‫جامعة غرداية‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫قسم‪ :‬اإلعالم واإلتصال‬

‫املستوى‪ :‬الثالثة ليسانس ختصص إتصال‬

‫مقياس‪ :‬دراسات مجهور وسائل إعالم‬

‫الفوج‪30 :‬‬

‫حبث بعنوان‪:‬‬

‫دراسة مجهور وسائل إعالم‬

‫حتت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬

‫د قشار‬ ‫بن عبد الرمحان حممد خلرضر‬

‫جباج حممد الطيب‬

‫نواصر عبد الباسط‬

‫املوسم اجلامعي‪0202/0202:‬‬
 ‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫املبحث االول‪ :‬ماهية جهور وسائل االعالم‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم مجهور وسائل اإلعالم‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التطور التارخيي جلمهور وسائل االعالم‬

‫املطلب الثالث العوامل املساعدة على تطور وسائل االعالم‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مطلقات دراسات جهور وسائل االعالم والنظرايت املفسرة له‬

‫املطلب األول‪ :‬عوامل تطور دراسات مجهور وسائل اإلعالم‬

‫املطلب الثاين‪ :‬ملنطلقات لدراسات مجهور وسائل االعالم‬

‫املطلب الثالث‪ :‬النظرايت املفسرة جلمهور وسائل االعالم‬

‫خامتة‬

‫قائمة املراجع‬
 ‫مقدمة‬

‫نشأت وتطورت دراسات اجلمهور بتطور الوسائل االعالمية ‪ ،‬فبعد ما كان هناك مجهور‬
‫القراء اصبح االن هناك عدة مجاهري خمتلفة ختتلف يف اختيارها للوسيلة االعالمية حسب‬
‫خصائص ومسات ‪ ،‬كذلك الرغبات وامليوالت فأصبح اجلمهور هو الذي خيتار الوسيلة اليت‬
‫تشبع حاجاته ‪ .‬فكان على وسائل االعالم القيام بدراسات وحبوث لتليب رغبات اجلمهور‬
‫ويف نفس الوقت ضمان جناحها وأتلقها ‪ ،‬فظهرت عدة نظرايت تفسر اختيار اجلمهور‬
‫لوسيلة اعالمية معينة وعليه نطرح التساؤل التايل‪ :‬ما مفهوم دراسات مجهور وسائل االعالم‬
‫و فيما تتمثل اهم نظرايت املفسرة له ؟‬

‫‪.‬‬
 ‫املبحث االول‪ :‬ماهية جهور وسائل االعالم‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم مجهور وسائل اإلعالم‬
‫يرتكز مفهوم مجهور وسائل اإلعالم يف صياغته الشكلية ويف مضامينه الراهنة على مجلة من‬
‫االعتبارات اليت هلا عالقة ابلتطور السريع الذي تشهده اجملتمعات احلديثة يف جماالت اإلعالم‬
‫واالتصال اجلماهريي‪ ،‬خاصة انعكاسات االستعمال املكثف لتكنولوجيات االتصال اليت‬
‫أدت إىل التفكري يف إعادة صياغة العديد من املفاهيم السائدة حىت تتمكن من استيعاب‬
‫العناصر املستجدة الناجتة عن هذا التطور‪ ،‬غري أن إعادة صياغة املفاهيم غالبا ما تضيف‬
‫عناصر جديدة مستجدة‪ ،‬وال تعين دائما ابلضرورة إلغاء أو تعديل العناصر السابقة اليت‬
‫‪1‬‬
‫تدخل يف تكوين املفهوم‪.‬‬

‫ويف هذا املقام فإن مفهوم مجهور وسائل اإلعالم ال زال أصله التارخيي يلعب دورا أساسيا يف‬
‫الدالالت املختلفة واالستعماالت املتعددة ملصطلح « ‪. » Audience‬‬

‫وقد حاول "هربرت بلومر" أن يصل إىل مفهوم مجهور وسائل اإلعالم كنوع من اجلمهور‬
‫له مميزاته اليت متيزه عن ابقي أنواع اجلمهور‪ ،‬وذلك من خالل التفكري يف خصائص كل من‬
‫التجمعات البشرية األخرى‪ ،‬أي املفاهيم املشاهبة له (اجلماعة‪/‬احلشد‪/‬اجلمهور العام‪/‬‬
‫‪2‬‬
‫اجلماهري)‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التطور التارخيي جلمهور وسائل االعالم‬

‫‪ :‬إن االهتمام جبمهور وسائل االعالم وابلتايل الدراسات املتعلقة به نبع من طبيعة‬
‫العالقات االجتماعية والسياسية واالقتصادية القائمة بني اجلماعة والفرد من املنظور‬
‫السوسيولوجي‪ ،‬وبني احلاكم واحملكوم من منظور املواطنة ‪،‬وبني البائع والزبون‪،‬واملستهلك من‬
‫املنظور التسويقي فبقدر ما يعرب النظام االجتماعي للفرد من مكانة ودور يف سلم القيم‬

