You are on page 1of 19

‫‪-‬المركز الجامعي مرسلي عبد هللا –تيبازة‬

‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫السنة‪ :‬أولى ماستر‬


‫التخصص‪ :‬بنوك إسالمية‬
‫الفوج‪02:‬‬

‫عنوان البحث‬

‫نظرية العقد اإلسالمي‬

‫تحت إشراف األستاذ‬ ‫‪:‬من إعداد الطالبين‪:‬‬


‫د ‪ -‬أحمد رشاد مرداسي ‪-‬‬ ‫أحمد مسعود عادل‬
‫عروني سمير ‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023 -2022 :‬‬

‫‪0‬‬
‫خطة البـــحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم العقد أركانه‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان العقد‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط العقد وآثاره‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط العقد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثار العقد‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تصنيفات العقد وانتهاءه‬

‫المطلب األول‪ :‬تصنيف العقود‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتهاء العقد‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫التعاقد مع اآلخرين وليد الحاجة إلى التعامل‪ ،‬والتعامل ضرورة اجتماعية قديمة مالزمة لنشوء‬
‫المجتمعات‪ ،‬وتخطي مرحلة االنغالق واالنعزال التي كان يعيشها اإلنسان البدائي‪ ،‬فأصبح ال غنى لكل‬
‫إنسان لكونه مدنياً بالطبع من العيش المشترك مع الجماعة‪ ،‬لتأمين حاجياته‪ ،‬وال يتم ذلك بدون التبادل‬
‫والتع اون م ع اآلخ رين‪ .‬وللمب ادالت صور متع ددة‪ ،‬تخض ع لم ا يع رف بنظري ة العق د‪ ،‬ال تي تنظم حرك ة‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬وتضبط أصول التعامل‪ ،‬وحرية التجارة‪ ،‬وتبادل األعيان والمنافع‪ ،‬وال تخلو الحياة‬
‫اليومية لكل فرد من إبرام عقد من العقود‪ ،‬مما يجعل مسيرة الحياة مترعة بالعقود‪.‬فتكون نظرية العقد‪:‬‬
‫هي البناء الشرعي الذي يقوم عليه نظام التعاقد‪.‬‬

‫وقد وضع فقهاء اإلسالم نظام اً على حدة لكل عقد معروف في عصرهم‪ ،‬ويمكننا أن نستخلص نظرية‬
‫عام ة للعق د من جمل ة ه ذه األنظم ة‪ ،‬وبح وث الفقه اء ح ول تعريف ات العق د‪ ،‬وأركان ه وش روطه‪ .‬اث اره‬
‫وانتهاءه‪ .‬وعليهيمكننا أن نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما تتمثل األصول العامة لنظرية العقد اإلسالمي ؟‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول ـ مفهومـ العقد وأركانه‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف العقد‬

‫العقد في لغة العرب‪ :‬معناه الربط (أو اإلحكام واإلبرام) بين أطراف الشيء‪ ،‬سواء أكان ربط اً حسياً أم‬
‫معنوياً‪ ،‬من جانب واحد‪ ،‬أم من جانبين‪ .‬جاء في المصباح المنير وغيره‪ :‬عقد الحبل‪ ،‬أو البيع‪ ،‬أو العهد‬
‫فانعقد‪ .‬ويقال‪ :‬عقد النية والعزم على شيء‪ ،‬وعقد اليمين‪ ،‬أي ربط بين اإلرادة وتنفيذ ما التزم به‪ .‬وعقد‬
‫البيع والزواج واإلجارة‪ ،‬أي ارتبط مع شخص آخر‪.‬‬

‫وهذا المعنى اللغوي داخل في المعنى االصطالحي الفقهي لكلمة العقد‪ .‬وللعقد عند الفقهاء معنيان‪ :‬عام‬
‫وخاص‬

‫‪3‬‬
‫أما المعنى العام‪ :‬األقرب إلى المعنى اللغوي والشائع عند فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة ‪ 1‬فهو‪ :‬كل‬
‫ما عزم المرء على فعله‪ ،‬سواء صدر بإرادة منفردة‪.‬‬

‫كالوقف واإلبراء والطالق واليمين‪ ،‬أم احتاج إلى إرادتين في إنشائه كالبيع واإليجار والتوكيل والرهن‪،‬‬
‫أي أن ه ذا المع نى يتن اول االل تزام مطلق اً‪ ،‬س واء من ش خص واح د أو من شخص ين‪ ،‬ويش مل حينئ ذ م ا‬
‫يسمى في المعنى الضيق أو الخاص عقداً‪ ،‬كما يشمل ما يسمى تصرفاً أو التزام اً‪ .‬فالعقد بالمعنى العام‬
‫ينتظم جميع االلتزامات الشرعية‪ ،‬وهو بهذا المعنى يرادف كلمة االلتزام‪.‬‬

‫وأما المعنى الخاص الذي يراد هنا حين الكالم عن نظرية العقد فهو‪ :‬ارتباط إيجاب بقبول على وجه‬
‫مشروع يثبت أثره في محله‪ .‬أو بعبارة أخرى‪ :‬تعلق كالم أحد العاقدين باآلخر شرعاً على وجه يظهر‬
‫أثره في المحل‪ .‬وهذا التعريف هو الغالب الشائع في عبارات الفقهاء‪.‬‬

‫والعقد قانون اً يلتقي مع هذا التعريف الثاني عند الفقهاء‪ :‬وهو «توافق إرادتين على إحداث أثر قانوني‬
‫من إنش اء ال تزام أو نقل ه‪ ،‬أو تعديل ه أو إنهائ ه» ‪ 2‬فإنش اء االل تزام ك البيع واإلج ارة‪ ،‬ونقل ه كالحوال ة‪،‬‬
‫وتعديله كتأجيل الدين‪ ،‬وإ نهاؤه كاإلبراء من الدين‪ ،‬وفسخ اإلجارة قبل أوانها‪ ،‬فالتعريفان متقاربان‪.‬‬

