You are on page 1of 54

‫ماهية العقد و تقسيماته‬

‫العقد هو توافق ارادتين أو اكثر على أثر قانوني او‬


‫شرعي معين ‪.‬‬
‫يتبين من هذا التعريف أنه يلزم لقيام العقد توافر‬
‫عنصرين‪:‬‬

‫‪ -1‬توافق ارادتين متطابقتين ‪ ،‬مثل توافق شخصين على‬


‫ان يبيع احدهما شي معينا لالخر مقابل ثمن محدد‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب اتجاه ارادة اطراف العقد الى احداث اثر قانوني‬


‫أو شرعي ‪ ،‬بمعنى ان ما تم االتفاق عليه يفرض‬
‫الشرع والنظام احترامه‪.‬‬
‫تقسيم العقود من تكوينها‬

‫‪ -1‬العقود الرضائية‪ :‬هي تلك العقود التي يكفي‬


‫التراضي النعقادها ‪ ،‬و ال يشترط القانون شكل‬
‫خاص يفرغ فيه العقد ‪ ،‬مثل عقد البيع ‪ ،‬العمل ‪،‬‬
‫المقاولة ‪ ،‬السمسرة ‪......‬الخ‪ .‬و معظم العقود هي‬
‫في الواقع رضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬العقود الشكلية‪ :‬العقد الشكلي هو العقد الذي ال‬
‫يكفي التراضي النعفاده ‪ ،‬انما يجب افراغ هذا‬
‫التراضي في شكل يحدده النظام ‪ .‬من االمثلة‬
‫على ذلك عقد بيع العقار ‪ ،‬عقد تأسيس الشركة‪.‬‬
‫تقسيمات العقود‬

‫ليست العقود كلها من نوع واحد ‪ ،‬بل تتعدد وتتنوع الى‬


‫انواع وتقسيمات عديدة ‪.‬‬
‫فيمكن تقسيم العقود من حيث تكوينها أو انعقادها الى‬
‫عقود شكلية او عقود رضائية ‪ ،‬كما تنقسم العقود من‬
‫حيث القواعد التي تحكمها الى عقود مدنية او تجارية ‪،‬‬
‫كما تنقسم من حيث المقابل الى عقود معاوضة و‬
‫عقود تبرع ‪ ،‬كما وانه يمكن تقسيم العقود من حيث‬
‫طبيعتها الى عقود محددة او احتمالية ‪ ،‬وتنقسم العقود‬
‫من االثار التي تنتجها الى عقود ملزمة لجانبين او‬
‫لجانب واحد ‪ .‬اما من حيث وجود تنظيم قانوني يشملها‬
‫فيمكن تقسيم العقود الى عقود مسماة او عقود غير‬
‫مسماة‬
‫عقود المساومة وعقود االذعان‬
‫‪ -1‬عقود المساومة‪ :‬هي تلك العقود التي يملك‬
‫المتعاقدان حرية مناقشة شروط العقد‪ ،‬حيث‬
‫تخضع العملية التعاقدية لمبدأ المساومة الحرة من‬
‫اطراف العقد‪ .‬وفي مثل هذه العقود نجد ان هناك‬
‫توازن فيما بين المراكز االقتصادية للمتعاقدين ‪.‬‬
‫مثال ذلك العقود المبرمة بين الشركات التجارية ‪،‬‬
‫عقود المقاولة بين المطوريين العقاريين و‬
‫المقاولين‪.‬‬
‫عقود االذعان‬

‫نظرا للتطورات االقتصادية الهائلة التي حدثت في‬


‫العالم خالل القرن الماضي ‪ ،‬والتي تمثلت في‬
‫ظهور كيانات اقتصادية ضخمة تمثلت في شركات‬
‫كبرى احتكارية ‪ ،‬اصبح احد المتعاقدين يستقل‬
‫غالبا بوضع شروط التعاقد مقدما وبشكل ال يسمح‬
‫بقبول المناقشة فيها من الطرف االخر ‪ ،‬حيث‬
‫يقتصر دور االخير أما على القبول او الرفض و‬
‫مثالها العقود الخاصة بتوريد الكهرباء و المياه و‬
‫التليفون والخدمات العامة‪.‬‬
‫العقود النموذجية‬
‫ايضا من التطورات االقتصادية الهامة و المؤثرة في‬
‫تكوين العقود ظهور ما يسمى بالعقود النموذجية‬
‫والتي يقوم باعدادها و صياغتها احد اطراف العقد و‬
‫ليس للطرف االخر سوى القبول او الرفض ‪ ،‬ولكن‬
‫ال يمكن للطرف الضعيف ان يطلب اية تعديل في‬
‫بنود العقد و مثالها عقود المستهلكين ‪ ،‬العقود‬
‫الخاصة بالقروض البنكية لالفراد ‪ ،‬الرهن العقاري ‪،‬‬
‫عقد التأجير المنتهي بخيار التملك (عقود التأجير‬
‫التمويلي)‪.‬‬
‫تقسيم العقود من حيث وجود المقابل او عدمه‬

‫تنقسم العقود من حيث ما اذا كان طرفها يأخذ مقابال لما‬


‫يعطي أو ال يأخذ الى عقود معاوضة وعقود تبرع‪.‬‬
‫عقد المعاوضة‪ :‬هو العقد الذي يأخذ فيه المتعاقد مقابال لما‬
‫اعطى ‪ .‬فمثال عقد البيع يعد عقد معاوضة و ذلك الن‬
‫البائع يأخذ الثمن مقابال للمبيع الذي يعطيه للمشتري ‪،‬‬
‫كما ان االخير يأخذ المبيع مقابال للثمن الذي يعطيه‬
‫للبائع‪ .‬و كذلك عقد االيجار حيث يحصل المؤجر (مالك‬
‫العقار) على االجرة مقابل تمكين المستأجر من االنتفاع‬
‫بالعين المؤجرة‪ .‬كما ان المستأجر ينتفع بالعين المؤجرة‬
‫مقابل االجرة التي يدفعها للمؤجر ‪ ،‬و هكذا نجده في‬
‫معظم العقود‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود التبرع‪ :‬عقد التبرع هو العقد الذي ال يأخذ‬
‫فيه المتعاقد مقابال لما اعطى ‪ ،‬أو ال يعطي مقابال‬
‫لما أخذه ‪ .‬فعقد الهبة يعد من عقود التبرع حيث‬
‫يعطي الواهب الشي للموهوب له دون أن يأخذ‬
‫مقابل لما يعطيه اياه‪ .‬و تعتير عقود التبرع دائما من‬
‫االعمال المدنية و ليست من االعمال التجارية ‪.‬‬
‫فالتجارة تقوم على المضاربة وتحقيق الربح ‪ ،‬ونية‬
‫التبرع ال يمكن تصورها في االعمال التجارية‪ .‬و من‬
‫االمثلة العملية لدينا على عقود التبرع الكفالة‬
‫بدون مقابل‪.‬‬
‫تقسيم العقود من حيث القواعد التي تحكمها‬

