Professional Documents
Culture Documents
مقدمة عامة
احملاضرة األوىل :التعرف على املفاهيم :الفضاء العمومي ،اخلدمة العمومية ،احلكم الراشد ،اجملتمع املدين
احملاضرة الثالثة :االتصال العمومي وعالقته أبنواع االتصاالت األخرى ( االتصال العمومي ،االتصال
االجتماعي ،االتصال السياسي ،التسويق االجتماعي ،االتصال االقناعي)
أوال :مفهوم الفضاء العمومي :يضعنا تعريف الفضاء العمومي أمام عدة حمددات:
.1ما املقصود ابلعموميPublic :؟ ظهرت هذه الكلمة ذات األصل الالتيين يف القرن 14وتعين" لكل
الناس" أي مقابل كلمة " خاص" وللداللة على ما جيمع اجلميع ،لكل مفهوم العام حييلنا أيضا إىل جانب
آخر اشتقت منه وهو rendre Publicوالذي يعين " اإلعالن والنشر".
.2إن الوسيلة اليت تتوسط اجملتمع املدين والدولة ليس االطار يف حد ذاته ،بل حمتوى ما يتداول داخل هذا
االطار.
.3إن الفضاء العمومي يقوم على مبدأ النقاش الذي يتداول الشأن العام ،وهذا يقتضي السمو ابستخدام
احلجة لتجاوز املصاحل الفئوية ومصاحل اجملموعات ومنطق اجلماعات.
.4ال ميكن احلديث عن وجود فضاء عمومي بدون توفر الشرط األساسي واملتمثل يف احلرية ،حرية األفراد يف
االجتماع واللقاء وحرية التعبري ،حرية الفكر ،تبادل املعلومات واآلراء.
.5يرتجم الباحث جون ميشال سوالن (1987) Jean-Michel Solaunمبدأ النشر واالعالن ابحلق
يف االعالم ،فهذا املفهوم أصبح أكثر تداوال بدءا من املنتصف الثاين من القرن العشرين ويقتضي رفع السرية
على األمور املرتبطة ابلشأن العام ،وجعل تسيري املرافق العامة والشأن العام أكثر شفافية.
.6أيخذ الفضاء العمومي صيغة فيزايئية (شارع ،حي) صيغة مؤسساتية (املدرسة ،اجلامعة ،املسجد ،الربملان)
أو صيغة تواصلية ( منتدايت األنرتنت ،التلفزيون ،اإلذاعة ،الصحافة املكتوبة).
.7لقد جتلى الفضاء العمومي بدءا من القرن السابع عشر ابالستناد إىل الفعل الثقايف يف الصالوانت والنوادي
األدبية والصحف والكتب فالنقاش الثقايف حدد املبادئ التنظيمية والتشريعية لقواعد النقاش العام قبل أن
ميتد اىل اجملال السياسي ،فالعالقة ما بني الفضاء العمومي واالتصال العمومي تكاد أن تكون حتصيل
حاصل فال يوجد نقاش وتبادل اآلراء دون اتصال وعلى هذا األساس ميكن القول أن الفضاء االتصايل
ميثل الركيزة األساسية للفضاء العمومي.
.1األهداف اإلدارية واالقتصادية كتوفري خمتلف اخلدمات اإلدارية جبودة عالية ،تقدم السلع واملنتجات وحتقيق
االستقرار ورفع منو االقتصاد القومي.
.2األهداف السياسية :كل ما يتعلق ابالستقرار السياسي ،محاية األنظمة االجتماعية املوجودة ،محاية األفراد،
الدفاع عنهم من االعتداءات اخلارجية.
.3األهداف االجتماعية والدينية :حيث يتطلب من الدولة توفري منظمات عامة هتدف التنشئة االجتماعية،
وتضبط سلوك األفراد من االحنرافات ،االرتقاء مبستوى التعليم ،انشاء طريق التشريعات ،اصدار قوانني
للحفاظ على اجلانب الروحي لدى كل املواطنني.
