You are on page 1of 12

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية نظرية االعتماد اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫المطلب الأول‪ :‬نشأة تطور وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سمات نظرية االعتماد أو التبعية اإلعالمية‪+.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أفكار نظرية االعتماد اإلعالم واالتصال وانتقاداتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهم افتراضات نظرية االعتماد اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ : :‬االنتقادات الموجهة لنظرية اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف االعتماد على وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫يعتبر االعتماد على وسائل اإلعالم ضرورة أساسية في المجتمعات الحديثة‪ ،‬حيث يستطيع‬
‫الفرد إدراك هذا االعتماد بالتدريج منذ الحاجة إلى معرفة أفضل المشتريات في األسواق‬
‫وانتقاالً إلى احتياجات أكثر شموالً واكثر تعقيداً كالرغبة في الحصول على معلومات عن‬
‫العالم الخارجي لكي يتفاعل معه‪.‬‬

‫ونظ راً الختالف األف راد في أه دافهم ومص الحهم ف إنهم أيض اً يختلف وا في درج ة االعتم اد‬
‫على وس ائل اإلعالم‪ ،‬وبالت الي يش كلون نظم اً خاص ة لوس ائل األعالم ترتب ط باأله داف‬
‫والحاج ات الفردي ة لك ل منهم وطبيع ة االعتم اد ودرجت ه على ك ل وس يلة من الوس ائل في‬
‫عالقتها بهذه األهداف‪ ،‬ويترتب على اشتراك األفراد في بعض األهداف ودرجة االعتماد‬
‫على الوسائل التي تحقق هذه األهداف ظهور نظم مشتركة لوسائل اإلعالم بين الفئات أو‬
‫الجماعات‪ ،‬وعلى سبيل المثال يجتمع األفراد الذين يهتمون بالشئون المحلية بدرجة كبيرة‬
‫في فئة لها نظامها اإلعالمي الخاص عندما تري أن هذا االهتمام يتحقق من خالل قراءة‬
‫الصحف المحلية‪ ،‬وغيرهم في فئات تبحث عن التسلية واالسترخاء من خالل برامج معينة‬
‫في التليفزي ون ‪ ...‬وهك ذا ي وحي ه ذا التقس يم فئ ات بوج ود نظم متفاوت ة لوس ائل اإلعالم‬
‫بالنسبة لألفراد تحددها طبيعة األهداف‪ ،‬ودرجة االهتمام بها وطبيعة االعتماد على وسائل‬
‫معينة ودرجته في تحقيق هذه األهداف‪.‬‬

