You are on page 1of 12

‫مادة مناهج البحث اللغوي‬

‫(املنهج التارخيي)‬

‫إعداد‪ :‬رقية حممد أمني كاظم‬

‫بإشراف‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬مرتضى عباس‬

‫‪8109-8108‬م‬

‫‪1‬‬
‫اوالً‪ :‬تعريف المنيج التاريخي‬
‫( ىو المنيج الذي يتتبع تطور المغة وتغيرىا عمى مر الزمن‪ ،‬فيدرس المغة‬
‫خالل تغيراتيا المختمفة‪ ،‬وتغير المغة عبر الزمان والمكان‪ ،‬وفي كل المغات)(ٔ)‬
‫وعرفو د‪ .‬احمد طو ‪( :‬المنيج التاريخي في الدرس المغوي يعني تتبع أي‬
‫ظاىرة لغوية في لغة ما حتى اقدم عصورىا التي نممك منيا وثائق ونصوصا لغوية‬
‫أي انو عبارة عن بحث التطور المغوي في لغة ما عبر القرون) (ٕ)‪.‬‬
‫وفي تعريف اخر‪ :‬ىو وصف المغة ببيان ما ط أر عمييا من تغييرات ‪ ،‬في‬
‫استعماليا زماناً ومكاناً‪ ،‬فيو يراقب تطور ظاىرة لغوية ما ‪ ،‬ويرسم خطيا البياني من‬
‫حيث االستعمال ‪ ،‬وما يتعمق بيا من جوانب تيتم بقمة استعمال الظاىرة وكثرتيا‪،‬‬
‫وحياتيا وموتيا مع بيان مجموعة قوانين تحكم ىذه الظاىرة(ٖ)‪ ،‬فيذا التعاقب الزمكاني‬
‫في الحالة المغوية قد أطمق عميو دي سوسير مصطمح (عمم المغة الدايكروني)(ٗ)‪،‬‬
‫ومصطمح دايكروني (‪ )diachronic‬قد أخذه دي سوسير من‪ ، )dia( :‬وتعني‬
‫(عبر) أو(خالل) ‪ ،‬و(‪ )chronic‬المأخوذة من الكممة الالتينية (‪ )crone‬التي تعني‪:‬‬
‫زمن ‪ ،‬وبذلك يكون معنى االصطالح‪( :‬عبر الزمن) ‪ ،‬أو (متعاقب)(٘)‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬نشأة المنيج التاريخي وتطوره‪:‬‬


‫(يمكن القول ان بداية التفكير في دراسة المغة دراسة تاريخية ترجع الى‬
‫عصور مبكرة وذلك عندما شغل العمماء والفالسفة اذىانيم بالبحث في اصل المغة‬
‫وكيفية نشأتيا ألن ذلك يعني البحث في مرحمة لغوية سابقة ومختمفة عن المرحمة‬
‫المغوية التي يعايشونيا) (‪ ،)ٙ‬ولكن نشأة ىذا المصطمح بدأت مع ظيور الدراسات‬

‫‪ ) 0‬منيج البحث االدبي والمغوي‪ :‬د‪.‬محمد عمي الرديني ‪ ،‬ود‪.‬شمتاغ عبود ‪ :‬ص‪080‬‬
‫‪ ) 8‬في مناىج البحث المغوي‪ :‬د‪ .‬احمد طو حسانين ‪ :‬ص ‪59‬‬
‫‪3‬‬
‫) ينظر‪ :‬المستشرقون والمناىج المغوية‪ :‬د‪ .‬إسماعيل احمد عمايرة‪ :‬ص ‪80‬‬
‫‪4‬‬
‫) ينظر‪ :‬عمم المغة العام‪ :‬دي سوسير‪ :‬ص ‪.063‬‬
‫‪5‬‬
‫) ينظر‪ :‬مباحث في عمم المغة ومناىج البحث المغوي‪ :‬د‪ .‬نور اليدى لوشن‪ :‬ص ‪.887‬‬
‫‪ )6‬في مناىج البحث المغوي ‪ :‬ص‪.59‬‬

