p 362.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪H.D de Grammont، op cit، p 78.‬‬
‫⃰ الباشا‪ Pacha :‬هو مصطلح تركي من أصل فارسي أصله بادشاه وهو مشكل من شقين باد ‪ Pad‬وتعني التخت أو العرش‪ ،‬و شاه ‪ chah‬وتعني‬
‫السلطان أو الملك‪ .‬ينظر‪ :‬فارس كعوان‪ :‬المصطلحات اإلدارية العثمانية في الجزائر مصطلحات الباشا‪ ،‬الدنوش‪ ،‬البايلك كنماذج‪ ،‬مجلة مدارات‬
‫تاريخية‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬جامعة محمد لمين الدباغين‪ ،‬سطيف‪ ،2‬أفريل ‪ ،2019‬ص ‪.130‬‬
‫‪ 5‬عبد هللا شريط‪ ،‬محمد الميلي‪ :‬الجزائر في مرآة التاريخ‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة البعث‪ ،1965 ،‬ص ‪.124‬‬
‫البعض منهم في انشاء مملكة تضم المغرب اإلسالمي كافة لكن طموحاتهم لم يرتح‬
‫لها الحكام العثمانيين في إسطنبول فقاموا بتغيير النظام القديم بنظام جديد أطلق عليه‬
‫نظام الباشوات‪ 1‬ونظرا لتقليص فترة حكم الباشوات من طرف الباب العالي أدى بهم‬
‫إلى اغتنام األموال واكتساب األرزاق ألنفسهم بطرق غير مرضية‪ 2‬كشراء مناصبهم‬
‫بالمال الذي كانوا يدفعونه للحكام في اسطنبول‪ 3‬كما كان لهم تأثيرا كبيرا في األرياف‬
‫فقد تسببت سياستهم الجبائية في استنزاف موارد الريف القتصادية وذلك لحاجة‬
‫الباشوات إلى األموال الطائلة والثروات الضخمة ليعوضوا ما دفعوه من أموال مقابل‬
‫الحصول على منصب الباشوية وليضمنوا ألنفسهم حياة الرفاهية بعد تنحيتهم من‬
‫مهامهم فلم يجد هؤلء الباشو ات لتلبية رغباتهم منفذا سوى البوادي يجردون عليها‬
‫الحمالت العسكرية ويفرضون عليها الضرائب الثقيلة التي اتخذت شكل حمالت فصلية‬
‫مع كل فصل ربيع وخريف‪ 4‬فكان الباشا يجهز المحال ويرسل معها كاتبه الخاص‬
‫نائبا عنه وكاتبا آخرا يمسك بدفتر المطالب الموجبة على السكان‪.5‬‬

‫عهد الدايات‪:‬‬

‫الداي بعد إلغاء منصب الباشا فالداي كان يختار من مجلس‬


‫⃰‬ ‫لقد تعززت سلطة‬
‫األوجاق من بين ثالثة موظفين سامين هم الخزناجي‪ ،‬آغا العرب‪ ،‬خوجة الخيل‪ ،‬وكان‬
‫يتصرف بعد هذا التعيين الديمقراطي كحاكم مستبد برأيه وسيدا مطلق الصالحية‬
‫حيث ارتبطت قيادة المحالت في أواخر العهد العثماني بآغا العرب الذي‬ ‫‪6‬‬ ‫باإليالة ⃰‬

‫‪ 1‬أحمد السليماني‪ :‬النظام السياسي الجزائري في العهد العثماني‪ ،‬مطبعة دحلب‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬نور الدين عبد القادر‪ :‬صفحات من تاريخ مدينة الجزائر من أقدم عصورها إلى انتهاء العهد التركي‪ ،‬دار الحضارة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪3‬عبد الكريم غالب‪ :‬قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي‪ ،‬عص ر اإلمبراطورية العهد لتركي في تونس والجزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ج‪ ،2‬ص ‪.364‬‬
‫‪ 4‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬ورقات جزائرية دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني‪ ،‬ط‪ ،2‬دار البصائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ 5‬بشرى قوري‪ ،‬جهيدة دحماني‪ :‬نظام المحلة في الجزائر خالل العهد العثماني (‪1515‬م ـ ‪ ،)1830‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في تاريخ الجزائر‬
‫الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة العقيد آكلي محند أو الحاج‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،2019 ،2018 ،‬ص ‪.62‬‬
‫⃰ الداي‪ :‬كلمة تركية معناها خال جمعها دايات أطلقت في العهد العثماني على رتبة عسكرية حملها رؤساء األجناد من اإلنكشارية واستولتى هذه الطائفة‬
‫على سلطة الوالي العثماني في الجزائر وأصبح الدايات يقومون بعمل الولة حتى الحتالل الفرنسي للجزائر‪ .‬مصطفى عبد الكريم الخطيب‪ :‬معجم‬
‫المصطلحات واأللقاب التاريخية‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،1996 ،‬ص ‪.175‬‬
‫⃰ اإليالة‪ :‬لقب إداري عثماني يقصد به الولية وقد اختفى من اإلدارة العثمانية سنة ‪ .1908‬ينظر‪ :‬بلبروات بن عتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪369‬‬
‫‪ 6‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬النظام المالي للجزائرأواخرالعهد العثماني(‪1792‬م ـ ‪ ،)1830‬ط‪ ،3‬البصائر الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.24‬‬
‫كانت له صالحيات واسعة في قيادة المحال وتعيين الجنود‪ 1‬وفي سنة ‪1069‬هـ في‬
‫اليوم ‪ 13‬من شهر محرم الموافق لـ ‪ 10‬أكتوبر ‪1658‬م تم وضع قانون عهد األمان‬
‫الذي من خالله يتم تنظيم وتحديد مهام كل جندي من جنود المحلة‪ 2‬ففي فترة الداي‬
‫أهلها‪3‬‬ ‫محمد بن عثمان باشا خرج إلى فليسة ⃰ في ‪ 09‬من ربيع األول ‪1199‬هـ وقاتل‬
‫حيث كانوا أناسا جهلة ل يعرفون من اإلسالم إل الشهادتين‪ ،‬ويقطعون الطرقات على‬
‫المسافرين ويمنعون البنات من اإلرث ومن مات منهم فإن أخوه أو ابن عمه يرث‬
‫زوجته التي لم تكن له بها حاجة فإنه يزوجها من رجل آخر ويأخذ منه صداقها الذي‬
‫أخذته من أخيه وابن عمه وكانوا مانعين عن دفع الزكاة واألعشار فبعث لهم محلة‬
‫وقاتلهم فقاموا بعدة تمردات ضده ولكنه تمكن من اخضاعهم فأصبحوا يدفعون الزكاة‬
‫سنة‪4.‬‬ ‫واألعشار كل‬

‫‪ 1‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬ورقات جزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire، R.A، N° 04، Jourdan،A_ liberaire éditeur ،alger ،1859،‬‬
‫‪1860، p 218.‬‬
‫⃰ فليسة‪ :‬تقع نواحي مدينة غليزان‪ ،‬وهي إحدى قبائل الرعية ببايلك الغرب الجزائري تتكون من عدة بطون أهمها العناترة‪ ،‬قبيلة المحال‪ ،‬وقبيلة شرفة‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬بن سحنون الراشدي‪ :‬الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني‪ ،‬تح‪ :‬المهدي بوعبدلي‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪ .141Louis rinn : Le royaume d’alger sous le dernier dey, Imprimeur_ libraire_ éditeur ,Alger,1900, p 60-‬وينظر أيضا‪:‬‬
‫‪61 .‬‬
‫‪ 3‬بن سحنون الراشدي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ 4‬أحمد توفيق المدني‪ :‬محمد بن عثمان باشا داي الجزائر ( ‪1766‬ـ ‪ ) 1791‬سيرته‪ ،‬حروبه‪ ،‬أعماله‪ ،‬نظام الدولة والحياة العامة في عهده‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الهيكل التنظيمي واإلداري للمحلة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الموظفين الفاعلين في المحلة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفرق الداعمة للمحلة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قوانين تنظيم المحلة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تجهيز وتمويل المحلة‪.‬‬


‫الفصل األول‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المبحث األول‪ :‬الموظفين الفاعلين في المحلة‪.‬‬

‫تعد المحلة من األجهزة العسكرية التي أشأتها الدولة العثمانية وأدخلتها كوسيلة‬
‫جديدة في النظام العسكري وجعلت لها موظفين مختصين للعمل بها ومن أبرز‬
‫هؤلء نذكر‪:‬‬

‫‪ /1‬آغا العرب‪:‬‬

‫هو قائد فرق اإلنكشارية ≫ األوجاق≪ ⃰ وجماعات فرسان المخزن الصبايحية‬


‫الذين كانوا يساعدونه في مهامه وكان يتلقى أوامره مباشرة من الداي‪ 1‬وهو المسؤول‬
‫عن إقليم دار السلطان⃰ ومختلف النواحي المحيطة بمدينة الجزائر‪ 2‬وكان يعتبر بمثابة‬
‫الوزير الثاني للباشا‪ 3‬يهتم بتعيين قواد األوطان⃰ حسب مراتبهم وأهميتهم فكل قائد من‬
‫هؤلء القواد مطالب من آغا العرب باللزمة والعوائد المفروضة على الوطن الذي‬
‫يحكمه ويراقبه وعادة ما يتم جمع هذه الجبايات من شيوخ كل دوار⃰ هذا فضال عن‬
‫العشور يتصل رأسا‬
‫⃰‬ ‫وطن من هذه األوطان الخاضعة آلغا العرب وكان يلحق به قائد‬
‫بكاتب العشور المقيم بالجزائر العاصمة‪ 4‬وإذا ركب األغا ⃰ إلى موضع ركب معه‬

‫⃰ األوجاق‪ :‬كلمة تركيه لها عدة معان كل ما ت نفخ وتشعل فيه النار من طين أو قرميد أو حديد وأطلق على الجماعة التي يلتقي أفرادها في مكان واحد ثم‬
‫أطلق على مجتمع أرباب الحرف كما أطلق كذلك على الصنف من الجند كالسباهية وهم فرق من العساكر في الجيش اإلنكشاري‪ .‬ينظر‪ :‬سهيل صابان‪،‬‬
‫المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪ ،2000 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 1‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬المهدي بوعبدلي‪ ،‬الجزائر في التاريخ العهد العثماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫⃰ دار السلطان‪ :‬هي عبارة عن مقاطعة إدارية توجد في الجزائر العاصمة ونواحيها يوجد بها مقر السلطان العثماني أو الداي وتمتد هذه المقاطعة من‬
‫مدينة دلس شرقا إلى شرشال غربا ويحدها من الجنوب بايلك التيطري‪ .‬ينظر‪:‬عمار بوحوش‪ :‬التاريخ السياسي للجزائر من البداية إلى غاية ‪،1962‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Louis de baudicour : La guerre et le gouvernement de l’algérie ,Sagnier et bray, Libraires éditeurs, Paris, 1853, p‬‬
‫‪288.‬‬
‫‪ 3‬أحمد الشريف الزهار‪ :‬مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار نقيب أشراف الجزائر(‪1774‬ـ‪ ،)1830‬تح‪ :‬أحمد توفيق المدني‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1974 ،‬ص ‪.37‬‬
‫⃰ األوطان‪ :‬هي الوحدات اإلدارية الموجودة بكل بايلك أو ولية ويرأس كل وطن مسؤول يحمل اسم قائد‪ .‬ينظر‪ :‬عمار بوحوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.69‬‬
‫⃰ الدوار‪ :‬وهو مجموعة من الخيام تضم من ‪ 20‬إلى ‪ 30‬خيمة‪ .‬ينظر‪ :‬بلبروات بن عتو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫⃰ قائد العشور‪ :‬وهو المسؤول عن جباية الضرائب حي كان كل عام بعد موسم الحصاد يجوب القبائل ويقدم قائمة للباي حول مصادر ثروة القبائل لتحديد‬
‫‪Abdeljeli Temimi : Le beylik de constantine et hadj Ahmed bey (1830-1837), révue d’histoire‬ضريبة العشور‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪maghrébaine, N°01, tunisie, p 68‬‬