‫‪1‬‬
‫عبد هللا عبد الرحمان ‪ ,‬سوسيولوجيا االتصال و االعالم ‪ ,‬النشأة ‪ ,‬و االتجاهات الحديثة و الدراسات الميدانية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار المعرفة‬
‫الجامعي‪ ،6002 ،‬ص‪62‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬ط ‪، 62‬عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪، 6002 ،‬ص‬
‫‪.112‬‬
‫االجتماعية وبقدر ما يتمتع به املواطن من سيادة وسلطة يف اختاذ القرارات يف خمتلف أدراج‬
‫سلم اهلرم السياسي‪ ،‬وبقدر ما يتوفر عليه الزبون من قدرة على فرض اعتباره يف السوق‪ ،‬بقدر‬
‫ما تتوسع دائرة االهتمام جبمهور وسائل االعالم يف اجملتمعات احلديثة وااللكرتونية املكون‬
‫أساسا من أفراد اجملتمع الذين هم يف نفس الوقت مواطنون يف الدولة وزابئن للسوق ‪ .‬ومع‬
‫ثورة االتصال اجلديدة والكبرية اليت عرفتها وسائل االعالم ظهر ملفهوم اجلمهور أبعاد أخرى‬
‫أكثر تبلورا‪ ،‬من بعد اجلمهور املستخدم للوسيلة‪ ،‬إىل اجلمهور املتفاعل معها و الذي أصبح‬
‫أكثر مشاركة ف ي صياغة مضمون الرسالة االعالمية ‪ .‬و مما سبق نستخلص أن املفهوم‬
‫احلايل جلمهور وسائل االعالم مل يتكون هكذا طفرة واحدة‪ ،‬وامنا مر ابلعديد من املراحل‬
‫‪1‬‬
‫واليت نوردها فيما يلي‪:‬‬

‫مرحلة ما قبل ظهور وسائل االعالم اجلماهريية‪:‬‬

‫كانت فكرة اجلمهور يف االصل تعين جمموع املتفرجني على عرض درامي أو لعبة أو أي‬
‫استعراض عام يستقطب عددا من الناس‪ ،‬وقد اختذ أشكاال خمتلفة يف كل احلضارات عرب كل‬
‫مراحل التاريخ‪ ،‬وعلى الرغم من اختالف احلضارات اليت عرفتها البشرية وابلتايل تنوع اجلمهور ‪-‬‬
‫مجهور الصلو ات يف املساجد و الكنائس ودور العبادة يف الدايانت االخرى ‪ -‬فإن بعض‬
‫اخلصائص اجلوهرية يف الفرتة ما قبل وسائل االعالم اجلماهريية الزالت قائمة وتكون جزءا هاما‬
‫من معارفنا وتفسريان للجمهور ‪.‬و لقد كان اجلمهور واسعا حيث يتكون من جمموع سكان القرية‬
‫أو املدينة أفراده وكان ‪ ،‬معروفني بذواهتم وحمددين يف الزمان واملكان ‪ ،‬وكان جتمع الناس لتشكيل‬
‫مجهور دور العبادة أو امللعب أو السوق غالبا ما يكون منظم حبكم العادة ومعني املواقف وفقا‬
‫للمراتب االجتماعية‪ ،‬تشرف عليه سلطة روحية أو إدارية‪ ،‬وأضفت تلك السلطات على اجلمهور‬
‫طابع مؤسسة تفرض سلوكيات مجاعية معينة و العديد من هذه اخلصائص مازال قائما يف املفهوم‬

‫‪1‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬جمهور وسائط االتصال ومستخدموها‪ -‬من المتفرجين إلى المبحرين االفتراضيين‪ ،-‬ط‪، 6‬دار الورسم للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ 6011،‬ص‪، 11.‬‬
‫السائد يف االستعماالت الراهنة للجمهور مع بعض التعدايلت والتغريات الشكلية يف الرتتيب و‬
‫‪1‬‬
‫االمهية ‪.‬‬

‫مرحلة مابعد ظهور وسائل االعالم اجلماهريية ‪:‬‬

‫‪ 1‬املرحلة االوىل لقراءمجهور ا ‪):‬إن أول وأهم مرحلة يف اتريخ وسائل االعالم احلديثة كانت‬
‫اخرتاع حروف الطباعة يف القرن اخلامس عشر على يد العامل االملاين غوتنربغ ) ‪-9236‬‬
‫‪ ) 9236‬يف القرن اخلامس عشر‪ ،‬االمر الذي أدى إىل ظهور " "مجهور القراء بفضل‬
‫التمكن من إصدار النشرايت واملطبوعات مبا فيها الصحف فيما بعد وتوزيعها على نطاق‬
‫أوسع وقد أوجد هذا التطور النوعي تقسيما اجتماعيا اقتصاداي كان معروفا يف السابق بني‬
‫االغنياء والفقراء واحلضر والبدو‪ ،‬وساعد هذا التطور النوعي على تكوين مفهوم أويل ملا‬
‫يعرف حاليا " ابجلمهور العام" كتيار فكري أو رأي يربط بني عدد غري حمدود من الناس‬
‫يوجدون ضمن السكان وخيتلفون عن عامة الناس تبعا اهلتماماهتم ومستوى تربيتهم وتعليمهم‬
‫وتطلعاهتم الدينية أو السياسية أو الفكرية أي بداية الظهور إىل املأل طبقة مستنرية هدفها‬
‫تكوين رأي عام حول القضااي املشرتكة اليت حيملوهنا وحيلمون بتجسيدها على أرض الواقع‪،‬‬
‫فثورة غوتنربغ مسحت ابستخدام احلروف املتحركة كما ‪ ،‬أضفت صفة اجلمهرة لوسائل‬
‫‪2‬‬
‫االتصال وذلك إبرسال الرسائل االعالمية لعدد كبري من املتلقني‬

