You are on page 1of 35

‫ماستر الق انون المدني والتجاري‬

‫مادة ‪ ꓽ‬نظرية االلتزامات‬


‫عرض تحت عنوان‪ꓽ‬‬

‫تحت اشراف فضيلة‬ ‫من اعداد الطلبة ‪ꓽ‬‬


‫الدكتور‬ ‫غيثة لبجيوي‬

‫األستاذ ‪ꓽ‬مصطفى الفضالي‬ ‫عبدالعظيم سكام‬

‫عبدالرحيم الصافي‬

‫ادريس محاميد‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202ꓽ‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫مقدمة‬
‫تعود اإلنسان من قديم الزمن أن يبحث عن مصلحته وما يعود عليه بالنفع ‪ ،‬وهذا يهم‬
‫عدة جوانب في الحياة ‪ ،‬ومن أبرز األوقات التي يتجند فيها األفراد لجلب املنفعة ألنفسهم هي‬
‫املرحلة السابقة إلبرام العقود واالتفاقات سواء كانت بمقابل أو بال مقابل ‪ ،‬فال يكاد يغفل‬
‫الشخص عن مناقشة ماله وما عليه في الخطوة التي سيتقدم إليها ويضع فيها جهده وماله‬
‫وسمعته ‪ ،‬فكانت املفاوضات هي قارب النجاة والوسيلة التي يبني عليها األطراف تصوراتهم‬
‫ويعرفون حقوقهم والتزاماتهم فيها ليصلوا بذلك إلى مرحلة اتخاذ القرار إما بمتابعة التقدم‬
‫وإبرام تلك العقود‪ ،‬أو العدول والتراجع والبحث في جهة أخرى عن مصلحة أنفع وأكثر أمنا‬
‫واستقرارا‪.‬‬
‫والعقود تختلف بأنواعها وطرق إبرامها‪ ،‬واملفاوضات أيضا‪ ،‬فمن األفراد من يتعاقد لنفسه‬
‫ومنهم من يتعاقد لغيره‪ ،‬ومن املتفاوضين من يتفاوض لنفسه ومنهم من يتفاوض لغيره‪ ،‬وهذه‬
‫العقود واملفاوضات محكومة بقواعد يجب مراعاتها لكي تتم بطريقة صحيحة وآمنة ورضائية‬
‫لتصل إلى املبتغى املنشود أال وهو إبرام عقد نهائي فيه فائدة لجميع األطراف‪.‬‬
‫فإذا لم تراعى هذه املبادئ وما يتفرع عنها فإن العالقة تتوتر بين األطراف وتفقد املفاوضات‬
‫قيمتها‪ ،‬فتظهر بعدها املسؤولية التي تعتبر عقابا رادعا ملن أخل بالتزاماته ومبادئ حسن النية‬
‫وما يتفرع عنها‪ .‬هذه املسؤولية التي تختلف حسب نوع االتفاقات والشكل الذي اتخذته عند‬
‫مباشرتها‪ ،‬وتختلف بحسب كل تشريع وفقه وقضاء وما رأوه مناسبا لها‪.‬‬
‫و بناء على هذا نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫● إلى أي حد استطاع المشرع المغربي خلق ترسانة قانونية منظمة ومؤطرة‬
‫للمرحلة السابقة للتعاقد؟‬

‫‪2‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫ولإلجابة عن هذا االشكال سنتبع التصميم اآلتي ‪:‬‬


‫املبحث األول‪ :‬اإلطاراملفاهيمي للمرحلة القبلية للتعاقد ‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬بعض أشكال التفاوض واملسؤولية الواجبة التطبيق ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار المفاهيمي للمرحلة القبلية للتعاقد‬


‫تعد املرحلة القبلية للتعاقد مرحلة واسعة النطاق‪ ،‬حيث تشمل كل ما يقع قبل إبرام العقد‬
‫النهائي‪ ،‬من مفاوضات وعقود تمهيدية وغيرها‪ ،‬وسنحاول في هذا املبحث الحديث عن مرحلة‬
‫املفاوضات ومرحلة العقود التمهيدية كمطلب أول‪ ،‬ثم املرور إلى ما يصاحب هذه املراحل من‬
‫مستندات والتزامات كمطلب ثان‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ ꓽ‬المفاوضات التمهيدية السابقة على التعاقد‬


‫لفهم هذه املرحلة البد من بيان مفهومها وأهميتها‪ ،‬وخصائصها (الفقرة األولى) ثم بيان‬
‫الطبيعة القانونية لهذه املرحلة‪ ،‬باإلضافة الى تمييزها عن باقي العقود املشابهة لها‪( ،‬فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ ꓽ‬تعريف المرحلة القبلية للتعاقد أهميتها وخصائصه‬


‫في هذه الفقرة سنتعرض لكل من التعريف واألهمية والخصائص‪.‬‬
‫أ‪-‬تعريف المرحلة القبلية للتعاقد‪.‬‬
‫ان املشرع املغربي لم يعرف املرحلة القبلية للتعاقد‪ ،‬شانه في هذا شأن التشريعات االخرى‬

‫لكن اختلفت التعريفات الفقهية ملفهوم املرحلة القبلية للتعاقد‪ ،‬حيث نجد ان الفقه‬
‫الفرنس ي عرفها على ‪″‬تلك املرحلة التي تضم مجموعة من العمليات التمهيدية التي تتمثل في‬
‫املباحثات واملساعي واملشاورات وتبادل وجهات النظر‪ ،‬بهدف التوصل الى اتفاق‪ 1‶.‬وعرفت ايضا‬
‫على انها‪ ″‬املرحلة التي يتم فيها تبادل االقتراحات واملساومات والتقارير والدراسات الفنية بل‬
‫واالستشارات القانونية التي يتم تبادلها من قبل أطراف املرحلة السابقة على العقد ليكون كل‬
‫منهم على بينة وهي من أفضل الطرق القانونية تحقق مصلحة االطراف وللتعرف على ما يسفر‬
‫عنه االتفاق من حقوق والتزامات على عاتق االطراف‶‪2‬‬

‫‪1- J. Garbonner .droit civil.4- les obligations, 20.ed.puf 1996.n0 28.b.72‬‬

‫رجب كريم عبد الالة‪ ،‬التفاوض على العقد‪-‬دراسة مقارنة‪ .‬رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة القاهرة ‪ ،0222‬ص‪36‬‬
‫‪ -2‬حسام كامل االهواني∙ا ملفاوضات في فترة ما قبل التعاقدية‪ ،‬ومراحل اعداد العقد الدولي‪ ،‬ورقة بحث قدمت امام ندوة األنظمة التعاقدية‬
‫للقانون املدني ومقتضيات التجارة الدولية‪ .‬القاهرة ‪ ،3996‬ص ‪.0‬‬

‫‪4‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫من خالل هذين التعريفين الفقهيين‪ ،‬نخلص الى ان مفهوم املرحلة القبلية للتعاقد‬
‫(املفاوضات) عبارة عن مجموعة من االقتراحات‪ ،‬واملشاورات‪ ،‬وتبادل لألفكار من اجل الوصول‬
‫الى اتفاق مشترك إلبرام عقد نهائي‪.‬‬
‫ب ‪-‬اهمية المرحلة القبلية للتعاقد وخصائصها‬
‫تعمل هذه املرحلة على انجاح االعمال‪ ،‬لكونها تقدم فيها جميع املكونات التي سيتعاقد‬
‫عليها االطراف‪ ،‬لتجنب الوقوع في املشاكل والصراعات التي قد تفسد العقد اثناء االنعقاد او‬
‫بعد االنعقاد‪ ،‬من بين هذه املشاكل التي قد تنشأ‪ ،‬نجد عيوب االرادة مثال ‪″‬الغلط والتدليس‶‪.3‬‬
‫فمن بين األمور القبلية التي يمكن تحديدها نذكر التزامات وحقوق الطرفين املتعاقدين‪،‬‬
‫كتحديد الثمن‪ ،‬مواصفات الش يء محل العقد والى غير ذلك ‪ ...‬اذ ان هذه املرحلة تسمح بتبادل‬
‫االفكار ووجهات النظر بين الطرفين قبل انعقاد العقد‪.‬‬
‫تتميز املرحلة القبلية للتعاقد بخصائص معينة من شأنها ان تجعل منها فكرة قانونية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مستقلة وقائمة بذاتها بحيث تستطيع هذه املرحلة ان تأخذ مكانا خاصا بجوار االفكار القانونية‬
‫االخرى دون ان تلتبس بها‪ ،‬وهذه الخصائص هي‪ꓽ‬‬
‫●التصرف الذي يصدر في المرحلة القبلية على التعاقد هو تصرف ارادي‬
‫ان التصرف الذي يصدر في املرحلة السابقة على التعاقد هو تصرف ارادي بالضرورة فهو‬
‫ً‬
‫يحدث دائما برضا الطرفين‪ ،‬ودون أي اجبار او اكراه فالتصرف في هذه املرحلة ال يصدر اال‬
‫عندما تتجه االرادة الى الدخول فيها بهدف ابرام عقد معين‪ ،‬اذ ان كل طرف تتكون لديه ارادة‬
‫حقيقية عازمة على التعاقد يبدأ بهذه املرحلة‪ ،‬وبالتالي فان الشخص الذي يتعمد البدء باملرحلة‬
‫السابقة على التعاقد بغية الحصول على معلومات سرية او ألعاقته ابرام صفقة مع الغير ال‬
‫تعتبر نيته هنا حقيقية وجادة في ابرام العقد‪ ،‬وهذا يقودنا الى االعتراف بان االرادة صاحبة‬
‫السلطان في هذه املرحلة فتلك االرادة التي تتقبل املسألة وااللزام طاملا انها تكون قادرة على‬

‫‪-3‬نظم املشرع املغربي عيوب الرضا في الفرع الثاني من الباب األول من القسم األول من الكتاب األول من ظ‪.‬ل‪.‬ع في الفصول من ‪ 69‬الى ‪63‬‬

‫‪5‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫تحديد مضمون االثار القانونية للتصرف الذي ترتبط به والذي يتفق مع القصد او الغاية التي‬
‫قصدت اليها ‪.4‬‬
‫●ان المرحلة القبلية للتعاقد تقوم على التبادل واالخذ والعطاء‬
‫تتميز هذه املرحلة بكونها تقوم على التبادل واالخذ والعطاء‪ ،‬ففيها يتعاون للتقريب بين‬
‫وجهات النظر املختلفة‪ ،‬وذلك عن طريق تبادل العروض واملقترحات‪ ،‬بشأن وضع شروط العقد‬
‫او تعديلها‪ ،‬االمر الذي يقتض ي بعض االحيان تقديم تنازالت من قبل احد الطرفين‪ ،‬حتى يتحقق‬
‫نوع من التوازن بين مصالح الطرفين املتعارضة‪.5‬‬
‫●المرحلة القبلية للتعاقد ثنائية الجانب على االقل‬
‫ً‬
‫ال جدال ان املرحلة السابقة على التعاقد تكون دائما ثنائية الجانب‪ ،‬بمعنى انها تتم بين‬
‫طرفين او أكثر‪ ،‬اذ ان هذه املرحلة ال تبدأ اال بحدوث نوع من االتصال بين شخصين او أكثر‪،‬‬
‫ً‬
‫وذلك اما بالنقاش والحوار وجها لوجه واما بطريق املراسلة بوسائل االتصال الحديثة‪ 6‬اذن البد‬
‫ان يكون هناك شخصان على االقل‪.‬‬
‫●المرحلة القبلية للتعاقد مرحلة تمهد إلبرام العقد‬
‫تعتبر هذه املرحلة مرحلة تمهيدية في الطريق الى العقد‪ ،‬ففي هذه املرحلة يتم االعداد‬
‫والتحضير إلبرام العقد النهائي‪ ،‬وإذا كانت هذه املرحلة تخلو من إلزام الطرفين على ابرام العقد‪،‬‬
‫اال انها تهدف في النهاية الى تحقيق هذا االبرام‪ ،‬اذ لم يدخل الطرفان في هذه املرحلة التي تسبق‬
‫ابرام العقد بكل مراحلها من تفاوض وصدور ايجاب وقبول اال بهدف التوصل الى اتفاق يبرم على‬
‫اساسه العقد النهائي‪.7‬‬

