‫جامعة المصطفى العالمية‬

‫لبنان‪-‬بيروت‬

‫المواطنة في الرؤية اإلسالمية‬

‫بحث في مادة منهج التحقيق‬
‫إعداد‪ :‬فاطمة السيد‬
‫إشراف الدكتور) عباس كنعان‬
‫‪2020\2019‬‬

‫‪1‬‬
 ‫المقدمة‪:‬‬

‫تعد المواطنة من القضايا القديمة المتجددة‪ ,‬التي ما تلبث ان تفرض نفسها عند أي بعد من‬
‫أبعاد التنمية في مفهوم اإلنساني الشامل بصفة خاصة ‪,‬أو مشاريع اإلصالح و التطوير بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫ويمكن رصد ثالث تحوالت كبرى _دولة اإلغريق‪,‬دولة الرومان‪ ,‬دولة ما بعد الثورة‬
‫الفرنسية_متداخلة و متكاملة مرت بها التغيرات) السياسية التي أرست مبادىء المواطنة في‬
‫الدولة القومية الديمقراطية المعاصرة‪ .‬هذه المبادىء هي تكون الدولة القومية‪,‬المشاركة‬
‫السياسية‪ ,‬إرساء حكم القانون و إقامة دولة المؤسسات‪ ,‬فنشأت فكرة المواطن الذي يمتلك‬
‫الحقوق الغير قابلة لألخذ و اإلعتداء‪.‬‬
‫تعرف المواطنة على أنها هب الصفة التي تمنح للمواطن و التي تحدد عدة أمور منها الحقوق‬
‫و الواجبات و لها خصوصيات عديدة تتضمن حب الوطن و خدمته و احترام المواطنين و‬
‫غيرها و هي التي تربط بين الدولة و المواطن‪.‬‬
‫المواطنة شعور في األساس وجداني بالإلرتباط باألرض و بأفراد المجتمع األخرين‪.‬و أول‬
‫ما تسعى إليه الدول هو توجيه كامل عنايتهت لتربية مواطنيها و نشر الوعي بينهم‪,‬‬
‫فالمواطنون هم شركاء في الوطن و يجب عليهم العمل من أجل بناء الوطن‪ .‬فالمواطن الصالح‬
‫هو رأس المال الحقيقي في عملية التنمية بكل أعادهت اإلجتماعية و الثقافية و اإلقتصادية و‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ال يتناقض مفهوم المواطنة مع الرؤية اإلسالمية ‪,‬ألن المواطنة عبارة عن رابطة بين األفراد‬
‫يعيشون في زمان و مكان معين‪.‬فاإلسالم كان سباقا" في التأكيد على قيمة الوطن و إعالء‬
‫المواطنة‪.‬وأن) المسلم عليه واجبات تجاه وطنه كما أن للمواطن على وطنه حقوقا"‪ .‬وعليه فإننا‬
‫اليوم في أمس الحاجة إلى تربية المواطنة في ظل األحداث الخطيرة التي نتعرض لها من‬
‫مفاهيم العولمة ‪,‬وعلى) تعزيز روح العطاء‪ ,‬اإلنتماء و الوالء الصادق لدى المواطن بحيث‬
‫يدرك أنه جزء من مجتمعه و أمته و غير منفصل عنها‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫مخطط البحث‬

‫أوال"‪:‬إشكالية البحث(مشكلة البحث‪,‬و األسئلة الفرعية)‬ ‫‪‬‬

‫ما هي المواطنة و ما هي الرؤية اإلسالمية لها؟و كيف يمكن تعزيزها عند األطفال؟‬
‫‪.1‬ما هو مفهوم المواطنة؟ ما هي أبعادها و اهدافها؟‬
‫‪.2‬ما هو مفهوم المواطنة في الفكر اإلسالمي؟‬
‫‪.3‬ما هي المبادىء التي يعززها مفهوم المواطنة لدى الفرد من المنظور اإلسالمي؟‬
‫‪ .4‬أهمية تربية المواطنة لألطفال ‪.‬وما هي األساليب الممكن إعتمادها لترسيخ هذا المفهوم‬
‫عندهم؟‬
‫‪.5‬كيف يمكن للمؤسسات تربية مفهوم المواطنة عند األطفال؟‬

‫ثانيا"‪ :‬الفرضيات البحثية‬ ‫‪‬‬

‫المواطنة مفهوم ذات أهمية عالية يجب تعزيزها لدى األفراد و خاصة األطفال لما فيها من‬
‫صالح لألفراد و المجتمع و الوطن‪ .‬وهو شعور فطري لم ينكره اإلسالم بل كان الهدف من‬
‫اإلسالم هو تحقيق األمن بكافة االبعاد و المستويات‪.‬‬

‫ثالثا"‪:‬المصطلحات) األساسية‬ ‫‪‬‬

‫الوطن‪ :‬الوطن المنزل تقيم به وهو موطن اإلنسان و محله‪ .1‬و الوطن محل اإلنسان و‬ ‫‪‬‬
‫أوطان الغنم مرابضها‪.‬و أوطن األرض و وطنها و قد إستوطنها و إتطنها أي إتخذها‬
‫‪2‬‬
‫وطنا"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫لسان العرب‬
‫‪2‬‬
‫مختار الصحاح‬