‫‪ 4‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬ورقات جزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫⃰ األغا‪ :‬مفرد جمعه آغوات كلمة تركية محرفة عن أصلها الفارسي آقا أو آفا وهي بمعنى األب أو العم أو األخ الكبير وتأتي أيضا بمعنى السيد اآلمر‬
‫استعملها األتراك لدللت كثيرة عبر تاريخهم الطويل‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى عبد الكريم الخطيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫القواد ول يدفعون شيئا من المطالب المخزنية‪ 1‬وهدا من أجل المحافظة على األمن‬
‫في أنحاء اإليالة مستعينا في ذلك بقبائل المخزن‪ 2‬كما كان آلغا العرب أربع كبراء‬
‫مكاحلي ‪ 3‬وتعتبر وظيفته من الوظائف السامية إذ هو‬
‫⃰‬ ‫وكاهيته وباش‬
‫⃰‬ ‫وهم باش شاوش⃰‬
‫الذي كان يقود وحدات الفرسان التي تتكون في معظمها من العرب أو القبائل وكان‬
‫يحتم عليه أن يتكلم اللغة العربية ليتمكن من إعطاء األوامر لتسيير جيوشه‪.4‬‬

‫‪ /2‬آغا المحلة‪:‬‬

‫ويشرف على كل معسكر آغا‬ ‫‪5‬‬


‫يطلق عليه أيضا بمحلة آغاسي‪Méhalle Agasi‬‬
‫محلة يختار عادة من بين الضباط الذين لهم رتبة بلوكباشي⃰ بحيث ل يمكن التقدم في‬
‫الدرجة إل بقدر ما تكون كما ينص على ذلك قانون الميليشيا في الجزائر ويصطحب‬
‫آغا المحلة‪ 6‬أثناء قيادته للمخيم من أجل القيام بعملية جمع الضرائب كل من األودباشي⃰‬
‫والشواش والسكباشي⃰ والعشي باشي⃰ ووكيل الحرج‪ ،7‬وهو الذي يالزم الباي في جولته‬

‫‪ 1‬أحمد الشريف الزهار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪ 2‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬ورقات جزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬


‫⃰ باش شاوش‪ :‬رتبة عسكرية في الجيش العثماني قبل إلغاء اإلنكشارية يعتبر حاملها أحد ضباط أوجاق اإلنكشارية كان يعمل تخت أمره آغا اإلكشارية‬
‫مهمته األساسية اإلشراف على المرا سيم في ديوان األغا ويقدم الستدعاءات للسلطان و تبليغ األشخاص المطلوبين إلى الديوان‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى عبد‬
‫الكريم الخطيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 65‬ـ ‪.66‬‬
‫⃰ الكاهيا‪ :‬هو مالزم األغا يحل محله في حالة غيابه أو موته فهو يمتلك صالحيات واسعة ويحظى باحترام كبير ينظر‪Fray diego de heado :‬‬
‫‪Topographie et histoir générale d’alger , R. A, N° 14, 1870, ،A_ liberaire éditeur ،alger ,1870, p 508‬‬
‫⃰ باش مكاحلي‪ :‬قائد حرس الباي الخاص بحمل األسلحة في اإلحتفالت ويمشي أمام الباي على رأس المكاحلجية يتم تحديد عددهم من طرف الباي‬
‫ويخضعون ألوامره مباشرة‪ .‬ينظر‪Abdeljelil Temimi, op cit, p 69 :‬‬
‫‪ 3‬أحمد الشريف الزهار‪ ،‬المصر السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 4‬حمدان بن عثمان خوجة‪ :‬المرآة‪ ،‬تع‪ :‬محمد العربي الزبيري‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Nahoum Weissmann :Les janissaires etudes de l’organisation militaire des ottomans, Thése pour le Doctorat‬‬
‫‪d’université présentée a la Faculté des Lettres de Paris, Librairie Orient Edition , 1964, p 71‬‬

‫⃰ بلوكباشي‪ :‬هو نقيب يتولى شؤون الفرق العسكرية ويرأسها مع األقدمية ترتفع رتبته ‪ ،‬ويتراوح عدد الجنود الذين يشرف عليهم حوالي ‪ 300‬إلى ‪400‬‬
‫جندي لجباية الضرائب وتعادل مرتبته قائد السرية وأصحاب هذه المرتبة يشكلون هيئة منفصلة عن األوجاق وكانوا يشكلون قواد النوبات او الطوابير‬
‫مع حمل لقب آغا وعند انتهاء مهامهم يعودون إلى مرتبة البولكباش‪ .‬ينظر‪Fray diego de heado : Topographie et histoir générale :‬‬
‫‪ / d’alger, op cit, p 507‬وينظ ر أيضا‪ :‬عقيل نمير‪ :‬النظام العسكري للجزائر في الع هد العثماني‪ ،‬مجلة دراسات تاريخية‪ ،‬عدد ‪ ،104 -103‬كلية‬
‫اآلداب ‪،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سبتمبر‪ ،‬ديسمبر ‪ ، ،2008‬ص ‪.133‬‬

‫‪ 6‬حمدان بن عثمان خوجة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫⃰ األودباشي ‪ :‬مالزم أول‪ ،‬مسؤول على فرقة عسكرية يتراوح عددها ما بين ‪ 10‬إلى ‪ 20‬جنديا‪ .‬واألوده‪ ،‬تعني في اللغة العثمانية الغرفة‪ ،‬أو المرقد‬
‫المخصص للجنود‪ ،‬وهو تحت مسؤولية األودباشي وتعادل في التسميات الحديث كلمة شيف او رئيس ‪ .‬أرزقي شويتام‪ :‬دراسات ووثائق في تاريخ‬
‫الجزائر العسكري والسياسي في الفترة العثمانية (‪ ،)1830 -1519‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪ /.16‬وينظر أيضا‪ :‬عقيل‬
‫نمير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫⃰ السكباشي‪(:‬السقباشي)‪ :‬هو رئيس السقائين مصطلح أطلق في العهد العثماني على رئيس أو قائد السقائين في الجيش‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى بركات‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪ . 176‬وينظر أيضا‪ :‬حسن حالق‪ ،‬عباس الصباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫⃰ العشي باشي( آشي باشي)‪ :‬هو رئيس الطعام وهو أمين الفرق ة تحت أمره مساعدين وكان أيضا رئيس فرقة الحراسة ورئيس سجن وشارة منصبه سكين‬
‫كبيرة‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى بركات‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Venture De Paradis : Alger au 18éme siécle , R.A, N° 40, A_ liberaire éditeur, alger, 1896, p 72‬‬
‫وذلك من خالل فرض القوانين العقابية‬ ‫أثناءها‪1‬‬ ‫العسكرية والمسؤول عن األتراك‬
‫والجزائية على اليولداش المتهاونين إلى جانب اقتطاع الضرائب والرسوم من القبائل‪.2‬‬

‫‪ /3‬الباي‪:‬‬

‫هي كلمة تركية ويقصد بها عند أتراك الجزائر لمن ولي تلمسان أو التيطري أو‬
‫قسنطينة فقط‪ ،‬والباشا لقب لمن يولي البايات ولذلك يقال له باشا باي‪ 3‬أما من الناحية‬
‫الصطالحية يمثل الباي السلطة السياسية األولى على اإلقليم وهو المسؤول األعلى‬
‫أمام الحكم المركزي‪ 4‬وله الحرية التامة ⃰ في التصرف في شؤون إقليمه‪ 5‬وكان تعيينه‬
‫متعلقا مباشرة بالداي و في بعض الظروف كان أهل البالد يختارونه من بينهم شرط‬
‫أن ترضى به سلطة الديوان⃰ أو داي اإليالة الذي يدعم وجوده وولئه بقاض يدير‬
‫‪6‬‬ ‫األحكام باسمه وبوحدة أو سفرة عسكرية ⃰ لحمايته ويهيأ عائالت موقرة لنصرته ⃰‬
‫حيث كان الباي يعين لمدة ثالث سنوات لكن يمكن تمديد فترة حكمه إذا ما عرف‬
‫البايلك في عهده استقرارا أو حصل على مردودا جيدا ولعل أهم ما يشفع له لدى الداي‬
‫هو قيمة الدنوش التي يقدمها‪ 7.‬حيث كان البايات مطالبين بالتوجه إلى دار السلطان‬

‫‪ 1‬بلبروات بن عتو‪ :‬الباي محمد الكبير ومشروعه الحضاري (‪1779‬م – ‪1797‬م)‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة‬
‫وهران‪ ،2002 ،2001 ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ 2‬حسن كشرود‪ :‬رواتب الجند وعامة الموظفين وأوضاعهم الجتماعية واإلقتصادية بالجزائر العثمانية (‪1659‬م ـ ‪1830‬م)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫ا لماجستير في التاريخ الحديث تخصص التاريخ الجتماعي لدول المغرب العربي‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2007،2008 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 3‬محمد بن يوسف الزياني‪ :‬دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران‪ ،‬تح‪ :‬المهدي بوعبدلي‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.248‬‬
‫‪ 4‬حنيفي هاليلي‪ :‬أوراق في تاريخ الجزائر في العهد العثماني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.147‬‬
‫⃰ إن ما ينفرد به بايلك التيطري أن سلطة الباي كانت محدودة وذلك نظرا لتقاسم السلطة معه حاكما مرسال من طرف السلطان لإلشراف على المدينة ما‬
‫أضعف نفوذه وكان هذا الحاكم يتبع الديوان مباشرة‪ .‬ينظر‪Louis Rinn : op cit, p 15 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Abdeljelil Temimi : op cit, p 52‬‬
‫⃰ الديوان‪ :‬هو عبارة عن هيئة كانت تضم رؤساء الفرق واإلمام األعظم وشيخ اإلسالم وقاضي القضاة وكبار الوزراء والمستشارين من العلماء‬
‫واألعيان وإ ليهم كان يرجع السلطان في كثير من األمور ويستمع إلى مشورتهم ويأخذ بنصائحهم وكان يطلق على مجلسهم اسم الديوان الكبير تمييزا له‬
‫عن الديوان الصغير الذي كان في كل ولية يمارس صالحياته بنفس الصورة ولكن إلى جانب الباشا أو الوالي‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى عبد الكريم الخطيب‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫⃰ سفرة‪ :‬لفظ فارسي معناه قماشة عريضة يمد عليها الطعام‪ ،‬دخلت العربية في العصر اإلسالمي للدللة على مائدة الطعام واألتراك يقولولون سفرة خانة‬
‫للدللة على غرفة الطعام‪ ،‬وهي مجموعة عسكرية إنكشارية يتراح عدد أفراداها ما بين ‪ 13‬إلى ‪ 16‬جندي وهي جزء من الحامية‪ .‬ينظر‪ :‬مصطفى عبد‬
‫الكريم الخطيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .249‬وينظر أيضا‪ :‬بلبروات بن عتو‪ ،‬المدينة والريف بالجزائر في أواخر العهد العثماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.378‬‬
‫⃰ مثال ذلك ما حدث في قسنطينة منتصف القرن ‪17‬م سنة ‪ 1648‬م حيث قام األهالي بمراسلة السلطان العثماني للنظر في وضع البايلك بعد ما ألحق به‬
‫من ثورات خاصة منها ثورة ابن الصخري حيث طلبوا تعيين شخصا من بينهم ووقع الخيار على فرحات باي وتولى هذه الوظيفة سنة ‪1648‬م‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫‪L. Ch. Féraud : Epoque de l’etablissement des turcs à constantine, R. A, N° 10, A_ Jourdan، liberaire éditeur ،alger,‬‬
‫‪1866, p 191‬‬
‫‪ 6‬محمد سحر ماهود‪ :‬األجهزة اإلدارية العثمانية في إيالة الجزائر‪ ،‬مجلة جامعة كربالء العلمية‪ ،‬مج ‪ ،15‬عدد‪ ،1‬انساني‪ ،‬جامعة بغداد كلية التربية‬
‫للبنات‪ ،2017 ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 7‬عائشة غطاش‪ :‬الدولة الجزائرية الحديثة ومؤسساتها‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر ‪1954‬م‪،‬‬
‫ص ‪.184‬‬
‫مرة كل ثالث سنوات ليسلموا عائدات بايلكهم وتقارير عن أوضاع المناطق الخاضعة‬
‫لهم‪1.‬‬

