Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
النشاط
بأنه مجموعةٌ من األحكام والقواعد والوسائل التي تُطبَّق على ّ اإلسالميّ :
ّ االقتصاد
ُ عرف
ُي ّ
سواء كان في مجال اإلنتاج ،أو
ً المسلم؛ وذلك ِلح ّل المشاكل االقتصادية، المجتمع ُاالقتصادي في ُ
طبق في عهد
صرف بها ،وقد كانت هذه القواعد تُ ّالمبادلة ،أو توزيع الثّروة وتملُّ ِكها ،أو التّ ُّ
التوزيع ،أو ُ
يتكون من جانبان ،وهما:
والسالم ،-وفي عهد ُخلفائه من بعده ،كما ّأنه ّ
الصالةُ ّ
النبي -عليه ّ
ّ
الجانب األول الثّابت :وهو القواعد أو األصول التي جاءت في ُنصوص القُرآن الكريم أو السُّنة ،وال
َأح َّل اللَّهُ اْلَب ْي َع
(و َ
ِ
الربا ،وح ّل البيع ،لقوله -تعالىَ :-
كحرمة ّ الزمان أو المكان؛ ُ
تغير ّ
تتبدل مع ّ
تتغير أو ّ ّ
سر عظمة قرر هذه المبادئ واُألصول ،وهي ّ العامة التي تُ ّ
النصوص ّ الرَبا) ،وغيرها من ُّ
َو َح َّر َم ِّ
المجتمعات. ّ ِ
األساسية ل ُك ّل ُ االقتصاد في اإلسالم ،وتتعلّق بالحاجات
المسلم؛ لرسم
المجتمع ُ
السلطة الحاكمة في ُ
تغير :ويكون في األساليب التي تضعها ّ
الم ّ
الجانب الثّاني ُ
المجتمعات ،والعمل ضمنها.
ُأصول اإلسالم وسياسته في االقتصاد في ُ
المستخرجة من
العامة ُ
بأنه" :مجموعة اُألصول ّ اإلسالمي ّ العربي االقتصاد الدكتور محمدوعرف ُّ
ّ
ّ ّ
المعيشية الذي تُقيم على أساسه تلك األصول في
ّ بوية ،وتكون حسب الظُّروف
الن ّ
القُرآن الكريم والسُّنة ّ
بوية ،وهما
الن ّ
والسنة ّ ٍ
نص عليها القُرآن الكريم ُالعامة التي ّ
ُك ّل بيئة أو عصر" ،فهو يقوم على المبادئ ّ
حرما ،كما ّأنه يقوم على
األساسي في ذلك ،فال يجوز ُمخالفتهما بتحريم ما أحاّل ،أو تحليل ما ّ
ّ المرجع
ختصون في تطبيق تلك المبادئ وإ عمالها ،مع
الم ّ
يتوص ُل إليها ُ
ّ االقتصادية التي
ّ والحلول
التّطبيقات ُ
الزمان والمكان ،كاالستعانة بمناهج أصول الفقه ،والتّرجيح بين المصالح والمفاسد،
تغيُّرها بحسب ّ
يتعدى إلى تدبير شؤون المال
حيث ّإنه ّ
المالية؛ ُ
ّ أعم وأشمل من المعامالتفاالقتصاد في اإلسالم ُّ
1
وكيفية استثمارها وإ نفاقها.