‫‪ -4‬االستاذ يزيد انيس نصير‪ ،‬مرحلة ماقبل ابرام العقد‪ ،‬مجلة املنار‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،0223 ،‬ص‪.022‬‬
‫‪-‬د‪.‬جالل علي العدوي‪ ،‬االجبار القانوني على املفاوضة‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدمة الى كلية الحقوق‪ ،‬جامعة االسكندرية‪ ،3932 ،‬ص‪06‬‬
‫‪- 5‬د‪.‬عبد املجيد الحكيم‪ ،‬الوسيط في نظرية العقد مع املقارنة واملوازنة بين نظريات الفقه الغربي وما يقابلها في الفقه االسالمي والقانون‬
‫املدني العراقي‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬في مصادر العقد (اركان العقد)‪ ،‬بغداد‪ ،‬شركة الطبع والنشر االهلي‪ ،3932 ،‬ص‪361‬؛‬
‫‪-‬د‪.‬عبد الناصر توفيق العطار‪ ،‬نظرية االلتزام في الشريعة االسالمية والتشريعات العربية‪ ،‬الكتاب االول ‪ ،‬في مصادر االلتزام (العقود‬
‫والعهود)‪ ،‬اسيوط‪ ،3992 ،‬ص‪60‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬صالح الدين زكي‪ ،‬تكوين الروابط العقدية فيما بين الغائبين في قانون الجمهورية العربية املتحدة املقارن‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة الى كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،3996 ،‬ص‪02‬؛‬
‫‪ -7‬د‪.‬جمال فاخر النكاس‪ ،‬العقود واالتفاقات املمهدة للتعاقد واهمية التفرقة بين العقد واالتفاق في املرحلة السابقة على التعاقد‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬السنة العشرون‪ ،‬العدد االول‪ ،3993 ،‬ص‪366‬؛‬

‫‪6‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫●المرحلة القبلية للتعاقد مرحلة ذات نتيجة احتمالية‬


‫ان النتيجة الطبيعة للمرحلة السابقة على التعاقد‪ ،‬هي ذات نتيجة احتمالية‪ ،‬اذ قد ينجح‬
‫الطرفان في التوصل الى اتفاق نهائي بشأن جميع الشروط الجوهرية في العقد‪ ،‬وقد تنتهي هذه‬
‫ً‬
‫املرحلة السابقة على التعاقد بإبرام العقد نهائيا عن طريق تبادل االيجاب والقبول املتطابقين‪،‬‬
‫ً‬
‫ايضا ان تفشل هذه املرحلة‪8.‬‬ ‫ً‬
‫او بالتوقيع نهائيا على وثيقة العقد‪ ،‬اال انه من املحتمل‬
‫الفقرة الثانية ‪ ꓽ‬الطبيعة القانونية للمرحلة القبلية للتعاقد وتميزها عن باقي العقود‬
‫المشابهة لها‬
‫تتميزاملرحلة القبلية للتعاقد بطبيعتها القانونية و انفرادها عن عقود مشابه لها‪.‬‬
‫ا‪-‬الطبيعة القانونية لمرحلة القبلية للتعاقد‪.‬‬
‫عندما نتحدث عن الطبيعة القانونية للمرحلة القبلية للتعاقد فنجد ان هناك اتجاهان‬

‫‪ ‬االول‪ ꓽ‬ينظر على انها عبارة عن وقائع مادية‪،‬‬

‫‪ ‬الثاني ‪ꓽ‬فيذهب الى انها ذات طبيعة عقدية‪.‬‬

‫●املرحلة القبلية للتعاقد ذات وقائع مادية‬


‫ذهب اتجاه في الفقه الى ان املفاوضات ماهي اال وقائع مادية ال يترتب عليها اي أثر قانوني‪،‬‬
‫وبذلك فان بإمكان املفاوض العدول عنها إذا اراد ذلك‪ ،‬وال يسال عن عدوله‪ ،‬كما ال يكلف‬
‫باإلثبات ان لعدوله سبب جدي‪9.‬‬

‫‪-‬د‪ .‬فيصل عبد الزكي واحد‪ ،‬املسؤولية املدنية في اطار االسرة العقدية‪ ،‬بال مكان طبع‪ ،‬دار الثقافة الجامعية‪ ،3990 ،‬ص‪011‬؛‬
‫‪ -‬د‪ .‬علي قاسم‪ ،‬الجوانب القانونية لاليجار التمويلي ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،3992 ،‬ص‪.301‬‬
‫‪-8‬ذ‪.‬مصطفى ابو مندور موس ى‪ ،‬دور العلم بالبيانات عند تكوين العالقة العقدية‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة الى كلية الحقوق‪ ،‬جامعة حلوان‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪633‬؛‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد حسام محمود لطفي‪ ،‬املسؤولية املدنية في مرحلة التفاوض ‪ ،‬دراسة في القانونين املصري والفرنس ي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بال اسم مطبعة‪،‬‬
‫‪ ،3996‬ص‪72‬‬
‫‪ - 9‬عبد الرزاق السنهوري الوسيط في شرح القانون المدني لجزء االول مصار اااللتزام بدون ذكر الطبعة ‪ .‬سنة غ‪.‬م ص‪122‬‬

‫‪7‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫●املرحلة القبلية للتعاقد ذات طبيعة عقدية‬


‫ذهب هذا االتجاه الى ان العقد في حياتنا املعاصرة لم يعد مجرد وسيلة بسيطة من وسائل‬
‫التعامل تخلو من التعهد ‪.‬وتتحكم في صيرورته االرادة ‪،‬ويسهل اللجوء اليه في التبادل‬
‫االقتصادي فلم يبق التعاقد مقتصرا على العقد املستقل الذي ينشأ عن اتفاق ارادتين وأكثر‬
‫إلحداث اثر قانوني ‪،‬وانما قد يتكون التعاقد بعملية قانونية مركبة تشترك في تكوينها مجموعة‬
‫اتفاقات وليس اتفاقا واحدا وهذا ادى بدوره الى ان املفاوضات لم تعد مجرد اعمال مادية يتم‬
‫تبادل وجهات النظر‪ ،‬وانما تحولت الى مرحلة خطيرة لها نظامها القانوني اذ يتقرر وجود العقد‬
‫ومصيره ‪10‬ومن ثم فلم يعد باإلمكان القول بالحرية املطلقة للمتفاوض اثناء املفاوضات ‪،‬‬
‫فاملتفاوض ملزم اثناء ممارسته لحريته العقدية بعدم االضرار بالغير وجب مراعاة حسن النية‬
‫في التعامل ‪.‬‬

‫ب ‪ꓽ‬تمييز مرحلة المفاوضات عن المفاهيم المشابهة لها‬


‫‪‬تمييز المفاوضات عن بعض العقود التمهيدية‪.‬‬
‫تعتبر العقود التمهيدية هي املرحلة السابقة عن العقد النهائي ‪ ،‬الى انها تسبقها أخرى تسمى‬
‫مرحلة املفاوضات وتضم اتفاقات التمهيدية مجموعة من العقود االبتدائية ونذكر‪ꓽ‬‬
‫‪‬الوعد بالبيع‬
‫يذهب الفقه إلى تناول الوعد بالبيع أو الوعد بالشراء ضمن االتفاقات التمهيدية التي‬
‫تسبق إبرام العقد النهائي حيث يعرب فيه طرفي العقد أو أحدهما عن رغبته في التعاقد النهائي‪.‬‬
‫الذي يلتزم الواعد ببيع ش يء لشخص آخر‪ ،‬إذا أبدى املوعود رغبته في الشراء خالل مدة معينة‬
‫في مقابل ثمن محدد‪11.‬‬

‫غير ان الوعد بالبيع ومرحلة السابقة للتعاقد لهما نفس التوجه وهو ابرام عقد نهائي اال ان‬

‫‪ -10‬صبري حمد خاطر‪ ،‬قطع المفاوضات العقدية‪ ،‬بحث منشور في مجلة كلية الحقوق‪ ،‬جامعة النهرين‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2991 ،‬ص‪:‬‬
‫‪231‬‬
‫‪-11‬صباح بنقدورمحاضرات في العقود املسماة املوسم الدراس ي ‪ 0239/0202‬جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫هناك اختالف وارد على كالهما ‪ꓽ‬‬


‫‪-‬أن الوعد بالبيع يتكون من إيجاب وقبول‪ ،‬ولذلك فهو يعتبر عقد قائما بذاته ‪ ،‬ال مجرد إيجاب‬
‫أو مشروع تعاقد‪ ،‬ولكنه ال يكون عقد البيع‪ ،12‬كما يتم أيضا فيه االتفاق على العناصر الجوهرية‬
‫للبيع ‪،‬اما املرحلة السابقة للتعاقد فهي عبارة عن مشروع ملحاولة ابرام عقد تمهيدي‪ ،‬اذ تعتبر‬
‫تبادل لنوايا بين األطراف‪13‬‬

‫‪‬الوعد بالتفضيل‬
‫يجب اال شارة إلى أن الفقه لم يتفق على مدلول واحد بالتفضيل‪ ،14‬إذ أن غالبية الفقه‬
‫ضيقوا من مدلوله‪ ،‬حيث يرون أن الوعد بالتفضيل ما هو اال صورة من صور البيع امللزم لجانب‬
‫واحد‪ ،‬وهو اتفاق يتعهد بموجبه مالك الش يء بتفضيل شخص على غيره إذا عرض الش يء‬
‫للبيع‪15‬‬

‫اما بالنسبة للمرحلة القبلية للتعاقد تسبق كل العقود ليس كالوعد بالتفضيل الذي يتخذ‬
‫صورة من صور عقد البيع‬
‫‪‬تمييز مرحلة التفاوض عن مرحلة إبرام العقد‪:‬‬
‫مرحلة املفاوضات مرحلة تنتهي عند صدور اإليجاب‪ ،‬بحيث تكون املفاوضات آنذاك قد‬
‫حققت الغاية منها بتوصيل األطراف املفاوضين إلى االتفاق على املسائل الجوهرية في العقد‪،‬‬
‫فاإليجاب هو الخيط الفاصل بين مرحلة املفاوضات ومرحلة التعاقد‪ ،‬ويبقى اإلشكال في‬
‫الصعوبات العملية للتمييز بين اإليجاب امللزم وبين مجرد الدعوة إلى التفاوض‪16.‬‬

‫‪-12‬نصت املادة ‪ 3609‬من القانون املدني الفرنس ي على ان الوعد بالبيع يقوم مقام البيع عندما يقع التراض ي املتبادل على الش يء املبيع والثمن‬
‫‪ - -13‬حمدي محمود بارود‪ ،‬نحو إرساء تكييف قانوني جديد لمفاوضات العقد "الطبيعة العقدية وآثارها"‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة االزهر‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫‪ 29‬االزهر بغزة‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية ‪، 1121‬المجلد ‪، 21‬العدد ‪، 2‬ص ‪113‬‬
‫‪-14‬عبد الرحمان الشرقاوي ‪.‬قانون العقود املسماة ‪.‬الكتاب األول العقود الناقلة للملكية ‪.‬عقد البيع الطبعة السابعة سنة الطبع ‪ 0203‬دار‬
‫اآلفاق املغربية للنشر و التوزيع ص‪313‬‬
‫‪15 - MARINO MOCHEZ LAURENCE.DROIT DES CONTRATS SPECIEUX .LIBRARIE VUBRET.PARIS OCTOBRE 1999 .P 12‬‬