‫‪ /4‬الخليفة‪:‬‬

‫يأتي الخليفة في المرتبة الثانية بعد الباي في الهرم اإلداري للبايلك ⃰ ‪ 2‬وهو المسؤول‬
‫عن شؤون األوطان وعن أقاليم البايلك ويخضع له القواد‪ 3‬وتمنح عادة هذه الوظيفة‬
‫ألقارب الباي سواء كانوا من األتراك أو الكراغلة ⃰ ‪4‬وينظم عملية استخالص الضرائب‬
‫ويتولى إخضاع السكان لحكومة البايلك‪ ،5‬وكان يخرج مرتين في السنة في الربيع‬
‫والخريف للقيام بعملية الدنوش وحملها إلى مدينة الجزائر نيابة عن الباي فكان تحت‬
‫إدارته قبائل كانت تزوده ب ‪ 200‬فارس‪ 6‬وعند تقديمه للدنوش يقضي مدة أسبوع في‬
‫مدينة الجزائر حيث يبقى لمدة ثالثة أيام في ضيافة الباشا وباقي أيام األسبوع يقضيها‬
‫عند كل من الخزناجي وخوجة الخيل وقائد القوات البحرية ويقضي آخر يوم له عند‬
‫اآلغا‪.7‬‬

‫‪ /5‬آغا الدايرة‪:‬‬

‫‪ 1‬حنيفي هاليلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫⃰ كان الغرب خليفتان أحدهما بنوب عنه في الخروج للرعية ألخذ مال الدولة منها وفي القدوم إلى الجزائر عند اإلفتقار واآلخر يقال له خليفة الكرسي‬
‫ينوب عنه في قاعدته إن غاب‪ .‬ينظر‪ :‬محمد بن يوسف الزياني‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪2‬جميلة معاشي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ 3‬مح مد الصالح بن العنتري‪ :‬فريدة منسية في حال دخول الترك مدينة قسنطينة و استيالئهم على أوطانها‪ ،‬تح‪ :‬يحي بوعزيز‪ ،‬علم المعرفة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.20‬‬
‫⃰ الكراغلة‪ :‬جمع كرغلي وهو مصطلح تركي مركب من كلمتين كورو بمعنى عبد وأوغلي معناه ابن وبالتالي فالمعنى من الكلمتين ابن عبد تكونت هذه‬
‫الفئة نتيجة تزاوج أفراد الجيش التركي بنساء الجزائر وظهرت ألول مرة في مدن تلمسان‪ ،‬المدية‪ ،‬قسنطينة ويعود تاريخ هذا العنصر البشري كفئة‬
‫مستقلة ومتميزة نتيجة تنافس األتراك العثمانيين في المتيازات إلى سنة ‪1596‬م ‪ .‬ينظر‪ :‬آيت حبوش حميد‪ :‬الكراغلة ودورهم السياسي في الجزائر‪،‬‬
‫مجلة الحوار المتوسطي‪ ،‬عدد‪ ،5‬ص ‪ 9‬ـ ‪.14‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Abdeljelil Temimi : op cit, p 67‬‬
‫‪ 5‬محمد الصالح بن العنتري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1837, Recueil des nitices et mémoires de‬ـ ‪Vayssettes : Histoire de contantine sous la domination turque de 1517‬‬
‫‪la société archéologique de la province de constantine, L. Arnolet, libraire. Editeur, Rue de palais, constantine,‬‬
‫‪1867, p 250‬‬
‫‪7‬‬
‫‪M. Walsin Esterhazy : De la domination turque dans l’ancienne régence d’alger, Libraire de charles gossetin,‬‬
‫‪Paris, 1840, p 272‬‬
‫هو قائد فرسان العرب‪ 1‬التابعين للمخزن‪ 2‬كان مسؤول على فرق القوم أي الفرق‬
‫الغير النظامية ويدير ‪ 39‬قبيلة‪ 3‬ويتولى توفير ما تحتاج إلية األرياف ويخرج مع الباي‬
‫لمعاقبة القبائل العاصية‪.4‬‬

‫وكانت لديه أعالما خاصة بفرقته العسكرية‪ 5‬وتوسعت مهامه أكثر حتى أصبحت له‬
‫الحرية في تسيير جميع الفرق العسكرية وأوكلت إليه مهمة مراقبة الباي وتقديم تقريرا‬
‫عنه لداي الجزائر كما كلف باإلشراف على تنصيب وعزل البايات وأصبحت سلطته‬
‫تضاهي سلطة الباي‪ ،‬خاصة بعدما انقادت له الحاميات العسكرية ببايلك الشرق‬
‫والمرابطة بحصن القصبة‪.6‬‬

‫‪ /6‬الخزندار(الخزناجي)‪:‬‬

‫هذا المصطلح مشتق من كلمة خزينة كان يطلق في العهد المملوكي للدللة على‬
‫المتصدي لخزانة السلطان وقد بات من يتولى هذا المنصب في اإلدارة العثمانية بمثابة‬
‫وزير المالية للسلطان‪ 7‬كما كان يستعمل أيضا للدللة على الدهاليز التي تحفظ فيها‬
‫األموال‪ 8‬وهو الوزير األول وأمين الصندوق الكبير للباشا‪ 9‬حيث كانت تجمع في يده‬
‫وزيادة‬ ‫الضرائب‪10‬‬ ‫جميع الخدمات المالية والمسؤول عن جميع النفقات وتحصيل‬
‫على ذلك تنحصر صالحياته في ضبط حسابات المداخيل التي استفادت منها خزينة‬
‫كم كان يباشر عملية إيداع األموال وسحبها بحضور موظفين‬ ‫خاص‪11‬‬ ‫الدولة بشكل‬
‫متخصصين في عد النقود وتسجيل الحسابات في سجالت يطلق على أحدهما صايجي‬

‫‪ 1‬عمار بوحوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬


‫‪ 2‬أحمد توفيق المدني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ 3‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ 4‬محمد الصالح بن العنتري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪5‬‬
‫_‪Vayssettes : Histoire des derniers beys de constantine depui 1793 jusqu’à la chute d’Hadj- Ahmed, R. A, N°03, A‬‬
‫‪Jourdan، liberaire éditeur ،alger, 1858, p 112‬‬
‫‪ 6‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬ورقات جزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 7‬حسن حالق‪ ،‬عباس الصباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 8‬خليفة حماش‪ :‬العالقة بين إيالة الجزائر والباب العالي (‪ 1798‬ـ ‪ ،) 1830‬رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة‬
‫اإلسكندرية‪ ،1988 ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Devoulx : Tachrifat, Recueil de notes historiques sur l’administration de l’ancienne régence d’alger, Imprimerie‬‬
‫‪du gouvernement, Alger, 1852, p 19‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Vayssettes : Histoire des derniers beys de constantine depui 1793 jusqu’à la chute d’Hadj- Ahmed, op cit, p 112‬‬
‫‪ 11‬بلبروات بن عتو‪ ،‬المدينة والريف بالجزائر في أواخر العهد العثماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.373‬‬
‫كبير(المجلس الكبير) والثاني كوجك (المجلس الصغير)‪ 1‬ونظرا ألهمية منصبه كان‬
‫العامة‪2‬‬ ‫ل يمكن فتح الخزينة إل بحضوره ألنه الوحيد الذي يحتفظ بمفاتيح الخزينة‬
‫ومن واجباته أيضا أن يعلم بالذهب والفضة المزور وأن يدور ويزن ويحسب كل الذي‬
‫يقدم إلى الباي في المحلة‪ 3‬كما كان يشرف على مراسيم دفع رواتب الجند والموظفين‬
‫في شهر أفريل والنصف األول من شهر ماي الذي يسمى بشهر الرواتب ويكون مكان‬
‫دفعها خيمة كبرى يطيق عليها وطاق الحكومية التي تنصب بالقرب من مدينة الجزائر‬
‫وتصاحبها أنغام الفرقة الموسيقية الخاصة وعندما كان يقوم بوضع الدراهم في المخزن‬
‫‪4‬‬ ‫يجب بين دراهم كل مقاطعة‬

‫‪ /7‬وكيل الحرج‪:‬‬
‫اإلنفاق‪5‬‬ ‫مصطلح أطلق في العهد العثماني للدللة على الشخص الذي يشرف على‬
‫حيث كان يزود المحال بالحاجيات الضرورية من مؤونة باإلضافة إلى حمل العتاد‬
‫والخيام واألمتعة‪ 6‬كما يعد مسؤول عن فئة الطباخين حيث كان لكل خيمة طباخا خاصا‬
‫بها وكان وكالء الحرج يرتدون قبعة بيضاء هرمية الشكل‪ ،7‬وكان يتم اختارهم من‬
‫الخيمة‪8.‬‬ ‫أقدم اليولداش في‬

‫‪ /8‬خوجة ⃰ الخيل‪:‬‬

‫هو الموظف الذي يدير أمالك البايلك ويشرف على مواشي الدولة التي يقدمها‬
‫األهالي كضرائب عينية تفرض عليهم وكذلك يقوم باإلشراف على تجنيد فرسان‬

‫‪ 1‬خليفة حماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪ 2‬عمار بوحوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ 3‬تيدينا‪ :‬الجزائر في أدبيات الرحلة واألسر خالل العهد العثماني‪ ،‬تح‪ :‬عميراوي أحميده‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 4‬محمد سحر ماهود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 5‬حسن حالق‪ ،‬عباس الصباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪6‬‬
‫‪T. Show :Voyage dans la régence d’alger ou description géographique, physique, philologique, etc de cet état,‬‬
‫‪Chez marlin éditeur, Paris, 1830, p 162‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Laugier de Tassy : Histoire du royaume d’alger, p 230.‬‬
‫‪ 8‬فهيمة عمريوي‪ :‬الجيش النكشاري بمدينة الجزائر خالل القرن ‪12‬هـ‪18 /‬م دراسة اجتماعية – اقتصادية من خالل سجالت المحاكم الشرعية‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬جامعة الجزائر‪2008 ،‬ـ ‪ ،2009‬ص ‪.43‬‬
‫⃰ خوجة‪ :‬كلمة تركية معناها المسجل أو الكاتب‪ ،‬أو الناسخ‪ ،‬أو المتعلم‪ ،‬أو المعلم الخاص وقد شكل أصحاب هذا اللقب هيئة مميزة في تركيبة األوجاق‬
‫في إيالة الجزائر ‪.‬ينظر‪ :‬محمد بن ميمون الجزائري‪ :‬التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بالد الجزائر المحمية‪ ،‬تح‪ :‬محمد بن عبد الكريم‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1981 ،‬ص ‪ /.171‬وينظر أيضا‪ :‬عقيل نمير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫المخزن‪ 1‬كما كان يشرف على إدارة أحواش⃰ البايلك‪ 2‬وصيانة أمالك الدولة وإعادة‬
‫استثمارها والتصال بالقبائل عند تعاملها مع الحكومة‪ 3‬فكانت مهامه تجمع بين الميدان‬
‫العسكري والسياسي حيث كان يتصرف في الجمال المخصصة لنقل الجيوش والعتاد‬
‫الحربي وكان يأمر بتوزيعها على مختلف قبائل اإليالة التي تتولى العتناء بها وذلك‬
‫الدولة‪4.‬‬ ‫بعد أن تدمغ بخاتم‬

