Professional Documents
Culture Documents
تقسيمات العقود
للعقود تقسيمات مختلفة بحسب الزاوية التي ينظر منها إلى هذه العقود ،والتقسيم أقرب إلى
عمل الفقيه منه إلى عمل املشرع ،لذلك لم تعرض له معظم التقنينات الحديثة ،إال أن املشرع
الجزائري خرج عن هذا التوجه حيث حاول بموجب املواد من 55إلى 58ق م التعريف بأقسام
العقود نقال عن القانون الفرنس ي ،الذي ذكر بعض تقسيمات العقود في غير استقصاء (-1102
،)1105إال انه لم يستوف كل التقسيمات حتى تلك التي وردت في القانون الفرنس ي ،وكان األفضل
ضمن تعديالت سنة 2005تجنب تحديد التعريفات والتقسيمات ،ومن أهم التقسيمات التي
وضعها الفقه للعقد نذكر ما يلي:
-1من حيث تنظيم املشرع للعقود( ،من حيث املوضوع) ،تنقسم العقود إلى عقود مسماة وأخرى
غير مسماة
-2من حيث تكييف العقد ،تنقسم العقود إلى عقود بسيطة وأخرى مركبة (مختلطة)
-3من حيث تكوين العقد تنقسم العقود إلى عقود رضائية ،عقود شكلية وأخرى عينية.
-4من حيث آثارالعقد ،تنقسم العقود إلى عقود ملزمة للجانبين وعقود ملزمة لجانب واحد.
-5من حيث تبادل العطاءات ،تنقسم العقود إلى عقود معاوضة وعقود تبرع
-6من حيث تنفيذها ،تنقسم العقود إلى عقود فورية وعقود زمنية مستمرة.
-7من حيث طبيعتها ،تنقسم العقود إلى عقود محددة القيمة وعقود احتمالية.
وقد أورد الفقه املدني تقسيمات أخرى للعقود كالعقود األصلية والعقود التبعية ،والعقود
املدنية والعقود التجارية ،العقود الفردية والعقود الجماعية ،العقود التقليدية والعقود
االلكترونية
أوال :من حيث تنظيم املشرع للعقود (من حيث موضوعها) ،تنقسم العقود إلى عقود مسماة
وأخرى غير مسماة
-1العقد املسمى) : (Contrat nomméهو عقد خصه املشرع باسم معين وتولى بتنظيمه وبيان
احكامه الخاصة لشيوعه بين الناس في تعاملهم.
وقد نظم املشرع الجزائري هذه الطائفة من العقود في الكتاب الثاني ،وخصص لها خمسة أبواب
بموجب املواد من 351إلى 673من القانون املدني ،والعقود املسماة إما أن تقع على امللكية ،وهي
البيع واملقايضة والشركة والقرض والصلح ،وإما ان تقع على االنتفاع وهي اإليجار وعارية
االستهالك ،وإما أن تقع على العمل وهي املقاولة والتسيير والوكالة والوديعة والحراسة ،ويضاف إلى
ذلك عقود الغرر وهي القمار والرهان واملرتب مدى الحياة وعقد التأمين ،ثم عقود التأمينات
الشخصية وهي الكفالة ،باإلضافة إلى عقود التأمينات العينية وهي الرهن الرسمي والرهن الحيازي
التي نظمها املشرع في الكتاب الرابع
9
ويالحظ أن العقد املسمى ،في غير النصوص التفصيلية التي تولت تنظيمه ،يخضع للقواعد
العامة التي يخضع لها سائر العقود.
-2العقد غير املسمى) : Contrat innomméهو ذاك العقد الذي لم يخصه املشرع باسم معين
ولم يتول تنظيمه ،فيخضع في تكوينه وفي اآلثار التي تترتب عليه للقواعد العامة التي تقررت لجميع
العقود ،كما يمكن ومن قبيل القياس تطبيق أحكام العقود املسماة األقرب إلى هذا العقد غير
املسمى.
واألصل في العقود غير املسماة أنها ال تقع تحت حصر ،فاإلرادة حرة في إنشاء ما تشاء من العقود
في حدود النظام العام واآلداب العامة ،مثل عقود الفندقة ،عقود الطبع والنشر ،عقود اإلعالن
وعقود الرعاية (كلما انتشرت هذه العقود غير املسماة وازدادت اهميتها كلما اهتم بها املشرع
وتدخل بتنظيمها وبذلك يدرجها ضمن العقود املسماة ،كما فعل مع عقد التسيير)1( .
