You are on page 1of 35

‫الفصل الثالث‬

‫مفهوم و قيم المواطنة في المجتمع السعودي‬


‫مفهوم القيم ‪:‬‬

‫‪ ‬يشير مفهوم القيم ‪ Values concept‬الى العناصر البنائية‬


‫المشتقة من التفاعل االجتماعي التي تستخدم لوصف مباديء و‬
‫قواعد هامة في ذلك التفاعل مثل تحديد الذات و التقبل و إتجاه‬
‫عدم إصدار األحكام و غيرها من أهداف عمليات التفاعل بين‬
‫األفراد و الجماعات ‪ ،‬و من القواعد التي تحكم تعامل األفراد و‬
‫الجماعات في أي مجتمع ن كما تحكم التعامل بين المجتمعات‬
‫االنسانية ‪.‬‬
‫‪ ‬للقيم أوجه متعددة دينية و أخالقية و اقتصادية و سياسية و‬
‫تربوية و غيرها‬
‫‪ ‬القيمة معتقد أصله الشيء المفضل و المرغوب ‪.‬‬
‫أقسام القيم ‪:‬‬

‫قيم رئيسية و عامة يدور حولها نظام‬ ‫‪.1‬‬


‫المجتمع‬
‫قيم في مجال العموميات الثقافية تحظى‬ ‫‪.2‬‬
‫بقبول و تقدير غالبية أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫قيم خاصة لفئة اجتماعية دون أخرى بحيث‬ ‫‪.3‬‬
‫تشكل جزءا من الثقافات الفرعية في‬
‫المجتمع‬
‫خصائص القيم العامة و الرئيسية‬
‫تعتبر@ القيم معتقدات مصدرها الثقافة و هي إما‬ ‫‪.1‬‬
‫معتقدات وصفية أو معتقدات تقويمية يتم على أساسها‬
‫الحكم على موضوع معين و بذلك تضبط سلوك‬
‫األفراد ‪.‬‬
‫تتسم القيم باالستمر@ار@ النسبي فهي متغيرة و متطورة و‬ ‫‪.2‬‬
‫ليست أبدية إال أنها ليست دائمة التغير و التبدل فهي‬
‫تستمر@ و لكن ممارستها يمكن أن تضعف أو تتوقف@ أو‬
‫تتبدل لظهور@ ظروف جديدة أو لتغلب قيمة على أخرى‬
‫‪.‬‬
‫تكون القيم‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬يتم تكون القيم من خالل األفكار و الممارسات اليوم@ية ألفراد المجتمع و التي‬
‫تكتسب أهمية خاصة لديهم ‪ ،‬حيث تظل عالقة في األذهان و يتم التأك@يد عليها‬
‫و اتخاذها محورا للمعامالت و العالقات اليومية ‪ ,‬و بذلك تعتبر القيم أحكاما‬
‫مكتسبة من الظروف االجتم@اعية المحيطة بالفرد ‪ ،‬يقتنع بها و يتشكل إدراكه‬
‫و سلوكه وفقا لها ‪ ،‬و بالتالي تحدد مجاالت تفكيره و نم@ط سلوكه و تؤثر في‬
‫تعلم@ه ‪.‬‬
‫‪ ‬مثال ‪ :‬قيمة تحم@ل المسؤولية و االنتم@اء ‪ ،‬و هي قيمة يكتسبها الفرد من‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه و تختلف طبيع@ة و قوة تأثير هذه القيم باختالف‬
‫المجتمعات و الجماعات ‪ ،‬لكنها من القيم التي تحظى غالبا بالقبول و التقدير ‪،‬‬
‫كما أنه@ا تشكل قيم@ة ذاتية جديرة باالهتمام لدى فرد معين أو تتسم بالع@مومية‬
‫لتصبح محل تقدير و اهتمام المجتمع بجميع أفراده و جماعاته ‪.‬‬
‫قيمة المواطنة‬