‫‪.‬إن التطور التارخيي الرئيسي الثاين الذي كان له أتثري ابلغ يف تشكيل مفهوم "مجهور‬
‫القراء"‪ ،‬هو االفراز االجتماعي للثورة الصناعية اليت أعطت دفعا قواي للطباعة مما أسهم يف‬
‫تنمية و تسويق الصحافة و خاصة الصحافة الشعبية أو املوجهة إىل أفراد اجملتمعات‬
‫اجلماهريية ‪ society mass‬اجلديدة اليت منت حول املدن الصناعية الكربى‪ ،‬و املكونة‬
‫خاصة من شتات من املهاجرين الذين انتقلوا من االرايف اليت تسودها الروابط العائلية و‬
‫الصالت االجتماعية إىل املدن ‪ ،‬و اجملتمعات اجلديدة اليت تتميز ابلتباين بني أفرادها لغياب‬

‫‪1‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬المنطلقات النظرية و المنهجية لدراسات التلقي –دراسة نقدية تحليليلة ألبحاث الجمهور في الجزائر‪ ،-‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه‪ ،‬قسم علوم االعالم واالتصال‪ ،‬كلية العلوم السياسية واالعالم‪ ،‬جامعة الجزائر‪، 6002-6002،1‬ص ‪11 16‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫قيم ثقافية وتقاليد و أعراف اجتماعية مشرتكة ‪ .‬يف هذه املرحلة بدأت الصحافة تتخذ‬
‫شكلها الذي الزال يالزم وسائل االعالم و االتصال إىل الوقت الراهن مع بعض التعديالت‬
‫‪1‬‬
‫الشكلية‬

‫‪2‬املرحلة الثانية ‪:‬مجهور املستمعني واملشاهدين‬

‫إن العامل الثالث الذي ساهم مسامهة كبرية يف الصياغة احلالية للجمهور ورسم معامله احلديثة‬
‫هو ظهور وسائل االعالم االلكرتونية من إذاعة يف عشرينيات القرن املاضي وتلفزيون يف‬
‫مخسينيات نفس القرن‪ ،‬فقد أصبح اجلمهور غري حمدد يف املكان‪ ،‬حيث ابعد البث االذاعي‬
‫و التلفزيوين بني املرسل من جهة ومن جهة اثنية ظهر شكالن من أشكال اجلمهور مها‬
‫املستمعني مجهور و املشاهدين رمجهو الذين مل تعد االمية واحلواجز الطبيعية حتوالن دون‬
‫‪2‬‬
‫تعرضهم للرسائل االعالمية‪ ،‬كما كان ابلنسبة للصحافة املكتوبة‪.‬‬

‫‪0‬املرحلة الثالثة مجهور الناخبني ومجهور السوق‪:‬ويتمثل العنصر التارخيي الرابع الذي أثر يف‬
‫مفهوم اجلمهور يف اعتناق نظرايت الدميقراطية السياسية الذي تعترب وسائل االعالم وحريتها‬
‫أحد مظاهرها‪ ،‬فقد انعكس تطبيق االفكار الدميقراطية يف أنظمة احلكم على مهام ووظائف‬
‫وسائل االعالم وعلى الرقابة ‪،‬السياسية واالجتماعية ومبادئ الوصول إليها واملشاركة فيها‪،‬‬
‫كما انعكس على وعي اجملتمع ككل أبمهية االعالم ودوره يف احلياة السياسية واالقتصادية‬
‫والثقافية‪ ،‬فلم يعد اجلمهور فقط جمرد قراء للصحف ومستمعي االذاعات ومشاهدي‬
‫التلفزيون‪ ،‬ولكنه ويف نفس الوقت يتضمن انخبني ومستهلكني للسلع واخلدمات‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت مصطلحات هلا عالقة مباشرة ابجلمهور‪ ،‬مثل مجهور الناخبني ‪" mass‬‬
‫‪3‬‬
‫"‪electorate‬ومجهور السوق‪" market mas‬‬

