You are on page 1of 54

‫العقد هو توافق ارادتين أو اكثر على أثر قانوني او‬

‫شرعي معين ‪.‬‬


‫يتبين من هذا التعريف أنه يلزم لقيام العقد توافر‬
‫عنصرين‪:‬‬

‫‪ - 1‬توافق ارادتين متطابقتين ‪ ،‬مثل توافق شخصين على‬


‫ان يبيع احدهما شي معينا لالخر مقابل ثمن محدد‪.‬‬

‫‪ - 2‬وجوب اتجاه ارادة اطراف العقد الى احداث اثر قانوني‬


‫أو شرعي ‪ ،‬بمعنى ان ما تم االتفاق عليه يفرض‬
‫الشرع والنظام احترامه‪.‬‬
‫‪ -1‬العقود الرضائية‪ :‬هي تلك العقود التي يكفي‬
‫التراضي النعقادها ‪ ،‬و ال يشترط القانون شكل‬
‫خاص يفرغ فيه العقد ‪ ،‬مثل عقد البيع ‪ ،‬العمل ‪،‬‬
‫المقاولة ‪ ،‬السمسرة ‪......‬الخ‪ .‬و معظم العقود هي‬
‫في الواقع رضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬العقود الشكلية‪ :‬العقد الشكلي هو العقد الذي ال‬
‫يكفي التراضي النعفاده ‪ ،‬انما يجب افراغ هذا‬
‫التراضي في شكل يحدده النظام ‪ .‬من االمثلة‬
‫على ذلك عقد بيع العقار ‪ ،‬عقد تأسيس الشركة‪.‬‬
‫ليست العقود كلها من نوع واحد ‪ ،‬بل تتعدد وتتنوع الى‬
‫انواع وتقسيمات عديدة ‪.‬‬
‫فيمكن تقسيم العقود من حيث تكوينها أو انعقادها الى‬
‫عقود شكلية او عقود رضائية ‪ ،‬كما تنقسم العقود من‬
‫حيث القواعد التي تحكمها الى عقود مدنية او تجارية ‪،‬‬
‫كما تنقسم من حيث المقابل الى عقود معاوضة و]‬
‫عقود تبرع ‪ ،‬كما وانه يمكن تقسيم العقود من حيث‬
‫طبيعتها الى عقود محددة او احتمالية ‪ ،‬وتنقسم العقود‬
‫من االثار التي تنتجها الى عقود ملزمة لجانبين او]‬
‫لجانب واحد ‪ .‬اما من حيث وجود تنظيم قانوني يشملها‬
‫فيمكن تقسيم العقود الى عقود مسماة او عقود غير‬
‫مسماة‬
‫‪ -1‬عقود المساومة‪ :‬هي تلك العقود التي يملك‬
‫المتعاقدان حرية مناقشة شروط العقد‪ ،‬حيث‬
‫تخضع العملية التعاقدية لمبدأ المساومة الحرة من‬
‫اطراف العقد‪ .‬وفي مثل هذه العقود نجد ان هناك‬
‫توازن فيما بين المراكز االقتصادية للمتعاقدين ‪.‬‬
‫مثال ذلك العقود المبرمة بين الشركات التجارية ‪،‬‬
‫عقود المقاولة بين المطوريين العقاريين و‬
‫المقاولين‪.‬‬
‫نظرا للتطورات االقتصادية الهائلة التي حدثت في‬
‫العالم خالل القرن الماضي ‪ ،‬والتي تمثلت في‬
‫ظهور كيانات اقتصادية ضخمة تمثلت في شركات‬
‫كبرى احتكارية ‪ ،‬اصبح احد المتعاقدين يستقل غالبا‬
‫بوضع شروط التعاقد مقدما وبشكل ال يسمح بقبول‬
‫المناقشة فيها من الطرف االخر ‪ ،‬حيث يقتصر دور‬
‫االخير أما على القبول او الرفض و مثالها العقود‬
‫الخاصة بتوريد الكهرباء و المياه و التليفون‬
‫والخدمات العامة‪.‬‬
‫ايضا من التطورات االقتصادية الهامة و المؤثرة في‬
‫تكوين العقود ظهور ما يسمى بالعقود النموذجية‬
‫والتي يقوم باعدادها و صياغتها احد اطراف العقد و‬
‫ليس للطرف االخر سوى القبول او الرفض ‪ ،‬ولكن‬
‫ال يمكن للطرف الضعيف ان يطلب اية تعديل في‬
‫بنود العقد و مثالها عقود المستهلكين ‪ ،‬العقود‬
‫الخاصة بالقروض البنكية لالفراد ‪ ،‬الرهن العقاري ‪،‬‬
‫عقد التأجير المنتهي بخيار التملك (عقود التأجير‬
‫التمويلي)‪.‬‬
‫تنقسم العقود من حيث ما اذا كان طرفها يأخذ مقابال لما‬
‫يعطي أو ال يأخذ الى عقود معاوضة وعقود تبرع‪.‬‬
‫عق‪-‬د المعاوض‪-‬ة‪ :‬ه‪-‬و العق‪-‬د الذي يأخ‪-‬ذ في‪-‬ه المتعاق‪-‬د مقابال لم‪-‬ا‬
‫اعط‪-‬ى ‪ .‬فمثال عق‪-‬د ال‪-‬بيع يع‪-‬د عق‪-‬د معاوض‪-‬ة و ذل‪-‬ك الن البائ‪-‬ع‬
‫يأخ‪-‬ذ الثم‪-‬ن مقابال للم‪-‬بيع الذي يعطي‪-‬ه للمشتري ‪ ،‬كم‪-‬ا ان‬
‫االخي‪-‬ر يأخ‪-‬ذ الم‪-‬بيع مقابال للثم‪-‬ن الذي يعطي‪-‬ه للبائع‪ .‬و كذل‪-‬ك‬
‫عق‪-‬د االيجار حي‪-‬ث يحص‪-‬ل المؤج‪-‬ر (مال‪-‬ك العقار) عل‪-‬ى االجرة‬
‫مقاب‪-‬ل تمكي‪-‬ن المس‪-‬تأجر م‪-‬ن االنتفاع بالعي‪-‬ن المؤجرة‪ .‬كم‪-‬ا‬
‫ان المس‪--‬تأجر ينتف‪--‬ع بالعي‪--‬ن المؤجرة مقاب‪--‬ل االجرة الت‪--‬ي‬
‫يدفعها للمؤجر ‪ ،‬و هكذا نجده في معظم العقود‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود التبرع‪ :‬عقد التبرع هو العقد الذي ال يأخذ‬
‫فيه المتعاقد مقابال لما اعطى ‪ ،‬أو ال يعطي مقابال‬
‫لما أخذه ‪ .‬فعقد الهبة يعد من عقود التبرع حيث‬
‫يعطي الواهب الشي للموهوب له دون أن يأخذ‬
‫مقابل لما يعطيه اياه‪ .‬و تعتير عقود التبرع دائما من‬