‫ومن هنا نطرح التساؤل التالي‪ :‬ما هي نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم واالتصال وما‬
‫أهدافها؟‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية نظرية االعتماد اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫المطلب الأول‪ :‬نشأة تطور وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫تواصله منذ زمن بعيد عن طريق َنقش الرموز على ُج دران الكهوف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أسَّس اإلنسان طُرق‬
‫التواص ل‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬فوظَّف‬
‫ُ‬
‫وتش كيل أعم دة ال دخان المتص ِ‬
‫اعدة‪ ،‬فلم يتخ َّل عن حاجت ه إلى‬ ‫ُ‬
‫الحربين‬
‫َ‬ ‫متدة‪ ،‬حتى خالل‬‫زمني ة ُم َّ‬
‫بريدي ة لفترة ّ‬
‫ّ‬ ‫تراس ل‬
‫ُ‬ ‫ودربه؛ ليكون أداة‬
‫الحمام الزاجل‪َّ ،‬‬
‫الورقي ة ع ام‬
‫ّ‬ ‫الص ُحف‬
‫ثم ُّ‬
‫دي‪ّ ،‬‬ ‫الع الَ َّ‬
‫ميتَين‪ :‬األولى‪ ،‬والثاني ة‪ ،‬لي أتي بع دها النظ ام البري ّ‬
‫الثالثيني ات من الق رن‬
‫ّ‬ ‫أم ا في‬
‫وتوس ع انتش ارها‪ّ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫أدى إلى ازده ار إنتاجه ا‪،‬‬
‫مم ا ّ‬
‫‪1605‬م‪ّ ،‬‬
‫ثم بدأت مراسالت التلغراف‬
‫التاسع عشر‪ ،‬فقد كان العالَم على موعد مع اختراع الراديو‪ّ ،‬‬
‫األرضية‬
‫ّ‬ ‫مما أتاح المجال لظهور الهاتف‪ ،‬إلى أن بدأ تفعيل خدمة الهواتف‬
‫عام ‪1844‬م‪ّ ،‬‬
‫تطور ليكون‬
‫تم اختراع جهاز التلفاز الذي َّ‬
‫جادة‪ّ ،‬‬
‫عدة محاوالت ّ‬ ‫الثابتة عام ‪1900‬م‪ ،‬وبعد ّ‬
‫َبثُّه ب َ‬
‫‪1‬‬
‫أن مص طلح اإلن ترنت ب دأ ب الظهور‬
‫اللونين‪ :‬األبيض‪ ،‬واألس ود‪ ،‬ومن الج دير بال ذكر ّ‬
‫خمسينيات القرن العشرين‪ ،‬حيث ِ‬
‫ُأطلقَت‬ ‫ّ‬ ‫منذ عام ‪1973‬م‪ ،‬وذلك بعد اختراع الحاسوب في‬
‫منص ات استقبال‪،‬‬
‫مي ة في عام ‪1991‬م‪ ،‬وفي عام ‪1994‬م‪ ،‬بدأت تنشأ ّ‬
‫شبكة اإلنترنت العالَ ّ‬
‫بإمكاني ة‬
‫ّ‬ ‫حركات البحث عبر اإلنترنت‪ ،‬لتتوالى اإلنجازات‬
‫وم ِّ‬
‫اإللكتروني‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وإ رسال البريد‬
‫اعي‪ ،‬ال تي س اعدت على فَتْح‬
‫التواص ل االجتم ّ‬
‫ُ‬ ‫ثم ظه ور وس ائل‬‫النص ية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫إرس ال الرس ائل‬
‫ليتبع ه‬ ‫ِ‬
‫راعيه‪ ،‬وذل ك من ذ أن ُأنش ئ موق ع فيس ب وك ع ام ‪2004‬م‪َ ،‬‬‫التواص ل على مص َ‬
‫ُ‬ ‫ب اب‬
‫ُّ‬
‫تصدر‬ ‫االجتماعي اليوم تتسابق في‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫موقع تويتر بعد سنتَين فقط‪ ،‬وال تزال وسائل‬
‫ّ‬
‫ري على اختالف لغ ات الن اس‪،‬‬
‫التواص ل البش ّ‬
‫ُ‬ ‫المعبِّرة عن ِس مة‬
‫مش هد اس تحقاقها؛ لتك ون ُ‬
‫ومعتقَداتهم‪ ،‬ورغباتهم‪.‬‬
‫وأماكنهم‪ُ ،‬‬

‫‪ -‬د‪.‬إبراهيم عبد اهلل المسلمي‪ ،‬اإلعالم اإلقليمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.09‬‬ ‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫تعرف نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم‪ ،‬على أنها مجموعة من األفكار التي تعبر عن‬
‫اعتم اد األف راد على وس ائل اإلعالم بطريق ة مباش رة‪ ،‬وه ذا ح تى يتمكن من الحص ول على‬
‫المعلوم ات ال تي يري دونها في موض وع معين‪ ،‬كم ا تع رف على أنه ا عب ارة عن مص ادر‬
‫المرتبطة بمجال معين يهتم الناس بمتابعته مثل وسائل‬
‫تساعدهم على توفير بعض األخبار ُ‬
‫اإلعالمات التي تنقل األحداث واألخبار الدولية أو المحلية بشكل يومي‪.‬‬

‫ت وفر نظري ة االعتم اد على وس ائل اإلعالم إط ًارا إي ديولوجي متع دد المس تويات لش رح‬
‫الظروف الخاصة بمستوى الفرد والمجتمع التي تؤثر على درجة أهمية وسائل اإلعالن في‬
‫حياة األفراد اليومية‪.‬‬

‫كم ا أنن ا من الممكن أن نع رف نظري ة االعتم اد على وس ائل اإلعالم‪ ،‬على أنه ا منهجي ة‬
‫لدراس ة اث ر وس ائل اإلعالم المختلف ة على الجمه ور والتف اعالت ال تي تنتج بين الجمه ور‬
‫ووس ائل اإلعالم واألنظم ة االجتماعي ة المختلف ة‪ ،‬ولق د تم تق ديم الخط وط العريض ة من ه ذه‬
‫النظري ة من قب ل ب احثي االتص االت األمريكي ة (س اندرا ب ول روكيش) و (وملفين ديفل ور)‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪.1976‬‬

