Professional Documents
Culture Documents
مقدمة.
خاتمة.
قائمة المراجع.
مقدمة.
إيال ة الجزائ ر ،هي إيال ة عثماني ة تمت د من جب ال ط رارة ب الغرب ح تى القال ة ش رقاً ومن
الجزائ ر ش ماالً ح تى ح دود الص حراء الك برى جنوب اً نش أت س نة 1515م واس تمرت ح تى
1830تاريخ الغزو فرنسي للجزائر .بعد هزيمة كارلوس الخامس عام 1541أصبحت
الجزائ ر أق وى مين اء في الش اطئ الجن وبي للبح ر األبيض المتوس ط .ك ان اس مها الع ربي
تحت الحكم العثماني إيالة الجزائر (وصاية الجزائر).
ومن الم دن الجزائري ة ال تي له ا أهمي ة في اإليال ة الجزائري ة خالل العه د العثم اني
جيج ل وقس نطينة ووه ران وتلمس ان والجزائ ر ففيم ا تكمن اهمي ة ه ذه الم دن في اإليال ة
الجزائرية خالل العهد العثماني؟
المبحث األول :أهمية المدن الشرقية في الوالية الجزائرية العثمانية.
قس نطينة من م دن الس احل ه و أن بين ه ؤالء وس كان البادي ة تج انس أك بر وانس جام في
العادات واألخالق ،فالحضري ال يختلف عن عرب البادية إال كما يختلف السكان الحضر
ب الجزائر العاص مة عن ع رب متيج ة أو س فح األطلس .فهن اك تحالف ات يومي ة تج ري في
الداخل والخارج بالتناوب حيث أن معظم سكان المدينة هم من المالكين أو المزارعين في
المداش ر البعي دة أين يقض ون أش هرا بكامله ا لحراس ة أش غال الفالح ة ،وفي الش تاء ي أتي
البرانيون والفالحون في عدد كبير يبحثون عن مساكن واقية تحميهم من األمطار والثلوج
1
التي تجعل السكن في الخيام صعبا.
وفي العهد العثماني استفادت المدينة بموقعها من الميزات التجارية البرية والبحرية كونها
مص نفة جغرافي ا ض من الم دن ذات المين اء االس تفادتها من الم وانئ البحري ة التابع ة له ا
إداريا ،وبخاصة عنابة ،والقل ،وستورة ،والقالة ،وكميناء بري للقوافل القادمة من المشرق
نح و المغ رب ،واس تقطابها لتج ارة بالد الس ودان ،وه ذه الم يزة جعلت المدين ة الواقع ة على
ملتقى الط رق البري ة والبحري ة تحظى بتج ارة رائج ة ض منت له ا الديموم ة والم يرة
المستمدة ،مما جعلها مركزا للتبادل التجاري والنشاط الحرفي ،وهو ما أهلها لتصبح أكبر
مقاطعات اإليالة اتساعا وأغناها لما كانت تقدمه من دنوش سنوية.
- 1عائشة غطاس ،الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1830-1700،مقاربة اجتماعية-اقتصادية أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية ،جامعة
الجزائر،2001-2000،ص.304
وغير منتظمة ،تنقصها النظافة شتاء أرضيتها غير مبلطة ،وال توجد بها أية بناية تستحق
أدنى اهتمام " ،واستمرت على هذه الحال حتى سنة 1725م.
وخالل الق رون األخ يرة من العص ر الوس يط أص بحت قس نطينة إح دى الم دن الحفص ية
2
الرئيسية القادرة على منافسة بجاية للسيطرة على اإلقليم.
يعت بر القمح والش عير من الم واد األساس ية ال تي يس تهلكها س كان المنطق ة وغالبي ة المجتم ع
الجزائري بكثرة ،ولذلك فقد حاول السكان تأمين هذه الم ادة األساسية التي أولوها أهمية
خاصة فانتشرت زراعة الحبوب بأنواعها المختلفة ،فالقمح والشعير والذرة والذرة البيض اء
والحنظ ة ( ،)frementفي ح وض الص ومام ،ال ذي اعتبره الكثير من المؤرخين المصدر
األساس ي له ذه الم ادة بالنس بة للقبائ ل الش رقية ب ل وح تى لبايل ك الش رق وق د ع رفت زراع ة
القمح إنتاجا وفيرا حسب مارمول ،عند تحدثه عن المنطقة ،قائال ...« :وهم يغلون كمي ات
وافرة من القمح» ،وتمتد زراعتها إلى المنحدرات الجبلية بمنطقة البيبان ،ويرجع الفضل
في ذل ك إلى خص وبة أراض ي ح وض الص ومام ،وك ثرة مياه ه ،حيث اس تغلت ق رى ه ذه
3
المنطقة زراعة الحبوب بطريقة جيدة رغم استخدامها للوسائل التقليدية والطرق البدائية.