‫االعمال المدنية و ليست من االعمال التجارية ‪.‬‬
‫فالتجارة تقوم على المضاربة وتحقيق الربح ‪ ،‬ونية‬
‫التبرع ال يمكن تصورها في االعمال التجارية‪ .‬و من‬
‫االمثلة العملية لدينا على عقود التبرع الكفالة بدون‬
‫مقابل‪.‬‬
‫تنقسم العقود من حيث القواعد التي تحكمها الى عقود‬
‫مدنية و عقود تجارية‪ .‬و لكن ال بد من االشارة الى هذا‬
‫التقسيم ال يرجع الى وجود اختالفات جوهرية ما بين‬
‫العقد المدني و العقد التجاري من حيث االركان و‬
‫الشروط الالزمة لصحة العقد ‪ ،‬و انما يتحدد هذا‬
‫التقسيم على اساس القواعد النظامية التي يخضع‬
‫لها العقد ‪ .‬فا لعقد التجاري يخضع لقواعد القانون‬
‫التجاري ‪ ،‬و هي تلك القواعد التي تراعي ما تحتاجه‬
‫التجارة من سرعة وثقة تظهر غالبا في تكوين العقد‬
‫التجاري وفي أثباته وتنفيذ االلتزامات المترتبة عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬العقد المحدد‪ :‬هو العقد الذي يعرف اطرافه مقدما‬
‫مقدار ما يأخذه كل و مقدار ما يعطيه بغض النظر‬
‫عن التساوي بين هذا االخذ وذاك العطاء‪ .‬فمثال عقد‬
‫بيع العقار بثمن محدد يعرف البائع ما يعطيه‬
‫( وهو العقار ) و مقدار ما يأخذه وهو الثمن ‪ ،‬و‬
‫كذلك الحال بالنسبة للمشتري‪ .‬و في الواقع نجد‬
‫ان معظم العقود محددة يعرف اطرافها التزاماتهم‬
‫الناشئة من العقد و حقوقهم لدى الطرف االخر‪.‬‬
‫‪ -2‬العق]د االحتمال]ي‪ :‬ه]و العق]د الذي ال يس]تطيع ك]ل‬
‫م]]ن طرفي]]ه او احدهم]]ا وق]]ت نشوء العق]]د معرف]]ة‬
‫مقدار م]]]]]]ا يأخ]]]]]]ذ و مقدار م]]]]]]ا يعطي‪ .‬و العقود‬
‫االحتمالي]]]ة يمك]]]ن تقس]]]يمها ال]]]ي نوعي]]]ن ‪ ،‬عقود‬
‫محرم]ة مث]ل المقامرة و الرهان و عقود قائم]ة عل]ى‬
‫المخاطرة مث]]ل عقود االس]]تثمار ف]]ي االس]]هم او‬
‫الس]لع او م]ا يعرف بالص]ناديق االس]ثمارية ‪ ،‬و كذل]ك‬
‫عقود المس]]اهمة ف]]ي مشاري]]ع التطوي]]ر العقاري و‬
‫عقد التامين على المخاطر ‪.‬‬
‫تنقس]]م العقود م]]ن حي]]ث االثار الت]]ي تنتجه]]ا ال]]ى‬
‫قس]مين ‪ .‬عقود ملزم]ة لجان]بين ‪ ،‬وه]ي تل]ك العقود‬
‫الت]]ي تنش]]ئ التزمات متقابل]]ة ف]]ي ذم]]ة ك]]ل م]]ن‬
‫المتعاقدي]]ن ( فيكون ك]]ل منهم]]ا دائن]]ا و مدين]]ا ف]]ي‬
‫نف]س الوق]ت) ‪ .‬ومثال ذل]ك عق]د ال]بيع ‪ ،‬فالبائ]ع يلتزم‬
‫بنق]]ل ملكي]]ة الم]]بيع و تس]]ليمه ‪ ،‬والمشتري يلتزم‬
‫بدف]ع الثم]ن وتس]لم الم]بيع ‪ .‬و ف]ي هذه الحال]ة نج]د‬
‫ان ك]]ل طرف يكون مدين]]ا و دائن]]ا لالخ]]ر ف]]ي نف]]س‬
‫الوقت‪.‬‬
‫ام]]ا العق]]د الملزم لجان]]ب واح]]د ‪ ،‬فه]]و العق]]د الذي ال‬
‫ينش]ئ التزام]ا اال ف]ي جان]ب أح]د المتعاقدي]ن دون‬
‫المتعاق]]د االخ]]ر ‪ ،‬فيكون االول مدين]]ا غي]]ر دائ]]ن و‬
‫الثان]ي دائن]ا غي]ر مدين‪ .‬فعق]د الهب]ة يع]د عقدا ملزم]ا‬
‫لجان]ب واح]د‪ ،‬ه]و الواه]ب حي]ث يلتزم بنق]ل ملكي]ة‬
‫الش]]]ئ الموهوب ل]]]ه دون أ]]]ن يلتزم االخي]]]ر تجاه‬
‫الواهب بشئ‪ .‬و كذلك عقد الوديعة بغير اجر ‪ ،‬يلتزم‬
‫في]]ه الودع لديهبتس]]ليم الش]]ئ و المحافظ]]ة علي]]ه‬
‫ورده عند طلبه و ال يلتزم المودع تجاهه بشئ‪.‬‬
‫تنقس]م العقود م]ن حي]ث وجود تنظي]م يحدده]ا ام الل‬
‫ال]]ى ‪ -1 :‬عقود مس]]ماة ‪ ،‬وه]]ي تل]]ك العقود الت]]ى‬
‫خص]]]ها المشرع بنظام محدد مث]]]ل عق]]]د العم]]]ل ‪،‬‬
‫وعقود تأس]يس الشركات ‪ ،‬الرهن العقاري ‪ ،‬التأمي]ن‬
‫‪ ،‬االيجار ‪ ،‬ال]بيع ‪ ،‬العقود الخاص]ة بانتقال الع]بي كرة‬
‫القدم‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود غي]]ر مس]]ماة ‪ ،‬و ه]]ي تل]]ك العقود الت]]ي ل]]م‬
‫يخص]]ها المشرع بتنظي]]م معي]]ن و ذل]]ك يعود لقل]]ة‬
‫شيوعه]ا مقارن]ة بالعقود المس]ماة و م]ن امثلته]ا عق]د‬
‫النشر للمؤلفات الذهنية ‪ ،‬عقد الدعاية واالعالن‬
‫التراضي هو جوهر العقد ‪ ،‬فال قيام للعقد بدونه‪.‬‬
‫التراض]ي ينش]أ عندم]ا يع]بر شخ]ص ع]ن ارادت]ه ف]ي‬
‫احداث اث]]ر قانون]]ي معي]]ن و أ]]ن تتالق]]ى هذه االرادة‬
‫م]]ع ارادة اخرى مطابق]]ة لها‪ .‬ف]]ا لعق]]د اذا يت]]م ع]]ن‬
‫طري]ق تع]بير المتعاقدي]ن ع]ن ارادتهم]ا ‪ .‬و التع]بير ع]ن‬
‫االرادة ام]ا ان يكون ص]ريحا يكش]ف ع]ن توج]ه االرادة‬
