Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
يعد العقد من أهم المصادر اإلرادية المنشئة لإللتزام باعتباره وسيلة لتبادل الثروات وتطور النشاط
اإلقتصادي و القانوني على السواء.لذا نجد العقود في تجدد و تطور مستمر .و توفي ار لألمن القانوني ،
يتدخل المشرع ليحدد الطريقة التي تبرم و تنفذ بموجبها أكثر هذه العقود أهمية .ومن ثم يضاف إلى
القواعد العامة المطبقة على سائر العقود ،أنظمة خاصة تتكيف كل منها مع عقد بذاته.لذلك تعنون
الدراسة لمختلف هذه األنظمة بالعقود الخاصة أو المسماة .و سيتم من خالل المحاضرات تناول الرئيسية
منها ،من خالل التطرق إلى أهم عقد ينتمي إلى طائفة معينة طبقا للتقسيمات الواردة في القانون المدني
الجزائري .عقد البيع "طائفة العقود الناقلة للملكية" في باب أول ،اإليجار "طائفة العقود الواردة على
اإلنتفاع" في باب ثاني ،و عقد الوكالة "طائفة العقود الواردة على العمل" في باب ثالث.
العقد حسب المادة 54من القانون المدني الجزائري 1هو" كل اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة
أشخاص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين بمنح أو فعل أو عدم فعل شيء ما".
و تتعدد تقسيمات العقود بتعدد النواحي التي ينظر من خاللها إلى العقد و األساس الذي يقوم عليه
التقسيم" اإلنشاء ،األثار."...و تقسم من حيث وجود تنظيم تشريعي خاص بها من عدمه تقسم إلى عقود
مسماة و عقود غير مسماة.
1
أوالً :العقود المسماة.
تسمى كذلك ألن المشرع سماها باسم خاص ،وأفرد لها تنظيماً خاصاً إضافة إلى القواعد العامة
المطبقة على العقود بوجه عام .و ذلك لكثرة تداولها و استقرار قواعدها ،و ذلك بغية تسهيل مهمة األفراد
في التعاقد باالتفاق فقط على المسائل الجوهرية تاركين التفاصيل للتنظيم ،و ذلك دون يصادر إرادتهم
بحيث تكون األحكام في معظم الحاالت في صورة قواعد مكملة ال تنطبق إذا اتفق المتعاقدان على
استبعادها .1و كذا تسهيل مهمة القاضي من خالل ضبط طريقة تطبيق القواعد العامة بنص خاص ،مما
أدى إلى تفوق األحكام الخاصة على النظرية العامة للعقد.
و قد يهدف المشرع من خالل تنظيم خاص الخروج في شأن عقد من العقود عن المبادئ العامة و دون
مراعاة لما هو وارد فيها ،و هذا لغاية تتفق مع السياسة التشريعية ،وهو ما نجده في بيع ملك الغير و بيع
الحقوق المتنازع فيها.
و قد نظم المشرع الجزائري العقود المسماة في القانون المدني بطريقة أخذ فيها بعين اإلعتبار محل العقد
و ذلك ضمن 5مجموعات:
-1العقود التي تقع على الملكية في الباب السابع من المواد 351الى :466و هي البيع،المقايضة ،
الشركة ،القرض و الصلح.
-2العقود المتعلقة باالنتفاع في الباب الثامن من المواد 467إلى 548و هي االيجار ،العارية.
-3العقود الواردة على العمل في الباب التاسع من المواد 549الى 611و هي عقد المقاولة ،عقد
التسيير ،الوكالة ،الوديعة ،الحراسة.
-4عقود الغرر في الباب العاشر من المواد 612إلى 625و هي القمار و الرهان المرتب مدى الحياة،
عقد التأمين.
-5عقد الكفالة الذي أفرد له المشرع الباب الحادي عشر لما يتميز به عن سائر العقود كونه عقد تأمين
شخصي من 644إلى .673
- 1و قد تكون هذه القواعد آمرة ال يجوز اإلتفاق على مخالفتها ،كالقيد المنصب على الشراء لتوافر صفة الحظر الواردة في
المادة 402و التي تعتبر باطال بطالنا مطلقا شراء الحقوق المتنازع عليها من قبل عمال القضاء و المحامين إذا كان
الحق يدخل في دائرة اختصاص الجهة التي يباشرون أعمالهم في دائرتها.كما أن ظهور تصنيفات فرعية ألصناف كبرى
للعقود ،مثل عقد النقل المتفرع إلى نقل بحري ،بري ،جوي،نقل لألشخاص ،و نقل للبضائع ،أدى إلى إضفاء الطابع اآلمر
على بعض أحكامها و منح الطرف الضعيف منها حقوقا غير قابلة للتنازل.