لإلش ارة ،ف إن ه ذا المنت وج غالب ا م ا يوج ه لالس تهالك المحلي ،حيث تحتف ظ ب ه الع ائالت
لزمن طويل «لمدة تزيد عن عشرين سنة» في مطامير وجرار كبيرة هيئت خصيصا لهذا
الغرض ،والتي تسمى باللغة األمازيغية (أكوفي .)Akoufiكما كانت تصدر كميات معتبرة
من الحبوب إلى دار السلطان وفق ما يقتضيه الدنوشة الصغير والكبير حسب الفصول.
ضف إلى ذلك إن زراعة األشجار رغم كثرتها وتنوعها ،فإن سكان هذه المنطقة يوجهون
ج ل اهتم امهم نح و ن وعين من األش جار ال تي تعت بر أساس ية وهي ال تين والزيت ون ،حيث
- 2سعيدوني ناصر الدين ،الجزائر في التاريخ العهد العثماني 2،وزارة الثقافة والسياحة ،الجزائر ،1984،ص.96
- 3شارفرقية ،الكتابات التاريخية الجزائرية الحديثة خالل القرن18م وبداية القرن19م دراسة تحليلية نقدية ،ط ،1دار الملكية ،الجزائر،2007،
ص.27
يتفتن الفالح ون في الجع افرة والم اين والقلع ة والبيب ان والغ دير في تقليم أش جار الزيت ون
والتين ويلقحونها ويعالجونها من الطفيليات ،حيث تزرع في جهات واسعة ومختلفة خاصة
حول السهول وبالمناطق الجبلي ة ،وهي من الزراعات القديمة التي انتشرت بالمنطقة منذ
عص ور خلت «وال تي تحس نت زراعته ا بفض ل جه ود األندلس يين المورس كيين» .وك ان
ال زيت الص افي المس تخرج من المنطق ة ،يب اع في أس واق م دن قس نطينة ،وبجاي ة ،ومدين ة
الجزائر ،ومنها ما ينقله التجار إلى تونس والقيروان ،وإ لى سوق تمبكتو بمالي يؤكد أحد
الدارسين أن زيت إمارة المقرانيين يباع في أفريقيا بأثمان باهظة ،األمر الذي جعل النساء
الس ودانيات يس تعملنه ال للطع ام فق ط ب ل ك ذلك للت داوي والزين ة وإ لى ج انب ه ذا الن وع من
األش جار ،تنتش ر ك ذلك زراع ة أن واع أخ رى من األش جار المثم رة ،إال أن كمياته ا قليل ة،
خاصة «ما يتعلق بالتفاح واإلجاص والمشمش والخوخ ،غير أن الرمان يوجد منه الكثير
4
وكذلك العنب».
نتج عن الوج ود العثم اني في مدين ة وه ران خاص ة بع د الفتح الث اني والنه ائي له ا على ي د
الب اي "محم د الكب ير "منش ات عمراني ة جدي دة ،ض ف إلى ذل ك إن الب اي ق د تص رف في
المنش آت اإلس بانية الموج ودة س واء بالتع ديل أو اله دم النه ائي حيث أم ر به دم األب راج
الموالي ة لل بر وهي ب رج مرج اج وب رج رأس العين الكب ير والص غير وب رج ال ويز وب رج
فراند وبرج کالوص (كذا) واشباههم من األبراج الموالية للبر وعرضه بذلك رفع الضرر
عن المسلمين .ولما حرر محمد الكبير وهران للمرة األخيرة عام ،1791خلد هذا الفتح في
لوح ة خاص ة رخامي ة اثبتت في ال برج األحم ر" وتحم ل ت اريخ ( 1206م 1791م ) كم ا
- 4جون ب وولف ،الجزائروأوربا ،1830-1500تر:أبو القاسمسعداﷲ ،ط خ ،عالم المعرفة ،الجزائر ،2009،ص.37
كتب على بعض حوائ ط ال برج األحم ر ت اريخ فتح وه ران ومن فتحه ا وأي س لطان وباش ا
كان الفتح في عهده مع تاريخ دولة لها ،كما قام ببناء قبة له سنة (1207ھ 1792/م).
