Professional Documents
Culture Documents
(املنهج التارخيي)
8109-8108م
1
اوالً :تعريف المنيج التاريخي
( ىو المنيج الذي يتتبع تطور المغة وتغيرىا عمى مر الزمن ،فيدرس المغة
خالل تغيراتيا المختمفة ،وتغير المغة عبر الزمان والمكان ،وفي كل المغات)(ٔ)
وعرفو د .احمد طو ( :المنيج التاريخي في الدرس المغوي يعني تتبع أي
ظاىرة لغوية في لغة ما حتى اقدم عصورىا التي نممك منيا وثائق ونصوصا لغوية
أي انو عبارة عن بحث التطور المغوي في لغة ما عبر القرون) (ٕ).
وفي تعريف اخر :ىو وصف المغة ببيان ما ط أر عمييا من تغييرات ،في
استعماليا زماناً ومكاناً ،فيو يراقب تطور ظاىرة لغوية ما ،ويرسم خطيا البياني من
حيث االستعمال ،وما يتعمق بيا من جوانب تيتم بقمة استعمال الظاىرة وكثرتيا،
وحياتيا وموتيا مع بيان مجموعة قوانين تحكم ىذه الظاىرة(ٖ) ،فيذا التعاقب الزمكاني
في الحالة المغوية قد أطمق عميو دي سوسير مصطمح (عمم المغة الدايكروني)(ٗ)،
ومصطمح دايكروني ( )diachronicقد أخذه دي سوسير من ، )dia( :وتعني
(عبر) أو(خالل) ،و( )chronicالمأخوذة من الكممة الالتينية ( )croneالتي تعني:
زمن ،وبذلك يكون معنى االصطالح( :عبر الزمن) ،أو (متعاقب)(٘).
) 0منيج البحث االدبي والمغوي :د.محمد عمي الرديني ،ود.شمتاغ عبود :ص080
) 8في مناىج البحث المغوي :د .احمد طو حسانين :ص 59
3
) ينظر :المستشرقون والمناىج المغوية :د .إسماعيل احمد عمايرة :ص 80
4
) ينظر :عمم المغة العام :دي سوسير :ص .063
5
) ينظر :مباحث في عمم المغة ومناىج البحث المغوي :د .نور اليدى لوشن :ص .887
)6في مناىج البحث المغوي :ص.59
2
التاريخية لمغة ،وذلك عند وليم جونز القاضي اإلنجميزي في المحكمة العميا بالبنغال
عام (ٔٚٛٙم) ،الذي ترجم كتاب (الفيدا) المكتوب بالمغة السنسكريتية ،وقد ألّف
ىذا الكتاب العالم اليندي بانيني ،إذ احتوى عمى قواعد المغة السنسكريتية الصوتية
والصرفية والنحوية ،فأىدى ىذه المغة إلى أوربا ،ووصفيا بأنيا لغة أكمل من
اتصاال وثيقًا ،فكان ذلك اإلشارةَ
ً اإلغريقية وأغنى من الالتينية ،لكنيا تتصل بيما
الحديثةَ األولى لمدراسات التاريخية المقارنة(ٔ).
وىذا ما يوضح أن الدرس التاريخي في بدايتو كان درساً تاريخياً مقارناً ،بل
المقارن جزًءا من الدرس التاريخي لحقبة من الزمن ،وانفصل الدرسان
ُ الدرس
ُ ُع ّد
بعضيما عن بعض عمى يد جريم (ٓٔٚٛمٖٔٚٙ-م) الذي يعد مؤسساً لعمم المغة
التاريخي(ٕ) .وفي عام ٔٛٙٚاخرج األمريكي (وتني) كتابو "المغة ودارسة المغة"،
وأعقب ذلك في عام ٗ ٔٛٚم بكتاب آخر ىو "حياة المغة ونموىا" ،وفي سنة ٔٔٛٛ
م ظير كتاب جديد لمغوي آخر ىو (ىيرمان بول) بعنوان "أسس التاريخ المغوي" وىذه
الكتب الثالثة تعد من العالمات البارزة في تأصيل المنيج التاريخي ،والسيما كتاب
ىيرمان بول الذي يعد عمال نموذجيا فيما يختص بطرق البحث في عمم المغة
التاريخي ،وفي ىذا الكتاب نرى توضيحا بواسطة األمثمة لعممية التطور المغوي التي
كشفت عنيا الدارسات اليندية األوربية.