‫‪ /8‬القاضيان والمفتيان‪:‬‬

‫كان القضاء في البايلك يتكون من قاضيان مالكي لغالبية السكان وحنفي لألتراك‬
‫والكراغلة مهمتهم النظر في القضايا التي تخص المجتمع كإقرار العقوبات وفرض‬
‫الغرامات‪ 5‬ومراقبة اإلدارة وإصدار األحكام الشرعية كما خول لقضاة العسكر النظر‬
‫في القضايا الخاصة بموظفي الدولة من فئة العسكريين‪ 6‬كما كان للقضاة دورا كبيرا‬
‫في جمع الضرائب كما كانت من بع مهامه أن الجيوش عندما تخرح للحرب يوفر لها‬
‫بعض المواد التي تحتاجها في المنطقة‪ 7‬كما يحتوي الجهاز القضائي على مقتيان‬
‫أحدهما حنفي واآلخر مالكي يعينان من طرف القاضي‪ 8‬يعقد جلسات للنظر في القضايا‬
‫مرتين في األسبوع‪ ،9‬إضافة إلى شهود ونائب ينوب عن القاضي في حالة غيابه‬
‫إضافة إلى الناظر‪ ،‬ويشكل كل هؤلء ما يسمى بالمجلس حي كان يتم النظر في القضايا‬

‫‪1‬مؤيد محمود حمد المشهداني ‪ ،‬سلوان رشيد رمضان‪ :‬أوضاع الجزائر خالل الحكم العثماني )‪ ،(1830-1518‬مجلة الدراسات التاريخية والحضارية‪،‬‬
‫مج‪ ،5‬عدد‪ ،16‬جامعة تكرت‪ ،‬أفريل ‪ ،2013‬ص ‪. 42‬‬
‫⃰ الحواش‪ :‬هي المزارع التي انتشرت بفحص مدينة الجزائر‪ .‬ينظر‪ :‬بلبروات بن عتو‪ ،‬المرجع السابق‪.373 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪L’abbé Edmond Lambert : A taravers l’Algérie histoire, mœurs et légendes des arabes, René haton, Libraire‬‬
‫‪éditeur, Paris, 1884, p 224.‬‬
‫‪ 3‬عمار بوحوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ 4‬حمدان بن عثمان خوجة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1837, op cit, p 256.‬ـ ‪Vayssettes : Histoire de contantine sous la domination turque de 1517‬‬
‫‪ 6‬صالح بوجمعة‪ ،‬محند بن حمو‪ :‬الوظائف والمهن بمدينة قسنطينة في العهد العثماني من خالل نوازل الفكون‪ ،‬مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مج ‪ ،33‬عدد‪ ،3‬قسنطينة‪ ،2019 ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪7‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪8‬‬
‫‪E. Pellissier De Reynaud : Annales Algériennes T1, Librairie militaire, J. Dumaine libraire éditeur de l’empereur,‬‬
‫‪p10.‬‬
‫‪ 9‬وليام شالر‪ :‬مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر(‪ ،) 1824 -1816‬تع‪ :‬إسماعيل العربي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.48‬‬
‫كل يوم جمعة ⃰ ‪1‬كما كان للقضاة على غرار هذه المهام دورا كبيرا في مرافقة المحالت‬
‫للنظر في المشكالت التي تعرض على جنود المحلة‪.2‬‬

‫‪ /10‬الشواش‪:‬‬

‫كان يتم اختيارهم وتوظيفهم من سلك اإلنكشارية بحيث كانوا يرتقون من مرتبة‬
‫جندي إلى شاوش‪ 3‬يختلف عددهم من محلة إلى أخرى حيث كان يذهب منهم كل سنة‬
‫الشرق ‪ 4‬يطلق عليهما شاوش الكرسي وهما‬
‫⃰‬ ‫أربعة في األمحال اثنان في محلة بايلك‬
‫من أصل تركي يتوليان مهمة الجلد ويصطحبان الباي عند خروجه حيث يمشيان أمامه‬
‫الغرب كانت السلطة‬
‫⃰‬ ‫التيطري وبايلك‬
‫⃰‬ ‫ويلقيان التحية باسم الباي‪ ، 5‬أما كل من بايلك‬
‫تخصص لكل منهما شاوشا‪ ،6‬وكان هؤلء تحت قيادة الباش شاوش‪ 7‬ومن بين مهامهم‬
‫السهر على النظام العسكري في الحمالت العسكرية وتطبيق األحكام‪ 8‬وكانت وظائف‬
‫هؤلء تحظى بتقدير كبير حيث شهد تاريخ بايلك قسنطينة عدة مرات إلى رتبة‬

‫⃰ بينما يرى وليام شالر أن كال القاضيان المالكي والحنفي كانا يعقدان جلسات يومية للحكم في القضايا التي تعرض عليهما وذلك فيما عدا يوم‬
‫الجمعة‪.‬ينظر وليام شالر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1837, op cit, p 256‬ـ ‪Vayssettes : Histoire de contantine sous la domination turque de 1517‬‬

‫‪ 2‬ابن المفتي حسين بن رجب شاوش‪ :‬تقييدات ابن المفتي في تاريخ باشوات الجزائر وعلمائها‪ ،‬تح‪ :‬فارس كعوان‪،‬ط‪ ،1‬بيت الحكمة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪ 3‬عمر حرفوش‪ :‬اإلدارة العثمانية في الجزائر" اإلدارة المركزية أنموذجا"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.182‬‬
‫⃰ بايلك الشرق‪ :‬يمتد من البحر األبيض المتوسط شمال إلى ما وراء بسكرة وواد سوف في حوض ريغ وايغرغر جنوبا ومن الحدود التونسية شرقا إلى‬
‫ما وراء إقليم ونوغة وبرج حمزة ( البويرة) وسفوح جبال جرج رة غربا‪ .‬ينظر‪ :‬محمد الصالح بن العنتري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 4‬أحمد الشريف الزهار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 5‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫⃰ بايلك التيطري‪ :‬يحده من الشمال الغربي سلسلة األطلس البليدي أما من الشمال الشرقي فتنتهي حدوده بين جبل ديرة وجبل ونوغة ومن الناحية الغربية‬
‫مجرى نهر الشلف عند المقطع المعروف بنهر وزل أما من الجنوب تحد البايلك سلسلة األطلس الصحراوي في الجزء بين تازة وبوغار من الجنوب‬
‫الغربي ونهاية جبل ديرة من الجنوب الشرقي باإلضافة إلى المناطق الصحراوية التي تسكنها قبائل الرحالة‪ .‬ينظر‪ :‬فايزة بوشيبة‪ :‬بايلك التيطري من‬
‫خالل األرشيف العثماني المحلي (‪1073‬هـ ـ ‪1245‬هـ ‪1662 /‬م ـ ‪ 1830‬م)‪ ،‬رسالة لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،2005 ،‬ص ‪.16‬‬
‫⃰ بايلك الغرب‪ :‬تمتد رقعته من الحدود المغربية بالضبط من وادي ملوية غربا إلى دار السلطان وبايلك التيطري شرقا ومن سواحل البحر األبيض‬
‫المتوسط شمال إلى الصحراء جنوبا ‪ ،‬ولقد بلغ بايلك الغرب أقصى اتساعه في عهد الباي محمد الكبير‪ .‬ينظر‪ :‬خروبي فتيحة‪ :‬بايلك الغرب الجزائري‬
‫خالل العهد العثماني وتطوره فيما بين (‪1563‬م ـ ‪1792‬م)‪ ،‬مجلة المرآة للدراسات التاريخية‪ ،‬عدد‪ ،1‬وهران‪ ،2014 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ 6‬أحمد الشريف الزهار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Laugier de Tassy, op cit, p 239.‬‬
‫‪8‬من النشوء إلى اإلنحدار‪ ،‬تر‪ :‬محمد األرناؤوط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المدار اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ‪ .130‬خليل إينالجيك‪ :‬تاريخ الدولة العثمانية‬
‫الباي ‪.1‬‬
‫⃰‬

‫‪ /11‬سنجق دار‪:‬‬
‫الراية‪2‬‬ ‫كلمة مجزأة إلى جزأين سنجق بمعنى الراية ودار بمعنى مسك أي ممسك‬
‫لقد اتخذ العثمانيين الراية كرمزا للسيادة والهيبة فقد كان يستعمل في العديد من‬
‫المناسبات مثل أيام العيد حيث يذكر كاثكارت في مذكراته أنه في صباح يوم العيد‬
‫يرفع العلم التركي على القصر ويرفع العلم الجزائري على التحصينات‪ 3‬كذلك استعمل‬
‫في المحالت حيث كان لكل فرقة مكونة للمحلة علمها الخاص بها ففرقة الفرسان‬
‫سواريسي علما شطره األعلى أخضر‪ 4‬واألسفل مصور عليه سيفا‬
‫⃰‬ ‫المسماة طوبراقلي‬
‫مذهبا على مثال ذي القفار محاطا بأربعة أهلة مذهبة‪ 5‬أما فرسان قبائل المخزن كانت‬
‫لهم رايات شطرها األعلى أصفر والسفل أحمر‪. 6‬‬

‫‪ /12‬المرابطين‪:‬‬

‫لقد لعب المرابطين دورا حاسما في وفعال طيلة الحكم العثماني على الجزائر لهذا‬
‫السبب كان كان على البايات أن ينتهجوا معهم سياسة خاصة تضمن لهم ولءهم‬
‫ومساندتهم في بسط حكمهم‪ 7‬وذلك نظرا للمهام التي كان يقوم بها المرابطين والتي‬
‫رايات الجند المقيمين في الحاميات العسكرية مقابل منحهم بعض‬
‫⃰‬ ‫تتمثل في إيصال ج‬

‫⃰ مثال ‪ :‬ومن الشواش الذين أصبحوا باياتا منهم محمد تشاكور‪ ،‬أحمد طوبال‪ ،‬قارة مصطفى‪ .‬ينظر‪ :‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Abdeljelil Temimi, op cit, p 70.‬‬