2
إال أن القصد من تنظيم هذه العقود ليس عدم اإلعتراف بغيرها.إذ تبقى حرية األفراد في التعاقد -تطبيقا
لمبدإ سلطان اإلرادة في حدود النظام العام و اآلداب العامة -فكرة أساسية في القانون المدني .حيث تكون
اإلرادة قادرة على خلق أنواع غير معروفة من العقود ،دون أن يكون لذلك حدود .و من ثم يستحيل على
المشرع أن يستعرض جميع صور العقود ،لذا هناك دائما طائفة من العقود غير مسماة ،تكون خارج إطار
التنظيم التشريعي.
إن مدلول العقد غير المسمى في القانون الحديث يختلف عما كان في القانون الروماني .و الذي
كان يقصد به ذلك العقد الذي ال ينعقد إال إذا قام أحد طرفيه بالتنفيذ ،فهي عقود ال تحميها دعوى،
فاإلتفاق لم يكن مرادفا للعقد .وقد ظهرت كاستثناء عن مبدأ الشكلية في العقود ،إذ كانت القاعدة في
القانون الروماني ،أن مجرد توافق اإلرادتين ال ينتج أي إلتزام إال إذا أفرغ في الشكل المقرر .أما في
القانون الحالي فالعقود غير المسماة ،هي تلك لم يخصها المشرع بتنظيم خاص لعدم أهميتها مقارنة
بالعقود المسماة ،حتى ولو كان لها اسم دارج بين الناس ،تاركاً األمر بشأنها للقواعد العامة في نظرية
تعين القياس على العقود المسماة و إال تم الرجوع إلى المصادر األخرى
العقد فإذا لم يجد فيها حكماً ّ
للقانون.
و كلما تعاظم شأن عقد من العقود-و التي تكون في غالبيتها عقودا مركبة -تدخل المشرع ليتناوله
بالتنظيم.فنجد المشرع الجزائري قد جاء ببعض النصوص التشريعية المنظمة لمثل هذه العقود في قوانين
خاصة مثالً :عقد الفندقة هو عقد مركب من عدة عقود (إيجار ،وديعة،عمل) كان من العقود غير
المسماة و لما كثر التعامل به ،تدخل المشرع الجزائري ،و صدر القانون 01-99المؤرخ في 6
يناير 1999يحدد القواعد المتعلقة بالفندقة ،1الذي تضمن انعقاد العقد و ّبين حقوق و التزامات الفندقي و
الزبون.كذلك األمر بالنسبة لعقد السياحة و السفر و هو أيضاً من العقود المركبة إذ يعتبر مزيجاً من
العقود الخاصة،تبرمها وكاالت السياحة و السفر من أجل تنفيذ الرحلة،فعندما تقوم بحجز تذاكر السفر و
أماكن اإلقامة تبرم عقد وكالة و تبرم عقد نقل عندما تستعمل وسائل نقل مملوكة لها أو تقوم باستئجارها
3
،و تبرم عقد مقاولة عندما تقوم بتنظيم رحالت شاملة فتقدم مختلف الخدمات السياحية للعميل ،و قد تدخل
المشرع بموجب القانون 06-99المؤرخ في 1999/04/04يحدد القواعد التي تحكم نشاط وكاالت
السياحة و السفر 1ونظمه .األمر ذاته بالنسبة لعقد البيع اإليجاري و عقد البيع على التصاميم ،كما سيتم
تبيانه الحقا.
و تبرز أهمية تقسيم العقود إلى مسماة وغير مسماة بشكل خاص في مجال تحديد األحكام التي تسري
على العقود المسماة ،فقاعدة الخاص يقيد العام تقتضي أن يطبق على العقود المسماة النصوص الخاصة
التي وافردها لها المشرع ،فإذا لم يكن هناك أحكام خاصة تنظم المسألة المعروضة ،وجب عندئذ تطبيق
القواعد القانونية المتعلقة بأحكام النظرية العامة للعقد .أما العقود غير المسماة فيطبق عليها نوع واحد من
القواعد القانونية المتمثلة بالقواعد العامة لنظرية العقد والتي تسري على جميع العقود المسماة وغير
المسماة.
إن الطريقة التي يحدد بها القاضي في حالة عرض نزاع عليه بشأن عقد ما فيما إذا كان العقد مسمى
أو غير مسمى فإنه يحدد ذلك عن طريق التكييف .و هو إضفاء وصف قانوني للعقد من قبل القاضي
للتعرف على القواعد القانونية التي يخضع لها ،فيكون وصفا سليما يتفق مع ماهية العقد ومع النتيجة
التي ارتضاها المتعاقدان كأثر له،دون أن يتقيد بتكييف المتعاقدين ،إذ ال عبرة لأللفاظ التي يستخدمها
المتعاقدان إذا اتضح أنهما اتفقا على عقد غير العقد الذي أطلقا عليه اسما ال ينسجم مع ماهيته .لذا فإن
القاضي ال يمكنه تكييف العقد قبل تفسيره للتعرف على اإلرادة المشتركة للمتعاقدين من أجل القيام
بمطابقة هذه المقاصد على النظام القانوني للعقود المعروفة .وبذلك يكون التكييف عمال قانونيا
اجتهاديا،لتطبيق القانون على الواقع ،تتولى المحكمة القيام به من تلقاء نفسها ،و هو مسألة قانونية
تخضع لرقابة المحكمة العليا.