وينطمق البحث في ىذا المجال من منطمق أن المغات جميعا في حركة
مستمرة عبر الزمن ،وىي من خالل ىذه الحركة تتغير ،والتغير يصيب المغة في كل
مستوياتيا .وقد عرف ىذا البحث عند المحدثين بمصطمح ) (Etymologyوىو
(عمم تطور الكممات) من حيث استعماليا ومعرفة تاريخيا ،وذلك من خالل دارسة
النص محاوال الغوص في ألفاظيا ومعرفة أعماقيا؛ ليصل إلى أقدميا؛ حتى يمكنو
أن يرى استخدام الشاعر مثال لمكممة؛ بل يتجاوز ذلك إلى البحث في العائالت
المتشابية من المغات لمالحقة معنى الكممة وتطورىا التاريخي.
0
) ينظر :المنيج التاريخي والمنيج المقارن في الدراسات الصرفية والصوتية العربية الحديثة (أطروحة
دكتوراه) :د .عمي حسن عبد الواحد :ص.05-04
8
) ينظر :مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة :د .نعمة رحيم الع ازوي :ص .049-048
3
إن العرب القدماء لم يدرسوا الظواىر المغوية دارسة تاريخية ،إال أنيم نظروا
إلى المغة عمى أنيا ظاىرة متطورة متجددة ،وذلك التطور يحدث لمتابعة كل ما ىو
جديد ،فرصدوا الدخيل في العربية من األلفاظ األعجمية ،كما وقفوا عمى ما يعرف
باالشتقاق والنحت والقياس ،وكميا روافد تثري العربية وتنمي ألفاظيا وتجدد أساليبيا.
ومن أوائل الذين وقفوا عمى ىذا وعمموه ابن جني (ت ٕ ٖٜه) في كتابو
"الخصائص" ،والثعالبي (ت ٖٔٗ ه) في كتابو "فقو المغة وسر العربية")ٔ(.
ٔ -اىم ما يميز المنيج التاريخي انو يبحث لغة ما في مكان محدد في مراحل
زمنية مختمفة لبيان التغيرات التي لحقتيا اثناء تمك المراحل ،اذن ىو يعنى
بدراسة التغيرات التي تعتري لغة ما او عدة لغات عبر مسيرتيا ومظاىر ىذا
التغيير واسبابو ،فيذا المنيج ينطمق من مفيوم (الحركة) او (الفاعمية
المستمرة) التي تتميز بيا المغة.
ٕ -ومن سماتو انو يقوم عمى الجانب المكتوب من المغة ،فالمادة المغوية
المنطوقة لم رحمة زمنية سابقة لممرحمة السابقة ال تتوافر لدى الباحث اذ ان وسائل
التسجيل لم تخترع اال حديثا وىي وسيمة عاجزة ال تمثل المنطوق تمثيال صحيحاً.
وبعض اتباع المنيج التاريخي يرون العكس ان المغة المنطوقة شيء متغير
خداع ،والجزء الثابت ىو الذي يستحق الدراسة)ٕ(.
ٖ( -ييتم بوصف وتسجيل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي ،ويقوم بدراستيا
وتفسيرىا وتحميميا عمى أسس عممية دقيقة؛ حيث تجعل الباحث يشعر بالمشكمة
ويحمميا قصد الوصول إلى
ويقوم بتحديدىا ،ويصيغ الفرضيات المناسبة ويدرسيا ّ
حقائق وتعميمات تساعده عمى فيم الحاضر عمى ضوء الماضي)(ٖ).