اجملتمع املدين هو احليز املستقل ،أو املساحة القائمة يف الفضاء العام بني األسرة والسلطة ،مع ضرورة وجود بيئة
أخالقية حتافظ على أتمني احلقوق واالحرتام املتبادل لتامني احلقوق السياسية لآلخرين واالستقاللية اليت تظهر الصلة
ابختيارات األفراد واجلماعات وابحلرايت اليت تعترب مكوان رئيسيا للمجتمع املدين الذي يؤكد على االرتباط ابلبعد
االقتصادي من خالل السعي إلرساء مبادئ العدالة والفرص املتساوية.
لقد كان للمجتمع املدين معىن أخر خمالف لداللة املفهوم اليوم ،حيث كان يعين احلقوق املدنية ،التعاقد ،حق اإلقرتاع
احلر ،االنتخاابت الربملانية ،حقوق املواطنة .وهبذا املعىن قاد إىل بناء الدميقراطية يف اجملتمعات الغربية يف مرحلة اترخيية
سابقة .لكن علينا جتنب طريقة التفكري امليكانيكي ،ألننا عند القول أن اجملتمع املدين قاد إىل الدميقراطية فإن ذلك
ال يعين تقدمي أحدمها على األخر يف عالقة سببية صورية ،بل يعين أن سريورة ظهوره و تكوينه هي بذاهتا سريورة
بناء الدميقراطية .أما أن نعتربه مؤسسات و تنظيمات اجملتمع احلديث هي ذاهتا اجملتمع املدين ،بينما ال تعدو أن
تكون يف الواقع أخد املظاهر اجملسدة له يف مرحلة اترخيية معينة من تطور اجملتمعات الغربية ،مث نقوم مبحاولة زرعها
يف بيئة غريبة عنها و أبثر رجعي (مبعىن نتوقع منها أن حتدث اليوم نفس النتائج و اآلاثر اليت أدت إليها سابقا)،
فإ ن ذلك يشري إىل درجة من السذاجة و رمبا الوهم القائم على االعتقاد أبن تلك املنظمات غري احلكومية سوف
تقود اجملتمعات العربية حنو الدميقراطية .بل يف مثل هذه احلالة يصبح من اخلطأ االعتقاد أن "اجملتمع املدين هو شرط
وجود الدميقراطية".
املراجع املستخدمة:
احملاضرة :2
*يعرف ميشال بوشون ورفاقه االتصال العمومي :على أنه جمموعة من الظواهر اخلاصة إبنتاج ومعاجلة ونشر املعلومات
اليت تعكس ردود الفعل وخلق وتوجيه املناقشات حول الرهاانت العامة ممارسات وسائل االعالم العمومي ليس فقط
نشاط اتصايل خاص مبمارسات وسائل االعالم ،إمنا هو قضية خاصة جبميع الفاعلني كاملؤسسات ،الشركات،
اجلمعيات ،منظمات اجملتمع املدين ،واجملموعات الناشطة يف اجملال العام".
*يؤكد " بيار زميور" Pierre Zémorأبن "االتصال العمومي يف عالقته مبا يسمى الفعل العمومي ،أي احلركة
املشرتكة لألفراد ،يسعى لتحقيق االلتفاف بني الكثري من الفاعلني من أجل حتقيق الصاحل العام Le bien
Publiqueوهو بذلك يتحول إىل عملية تفاوض تنشط يف بيئة جد معقدة ويوضح زميور طابع التعقيد هذا
ابلعودة إىل طبيعة الفعل العمومي يف حد ذاته ويف ارتباطه بفكرة الدولة".