‫وهذا التعريف وإ ن كان واضحاً سهالً‪ ،‬إال أن تعريف الفقه اء في نظر الش رعيين أدق؛ ألن العق د ليس‬
‫هو اتفاق اإلرادتين ذاته‪ ،‬وإ نما هو االرتباط الذي يقره الشرع‪ ،‬فقد يحدث االتفاق بين اإلرادتين‪ ،‬ويكون‬
‫العقد باطالً لعدم توافر الشروط المطلوبة شرعاً‪ ،‬فالتعريف القانوني يشمل العقد الباطل‪.‬‬

‫ثم إن مجرد توافق اإلرادتين بدون واسطة للتعبير عنهما من كالم أو إشارة أو فعل ال يدل على وجود‬
‫العقد‪ ،‬وتظل اإلرادة حينئذ أمراً خفياً غير معروف‪ .‬وبذلك يشمل التعريف القانوني الوعد بالعقد مع أنه‬
‫‪3‬‬
‫ليس بعقد‪.‬‬

‫والعق د في الق انون الم دني أح د أن واع االتف اق‪ ،‬فليس ك ل اتف اق عق داً‪ ،‬وإ نم ا يتخص ص العق د بم ا يمث ل‬
‫التعارض بين مصلحتين‪ ،‬وبما ينصب على محل وقتي يستنفد وينتهي بالتنفيذ مرة واحدة‪ ،‬فاالتفاق على‬
‫إنش اء منظم ة ال يعت بر عق دا‪ ،‬ألن ه ال يمث ل تعارض اً في المص الح‪ ،‬وألن مح ل العق د ه و وض ع دائم‬
‫مستمر‪ ،‬وليس وضعاً وقتياً يستنفد مرة واحدة‪.‬‬

‫‪1‬ابن تيمية‪ ،‬العقود (نظرية العقد)‪،‬ط‪ 1‬مكتبة السنة المحمدية‪ ،1949 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد – مصادر االلتزام‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النشر للجامعات المصرية‪،‬‬
‫طبعة ثالثة جديدة ‪ ، 2011 :‬ص ‪138‬‬
‫‪3‬مصطفى الجوزي أحمد الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬دار القاع‪ ،‬ط‪ ،2‬دمشق‪ ،‬ص ‪ ،2004‬ص ‪.134‬‬
‫‪4‬‬
‫أما العقد في الفقه اإلسالمي فال يعرف هذا التخصيص‪ ،‬فالزواج عقد‪ ،‬واإلسالم عقد‪ ،‬والذمة عقد‪ ،‬مع‬
‫‪4‬‬
‫أنها نظم دائمة‪ ،‬وقد ال تقوم على تحكيم المصلحة‪.‬‬

‫والعق د في اإلس الم‪ :‬ه و دائم اً انض مام لنظ ام موج ود من قب ل‪ ،‬ه و النظ ام الن وعي للعق د الم برم ال ذي‬
‫وضعه الشرع ليسير عليه الناس‪ .‬وما على األفراد إال التقيد التام بأحكام الشرع التي نظم العقود عليها‪.‬‬
‫والخالص ة‪ :‬أن العق د في الق انون أداة إلدراك مص لحة ذاتي ة شخص ية لك ل من المتعاق دين‪ ،‬وأم ا في‬
‫اإلسالم فهومعد إلدراك مقاصد شرعية عامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان العقد‬

‫‪ .1‬الركن األول‪ :‬الصيغة‬

‫و هي ك ل م ا ي دل على رض ا المتعاق دين و إرادتهم ا في إنج از العق د و تك ون ب القول أو الكتاب ة أو‬


‫اإلشارةالمفهومة أو غيرها من التصرفات التي تدل على رضا الطرفين‪ .‬و في هذا الصدد قال الشيخ‬
‫خليل رحمه اهلل‬

‫في عق د ال بيع‪ :‬ينعق د ال بيع بم ا ي دل على الرض ا و إن بمعاط اة ‪ .22‬و ق د م يز الفقه اء في الص يغة بين‬
‫اإليجاب و هو ما يصدر من أحد العاقدين أوال‪ ،‬و القبول و هو ما يصدر من العاقد الثاني‪ .‬و األصل‬
‫أن يس بق اإليج اب القب ول‪ ،‬لكن العق د ينعق د ك ذلك و ي رتب أث ره بتق دم القب ولعلى اإليج اب ك ان يق ول‬
‫المشتري مثال بعني فيقول له البائع بعتك ‪.‬‬

‫‪ .2‬الركن الثاني‪ :‬العاقدان‬

‫و هما طرفا العقد اللذان يباشرانه و يبرمان ه‪ ،‬و قد يكون كل طرف منهما شخصا منفردا أو متعددا‪،‬‬
‫كما لو تخارج فريق من الورثة مع أحدهم‪ ،‬أي تعاقدوا معه على أن يدفعوا إليه مبلغا معينا و يأخذوا‬
‫حصته اإلرثية من التركة فيقتسموها بنسبة ما دفع كل منهم ‪ .24‬وقد يتصـرف العاقد أصالة عن نفسه‬
‫أو نيابة عن غيره كالوصي والوكيل ‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬محل العقد‬

‫‪4‬وهبة الزحيلي‪،‬كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي – المعنى الخاص – المكتبة الشاملة الحديثة‪ ،‬ص‪2919‬‬
‫‪al-maktaba.org‬‬
‫‪5‬‬
‫كذلك بالمعقود عليه‪ ،‬وهو ما يثبت فيه أثر العقد و حكمه؛ و ذلك كالمال المبيع في عقد البيع والموهوب‬
‫في عقد الهبة والمرهون في عقد الرهن‪ 25..‬وهي الشروط التي يجب أن تتوفر في العقد حتى يكون‬
‫معتبرا شرعا ويرتب آثاره المقصودة منه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط وآثار العقد‬