ّ المسلم،
المجتمع ُ
والثّروة في ُ
محمود سحنون ،االقتصاد االسالمي الوقائع واالفكار االقتصادية ،دار الفجر ،قسنطينة ،2006 ،ص 15-14 1
ثانيا :نشأة االقتصاد االسالمي
العامة
اهتم اإلسالم ُمن ُذ نشأته بجميع جوانب حياة األفراد ،ومنها الجانب االقتصادي ،فوضع اُألصول ّّ
لالقتصاد والتي تربطهم بدين اهلل -تعالى ،-ومن تلك القواعد؛ حرمة الرباِ ،
وح ّل البيع ،واألمر بالوفاء ّ ُ
وحرمة أكل مال الغير ،قال اهلل -
بالعقود ،واالهتمام بتوثيقها ،وتنظيم صرف المال وإ نفاقه وإ يداعهُ ، ُ
َأج ٍل ُّم َس ًّمى فَا ْكتُُبوهُ) ،ومن ذلك أيضاً قول َِّ
النبي -عليه
ّ آمُنوا ِإ َذا تَ َد َاينتُم بِ َد ْي ٍن ِإلَ ٰى َ
ين َ
(يا َأيُّهَا الذ َ
تعالىَ :-
اض ُك ْمَ ،ك ُح ْر َم ِة َيو ِم ُك ْم هذا ،في َش ْه ِر ُك ْم
وَأع َر َ
وَأم َوالَ ُك ْمْ ،
اء ُك ْمْ ،
ِ
علَْي ُكم د َم َ (فإن اللَّهَ َح َّر َم
والسالمَّ :-
الصالةُ ّ
ّ
والرهن،
كالسلَمّ ، العقود؛ َّ بيان لبعض أحكام ُ بعض األحاديث ٌ هذا ،في َبلَِد ُك ْم هذا) ،كما جاء في
الصحابة
عملي لهذه األحكام أمام ّ
ّ تطبيق
ٌ والسالم-
الصالةُ ّالنبي -عليه ّ
والحوالة ،وغيرها ،فكانت حياةُ ّ
وسع في المجاالت ِ
الناس بالتّ ّ
والزراعة ،والتّجارة .وبعد أن بدأ ّ
الرعيّ ، الكرام ،وكانت ُمقتصرةً على ّ
ٍ
عامالت ،وكان بدايةُ ذلك في وم ٍ شرعية ِلما ُي ُّ
ستجد لهم من أحكام ُ ّ العلماء أحكاماً
االقتصادية؛ وضع ُ
ّ
الهجري ،فكانت هذه األحكام والمسائل موجودةٌ في ُكتب الفقه العام ،أو قام بعضهم بتأليف
ّ القرن الثّاني
خاصةً بذلك" ،ككتاب الخراج" ألبي يوسف ،و"كتاب األموال" ألبي ُعبيد ،وفي ُمنتصف القرن
ّ ُكتب
المستجدة،
العلمي في ُمعالجة قضايا االقتصاد ُ
ّ الهجري مع إغالق باب االجتهاد انتشر الفُتور
ّ الرابع
المسلمون باالهتمام بتحكيم اإلسالم في ِسوى ما ُنقل عن ابن تيمية وابن ّ
القيم ،ولكن بعد ذلك بدأ ُ
عد ِة اتّجاهات نذكرها فيما يأتي:
االقتصادية ،وظهر ذلك على ّ
ّ شؤونهم
اقتصادي ٍة ُم ّ
عينة؛ ّ ٍ
موضوعات زئية :والتي تُعنى بدراسة
الج ّ
االقتصادية ُ
ّ الدراسات
األولّ :
االتّجاه ّ
علمية في المجامع والمؤتمرات ٍ
بحوث ّ كالربا ،والمصارف ،والتّسعير ،والمشاركة بها من خالل
ّ
الفقهية.
ّ
االقتصادي في
ّ النظام
التاريخية :والتي تُعنى بدراسة وتحليل ّ
ّ االقتصادية
ّ الدراسات
االتّجاه الثّالثّ :
الشافعي ،وهي: الدكتوراه ألحمد
نة ،أو دراسة أحد دراسات ُعلماء اإلسالم ،كرسالة ُعي ٍ
زمني ٍة ُم ّ ٍ
فترات ّ
ّ
-رضي اهلل عنه."- االقتصادي في عهد ُعمر بن الخطاب
ّ "النظام
ّ
َ
اإلسالمي :وذلك من خالل تدريس االقتصاد ّ المنهجية لمادة االقتصاد
ّ الدراسات
الرابعّ :
االتّجاه ّ
خاصةً بها في ُك ّليات ال ّشريعة.