ثانيا -من حيث تكييف العقد ،تنقسم العقود إلى عقود بسيطة وأخرى مختلطة (مركبة)
-1العقد البسيط ) :(Contrat simpleهو ذلك العقد الذي ال يشتمل إال على احكام عقد واحد
فقط أي ال يتناول املتعاقدين من خالل العقد إال عملية قانونية واحدة ،بيع فقط أو ايجار
فقط…..
-2العقد املختلط (Contrat mixte):فهو ما كان مزيجا من عقود متعددة اختلطت جميعا
فأصبحت عقدا واحدا ،مثل بيع وايجار أو عمل وايجار ،فالعقد املختلط أو املركب إذا يجمع بين
عدة عقود لتحقيق أهداف معينه يعجز العقد البسيط أو العقد الواحد عن تحقيقها ،مثل عقد
الفندقة ) ،(Contrat d’hôtellerieفهو يتضمن عقد إيجار بالنسبة للغرفة وعقد بيع بالنسبة
للطعام وعقد وديعة بالنسبة لألمتعة…الخ.
أهمية التقسيم :تكمن أهمية تقسيم العقود إلى بسيطة ومختلطة أو مركبة في معرفة وتحديد
القواعد الواجب التطبيق على كل عقد عند إغفال املتعاقدين االتفاق على مسألة ما.
-بالنسبة للعقد البسيط ال يطرح أي إشكال فإذا كان العقد مسمى تطبق عليه األحكام التي
أوردها املشرع بشأنه ،وإن كان غير مسمى تطبق عليه األحكام العامة لنظرية االلتزام أي أحكام
نظرية العقد.
-بالنسبة للعقد املركب مميزبين فرضين:
األول أن يكون املتعاقدين يهدفان للوصول إلى عدة اغراض ،فإن هذا العقد إنما تطبق عليه أحكام
العقود املختلفة التي يشتمل عليها.
الثاني أن يرمي املتعاقدين إلى تحقيق هدف واحد من العمليات القانونية املختلفة التي يشتمل
عليها العقد املركب ،في هذه الحالة يجب تغليب أحكام العقد الذي يعتبر أساسيا وجوهريا في هذه
-1حيث أصبح عقد التسيير ،عقدا مسمى بعد تنظيم املشرع ألحكامه بموجب القانون 01 / 89املؤرخ في 1989 / 02 / 07املعدل
للقانون املدني.
10
العمليات لتطبق دون سواها على العقد املركب كله ،كما في حالة البيع بطريق اإليجار وهو اإليجار
الذي ينقلب إلى عقد بيع بعد دفع كل األقساط ،هذا العقد مركب من عملية اإليجار والبيع الهدف
منه واحد وهو نقل ملكية الش يء محل العقد ،والعقد الذي يعتبر جوهريا هنا هو عقد البيع ،فإذا
لم يتفق املتعاقدان حول مسالة ما وأراد أحدهما تطبيق احكام عقد اإليجار وتمسك اآلخر بأحكام
عقد البيع ،وجب تطبيق أحكام هذا األخير أي البيع طبقا ملا تقدم وطبقا لنص املادة 363فقرة
الثالثة من القانون املدني.
ثالثا :من حيث تكوين العقد إلى عقود رضائية وعقود شكلية وعقود عينية
-1العقد الرضائي) : (Contrat consensuelهو العقد الذي يكفي النعقاده تراض ي املتعاقدين،
أي اقتران االيجاب بالقبول ،واألصل في العقود هو رضائيتها طبقا ملبدأ سلطان اإلرادة ،وطبقا
للمادة 59ق م ( ،)2وعليه فأركان العقد الرضائي ثالث :التراض ي ،املحل والسبب.
-2العقد الشكلي ) :(Contrat solennelهو العقد الذي ال يكفي مجرد التراض ي النعقاده بل
يجب زيادة عن ذلك وجوب تحرير هذا التراض ي في شكل مخصوص يعينه القانون ،ومن العقود
الشكلية في التشريع الجزائري بيع العقار ،بيع املحل التجاري ،عقد الشركة (م 418ق م) ،عقد
الرهن الرسمي طبقا للمادة 883ق م ،وكل تصرف من شأنه إنشاء أو نقل حق عيني عقاري طبقا
للمادة 324مكرر 01من القانون املدني ،وعليه أركان العقد شكلي أربع :التراض ي ،املحل ،السبب
والشكلية.