‫نح]و التعاق]د بشك]ل مباش]ر ‪ ،‬او ضمني]ا يت]م الكش]ف‬
‫فيه عن توجه االرادة بشكل غير مباشر‪.‬‬
‫التع]بير الص]ريح ه]و الذي يراد ب]ه االفص]اح ع]ن‬
‫االرادة بشك]]ل مباش]]ر ‪ ،‬فه]]و الكاش]]ف له]]ا‬
‫بحس]]]ب المألوف بي]]]ن الناس]]]‪ .‬فق]]]د يكون‬
‫التع]بير الص]ريح باللف]ظ أ]ي باس]تعمال اللف]ظ‬
‫المؤدي ال]]]ى المعن]]ى الذي تقص]]]ده االرادة‪.‬‬
‫وق]د يكون التع]بير ع]ن االرادة باالشارة او باي]‬
‫حرك]]ة تعارف الناس عليه]]ا عل]]ى انه]]ا تع]]بر‬
‫بشك]ل صريح عن االرادة‪.‬‬
‫التع]]بير الضمن ]ي] ه]]و ص]]ورة م]]ن ص]]ور التع]]بير‬
‫الت]ي يت]]م ف]يه]]ا الكش]]ف ع]]ن االرادة بطريق]]ة‬
‫غي]ر مباشرة ‪ .‬مثال ذل]ك اذا بق]ي] المس]تأج]ر‬
‫ف]]ي العي]]ن المؤجرة بع]]د انتهاء عق]]د االيج]ار‬
‫فان معن]]ى ذل]]ك ان ارادت]]ه ق]]د اتجه]]ت ال]]ى‬
‫تجدي]د عق]د االيجار خ]اص]ة اذا اقترن هذا البقاء‬
‫ف]]ي العي]]ن المؤجرة بأعمال يفه]]م منه]]ا هذه‬
‫النية في التجديد‪.‬‬
‫الس]]كوت ف]]ي االص]]ل ال يص]]لح أ]]ن يكون تع]]بيرا ع]]ن‬
‫االرادة ‪ ،‬فالقاعدة العام]ة هن]ا أن]ه ال ينس]ب لس]اكت‬
‫قول ‪.‬اال ان]ه ف]ي بع]ض الحاالت م]ن الممك]ن أ]ن يع]د‬
‫الس]]]كوت قبوال اذا ص]]]]احب هذا الس]]]كوت ظروف‬
‫مالبس]ة تكش]ف ع]ن داللت]ه ف]ي القبول ‪ ،‬بمعن]ى أن]ه‬
‫يج]ب اقتران الس]كوت بقرائ]ن مادي]ة تع]بر ع]ن القبول‪.‬‬
‫وهذا السكوت يطلق عليه السكوت المالبس ‪ ،‬ويعد‬
‫الس]كوت قبوال اذا اقتض]ت طبيع]ة المعامل]ة او العرف‬
‫التجاري ذل]ك ‪ ،‬أ]و ف]ي حال]ة وجود تعام]ل س]ابق بي]ن‬
‫المتعاقدين‪.‬‬
‫من االمثلة على طبيعة المعاملة‪ ،‬أن يرسل التاجر‬
‫البضاعة لمن يطلبها ويضيف شروطا جديدة في‬
‫العقد ‪ ،‬في هذه الحالة اذا سكت المشتري ولم‬
‫يعترض على هذه الشروط ‪ ،‬يعد سكوته قبوال بها‪.‬‬
‫أما العرف التجاري مثاله ارسال البنك الى عميله بيانا‬
‫عن حسابه موضحا فيه أن عدم االعتراض عليه يعد‬
‫اقرارا له‪ .‬في هذه الحالة يعد سكوت العميل عن‬
‫الرد او االعتراض قبوال منه بما ورد في كشف‬
‫الحساب‪.‬‬
‫ف]]]ي عق]]]د االيجار اذا انقض]]]ت المدة الزمني]]]ة للعق]]]د‬
‫وس]]كت المؤج]]ر و ل]]م يطل]]ب م]]ن المس]]تاجر اخالء‬
‫العي]ن المؤجرة بس]بب انتهاء العق]د ‪ .‬ف]ي هذه الحال]ة‬
‫يع]د س]كوت المؤج]ر قبوال من]ه بتمدي]د عق]د االيجار‬
‫بنف]س المدة الس]ابقة‪ .‬و كذل]ك اذا ل]م يق]م ص]احب‬
‫العم]ل باخطار العام]ل بعدم رغبت]ه ف]ي تجدي]د العق]د‬
‫مع]ه حس]ب المدة المنص]وص عليه]ا ف]ي العق]د ‪ ،‬يع]د‬
‫س]]كوت ص]]احب العم]]ل قبوال من]]ه بالتجدي]]د لعق]]د‬
‫العمل‪.‬‬
‫ق]]]د يكون التع]]]بير مطابق]]]ا لالرادة ‪ ،‬فتكون االرادة الباطن]]]ة و‬
‫الظاهرة واحدة فال نج]د ص]عوبة ف]ي االخ]ذ بأيهم]ا طالم]ا كانت]ا‬
‫متطابقتين‪ .‬اال ان]]ه و ف]]ي احوال معين]]ة ق]]د تختل]]ف االرادة‬
‫الباطن]ة ع]ن االرادة الظاهرة‪ ،‬فق]د يري]د الشخ]ص شيئ]ا و لكن]ه‬
‫يع]بر ع]ن هذه االرادة بمظه]ر ال يحق]ق م]ا يري]د ‪ .‬ف]ا لتاج]ر الذي‬
‫يري]د بي]ع س]لعة بمائ]ة لاير ق]د يخط]ي و يذك]ر ف]ي الفاتورة‬
‫مبل]غ عشرة رياالت او اق]ل م]ن المبل]غ المحدد اس]اسا ل]بيع‬
‫الس]لعة‪ .‬ف]ي هذه الحال]ة ه]ل نأخ]ذ باالرادة الظاهرة ‪ ،‬فينعق]د‬
‫ال]]بيع بالثم]]ن االق]]ل ‪ ،‬أ]]م ان العق]]د ال يقوم ف]]ي مث]]ل هذه‬
‫الحاالت‪.‬‬
‫كقاعدة عام]]ة يج]]ب االعتداد باالرادة الظاهرة و ذل]]ك‬
‫لضمان اس]]]تقرار المعامالت ‪ .‬أم]]]ا االرادة الباطن]]]ة‬
‫فيمك]]ن االعتداد به]]ا ف]]ي حاالت محددة كالغل]]ط أ]]و‬
‫التعاق]]]د باالكراه أ]]]و نتيج]]]ة للتدلي]]]س أ]]]و التغري]]]ر‬
‫بالمتعاق]د االخ]ر ‪ .‬فأذا وق]ع المتعاق]د ف]ي الغل]ط اثناء‬
‫التعاق]د فال ب]د م]ن االعتداد باالرادة الباطن]ة او االرادة‬
‫الحقيقي]ة ‪ .‬فعل]ى س]بيل المثال اذا حدث خط]أ ف]ي‬
‫الفاتورة الت]ي يص]درها البائ]ع و نق]ص الثم]ن ‪ ،‬فأن]ه و‬
‫االم]ر كذل]ك يج]ب االعتداد باالرادة الباطن]ة للبائ]ع و‬
‫اليمكن االخذ بالظاهر في الفاتورة ‪.‬‬
‫االيجاب ه]و تع]بير الزم بات ع]ن ارادة شخ]ص يتجهال]ى شخ]ص‬
‫اخ]ر يعرض علي]ه رغبت]ه ف]ي ابرام عق]د معي]ن بقص]د الحص]ول‬
‫عل]ى قبول هذا االخي]ر ‪ ،‬فاذا حص]ل عل]ى هذا القبول انعق]د‬