ّ اإلسالمي وُأصوله في الجامعات والمعاهد وال ُك ّليات ،وإ نشاء أقساماً
ّ
والدنيا ،وهو ما ُيطلَق عليه بِ ُمصطلح "العقيدة والشريعة"،
بالدين ُّ
وكانت هذه النشأة تُ ّبين اهتمام اإلسالم ّ
بالسعادة في
موليته لجميع البشر وجميع مناحي الحياة ،كما تك ّفل لإلنسان ّ
عالمية اإلسالم ،و ُش ّ
ّ كما تُ ّبين
سواء من خالل التّأليف ،أو
ً اإلسالمي في جميع الجوانب، ُّ
الدنيا واآلخرة ،وكان االهتمام باالقتصاد
ّ
اإلسالمي
ّ التّدريس ،وغير ذلك ،وقد كانت جامعة األزهر ُأولى الجامعات التي بدأت بتدريس االقتصاد
2
علمي ٍة ُمستقلّة.
كماد ٍة ّ
ّ
المطلب الثاني :خصائص االقتصاد اإلسالمي
3 ٍ
بمجموعة من الخصائص ،نذكرها فيما يأتي: اإلسالمي يتميز االقتصاد
ّ
ّ
الدين ،ومصدره القُرآن الكريم
زء من ّ
أي ّأنها من عند اهلل -تعالى ،-فاالقتصاد ُج ٌ
ربانية المصدر؛ ّ
ّ .1
أن من مصادره اإلجماعالزمان أو المكان؛ كأحكام الميراث ،كما ّ
بتغير ّ
يتغير ّ
النبوية ،فال ّ
أو السُّنة ّ
والقياس.
النبي -عليه
ّ كمراقبة
والذاتيةُ ،
ّ البشرية
ّ االقتصادي يخضع لرقابتين؛
ّ فالنشاط
المزدوجةّ :
الرقابة ُ
ّ .3
وأن اهلل -
الذاتية فتكون من خالل ُمراقبة اإلنسان لنفسهّ ،
ّ وأما
والسالم -لألسواق بنفسهّ ،
الصالةُ ّ
ّ
شاهد عليه ويراه.
ٌ تعالى-
محي محمد مسعد ،نظام الزكاة بين النص والتطبيق ،مكتبة االشعاع ،االسكندرية ،1998 ،ص 87-86 2
موسى اسماعيل ،فقه الزكاة ،ط ،2الدار العثمانية ،الجزائر ،ص 97-96 3
المسلم التّفرغ للعبادة ِ الس ِ
وحرم على ُ
السعي إلى العمل سعياً إلى الجهادّ ،
عد ّاَألرض) ،كما ّ َّماء َو
فقط وترك العمل.
نعيمة نجيب ابراهيم ،اسس علم االقتصاد االسالمي ،دار الحامد ،القاهرة ،1999 ،ص 89 4
الخاصة لألفراد بعدم االعتداء لكية
الم ّ َأنفقُوا ِم َّما جعلَ ُكم ُّمستَ ْخلَِف ِ ِ
تعالى( :-و ِ
ّ ين فيه) ،مع احترام ُ
َ ْ ََ َ
السرقة. عليها؛ كتحريم ّ
والرزق،
رية في اختيار اإلنسان الطريقة التي تُناسبه في التّحصيل ّ
الح ّ
قيدة :من خالل ُ الم ّ
رية ُ
الح ّ
ُ
الحرية ُم ّقيدةٌ بعدم فعل الحرام.
ولكن هذه ُ
ّ
االقتصادي؛ من خالل توزيع الثّروة وعدم جعلها في ّ تحقيق العدالة االجتماعية ،وحفظ التّوازن
اء ِمن ُك ْم).