وتسمى هذه الشكلية بشكلية االنعقاد بحيث تعتبر ركنا في العقد ،فال ينعقد العقد إال إذا تم
تحريره في الشكل الرسمي املطلوب وإال كان باطال بطالنا مطلقا ،وهذا خالفا للشكلية املطلوبة
لإلثبات والشكلية املطلوبة للنفاذ (.)3
* ويالحظ أخيرا أنه يمكن للعقد الرضائي أن يصبح عقدا شكليا بإرادة الطرفين إذا تم االتفاق
على أن العقد ال ينعقد إال إذا تم تحريره في شكل رسمي ،وهذا إذا انصرفت إرادتهما إلى اعتبار
العقد غير منعقد أو باطال إذا لم يحرر في هذا الشكل.
-3العقد العيني ) :(Contrat réelهو العقد الذي ال يكفي النعقاده قيام التراض ي فقط بين
طرفيه ،بل يجب لتمام العقد فوق ذلك تسليم العين محل التعاقد ،فيعتبر التسليم ركنا فيه إلى
-2تنص املادة 59ق م ،على أنه" :يتم العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن إرادتيهما املتطابقتان دون اإلخالل بالنصوص
القانونية".
-3في بعض العقود والتصرفات القانونية ال يقبل املشرع إثباتها إال بالكتابة مثل التصرفات التي تزيد قيمتها عن 100.000د ج طبقا
للمادة 333ق م والوصية طبقا للمادة 191من قانون األسرة ،فالكتابة في هذه الحالة ال تعتبر ركنا في العقد وعليه ال يترتب على
تخلفها بطالن العقد.
زيادة على ما تقدم يشترط املشرع في تصرفات اخرى اتباع اجراءات معينة لنفاذ هذه التصرفات فيما بين املتعاقدين وفي مواجهة
الغير كما هو الحال في اشتراط إخضاع التصرفات الواردة على العقار إلجراءات الشهر العقاري وهذا ما يسمى بشكلية النفاذ.
11
جانب التراض ي ،املحل والسبب ،ومن العقود العينية في التقنين الفرنس ي عقد الوديعة ،القرض،
العارية وعقد الرهن الحيازي ،باإلضافة إلى هبة املنقول.
ومن املالحظ ذكره أنه قد أصبح اليوم التراض ي ،كقاعدة عامة ،كافيا النعقاد العقد ،فلم يعد
هناك مقتض إلحالل التسليم محل الشكل .وقد قللت التقنينات الحديثة عدد هذه العقود
العينية ،فاستبقى التقنين املدني األملاني منها القرض والرهن الحيازي،
وبالرجوع إلى التشريع الجزائري نجد أن العقد الوحيد الذي يعتبر عقدا عينيا هو عقد الهبة
الوارد على املنقول طبقا لنص املادة 206من قانون األسرة.
رابعا :من حيث آثارالعقد ،تنقسم العقود إلى عقود ملزمة للجانبين وعقود ملزمة لجانب واحد.
- 1العقد امللزم للجانبين أو العقد التبادلي ) :(Contrat bilatéral, synallagmatiqueهو
العقد الذي ينش ئ التزامات متقابلة في ذمة كل من املتعاقدين ،حيث يعتبر كل متعاقد بموجبه
دائنا ومدينا في نفس الوقت ( ،)4طبقا للمادة 55من القانون املدني " :يكون العقد ملزما للطرفين
متى تبادل املتعاقدان االلتزام بعضهما بعضا" كما في عقد البيع حيث يلتزم البائع بنقل امللكية،
ويلتزم املشتري بدفع الثمن.
- 2العقد امللزم لجانب واحد ) :)5( (Contrat unilatéralهو العقد الذي ال ينش ئ التزامات إال في
جانب أحد املتعاقدين فيكون مدينا غير دائن ،ويكون املتعاقد اآلخر دائنا غير مدين ،وهذا ما
نصت عليه املادة 56من القانون املدني" :يكون العقد ملزما لشخص أو عدة أشخاص إذا تعاقد
فيه شخص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين دون التزام من هؤالء اآلخرين" ومثال ذلك:
عقد الوديعة دون أجر (م 590من ق م) ،فاملودع لديه يلتزم نحو املودع ،بأن يتسلم الش يء املودع
وأن يحافظ عليه ويلتزم برده عينا ،دون التزام املودع تجاه املودع لديه بأي ش يء)6( .