0
) ينظر :مناىج البحث المغوي ومدارسو :د.ابراىيم محمد إبراىيم :ص.8-7
8
) ينظر :مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة :ص ()053-050
) 3مناىج البحث المغوي عند العرب في ضوء النظريات المسانية (رسالة ماجستير) :نسيمة نابي :ص08
4
رابعاً :اطار او ميدان دراسة المنيج التاريخي :
ٔ -يتتبع ىذا المنيج دراسة حاالت تطور البنية والتراكيب والداللة مع االىتمام
بمدى تأثير اإلقميم الجغرافي(ٔ) عمى الظاىرة الّمغوية عبر التاريخ.
ٕ -يدخل ضمن اطار ىذا المنيج دراسة حياة المغة في المجتمع وما حققتو من
انتشار او ناليا من خسارة او اندثار ،والظروف التي ميدت ليذا وذاك.
ٖ -كما يدخل في اطاره دراسة دخول المغة في صراع مع أخرى وما اسفر عنو
ىذا الصراع من انتصار احدىما عمى األخرى او تأثر احدىما في األخرى.
ٗ -بيان طبيعة العالقات المؤثرة في حياة المغة في المجتمعات اإلنسانية(ٕ(.
ٔ -مراقبة المغة في جميع عصورىا لرصد ما جد فييا من صيغ ومفردات وما
ظير فييا من تراكيب وتحديد ماىية ىذا الجديد اىو حادث في المغة نتيجة
حركتيا الذاتية ام جراء احتكاكيا بغيرىا من المغات.
ٕ -يمكن اإلفادة من المنيج التاريخي في مجال الدراسات المعجمية لموصول الى
معجمات لغوية تكمل معجماتنا القديمة ،وتمييز أمور جديدة ،مثل :المعرب
والدخيل ،بيان المعنى الحقيقي والمجازي لاللفاظ ،ومعرفة االلفاظ الميممة
والمستعممة ،او التي انحسر استعماليا في حرف مخصوصة او بيئة معينة وما
شابو ذلك.
ٖ -ويمكن اإلفادة منو في مجال الدراسة الصرفية وذلك بالكشف عما لحق األبنية
من تطور خالل العصور سواء كان ذلك في الشكل او المضمون ،مثل المصدر
الصناعي كان في الجاىمية قميال جدا ،لم تؤثر منو عن ذلك العصر سوى امثمة
)0في ىذه النقطة إشارة الى عالقة المنيج التاريخي بالمنيج الجغرافي.
)8ينظر :منيج البحث االدبي والمغوي :ص.088
5
قميمة كقوليم (الرىبانية) و(الجاىمية) و(المصوصية) ثم كثر ذلك في العصر
العباسي لظيور الفرق والعقائد واألفكار الفمسفية.
ٗ -ومن المجاالت التي يمكن اإلفادة من المنيج التاريخي فييا ،مجال الدراسة
النحوية فقد يحسب المرء ان النحو بقواعده ومعياريتو ومنظومتو المعرفية قد
استعصى عمى قانون التطور ،إن المنيج المعياري الذي وضع عمى أساسو النحو
ال يعني ان قواعد المغة تظل ثابتة كما ثبتيا النحاة ،دون تطور ،فمو اردنا مثال
ان نرتب قواعد باب من أبواب النحو بحسب شيوع قواعده لوجدنا أنو يتخذ ترتيبا
معيناً في فترة زمنية ما أو بيئة مكانية محددة ولكنو في فترة زمانية أو بيئة أخرى
تت غير منظومتو وال تبقى عمى حال ثابتة في الغالب ،فتختمف المعايير باختالف
األزمنة والبيئات ،وربما حتى تيجر بعض القواعد)ٔ(.