‫تنقسم العقود من حيث القواعد التي تحكمها الى‬


‫عقود مدنية و عقود تجارية‪ .‬و لكن ال بد من االشارة‬
‫الى هذا التقسيم ال يرجع الى وجود اختالفات‬
‫جوهرية ما بين العقد المدني و العقد التجاري من‬
‫حيث االركان و الشروط الالزمة لصحة العقد ‪ ،‬و انما‬
‫يتحدد هذا التقسيم على اساس القواعد النظامية‬
‫التي يخضع لها العقد ‪ .‬فا لعقد التجاري يخضع‬
‫لقواعد القانون التجاري ‪ ،‬و هي تلك القواعد التي‬
‫تراعي ما تحتاجه التجارة من سرعة وثقة تظهر‬
‫غالبا في تكوين العقد التجاري وفي أثباته وتنفيذ‬
‫االلتزامات المترتبة عليه‪.‬‬
‫تقسيم العقود من طبيعتها (العقد المحدد والعقد‬
‫االحتمالي)‪.‬‬
‫‪ -1‬العقد المحدد‪ :‬هو العقد الذي يعرف اطرافه مقدما‬
‫مقدار ما يأخذه كل و مقدار ما يعطيه بغض النظر‬
‫عن التساوي بين هذا االخذ وذاك العطاء‪ .‬فمثال‬
‫عقد بيع العقار بثمن محدد يعرف البائع ما يعطيه‬
‫( وهو العقار ) و مقدار ما يأخذه وهو الثمن ‪ ،‬و‬
‫كذلك الحال بالنسبة للمشتري‪ .‬و في الواقع نجد‬
‫ان معظم العقود محددة يعرف اطرافها التزاماتهم‬
‫الناشئة من العقد و حقوقهم لدى الطرف االخر‪.‬‬
‫‪ -2‬العقد االحتمالي‪ :‬هو العقد الذي ال يستطيع كل‬
‫من طرفيه او احدهما وقت نشوء العقد معرفة‬
‫مقدار ما يأخذ و مقدار ما يعطي‪ .‬و العقود‬
‫االحتمالية يمكن تقسيمها الي نوعين ‪ ،‬عقود‬
‫محرمة مثل المقامرة و الرهان و عقود قائمة على‬
‫المخاطرة مثل عقود االستثمار في االسهم او‬
‫السلع او ما يعرف بالصناديق االسثمارية ‪ ،‬و كذلك‬
‫عقود المساهمة في مشاريع التطوير العقاري و‬
‫عقد التامين على المخاطر ‪.‬‬
‫تقسيم العقود من حيث االثار التي تنتجها‬

‫تنقسم العقود من حيث االثار التي تنتجها الى‬


‫قسمين ‪ .‬عقود ملزمة لجانبين ‪ ،‬وهي تلك العقود‬
‫التي تنشئ التزمات متقابلة في ذمة كل من‬
‫المتعاقدين ( فيكون كل منهما دائنا و مدينا في‬
‫نفس الوقت) ‪ .‬ومثال ذلك عقد البيع ‪ ،‬فالبائع يلتزم‬
‫بنقل ملكية المبيع و تسليمه ‪ ،‬والمشتري يلتزم‬
‫بدفع الثمن وتسلم المبيع ‪ .‬و في هذه الحالة نجد‬
‫ان كل طرف يكون مدينا و دائنا لالخر في نفس‬
‫الوقت‪.‬‬
‫اما العقد الملزم لجانب واحد ‪ ،‬فهو العقد الذي ال‬
‫ينشئ التزاما اال في جانب أحد المتعاقدين دون‬
‫المتعاقد االخر ‪ ،‬فيكون االول مدينا غير دائن و‬
‫الثاني دائنا غير مدين‪ .‬فعقد الهبة يعد عقدا ملزما‬
‫لجانب واحد‪ ،‬هو الواهب حيث يلتزم بنقل ملكية‬
‫الشئ الموهوب له دون أن يلتزم االخير تجاه‬
‫الواهب بشئ‪ .‬و كذلك عقد الوديعة بغير اجر ‪،‬‬
‫يلتزم فيه الودع لديهبتسليم الشئ و المحافظة‬
‫عليه ورده عند طلبه و ال يلتزم المودع تجاهه‬
‫بشئ‪.‬‬
‫تقسيم العقود من حيث و جود تنظيم يحددها‬

‫تنقسم العقود من حيث وجود تنظيم يحددها ام الل‬


‫الى ‪ -1 :‬عقود مسماة ‪ ،‬وهي تلك العقود التى‬
‫خصها المشرع بنظام محدد مثل عقد العمل ‪،‬‬
‫وعقود تأسيس الشركات ‪ ،‬الرهن العقاري ‪،‬‬
‫التأمين ‪ ،‬االيجار ‪ ،‬البيع ‪ ،‬العقود الخاصة بانتقال‬
‫العبي كرة القدم‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود غير مسماة ‪ ،‬و هي تلك العقود التي لم‬
‫يخصها المشرع بتنظيم معين و ذلك يعود لقلة‬
‫شيوعها مقارنة بالعقود المسماة و من امثلتها عقد‬
‫النشر للمؤلفات الذهنية ‪ ،‬عقد الدعاية واالعالن‬
‫تراضي المتعاقدين‬

‫التراضي هو جوهر العقد ‪ ،‬فال قيام للعقد بدونه‪.‬‬


‫التراضي ينشأ عندما يعبر شخص عن ارادته في‬
‫احداث اثر قانوني معين و أن تتالقى هذه االرادة‬
‫مع ارادة اخرى مطابقة لها‪ .‬فا لعقد اذا يتم عن‬
‫طريق تعبير المتعاقدين عن ارادتهما ‪ .‬و التعبير عن‬
‫االرادة اما ان يكون صريحا يكشف عن توجه االرادة‬
‫نحو التعاقد بشكل مباشر ‪ ،‬او ضمنيا يتم الكشف‬
‫فيه عن توجه االرادة بشكل غير مباشر‪.‬‬
‫التعبير الصريح عن االرادة‬

‫التعبير الصريح هو الذي يراد به االفصاح عن‬


‫االرادة بشكل مباشر ‪ ،‬فهو الكاشف لها‬
‫بحسب المألوف بين الناس‪ .‬فقد يكون‬
‫التعبير الصريح باللفظ أي باستعمال اللفظ‬
‫المؤدي الى المعنى الذي تقصده االرادة‪.‬‬
‫وقد يكون التعبير عن االرادة باالشارة او باي‬
‫حركة تعارف الناس عليها على انها تعبر‬
‫بشكل صريح عن االرادة‪.‬‬
‫التعبير الضمني‬