-4املحكمة العليا ،غ.م ،1982/04/28 ،ملف رقم ،27136ن.ق ،1982 ،عدد خاص.178 ،
-5يختلف العقد امللزم لجانب واحد عن التصرف بإرادة منفردة في أن األول عقد يتم بتطابق إرادتين وإن كان ال يلزم اال طرفا واحدا
خالفا للثاني الذي يعد عمال قانونيا صادرا عن إرادة واحدة فقط فال يعتبر عقدا ،كالوصية والوعد بجائزة….
-6وفي عقد الهبة يكون املوهوب مستفيدا من الش يء محل الهبة من غير أن يتحمل أي التزام مقابل ،والواهب مدين بتسليم الش يء
موضوع الهبة؛ ونفس األمر بالنسبة لعقد الكفالة بدون أجر ،بحيث ال يتحمل املكفول أي التزام مقابل االلتزام بالضمان الشخص ي
الذي تحمل به الكفيل تجاه الدائن.
12
مجال إلعمال الفسخ في العقود امللزمة لجانب واحد ألنه عند إخالل املدين بما التزم به ال يوجد اي
التزام يقابله في ذمة الدائن حتى يسعى لطلب الفسخ قصد التخلص منه.
- 3من حيث تحمل التبعة:
-في العقود امللزمة للجانبين يترتب على انقضاء التزام أحد املتعاقدين بسبب استحالة تنفيذه
انقضاء االلتزام املقابل له في ذمة املتعاقد اآلخر وينفسخ العقد بقوة القانون طبقا للمادة 121ق
م ،ويتحمل تبعة هذا الهالك املتعاقد الذي اصبح تنفيذ التزامه مستحيال أي املدين به ،ففي عقد
البيع مثال إذا هلك الش يء املبيع بقوة قاهرة انقض ى التزام البائع(مدين) بنقل امللكية وينقض ي معه
التزام املشتري بدفع الثمن وله رد الثمن ان كان قد دفعه إلى البائع وهذا طبقا لنص املادة 369
ق.م.
-أما في العقود امللزمة لجانب واحد فإن تبعة الهالك يتحملها املتعاقد اآلخر (الدائن) ال املتعاقد
الذي استحال تنفيذ التزامه بسبب اجنبي (املدين) ،ففي عقد الهبة مثال إذا هلك الش يء املوهوب
بيد الواهب وهو املدين بنقل امللكية استحال عليه تسليمه إلى املوهوب له (الدائن) ،وبالتالي يزول
التزام الواهب ولن يحصل املوهوب له على ش يء ،وهذا هو نفس الحكم بالنسبة للوديعة بغير أجر
املودع بسبب اجنبي يتحمل الخسارة املودع وهو الدائن. إذا استحال على املودع لديه رد الش يء ُ
-4من حيث السبب :في العقد امللزم للجانبين يعتبر التزام أحد املتعاقدين سببا اللتزام املتعاقد
اآلخر وفقا للنظرية التقليدية للسبب ،وذلك للتقابل القائم ما بين االلتزامين .أما في العقد امللزم
لجانب واحد فال يوجد التزام مقابل يمكن اعتباره سببا.
خامسا :من حيث مدى تبادل العطاءات ،تنقسم العقود إلى عقود معاوضة وعقود تبرع
-1عقد املعاوضة ) :(Contrat à titre onéreuxهو العقد التي يأخذ فيه كل من التعاقدين
مقابال ملا أعطاه ،أي يتبادل فيه املتعاقدان العطاءات وليس االلتزامات ،مثل عقد البيع وعقد
املقايضة وعقد اإليجار ،فالبائع ينقل ملكية الش يء املبيع ويحصل مقابل ذلك على الثمن،
واملشتري يدفع الثمن ويحصل نظير ذلك على الش يء املبيع...الخ)7( .