‫‪3‬‬
 ‫الوطنية‪:‬تعني حب الوطن و الشعور بإرتباط باطني نحوه فهو حب األمة للوطن_قطعة‬ ‫‪‬‬
‫معينة من األرض يرتبط بها الفرد و تتعلق بها عواطفه و أحاسيسه‪ 3.‬و الوطنية هي عبارة‬
‫عن مشاعر و روابط فطرية تنمو باإلكتساب لتشد اإلنسان إلى الوطن الذي‬
‫إستوطنه‪.‬وعرف الحقيل(‪ 1996‬ص ‪ )30‬الوطنية أنها تلك العاطفة القوية التي يحس بها‬
‫المواطن نحو وطنه العزيز و تلك الرابطة الروحية التي تشده إليه‪.‬‬
‫المواطنة‪:‬شعور وجداني ‪,‬إرتباط الفرد باألرض و بأفراد المجتمع األخرين وتاتي المواطنة‬ ‫‪‬‬
‫ترجمة لمصطلح ‪ ))Citizenship‬ويقصد به غر السلوك اإلجتماعي الرغوب حسب قيم‬
‫المجتمع من أجل إيجاد مواطن صالح‪ .‬ومن تعريفات المواطنة أيضا" حصول األشخاص‬
‫على مجموعة من الحقوق العامة التي تتضمن لهم العيش بحياة كريمة في دولتهم‪.‬‬
‫قيم المواطنة‪ ):‬هي مجموعة القيم التي تعكس مدى إرتباط الفرد بوطنه و أمته و العالم من‬ ‫‪‬‬
‫حوله‪,‬و تسهم في إعداده ليكون مواطنا" صالحا" يسلك السلوك الذي يرتقي بالمجتمع ومنها‬
‫المسوؤلية و المشاركة و التعايش مع األخرين‪,‬وتعد مرجعا" رئيسيا" للحكم على سلوكه‬
‫‪.‬‬
‫تجاه المجتمع الذي يعيش فيه بأنه سلوك حسن أم سيء‬

‫رابعا"‪:‬أهداف البحث و أهميته‬ ‫‪‬‬

‫تحديد مفهوم المواطنة بشكل عام‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫معرفة ابعاد المواطنة و اهدافها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التعرف على مفهوم المواطنة في اإلسالم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الكشف عن المبادىء التي تعزز مفهوم المواطنة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اهمية تربية المواطنة لالطفال‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫دور المؤسسات في تعزيز مفهوم المواطنة لدى األطفال‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫األساليب التي يمكن إعتمادها لتربية بعض قيم المواطنة عند األطفال‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫خامسا"‪:‬المنهج المتبع‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫قاموس معجم الوسيط‬

‫‪4‬‬
 ‫استخدمت منهجية بحث متكاملة_المنهج التعددي بين لبتفسير و التحليل و المقاربة‪.‬‬

‫سادسا"‪:‬الدراسات السابقة‬ ‫‪‬‬

‫دراسة جوكن (‪ Gagon)1989‬إلى إجماع الباحثين على مجموعة الخصائص‬ ‫‪.1‬‬

‫المشتركة المطلوب توافرها في المواطن‪).‬‬
‫دراسة للدكتور محمود أبو دف (‪ )2004‬عن تربية المواطنة من المنظور اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫دراسة للكاتب رضا عيسى نيا في الجمهورية اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المواطنة و الدولة مقاربات و إتجاهات لدكتور بولس عاصي‪ ,‬دكتور غسان طه‪ ,‬دكتور‬ ‫‪.4‬‬
‫خضر محمد بنها‪ ,‬و الدكتور حسين رحال (‪)2010‬‬
‫تفعيل قيم المواطنة على مستوى الفرد و االسرة و المجتمع لمنال عبد المجيد محمود‬ ‫‪.5‬‬
‫المسالوى (‪)2015‬‬
‫دراسة لالستاذ الدكتور عطية عبد الحليم صقر عن المواطنة في اإلسالم (حقوق‬ ‫‪.6‬‬
‫وواجبات) ‪,‬دراسة تأصيلية تحليلية لبيان مهوم المواطنة و أسسها و مبادئها وواجبات‬
‫المواطن و حقوقه في البالد االسالمية و غير االسالمية‪.‬‬

‫سابعا"‪:‬هيكلية البحث‬ ‫‪‬‬

‫المقدمة‬ ‫‪o‬‬
‫الفصل االول‪:‬مفهوم المواطنة‬ ‫‪o‬‬
‫‪ ‬أوال‪:‬مفهوم مواطنة بشكل عام‬
‫‪ ‬ثانيا"‪:‬أبعاد المواطنة و أهدافها‬
‫الفصل الثاني‪:‬النظرة) اإلسالمية للمواطنة‬ ‫‪o‬‬
‫‪ ‬أوال"‪ :‬الرؤية اإلسالمية لمفهوم المواطنة‬
‫‪ ‬ثانيا"‪:‬المبادىء التي تعززها المواطنة‬
‫‪ ‬ثالثا"‪:‬قيم المواطنة‬
‫الفصل الثالث‪:‬تربية المواطنة عند األطفال‬ ‫‪o‬‬
‫‪ ‬أوال"‪ :‬أهمية تربية المواطنة لألطفال‬
‫‪5‬‬
 ‫‪ ‬ثانيا"‪:‬دور المؤسسات في ترسيخ مفهوم المواطنة‬
‫‪ ‬ثالثا"‪ :‬أساليب تربية قيم المواطنة لألطفال‬
‫‪ o‬الخاتمة‬