4
الباب األول :العقود الناقلة للملكية:عقد البيع
يعد عقد البيع من أهم العقود ،بحيث يتصدر الئحة العقود المسماة عموما و العقود الناقلة للملكية
على وجه الخصوص ،باعتبار األداة الرئيسية لتبادل األموال بين األفراد .لذلك كان للبيع على وجه
الخصوص مكانة رئيسية في القانون المدني،و قانون حماية المستهلك إذ أفردت له غالبية التشريعات
أحكاما خاصة تتالءم مع أهميته،بهدف إقامة التوازن بين األطراف.من خالل تطبيق القواعد العامة على
هذا العقد ،و سن قواعد خاصة تتناسب مع األوضاع القانونية اللصيقة بعقد البيع.
والبيع هو موضوع الفصل األول من الباب السابع من القانون المدني المعنون ب"العقود المتعلقة
بالملكية" ،فخصص القسم األول لألحكام العامة لعقد البيع،و خصص القسم الثاني لبعض أنواع البيوع و
هي :بيع ملك الغير،بيع الحقوق المتنازع فيها،بيع الشركة،البيع في مرض الموت و بيع النائب لنفسه .لذا
سيتم من خالل دراسة هذا العقد التطرق إلى أركان البيع في فصل أول ،ثم ما يترتب عليه من آثار في
فصل ثاني.إال أنه و قبل التطرق إلى تنظيم عقد البيع ،وجب الوقوف على ماهيته من أجل تحديد
مفهومه ،خصائصه و مايميزه عن العقود التي قد تتداخل معه نتيجة التشابه القائم .ضمن فصل تمهيدي.
البيع هو أول تصرف قانوني عرفه اإلنسان ،و لكن في صورة مقايضة،1و التي كانت الصفة األولى
و الوسيلة المعتادة للمبادلة قبل ظهور النقود.و بعدما أصبحت تنطوي على مشكلة صعوبة التوافق بين
الرغبات المتقابلة ،لم تعد وسيلة عادلة .مما دفع المجتمعات إلى اللجوء إلى سلع قياسية مثل الحبوب و
الملح ،كي تكون مقياسا للقيمة .و مع حاجة الناس للتنقل السلع ،ظهرت صعوبات في التعامل بهذه
السلع ،فهي تتطلب نفقات للتخزين و تكون عرضة للتلف و السرقة.لذا حلت محلها المعادن النفيسة من
- 1الزال عقد المقايضة قائما في الوقت الحاضر ،و على درجة من األهمية على المستوى الدولي"استبدال ثروات باطنية
بمواد غذائية" ،و لكل من المقايضة و البيع خصائص تميزه .إال أن وحدة األثر اإلقتصادي جعل المشرع الجزائري-على
غرار تشريعات أ خرى -ينص على سريان أحكام البيع على المقايضة بالقدر الذي تسمح به طبيعة المقايضة ،مثل اإللتزام
بالتسليم ،و اإللتزام بالضمان .المادة 415قا.م.ج.
5
ذهب و فضة و نحاس ،إلى أن ظهرت النقود في مرحلة أخرى و أصبحت مقياسا مستعمال في
المبادالت في صورة بيع و شراء .و بغية اإلحاطة بمفهوم عقد البيع ،وجب تعريفه ،و بيان خصائصه
"المبحث األول" للوصول إلى مايميزه عن باقي العقود المشابهة له "المبحث الثاني".
يستدعي اإللمام بمفهوم عقد البيع التطرق إلى مختلف التعريفات التي وردت بشأن هذا العقد تبعا
للتطور الذي عرفه "المطلب األول" ،انتهاء باستنباط الخصائص المميزة له وفق تعريفه في القانون المدني
الجزائري ،تفريدا له "المطلب الثاني".
إن طبيعة عقد البيع قد تطوت عبر العصور لذا فإنه للتعريف به ،البد من متابعة تطوره في القانون
الروماني ،القانون الفرنسي القديم و الفقه اإلسالمي "فرع أول" ،وصوال إلى القانون المدني الحالي "فرع
ثاني".
