You are on page 1of 15

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية االقتصاد االسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االقتصاد اإلسالمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص االقتصاد اإلسالمي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسس االقتصاد اإلسالمي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المشكلة االقتصادية وكيفية معالجتها في االقتصاد االسالمي‬

‫المطلب االول‪ :‬المشكلة االقتصادية في االقتصاد االسالمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية حل المشكلة االقتصادية في االقتصاد اإلسالمي‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬

‫ومن هنا نطرح االشكال التالي‪ :‬فيما يتمثل االقتصاد االسالمي؟‬


‫المبحث األول‪ :‬ماهية االقتصاد االسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االقتصاد اإلسالمي‬

‫أوال‪ :‬تعريف االقتصاد اإلسالمي‬

‫النشاط‬
‫بأنه مجموعةٌ من األحكام والقواعد والوسائل التي تُطبَّق على ّ‬ ‫اإلسالمي‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصاد‬
‫ُ‬ ‫عرف‬
‫ُي ّ‬
‫سواء كان في مجال اإلنتاج‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫المسلم؛ وذلك ِلح ّل المشاكل االقتصادية‪،‬‬ ‫المجتمع ُ‬‫االقتصادي في ُ‬
‫طبق في عهد‬
‫صرف بها‪ ،‬وقد كانت هذه القواعد تُ ّ‬‫المبادلة‪ ،‬أو توزيع الثّروة وتملُّ ِكها‪ ،‬أو التّ ُّ‬
‫التوزيع‪ ،‬أو ُ‬
‫يتكون من جانبان‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫والسالم‪ ،-‬وفي عهد ُخلفائه من بعده‪ ،‬كما ّأنه ّ‬
‫الصالةُ ّ‬
‫النبي ‪-‬عليه ّ‬
‫ّ‬
‫الجانب األول الثّابت‪ :‬وهو القواعد أو األصول التي جاءت في ُنصوص القُرآن الكريم أو السُّنة‪ ،‬وال‬
‫َأح َّل اللَّهُ اْلَب ْي َع‬
‫(و َ‬
‫ِ‬
‫الربا‪ ،‬وح ّل البيع‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫كحرمة ّ‬ ‫الزمان أو المكان؛ ُ‬
‫تغير ّ‬
‫تتبدل مع ّ‬
‫تتغير أو ّ‬ ‫ّ‬
‫سر عظمة‬ ‫قرر هذه المبادئ واُألصول‪ ،‬وهي ّ‬ ‫العامة التي تُ ّ‬
‫النصوص ّ‬ ‫الرَبا)‪ ،‬وغيرها من ُّ‬
‫َو َح َّر َم ِّ‬
‫المجتمعات‪.‬‬ ‫ّ ِ‬
‫األساسية ل ُك ّل ُ‬ ‫االقتصاد في اإلسالم‪ ،‬وتتعلّق بالحاجات‬

‫المسلم؛ لرسم‬
‫المجتمع ُ‬
‫السلطة الحاكمة في ُ‬
‫تغير‪ :‬ويكون في األساليب التي تضعها ّ‬
‫الم ّ‬
‫الجانب الثّاني ُ‬
‫المجتمعات‪ ،‬والعمل ضمنها‪.‬‬
‫ُأصول اإلسالم وسياسته في االقتصاد في ُ‬
‫المستخرجة من‬
‫العامة ُ‬
‫بأنه‪" :‬مجموعة اُألصول ّ‬ ‫اإلسالمي ّ‬ ‫العربي االقتصاد‬ ‫الدكتور محمد‬‫وعرف ُّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المعيشية الذي تُقيم على أساسه تلك األصول في‬
‫ّ‬ ‫بوية‪ ،‬وتكون حسب الظُّروف‬
‫الن ّ‬
‫القُرآن الكريم والسُّنة ّ‬
‫بوية‪ ،‬وهما‬
‫الن ّ‬
‫والسنة ّ‬ ‫ٍ‬
‫نص عليها القُرآن الكريم ُ‬‫العامة التي ّ‬
‫ُك ّل بيئة أو عصر"‪ ،‬فهو يقوم على المبادئ ّ‬
‫حرما‪ ،‬كما ّأنه يقوم على‬
‫األساسي في ذلك‪ ،‬فال يجوز ُمخالفتهما بتحريم ما أحاّل ‪ ،‬أو تحليل ما ّ‬
‫ّ‬ ‫المرجع‬
‫ختصون في تطبيق تلك المبادئ وإ عمالها‪ ،‬مع‬
‫الم ّ‬
‫يتوص ُل إليها ُ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية التي‬
‫ّ‬ ‫والحلول‬
‫التّطبيقات ُ‬
‫الزمان والمكان‪ ،‬كاالستعانة بمناهج أصول الفقه‪ ،‬والتّرجيح بين المصالح والمفاسد‪،‬‬
‫تغيُّرها بحسب ّ‬
‫يتعدى إلى تدبير شؤون المال‬
‫حيث ّإنه ّ‬
‫المالية؛ ُ‬
‫ّ‬ ‫أعم وأشمل من المعامالت‬‫فاالقتصاد في اإلسالم ُّ‬
‫‪1‬‬
‫وكيفية استثمارها وإ نفاقها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسلم‪،‬‬
‫المجتمع ُ‬
‫والثّروة في ُ‬

