Professional Documents
Culture Documents
يمث ل ال رأي الع ام غالبي ة آراء أف راد جمه ور م ا ،وه و الحكم ال ذي
تص ل إلي ه الجماع ة في قض ية م ا ذات أهمي ة .وال رأي الع ام ن اتج تفاع ل
آراء أفراد الجماعة التي هي مزيج من االستعداد الفكري والنفسي ،أي أن
االتجاهات تحوي في تكوينها انفعاالت أفراد الجماعة .ومن هذا المنطق
يمكن معرفة هذا الرأي إذا عرفنا كيفية تكوين رأي الفرد.
.6التراث الثقافي
تلعب الثقافة Cultureدوراً مهما في تكيف األف راد ،والجماعات،
وتهيئتهم للقيام بأفعال ،واالستجابة ألفكار معينة ،تحدد أنماط سلوكهم
الجمعي ،ويس هم ال تراث الثق افي في تك وين ال رأي الع ام وتش كيله طبق اً
لم ا ينط وي علي ه من ع ادات ومواق ف واتجاه ات ذات ص فة مش تركة
بين أفراد المجتمع.
.7المؤسسات التعليمية
تؤثر المؤسسات التعليمية Educational Institutesمثل المدارس
والمعاه د والجامع ات ،من خالل عملي ة االتص ال الشخص ي المباش ر،
في تحدي د أنم اط س لوك األف راد وتك وين آرائهم واتجاه اتهم تربوي اً
ونفس ياً ،ف التعليم يعم ل على زي ادة مس توى وعي األف راد ،فض الً عن
إكسابهم القدر المناسب من المعارف والمعلومات العامة والمتخصصة،
وبما يسهم برفع نسبة تفاعل األفراد في المجتمع.
ويزي د النظ ام التعليمي من اهتمام ات األف راد بالقض ايا العام ة
والمش اركة في الحي اة السياس ية ،وق د كش فت بعض الدراس ات ال تي
أج ريت عن ص لة النظ ام التعليمي باالتجاه ات السياس ية ،المع برة عن
ال رأي الع ام ،أن بعض نم اذج الس لوك واالتجاه ات السياس ية ،تظه ر
بصورة أكثر وضوحاً عند األفراد الذين نالوا قدراً من التعليم النظامي
أك ثر من غ يرهم ،وأنهم يميل ون بدرج ة أك بر للمش اركة في النش اط
السياس ي من خالل اعتم ادهم على مص ادر عدي دة تمكنهم من تك وين
آراء وأحكام سياسية تتميز بأنها أكثر رشداً.
ويعت بر التعليم من العوام ل المس اعدة في معرف ة الف رد لحقوق ه
الشخصية والمدنية ،فالمدرسة هي الرديف المباشر لألسرة ،بما تغرسه
أيض اً من معارف وقيم وثقافة ،وبالتالي فإن المؤسسات التعليمية ،تُعد
من بين أهم العوام ل ال تي تس هم في تك وين ال رأي الع ام وتش كيل
اتجاهاته من مختلف القضايا السياسية واالجتماعية واالقتصادية ،س واء
من حيث مضمونه المعرفي أو من حيث قوة اتجاهه.
.8وسائل اإلعالم
أص بحت وس ائل اإلعالم من ض رورات الحي اة ،وهي بمثاب ة حلق ة
الوص ل بين ك ل مؤسس ات ،ومقوم ات ،ومكون ات ،البن اء االجتم اعي،
وعلى عاتقها تقوم عمليات شرح وتقديم ما لدى كل مؤسسة اجتماعية
لألخ رى .إذ ت ؤدي وس ائل اإلعالم دوراً ب الغ األهمي ة والخط ورة في
تك وين ال رأي الع ام وتش كيله ،وفي تعبئ ة الجماع ات ،وحش دها ح ول
أفك ار وآراء واتجاه ات معين ة ،مهم ا ك انت ه ذه الجم اهير متباع دة
جغرافياً ،أو غير متجانسة ديموجرافياً.
وزادت التط ورات التكنولوجي ة الهائل ة لوس ائل اإلعالم ،من ق درة
ه ذه الوس ائل في تحقي ق المزي د من الت أثير على الجم اهير ،وتوجيهه ا
نح و آراء وأفك ار معين ة .وتمنح وس ائل اإلعالم النخب السياس ية في
المجتم ع إمكان ات هائل ة ،إلث ارة المص لحة ،والت أثير في اتجاه ات
المواطنين.