‫‪2‬‬
‫التاريخية لمغة ‪ ،‬وذلك عند وليم جونز القاضي اإلنجميزي في المحكمة العميا بالبنغال‬
‫عام (‪ٔٚٛٙ‬م) ‪ ،‬الذي ترجم كتاب (الفيدا) المكتوب بالمغة السنسكريتية ‪ ،‬وقد ألّف‬
‫ىذا الكتاب العالم اليندي بانيني ‪ ،‬إذ احتوى عمى قواعد المغة السنسكريتية الصوتية‬
‫والصرفية والنحوية‪ ،‬فأىدى ىذه المغة إلى أوربا ‪ ،‬ووصفيا بأنيا لغة أكمل من‬
‫اتصاال وثيقًا ‪ ،‬فكان ذلك اإلشارةَ‬
‫ً‬ ‫اإلغريقية وأغنى من الالتينية ‪ ،‬لكنيا تتصل بيما‬
‫الحديثةَ األولى لمدراسات التاريخية المقارنة(ٔ)‪.‬‬
‫وىذا ما يوضح أن الدرس التاريخي في بدايتو كان درساً تاريخياً مقارناً ‪ ،‬بل‬
‫المقارن جزًءا من الدرس التاريخي لحقبة من الزمن ‪ ،‬وانفصل الدرسان‬
‫ُ‬ ‫الدرس‬
‫ُ‬ ‫ُع ّد‬
‫بعضيما عن بعض عمى يد جريم (ٓ‪ٔٚٛ‬م‪ٖٔٚٙ-‬م) الذي يعد مؤسساً لعمم المغة‬
‫التاريخي(ٕ)‪ .‬وفي عام ‪ ٔٛٙٚ‬اخرج األمريكي (وتني) كتابو "المغة ودارسة المغة"‪،‬‬
‫وأعقب ذلك في عام ٗ‪ ٔٛٚ‬م بكتاب آخر ىو "حياة المغة ونموىا"‪ ،‬وفي سنة ٔ‪ٔٛٛ‬‬
‫م ظير كتاب جديد لمغوي آخر ىو (ىيرمان بول) بعنوان "أسس التاريخ المغوي" وىذه‬
‫الكتب الثالثة تعد من العالمات البارزة في تأصيل المنيج التاريخي‪ ،‬والسيما كتاب‬
‫ىيرمان بول الذي يعد عمال نموذجيا فيما يختص بطرق البحث في عمم المغة‬
‫التاريخي‪ ،‬وفي ىذا الكتاب نرى توضيحا بواسطة األمثمة لعممية التطور المغوي التي‬
‫كشفت عنيا الدارسات اليندية األوربية‪.‬‬
‫وينطمق البحث في ىذا المجال من منطمق أن المغات جميعا في حركة‬
‫مستمرة عبر الزمن‪ ،‬وىي من خالل ىذه الحركة تتغير‪ ،‬والتغير يصيب المغة في كل‬
‫مستوياتيا‪ .‬وقد عرف ىذا البحث عند المحدثين بمصطمح ) ‪ (Etymology‬وىو‬
‫(عمم تطور الكممات) من حيث استعماليا ومعرفة تاريخيا‪ ،‬وذلك من خالل دارسة‬
‫النص محاوال الغوص في ألفاظيا ومعرفة أعماقيا؛ ليصل إلى أقدميا؛ حتى يمكنو‬
‫أن يرى استخدام الشاعر مثال لمكممة؛ بل يتجاوز ذلك إلى البحث في العائالت‬
‫المتشابية من المغات لمالحقة معنى الكممة وتطورىا التاريخي‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫) ينظر‪ :‬المنيج التاريخي والمنيج المقارن في الدراسات الصرفية والصوتية العربية الحديثة (أطروحة‬
‫دكتوراه)‪ :‬د‪ .‬عمي حسن عبد الواحد‪ :‬ص‪.05-04‬‬
‫‪8‬‬
‫) ينظر‪ :‬مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة‪ :‬د‪ .‬نعمة رحيم الع ازوي‪ :‬ص ‪.049-048‬‬