‫المطلب األول ‪ :‬شروط العقد‬


‫‪1‬‬
‫وهي سبعة شروط ذكرها األستاذ مصطفى الزرقا في المدخل الفقهي العام على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬أهلية العاقدين ‪:‬‬

‫عرفها الجرجاني بقوله‪ :‬عبارة عن صالحية لوجوب الحقوق المشروعة له و عليه‪ ،‬و تتمثل األهلية في‬
‫مجموعة من الصفات التي تؤهل المتعاقدين لمباشرة العقد‪ .‬فال يصح عقد من ليس بأهل له كالمجنون‬
‫والصغير غير المميز‪.‬‬

‫لحكم ه‪ . :‬ال يق در على تس ليمه ك الحيوان الش ارد و المت اع المفق ود لتع ذر نق ل الملكي ة إلى المش تري‪ .‬و‬
‫كذلك ال ينعقد رهن األموال التي يتسارع إليها الفساد كالخضروات الطازجة ألن حكم الرهن احتباس‬

‫‪ .2‬قابلية محل العقد لحكمه‪:‬‬

‫فال ينعق د بي ع م ا ال يق در على تس ليمه ك الحيوان الش ارد و المت اع المفق ود لتع ذر نق ل الملكي ة إلى‬
‫المش تري‪ .‬وك ذلك ال ينعق د رهن األم وال ال تي يتس ارع إليه ا الفسـاد كالخض روات الطازج ة ألن حكم‬
‫ال رهن احتب اس المره ون ألج ل اس تيفاء ال دين من ه عن د ع دم األداء في ميع اده‪ ،‬و ه ذه األم وال ال تقب ل‬
‫الحفظ و االحتباس معبقاء منافعها‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى الجوزي أحمد الزرقا‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.427‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ .3‬أن ال يكون العقد ممنوعا بمقتضى نص شرعي تحت طائلة البطالن‪:‬‬

‫فال يص ح بي ع النجس كال دم والخم ر والميت ة‪ ،‬وال المتنجس ال ذي خالطت ه النجاس ة‪ ،‬وال يمكن تطهيره ا‬
‫ك الزيت والعس ل واللبن والخ ل وغيره ا من األطعم ة المانع ة‪ ،‬لح ديث أبي جحيف ة ق ال‪ ":‬إن رس ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه و سلم نهى عن ثمن الدم‪ ،‬ولحديث جابر بن عبد اهلل األنصاري رضي اهلل عنهما‪ ،‬أنه‬
‫س مع رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه و س لم يق ول ع ام الفتح‪- ،‬وه و بمك ة ‪" : -‬إن اهلل ورس وله ح رم بي ع‬
‫الخمر والميتة‪ ،‬و الخنزير‪ ،‬واألصنام"‪ .‬فقيل‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أرأيت شحوم الميتة‪ ،‬فإنها تطلى بها السفن‪،‬‬
‫ويدهن بها الجلود‪ ،‬و يستصبح بها الناس؟ فقال‪" :‬ال‪ ،‬هو حرام"‪ ،‬ثم قال رسـول اهلل صلى اهلل عليه و‬
‫س لم عن د ذل ك‪ ":‬قات ل اهلل اليه ود‪ ،‬إن اهلل لم ا ح رم عليهم ش حومها جمل وه‪ ،‬ثم ب اعوه ف أكلوا ثمن ه ‪ .‬و ال‬
‫تنعق د ك ذلك الهب ة من م ال الص غير القاص ر‪ ،‬و ال بيع ه بغين ف احش‪ ،‬س واء أك ان ال واهب و الب ائع ه و‬
‫الصغير أو وليه أو وصيه أو القاضي نفسه بمقتضى سلطته العامة عند عدم الولي الخاص‪.‬‬

‫‪ .4‬أن يستوفي العقد شرائط انعقاده الخاصة به‪: ‬‬

‫فك ل عق د يتم يز بمجموع ة من الش روط الخاص ة ب ه ق د ال تش ترط في غ يره‪ .‬و ذل ك كالش هود في عق د‬
‫النكاح فإن اإلشهاد شريطة فيه دون غيره ‪.‬‬

‫‪ .5‬أن يكون العقد مفيدا‪: ‬‬

‫إن قيم ة العق د تكمن في المنفع ة ال تي يمكن تحص يلها من ه‪ ،‬و المعق ود علي ه ق د يك ون مع دوم المنفع ة‬
‫كالحشرات و السموم‪ ،‬فتكون المعاوضة عليه من باب أكل أموال الناس بالباطل و قد قال تعالى‪ :‬و ال‬
‫ت اكلوا أم والكم بينكم بالباط ل ‪ .33‬إال أن ه هن ا يجب اعتب ار عام ل ال زمن و تغ ير األح وال و طبيع ة‬
‫األش ياء‪ ،‬فم ا ك ان منع دم النف ع ق ديما ق د يك ون في زمنن ا الحاضـر ذا قيم ة و منفع ة و يصـح التع اوض‬
‫عليه‪ ،‬كالحشرات التي تستعمل في صناعة األدوية و األحجار التي تتساقط على األرض من الفضاء و‬
‫التي تستعمل في الدراسات و األبحاث الجيولوجية‪ ،‬و السموم التي تستعمل في مجال الزراعة‪.‬‬

‫‪ .6‬بقاء اإليجاب صحيحا إلى وقوع القبول‪: ‬‬

‫فرجوع الموجب عن إيجابه قبل أن يقبل الطرف اآلخر مبطل لإليجاب‪ ،‬فال يعتبر القبول بعده‪ .‬و كذا‬
‫وفاة الموجب أو زوال أهليته قبل القبول ‪.1‬‬