٘ -يعنى المنيج التاريخي بالدراسات الصوتية سواء ما اتصل بيا باالصوات او
التنظيم الصوتي وليذه الدراسات أىمية خاصة في الوصول الى القوانين الصوتية
التي تتحكم بالتغيير الصوتي ،ومن الدراسات الصوتية التاريخية ما يدعى (الحمل
الوظيفي) وىي ظاىرة تتخذ من مدى شيوع المقابالت الصوتية اساساً ليا ،مثاليا
تقابل العنصرين (س) و (ص) ان التقابل بين ىذين الحرفين كثير في العربية
وىو اكثر مقاومة لالختفاء في المراحل التاريخية لمغة من غيرىا من التقابالت
األقل شيوعا مثل التقابل بين (ض) و (ذ) فيذه عرضة لالختفاء خالل مراحل
التطور التاريخي)ٕ(.
0
) ينظر :المستشرقون والمناىج المغوية :ص ،36-87و مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة :ص
066-060
)8ينظر :منيج البحث المغوي بين التراث وعمم المغة الحديث :د.عمي زوين :ص.48-41
6
ٍ
عالقات تربطو بمجموعة من المناىج، إن لممنيج التاريخي بشكمو العام
فعالقة المنيج التاريخي بالمنيج المقارن عالقة تبادلية ،وجعل فندريس المنيج
المقارن امتداداً لممنيج التاريخي(ٔ) ،ويرفض احد الباحثين ىذا الرأي بقولو (مقياس
المكان والزمان في تحديد قرابة لغوية ما بين لغتين شقيقتين يقابمو تحديد نوع األلفاظ
أو التراكيب المقترضة بين المغتين المتين تنتميان إلى أرومة لغوية واحدة ،وىذا
يجعل المنيجين متساويين في اعتماد بعضيما عمى بعض))ٕ(.
0
) ينظر :المنيج التاريخي والمنيج المقارن في الدراسات الصرفية والصوتية العربية الحديثة (أطروحة
دكتوراه).83 :
8
) المنيج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب (أطروحة دكتوراه في الجامعة
المستنصرية) :عدي حسين عمي :ص 9
3
) ينظر :مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة :ص .058
4
) ينظر :مباحث في عمم المغة ومناىج البحث المغوي :ص.893
7
عمي (أن ىذا الرأي ليس فيو تمام الصحة ،فالدراسة بين العربية والكردية أو التركية
ٍ
متدادات تاريخية بين ىذه المغات وغيرىا من أن ىناك ا
أو الفارسية دراسة تقابمية ،و ّ
المغات األفريقية واليندو أوربية إذا ما درست ،فال يمكن أن تخرج عن منيجيا
التقابمي ،فضالً عن االعتماد عمى المنيج التاريخي في تحديد ىذه العالقات ،وال
أجد استغناء التقابمي عن التاريخ أم اًر مقبوالً)(ٔ).
(يتضح مما تقدم أن المنيج التاريخي لو ميزة قد تُفرده عن سائر المناىج
وذلك بسبب عالقاتو بين المناىج المغوية المختمفة ،واعتماد المناىج األخرى عميو
في تحديد بعض الظواىر المغوية ،وأعزو السبب في ذلك إلى السبق التاريخي
الكتشاف ىذا المنيج ،وأىمية استعمالو ،وكثرة فروعو وموضوعاتو في الدراسات
المتخصصة.
يعن بيا المنيج التاريخي ولم يأخذىا المختصون بالحسبان ،
وىناك حالة لم َ
فالمنيج التاريخي يدرس التغيرات الحاصمة في المغة التي تميل إلى التخفيف أو
نصيبا من الدراسة التطورية أو
ً أما التراكيب الثابتة في الزمن فمم تأخذ
الجيد األقل ّ ،
لكنيا جديرة
التاريخية ،فعمى الرغم من أنيا لم تخضع لقوانين التطور والتغيير ّ
بالموازنة بينيا وبين الظواىر المتطورة ،فاألسباب التي أدت إلى الثبات ىي أسباب
تخضع لجوانب شتى من بينيا الجانب التاريخي.