‫‪3‬‬
‫إن العرب القدماء لم يدرسوا الظواىر المغوية دارسة تاريخية‪ ،‬إال أنيم نظروا‬
‫إلى المغة عمى أنيا ظاىرة متطورة متجددة‪ ،‬وذلك التطور يحدث لمتابعة كل ما ىو‬
‫جديد‪ ،‬فرصدوا الدخيل في العربية من األلفاظ األعجمية‪ ،‬كما وقفوا عمى ما يعرف‬
‫باالشتقاق والنحت والقياس‪ ،‬وكميا روافد تثري العربية وتنمي ألفاظيا وتجدد أساليبيا‪.‬‬
‫ومن أوائل الذين وقفوا عمى ىذا وعمموه ابن جني (ت ٕ‪ ٖٜ‬ه) في كتابو‬
‫"الخصائص"‪ ،‬والثعالبي (ت ٖٔٗ ه) في كتابو "فقو المغة وسر العربية"‪)ٔ(.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬خصائص وسمات المنيج التاريخي‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬اىم ما يميز المنيج التاريخي انو يبحث لغة ما في مكان محدد في مراحل‬
‫زمنية مختمفة لبيان التغيرات التي لحقتيا اثناء تمك المراحل‪ ،‬اذن ىو يعنى‬
‫بدراسة التغيرات التي تعتري لغة ما او عدة لغات عبر مسيرتيا ومظاىر ىذا‬
‫التغيير واسبابو‪ ،‬فيذا المنيج ينطمق من مفيوم (الحركة) او (الفاعمية‬
‫المستمرة) التي تتميز بيا المغة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ومن سماتو انو يقوم عمى الجانب المكتوب من المغة‪ ،‬فالمادة المغوية‬
‫المنطوقة لم رحمة زمنية سابقة لممرحمة السابقة ال تتوافر لدى الباحث اذ ان وسائل‬
‫التسجيل لم تخترع اال حديثا وىي وسيمة عاجزة ال تمثل المنطوق تمثيال صحيحاً‪.‬‬
‫وبعض اتباع المنيج التاريخي يرون العكس ان المغة المنطوقة شيء متغير‬
‫خداع‪ ،‬والجزء الثابت ىو الذي يستحق الدراسة‪)ٕ(.‬‬
‫ٖ‪( -‬ييتم بوصف وتسجيل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي‪ ،‬ويقوم بدراستيا‬
‫وتفسيرىا وتحميميا عمى أسس عممية دقيقة؛ حيث تجعل الباحث يشعر بالمشكمة‬
‫ويحمميا قصد الوصول إلى‬
‫ويقوم بتحديدىا‪ ،‬ويصيغ الفرضيات المناسبة ويدرسيا ّ‬
‫حقائق وتعميمات تساعده عمى فيم الحاضر عمى ضوء الماضي)(ٖ)‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫) ينظر‪ :‬مناىج البحث المغوي ومدارسو‪ :‬د‪.‬ابراىيم محمد إبراىيم‪ :‬ص‪.8-7‬‬
‫‪8‬‬
‫) ينظر‪ :‬مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة ‪ :‬ص (‪)053-050‬‬
‫‪ ) 3‬مناىج البحث المغوي عند العرب في ضوء النظريات المسانية (رسالة ماجستير) ‪ :‬نسيمة نابي ‪ :‬ص‪08‬‬

‫‪4‬‬
‫رابعاً‪ :‬اطار او ميدان دراسة المنيج التاريخي ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬يتتبع ىذا المنيج دراسة حاالت تطور البنية والتراكيب والداللة مع االىتمام‬
‫بمدى تأثير اإلقميم الجغرافي(ٔ) عمى الظاىرة الّمغوية عبر التاريخ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬يدخل ضمن اطار ىذا المنيج دراسة حياة المغة في المجتمع وما حققتو من‬
‫انتشار او ناليا من خسارة او اندثار‪ ،‬والظروف التي ميدت ليذا وذاك‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬كما يدخل في اطاره دراسة دخول المغة في صراع مع أخرى وما اسفر عنو‬
‫ىذا الصراع من انتصار احدىما عمى األخرى او تأثر احدىما في األخرى‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬بيان طبيعة العالقات المؤثرة في حياة المغة في المجتمعات اإلنسانية‪(ٕ(.‬‬

‫خامساً‪ :‬فائدة او أىمية المنيج التاريخي ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬مراقبة المغة في جميع عصورىا لرصد ما جد فييا من صيغ ومفردات وما‬
‫ظير فييا من تراكيب وتحديد ماىية ىذا الجديد اىو حادث في المغة نتيجة‬
‫حركتيا الذاتية ام جراء احتكاكيا بغيرىا من المغات‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬يمكن اإلفادة من المنيج التاريخي في مجال الدراسات المعجمية لموصول الى‬
‫معجمات لغوية تكمل معجماتنا القديمة ‪ ،‬وتمييز أمور جديدة‪ ،‬مثل‪ :‬المعرب‬
‫والدخيل ‪ ،‬بيان المعنى الحقيقي والمجازي لاللفاظ‪ ،‬ومعرفة االلفاظ الميممة‬
‫والمستعممة ‪ ،‬او التي انحسر استعماليا في حرف مخصوصة او بيئة معينة وما‬
‫شابو ذلك‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬ويمكن اإلفادة منو في مجال الدراسة الصرفية وذلك بالكشف عما لحق األبنية‬
‫من تطور خالل العصور سواء كان ذلك في الشكل او المضمون‪ ،‬مثل المصدر‬
‫الصناعي كان في الجاىمية قميال جدا ‪ ،‬لم تؤثر منو عن ذلك العصر سوى امثمة‬