‫تص ور نظري ة االعتم اد على وس ائل اإلعالم‪ ،‬كعالق ة تعتم د فيه ا تلبي ة أه داف واحتياج ات‬
‫أحد األطراف على موارد الطرف األخر‪ ،‬حيث تركز النظرية بشكل أساسي على العالقة‬
‫بين الجمه ور ووس ائل اإلعالم‪ ،‬ففي المجتمع ات الص ناعية مثالً ال تي تق وم على المعلوم ات‬
‫يميل األفراد فيها إلى تطوير اعتمادهم على وسائل اإلعالم حتى تقوم بتلبية مجموعة من‬

‫‪ -‬عبد اهلل المهاجري ‪2017‬م دور اإلعالم في نشر التوعية األسرية في المجتمع‪ ،‬المجلة اإللكترونية الشاملة متعددة‬ ‫‪2‬‬

‫التخصصات‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬أغسطس‪ ،‬ص‪.225‬‬


‫احتياج اتهم المتنوع ة‪ ،‬وال تي من الممكن أن ت تراوح بين الحاج ة إلى المعلوم ات السياس ية‪،‬‬
‫إلى الحاجة للحصول على بعض وسائل االسترخاء والترفيه‪.‬‬

‫بش كل ع ام‪ ،‬يمكنن ا الق ول أن م دى ت أثير وس ائل اإلعالم يرتب ط بدرج ة اعتم اد األف راد‬
‫واألنظم ة االجتماعي ة على وس ائل اإلعالم‪ ،‬هن اك اقتراح ان أساس يان طرحهم ا كالً من‬
‫‪ )Rokeach‬و (‪ DeFleur‬هما‪:‬‬

‫يزداد االعتماد على اإلعالم كلما زاد عدد الوظائف االجتماعية التي يؤديها الجمهور من‬
‫خالل وسيط على سبيل المثال األفراد التابعين لحملة الناخبين أو األشخاص الذين يقوموا‬
‫بتوفير الترفيه‪ ،‬كلما زاد اعتماد الجمهور على وسيط دون وسائل اإلعالن‬

‫يزداد االعتماد على اإلعالم كلما زاد عدم استقرار المجتمع على سبيل المثال في حاالت‬
‫التغي ير االجتم اعي والص راع‪ ،‬زاد اعتم اد الجمه ور على وس ائل اإلعالم‪ ،‬وبالت الي زادت‬
‫‪3‬‬
‫اآلثار المحتملة لوسائل اإلعالم على الجمهور‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سمات نظرية االعتماد أو التبعية اإلعالمية‪+.‬‬

‫م ع تعق د الحي اة في المجتمع ات الحديث ة‪ ،‬والتق دم المس تمر في تكنولوجي ا وس ائل اإلعالم‪،‬‬
‫تتزايد أهمية وسائل اإلعالم في نقل المعلومات‪ ،‬ففي المجتمع األمريكي على سبيل المثال‪،‬‬
‫ف إن وس ائل اإلعالم تق وم بمجموع ة متنوع ة من الوظ ائف منه ا تق ديم معلوم ات عن‬
‫الحكوم ة‪ ،‬والخدم ة في حال ة الط وارئ‪ ،‬كم ا تعت بر المص در األساس ي إلدراك الم واطن‬
‫الع ادي لألح داث القومي ة والعالمي ة‪ ،‬كم ا ت وفر أيض اً كم اً ه ائال من ال برامج الترفيهي ة‬
‫لمساعدة الجمهور على االسترخاء والهروب من مشاكل الحياة اليومية‪.‬‬

‫‪ -‬جاد عويدات (‪2020‬م)‪" :‬تفاعل الشباب الجامعي مع طرق الوقاية من فيروس كورونا عبر الفيسبوك‪ :‬دراسة‬ ‫‪3‬‬