‫‪ 2‬حسن حالق‪ ،‬عباس الصباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪ 3‬كاثكارت‪ :‬مذكرات أسير الداي كاثكارت قنصل أمريكا في المغرب‪ ،‬تر‪ :‬إسماعيل العربي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص ‪.32‬‬
‫⃰ طوبراقلي سواريسي‪ :‬معنى طوبراق في التركية التلراب واألرض ويطلق على ذلك األرض المغلة ومعنى السواري الفرسان وقد سميت هذه الفرقة‬
‫بذلك ألنها كانت ترزق وقت السلم من األراضي بنظام خاص مذكورا في تاريخ الجندية العثمانية‪ .‬ينظر‪ :‬أحمد تيمور‪ :‬تاريخ العلم العثماني‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص ‪.6‬‬
‫‪4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ 6‬ميمن داود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ 7‬دوبالي خديجة‪ :‬العالقات الجتماعية بين الرعية والسلطة في بايلك التيطري من خالل الوثائق‪ ،‬مجلة الحوار المتوسطي‪ ،‬عدد‪3‬ـ‪ ،4‬ص ‪.11‬‬
‫⃰ الجرايات‪ :‬مفرده جراية وهيرمرتبات الجند وع الوات الموظفين وقد جرت العادة أن تسدد نقدا أو عينا في نهاية الشهر وتضاف لها مكافءات خاصة‬
‫في المواسم وعند توليات الحكام‪ .‬ينظر‪ :‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬األوضاع األقتصادية والجتماعية والثقافية لوليات المغرب العثمانية (الجزائر تونس‬
‫طرابلس الغرب) من القرن العاشر إلى الرابع عشر هجري ومن القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر ميالدي‪ ،‬حوليات األدب والعلوم‬
‫الجتماعية‪ ،‬الحولية‪ ،31‬جامعة الكويت‪ ،2010 ،‬ص ‪.97‬‬
‫الضرائب‬
‫⃰‬ ‫المتيازات للحفاظ على ولئهم‪ 1‬كما كان لهم دورا كبيرا في عملية جمع‬
‫نفوذه‪2‬‬ ‫وتأمين الطرقات وحفظ األمن بالمنطقة الواقعة تحت‬

‫‪ /13‬القياد‪:‬‬

‫هم عبارة عن جنود أتراك يحكمون فحصا ⃰ صغيرا أو مجموعة دواوير‪ 3‬كانوا‬
‫يعينون من قبل الباي ويختارون من بين ضباط اإلنكشارية الذين سبق لهم العمل‬
‫العرب‪4‬‬ ‫العسكري من أتراك و كراغلة وفي بعض األحيان ينتخب من األعالج⃰ أو‬
‫وكانوا مكلفين بجمع الضرائب‪ 5‬وتحديد المبالغ التي تدفعها القبائل اإلشراف على‬
‫جمعها بالرجوع إلى شيوخها وزعمائها‪ 6‬من أجل إقرار المن في المنطقة فكانوا‬
‫يمتازون بلباس البرنس األحمر الذي يخلعه عليهم الباشا في حفلة خاصة تقام لهذا‬
‫الغرض‪.7‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الفرق الداعمة للمحلة‪.‬‬

‫بعد تراجع عدد الجنود اإلنكشارية بالحاميات العسكرية لجأت الدولة العثمانية إلى‬
‫تكوين جماعات وفرق عسكرية كحل بديل لتسيير العمل العسكري ومن بين هده الفرق‬
‫نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪/1‬اليولداش‪:‬‬

‫‪ 1‬أرزقي شويتام‪ :‬المجتمع الجزائري وفعالياته في العهد العثماني (‪1519‬م ـ ‪1830‬م)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة دكتوراه دولة في التاريخ الحديث والمعاصر‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2006 ،2005 ،‬ص ‪.174‬‬
‫⃰ مثال ذلك أن الباي احمد الذباح قد أدخل ضمن نفوذه مرابطي أولد سيدي علي أو موسى حيث أوكلت لهم مهمة جمع الضرائب‪ .‬ينظر‪N, Robin : :‬‬
‫‪Le bey Mohammed ed-debbah, R,A, N17, A_ Jourdan liberaire éditeur, Alger,1873, p 367.‬‬
‫‪ 2‬عبد الكريم الفكون‪ :‬مشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولية‪ ،‬تح‪ :‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1987‬ص ‪.201‬‬
‫⃰ الفحص‪ :‬جمعه فحوص وهي الجهات القريبة من المدن والتي عرفت في الفترة اإلسالمية باألراضي التي يمتلكها سكان المدن ويقوم الفالحون بخدمتها‬
‫لفائدتهم‪ .‬ينظر‪ :‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬األوضاع الق‪ ،‬الج‪ ،‬والثقا‪ ،‬لوليات المغرب العثمانية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪3‬‬
‫‪T. Show, op cit, p 162.‬‬
‫⃰ األعالج‪ :‬هي تسمية كانت تطلق على المسيحيين الذين اعتنقوا اإلسالم للدللة على أصلهم المسيحي‪ ،‬جلبوا عن طريق األسر قبل أن يعتنقوا اإلسالم‬
‫تكاثر عددهم في القرنين ‪16‬م و ‪ 17‬م‪ .‬ينظر‪ :‬عزيز سامح التر‪ :‬األتراك العثمانيون في افريقيا الشمالية‪ ،‬تر‪ :‬محمود علي عامر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة‬
‫العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1989 ،‬ص ‪ . 224‬وينظر أيضا‪ :‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬األوضاع الق‪ ،‬الج‪ ،‬الثقا لوليات المغرب العثمانية‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ 4‬توفيق دحماني‪ :‬الضرائب في الجزائر‪1206‬ـ‪1282‬هـ‪1792/‬ـ‪1865‬م دراسة مقارنة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2007،2008،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ 5‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬بداية الحتالل‪ ،‬ط‪ ،3‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 6‬فلة القشاعي المولودة موساوي‪ :‬النظام الضريبي بالريف القسنطيني أواخر العهد العثماني‪1771‬م ـ ‪1837‬م‪ ،‬رسالة ماجستير في التاريخ الحديث‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،1990 ،1989 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 7‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫هي كلمة تركية من كلمتين " يول" بمعنى الطريق و" داش" تعني الرفيق أي‬
‫رفيق الطريق‪ ،1‬وهو أدنى رتبة في الجيش اإلنكشاري‪ 2‬وبعد ثالث سنوات فإن اليني‬
‫يولداش ( اليولداش الجديد)‪ ،‬يحييه رفقاؤه بمثابة إسكي يولداش أو رئيس فرقة لخيمة‬
‫‪Seffra‬تتكون من ‪ 16‬إلى ‪ 20‬رجال‪ ،3‬إذ ل يتجاوز عدد أفرادها في أغلب األحيان‬
‫‪ 270‬جندي‪ ،‬باإلضافة إلى أعداد وفيرة من الفرسان وقد أدى ذلك إلى تكوين قوة‬
‫ضاربة يتراوح عدد رجالها بين ‪ 500‬و ‪ 1000‬رجال على رأسهم الباي‪ ،‬وآغا المحلة‬
‫مقسمة حسب تنظيماتها إلى مجموعة خيام كل خيمة منها تضم فصيلة يشرف عليها‬
‫شاوش‪ 4‬وذلك لما نص عليه قانون الجند اإلنكشاري الذي جعل من األقدمية في الخدمة‬
‫المقياس الوحيد الذي يقوم به الجندي ويمنح بمقتضاه رتبة عسكرية‪ 5‬حيث يمثل‬
‫اليولداش القوات النظامية للجيش اإلنكشاري المخصص من قبل باشا الجزائر لحماية‬
‫أمن البايلك‪ ،6‬والقضاء على التمردات القبلية التي يعجز البايات عن اخمادها‪ 7‬كما كان‬
‫لهم دورا اقتصاديا يتمثل في مساعدة الباي على الجباية خاصة في المناطق الريفية‬
‫عن طريق ما يسمى بالمحالت‪ 8‬حيث يحق لهم في السنة الثانية العمل في المحلة‬
‫المكونة من ‪ 300‬إلى ‪ 400‬إنكشاري مرتين في السنة‪ 9‬ويتضاعف أجره كلما حقق‬
‫انتصارات في الحروب أو عندما يرتقي إلى رتبة باش يولداش⃰ ‪ 10‬وهو ما فصل فيه‬
‫⃰‬ ‫صائمات‬ ‫‪ Laugier de Tassy‬عن قيمة رواتبهم التي قدرت بـ ‪8‬‬ ‫الرحالة‬

‫‪1‬حسن حالق‪ ،‬عباس الصباغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ 2‬نوارة بوذراع‪ :‬التنظيم العسكري للجزائر العثمانية (‪ ،) 1830 -1518‬مذكرة مكملة للحصول على شهادة الماستر في تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬جامعة‬
‫محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،2019 ،2018 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 3‬وليام سبنسر‪ :‬الجزائر في عهد رياس البحر‪ ،‬تع‪ :‬عبد القادر زبادية‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 4‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬النظام المالي للجزائر أواخر العهد العثماني (‪ ،)1830 -1792‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪5‬حنيفي هاليلي‪ :‬بنية الجيش الجزائري خالل العهد العثماني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪6‬جميلة معاشي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ 7‬محمد مقصودة‪ :‬الكراغلة والسلطة في الجزائر خالل العهد العثماني (‪ ،)1830 -1519‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث‬
‫والمعاصر‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2014 ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪ 8‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ 9‬ميلودية جبور‪ :‬ظاهرة الغتيال السياسي في نظام الحكم العثماني في الجزائر(‪ ،)1830 -1519‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث‬
‫الدولة والمجتمع‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2015 ،2014 ،1‬ص ‪.58‬‬
‫⃰ باش يولداش‪ :‬هو رئيس فرقة متكونة من ‪ 20‬جنديا‪ .‬ينظر‪ :‬محمد بن ميمون الجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Fray diego de heado : Topographie et histoir générale d’alger, op cit, p 506.‬‬
‫⃰ صائمة‪ :‬هي عملة نحاسية وزنها ‪500‬غ ينظر‪ :‬عبد هللا بن محمد الشويهد‪ :‬قانون أسواق مدينة ( ‪1107‬هـ ‪1117 -‬هـ‪1695 /‬م – ‪1705‬م)‪ ،‬تح‪ :‬ناصر‬
‫الدين سعيدوني‪ ،‬البصائر الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪ )Saimes‬كل شهرين قمريين‪ 1‬وتسمى بالرواتب األدنى التي حددتها بعض‬
‫الدراسات بحوالي ‪ 8‬بياستر و ‪ 3/1‬ما يعادل ‪ 48‬بتاك شيك أو ‪ 384‬موزونة حوالي‬
‫اير كل شهرين قمريين‪.2‬‬
‫‪⃰ 16‬‬

‫‪ /2‬قبائل المخزن‪:‬‬

‫يعود أصلها إلى المؤسسات التي نشأت قبل الفترة العثمانية‪ 3‬حافظ عليها الحكام‬
‫األتراك وأعطوها صالحيات واسعة منذ أوائل القرن ‪12‬هـ‪17 /‬م‪ .4‬وهي عبارة عن‬
‫مجموعات سكانية لها صبغة فالحية وعسكرية وإدارية لما تقوم به من أعمال و‬
‫أدوار‪ 5‬فهي متمايزة في أصولها ومختلفة في أعراقها‪6‬فمنهم العبيد‪ ،‬والكراغلة‪ ،‬وعرب‬
‫الصحراء‪ ،‬وسكان الهضاب‪ ،‬والجبال‪ 7‬ورغم اختالف أصول مجموعات المخزن فإنها‬
‫تمكنت مع مرور الوقت بأن تقوم بحماية مصالح البايلك‪ ،8‬إضافة إلى ذلك فهم موظفين‬
‫مدنيين وأصحاب المتيازات وكبار المالكين‪ ،9‬فهم يمثلون قوة ضرورية لسلطة‬
‫البايلك نظرا للعدد القليل لقوات المحلة‪ 10‬وتقوم السلطة بتزويدهم باألسلحة مع اللتزام‬
‫بخدمة الباي وقت الحاجة إليها عند جمع الضرائب أو قمع الثورات كما أنهم معفون‬
‫من ضريبة الدولة لكن عليهم دفع الضريبة التي ينص عليها الشرع‪.11‬‬