‫‪ )0‬في ىذه النقطة إشارة الى عالقة المنيج التاريخي بالمنيج الجغرافي‪.‬‬
‫‪ )8‬ينظر‪ :‬منيج البحث االدبي والمغوي‪ :‬ص‪.088‬‬

‫‪5‬‬
‫قميمة كقوليم (الرىبانية) و(الجاىمية) و(المصوصية) ثم كثر ذلك في العصر‬
‫العباسي لظيور الفرق والعقائد واألفكار الفمسفية‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬ومن المجاالت التي يمكن اإلفادة من المنيج التاريخي فييا‪ ،‬مجال الدراسة‬
‫النحوية فقد يحسب المرء ان النحو بقواعده ومعياريتو ومنظومتو المعرفية قد‬
‫استعصى عمى قانون التطور‪ ،‬إن المنيج المعياري الذي وضع عمى أساسو النحو‬
‫ال يعني ان قواعد المغة تظل ثابتة كما ثبتيا النحاة‪ ،‬دون تطور‪ ،‬فمو اردنا مثال‬
‫ان نرتب قواعد باب من أبواب النحو بحسب شيوع قواعده لوجدنا أنو يتخذ ترتيبا‬
‫معيناً في فترة زمنية ما أو بيئة مكانية محددة ولكنو في فترة زمانية أو بيئة أخرى‬
‫تت غير منظومتو وال تبقى عمى حال ثابتة في الغالب‪ ،‬فتختمف المعايير باختالف‬
‫األزمنة والبيئات‪ ،‬وربما حتى تيجر بعض القواعد‪)ٔ(.‬‬
‫٘‪ -‬يعنى المنيج التاريخي بالدراسات الصوتية سواء ما اتصل بيا باالصوات او‬
‫التنظيم الصوتي وليذه الدراسات أىمية خاصة في الوصول الى القوانين الصوتية‬
‫التي تتحكم بالتغيير الصوتي‪ ،‬ومن الدراسات الصوتية التاريخية ما يدعى (الحمل‬
‫الوظيفي) وىي ظاىرة تتخذ من مدى شيوع المقابالت الصوتية اساساً ليا‪ ،‬مثاليا‬
‫تقابل العنصرين (س) و (ص) ان التقابل بين ىذين الحرفين كثير في العربية‬
‫وىو اكثر مقاومة لالختفاء في المراحل التاريخية لمغة من غيرىا من التقابالت‬
‫األقل شيوعا مثل التقابل بين (ض) و (ذ) فيذه عرضة لالختفاء خالل مراحل‬
‫التطور التاريخي‪)ٕ(.‬‬

‫سادساً‪ :‬عالقة المنيج التاريخي بالمناىج األخرى‪:‬‬


‫‪ -‬المنيج التاريخي والمقارن ‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫) ينظر‪ :‬المستشرقون والمناىج المغوية‪ :‬ص ‪ ،36-87‬و مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة ‪ :‬ص‬
‫‪066-060‬‬
‫‪ )8‬ينظر‪ :‬منيج البحث المغوي بين التراث وعمم المغة الحديث ‪ :‬د‪.‬عمي زوين‪ :‬ص‪.48-41‬‬

‫‪6‬‬
‫ٍ‬
‫عالقات تربطو بمجموعة من المناىج‪،‬‬ ‫إن لممنيج التاريخي بشكمو العام‬
‫فعالقة المنيج التاريخي بالمنيج المقارن عالقة تبادلية ‪ ،‬وجعل فندريس المنيج‬
‫المقارن امتداداً لممنيج التاريخي(ٔ)‪ ،‬ويرفض احد الباحثين ىذا الرأي بقولو (مقياس‬
‫المكان والزمان في تحديد قرابة لغوية ما بين لغتين شقيقتين يقابمو تحديد نوع األلفاظ‬
‫أو التراكيب المقترضة بين المغتين المتين تنتميان إلى أرومة لغوية واحدة ‪ ،‬وىذا‬
‫يجعل المنيجين متساويين في اعتماد بعضيما عمى بعض)‪)ٕ(.‬‬