‫‪ ‬تعد قيمة المواطنة أحد القيم الم@حورية التي تمثل الع@القة بين االنسان‬
‫و المكان الذي ينتم@ي إليه و الذي يعيش فيه ‪.‬‬
‫‪ ‬و هي قيمة ذات أهمية لدى الم@جتم@عات االنسانية كونها وسيلة هامة‬
‫لتحقيق األهداف التنم@وية ‪.‬‬
‫‪ ‬ما هو تعريف المواطنة و المواطن ‪:‬‬
‫يعد مصطلح المواطنة من المصطلحات الحديثة نسبيا و ان كانت هناك‬
‫محاوالت لدى بعض المفكرين القدماء لتعريفها ‪.‬‬
‫المواطنة في أبسط صورها ‪ :‬انتماء االنسان الى بقعة أرض ما و يعرف‬
‫المواطن على أنه ‪ :‬االنسان الذي يستقر بشكل ثابت داخل دولة ما و يحمل‬
‫جنسيتها و يشارك في تحقيق أهدافها و يخضع للقوانين الصادرة عنها و‬
‫يتمتع بشكل متساو مع بقية المواطنين بمجموعة من الحقوق و يلتزم بآداء‬
‫مجموعة من الواجبات تجاه الدولة التي ينتمي إليها ‪.‬‬
‫تعريفات المواطنة‬

‫‪ ‬تعريف دائرة المعارف البريطانية ‪ :‬العالقة بين الفرد و الدولة تستند في عمقها على‬
‫منظومة من الحقوق والواجبات و هي أساسا جوهريا في التشكيل الحديث للدولة‬
‫وترتكز المواطنة على ركائز ثالث و هي المساواة والعدالة و الحرية ‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف الموسوعة السياسية ‪ :‬صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق و يلتزم‬


‫بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه الى الوطن‬

‫‪ ‬تعريف قاموس علم االجتماع ‪ :‬مكانة أو عالقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي و‬
‫مجتمع سياسي و من خالل هذه العالقة يقدم المواطن الوالء ‪ ،‬و تتولى الدولة‬
‫تعريفالحماية ‪ ،‬و تستند هذه العالقة بين الفرد و الدولة إلى أنظمة الحكم القائمة ‪.‬‬
‫المواطن‬
‫ة‪1‬‬
‫‪ ‬تعريف المواطنة من منظور نفسي ‪:‬‬
‫المواطنة هي الشعور بالوالء و االنتماء للوطن و للقيادة السياسية التي تسعى لتوفير‬
‫االشباع للحاجات األساسية و حماية األفراد من األخطار المحتملة ‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف عام وشامل ‪:‬‬


‫العضوية الكاملة و المتساوية في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات ‪ ،‬و‬
‫هو ما يعني التعامل بشكل متساوي بين و مع أفراد الشعب كافة الذين يعيشون فوق‬
‫تراب الوطن دون أدنى تمييز وفق معايير قائمة على الفكر أو الجنس أو اللون أو‬
‫المستوى االقتصادي أو االنتماء السياسي و غيرها ‪.‬‬

‫‪ 2‬تابع‬
‫تعريف‬
‫المواطن‬
‫ة‬
‫قيم محورية مرتبطة بالمواطنة‬

‫المساواة ‪ :‬تمكن الجميع من الحصول على العديد من الحقوق مثل التعليم‬ ‫‪.1‬‬
‫ن و العمل ‪ ،‬والجنسية ‪ ،‬و المعاملة المتساوية أمام القانون و القضاء‬
‫واللجوء لألساليب القانونية ‪.‬‬
‫الحرية ‪ :‬في ممارسة الشعائر الدينية ‪ ،‬و حرية التنقل داخل الوطن ‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وحق التعبير عن الرأي والناقشة مع األخرين حول مشكالت المجتمع‬
‫ومستقبله‪ ،‬وحرية المشاركة في المؤتمرات أو اللقاءات ذات الطابع‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫المشاركة‪ :‬تتضمن العديد من الحقوق مثل‪ :‬المشاركة بإبداء الرأي في‬ ‫‪.3‬‬
‫اتخاذ القرارات الخاصة بالمجتمع والعمل‪ ،‬وكذلك االشتراك في‬
‫الجمعيات التطوعية لتقديم الخدمات لكل افراد المجتمع‪.‬‬
‫المسؤولية االجتماعية‪ :‬تشمل الواجبات‪ ،‬احترام القانون‪ ،‬احترام حرية‬ ‫‪.4‬‬
‫وخصوصية اآلخرين‪ ،‬الشعور بالمساواة في الحقوق و الواجبات العامة‪،‬‬
‫كذلك اإلحساس بالمجتمع والمشاركة في تقديم العون و الخدمات‬
‫لآلخرين والحث على العمل واالهتمام بقضايا ومشكالت المجتمع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المواطنة مفهوم متطور ومتعدد األبعاد‬