‫‪16‬حليس لخضر‪ ،‬أستاذ بكلية الحقوق جامعة المدية الجزائر‪ ،‬مقال بعنوان مرحلة المفاوضات التعاقدية‪ ،‬منشور بمجلة المنار للبحوث والدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد األول جوان ‪ 1121‬تاريخ زيارة موقع المجلة ‪ 12‬دجنبر ‪ ،1112‬الساعة ‪ ،21:21‬رابط الموقع ‪:‬‬
‫‪https://www.google.com‬‬

‫‪9‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫‪‬تمييز المرحلة القبلية للتعاقد عن اتفاقيات الشغل الجماعية ‪:‬‬


‫عرفتها املادة ‪ 90‬من مدونة الشغل‪ 17‬بمايلي‪ :‬الحوار الذي يجري بين ممثلي املنظمات النقابية‬
‫لألجراء األكثر تمثيال او االتحادات النقابية لألجراء األكثر تمثيال من جهة‪ ،‬وبين مشغل أو عدة‬
‫مشغولين أو ممثلي املنظمات املهنية املشغلين من جهة أخرى بهدف تحديد وتحسين ظروف‬
‫الشغل والتشغيل‪ ،‬تنظيم العالقات بين املشغلين واألجراء‪ ،‬تنظيم العالقات بين املشغلين او‬
‫منظمتهم من جهة وبين منظمة أو عدة منظمات نقابية لألجراء األكثر تمثيال من جهة أخرى‪.‬‬
‫من خالل نص املادة أعاله نجد أن اتفاقيات الشغل الجماعية تختلف عن مرحلة املفاوضات‬
‫السابقة للتعاقد أوال في األهداف‪ ،‬إذ الهدف من اتفاقيات الشغل الجماعية يكمن في تحديد‬
‫وتحسين الشغل وأحكامه التشغيل قصد الحفاظ على حقوق األجراء وتحسين ظروفهم وتنظيم‬
‫العالقة بين املشغلين واألجراء‪.‬‬
‫كذلك نجد الفرق من حيث أطراف التفاوض‪ ،‬ففي املفاوضات الجماعية للشغل األطراف‬
‫محددة قانونا في املادة املذكورة أعاله‪ ،‬عكس املفاوضات السابقة ملرحلة التعاقد حيث أطراف‬
‫التفاوض غير محصورة في نوع معين من األشخاص أو املنظمات‪18.‬‬

‫‪‬تمييز المرحلة القبلية للتعاقد عن االيجاب‬


‫االيجاب عرفه الفقه انه العرض الذي يتقدم به شخص يتضمن اقتراحا إلبرام عقد معين‬
‫وفق شروط محددة‪ ،‬ولكي نعتبر العرض بمثابة ايجاب يجب ان يتضمن العناصر األساسية‬
‫للعقد املراد ابرامه‪ ،‬اما إذا لم تتوفر هذه العناصر فنتحدث هنا عن املرحلة القبلية للتعاقد‬
‫ألنه فهذه املرحلة ال يوجد فيها عناصر فقط تبقى ممهدة إلبرام العقد ∙وبالتالي فاإليجاب يسبق‬
‫تنفيذ العقد بينما املرحلة القبلية للتعاقد فهي تسبق االيجاب‪19.‬‬

‫‪17‬القانون رقم ‪ 19.99‬المتعلق لمدونة الشغل ط‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.13.291‬بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1113‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،9211‬بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،3113‬ص ‪.3919‬‬
‫‪18‬منصف لمياء‪ ،‬التنظيم القانوني للمفاوضات الجماعية‪ ،‬الواقع واآلفاق‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪،1129‬‬
‫زمان االطالع ‪ 1‬يناير ‪1111‬م الساعة ‪ 29:19‬رابط المجلة‪Https://www.maroclaw.com :‬‬
‫‪ 19‬عبد الحق الصافي ‪.‬الوجيز في القانون املدني‪ ،.‬الجزء األول ‪.‬طبعة ‪. 0233‬مطبعة النجاح الدار البيضاء‬

‫‪10‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المستندات المعاصرة للمفاوضات والتزامات‬


‫المتفاوضين ‪.‬‬
‫تقترن مرحلة املفاوضات بمجموعة من املستندات التي يكون غرضها تسهيل التفاوض بين‬
‫األطراف‪ ،‬كما أن هذه املرحلة ال تخلو من التزامات البد من التزام األطراف بها تجاه بعضهم‬
‫البعض‪ ،‬وبناء على هذا قسمنا هذا املطلب إلى فقرة أولى‪ :‬مستندات معاصرة ملرحلة‬
‫املفاوضات‪ ،‬وفقرة ثانية نبين فيها مجموعة من املبادئ التي البد األطراف من االلتزام بها‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المستندات المعاصرة لمرحلة المفاوضات ‪:‬‬
‫تهدف هذه املستندات إلى تقريب املتفاوضين من بعضهم البعض‪ ،‬مع إزالة كل تخوف أو‬
‫حذر من األطراف قد يؤدي إلى عرقلة سير املفاوضات‪ ،‬ومن بين هذه املستندات نجد كل من‬
‫خطابات النوايا‪ ،‬والبروتوكوالت االتفاقية‪ ،‬وااللتزام بالشرف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬خطابات النوايا‪ :‬اعددت تعاريف الفقه لهذا املصطلح‪ ،‬فهناك من عرفها بأنها‪ :‬وثيقة‬
‫مكتوبة قبل العقد النهائي تعكس االتفاقات أو الفهم املبدئي لطرف أو أكثر من اطراف التعاقد‬
‫التجاري بغية الدخول في عقد مستقبلي‪.‬‬
‫وهناك من عرفها انطالقا من ما يتفق مع مسماها فيقول ‪ :‬هي مستند مكتوب يوجه من طرف‬
‫من يرغب في التعاقد على أمر معين إلى الطرف اآلخر يعرب فيه عن رغبته تلك‪ ،‬ويطرح فيه‬
‫الخطوط العريضة للعقد املستقبلي املزمع إبرامه ويدعوه إلى التفاوض والدخول في محادثات‬
‫حوله‪20.‬‬

‫وعموما فخطابات النوايا من مظاهر اإلعالن عن اإلرادة كدليل على حسن النوايا‪ ،‬وقد صنفته‬
‫اللجنة العلمية للتجارة الدولية سنة ‪3922‬م على أنه ضمن عقود التفاوض‪ ،‬وإن كان أغلب‬
‫الفقهاء يرون أنه ليس إال مجرد إعالن عن النوايا قصد التفاوض‪.‬‬

‫‪20‬مجاجي سعاد‪ ،‬خطابات النوايا كوسيلة قانونية لتأمين تنفيذ االلتزامات‪ ،‬دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق وعلوم السياسة‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1121/1122‬ص ‪ 23‬و ‪.21‬‬

‫‪11‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫ثانيا‪ :‬البروتوكول االتفاقي‪ :‬هذا املصطلح في أصله من فصيلة األعراف التعاقدية املرتبطة‬
‫بالتقاليد الدبلوماسية‪ ،‬وانتقل منه إلى مجال التعامالت املدنية والتجارية كأساس للتفاوض‬
‫والتعاقد‪ ،‬وقد حاول البعض تمييز البروتوكول االتفاقي عن خطابات النوايا وذلك بمايلي‪:‬‬
‫_اتجاه فقهي قديم ‪ :‬يرى أن البروتوكول االتفاقي يتضمن عادة عناصر االتفاق النهائي واليبقى‬
‫الستكمال العقد غير االتفاق على الشروط املتعلقة بتنفيذ العقد النهائي‪.‬‬
‫_اتجاه ثان‪ :‬يرى بأن البروتوكول االتفاقي غالبا يتضمن بنود خطابات النوايا‪ ،‬وبالتالي ما هو إال‬
‫صورة من صور خطابات النوايا‪.‬‬
‫لكن بالنظر إلى طريقة إعداد كل منهما فالشك أنهما مختلفان‪ ،‬حيث نجد البروتوكول االتفاقي‬
‫يتم إعداده وتحضير بنوده بحضور األطراف معا ثم يطرح كأرضية للنقاش‪ ،‬أما خطابات النوايا‬
‫فيتم إعدادها من قبل أحد األطراف املعنية وبشكل أحادي ثم تطرح على الطرق اآلخر‬
‫ملناقشتها‪21.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االلتزام بالشرف‪ :‬عرفه بعض الفقه بأنه بمثابة تصريح إرادي يتوقف تنفيذ مفعوله على‬
‫إرادة امللتزم املصرح بشرفه دون أن يكون ذلك مشموال بأي متابعة قضائية او شبه قضائية‬
‫كالتحكيم‪.‬‬
‫وإذا كان االلتزام بالشرف غير ملزم من الناحية القانونية إال أن هناك حاالت يتضمن فيها‬
‫االلتزام بالشرف عناصر العقد التمهيدي‪ ،‬والعقود التمهيدي يستوجب سريان بعض اآلثار من‬
‫الناحية القانونية‪ ،‬واألمر متروك للسلطة التقديرية للمحكمة لكي تحدد هل هو مجرد التزام‬
‫بالشرف أم أنه متضمن لعناصر العقد التمهيدي‪.22‬‬

‫‪21‬عبد القادر العرعاري الطبيعة القانونية االتفاقات التمهيدية التي تسبق إيران العقود النهائية مقال منشور بمجلة مغرب القانون ‪ 12‬اكتوبر‬
‫‪21:11 ،1122‬م تم االطالع عليه بتاريخ ‪11‬دجنبر ‪ .11:11 ،1112‬رابط المجلة‪Https://.www.maroclaw.com :‬‬
‫‪22‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ حسن النية في المرحلة القبلية للتعاقد‪.‬‬


‫لقد تبنى القانون املغربي ومعه التشريعات املقارنة مبدأ حسن النية كعامل أساس ي في‬
‫مرحلة تنفيذ العقد‪ ،‬غير أنه يالحظ أن هناك فراغ تشريعي كبير في تنظيم هذا املبدأ في مرحلة‬
‫ما قبل التعاقد‪ ،‬وسنتعرض في هذه الفقرة ملفهوم مبدأ حسن ‪ ،‬ودوره في التفاوض‪ ،‬وااللتزامات‬
‫املتفرعة عنه‪.‬‬
‫ا‪-‬مفهوم مبدأ حسن النية‪:‬‬
‫ال يمكن التحدث عن تعريف قانوني ملبدأ حسن النية في ظل غياب أي تنظيم خاص لهذه‬
‫املرحلة في القانون املغربي‪ ،‬وألن التعاريف في األصل من عمل الفقهاء‪ ،‬فقد عرفه الفقيه عبد‬
‫العزيز املرسلين حمود بقوله‪ :‬يقصد بمبدأ حسن النية في التفاوض أو االلتزام بالتفاوض بحسن‬
‫نية‪ ،‬أن تتوفر لدى الطرفين املفاوضين الرغبة الصادقة واالستعداد الجيد للتفاوض بغية‬
‫الوصول إلى إبرام العقد النهائي ‪23‬‬

‫من التعريف أعاله نستنتج أن حسن النية يلزم أطراف التفاوض معا‪ ،‬إضافة إلى الرغبة‬
‫الصادقة في الوصول إلى التعاقد‪ ،‬غير أنه ال يفهم منه أنه ال يحق للطرفين إنهاء املفاوضة إال‬
‫بإبرام العقد‪ ،‬فاملفاوضات ال تتوج بالتعاقد دائما‪ ،‬ولكن مراعاة حسن النية ملزم بين األطراف‬
‫سواء في حالة االستمرار‪ ،‬أو في كيفية إنهاء التفاوض‪.‬‬
‫ب ‪-‬التنظيم القانوني لمبدأ حسن النية في مرحلة التفاوض وما ينبثق عنه من‬
‫التزامات‪:‬‬
‫فيما يخص املشرع املغربي لم يتطرق ملبدأ حسن النية إال في مرحلة تنفيذ العقد‪ ،‬فالفصل‬
‫‪ 063‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ 24‬يؤكد على وجوب تنفيذ العقد عن حسن نية‪ ،‬أما في مرحلة املفاوضات فليست‬