‫التعبير الضمني هو صورة من صور التعبير‬


‫التي يتم فيها الكشف عن االرادة بطريقة‬
‫غير مباشرة ‪ .‬مثال ذلك اذا بقي المستأجر‬
‫في العين المؤجرة بعد انتهاء عقد االيجار‬
‫فان معنى ذلك ان ارادته قد اتجهت الى‬
‫تجديد عقد االيجار خاصة اذا اقترن هذا البقاء‬
‫في العين المؤجرة بأعمال يفهم منها هذه‬
‫النية في التجديد‪.‬‬
‫هل يصلح السكوت ان يكون تعبيرا عن االرادة‬

‫السكوت في االصل ال يصلح أن يكون تعبيرا عن‬


‫االرادة ‪ ،‬فالقاعدة العامة هنا أنه ال ينسب لساكت‬
‫قول ‪.‬اال انه في بعض الحاالت من الممكن أن يعد‬
‫السكوت قبوال اذا صاحب هذا السكوت ظروف‬
‫مالبسة تكشف عن داللته في القبول ‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫يجب اقتران السكوت بقرائن مادية تعبر عن القبول‪.‬‬
‫وهذا السكوت يطلق عليه السكوت المالبس ‪،‬‬
‫ويعد السكوت قبوال اذا اقتضت طبيعة المعاملة او‬
‫العرف التجاري ذلك ‪ ،‬أو في حالة وجود تعامل‬
‫سابق بين المتعاقدين‪.‬‬
‫طبيعة المعاملة أو العرف التجاري‬

‫من االمثلة على طبيعة المعاملة‪ ،‬أن يرسل التاجر‬


‫البضاعة لمن يطلبها ويضيف شروطا جديدة في‬
‫العقد ‪ ،‬في هذه الحالة اذا سكت المشتري ولم‬
‫يعترض على هذه الشروط ‪ ،‬يعد سكوته قبوال بها‪.‬‬
‫أما العرف التجاري مثاله ارسال البنك الى عميله بيانا‬
‫عن حسابه موضحا فيه أن عدم االعتراض عليه يعد‬
‫اقرارا له‪ .‬في هذه الحالة يعد سكوت العميل عن‬
‫الرد او االعتراض قبوال منه بما ورد في كشف‬
‫الحساب‪.‬‬
‫وجود تعامل سابق بين المتعاقدين‬

‫في عقد االيجار اذا انقضت المدة الزمنية للعقد‬


‫وسكت المؤجر و لم يطلب من المستاجر اخالء‬
‫العين المؤجرة بسبب انتهاء العقد ‪ .‬في هذه الحالة‬
‫يعد سكوت المؤجر قبوال منه بتمديد عقد االيجار‬
‫بنفس المدة السابقة‪ .‬و كذلك اذا لم يقم صاحب‬
‫العمل باخطار العامل بعدم رغبته في تجديد العقد‬
‫معه حسب المدة المنصوص عليها في العقد ‪ ،‬يعد‬
‫سكوت صاحب العمل قبوال منه بالتجديد لعقد‬
‫العمل‪.‬‬
‫االرادة الظاهرة و االرادة الباطنة‬

‫قد يكون التعبير مطابقا لالرادة ‪ ،‬فتكون االرادة الباطنة و‬


‫الظاهرة واحدة فال نجد صعوبة في االخذ بأيهما طالما كانتا‬
‫متطابقتين‪ .‬اال انه و في احوال معينة قد تختلف االرادة‬
‫الباطنة عن االرادة الظاهرة‪ ،‬فقد يريد الشخص شيئا و لكنه‬
‫يعبر عن هذه االرادة بمظهر ال يحقق ما يريد ‪ .‬فا لتاجر الذي‬
‫يريد بيع سلعة بمائة لاير قد يخطي و يذكر في الفاتورة‬
‫مبلغ عشرة رياالت او اقل من المبلغ المحدد اساسا لبيع‬
‫السلعة‪ .‬في هذه الحالة هل نأخذ باالرادة الظاهرة ‪ ،‬فينعقد‬
‫البيع بالثمن االقل ‪ ،‬أم ان العقد ال يقوم في مثل هذه‬
‫الحاالت‪.‬‬
‫االتجاه الراجح لمسالة االرادة الظاهرة و الباطنة‬

‫كقاعدة عامة يجب االعتداد باالرادة الظاهرة و ذلك‬


‫لضمان استقرار المعامالت ‪ .‬أما االرادة الباطنة‬
‫فيمكن االعتداد بها في حاالت محددة كالغلط أو‬
‫التعاقد باالكراه أو نتيجة للتدليس أو التغرير‬
‫بالمتعاقد االخر ‪ .‬فأذا وقع المتعاقد في الغلط اثناء‬
‫التعاقد فال بد من االعتداد باالرادة الباطنة او االرادة‬
‫الحقيقية ‪ .‬فعلى سبيل المثال اذا حدث خطأ في‬
‫الفاتورة التي يصدرها البائع و نقص الثمن ‪ ،‬فأنه و‬
‫االمر كذلك يجب االعتداد باالرادة الباطنة للبائع و‬
‫اليمكن االخذ بالظاهر في الفاتورة ‪.‬‬
‫المرحلة االولى من التعاقد (االيجاب)‬

‫االيجاب هو تعبير الزم بات عن ارادة شخص يتجهالى شخص‬


‫اخر يعرض عليه رغبته في ابرام عقد معين بقصد الحصول‬
‫على قبول هذا االخير ‪ ،‬فاذا حصل على هذا القبول انعقد‬
‫العقد‪ .‬االيجاب يجب أن يتضمن العناصر الجوهرية في العقد‬
‫‪ ،‬فمن يعرض سلعة للبيع يجب ان يحدد الثمن و السلعة‬
‫بشكل تنتفي معه الجهالة‪ .‬و االيجاب البات قد يصدر دون ان‬
‫تسبقه مفاوضات ويحدث ذلك عادة في ابرام عقود‬
‫المستهلكين‪ ،‬مثل شراء الجرايد و الماكوالت و السلع‬
‫االستهالكية‪ ،‬و لكن ليس العقود كلها من هذا القبيل‪ .‬فمنها‬
‫ما يحتاج في ابرامه الى مفاوضات تتم بين المتعاقدين ‪ ،‬اما‬
‫مباشرة و أما بواسطة وسيط ‪.‬‬
‫المفاوضات‬

