Professional Documents
Culture Documents
يكون لمن وجه اليه االيجاب الحرية في القبول أو الرفض .فاذا اختار القبول فعليه أن
يقبله بكافة عناصره الجوهرية و الجزئية ،بمعنى أنه يجب أن يكون القبول مطابقا
لاليجاب تمام المطابقة .
مثال :لو عرض شخص سيارته للبيع مبلغ 40000لاير على اخر ،وقبل الطرف االخر
بالشراء ولكن بدفع الثمن على دفعتين .هل ينشأ العقد في هذه الحالة؟
االجابة بالتاكيد ال ،الن العرض لم يتضمن تقسيط الثمن على دفعتين ،وفي هذه الحالة
يعد ما ذكره الطرف االخر ايجاب جديد يحتاج الى قبول من الطرف االول.
لماذا؟ الن مسألة دفع الثمن بالكامل أو بالتقسيط تعد من المسائل الجوهرية عند التعاقد ،
وفي حالة عدم اشتمال العرض على سداد الثمن بالتقسيط ،فان ارادة البائع ال تكون
قد اتجهت الى البيع بالتقسيط.
حاالت استثنائية لعدم المطابقة الكاملة للقبول
على الرغم من ان القاعدة العامة تنص على ضرورة مطابقة القبول لجميع عناصر
االيجاب ،اال انه في بعض الحاالت قد ال يشتمل االيجاب على كافة المسائل التفصلية
الخاصة بالعقد ،و انما يحدث التطابق بين االيجاب و القبول في المسائل الجوهرية
فحسب ،و مع ذلك فالعقد ينعقد و يترك تحديد المسائل التفصيلية أما الحقا أو
بالرجوع الى العرف أو القواعد التشريعية المكملة.
مثال :اذا اتفق طرفان على عقد البيع و لم يتم تحديد زمان ومكان تسليم المبيع ،فانه
في هذه الحالة على الرغم من عدم تطرق االيجاب لهذه المسألة .فان القبول يكون
مطابقا لاليجاب لتطابقه على المسائل الجوهرية في عقد البيع وهي تحديد الثمن و
المبيع .في هذه الحالة يتم الرجوع للقواعد العامة لعقد البيع التىي تنص على أن
تسليم المبيع يكون في المكان الذي وجد فيه وقت التعاقد وكذلك ضرورة تسليم
المبيع فور قبض الثمن.
صور خاصة للقبول (عقود المزاد)
في الغالب يتم التعاقد عن الطريق التفاوض ،ولكن ليس هناك ما يمنع أن يتم التعاقد
عن طريق المزايدة .فيتم طرح موضوع العقد في مزاد علني ويبرم العقد مع من
يتقدم بأكبر ثمن أو اكبر عطاء .في هذه الصورة من التعاقد عن طريق المزاد يتمثل
االيجاب في التقدم بالعطاء .أما طرح الصفقة للمزاد فيعد مجرد دعوة للتعاقد.
و حيث أن االيجاب يتمثل في التقدم بعطاء ،فأن القبول ال يتم اال برسو المزاد .
مثال :مزاد لبيع قطع من المجوهرات ،تم عرض قطعة عبارة عن خاتم من االلماس
المرصع بحجر كريم و بدا العرض بمبلغ 200000لاير .تقدمت أ بأيجاب بمبلغ
210000لاير ،ثم ب بمبلغ ، 220000ثم ج بمبلغ 280000لاير ولم يتقدم احد
بعد ج .في هذه الحالة يرسو المزاد على ج .أيجاب أ يسقط بأيجاب ب و أيجاب ب
يسقط بأيجاب ج ،وهكذا .ويعد البيع بالمزاد طريقة شائعة لبيع االرضي ذات
المساحات الكبيرة و كذلك بيع اللوحات الفنية و المجوهرات .