‫ثامنا"‪:‬المصادر) و المراجع‬ ‫‪‬‬

‫دراسة الدكتور محمود خليل أبو دف "تربية المواطنة في المنظور اإلسالمي"‬ ‫‪.1‬‬
‫ملخص بحث‪:‬اإلنتماء للوطن في ميزان اإلسالم ‪alukah.net/publications‬‬ ‫‪.2‬‬
‫)‪(2013‬‬
‫المواطنة في الجمهورية اإلسالمية للكاتب رضا عيسى نيا‬ ‫‪.3‬‬
‫بحث في تفعيل قيم المواطنة على مستوى الفرد و االسرة و المجتمع‪ .‬منال عبد المجيد‬ ‫‪.4‬‬
‫محمود المسالوى (‪)2015‬‬
‫االنتماء للوطن ما بين عوامل تؤثر أو تتأثر فيه ظل الشريعة اإلسالمية‬ ‫‪.5‬‬
‫‪alukah.net/publications‬‬
‫المواطنة في اإلسالم‬ ‫‪.6‬‬
‫دور المؤسسات التربية في تنمية قيم المواطنة لدى األطفال _مجلة كلية التربية‪,‬جامعة‬ ‫‪.7‬‬
‫األزهر ‪,‬العدد (‪,179‬الجزء الثاني) يوليو لسنة ‪2018‬م‬
‫دراسة المواطنة في اإلسالم(واجبات و حقوق) لدكتور عطية عبد الحليم صقر‬ ‫‪.8‬‬

‫‪6‬‬
 ‫الفصل األول‪:‬مفهوم المواطنة‬

‫أوال"‪ :‬شرح مفهوم المواطنة‬ ‫‪‬‬

‫المواطنة مفهوم يشرح العالقة بين الدولة و الفرد المنتمي إليها ‪,‬و بشكل أدق العالقة المتبادلة‬
‫بين السلطات داخل الدولة و المجتمع و الفرد المواطن‪.‬و قد تطورت هذه العالقة منذ العصور‬
‫القديمة مرورا"بأثينا و التجربة اليونانية و المسيحية و اإلسالمية لتصل إلى مرحلة جديدة يأخذ‬
‫فيها مفهوم المجتمع المدني و القوى الفاعلة خارج جهاز الدولة الرسمي دورا" جديدا" على‬
‫حساب الدولة ‪.4‬‬
‫يعتبر مفهوم المواطنة من المفاهيم التي تزايد اإلهتمام بها خالل المراحل األخيرة‪,‬و يرتبط هذا‬
‫المفهوم بدراسات علم األجتماع السياسي التي تبحث في عالقة مفهوم المواطنة بطبيعة النظام‬
‫السياسي و العالقة بين مفهوم المواطنة و المشاركة السياسية ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫مصطلح المواطنة حديث جدا" لدى العرب و هو تعريب للفظة غربية ‪ citizenship‬التي‬
‫تحمل مضمونا" حضاريا" أنتجه الحراك التاريخي األوروربي في قرونه األخيرة ‪ .‬و يمكن‬
‫القول بأن المواطنة تعني إرتباط الفر بإنتمائه الوطني للدولة و ما ينعكس عن ذلك من حصوله‬
‫على الحقوق و االلتزام بالقيام بالواجبات الناتجة عنها تجاه الدولة التي ينتمي اليها‪.‬‬
‫و تعني المواطنة في مفهومها السياسي الغربي‪":‬صفة) المواطن الذي يتمتع بالحقوق و يلتزم‬
‫بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن في إطار الشرعية الدستورية و القانونية‬
‫للدولة القومية التي يحمل جنسيتها ‪ ".‬إذن المواطنة تعني اإلشتراك على قدم المساواة في‬
‫حقوق وواجبات يفرضها اإلنتماء إلى مجتمع سياسي‪,‬ويتمتع المواطن بالحقوق التي يقرها‬
‫المجتمع و تحظى بحمايته من جهة و يتحمل تلك الواجبات و يحاسب على التقصير في أدائها‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص حقوق و واجبات المواطنة بالنقاط التاية‪:5‬‬
‫الواجبات‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪4‬‬
‫المسلمون بين المواطنة صفحة ‪51‬‬
‫‪5‬‬
‫المسلمون بين المواطنة صفحة ‪18 \19\20‬‬

‫‪7‬‬
 ‫الحقوق الساسية‪:‬و تعني حق المشاركة في اإلستفتاء ‪,‬اإلنتخاب‪ ,‬الترشيح ألي‬ ‫‪.1‬‬
‫منصب سياسي‪,‬حق نقد التدابير الحكومية‪ ,‬نشر االراء و االفكار شرط عدم إساءة‬
‫استعمال هذا الحق‪.‬‬
‫الحقوق اإلجتماعية‪:‬وتعني) الحق في الحياة الكريمة ‪,‬و التعليم و الرعاية اإلجتماعية‬ ‫‪.2‬‬
‫بمختلف وجوهها‪.‬‬
‫الحقوق الشخصية‪:‬و تعني حق التملك‪,‬و) الحرية الفردية‪,‬تكافؤ الفرص‪,‬عدم اإلتهام و‬ ‫‪.3‬‬
‫التوقيف إال تبعا" لألحكام المبينة في القوانين و يلحق بعض أو كل الحقوق الواردة‬
‫في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪.‬‬

‫واجبات المواطنة‪):‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪ .1‬الوالء التام للوطن ال بما هو حيز جغرافي و إنما بما هة أرض يقوم عليها‬
‫مجتمع سياسي ينتمي إليه المواطن من دون ان يعني ذلك بالضرورة والء‬
‫للنظام السياسي او للسلطات القائمة ‪,‬ألن معارضة النظام او السلطة القائمة او‬
‫بعض قرارتها هو أحد أهم الحقوق السياسية (حرية الرأي) بشرط أن تكون‬
‫المعارضة للمصلحة العامة وليس الدوافع الشخصية‪.‬‬
‫‪ .2‬الخضوع لكل التكاليف المشتركة مثل الضرائب) و اإلستجابة للخدمة العسكرية و‬
‫المشاركة في الدفاع عن الوطن‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم محاربة سياسات الحكومة بوسائل عنيفة و اإلكتفاء بالنقد و المعارضة‬
‫اإلعالمية ‪.‬و عدم اللجوء إلى العصيان الدني إال إذا كانت السلطات عاجزة‬
‫فعليا" عن حماية المواطنين و حقوقهم و أساءت إلى هذة الحقوق‪.‬‬
‫سائر الواجبات التي تحددها الدساتير و القوانين تبعا" ألوضاع كل مجتمع سياسي‪.‬‬