‫يبدا المتعاقد غالبا باستطالع مدى استعداد الطرف االخر‬


‫للتعاقد و كل ما يدخل في هذا النطاق يعتبر مجرد‬
‫مفاوضات تمهيدية ال يثمر عن ايجاب بات‪ .‬مثال ذلك تاجر‬
‫يرغب في شراء ارض لبناء مركز تجاري ‪ ،‬في مثل هذه‬
‫العقود من غير المتوقع ان يوافق التاجر مباشرة بالسعر‬
‫المعروض اذا يبدا بالتفاوض مع مالك االرض القناعه بالبيع‬
‫بسعر اقل و قد يستغرق الطرفان وقتا من التفاوض حتى‬
‫يتم التوصل الى الثمن الذي يقبله الطرف الراغب بالشراء‪ .‬و‬
‫بناءا عليه فأن االيجاب البات يعني العرض النهائي الذي‬
‫يحتوي على العناصر الجوهرية للعقد و من اهمها الثمن في‬
‫عقد البيع‪.‬‬
‫االيجاب البات والدعوة الى التعاقد‬

‫االيجاب البات هو العرض الذي يحتوي على العناصر‬


‫الجوهرية للعقد مثل الثمن في البيع أو االجرة في‬
‫عقد االيجار‪ .‬اما الدعوة للتعاقد فهي عبارة عن‬
‫رغبة في الحصول على ايجاب من الغير ‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال من يضع اعالن (االرض للبيع) ‪ ،‬هذا ال‬
‫يعد ايجابا و انما دعوة للتعاقد تبدا من خالل‬
‫المفاوضات بين الطرفين وقد تنتهي باتفاق أو قد ال‬
‫تفضي الى شي‪ .‬فا الرادة التي تقبل الدعوة الى‬
‫التعاقد تكون هي االيجاب الذي يحتاج بعد ذلك الى‬
‫قبول من الداعي حتى ينعقد العقد‪.‬‬
‫سقوط االيجاب‬
‫يسقط االيجاب بصفة عامة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اذا انقضت المدة الزمنية المحددة لاليجاب دونما ان يصدر‬
‫قبول ممن وجه له االيجاب أو تم رفض االيجاب‪.‬‬
‫‪ -2‬اذا انفض مجلس العقد دون أن يصدر قبول من الطرف‬
‫االخر‪ .‬هذا في حالة التعاقد ما بين حاضرين‪.‬‬
‫‪ -3‬وفاة الموجب قبل صدور القبول ‪ .‬ففي هذه الحالة ال‬
‫يستمر االيجاب ملزما لورثة الموجب‪.‬‬
‫‪ -4‬في حالة عدم تحديد مدة زمنية لبقاء االيجاب ملزما فانه‬
‫يسقط بمجرد مضي المدة الزمنية المعقولة (هذه المدة قد‬
‫يتم تحديدها قضاءا استنادا الى العرف)‪.‬‬
‫التعاقد بين غائبين‬
‫قد ال يجمع المتعاقدان مجلس واحد وانما يتم التعاقد بينهما‬
‫عن طريق المراسلة سواء بالبريد أو الفاكس أو من خالل‬
‫الوكيل‪ .‬وفي هذه الحالة نجد ان هناك فاصل زمني بين‬
‫صدور التعبير عن االرادة من قبل الموجب ووصوله الى علم‬
‫الطرف االخر‪.‬‬
‫ال بد من االشارة هنا الى أنه في حالة عدم وجود فاصل زمني‬
‫فيما بين صدور االيجاب ووصوله الى الطرف االخر ‪ ،‬فانه‬
‫في هذه الحالة يكون التعاقد ما بين حاضرين حكما (التعاقد‬
‫من خالل المكالمة الهاتفية ‪ ،‬التواصل اللحظي عبر االنترنت‬
‫مثل الكام ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫متى ينشأ العقد عند التعاقد مابين غائبين‬

‫‪ -1‬نظرية صدور القبول‪ :‬وفقا لهذه النظرية فان العقد في حالة‬


‫التعاقد مابين غائبين يتم بمجرد أن يعلن من وجه اليه‬
‫االيجاب قبوله له‪ .‬ففي هذا الوقت يتم التوافق بين‬
‫االرادتبين فيتم العقدبغض النظر عن علم الطرف االخر أو‬
‫عدم علمه‪.‬‬
‫مشكلة هذه النظرية أن القبول هو تعبير عن االرادة و بالتالي‬
‫ال ينتج اثره الى اذا علم الموجب به ‪ .‬اضافة الى ان االخذ‬
‫بهذه النظرية قد يسبب عدم االستقرار في المعامالت ‪.‬‬
‫حيث أنه قد ال يصل الى الموجب قبول الطرف االخر‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية تصدير القبول‪ :‬وفقا لهذه النظرية فان العقد ينشأ‬
‫في حالة التعاقد بين غابين بمجرد صدور القبول الى‬
‫الموجب ‪ .‬كأن يقوم من وجه له االيجاب بارسال قبوله بريديا‬

‫هذه النظرية ال تختلف كثيرا عن سابقتها ‪ .‬حيث أن العقد ينشأ‬


‫دونما علم الموجب ‪ .‬كما أن تصدير القبول هو واقعة مادية‬
‫ال يمكنه أن يزيد في القبول أية قيمةلم تكن له من قبل‬
‫حتى يمكن أن يكون لتصدير القبول أثرا أكبر من أعالنه‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية تسلم القبول (وصول القبول)‪ :‬وفقا لهذه النظرية‬
‫فأن العقد ينشأ في حالة التعاقد بين غائبين عند وصوله‬
‫الى الموجب وتسلمه وحيث ال يمكن استرداده ‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن علم الموجب ‪ .‬فوصول القبول يعد قرينة على‬
‫علم الموجب‪.‬‬
‫أيضا نجد أن هذه النظرية لم تجعل العلم بالقبول مسألة‬
‫اساسية لنشوء العقد‪ .‬أضافة الى أن وصول القبول ما هو‬
‫الى واقعة ما دية ليس لها داللة قانونية اذ ان الوصول ليس‬
‫بقاطع في علم الموجب بالقبول و بالتالي ال تتحقق في‬
‫هذه اللحظة تالقي االرادتين‪.‬‬
‫نظرية العلم بالقبول‬
‫وفقا لهذه النظرية ‪ ،‬طالما أن العقد ال ينعقد اال بتوافق‬
‫االرادتين ‪ ،‬فان هذا التوافق ال يحدث اال من وقت علن‬
‫الموجب بالقبول ‪ ،‬فا لتعبير عن االرادة ال يحدث اثره اال اذا‬
‫اتصل بعلم من وجه اليه ‪ ،‬فيتحقق توافق االرادتين‪.‬‬
‫و نظرية العلم بالقبول تكتفي فقط بالعلم االفتراضي للموجب‬
‫دون العلم الحقيقي‪ .‬ففي حالة ارسال القبول ببريد مسجل‬
‫الى الموجب ‪ ،‬وتم استالم البريد ‪ .‬اصبح علم الموجب في‬
‫هذه الحالة مفترض و انعقد العقد‪.‬‬
‫مجلس العقد‬