عام ومتداخل ،وتنأى ىذه العمومية
إن مصطمح المنيج التاريخي مصطمح ّ
والتداخل بالمصطمح عن مفيومو الدقيق ،فالتأريخ يستعمل في المنيج الوصفي عمى
وفق اختيار لغة معينة في زمان ومكان معينين ،كما أنيا في المنيج المقارن باتخاذ
لغتين أو أكثر في زمانين ومكانين محددين ،لذا فمصطمح التاريخي ال يوحي عمى
لما كان المنيج التاريخي
نحو ما بوضوح حاالت تغيير البنى المغوية وتطورىا ،و ّ ٍ
فضل أن ُيصطمحيتتبع مواطن التغيير والتطور فأنا أزيد عمييا مواطن الثبات ،كما أُ ّ
التتبعي))ٕ(.
ّ التعاقبي أو المنيج
ّ عميو بالمنيج
)0المنيج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب (أطروحة دكتوراه) :ص 9
)8المصدر نفسو :ص ()00-01
8
سابعاً :نماذج تطبيقية :
-التطور الصوتي:
ان تط بيق المنيج التاريخي عمى المغة يرينا انو ىناك جوانب متعددة من المغة لم
تكن مستقرة وثابتو بل تغيرت وتبدلت والسيما في المستويين الصوتي والداللي وان
كانت التغييرات الصوتية ابطأ من تغييرات المستوى الداللي اال انيا من الظواىر
البينة التي اثبتتيا الدراسات التاريخية والمقارنة.
تنبو الييا الدراسون المحدثون الذين اتخذوا من المنيج ومن الموضوعات التي
التاريخي منيجا لمدراسة مسالة التحول والتغير في بعض اصوات العربية اذ وجدوا ان
بعض اصوات العربية قد تغير نطقيا وتبدل مخرجيا عما كانت عميو في المغة
اضح عمى تطور المستوى
العربية الفصيحة ،فصوت الضاد بصوره وحاالتو مثا ٌل و ٌ
الصوتي لمغة إذ يرون أنو مر بمراحل تطورية متعددة.
فبعد ان كان مجيوار مطبقا في العربية الفصيحة صار ال ينطق بو بيذا الشكل
في الميجات الدارجة العامية بل صار النطق بو متنوعا بين دولة وأخرى ففي مصر
تمفظ داال مفخمة وفي الخميج العربي والعراق تمفظ بصوت الظاء.
وكذلك صوت الجيم فقد كان صوتا معطشا (شديد او انفجاري) ثم تحول في العصر
الحديث في بعض مناطق الشام الى رخو أو احتكاكي.
وكذلك صوت القاف الذي كان مجيو ار واصبح اليوم ميموسا في بعض المناطق.
وكذلك الطاء التي وصفيا القدماء بالجير ،صارت تتصف بالميموسة عند
المحدثين)ٔ(.
-تطور دالالت بعض الفاظ القران الكريم:
في ضوء المنيج التاريخي يمكن دراسة التطور الداللي اللفاظ القران الكريم حيث
انتقمت بعض االلفاظ من معانييا العرفية الى معان جديدة تعارف عمييا المجتمع من
خالل السياق ،فاطمق عمييا (االلفاظ اإلسالمية) مثل (صالة وزكاة والحج وغيرىا)...