ب ني الج امع األعظم المع روف ب "ج امع الباش ا" ،في س نة (1207هـ1792/م) ب أمر من
الداي "حسن باشا" بمناسبة الفتح االخير لوهران واسترجاعها من يد االسبان ،كما انه هناك
لوح ة رخامي ة تحم ل كتاب ة اثري ة وهي مربع ة الش كل قي اس 70س م ،وتحت وي على ثالث ة
عشر سطرا وتناولت المساجد العثمانية بصفة عامة بالدقة في التشييد واستعمال الرخ ام في
المح راب والت أنق في المن بر واس تعمال الثري ات وال زرابي والزخرف ة والنق وش ب الحروف
العربي ة وك ذا التركيب ة على الج دران .كم ا ش اع فيه ا اس تعمال الفسيفس اء وزخرف ة النواف ذ
واألبواب .وقد الحظ بعض الباحثين أن مساجد وهران ،مثال كانت أجمل من الكنائس ال تي
رغم ان مدة بقاء وهران تحت العثمانيين كانت قصيرة .كما تعددت الكتابات التي تحتوي
اآلي ات القرآني ة .وق ام الب اي بتش ييد حبس علي ه ع دد كب ير من المت اجر والحمام ات حول ه
المواجه ة القص بة .وتعت بر منارت ه من الم آثر التاريخي ة الهام ة به ذه المدين ة ،بش كلها
المعماري والهندسي الجميلين.
بنيت على يد الباي "محمد الكبير" وتقع في خنق النطاح الذي بها ضريحه ،ويقال انها ما
تزال قائمة وحولت إلى مسجد باسمه ،وال يوجد ما يذكر تاريخ تأسيس المدرسة بالضبط
سوى أنها كانت موجودة أيام الباي "محمد الكبير الذي حكم خالل الفترة ما بين (1194ھ/
1779م1799-م) ،تق ع في حي النط اح وتس مى الي وم بــ" :ج امع محم د الكب ير" ،وك انت
تأوي الطلبة المجاهدين المرابطين ضد االسبان ،سلبها االسبان اثناء احتالله الثاني المدينة
5
وهران .ولكن تم استرجاعها بعد تحرير المدينة.
- 5بن ميمونمحمد ،التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بالد الجزائر المحمية ،ط ،1تح :بن عبد الكريم ،ش.و.ن.ت ،الجزائر.45 ،1972،
المطلب الثاني :أهمية مدينة #الجزائر في الوالية الجزائرية العثمانية#.
بايلك التيطري هو أحد بايلكات أيالة الجزائر األربعة وعاصمته مدينة المدية ،أسس عام
1546م ويعت بر أص غر البايلك ات وأكثره ا ارتباط ا بالس لطة المركزي ة ،له ذا وض ع بج انب
الباي قاضي يتصل مباشرة بالجزائر.
تمتد حدود بايلك التيطري من قبيلة موزاية وبني صالح بالقرب من البليدة وبني مسعود
ش ماالً ح تى ح دود قبائ ل زيان ة ،عبادلي ة ،اوالد ط اعن ،أوالد ناي ل ،أوالد س يدي عيس ى
جنوباً ،أما من الشرق فقبيلة بني سليمان وعريب ومن الغرب قبيلة جندل وأوالد خليف.
احت ل ع روج برب روس المدي ة ع ام 1517م ونص ب حامي ة من المش اة األت راك وبعض
الفرس ان األندلس يين المه اجرين من إس بانيا .ق ام حس ن باش ا بن خ ير ال دين بإنش اء بايل ك
ال تيطري ع ام 1546م وك انت ح دوده من الجن وب ب وغزول ووادي س يباو ويس ر من
الش مال ه ذه الح دود امت دت أك ثر ع ام 1727ح تى األغ واط جنوب اً ،بع د ع دة انتفاض ات
لسكان الجنوب قام باشا الجزائر بتنظيم إداري وعسكري جديد حيث عام 1775م تم تثبيت
6
مركز بايلك التيطري بالمدية وكان مقر الحكم بقصر الباي.