‫مجلس العقد قد يكون مجلسا حقيقا بحضور كل من المتعاقدين‪.‬‬


‫وقد يكون مجلسا حكميا عن طريق التواصل اللحظي فيما بين‬
‫المتعاقدين‪ .‬ويظل مجلس العقد قائما طالما كان المتعاقدين‬
‫منشغلين بالتعاقد ‪ ،‬فاذا انصرفا معأ أو انصرف أحدهما عن‬
‫التعاقد بأمر اخر ‪ ،‬اعتبر مجلس العقد منفضا حتى ولو ظل‬
‫المتعاقدين معا وفي مكان واحد‪ .‬فعلى سبيل المثال أذا عرض‬
‫شخص عقارا يملكه للبيع في مجلس و لم يرد عليه احد في‬
‫المجلس ال بقبول أو بتفاوض و انشغل من في المجلس بحديث‬
‫اخر اعتبر مجلس العقد في هذه الحالة منفضا‪.‬‬
‫مطابقة القبول لاليجاب‬

‫يكون لمن وجه اليه االيجاب الحرية في القبول أو الرفض‪ .‬فاذا اختار القبول فعليه أن‬
‫يقبله بكافة عناصره الجوهرية و الجزئية ‪ ،‬بمعنى أنه يجب أن يكون القبول مطابقا‬
‫لاليجاب تمام المطابقة ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬لو عرض شخص سيارته للبيع مبلغ ‪ 40000‬لاير على اخر ‪ ،‬وقبل الطرف االخر‬
‫بالشراء ولكن بدفع الثمن على دفعتين ‪ .‬هل ينشأ العقد في هذه الحالة؟‬
‫االجابة بالتاكيد ال ‪ ،‬الن العرض لم يتضمن تقسيط الثمن على دفعتين ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يعد ما ذكره الطرف االخر ايجاب جديد يحتاج الى قبول من الطرف االول‪.‬‬
‫لماذا؟ الن مسألة دفع الثمن بالكامل أو بالتقسيط تعد من المسائل الجوهرية عند التعاقد ‪،‬‬
‫وفي حالة عدم اشتمال العرض على سداد الثمن بالتقسيط ‪ ،‬فان ارادة البائع ال تكون‬
‫قد اتجهت الى البيع بالتقسيط‪.‬‬
‫حاالت استثنائية لعدم المطابقة الكاملة للقبول‬

‫على الرغم من ان القاعدة العامة تنص على ضرورة مطابقة القبول لجميع عناصر‬
‫االيجاب ‪ ،‬اال انه في بعض الحاالت قد ال يشتمل االيجاب على كافة المسائل التفصلية‬
‫الخاصة بالعقد ‪ ،‬و انما يحدث التطابق بين االيجاب و القبول في المسائل الجوهرية‬
‫فحسب ‪ ،‬و مع ذلك فالعقد ينعقد و يترك تحديد المسائل التفصيلية أما الحقا أو‬
‫بالرجوع الى العرف أو القواعد التشريعية المكملة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬اذا اتفق طرفان على عقد البيع و لم يتم تحديد زمان ومكان تسليم المبيع ‪ ،‬فانه‬
‫في هذه الحالة على الرغم من عدم تطرق االيجاب لهذه المسألة ‪ .‬فان القبول يكون‬
‫مطابقا لاليجاب لتطابقه على المسائل الجوهرية في عقد البيع وهي تحديد الثمن و‬
‫المبيع‪ .‬في هذه الحالة يتم الرجوع للقواعد العامة لعقد البيع التىي تنص على أن‬
‫تسليم المبيع يكون في المكان الذي وجد فيه وقت التعاقد وكذلك ضرورة تسليم‬
‫المبيع فور قبض الثمن‪.‬‬
‫صور خاصة للقبول (عقود المزاد)‬

‫في الغالب يتم التعاقد عن الطريق التفاوض ‪ ،‬ولكن ليس هناك ما يمنع أن يتم التعاقد‬
‫عن طريق المزايدة ‪ .‬فيتم طرح موضوع العقد في مزاد علني ويبرم العقد مع من‬
‫يتقدم بأكبر ثمن أو اكبر عطاء‪ .‬في هذه الصورة من التعاقد عن طريق المزاد يتمثل‬
‫االيجاب في التقدم بالعطاء ‪ .‬أما طرح الصفقة للمزاد فيعد مجرد دعوة للتعاقد‪.‬‬
‫و حيث أن االيجاب يتمثل في التقدم بعطاء ‪ ،‬فأن القبول ال يتم اال برسو المزاد ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬مزاد لبيع قطع من المجوهرات ‪ ،‬تم عرض قطعة عبارة عن خاتم من االلماس‬
‫المرصع بحجر كريم و بدا العرض بمبلغ ‪ 200000‬لاير ‪ .‬تقدمت أ بأيجاب بمبلغ‬
‫‪ 210000‬لاير ‪ ،‬ثم ب بمبلغ ‪ ، 220000‬ثم ج بمبلغ ‪ 280000‬لاير ولم يتقدم احد‬
‫بعد ج ‪ .‬في هذه الحالة يرسو المزاد على ج ‪ .‬أيجاب أ يسقط بأيجاب ب و أيجاب ب‬
‫يسقط بأيجاب ج ‪ ،‬وهكذا‪ .‬ويعد البيع بالمزاد طريقة شائعة لبيع االرضي ذات‬
‫المساحات الكبيرة و كذلك بيع اللوحات الفنية و المجوهرات ‪.‬‬
‫عيوب االرادة‬

‫يشترط لصحة العقد سالمة الرضا من عيوب االرادة (الغلط ‪ ،‬االكراه ‪،‬‬
‫التدليس ‪ ،‬االستغالل)‪ .‬هذه العيوب تؤثر في صحة الرضا وسالمته ‪،‬‬
‫وبالتالي تعطي الحق للمطالبة في ابطال العقد‪ .‬يرجع السبب في ذلك الى‬
‫أن ارادة المتعاقد تحت تأثير هذه العيوب ال يصح االعتداد بها‪.‬‬
‫فالمتعاقد لو كان على بينة من أمره أو كان حرا في أختياره ‪ ،‬ما كان ليبرم‬
‫هذا العقد تحت تاثير الغلط أو التدليس أو االكراه‪ .‬فا الرادة في هذه‬
‫الحالة ال تصلح أن تكون أساسا النعقاد العقد ‪.‬‬
‫الغلط‬