‫محمود سحنون‪ ،‬االقتصاد االسالمي الوقائع واالفكار االقتصادية‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬قسنطينة‪ ،2006 ،‬ص ‪15-14‬‬ ‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة االقتصاد االسالمي‬

‫العامة‬
‫اهتم اإلسالم ُمن ُذ نشأته بجميع جوانب حياة األفراد‪ ،‬ومنها الجانب االقتصادي‪ ،‬فوضع اُألصول ّ‬‫ّ‬
‫لالقتصاد والتي تربطهم بدين اهلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬ومن تلك القواعد؛ حرمة الربا‪ِ ،‬‬
‫وح ّل البيع‪ ،‬واألمر بالوفاء‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وحرمة أكل مال الغير‪ ،‬قال اهلل ‪-‬‬
‫بالعقود‪ ،‬واالهتمام بتوثيقها‪ ،‬وتنظيم صرف المال وإ نفاقه وإ يداعه‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫َأج ٍل ُّم َس ًّمى فَا ْكتُُبوهُ)‪ ،‬ومن ذلك أيضاً قول‬ ‫َِّ‬
‫النبي ‪-‬عليه‬
‫ّ‬ ‫آمُنوا ِإ َذا تَ َد َاينتُم بِ َد ْي ٍن ِإلَ ٰى َ‬
‫ين َ‬
‫(يا َأيُّهَا الذ َ‬
‫تعالى‪َ :-‬‬
‫اض ُك ْم‪َ ،‬ك ُح ْر َم ِة َيو ِم ُك ْم هذا‪ ،‬في َش ْه ِر ُك ْم‬
‫وَأع َر َ‬
‫وَأم َوالَ ُك ْم‪ْ ،‬‬
‫اء ُك ْم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫علَْي ُكم د َم َ‬ ‫(فإن اللَّهَ َح َّر َم‬
‫والسالم‪َّ :-‬‬
‫الصالةُ ّ‬
‫ّ‬
‫والرهن‪،‬‬
‫كالسلَم‪ّ ،‬‬ ‫العقود؛ َّ‬ ‫بيان لبعض أحكام ُ‬ ‫بعض األحاديث ٌ‬ ‫هذا‪ ،‬في َبلَِد ُك ْم هذا)‪ ،‬كما جاء في‬
‫الصحابة‬
‫عملي لهذه األحكام أمام ّ‬
‫ّ‬ ‫تطبيق‬
‫ٌ‬ ‫والسالم‪-‬‬
‫الصالةُ ّ‬‫النبي ‪-‬عليه ّ‬
‫والحوالة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فكانت حياةُ ّ‬
‫وسع في المجاالت‬ ‫ِ‬
‫الناس بالتّ ّ‬
‫والزراعة‪ ،‬والتّجارة‪ .‬وبعد أن بدأ ّ‬
‫الرعي‪ّ ،‬‬ ‫الكرام‪ ،‬وكانت ُمقتصرةً على ّ‬
‫ٍ‬
‫عامالت‪ ،‬وكان بدايةُ ذلك في‬ ‫وم‬ ‫ٍ‬ ‫شرعية ِلما ُي ُّ‬
‫ستجد لهم من أحكام ُ‬ ‫ّ‬ ‫العلماء أحكاماً‬
‫االقتصادية؛ وضع ُ‬
‫ّ‬
‫الهجري‪ ،‬فكانت هذه األحكام والمسائل موجودةٌ في ُكتب الفقه العام‪ ،‬أو قام بعضهم بتأليف‬
‫ّ‬ ‫القرن الثّاني‬
‫خاصةً بذلك‪" ،‬ككتاب الخراج" ألبي يوسف‪ ،‬و"كتاب األموال" ألبي ُعبيد‪ ،‬وفي ُمنتصف القرن‬
‫ّ‬ ‫ُكتب‬
‫المستجدة‪،‬‬
‫العلمي في ُمعالجة قضايا االقتصاد ُ‬
‫ّ‬ ‫الهجري مع إغالق باب االجتهاد انتشر الفُتور‬
‫ّ‬ ‫الرابع‬
‫المسلمون باالهتمام بتحكيم اإلسالم في‬ ‫ِسوى ما ُنقل عن ابن تيمية وابن ّ‬
‫القيم‪ ،‬ولكن بعد ذلك بدأ ُ‬
‫عد ِة اتّجاهات نذكرها فيما يأتي‪:‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬وظهر ذلك على ّ‬
‫ّ‬ ‫شؤونهم‬