‫العقد‪ .‬االيجاب يج]ب أ]ن يتضم]ن العناص]ر الجوهري]ة ف]ي العق]د‬
‫‪ ،‬فم]]ن يعرض س]]لعة لل]]بيع يج]]ب ان يحدد الثم]]ن و الس]]لعة‬
‫بشك]ل تنتفي معه الجهالة‪ .‬و االيجاب البات قد يصدر دون ان‬
‫تس]]]]]بقه مفاوضات ويحدث ذل]]]]]ك عادة ف]]]]]ي ابرام عقود‬
‫المس]]]تهلكين‪ ،‬مث]]]ل شراء الجراي]]]د و الماكوالت و الس]]]لع‬
‫االس]تهالكية‪ ،‬و لك]ن لي]س العقود كله]ا م]ن هذا الق]بيل‪ .‬فمنه]ا‬
‫م]ا يحتاج ف]ي ابرام]ه ال]ى مفاوضات تت]م بي]ن المتعاقدي]ن ‪ ،‬ام]ا‬
‫مباشرة و أما بواسطة وسيط ‪.‬‬
‫يبدا المتعاق]]د غالب]]ا باس]]تطالع مدى اس]]تعداد الطرف االخ]]ر‬
‫للتعاق]]]د و ك]]]ل م]]]ا يدخ]]]ل ف]]]ي هذا النطاق يعت]]]بر مجرد‬
‫مفاوضات تمهيدي]]ة ال يثم]]ر ع]]ن ايجاب بات‪ .‬مثال ذل]]ك تاج]]ر‬
‫يرغ]]ب ف]]ي شراء ارض لبناء مرك]]ز تجاري ‪ ،‬ف]]ي مث]]ل هذه‬
‫العقود م]]ن غي]]ر المتوق]]ع ان يواف]]ق التاج]]ر مباشرة بالس]]عر‬
‫المعروض اذا يبدا بالتفاوض م]ع مال]ك االرض القناع]ه بال]بيع‬
‫بس]عر اق]ل و ق]د يس]تغرق الطرفان وقت]ا م]ن التفاوض حت]ى‬
‫يتم التوص]ل الى الثم]ن الذي يقبل]ه الطرف الراغ]ب بالشراء‪ .‬و‬
‫بناء]]ا علي]]ه فأ]]ن االيجاب البات يعن]]ي العرض النهائ]]ي الذي‬
‫يحتوي عل]ى العناص]ر الجوهري]ة للعق]د و م]ن اهمه]ا الثم]ن‬
‫في عقد البيع‪.‬‬
‫االيجاب البات ه]]و العرض الذي يحتوي عل]]ى العناص]]ر‬
‫الجوهري]ة للعق]د مث]ل الثم]ن ف]ي ال]بيع أ]و االجرة ف]ي‬
‫عق]]د االيجار‪ .‬ام]]ا الدعوة للتعاق]]د فه]]ي عبارة ع]]ن‬
‫رغب]ة ف]ي الحص]ول عل]ى ايجاب م]ن الغي]ر ‪ .‬فعل]ى‬
‫س]بيل المثال م]ن يض]ع اعالن (االرض لل]بيع) ‪ ،‬هذا ال‬
‫يع]]]د ايجاب]]]ا و انم]]]ا دعوة للتعاق]]]د تبدا م]]]ن خالل‬
‫المفاوضات بي]ن الطرفي]ن وق]د تنته]ي باتفاق أ]و ق]د ال‬
‫تفض]ي ال]ى شي‪ .‬ف]ا الرادة الت]ي تقب]ل الدعوة ال]ى‬
‫التعاق]د تكون ه]ي االيجاب الذي يحتاج بع]د ذل]ك ال]ى‬
‫قبول من الداعي حتى ينعقد العقد‪.‬‬
‫يسقط االيجاب بصفة عامة في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اذا انقضت المدة الزمنية المحددة لاليجاب دونما ان يصدر‬
‫قبول ممن وجه له االيجاب أو تم رفض االيجاب‪.‬‬
‫‪ -2‬اذا انفض مجلس العقد دون أن يصدر قبول من الطرف‬
‫االخر‪ .‬هذا في حالة التعاقد ما بين حاضرين‪.‬‬
‫‪ -3‬وفاة الموجب قبل صدور القبول ‪ .‬ففي هذه الحالة ال‬
‫يستمر االيجاب ملزما لورثة الموجب‪.‬‬
‫‪ -4‬في حالة عدم تحديد مدة زمنية لبقاء االيجاب ملزما فانه‬
‫يسقط بمجرد مضي المدة الزمنية المعقولة (هذه المدة قد‬
‫يتم تحديدها قضاء]ا استنادا الى العرف)‪.‬‬
‫ق]د ال يجم]ع المتعاقدان مجل]س واح]د وانم]ا يت]م التعاق]د بينهم]ا‬
‫ع]ن طري]ق المراس]لة س]واء بالبري]د أ]و الفاك]س أ]و م]ن خالل‬
‫الوكيل‪ .‬وف]]ي هذه الحال]]ة نج]]د ان هناك فاص]]ل زمن]]ي بي]]ن‬
‫ص]دور التع]بير ع]ن االرادة م]ن قب]ل الموج]ب ووص]وله ال]ى عل]م‬
‫الطرف االخر‪.‬‬
‫ال بد من االشارة هنا الى أنه في حالة عدم وجود فاصل زمني‬
‫فيم]ا بي]ن ص]دور االيجاب ووص]وله ال]ى الطرف االخ]ر ‪ ،‬فان]ه‬
‫ف]ي هذه الحال]ة يكون التعاق]د م]ا بي]ن حاضري]ن حكم]ا (التعاق]د‬
‫م]ن خالل المكالم]ة الهاتفي]ة ‪ ،‬التواص]ل اللحظ]ي ع]بر االنترن]ت‬
‫مثل الكام ‪...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -1‬نظري]ة ص]دور القبول‪ :‬وفق]ا لهذه النظري]ة فان العق]د ف]ي حال]ة‬
‫التعاق]]د مابي]]ن غائ]]بين يت]]م بمجرد أ]]ن يعل]]ن م]]ن وج]]ه الي]]ه‬
‫االيجاب قبول]]]ه له‪ .‬فف]]]ي هذا الوق]]]ت يت]]]م التواف]]]ق بي]]]ن‬
‫االرادت]بين فيت]م العقدبغ]ض النظ]ر ع]ن عل]م الطرف االخ]ر أ]و‬
‫عدم علمه‪.‬‬
‫مشكل]ة هذه النظري]ة أ]ن القبول ه]و تع]بير ع]ن االرادة و بالتال]ي‬
‫ال ينت]ج اثره ال]ى اذا عل]م الموج]ب ب]ه ‪ .‬اضاف]ة ال]ى ان االخ]ذ‬
‫بهذه النظري]]ة ق]]د يس]]بب عدم االس]]تقرار ف]]ي المعامالت ‪.‬‬
‫حيث أنه قد ال يصل الى الموجب قبول الطرف االخر‪.‬‬
‫‪ -2‬نظري]]ة تص]]دير القبول‪ :‬وفق]]ا لهذه النظري]]ة فان العق]]د ينش]]أ‬
‫ف]]ي حال]]ة التعاق]]د بي]]ن غابي]]ن بمجرد ص]]دور القبول ال]]ى‬
‫الموجب ‪ .‬كأن يقوم من وجه له االيجاب بارسال قبوله بريديا‬