ىذه العبادات عرفتيا األديان القديمة قبل اإلسالم عمى صورة من الصور وعندما
)0اصوات العربية بين التحول والثبات :د.حسام سعيد النعيمي.)38 -88( :
9
جاء اإلسالم فرض اهلل سبحانو ىذه العبادات بأساليب جديدة فأصبحت ىذه الكممات
عندما تطمق يفيم منيا المعنى الجديد وليس القديم فـ(الصالة) في المغة ابتيال ودعاء
ِ ِ ِ
وىذا المتعارف عميو لغويا ُذكر في القرآن في قولو تعالى { ُخ ْذ م ْن أ َْم َوال ِي ْم َ
ص َدقَةً
ِ ِ طيِّرُىم وتَُزِّكي ِيم بِيا و ِّ
يم } (سورة صل َعمَ ْي ِي ْم إِ َّن َ
ص َالتَ َك َس َك ٌن لَيُ ْم َواهللُ َسميعٌ َعم ٌ ْ َ َ َ تُ َ ُ ْ َ
التوبة ٖٓٔ) (وصل عمييم) أي ادعُ ليم ،اما االستعمال القرآني فقد اضفى عمييا
وى ُك ْم َّال ِة فَ ْ ِ
آم ُنوا إِ َذا قُ ْمتُ ْم إِلَى الص َ َِّ
اغسمُوا ُو ُج َ ين َ
معنى جديداً قال تعالى { َيا أَييَا الذ َ ً
ق وامسحوا بِرء ِ
وس ُك ْم َوأ َْر ُجمَ ُك ْم إِلَى ا ْل َك ْعَب ْي ِن } (سورة المائدة )ٙ ِ ِ
َوأ َْيدَي ُك ْم إِلَى ا ْل َم َراف ِ َ ْ َ ُ ُ ُ
فأصبحت الصالة تدل عمى معنى شرعي مخصوص بعبادة معينة اشترط ليا اإلسالم
النظافة والطيارة وليا مظاىر مخصوصة مثل الركوع والسجود والدعاء والتسبيح)ٔ(.
معنى جديداً ومنيا لفظة (كفر) الذي
ً وىناك الفاظ اضفى عمييا االستعمال القرآني
يعني في المغة :الستر والتغطية لألشياء المادية بينما اتسع مدلوليا ليشمل ستر
األشياء المعنوية غير المحسوسة كستر البرىان واآلية والدليل ،والكفر ايضاً جحود
النعمة وىو ضد الشكر (كفر نعمة اهلل :أي جحدىا) وقد استعمل القران (كفر)
ومشتقاتو في (ٕٗ٘) موضعاً جاء اكثرىا مصطمحاً اسالمياً جديداً ،قال تعالى {
يل ِ
اهلل أ َِو ْادفَ ُعوا قَالُوا لَ ْو َن ْعمَ ُم ِقتَ ًاال يل لَيم تَعالَوا قَاتِمُوا ِفي سبِ ِ ِ َِّ
َ ين َنافَقُوا َوق َ ُ ْ َ ْ َولَِي ْعمَ َم الذ َ
ِِ ِ ان َيقُولُ َ ِ ِ ِيم ِ َالتََّب ْعَنا ُكم ُىم لِ ْم ُك ْف ِر َيومئِ ٍذ أَ ْقر ُ ِ ِ ِ
ون بأَ ْف َواىي ْم َما لَ ْي َس في ُقمُوبي ْم َواهللُ ب م ْنيُ ْم ل ْْل َ َْ َ ْ ْ
ون } (سورة آل عمران )ٔٙٚفاصبح لفظ الكفر في اآلية نقيض َعمَ ُم بِ َما َي ْكتُ ُم َ أْ
االيمان ،فاإليمان ىو التصديق والكفر عدم التصديق ،وقد وردت في القران بمعناىا
األصمي ستر الشيء وكفران النعمة ،منيا قولو تعالى { :فَا ْذ ُك ُرونِي أَ ْذ ُك ْرُك ْم َوا ْش ُك ُروا
ون } (سورة البقرة ٕ٘ٔ) فَمن ال يؤمن بآيات ربو ،وال يشكر نعمتو يكون لِي َوَال تَ ْكفُُر ِ
كمن سترىا وغطاىا ،فال يراىا ىو ،وال يريد أن يراىا أحد)ٕ( .