‫اقتصادي ٍة ُم ّ‬
‫عينة؛‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫موضوعات‬ ‫زئية‪ :‬والتي تُعنى بدراسة‬
‫الج ّ‬
‫االقتصادية ُ‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫األول‪ّ :‬‬
‫االتّجاه ّ‬
‫علمية في المجامع والمؤتمرات‬ ‫ٍ‬
‫بحوث ّ‬ ‫كالربا‪ ،‬والمصارف‪ ،‬والتّسعير‪ ،‬والمشاركة بها من خالل‬
‫ّ‬
‫الفقهية‪.‬‬
‫ّ‬

‫االقتصادية ال ُك ّلية‪ :‬وتُعنى بالكشف عن سياسات وُأصول االقتصاد؛ "ككتاب‬


‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫اني‪ّ :‬‬
‫االتّجاه الثّ ّ‬
‫العربي‪ ،‬وغير ذلك من المؤلفات واألبحاث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للدكتور محمد‬
‫المعاصر" ُ‬ ‫اإلسالمي واالقتصاد ُ‬
‫ّ‬ ‫االقتصاد‬

‫االقتصادي في‬
‫ّ‬ ‫النظام‬
‫التاريخية‪ :‬والتي تُعنى بدراسة وتحليل ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫االتّجاه الثّالث‪ّ :‬‬
‫الشافعي‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الدكتوراه ألحمد‬
‫نة‪ ،‬أو دراسة أحد دراسات ُعلماء اإلسالم‪ ،‬كرسالة ُ‬‫عي ٍ‬
‫زمني ٍة ُم ّ‬ ‫ٍ‬
‫فترات ّ‬
‫ّ‬
‫‪-‬رضي اهلل عنه‪."-‬‬ ‫االقتصادي في عهد ُعمر بن الخطاب‬
‫ّ‬ ‫"النظام‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫اإلسالمي‪ :‬وذلك من خالل تدريس االقتصاد‬ ‫ّ‬ ‫المنهجية لمادة االقتصاد‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫الرابع‪ّ :‬‬
‫االتّجاه ّ‬
‫خاصةً بها في ُك ّليات ال ّشريعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمي وُأصوله في الجامعات والمعاهد وال ُك ّليات‪ ،‬وإ نشاء أقساماً‬
‫ّ‬
‫والدنيا‪ ،‬وهو ما ُيطلَق عليه بِ ُمصطلح "العقيدة والشريعة"‪،‬‬
‫بالدين ُّ‬
‫وكانت هذه النشأة تُ ّبين اهتمام اإلسالم ّ‬
‫بالسعادة في‬
‫موليته لجميع البشر وجميع مناحي الحياة‪ ،‬كما تك ّفل لإلنسان ّ‬
‫عالمية اإلسالم‪ ،‬و ُش ّ‬
‫ّ‬ ‫كما تُ ّبين‬
‫سواء من خالل التّأليف‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫اإلسالمي في جميع الجوانب‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬وكان االهتمام باالقتصاد‬
‫ّ‬
‫اإلسالمي‬