‫‪23‬د‪ .‬محمد حميداني‪ ،‬مقال بعنوان مبدأ حسن النية في مرحلة التفاوض وفقا األحكام األمر ‪ 363/0233‬املعدل للقانون املدني الفرنس ي‪،‬‬
‫مجلة حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية واالنسانية الجزائر‪ ،‬تاريخ نشر املقال ‪ ،0239/1/00‬العدد ‪ ،03‬تاريخ االطالع ‪،0203/33/01‬‬
‫الساعة ‪ .03:66‬رابط املجلة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/91818‬‬
‫‪-24‬الفصل ‪ 063‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ :‬كل تعهد يجب تنفيذه بحسن نية‪ ،‬وهو ال يلزم بما وقع التصريح به فحسب بل أيضا بكل ملحقات االلتزام التي‬
‫يقررها القانون أو العرف أو اإلنصاف وفقا ملا تقتضيه طبيعته‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫هنالك إال نصوص متفرقة في قوانين خاصة‪ ،‬كاملادة ‪ 6225‬من مدونة التأمينات التي تنص على‬
‫بطالن عقد التامين في حالة كتمان أو تصريح كاذب من طرف املؤمن له‪ ،‬إذا كان ذلك يغير أو‬
‫ينقص من أهمية الخطر في نظر املؤمن‪ ،‬وعلى هذا فمرحلة التفاوض في عقد التأمين توجب على‬
‫األطراف التفاوض عن حسن نية ونزاهة تامة‪ ،‬أما التشريعات املقارنة فإننا نجد املشرع‬
‫الفرنس ي قد تفطن ألهمية املرحلة ‪ ،‬وخاصه بنصوص قانونية في القانون املدني الفرنس ي‬
‫الجديد الصادر سنة ‪ ،0233‬ففي املادة ‪ 263321‬أوجب على األطراف التفاوض فيما يخص‬
‫العقود بحسن نية‪ ،‬بل عد هذا الحكم من النظام العام‪ ،‬و بالعودة إلى الفقه االسالمي‪،‬‬
‫كمصدر من مصادر القانون املغربي فإننا نجده سبق إلى تنظيم هذه املرحلة القبلية للتعاقد‪،‬‬
‫يقول النبي صلى هللا عليه وسلم في حديث عبد هللا ابن عمر ‪ :‬إذا بايعت فقل ال خالبة‪27.‬‬

‫قال النووي رحمه هللا‪ :‬الخالبة أي الخديعة‪ ،‬أي التحل لك خديعتي أو ال يلزمني خديعتك‪28.‬‬

‫ومبدأ حسن النية تتفرع عنه مجموعة من االلتزامات من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫●االلتزام باإلعالم‪:‬‬
‫لم يعرف املشرع املغربي مفهوم االلتزام باإلعالم‪ ،‬وعرفه بعض الفقه بأنه إحاطة املتعاقد‬
‫األخر باملعلومات الهامة واملؤثرة في إقدامه أو إحجامه على التعاقد‪ ،‬كما عرفه البعض اآلخر‬
‫بأنه االلتزام باإلدالء املعاصر لتكوين العقد‪ ،‬والسابق على ابرامه بكافة املعلومات والبيانات‬
‫الجوهرية واملؤثرة املتعلقة بالسلعة أو الخدمة محل التعاقد‪ ،‬والتي يجهلها الدائن ويتعذر‬
‫حصوله عليها عن غير طريق املدين‪ ،‬وذلك بهدف تكوين رضا سليم لديه حال إقباله على‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫‪-25‬القانون ‪ 32.99‬املتعلق ملدونة التأمينات‪ ،‬املادة ‪ : 62‬بصرف النظر عن األسباب العادية البطالن ومع مراعاة أحكام املادة ‪ 91‬بعده يكون‬
‫عقد التأمين باطال في حالة كتمان أو تصريح كاذب من طرف املؤمن له إذا كان هذا الكتمان او التصريح يغير موضوع الخطر أو ينقص من‬
‫أهميته في نظر املؤمن ولو لم يكن للخطر الذي أغفله املؤمن له أو غير طبيعته تأثير على الحادث ‪........‬‬
‫‪-26‬قانون العقود الفرنس ي الجديد بالغة العربية املواد من ‪ 3322‬إلى ‪ 2_3063‬من القانون املدني الفرنس ي ‪ ،‬ترجمة الدكتور محمد قاسم‪،‬‬
‫بيروت ‪ 0230/32/3‬ص ‪.61‬‬
‫‪-27‬محمد بن اسماعيل البخاري ‪ ،‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول هللا صلل هللا عليه وسلوم وسننه ج‪ ،3‬دار طوق‬
‫النجاة‪ ،‬الطبعة األولى ‪3100‬ه‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،0122‬ص ‪.،302‬‬
‫‪-28‬محيي الدين يحي النووي‪ ،‬كتاب املنهاج شرح صحيح مسلم بن ج‪ 32،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت الطبعة الثانية ‪3690‬ه‪ ،‬ص‪. ،322‬‬

‫‪14‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫أما النصوص القانونية املنظمة له فقد اكتفى املشرع املغربي بما ورد في قوانين خاصة على‬
‫غرار املادة ‪ 36129‬من القانون ‪ 326.30‬التي تجبر مؤسسات االئتمان والهيئات املعتبرة في حكمها‬
‫بإعالم الجمهور بجميع الشروط التي تطبقها على عملياتها‪.‬‬
‫أما املشرع الفرنس ي فقد نص عليها في جميع العقود انطالقا من املادة ‪ 330_3330‬من قانون‬
‫العقود الجديد التي تجيب على كل من يعرف من األطراف معلومة مهمة وحاسمة إلرضاء الطرف‬
‫األخر فعليه أن يعلمه بها‪ ،‬وتالفيا ألي غموض في نوع املعلومة ومدى أهميتها‪ ،‬بين املشرع‬
‫الفرنس ي في نفس املادة أن املعلومة املقصودة هي كل معلومة لها صلة مباشرة وضرورية‬
‫بمضمون العقد أو صفة األطراف‪.‬‬

‫●االلتزام بالسرية‪:‬‬
‫الغاية من هذا االلتزام الكتمان والحفاظ على مجموعة من املعلومات السرية التي قد‬
‫يطلع عليها أحد األطراف أثناء التفاوض‪ ،‬ألن من شأنها إلحاق الضرر باملتفاوض معه‪ ،‬وبالعودة‬
‫إلى القانون املغربي فليس هناك ما يلزم املتفاوض في هذه املرحلة‪ ،‬باستثناء ما ورد في قوانين‬
‫خاصة كاملادة ‪ 302‬من القانون ‪ 326.3031‬التي الزم فيها كل من اطلع بأي وجه من الوجوه على‬
‫معلومات متعلقة بمؤسسات االئتمان والهيئات املعتبرة في حكمها أن يلتزم بالسرية‪ ،‬والبد‬
‫للمشرع من االنتباه إلى هذا األمر‪ ،‬السيما وأنه ليس هناك ما يلزم املتفاوض من عدم استغالل‬
‫هذه األسرار او إفشائها‪ ،‬وقد يصل األمر إلى استفزاز والضغط على املتفاوض معه‪ ،‬وهو أمر‬
‫حسمه املشرع الفرنس ي في املادة ‪ 320_3330‬في القانون املدني‪ ،‬عندما حمل املسؤولية لكل من‬
‫أفش ى أو استخدم دون إذن‪ ،‬معلومات سرية حصل عليها بمناسبة التفاوض‪.‬‬

‫‪-29‬املادة ‪ 361‬من القانون البنكي ‪ : 326.30‬يجب ان يخبر الجمهور وفق الكيفيات املحددة بمنشور يصدره والي بنك املغرب بعد استطالع راي‬
‫لجنة مؤسسات االئتمان بالشروط التي تطبقها مؤسسات االئتمان على عملياتها وال سيما فيما يتعلق بسعر الفوائد املدينة والدائنة والعمولة‬
‫تواريخ القيمة ‪.‬‬
‫‪ -30‬قانون العقود الفرنس ي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬املادة ‪ 3_3330‬ص‪61‬‬
‫‪-31‬املادة ‪ 302‬من القانون ‪ : 326.30‬يلزم كتمان السر املنهي ‪......‬بوجه عام كل شخص يدعى بوجه من الوجوه لالطالع على املعلومات املتعلقة‬
‫باملؤسسات املذكورة‪........‬‬
‫‪-32‬قانون العقود الفرنس ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪63‬‬

‫‪15‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫●االلتزام بعدم قطع املفاوضات بدون مبرر‪:‬‬


‫انطالقا من نص املادة ‪ 3330‬من القانون املدني الفرنس ي‪ ،‬فإن األطراف أحرار في اقتراح‬
‫املفاوضات او سيرها أو قطعها‪ ،‬إال أنه يراعى في كل ذلك قواعد مبدأ حسن النية‪ ،‬وذلك ألن‬
‫الدخول في التفاوض يبعث في نفس املتفاوض معه الجدية والرغبة في التعاقد‪ ،‬وال بد من اخذ‬
‫هذه الحالة بعين االعتبار‪ ،‬وهنا تكمن أهمية هذا املبدأ‪ ،‬إذ يلزم التصرف بأمانة ومراعاة مصالح‬
‫الطرف األخر ‪.‬‬
‫وعموما يمكن القول بأن املرحلة القبلية للتعاقد وإن كانت غير منظمة بشكل خاص من‬
‫طرف املشرع املغربي‪ ،‬إال أنها منظمة بشكل عام في قواعد عامة يرجع إليها عند وقوع نزاع وإخالل‬
‫أحد األطراف بالتزاماته‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ꓽ‬المبحث الثاني ‪ :‬بعض أشكال التفاوض‬


‫والمسؤولية الواجبة التطبيق‬
‫سنعالج هذا املبحث من خالل املطلبين التاليين (املطلب األول) بعض اشكال التفاوض‬
‫و(املطلب الثاني) املسؤولية الواجبة التطبيق ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬بعض أشكال المفاوضات‬


‫إن كان التفاوض أمرا ضروريا كمرحلة قبلية للتعاقد في العقود التقليدية‪ ،‬فهذا املبدأ‬
‫يسري أيضا على باقي العقود ‪ ،‬العقود اإللكترونية و أن إختلفت وسائل التفاوض أو األشخاص‬
‫كحالة النيابة في التفاوض ‪ ،‬و عليه فسنتطرق للمفاوضات في العقود اإللكترونية أوال ثم‬
‫املفاوضات لحساب الغير ثانيا ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التفاوض في العقود اإللكترونية ‪:‬‬
‫لقد أدى دخول التكنولوجيا في ميدان املعامالت إلى ظهور العقود اإللكترونية‪ ،‬التي تتسم‬
‫بكثرة التعقيد و الشروط ‪ .‬إذ يصعب على األطراف اإلبرام املباشر للعقد من خالل اإليجاب و‬
‫القبول بل وجب األمر الدخول في مشاورات و مفاوضات بغرض الوصول إلى العقد النهائي ‪ ،‬و في‬