‫‪1‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد هللا عبد الرحمان رجع سابق‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪3‬‬
‫حفيظة محلب مطبوعة بيداغوجية في مقياس دراسات جمهور وسائل اإلعالم للسنة الثالثة ليسانس )ل‪.‬م‪.‬د(‪ ،‬علوم اإلعالم واالتصال‬
‫السداسي الخامس جــامعـة الـجـزائرـ ‪ 6011-6016 :1‬ص ‪26‬‬
 ‫‪-2‬املرحلة الرابعة )مستخدمو الوسائط االتصالية اجلديدة ‪(:‬و يف سياق استعراض‬
‫املراحل التارخيية اليت مر هبا مفهوم مجهور وسائل االعالم جتدر ‪ ،‬االشارة إىل أتثري البث‬
‫التلفزيوين املباشر عرب االقمار االصطناعية السواتل) ( والتوسع املتزايد يف استخدام االنرتنت‪،‬‬
‫قد ساهم يف ظهور ما يعرف بـ"مستخدمو الوساط االتصالية ‪"،‬اجلديدة وبروز مصطلحات‬
‫مثل مستخدمي اال تنرتن ‪ internautes‬ومجهور الواب ‪web audience‬واجلمهور‬
‫على اخلط أو خارج اخلط ‪ online-offline‬واجلمهور الشامل أو الدويل ‪global‬‬
‫‪audience‬وحىت مصطلح اجلمهور االليكرتوين ‪- ، Audience e‬واجلمهور ذو‬
‫القدرة على التواجد الكلي يف كل مكان وزمان ‪ ، Ubiquitous- Audience‬هذه‬
‫املصطلحات أعطت للجمهور أبعادا احلدود السياسية واجلغرافية والثقافيةً جديدة تتجاوز‬
‫للبلدان والشعوب واالمم‪ ،‬وبدأت تغزو بكثافة الدراسات اليت تتناول اجلمهور ‪.‬و التطور يف‬
‫استخدام خمتلف الوسائط االتصالية اجلديدة أدى إىل مناط سلوكفي االتغري اجلمهور‬
‫املستخدم عن مجهور وسائل االعالم التقليدية حيث غريت الوسائط اجلديدة‪ ،‬بشكل‬
‫أساسي من أمناط السلوك اخلاصة بوسائل االعالم من حيث تطلبها لدرجة عالية من‬
‫‪،‬االنتباه فاملستخدم جيب أن يقوم بعمل فاعل" ‪ " Active‬خيتار فيه احملتوى الذي يريد‬
‫احلصول عليه يف الوقت و الشكل واملكان الذي يريد‪ ،‬فمستخدمو الوسائط االتصالية‬
‫اجلديدة أصبح لديهم درجة أكرب من االختيار حملتوايت الوسائط اجلديدة ولديهم أيضا القدرة‬
‫على االختيار عند استخدامهم‪ ،‬حيث يتحول ميزان نشاط اجلمهور من املتأثر إىل املتلقي‬
‫‪1‬‬
‫إىل االستخدام والتفاعل‬

‫املطلب الثالث العوامل املساعدة على تطور وسائل االعالم‬

‫إن نشأة مفهوم دراسات اجلمهور تتداخل فيه العديد من العوامل اليت سامهت يف تشكيل‬
‫دراسات اجلمهور ومن أهم هذه العوامل ما يلي‪: 2‬‬

‫‪1‬‬
‫حفيظة محلب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
 ‫‪‬الدعاية‪ :‬احتلت الدعاية جماال واسعا عن طريق الصحافة املكتوبة والسينما املتنقلة وال‬
‫سيما أثناء احلرب العاملية االوىل )‪) 3631-3632‬و الثانية )‪) 3621-3626‬لتشمل‬
‫عدد أكرب من أفراد اجملتمعات اجلماهريية اليت تعتربها النظرايت الفلسفية والسيكولوجية على‬
‫أهنم جمرد جتمعات بشرية إذ يتحكم فيها القادة االقوايء واستمرت الدعاية كمحرك نشيط‬
‫لدراسات اجلمهور إىل الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪ ‬االشهار‪ :‬يعترب االشهار واالعالنات التجارية احملرك البارز يف اعطاء دفع قوي لدراسات‬
‫اجلمهور سواء تعلق االمر ابملعلنني أو الناشرين أو موزعي الرسائل االشهارية على اجلمهور‬
‫وعرفت أحباث اجلمهور تطورا بعد احلرب العاملية الثانية ليصبح ميداان متخصصا يستجيب‬
‫منوه احلتياجات اجملتمع واالقتصاد ‪.‬‬

‫‪‬الرأي العام‪ :‬يعترب عامل من عوامل تنشيط دراسات اجلمهور واالستجابة لفكرة‬
‫الدميقراطية حيث تعمل احلكومات على كسب آراء شعوهبا وكسب االغلبية منهم‪ ،‬وكان‬
‫ظهور دراسات الرأي العام كالزمة أللنظمة الدميقراطية مث تلتها دراسات اجلمهور مع انتشار‬
‫وسائل االعالم كمظهر من مظاهر ممارسة الدميقراطية ‪.‬‬

‫‪‬احلاجة العلمية‪ :‬برزت احلاجة إىل دراسة مجهور وسائل االعالم دراسة معمقة أهلداف‬
‫علمية أكادميية يف النصف الثاين من القرن العشرين بعد التقدم اهلائل يف الدراسات املتعلقة‬
‫بنظام مصادر الرسائل االعالمية ومضامينها ووسائل االعالم واالاثر اليت قد حتدثها يف‬
‫سلوكيات اجلمهور‪ .‬فالكم اهلائل من الدراسات التسويقية وتوجهات الرأي العام وفرت جوا‬
‫للمقارابت االمربيقية مما دفع ابلباحثني االعالميني إىل اختبار و إعادة صياغتها من أجل‬
‫‪1‬‬
‫إثراء مشروع النظرية العلمية إللعامل واالتصال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪16-11‬‬
 ‫املبحث الثاين‪ :‬مطلقات دراسات جهور وسائل االعالم والنظرايت املفسرة له‬

‫املطلب األول‪ :‬عوامل تطور دراسات مجهور وسائل اإلعالم‬

‫ساعدت على دعم التغيري يف املفهوم اخلا جبمهور وسائل االعالم‪ ،‬الدراسات العديدة اليت‬
‫متت يف الستينات وما بعدها لتغيري الكثري من املفاهيم اخلاصة ابالتصال اجلماهريي اليت‬
‫سادت يف الدراسات املبكرة ‪ ،‬من أبرز هذه االجتاهات‪: 1‬‬