لم يكن البيع أول ظهوره ينقل الملكية .ففي المجتمع الروماني ،كان البيع يسمى الشراء و البيع مراعاة
لتركيبه المزدوج ،و يتم اختصاره في لفظ الشراء ال البيع .و قد كان يتميز بكونه ال يصلح سببا الكتساب
الملكية ،و ال يرتب حتى التزاما بنقلها.كل ماكان يقع على عاتق البائع التزام بنقل حيازة هادئة تمكن
المشتري من اإلنتفاع بالمبيع ،و ال تنتقل الملكية إال بطرق أخرى مثل اإلشهاد ،التنازل القضائي،
التسليم .و إن كان يستطيع المشتري أن يشترط على البائع نقل ملكية المبيع ،و عندها يكون عل البائع
أن ينقل الملكية للمشتري و ال يقتصر على الحيازة الهادئة.
أما في القانون الفرنسي القديم ،فقد انتقل النظام السائد في القانون الروماني في هذا الصدد ،إذ كان
التسليم أهم الوسائل المادية لنقل الملكية .و في تطور آخر أصبح البيع طريقا غير مباشر لنقل الملكية
بعدما أصبح القبض أم ار صورا ،إذ كان المتعاقدان يكتتبان في العقد أن القبض قد تم ،و كانت الملكية
6
تنتقل بذكر حصول القبض في العقد ،إلى أن أصبح ذكر حصول القبض هو اآلخر شرطا مألوفا في
العقد.
في حين نجد الفقه اإلسالمي سباقا في اعتبار البيع ناقال للملكية،حيث أن الحكم المباشر للعقد هو تبادل
الملكية في المبيع و الثمن ،حتى قبل القبض .و هو ما يتضح من خالل التعريفات الواردة بشأن العقد
أهمها :عقد البيع هو تمليك البائع ماال للمشتري بمال يكون ثمنا للمبيع .كما أن التعريفات ال تفرق بين
البيع و المقايضة ،فالبيع في الفقه اإلسالمي إما أن يكون بيع العين بالنقد ،و هو البيع المطلق .أو بيع
العين بالعين و هو المقايضة أو بيع النقد بالنقد و هو الصرف ،أو بيع مال آجل بثمن عاجل و هو
السلم.
تعرف المادة 351من القانون المدني الجزائري البيع بأنه" عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل
للمشتري ملكية شيء أو حقاً مالياً آخر في مقابل ثمن نقدي".يتضح من خالل التعريف أن ا لمشرع
الجزائري أكد على خاصية المقابل النقدي على غرار القانون المدني المصري ،1حيث عرفه هو اآلخر
في المادة 418كاآلتي " :البيع عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا آخر
في مقابل ثمن نقدي" .كما أن تعريف العقد –سواء في القانون المدني الجزائري أو المصري -يجعل البيع
ال يقتصر على نقل حق ملكية األشياء ،و إنما على كل حق مالي .هذا األمر يجعل العنوان الذي يندرج
تحته عقد البيع في القانون الجزائري ،العقود المتعلقة بالملكية" غير دقيق .ذلك أن الملكية هي حق
التمتع و التصرف في األشياء.2
في حين يعرف التشريع المدني الفرنسي في المادة 1582البيع أنه" اتفاق يلتزم بموجبه أحد طرفيه
بتسليم شيئ و يلتزم الطرف اآلخر بدفع ثمنه3".فجدده بصفة عامة دون ذكر صفة البائع و المشتري ،
-القانون رقم 131لسنة 1948الصادر في 1948/07/29المتضمن القانون المدني المصري ،و النافذ ابتداء من 1
15أكتوبر .1949
-المادة 674قا.م.ج. 2
3
- l’article 1582 du Code civil , loi 1804-01-30 promulguée Le 9 février 1804 : « La vente est
une convention par laquelle l'un s'oblige à livrer une chose, et l'autre à la payer. Elle peut être
faite par acte authentique ou sous seing privé ».
7
كما جعل البيع يقتصر على حق الملكية ،أي على األشياء .لذلك يصعب القول في القانون الفرنسي بأن
البيع يشمل الخدمات ،إذا أخذنا بالمفهوم اللفظي للقانون .1و إن كان الفقيه SAVATIERلم يستبعد
فكرة بيع الخدمات ،و اعتبر الخدمات مثل أي حق مالي يمكن أن يكون محال لعقد البيع.و بالتالي
يمكن بيع الرحالت السياحية .و قد نص المشرع الفرنسي صراحة على إضفاء وصف البيع على الرحالت
السياحية.2ضف إلى ذلك أن المادة 1582أكدت على التزام البائع بالتسليم ،و المراد من ذلك جعل البيع
ناقال للملكية.
يتضح من تعريف البيع أن للعقد خصائص ،هي بمثابة عناصر جوهرية يتولى القاضي
تحديدها،إلضفاء وصف البيع على المعاملة،فمنها ما ينفرد به البيع و يميزة عن غيره من العقود و
التصرفات ،و هو ما سنبينه في الفرعين التاليين.