‫ميدانية لمستخدمي صفحتي قناة "المملكة األردنية" ‪ ،‬وقناة "‪ France24‬عربي""‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية‪ ،‬المركز‬
‫الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين ألمانيا "العدد الحادي عشر"‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫ومن أج ل الحص ول على المعلوم ات تتفاع ل وس ائل اإلعالم م ع النظم األخ رى كالنظ ام‬
‫االقتصادي‪ ،‬السياسي‪ ،‬والديني حيث تنشأ عالقة متبادلة بين وسائل اإلعالم وهذه األنظمة‪،‬‬
‫ومن هن ا وض ع " ديفل ير ورك تيش" نم وذج لتوض يح العالق ة بين وس ائل اإلعالم والق وى‬
‫االجتماعية األخرى‪ ،‬وهو ما عرف بنظرية االعتماد‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص الفك رة األساس ية لنظري ة االعتم اد على النح و الت الي "أن ق درة وس ائل‬
‫االتص ال على تحقي ق ق در أك بر من الت أثير المع رفي والع اطفي والس لوكي‪ ،‬س وف ي زداد‬
‫عن دما تق وم ه ذه الوس ائل بوظ ائف نق ل المعلوم ات بش كل متم يز مكث ف‪ ،‬وه ذا االحتم ال‬
‫سوف تزيد قوته في حالة تواجد عدم استقرار بنائي في المجتمع بسبب الصراع والتغيير‪.‬‬
‫باإلض افة إلى ذل ك ف إن فك رة تغي ير س لوك ومع ارف ووج دان الجمه ور يمكن أن تص بح‬
‫تأثيراً مرتداً لتغيير كل من المجتمع ووسائل االتصال‪ ،‬وهذا هو معني العالقة الثالثية بين‬
‫‪4‬‬
‫وسائل االتصال والجمهور والمجتمع‪.‬‬

‫ويمكن النظر إلى نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم بأنها‪:‬‬

‫نظرية ذات منشأ سوسيولوجي وظيفي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫نظرية بيئية تنظر إلى المجتمع باعتباره تركيب اً عضوياً ‪ ،‬فهي تبحث في كيفية ارتباط‬ ‫‪‬‬
‫أجزاء من النظم االجتماعية صغيرة وكبيرة ببعضها ‪ ،‬ثم تحاول تفسير سلوك األجزاء‬
‫فما يتعلق بتلك العالقات‪.‬‬
‫نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم نموذج طارئ ‪ Contingency‬من حيث كون أي‬ ‫‪‬‬
‫تأثير محتمل من جراء ذلك االعتماد يعتمد بشكل ما على الظروف المصاحبة لموقف‬
‫محدد‪.‬‬
‫النظرية جزء من نظرية االعتماد المتبادل بين وسائل اإلعالم والنظم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬محمد محمد المغير ‪2020‬م إدارة المحت وي اإلعالمي في االعت داء على قط اع غ زة نوفمبر ‪2019‬م‪ ،‬م ا بين نش ر‬ ‫‪4‬‬