‫‪1-.‬إجتاه ينظر إىل االتصال اجلماهريي كعملية اجتماعية يقوم على أسس يقرها اجلمتمع‪ ،‬و‬
‫مل يصبح اجلمهور يف إطار هذه العملية سلبيا يف اجتاهاته وأتثرياته‪ ،‬وإمنا أصبح عنصرا‬
‫إجيابيا يف هذه العملية يؤثر يف اجتاهات املصدر حنوه ويف اجتاهاته أيضا حنو احملتوى‪ ،‬ويؤثر‬
‫يف الوسيلة من خالل االختيار املتبادل‪ ،‬وحبيث يتم تفاعل اجلمهور يف هذه العملية‬
‫االجتماعية يف إطار السياق االجتماعي والثقايف الذي ينتسب إليه وتتحدد به والءاته‬
‫وانتماءاته ‪.‬‬

‫‪.2-‬إجتاه ينظر إىل االتصال اجلماهريي كنظام إجتماعي حيث يعترب اجلمهور أحد عناصره‬
‫والذي يتأثر يف حتديد دوره يف هذا النظام مبتغريات عديدة تتصدرها حاجات وإهتمامات‬
‫أفراده والفئات االجتماعية املتنوعة بني هؤالء االفراد واليت تشري بدورها إىل حركة السلوك‬
‫وإجتاهاته ‪ Mecanism Behavioural‬اليت حتدد أمناط واهتمام اجلمهور وتفسرياته‬
‫واستجابته إىل نوع معين من حمتوى االتصال ‪ ،‬حيث يقول ميلفين ديفلر يف هذا الصدد ‪:‬‬
‫يستلزم النظر إىل وسائل االعالم كنظام اجتماعي يتألف من مكوانت )عناصر( متنوعة تعمل‬
‫داخل نظام (( )) اجتماعي أوسع ‪ ،‬حيث ميكن أن نفهم بشكل أفضل السمات اهلامة‬
‫لوسائل االعالم اليت تعمل داخل اجملتمع‬

‫‪. 3 .‬اجتاه ينظر إىل االتصال اجلماهريي كنمط من العالقات املتبادلة بين اجلمهور واالفراد‬
‫الداخلني يف إطاره على أساس اتصال مباشر أو غري مباشر‪ ،‬أو كنمط من العالقات املتبادلة‬

‫‪1‬‬
‫صالحي دليلة محاضرات في‪ :‬المداخل األساسية لبحوث اإلعالم السنة األولى ماستر سمعي بصري جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫‪ ،6066 /6061‬ص‪1‬‬
‫بني اجلمهور والنظام االجتماعي بثقافاته وبناءه واجتاهات احلركة فيه من جانب وسائل‬
‫االتصال اجلماهريي ‪ ،‬ومن جانب ارتباط هذه العالقات املتبادلة ابلتأثريات اخلاصة على‬
‫سلوك اجلمهور واهتماماته يف منوذج حمدد حيدد طبيعة العالقات واجتاهاهتا ونتائجها على كل‬
‫‪1‬‬
‫من النظام االجتماعي ونظام االعالم واجلمهور‬

‫املطلب الثاين‪ :‬ملنطلقات لدراسات مجهور وسائل االعالم‬

‫الزالت الدراسات الوصفية املنبثقة عن التوسع يف استعمال السوسيوغرافيا تشكل الطابع الغالب‬
‫ألحباث اجلمهور وجل الدراسات املهتمة ابستعمال وسائل اإلعالم وأتثرياهتا على اجلمهور و لكن نتائج‬
‫هذه األحباث ال تكتسي أمهية كربى ابلنسبة للرتاكم املعريف ألن منطلقاهتا وأهدافها الغالبة إما جتارب أو‬
‫انتخابية ظرفية وتنطبق هذه املالحظة على اجملتمعات املنتجة واملصدرة للتكنولوجيات و اإليديولوجيات‬
‫"اإلعالميتني" وتنعدم مثل هذه الدراسات يف اجملتمعات اهلامشية ألسباب حضارية سياسية و اقتصادية‬
‫و ثقافية واجتماعية‪.‬‬
‫وتبقى نتائج الدراسات التسويقية حمدودة القتصارها على عوامل دميغرافية واجتماعية تستعمل‬
‫لتحديد حجم و تشكيل اجلمهور وطبيعة أمناط سلوكياته ‪.2‬‬
‫يرى مكويل ( )‪MCQUUIL 1984‬أن السن والطبقة والدخل ومستوى التعليم هلا أمهية‬
‫كبرية يف حتديد حجم مجهور أي وسيلة إعالمية ألن كل منها يتدخل يف حتديد حجم الوقت و كمية‬
‫املال الالزمني الستعمال وسائل اإلعالم فالسن حيدد مدى االستعداد و احلرية يف اختيار واستعمال‬
‫وسائل اإلعالم حيث أن األطفال الصغار مثال خيضعون الختيار العائلة و يتعرضون للتلفزيون أكثر من‬
‫أي وسيلة أخرى ومع تقدم السن يتغري إذ يكتسب حرية يف تعامله مع وسائل اإلعالم فيؤدي إىل‬
‫استعمال الراديو و الذهاب إىل السينما وعندما يصبح الشخص رب العائلة يعود إىل السباق املنزيل‬
‫ولكن ابهتمامات خمتلفة مثال ختصيص وقت أكرب لقراءة الصحف ‪.‬‬
‫أما الدخل املرتفع فيقلل من استعمال التلفزيون هذه االعتبارات وغريها مثل النوع ومكان‬
‫اإلقامة تساعد على وصف اجلمهور وصفا مقبوال وتساعد على التقرب من حجمه ونوعيته ولقد أسفرت‬
‫‪1‬‬
‫صالحي دليلة مرجع سابقن ص ‪1‬‬