) 0ينظر :التطور الداللي لاللفاظ في النص القرآني (دراسة بالغية) (أطروحة دكتوراه) :جنان منصور كاظم
الجبوري :ص(.)005-003
8
) ينظر :المصدر نفسو :ص(.)038-037
11
-تطور المعجم العربي:
من الموضوعات التي يمكن ان تدرس حسب المنيج التاريخي ىو تطور المعجم
العربي الذي كان في بدايتو يسمى التفسير الشفوي ،وبعدىا مرحمة الجمع العام ،
وتمتيا مرحمة الرسائل الصغيرة الخاصة وتأتي بعدىا مرحمة (المعاجم والموضوعات
العامة) حيث قامت عمى ما الف في المرحمة السابقة من رسائل لغوية ،اما (معاجم
االلفاظ وىي المعاجم المجنسة المطولة ىي مرحمة تعد امتدادا طبيعيا لما قبميا،
وبعدىا جاءت الطفرة في التفكير المعجمي التي سبقت زمنيا وىي معجم العين
لمخميل بن احمد الفراىيدي (ت٘ )ٔٚوترتيبو لممعجم حسب مخارج الحروف ،وما
تمت الخميل من معاجم سارت عمى نظام الباب والفصل الى ان انتيت المعاجم الى
الترتيب االلفبائي.
11
املصادر:
-0القران الكريم
-8أصوات العربية بين التحول والثبات – د .حسام سعيد النعيمي – وزارة التعميم العالي والبحث
العممي – جامعة بغداد – سمسمة بيت الحكمة ،4دار الكتب لمطباعة والنشر – جامعة الموصل.
-3التطور الداللي لاللفاظ في النص القرآني (دراسة بالغية) – أطروحة دكتوراه – جنان منصور
كاظم الجبوري – كمية التربية -ابن رشد – 8115م.
-4عمم المغة العام -فريدينان دي سوسور -ترجمة د.يوئيل يوسف عزيز -مراجعة النص العربي
د.مالك المطمبي -دار آفاق عربية -العدد - 3بغداد 0985م.
-5في مناىج البحث المغوي – د .احمد طو حسانين سمطان – كمية المغة العربية – االزىر.
-6مباحث في عمم المغة ومناىج البحث المغوي – د .نور اليدى لوشن – المكتبة الجامعية الحديثة
– ط – 0اإلسكندرية.
-7المستشرقون والمناىج المغوية – د .إسماعيل احمد عمايرة – عمان -دار حنين – ط– 8
.0998
-8مناىج البحث المغوي بين التراث والمعاصرة -د .نعمة رحيم العزاوي -منشورات المجمع العممي
-بغداد 8110م.
-9مناىج البحث المغوي عند العرب في ضوء النظريات المسانية – رسالة ماجستير – نسيمة نابي
– الجميورية الجزائرية – جامعة مولود معمري (تيزي وزو) – كمية اآلداب والعموم اإلنسانية.
-01مناىج البحث المغوي ومدارسو -د .إبراىيم محمد إبراىيم – أستاذ العموم المغوية بجامعة عمر
المختار.
-00منيج البحث االدبي والمغوي – د.محمد عمي عبد الكريم الرديني و د .شمتاغ عبود المياح –
دار الضياء لمطباعة والتصميم – العراق – النجف االشرف – 0430ه 8101-م.
-08منيج البحث المغوي بين التراث وعمم المغة الحديث (دراسات) – د .عمي زوين – دار الشؤون
الثقافية العامة – وزارة الثقافة واالعالم – بغداد – ط0986 – 0م.
-03المنيج التاريخي والمنيج المقارن في الدراسات الصوتية والصرفية العربية الحديثة – أطروحة
دكتوراه – عمي حسن عبد الحسين – كمية التربية (ابن رشد) – جامعة بغداد – 8119م.
-04المنيج التاريخي والمقارن في الدراسات النحوية الحديثة عند العرب – أطروحة دكتوراه – عدي
حسين عمي – كمية التربية – الجامعة المستنصرية – 8103م.
12