أوالً :البيع ملزم لجانبين :أي أنه يرتب التزامات متقابلة في ذمة طرفيه( البائع و المشتري) ،تجعله عقدا
تبادليا .و طرفاه دائن و مدين في الوقت نفسه ،فالبائع يلتزم بنقل ملكية شيء أو حق مالي آخر ،و
المشتري يلتزم بدفع الثمن3؛ فمفهوم الترابط بين االلتزامات المتقابلة في االصطالح القانوني ،يجعل تنفيذ
-في حين أن اإلشكال غير مطروح في القانون المدني الجزائري ،فنص المادة 351صريح في اعتبار محل عقد البيع 1
أي حق مالي.
2
- le code du tourisme français ,*Article L211-1,Modifié par Ordonnance n°2016-131 du 10
février 2016 portant réforme du droit des contrats, du régime général et de la preuve des
obligations, art. 6 : « -Le présent chapitre s'applique aux personnes physiques ou morales qui
se livrent ou apportent leur concours, quelles que soient les modalités de leur rémunération,
aux opérations consistant en l'organisation ou la vente : a) De voyages ou de séjours
» … individuels ou collectifs
-طبقا للمادة 160من القانون المدني الجزائري":المدين ملزم بتنفيذ ما تعهد به". 3
8
التزام أحد الطرفين مرتبطا بتنفيذ التزام االخر ،مما يمكن البائع أو المشتري من اإلمتناع عن التنفيذ بسبب
2
عدم تنفيذ الطرف اآلخر اللتزامه .1كما يجوز له التمسك بفسخ العقد.
ثانياً :أن عقد البيع هو عقد معاوضة حيث أن البائع يحصل على مقابل لما ينقله إلى المشتري،و
المشتري يحصل على مقابل لما يدفعه من ثمن للبائع.
ثالثا :البيع عقد محدد القيمة ،حيث يعلم كل طرف مقدار العوض الذي يحصل عليه كمقابل لما أعطاه.
إال أنه قد يكون احتماليا ،إذا اتخذ الثمن شكل إيراد مرتب مدى الحياة طبقا للمادة 613من القانون
المدني الجزائري،على أساس ارتباط مقدار الثمن بمدة حياة البائع.و حينئذ-أي متى كان احتماليا-ال
تطبق أحكام الغبن تطبيقا لقاعدة الغرر يطرد الغبن.
أوال :هو عقد رضائي إذ يكفي النعقاده تطابق إرادة البائع مع إرادة المشتري دون اشتراط إفراغه في شكل
معين إذا تعلق األمر بالمنقوالت،أما بالنسبة للعقارات فقد اشترط المشرع الجزائري كتابة عقد بيع العقارات
و توثيقه و إال كان باطالً بطالناً مطلق.
ثانيا :هو عقد يرد على األشياء و على الحقوق المالية األخرى ،فال يقتصر على حق الملكية و إنما يرد
كذلك على سائر الحقوق المالية العينية،الشخصية و الذهنية ،و من ثم يصح أن يكون محله حقاً شخصياً
كما في حوالة الحق التي تعتبر بيعاً كلما توافرت فيها بقية مقوماته،و قد يكون محله بالحقوق الذهنية
كالملكية الصناعية و األدبية.
ثالثا :البيع ناقل للملكية ،فينقل السلطات المحولة للمال قانونا بصفة نهائية .فإن تضمن العقد التزاما
تعهد بموجبه المشتري برد المبيع،إذا استرد الثمن ،انتفى هذه الخاصية.و هو ما يسمى ببيع الوفاء.و هو
بيع باطل ال يحمل مقومات العقد بموجب المادة 396من القانون المدني الجزائري.
و يعد البيع ناقال للملكية من البائع إلى المشتري بصورة آلية و تلقائية ،في حالة ما إذا كان محله منقوالً
معيناً بالذات،1أما إذا كان شيء معين بالنوع فإن دور عقد البيع يقتصر على إنشاء التزام في ذمة البائع
9
بنقل الملكية .أما الملكية فتترتب على عمل مادي و هو اإلفراز،كذلك األمر إذا كان محل العقد عقا اًر أو
إحدى الحقوق العينية األصلية الواردة على العقار فإن العقد ال ينقل الملكية و إنما تنتقل بموجب الشهر.
قد يؤدي إبرام األفراد لما شاءوا من العقود ضمن حدود النظام العام و اآلداب العامة إلى ظهور عقود
تشترك مع البيع في بعض الخصائص ،خاصة و أن القاعدة في العقود هو األخذ بما اتجهت إليه ّنية
األفراد في تحديد نوع العقد و ليس باأللفاظ(العبرة في العقود بالمقاصد و المعاني ال باأللفاظ و المباني).