‫نصيرة عقبي ‪ ,‬جمهور التلفزيون و نظرية االستعماالت و االشباعات ) رسالة ماجستٌر ( كلية السياسية و االعالم الجزائر‬ ‫ـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 6001/602‬ص‪.28,27‬‬
‫الدراسات عن أتسيس جمموعة من النظرايت تتكامل فيما بينها إلعطاء منطية وصفية للجمهور هتدف‬
‫إىل تصنيف اجلمهور وفق فئات وشرائح دميغرافية وحتديد خصائصها وأساليب اتصاهلا ليسهل يف النهاية‬
‫‪1‬‬
‫حتليل واقعها يف سياق اجتماعي ثقايف و اترخيي‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬النظرايت املفسرة جلمهور وسائل االعالم‬

‫ميكن تقسيم هذه النظرايت إىل ثالث أنواع‪:2‬‬
‫النوع األول و يهتم ابلعروض اليت تقدمها وسائل اإلعالم‬
‫النوع الثاين يهتم بشروط التوزيع و إمكانيات االستقبال‬
‫النوع الثالث يهتم بطلبات اجلمهور‬
‫و نتطرق إىل أهم النظرايت املتداولة يف األدبيات اإلعالمية االجنلوسكسونية بصفة خاصة لكوهنا الرائدة‬
‫يف هذا امليدان‪:‬‬
‫‪-1‬نظرية احلدث التارخيي‪historical accident :‬‬
‫إن النظرية يف حد ذاهتا واسعة و لكنها تتضمن عنصرين رئيسيني يف كل بنية جلمهور معني‬
‫ويتدخالن بشكل مباشر يف فهم بعض جوانب تكوين مجهور وسيلة إعالمية معينة من وجهة نظر‬
‫اترخيية‪:‬‬
‫العنصر األول‪ :‬و ي تعلق بتاريخ وسيلة اإلعالم نفسها إذ أن هذه الوسائل تطورت اترخييا ابلتدرج يف‬
‫توجهها جلماعات اجتماعية معينة قبل أن تتوسع جلماعات أخرى فاجلريدة مثال وجهت يف أول مرة إىل‬
‫قراء ذكور مدنيني (حضر أي يقيمون يف املدينة) ينتمون إىل طبقة اجتماعية متوسطة ‪ ،‬يشتغلون يف‬
‫حق ل سياسي كما أن التلفزية وريث الفيلم و الراديو ‪ ،‬الرتفيه و التسلية و قضاء وقت الفراغ ‪ ،‬تتوجه يف‬
‫الغالب إىل النساء و األطفال دون سن التمدرس و العجزة و املرضى و العاطلني عن العمل‬
‫العنصر الثاين‪ :‬خيص جناحات بعض وسائل اإلعالم يف تكوين و تطوير هوية أو شخصية اعالمية مميزة‬
‫تتجه لنوع معني من اجلمهور مثل هيئة اإلذاعة و التلفزيون يب يب سي و جريدة ‪ le monde‬فهذه‬
‫النظرية تعىن بتفسري نوعية مجهور الوسيلة اإلعالمية من خالل حتليل مضمون عرض الذي تقدمه ومرتبط‬