إذن فمجاالت االتصال العمومي تتمثل يف السلطات العمومية واخلدمات العامة وغرضه حتقيق املصلحة العامة
وتعديل السلوكات املضرة ابجملتمع ،كما أنه خيدم السياسة ،اإلشهار ،الصحة ،التعليم ،الثقافة مستخدما فن البالغة
اجلديد ،االقناع ،التأثري يف سلوك الفرد ،كما يتوافق واألهداف والغاايت اجملتمعية.
هبدف حتقيق احلكم الراشد ومن أجل االستفادة لتطلعات الشعب ،على احلكومة أن تتبىن سياسة اتصالية تنفذ وفق
اسرتاتيجية شاملة للتبادل احلسن لسريورة املعلومة ،ومن أجل اعتماد سياسة لنشر الوعي العام ،وكسب ثقة واندماج
الشعب ،سعيا لتحقيق التنمية والتطور الوطين".
يستجيب االتصال العمومي للمصلحة العامة خاصة يف جمال مكافحة اآلفات االجتماعية وترويج القيم األساسية،
فهو بذلك حيفز ويدعو كل فرد من اجملتمع ألخذ نصيبه من املسؤولية ملصلحة اجملتمع.
إنه اسرتاتيجية بث لبقة تتفادى التبذير ،ال يقتصر دوره على االعالم فقط بل يتطلب حتفيز مجهور املتلقني والتوضيح
هلم وحثهم على املشاركة من أجل املصلحة العامة مما يؤدي اىل حتقيق اهلدف منه وهو املدنية والتحضر كغاية ال
تظهر نتائجا فورا.
ومنه ميكن القول أنه اتصال بعيد عن األهداف التجارية ،مجهوره املستهدف ليس املستهلك بل املواطن ،فهو
يستهدف اشخاص يتمتعون حبقوق وعليهم واجبات ،وهو ما يبدو مستحيال يف البلدان الدميوقراطية ،كما ويبدو
االتصال العمومي حني ختتفي الدعاية.
يرى ميلفي ديفلور أن فكرة االتصال االقناعي هلا جذور قدمية يف زمن كان الصوت وقوة الفكرة والقدرة على التأثري
واالقناع هي الوسيلة الوحيدة لإلقناع الناس وتغيري سلوكياهتم وأفكارهم ،لكن األحباث اليت تطرقت لفن البالغة يف
العصر احلديث عاجلت الزاوية االقناعية واهتمت بعملية االقناع بعد أن تقاطع هذا اجملال بعدة جماالت ودراسات
أخرى كعلم النفس و ودراسات الباحث كارل هوفالند.
فعندما نتحدث اليوم عن االتصال فإننا نتحدث منطقيا عن البالغة للتأثري على اجلماهري وخاصة بتطور وسائل
اإلعالم اجلماهريية أصبح االتصال يطبق على جماالت عديدة منها اجملاالت اخلاصة ابملصلحة العامة إىل أن تطور
وأصبح على الشكل الذي نعرفه اليوم ،وبعد تعقد البيئة اخلارجية وظهور الصناعة أدرك االنسان أنه يعيش ضمن
نسق متغري يؤثر عليه ويتأثر ابنعكاساته ،لذلك تغريت طبيعة االعالم ووظيفته من الدعاية السياسة إىل مهمة اخلدمة
العمومية وأصبحت وسائل االعالم فضاءا يعطي حق اجلمهور يف املشاركة لإلجناح العملية االتصالية ومتكينه من
طرح تساؤالت عن نفسه وعن ميكانيزماته اليت تؤدي مبجتمعه إىل التطور والتغري االجتماعي للتصدي للمشاكل
االجتماعية املختلفة.