‫‪ -‬المنيج التاريخي والوصفي‪:‬‬


‫المنيج الوصفي يوصف بأنو ساكن؛ ألنو يتناول المغة بوجو عام في نقطة‬
‫زمنية معينة‪ ،‬بينما التاريخي يوصف بأنو متحرك؛ ألنو يدرس المغة من خالل‬
‫تغيراتيا المختمفة عبر الزمن اال إنيما ال ينفصالن في مجال التطبيق العممي‪.‬‬
‫أساسا في تكوين المنيج التاريخي ‪ ،‬فاألخير ال يستغني‬
‫ً‬ ‫فالمنيج الوصفي ُيعد‬
‫عن مبدأ الوصف ‪ ،‬إذ إ ّن تتبع الظاىرة تاريخياً ال يمكن عرضيا ّإال عن طريق‬
‫الوصف ‪ ،‬فيو الطريقة التي يمجأ إلييا الدارس أوالً ‪ ،‬ثم يزيد عمييا مكمالت المحاور‬
‫التاريخية لمظاىرة المغوية (ٖ)‪.‬‬

‫‪ -‬المنيج التاريخي والتقابمي‪:‬‬


‫أما عالقة المنيج التاريخي بالمنيج التقابمي فقد ُوصفت بأنيا غير موجودة ‪،‬‬
‫وأن عمم المغة التقابمي ال شأن لو باالىتمامات التاريخية ‪ ،‬فدراسة المغة عمى وفق‬
‫المنيج التقابمي ترمي إلى تعمم المغتين المتقابمتين ‪ ،‬والسيما أنو يختص بدراسة‬
‫المغات غير المنضوية تحت األسرة المغوية الواحدة(ٗ)‪ ،‬ويرى الباحث عدي حسين‬

‫‪0‬‬
‫) ينظر‪ :‬المنيج التاريخي والمنيج المقارن في الدراسات الصرفية والصوتية العربية الحديثة (أطروحة‬
‫دكتوراه)‪.83 :‬‬
‫‪8‬‬
‫) المنيج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب (أطروحة دكتوراه في الجامعة‬
‫المستنصرية) ‪ :‬عدي حسين عمي ‪ :‬ص ‪9‬‬
‫‪3‬‬
‫) ينظر‪ :‬مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة‪ :‬ص ‪.058‬‬
‫‪4‬‬
‫) ينظر‪ :‬مباحث في عمم المغة ومناىج البحث المغوي‪ :‬ص‪.893‬‬

‫‪7‬‬
‫عمي (أن ىذا الرأي ليس فيو تمام الصحة ‪ ،‬فالدراسة بين العربية والكردية أو التركية‬
‫ٍ‬
‫متدادات تاريخية بين ىذه المغات وغيرىا من‬ ‫أن ىناك ا‬
‫أو الفارسية دراسة تقابمية ‪ ،‬و ّ‬
‫المغات األفريقية واليندو أوربية إذا ما درست ‪ ،‬فال يمكن أن تخرج عن منيجيا‬
‫التقابمي ‪ ،‬فضالً عن االعتماد عمى المنيج التاريخي في تحديد ىذه العالقات ‪ ،‬وال‬
‫أجد استغناء التقابمي عن التاريخ أم اًر مقبوالً)(ٔ)‪.‬‬
‫(يتضح مما تقدم أن المنيج التاريخي لو ميزة قد تُفرده عن سائر المناىج‬
‫وذلك بسبب عالقاتو بين المناىج المغوية المختمفة ‪ ،‬واعتماد المناىج األخرى عميو‬
‫في تحديد بعض الظواىر المغوية ‪ ،‬وأعزو السبب في ذلك إلى السبق التاريخي‬
‫الكتشاف ىذا المنيج ‪ ،‬وأىمية استعمالو ‪ ،‬وكثرة فروعو وموضوعاتو في الدراسات‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫يعن بيا المنيج التاريخي ولم يأخذىا المختصون بالحسبان ‪،‬‬
‫وىناك حالة لم َ‬
‫فالمنيج التاريخي يدرس التغيرات الحاصمة في المغة التي تميل إلى التخفيف أو‬
‫نصيبا من الدراسة التطورية أو‬
‫ً‬ ‫أما التراكيب الثابتة في الزمن فمم تأخذ‬
‫الجيد األقل ‪ّ ،‬‬
‫لكنيا جديرة‬
‫التاريخية ‪ ،‬فعمى الرغم من أنيا لم تخضع لقوانين التطور والتغيير ّ‬
‫بالموازنة بينيا وبين الظواىر المتطورة ‪ ،‬فاألسباب التي أدت إلى الثبات ىي أسباب‬
‫تخضع لجوانب شتى من بينيا الجانب التاريخي‪.‬‬
‫عام ومتداخل ‪ ،‬وتنأى ىذه العمومية‬
‫إن مصطمح المنيج التاريخي مصطمح ّ‬
‫والتداخل بالمصطمح عن مفيومو الدقيق ‪ ،‬فالتأريخ يستعمل في المنيج الوصفي عمى‬
‫وفق اختيار لغة معينة في زمان ومكان معينين ‪ ،‬كما أنيا في المنيج المقارن باتخاذ‬
‫لغتين أو أكثر في زمانين ومكانين محددين ‪ ،‬لذا فمصطمح التاريخي ال يوحي عمى‬
‫لما كان المنيج التاريخي‬
‫نحو ما بوضوح حاالت تغيير البنى المغوية وتطورىا ‪ ،‬و ّ‬ ‫ٍ‬
‫فضل أن ُيصطمح‬‫يتتبع مواطن التغيير والتطور فأنا أزيد عمييا مواطن الثبات ‪ ،‬كما أُ ّ‬
‫التتبعي)‪)ٕ(.‬‬
‫ّ‬ ‫التعاقبي أو المنيج‬
‫ّ‬ ‫عميو بالمنيج‬