‫‪ ‬في القرن الحالي وبتأثير من العولمة والتغيرات الثقافية‬


‫واالجتماعية العالمية‪ ،‬تزايدت قوة الشركات متعددة الجنسيات‬
‫وسقطت الحواجز التجارية‪ ،‬مقابل تقلص أهمية الدولة القومية‬
‫وتراجع قدرتها على تأمين والء مواطنيها السياسي‪ ،‬كما أن‬
‫انتشار وسائل االتصاالت وزيادة أعداد المهاجرين وتدفق رأس‬
‫المال أثر في وضوح ”دور المواطنة“ وظهرت الحاجة إلى‬
‫التوصل ألنواع جديدة من المواطنة تتجاوز حدود القومية وقيود‬
‫الدولة‪ ،‬فقد تطور مصطلح المواطنة وظهرت أنواع ومفلهيم ذات‬
‫دالالت متنوعة وجديدة للمواطنة‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫المواطنة العالمية‪ ،‬وتشمل معاني متعددة منها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ‬االعتراف بتعدد الثقافات واختالفها‪.‬‬
‫‪ ‬االعتراف بتعدد الديانات واختالفها‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في حل الصراعات بطرق سليمة‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع السالم العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬فهم االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالشؤون الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬احترام حقوق اآلخرين وحرياتهم‪.‬‬
‫‪ ‬االعتراف بوجود أيديولوجيات سياسة مختلفة حول العالم‬
‫‪ -2‬المواطنة الكونيه‪:‬‬
‫‪ ‬ظهرت لمواجهة االنتماءات القومية الضيقة عن طريق مجموعه جديدة من‬
‫الحقوق والواجبات القابلة للتطبيق على األفراد وليس الدولة القومية فقط‬
‫وأن تختفي بعض الممارسات السلبية للسلطة واالكراه بهدف بناء‬
‫الخصائص العامة للدولة بالحوار واالجماع‬
‫‪-3‬المواطنة العابرة القومية ‪:‬‬

‫‪ ‬تعترف بأن الدولة حقيقيه وأن الغالبية العظمى من‬


‫المواطنين على الساحة الدولية سوف@ يربط بينهم تواصل‬
‫التمسك باالنتماء الوطني ‪ ،‬ولكن ازديادات عدد‬
‫األشخاص ذوي االرتباط بأكثر من دولة ؛ أدى الى‬
‫الحاجة لوجود نوع من المواطنة تعطيهم حقوقا َ في كل‬
‫البلدان التي يرتبطون بها ‪ ،‬وهذه المواطنه تهدف الى‬
‫ايجاد مؤسسة تجمع بين الماطنة القومية كما تتعرف‬
‫باالر@تباطات القومية المتعددة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المواطنة والوطنية ومتطلبات مصداقيتها ‪:‬‬
‫اشتقت كلمة ”المواطنة“ من مصطلح الوطن ‪ ،‬ورأى فيها ابناء الوطن‬ ‫‪‬‬
‫الحب والوفاء له والتضحية بالغالي والتنفيس في سبيله ‪ .‬واالرتباط واضح‬
‫بين المواطنه والوطنيه ‪،‬حيث تحمل معاني الوالء للوطن والغيرة عليه ‪،‬‬
‫بينما تشكل المواطنة اطارا فكريا للمواطنة ؛ بمعنى ان الوطنيه عملية فكرية‬
‫‪ ،‬والمواطنة ممارسة ؛ فقد يكون الفرد مواطنا لكن قد اليكون وطنيا ‪.‬‬
‫الوطنية مصطلح متعدد األبعاد يحوي معاني سياسية واقتصادية ونفسية‬ ‫‪‬‬
‫واخالقية وثقافية ‪ ،‬وهي مفهوم انساني شامل ‪ ،‬وبشكل عام يشير مصطلح‬
‫”الوطنية“ الى تلك العاطفة القوية التي يشعر بها المواطن نحو وطنه ‪،‬‬
‫وتتأكد بروابط ثقافية ودينية دعامة توجب على المواطن ان ينتمي الى‬
‫وطنه ‪ ،‬وان يبذل كل ما في وسعه من اجل رفعة وطنه وان يقدم مايستطيع‬
‫في سبيل المحافظة على سالمة وطنه واستقراره وبذالك فإن الوطنية‬
‫التكون بالقول بقدر ماتكون بالفعل‪ ،‬حيث تتطلب االخالص في العمل‬
‫والصدق في التعاملوالغيره على المصلحة العامه‪.‬‬
‫تتضمن الوطنية الصادقة الصفات التي البد من توافرها في افراد المجتمع‬
‫ليتمكنوا من أداء واجباتهم تجاه خالقهم ‪ ،‬ثم أنفسهم ووالة االمر ومجتمعهم‬
‫وأمتهم من اجل التمتع بحقوقهم بصفتهم مواطنين صالحين في مجتمع تتكافأ‬
‫فيه الفرص ‪ ،‬وتقوم العالقات فيه على اسس متوازنة ومنتظمة وشرعية ‪.‬‬