يعد العوض و طبيعته النقدية معيا ار للتمييز بين البيع و غيره من التصرفات الناقلة للملكية سواء بصورة
نهائية أو بغرض االنتفاع مدة معينة مع االلتزام بالرد .و هو ما سنبينه تبعا في الفروع التالية.
الهبة هي عقد يتصرف بمقتضاه الواهب في ماله دون عوض ،أي أن الهبة تقوم على نية التبرع أما البيع
فيلزم توافر المقابل النقدي ،لذا قد يقوم التشابه بين البيع و الهبة إذا كانت الهبة تتضمن إلزام الموهوب له
بتكليف يتمثل في دفع مبلغ من النقود للمتبرع أو لشخص غير المتبرع،هنا العبرة بقصد المتعاقد ناقل
الملكية :فإذا كان يقصد التبرع كان عقد هبة،أما إذا كان قصده هو المبادلة كان العقد بيعاًإذا كان التكليف
قيمة نقدية تعادل حق الملكية الذي ينقله الواهب للموهوب له ،و القضاء الفرنسي يتجه إلى اعتباره بيعاً
في حقيقته خاص ًة إذا كان التكليف لمصلحة الواهب ،و تبقى نية التبرع من المسائل الواقعية التي يستقل
قاضي الموضوع بتقديرها.
الوصية هي تصرف بإرادة منفردة مضاف إلى ما بعد الموت و هي من أعمال التبرع بينما البيع يكون
بمقابل مادي و يرتب أثره العيني -انتقال الملكية-في الحياة ،فإذا قام األفراد بصياغة وصيتهم في صورة
-بالنسبة لبيع السيارات فإن العقد يخضع للتصريح بالبيع أمام مصالح البلدية كإجراء لنقل الملكية و اإلحتجاج بالبيع 1
في مواجهة الغير،طبقا للمادة 52من القانون 14/01المؤرخ في 19أوت 2001يتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق
و سالمتها و أمنها .
10
عقد بيع قام القاضي بالتعرف على حقيقة قصدهما إذا ما كان بيعاً أو وصية معتمداً في ذلك على عدة
قرائن ،مثالً :بقاء المبيع في حوزة البائع و انتفاعه به،التنازل عن الثمن،صدور تصرف في مرض
الموت ،اتفاق البائع و المشتري على أن تعود الملكية للبائع إذا توفي المشتري قبله.
كل من البيع و المقايضة هي عملية مبادلة،غير أن البيع هو مبادلة حق ملكية بمقابل مادي،أما
المقايضة فهي مبادلة حق ملكية بحق ملكية آخر،أي أن العبرة في المقابل بالطبيعة و لو تمكنا من معرفة
سعر المقابل وقت عرضه في األسواق،مثالً :نقل ملكية منزل مقابل سبائك ذهبية هو مقايضة ،فإذا كان
المقابل جزءاً منه نقود و الجزء اآلخر حق ملكية هنا العبرة بالجزء الغالب إذا كانت نقوداً كان بيعاً،أما إذا
كان حق الملكية هو الغالب كان عقد مقايضة.
يعتبر كل من البيع و القرض من العقود الواردة على الملكية مع الفارق المتمثل في أن نقل الملكية إلى
المشتري في عقد البيع يكون بصفة نهائية ،بينما القرض هو تمكين المقترض من اإلنتفاع بمحل القرض
مدة معينة ،فالمقترض ليس مالكاً بصفة دائمة و إنما عليه التزام برد الشيء المقترض.
الوفاء بمقابل هو إحدى طرق انقضاء الدين و ذلك بتقديم مقابل يعوض على الشيء المستحق للدائن،
طبقا للمادة 285من القانون المدني ،و هنا وجب تطبيق أحكام عقد البيع طبقاً للمادة 286من القانون
المدني،و مع ذلك يختلف البيع عن الوفاء بمقابل في أن البيع قائم بذاته في حين أن الوفاء بمقابل
يفترض وجود التزام في ذمة المدين ناقل الملكية ،و يكون المقابل انقضاء الدين.
11
الفصل األول:أركان عقد البيع
لعقد البيع ثالثة أركان طبقاً للقواعد العامة و هي :الرضا،و المحل و السبب ،فإذا انعدم ركن من هذه
األركان كان البيع باطالً بطالناً مطلقاً ،و إذا كان البيع وارداً على عقار أو حقوق عقارية أضيف إلى هذه
األركان ركن الشكل الرسمي ،لذلك فإن عدم إتباع الشكل الواجب يرتب أيضاً البطالن المطلق.
وقد وضع المشرع الجزائري قواعد خاصة تنظم أركان البيع الدراسة تكملة للقواعد العامة أو خروجاً عليها،
باستثناء ركن السبب الذي لم يرد بشأنه حكم خاص.