‫هذه النظري]ة ال تختل]ف كثيرا ع]ن س]ابقتها ‪ .‬حي]ث أ]ن العق]د ينش]أ‬
‫دونم]ا عل]م الموج]ب ‪ .‬كم]ا أ]ن تص]دير القبول ه]و واقع]ة مادي]ة‬
‫ال يمكن]ه أ]ن يزي]د ف]ي القبول أي]ة قيمةل]م تك]ن ل]ه م]ن قب]ل‬
‫حتى يمكن أن يكون لتصدير القبول أثرا أكبر من أعالنه‪.‬‬
‫‪ -3‬نظري]]ة تس]]لم القبول (وص]]ول القبول)‪ :‬وفق]]ا لهذه النظري]]ة‬
‫فأ]ن العق]د ينش]أ ف]ي حال]ة التعاق]د بي]ن غائ]بين عن]د وص]وله‬
‫ال]]ى الموج]]ب وتس]]لمه وحي]]ث ال يمك]]ن اس]]ترداده ‪ ،‬بغ]]ض‬
‫النظ]ر ع]ن عل]م الموج]ب ‪ .‬فوص]ول القبول يع]د قرين]ة عل]ى‬
‫علم الموجب‪.‬‬
‫أيض]]ا نج]]د أ]]ن هذه النظري]]ة ل]]م تجع]]ل العل]]م بالقبول مس]]ألة‬
‫اس]اسية لنشوء] العقد‪ .‬أضاف]ة ال]ى أ]ن وص]ول القبول م]ا ه]و‬
‫ال]ى واقع]ة م]ا دي]ة لي]س له]ا دالل]ة قانوني]ة اذ ان الوص]ول لي]س‬
‫بقاط]ع ف]ي عل]م الموج]ب بالقبول و بالتال]ي ال تتحق]ق ف]ي‬
‫هذه اللحظة تالقي االرادتين‪.‬‬
‫وفق]]ا لهذه النظري]]ة ‪ ،‬طالم]]ا أ]]ن العق]]د ال ينعق]]د اال بتواف]]ق‬
‫االرادتي]]]ن ‪ ،‬فان هذا التواف]]]ق ال يحدث اال م]]]ن وق]]]ت عل]]]ن‬
‫الموج]]ب بالقبول ‪ ،‬ف]]ا لتع]]بير ع]]ن االرادة ال يحدث اثره اال اذا‬
‫اتصل بعلم من وجه اليه ‪ ،‬فيتحقق توافق االرادتين‪.‬‬
‫و نظري]ة العل]م بالقبول تكتف]ي فق]ط بالعل]م االفتراض]ي للموج]ب‬
‫دون العل]م الحقيقي‪ .‬فف]ي حال]ة ارس]ال القبول ببري]د مس]جل‬
‫ال]ى الموج]ب ‪ ،‬وت]م اس]تالم البري]د ‪ .‬اص]بح عل]م الموج]ب ف]ي‬
‫هذه الحالة مفترض و انعقد العقد‪.‬‬
‫مجل س العق د ق د يكون مجلس ا حقيق ا بحضور ك ل م ن المتعاقدين‪.‬‬
‫وقد يكون مجلسا حكميا عن طريق التواصل اللحظي فيما بين‬
‫المتعاقدين‪ .‬ويظ ل مجل س العق د قائم ا طالم ا كان المتعاقدي ن‬
‫منشغلي ن بالتعاق د ‪ ،‬فاذا انص رفا مع أ أ و انص رف أحدهم ا ع ن‬
‫التعاق د بأم ر اخ ر ‪ ،‬اعت بر مجل س العق د منفض ا حت ى ول و ظ ل‬
‫المتعاقدي ن مع ا وف ي مكان واحد‪ .‬فعل ى س بيل المثال أذا عرض‬
‫شخ ص عقارا يملك ه لل بيع ف ي مجل س و ل م يرد علي ه اح د ف ي‬
‫المجلس ال بقبول أو بتفاوض و انشغل من في المجلس بحديث‬
‫اخر اعتبر مجلس العقد في هذه الحالة منفضا‪.‬‬
‫يكون لمن وجه اليه االيجاب الحرية في القبول أو الرفض‪ .‬فاذا اختار القبول فعليه أن‬
‫يقبله بكافة عناصره الجوهرية و الجزئية ‪ ،‬بمعنى أنه يجب أن يكون القبول مطابقا‬
‫لاليجاب تمام المطابقة ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬لو عرض شخص سيارته للبيع مبلغ ‪ 40000‬لاير على اخر ‪ ،‬وقبل الطرف‬
‫االخر بالشراء ولكن بدفع الثمن على دفعتين ‪ .‬هل ينشأ العقد في هذه الحالة؟‬
‫االجابة بالتاكيد ال ‪ ،‬الن العرض لم يتضمن تقسيط الثمن على دفعتين ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يعد ما ذكره الطرف االخر ايجاب جديد يحتاج الى قبول من الطرف االول‪.‬‬
‫لماذا؟ الن مسألة دفع الثمن بالكامل أو بالتقسيط تعد من المسائل الجوهرية عند التعاقد‬
‫‪ ،‬وفي حالة عدم اشتمال العرض على سداد الثمن بالتقسيط ‪ ،‬فان ارادة البائع ال‬
‫تكون قد اتجهت الى البيع بالتقسيط‪.‬‬
‫عل ى الرغ م م ن ان القاعدة العام ة تن ص عل ى ضرورة مطابق ة القبول لجمي ع عناص ر‬
‫االيجاب ‪ ،‬اال ان ه ف ي بع ض الحاالت ق د ال يشتم ل االيجاب عل ى كاف ة المس ائل‬
‫التفصلية الخاصة بالعقد ‪ ،‬و انما يحدث التطابق بين االيجاب و القبول في المسائل‬
‫الجوهري ة فحس ب ‪ ،‬و م ع ذل ك فالعق د ينعق د و يترك تحدي د المس ائل التفص يلية أم ا‬
‫الحقا أو بالرجوع الى العرف أو القواعد التشريعية المكملة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬اذا اتفق طرفان على عقد البيع و لم يتم تحديد زمان ومكان تسليم المبيع ‪ ،‬فانه‬
‫في هذه الحالة على الرغم من عدم تطرق االيجاب لهذه المسألة ‪ .‬فان القبول يكون‬
‫مطابقا لاليجاب لتطابقه على المسائل الجوهرية في عقد البيع وهي تحديد الثمن و‬
‫المبيع‪ .‬في هذه الحالة يتم الرجوع للقواعد العامة لعقد البيع التىي تنص على أن‬
‫تس ليم الم بيع يكون ف ي المكان الذي وج د في ه وق ت التعاق د وكذل ك ضرورة تس ليم‬
‫المبيع فور قبض الثمن‪.‬‬
‫في الغالب يتم التعاقد عن الطريق التفاوض ‪ ،‬ولكن ليس هناك ما يمنع أن يتم التعاقد‬
‫عن طريق المزايدة ‪ .‬فيتم طرح موضوع العقد في مزاد علني ويبرم العقد مع من‬
‫يتقدم بأكبر ثمن أو اكبر عطاء‪ .‬في هذه الصورة من التعاقد عن طريق المزاد يتمثل‬
‫االيجاب في التقدم بالعطاء ‪ .‬أما طرح الصفقة للمزاد فيعد مجرد دعوة للتعاقد‪.‬‬
‫و حيث أن االيجاب يتمثل في التقدم بعطاء ‪ ،‬فأن القبول ال يتم اال برسو المزاد ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬مزاد لبيع قطع من المجوهرات ‪ ،‬تم عرض قطعة عبارة عن خاتم من االلماس‬
‫المرص ع بحج ر كري م و بدا العرض بمبل غ ‪ 200000‬لاير ‪ .‬تقدم ت أ بأيجاب بمبل غ‬
‫‪ 210000‬لاير ‪ ،‬ثم ب بمبلغ ‪ ، 220000‬ثم ج بمبلغ ‪ 280000‬لاير ولم يتقدم احد‬
‫بع د ج ‪ .‬ف ي هذه الحال ة يرس و المزاد عل ى ج ‪ .‬أيجاب أ يس قط بأيجاب ب و أيجاب‬
‫ب يس قط بأيجاب ج ‪ ،‬وهكذا‪ .‬ويع د ال بيع بالمزاد طريق ة شائع ة ل بيع االرض ي ذات‬
‫المساحات الكبيرة و كذلك بيع اللوحات الفنية و المجوهرات ‪.‬‬
‫يشترط لصحة العقد سالمة الرضا من عيوب االرادة (الغلط ‪ ،‬االكراه ‪،‬‬
‫التدليس ‪ ،‬االستغالل)‪ .‬هذه العيوب تؤثر في صحة الرضا وسالمته ‪،‬‬
‫وبالتالي تعطي الحق للمطالبة في ابطال العقد‪ .‬يرجع السبب في ذلك الى‬
‫أن ارادة المتعاقد تحت تأثير هذه العيوب ال يصح االعتداد بها‪.‬‬
‫فالمتعاقد لو كان على بينة من أمره أو كان حرا في أختياره ‪ ،‬ما كان‬
‫ليبرم هذا العقد تحت تاثير الغلط أو التدليس أو االكراه‪ .‬فا الرادة في‬
‫هذه الحالة ال تصلح أن تكون أساسا النعقاد العقد ‪.‬‬
‫الغلط هو وهم يقوم في ذهن الشخص ‪ ،‬يجعله يتصور االمر على خالف الحقيقة ‪،‬‬
‫فيرى في االمر شيئا غير موجود فيه في الواقع‪ .‬مثال ذلك أن يتقدم شخص لشراء‬
‫لوحة فنية أو قطعة أثرية يعتقد أنها من عمل رسام معين أو ذات تاريخ قديم ثم‬
‫يكتشف أنها ليست كذلك ‪ .‬و لكن في حالة الغلط يشترط أن يكون طرفي العقد قد‬
‫وقعا في الغلط ‪ .‬أما اذا كان الطرف االخر يعلم بالحقيقة و اخفاها عن المتعاقد فاننا‬
‫نكون بصدد حالة من حاالت التدليس أو الغش في العقد‪.‬‬