- 2عقد التبرع ) :(Contrat a titre gratuitهو العقد الذي ال يأخذ فيه أحد املتعاقدين مقابال
ملا يعطيه للمتعاقد اآلخر وباملقابل ال يقدم وال يعطي املتعاقد اآلخر مقابال ملا حصل عليه ،مثل
عقد الهبة بدون عوض والوديعة بدون أجر وعقد العارية املادة 538ق م ،ففي عقد الهبة ينقل
الواهب ملكية ش يء معين للموهوب له دون أن يحصل على ش يء ،واملوهوب له يحصل على الش يء
املوهوب دون أن يعطي ش يء)8( .
-7فقد نصت املادة 58من القانون املدني الجزائري على أن“ :العقد بعوض هو الذي يلزم كل واحد من الطرفين إعطاء أو فعل
ش يء ما"
-8والجدير باملالحظة أن :العقود امللزمة للجانبين بعضها معاوضة كاإليجار ،وبعضها تبرع كالعارية .كذلك العقود امللزمة لجانب
واحد بعضها تبرع كالهبة دون عوض ،وبعضها معاوضة كالكفالة بأجر ،أنظر في هذا الشأن ،أحمد سالمة ،املرجع السابق ،ص.70
13
أهمية التقسيم :تكمن أهمية تقسيم العقود إلى معاوضة وتبرع فيما يلي:
أ -من حيث املسؤولية العقدية( :عند عدم التنفيذ) :أن مسؤولية املتبرع أخف من مسؤولية
املعاوض ،فمسؤولية املودع عنده أيسر من مسؤولية املستأجر (م 592ق م) ،كما أن مسؤولية
املتبرع له أشد من مسؤولية املعاوض ،فمسؤولية املستعير أشد من مسؤولية املستأجر.
فمن صور تخفيف مسؤولية املتبرع عدم التزامه بالضمان ،كما أنه ال يضمن استحقاق العين،
بخالف املعاوض فالبائع مثال يلتزم بضمان االستحقاق في عقد البع (م 379و 382ق م) .
ب -من حيث األهلية :يشترط املشرع في عقود التبرع توافر األهلية الكاملة في املتبرع أي بلوغه 19
سنة دون أي عارض من عوارض األهلية وإال كان تصرف التبرع باطال بطالنا مطلقا ،ألنه ضارا به
ضررا محضا.
أما في عقود املعاوضة فتكفي األهلية الناقصة(التمييز) ببلوغ املتصرف سن 13سنة دون جنون
أو عته لالنعقاد التصرف صحيحا وإن كان قابال لإلبطال مستقبال ملصلحة ناقص األهلية طبقا
للقانون املدني وموقوفا طبقا لقانون األسرة ،وهذا ألنها عقود دائرة بين النفع والضرر.
ج -من حيث الغلط في شخص املتعاقد معه :يعيب الغلط في عقود التبرع أكثر مما يعيب في عقود
املعاوضة إال إذا كان شخص املتعاقد محل اعتبار ،كما في الشركة التي تقوم على االعتبار
الشخص ي للشركاء ،كشركة التضامن.
د -من حيث شروط الدعوى البولصية (املادة 192ق م) :في عقود التبرع يجوز الطعن فيها بالدعوى
البولصية دون حاجة إلى اثبات سوء نية من تلقى التبرع ،أما في عقود املعاوضة فال بد من إثبات
سوء النية( ،الدعوى البولصية أو دعوى عدم نفاذ تصرفات املدين هي الدعوى التي يرفعها الدائن
للطعن في التصرفات التي يجريها املدين والضارة به ،أي تلك التي من شأنها أن تؤدي إلى إعسار
املدين أو الزيادة إعساره).
سادسا :من حيث تنفيذها ،تنقسم العقود إلى عقود فورية وعقود زمنية
-1العقد الفوري ) :(Contrat instantanéهو ذلك العقد الذي ال يكون الزمن عنصرا جوهريا فيه،
فيكون تنفيذه فوريا ولو تراخى التنفيذ إلى أجل أو آجال متتابعة ،فعقد البيع مثال يعتبر عقدا
فوريا حتى ولو كان دفع الثمن فيه أو تسليم الش يء املبيع مؤجال ،ألن األجل "الزمن" هنا عنصرا
عارضا ال يزيد وال ينقص من حجم وقيمة التزامات البائع واملشتري.