‫‪16‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫عدم و جود أي تنظيم قانوني للمحطة السابقة للتعاقد في العقود التقليدية‪ ،‬فإن املشرع املغربي‬
‫أشار ملرحلة في العقود اإللكترونية بمقتض ى القانون ‪ 66.26‬املتعلق بالتبادل اإللكتروني‬
‫للمعطيات القانونية ‪ ،33‬و قد جاء في الفصل ‪ 36-6‬أنه " يمكن استخدام الوسائل اإللكترونية‬
‫لوضع عروض تعاقدية أو معلومات متعلقة بسلع أو خدمات رهن إشارة العموم من أجل إبرام‬
‫عقد من العقود‪ .‬يمكن توجيه املعلومات املطلوبة من أجل إبرام عقد أو املعلومات املوجهة أثناء‬
‫تنفيذه عن طريق البريد اإللكتروني إذا وافق املرسل إليه صراحة على استخدام الوسيلة‬
‫املذكورة‪ .‬يمكن إرسال املعلومات إلى املهنيين عن طريق البريد اإللكتروني ابتداء من الوقت الذي‬
‫يدلون فيه بعنوانهم اإللكتروني‪".‬‬
‫ويالحظ من هذا الفصل أعاله أن املشرع املغربي لم يحصر وسائل التفاوض اإللكتروني في‬
‫وسيلة وحيدة بل جاء في النص " يمكن إستخدام الوسائل اإللكترونية " و هذا يفيد أنه يمكن‬
‫إستعمال وسائل أخرى كالهاتف أو الفاكس أو البريد اإللكتروني‪ ،‬فالتعريف جاء شامال لكل‬
‫الوسائط اإللكترونية و هذا تحسبا لكل تقدم تكنولوجي مستقبلي‪.‬‬
‫وعليه فسنحاول أوال التطرق إلى بعض املفاهيم املشابهة للتفاوض اإللكتروني مع بيان‬
‫الفرق ‪ ،‬ثم ثانيا سنتعرض إلى بعض طرق التفاوض في العقود اإللكتروني ‪.‬‬
‫ا‪-‬هل الدعوة للتفاوض في العقود اإللكترونية تعد إيجابا إلكترونيا أو مجرد‬
‫إعالنات إلكترونية؟‬
‫يعد اإليجاب اإللكتروني تعبيرا باتا عن اإلرادة األولى التي تظهر في العقد عارضة على شخص‬
‫آخر إمكانية التعاقد معه ضمن شروط معينة‪ ،‬بحيث إذا اقترن به قبول مطابق له انعقاد‬
‫العقد‪.‬‬

‫‪- 33‬ظهير شريف رقم ‪ 3.22.309‬صادر في ‪ 39‬من ذي القعدة ‪ 62 ( 3100‬نوفمبر ‪ ) 0222‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 66.26‬املتعلق بالتبادل‬
‫اإللكتروني للمعطيات القانونية‬

‫‪17‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫أما اإلعالن اإللكتروني فهو أحد أشكال االتصال في سياق تجاري أو صناعي أو فني‪ ،‬بغية‬
‫الدعاية إل توريد أشياء أو خدمات ‪34.‬‬

‫وقد تباين رأي الفقه بخصوص تعيين الحد الفاصل بين اإليجاب اإللكتروني واإلعالن‬
‫اإللكتروني‪ ،‬فذهب البعض إلى أن اإلعالن ال يشكل إيجابا بل هو مجرد دعوة للتعاقد نظرا لعدم‬
‫تعيين الشخص املخاطب به‪ ،‬عالوة على أن اإلعالن يشكل ضغط معنوي على املستهلك يدفعه‬
‫إلى شراء السلع‪ ،‬بينما ال يتحقق هذا الضغط في اإليجاب‪.‬‬
‫أما املوقف الثاني فيعتقد أن اإلعالنات اإللكترونية املوجهة للجمهور عبر الوسائط‬
‫اإللكترونية (تقنيات االتصال عن بعد) يشكل إيجابا موجها إلى الجمهور إذا اشتمل على‬
‫العناصر األساسية للعقد املراد إبرامه‪ ،‬أما إذا لم يشمل اإلعالن ذلك فيعد مجرد دعوة‬
‫للتعاقد‪35.‬‬

‫ويستشف من هذا أن اإلعالن اإللكتروني ال يدخل ضمن خانة املفاوضات اإللكترونية بل‬
‫هو مجرد وسيلة تسويقية للمنتج‪ ،‬يراد به عرض السلع على الجمهور ويعد فقط دعوة للتعاقد‬
‫ألنه ال يشمل العناصر األساسية املنصوص عليها في الفصل ‪ 36-1‬من القانون ‪ ،66-26‬وال يعد‬
‫اإليجاب اإللكتروني تفاوضا ألنه مرحلة الحقة للمفاوضات‬
‫ب‪-‬بعض طرق التفاوض في العقود اإللكترونية ‪:‬‬
‫يتم التفاوض في العقد اإللكتروني بعدة طرق نذكر منها ‪:‬‬
‫● التفاوض عبرالبريد اإللكتروني ‪:‬‬
‫و هي طريقة يتم من خاللها التفاوض بين األطراف عبر تبادل الرسائل اإللكترونية ا‪ ،‬خاصة‬
‫و أنه يمكن تبادل الصور و الرسومات و التصاميم و غيرهم ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة الثالثة‬
‫من الفصل ‪ 36-6‬من القانون ‪ 66-26‬حيث جاء فيها أنه " يمكن توجيه املعلومات املطلوبة من‬

‫‪- 34‬عبد الحق صافي ‪ ،‬الوجيز في القانون املدني‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬طبعة ‪ ، 0233‬الدار البيضاء‪62 ،‬‬

‫‪- 35‬موالي حفيظ علوي قادري ‪ ،‬إشكاالت التعاقد في التجارة اإللكترونية‪ ،‬الشركة املغربية لتوزيع الكتاب ‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫الصفحة ‪02‬‬

‫‪18‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫أجل إبرام عقد أو املعلومات املوجهة أثناء تنفيذه عن طريق البريد اإللكتروني " ‪ ،‬مما يجعل من‬
‫البريد اإللكتروني وسيلة فعالة للتفاوض بين األطراف ‪ ،36‬و جاء أيضا في الفصل أنه "يمكن‬
‫إرسال املعلومات إلى املهنيين عن طريق البريد اإللكتروني " وبالتالي فهذه الوسيلة في التفاوض‬
‫تشمل املدنيين أو املهنيين في تعامالتهم ‪ ،‬لهذا يعتبر من أهم طرق التفاوض التفاوض‬
‫اإللكتروني‪.‬‬
‫● التفاوض عبرالهاتف ‪:‬‬
‫يعد الهاتف من أكثر وسائل اإلتصال الفوري فاعلية و إنتشارا‪ ،‬و يكون التفاوض عن‬
‫طريقه مباشرا و فوريا ‪ ،37‬حيث يمكن مناقشة العرض بين أطرافه دون عناء التنقل ‪ ،‬فإذا كان‬
‫املشرع املغربي في الفصل ‪ 06‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يعطي إمكانية تصدير اإليجاب عبر الهاتف‪ ،‬فيمكننا‬
‫أيضا إعتبار أن ذلك يسري أيضا على مرحلة املفاوضات لعدم وجود نص يمنع ذلك ‪.‬‬
‫● التفاوض عن طريق تقنية الفيديو ‪:‬‬
‫حيث تتم هذه الطريقة من خالل ربط الجهاز بوسائل اإلتصال الصوتية و املرئية ‪ ،‬مثبتة‬
‫على جهاز كل متفاوض دون الحضور املادي لألطراف في ذات الوقت‪ ،‬ويتاح فكالهما تبادل‬
‫البيانات املكتوبة فورا و التفاوض حول العقد بالصوت و الصورة ‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق نستنتج أن التفاوض في العقود اإللكترونية يتميز بالوسيلة التي يتم بها ‪،‬‬
‫حيث يتم بوسائل إلكترونية حديثة و التي ذكرنا أهمها ‪ ،‬و هذا ما يجعله مميز عن التفاوض في‬
‫العقود التقليدية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬التفاوض لحساب الغير‪:‬‬
‫أجاز و نظم املشرع النيابة في العقود معتبرا أنها حلول إرادة شخص معين يسمى النائب‬
‫محل إرادة شخص آخر و هو األصيل‪ ،‬بغرض إنشاء تصرف قانوني تنصرف آثاره إلى ذمة األصيل‬

‫‪- 36‬مسعودي يوسف‪ ،‬رحاب أرحيلوس‪ ،‬مقال تحت عنوان " اإلطار القانوني للتفاوض في العقد اإللكتروني "‪ ،‬مجلة معالم للدراسات القانونية‬
‫و السياسية‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬مارس ‪ ، 0230‬الصفحة ‪62‬‬

‫‪ - 37‬ماجد محمد سليمان أبا الخيل‪ ،‬العقد اإللكتروني‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الصفحة ‪02‬‬

‫‪19‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫ال إلى ذمة النائب‪ ،‬فالنائب يكون طرف في التصرف و لكنه ال يكون طرفا في العالقة التي تنشأ‬
‫عن هذا التصرف ‪ ،‬فآثرت التصرف (العقد مثال) تنصرف إل ذمة األصيل كما لو كان هو الذي‬
‫أبرم التصرف بنفسه‪ ،38‬و لهذا و إنطالقا من هذه التوطئة هل يمكن تصور حلول النائب مكان‬
‫األصيل في املفاوضات املبدئية التي تسبق التعاقد ؟‬

‫لكن أوال وجب علينا التطرق لبعض املفاهيم املشابهة‪ ،‬فهل يعتبر اإلشتراك ملصلحة الغير‬
‫والتعهد عن الغير في حكم املفاوضات لحساب الغير؟‬
‫إختلفت صيغ تعريف اإلشتراط ملصلحة الغير لكن املتفق عليه ‪ ،‬إعتباره الحالة التي يجري‬
‫فيها التعاقد بين شخصين ‪ ،‬األول يدعى املشترط و الثاني يدعى املتعهد ‪ ،‬و ذلك بغية إنشاء حق‬
‫لفائدة شخص ثالث يدعى املستفيد من اإلشتراط ‪ ،‬ومثاله عقد املقاولة كأن يتفق صاحب‬
‫العمل مع مقاول على عمل معين ويشترط عليه في العقد شروطا ملصلحة العمال ‪ ،39‬و املالحظ‬
‫أن اإلشتراط ملصلحة الغير عقد و يتكون من ثالث أطراف تسري آثاره على الطرف الثالث فيه‬
‫على خالف التفاوض لحساب الغير الذي يعتبر مرحلة سابقة للعقد ‪ ،‬رغم أن آثار املفاوضات‬
‫تسري على األصيل‪.‬‬
‫التعهد عن الغير يفيد بمعناه العام أن يلتزم شخص إزاء شخص آخر على أن يقنع‬
‫شخصا ثالثا بإبرام عقد ما ‪ ،‬من ثم يقتض ي التعهد عن الغير وجود عقدين بين ثالثة أطراف ‪:‬‬
‫األول هو العقد الرئيس ي و يربط بين املتعهد و املتعهد له ‪ ،‬أما الثاني فيجمع بين املتعهد له و‬
‫املتعهد عنه و ذلك عند إقراره من طرف الغير ‪ ،‬و هو نظام شبيه بنظام الوكالة في التعاقد ألن‬
‫املتعهد يبرم العقد باسم املتعهد عنه و لفائدة شخص يدعى املتعهد له‪ ، 40‬و هو ما جاء في‬
‫الفصل ‪ 63‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ ،‬و عليه فإن التعهد عن الغير يختلف عن التفاوض لحساب الغير رغم‬

‫‪- 38‬عبد الواحد شعير ‪ ،‬النظرية العامة لإللتزام‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬الصفحة ‪ 23‬و ‪.20‬‬
‫‪ -39‬عبد الحق صافي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪006‬‬