‫‪1‬مصطفى الجوزي أحمد الزرقا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.431‬‬


‫‪7‬‬
‫و يشترط كذلك توافق اإليجاب والقبول‪ ،‬ويحصل هذا التوافق باتحاد موضـوع العقد حقيقة‪ ،‬فلو اختلف‬
‫المتعاق دان ب أن ق ال األول‪ :‬يع ني ه ذه الس لعة ب ألف درهم‪ ،‬وق ال اآلخ ر ‪ :‬قبلت ب ألف وم ائتين لم ينعق د‬
‫البيع‪.‬‬

‫ويبطل العقد كذلك إذا اختلفا في تعيين محل العقد كان يقول أحدهما‪ :‬بعني السيارة البيضاء بمائة ألف‪،‬‬
‫ويقول الثاني قبلت السيارة الحمراء بذات الثمن‪.‬‬

‫‪ .7‬اتحاد المجلس‪: ‬‬

‫و مجلس العق د ه و الح ال ال تي يك ون فيه ا المتعاق دان مقبلين على التف اوض في العق د ‪ ،36‬فال يجب أن‬
‫يفص ل بين اإليج اب و القب ول فاص ل أجن بي ك إعراض القاب ل عن اإليج اب أو انش غاله ب أمر خ ارج عن‬
‫محل العقد أو الحديث عن أمر آخر غيره‪ .‬فهذا كله مما يفضي إلى تفرق العاقدين‪ ،‬و قد ذهب فقهاء‬
‫المالكية إلى أن التفرق هاهنا إنما هو كتابة عن االفتراق بالقول ال التفرق باألبدان‪.‬‬

‫و ال يش ترط في اتح اد المجلس أن يك ون المتعاق دان في مك ان واح د‪ ،‬و إنم ا المقص ود ب ه ال وقت ال ذي‬
‫يكون‬

‫فيه المتعاقدان منشغلين بالعقد‪ ،‬فيصح بذلك البيع بواسطة الهاتف أو بالمراسلة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار العقد‬

‫يقص د بآث ار العق د التمكن من التص رف فيم ا ه و ل ه ك البيع إذا ص ح العق د ت رتب أث ره من مل ك وج واز‬
‫التصرف فيه من هبة ووقف وأكل وليس وانتفاع وغير ذلك‪.‬‬

‫وورد في منح الجليل أن آثار العقود تعني التمكن من البيع والهبة واألكل وغيرها من التصرفات‪.‬‬

‫وقبل الحديث عن آثار العقد ال بد من التنبيه على أن المقصود بهذه اآلثار‪ ،‬آثار العقد الصحيح دون‬
‫غيره ذلك أن العقد إما ان يكون صحيحا أو غير صحيح‪ ،‬فالعقد الصحيح هو الذي استكمل عناصـره‬
‫األساس ية(من ص يغة وعاقدين ومح ل وموضوع ) وشرائطه فيص بح بذلك سببا شرعيا ص الحا لترتيب‬
‫‪1‬‬
‫حكمهوآثاره عليه‪.‬‬

‫ويعرف ه الحنفي ة بق ولهم‪ :‬م ا ك ان مش روعا بأص له ووص فه وحكم العق د الص حيح ثب وت أث ره في الح ال‪.‬‬
‫والعق د غ ير الص حيح ه و م ا اخت ل في ه أح د عناص ره األساس ية أو ش رط من ش روطه‪ .‬وحكم ه أن ه ال‬
‫يترتب عليه أثر كبيع الميتة والدم وكبيع فاقد األهلية‪.‬‬
‫‪1‬ابن رشد‪ ،‬البداية المجتهد و نهاية المقتصد‪ ،‬دار مكتبة المعارف‪ ،2012 ،‬ص ‪.596‬‬
‫‪8‬‬
‫ويشمل غير الصحيح عند الجمهور غير الحنفية الباطل والفاسد وهما بمعنى واحد؛ أما الحنفية فيقسمون‬
‫غير الصحيح على باطل وفاسد فلكل واحد معنى يختلف عن اآلخر‪ ،‬وتلك القسمة محصورة في العقود‬
‫الناقلة للملكية أو التي توجب التزامات متقابلة بين المتعاقدين كالبيع واإلجارة والهبة ونحوها ‪.‬‬

‫أما العقود المالية أو المالية وليس فيها التزامات متقابلة كاإلعارة واإليداع والعبادات فهذه ال فرق فيها‬
‫بين الباطل والفاسد عند الجميع‪.‬‬

‫وأساس هذا الخالف راجع لقضية أصولية‪ ،‬وهي فهم أثر النهي الصادر عن الشرع‪ ،‬هل يقتضي فساد‬
‫المنهيعنه أي عدم االعتبار والوقوع في اإلثم معا أم أنه يقتصـر إيجاب اإلثم وحده مع اعتباره أحيانا؟‬
‫ثم ه ل يس توي النهي عن ركن من أرك ان العق د م ع النهي عن وصـف ع ارض للعق د الزم ل ه أو غ ير‬
‫الزم اخالف محل بسطه كتب أصول الفقه ‪.‬‬

‫وعلى تقس يم الحنفية للعقد غير الصحيح‪ ،‬فالباطل منه مالم يكن مشروعا بأصله ووصفه فهذا ال ينتج‬
‫أي أثر ألن ه في حكم الع دم أم ا العق د الفاس ت فم ا ك ان مش روعا بأص له دون وص فه الختالل ش رط من‬
‫شروطهالالزمة‪ .‬وهو بذلك وسط بين الصحيح والباطل إلمكان تصحيحه بإزالة الوصف الفاسد فمتى‬
‫تحقق ذلك رتبآثار كما في العقد الصحيح‪.‬وكل عقد له آثار عامة وأخرى خاصة‪.‬‬