-2العقد الزمني أو العقد املستمر) : (Contrat successifهو العقد الذي يعتبر الزمن عنصرا
جوهريا فيه ،بحيث يكون هو املقياس الذي يقدر به محل العقد ،وقد يكون هذا العقد ذات تنفيذ
ومن املفيد أن نميز كذلك في عقود التبرع بين عقود التفضل والهبات .فعقود التفضل يولي املتبرع فيها املتبرع له عمال أو منفعة
دون أن يخرج عن ملكية ماله .فالعارية عقد تفضل ألن املعير يتبرع بمنفعة العين دون أن يخرج عن ملكيتها ،والوديعة عقد تفضل
ألن املودع لديه يتبرع بعمله ال بماله .أما الهبات فيخرج فيها املتبرع عن ملكية ماله ،كعقد الهبة يخرج فيها الواهب عن ملكية
املوهوب.
14
مستمر مثل عقد اإليجار وعقد العمل وعقد الشركة ،وقد يكون ذا تنفيذ دوري مثل عقود التوريد
وعقد االيراد املرتب ملدى الحياة… ..الخ.
أهمية التقسيم :تكمن اهميه تقسيم العقود إلى فورية وزمنية فيما يلي:
-1من حيث أثر الفسخ :للفسخ والبطالن في العقد الفوري أثر رجعي ،أي يرجع املتعاقدين إلى
الحالة التي كان عليها قبل التعاقد فالبائع يرد الثمن واملشتري يرد الش يء املبيع ألن هذا ممكنا.
أما الفسخ والبطالن في العقود الزمنية فليس له أثر رجعي ،بحيث يقتصر أثره فقط على املستقبل
(هذا إذا حصل تنفيذ جزئي للعقد) ،فال يمكن إرجاع املتعاقدين بالفسخ إلى الحالة التي كان عليها
قبل التعاقد ،ألن تنفيذه مرتبط بالزمن وما فات من الزمن ال يعود ،ففي عقد اإليجار مثال ال يمكن
للمستأجر أن يرد املنفعة التي حصل عليها خالل مدة معينة من العين املؤجرة ،لهذا يترتب عن
فسخ العقد الزمني انهائه بالنسبة للمستقبل.
-2من حيث شرط اإلعذار :اإلعذار شرط الستحقاق التعويض في العقد الفوري ،إال في حاالت
خاصة حددها املشرع بموجب املادة 181ق م.
أما في العقد الزمني فاإلعذار ليس بضروري إذا تأخر امللتزم عن تنفيذ التزامه الزمني ألن ما تأخر
فيه ال يمكن تداركه لفوات الزمن ،فال فائدة ترجى من اإلعذار.
-3من حيث الظروف الطارئة :العقد الزمني ال يمكن إال أن يكون ممتدا مع الزمن ،وبقدر ما يمتد
يكون تغيير الظروف محتمال ،ومن ثم كانت العقود الزمنية هي املجال الطبيعي لنظرية الظروف
الطارئة ،أما العقود الفورية فال يمكن أن تنطبق عليها هذه الظروف إال إذا كان تنفيذها مؤجال.
-4من حيث اثر القوة القاهرة املؤقتة :إذا حالت قوة قاهرة دون تنفيذ العقد مؤقتا فإن هذا
يؤدي إلى تأجيل تنفيذ العقد الفوري إلى حين زوالها ،دون أن يتأثر مقدار التزام كل متعاقد ،خالفا
للعقود الزمنية حيث يترتب على وقف تنفيذها مدة معينة ضرورة االنقاص من مقدار التزامات
املتعاقدين بمقدار املدة التي أوقف العقد خاللها ،فإن لم يتمكن املستأجر مثال من االنتفاع بالعين
املؤجرة ملده عشرة أيام يسقط من ذمته االلتزام بدفع األجرة املقابلة لنفس املدة ،بل قد يترتب
وقف العقد الفوري أو إنهائه إذا كانت مدة الوقف تزيد على املدة املحددة للعقد أو تساويها.
سابعا :من حيث طبيعتها ،تقسم العقود إلى :عقود احتمالية وعقود محددة القيمة
-1العقد املحدد ) :(Contrat commutatifهو العقد الذي يستطيع فيه كل من املتعاقدين أن
يحدد وقت انعقاد العقد القدر الذي أخذ والقدر الذي أعطى ،حتى لو كان القدران غير متعادلين
كعقد البيع ،فالبائع يعلم ويعرف عند التعاقد مقدار الش يء املبيع الذي يلتزم به ومقدار الثمن
الذي يتقاضاه من املشتري ونفس الحال بالنسبة للمشتري.