‫_____________________________‬
‫متطلبات الوطنيه الصادقة والفعالة تقوم على ‪:‬‬

‫‪ -1‬التمسك بمحاسن األخالق التي حددتها األديان السماويه ومنها االسالم وحث على‬
‫التخلق بها وهي كثيره ‪ ،‬منها ‪ :‬االعتماد على النفس ‪ ،‬االيمان بالقضاء والقدر ‪،‬‬
‫االخالص ‪ ،‬القناعة وانكار الذات‪.‬‬

‫‪ -2‬االبتعاد عن مساوئ األخالق التي حذر منها اإلسالم ‪ ،‬والتي تعتبر من انواع‬
‫السلوك والفكر المنحرف مثل ‪ :‬الغش ‪ ،‬الغدر ‪ ،‬الكذب ‪ ،‬الكسل وافشاء االسرار‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلخالص ويتضمن ذالك عدم النفاق وتجنب التضليل ‪ ،‬وهو من القيم اإلسالمية‬
‫الرفيعة ‪ ،‬كما انه من مكارم األخالق ومحاسنها ؛ لذا يعتبر اإلخالص احد عناصر‬
‫المواطنة الصالحة في اإلسالم‬

‫‪ -4‬التكافل االجتماعي الذي يحقق العداله والتعاون بهدف تحقيق مبدأ المواطنة الفعالة‬
‫‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قيم المواطنة في المجتمع العربي السعودي‪:‬‬
‫جذورها ‪ ،‬مصادرها ‪ ،‬مبادؤها ومحدداتها‪..‬‬
‫المواطنه كمجموعة من الحقوق تعترف بها دساتير وقوانين الدول الحديثه‬
‫لمواطينها على قدم المساواة ‪ ،‬تمتد في جذورها الى العصور القديمة ؛ فعند‬
‫اإلغريق مثال شكلت الممارسه الديمقراطية ألثينا نموذجا لها ‪ ،‬وعند العرب‬
‫يبرز القرب من مصطلح المواطنه وقيمها في ما يحمله االسالم بمبائده‬
‫الجوهرية من المساواة في الحقوق والواجبات الى جانب مبادئ العدل‬
‫واإلنصاف ‪ ،‬ومع انتشار مفهوم الوطن بوصفة بوصفه ارضا واضحة‬
‫الحدود في البالد العربيه خالل القرن التاسع عشر برز الوطن الذي يقتصر‬
‫على بلد عربي معين باعتباره اقليما متكامال ‪ ،‬واضحت ”الوطنيه“ في عالم‬
‫متغير تعتمد على األصالح األجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫وفي المجتمع العربي السعودي ترتبط جذور المواطنة بالوطنية التي تتمثل‬
‫في العاطفة القوية التي يشعر بها المواطن نحو وطنه ‪ ،‬والرابطة الروحية‬
‫المتينة التي تشده اليه ‪ ،‬اللتان توجبان عليه ان يحب وطنه وان يبذل كل ما‬
‫في وسعه من اجل رفعته ‪ ،‬وأن يضحي بكل مايملك في سبيل هللا ثم‬
‫المحافظه على سالمه وطنه وأمنه واستقراره ‪ .‬لكن الوطنيه التكون بالقول‬
‫قدر الفعل ‪ ،‬المرتبط بزيادة مساهمة االفراد في العمل االجتماعي والتي‬
‫تصبح ممكنه عند توفر الظروف والشروط المالئمة ‪.‬‬
‫ولقد شكلت جذور المواطنة في المجتمع السعودي اساسا هاما لترسيخ قيم الوفاء‬
‫فيه ‪ ،‬وقاعده رئيسية لبناء مفهوم المواطنة والوطنية من خالل عنصرين‬
‫اساسيين يرتبطان بالوطن حددهما بعضهم بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬والء مورث كرصيد لدى االنسان مصدره الهويه التاريخيه للمواطن‬