‫و بناءا عليه يقع الغلط في التعاقد بحسن نية ‪ ،‬وهذا في الواقه ما يميز الغلط ن ساير‬
‫عيوب االرادة الت يكون سوء النية فيها واضحا بغرض تضليل المتعاقد االخر‪.‬‬
‫يعتبر الغلط جوهريا في العقد في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الغلط في صفة جوهرية في الشي محل العقد ‪ :‬يحق للمتعقد اذا وقع في الغلط في‬
‫صفة جوهرية في الشيء أن يطالب بابطال العقد ‪ .‬من أمثلة ذلك من يشتري‬
‫شخص قطعة من السجاد يعتقد انها مصنوعة يدويا و في بلد معين ‪ ،‬ثم يتضح له‬
‫أنها غير كذلك‪ .‬أو من تشتري خاتما تعتقد أنه مرصع بحجر كريم ثم يتضح لها‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الغلط في شخص المتعاقد‪ :‬اذا كانت شخصية المتعاقد محل أعتبار في العقد فان‬
‫الغلط فيها يعد غلطا جوهريا في العقد‪ .‬مثال ذلك اعتقاد المتعاقد بانه يتعاقد مع‬
‫مهندس ديكور ‪ ،‬ثم يتضح له بان الطرف االخر هو عبارة عن فني ديكور فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬الغلط في القيمة ‪ :‬وهذا الغلط المادي في تقدير قيمة الشيء‬
‫االكراه هو ضغط مادي أو أدبي يقع على الشخص فيولد لديه رهبة أو خوفا تحمله‬
‫على التعاقد‪ .‬واالكراه يعيب االرادة فيجعل رضاء الشخص غير سليم حيث يفقده‬
‫الحرية و االختيار ‪ ،‬فالمكره ال يريد أن يتعاقد ‪ ،‬ولكن تحت تأثير الخوف و الرهبة‬
‫التي يولدها االكراه يندفع الى أبرام العقد‪ .‬و البد من االشارة الى أن االكراه ليس‬
‫بذاته هو الذي يفسد الرضا ويعيب االرادة ‪ ،‬وأنما يفسدها و يعيبها ما يولده في‬
‫نفس المتعاقد من رهبة أو خوف‪.‬‬
‫و قد يصل االكراه في بعض الحاالت الى درجة تعدم الرضا و االرادة ‪ ،‬وهذا ما يسمى‬
‫باالكراه الملجىء و مثاله من يمسك بشخص تحت تهديد السالح ويرغمه توقيع‬
‫العقد ‪ .‬في هذا الحالة نستطيع القول أن ارادة المتعاقد قد أنعدمت تماما‪ .‬هذا النوع‬
‫من االكراه يخرج من نطاق عيوب االرادة لكونه يؤدي الى أنعدام الرضا‪.‬‬
‫يكون االكراه ماديا اذا انصب على جسم المكره كالضرب أو التهديد بالضرب ‪ .‬و يكون‬
‫االكراه أدبيا اذا اتخذ شكل التهديد بالتشهير أو أثارة فضيحة أو التهديد بالفصل من‬
‫العمل أو بأي أمر يكن له وقع نفسي في شخص المتعاقد‪.‬‬
‫و شروط االكراه هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال وسيلة لالكراه للوصول الى غرض غير مشروع‪ :‬يقصد بذلك أن تستعمل‬
‫وسيلة لالكراه تهدد بخطر محدق على شخص المتعاقد ‪ ،‬و أن يكون الهدف من ذلك‬
‫هو الوصول الى غرض غير مشروع وهو التعاقد مع هذا الشخص تحت االكراه ‪.‬‬
‫و غالبا ما يكون هذا العقد لصالح من قام باالكراه و مضر لمن وقع عليه االكراه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتولد عن االكراه رهبة في نفس المتعاقد تجبره على التعاقد‪:‬‬
‫ال يكفي أن يلجا الشخص الى وسائل غير مشروعة حتى يتحقق االكراه بل ال بد وأن‬
‫يتولد عن هذه الوسائل رهبة في نفس المتعاقد تدفعه الى التعاقد فال يتحقق االكراه‬
‫اال اذا تعاقد الشخص تحت تأثير هذه الرهبة أو ذلك الخوف‪ .‬أما اذا لم تكن الرهبة‬
‫هي التي دفعت المتعاقد ال ى التعاقد ‪ ،‬بل كانت له مصلحة ف ي هذا العقد و بالتالي‬
‫فأن ه س يبرمه بغ ض النظ ر ع ن االكراه الواق ع علي ه ‪ ،‬فأ ن العق د ال يكون قابال‬
‫لالبطال نتيج ة لالكراه‪ .‬أيض ا ال ب د م ن االشارة ف ي هذا الص دد ال ى قدرة م ن قام‬
‫بالتهديد أو االكراه على تنفيذ ما توعد به ‪ ،‬حيث أنه اذا كان من الواضح عدم قدرة‬
‫م ن قام بالتهدي د عل ى تنفي ذ م ا توعد ب ه فأن ه ف ي هذه الحال ة ال يمك ن القول بوقوع‬
‫الرهبة في نفس المتعاقد‪.‬‬
‫طالم ا كان االكراه عيب ا مفس دا لالرادة ‪ ،‬فيس توي أ ن يكون هذا االكراه‬
‫ص ادرا م ن المتعاق د االخ ر أ و م ن الغي ر ‪ .‬فاذا كان ص ادرا م ن الغي ر ‪،‬‬
‫وجب أن يكون المتعاقد االخر على علم به أو كان في أمكانه العلم به ‪.‬‬
‫وذلك حتى يمكن تصور استغالل هذا المتعاقد لهذا الظرف لحمل المتعاقد‬
‫مع ه عل ى التعاقد‪ .‬فعل ى س بيل المثال ق د يقوم االب باكراه شخ ص م ا‬
‫البرام عق د م ع أبنه ‪ .‬ف ي هذه الحال ة نجد أن م ن قام باالكراه ال عالقة‬
‫له مباشرة بالعقد ‪ ،‬ولكن أذا كان االبن على علم بما قام به والده ففي‬
‫هذه الحال ة يح ق للمتعاق د االخ ر المطالب ة بابطال العق د بس بب االكراه‬
‫الواقع عليه ‪.‬‬
‫ق د تعرض ظروف ا معين ة يس تغلها أح د االطراف ف ي الضغ ط عل ى ارادة‬
‫الطرف االخ ر وحمل ه عل ى التعاقد‪ .‬هذا النوع م ن االكراه يع د شائع ا ‪،‬‬
‫وه و يقوم عل ى أس تغالل ظروف المتعاق د الجباره م ن خالله ا عل ى‬
‫التعاقد‪ .‬م ن أمثل ة ذل ك أس تغالل الط بيب لحاج ة المري ض الماس ة ال ى‬
‫العالج الفوري ‪ ،‬فيقوم بفرض شروط باهظ ة عل ى المريض‪ .‬أس تغالل‬
‫حاجة الشخص الى ضرورة االنتهاء من عمل معين في وقت محدد ‪ ،‬أو‬
‫عدم توافر بديل للقيام بالعمل ‪.‬‬
‫التدلي س ه و أس تعمال الحيل ة والخداع بقص د ايهام الشخ ص بغي ر الحقيق ة وايقاع ه ف ي‬
‫غلط يدفعه الى التعاقد‪ .‬و الفرق هنا واضح بين وقوع المتعاقدين في الغلط بحسن‬
‫نية و بين تعمد ايهام المتعاقد للوقوع في الغلط بسوء نية من خالل الخداع‪ .‬و من‬
‫هنا يتضح لنا أن وقوع المتعاقد في الغلط ما هو اال نتيجة مباشرة للتدليس الواقع‬
‫عليه‪ .‬فعلى سبيل المثال من يقدم خاتما للبيع على أنه مجوهرات حقيقة ‪ ،‬ثم يتضح‬
‫للمشتري زيف ذلك ‪ .‬فأن وقوع المشترى في الغلط وتوهمه بانه قد أشترى قطعة‬
‫ثمينة من المجوهرات ‪ ،‬هو نتيجة لتدليس البائع عليه ‪ .‬و التدليس باعتباره قد تم‬
‫عن طريق الحيلة و الخداع ‪ ،‬فهو يعتبر في ذاته عمال غير مشروع ‪ ،‬و في بعض‬
‫الحاالت ق د يوج ب عل ى الطرف المدل س تعوي ض الطرف االخ ر ‪ .‬ب ل أن ه ق د تقوم‬
‫المس ئولية الجنائي ة ف ي بع ض الحاالت خاص ة اذا كان التدلي س ق د ينت ج عن ه خط ر‬
‫على حياة المتعاقد ‪ .‬مثل بيع سلع منتهية الصالحية و تغير تاريخ الصالحية ‪.‬‬
‫العنصر الموضوعي‪ :‬استعمال الطرق االحتيالية‪:‬‬
‫ال بد لتوافر التدليس من التجاء الشخص الى االحتيال و التضليل‪ ،‬وينقسم هذا االحتيال‬
‫الى شقين ‪ ،‬االول مادي وهو الطرق المادية التي لجأ اليها المدلس اليقاع المتعاقد‬
‫في الغلط ‪ ،‬و الثاني معنوي هو أن يتوافر لدى المدلس سوء النية لتضليل المتعاقد‬
‫و ايقاعه في الغلط‪.‬‬
‫و م ن الوس ائل المادي ة لالحتيال اص طناع المدل س لمس تندات او محررات مزورة أ و‬
‫انتحال شخص ية أ و ص فة رج ل اخ ر أ و الظهور بمظه ر الشخ ص الملي ء مادي ا أ و‬
‫تقديم كشوفات مزورة لحسابات بنكية أو تراخيص مزورة من جهات حكومية ‪.‬‬
‫و ال بد من االشارة هنا الى أن امتداح البضاعة المبيعة ال يعد تدليسا اذا لم يخرج عن‬
‫حدود المألوف ‪ .‬اما اذا قام البائع بتزوير بيانات محددة للسلعة المبيعة فأن ذلك يعد‬
‫تدليسا منه للمشتري بسوء نية‪.‬‬
‫و من صور التدليس أخفاء معلومات جوهرية يجب االفصاح عنها بحسب المألوف في‬
‫التعام ل للمتعاق د االخ ر ‪ .‬و عل ى الرغم م ن أن ه ف ي االص ل اليلزم المتعاق د االفص اح‬
‫عن كل ما لديه من معلومات أو بيانات حول الصفقة الى المتعاقد االخر ‪ ،‬اال انه و‬
‫ف ي بع ض الحاالت اذا تعل ق االم ر بامور جوهري ة يج ب االفص اح عنه ا بحس ب‬
‫المألوف في التعامل ‪ ،‬فان كتمان هذه االمور ممن يملك الكشف عنها يعد تدليسا ‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال في عقد التأمين يجب على المومن له أن يوضح لشركة التأمين‬
‫أي ة معلومات جوهري ة الزم ة لتقدي ر الخطر‪ .‬فمثال الشخ ص المص اب بمرض ف ي‬
‫القلب عند تقدمه لطلب تأمين طبي يجب عليه االفصاح عن هذه المعلومة الجوهرية‬
‫لشركة التأمين ‪ ،‬و ذلك لتتمكن شركة التأمين من تقدير الخطر المؤمن منه و تحديد‬
‫قيمة االقساط التأمينية ‪ .‬و ال بد من االشارة هنا الى أن السكوت عن االفصاح عن‬
‫معلومة جوهرية كان هو الدافع للتعاقد ‪ ،‬وبناءا عليه يعد السكوت في هذه الحالة‬
‫تدليسا‪.‬‬
‫ال ب د أ ن تكون الحي ل أ و الخداع الذي قام ب ه أح د المتعاقدي ن تجاه االخ ر ه ي الداف ع نح و‬
‫التعاقد ‪ ،‬بحيث أ‪ ،‬من وقع عليه التدليس ما كان ليبرم العقد لو علم بالحقيقة‪ .‬وفي‬
‫واق ع الحال نج د أ ن هذه المس ألة يقرره ا القاض ي فه و م ن يس تطيع أ ن يقرر مدى‬
‫جس امة الطرق االحتيالي ة و تأثيره ا عل ى المتعاقد‪ .‬و القاعدة هن ا ‪ :‬أن ه يجوز أبطال‬
‫العق د للتدلي س اذا كان ت الحي ل الت ي لج أ اليه ا اح د المتعاقدي ن أ و وكيل ه م ن الجس امة‬
‫بحيث لوالها لما أبرم الطرف الثاني العقد‪.‬‬