‫ثانيا"‪:‬مقومات المواطنة‬ ‫‪‬‬

‫بحسب الدراسة التي قدمها "داون أوليفر" و "ديريك هيتر" فإن مقومات المواطنة ترتكز‬
‫‪6‬‬
‫على‪:‬‬

‫المواطنة في االسالم ص ‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪Dawn Oliver and Derek Heater the foundation of citizenship,NewYork Harveter wheat sheef 1994 page 209_210‬‬

‫‪8‬‬
 ‫تواجد مجموعة بشرية في مكان‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قيام العالقة اإلنسانية بينهم على أساس اإلحترام و التسامح تجاه التنوع بكل أشكاله‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن ينظر القانون إلي الجميع‪ ,‬و يعاملهم على أساس المساواة مع غض النظر عن‬ ‫‪.3‬‬
‫العرقية أو الطبقة اإلجتماعية أو اإلقتصادية أو الجنس أو الثقافة أو أي وجه من وجوه‬
‫التنوع‪.‬‬
‫يتكفل القانون حماية كرامة االنسان و احترام استقالليته و سائر حقوقه‪,‬و أن يقدم‬ ‫‪.4‬‬
‫الضمانات الكافية لذلك‪,‬و بالخصوص حقوقه المدنية و السياسية‪.‬‬
‫يضمن القانون قيام الشروط اإلجتماعية و اإلقتصادية لتحقيق العدل و اإلنصاف‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يتكفل القانون بتمكين األفراد من المشاركة الفعالة في إتخاذ جميع القرارات المؤثرة في‬ ‫‪.6‬‬
‫حياتهم‪.‬‬

‫ثالثا"‪:‬أبعاد المواطنة و أهدافها‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬أبعاد المواطنة‪:7‬‬
‫في ظل تسارع وتيرة العولمة‪,‬و) تقلب أبعاد المواطنة بالتوسيع المستمر في دائرة حقوق‬
‫المواطنة نرى ضرورة أن يكون للمواطنة أبعاد و أفاق محددة معلومة‪,‬لكن) المهم عدم ترك‬
‫المواطنة مجهوال" في فضاء واسع ال تحده حدود خاصة و أن المواطنة كمصطح تسع‬
‫مدلولها للعديد من المفاهيم تبعا" لتعدد المصالح الفردية و الجماعية‪.‬‬
‫‪ .1‬البعد السياسي للمواطنة‪ ):‬الذي يحمل قيم اإلنتماء و الوالء للوطن‪,‬حدود مشاركة‬
‫المواطنين في إختيار حكامه و في سياسات إتخاذ القرار فيه سواء كان المواطن في‬
‫صفوف المؤيدين أو المعارضين‪).‬‬
‫‪ .2‬البعد الثقافي ‪ :‬و الذي يحمل مجموعة القيم و الثوابت و األداب التي تضبط إيقاع‬
‫الحياة اإلجتماعية داخل الوطن‪ ,‬و التي تنظم سلوكيات أفراده في معامالتهم البينية و‬
‫في عالقاتهم بمؤسسات الدولة و السلطات ‪,‬باإلضافة إلى مجموعة الضوابط التى‬
‫تحكم عالقة السلطة بالمواطن المؤيد و المعارض بإعتبار المعارضة حقا" من‬
‫الحقوق المشروعة تستهدف صالح الوطن‪).‬‬

‫‪7‬‬
‫ص ‪ 54,55‬المواطنة في االسالم (حقوق و واجبات) دراسة تأصيلية تحليلية لدكتور عطية عبد الحليم صقر بالجامعة االسالمية بالمدينة المنورة‬

‫‪9‬‬
 ‫‪ .3‬البعد اإلجتماعي‪ :‬يجسد الوطنية و يرفع من قدر رموز الوطن‪,‬و) يسجل للتاريخ‬
‫أعمالهم الوطنية المجيدة و الذي يحمل مجموعة الحقوق المدنية و اإلقتصادية التي‬
‫تكفل لألفراد الحياة الكريمة و توفر الظروف المعيشية الالئقة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬أهداف المواطنة‪:‬‬
‫‪ ‬دعم قيم الوالء و اإلنتماء و تعزيزها لدى جميع األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى درجة المساواة الكاملة بين الجميع في الواجبات و الحقوق‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تشكيل شخصية المواطن و الهوية الجماعية للوطن و دعم قدرة‬
‫األفراد على التعامل مع األزمات‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على ضمان إستمرار الدولة و المجتمع من خالل تمكين المواطن من حقوقه‬
‫و الدولة من حقوقها‪,‬و اعمل من أجل رفعة الوطن و تقدمه و نمائه‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تعزيز اإلنماء للوطن و خدمته و الدفاع عنه‪ ,‬و السعي من أجل العيش‬
‫المشترك مع الشريك اإلجتماعي الذي يتقاسم الحياة مع األخرين في الوطن‬