‫ومكوناته االساسية لغويه واجتماعيه ودينيه وقبليه وعائلية‬

‫‪ -2‬والء مكتسب وهو رصيد متغير ينمو او يقل بناء على المحصلة النهائية لما‬
‫يقدمه الوطن للمواطن وما يلقاه منه ؛ فأهم مايبحث عنه المواطن هو كرامه‬
‫العيش والحياة ‪ ،‬واذا قدم الوطن لالنسان الحياه الكريمه وصان حقوقه فان ذالك‬
‫يؤدي الى تنامي المكتسب من الوالء وبذالك يضيف الى الوالء المورث‬
‫ومايعزز الوطنية‬
‫وتستند القيم الخاصة بالمواطنة في المجتمع السعودي إلى عالقات اجتماعية‬
‫وخصائص شكلت طبيعة المواطنة فيه ‪ ،‬وفق المحددات التالية ‪:‬‬
‫‪.1‬المملكة العربية السعودية دوله عقدية؛ ألنها تقوم من حيث أساسها التكويني على‬
‫عقيدة وتصور للوجود على فلسفة تنبثق عنها تشمل نظام األخالق والتشريع والعالقات‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪.2‬المملكه العربيه السعودية دولة اسالمية واليجوز وصفها بانها دولة دينية او علمانية‬
‫بالمفهوم الغربي األروبي ذالك ان الدولة الدينية يحكمها فقهاء في الدين بصور مباشره‬
‫او غير مباشرة ‪ ،‬فالمجتمع السعودي مسلم يقوم امرهعلى واجب األمر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر ‪ ،‬والبيعة للمك في المملكة العربية السعوديه يتوالها اهل العلم‬
‫والعلماء وغيرهم وبياعة الشعب‬
‫‪.3‬المملكة العربية السعودية دوله اخالقيه من خالل التاكيد على العبودية هلل وااللتزام‬
‫باداب واخالقيات االسالم التي تقدم مصلحه الجماعة‬
‫‪.4‬المملكة أيضا دولة حضارية لديها أهداف ايجابية في ميادين العلم و االقتصاد و كل‬
‫ما ينفع المواطنين و يخدمهم‬
‫مباديء المواطنة في المجتمع السعودي‬
‫المشاركة ‪ :‬تتمثل في مبدأ الشورى الذي حث عليه االسالم‬ ‫‪.1‬‬

‫العدل ‪ :‬و هو مبدأ مفروض على كل من يستلم السلطة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الحرية ‪ :‬و هي متاحة للجميع دون استثناء مادامت وفق أحكام و تعاليم‬ ‫‪.3‬‬
‫االسالم و محققة لمصلحة الفرد والمجتمع ‪.‬‬
‫المساواة ‪ :‬وهي من األسس التي يقوم عليها المجتمع السعودي حيث‬ ‫‪.4‬‬
‫يتساوى الجميع أمام القانون فال فرق بين مواطن وآخر بنا ًء على اللون‬
‫أو العرق أو الجنس أو المركز االجتماعي أو المستوى المادي ‪.‬‬
‫واجبات المواطنة‬
‫‪ ‬كما كفلت المواطنة الحقوق للمواطنين المتمثلة بالمشاركة والعدل و الحرية‬
‫والمساواة فان هناك واجبات تقابل هذه الحقوق و يجب االلتزام بها لتحقيق‬
‫المواطنة الكاملة و منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬المشاركة في تحديد أهداف المجتمع ‪.‬‬
‫‪ .2‬الحفاظ على مقدراته ‪.‬‬
‫‪ .3‬تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية ‪.‬‬
‫‪ .4‬االخالص في العمل ‪.‬‬
‫‪ .5‬الصدق في التعامل ‪.‬‬
‫‪ .6‬الغيرة على المصلحة العامة ‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬المواطنة والتركيبة االجتماعية في المملكة العربية‬
‫السعودية‬