‫‪ )0‬المنيج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب (أطروحة دكتوراه) ‪ :‬ص ‪9‬‬
‫‪ )8‬المصدر نفسو ‪ :‬ص (‪)00-01‬‬

‫‪8‬‬
‫سابعاً‪ :‬نماذج تطبيقية ‪:‬‬
‫‪ -‬التطور الصوتي‪:‬‬
‫ان تط بيق المنيج التاريخي عمى المغة يرينا انو ىناك جوانب متعددة من المغة لم‬
‫تكن مستقرة وثابتو بل تغيرت وتبدلت والسيما في المستويين الصوتي والداللي وان‬
‫كانت التغييرات الصوتية ابطأ من تغييرات المستوى الداللي اال انيا من الظواىر‬
‫البينة التي اثبتتيا الدراسات التاريخية والمقارنة‪.‬‬
‫تنبو الييا الدراسون المحدثون الذين اتخذوا من المنيج‬ ‫ومن الموضوعات التي‬
‫التاريخي منيجا لمدراسة مسالة التحول والتغير في بعض اصوات العربية اذ وجدوا ان‬
‫بعض اصوات العربية قد تغير نطقيا وتبدل مخرجيا عما كانت عميو في المغة‬
‫اضح عمى تطور المستوى‬
‫العربية الفصيحة‪ ،‬فصوت الضاد بصوره وحاالتو مثا ٌل و ٌ‬
‫الصوتي لمغة إذ يرون أنو مر بمراحل تطورية متعددة‪.‬‬
‫فبعد ان كان مجيوار مطبقا في العربية الفصيحة صار ال ينطق بو بيذا الشكل‬
‫في الميجات الدارجة العامية بل صار النطق بو متنوعا بين دولة وأخرى ففي مصر‬
‫تمفظ داال مفخمة وفي الخميج العربي والعراق تمفظ بصوت الظاء‪.‬‬
‫وكذلك صوت الجيم فقد كان صوتا معطشا (شديد او انفجاري) ثم تحول في العصر‬
‫الحديث في بعض مناطق الشام الى رخو أو احتكاكي‪.‬‬
‫وكذلك صوت القاف الذي كان مجيو ار واصبح اليوم ميموسا في بعض المناطق‪.‬‬
‫وكذلك الطاء التي وصفيا القدماء بالجير‪ ،‬صارت تتصف بالميموسة عند‬
‫المحدثين‪)ٔ(.‬‬
‫‪ -‬تطور دالالت بعض الفاظ القران الكريم‪:‬‬
‫في ضوء المنيج التاريخي يمكن دراسة التطور الداللي اللفاظ القران الكريم حيث‬
‫انتقمت بعض االلفاظ من معانييا العرفية الى معان جديدة تعارف عمييا المجتمع من‬
‫خالل السياق‪ ،‬فاطمق عمييا (االلفاظ اإلسالمية) مثل (صالة وزكاة والحج وغيرىا‪)...‬‬
‫ىذه العبادات عرفتيا األديان القديمة قبل اإلسالم عمى صورة من الصور وعندما‬