‫‪8‬‬
‫مجلة كلية التربية جامعة االزهر العدد ‪ 179‬الجزء ‪ 2‬يوليو لسنة ‪2018‬‬

‫‪10‬‬
 ‫الفصل الثاني‪:‬المواطنة في االسالم‬

‫اوال"‪:‬مفهوم المواطنة في الرؤية اإلسالمية و مقوماته‬ ‫‪‬‬

‫لقد كرم اإلسالم اإلنسان و أعال من شأنه كمخلوق بغض النظر عن عقيدته‪,‬ويستمد اإلنسان‬
‫تكريمه بصفته مواطنا"‪,‬لكن يجب معرفة أن المواطنة في اإلسالم مواطنة مسوؤلة تستمد‬
‫مسؤوليتها من تكريم هللا سبحانه و تعالى لإلنسان‪ .9‬و اإلسالم دين الفطرة جاء ليتمم مكارم‬
‫األخالق و من ذلك حب األوطان و الدفاع عنها و عن قدسيها و جغرافيتها و حدودها و مقدساتها و‬
‫عرضها و سكانها‪.‬‬
‫ويعتبر اإلسالم أول من رسخ حق المواطنة فكفل للجميع حقوقا" متساوية‪,‬وأرسى مبادىء‬
‫الشراكة‪ ,‬و فرض واجبات دون تمييز بين المواطنين‪ ,‬فأضحت المواطنة مبدأ إسالميا" يعمل‬
‫على تحقيق الحرية و العدالة و المواساة‪,‬و يحث على اإلنتماء إلى الوطن و الغيرة عليه و حبه‪.‬‬
‫والمواطنة من منظور إسالمي تضمن لجميع المواطنين) حقوقهم فهي مفهوم يعتمد أساسا" على‬
‫الحرية و المساواة و التسامح‪ ,‬و ذلك دون إهدار حقوق غير المسلمين‪.‬ويتم) ذلك عن طريق‬
‫عدم التمييز بين المواطنين) على أساس العنصر أو المذهب أو الطبقة أو الدين ‪,‬و التأكيد على‬
‫اإللتزام بمبدأ المساواة في الحقوق و الواجبات و الدعوة إلى اإلندماج و العدل الشامل‪ ,‬و‬
‫ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية و المصالح الكبرى للوطن‪.‬فالمواطنة في اإلسالم مفهوم‬
‫إنساني ال عنصري‪.‬‬
‫حب الوطن شعور فطري لم ينكره اإلسالم بل كرس في منظومته الفكرية و الثقافية و‬
‫العقائدية مفهوم تعلق األنسان بوطنه و أرضه و احتسب من يقتل في سبيل الدفاع عن األرض‬
‫شهيدا"‪ ,‬و مما يدلل على اإلرتباط الشعوري بالوطن و أهميته بالنسبة لإلنسان أن القرأن الكريم‬
‫إعتبر إخراج اإلنسان من دياره معادل للقتل الذي يخرجه من عداد األحياء {لو أنا كتبنا عليهم‬
‫أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إال قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به‬
‫‪10‬‬
‫لكان خيرا" لهم و أشد تثبيتا"‪}.‬‬

‫‪9‬‬
‫دور المؤسسات التربوية في تنمية قيم المواطنة لدى االطفال ‪,‬مجلة كلية التربية جامعة االزهر‪,‬العدد ‪ 179‬الجزء الثاني يوليو ‪ 2018‬ص ‪518‬‬
‫‪10‬‬
‫سورة النساء األية ‪166‬‬

‫‪11‬‬
 ‫وعندما اضطر الرسول األعظم صلى عليه و الو و سلم لمغادرة مكة المكرمة إلى المدينة‬
‫المنورة و عندما بلع حدودها رمقها بعينيه و قال‪":‬وهللا إنك ألحب البالد إلي ‪,‬إنك أحب البالد‬
‫إلي و احب البالد إلي لوال قومك أخرجوني منك ما خرجت"‪ .‬و اعطت هجرته الشريفة درسا"‬
‫في تعلم األجيال حب الوطن و الغنتماء إليه و الدفاع عنه بكا غال و نفيس‪.‬‬
‫و أشار القران الكريم إلى اإلخراج من األرض كوسيلة عقاب و زجر للمفسدين فيها‪,‬مما يدلل‬
‫على موقع الوطن و أهميته بالنسبة لإلنسان و أن اإلخراج منه أمر ثقيل على النفس {إنما‬
‫جزاء الذين يحاربون هللا و رسوله و يسعون في األرض فسادا" أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع‬
‫أيديهم و أرجلهم من خالف او ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في األخرة‬
‫‪11‬‬
‫عذاب عظيم}‬
‫كلمة الوطن لم ترد في القرأن الكريم بإستثناء موضع واحد {لقد نصركم هللا في مواطن كثيرة‬
‫و يوم حنين ‪12)}....‬ولكن وردت ألفاظ مرادفة لها في مواضع عديدة منها‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫البلد‪{ :‬ال أقسم بهذا البلد‪ ,‬و أنت حل بهذا البلد}‬ ‫‪.1‬‬
‫‪14‬‬
‫الديار‪{ :‬و أورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضا" لم تطؤوها}‬ ‫‪.2‬‬
‫‪15‬‬
‫{فأصبحوا في دارهم جاثمين}‬
‫‪16‬‬
‫المدينة‪{ :‬ما كان ألهل المدينة و من حولهم من األعراب ان يتخلفوا عن رسول هللا}‬ ‫‪.3‬‬
‫‪17‬‬
‫{و جاء اهل المدينة يستبشرون}‬

‫المواطنة في اإلسالم تتقوم بالمقومات األتية‪:18‬‬

‫وحدة األرض‬ ‫‪.1‬‬
‫وحدة القيادة السياسية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المساواة في الحقوق و الواجبات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫شيوع روح التعاضد و التعاون بين االفراد"المواطنين"‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪11‬‬
‫سورة المائدة األية ‪33‬‬
‫‪12‬‬
‫سورة التوبة األية ‪25‬‬
‫‪13‬‬
‫سورة البلد االية ‪1,2‬‬
‫‪14‬‬
‫سورة االحزاب االية ‪27‬‬
‫‪15‬‬
‫االية ‪ 81‬سورة العنكبوت)‬
‫‪16‬‬
‫سورة التوبة االية ‪120‬‬
‫‪17‬‬
‫سورة الحجر االية ‪67‬‬
‫‪18‬‬
‫المواطنة في االسالم ص ‪23‬‬