‫‪1‬‬
‫نصيرة عقبي‪ ،‬مرجع سابقن ص ‪61‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪116‬‬
‫مبجرى الزمن‪ .‬حيث يلعب التاريخ دورا يف تكوين حجم ونوعية مجهور الوسيلة اإلعالمية تدرجييا مع‬
‫تكوين تلك الشخصية اإلعالمية املتميزة‪.‬‬
‫السوق‪:‬‬ ‫إدارة‬ ‫‪-2‬نظرية‬
‫هتتم هذه النظرية أيضا ابلعرض الذي تقدمه وسائل اإلعالم ألهنا تعتين بشكل مباشر ابلسوق سواء تعلق‬
‫األمر ابلوسيلة اإلعالمية كسلعة تطرح يف السوق أو كناقلي لرسائل إشهارية حول سلع مادية أو‬
‫خدمات موجهة للزابئن وهي تشري إىل أتثري اإلشهار على السياسة اإلعالمية للمؤسسات ومضامني‬
‫الرسائل اإلعالمية اليت تنقلها إىل مجهور معني يستهدفه املعلن حيث يتعني على املؤسسة اإلعالمية‬
‫التجارية أن تكيف منتوجها اإلعالمي مع نوع اجلمهور الذي توجه إليه الرسائل اإلشهارية ونوع اجلمهور‬
‫املستهدف وحجمه يلعبان دور أساسي يف النجاح او الفشل وإدارة السوق وسائل اإلعالم تستهدف‬
‫ابلضبط الكشف عن اآلليات املمكنة لرفع حجم عدد مجهور وسيلة إعالمية إىل أكرب عدد ممكن‪ .‬وقد‬
‫يتم انشاء األنظمة االعالمية يف اجملتمعات الليربالية خاصة األجنلوساكسونية على اساس دراسات قبلية‬
‫مليكانيزمات السوق جلذب أكرب قدر ممكن من اجلمهور فال ميكن إقامة مشروع إعالمي انجح دون‬
‫‪1‬‬
‫دراسة دقيقة توقعية ملستهلكي الرسائل إعالمية واإلعالنية‪.‬‬
‫‪-0‬نظريه الفروقات الفردية ‪:‬تركز هذه النظرية على مقوله إعطاء اجلمهور ما يريد وهي تندرج أيضا‬
‫ضمن نظرايت العروض اليت تقدمها وسائل اإلعالم‪ .‬وجوهر هذه النظرية أن تكوين مجهور وسيلة‬
‫إعالمية هو نتيجة أعمال واختيارات عدد واسع من األفراد‪ .‬ويتوقف كل فعل أو اختيار على اختالف‬
‫األذواق و املصاحل و االهتمامات واختالف القدرات العقلية لألفراد‪ .‬ويتوقف كل فعل او اختيار على‬
‫اختالف األذواق و املصاحل و االهتمامات و اختالف القدرات العقلية لألفراد‪ .‬وجيب أن حيصل‬
‫اجلمهور على ما يريد يف ظل شروط املنافسة االقتصادية والتعددية السياسية والثقافية وفقا لقوانني العرض‬
‫والطلب‪ .‬وترى هذه النظرية الرباغماتية أن خمتلف أنواع احملتوى املقدم على أساس الدراسة والتحري من‬
‫‪2‬‬
‫شأهنا أن ينبأ بتوقعات معقولة حول حجم وتكوين اجلمهور‪.‬‬
‫‪-4‬نظرية اختالف مصادر الرتفيه ‪:‬تتمحور هذه النظرية اليت تندرج ضمن نظرايت الطلب حول‬
‫االستعدادات والفائدة من استقبال الرسائل اإلعالمية أكثر من تركيزها على احملتوى أو االختيار النشيط‬
‫للمحتوى من قبل اجلماعات االجتماعية‪ .‬فاألمر ابلنسبة هلذه النظرية يتوقف على ثالثة عناصر‪ :‬وقت‬
‫‪1‬‬
‫نصيرة عقبي‪ ،‬مرجع سابقن ص ‪62‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪112‬‬
‫الفراغ املتوفر‪ ،‬واملستوى التعليمي‪ ،‬ووفرة املال‪ .‬حيث ميكن أن نضع اىل استعمال وسائل االعالم من قبل‬
‫خمتلفة الفئات االجتماعية كمركب لكل واحد من هذه العناصر الثالثة وابلتايل فإن النساء واالطفال‬
‫واملسنني هي فئات يتوفر لديها وقت فراغ كبري وقلة من املال فهذه الفئات تقبل على استعمال وسائل‬
‫اإلعالمية غري مكلفة واليت أتخذ وقتا اوسع كما أن املستوى الثقايف له دور يف تكوين اجلمهور إىل‬
‫جانب الدخل وتوفر وسائل ترفيه وإعالم بديلة لوسائل اإلعالم اجلماهريية‪.‬‬
‫‪-5‬النظرية الوظيفية‪ :‬تتمحور هذه النظرية اليت هي من نظرايت الطلب أيضا على احلوافز اليت تدفع‬
‫اجلمهور إىل استعمال وسائل اإلعالم اجلماهريي هبدف إشباع حاجاته‪ .‬هو ينبغي وفقا هلذه النظرية أن‬
‫نتوقع أن اجلمهور يبحث يف وسائل اإلعالم دائما عما يشبع رغباته وعما يساعده على إجياد احللول‬
‫ملشاكله النفسية واالجتماعية ويشبع خاصة حاجته إىل اإلعالم والرتفيه والرتبية‪ .‬البحث عن حلول‬
‫املشاكل وإشباع احلاجات اليت تقدمها وسائل اإلعالم حيدد حجم ونوع اجلمهور‪ .‬غري أن هذه العناصر‬
‫م تغريات اتبعة للظروف االجتماعية والفردية وشروط احلياة العامة‪ ،‬ومن ذلك أن تكوبن اجلمهور يعكس‬
‫الربط بني بعض االنواع من احملتوى واالحتياجات النوعية جلماعات اجتماعية معينة تبدو هذه النظرية‬
‫أكثر مالئمة لدراسة تكوين اجلمهور يعكس الربط بني بعض األنواع من احملتوى االحتياجات النوعية‬
‫جلماعات اجتماعية معينة‪ .‬تبدو هذه النظرية أكثر مالئمة لدراسة تكوين اجلمهور‪ .‬إال أنه يؤخذ عليها‬
‫أهنا ختلط بني احملتوى والوظيفة يف عالقة واحد لواحد مع أن مضمون واحده ال ميكن ان يشبع‬
‫احتياجات عديدة ومتنوعة‪ .‬وال ميكنه أن حيل مشاكل نفسية واجتماعية خمتلفة‪ .‬وأحياان متباينة وهناك‬
‫أيضا بعض الغموض مما قد يؤدي اىل اخللط بني ما يتحصل عليه فعال اجلمهور وبني ما يريد هو ما‬
‫حيتاجه‪.‬‬
‫‪-6‬نظرية التفسري السوسيو‪-‬ثقايف ‪:‬الواقع اان حماوله تفسري ميكانيزمات تكون مجهور وسائل اإلعالم‬
‫وفقا لقانون السوق ( العرض والطلب) تقدم تفسريا جمزأ حسب الزاوية اليت ينظر منها إىل تكوين‬
‫اجلمهور‪ :‬من زاوية اترخيية‪ ،‬استهالكية‪ ،‬اختالفات فردية‪ ،‬ووظائف وسائل اإلعالم االجتماعية‪.... ،‬وكل‬
‫واحدة هتمل على انفراد السياقات الثقافية واالجتماعية اليت يوجد فيها اجلمهور والظروف املادية والتقنية‬
‫اليت تعد وتعرض ف يها الرسائل اإلعالمية وطلبات اجلمهور املرتبطة بفضاء احلياة احمللية‪ ،‬حيث أن األفراد‬
‫واحتماال اجلماعات أو الفئات مييلون إىل إعطاء االهتمام للمحتوى اإلعالمية املتعلق ابحمليط القريب‪.‬‬
‫من هم ابألشياء املألوفة لديهم اإلجيابية ابلنسبة إليهم واليت ال تشكل خطرا وتعادل او ختضع للقيم‬
‫االجتماعية والروحية السائدة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪112‬‬
 ‫خامتة‬