عيوب االرادة
يشترط لصحة العقد سالمة الرضا من عيوب االرادة (الغلط ،االكراه ،
التدليس ،االستغالل) .هذه العيوب تؤثر في صحة الرضا وسالمته ،
وبالتالي تعطي الحق للمطالبة في ابطال العقد .يرجع السبب في ذلك الى
أن ارادة المتعاقد تحت تأثير هذه العيوب ال يصح االعتداد بها.
فالمتعاقد لو كان على بينة من أمره أو كان حرا في أختياره ،ما كان ليبرم
هذا العقد تحت تاثير الغلط أو التدليس أو االكراه .فا الرادة في هذه
الحالة ال تصلح أن تكون أساسا النعقاد العقد .
الغلط
الغلط هو وهم يقوم في ذهن الشخص ،يجعله يتصور االمر على خالف الحقيقة ،فيرى
في االمر شيئا غير موجود فيه في الواقع .مثال ذلك أن يتقدم شخص لشراء لوحة
فنية أو قطعة أثرية يعتقد أنها من عمل رسام معين أو ذات تاريخ قديم ثم يكتشف
أنها ليست كذلك .و لكن في حالة الغلط يشترط أن يكون طرفي العقد قد وقعا في
الغلط .أما اذا كان الطرف االخر يعلم بالحقيقة و اخفاها عن المتعاقد فاننا نكون
بصدد حالة من حاالت التدليس أو الغش في العقد.
و بناءا عليه يقع الغلط في التعاقد بحسن نية ،وهذا في الواقه ما يميز الغلط ن ساير
عيوب االرادة الت يكون سوء النية فيها واضحا بغرض تضليل المتعاقد االخر.
متى يعتبر الغلط جوهريا في العقد
االكراه هو ضغط مادي أو أدبي يقع على الشخص فيولد لديه رهبة أو خوفا تحمله على
التعاقد .واالكراه يعيب االرادة فيجعل رضاء الشخص غير سليم حيث يفقده الحرية و
االختيار ،فالمكره ال يريد أن يتعاقد ،ولكن تحت تأثير الخوف و الرهبة التي يولدها
االكراه يندفع الى أبرام العقد .و البد من االشارة الى أن االكراه ليس بذاته هو الذي
يفسد الرضا ويعيب االرادة ،وأنما يفسدها و يعيبها ما يولده في نفس المتعاقد من
رهبة أو خوف.
و قد يصل االكراه في بعض الحاالت الى درجة تعدم الرضا و االرادة ،وهذا ما يسمى
باالكراه الملجىء و مثاله من يمسك بشخص تحت تهديد السالح ويرغمه توقيع العقد
.في هذا الحالة نستطيع القول أن ارادة المتعاقد قد أنعدمت تماما .هذا النوع من
االكراه يخرج من نطاق عيوب االرادة لكونه يؤدي الى أنعدام الرضا.
االكراه المادي و االكراه االدبي
يكون االكراه ماديا اذا انصب على جسم المكره كالضرب أو التهديد بالضرب .و يكون
االكراه أدبيا اذا اتخذ شكل التهديد بالتشهير أو أثارة فضيحة أو التهديد بالفصل من
العمل أو بأي أمر يكن له وقع نفسي في شخص المتعاقد.
و شروط االكراه هي :
-1استعمال وسيلة لالكراه للوصول الى غرض غير مشروع :يقصد بذلك أن تستعمل
وسيلة لالكراه تهدد بخطر محدق على شخص المتعاقد ،و أن يكون الهدف من ذلك
هو الوصول الى غرض غير مشروع وهو التعاقد مع هذا الشخص تحت االكراه .و
غالبا ما يكون هذا العقد لصالح من قام باالكراه و مضر لمن وقع عليه االكراه.