اَأْلغنِي ِ
ون ُدولَةً َب ْي َن ْ َ
فئة م ّ ِ ِ
عينة ،لقوله -تعالىَ ( :-ك ْي اَل َي ُك َ ُ
أيدي ٍ
تعريف المشكلة االقتصادية من الجانب االسالمي وجدناها تنحصر في مسألة بسيطة واحدة :كيف يقام
نظام الحياة االنسانية بحيث نال فيه جميع افراد البشر حاجاتهم مع المحافظة على سير الحياة
االجتماعية وتقدمها الطبيعي نحو الكمال .ومع الضمان لكل فرد منهم ان تبقى الفرص متوفرة في
5
وجههه كل حين من احيانه .لترقية شخصية حسب كافاءاته ومواجهته ومواهبه الفطرية؟
يوسف القرضاوي ،مشكلة الفقر وكيف عالجها االسالم ،مؤسسة الرسالة ،ط ،1985 ،1ص 65-63 5
المطلب الثاني :كيفية حل المشكلة االقتصادية في االقتصاد اإلسالمي
لقد اعتمد االسالم على عدة وسائل يستطيع من خاللها القضاء على الفقر وتحقيق العادلة في توزيع
6
الدخول والثروات ،ومن أهم هذه الوسائل ما يلي:
اوال :العمل :لقد اعتبر االسالم العمل اهم الوسائل الكفيلة للقضاء على المشكلة االقتصادية التي تكون
سببا للفقر
ثانيا :توفير وسائل االنتاج :إن السبيل الثاني لمكافحة الفقر هو توفير وسائل االنتاج من قبل الدولة
االسالمية ،ويقصد بوسائل االنتاج هنا كل ما يتكلفه االنتاج زراعيا كان او صناعيا.
ثالثا :كفالة الموسرين من االقارب :أن تشريع نفقة االقارب يكون وسيلة فعالة لعالج فقر هؤالء في
حالة عدم اعتمادهم على انفسهم في سد حاجاتهم.
رابعا :الضمان االجتماعي :الضمان االجتماعي هو الزام الدولة باعالة او سد عوز من ال يقوى على
العمل ،ومن لم يعمل لعذر مشروع وليس له معيل.
خامسا :الزكاة:الزكاة فريضة مالية تؤخذ من االغنياء وترد على الفقراء والمحتاجين العاجزين
يوسف القرضاوي ،فقه الزكاة ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،2001 ،ص 78-76 6
سادسا :حقوق اخرى :توجد حقوق اخرى غير الزكاة المفروضة اوجبها االسالم ورعاها لمساعدة
المحتاجين وعالجها للفقر ،واهم هذه الحقوق مايلي:
-حق الجار
-الحنث في اليمن
-زكاة الفطر
-الكفارات
يتضمن هذا النظام منح حق ملكية هذه االرض لمن يقوم باحيائها بزرع او بغيره ،وعلة خاصة
لمن قام بعملية االحياء ،وقد يترتب على نظام احياء الموات استغالل االراضي غير المنتجة او
غير المستغلة الموجودة بالمجتمع وتحويلها الى ثروة منتجة نافعة للفرد والمجتمع.
يعمل االسالم على تحريك االموال وتنشيطها وفتح ابواب جديدة لالنتاج ويغلق ابواب الحرام .كل
ذلك من اجل تنشيط العملية التجارية وفي ذلك كله محاربة للبطالة والعجز والتوكل
تعمل على تعبئة الموارد االسالمية المتاحة وتوجيهها الى االستثمارات التي تخدم اهداف التنمية
االقتصاية واالجتماعية اضافة الى القيام باالعمال المصرفية الالزمة بمقتضى احكام الشريعة
االسالمية.
ان من الحكمة في تحريم الربا واالحتكار هو القضاء على ما يترتب على التعامل بهما من اضرار
من خالل بحثنا نستخلص ان االقتصاد االسالمي هو مجموعة االصول العامة الواردة في
القران الكريم والسنة النبوية للشريعة التي تحكم سلوك الفرد وتنظمه من خالل استغالله للموارد
المتاحة له ،بفرض انتاج طلبيات من الرزق لتحقيق اقصى اشباع ممكن ،باإلضافة الى التطبيقات
العملية لهذه االصول واالحكام العامة التي يتوصل اليها علماء االمة في كل عصر وزمان ،وكل ذلك
يتم في اطار الشريعة االسالمية.
قائمة المراجع
1محمود سحنون ،االقتصاد االسالمي الوقائع واالفكار االقتصادية ،دار الفجر ،قسنطينة2006 ،
2محي محمد مسعد ،نظام الزكاة بين النص والتطبيق ،مكتبة االشعاع ،االسكندرية1998 ،
4نعيمة نجيب ابراهيم ،اسس علم االقتصاد االسالمي ،دار الحامد ،القاهرة1999 ،
5يوسف القرضاوي ،مشكلة الفقر وكيف عالجها االسالم ،مؤسسة الرسالة ،ط1985 ،1