‫و ال يشترط أن يقع التدليس من احد المتعاقدين ‪ ،‬فقد يقع من الغير ‪ .‬فعلى سبيل المثال‬
‫ق د يكل ف اح د المتعاقدي ن شخص ا اخرا لخداع المتعاق د بغي ة التعاق د معه‪ .‬أ و ق د يقوم‬
‫بالطرق االحتيالي ة شخص ا اخرا ال عالق ة ل ه بالعق د ‪ .‬ف ي هذه الحال ة ال ب د أ ن يكون‬
‫الطرف االخ ر عالم ا بهذا التدلي س أ و م ن المفروض علي ه أ ن يعل م به‪ .‬ويس تدل بذل ك‬
‫من الغبن الناشيء عن العقد‪.‬‬
‫م‪-‬ن الناحي‪-‬ة الشرعي‪-‬ة الب‪-‬د م‪-‬ن االشارة ال‪-‬ى ضرورة تواف‪-‬ر عنص‪-‬ر‬
‫الغب‪-‬ن ف‪-‬ي حال االدعاء بوقوع التدلي‪-‬س م‪-‬ن أح‪-‬د المتعاقدي‪-‬ن‬
‫تجاه االخر‪ .‬هذا االم‪----‬ر يجع‪----‬ل م‪----‬ن الالزم أقتران الغب‪----‬ن‬
‫بالتدليس‪ .‬و الغبن يمكن تعريفه بصورة عامة بأنه عبارة عن‬
‫أختالل التعادل بصورة باهظة بين االلتزمات المتقابلة‪.‬‬