‫‪- 40‬عبد الحق صافي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪061‬‬

‫‪20‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫أن العالقة في كالهما مكونة من ثالثة أطراف ‪ ،‬في كون األول إلتزام بإسم الغير أي أنه يقوم‬
‫بالتعاقد شريطة أن يقر هذا الغير باإللتزام الذي أبرم بإسمه ‪ ، 41‬بخالف التفاوض الذي يبقى‬
‫مرحلة قبلية للتعاقد و في هذه الحالة (التفاوض لحساب الغير) ال تعد ضرورية موافقة األصيل‬
‫ألنه هو من أعطى صالحية التفاوض بإسمه‪.‬‬
‫و لقد ضرب املشرع أمثلة للتفاوض لحساب الغير في العقود لكن في قوانين أخرى ‪ ،‬كالقانون‬
‫التجاري فنجد أن املادة ‪ 696‬في مدونة التجارة ‪ ،‬املتعلقة بالوكالة التجارية أعطت بشكل صريح‬
‫إمكانية التفاوض لحساب الغير و جاء فيها " الوكالة التجارية عقد يلتزم بمقتضاه شخص و دون‬
‫أن يكون مرتبطا بعقد عمل ‪ ،‬بالتفاوض أو التعاقد بصفة معتادة ‪ ،‬بشأن عمليات تهم أشرية أو‬
‫بيوعات " و نستشف من املادة أعاله أنه يمكن للوكيل أن يتفاوض بشأن العقد لحساب موكله‬
‫في كل األمور التي تخص معامالته من بيوع و أشرية‪.‬‬
‫و في املادة اإلجتماعية يمكنا أن نضع " املفاوضات الجماعية" في خانة التفاوض لحساب‬
‫الغير ‪ ،‬حيث أن العملية التفاوضية تكون بين ممثلي املنظمات ‪42‬النقابية لألجراء األكثر تمثيال‬
‫أو اإلتحادات النقابية األكثر تمثيال من جهة ‪ ،‬و بين مشغل أو عدة مشغلين أو ممثلي املنظمات‬
‫املهنية من جهة أخرى ‪ ،‬و عليه يقوم كل طرف بتعيين من يمثله في هذه املفاوضات (كتابة)‪ 43‬و‬
‫تنطوي هذه املرحلة على عملية صناعة القرار املشترك التي تساعد على بناء الثقة بين األطراف‬
‫و تعزيز نوعية عالقة العمل‪ ،‬و تشمل هذه املرحلة التشاور و تبادل املعلومات باإلستماع إلى آراء‬
‫األطراف بشأن املسائل ذات اإلهتمام املشترك كتحسين ظروف الشغل و التشغيل و تنظيم‬
‫العالقات بين املشغلين و األجراء و الزيادة في األجور ‪ ،...‬و الهدف من املفاوضات الجماعية أن‬
‫تتوج في النهاية بإبرام "عقد جماعي" أو "إتفاقية شغل جماعية"‪ 44‬تسري آثاره على جميع‬
‫األطراف‪ ،‬و هذا نموذج حي عن التفاوض لحساب الغير‪.‬‬

‫‪ 41-‬مأمون الكزبري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪036‬‬

‫‪ -42‬املادة ‪ 90‬من قانون الشغل‬

‫‪ -43‬املادة ‪ 96‬من قانون الشغل‬

‫‪ -44‬املادة ‪ 321‬من مدونة الشغل‬

‫‪21‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫المطلب الثاني‪ ꓽ‬المسؤولية الناشئة عن المرحلة القبلية للتعاقد‪ꓽ‬‬


‫إن املرحلة القبلية للتعاقد هي مجموع املفاوضات والعمليات التمهيدية املتمثلة في املساعي‬
‫واملباحثات واملشاورات وتبادل وجهات النظر التي تجري بين األطراف الراغبة في إبرام عقد من‬
‫العقود بغية التوصل إلى اتفاق‪.‬‬
‫ومن املعلوم أن اغلب التشريعات لم تنظم املرحلة القبلية للتعاقد بما فيهم املشرع املغربي‬
‫‪,‬نظرا الهتمام التشريعات باملرحلة الالحقة للعقود وما يترتب عنها ‪.‬فال وجود لنص ينظم‬
‫املفاوضات كعملية ‪,‬وال وجود لنص ينظم العالقة بين أفراد التفاوض ‪.‬‬
‫والواقع العملي الحالي في اغلب البلدان فرض نفسه على الفقه والقضاء املعاصرين حيث‬
‫أنهم اعترفوا بالقيمة القانونية لهذه املرحلة ‪ ،‬واعتبروا أن مرحلة املفاوضات يترتب عنها التزامات‬
‫ويترتب عن اإلخالل بهذه االلتزامات مسؤولية تختلف بحسب ما إذا كانت هذه املفاوضات‬
‫مصحوبة باتفاق ينظمها ‪،‬أم بدون اتفاق ينظم سيرها وعالقة أطرافها حينها ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة المسؤولية في المفاوضات الغير منظمة بإتفاق‪:‬‬
‫املفاوضات الغير مصحوبة بعقد هي التي تتم بال اتفاق صريح ينظمها ‪,‬حيث يقوم الطرفان‬
‫بالدخول مباشرة في املناقشات واالقتراحات كل حسب مصلحته الخاصة ‪.‬وسبق ان قلنا ان‬
‫التشريعات أغلبها لم تضع نصوصا قانونية تنظم سير هذه العملية وبالتالي نتساءل عن نوع‬
‫املسؤولية التي قد تنشأ عند اإلخالل بأحد االلتزامات الناشئة عن هذه املفاوضات الغير منظمة‬
‫باتفاق‪.‬‬
‫وسوف نتعرف على نوع املسؤولية باستقراء مواقف بعض التشريعات املقارنة ‪:‬‬

‫●التشريع الفرنس ي ‪:‬‬


‫لم يوجد في القانون املدني الفرنس ي نص يحكم املرحلة القبلية للتعاقد ‪.‬والقضاء الفرنس ي‬
‫يعتبر ان املفاوضات السابقة إلنشاء العقد هي مجرد أعمال مادية غير الزمة ومجرد الدخول‬

‫‪22‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫فيها ال يرتب التزامات على عاتق املتفاوضين مادام ان العقد لم يبرم بعد ‪.45‬وكل طرف له الحق‬
‫في إيقاف املفاوضات متى شاء بطريقة شرعية دون اعتبار انسحابه خطأ يستوجب التعويض‬
‫إال ما كان من قواعد املسؤولية التقصيرية الواجبة التطبيق متى توافرت شروطها حسب املادة‬
‫‪ 3600‬و ‪ 3606‬من القانون املدني الفرنس ي ‪,‬وليست املسؤولية العقدية بعلة عدم وجود العقد‬
‫‪.‬وهذا ما كرسته املحكمة الفرنسية بمدينة رين في الثامن من يوليو ‪ 3909‬وقضية أخرى ملحكمة‬
‫النقض الفرنسية في ‪ 02‬مارس ‪ 3920‬حيث جاء في قرارها "‪....‬وبهذا فإن املسؤولية في مرحلة‬
‫املفاوضات الغير مصحوبة باتفاق صريح ال تكون إال تقصيرية ألن قواعدها املنصوص عليها في‬
‫املادتين ‪ 3600‬و ‪ 3606‬هي وحدها الواجبة التطبيق على املسؤولية قبل التعاقدية على قطع‬
‫املفاوضات"‪. 46‬‬
‫وبالتعديل األخير التي لحق القانون املدني الفرنس ي سنة ‪ 0233‬نجده في املادتين ‪ 3321‬و‬
‫‪ 3330‬حث على إلزامية اعتماد مبدأ حسن النية في سائر مراحل العقد بما فيها مرحلة‬
‫املفاوضات بعدما كانت مشترطة فقط أثناء تنفيذ العقد بنص املادة ‪ 3361‬من القانون املدني‬
‫املعدل بمرسوم ‪ 32‬فبراير ‪, 0233‬وعليه فإذا تم اإلخالل بمبادئ املفاوضات فإن املسؤولية تقوم‬
‫بتوفر الشروط املتطلبة فيها ‪,‬لكن املسؤولية تبقى تقصيرية باعتبار عدم وجود عقد لقيام‬
‫املسؤولية العقدية ‪.‬‬
‫ويمكن أن يتجسد الخطأ في صورة قطع املفاوضات بدون سبب شرعي أو في صورة سرقة‬
‫األفكار أو األسرار واستغاللها ألغراض شخصية مما يسبب ضررا للغير يوجب قيام املسؤولية‬
‫كما قد يتجسد في صورة إهدار وتضييع وقت أحد األطراف مما يفوت عليه فرصا أخرى للتعاقد‬
‫وإبرام عقود أو صفقات‪.‬‬

‫● التشريع األملاني ‪:‬‬

‫‪-⁴⁴‬أمية حسن علوان "مالحظات حول القانون الواجب التطبيق عن املسؤولية التعاقدية عن قطع املفاوضات في العقود الدولية بحث مقدم‬
‫لندوة املنظمة التعاقدية للقانون املدني ومقتضيات التجارة الدولية ‪.‬معهد قانون االعمال الدولي جامعة القاهرة ‪3996‬‬

‫‪ -‬علي أحمد صالح "املفاوضات في العقود التجارية الدولية دار هومه الجزائر ‪ ، 0230،‬ص ‪111‬‬

‫‪23‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫لم ينظم أيضا املشرع األملاني املرحلة القبلية للتعاقد‪ ،‬بل ترك مهمة الفصل للقضاء‬
‫والفقه إليجاد الحلول ‪,‬وهذين األخيرين تأثروا بنظرية " الخطأ عند إبرام العقد " لصاحبها الفقيه‬
‫األملاني"إهرنغ" حيث تقوم النظرية على أن هناك عقدا ضمنيا ينشأ عند قبول الدخول في‬
‫املفاوضات مما يستوجب مراعاة الحرص واألمانة وحسن النية التي تعتبر من أهم مبادئ إبرام‬
‫العقود ‪،‬وأن كل شخص أقدم على التعاقد يتعهد ضمنا أال يقوم من جانبه سبب يوجب بطالن‬
‫العقد ‪،‬فيكون بذلك عقد ضمان بإيجاب وقبول ضمنيين ‪،‬وأي إخالل بمبدأ حسن النية وما‬
‫يتفرع عنها يقيم املسؤولية القبل عقدية ‪ ،‬وهي مسؤولية خاصة يسمونها املسؤولية "شبه‬
‫العقدية" ‪,‬ألنها من نوع خاص وصدرت خالل مرحلة خاصة ‪,‬فال هي تقصيرية وال عقدية ‪،‬لكن‬
‫تنطبق عليها قواعد املسؤولية العقدية بتوفر أربعة شروط بزيادة وجود التزام بين الطرفين‬
‫إضافة إلى الخطأ والضرر والعالقة السببية ‪.47‬واملشرع األملاني قد نص على مبدا حسن النية في‬
‫سائر مراحل العقد بما فيها مرحلة املفاوضات وذلك في املادتين ‪ 013‬و ‪ 633‬من القانون املدني‬
‫ااالملاني املعدل سنة ‪.48 0220‬‬

‫●التشريع السويسري ‪:‬‬


‫سار املشرع السويسري على نهج باقي التشريعات املقارنة بإغفاله تنظيم املرحلة القبلية‬
‫للتعاقد‪ ،‬واختلف الفقه في سويسرا حول طبيعة املسؤولية الواجبة التطبيق عند املفاوضات‬
‫‪.‬فقال بعض من الفقه بأن املسؤولية الواجبة التطبيق هي املسؤولية التقصيرية املنصوص عليها‬
‫في املادة ‪ 4913‬من قانون االلتزامات السويسري ‪,‬باعتبار أن مرحلة املفاوضات هي وقائع مادية‬
‫وما يقع على األطراف فيها مجرد واجبات عامة ال ترتقي لدرجة االلتزامات باملعنى الصحيح ‪.‬‬