‫الغلط هو وهم يقوم في ذهن الشخص ‪ ،‬يجعله يتصور االمر على خالف الحقيقة ‪ ،‬فيرى‬
‫في االمر شيئا غير موجود فيه في الواقع‪ .‬مثال ذلك أن يتقدم شخص لشراء لوحة‬
‫فنية أو قطعة أثرية يعتقد أنها من عمل رسام معين أو ذات تاريخ قديم ثم يكتشف‬
‫أنها ليست كذلك ‪ .‬و لكن في حالة الغلط يشترط أن يكون طرفي العقد قد وقعا في‬
‫الغلط ‪ .‬أما اذا كان الطرف االخر يعلم بالحقيقة و اخفاها عن المتعاقد فاننا نكون‬
‫بصدد حالة من حاالت التدليس أو الغش في العقد‪.‬‬

‫و بناءا عليه يقع الغلط في التعاقد بحسن نية ‪ ،‬وهذا في الواقه ما يميز الغلط ن ساير‬
‫عيوب االرادة الت يكون سوء النية فيها واضحا بغرض تضليل المتعاقد االخر‪.‬‬
‫متى يعتبر الغلط جوهريا في العقد‬

‫يعتبر الغلط جوهريا في العقد في الحاالت التالية ‪:‬‬


‫‪ -1‬الغلط في صفة جوهرية في الشي محل العقد ‪ :‬يحق للمتعقد اذا وقع في الغلط في‬
‫صفة جوهرية في الشيء أن يطالب بابطال العقد ‪ .‬من أمثلة ذلك من يشتري شخص‬
‫قطعة من السجاد يعتقد انها مصنوعة يدويا و في بلد معين ‪ ،‬ثم يتضح له أنها غير‬
‫كذلك‪ .‬أو من تشتري خاتما تعتقد أنه مرصع بحجر كريم ثم يتضح لها خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الغلط في شخص المتعاقد‪ :‬اذا كانت شخصية المتعاقد محل أعتبار في العقد فان الغلط‬
‫فيها يعد غلطا جوهريا في العقد‪ .‬مثال ذلك اعتقاد المتعاقد بانه يتعاقد مع مهندس‬
‫ديكور ‪ ،‬ثم يتضح له بان الطرف االخر هو عبارة عن فني ديكور فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬الغلط في القيمة ‪ :‬وهذا الغلط المادي في تقدير قيمة الشيء‬
‫االكراه‬

‫االكراه هو ضغط مادي أو أدبي يقع على الشخص فيولد لديه رهبة أو خوفا تحمله على‬
‫التعاقد‪ .‬واالكراه يعيب االرادة فيجعل رضاء الشخص غير سليم حيث يفقده الحرية و‬
‫االختيار ‪ ،‬فالمكره ال يريد أن يتعاقد ‪ ،‬ولكن تحت تأثير الخوف و الرهبة التي يولدها‬
‫االكراه يندفع الى أبرام العقد‪ .‬و البد من االشارة الى أن االكراه ليس بذاته هو الذي‬
‫يفسد الرضا ويعيب االرادة ‪ ،‬وأنما يفسدها و يعيبها ما يولده في نفس المتعاقد من‬
‫رهبة أو خوف‪.‬‬
‫و قد يصل االكراه في بعض الحاالت الى درجة تعدم الرضا و االرادة ‪ ،‬وهذا ما يسمى‬
‫باالكراه الملجىء و مثاله من يمسك بشخص تحت تهديد السالح ويرغمه توقيع العقد‬
‫‪ .‬في هذا الحالة نستطيع القول أن ارادة المتعاقد قد أنعدمت تماما‪ .‬هذا النوع من‬
‫االكراه يخرج من نطاق عيوب االرادة لكونه يؤدي الى أنعدام الرضا‪.‬‬
‫االكراه المادي و االكراه االدبي‬

‫يكون االكراه ماديا اذا انصب على جسم المكره كالضرب أو التهديد بالضرب ‪ .‬و يكون‬
‫االكراه أدبيا اذا اتخذ شكل التهديد بالتشهير أو أثارة فضيحة أو التهديد بالفصل من‬
‫العمل أو بأي أمر يكن له وقع نفسي في شخص المتعاقد‪.‬‬
‫و شروط االكراه هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال وسيلة لالكراه للوصول الى غرض غير مشروع‪ :‬يقصد بذلك أن تستعمل‬
‫وسيلة لالكراه تهدد بخطر محدق على شخص المتعاقد ‪ ،‬و أن يكون الهدف من ذلك‬
‫هو الوصول الى غرض غير مشروع وهو التعاقد مع هذا الشخص تحت االكراه ‪ .‬و‬
‫غالبا ما يكون هذا العقد لصالح من قام باالكراه و مضر لمن وقع عليه االكراه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتولد عن االكراه رهبة في نفس المتعاقد تجبره على التعاقد‪:‬‬
‫ال يكفي أن يلجا الشخص الى وسائل غير مشروعة حتى يتحقق االكراه بل ال بد وأن‬
‫يتولد عن هذه الوسائل رهبة في نفس المتعاقد تدفعه الى التعاقد فال يتحقق االكراه‬
‫اال اذا تعاقد الشخص تحت تأثير هذه الرهبة أو ذلك الخوف‪ .‬أما اذا لم تكن الرهبة‬
‫هي التي دفعت المتعاقد الى التعاقد ‪ ،‬بل كانت له مصلحة في هذا العقد و بالتالي فأنه‬
‫سيبرمه بغض النظر عن االكراه الواقع عليه ‪ ،‬فأن العقد ال يكون قابال لالبطال‬
‫نتيجة لالكراه‪ .‬أيضا ال بد من االشارة في هذا الصدد الى قدرة من قام بالتهديد أو‬
‫االكراه على تنفيذ ما توعد به ‪ ،‬حيث أنه اذا كان من الواضح عدم قدرة من قام‬
‫بالتهديد على تنفيذ ما توعد به فأنه في هذه الحالة ال يمكن القول بوقوع الرهبة في‬
‫نفس المتعاقد‪.‬‬
‫صدور االكراه من الغير‬