‫ّ‬ ‫التّدريس‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وقد كانت جامعة األزهر ُأولى الجامعات التي بدأت بتدريس االقتصاد‬
‫‪2‬‬
‫علمي ٍة ُمستقلّة‪.‬‬
‫كماد ٍة ّ‬
‫ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص االقتصاد اإلسالمي‬
‫‪3‬‬ ‫ٍ‬
‫بمجموعة من الخصائص‪ ،‬نذكرها فيما يأتي‪:‬‬ ‫اإلسالمي‬ ‫يتميز االقتصاد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الدين‪ ،‬ومصدره القُرآن الكريم‬
‫زء من ّ‬
‫أي ّأنها من عند اهلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬فاالقتصاد ُج ٌ‬
‫ربانية المصدر؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫أن من مصادره اإلجماع‬‫الزمان أو المكان؛ كأحكام الميراث‪ ،‬كما ّ‬
‫بتغير ّ‬
‫يتغير ّ‬
‫النبوية‪ ،‬فال ّ‬
‫أو السُّنة ّ‬
‫والقياس‪.‬‬

‫نيوية ِوفق شرع اهلل‬


‫الد ّ‬
‫سد حاجات الفرد والجماعة ُ‬‫ربانية الهدف‪ :‬فاالقتصاد في اإلسالم يهدف إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫أن المال هلل ‪-‬‬
‫المسلم ّ‬
‫فيدرك ُ‬‫التصرف بالمال واالنتفاع به‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪-‬تعالى‪ ،-‬واستخالفه لإلنسان في‬
‫تعالى‪ ،-‬فيستعمله في طاعته‪ ،‬ويقوم بنشاطاته االقتصادية بناء على ذلك‪ِ ،‬ل ِ‬
‫قوله ‪-‬تعالى‪ِ( :-‬إَّن َما‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫اإلسالمي عن‬ ‫يتميز به االقتصاد‬
‫ورا)‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫ط ِعم ُكم ِلو ْج ِه اللَّ ِـه اَل ُن ِر ُ ِ‬
‫ّ‬ ‫اء َواَل ُش ُك ً‬
‫يد من ُك ْم َج َز ً‬ ‫ُن ْ ُ ْ َ‬
‫الحصول على الثّروة والمال فقط‪.‬‬
‫حيث يكون االقتصاد في غير اإلسالم بهدف ُ‬
‫غيره‪ُ ،‬‬

‫النبي ‪-‬عليه‬
‫ّ‬ ‫كمراقبة‬
‫والذاتية‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫البشرية‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي يخضع لرقابتين؛‬
‫ّ‬ ‫فالنشاط‬
‫المزدوجة‪ّ :‬‬
‫الرقابة ُ‬
‫‪ّ .3‬‬
‫وأن اهلل ‪-‬‬
‫الذاتية فتكون من خالل ُمراقبة اإلنسان لنفسه‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وأما‬
‫والسالم‪ -‬لألسواق بنفسه‪ّ ،‬‬
‫الصالةُ ّ‬
‫ّ‬
‫شاهد عليه ويراه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫تعالى‪-‬‬