فاالتصال املروج للقيم االجتماعية كالدميوقراطية ،الصحة ،نوعية احلياة...إخل يسمى االتصال العمومي كما مساه
ميشال لوانت .فقد كان الرئيس إزهناور أول من استعان بوكالة اشهارية لتدعيم محلته االنتخابية يف سنة 1952
مستعمال تقنيات التسويق السياسي بدال من الدعاية اليت كانت حتمل معىن سلبيا ،وبذلك ازدهر وحتول مفهوم
االتصال االجتماعي إىل االتصال العمومي خاصة قي فرتة الستينيات واجته هدف املؤسسات لتبين مفهوم املؤسسة
املواطنة وعمد االتصال العمومي إىل اختاذ اسرتاتيجيات أتثريية تستهدف االقناع وتثقيف وتربية اجلمهور املتلقي
الذي كان ينظر على أنه فرد سليب .
وعليه فقد شهدت سنوات 1973و 1977أضخم محالت إعالمية عمومية استهدفت أمن الطرقات ،االقتصاد،
الطاقة ،الرتبية الصحية ،كما طورت الوزارات سياسات واسرتاتيجيات شاملة ملكافحة بعض أخطار احلياة املعاصرة
اليت استعانت ببعض املناهج واألساليب لدراسة وحتليل األسواق املستهدفة ،اجلماهري ،املواطنني ،املستهلكني ،وكذا
التقنيات الرتوجيية املستعملة يف القطاع التجاري وتكييف معطياهتا وتقنياهتا بغية التأثري على اجلماهري لغاية تغيري
مواقف وسلوك كل املهتمني هبا.
إذن يف بداية السبعينيات من القرن املاضي شرعت السلطات العمومية يف البلدان الغربية ابالهتمام ابملواضيع اليت
متس اجملتمع ،وقد كانت أوىل احلمالت اإلعالمية اخلاصة ابلقضااي العمومية تعاجل الرتويج لصاحل حزام األمن،
مكافحة بعض األمراض اجلسدية وغريها من املواضيع احلساسة.
*املبدأ الثاين :اآلخر :تقول " Dominique Woltonهناك دائما جانب من اخلسارة واإلحباط يف
العملية االتصالية ،لكن هذه احلدود والصعوابت تزيد من معىن وجود اآلخر ،وأن اآلخر يبقى بعيد املنال" أي أن
االتصال بقدر ماهو وسيلة للتقارب قد تبقى عناصر العملية االتصالية كاآلخر أكثر تعقيدا ،وعليه جيب فهمه
واختيار الوسيلة والطريقة األنسب لالتصال به.
*املبدأ الثالث :الشمولية :يقول » " « Pascalمن املستحيل معرفة األجزاء دون معرفة الكل ،وال ميكننا معرفة
الكل دون معرفة األجزاء بشكل من اخلصوصية" ،أي أن االتصال هو مضمون ،معىن ،عالقة وسياق ،فاملضمون
هو املعلومة ،واملعىن هو طريقة صياغة املعلومة ،أما السياق فهو جيلب زوااي جديدة لرؤية إضافية لتأكيد أو نفي
الرسالة ككل.
*املبدأ الرابع :املالءمة :هذا املبدأ هو نتيجة مباشرة لسابقه ،إذ البد من وجود تناسق وتناغم بني أطراف العملية
االتصالية ،ويظهر التالءم يف السياق (أمهية املعلومة نفسها وطريقة صياغتها) ويف العالقة (أمهية زمن االتصال الذي
خيتاره املرسل).
*املبدأ اخلامس :التوقيت والزمن :حيتاج االتصال إىل مدة زمنية لبناء العملية االتصالية ونشر الرسالة لآلخر.
.1أنه يتواجد ضمن نسق مفتوح ويف حركية دائمة ومستمرة يقوم على هدف واضح وحمدد.
. 2يواجه االتصال العمومي صعوابت عند التطبيق من مصاحل وجهات تتعارض مع أهداف االتصال العمومي.
.3يتقاسم االتصال العمومي عالقة تكاملية تبادلية مع األنساق األخرى كاملؤسسات املوجودة يف اجملتمع.
*املبدأ السابع :التفاعل :يعمل االتصال العمومي على خلق ردة الفعل اليت متثل جوهر عنصر التفاعل أي أن
الرسالة االتصالية العمومية جيب أن تلقى أثر واضح وحدد لدى الفئة املستهدفة اليت تعكس رجع الصدى.
