You are on page 1of 8

‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫مفهوم االقتراب و|أهميته‬


‫‪ -1‬مفهوم االقتراب‪:‬‬
‫البد من التفريق بداية بني مجلة من املفاهيم اليت تتقاطع يف مدلوالهتا أو وظائفها‪ ،‬ويتعلق األم''ر أساس''ا ب''املنهج‬
‫والنظرية واالقرتاب‪ ،‬إذ كثريا ما يتم اخللط بينها‪ ،‬ويعود سبب' الت'داخل بينه'ا أن ه'ذه املص'طلحات الثالث تش'رتك‬
‫يف كوهنا أدوات حتليلي''ة يس''تند عليه''ا الب''احث لتفس''ري الظ''اهرة السياس''ية' وحتليله''ا وفهمه''ا‪ ،‬لكن م''ع ف''وارق بينه''ا‪'،‬‬
‫حيث خيتص "املنهج" يف نتائج' ''ه– إض' ''افة إىل وظيف ''ة التفس ''ري‪ -‬بالق ''درة على التعميم' أي الوص' ''ول إىل نظري' ''ة هلا‬
‫قدرة تفسريية يف سياقات خمتلفة‪ ،‬هذه األخ'رية ال''يت يس'تند عليه''ا الب''احث كقاع''دة ومرتك'ز لص'ياغة فرض'يات حبث''ه‬
‫وجلمع البيانات' وتصنيفها تبعا ملقتضيات النظرية‪ ،‬ويش'رتك ك'ل من النظري''ة واالق'رتاب يف وظائفهم''ا‪ ،‬ب''ل ويوظ''ف‬
‫الباحثون املدخل ذاته مبصطلح "النظرية"' أو "االقرتاب" فاالقرتاب النظمي يطلق عليه البعض' بنظري 'ة' النظم‪ ،‬ونفس‬
‫الش''يء بالنس''بة الق''رتاب االتص''ال السياس''ي‪ ،‬تس''مى بالنظري 'ة' االتص''الية وهك''ذا دوالي''ك‪ '،‬فيمكن من ه''ذا املنطل''ق‬
‫اإلش ''ارة إىل أن ال ف ''رق بني النظري ''ة واالق ''رتاب يف الوظيف ''ة البحثي 'ة' حيث ‘ن كليهم ''ا يؤخ ''ذان كم ''دخل وقاع ''دة‬
‫للتحليل والتفسري‪ ،‬وإن كان والبد من التفريق بينهما فيمكن اعتبار االقرتاب أمشل من النظرية‪ ،‬ذل'ك أن االق'رتاب‬
‫الواحد ميكن أن يتضمن' يف جزئياته' عدة نظريات‪'.‬‬

‫ف''االقرتاب إط''ار حتليلي يؤخ''ذ كأس''اس عن''د دراس''ة الظ''اهرة السياس''ية‪ '،‬وه''و من أهم املس''تندات ال''يت يرتك''ز‬
‫عليه ''ا الب ''احث يف ض ''بطه لفرض ''يات الدراس ''ة ولوح ''دات التحلي ''ل واألس ''ئلة املث ''ارة‪ ،‬وبالت ''ايل نوعي ''ة املادة العلمي ''ة‬
‫الالزم' 'ة' لإلجاب ''ة عن فرض ''يات الدراس' 'ة' وتس ''اؤالهتا‪ ،‬وتتع ''دد' االقرتاب ''ات بتع ''دد الزواي ''ا ال ''يت ينظ' 'ر' إليه ''ا للظ ''اهرة‬
‫السياسية وللعامل اليت يتحدد يف فكر الب''احث باعتب''اره' م''ؤثرا وه''ذا انطالق''ا من املالحظ''ة العلمي''ة واالطالع األويل‬
‫واخللفية' الفكرية' وعربها من العوامل اليت تس'هم يف ت''رجيح اق'رتاب واس''تبعاد آخ''ر‪ .‬فق'د يك'ون االق'رتاب قانوني''ا أو‬
‫اتصاليا' أو نظميا أو مؤسسيا وغريها من االقرتابات‪.‬‬