‫تتغير أو‬ ‫ُأسس ٍ‬


‫ثابتة ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫والمرونة أو التّطور‪ :‬فاالقتصاد في اإلسالم يقوم على‬
‫‪ .4‬الجمع بين الثّبات ُ‬
‫المختلفة‪ ،‬والوسائل‬
‫تغير األزمنة أو األمكنة‪ ،‬ومع ذلك فهو يحتوي على األساليب ُ‬
‫تتبدل مع ّ‬
‫المعامالت اإلباحة‪ ،‬ما لم يثبت‬
‫تعارضها مع اُألسس الثابتة‪ ،‬فاألصل في ُ‬
‫تجددة‪ ،‬بشرط عدم ُ‬
‫الم ّ‬‫ُ‬
‫منعها‪.‬‬
‫ُ‬
‫مادة وروح‪ ،‬وجاء اإلسالم ليوازن‬‫حيث إن اإلنسان يتكون من ٍ‬
‫ّ‬ ‫وحية‪ّ ُ :‬‬‫والر ّ‬
‫المادية ّ‬
‫ّ‬ ‫وازن بين‬
‫‪ .5‬التّ ُ‬
‫اإليماني‬
‫ّ‬ ‫أحدهما على اآلخر‪ ،‬فََربط بين الجانب‬
‫االقتصادي‪ ،‬بحيث ال يطغى ُ‬
‫ّ‬ ‫بينهما في الجانب‬
‫كات ِم َن‬
‫َأهل القُرى آمنوا واتَّقَوا لَفَتَحنا علَي ِهم بر ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َأن َ‬‫(ولَو َّ‬ ‫ِ‬
‫االقتصادي‪ ،‬كقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ّ‬ ‫والجانب‬

‫محي محمد مسعد‪ ،‬نظام الزكاة بين النص والتطبيق‪ ،‬مكتبة االشعاع‪ ،‬االسكندرية‪ ،1998 ،‬ص ‪87-86‬‬ ‫‪2‬‬

‫موسى اسماعيل‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬ط ‪ ،2‬الدار العثمانية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪97-96‬‬ ‫‪3‬‬
‫المسلم التّفرغ للعبادة‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫وحرم على ُ‬
‫السعي إلى العمل سعياً إلى الجهاد‪ّ ،‬‬
‫عد ّ‬‫اَألرض)‪ ،‬كما ّ‬ ‫َّماء َو‬
‫فقط وترك العمل‪.‬‬

‫حيث يجوز للفرد االنتفاع والعمل ما لم يتعارض‬


‫وازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة‪ُ :‬‬
‫‪ .6‬التّ ُ‬
‫حرم اهلل الغصب‪ ،‬واالعتداء‪ ،‬واالحتكار‪.‬‬
‫مع مصلحة الجماعة‪ ،‬فقد ّ‬
‫ومشكالتهم‪،‬‬
‫الناس‪ ،‬ودوافعهم‪ ،‬وحاجاتهم‪ُ ،‬‬ ‫ويراعي في مبادئه وأحكامه طبائع ّ‬ ‫حيث ُينظر ُ‬ ‫الواقعية‪ُ :‬‬‫ّ‬ ‫‪.7‬‬
‫بعض في الرزق من باب االبتالء واالختبار‪ِ ،‬ل ِ‬
‫قوله ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫ٍ‬ ‫فضل اهلل بعض البشر على‬ ‫وقد ّ‬
‫ّ‬
‫جات ِلَيبلَُو ُكم في ما آتا ُكم)‪.‬‬
‫عض َدر ٍ‬
‫وق َب ٍ َ‬
‫عض ُكم فَ َ‬ ‫ِ‬
‫اَألرض َو َرفَ َع َب َ‬ ‫(و ُه َو الَّذي َج َعلَ ُكم َخالِئ َ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫والسالم‪،-‬‬
‫الصالةُ ّ‬
‫النبي ‪-‬عليه ّ‬
‫ّ‬ ‫أي ّأنه للبشر جميعهم‪ ،‬وهذا يتناسب مع طبيعة دعوة‬
‫العالمية‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪.8‬‬
‫للناس‬
‫السماوات واألرض ّ‬ ‫جهة أو ٍ‬
‫للناس كافّة‪ ،‬وليس فقط ِل ٍ‬
‫عينة‪ .‬تسخير اهلل ‪-‬تعالى‪ّ -‬‬
‫فئة ُم ّ‬ ‫وبعثه ّ‬
‫ْ‬
‫(ولَقَ ْد‬ ‫ِ ِ‬ ‫على ٍ‬
‫وهيأ له الكون؛ لينتفع فيه‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫حد سواء‪ :‬فاهلل ‪-‬تعالى‪ -‬خلق اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ض َو َج َعْلَنا لَ ُك ْم فيهَا َم َعايِ َش َقليالً َما تَ ْش ُك ُر َ‬
‫ون)‪.‬‬ ‫اَألر ِ‬
‫َمكَّنا ُك ْم في ْ‬