‫اآلثار الخاصة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يقصـد بآث ار العق د الخاصـة؛ حكم العق د‪ ،‬وحكم العق د ه و األث ر األصـلـي أو الن وعي أو الغاي ة‬
‫الجوهريةالمقصودة‪.‬‬

‫وفي المدخل الفقهي العام للفقيه مصطفى الزرقا ‪ ":‬وأما اآلثار الخاصة فهي األحكام والنتائج الحقوقية‬
‫ال تي ت ترتب على ك ل عق د بحس ب موض وعه‪ ،‬ف البيع مثال ينق ل الملكي ة لق اء ع وض والهب ة تنقله ا بال‬
‫عوض"‪ 1.‬ويقال للحكم األصلي موضوع العقد وبهذا يفترق الحكم األصلي للعقد عن االلتزام‪ ،‬فااللتزام‬
‫ه و كون الش خص مكلف ا بفع ل أو بامتن اع عن فع ل؛ مث ال األول تس ليم الم بيع وأداء الثمن ومث ال الثاني‬
‫عدم التعدي على نفس أو مال الغير وعدم استعمال الوديعة ومصدر االلتزام قد يكون الشرع‪ ،‬كاالنفاق‬
‫على األق ارب وق د يك ون مص دره العق د ك االلتزام ب دفع األج رة أو الثمن وق د يك ون مص دره غ ير العق د‬
‫وهو الفعل الضار كضمان المتلفات‪ .‬وحكم العقد األصلي يتحقق أليا بتقدير الشرع بمجرد انعقاد العقد‬
‫ص حيحا فال يحت اج إلى تنفيذ‪ ،‬فبمجرد انعق اد ال بيع ص حيحا تنتق ل الملكي ة للمشتري وهك ذا س ائر أحكام‬
‫العقود‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى الجوزي أحمد الزرقا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.497‬‬


‫‪9‬‬
‫أم ا االل تزام فيحت اج إلى تنفي ذ ألن ه تكلي ف على ش خص لمص لحة آخ ر‪ ،‬فملكي ة الم بيع وإ ن انتقلت إلى‬
‫المش تري بمج رد العق د لكن ذل ك األث ر يحت اج إلى تنفي ذ ال تزام الب ائع وه و القي ام بتس ليم الم بيع إلى‬
‫المش تري؟‪ ،‬وااللتزام ات ق د يس لزمها العق د ذات ه وهي ال تي نظمه ا الش رع آث ار للعق د المنشـئ له ان‬
‫ك االلتزام بتس ليم الش يء الم بيع وض مان العيب واالل تزام ب دفع الثمن واألج رة وق د يش ترطها العاق د‬
‫كاستعمال المبيع مدة بعد البيع وإ يصال المبيع لبيت المشتري ودفع األجرة سلفا ونحو ذلك‪.‬‬

‫اآلثار العامة‪: ‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وه و م ا تش ترك في ه ك ل العق ود أو معظمه ا من أحك ام ونت ائج‪ ،‬وللعق ود أث ران عام ان؛ النف اذ واإلل زام‬
‫(اللزوم)‪.‬‬

‫أـ النفاذ‪ :‬أي ثبوت حكم العقد األصلي وااللتزامات منذ انعقاده‪ ،‬بمعنى أن آثار العقد الخاصة ونتائجه‬
‫المترتبة عليه تحدث فور انعقاده‪ ،‬فنفاذ عقد البيع مثال معناه انتقال ملكية المبيع والثمن بمجرد انعقاده‬
‫وإ يجاب تنفيذ االلتزامات على الطرفين كتسليم المبيع وتسلم الثمن وضمان العيب إن ظهر فيه عيب‪.‬‬

‫ونفاذ عقد الزواج معناه إحالل المتعة الزوجية بمجرد انعقاده وإ يجاب الحقوق وااللتزامات التي ينشئها‬
‫العقد بينهما‪ ،‬كالتزام الرجل بالنفقة ومسؤولية المرأة عن الطاعة المشروعة‪ .‬والنفاذ يقابله التوقف فيقال‬
‫عقد نافذ وعكسه موقوف‪.‬‬

‫ب ـ ـ ـ اإللزام ‪ :‬ومعناه العام لغة‪ :‬إيجاب تنفيذ التزامات التعاقد عمال بقوله تعالى‪ " :‬يا أيها الذين ءامنوا‬
‫‪1‬‬
‫أوفوا بالعقود‪.‬‬

‫ومعناه الخاص فقها هو إنشاء التزامات متقابلة معينة على المتعاقدين كما في البيع أو إنشاء التزام معين‬
‫على أح د المتعاق دين كم ا في الوع د بالج ائزة‪ ،‬وه ذا من آث ار العق د‪ .‬وبه ذا يختل ف االل زام عن الل زوم؛‬
‫فاللزوم يعني عدم استطاعة فسخ العقد إال بالتراضي والتراضي على فسخ العقد يسمى إقالة‪.‬‬

‫ويكسب العقد صفة اللزوم عند المالكية والحنفية بمجرد تمام العقد‪ ،‬وعند الشافعية والحنابلة ال يكسب‬
‫العقد صـفة اللزوم إال بعد انقضـاء مجلس العقد بتفرق العاقدين بأبدانهما عمال بخيار المجلس الثابت في‬
‫السـنة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تصنيفات العقد وانتهاءه‬

‫‪ ( 1‬سورة المائدة‪)1 :‬‬


‫‪10‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقسيمات العقود‬

‫اختلف العلماء وتباينت مذاهبهم حول تقسيم العقود وذلك راجع لالعتبارات التي اعتمدوها في تقسيمهم‬
‫‪1‬‬
‫لها ومن أهم تقسيماتهم للعقود‪:‬‬

‫تقسيم العقود باعتبار كونها مسماة أو غير مسماة‪ :‬تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫التقسيم األول للعقود باعتبار التسمية وعدم التسمية‪:‬‬