‫يتمتع سكان المملكة بشكل عام بدرجة عالية من التجانس الثقافي و االجتماعي‬
‫حيث توزعت المناطق السكانية على أربع قطاعات و تم توطين السكان‬
‫الرحل عام ‪ 1950‬و بالتالي بدأ االنسجام االجتماعي بين السكان و بدأت‬
‫أهمية العصبية والقبلية بالتضاؤل تدريجيا إال أنها لم تتالشى نهائيا حيث‬
‫استمر ارتباط التركيبة السكانية بشكل من االنتماء القبلي القائم على الساللة‬
‫واألسر ‪ ،‬كما توجد قواعد صارمة لدى األسر تراقب من خاللها قواعد‬
‫زواج القربى للحفاظ على نسل األسر و انتمائهم ‪.‬‬
‫أ ‪ -‬محددات التركيبة السكانية و أثرها على السكان ‪:‬‬

‫الدين ‪ :‬يعتبر المحور الرئيسي في التشكيلة السكانية و محددا لنمو العالقات حيث‬ ‫‪.1‬‬
‫يمتثل السكان لمباديء الدين و أصول العقيدة و يحملون لها الوالء التام ‪.‬‬
‫المهنة ‪ :‬كان المجتمع قديما مقسما الى فئات مهنية وكانت وراثة المهنة تؤدي إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫وراثة الوضع االجتماعي و قد استمرت المهنة أساسا للتكوين االجتماعي لفترات‬
‫طويلة ‪ ،‬إال أن الوضع أصبح مختلفا اآلن حيث أصبح شغل المهن يعتمد على‬
‫قدرات األفراد أو توافر الفرص الوظيفية أو تفضيل مهنة عن غيرها مما أدى إلى‬
‫تكدس السكان في مناطق معينة دون غيرها ‪ ،‬و هناك توجه واضح نحو العديد من‬
‫االصالحات فيما يتعلق بالحد األدنى لألجور و سعودة المهن و الوظائف ‪.‬‬
‫‪ -3 ‬التربية و الثقافة ‪ :‬العالقة بين التربية و األهداف الثقافية و االجتماعية عامل‬
‫أساسي في التكوين االجتماعي ‪ ،‬لذا يتوقع أن يكون لزيادة أعداد المثقفين أدوار‬
‫تربوية و تنموية كثيرة تؤدي الى تطوير المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -4 ‬نظام القيم ‪ :‬لها دور أساسي في التركيبة االجتماعية وهي تختلف باختالف‬
‫االجتماعات ‪.‬‬
‫‪ -5 ‬نظام التعليم ‪ :‬يؤدي دورا هاما في توحيد و تجانس التركيبة االجتماعية و توحيد‬
‫الفكر و ضبط السلوك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬من خصائص التركيبة االجتماعية السعودية و التغيرات‬
‫التي تشهدها‬
‫‪ ‬طرأت تغيرات على التركيبة السكانية في المجتمع السعودي نظرا لتسارع‬
‫التغيرات المحلية و العالمية المتتالية و امتدادها لتشمل حياة البشرعلى‬
‫مختلف األصعدة مما أدى إلى العديد من التحوالت األيديولوجية و الثقافية‬
‫و االجتماعية‬
‫و مع ذلك بقيت الوحدة الوطنية كأحد األهداف التي تسعى لها المجتمعات‬
‫الحديثة لتحقيق النمو االجتماعي الذي تسعى إليه‬
‫حيث استندت السياسة التنموية للمملكة على مدى العقود المختلفة الى توحيد‬
‫الهوية و التغلب على كل التمايزات الثقافية واالجتماعية و القبلية و عدم‬
‫المساس بالثوابت الدينية ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬المواطنة و المكتسبات الحضار‪x‬ية و االجتماعية‬