‫فعل‪-‬ى س‪-‬بيل المثال التزام البائ‪-‬ع بنق‪-‬ل ملكي‪-‬ة الم‪-‬بيع وتس‪-‬ليمه‬


‫للمشتري يقابل‪---‬ه التزام المشتري بدف‪---‬ع الثمن‪ .‬والغب‪---‬ن‬
‫ينش‪--‬أ عندم‪--‬ا يخت‪--‬ل التوازن بي‪--‬ن الثم‪--‬ن و القيم‪--‬ة الس‪--‬وقية‬
‫للمبيع‪.‬‬
‫القاعدة العامة هنا أنه يجب تقييم قيمة الصفقة وفقا لمعايير‬
‫السوق‪ .‬من الطبيعي عدم اعتبار الزيادة البسيطة غبنا و‬
‫ذلك لضمان استقرار المعامالت‪ .‬فالغبن اليسير اليعتد به و‬
‫اليعد موجبا البطال العقد بسبب التدليس‪ .‬فمثال أرتفاع‬
‫سعر العقارات سواء من خالل أستئجارها أو شرائها قد‬
‫يوثر في أثمان السلع وفي تباين أسعارها ‪ .‬فالسلع‬
‫المعروضة في محالت تجارية على عقارات باهظة الثمن ‪،‬‬
‫قد تباع باثمان مرتفعة نسبيا لتغطية تكلفة العقار‪.‬‬
‫االستغالل يختلف عن التدليس في العنصر النفسي للمتعاقد‬
‫المغبون‪ .‬و يشترك مع التدليس في وقوع الغبن على‬
‫المتعاقد‪ .‬فالشخص المغبون نتيجة التدليس هو شخص‬
‫تعرض الساليب أحتيالية من المتعاقد االخر أثناء التعاقد‬
‫وتوهم االمر على خالف الحقيقة‪ .‬بينما الشخص المغبون‬
‫نتيجة االستغالل هو ضحية نقطة ضعف نفسية تم‬
‫أستغاللها من قبل المتعاقد االخر ( طيش ‪ ،‬سفه ‪ ،‬مرض‬
‫نفسي ‪ ،‬ضعف ادراك ‪ ،‬جهالة)‪ .‬كل هذه العوامل قد تؤدي‬
‫الى تعاقد الشخص تحت تأثير االستغالل ‪ .‬من أبرز االمثلة‬
‫على االستغالل عقود التبرع التي تجيء وليدة االستغالل‪.‬‬
‫الوكال ة ه ي عق د يلتزم بمقتضاه الوكي ل بأ ن يقوم بعم ل قانون ي لحس اب‬
‫الموكل‪ .‬ويشترط لص حة الوكال ة كون الوكي ل والموك ل جائزي التص رف‬
‫بالنس بة للفع ل الموك ل في ه ‪ ،‬فال يص ح توكي ل ناق ص االهلي ة ( دون س ن‬
‫الرشد ) أو من شابه مرض أو عجز أفقده أهلية االداء‪.‬‬

‫كم ا يشترط أ ن يكون الموك ل مم ن يمل ك التص رف الموك ل في ه بنفس ه وق ت‬


‫التوكيل ‪ ،‬فال يصح توكيل شخص في بيع ما اليملكه وقت الوكالة ‪ ،‬وال‬
‫توكي ل المحجور علي ه ف ي التص رف ف ي ماله‪ .‬و الوكال ة م ن حي ث مدى‬
‫الصالحيات يمكن تقسيمها الى قسمين عامة و خاصة‪.‬‬
‫الوكالة العامة هي نوع من الوكالة يتصف بشمولية تمثيل الموكل ‪ ،‬بحيث‬
‫يتاح فيها لشخص الوكيل ما يتاح لالصيل أو الموكل من حقوق التصرف‬
‫بس ائر أموال ه و جمي ع ماتص لح االناب ة فيه‪ .‬و حي ث أ ن الوكال ة العام ة‬
‫تمن ح الوكي ل ص الحيات واس عة فيه ا ف ي أغل ب الحاالت تقوم عل ى ثق ة‬
‫االص يل ف ي شخ ص الوكي ل وعدم الش ك ف ي أس اءة اس تخدامه لهذه‬
‫الص الحيات المطلق ة ‪ .‬اال أن ه ونظرا لخطورة هذا النوع م ن الوكال ة فق د‬
‫جرى العم ل لدى كتاب ة العدل عل ى التن بيه لمث ل هذه المخاط ر و مس اعدة‬
‫الموكلين على تحديد الصالحيات في الوكاالت ‪.‬‬
‫الوكال ة الخاص ة ه ي الوكال ة الت ي تقتص ر فيه ا س لطة الوكي ل عل ى تمثي ل‬
‫موكل ه ف ي تص رفات محددة دون تجاوز ‪ ،‬و ه ي الت ي تمن ح الوكي ل‬
‫ص الحيات خاص ة ‪ .‬و هذا النوع م ن الوكاالت نج د أن ه االفض ل بالنس بة‬
‫لم ن أراد التوكي ل ف ي تص رف أ و عم ل قانون ي ‪ ،‬وذل ك لتحدي د وتقيي د‬
‫صالحيات الوكيل من قبل الموكل ‪.‬‬
‫و يشترط لصحة الوكالة تمام أهلية طرفيها ( الوكيل و الموكل ) وبلوغهما‬
‫الرشد ‪.‬‬
‫‪ -1‬حلول ارادة الوكي ل مح ل ارادة االص يل ‪ :‬الوكي ل ي برم التص رف بعبارت ه و أرادت ه و‬
‫لي س بارادة الموك ل أ و االص يل ‪ ،‬بمعن ى أن ه أذا تعرض الوكي ل لتدلي س أ و أكراه أ و‬
‫شاب أرادت ه عي ب م ن عيوب االرادة ‪ ،‬فأ ن ذل ك يعط ي الح ق لالص يل ف ي المطالب ة‬
‫بابطال العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬التزام الوكي ل ف ي حدود الص الحيات المرس ومة ف ي ص ك الوكال ة ‪ ،‬وف ي حال ة تجاوز‬
‫الوكيل لصالحيات المرسومةله يقع التصرف باطال و اليعتد به في مواجهة الموكل‪.‬‬
‫‪ -3‬نسبة التصرف الى الموكل (االصيل) مع التصريح باسمه ‪ ،‬وهذا أمر بديهي حيث أن‬
‫الوكيل اليتعاقد باسمه بل باسم االصيل و لذلك البد من التصريح بأسم الموكل أثناء‬
‫التعاقد ‪.‬‬

You might also like