‫ويضم كل بايلك العديد من القبائل المخزنية وهي مقسمة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Laugier de Tassy, op cit, p 253.‬‬
‫⃰ الاير‪ :‬قطعة نقدية من الفضة (البوتون) تعرف عادة بالبوجو أو الاير بوجو ضربت بالجزائر وكانت شائعة في اإلستعمال اليومي حتى اعتبرت الوحدة‬
‫النقدية األساسية وزنها ‪ 10‬غ‪ .‬ينظر‪ :‬عبد هللا بن محمد الشويهد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 2‬حسن كشرود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ 3‬م‪ .‬داود‪ :‬تنظيم الجيش الحتياطي بعد انضمام الجزائر إلى الدولة العثمانية ودوره في مواجهة الخطار األخطار الداخلية والخارجية‪ ،‬مجلة عصور‪،‬‬
‫العدد ‪ ،33 -32‬جانفي‪ -‬مارس ‪ ،2017‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 4‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬األوضاع الق‪ ،‬الج‪ ،‬الثقا لوليات المغرب العثمانية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 5‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬المهدي بوعبدلي‪ :‬الجزائر في التاريخ العهد العثماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪6‬حنيفي هاليلي‪ :‬بنية الجيش الجزائري خالل العهد العثماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ 7‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬المهدي بوعبدلي‪ :‬الجزائر في التاريخ العهد العثماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 8‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬الحياة الريفية بإقليم مدينة الجزائر (دار السلطان ) أواخر العهد العثماني (‪ ،)1830 -1791‬دار البصائر الجديدة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.421‬‬
‫‪ 9‬مبارك بن محمد الهاللي الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث‪ ،‬مكتبة النهضة الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.292‬‬
‫‪ 10‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬الحياة الريفية بإقليم مدينة الجزائر (دار السلطان ) أواخر العهد العثماني (‪ ،)1830 -1791‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.423‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Marcel Emerit : Les tribus privilégiées en Algérie dans la premiére moitié du 19 siècle d’alger, A.E.S.C, N°01, 1966,‬‬
‫‪p 52.‬‬
‫‪ /1-2‬دار السلطان‪:‬‬

‫‪ /1-1-2‬مخزن الزواتنة‪:‬‬

‫تنحدر أصول أفراده من الكراغلة الناجين من حركات التمرد عام ‪1633‬م ضد‬
‫سلطة الديوان‪ ،1‬وعرفوا بهذا السم لتوطنهم على ضفتي واد الزيتون الذي يقع‬
‫على الضفة اليسرى لواد يسر جنوب شرق الجزائر بين قبيلتي الخشنة وبني‬
‫جعاد‪ 2‬حيث يشكلون قوة عسكرية ذات نفوذ كبير إذ زودت دار السلطان بقوة‬
‫قوامها ‪ 3000‬جندي‪ ،3‬وينقسمون إلى مجموعتين رئيسيتين هما‪ :‬بودربالة‬
‫ومصباحة حيث يؤمنان طريق قسنطينة في جزئها الجبلي بين الفندق وبرج‬
‫حمزة‪.4‬‬

‫‪ /2-2‬بايلك التيطري‪:‬‬

‫‪ /2-2-2‬مخزن البرواقية‪:‬‬

‫يتكون من مجموعة الزبنطوط التي انظم إليها الكراغلة غير المتزوجين‪،5‬‬


‫كان هذا المخزن عبارة عن مؤسسة عسكرية وزراعية أنشأها الباي مصطفى‬
‫الوزناجي يحوي على كمية هائلة من الحبوب والبسكويت والبرغل⃰ ‪ ،6‬يتحكم‬
‫مخزن البرواقية في الطريق الجنوبي المجاور لمخزن الدوائر والعبيد ومكان‬
‫لخروج محالت الشتاء ضد القبائل البدوية‪.7‬‬

‫‪ 1‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬الحياة الريفية بإقليم مدينة الجزائر (دار السلطان ) أواخر العهد العثماني (‪ ،)1830 -1791‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .425‬للمزيد‬
‫ينظر‪Pierre Boyer :Le problème Kouloughli dans la régence,R,O,M,M, N°08, 1970, p 83 :‬‬
‫‪ 2‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر العهد العثماني‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Marcel Emerit, op cit, p 47‬‬
‫‪ 4‬ناصر الدين سعيدوني‪ :‬الحياة الريفية بإقليم مدينة الجزائر (دار السلطان ) أواخر العهد العثماني (‪ ،)1830 -1791‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.425‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Louis Rinn, op cit, p 40.‬‬

‫⃰ البرغل‪ :‬هو عبارة عن قمح مطحون مطهي يشبه األرز‪ .‬ينظر‪Fray diego de heado : Topographie et histoir générale d’alger, op :‬‬
‫‪cit,p 510.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Aucapitaine, Henri Federmann :Notice sur l’histoire et l’administration du beylik de titeri ,R.A , N°11, A_ Jourdan،‬‬
‫‪liberaire éditeur ،alger,1867,p 370.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Aucapitaine, Henri Federmann :Notice sur l’histoire et l’administration du beylik de titeri ,R.A , N°09, A_ Jourdan،‬‬
‫‪liberaire éditeur ،alger,1865, p 287.‬‬
‫‪ /3-2‬بايلك الشرق‪:‬‬

‫‪ /3-3-2‬الحنانشة‪:‬‬

‫لقد تربعت أسرة الحنانشة على المناطق الحدودية للشرق الجزائري وقد بلغت‬
‫ذروتها في القرن ‪6‬هـ‪16 /‬م إذ شملت أراضيها تراب الحدود التونسية شرقا‬
‫حتى شرق قسنطينة غربا‪ ،‬ومن القالة‪ ،‬وعنابة شمال إلى الزاب ومنطقة نفطة‬
‫بتونس جنوبا‪ ،1‬إذ تتوفر أسرة الحنانشة على قوة عسكرية ضاربة بحيث كان‬
‫فرسانها من أهم الوحدات العسكرية في جباية الضرائب‪ ،2‬حيث كان شيخ قبيلة‬
‫الحنانشة يسير ‪ 16‬قبيلة كانت تقطن الجبال وللشيخ مخزن يسمى زمالة الشيخ‬
‫أو مزارقية الشيخ يقوم بجمع الضرائب من القبائل التابعة له‪ ،3‬فأسرة الحنانشة‬
‫كبقية األسر تقوم برحلتي الصيف والشتاء بين السهوب والتالل‪ 4‬سعيا وراء‬
‫المراعي فكانت هذه األسرة ملجأ أيام الحروب والمحن كما كانت قرية تيفش‬
‫مخزنا لحبوبهم وحبوب أتباعهم‪.5‬‬

‫‪ /4-2‬بايلك الغرب‪:‬‬

‫‪ /4-4-2‬الدوائر والزمول⃰‪:‬‬

‫يذكر ‪ Emerit‬أن قبائل المحزن في بايلك الغرب إذا ما نظرنا إلى خريطة‬
‫توزيعها نجدها تشكل خطين متوازيين األول ينبع من حافة جبال التل من سبخة‬

‫‪1‬جمال ورتي‪ :‬تطور نظام اإلدارة الفرنسي في عمالة قسنطينة خالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر سوق أهراس نموذجا(‪،)1900 -1843‬‬
‫رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في التاريخ الحديث والمعاصر‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،2010 ،2009 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 2‬جميلة معاشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 3‬يعقوب خديجة‪ ،‬فاطمة الزهراء قشي‪ :‬الرزقي بن منصور شيخ قبيلة الحنانشة (‪ ،)184 -1826‬مجلة الناصرية للدراسات الجتماعية والتاريخية‪،‬‬
‫مج‪ ،9‬ج‪ ،1‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.316‬‬
‫‪ 4‬جميلة معاشي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫⃰ تعود تسمية الدوائر والزمالة في بايلك الغرب إلى عهد الباي محمد الكبير حيث حدث طاعون أو وباء فإنتقل الباي وحاشيته إلى خارج المدينة لبالد‬
‫أولد سليمان احدى بطون بني عامر ونصب خيمة حمراء من الوبر ليسكن فيها وجعل خداما في دائرة خيامه فسموا بالدوائر وعين آخرون لمحل أثقاله‬
‫فسموا بالزمالة‪ .‬ينظر‪ :‬توفيق دحماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.431‬‬
‫وهران إلى وسط واد سوف أما الثاني يمتد من سعيدة إلى سبدو وفي حواف‬
‫الصحراء‪ ،1‬كما ذكر ال مزاري أن مخزن وهران كان مقسما إلى قسمين هما‪:‬‬
‫المخزن الشرقي يضم المكاحلية‪ ،‬أولد سيدي العربي‪ ،‬وصبيح‪ ،‬وأولد العباس‪،‬‬
‫وغيرهم من أهل النواحي الشرقية من واد مينا إلى واد الشلف‪ ،‬والمخزن الغربي‬
‫يضم الدواير والزمالة والغرابة والبرجية‪ 2‬وتشكل هذه القبائل سندا عسكريا‬
‫للبايلك حيث شاركته في العديد من المعارك لصد هجمات المغاربة‬
‫والمتمردين‪ ،3‬كان لهذا المخزن دورا كبيرا في تدعيم سلطة البايلك إذ يمتلك‬
‫مخزن الدواير ‪ 70‬فارسا في الدوائر‪ ،‬و‪ 50‬فارسا في الغمرة‪ ،4‬و‪ 26‬فارسا في‬
‫أولد عامر‪ ،‬وأولد سيدي مسعود‪ ،‬أما مخزن الزمول فكان يشتمل على ‪286‬‬
‫فارسا‪.5‬‬

‫‪ /3‬الزواوة‪:‬‬

‫ظهر هذا السم منذ فترات سابقة إذ تنسب هذه التسمية إلى القبائل الواقعة‬
‫في أعالي جبال جرجرة ببالد القبائل الكبرى( زواوة‪ ،‬فليسة‪ ،‬قسطولة‪ ،‬اوقنون‪،‬‬
‫فتاية‪6).‬‬ ‫فراوسين‪ ،‬بني راتن‪ ،‬بطروم‪ ،‬بني منقالت‪ ،‬عمور‪ ،‬بني يحي‪ ،‬هجر‪،‬‬
‫و الزواوة قبائل كثيرة ومشهورة ومواطنهم ومساكنهم بشمال افريقيا الممتدة من‬
‫خليج مدينة الجزائر إلى بجاية احدى عواصمهم وإلى جيجل نصف دائرة فهؤلء‬
‫هم من يطلق عليهم بالزواوة‪ ،7‬وهم مرتزقة من القوات المحلية يتكون أفرادها‬
‫من قبائل الزواوة البربرية‪ 8‬حيث قدمت دعما كبيرا إلى األتراك العثمانيين‬