‫وما سنتناوله' من اقرتابات يف ه'ذه احملاض''رات فإمنا ه'و على س'بيل' املث''ال ال احلص'ر ه'دفنا منه''ا تك''وين الب'احث‬
‫وتأهيله الستخدام االقرتابات بشكل سليم لفهم الظاهرة السياسية حمل الدراسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫االقتراب القانوني‬
‫يعتمد هذا االقرتاب اجلانب القانوين مرجعا ومنطلق'ا لتحلي''ل الظ'اهرة السياسيةـ‪ '،‬إذ يرك'ز يف أهم جوانب''ه على‬
‫مدى تطابق أفعال املؤسسة وعالقاهتا وأنشطتها م'ع الل'وائح القانوني''ة املنظم'ة هلا ض'من بيئته'ا‪ ،‬باإلض'افة إىل حماول'ة‬
‫اكتش ''اف أس ''باب الظ ''اهرة السياس ''ية' حمل الدراس 'ة' وأبعاده ''ا اس ''تنادا إىل الل ''وائح القانوني ''ة والتش ''ريعية والتنظيمي ''ة‪،‬‬
‫وج''ودا أو غياب''ا‪ ،‬فمن حيث وجوده''ا يق''وم الب''احث مبحاول''ة اكتش''اف ت''أثري الل''وائح القانوني 'ة' مبختل''ف ص''يغها ـ‬
‫تشريعات‪ ،‬معاهدات‪ ،‬اتفاقيات‪ ،‬عقود ‪ ..‬ـ على الظاهرة السياسية' حمل الدراسة' إجيابا أو سلبا‪ ،‬كما يهتم الب''احث‬
‫يف هذا االق'رتاب مبحاول'ة اكتش'اف الثغ'رات القانوني'ة' أو التناقض'ات أو الغم'وض والقص'ور وم'دى ت'أثري ذل'ك على‬
‫الظاهرة السياسية‪ .‬والعديد من الدراسات السياسية تعتمد هذا االقرتاب القانوين بس''بب أن''ه يص''عب' تفس''ري س''لوك‬
‫أي وح' ''دة سياس' ''ية دون الرج ' ''وع إىل معرف' ''ة األط ' ''ر القانوني ' ''ة والتش' ''ريعية' ال ' ''يت تض' ''بط' عمله ' ''ا وحتدد وظائفه' ''ا‬
‫وصالحياهتا‪.‬‬

‫وميكن للب' ''احث ض' ''من ه' ''ذا االق' ''رتاب أن يس' ''تعني أيض' ''ا ببعض املن' ''اهج البحثي' ''ة‪ ،‬ك' ''املنهج املق' ''ارن‪ ،‬واملنهج‬
‫التارخيي وغريها‪ ،‬ولعل من أكثر املناهج استخداما ضمن ه'ذا االق'رتاب منهج حتلي'ل املض'مون‪ ،‬وال'ذي يتم توظيف'ه'‬
‫تبعا للخطوات التالية‪':‬‬

‫‪ -1‬تحديد موقع النص القانوني المعروض والظروف المحيطة به‪ ،‬وهذا كاآليت‪:‬‬

‫أ‪ -‬موقع النص ‪ :‬جاء هذا النص يف الفصل الفالين من الباب كذا‪ ،‬من قانون كذا‪ ،‬والصادر يف كذا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الظروف المحيطة به‪ :‬زمانا ومكانا‪ ،‬ومبختلف حيثياهتا‪ :‬السياسية واالجتماعية وغريها‪ ،‬إضافة إىل‬
‫تبني احلكمة من تشريعه‪'.‬‬

‫‪ -2‬التحليل الشكلي ‪ :‬أي طول النص أو قصر عباراته‪ ،‬وهل هي سهلة مفهومة‪ ،‬أم يشوهبا شيء من‬
‫الغموض أو ازدواجية يف الفهم‪.‬‬

‫‪ -3‬تحليل المضمون‪ :‬حتديد الفحوى واملوضوع واألفكار العامة اليت جاء هبا النص القانوين‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلشكالية القانونية‪ :‬بع''د ذل'ك يتم الكش''ف عن م'واطن الض''عف يف املادة القانوني''ة‪ '،‬أو بعض الثغ''رات'‬
‫اليت مل يتعرض هلا املشرع إىل غري ذلك من اإلشكاليات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫*االقتراب المؤسسي‬