‫إن مفهوم االتصال اجلماهريي الذي تبنته النظرايت املبكرة اليت كانت تنظر إىل مجهور وسائل‬
‫االعالم على أنه جمرد حشد أو أعداد كبرية من الناس ال جتمعهم خصائص أو مسات واحدة‬
‫غري معروفني للقائم ابالتصال منعزلني عن بعضهم اجتماعيا وال ميلكون القدرة على العمل‬
‫كوحدة أو يف تنظيم اجتماعي متماسك وابلتايل فإهنم يتعرضون لوسائل االعالم ويتأثرون هبا‬
‫بشكل فردي ‪ ،‬وقد تبني هذا التعريف علماء االتصال يف االربعينات ‪ ،‬وهو قائم على أربع‬
‫حمددات أساسية ملفهوم مجهور وسائل اإلعالم ضخامة احلجم أو كثرة العدد واالنتشار‬
‫والتشتت عدم معرفة القائم ابالتصال بسمات هذا اجلمهور وخصائصه‪ ،‬تباين أفراد اجلمهور‬
‫يف السمات واخلصائص وغياب التواصل االجتماعي بين أفراده ‪ .‬وإذا كان هناك إتفاق حول‬
‫بعض هذه احملددات مثل ضخامة احلجم أو العدد أو التشتت واالنتشار والتباين يف السمات‬
‫واخلصائص اال أن غياب التواصل االجتماعي والعزلة االجتماعية كسمة هلذا اجلمهور‪ ،‬ال جتد‬
‫قبوال بني علماء االجتماع واالتصال بعد ذلك‪.‬‬

‫لذلك فأنه يف حبوث دراسات اجلمهور يتم اخلضوع جملموعة من النظرايت لتصنيف اجلمهور‬
‫وفق معايري وأسس كامليوالت والرغبات او حسب الطلب وكذلك حسب السياق‬
‫االجتماعي والثقايف والتارخيي‪.‬‬
 ‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫عبد هللا عبد الرمحان ‪ ,‬سوسيولوجيا االتصال و االعالم ‪ ,‬النشأة ‪ ,‬و االجتاهات احلديثة و‬
‫الدراسات امليدانية ‪ ,‬بريوت ‪ ,‬دار املعرفة اجلامعي‪،0229 ،‬‬
‫حممد عبد احلميد‪ ،‬نظرايت اإلعالم واجتاهات التأثري‪ ،‬ط ‪، 09‬عامل الكتب للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪0222 ،‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬مجهور وسائط االتصال ومستخدموها‪ -‬من املتفرجني إىل املبحرين‬
‫االفرتاضيني‪ ،-‬ط‪، 0‬دار الورسم للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪0233،‬‬
‫علي قسايسية‪ ،‬املنطلقات النظرية و املنهجية لدراسات التلقي –دراسة نقدية حتليليلة‬
‫ألبحاث اجلمهور يف اجلزائر‪ ،-‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه‪ ،‬قسم علوم االعامل واالتصال‪،‬‬
‫كلية العلوم السياسية واالعامل‪ ،‬جامعة اجلزائر‪0222-0229،2‬‬
‫صاحلي دليلة حماضرات يف‪ :‬املداخل األساسية لبحوث اإلعالم السنة األوىل ماسرت مسعي‬
‫بصري جامعة الشهيد محه خلضر ‪،0200 /0203‬‬
‫ماجسرت ( كلية‬
‫ر‬ ‫ـ نصرية عقيب ‪ ,‬مجهور التلفزيون و نظرية االستعماالت و االشباعات ) رسالة‬
‫السياسية و االعالم اجلزائر ‪0221/022‬‬