وس اهم االنتش ار الح ر للمعلوم ات من خالل وس ائل اإلعالم
الجديد ،خلق إمكانية كبيرة للتحرك الشعبي على أساس معرفة واسعة
ودقيق ة باألح داث السياس ية .وبالت الي الت أثير على تص ور الم واطن
للسياس ة .وتتخ ذ وس ائل االتص ال موقف اً فري داً في ه ذه العملي ة ،فهي
تم ارس ت أثيرات قوي ة على ص انعي الق رار وفي تش كيل ال رأي الع ام،
فوسائل اإلعالم تمثل حلقة وصل بين الرأي العام وصانعي القرار.
يق ول بعض الخ براء :ت ؤثر وس ائل اإلعالم على السياس ة من
وجهتين مرتبطتين ببعضهما أشد االرتباط؛ ترتكز الوجهة األولى على
تأثير وسائل اإلعالم على الرأي العام ،الذي يؤثر بدوره على صانعي
الق رار .أم ا الوجه ة الثاني ة ف ترتكز على ت أثير وس ائل اإلعالم المباش ر
على ص انعي الق رار ،بتوف ير المعلوم ات واألفك ار والص ور المختلف ة
التي تشكل رؤيتهم للعالم.
ويختل ف ت أثير وس ائل اإلعالم في تش كيل اتجاه ات ال رأي الع ام
تبع اً للبيئ ات االتص الية ال تي تتم من خالله ا عملي ات التلقي ،إذ تختل ف
باختالف وسائل االتصال المقروءة والمسموعة والمرئية ،فلكل وس يلة
إعالمي ة ع دد من المزاي ا ال تي تجعله ا تختل ف من حيث الت أثير عن
الوس يلة األخ رى ،وتك رار التع رض لوس ائل اإلعالم يزي د من ق وة
تأثيرها في تشكيل اتجاهات الرأي العام.
.9النظام السياسي
تلعب األوض اع السياس ية الس ائدة داخ ل الدول ة دورا ف اعال في
تك وين ال رأي الع ام ،ففي النظم الديمقراطي ة حيث تس ود حري ة الفك ر
واالعتقاد وإ بداء الرأي المعارض عالنية بالنسبة للمسائل العامة مثار
النقاش والجدل بين الجمهور ،دون خوف من السلطة وإ جراءاتها الن
الدستور كفل حق المواطن في حرية التعبير عن الرأي.
وفي مث ل ه ذه النظم الديمقراطي ة تنم و البيئ ة السياس ية المالئم ة
لتع دد التنظيم ات السياس ية واالجتماعي ة المختلف ة وتخل ق ج واً من
التن افس بين األح زاب من خالل ال برامج والحل ول ال تي تطرحه ا
لمعالج ة المش كالت العام ة ،حيث يس عى ك ل ح زب منه ا س واء ك ان
حاكم اً أو معارض اً إلى كس ب تأيي د ومس اندة ال رأي الع ام لبرامج ه
وأطروحاته الفكرية والسياسية وبرامجه االقتصادية.
وتس عى الحكوم ات الديمقراطي ة إلى الت أثير في ال رأي الع ام،
به دف كس ب تأيي د الغالبي ة الش عبية لمس اندة خططه ا وبرامجها ،وتلج أ
الحكومات إلى عدة وسائل لتحقيق ذلك منها :العمل على تنمية وزيادة
الوعي السياسي لدى الجماهير ،واستخدام وسائل اإلعالم كأداة لشرح
سياس اتها وص وال للت أثير في ال رأي الع ام وك ذلك من خالل االهتم ام
باستطالعات الرأي العام.
وتس اعد البيئ ة السياس ية في النظم الديمقراطي ة ،المبني ة ركائزه ا
على حري ة ال رأي والتع دد الح زبي وع دم احتك ار وس ائل اإلعالم ،في
تك وين رأي ع ام يتس م ب العمق واالس تنارة والعقالني ة والثب ات النس بي
والوضوح والتعبير السلمي عن نفسه.