‫ولكنه يكون ُم ّقيداً‬


‫رعية‪ :‬فيعمل اإلنسان ويستثمر ما شاء‪ّ ،‬‬
‫ش ّ‬‫رية الكسب والتّحصيل بالطُّرق ال ّ‬
‫‪ُ .9‬ح ّ‬
‫كسب من الحرام‪ ،‬أو استخدام الوسائل‬
‫بضوابط وقيود وضعها ال ّشرع‪ ،‬فال يجوز له العمل أو التّ ُ‬
‫حرمة في كسبه وتحصيله‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫ويؤدي إلى االتّصاف‬
‫حرمة في الكسب‪ّ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫الم ّ‬
‫الربا من الطرق ُ‬ ‫إن ّ‬‫حيث ّ‬
‫بوية‪ُ :‬‬ ‫الر ّ‬
‫‪ُ .10‬محاربة الفوائد ّ‬
‫المجتمع‪ ،‬وليس على‬
‫اإلسالمي يقوم على التّكا ُفل والتّعاون بين أفراد ُ‬
‫ّ‬ ‫والبخل‪ ،‬فاالقتصاد‬
‫باألنانية ُ‬
‫ّ‬
‫استغاللهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسس االقتصاد اإلسالمي‬


‫‪4‬‬ ‫ٍ‬
‫مجموعة من اُألسس‪ ،‬نذكرها فيما يأتي‪:‬‬ ‫اإلسالمي على‬ ‫يقوم االقتصاد‬
‫ّ‬
‫لكية المزدوجة‪ ،‬الخاصةُ والعامة‪ :‬وهي أن األصل في الملك هو هلل ‪-‬تعالى‪ -‬وحده‪ِ ،‬ل ِ‬
‫قوله ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الم ّ ُ‬
‫‪ُ ‬‬
‫لكية‬
‫الم ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َّ ِ َِّ‬
‫وهم ِّمن َّمال اللـه الذي آتَا ُك ْم)‪ ،‬ولكن اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬في عدد من اآليات أضاف ُ‬ ‫(وآتُ ُ‬
‫تعالى‪َ :-‬‬
‫لكية تقوم على المنفعة‬
‫الم ّ‬ ‫ق لِّلسَّاِئ ِل واْل َم ْح ُر ِ‬
‫َأمو ِال ِه ْم َح ٌّ‬ ‫الناس‪ ،‬كقوله ‪-‬تعالى‪ِ :-‬‬
‫وم)‪ ،‬وهذه ُ‬ ‫َ‬ ‫(وفي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫إلى ّ‬
‫ٍ‬
‫اعتداء على اآلخرين أو استعمالهُ في الحرام‪،‬‬ ‫صرف فيه من غير‬‫صرف‪ ،‬فيجوز لإلنسان التّ ُ‬‫والتّ ُّ‬
‫ستخلف في المال‪ِ ،‬ل ِ‬
‫قوله ‪-‬‬ ‫العامة أراضي بيت المال‪ ،‬وقد جعل اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬اإلنسان ُم‬
‫ٌ‬ ‫لكية ّ‬‫الم ّ‬
‫ومن ُ‬

‫نعيمة نجيب ابراهيم‪ ،‬اسس علم االقتصاد االسالمي‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪89‬‬ ‫‪4‬‬
‫الخاصة لألفراد بعدم االعتداء‬ ‫لكية‬
‫الم ّ‬ ‫َأنفقُوا ِم َّما جعلَ ُكم ُّمستَ ْخلَِف ِ ِ‬
‫تعالى‪( :-‬و ِ‬
‫ّ‬ ‫ين فيه)‪ ،‬مع احترام ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫السرقة‪.‬‬ ‫عليها؛ كتحريم ّ‬