‫‪12‬‬
 ‫العدالة و عدم الظلم و الطغيان‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الحرية العقلية و الفكرية و المسلكية بنحو ال يلحق األذى باألخرين‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ثانيا"‪:‬قيم المواطنة‬ ‫‪‬‬

‫أهمية القيم أنها تمكن الفرد من ضبط نفسه ‪,‬تشكل إطارا" عاما" للجماعة و معايير تصرفاتهم‬
‫كما تشكل نمطا" من أنماط الرقابة الداخلية‪ .‬و تساعد في إصدار أحكام حول سلوك األفراد‪ ,‬و‬
‫في الحفاظ على ثقافتهم و على التفاعل اإليجابي مع المجتمع و إدراك أهمية المواطنة و حب‬
‫الوطن‪ .‬كما تزود الفرد بالوعي لتمييز الخطأ و الصواب) و الحق و الباطل و الخير و الشر ‪.‬‬
‫من قيم المواطنة ‪:19‬‬
‫األمانة‪ :‬هي عنصر من عناصر المواطنة‪ ),‬و يشير مفهوم األمانة إلى الحفاظ على‬ ‫‪‬‬
‫األشياء التى تخص األخرين و المحافظة على االسرار ‪,‬عدم الغش و إستغالل الوظيفة‬
‫أو المنصب إلى أي غرض شخصي‪.‬إضافة الى الحرص على أداء الواجب المكلف‬
‫به‪.‬كما ترمز إلى كل ما هو مسؤول عنه أمام هللا ة أمام المجتمع‪.‬‬
‫المساواة‪ :‬جاءت الشريعة اإلسالمية بمنظور إنساني عالمي للحق في المساواة بين البشر‬ ‫‪‬‬
‫دون تمييز بين دين أو جنس أو لون أو طبقة‪.‬‬
‫العدل‪ :‬فضيلة إجتماعية و مطلب روري لكل فرد في المجتمع‪ ,‬و االلتزام به من قبل‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسات تجاه األفراد يؤدي إلى اإليجابية في االداء و المشاركة الفاعلة و إلى تضامن‬
‫و تماسك المجتمع‪.‬‬
‫الطاعة‪ :‬تعد قيمة إيجابية تظهر لدى الفرد من خالل اتباعه للقوانين و القواعد و طاعة‬ ‫‪‬‬
‫أولي االمر ووالديه ‪.‬‬
‫الحرية‪ :‬احترم االسالم الحرية الفردية‪ ,‬فلم يكره أحدا" على أن يعتنق فلسفة معينة او ان‬ ‫‪‬‬
‫يعيش وفق نظرية محددة‪,‬بل إن كل لكل فرد ان يفكر و يختار اسلوب حياته‪.‬‬
‫تحمل المسؤولية‪ :‬المسؤولية هي تحمل الفرد نتيجة التزامه و قراره و اختياراته أمام هللا‬ ‫‪‬‬
‫و أمام ضميره و أمام المجتمع‪.‬‬

‫دور المؤسسات التربوية في تنمية قيم المواطنة لدى االطفال ‪,‬مجلة كلية التربية جامعة االزهر‪,‬العدد ‪ 179‬الجزء الثاني يوليو ‪ 2018‬ص‬
‫‪19‬‬

‫‪522,523,524,525,527,529‬‬

‫‪13‬‬
 ‫اإلحترام‪ :‬االحترام قيمة إنسانية عالية االسالم أعطاها اإلسالم مكانة كبيرة جدا"‬ ‫‪‬‬
‫جعلتها تشمل كثيرا" من العالقات التى تربط المسلم بغيره و تشمل المجتمع و العالقات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫حب الوطن‪ :‬الوطن نعمة من هللا للفرد و المجتمع ‪ ,‬و إرتباط االنسان بوطنه مسألة‬ ‫‪‬‬
‫متأصلة في النفس‪ .‬و حب الوطن غريزة فطرية الن الوطن هو البلد و األهل و المال‬
‫و األمال و الطمأنينة و الرخاء‪.‬‬
‫قيمة اإلنتماء‪ :‬اإلنتماء هو النزوع إلى الوطن و األمة‪ ,‬حيث تنصهر الذات الفردية‬ ‫‪‬‬
‫بالذات الجماعية‪ ,‬و يصبح الوالء جوهر الوجود الحقيقي‪.‬ويتمثل االنتماء من خالل‬
‫التضحية و الدفاع عن الوطن و االخالص و التمسك به‪.‬‬

‫‪14‬‬
 ‫الفصل الثالث‪ :‬تربية المواطنة عند األطفال‬

‫الطفل نواة المجتمع و مستقبله‪,‬و هو مورد ال يقدر بثمن ‪ .‬و ما من أمة أهملت الطفل اال و‬
‫خاطرت بكيانها‪.‬و تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو و أكثرها تأثيرا" في حياة‬
‫اإلنسان‪.‬فمرحلة الطفولة مرحلة تكوينية للفرد يتم فيها نموه الجسمي و النفسي و العقلي و‬
‫اإلجتماعي‪ ,‬و تؤثر هذه المرحلة تأثيرا" عميقا" في حياة الشخص المستقبلية‪.‬لذا) هم بحاجة في‬
‫هذه المرحلة إلى تكوين شخصياتهم و تنميتها و إكسابهم العادات الصحيحة و السلوكيات من‬
‫أجل ضمان مساعدة المجتمع على التغلب على ما قد يوجد فيع من صراعات مستقبلية‪.‬‬
‫فمرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم و المعارف و القيم و خاصة المتعلقة بالوطن‬
‫من وطنية و مواطنة الن ترسيخها في مرحلة الطفولة و تنشئة الطفل عليها تجعلها عنصرا"‬
‫مكونا" في بناء شخصيته‪.‬فيجب تعليم الطفل أنه يعيش في مجتمع و انه عنصر فيه و قادرا"‬
‫على المشاركة في نموه و تقدمه ‪.‬‬