‫تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫‪ – 1‬عقود مسماة‪:‬‬

‫هي العق ود ال تي وض ع له ا اس م معين ي بين حقيقته ا وله ا أحك ام ش رعية تقننه ا وق د بلغت عن د الفقه اء‬
‫القدامى الى حوالي واحد وعشرين عقدا منها االعارة – الشركة – الهبة – الرهن – المزارعة وغيرها‬
‫وق د وردة تع اريف ه ذه العق ود وغيره ا في الكتب الفقهي ة‪ ،‬وه ذه العق ود هي ال تي يع ترف به ا الم ذهب‬
‫الظاهري دون سواها‪.‬‬

‫الغاي ة من وج ود العق ود عموم ا والعق ود المس ماة تحدي دا في الش ريعة االس المية‪ :‬ويمكن بي ان أهم ه ذه‬
‫المقاصد في‪:‬‬

‫أنها وضعت لجلب المصالح للناس ودرء المفاسد عنهم‪.‬‬

‫‪ - ٢‬أنها وضعت لتنظيم التعامل بين الناس بما تعارفوا عليه بينهم اذا كان العرف غير متعارض مع‬
‫الشرع‪.‬‬

‫‪ - ٣‬أن المشرع سمى العقود وبين أحكامها تمييزا لها عن غيرها‪.‬‬

‫‪ - ٤‬اذا دعت حاجة الناس الى عقد حديث لم يرد في الشريعة وال يتعارض مع كلياتها أو مقاصدها‬
‫‪2‬‬
‫أقره العلماء ووضعوا له اسما وهذا ما يؤكد مرونة الشريعة وصالحيتها لكل الناس ولكل األحوال‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ العقود الغير المسماة‪:‬‬

‫وهي العقود التي ليس لها اسم خاص‪.‬‬

‫‪1‬نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ‪ ، 1‬جامع الكتب اإلسالمية‪ ،‬ص‪https://ketabonline.com.10‬‬
‫‪ 2‬وهبة الزحيلي‪،‬كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2956‬‬
‫‪11‬‬
‫‪3‬‬
‫وتتميز بكونها‪:‬‬

‫‪ – ١‬توجد كلما دعت اليها الحاجة وال تقف عند حد معين‪.‬‬

‫‪ – ٢‬يشترط في وجودها أن ال تتعارض مع النصوص الشرعية ومقاصدها‪.‬‬

‫‪ – ٣‬أنها تؤكد مرونة الشريعة وعدم جمودها‪.‬‬

‫وقد اختلفت اقوال العلماء حول ايجاد عقود جديدة غير مسماة شرعا على مذاهب ثالثة هي‪:‬‬

‫‪ – ١‬مذهب الظاهرية‪ :‬وهم ال يقرون العقود اال ما جاء به نص أو اجماع‪.‬‬

‫‪ – ٢‬مذهب الحنابلة‪ :‬وهم يبيحون كل عقد ما لم يرد من الشرع ما يمنعه‪.‬‬

‫– مذهب الجمهور‪ :‬وهم يبيحون كل عقد لكن في نطاق األدلة الشرعية المعروفة كالقياس أو العرف‬
‫أوالمصالح المرسلة‪.‬‬

‫والفرق بين مذهب الجمهور ومذهب الحنابلة‪ :‬هو أن مذهب الجمهور اليجيز من العقود اال ما تتحقق‬
‫به المصالح الجماعية وال يقر من العقود ما تتحقق به المصالح الفردية اما عند الحنابلة فال فرق عندهم‬
‫بين المصالح الجماعية والفردية في انشاء عقود جديدة‪.‬‬

‫التقسيم الثاني للعقود باعتبار كونها عينية أو غير عينية تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫‪ – ١‬العقود العينية‪ :‬هي العقود التي يشترط لتمامها شرعا تسليم الشئ المعقود عليه وقبضه وال تتم‬
‫بغ ير ذل ك وه ذه العق ود هي‪ :‬الهب ة – ال رهن – اإلع ارة – اإلي داع – الق رض‪ .‬بم اذا يتحق ق القبض‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في ذلك على مذهبين هما‬

‫أن القبض يتحقق بمجرد التخلية بين العاقد والمعقود عليه ومن يكون منه القبض‪.‬‬

‫‪ – ٢‬أن القبض اليتحقق اال بالحيازة الفعلية للمعقود عليه وهي ال تتم اال بأحد أمرين‪:‬‬

‫‪ – ١‬االستالم باليد إن كان المعقود عليه منقوال‪.‬‬

‫‪ – ٢‬التخلية بين العاقد والمعقود عليه ومن يكون منه القبض إن لم يكن منقوال‪.‬‬

‫‪ – ٢‬العقود الغير العينية‪ :‬هي العقود التي تأخذ حكمها بمجرد عقدها وال تحتاج الى القبض وهي سائر‬
‫العقود الغير العينية‪.‬‬

‫‪ 3‬نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ‪ ، 1‬جامع الكتب اإلسالمية‪ ،‬ص‪https://ketabonline.com.10‬‬
‫‪12‬‬
‫‪1‬‬
‫التقسيم الثالث للعقود باعتبار تبادل الحقوق تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫عقود معاوضات‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫هي التي تقوم على أساس إنشاء التزامات متقابلة بين العاقدين يأخد فيها كل من الطرفين شيئا ويعطي‬
‫مقابله شيئا أخر‪ .‬أنواع المعاوضات التي تكون في العقود أربعة كما بينها الفقهاء هي‪:‬‬

‫‪ – ١‬معاوضة مال بمال كما يحصل في البيع‪.‬‬

‫‪ – ٢‬معاوض ة م ال بم ا ليس بم ال كم ا يحص ل في الهب ة – الغاي ة من ه ذا العق د الق رب من اهلل ومن‬