‫ال يقتصر اس'تعمال ه'ذا االق'رتاب على الدول'ة ومؤسس'اهتا التش'ريعية' والتنفيذي'ة' والقض'ائية فحس'ب‪ ،‬ب'ل يتع'داه‬
‫إىل حتلي ''ل نش ''اط أي مؤسس ''ة على اختالف طبيعته ''ا وجماهلا يف تفاعالهتا السياس ''ية وتأثرياهتا املختلف ''ة على النظ ''ام'‬
‫السياس ''ي مبختل ''ف مكونات ''ه ومؤسس ''اته‪ ،‬فه ''ذا االق ''رتاب يتن ''اول الظ ''اهرة السياس ''ية ض ''من إط ''ارين رئيس ''ني مها‪:‬‬
‫مش''روعية املؤسس''ة وم''دى خض''وعها والتزامه''ا ب''اللوائح القانوني 'ة' املنظم''ة لوجوده''ا ونش''اطها من جه''ة‪ ،‬واإلط''ار‬
‫الش''كلي للمؤسس''ة ض''من عالقته''ا م''ع غريه''ا من املؤسس''ات من جه''ة أخ''رى‪ ،‬كالنم''ط الرتات''يب هلا وأمناط الت''أثري‬
‫والعالقات املتبادلة' معها‪.‬‬

‫فاالقرتاب املؤسسي عموما يعىن بدراسة اآلثار اليت ترتكها املؤسسة يف خمرجات النظ'ام السياس'ي‪ ،‬فالعدي'د من‬
‫املؤسسات السياسية واالقتصادية' واالجتماعية والديني''ة‪ '،‬والعدي'د من مراك'ز الفك''ر واملؤسس''ات اإلعالمي'ة هلا ت'أثري‬
‫كبري على الظاهرة السياسية‪ '،‬وعلى خمتلف مؤسسات ص''نع الق'رار' السياس''ي‪ ،‬ويعتم''د ه'ذا االق'رتاب على مجل''ة من‬
‫اجلوانب يف حتليل املؤسسة منها‪:‬‬

‫اهلدف من تكوينه''ا‪ :‬ه''ل تأسس'ت' بقص''د حتقي''ق غ''رض ع''ام أم من أج''ل مكاس''ب خاص''ة‪ ،‬وه''ل غرض''ها‬ ‫‪-1‬‬

‫حتقيق الفاعلية يف األداء أم جملرد إضفاء شرعية زائفة ؟‬


‫مراحل تطورها‪ :‬وخمتلف العوامل ال'يت أث'رت يف مس'ارها واملراح'ل احلامسة ال'يت أث'رت يف ش'كلها وأدواره'ا‬ ‫‪-2‬‬

‫(هل التغريات احلاصلة كانت نضجا طبيعيا' أم بسبب عوامل طارئة؟)'‬


‫جتني ''د األعض ''اء يف املؤسس ''ة والتنظيم ال ''داخلي هلا‪ :‬ه ''ل عن طري ''ق االنتخ ''اب' أم التع ''يني‪ ،‬وه ''ل االحتك ''ام‬ ‫‪-3‬‬

‫للكف' ''اءة وأله' ''داف املؤسس' ''ة أم ملع' ''ايري أخ' ''رى‪ ،‬م' ''ع رب' ''ط ذل' ''ك كل' ''ه بطبيع ' 'ة' البيئ' ''ة املتواج' ''دة ض' ''منها‬
‫وخصوصياهتا‪.‬‬
‫الوسائل اليت تعتمد عليها املؤسسة لنشاطها ولبقائها واستمرارها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫هياكل املؤسسة وأبنيتها واختصاصاهتا ووظائفها الرمسية وغري الرمسية‪ ،‬وعالقتها باملؤسسات األخرى‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ثقل املؤسسة وأمهيتها وفاعليتها وقوة تأثريها‬ ‫‪-6‬‬

‫‪3‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫كما قدم صامويل هنتجتون أربع''ة مع'ايري لقي''اس مس'توى البن''اء املؤسس'ي ألي''ة منظم''ة‪ ،‬وتتمث'ل ه'ذه املع''ايري يف‬
‫اآليت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التكيف‬