-2أن يتولد عن االكراه رهبة في نفس المتعاقد تجبره على التعاقد:
ال يكفي أن يلجا الشخص الى وسائل غير مشروعة حتى يتحقق االكراه بل ال بد وأن
يتولد عن هذه الوسائل رهبة في نفس المتعاقد تدفعه الى التعاقد فال يتحقق االكراه
اال اذا تعاقد الشخص تحت تأثير هذه الرهبة أو ذلك الخوف .أما اذا لم تكن الرهبة
هي التي دفعت المتعاقد الى التعاقد ،بل كانت له مصلحة في هذا العقد و بالتالي فأنه
سيبرمه بغض النظر عن االكراه الواقع عليه ،فأن العقد ال يكون قابال لالبطال
نتيجة لالكراه .أيضا ال بد من االشارة في هذا الصدد الى قدرة من قام بالتهديد أو
االكراه على تنفيذ ما توعد به ،حيث أنه اذا كان من الواضح عدم قدرة من قام
بالتهديد على تنفيذ ما توعد به فأنه في هذه الحالة ال يمكن القول بوقوع الرهبة في
نفس المتعاقد.
صدور االكراه من الغير
طالما كان االكراه عيبا مفسدا لالرادة ،فيستوي أن يكون هذا االكراه صادرا
من المتعاقد االخر أو من الغير .فاذا كان صادرا من الغير ،وجب أن
يكون المتعاقد االخر على علم به أو كان في أمكانه العلم به .وذلك حتى
يمكن تصور استغالل هذا المتعاقد لهذا الظرف لحمل المتعاقد معه على
التعاقد .فعلى سبيل المثال قد يقوم االب باكراه شخص ما البرام عقد مع
أبنه .في هذه الحالة نجد أن من قام باالكراه ال عالقة له مباشرة بالعقد
،ولكن أذا كان االبن على علم بما قام به والده ففي هذه الحالة يحق
للمتعاقد االخر المطالبة بابطال العقد بسبب االكراه الواقع عليه .
االكراه الناتج من استغالل ظروف خارجية
قد تعرض ظروفا معينة يستغلها أحد االطراف في الضغط على ارادة الطرف
االخر وحمله على التعاقد .هذا النوع من االكراه يعد شائعا ،وهو يقوم
على أستغالل ظروف المتعاقد الجباره من خاللها على التعاقد .من أمثلة
ذلك أستغالل الطبيب لحاجة المريض الماسة الى العالج الفوري ،فيقوم
بفرض شروط باهظة على المريض .أستغالل حاجة الشخص الى
ضرورة االنتهاء من عمل معين في وقت محدد ،أو عدم توافر بديل
للقيام بالعمل .
التدليس (الخداع أو الغش في العقود)
التدليس هو أستعمال الحيلة والخداع بقصد ايهام الشخص بغير الحقيقة وايقاعه في غلط
يدفعه الى التعاقد .و الفرق هنا واضح بين وقوع المتعاقدين في الغلط بحسن نية و
بين تعمد ايهام المتعاقد للوقوع في الغلط بسوء نية من خالل الخداع .و من هنا
يتضح لنا أن وقوع المتعاقد في الغلط ما هو اال نتيجة مباشرة للتدليس الواقع عليه.
فعلى سبيل المثال من يقدم خاتما للبيع على أنه مجوهرات حقيقة ،ثم يتضح
للمشتري زيف ذلك .فأن وقوع المشترى في الغلط وتوهمه بانه قد أشترى قطعة
ثمينة من المجوهرات ،هو نتيجة لتدليس البائع عليه .و التدليس باعتباره قد تم
عن طريق الحيلة و الخداع ،فهو يعتبر في ذاته عمال غير مشروع ،و في بعض
الحاالت قد يوجب على الطرف المدلس تعويض الطرف االخر .بل أنه قد تقوم
المسئولية الجنائية في بعض الحاالت خاصة اذا كان التدليس قد ينتج عنه خطر على
حياة المتعاقد .مثل بيع سلع منتهية الصالحية و تغير تاريخ الصالحية .