‫الموهوب له ‪.-‬‬

‫‪ – ٣‬معاوضة مال بمنفعة كما يحصل في اإليجار‪.‬‬

‫‪ - ٤‬معاوضة مال بما ليس بمال وال منفعة كما في الزواج ‪ -‬الغاية من هذا العقد المعاشرة والمساكنة‬
‫بالمعروف‬

‫عقود التبرعات‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫هي العقود التي تقوم على أساس المنحة أو المعنوية من أحد الطرفين لألخر كما في الصدقة والوصية‬
‫ويشترط فيها األهلية الكاملة بالنسبة للمتبرع‪.‬‬

‫‪ - ٣‬عق ود فيه ا مع نى الت برع ابت داء والمعاوض ة انته اء هي العق ود ال تي تجم ع بين خص ائص عق ود‬
‫الت برع ال تي تطب ق عليه ا ابت داء ‪ -‬األهلي ة بالنس بة للمت برع ‪ -‬وخص ائص عق ود المعاوض ة ال تي تطب ق‬
‫عليها انتهاء ‪ -‬دفع العوض عند االقتضاء ‪ -‬مثالها عقد القرض والكفالة فهذه العقود تشترط فيها بداية‬
‫األهلية الكاملة وااللتزام بالعوض يكون عند نهايتها‪.‬‬

‫التقسيم الرابع للعقود باعتبار الضمان وعدمه تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫‪ – ١‬عقود الضمان‪:‬‬

‫وهي كل عقد كان القبض – الحيازة – فيه قويا مثال ذلك اإليداع و القرض يترتب على ذلك‪:‬‬

‫‪ – ١‬ان القابض يضمن المقبوض في حالة تلفه‪.‬‬

‫نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ‪ ، 1‬جامع الكتب اإلسالمية‪ ،‬ص ‪https://ketabonline.com.11-10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ – ٢‬أن ض مان الق ابض للمقب وض يك ون في جمي ع الح االت بم ا في ذل ك م ا يخ رج عن إرادة الق ابض‬
‫كاآلفات السماوية‪.‬‬

‫‪ – ٣‬أن المسؤلية تكون في هذه العقود دائما على القابض‪.‬‬

‫عقود األمانة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫هي كل عقد يكون القبض فيه ضعيفا كاإلعارة والشركة‪ .‬يترتب على ذلك‪:‬‬

‫‪ – ١‬ان المال المقبوض نتيجة هذه العقود يكون أمانة في يد قابضه لحساب صاحبه‪.‬‬

‫‪ – ٢‬أن القابض ال يكون مسؤوال عن المقبوض اال في حالة التقصير والتعدي على المقبوض أما في‬
‫غير تلك الحالة فال يكون مسؤوال‪.‬‬

‫‪ – ٣‬عقود تجمع بين الضمان واألمانة هي كل عقد استند الى الضمان من وجه والى األمانة من وجه‬
‫اخر مثالها االيجار والرهن‬

‫التقسيم الخامس للعقود باعتبار كونها فورية أو زمنية تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫‪ – ١‬عقود فورية‪:‬‬

‫هي كل عقد ال يتأثر الثمن فيه بموعد التنفيذ وال يعتبر الزمن فيه عنصرا جوهريا كالبيع مثال‪.‬‬

‫– ويترتب عليها‪:‬‬

‫‪ – ١‬أن التنفيد في العقود الفورية يكون فورا أو يتأخر الى أجل يختاره المتعاقدان‪.‬‬

‫‪ – ٢‬أن التنفيد في هذه العقود يكون دفعة واحدة‪.‬‬

‫‪ – ٣‬أن الثمن في هذه العقود اليتأثر بالزمن‬

‫‪ ٢-‬عقود زمنية أو مستمرة‪:‬‬

‫هي كل عقد يشكل الزمن فيه عنصرا جوهريا بحيث يستغرق تنفيده فترة من الزمن يجري حكم العقد‬
‫فيها باستمرار كاالجارة واالعارة مثال‪ .‬ينتج عن التمييز بين العقود الفورية والزمنية أمور هامة منها‪:‬‬

‫‪ – ١‬أن فسخ العقد يقع مستندا الى الماضي بأثر رجعي في العقود الفورية أما في العقود الزمنية فيقع‬
‫الفسخ مقتصرا على الوقت الذي يتم فيه الفسخ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ – ٢‬أن االلتزامات تكون بالعقود الزمنية متقابلة تقابال تاما في الوجود والتنفيد فأجرة االيجار‬

‫تكون من بداية وجود هذا العقد وتنفيده‪.‬‬

‫‪ – ٣‬يعتبر العقد الزمني متجددا في المدة التي يستغرقها تنفيده بحيث يحق للمستأجر مثال فسخ عقد‬
‫االيجار بالعيب الطارئ أو القديم بخالف العقد الفوري اليحق فيه الفسخ بالعيب الطارئ بعد قبضه كما‬
‫قد يحصل في البيع مثال‪.‬‬

‫التقسيم السادس للعقود باعتبار كونها الزمة أوغير الزمة تنقسم العقود بهذا االعتبار الى‪:‬‬

‫‪ – ١‬عقود الزمة‪:‬‬

‫هي كل عقد ال يستطيع أحد طرفيه أن يتحلل منه اال بموافقة الطرف األخر‪.‬‬

‫– وتندرج تحتها ثالثة أنواع من العقود‪:‬‬

‫‪ – ١‬عق د الزم بح ق الط رفين وال يقب ل الفس خ بطري ق اإلقال ة مثال ه ال زواج ال ذي ال يفس خ اال بطرق ه‬
‫المقررة شرعا كالطالق مثال‪.‬‬