‫ويع''ين ق''درة املؤسس''ة وم''دى كفاءهتا لالس''تجابة للمتغ''ريات الداخلي''ة واخلارجي''ة‪ ،‬من خالل التغي''ريات الالزم'ة'‬
‫س''واء يف الوظ'ائف' أو األش''خاص أو األولوي''ات والتكتيك''ات واخلط''ط وخ'ري ذل''ك‪ ،‬ومن بني مؤش'رات قي'اس ه'ذه‬
‫القدرة ما يلي‪:‬‬

‫العمر الزمين ‪ :‬فكلما كان عمر املؤسسة طويال كلما كان ذلك مؤشرا إجيابيا على قدرهتا على التكيف'‬ ‫أ‪-‬‬
‫العم ''ر اجليلي‪ :‬أي مبع ''ىن حجم القي ''ادات' املتعاقب ''ة على اإلدارة العلي ''ا للمؤسس ''ة وم ''دى ت ''أثري ذل ''ك على‬ ‫ب‪-‬‬
‫س''ريورة وظائفه''ا بكف''اءة‪ ،‬وكي''ف مت ه''ذا االنتق''ال بني القي''ادات؟' ه''ل بط''رق س''لمية مش''روعة أم خالف‬
‫ذلك؟'‬
‫التغ''ري ال''وظيفي‪ :‬ه''ل غ''ريت املؤسس''ة يف مهامه''ا ووظائفه''ا الرئيس''ة؟ فاملؤسس''ة ال''يت هلا الق''درة على التغي''ري‬ ‫ت‪-‬‬
‫يف وظائفها هي أقدر على التكيف من غريها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعقيد‬

‫أي مبع''ىن حجم ف''روع املؤسس''ة ووح''داهتا املتخصص''ة‪ '،‬فتع''دد ف''روع املؤسس''ة وتن''وع وح''داهتا املتخصص''ة من‬
‫املعايري واألسباب اليت تضمن هلا االستمرارية' والتكيف‪ '،‬وتقاس درجة تعقيد املؤسسة مبؤشرين' رئيسني مها‪:‬‬

‫درجة تعدد وحدات املؤسسة وتنوعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫درجة تعدد وظائف املؤسسة وتنوعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستقاللية‬

‫ويشري هذا املؤش'ر إىل م'دى اس''تقاللية املؤسس''ة عن غريه''ا من املؤسس'ات‪ ،‬وحجم حريته''ا يف العم''ل‪ ،‬وتق''اس‬
‫بـ‪:‬‬

‫امليزانية‪ ':‬هل املؤسسة مكتفية' ماديا‪ '،‬وهل ميزانيتها مستقلة؟ وهل هلا حرية التصرف فيها؟‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫شغل املناصب‪ :‬ما حد استقاللية' املؤسسة يف جتنيد أعضائها وموظفيها؟‬ ‫ب‪-‬‬

‫رابعا‪ :‬التماسك‬

‫واملقصود به درجة االنسجام والتوافق بني أعضاء املؤسسة‪ ،‬ويقاس باملؤشرات التالية‪:‬‬
‫مستوى والء األعضاء للمنظمة وملبادئها وأهدافها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األجنحة والتكتالت والعصبيات خاصة يف حمطات التغري القيادي' وأوان األزمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫م ''دى وج ''ود خالف ''ات داخ ''ل املؤسس ''ة بوج ''ه ع ''ام‪ ،‬وم ''ا إن ك ''انت مرتبط ''ة مبب ''ادئ املؤسس ''ة وأس ''باب‬ ‫‪-‬‬
‫وجودها أم بقضايا هامشية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫اقتراب النحبة السياسية‬

‫مفهوم النخبة السياسية والمسلمات المؤسسة القتراب النخبة السياسية‬ ‫‪.1‬‬

‫تب''اينت' مف''اهيم النخب''ة السياس''ية تبع''ا الختالف املداخل النظري'ة' املفس''رة هلا‪ ،‬إذ يق''وم مفه''وم النخب''ة السياس''ية‬
‫على فكرة مسو أقلية حاكمة ومتيزها مباء على أسس تنظيمية أو مؤسسية أو اقتصادية أو إيديلوجي'ة‪ ،‬تتم'يز برواب'ط‬
‫تنظيمية' توفيقية' واتصالية‪ ،‬أو مبزايا نفسية وعقلية‪ ،‬أو بروابط' وشبكة عالقات اجتماعية‪ ،‬أو بامتالك الثروة والق''وة‬
‫االقتصادية مبا جيعلها قادرة على فرض سيطرهتا ونفوذها على احملكومني بطريقة رمسية أو غري رمسية‪.‬‬