عن د دخ ول االس تعمار الفرنس ي إلى الجزائ ر ذهب ب اي بايل ك الش رق مص طفى ب ومرزاق
رفق ة جن وده للجزائ ر من أج ل المش اركة في معرك ة س طاوالي وك انت تل ك نهاي ة بايل ك
التيطري.
قسم بايلك التيطري إلى أوطان وهناك بعض المناطق قسمت إلى تل أعلى وتل أسفل أي
جن وبي ،وك ان األول يض م قبائ ل ب ني حس ن وهي كم ا يلي (حس ن بن علي ،ب ني يعق وب،
ووزرة ،وامري ،وريغة ،وهوارة) وكانت هذه القبائل مستقرة وتتعاطى الفالحة ،أما التل
القاض ي األك بر ك ان األت راك يول ون على الوالي ات قض اة ليحكم وا فيه ا وك ان القاض ي
الخاص ببايلك التيطري يدعى خوجة األكبر وكان معروفا بالثراء والحكمة.
يك اد يجم ع المؤرخ ون المختص ون في ت اريخ الجزائ ر العثماني ة على أن ه ذه الف ترة ك انت
فترة ركود علمي ،حيث فقدت کبری الحواضر ومنها تلمسان مركزها وإ شعاعها الثقافي
التي كانت تتمتع به العصور السابقة خاصة الفترة الزيانية ،لكن المالحظ أن المدينة بقيت
محافظ ة على نص يب من مكانته ا العلمي ة نظ را االس تمرار مؤسس اتها الثقافي ة في تأدي ة
وظائفها وبروز مجموعة من العلماء ،إضافة إلى األندلسيين الذين كان لهم دور كبير في
بعث الحرك ة الثقافي ة في مدين ة تلمس ان ابت داء من الق رن الس ادس عش ر الميالدي ،حيث
ه اجر مجموع ة كب يرة من العلم اء واألس ر العلمي ة ب تراثهم وعل ومهم فض ال عن تنش يطهم
للحياة االقتصادية واالجتماعية وإ دخال نظم جديدة .وال ينبغي أن نهمل دور بعض الحكام
العثم انيين أمث ال الب اي محم د الكب ير في الج انب العلمي والثق افي 8،حيث ك انت ل ه عالق ة
حس نة م ع رج ال العلم والثقاف ة وأدخ ل مجموع ة كب يرة من اإلص الحات االجتماعي ة
واالقتص ادية والثقافي ة ،وك ان ل ه عناي ة كب يرة بالمؤسس ات التعليمي ة كالمس اجد والم دارس
والزواي ا إن م ا ميز الحي اة الثقافي ة في مدينة تلمس ان ه و الدور الكبير المؤسساتها الثقافي ة
والتعليمي ة ،وك انت ه ذه المؤسس ات تجم ع بين ال دور ال ديني وال تربوي التعليمي ،ولع ل في
مقدمتها المساجد التي بلغ عددها حوالي ( )500مسجدا ،كانت في معظمها صغيرة وكانت
تعقد بها حلقات الدروس في العلوم الدينية ،أما تحفيظ القرآن فكان يتم في الكتاتيب الملحقة
- 7خوجة حمدان بن عثمان ،المرآة ،تح:محمد العربي الزبيري ،مرجع سابق ،ص.50
- 8الزين محمد،األوضاع االجتماعية والصحية في الجزائر العثمانية)،(1830-1518أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية ،جامعة سيدي
بلعباس ،2011-2010،ص.27
بالمس اجد ،وأش هر مس اجد المدين ة ق د تأسس ت في العه ود اإلس المية األولى وهي :مس جد
أغ ادير المس جد الكب ير ،مس جد أبي الحس ن التنس ي ،مس جد أوالد اإلم ام ،مس جد إب راهيم
المص مودي ،مس جد أبي م دين بالعب اد ،مس جد س يدي الحل وي .وك انت ه ذه المس اجد تق وم
بدورها الديني والثقافي واالجتماعي ،كما وجدت مساجد أخرى باألحياء وعادة ما كانت
تلحق بها الكتاتيب التي كانت مخصصة التعليم الصبيان بعض المبادئ في الكتابة والقراءة
وخاصة تحفيظ القرآن ،وكانت عبارة عن غرف بسيطة أثاثها مكون من حصير ،وكانت
أدوات الكتابة عبارة عن لوح خشبي مصقول ودواة وقلم من القصب وإ ناء للمحو.
خاتمة.