‫الضرورية لمن ال يقدر‬


‫ّ‬ ‫اإلسالمية بتأمين الحاجات‬
‫ّ‬ ‫الدولة‬
‫حيث تقوم ّ‬ ‫‪ ‬التّكا ُفل وضمان ِ‬
‫الكفاية‪ُ :‬‬
‫عليها‪.‬‬

‫والرزق‪،‬‬
‫رية في اختيار اإلنسان الطريقة التي تُناسبه في التّحصيل ّ‬
‫الح ّ‬
‫قيدة‪ :‬من خالل ُ‬ ‫الم ّ‬
‫رية ُ‬
‫الح ّ‬
‫‪ُ ‬‬
‫الحرية ُم ّقيدةٌ بعدم فعل الحرام‪.‬‬
‫ولكن هذه ُ‬
‫ّ‬

‫االقتصادي؛ من خالل توزيع الثّروة وعدم جعلها في‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬وحفظ التّوازن‬
‫اء ِمن ُك ْم)‪.‬‬
‫اَأْلغنِي ِ‬
‫ون ُدولَةً َب ْي َن ْ َ‬
‫فئة م ّ ِ ِ‬
‫عينة‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬ك ْي اَل َي ُك َ‬ ‫ُ‬
‫أيدي ٍ‬

‫خوان َّ‬ ‫‪ ‬ترشيد االستهالك واإلنفاق‪ ،‬بتحريم التبذير‪ِ ،‬ل ِ‬


‫قوله ‪-‬تعالى‪ِ( :-‬إ َّن ِّ‬
‫الش ِ‬
‫ياطين)‪،‬‬ ‫رين كانوا ِإ َ‬
‫المَبذ َ‬
‫ُ‬
‫الح ْجر على مال السفيه ‪-‬الذي ُيب ّذر أمواله في ما ال ينبغي‪-‬‬
‫ومن ذلك َ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المشكلة االقتصادية وكيفية معالجتها في االقتصاد االسالمي‬

‫المطلب االول‪ :‬المشكلة االقتصادية االقتصاد االسالمي‬

‫تعريف المشكلة االقتصادية من الجانب االسالمي وجدناها تنحصر في مسألة بسيطة واحدة‪ :‬كيف يقام‬
‫نظام الحياة االنسانية بحيث نال فيه جميع افراد البشر حاجاتهم مع المحافظة على سير الحياة‬
‫االجتماعية وتقدمها الطبيعي نحو الكمال‪ .‬ومع الضمان لكل فرد منهم ان تبقى الفرص متوفرة في‬
‫‪5‬‬
‫وجههه كل حين من احيانه‪ .‬لترقية شخصية حسب كافاءاته ومواجهته ومواهبه الفطرية؟‬

‫يوسف القرضاوي‪ ،‬مشكلة الفقر وكيف عالجها االسالم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص ‪65-63‬‬ ‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية حل المشكلة االقتصادية في االقتصاد اإلسالمي‬

‫سبل معالجة الفقر في االسالم‬ ‫‪‬‬

‫لقد اعتمد االسالم على عدة وسائل يستطيع من خاللها القضاء على الفقر وتحقيق العادلة في توزيع‬
‫‪6‬‬
‫الدخول والثروات‪ ،‬ومن أهم هذه الوسائل ما يلي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬العمل‪ :‬لقد اعتبر االسالم العمل اهم الوسائل الكفيلة للقضاء على المشكلة االقتصادية التي تكون‬
‫سببا للفقر‬

‫ثانيا‪ :‬توفير وسائل االنتاج‪ :‬إن السبيل الثاني لمكافحة الفقر هو توفير وسائل االنتاج من قبل الدولة‬
‫االسالمية‪ ،‬ويقصد بوسائل االنتاج هنا كل ما يتكلفه االنتاج زراعيا كان او صناعيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬كفالة الموسرين من االقارب‪ :‬أن تشريع نفقة االقارب يكون وسيلة فعالة لعالج فقر هؤالء في‬
‫حالة عدم اعتمادهم على انفسهم في سد حاجاتهم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الضمان االجتماعي‪ :‬الضمان االجتماعي هو الزام الدولة باعالة او سد عوز من ال يقوى على‬
‫العمل‪ ،‬ومن لم يعمل لعذر مشروع وليس له معيل‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الزكاة‪:‬الزكاة فريضة مالية تؤخذ من االغنياء وترد على الفقراء والمحتاجين العاجزين‬