ال يعتبر العقد تاماً و الزماً إال إذا تالقت إرادتي البائع و المشتري ،أي تالقي اإليجاب و القبول ،و
اإليجاب هو التعبير البات عن اإلرادة المقترن بقصد االرتباط الذي ينصب عليه إذا لحقه قبول مطابق
له ،و هناك ما يسمى باإليجاب الموجه للجمهور و يكون عن طريق اإلعالن في الصحف أو عرض
البضائع في المتاجر إال أنه يشترط لكي يعتبر إيجاباً في عقد البيع :
-1أن يتضمن بياناً مفصالً عن السلعة بما في ذلك الثمن و إال اعتبر دعوة إلى التعاقد ،و هي ليست
ملزمة لمن وجهها فيجوز له أن يرفض إتمام هذه الدعوة.
-2هذا اإليجاب يبقى مرهوناً بتوافر السلع المعلن عنها فإذا نفذت السلعة و طلب أحد األفراد بعد ذلك هذه
السلعة اعتبر نفاذها سقوطاً لإليجاب.
-3أن يبقى اإليجاب قائماً ،فإذا صدر قبول من شخص لشراء أي سلعة بعد سقوط اإليجاب ،فال التزام
على الموجب ،
أما القبول فهو تعبير عن إرادة من وجه إليه اإليجاب بالموافقة عليه فينعقد العقد،شرط أن يكون مطابقاً
لإليجاب و قبل سقوطه و إال اعتبر إيجاباً جديداً.
في إطار عقد البيع ينصب التراضي على مسائل معينة حتى ينعقد البيع صحيحاو تبقى األمور
التفصيلية خاضعة للقواعد المنظمة لعقد البيع في حالة عدم االتفاق على خالفها.و هو ما يثير مسألة
12
تفسيره و إثباته(.المطلب األول) .كما أن للرضا في عقد البيع صو ار مختلفة :يبين فيها المشرع زمن
تحقق الركن و انعقاد البيع تبعا لذلك ( المطلب الثاني).و تعزي از لسالمة الرضا أقر المشرع في إطار
األحكام الخاصة بالبيع شرط علم المشتري بالمبيع علما كافيا كشرط للصحة .ضف إلى ذلك أن
مقتضيات حماية مصالح الطرف اآلخر أو الغير قد تقيد حرية الشخص في التعاقد (المطلب الثالث) .و
يبقى البيع رضائيا مادام المبيع منقوال ،فإن كان المحل عقا ار أو حقا عقاريا ،استوجب القانون إفراغ البيع
في قالب شكلي رسمي(المطلب الرابع)
تعد ماهية العقد و محله ،مسائل جوهرية يجب توافق اإلرادتين عليها لتحقق ركن الرضا في البيع و
انعقاد البيع دون الحاجة إلفراغه في شكل عرفي أو رسمي – في األصل (-الفرع األول) كما قد يتم
التراضي بواسطة رسالة بيانات إلكترونية فيكون البيع إلكترونيا (.الفرع الثاني).وقد يثير العقد الذي ال يتم
في محرر كتابي صعوبات لتفسيره و إثباته (الفرع الثاني)
أوال -طبيعة العقد :إذ يجب أن تتجه إرادة البائع إلى البيع و إرادة المشتري إلى الشراء ،و بالتالي ال يكون
هناك توافق على ماهية العقد إذا اتجهت إرادة أحد المتعاقدين إلى البيع و اتجهت إرادة المتعاقد اآلخر
إلى عقد آخر بأن يقصد الرهن مثالً ،فإن اإليجاب و القبول لم يتطابقا ال على الرهن و ال على البيع.
ثانيا -االتفاق على المبيع :و يعد ذلك من المسائل الجوهرية ،مثالً :إذا طلب شخص من دار للنشر أن
تبيعه كتاباً معيناً و تقبل أن تبيعه كتاباً آخر فإن العقد ال ينعقد ال على الكتاب المطلوب و ال على
الكتاب الذي قبلت الدار ببيعه.
ثالثا -االتفاق على الثمن :إذ ال ينعقد العقد إذا عرض أحد المتعاقدين البيع بثمن معين و قبل اآلخر
الشراء بثمن آخر،لكن إذا كان الفرض عكسياً بأن يعرض البائع البيع بثمن معين و يقبل المشتري الشراء
بثمن أعلى انعقد العقد على الثمن األقل باعتبار أن المشتري الذي قبل الشراء بالثمن األعلى قد تضمنت
13
إرادته الشراء بالثمن األقل ،فإذا كان طالب الشراء هو البادئ فعرض الشراء بثمن أعلى مما رضي به
البائع كانت إجابة البائع إيجاباً جديداً ال يحتاج إلى قبول ألنه في مصلحة المشتري.