إن األوضاع السياسية القائمة داخل الدولة تؤثر في تكوين الرأي
الع ام به ا ،ف إذا ك ان نظ ام الدول ة قائم ا على الدكتاتوري ة واالس تبداد
ب الرأي وال رأي الع ام ،واالس تعالء على الجم اهير واحتقاره ا وإ ش اعة
التعس ف واإلره اب ،ف أن ه ذا ي ؤدي حتم ا إلى س لبية ال رأي الع ام في
الدولة ،إذ يحل محله الخوف العام أو السخط العام.
.10األحزاب السياسية
األح زاب السياس ية بمفهومه ا الح ديث ظ اهرة حديث ة النش أة ،ال
يتج اوز عمره ا الق رن ،باس تثناء أح زاب الوالي ات المتح دة األمريكي ة،
وق د نش أت األح زاب م ع التزاي د الكب ير في أع داد الن اخبين ال ذي
ص احب انتش ار مب دأ االق تراع الع ام في الق رن التاس ع عش ر ،إذ وج د
الناخبون أنفسهم مجرد جمهور عريض من أصحاب الحقوق السياسية
غير قادر على تحديد أهدافه العامة أو مناقشة مشاكله المهمة.
وهك ذا ق امت األح زاب السياس ية اس تجابة لحاج ة الن اخبين،
ووضعت البرامج الستقطاب أكبر عدد من أصوات الناخبين لصالحها
وبم ا يمكنه ا من تش كيل الحكوم ة ،وب ذلك أص بحت األح زاب هيئ ة
وسيطة تمأل الفراغ القائم بين الحكومة والمواطنين.
وازدادت أهمي ة األح زاب في المجتمع ات م ع التط ور ال ذي ش هده
الع الم ،وأص بح تع دد األح زاب ُيع د من المع ايير األساس ية للتمي يز بين
األنظمة الحرة الديمقراطية واألنظمة التسلطية الدكتاتورية ،وذلك ألن
الحري ة ترتب ط بإمكاني ة االختي ار ،وحيث ينع دم االختي ار بوج ود القه ر
واإلجبار وال اختيار في نظام الحزب الواحد.
بينم ا تع دد األح زاب يجس د وينظم األفك ار واالتجاه ات ويؤك د
حري ة الفك ر وال رأي وينش ط الحي اة السياس ية داخ ل الدول ة ،وال دور
السياسي الذي تقوم به األحزاب ،ال ينفصل عن دور مهم تقوم به في
تك وين ال رأي الع ام وتوجيه ه ،وذل ك من خالل نش ر ال وعي والثقاف ة
السياس ية بين الجم اهير ،ض من إط ار عملي ة التنش ئة السياس ية ال تي
تم ارس األح زاب السياس ية في مختل ف ال دول لتأثيراته ا على تش كيل
اتجاهات األفراد وجذبهم لمساندتها وتأييدها.
ف األحزاب السياس ية تمث ل م دارس فكري ة مختلف ة ،تط رح أفكاره ا
عن طري ق وس ائل اإلعالم المختلف ة من ص حف ومجالت وإ ذاع ات
وقنوات فضائية أو مواقع الكترونية على االنترنت ،للتأثير في تشكيل
اتجاهات الرأي العام.
.11الشعور الوطني
ه و الش عور ال ذي يرتب ط ب الرأي الع ام الوط ني ،أي على مس توى
ال وطن كل ه ،دون التخص يص ،على قض ية محلي ة أو نوعي ة م ا .كم ا
يؤثر الشعور الوطني في تشكيل الرأي العام تجاه القضايا ذات الصبغة
الوطنية.
ففي ح ال تع ارض المواق ف م ع المص لحة الوطني ة يتح ول ال رأي
الع ام بس رعة نح و األه داف والمص الح الوطني ة الن الش عور ب الحس
الوط ني ي ؤثر ويت أثر بالقض ايا الوطني ة وال تي ت ؤثر بمجمله ا على
اتجاهات الرأي العام.
.12الزعماء
.13األحداث الجارية
تع د األح داث اليومي ة في أي مجتم ع ،من العوام ل المهم ة في
تك وين ال رأي الع ام ،وتش كيله ،باعتباره ا نت اج ق وى متفاعل ة داخ ل
المجتم ع ،تق رر وتح دد الس لوك وال رأي الع ام ،وترتب ط ق وة األح داث
بنوعيتها ،حيث يختلف تأثير األحداث العالمية ،عن القومية أو المحلية
أو النوعية التي تخص فئة محدودة من الرأي العام.
.14قادة الرأي