* املبدأ الثامن :املواجهة :جيسد االتصال العمومي منطق مواجهة األنساق األخرى املمثلة للمجتمع.
*املبدأ التاسع :التوقع :يسعى االتصال العمومي إىل توقع ردود أفعال بعد نشر وبث احلمالت العمومية.
رابعا :خصائص االتصال العمومي:
* *1عدم اختزال املواطن إىل مستهلك :حيث يرى بيار زميور على أن املؤسسات العمومية اليت تقدم خدمة
عمومية جتنب نظرة املؤسسات اهلادفة للربح -التجارية -للمواطن بوصفه مستهلك يف جمال القضااي العامة و أنه
صاحب حق ملزم بواجبات معينة.
* *2التميز عن االتصال السياسي :يؤكد بيار زميور يف هذا االجتاه على ضرورة متييز االتصال العمومي عن االتصال
السياسي يف أدائه ابعتبار هذا األخري يرتبط مبمارسات السلطة والتموقعات السياسية ،فاالتصال السياسي ألنه
خيتص بنشاط املؤسسات اليت تبحث عن شرعيتها املتأتية من االنتخاابت.
**3تقاسم الوظيفة اإلعالمية مع وسائل االعالم :ال ترتبط وسائل االعالم بتقدمي اخلدمة العمومية ولكنها متيل
إىل الرباديغم الصحفي ،بينما املؤسسات العمومية فهي خمولة أكثر من الناحية القانونية بتقدمي معلومات والبياانت
ذات الطابع العمومي.
* *4املراهنة على إشراك املواطنني :إن تقاسم املعلومات والبياانت عرب االتصال العمومي ،يهدف إىل غاية هنائية
هي الدفع ابملواطن حنو املشاركة واالخنراط يف الشأن العام بشكل مستمر ويومي من خالل ممارسة دميوقراطية تشاركية
وليس دميوقراطية متثيلية.
* *5التحكم يف آلية االنرتنت :تشكل هذه اخلاصية الوجه املعاصر لالتصال العمومي ،حيث سامهت األنرتنت
يف تكريس التفاعل يف تناقل املعلومات ويف دعم املشاركة الفاعلة يف نشر املعرفة ويف إبداء الرأي وتنشيط احلوار بني
خمتلف أطراف العملية االتصالية ،كما أن لألنرتنت أن تفرز واقعا جديدا من شأنه أن يؤثر على ممارسة االتصال
النموذج احلواري هو منوذج نظري موجه لتحليل ظواهر االتصال العمومي وهو يصف جمتمعا مثاليا متاما لالتصال
املوجود يف اجملتمعات احلالية.
نتساءل عن املعد الشرعي لالتصال العمومي كوسيلة أساسية لتغيري اجتاهات األفراد من أجل توفري الرفاهية الفردية
واملصلحة العامة ،واليت تقوم إبعدادها السلطات العمومية ،العتبارات اقتصادية ،سياسية ،تنظيمية وخلقية.
.1الشرعية االقتصادية لالتصال العمومي :إن الوقاية من أمراض القلب والشرايني ومن املشروابت الكحولية ،من
التبغ ،اإلدمان على املخدرات ،ومن السرطان و أمراض املناعة املكتسبة ،احلوادث املنزلية ،احلوادث النامجة عن
تسرب الغاز ،خطر الكهرابء ،حوادث الطرقات والشغل ،خماطر التلوث وغريها من اآلفات اليت هلا تكاليف
ابهضة من الناحية الطبية واالجتماعية واحلمالت االتصالية العمومية اليت تدعو إىل تغيري هذه السلوكيات كلها
تصب يف إطار املنفعة العامة وبذلك فهي جترب الدولة على حتسني القدرة املعيشية لألفراد اليت تنعكس إجيااب على
اقتصاد الدولة ،فعلى سبيل املثال جند احلملة اإلعالمية اليت قامت هبا الدولة الفرنسية يف جمال مكافحة التدخني
أعطت مؤشرات إجيابية ومردودية جيدة ابملعىن االقتصادي بعد إعداد اسرتاتيجية بطريقة علمية حملاربة هذه اآلفة.