‫طالما كان االكراه عيبا مفسدا لالرادة ‪ ،‬فيستوي أن يكون هذا االكراه صادرا‬
‫من المتعاقد االخر أو من الغير ‪ .‬فاذا كان صادرا من الغير ‪ ،‬وجب أن‬
‫يكون المتعاقد االخر على علم به أو كان في أمكانه العلم به ‪ .‬وذلك حتى‬
‫يمكن تصور استغالل هذا المتعاقد لهذا الظرف لحمل المتعاقد معه على‬
‫التعاقد‪ .‬فعلى سبيل المثال قد يقوم االب باكراه شخص ما البرام عقد مع‬
‫أبنه ‪ .‬في هذه الحالة نجد أن من قام باالكراه ال عالقة له مباشرة بالعقد‬
‫‪ ،‬ولكن أذا كان االبن على علم بما قام به والده ففي هذه الحالة يحق‬
‫للمتعاقد االخر المطالبة بابطال العقد بسبب االكراه الواقع عليه ‪.‬‬
‫االكراه الناتج من استغالل ظروف خارجية‬
‫قد تعرض ظروفا معينة يستغلها أحد االطراف في الضغط على ارادة الطرف‬
‫االخر وحمله على التعاقد‪ .‬هذا النوع من االكراه يعد شائعا ‪ ،‬وهو يقوم‬
‫على أستغالل ظروف المتعاقد الجباره من خاللها على التعاقد‪ .‬من أمثلة‬
‫ذلك أستغالل الطبيب لحاجة المريض الماسة الى العالج الفوري ‪ ،‬فيقوم‬
‫بفرض شروط باهظة على المريض‪ .‬أستغالل حاجة الشخص الى‬
‫ضرورة االنتهاء من عمل معين في وقت محدد ‪ ،‬أو عدم توافر بديل‬
‫للقيام بالعمل ‪.‬‬
‫التدليس (الخداع أو الغش في العقود)‬

‫التدليس هو أستعمال الحيلة والخداع بقصد ايهام الشخص بغير الحقيقة وايقاعه في غلط‬
‫يدفعه الى التعاقد‪ .‬و الفرق هنا واضح بين وقوع المتعاقدين في الغلط بحسن نية و‬
‫بين تعمد ايهام المتعاقد للوقوع في الغلط بسوء نية من خالل الخداع‪ .‬و من هنا‬
‫يتضح لنا أن وقوع المتعاقد في الغلط ما هو اال نتيجة مباشرة للتدليس الواقع عليه‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال من يقدم خاتما للبيع على أنه مجوهرات حقيقة ‪ ،‬ثم يتضح‬
‫للمشتري زيف ذلك ‪ .‬فأن وقوع المشترى في الغلط وتوهمه بانه قد أشترى قطعة‬
‫ثمينة من المجوهرات ‪ ،‬هو نتيجة لتدليس البائع عليه ‪ .‬و التدليس باعتباره قد تم‬
‫عن طريق الحيلة و الخداع ‪ ،‬فهو يعتبر في ذاته عمال غير مشروع ‪ ،‬و في بعض‬
‫الحاالت قد يوجب على الطرف المدلس تعويض الطرف االخر ‪ .‬بل أنه قد تقوم‬
‫المسئولية الجنائية في بعض الحاالت خاصة اذا كان التدليس قد ينتج عنه خطر على‬
‫حياة المتعاقد ‪ .‬مثل بيع سلع منتهية الصالحية و تغير تاريخ الصالحية ‪.‬‬
‫عناصر التدليس‬

‫العنصر الموضوعي‪ :‬استعمال الطرق االحتيالية‪:‬‬


‫ال بد لتوافر التدليس من التجاء الشخص الى االحتيال و التضليل‪ ،‬وينقسم هذا االحتيال‬
‫الى شقين ‪ ،‬االول مادي وهو الطرق المادية التي لجأ اليها المدلس اليقاع المتعاقد‬
‫في الغلط ‪ ،‬و الثاني معنوي هو أن يتوافر لدى المدلس سوء النية لتضليل المتعاقد و‬
‫ايقاعه في الغلط‪.‬‬
‫و من الوسائل المادية لالحتيال اصطناع المدلس لمستندات او محررات مزورة أو انتحال‬
‫شخصية أو صفة رجل اخر أو الظهور بمظهر الشخص المليء ماديا أو تقديم‬
‫كشوفات مزورة لحسابات بنكية أو تراخيص مزورة من جهات حكومية ‪.‬‬
‫و ال بد من االشارة هنا الى أن امتداح البضاعة المبيعة ال يعد تدليسا اذا لم يخرج عن‬
‫حدود المألوف ‪ .‬اما اذا قام البائع بتزوير بيانات محددة للسلعة المبيعة فأن ذلك يعد‬
‫تدليسا منه للمشتري بسوء نية‪.‬‬
‫و من صور التدليس أخفاء معلومات جوهرية يجب االفصاح عنها بحسب المألوف في‬
‫التعامل للمتعاقد االخر ‪ .‬و على الرغم من أنه في االصل اليلزم المتعاقد االفصاح عن‬
‫كل ما لديه من معلومات أو بيانات حول الصفقة الى المتعاقد االخر ‪ ،‬اال انه و في‬
‫بعض الحاالت اذا تعلق االمر بامور جوهرية يجب االفصاح عنها بحسب المألوف في‬
‫التعامل ‪ ،‬فان كتمان هذه االمور ممن يملك الكشف عنها يعد تدليسا ‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال في عقد التأمين يجب على المومن له أن يوضح لشركة التأمين أية معلومات‬
‫جوهرية الزمة لتقدير الخطر‪ .‬فمثال الشخص المصاب بمرض في القلب عند تقدمه‬
‫لطلب تأمين طبي يجب عليه االفصاح عن هذه المعلومة الجوهرية لشركة التأمين ‪،‬‬
‫و ذلك لتتمكن شركة التأمين من تقدير الخطر المؤمن منه و تحديد قيمة االقساط‬
‫التأمينية ‪ .‬و ال بد من االشارة هنا الى أن السكوت عن االفصاح عن معلومة جوهرية‬
‫كان هو الدافع للتعاقد ‪ ،‬وبناءا عليه يعد السكوت في هذه الحالة تدليسا‪.‬‬
‫العنصر النفسي ‪ :‬أن يكون التدليس هو الدافع الى التعاقد‬

‫ال بد أن تكون الحيل أو الخداع الذي قام به أحد المتعاقدين تجاه االخر هي الدافع نحو‬
‫التعاقد ‪ ،‬بحيث أ‪ ،‬من وقع عليه التدليس ما كان ليبرم العقد لو علم بالحقيقة‪ .‬وفي‬
‫واقع الحال نجد أن هذه المسألة يقررها القاضي فهو من يستطيع أن يقرر مدى‬
‫جسامة الطرق االحتيالية و تأثيرها على المتعاقد‪ .‬و القاعدة هنا ‪ :‬أنه يجوز أبطال‬
‫العقد للتدليس اذا كانت الحيل التي لجأ اليها احد المتعاقدين أو وكيله من الجسامة‬
‫بحيث لوالها لما أبرم الطرف الثاني العقد‪.‬‬

‫و ال يشترط أن يقع التدليس من احد المتعاقدين ‪ ،‬فقد يقع من الغير ‪ .‬فعلى سبيل المثال‬
‫قد يكلف احد المتعاقدين شخصا اخرا لخداع المتعاقد بغية التعاقد معه‪ .‬أو قد يقوم‬
‫بالطرق االحتيالية شخصا اخرا ال عالقة له بالعقد ‪ .‬في هذه الحالة ال بد أن يكون‬
‫الطرف االخر عالما بهذا التدليس أو من المفروض عليه أن يعلم به‪ .‬ويستدل بذلك‬
‫من الغبن الناشيء عن العقد‪.‬‬
‫الغبن‬