‫‪1‬‬
‫‪Marcel Emerit, op cit, p 52.‬‬

‫‪ 2‬األغا بن عودة المزاري‪ :‬طلوع سعد السعود في أخبار وهران والجزائر واسبانيا وفرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬تح‪ :‬يحي بوعزيز‪ ،‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،1990 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 3‬عمر حرفوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Louis Rinn, op cit, p 50.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ibid, p 51.‬‬
‫‪ 6‬أحمد توفيق المدني‪ :‬تاريخ الجزائر إلى يومنا هذا وجغرافيتها الطبيعية والسياسية وعناصر سكانها ومدنها ونظامها وقوانينها ومجالسها وحالتها‬
‫القتصادية والجتماعية‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬الجزائر‪ ،1931 ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 7‬أبو يعلى الزواوي‪ :‬تاريخ الزواوة‪ ،‬تع‪ :‬سهيل الخالدي‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪8‬جميلة معاشي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.263‬‬
‫خاصة في بدايات العهد العثماني حيث شاركت في العديد من المعارك منها‬
‫مساندة صالح ريس سنة ‪1555‬م في تحرير بجاية‪ ،1‬وفي سنة ‪1691‬م عندما‬
‫قام الداي شعبان بحملة على المغرب كان من بين أفراد جيشه أعدادا كبيرة من‬
‫جنود فرق الزواوة‪ 2‬ومن بين األدوار العسكرية التي قتم بها الزواوة هي مساعدة‬
‫اإلنكشاري‪3‬‬ ‫الداي علي خوجة (‪1817‬م‪1818 -‬م) في اخماد تمردات الجيش‬
‫خاصة عندما نقل مركزه من الجنينة إلى القصبة وكان تعدادهم آنذاك‬
‫حوالي‪ 200‬جندي‪ ،4‬زيادة على ذلك كانوا يستعملون في الحاميات كما هو‬
‫الحال في تلمسان‪ ،‬بسكرة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬عنابة‪ ،‬وغيرها من المناطق‪ ،‬أما في مدينة‬
‫الجزائر فإن ما يقارب ثلث جنود الحاميات كانوا من الزواوة قائدهم خاضع‬
‫آلغا اإلنكشارية‪ ،5‬كما كانوا يستعملون في محالت جباية الضرائب ول‬
‫يتقاضون أجرة إل أثناء الخدمة‪ 6‬إذ يذكر ‪ Devoulx‬أن قبائل الزواوة في بايلك‬
‫الشرق كانت تشكل ‪ 40‬خيمة حيث كانت ترسل هذه القبائل الجنود ألوطان‬
‫زياني في الشهر ينما أجر الزواوة‬
‫⃰‬ ‫بايلك الشرق حيث يتقاضى الجنود الترك ‪2‬‬
‫يقدر بـ ‪ 1‬زياني‪ 7‬حتى قيل عنهم أن الزواوة مقدمين في البالد مؤخرين في‬
‫الراتب‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد توفيق المدني‪ :‬حرب الثالثمائة سنة بين الجزائر واسبانيا (‪1492‬م‪1792 -‬م)‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪2‬‬
‫‪A.Berbreugger, op cit, p 116.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪H.D. de Gramment, op cit, 380.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ibid, p 381.‬‬
‫‪ 5‬صالح عباد‪ :‬الجزائر خالل الحكم التركي (‪ ،)1830 -1514‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.319‬‬

‫‪6‬م‪ .‬داود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬


‫⃰ الزياني‪ :‬أو الدينار الزياني قطعة نقدية ذهبية تعود أصولها إلى عهد الموحدين ثم أصبحت العملة الشائعة في عهد الزيانيين عندما ضربت بتلمسان‬
‫وظلت مستعملة في مدينة الجزائر لجودتها يختلف وزنها من قطعة إلى أخرى من ‪ 58،4‬غ إلى ‪ 66،4‬غ‪ .‬ينظر‪ :‬عبد هللا بن محمد الشويهد‪ ،‬المصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Devoulx : Tachrifat, Recueil de notes historiques sur l’administration de l’ancienne régence d’alger, Imprimerie du‬‬
‫‪gouvernement, op cit, p 32.‬‬
‫‪« Les zouaoua sont en avant pour le misère en arrière pour‬‬
‫» ‪la solde‬‬

‫أما في بايلك التيطري كانت فروع قبائل الزواوة المتعددة مثل أولد عالن‪،‬‬
‫أولد سيدي عمر‪ ،‬تزود الحاميات بالجنود والمشاة من أجل تأمين الطرقات‬
‫التي تربط بايلك التيطري بمدينة الجزائر واألبراج المحيطة بها‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قوانين تنظيم المحلة‪.‬‬

‫تعتبر وثيقة عهد األمان من بين الوثائق التاريخية التي صدرت ألول مرة‬
‫في عهد الباشا إبراهيم سنة (‪1068‬هـ‪1657 /‬م)‪ 2‬باجتماع من ضباط ديوان‬
‫الجزائر وجندها في مدينة الجزائر‪ ،3‬ولكن لم يطبق كما كان مرجوا لذلك حرر‬
‫مرة ثانية في عهد الداي محمد بن بكير ‪1161‬هـ‪ 03 4‬فيفيري ‪1748‬م‪ ،‬إذ تعد‬
‫حدثا هاما في تاريخ الجزائر العثمانية وذلك لما كان لها من تأثير على مختلف‬
‫األوضاع الداخلية التي تميزت بالفوضى والفتن والضطرابات وتعتبر الوثيقة‬
‫سندا تاريخيا لفهم األوضاع السياسية والجتماعية والعسكرية للجزائر‪ 5‬ودخل‬
‫حيز التنفيذ وظل سائر المفعول إل نهاية حكم الدايات سنة ‪1830‬م‪.6‬‬

‫ومن أهم القوانين التي درسها نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Aucapitaine, Henri Federmann ,R.A , N°11, op cit, p 300.‬‬
‫‪ 2‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار العثمانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 212 .‬‬
‫‪ 4‬توفيق دحماني‪ :‬در اسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.27‬‬
‫‪ 5‬سيد أحمد بن نعماني‪ :‬دراسة األرشيف العثماني المحفوظ في الجزائر وثيقة عهد أمان الجزائر ‪1748‬م نموذجا‪ ،‬المجلة الجزائرية للبحوث والدراسات‬
‫التاريخية‪ ،‬مج‪ ،3‬عدد‪ ،5‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.217‬‬
‫‪ 6‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.27‬‬
‫‪ / 1‬مناقشة السن القانوني لنهاية الخدمة العسكرية للجند والكراغلة وحددت إلى‬
‫سن ‪ 50‬أو ‪ 60‬سنة أي إلى سن الشيخوخة‪ 1‬مع بقاء مرتباتهم حيث يتقاضى‬
‫صاحبها كل ‪ 04‬أشهر جزء منها‪.2‬‬

‫‪ / 2‬الحق في الزواج والطالق وتربية األبناء بناء على نظم الشرع والسنة‪.‬‬

‫‪ / 3‬ممارسة المهام العسكرية دون أي ضغوط او مشاكل مع احترام سلم الرتب‬


‫العسكرية ووظيفة كل موظف في السلك العسكري‪ 3‬والعمل في حدود ما تخوله‬
‫رتبته من الشيخ والكاهية‪ ،‬والياباشي‪ ،‬والبولكباشي‪ ،‬واألوضباشي‪ ،‬واليولداش‪،‬‬
‫وينطبق هذا األمر على األغا لكونه القائد األعلى للقوات البرية باعتباره العين‬
‫الساهرة على تطبيق القانون ووجوب احترام تنفيذه وأن كل خروج عن هذا‬
‫القانون يعتبر خروجا عن الشرع اإلسالمي لذلك وجب فرض العقاب الصارم‪.4‬‬

‫‪ / 4‬إن وظائف كل موظف محددة بحيث ركز على عدم السماح ألبناء الشواش‬
‫ورجال المدفعية‪ ،‬والصبايحية‪ ،‬واألعالج والقياد بالتسجيل والنخراط وهذا‬
‫أيضا فيه ما يقال بالنسبة لمن يقول من الكتاب باحتكار األتراك للمناصب‬
‫العسكرية‪ 5‬في الجيش البري وعدم السماح بذلك للكراغلة وهذا ما يدحض‬
‫مزاعمهم وهذا يدل أيضا أن عهد األمان ينص على مالزمة كل شخص‬
‫لمنصبه‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 212 .‬‬

‫‪ 2‬محمد بن ميمون الجزائري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪3‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 212 .‬‬
‫‪ 4‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.32‬‬
‫‪ 5‬أرزقي شويتام‪ :‬دراسات ووثائق في تاريخ الجزائر العسكري والسياسي في الفترة العثمانية (‪ ،)1830 -1519‬المرجع السابق‪ ، ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 6‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ / 5‬يستند األغا في اصدار أحكامه على أساس القانون النبيل المستمد من‬
‫الشريعة اإلسالمية وفي حالة تعسر القضايا يساعده بعض الضباط من صنف‬
‫ياياباشي ‪ 1‬والبولكباشي في استخالص الحلول للمشاكل القائمة‪.2‬‬
‫⃰‬

‫‪ / 6‬إذا تعرضت البالد ألي خطر خارجي ينبغي توقيف محلة الشتاء‪ 3‬من أجل‬
‫الدفاع عن مدينة الجزائر‪ ،‬أما إذا كانت المحلة في مدينة الجزائر تتأهب للرحيل‬
‫فعليها المكوث في المدينة وتحصينها لتأديب المتمردين‪.4‬‬

‫‪ / 7‬إذا ارتكب آغا المحلة أي خطأ في آداء واجبه يعزل من منصبه وتؤجل‬
‫معاقبته إلى غاية عودة المحلة إلى الجزائر أين تجرى تحريات في قضيته ثم‬
‫يبين الحكم النهائي‪.5‬‬

‫‪ /8‬قد كان الجنود يتصرفون في األمور حسب أهوائهم وأغراضهم فكلما حاول‬
‫الداي المساس بمصالحهم أو امتيازاتهم أو تأخر عن دفع مرتباتهم كان مصيره‬
‫العزل أو الغتيال‪.6‬‬

‫‪ /9‬إذا ارتكب الجند أي مخالفة أثناء سير المحلة أو تقاعس في عمله يتم تقديمه‬
‫لآلغا من طرف الشاوش وتتم معاقبته إذا لزم األمر وفي حالة فراره من يد‬

‫الشاوش وظل غائبا ألكثر من ثالثة أيام يشطب من لئحة الجنود‪ 7‬وفي حال‬
‫عاد الجندي الفار يقبض عليه ويجلد حتى الموت‪.8‬‬

‫‪ ⃰ .‬الياباشي‪ :‬هو المسؤول عن مرافقة الباشا للمسجد يوم الجمعة وكانوا يرتدون عمامات بيضاء وكان أقدمهم بمثابة محامي اإلنكشارية حيث كان يدافع‬
‫عن رواتبهم خاصة عندما ل يتمكنون من العثور على الخبز واللحوم وغيرها من الحاجيات الضرورية للحياة‪ .‬ينظر‪Fray diego de heado : :‬‬
‫‪Topographie et histoir générale d’alger, op cit, p 508‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 2138‬‬
‫‪ 2‬أرزقي شويتام‪ :‬دراسات ووثائق في تاريخ الجزائر العسكري والسياسي في الفترة العثمانية (‪ ،)1830 -1519‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 215.‬‬
‫‪ 4‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 5‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ 6‬أرزقي شويتام‪ :‬دراسات ووثائق في تاريخ الجزائر العسكري والسياسي في الفترة العثمانية (‪ ،)1830 -1519‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 216.‬‬
‫‪8‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ /10‬إن أي عضو في المحلة يقوم بالتحريض على التمرد يمنع من الدخول إلى‬
‫مدينة الجزائر‪ ،‬أما إذا صدر من كل أعضاء المحلة فحكمهم كما يقول المثل‬
‫الجمل وما حمل وهذا األمر يدون في السجل‪ ،1‬ويمنعون من دخول مدينة‬
‫الجزائر وتعتبر محلتهم محلة مفقودة‪ 2‬كما أنه إذا قام أحد هؤلء األشخاص‬
‫بالدخول إلى مدينة الجزائر بعد مرور مدة قصيرة فإنه يجلد بالفالقة حتى الموت‬
‫عقابا له‪.3‬‬