‫اإلشاعة والطمأنينة‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية المركز العربي الديمقراطي العربي‪ ،‬العدد التاسع برلين‪ ،‬ص‪.562‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أفكار نظرية االعتماد اإلعالم واالتصال وانتقاداتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهم افتراضات نظرية االعتماد اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫رك زت نظري ة االعتم اد على أن العالق ة ال تي ترب ط وس ائل اإلعالم والجمه ور والنظ ام‬
‫االجتماعي تتسم بخصائص اجتماعية من االعتماد المتبادل الذي تفرضه سمات المجتمع‬
‫الح ديث‪ ،‬إذ أن الجمه ور يعتم د على وس ائل اإلعالم باعتباره ا نظ ام ف رعي من اج ل فهم‬
‫وإ دراك نظ ام ف رعي آخ ر ه و المحي ط االجتم اعي ال ذي يعيش في ه إف راد الجمه ور‪ ،‬أي أن‬
‫وس ائل اإلعالم هن ا تمث ل مص ادر رئيس ية يعتم د عليه ا أف راد الجمه ور في الحص ول على‬
‫المعلوم ات عن األح داث من حول ه وبخاص ة في ح االت الالاس تقرار والتح والت‬
‫والصراعات داخل البنية االجتماعية التي تفرض على إفراد الجمهور زيادة االعتماد على‬
‫وسائل اإلعالم لفهم الواقع االجتماعي‪ ،‬هذا دون إغفال أن نشاط وسائل اإلعالم ال يتم من‬
‫جهة أخرى دون اعتمادها على المصادر المتناثرة داخل عناصر مكونات البناء االجتماعي‬
‫من هيئات ومؤسسات وبنى جزئية أو فرعية مشكلة للبناء االجتماعي بصفة عامة‪ ،‬ففيما‬
‫يخص عالق ة وس ائل اإلعالم بالنظ ام السياس ي ف يرى دي فل ور أنه ا عالق ة اعتم اد متب ادل‬
‫فهو ال يمكنه االستغناء عنها من اجل نشر مبادئه وقيمه والترويج لها‪ ،‬وال هي باستطاعتها‬
‫االستغناء عنه لدعم مشاريعها‪ ،‬وهو ما أكده هلبرت شيلر الذي رأى أن العالقة التي تربط‬
‫المؤسسات اإلعالمية بالنظام السياسي هي عالقة قائمة على رؤية هذا النظام لها بوصفها‬
‫وسيلة وأداة منافسة لترويج أفكاره ومبادئه قصد بسط سيطرته على ثقافة وحياة المجتمع‬
‫‪5‬‬
‫برمته كما هو الحال في المجتمعات ذات النظام الرأسمالي‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬إسماعيل معراف اإلعالم حقائق وأبعاد‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.29‬‬ ‫‪5‬‬
‫وفيم ا يتعل ق بعالقته ا بالنظ ام االقتص ادي فهي عالق ة ال تق ل عم ا س بق ذك ره في الج انب‬
‫السياسي إذ تعتبر وس ائل اإلعالم أدوات مهمة لتحقيق األهداف المادية للنظام االقتصادي‬
‫ع بر أس اليب اإلعالن واإلش هار أم ا فيم ا يخص طبيع ة العالق ة بين المؤسس ة اإلعالمي ة‬
‫والجمهور فهي عالقة وثيقة ومتينة فالجمهور ليس بمقدوره االستغناء عنها لمعرفة شؤون‬
‫حياته اليومية وهي األخيرة سيظل نشاطها دون معنى في غياب اهتمام هذا الجمهور‪.‬‬

‫أ‪ -‬ي تراوح ت أثير وس ائل اإلعالم بين الق وة والض عف تبع ا للظ روف المحيط ة والخ برات‬
‫‪6‬‬
‫الخاصة بالجمهور‪.‬‬

‫ب‪ -‬نظام ونشاط وسائل اإلعالم جزء أو صورة مجزأة للنسق االجتماعي للمجتمع‪.‬‬

‫ج‪ -‬استخدام وسائل اإلعالم وتأثيرها ال يحدث بمعزل عن تأثيرات النظام االجتماعي الذي‬
‫ينتمي إليه الجمهور ووسائل اإلعالم‪.‬‬

‫د‪ -‬ح االت الالاس تقرار واألزم ات ال تي تح دث في النظ ام االجتم اعي تزي د من حاج ة‬
‫الجمهور للمعلومات وبالتالي تزيد من اعتماده على وسائل اإلعالم إلشباع هذه الحاجة‪.‬‬

‫هـ‪ -‬اعتم اد الجمه ور على وس ائل اإلعالم ي زداد كلم ا ك ان النظ ام اإلعالمي ق ادرا على‬
‫االستجابة الحتياجات النظام االجتماعي والجمهور‪.‬‬

‫و‪ -‬يختل ف أعض اء الجمه ور في اعتم ادهم على وس ائل اإلعالم بين الص فوة ال تي تعتم د‬
‫على مصادر خاصة كالبرقيات أو شريط وكاالت األنباء والتي ليست متاحة لكل الجمهور‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ : :‬االنتقادات الموجهة لنظرية اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫مث ل العدي د من النظري ات األخ رى ال تي ت دور ح ول الت أثيرات طويل ة الم دى على وس ائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬فهي كانت تتناقض بشكل كبير مع نظرية اإلقناع‪ ،‬حيث تشير إلى أنه على الم دى‬