‫من الناحية الشرعية البد من االشارة الى ضرورة توافر عنصر‬


‫الغبن في حال االدعاء بوقوع التدليس من أحد المتعاقدين‬
‫تجاه االخر‪ .‬هذا االمر يجعل من الالزم أقتران الغبن‬
‫بالتدليس‪ .‬و الغبن يمكن تعريفه بصورة عامة بأنه عبارة‬
‫عن أختالل التعادل بصورة باهظة بين االلتزمات المتقابلة‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال التزام البائع بنقل ملكية المبيع‬


‫وتسليمه للمشتري يقابله التزام المشتري بدفع الثمن‪.‬‬
‫والغبن ينشأ عندما يختل التوازن بين الثمن و القيمة‬
‫السوقية للمبيع‪.‬‬
‫الغبن الفاحش و الغبن اليسير‬
‫القاعدة العامة هنا أنه يجب تقييم قيمة الصفقة وفقا لمعايير‬
‫السوق‪ .‬من الطبيعي عدم اعتبار الزيادة البسيطة غبنا و‬
‫ذلك لضمان استقرار المعامالت‪ .‬فالغبن اليسير اليعتد به و‬
‫اليعد موجبا البطال العقد بسبب التدليس‪ .‬فمثال أرتفاع‬
‫سعر العقارات سواء من خالل أستئجارها أو شرائها قد‬
‫يوثر في أثمان السلع وفي تباين أسعارها ‪ .‬فالسلع‬
‫المعروضة في محالت تجارية على عقارات باهظة الثمن ‪،‬‬
‫قد تباع باثمان مرتفعة نسبيا لتغطية تكلفة العقار‪.‬‬
‫االستغالل‬
‫االستغالل يختلف عن التدليس في العنصر النفسي‬
‫للمتعاقد المغبون‪ .‬و يشترك مع التدليس في وقوع الغبن‬
‫على المتعاقد‪ .‬فالشخص المغبون نتيجة التدليس هو‬
‫شخص تعرض الساليب أحتيالية من المتعاقد االخر أثناء‬
‫التعاقد وتوهم االمر على خالف الحقيقة‪ .‬بينما الشخص‬
‫المغبون نتيجة االستغالل هو ضحية نقطة ضعف نفسية‬
‫تم أستغاللها من قبل المتعاقد االخر ( طيش ‪ ،‬سفه ‪،‬‬
‫مرض نفسي ‪ ،‬ضعف ادراك ‪ ،‬جهالة)‪ .‬كل هذه العوامل قد‬
‫تؤدي الى تعاقد الشخص تحت تأثير االستغالل ‪ .‬من أبرز‬
‫االمثلة على االستغالل عقود التبرع التي تجيء وليدة‬
‫االستغالل‪.‬‬
‫الوكالة‬
‫الوكالة هي عقد يلتزم بمقتضاه الوكيل بأن يقوم بعمل قانوني لحساب‬
‫الموكل‪ .‬ويشترط لصحة الوكالة كون الوكيل والموكل جائزي التصرف‬
‫بالنسبة للفعل الموكل فيه ‪ ،‬فال يصح توكيل ناقص االهلية ( دون سن‬
‫الرشد ) أو من شابه مرض أو عجز أفقده أهلية االداء‪.‬‬

‫كما يشترط أن يكون الموكل ممن يملك التصرف الموكل فيه بنفسه وقت‬
‫التوكيل ‪ ،‬فال يصح توكيل شخص في بيع ما اليملكه وقت الوكالة ‪ ،‬وال‬
‫توكيل المحجور عليه في التصرف في ماله‪ .‬و الوكالة من حيث مدى‬
‫الصالحيات يمكن تقسيمها الى قسمين عامة و خاصة‪.‬‬
‫انواع الوكاالت‬
‫الوكالة العامة هي نوع من الوكالة يتصف بشمولية تمثيل الموكل ‪ ،‬بحيث‬
‫يتاح فيها لشخص الوكيل ما يتاح لالصيل أو الموكل من حقوق التصرف‬
‫بسائر أمواله و جميع ماتصلح االنابة فيه‪ .‬و حيث أن الوكالة العامة‬
‫تمنح الوكيل صالحيات واسعة فيها في أغلب الحاالت تقوم على ثقة‬
‫االصيل في شخص الوكيل وعدم الشك في أساءة استخدامه لهذه‬
‫الصالحيات المطلقة ‪ .‬اال أنه ونظرا لخطورة هذا النوع من الوكالة فقد‬
‫جرى العمل لدى كتابة العدل على التنبيه لمثل هذه المخاطر و مساعدة‬
‫الموكلين على تحديد الصالحيات في الوكاالت ‪.‬‬
‫الوكالة الخاصة‬
‫الوكالة الخاصة هي الوكالة التي تقتصر فيها سلطة الوكيل على تمثيل‬
‫موكله في تصرفات محددة دون تجاوز ‪ ،‬و هي التي تمنح الوكيل‬
‫صالحيات خاصة ‪ .‬و هذا النوع من الوكاالت نجد أنه االفضل بالنسبة‬
‫لمن أراد التوكيل في تصرف أو عمل قانوني ‪ ،‬وذلك لتحديد وتقييد‬
‫صالحيات الوكيل من قبل الموكل ‪.‬‬
‫و يشترط لصحة الوكالة تمام أهلية طرفيها ( الوكيل و الموكل ) وبلوغهما‬
‫الرشد ‪.‬‬
‫خصائص الوكالة‬
‫‪ -1‬حلول ارادة الوكيل محل ارادة االصيل ‪ :‬الوكيل يبرم التصرف بعبارته و أرادته و‬
‫ليس بارادة الموكل أو االصيل ‪ ،‬بمعنى أنه أذا تعرض الوكيل لتدليس أو أكراه أو‬
‫شاب أرادته عيب من عيوب االرادة ‪ ،‬فأن ذلك يعطي الحق لالصيل في المطالبة‬
‫بابطال العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬التزام الوكيل في حدود الصالحيات المرسومة في صك الوكالة ‪ ،‬وفي حالة تجاوز‬
‫الوكيل لصالحيات المرسومةله يقع التصرف باطال و اليعتد به في مواجهة الموكل‪.‬‬
‫‪ -3‬نسبة التصرف الى الموكل (االصيل) مع التصريح باسمه ‪ ،‬وهذا أمر بديهي حيث أن‬
‫الوكيل اليتعاقد باسمه بل باسم االصيل و لذلك البد من التصريح بأسم الموكل أثناء‬
‫التعاقد ‪.‬‬

You might also like