عناصر التدليس
ال بد أن تكون الحيل أو الخداع الذي قام به أحد المتعاقدين تجاه االخر هي الدافع نحو
التعاقد ،بحيث أ ،من وقع عليه التدليس ما كان ليبرم العقد لو علم بالحقيقة .وفي
واقع الحال نجد أن هذه المسألة يقررها القاضي فهو من يستطيع أن يقرر مدى
جسامة الطرق االحتيالية و تأثيرها على المتعاقد .و القاعدة هنا :أنه يجوز أبطال
العقد للتدليس اذا كانت الحيل التي لجأ اليها احد المتعاقدين أو وكيله من الجسامة
بحيث لوالها لما أبرم الطرف الثاني العقد.
و ال يشترط أن يقع التدليس من احد المتعاقدين ،فقد يقع من الغير .فعلى سبيل المثال
قد يكلف احد المتعاقدين شخصا اخرا لخداع المتعاقد بغية التعاقد معه .أو قد يقوم
بالطرق االحتيالية شخصا اخرا ال عالقة له بالعقد .في هذه الحالة ال بد أن يكون
الطرف االخر عالما بهذا التدليس أو من المفروض عليه أن يعلم به .ويستدل بذلك
من الغبن الناشيء عن العقد.
الغبن
كما يشترط أن يكون الموكل ممن يملك التصرف الموكل فيه بنفسه وقت
التوكيل ،فال يصح توكيل شخص في بيع ما اليملكه وقت الوكالة ،وال
توكيل المحجور عليه في التصرف في ماله .و الوكالة من حيث مدى
الصالحيات يمكن تقسيمها الى قسمين عامة و خاصة.
انواع الوكاالت
الوكالة العامة هي نوع من الوكالة يتصف بشمولية تمثيل الموكل ،بحيث
يتاح فيها لشخص الوكيل ما يتاح لالصيل أو الموكل من حقوق التصرف
بسائر أمواله و جميع ماتصلح االنابة فيه .و حيث أن الوكالة العامة
تمنح الوكيل صالحيات واسعة فيها في أغلب الحاالت تقوم على ثقة
االصيل في شخص الوكيل وعدم الشك في أساءة استخدامه لهذه
الصالحيات المطلقة .اال أنه ونظرا لخطورة هذا النوع من الوكالة فقد
جرى العمل لدى كتابة العدل على التنبيه لمثل هذه المخاطر و مساعدة
الموكلين على تحديد الصالحيات في الوكاالت .
الوكالة الخاصة
الوكالة الخاصة هي الوكالة التي تقتصر فيها سلطة الوكيل على تمثيل
موكله في تصرفات محددة دون تجاوز ،و هي التي تمنح الوكيل
صالحيات خاصة .و هذا النوع من الوكاالت نجد أنه االفضل بالنسبة
لمن أراد التوكيل في تصرف أو عمل قانوني ،وذلك لتحديد وتقييد
صالحيات الوكيل من قبل الموكل .
و يشترط لصحة الوكالة تمام أهلية طرفيها ( الوكيل و الموكل ) وبلوغهما
الرشد .
خصائص الوكالة
-1حلول ارادة الوكيل محل ارادة االصيل :الوكيل يبرم التصرف بعبارته و أرادته و
ليس بارادة الموكل أو االصيل ،بمعنى أنه أذا تعرض الوكيل لتدليس أو أكراه أو
شاب أرادته عيب من عيوب االرادة ،فأن ذلك يعطي الحق لالصيل في المطالبة
بابطال العقد.
-2التزام الوكيل في حدود الصالحيات المرسومة في صك الوكالة ،وفي حالة تجاوز
الوكيل لصالحيات المرسومةله يقع التصرف باطال و اليعتد به في مواجهة الموكل.
-3نسبة التصرف الى الموكل (االصيل) مع التصريح باسمه ،وهذا أمر بديهي حيث أن
الوكيل اليتعاقد باسمه بل باسم االصيل و لذلك البد من التصريح بأسم الموكل أثناء
التعاقد .