‫اوال"‪:‬دور المؤسسات في تربية المواطنة لألطفال‬ ‫‪‬‬

‫حثنا الدين اإلسالمي و شريعتنا السمحة على اإلنتماء الى الوطنو من هنا ينطلق حب الوطن و‬
‫يترسخ اإلنتماء‪.‬فاألسرة مسؤولة و المجتمع مسؤول و المدرسة مسؤولة عن غرس هذا الحس‬
‫في ابنائنا‪.‬‬
‫وسنورد بعض المؤسسات و دورها في غرس هذا الحس(االسرة ‪ ,‬رياض االطفال‪,‬المدرسة‪,‬و)‬
‫المسجد)‬
‫‪20‬‬
‫األسرة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫هي المؤسسة األولى و هي مصدر كل تربية صحيحة يتأثر بها الطفل { و هللا جعل لكم‬
‫من أنفسكم أزواجا" و جعل لكم بنين و حفدة و رزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون و‬
‫‪20‬‬
‫د ور المؤسسات التربية في تنمية قيم المواطنة لدى األطفال _مجلة كلية التربية‪,‬جامعة ص ‪533,534‬‬

‫‪15‬‬
‫بنعمة هللا هم يكفرون}‪ ).‬األسرة هي المؤسسة اإلجتماعية االولى التي ينشأ فيها الطفل و‬
‫تحوطه بالرعاية و التوجيه‪ ,‬و تعمل على نقل ثقافتها من لغة و دين و تقاليد و عادات و‬
‫قيم و‪ .....‬إلى أطفالها و بناء شخصياتهم لجعلهم أفراداط نافعين لمجتمعهم و قادرين‬
‫على مواجهة متطلبات الحياة و اإلعتماد على انفسهم‪.‬‬
‫و يتحقق دور األسرة األساسي في تنمية قيم المواطنة عبر عدة و سائل‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد و تنسئة األطفال على العادات الصحيحة للمواطن المخلص الفي لوطنه‬
‫حتى يكونوا مواطنين صالحين متمسكين بعقيدتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تربية الطفل على حب األخرين و اإلحسان لهم مهما كان أصله أو معتقده و‬
‫مسعاعدة المحتاجين‪.‬‬
‫‪ ‬ربط قيم المواطنة الصالحة بتعاليم الدين اإلسالمي مثل اإلخاء ‪ ,‬التواضع‪),‬‬
‫التسامح ‪ ,‬التعاون و اإلتحاد‪.‬‬
‫‪ ‬تنمبة الجانب الوطني و حب الوطن و التفاني ألجله و الحفاظ عليه‪.‬‬
‫‪ ‬توصية األطفال الى الحفاظ على سالمة و نظافة الممتلكات العامة كالحدائق‪,‬‬
‫الشوارع‪).....‬‬
‫‪ ‬تعويد الطفل على احترام القوانين و االنظمة و العادات‪.‬‬
‫‪ ‬تعليم األدوار اإلجتماعية و منح المكانة للطفل‪.‬‬
‫‪ ‬تعليم الطفل تاريخ و طنهم‪ ,‬و معاني و قيمة النشيد الوطني و احترام القادة و‬
‫والة األمر‪.‬‬
‫ويتطلب من األسرة تقوية العقيدة اإلسالمية لدى أطفالها و الحرص على التربية األخالقية و‬
‫المحافظة على القيم و المبادىء اإلسالمية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫رياض األطفال‬ ‫‪‬‬
‫تستطيع الروضة تنمية قيم المواطنة لدى الطفل من خالل توظيف النظام و القوانين في‬
‫الروضة من أجل الطفل و مصلحته و ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬بيان الحقوق و الواجبات‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد األطفال بالمهارات الالزمة لفهم الحقوق و الواجبات‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع األطفال على المشاركة في اإلحتفاالت و المناسبات الوطنية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫دور المؤسسات) التربية في تنمية قيم المواطنة لدى األطفال _مجلة كلية التربية‪,‬جامعة) ص ‪537 ,536‬‬

‫‪16‬‬
 ‫التأكيد على دولر المعلمة في تنمية قيم مشاعر اإلنتماء للوطن و لبيئتهم‬ ‫‪‬‬
‫المدرسية‪.‬‬

‫المدرسة‪: 22‬‬ ‫‪‬‬

‫هي أداة بارزة في حياة كل فرد داخل المجتمع حيث أن التعليم يعد ركيزة بالغة األهمية‬
‫في بناء شخصية الفرد‪,‬فهي تلعب دورا" في تعزيز المواطنة تتمثل من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬ترسيخ احترام الوطن بربط الطالب بتاريخه و إعالمه بأنه جزء من و بإمكانه‬
‫أن يكون صانعا" لتاريخ وطنه المستقبلي اذا كان محترما" القرانه في الوطن‪.‬‬
‫‪ ‬تذكير الطالب بصفات المواطنة الصالحة في المواد الدراسية‪.‬‬
‫‪ ‬تبصير الطالب بطرق الحوار ووسائل ابداء الرأي و تعويد الطالب على التعامل‬
‫مع وجهات النظر المختافة و سبل حل الخالفات‪.‬‬
‫‪ ‬ربط المنهج بممارسات الطالب فال يكون المنهج فقط دروس و امتحانات بل‬
‫تطبيقات عملية كالخروج اإلحياء مناسبة وطنية‪)....‬‬