‫‪ -47‬رجب كريم عبد هللا ‪ ,‬التفاوض على العقد "دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة "دار النهضة العربية القاهرة ‪ 0222‬ص ‪ 033‬و ‪032‬‬
‫‪-48‬عرض بعنوان مبدأ حسن النية في العقود "ماستراألمن القانوني للمقاوالت والعقود" نقال عن روزان طالب محمود السويطي‬
‫‪49-Art 41* Celui qui cause d’une manière illicite ,un dommage à autrui ,soit intentionnellement ,soit par négligence ou‬‬

‫‪imprudence ,est tenu de le réparer .‬‬

‫‪24‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫لكن الرأي الغالب من الفقه السويسري يرى أن املسؤولية هنا شبه عقدية ‪ ،50‬وتندرج‬
‫ضمن أحكام املادة ‪ 90‬من قانون االلتزامات السويسري ‪،‬ألن الواجبات في املفاوضات هي‬
‫التزامات قانونية يعد اإلخالل بها خطأ تطبق عليها قواعد املسؤولية العقدية ‪.‬‬

‫● التشريع األنجلو أمريكي ‪:‬‬


‫يتميز التشريع األنجلو أمريكي بكونه ال يضع قيودا على عاتق املتفاوضين وال يرتب عليهم‬
‫التزامات في مرحلة التفاوض ‪،‬بل يترك لهم حرية اتخاذ ما يرونه مناسبا ملصلحتهم التعاقدية‬
‫‪,‬وهذا قد يضر بسمعة املعامالت وفيه أيضا خطورة على األطراف خاصة األطراف الضعيفة ‪،‬إال‬
‫أن القانون األمريكي سواء في قانون التجارة األمريكي املوحد أو قانون االلتزامات نص على إلزامية‬
‫احترام مبدأ حسن النية في تنفيذ العقود كما فعلت جل التشريعات ‪،51‬وذلك في املادة ‪ 3262‬من‬
‫قانون التجارة املوحد ‪,‬واملادة ‪ 026‬من قانون االلتزامات ‪,‬لكن الفقهاء يرفضون إسباغ الطالع‬
‫العقدي على مرحلة التفاوض‬
‫والقانون االنجليزي ال يعتبر عقد التفاوض عقدا‪ ،‬وإن كان القضاء االنجليزي كما هو الحال‬
‫في أمريكا بدأ يرتب املسؤولية التقصيرية عن مرحلة املفاوضات في بعض الحاالت الخاصة ‪.‬‬

‫●التشريع املصري والجزائري ‪:‬‬


‫ال املشرع املصري وال املغربي نظما املرحلة السابقة للعقد ‪,‬بل اهتموا فقط بتنظيم ما ينشأ‬
‫عن العقد بعد إبرامه ‪,‬وكالهما اعتبر أن األعمال الصادرة في مرحلة التفاوض أعمال مادية ال‬
‫ترتب أي أثر قانوني‪ ،‬والكل له الحق في االستمرار أو الخروج من املفاوضات دون تحمل مسؤولية‬
‫وذلك تطبيقا ملبدأ الحرية في التعاقد ‪،‬لكن هذا ال يعني عدم قيام املسؤولية في حالة وقوع ضرر‬
‫ألحد األطراف نتيجة إخالل األخر بقواعد التفاوض وأهمها حسن النية في إبرام العقود ‪،‬فتكون‬

‫‪ -50‬رجب كريم عبد هللا مرجع سابق ص ‪119‬‬


‫‪ :⁰⁵‬أحمد عبد الكريم سالمة‪,‬قانون العقد الدولي "مفاوضات العقود الدولية القانون الواجب التطبيق وأزمته" دار النهضة العربية‬
‫‪0222‬ص ‪66‬‬
‫نقال عن تواتي احمد نور الهدى "النظام القانوني للتفاوض في عقود التجارة الدولية "ر سالة ماستر جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪1123‬‬

‫‪25‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫بذلك املسؤولية الواجبة التطبيق هي املسؤولية التقصيرية بتوافر جميع شروطها ‪.‬وكما هو‬
‫متعارف عليه‪ ،‬يقع على املضرور إثبات الضرر الذي أصابه من عدم تنفيذ الطرف اآلخر‬
‫اللتزاماته ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسؤولية في المفاوضات المصحوبة بإتفاق ‪:‬‬
‫املفاوضات املصحوبة باتفاق تفاوض هي املفاوضات املبنية على عقد تفاوض صريح يتفق‬
‫بموجبه األطراف على الدخول في املفاوضات من اجل إبرام عقد‪ ،‬وينظم ذلك العقد العالقة بين‬
‫األطراف خالل فترة املفاوضات والتزاماتهم وصوال إلى نهايتها دون التزامهم بإبرام العقد النهائي‪،‬‬
‫مع ما يمكن أن ينشا عن هذا االتفاق من مسؤوليات خاصة بهذه املرحلة‪.‬‬
‫وسنعرف نوع املسؤولية الناشئة عن هذه املرحلة املصحوبة بوجود اتفاق‪ ،‬باستقراء رأي‬
‫الفقه والقضاء في بعض التشريعات املقارنة كما تقدم‪.‬‬

‫● موقف القانون الفرنس ي ‪:‬‬


‫اعترف الفقه والقضاء في فرنسا بالعقد املنظم للمفاوضات السابقة إلنشاء العقد‪ ،‬وهو‬
‫في نظرهم عقد صحيح ناش ئ عن اتفاق إرادتين ويرتب التزامات يترتب عن اإلخالل بها قيام‬
‫املسؤولية عقدية‪.‬‬
‫ويعتبر القضاء الفرنس ي أكبر مشجع على اعتماد عقد التفاوض كعقد صحيح منش ئ لكافة‬
‫اآلثار القانونية الناشئة عن العقود الحقيقية‪ ،‬ويرتب املسؤولية العقدية على من أخل بالتزاماته‬
‫خالل الفترة السابقة للتعاقد املنظمة بعقد‪ .‬وقد رتب القضاء الفرنس ي املسؤولية العقدية على‬
‫هذا العقد املنظم للمفاوضات في أحيان كثيرة حتى وإن كان هذا العقد ضمنيا ‪.52‬‬

‫●موقف التشريع األنجلو أمريكي ‪:‬‬


‫إن القانون األنجلو أمريكي ال يعترفا أساسا بوجود عقد تفاوض‪ ،‬فالقانون األمريكي‬
‫واالنجليزي ال يطلقون اسم عقد إال على االتفاق الذي يكون بمقابل مادي إضافة إلى اتفاق إرادة‬

‫‪ -52‬علي أحمد صالح "املفاوضات في العقود التجارية الدولية ‪,‬دار هومه الجزائر ‪ 0230‬ص‪233‬‬

‫‪26‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫األطراف ليسمى تصرفا قانونيا وعقدا ملزما‪ ،‬فال يكفي عندهم اإليجاب والقبول لينشأ العقد‪،‬‬
‫وهو تماما عكس باقي التشريعات املقارنة ‪.‬والعلة في ذلك أن االتفاق يجب أن يجلب فائدة‬
‫اقتصادية للمجتمع ‪،‬وهذا هو الفرق عندهم بين العقد امللزم والغير ملزم ‪.53‬‬
‫وعقد التفاوض بالنسبة للقانون االنجليزي هو مجرد تعهد ال يقوم على مقابل مادي وهو‬
‫أيضا غير ظاهر املعالم ويصعب تقدير التعويض الذي ينشأ عن اإلخالل به من طرف املحاكم‪.‬‬
‫لكن مؤخرا بدأ القضاء االنجليزي واألمريكي يعترف شيئا فشيئا بهذا العقد وبدأ أيضا يقيم‬
‫املسؤولية العقدية على من تسبب بضرر لآلخر بناء على هذا االتفاق التفاوض ي‪.‬‬

‫●موقف القانون املصري والجزائري ‪:‬‬


‫سبق وقلنا إن القانون املصري والجزائري كالهما لم ينصا على ما ينظم مرحلة التفاوض‬
‫قبل إبرام العقود‪ ،‬وتركوا هذا األمر للفقه والقضاء إليجاد الحلول للنوازل املثارة بشأن هذه‬
‫الفترة‪.‬‬
‫وقد أكدت محكمة النقض املصرية في غير ما مرة أن املفاوضات ال تشكل إال أعماال مادية ال‬
‫يترتب عنها أي أثر قانوني وكل متفاوض حر في االنسحاب من املفاوضات في الوقت التي يريده‬
‫دون أن يتعرض ألي مسؤولية ‪.54‬‬
‫وعلى عكس ما كان‪ ،‬فالفقهاء املعاصرون أصبحوا يعترفون بعقد التفاوض وخاصة ما يتعلق‬
‫بالصريح منه‪ ،‬فإذا كان هناك التزام بالتفاوض ينظم العالقة بين أطرافه أثناء عملية التفاوض‪،‬‬
‫فإن اإلخالل به يثير املسؤولية العقدية‪ ،‬ويرى هذا الفقه املعاصر أن هذا العقد صحيح وهو‬
‫فقط مجرد التزام بالتفاوض وال يلزم األطراف بإبرام العقد النهائي ‪ ،‬فيظل لألطراف حرية إبرام‬
‫العقد النهائي من عدمه ‪.55‬‬

‫‪ -53‬رجب كريم عبد هللا مرجع سابق ص ‪006‬‬


‫‪- 54‬رجب كريم عبد هللا مرجع سابق ص ‪ 026‬نقال عن تواتي احمد نور الهدى م س ‪.‬‬
‫‪ -⁵²‬محمد حسين منصور "املسؤولية االلكترونية دار الجامعة الجديدة للنشر طبعة ‪ 0226‬ص ‪31‬‬

‫‪27‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫●موقف التشريع املغربي ‪:‬‬


‫لم يخالف املشرع املغربي مواقف التشريعات املقارنة بشأن املرحلة القبلية للتعاقد ‪،‬فلم‬
‫ينظمها بأي نص أو حتى عبارة تبين طبيعة هذه املرحلة ‪،‬لكنه نص في املادة ‪ 063‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود على ضرورة التقيد بحسن النية عند تنفيذ التعهدات حيث جاء في نص‬
‫املادة "كل تعهد يجب تنفيذه بحسن نية‪ ،‬وهو ال يلزم ما وقع التصريح به فحسب ‪،‬بل أيضا كل‬
‫ملحقات االلتزام التي يقررها القانون أو العرف أو اإلنصاف وفقا ملا تقتضيه "‪.‬ونالحظ أن املشرع‬
‫املغربي نص على عبارة "ملحقات االلتزام "ولم يذكر شيئا عن مرحلة ما قبل االلتزام ‪,‬فيكون‬
‫بذلك سار على نفس مسار التشريعات املقارنة بعدم إعطاء أهمية ملرحلة املفاوضات واالهتمام‬
‫فقط بما ينشأ بعد إبرام العقد‪ ،‬إال ما كان من موقف املشرع الفرنس ي الذي تدارك هذا األمر‬
‫بعد التعديل األخير للقانون املدني الفرنس ي حيت أصبح مبدأ حسن النية ينظم حتى‬
‫املرحلة القبلية للتعاقد أي جميع مراحل العقد ‪.‬وقد نص املشرع املغربي على مبدأ حسن النية‬
‫في عدة قوانين أخرى كما في املادة ‪ 6‬من ق م م واملادة ‪ 62‬من مدونة التأمينات ‪.56‬وقد جعل‬
‫املشرع املغربي الفصل ‪ 063‬مرجعا أساسيا ملبدأ حسن النية ‪,‬إال أن ما يعاب عليه هو عدم جعل‬
‫هذا املبدأ شامال لكل مراحل التعاقد ‪.‬‬
‫وحتى القضاء املغربي لم يعرف حسب علمنا قضايا تهم املرحلة القبلية للتعاقد‪ ،‬وذلك‬
‫راجع إلى غياب الوعي الحقوقي بأهمية مرحلة املفاوضات‪ .‬وباملقابل فإن هذه الدعاوي أصبحت‬
‫مألوفة وعادية في القضاء األجنبي‪ ،‬وهو ما يفترض أن نتهيأ له قانونيا لحل مثل هذه النزاعات‬
‫التي ستثار أمام املحاكم املغربية في املستقبل‪.‬‬
‫وفي األخير ال بد من أن نبدي رأينا املتواضع في املسألة‪ ،‬فنقول إن املسؤولية الناشئة في‬
‫املرحلة السابقة للتعاقد إذا لم تكن منظمة باتفاق فإنها ال تخرج من دائرة التقصير وال تطبق‬
‫عليها إال قواعد املسؤولية التقصيرية بتوافر الخطأ الناتج عن سوء النية في املفاوضات ‪،‬‬
‫والضرر الناتج عن الخطأ‪ ,‬وعالقة سببية تربط بين الخطأ والضرر‪ ،‬وأن نظرية الخطأ في تكوين‬