‫‪ ‬هناك تأثير متبادل بين قيم المواطنة و المكتسبات الحضارية ‪ ،‬فانتشار قيم المواطنة‬
‫يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على نمو أو تدهور المكتسبات الحضارية ‪ ،‬حيث‬
‫أن التطور في المكتسبات الحضارية يجب أن يصاحبه تغير في النواحي المعنوية و‬
‫الفكرية حتى ال يحدث ما يسمى بالهوة الثقافية و هي إحدى أهم المشكالت‬
‫االجتماعية والثقافية التي تنجم عن إختالل التوازن االجتماعي و تخلف المكتسبات‬
‫المعنوية عن المكتسبات المادية ‪ .‬و تبرز قيم المواطنة هنا كأهم المكتسبات المعنوية‬
‫كقيم تسعى لجمع أفراد الوطن حول احترام المنجزات الحضارية و المحافظة عليها‬
‫باعتبارها أهدافا جمعية ‪.‬‬
‫أ ‪ -‬الممارسات الحضارية و االجتماعية و تحقيق قيم المواطنة و‬
‫أهدافها العامة‬
‫تكمن أهمية المكتسبات الحضارية و االجتماعية في ما تقدمه من أسس لمجتمع‬
‫قائم على العدالة و السلوك القويم فضال عن شيوع المساواة بين المواطنين‬
‫على اساس الحق وانتظام العالقات االجتماعية لصالح استقرار المجتمع ‪.‬‬
‫واستناد الى ذالك فللمواطنة قيم واهداف عامه تحاول تحقيقها من خالل‬
‫مجموعة من االهداف والممارسات الحضاريه واالجتماعيه منها‬
‫‪ .1‬غرس النظم القيميه والحضاريه واالجتماعيه في نفوس االفراد‬
‫‪ .2‬غرس الطموح واالرتقاء باالفراد‬
‫‪ .3‬تدعيم الهويه الوطنيه لدى االفراد‬
‫‪ .4‬تدعيم الشخصيه باالنتماء للمجتمع والحفاظ على مقدراته‪.‬‬
‫ب‪ -‬اآلليات الحضاريه لتحقيق فهم المواطنة‬

‫يوجد ارتباط واقعي بين مفهوم القيم واالتجاهات والدوافع والرغبات‬


‫والحاجات ‪.‬ومع ان القيم تتكون في مواقف عديده من الحياه التي تمارس‬
‫بين االفراد المجتمع ‪ ،‬فإنها تحظى بالتقدير حينما تكون لكل المجتمع وفي‬
‫مصلحته وتعبر حضارته كما انها تعد تعبيرا عن مواقف اجتماعيه تحدد‬
‫طبيعه العالقه بين ابناء الوطن وتنتج ايضا عن السلوك االجتماعي الذي‬
‫يشكل شبكه العالقات التي تؤثر في تكوين االتجاهات نحو المواطنه ‪.‬‬

‫و هذه القيم تؤثر بشكل مباشر في المجتمعات من الناحية الحضارية و‬


‫االجتماعية من خالل مجموعة من اآلليات التالية‬
‫‪ – 1‬التضامن االجتماعي ‪ – 2‬العدالة االجتماعية ‪ – 3‬الحرية ‪– 4‬‬
‫الديمقراطية ‪ – 5‬الكرامة‬
‫ج ‪ -‬التنشئة االجتماعية و دعم األنماط الفكرية و السلوكية‬
‫لتأكيد قيم المواطنة‬

‫‪ ‬تقوم التنشئة االجتماعية بتأكيد قيمة المواطنة من خالل اكساب األفراد‬


‫مجموعة من األنماط الفكرية والسلوكية منها‬
‫‪ .1‬التكيف مع المجتمع و اآلخرين‬
‫‪ .2‬االستقاللية في الكسب و االختيار و التعبير‬
‫‪ .3‬تكوين االتجهات النفسية و االجتماعية االيجابية‬
‫‪ .4‬تكوين القيم الخلقية و الوجدانية في نفوس األفراد حسب معايير المجتمع ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬أهم المكتسبات الحضارية و االجتماعية و المؤثرة‬
‫في األفراد و المجتمعات‬
‫‪ .1‬قبول مبدأ المواطنة في المجتمع‪:‬‬
‫البد من توافر العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬النية الحسنة‪.‬‬
‫‪ .2‬ثقافة الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ .3‬مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير البنية االجتماعية التقليدية‪.‬‬
‫‪ .5‬تنمية قيم المواطنة‪.‬‬
‫‪ .6‬المشاركة اإليجابية الفاعلة‪.‬‬
‫‪ .7‬تعزيز فهم مشترك وواضح للقضايا والمشكالت‬
‫‪ .2‬االنتماء‪:‬‬
‫االنتماء للدين والقيم يكون من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬الكرامة المجتمعية‪.‬‬
‫‪ ‬التخلق بأخالق المجتمعية والقدوة الحسنة‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب كل مايسيء إلى الكرامة الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬بذل الجهود ن أجل المحافظة على تنمية المجتمع‪.‬‬
‫ثامناً‪ -‬التواصل بين المجتمعات واألجيا في ضوء الثوابت الدينية‬
‫وقيم المواطنة‪:‬‬