‫‪ -‬د‪ .‬أحمد زايد وإ عتماد ‪،‬عالم‪ ،‬التغير اإلجتماعي‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،1992 ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪6‬‬
‫القص ير‪ ،‬ال يمكن أن تق وم وس ائل اإلعالم بالت أثير على س لوك األف راد‪ ،‬حيث أن ه تثبت‬
‫الت أثيرات ال تي تق وم به ا اإلعالن ات على األف راد أن ه ذا البي ان ال يمكن أن يك ون ص حيح‬
‫‪7‬‬
‫بشكل كبير‪.‬‬

‫‪-‬نظ راً ألن نظري ة االعتم اد على وس ائل االعالم تم اختباره ا بش كل مباش ر على بيان ات‬
‫الفرد‪ ،‬فمن الممكن أن يتم تحرف هذه البيانات من قبل األفراد نظراً ألن الن اس من الممكن‬
‫أن ال يدركوا حتى أن الوسيط الذي ينقل لهم المعلومة كان له قوة حقيقة في التأثير عليهم‪،‬‬
‫وبالتالي من الممكن أن يميلوا إلى التقليل من آثار الوسطاء عليهم‪.‬‬

‫في هذه النظرية تعتبر الجماهير نشطة أو غير نشطة وال يتم ذكر المنطقة الرمادية‪ ،‬ففي‬
‫الواقع يتم صنع الجماهير من األفراد ومواقفهم مختلفة عن بعضها البعض‪ ،‬حيث يمكن أن‬
‫يكون بعض األفراد نشطين أكثر من غيرهم‪.‬‬

‫ال يوج د أي ذك ر للس لوكيات المتك ررة لألف راد‪ ،‬ففي الواق ع أن كث ير من الن اس يش اهدون‬
‫بعض وسائل اإلعالم ألنها أصبحت عادة قد اعتادوا عليها‪ ،‬ومن الممكن أن تولد العادات‬
‫سلوكيات متكررة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف االعتماد على وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫ويقوم نموذج أو نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم على ركيزتين أساسيتين هما األهداف‬
‫والمصادر‪ ،‬حيث أنه لكي يحقق األفراد والجماعات والمنظمات المختلفة أهدافهم الشخصية‬
‫واالجتماعي ة ف إن عليهم االعتم اد على م وارد يس يطر عليه ا أش خاص أو جماع ات أو‬

‫‪-‬وليد محمد عبد الحليم محمد عاشور (‪2020‬م)‪" :‬تأثير وسائل اإلعالم على التوعية األسرية لمواجهة فيروس كورونا‬ ‫‪7‬‬

‫المستجد ‪ - Covid-19‬دراسة ميدانية"‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ :‬ألمانيا‪ ،‬العدد‬
‫الحادي عشر‪ ،‬مايو‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫منظمات أخرى والعكس صحيح ويرى كل من “ديفلير وروكيتش” أن األهداف التي يسعى‬
‫‪8‬‬
‫األفراد إلى تحقيقها هي‪:‬‬

‫الفهم‪ : Understand social world‬ويقص د ب ه معرف ة ال ذات من خالل التعلم‬


‫والحص ول على الخ برات وذل ك باالحتك اك المباش ر بالنظ ام االجتم اعي وك ذلك الفهم‬
‫االجتماعي للبيئة المحيطة ومحاولة تفسيرها‪.‬‬

‫التوجيه واإلرشاد‪ : Act Meaning Fully & Effectively‬وتعنى التفاعل بين األفراد‬
‫في المجتم ع بم ا يض منه من توجي ه ذاتي باتج اه الق رارات المناس بة مثال أو المش اركة‬
‫السياسية‪ ،‬وكذلك التوجيه الجماعي التفاعلي كما في كيفية التعامل مع المواقف الجديدة أو‬
‫الطارئة‬

‫التس‪++‬لية واله‪++‬روب‪ : Fantasy & Escape‬ويع نى هن ا بالتس لية المع نى الس لبي أو م ا‬
‫يطلق عليه التسلية المنعزلة مثل التماس الراحة واالسترخاء‪ ،‬بينما يقصد بالهروب التسلية‬
‫االجتماعية وذلك بالتعامل المكثف مع وسائل اإلعالم بالذهاب للسينما برفقة األصدقاء أو‬
‫‪9‬‬
‫مشاهدة التليفزيون برفقة األسرة‪.‬‬