.2الشرعية السياسية لالتصال العمومي :إن األنشطة املخصصة لالتصال العمومي تكلف الكثري وهي ممولة
مبيزانيات االتصال املربجمة ابلوزارات وهي املصادر األساسية للوسائل االجتماعية ،والنقص الذي ينبغي مالحظته
يف هذا السياق هو انعدام الرقابة الربملانية ويبقى للوزراء حق املبادرة يف اختيار األنشطة املعروضة فالربملان يشرع
عن طريق االنتخاب الشامل بنشاطات االتصال املؤسسايت واليت هي جزء ال يتجزأ من السياسة الوقائية
االجتماعية والصحية اليت يتكفل هبا ،فهو يصادق على االتصال على أنه وسيلة حكومية ويعطي له الشرعية
السياسية.
.3الشرعية األخالقية لالتصال العمومي :قلما يكون القائم ابحلملة العمومية غري منحاز ،فهو يتأثر ابلعمل الذي
يقوم به املعلن وبنتائجه ويتحمل تبعية ذلك ،حبيث ال يكون حيادي عادة اجتاه العمل الذي يتكفل به فهو
حياول أن يستغل جناح احلملة اإلعالمية العمومية ويفقدها موضوعيتها ،والجتناب هذا االحنراف قامت بعض
الدول بفصل القرار عن التنفيذ وهكذا يصبح تنفيذ برانمج االتصال العمومي من طرف مؤسسات مستقلة متاما
عن السلطة السياسية مثل اجمللس اإلشهاري L’advertising councilيف الوالايت املتحدة االمريكية.
عرف مفهوم االتصال على أنه عبارة عن نوع من التفاعل االجتماعي من خالل الرسائل املرسلة وجمموعة من
العمليات تؤدي إىل زايدة الشيوع واملشاركة والعمومية ،فهو الشيء املشرتك بني املشاركني يف هذه العملية ألن االتصال
نشاط يستهدف العمومية أو الشيوع واالنتشار لفكرة أو موضوع أو قضية عن طريق انتقال املعلومات واألفكار
واآلراء واالجتاهات من شخص أو مجاعة إىل أشخاص أو جمموعات ابستخدام الرموز ذات املعاين احملددة واملفهومة
لنفس الدرجة لدى كل من الطرفني.
تسعى عملية االتصال لتحقيق هدف عام هو التأثري يف املستقبل حىت تتحقق اخلربة مع املرسل وينصب هذا التأثري
على أفكار املستقبل لتعديلها أو تغيريها أو تعديل اجتاهات ومواقف وسلوكات حنو األفضل لصاحل اجملتمع ككل فإن
هذا النوع من االتصال اهلادف حنو املصلحة العامة للمجتمع ،أصطلح عليه االتصال العمومي.