‫‪ ‬من الظواهر السلبية لسوء التواصل بين الثقافات واألجيال‪.‬‬


‫‪ .1‬تصاعد وتيرة التعصب أو العنف أو اإلرهاب أو التطرف‪.‬‬
‫‪ .2‬مقاومة التغيير ورفض االختالفات وتجنب التواصل الفعال والمثمر‪.‬‬

‫‪ ‬متطلبات التواصل الفعال‪.‬‬


‫‪ .1‬التواصل مع اآلخر في التصور اإلسالمي‪:‬‬
‫‪ ‬إن اآلخر إنسان له حصانته وكرامته‪.‬‬
‫‪ ‬النصوص األسالمية أكدت على أخوة بني اإلسالم‪.‬‬
‫‪ ‬إن اختالف الناس في الدين واقع بمشيئة هللا تعالى‪ ،‬والمسلم يوقن أن مشيئة‬
‫هللا ال راد لها وال معقب‪.‬‬
‫الحوار ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫الحوار الموضوعي(الخارجي – مع اآلخر)‪ :‬واآلخر قد يكون موافقا ً أو‬ ‫‪‬‬


‫مبانيا ً ومغايراً في العرق واالنتماء‪ ،‬والجنس واللثقافة‪ ،‬والرأي‬
‫والمواقف ‪ ،‬وربما تصل المغايرة إلى درجة العداء والصراع‪ .‬ويتضمن‬
‫هذا النوع من الحوار مراجعة الكالم في شأن ما‪ ،‬أو رأي ما لتعزيزه‬
‫فالحوار حول تصويبه أو تطويره يؤدي إلى االتفاق أو التجانس‪ ،‬أو‬
‫التكامل وهو مايفيد بأنه نظام لغوي للتخاطب بين المتحاورين‪.‬‬
‫الحوار الذاتي_ الداخلي (المنولوج)‪ :‬وهو ذو قيمة كبرى في هذا المقام؛‬ ‫‪‬‬
‫ألنه أداة مراجعة المرء ألعماله وسلوكه‪ ،‬وآرائه وتصوراته وأبحاثه‪.‬‬
‫وللحوار آداب وله قيمته العلمية وانعدامه او عدم االلتزام بآديه يقلل من الفائدة‬
‫المرجوة منه للمتحاورين حيث إن بعض الحوارات تنتهي قبل أن تبدأ‪ .‬هذا‬
‫ويعتبر الحوار مع اآلخر قديما قدم البشرية‪ ،‬وينبثق من‪:‬‬
‫‪ ‬اعتراف كل طرف باآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬احترام كل طرف لآلخر‪ ،‬وعدم الوقوع في استخفاف أي منهما لآلخر في‬
‫منزلته وثقافته‪ ،‬وجنسه ولونه‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بالندية والمساواة في منزلة الطرفين‪ ،‬إذ اليجوز االنطالق من‬
‫العصبية والهوى أو الهيمنة والتسلط‬
‫‪ ‬االنفتاح على اآلخر نفسيا ً وفكريا ً وموضعياً‪ ،‬وعدم وضع شروط مسبقة‬
‫لمراجعة أي مسألة أو موضوع‪ ،‬وعدم اللجوء إلى قوة الحجة والتفوق‬
‫بالحديث إلثبات الذات على حساب اآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬الوعي بالذات‪ ،‬هوية وكينونة‪ ،‬واعتماد الرغبة في الحوار‪ ،‬والثقة به‬
‫واإلرادة والمعرفة وتبني القيم في الوصول إلى أهداف مشتركة تفيد الجميع‬
‫فالحوار بهذا المبدأ يحقق العداة‪ ،‬ويبعده عن السقوط في الجدل العقيم غير‬
‫المنتج‪ .‬فالحوار ينبغي أن يقوم على نظام أخالقي يساهم في تحقيق أهدافه‬
‫ويدعم استمرار وفاعلية وظائفه‪.‬‬

You might also like