‫يوسف القرضاوي‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،2001 ،‬ص ‪78-76‬‬ ‫‪6‬‬
‫سادسا‪ :‬حقوق اخرى‪ :‬توجد حقوق اخرى غير الزكاة المفروضة اوجبها االسالم ورعاها لمساعدة‬
‫المحتاجين وعالجها للفقر‪ ،‬واهم هذه الحقوق مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬حق الجار‬

‫‪ -‬الحنث في اليمن‬

‫‪ -‬فدية الشيخ والمرضعة القليلة اللبن والمريض الذي ال يرجى برؤه‬

‫‪ -‬زكاة الفطر‬

‫‪ -‬الكفارات‬

‫مشكلة البطالة وحلها في االسالم‬ ‫‪‬‬

‫اوال‪ :‬احياء االرض الموات‬

‫يتضمن هذا النظام منح حق ملكية هذه االرض لمن يقوم باحيائها بزرع او بغيره‪ ،‬وعلة خاصة‬
‫لمن قام بعملية االحياء‪ ،‬وقد يترتب على نظام احياء الموات استغالل االراضي غير المنتجة او‬
‫غير المستغلة الموجودة بالمجتمع وتحويلها الى ثروة منتجة نافعة للفرد والمجتمع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنظيم السوق والتجارة على اسس الحرية والمنافسة‬

‫يعمل االسالم على تحريك االموال وتنشيطها وفتح ابواب جديدة لالنتاج ويغلق ابواب الحرام‪ .‬كل‬
‫ذلك من اجل تنشيط العملية التجارية وفي ذلك كله محاربة للبطالة والعجز والتوكل‬

‫ثالثا‪ :‬اقامة بنوك اسالمية‬

‫تعمل على تعبئة الموارد االسالمية المتاحة وتوجيهها الى االستثمارات التي تخدم اهداف التنمية‬
‫االقتصاية واالجتماعية اضافة الى القيام باالعمال المصرفية الالزمة بمقتضى احكام الشريعة‬
‫االسالمية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬توزع الثروات بشكل عادل‬

‫خامسا‪ :‬محاربة الربا واالحتكار‬

‫ان من الحكمة في تحريم الربا واالحتكار هو القضاء على ما يترتب على التعامل بهما من اضرار‬

‫الزكاة كحل للمشكلة االقتصاية‬


‫خاتمة‬

‫من خالل بحثنا نستخلص ان االقتصاد االسالمي هو مجموعة االصول العامة الواردة في‬
‫القران الكريم والسنة النبوية للشريعة التي تحكم سلوك الفرد وتنظمه من خالل استغالله للموارد‬
‫المتاحة له‪ ،‬بفرض انتاج طلبيات من الرزق لتحقيق اقصى اشباع ممكن‪ ،‬باإلضافة الى التطبيقات‬
‫العملية لهذه االصول واالحكام العامة التي يتوصل اليها علماء االمة في كل عصر وزمان‪ ،‬وكل ذلك‬
‫يتم في اطار الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ 1‬محمود سحنون‪ ،‬االقتصاد االسالمي الوقائع واالفكار االقتصادية‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬قسنطينة‪2006 ،‬‬

‫‪ 2‬محي محمد مسعد‪ ،‬نظام الزكاة بين النص والتطبيق‪ ،‬مكتبة االشعاع‪ ،‬االسكندرية‪1998 ،‬‬

‫‪ 3‬موسى اسماعيل‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬ط ‪ ،2‬الدار العثمانية‪ ،‬الجزائر‬

‫‪ 4‬نعيمة نجيب ابراهيم‪ ،‬اسس علم االقتصاد االسالمي‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬‬

‫‪ 5‬يوسف القرضاوي‪ ،‬مشكلة الفقر وكيف عالجها االسالم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1985 ،1‬‬

‫‪ 6‬يوسف القرضاوي‪ ،‬فقه الزكاة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪2001 ،‬‬

You might also like