فهناك الكثري من القضااي اليت يعمل عليها االتصال العمومي كالعنف والطالق واجلنوح واجلرمية واملخدرات وااليدز
وتبذير الطاقة ،لذلك يهتم هذا النوع من االتصال ابلتوعية من أجل السري على النهج السليم والقيم واالبتعاد عن
العادات الضارة من أجل حياة مدنية سليمة .وعليه فإننا نستخلص أبن هناك جمموعة مفاهيم متشاهبة بني كل من
االتصال العمومي واالتصال االجتماعي واالتصال السياسي والتسويق االجتماعي:
يعترب التسويق االجتماعي من هو مجلة املمارسات عرفه ميشال لوين :أبنه ميشال يعرف التعريف
العناصر الرئيسية لالسرتاتيجية الرامية إىل إقامة روابط بني الركيزة األساسية لتغيري ورفاقه بوشون
العامة للمنظمة ،نظرا لتأثريه حمرتيف السياسة وانخبيهم اآلراء إىل األفضل االتصال
اإلجيايب على والء العمالء التأسيس ويرجع وتعديل السلوكيات العمومي :على أنه
واالحتفاظ هبم كونه يقوم على االبستيمولوجي ملفهوم املعاكسة ،إذ جيب من جمموعة
أساس االتصال ابلعمالء السياسي االتصال االتصال على الظواهر اخلاصة
املداومني على التعامل مع ملنتصف القرن املاضي، االجتماعي حتويل إبنتاج ومعاجلة
املنظمة ،وإعطائهم مزااي هبدف عندما ظهرت دراسات مهمة االقناع إىل ونشر املعلومات
تنمية الروابط بينهم وبني املنظمة هتتم بعالقة األنظمة الفرض فهو يستخدم اليت تعكس ردود
ومن مث كسب والئهم ،ابإلضافة ابلسلوك احلاكمة وسائل االعالم مما وخلق الفعل
إىل أن التسويق االجتماعي يركز لألفراد االنتخايب جيعل الفرد عرضة املناقشات وتوجيه
على أمهية وجود برامج اجتماعية واالهتمام ابلرأي العام جملموعة من الرسائل الرهاانت حول
هدفها األساسي مساعدة خمتلف ودور مجاعات الضغط اليت تبث يوميا. ممارسات العامة
أو املستهلكني شرائح واألحزاب السياسية يف االعالم وسائل
املستخدمني عند وقوع أية بناء املعرفة السياسية ليس العمومي
جتاوزات أو انتهاكات حلقوقهم. والتأثري يف التوجهات نشاط فقط
ابجلمهور اخلاصة خاص اتصايل
املستقل. مبمارسات وسائل
االعالم ،إمنا هو
خاصة قضية
جبميع الفاعلني
كاملؤسسات،
الشركات،
اجلمعيات،
منظمات اجملتمع
املدين،
واجملموعات
الناشطة يف اجملال
العام".
• تزويد اجلماهري املستهدفة ابملعلومات والبياانت املتوفرة حول القضااي ذات الصلة حبياهتم.
• التأثري على مواقف واجتاهات اجلماهري املستهدفة حنو قضااي حمددة أو عامة ،ومبا خيدم السياسات العامة
للمؤسسات والدولة أبجهزهتا املختلفة.
• إقناع اجلماهري املستهدفة إبحداث تعديالت تدرجيية يف مواقفهم اجتاه أهداف سياسية ،اقتصادية أو
اجتماعية ابستخدام اسرتاتيجيات وتكتيكات مقبولة من قبلهم.
• تعديل األمناط السلوكية للجماهري مبا حيقق وفرات مادية ،أو مبا يقلل من حجم اخلسائر يف أمناط سلوكية
اجتماعية.
اثنيا :من حيث النطاق الزمين :محلة إعالمية طويلة األمد ،محلة إعالمية متوسطة األمد ،محلة إعالمية
قصرية األمد
اثلثا :من حيث اهلدف املرجو من احلملة :محالت التغيري للمعتقدات ،محالت التغيري يف األفكار،
محالت التغيري يف السلوك.