‫المسجد‪:23‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬بث في نفوس األفراد قيم روحية و عظات دينية تساهم في تدعيم الحدود‬
‫الوطنية و اإلخاء فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬تنشئة االطفال على توحيد هللا وعبادته و تنشئتهم على محبة الوطن‪.‬‬
‫‪ ‬تعليم الطفل الفضيلة و األدب و القيم و العادات و السلوكيات السليمة‪.‬‬
‫‪ ‬دعوة االطفال الى الخير و الصالح من خالل فتح حلقات لتحفيظ القران‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة نشاطات و دروس و مسابقات ثقافية قيمية‪.‬‬
‫‪ ‬التفاعل مع االحداث الوطنية ‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل ثقافة المواطنة و اإلنتماء عن طريق دورات‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ص ‪ 537‬دور المؤسسات) التربية في تنمية قيم المواطنة لدى األطفال _مجلة كلية التربية‪,‬جامعة)‬
‫‪23‬‬
‫ص ‪ 548‬دور المؤسسات) التربية في تنمية قيم المواطنة لدى األطفال _مجلة كلية التربية‪,‬جامعة)‬

‫‪17‬‬
 ‫ثانيا"‪:‬أساليب تنمية قيم المواطنة عند االطفال‬ ‫‪‬‬

‫تعريف الطفل بحق الملكية الخاصة التي يجب أن تحترم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫تقديم قدوة حسنة للطفل‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إشباع حاجاته بقدر و اسلوب مناسب‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الثواب و العقاب‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫حكاية القصص التي تتضمن قيم المواطنة(االمانة‪ ,‬الطاعة‪ ,‬تحمل المسؤولية‪)....‬و)‬ ‫‪o‬‬
‫عرضها بأسلوب مشوق‪.‬‬
‫توفير الحب و االمان‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الثبات و الحزم و عدم التساهل مع الطفل بعد وضع القواعد التي ينبغي ن يسير عليها‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫عدم التسلط على الطفل و تقبل تذمره أحيانا" و تعبيره عن مشاعره‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إشعار الطفل باألمن و الطمأنينة و الحب ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تعويد الطفل على تحمل مسؤوليات بسيطة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تشجيع الطفل على المشاركة في إتخاذ القرارات‪).‬‬ ‫‪o‬‬
‫تشجيع الطفل على العطاء و احترام الدور‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تعويد الطفل على التفكير في عواقب االمور‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تقوية اإلرادة النها تنفذ الطفل من التردد و تساعده على اإلختيار‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪18‬‬
 ‫الخاتمة‪:‬‬

‫تتميز المواطنة في االسالم انها ترتقي بالفرد من رتبة المواجدة في الوطن الواحد إلى رتبة‬
‫المشاركة في الصلة الواحدة و هي رتبة المؤاخات و التراحم‪.24‬فالمواطنة في االسالم ذات‬
‫بعد اخالقي و قيمي و عقدي فوق البعد القانوني المادي‪ ,‬و هي داعية الى االنتاج و العطاء موحدة‬
‫بين افراد المجتمع‪.‬فالمواطنة في االسالم ولدت مكتملة لم تتطور او تتبدل بل تميزت‬
‫بالثبات ة االستقرار و العدل و ان كان واقع المسلمين بعيد عن تطبيقها و االستفادة منه‪.‬‬
‫و تربية االطفال منذ الصغر على المحافظة على قيم المواطنة امر ضروري‪ ),‬فالتربية عملية‬
‫تستمر طوال العمر و االهتمام بهم هو في الواقع اهتمام بتقدم المجتمع و تطوره‪ ,‬الن اطفال‬
‫اليوم هم شباب الغد و رجال المستقبل‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫بحث الوطن و المواطنة في الكتاب و السنة للطالب محمد فقيه في جامعة الجزائر ‪\ 1‬كلية العلوم االسالمية قسم العقائد و االديان ‪2016 -2015‬‬
‫ص‪46‬‬

‫‪19‬‬
 ‫‪Contents‬‬
‫المقدمة‪2............................................................................................................................................ :‬‬
‫مخطط البحث ‪3.....................................................................................................................................‬‬
‫أوال"‪:‬إشكالية البحث(مشكلة) البحث‪,‬و األسئلة الفرعية) ‪3.....................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا"‪ :‬الفرضيات البحثية ‪3....................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثالثا"‪:‬المصطلحات األساسية ‪3.............................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫رابعا"‪:‬أهداف البحث و أهميته ‪4.........................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫خامسا"‪:‬المنهج المتبع ‪5............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫سادسا"‪:‬الدراسات) السابقة ‪5...................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫سابعا"‪:‬هيكلية البحث ‪5.............................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثامنا"‪:‬المصادر و المراجع ‪6.................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل األول‪:‬مفهوم المواطنة ‪7....................................................................................................................‬‬
‫أوال"‪ :‬شرح مفهوم المواطنة ‪7...........................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا"‪:‬مقومات المواطنة ‪8........................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثالثا"‪:‬أبعاد المواطنة و أهدافها ‪9.........................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬المواطنة في االسالم ‪11.............................................................................................................‬‬
‫اوال"‪:‬مفهوم المواطنة في الرؤية اإلسالمية و مقوماته‪11....................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا"‪:‬قيم المواطنة ‪13.................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تربية المواطنة عند األطفال ‪15....................................................................................................‬‬
‫اوال"‪:‬دور المؤسسات في تربية المواطنة لألطفال ‪15.............................‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا"‪:‬أساليب تنمية قيم المواطنة عند االطفال ‪18.......................................‬‬ ‫‪‬‬
‫الخاتمة‪19.......................................................................................................................................... :‬‬

‫‪20‬‬