‫‪-56‬املادة ‪ 6‬ق م م "يجب على كل متقاض ممارسة حقوقه طبقا لقواعد حسن النية " املادة ‪ 62‬م التأمين "‪...‬يكون عقد التأمين باطال في‬
‫حال كتمان أو تصريح كاذب من طرف املؤمن له ‪...‬‬

‫‪28‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫العقد ووجود العقد الضمني ال تستند إلى أساس معقول وال يمكن تطبيق املسؤولية العقدية‬
‫بدون وجود عقد تقوم عليه‪ .‬أما املسؤولية عن املفاوضات املنظمة بعقد فهي أيضا ال تطبق‬
‫عليها إال قواعد املسؤولية العقدية ما دام مستندة على عقد غالبا ما يكون مكتوبا يحدد التزامات‬
‫أطراف التفاوض‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫خاتمة‬
‫يتبين لنا مما سبق‪ ،‬أن املرحلة القبلية للتعاقد‪ ،‬لها أهمية كبيرة في توصل األطراف إلى‬
‫إنشاء العقود‪ ،‬والتوازن العقدي‪ ،‬إذ يدافع كل طرف عن مصالحه‪ ،‬وكل ذلك مع احترام مبادئ‬
‫حسن النية‪ ،‬وااللتزامات املتفرعة عنه‪ ،‬سواء في العقود التقليدية أو العقود الحديثة‪ ،‬والبد من‬
‫املخل بااللتزامات التي يقتضيها مبدأ حسن النية‪ ،‬من مسؤولية قانونية تطاله‪ ،‬حفاظا على‬
‫استقرار املعامالت‪ ،‬سواء كانت تقصيرية او عقدية‪.‬‬
‫و بالتالي أصبح لزاما و ضرورتا أن ينظم املشرع املغربي هذه املرحلة قصد تحديد طبيعة‬
‫املسؤولية واجبة التطبيق عند وقوع نزاع‪ ،‬وكذا نوع االلتزامات التي تقع على عاتق الطرفين في‬
‫هذه املرحلة و هذا راجع في املقام االول إلى حالة إنعدام األخالق في املعامالت التي أصبحنا‬
‫نعيشها ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫قائمة املراجع‬
‫أوال ‪ :‬الكتب ‪:‬‬
‫● عبدالرزاق السنهوري ‪ ،‬الوسيط في نظرية العقد‪ ،‬الجزء األول مصادر اإللتزام بدون‬
‫ذكر املطبعة ‪،‬سنة الطبع غ‪.‬م‬
‫● عبد الحق صافي ‪ ،‬الوجيز في القانون املدني‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪0233 ،‬‬
‫● موالي حفيظ علوي قادري ‪ ،‬إشكاالت التعاقد في التجارة اإللكترونية‪ ،‬الشركة املغربية‬
‫لتوزيع الكتاب‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫● عبد الواحد شعير‪ ،‬النظرية العامة لإللتزام‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‬
‫● ماجد محمد سليمان أبا الخيل ‪ ،‬العقد اإللكتروني مكتبة الرشد ‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫الرياض‬
‫● مأمون الكزبري‪ ،‬أوصاف اإللتزام و إنتقاله و إنقضاؤه ‪ :‬الجزء الثاني‪ ،‬بدون ذكر اسم‬
‫املطبعة ‪،‬سنة غ‪.‬م‬
‫● عبد الرحمان الشرقاوي ‪.‬قانون العقود املسماة ‪.‬الكتاب األول العقود الناقلة‬
‫للملكية‪.‬عقد البيع الطبعة السابعة سنة الطبع ‪ 0203‬دار اآلفاق املغربية للنشر و‬
‫التوزيع ‪.‬‬
‫● علي أحمد صالح ‪ ،‬املفاوضات في العقود التجارية الدولية ‪ ،‬دار هو من للطباعة و‬
‫النشر و التوزيع ‪.0230 ،‬‬
‫● رجب كريم عبد هللا ‪ ،‬التفاوض على العقد ‪ :‬دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة ‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪0222 ،‬‬
‫● أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬قانون العقد الدولي "مفاوضات العقود الدولية ‪-‬قانون‬
‫اإلدارة و أزمته "‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع ‪0220 ،‬‬

‫‪31‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫● محمد حسين منصور ‪ ،‬املسؤولية اإللكترونية ‪ ،‬منشأة املعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪0223 ،‬‬
‫● محمد قاسم ‪ ،‬قانون العقود الفرنس ي الجديد‪ ،‬منشورات الجبلي الحقوقية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪0230‬‬
‫● عبد املجيد الحكيم ‪ ،‬الوسيط في نظرية العقد ‪ ،‬الطبعة األولى‪3932 ،‬‬
‫● عبد الناصر توفيق العطار ‪ ،‬نظرية اإللتزام في الشريعة اإلسالمية و التشريعات العربية‬
‫‪ ،‬مطبعة السعادة ‪ ،‬الطبعة األولى‪3926 ،‬‬
‫● البخاري ‪ ،‬كتاب الجامع الصحيح املسند املختصر من أمور النبي صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫دار ابن كثير ‪ ،‬لبنان ‪0222 ،‬‬
‫● محيي الدين أبي زكريا ‪ ،‬صحيح مسلم بشرح اإلمام محيي الدين النووي املسمى املنهاج ‪،‬‬
‫دار الفيحاء للطباعة و النشر و التوزيع ‪0232 ،‬‬

‫ثانيا ‪:‬التشريعات ‪:‬‬


‫● قانون اإللتزامات و العقود‬
‫● القانون رقم ‪ 63.20‬القاض ي بتحديد تدابير لحماية املستهلك‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ، 6960‬بتاريخ ‪ 6‬جمادى األولى ‪ 2 ( 3160‬أبريل ‪) 0233‬‬
‫● قانون املسطرة املدنية ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6062‬مكرر‪،‬بتاريخ ‪ 36‬رمضان‬
‫‪ 62 (3691‬شتنبر ‪)، 3921‬‬
‫● القانون رقم ‪ 32.99‬املتعلق مدونة التأمينات ‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪،6261‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 0‬رمضان ‪ 2( 3106‬نوفمبر ‪)0220‬‬
‫● القانون ‪ 66.26‬املتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية ‪ ،‬منشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ، 6601‬بتاريخ ‪ 06‬ذو القعدة ‪ 3(3100‬ديسمبر‪) 0222‬‬
‫● القانون ‪ 326.30‬املتعلق بمؤسسات اإلئتمان و الهيئات املعتبرة في حكمها ‪ ،‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3600‬بتاريخ فاتح ربيع األول ‪ 00 ( 3166‬يناير ‪) 0236‬‬

‫‪32‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫ثالثا ‪:‬املجالت و املقاالت اإللكترونية ‪:‬‬


‫● مسعودي يوسف‪ ،‬رحاب أرحيلوس ‪ ،‬مقال تحت عنوان " اإلطار القانوني للتفاوض في‬
‫العقد اإللكتروني " ‪ ،‬مجلة معالم للدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬العدد الثالث ‪،‬‬
‫مارس ‪0230‬‬
‫● األستاذ يزيد نصير ‪ ،‬مقال تحت عنوان " مرحلة ما قبل العقد " ‪ ،‬مجلة املنار ‪ ،‬العدد‬
‫الثالث ‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬مراجع األجنبية ‪ꓽ‬‬
‫‪●Marino mochez laurence droit des contrats specieux‬‬

‫‪●Gabonner droit civil des obligations‬‬


‫خامسا ‪ :‬الرسائل‪:‬‬

‫‪ ‬محمد بارود " تكييف قانوني جديد ملفاوضات العقد‬


‫‪ ‬كريم عبد الالة" التفاوض على العقد دراسة مقارنة‬

‫●حسام االهواني "املفاوضات ماقبل التعاقدية ومراحل العقد ورقة بحث األنظمة التعاقدية‬
‫للقانون املدني ومقتضيات التجارة الدولية‬

‫‪33‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪0............................................................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬ماهية املرحلة القبلية للتعاقد وأهم مبادئه‪6.........................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ ꓽ‬ماهية املرحلة القبلية للتعاقد (املفاوضات)‪6........................................................‬‬

‫الفقرة االولى‪ ꓽ‬تعريف املرحلة القبلية للتعاقد أهميتهاوخصائصها‪6.............................................‬‬


‫أ‪-‬تعريف املرحلة القبلية للتعاقد (املفاوضات)‪1............................................................................‬‬
‫ب ‪-‬اهمية املرحلة القبلية للتعاقد (املفاوضات) وخصائصها‪3......................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ ꓽ‬الطبيعة القانونية للمرحلة القبلية للتعاقد وتميزها عن باقي العقود املشابهة‬
‫لها‪3...................................................................................................................................................‬‬
‫ا‪-‬الطبيعة القانونية ملرحلة القبلية للتعاقد (املفاوضات)‪2...........................................................‬‬

‫ب ‪ꓽ‬تمييز املرحلة القبلية للتعاقد عن املفاهيم املشابهة لها‪2........................................................‬‬


‫املطلب الثاني‪ :‬املستندات املعاصرة للمفاوضات والتزامات املتفاوضين ‪32.................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬املستندات املعاصرة ملرحلة املفاوضات‪32..............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬خطابات النوايا‪33...................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬البروتوكول االتفاقي‪33..........................................................................................................:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مبدأ حسن النية في املرحلة القبلية للتعاقد‪30....................................................‬‬
‫ا‪-‬مفهوم مبدأ حسن النية‪30.........................................................................................................‬‬
‫ب ‪-‬التنظيم القانوني ملبدأ حسن النية في مرحلة التفاوض وما ينبثق عنه من التزامات‪30........‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬بعض أشكال التفاوض واملسؤولية الواجبة التطبيق‪36 ....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬بعض أشكال املفاوضات ‪36....................................................................................‬‬
‫‪34‬‬
‫نظرية االلتزامات –املرحلة القبلية للتعاقد‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التفاوض في العقود اإللكترونية‪36...........................................................................‬‬


‫ا‪-‬هل الدعوة للتفاوض في العقود اإللكترونية تعد إيجابا إلكترونيا أو مجرد إعالنات‬
‫إلكترونية‪33.....................................................................................................................................‬‬
‫ب‪-‬بعض طرق التفاوض في العقود اإللكترونية‪32........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التفاوض لحساب الغير‪30.....................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني املسؤولية الناشئة عن املرحلة القبلية للتعاقد‪03..................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة املسؤولية في املفاوضات الغير منظمة باتفاق‪03.........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املسؤولية في املفاوضات املصحوبة باتفاق‪06........................................................‬‬
‫خاتمة‪09..........................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املراجع‪62...............................................................................................................................‬‬

‫الفهرس‪66.......................................................................................................................................‬‬

‫‪35‬‬

You might also like