ملخص عن احملاضرة رقم :5مراحل تصميم احلمالت اإلعالمية
أوال :التعرف على املشكلة ) دراسة احلالة( :البحث ومجع البياانت وحتليل املوقف :وتعين هذه املرحلة
مجع االحصائيات والبياانت الكافية عن املشكلة موضوع البحث وأبعادها احلقيقية وكذلك اجتاهات
اجلماهري ،وذلك للوقوف على كافة املعلومات والبياانت الدقيقة اليت تساعد يف وضع اخلطط والربامج،
كما وأن الدراسات امليدانية من خالل إجراء مقابالت مجاعية مع اجلمهور الذي له صلة مباشرة
ابملشكل املطروح ،يفضل يف هذه املرحلة استخدام أداة التحليل ( SWOTمواطن القوة ،الضعف،
الفرص والتهديدات) لتحليل البيئة احمليطة ابملشكل
من أهم ما تتصف به أهداف احلملة اإلعالمية وفق مبادئ تقنية SMARTهي :حمددة أي أن
تكون واضحة حمددة بعيدة عن األهداف الفضفاضة العامة ،قابلة للتنفيذ والقياس مبعىن ارتباطها مبعايري
أداء كمية أو نوعية ميكن قياسها ،قابلة للتقييم أن تكون واقعية قابلة للتطبيق سواء على مستوى
املخططني أو اجلمهور املستهدف ،وثيقة الصلة ابملشكلة أو القضية ،وذات إطار زمين حمدد أي أن
احلملة اإلعالمية مرتبطة ابلوقت ميكن حتقيقها خالل فرتة زمنية معينة
إن حتديد اجلمهور املستهدف مهم جدا يف صياغة وحتديد نوعية الرسالة اليت ميكن أن تؤثر فيه ويف
الوقت والوسيلة املناسبة لبث ونشر مثل تلك الرسائل ،لذلك جيب فهم خصوصيات اجلمهور املقصود
هلذه احلملة اإلعالمية ،واحتياجاته ورغباته وعاداته وقيمه والوسائل اإلعالمية اليت يتعرض هلا ،وهذا يعد
ضروراي يف أي خطوة وذلك عرب خطوتني أساسيتني مها دراسة اجلمهور وتصنيف اجلمهور
ملخص احملاضرة السادسة :مرحلة التخطيط و تصميم االسرتاتيجية ومرحلة املتابعة والتقييم
إن اسرتاتيجية احلملة اإلعالمية هي مبثابة خارطة طريق ابلنسبة للحملة ،فهي تضمن أن مجيع أنشطة
احلملة تعمل من أجل حتقيق األهداف الكلية للحملة ،كما أهنا تعد مبثابة النقطة املرجعية لتقييم مدى
تقدم وجناح احلملة ،ويعد وجود اسرتاتيجية للحملة مفيدا أيضا الطالع سائر املعنيني مثل مسؤويل
التمويل وغريهم من صناع القرارات املالية على خطط احلملة لضمان مشاركتهم ودعمهم.
بناءا على التحليالت الداخلية واخلارجية املعمقة للمشكلة اليت تعىن هبا احلملة وفق حتليل SWOT
وحتدد املنظمة أهداف احلملة حسب نظام SMARTوخطة العمل ،اليت ستحقق هذه األهداف
ومناهج املراقبة والتقييم والتقييم وقياس األثر ويراعى عند تنفيذ االسرتاتيجية توزيع وتفويض املسؤوليات
وتنظيم األدوار داخل نطاق املؤسسة واجلهة املنظمة للحملة.
بعد حتديد االسرتاتيجية االتصالية اإلعالمية يتعني على اجلهة القائمة ابلتخطيط للحملة أن ختتار
الوسائل واألنشطة االتصالية اليت تكون يف إطار امليزانية والطاقم البشري املوفر ،وأن تكون قادرة على
توصيل الرسالة بفاعلية ،تصل إىل اجلمهور املستهدف بسهولة ،اختيار الوسائل االتصالية اليت تتناسب
مع اإلمكانيات املادية وميزانية احلملة ،وعليه يتعني على القائم ابحلملة:
-حتديد الوسيلة :مكتوبة ،مطبوعة ،مسموعة ،شفهية ،الوسائل املرئية ،الوسائل احلديثة.
-حتديد رسائل احلملة :انتاج الرسالة اإلعالمية وتقدمي أفكارها بطريقة فعالة وحمددة.