‫يقوم اقرتاب النخبة السياسية' على مجلة من املسلمات‪:‬‬

‫كل النظم السياسية' تقوم على فئتني‪ :‬فئة حاكمة‪ :‬ع''دد حمدود من األف''راد واجلماع''ات يف اجملتم''ع ميتلك''ون‬ ‫‪-‬‬
‫قدرا أكرب من النفوذ والقوة والتأثري يف عملية صنع القرارات‪ ،‬فئة احملكومني‪ :‬الذين خيضعون للفئة األوىل‪،‬‬
‫وال ميتلكون السمات املميزة للفئة األوىل‪.‬‬
‫وج''ود أمناط متع''ددة للعالق''ة بني النخب'ة' واجملتم''ع السياس''ي (الالخنب''ة) وختتل''ف من جمتم''ع آلخ''ر الختالف‬ ‫‪-‬‬
‫القيم املنظمة هلا‪ ،‬وبالتايل تقييم السلوك النخبوي استنادا' إليها‪ ،‬كالثروة والدين والتاريخ ‪...‬‬
‫يف ك''ل جمتم''ع جمموع''ة من النخب تتكام''ل وتتناس''ق مش'كلة النخب'ة' السياس''ية' احلاكم''ة‪ ،‬كم''ا يق''ول املفك''ر‬ ‫‪-‬‬
‫"رميون"‪ ':‬وجود خنبة واحدة يعين هناية احلرية‪ ،‬ووجود خنب متعددة' مشتتة' يعين هناية الدولة‪.‬‬
‫أهم المنظرين القتراب النخبة السياسية‬ ‫‪.2‬‬

‫تعود اجلذور الفكرية' القرتاب النخبة السياسية' إىل كل من "سان سيمون" و"كارل م''اركس"‪ ،‬إذ اعت''رب األول‬
‫أن اجملتم''ع ه''رم يف قمت''ه النخب''ة السياس''ية‪ '،‬أم''ا م''اركس فمن خالل التحلي''ل الطبقي للمجتم''ع اس''تنادا إىل العام''ل‬
‫االقتصادي وامتالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬إال أن أهم املنظرين' هلذا االقرتاب هم‪ :‬باريتو وموسكا وميشلر‪.‬‬

‫فيلفريدو‪ ‬باريتو‪Vilfredo Pareto: (1848-1923)  ‬‬

‫‪ ‬وصفه الفيلسوف النمساوي كارل بوبر بـ"منظر' الفاش''ية"‪ ،‬وأهلمت أفك''اره احلرك''ة الفاش''ية' يف إيطالي'ا‪ '،‬حيث‬
‫رأى ب ''اريتو أن الفاش ''ية هي املرحل ''ة االنتقالي ''ة ال ''يت يتم من خالهلا حص ''ر نف ''وذ الدول ''ة على االقتص ''اد إلطالق ي ''د‬

‫‪6‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫الق ''وى االقتص ''ادية "النقي ''ة"‪ '،‬وي ''رى أن الدميوقراطي ''ة هي جمرد أكذوب ''ة أو وهم ال ميكن حتقيق ''ه‪ ،‬وك ''انت ل ''ه رؤي ''ة‬
‫دارويني''ة للمجتم''ع باعتب''اره جمموع''ة من الطبق''ات' املتص''ارعة ال''يت ينبغي أن يف''ىن الض''عيف' منه''ا وأن حياف''ظ الق''وي‬
‫على س ''يطرته على ال ''ثروة والس ''لطة‪ ،‬كم ''ا ج ''اء مبفه ''وم دوران النخب' وعالقت ''ه باس ''تقرارها‪ ،‬ال ''دوران ال ''داخلي‬
‫وال''دوران اخلارجي‪ ،‬أي أن التغي''ري ميس النخب 'ة' وليس الب''ىن االجتماعي''ة‪ ،‬وينس''ب إلي''ه م''ا يس''مى يق''انون "ب''اريتو"‬
‫ال''ذي يقس''م اجملتم''ع إىل ‪ % 20‬يش''كلون النس''بة' احلاكم''ة أو املالك''ة للخصوص''يات واملؤثرة‪ ،‬و‪ %80‬تش''كل فئ''ة‬
‫احملكومني غري املالكني للخصوصيات‪.‬‬