‫‪ )0‬اصوات العربية بين التحول والثبات‪ :‬د‪.‬حسام سعيد النعيمي‪.)38 -88( :‬‬

‫‪9‬‬
‫جاء اإلسالم فرض اهلل سبحانو ىذه العبادات بأساليب جديدة فأصبحت ىذه الكممات‬
‫عندما تطمق يفيم منيا المعنى الجديد وليس القديم فـ(الصالة) في المغة ابتيال ودعاء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وىذا المتعارف عميو لغويا ُذكر في القرآن في قولو تعالى { ُخ ْذ م ْن أ َْم َوال ِي ْم َ‬
‫ص َدقَةً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طيِّرُىم وتَُزِّكي ِيم بِيا و ِّ‬
‫يم } (سورة‬ ‫صل َعمَ ْي ِي ْم إِ َّن َ‬
‫ص َالتَ َك َس َك ٌن لَيُ ْم َواهللُ َسميعٌ َعم ٌ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫تُ َ ُ ْ َ‬
‫التوبة ٖٓٔ) (وصل عمييم) أي ادعُ ليم‪ ،‬اما االستعمال القرآني فقد اضفى عمييا‬
‫وى ُك ْم‬ ‫َّال ِة فَ ْ ِ‬
‫آم ُنوا إِ َذا قُ ْمتُ ْم إِلَى الص َ‬ ‫َِّ‬
‫اغسمُوا ُو ُج َ‬ ‫ين َ‬
‫معنى جديداً قال تعالى { َيا أَييَا الذ َ‬ ‫ً‬
‫ق وامسحوا بِرء ِ‬
‫وس ُك ْم َوأ َْر ُجمَ ُك ْم إِلَى ا ْل َك ْعَب ْي ِن } (سورة المائدة ‪)ٙ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأ َْيدَي ُك ْم إِلَى ا ْل َم َراف ِ َ ْ َ ُ ُ ُ‬
‫فأصبحت الصالة تدل عمى معنى شرعي مخصوص بعبادة معينة اشترط ليا اإلسالم‬
‫النظافة والطيارة وليا مظاىر مخصوصة مثل الركوع والسجود والدعاء والتسبيح‪)ٔ(.‬‬
‫معنى جديداً ومنيا لفظة (كفر) الذي‬
‫ً‬ ‫وىناك الفاظ اضفى عمييا االستعمال القرآني‬
‫يعني في المغة ‪ :‬الستر والتغطية لألشياء المادية بينما اتسع مدلوليا ليشمل ستر‬
‫األشياء المعنوية غير المحسوسة كستر البرىان واآلية والدليل‪ ،‬والكفر ايضاً جحود‬
‫النعمة وىو ضد الشكر (كفر نعمة اهلل‪ :‬أي جحدىا) وقد استعمل القران (كفر)‬
‫ومشتقاتو في (ٕٗ٘) موضعاً جاء اكثرىا مصطمحاً اسالمياً جديداً‪ ،‬قال تعالى {‬
‫يل ِ‬
‫اهلل أ َِو ْادفَ ُعوا قَالُوا لَ ْو َن ْعمَ ُم ِقتَ ًاال‬ ‫يل لَيم تَعالَوا قَاتِمُوا ِفي سبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َ‬ ‫ين َنافَقُوا َوق َ ُ ْ َ ْ‬ ‫َولَِي ْعمَ َم الذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َيقُولُ َ ِ ِ ِ‬‫يم ِ‬ ‫َالتََّب ْعَنا ُكم ُىم لِ ْم ُك ْف ِر َيومئِ ٍذ أَ ْقر ُ ِ ِ ِ‬
‫ون بأَ ْف َواىي ْم َما لَ ْي َس في ُقمُوبي ْم َواهللُ‬ ‫ب م ْنيُ ْم ل ْْل َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ون } (سورة آل عمران ‪ )ٔٙٚ‬فاصبح لفظ الكفر في اآلية نقيض‬ ‫َعمَ ُم بِ َما َي ْكتُ ُم َ‬ ‫أْ‬
‫االيمان ‪ ،‬فاإليمان ىو التصديق والكفر عدم التصديق‪ ،‬وقد وردت في القران بمعناىا‬
‫األصمي ستر الشيء وكفران النعمة‪ ،‬منيا قولو تعالى ‪ { :‬فَا ْذ ُك ُرونِي أَ ْذ ُك ْرُك ْم َوا ْش ُك ُروا‬
‫ون } (سورة البقرة ٕ٘ٔ) فَمن ال يؤمن بآيات ربو‪ ،‬وال يشكر نعمتو يكون‬ ‫لِي َوَال تَ ْكفُُر ِ‬
‫كمن سترىا وغطاىا‪ ،‬فال يراىا ىو ‪ ،‬وال يريد أن يراىا أحد‪)ٕ( .‬‬