-2العقد االحتمالي (Contrat aléatoire):ويسمى أيضا بعقد الغرر هو العقد الذي ال يستطيع
فيه كل من املتعاقدين أن يحدد وقت انعقاد العقد القدر الذي أخذ والقدر الذي أعطى ،وال
15
يتحدد ذلك إال في املستقبل تبعا لحدوث أمر غير محقق الحصول أو غير معروف وقت حصوله،
كما في عقد التامين وبيع الثمار قبل نضجها بثمن جزافي عقد الرهان واملقامرة (.)9
أهمية التقسيم :تكمن أهمية هذا التقسيم فيما يلي:
-1من حيث عنصر االحتمال :يعتبر عنصر االحتمال عنصرا جوهريا وأساسيا في العقد االحتمالي
بحيث يترتب على تخلفه اثناء التعاقد بطالن العقد بطالنا مطلقا ،ففي عقد التامين يعتبر الخطر
"احتمال" ركنا في العقد ،فإذا انعدم بطل العقد ،نفس الش يء في البيع بمرتب مدى حيا ة شخص
ثالث ثبت انه توفى قبل انعقاد العقد" البيع" ،أما العقد املحدد فينعدم فيه عنصر االحتمال.
-2من حيث الطعن بالغبن :ال يمكن االحتجاج بالغبن في العقود االحتمالية ،ألن األساس الذي
بنيت عليه هذه العقود هو غبن احتمالي يتحمله أحد املتعاقدين ،بينما يجوز الطعن بالغبن في
بعض العقود املحددة (م 91-90ق م) .
ثامنا :من حيث كيفية وقوع التراض ي ،تنقسم العقود إلى عقود مساومة وعقود إذعان
-1عقد املساومة ) :(Contrat négociéهو العقد الذي تكون فيه ارادة املتعاقدين متكافئتين
بحيث يكون لكال املتعاقدين مناقشة ومساومة بنود العقد ووضعها بكل حرية ،وهذا هو الشأن
الغالب في جميع العقود املدنية بصفة عامة ( ،)10كما هو الحال في عقد البيع واإليجار… ..الخ.
-2عقود اإلذعان) : (Contrat d’adhésionطبقا للمادة 70ق م هي تلك العقود التي ال يملك فيها
أحد املتعاقدين مناقشة شروط وبنود العقد ،حيث يقتصر دوره فقط على اإلذعان والخضوع
لقبول ما يعرض عليه من شروط ،فإما ان يقبلها دفعة واحدة فينعقد العقد او يرفضها جملة
واحدة فال يتم العقد ،كما هو الحال في عقد النقل البري والبحري والجو ي ،عقد التأمين ،عقود
ايصال الكهرباء ،املاء ،الغاز… .الخ.
أهمية التقسيم :تكمن أهمية هذا التمييز والتقسيم فيما يلي:
-1من حيث تدخل القاض ي :في عقود املساومة ال يجوز للقاي التدخل لتعديل بنود العقد إال
استثناء تطبيقا ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين املادة 106ق م ،أما في عقود اإلذعان فقد أجاز
املشرع للقاض ي طبقا للمادة 110ق م التدخل لتعديل الشروط التعسفية فيه ،كما له أن يعفي
الطرف املذعن منها كلية)11( .
-2من حيث تفسير العقد :طبقا للمادة 112ق م عند تفسير القاض ي للعبارات الغامضة في العقد
عليه أن يفسر ويؤول الشك ملصلحه املدين دون الدائن هذا بالنسبة لعقود املساومة ،أما في عقود
-9تناولت املواد من 612إلى 643من ق م عقود الغرر ،وهي القمار والرهان واملرتب مدى الحياة وعقد التأمين ،وقد استثنى املشرع
الجزائري في املادة 612من القمار والرهان ،الرهان الخاص باملسابقة والرهان الرياض ي الجزائري.
-10العربي بلحاج ،املرجع السابق ،ص .141
-11علي علي سليمان ،املرجع السابق ،ص .26
16
اإلذعان وطبقا للمادة 02 / 112ق م فإن الشك يؤول ملصلحة الطرف املذعن مدينا كان أو دائنا
باعتباره الطرف الضعيف في العقد ،وباعتباره لم يشارك في وضع بنود العقد.
17