‫)‪Gaetano Mosca: (1858-1941 ‬‬ ‫جايتانو موسكا‬

‫من بني األفكار اليت جاء هبا موسكا عوامل بقاء النخبة السياسية' واستمرارها‪ ،‬واليت حددها يف اآليت‪:‬‬

‫وجود هوية موحدة بني أعضاء النخبة‬ ‫‪-‬‬

‫استخدام' املعادلة السياسية بصورة مثلى‬ ‫‪-‬‬

‫التقاليد‬ ‫‪-‬‬

‫الدوران الداخلي واخلارجي للنخبة'‬ ‫‪-‬‬

‫تأييد' اجليش‬ ‫‪-‬‬

‫ميشلز ‪)1936 -1876 ( Robert Michels‬‬ ‫روبرت‬

‫ع' ''امل اجتم' ''اع أملاين‪ ،‬كتب يف الس' ''لوك السياس' ''ي للنخبوي ' 'ة' الفكري' ''ة‪ ،‬من أهم أفك' ''اره م' ''ا مساه بـ" الق' ''انون‬
‫احلدي''دي لألوليقارش''ية" وال''ذي أورده يف كتاب''ه "األح''زاب السياس''ية"' ‪ ،1911‬ومن أفك''اره أن''ه مهم''ا ادعى أي‬
‫تنظيم سياسي متثيله إلرادة األغلبية‪ ،‬فإنه مبرور الوقت غالبا ما يستأثر' باختاذ الق'رارات' الك'ربى في''ه جمموع''ة ص'غرية‬
‫من القيادات' السياسية‪ '.‬ومما جاء به حماولة فهم مربرات األوليقارشية' وأسباب استمراريتها‪.‬‬

‫‪ -‬كل نظام حيتوي على مندوبني (أسباب إدارية) ‪ +‬إختصاصيني (أسباب فنية)'‬ ‫مربرات األوليقارشية‪:‬‬

‫‪ -‬للمن ''دوبني الق ''درة على التص ''رف' الس ''ريع‪ :‬الوح''دة والتع ''اون والتمرك ''ز ح''ول‬
‫اهلدف‬

‫‪ -‬احلاجة النفسية' للجماهري لالنقياد' وأن تكون حمكومة‬

‫‪7‬‬
‫السنة األوىل ليسانس ‪ /‬السداسي الثاين" ‪"2021 – 2020‬‬ ‫االقرتابات‬ ‫منهجية العلوم السياسية‬

‫أسباب استمرار' األوليقارشية‪ - :‬استخدام املبادئ األخالقية‬

‫‪ -‬االستقالل املايل للنخبة‪ '،‬وقوة االنتماء والوالء الداخلي‬

‫‪ -‬القدرة على جتاوز الصراعات الداخلية العميقة'‬

‫‪ -‬القدرة على امتصاص األفكار اجلديدة واألفراد من اجلماهري واحتوائهم‬

‫من اآلليات واألدوات المنهجية المساعدة على تحليل سلوك النخبة السياسية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫املالحظة التارخيية ‪ /‬اق'رتاب ص''نع الق'رار' السياس''ي ‪ /‬اق'رتاب الس'معة‪ :‬العوام'ل احملددة لفهم س'لوك اجلم'اهري يف‬
‫اختيارهم للنخبة' السياسية‪.‬‬

‫االنتقادات والسلبيات‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫الرتكيز على عوامل االستمرار' والثبات‪ '،‬وإغفال القوات األخرى للجماهري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إشكالية العالقة بني ظاهر الظ''اهرة السياس''ية' واملعلن منه''ا وحقيقته''ا‪ ،‬وليس من يت''وىل املنص''ب الرمسي ه'و‬ ‫‪-‬‬
‫بالضرورة' من النخبة‪.‬‬
‫صعوبة احلصول على املعلومات‪ ،‬والرتكيز على العالقات والفواعل الداخلية أكثر من الفواعل اخلارجية‪'.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬

You might also like