‫‪ /11‬إن أي عضو في المحلة يمنع من تناول أو أخذ أي شيء من أمتعة المحلة‬


‫إل بعد طلب اإلذن وهذا ينطبق على محلة اإلنكشارية كما ينطبق أيضا على‬
‫محلة الزواوة‪.4‬‬

‫‪ /12‬إن الموظفين المكلفين بمهمة صك العملة‪ ،‬يمنعون من تداولها أو إخراجها‬


‫وإل فجزاء من يفعل ذلك اإلعدام بمعنى الحفاظ على مالية البالد من النقود‬
‫المزورة وكذا المحافظة على أسرارها وغيرها مما يدل على صرامة العثمانيين‬
‫على ميزانية البالد واقتصادها وسياستها الحكيمة في الجوانب المالية‪.5‬‬

‫‪ / 13‬كل من يتم تعيينه ليكون جزءا من المحلة ل يحق له المغادرة إل إذا ناب‬
‫عنه جندي آخر شريطة أن يكون هذا األخير في حالة عطلة‪ ،6‬وإذا لم يدرك‬
‫ذلك وتغيب دون مبرر‪ ،‬يعزل ويتوقف راتبه‪.7‬‬

‫‪ /14‬إذا مرض شخص من المحلة له الحق في الحصول على الطعام‪ ،8‬ويتم‬


‫التكفل به في مكان خدمته حتى يتم شفاؤه وكذلك الحال بالنسبة لكل مسافر قدم‬
‫من تونس أو طرابلس الغرب أو تلمسان‪.‬‬

‫‪ 1‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪2‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 3‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Venture De Paradis, op cit, p 46.‬‬
‫‪ 7‬حسن كشرود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 216.‬‬
‫‪ / 15‬إن أي عملية رفض إلجراءات ومراسيم دخول محلة الدنوش إلى مدينة‬
‫الجزائر يعاقب صاحبها ول يحق له البقاء في منصبه حتى لو كان بايا فإنه‬
‫يعزل‪.1‬‬

‫‪ / 16‬وضع مكافآت عن كل األعمال الشجاعة بالزيادة في الراتب عن مبلغ ل‬


‫يتجاوز ‪ 2،5‬صائمة كتشجع أو تحفيز عن ذلك‪.2‬‬

‫‪ / 17‬الدعوة إلى ضرورة احترام رجال الطرق والزوايا واتباع آرائهم‬


‫ونصائحهم‪.3‬‬

‫‪ /18‬لقد وضعت المحلة تنظيما محكما سمح لها بان تغطي النقص العددي الذي‬
‫كانت تعاني منه القوات العسكرية وإن كان اعتماده أساسا يعتمد على القوات‬
‫غير النظامية وإلى جانب رجال قبائل المخزن الزمالة الذين كانوا يدعمون‬
‫الجيش النظامي فشكلوا أيضا فرق الزواوة‪.4‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تجهيز وتمويل المحلة‪.‬‬

‫لقد أبدت السلطة العثمانية في الجزائر اهتماما كبيرا بالميدان العسكري‬


‫خاصة نظام المحالت من أجل إنجاح عملية جمع الضرائب في األرياف حيث‬
‫خصصت نفقات متنوعة وذلك لتلبية احتياجات الجند المرافق للمحلة وخصتها‬
‫بترتيبات وتحضيرات محكمة باعتبارها من أولويات الحكم العثماني‪.‬‬

‫فحسب الدراسات التا ريخية التي تحدثت لنا عن استعدادات خروج جنود‬
‫المحلة وتجهيزاتها تتجلى خاصة فيما ذكره ‪ Heado‬أن هذه المراسيم كانت تتم‬
‫قبل ‪ 10‬أو ‪ 12‬يوما‪ 5‬من أجل ضبط حركيتها واتجاهها ومهامها في جباية‬

‫‪ 1‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 4‬أرزقي شويتام‪ :‬دراسات ووثائق في تاريخ الجزائر العسكري والسياسي في الفترة العثمانية (‪ ،)1830 -1519‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Fray diego de heado :Topographie et histoir générale d’alger, op cit, p 510.‬‬
‫الضرائب‪ ،1‬كما وفرت لهم الحكومة ‪ 06‬خيول أو بغال لنقل عتاد كل خيمة‬
‫التي تحتوي على الغذاء والمالبس والذخيرة والمرضى‪ ،2‬وتدعيمها بخيول‬
‫جرحه‪3‬‬ ‫احتياطية في الخلف ليتم استعمالها عند الحاجة غي حالة موت الخيل أو‬
‫وكان الجيش مجهزا بطريقة محكمة حيث كان لدى األتراك كمية هائلة من‬
‫األمتعة فهم بمثابة قلعة متنقلة تحمل معها كل ما هو ضروري لمزاولة عملها‬
‫مع اتخاذ جميع الحتياطات والتدابير الالزمة حيث كان لديهم خبازون إلعداد‬
‫الخبز الطازج في األرياف وإذا لم تكن هناك طريقة لصنع الخبز الطازج فكانوا‬
‫يعوضونه بالبسكويت‪.4‬‬

‫كما يروي تيدينا في مذكراته عن كيفية اعداد محلة بايلك الغرب إذ خصص‬
‫لها ‪ 300‬أو ‪ 400‬جمل لتلبية احتياجات الباي فقط طيلة أربعة أشهر التي‬
‫تستغرقها المحلة‪ ،5‬وخصص لبايلك التيطري ‪ 500‬بغل منها ‪ 20‬موجهة لصالح‬
‫يسبق العتاد‬
‫⃰‬ ‫الزبنطوط والجزء اآلخر كان مخصصا لنقل العتاد‪ ،6‬وعادة ما‬
‫القوات العسكرية حيث يذكر هانبسترايت أن عملية نقل المؤونة وحملها تنطلق‬
‫قبل طلوع النهار وتتقدم في السير على الجنود بنحو نصف ساعة حتى يهيأ لكل‬
‫واحد منهم مكانا مخصصا عند توقفه‪.7‬‬

‫قناطر من‬
‫⃰‬ ‫ومحلة ال شرق مثال كان يخصص لكل خيمة منها شهريا ‪05‬‬
‫البسكويت‪ ،‬و‪ 08‬مكاييل من القمح‪ ،‬و ‪ 03‬جرات من الزبدة‪ ،‬وجرتين من‬

‫‪ 1‬حسن كشرود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Laugier de Tassy, op cit, p 256.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪T. Show, op cit, p 191.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Nahoum Weissmann, op cit, p 48.‬‬
‫تيدينا‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Aucapitaine, Henri Federmann ,R.A , N°11, op cit, p 370.‬‬
‫⃰ بينما يذكر ‪ Heado‬أن ارسال المؤونة للجنود يكون بعد ‪ 25‬يوما من خروج المحلة التي تحتوي على الزبدة والبرغل والقمح‪ .‬ينظر‪Fray diego :‬‬
‫‪de heado : Topographie et histoir générale d’alger, op cit, p 510‬‬
‫‪ 7‬هانبسترايت‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫⃰ القنطار‪ :‬هي وحدة تعادل ‪ 56‬كلوغراما أو ‪ 44‬أوقية في اسناتبول ويختلف وزنه عبر الوليات العثمانية‪ .‬بلبروات بن عتو‪:‬الباي محمد الكبير‬
‫ومشروعه الحضاري (‪1779‬م – ‪1797‬م)‪ ،‬المرجع السابق‪.345 ،‬‬
‫الزيت‪ ،‬وفي يومي اإلثنين والخميس يتم تسليم نصف خروف لكل خيمة حيث‬
‫كانت تقسم المؤونة أو الحصص على أفراد المحلة كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬الباش بلوكباشي‪ :‬يتلقى شهريا قنطارا من البسكويت‪ ،‬وجرة من الزبدة‪.‬‬


‫‪ -‬األودباشي األربعة‪ :‬يتلقون قنطارا من البسكويت‪ ،‬وجرة من الزبدة‪.‬‬
‫‪ -‬األغا‪ :‬يتحصل كل يوم على خروف‪ ،‬وجرة زبدة‪.‬‬
‫‪ -‬الكاهيا‪ :‬يستقبل يوميا نصف خروف‪ ،‬ونصف جرة زبدة‪.‬‬
‫‪ -‬الشاوش‪ :‬يتلقى شهريا جرة من الزبدة‪ ،‬وقنطارا من البسكويت‪ ،‬ومكيالين‬
‫من القمح‪.‬‬
‫‪ -‬حامل الراية‪ :‬يتحصل شهريا على قنطارا من البسكويت‪ ،‬ومكيالين من‬
‫القمح‪ ،‬وجرة من الزبدة‪.1‬‬

‫ولم يقتصر التمويل على الغذاء فقط بل شمل أيضا األسلحة فمحالت البايلكات‬
‫الثالثة‪ 2‬يخصص لها ما يقارب ‪ 04‬أرطال من البارود بقيمة ‪ 15‬درهما للرطل الواحد‪،‬‬
‫و‪ 04‬أرطال من الرصاص بقيمة ‪ 05‬درهم للرطل ما يعادل ‪ 80‬درهما للرجل الواحد‬
‫وتخصم هذه الكميات من رواتب الجند لصالح خزينة الدولة من أجل زيادة مداخيلها‪.3‬‬

‫كما كان للقبائل أيضا دورا في تكويل المحالت حيث نص قانو عهد األمان عن‬
‫مناطق تموينها في البايلكا ت ‪ ،‬فمحلة الشرق كانت تتلقى مؤنها من لحم وزبدة من‬
‫مخزن عمراوة‪ ،4‬أما محلة الغرب كانت تتحصل على اللحم والزبدة من مدينة مليانة‪.5‬‬
‫كما كانت مؤونة محلة الباي تقع على عاتق السكان الذين لبد أن يقدموا لها الضيافة‬
‫أو المعاش في أي مكان حلت فيه‪ ،6‬حيث كانوا يخصونهم بكميات أوفر من الطعام‬

‫‪1‬‬
‫‪Devoulx : Tachrifat, Recueil de notes historiques sur l’administration de l’ancienne régence d’alger, Imprimerie du‬‬
‫‪gouvernement, op cit, p 30.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, p 29.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ibid, p 30.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Devoulx : Ahad Aman règlement politique et militaire, op cit, p 215.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ibib,p 216.‬‬
‫‪ 6‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫الذي كان يحضر حسب الطريقة الخاصة المتبعة في تلك البالد‪ ،1‬كما كانت المحالت‬
‫تأخذ مستلزماتها من األهالي برضاهم أو غير رضاهم‪ 2‬وذلك لضرورة حفظ الجنود‬
‫وبقائهم خوفا عليهم من الهالك والضياع‪.3‬‬

‫نستنتج مما سبق أن نظام المحلة يتميز بالتكامل الوظيفي بين جنودها وفرقها فعلى‬
‫الرغم من التفاوت في الرتب العسكرية إل أنها استطاعت أن تجمع بين جميع الوظائف‬
‫اإلدارية واألنظمة العسكرية مستمدة أحكامها من قانون عسكري يضبط لها نشاطها‬
‫مع استمرار سيرورتها في عملية جباية الضرائب الريفية‪.‬‬

‫‪1‬هانبسترايت‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪ 2‬عائشة غطاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 3‬توفيق دحماني‪ :‬دراسة في عهد األمان القانون األساسي السياسي والعسكري للجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬

You might also like