‫توفير المعلومات‪ :‬فوس ائل اإلعالم عب ارة عن نظ ام معلوم ات يس عى إلي ه األف راد من أج ل‬
‫بلوغ أهدافهم‪ ،‬وتتحكم وسائل اإلعالم في ثالثة أنواع من مصادر المعلومات هي‪ :‬تجميع‬
‫المعلومات عن طريق المندوبين والمراسلين المكلفين بذلك‪ .‬وتنسيق المعلومات؛ أي تنقيح‬
‫م ا تم تجميع ه من معلوم ات لكي تخ رج بالص ورة المناس بة‪ ،‬ونش ر المعلوم ات عن طري ق‬
‫توزيع ما سبق تجميعه وتنسيقه من معلومات إلى عدد غير محدود من الجمهور‪.‬‬

‫‪ -‬مسعودة فلوس الخنساء تومي (‪2020‬م)‪" :‬اإلعالم الجديد يهدد الصحة النفسية داخل المجتمعات جراء جائحة‬ ‫‪8‬‬

‫فيروس كورونا"‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬ألمانيا‪( ،‬العدد الحادي عشر)‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪ -‬محمد محمد عبد ربه المغير (‪2020‬م)‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.465‬‬ ‫‪9‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫وفي الختام نرى أنه نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم وتعني عملية توظيف للمعلومات‬
‫ال تي تم التع رض له ا في وس يلة معين ة التخ اذ ق رار بش أن موض وع م ا‪ ،‬وتع د من أهم‬
‫النظري ات ال تي اهتمت بدراس ة عملي ة الت أثير‪ ،‬وتتم يز بأنه ا نظري ة متكامل ة حيث تتض من‬
‫عناصر ومفاهيم من علم االجتماع وعلم النفس االجتماعي‪ُ ،‬أنشئت النظرية على يد الباحث ة‬
‫ساندرا بول روكيتش وزمالئها عام ‪.1974‬‬
‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫د‪.‬إبراهيم عبد اهلل المسلمي‪ ،‬اإلعالم اإلقليمي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،2004 ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ط‪.1‬‬
‫عبد اهلل المهاجري ‪2017‬م دور اإلعالم في نشر التوعية األسرية في المجتمع‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المجلة اإللكترونية الشاملة متعددة التخصصات‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬أغسطس‪.‬‬
‫جاد عويدات (‪2020‬م)‪" :‬تفاعل الشباب الجامعي مع طرق الوقاية من فيروس‬ ‫‪.3‬‬
‫كورونا عبر الفيسبوك‪ :‬دراسة ميدانية لمستخدمي صفحتي قناة "المملكة األردنية" ‪،‬‬
‫وقناة "‪ France24‬عربي""‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية‪ ،‬المركز الديمقراطي‬
‫العربي‪ ،‬برلين ألمانيا "العدد الحادي عشر"‪.‬‬
‫محمد محمد المغير ‪2020‬م إدارة المحتوي اإلعالمي في االعتداء على قطاع غزة‬ ‫‪.4‬‬
‫نوفم بر ‪2019‬م‪ ،‬م ا بين نش ر اإلش اعة والطمأنين ة‪ ،‬مجل ة الدراس ات اإلعالمي ة‬
‫المركز العربي الديمقراطي العربي‪ ،‬العدد التاسع برلين‪.‬‬
‫د‪ .‬إسماعيل معراف اإلعالم حقائق وأبعاد‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.2007‬‬
‫د‪ .‬أحمد زايد وإ عتماد ‪،‬عالم‪ ،‬التغير اإلجتماعي‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪،1992 ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫وليد محمد عبد الحليم محمد عاشور (‪2020‬م)‪" :‬تأثير وسائل اإلعالم على التوعية‬ ‫‪.7‬‬
‫األسرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد ‪ - Covid-19‬دراسة ميدانية"‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات اإلعالمية‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ :‬ألمانيا‪ ،‬العدد الحادي‬
‫عشر‪ ،‬مايو‪.‬‬
‫مسعودة فلوس الخنساء تومي (‪2020‬م)‪" :‬اإلعالم الجديد يهدد الصحة النفسية‬ ‫‪.8‬‬
‫داخل المجتمعات جراء جائحة فيروس كورونا"‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية المركز‬
‫الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬ألمانيا‪( ،‬العدد الحادي عشر)‪.‬‬

You might also like