‫‪ ) 0‬ينظر‪ :‬التطور الداللي لاللفاظ في النص القرآني (دراسة بالغية) (أطروحة دكتوراه) ‪ :‬جنان منصور كاظم‬
‫الجبوري‪ :‬ص(‪.)005-003‬‬
‫‪8‬‬
‫) ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ :‬ص(‪.)038-037‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬تطور المعجم العربي‪:‬‬
‫من الموضوعات التي يمكن ان تدرس حسب المنيج التاريخي ىو تطور المعجم‬
‫العربي الذي كان في بدايتو يسمى التفسير الشفوي ‪ ،‬وبعدىا مرحمة الجمع العام ‪،‬‬
‫وتمتيا مرحمة الرسائل الصغيرة الخاصة وتأتي بعدىا مرحمة (المعاجم والموضوعات‬
‫العامة) حيث قامت عمى ما الف في المرحمة السابقة من رسائل لغوية ‪ ،‬اما (معاجم‬
‫االلفاظ وىي المعاجم المجنسة المطولة ىي مرحمة تعد امتدادا طبيعيا لما قبميا‪،‬‬
‫وبعدىا جاءت الطفرة في التفكير المعجمي التي سبقت زمنيا وىي معجم العين‬
‫لمخميل بن احمد الفراىيدي (ت٘‪ )ٔٚ‬وترتيبو لممعجم حسب مخارج الحروف ‪ ،‬وما‬
‫تمت الخميل من معاجم سارت عمى نظام الباب والفصل الى ان انتيت المعاجم الى‬
‫الترتيب االلفبائي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫املصادر‪:‬‬
‫‪ -0‬القران الكريم‬
‫‪ -8‬أصوات العربية بين التحول والثبات – د‪ .‬حسام سعيد النعيمي – وزارة التعميم العالي والبحث‬
‫العممي – جامعة بغداد – سمسمة بيت الحكمة ‪ ،4‬دار الكتب لمطباعة والنشر – جامعة الموصل‪.‬‬
‫‪ -3‬التطور الداللي لاللفاظ في النص القرآني (دراسة بالغية) – أطروحة دكتوراه – جنان منصور‬
‫كاظم الجبوري – كمية التربية ‪ -‬ابن رشد – ‪8115‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬عمم المغة العام ‪ -‬فريدينان دي سوسور ‪ -‬ترجمة د‪.‬يوئيل يوسف عزيز ‪ -‬مراجعة النص العربي‬
‫د‪.‬مالك المطمبي ‪ -‬دار آفاق عربية ‪ -‬العدد‪ - 3‬بغداد ‪0985‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬في مناىج البحث المغوي – د‪ .‬احمد طو حسانين سمطان – كمية المغة العربية – االزىر‪.‬‬
‫‪ -6‬مباحث في عمم المغة ومناىج البحث المغوي – د‪ .‬نور اليدى لوشن – المكتبة الجامعية الحديثة‬
‫– ط‪ – 0‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -7‬المستشرقون والمناىج المغوية – د‪ .‬إسماعيل احمد عمايرة – عمان ‪ -‬دار حنين – ط‪– 8‬‬
‫‪.0998‬‬
‫‪ -8‬مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة ‪ -‬د‪ .‬نعمة رحيم العزاوي ‪ -‬منشورات المجمع العممي‬
‫‪ -‬بغداد ‪8110‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬مناىج البحث المغوي عند العرب في ضوء النظريات المسانية – رسالة ماجستير – نسيمة نابي‬
‫– الجميورية الجزائرية – جامعة مولود معمري (تيزي وزو) – كمية اآلداب والعموم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -01‬مناىج البحث المغوي ومدارسو‪ -‬د‪ .‬إبراىيم محمد إبراىيم – أستاذ العموم المغوية بجامعة عمر‬
‫المختار‪.‬‬
‫‪ -00‬منيج البحث االدبي والمغوي – د‪.‬محمد عمي عبد الكريم الرديني و د‪ .‬شمتاغ عبود المياح –‬
‫دار الضياء لمطباعة والتصميم – العراق – النجف االشرف – ‪0430‬ه ‪8101-‬م‪.‬‬
‫‪ -08‬منيج البحث المغوي بين التراث وعمم المغة الحديث (دراسات) – د‪ .‬عمي زوين – دار الشؤون‬
‫الثقافية العامة – وزارة الثقافة واالعالم – بغداد – ط‪0986 – 0‬م‪.‬‬
‫‪ -03‬المنيج التاريخي والمنيج المقارن في الدراسات الصوتية والصرفية العربية الحديثة – أطروحة‬
‫دكتوراه – عمي حسن عبد الحسين – كمية التربية (ابن رشد) – جامعة بغداد – ‪8119‬م‪.‬‬
‫‪ -04‬المنيج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب – أطروحة دكتوراه – عدي‬
‫حسين عمي – كمية التربية – الجامعة المستنصرية – ‪8103‬م‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like