‫‪ – ٢‬عقد الزم بحق الطرفين ولكنه يقبل الفسخ بطريق االقالة مثاله عقد البيع‪.‬‬

‫‪ – ٣‬عق د الزم بحق أحد الط رفين فقط ك الرهن والكفال ة مثال فانهما الزم ان في حق ال راهن والكفي ل‬
‫‪1‬‬
‫غير الزمين في حق المرهون له والمكفول له بحيث يمكنهما رد ذلك‪.‬‬

‫‪ – ٢‬عقود غير الزمة‪:‬‬

‫هي كل عقد ملك فيه كال الطرفين حق الرجوع واإللغاء‪.‬‬

‫وتندرج تحتها ثالثة أنواع من العقود‪:‬‬

‫‪ – ١‬عقود غير الزمة في حق الطرفين مطلقا كالشركة واالعارة مثال‪.‬‬

‫‪ – ٢‬عقود األصل فيها عدم اللزوم ولكنها تلزم في بعض األحوال كالوكالة والوصية مثال فلو رهن‬
‫الم دين م اال ووك ل وكيال بن اء على طلب ال دائن ل بيع ال رهن اذا لم ي ؤد ال دين عن د حل ول أجل ه اليمكن‬
‫عندئد للموكل وال للوكيل فسخ الوكالة دون موافقة الدائن المرتهن لتعلق حقه بهذه الوكالة‪.‬‬

‫‪ 1‬نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ‪ ، 1‬جامع الكتب اإلسالمية‪ ،‬ص ‪https://ketabonline.com.11‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ – ٣‬عق ود األص ل فيه ا الل زوم اال أن في طبيعته ا ش يئا من ع دم الل زوم في ظ روف مح ددة كااليج ار‬
‫والمزارعة مثال فاالجارة االصل فيها اللزوم بحق المتعاقدين اال أن الفقهاء أجازوا العدول عن االجارة‬
‫وفسخها باألعذار الطارئة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬انهاء العقد‬


‫‪1‬‬
‫يكون انتهاء العقد بأمور ثالثة هي‪:‬‬

‫‪ – ١‬االنهاء بفسخ العقد‪ :‬والفسخ يكون بأمور أهمها ستة هي‪:‬‬

‫‪ ١ /١‬الغاء العقد من أصله كما هو الحال في الخيارات‪.‬‬

‫‪ ٢ /١‬وضع نهاية للعقد بالنسبة للمستقبل كما هو الحال في االجارة‪.‬‬

‫‪ ٣ /١‬فساد العقد كبيع المجهول‪.‬‬

‫‪ ٤ /١‬االقالة كما في الدين‪.‬‬

‫‪ ٥ /١‬عدم التنفيد أو الحيازة والقبض في العقود كما في العقود العينية كالهبة‪.‬‬

‫‪ ٦ /١‬انتهاء مدة العقد وتحقق غرضه كاالستصناع مثال – البناء‪-‬‬

‫‪ – ٢‬االنتهاء بموت أحد المتعاقدين أو كالهما كما في االجارة أو الرهن أو الكفالة‪.‬‬

‫‪ – ٣‬االنتهاء بعدم إجازة صاحب الحق قي العقد الموقوف فالعقد ينتهي اذا لم يجزه صاحب الشأن كما‬
‫في عقد الفضولي‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫‪ 1‬نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ‪ ، 1‬جامع الكتب اإلسالمية‪ ،‬ص ‪https://ketabonline.com.15‬‬
‫‪16‬‬
‫سنذكر أهم النتائج التي توصلنا إليها ‪:‬‬

‫تناول هذا البحث نظرية أسـاسـية تعطي الباحث ملكة فقهية تؤهل فكره وتعينه على مدارك الفقه‪ ،‬وهي‬

‫"نظرية العقد اإلسالمي"‪.‬‬

‫كم ا تطرقن ا للح ديث عن المس ائل العام ة المتعلق ة بالنظري ة من خالل مفهومه ا‪ ،‬وتتبعن ا في ذل ك منهج‬
‫الباحثين المعاصرين في النظريات وما تتضمنه من شروط وأركان‪ ،‬ثم ختم البحث بآثار العقد الصحيح‬
‫دون غ يره‪ ،‬ذل ك أن العق د إم ا أن يك ون ص حيحا أو غ ير‪ ،‬وك ل عق د ل ه آث ار عام ة وأخ رى خاص ة‪.‬‬
‫ونظري ة العق د موض وع ذو ش جون فهن اك من أل ف كتاب ات مس تقلة في ه‪ .‬ل ذلك تح ريت م ا ه و أهم في‬
‫وقيمة‪.‬‬
‫نظري‪ ،‬وقمت بالتلخيص قدر ما استطعت نظرا لما يحمله الموضوع من معلومات كثيرة ّ‬

‫‪17‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫ابن تيمية‪ ،‬العقود (نظرية العقد)‪،‬ط‪ 1‬مكتبة السنة المحمدية‪.1949 ،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ابن رشد‪ ،‬البداية المجتهد و نهاية المقتصد‪ ،‬دار مكتبة المعارف‪.2012 ،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد – مصادر االلتزام‪ ،‬ج‪ ،1‬دار‬ ‫‪-3‬‬

‫النشر للجامعات المصرية‪ ،‬طبعة ثالثة جديدة ‪. :‬‬

‫مصطفى الجوزي أحمد الزرقا‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬دار القاع‪ ،‬ط‪ ،2‬دمشق‪ ،‬ص ‪.2004‬‬ ‫‪-4‬‬

‫نظري ة العق د عن د فقه اء اإلس الم – المجل د ‪ ، 1‬ج امع الكتب اإلس المية ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪https://ketabonline.com‬‬

‫وهب ة ال زحيلي‪ ،‬كت اب الفق ه اإلس المي وأدلت ه لل زحيلي – المع نى الخ اص – المكتب ة الش املة‬ ‫‪-6‬‬

‫الحديثة‪al-maktaba.org ،‬‬

‫‪18‬‬

You might also like