و ما دام المتبايعان اتفقا على البيع و المبيع و الثمن،فقد تم البيع حتى و إن سكتا عن تحديد األمور
التفصيلية (مكان التسليم ،زمان التسليم و على عاتق من تقع المصاريف،)...و عدم االتفاق على هذه
األمور يدل على انصراف إرادة المتعاقدين إلى تطبيق القواعد المكملة التي نص عليها القانون في عقد
البيع مما يجعل العقد تاماً.
البيع االلكتروني هو العقد الذي يتم إبرامه بين طرفين بوسيلة اتصال عن بعد و يتم تنفيذه مادياً أو بوسيلة
اتصال عن بعد أيضاً ،حيث يتم التعبير عن اإلرادة بالخطابات االلكترونية عن طريق رسالة البيانات التي
يتم إنشاؤها أو إرسالها أو استالمها بوسائل الكترونية أو ضوئية،كالفاكس،التلكس،الهاتف...الخ.
حيث يعتبر التعاقد في الهاتف بين حاضرين من حيث الزمان نظ اًر لوجود مجلس عقد حكمي و تعاقد
بين غائبين من حيث المكان،فإذا تم االتصال بين المتعاقدين بإرسال رسالة قصيرة ( ،)smsفإنه تمر فترة
زمنية بين إرسال الرسالة و الرد عليها لذلك فهو تعاقداً بين غائبين.
أو عن طريق التلفاز و فيه يقوم مقدم البرنامج بعرض السلعة التي يريد بيعها مع تحديد كامل أوصاف
المبيع و سعره و أرقام الهاتف،ليتصل المشاهد الذي يرغب في الشراء فتصله السلعة إلى مكان إقامته و
يتم الوفاء بعدة طرق :الشيك،بطاقة الدفع...إلخ.
قد يتم التعاقد أيضا عن طريق االنترنت إذ يمكن أن يتم البيع عن طريق المراسلة من خالل البريد
االلكتروني،و يكون التعاقد فيها غير مرئي( أي تعاقد بين غائبين) ،كما يمكن أن يكون البيع عبر مواقع
الشبكة حيث تعرض الشركات التجارية موقعاً على االنترنت لبيع السلع و الخدمات ،فتكون لغة العرض
مثالً تفيد أن الشركة تريد منه أن يكون إيجاباً ينعقد العقد بقبوله من المتعاقد اآلخر،فإذا اختار المتعاقد
السلعة ظهر له عقد نموذجي فيضغط على زر الموافقة لينعقد العقد لحظياً ،كما يكون التعاقد عبر غرف
المحادثات فيجتمع المتحادثان في نفس الوقت إلجراء محادثات فورية دون فاصل زمني و قد تكون
المحادثات مزودة بكامي ار فيتالشى البعد الجغرافي فنكون أمام مجلس عقد حقيقي زماناً و مكاناً.
14
الفرع الثالث:تفسير عقد البيع و إثباته:
نص المشرع الجزائري على بعض القواعد العامة التي يخضع لها تفسيرعقد البيع،فإذا كانت عبارات
العقد واضحة ال يجوز للقاضي االنحراف عنها عن طريق تفسيرها،أما إذا كانت عبارات العقد غير
واضحة وجب على القاضي البحث عن النية المشتركة للمتعاقدين دون الوقوف عن المعنى الحرفي
لأللفاظ،و يمكن للقاضي في سبيل الكشف عن النية المشتركة أن يستهدي بطبيعة التعامل و بما ينبغي
أن يتوافر من أمانة و ثقة بين البائع و المشتري وفقاً للعرف الجاري،و إذا وجد هناك شك وجب تفسيره
لمصلحة المدين:المادتان 111و 112من القانون المدني الجزائري.
أما إثبات البيع فيتم طبقاً للقواعد العامة لإلثبات المنصوص عليها في المادة 333من القانون المدني،
أي ال يجوز إثبات البيع إذا كان الثمن يزيد عن مئة ألف دينار جزائري (100.000د ج) إال بالكتابة،أما
إذا كانت أقل من ذلك فيجوز إثباته بالبينة أو القرائن ،كل ذلك ما لم يتفق المتعاقدان بأن يكون اإلثبات
بالكتابة مهما بلغت قيمة المبيع أو كان العقد رسمياً (أي بيع العقار أو الحقوق العينية).
و قد نص المشرع الجزائري بموجب تعديل القانون المدني 10-05على اإلثبات بالكتابة في الشكل
االلكتروني و ذلك ضمن المادتين 323مكرر و 323مكرر 1معتب ار اإلثبات بالكتابة في الشكل
اإللكتروني كاإلثبات بالكتابة على الورق،1و اشترط في الكتابة االلكترونية:
-و قد اعتمدت اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة باستخدام الخطابات اإللكترونية في العقود الدولية لـ ،2005/11/21مبدأ 1
عدم التمييز بين العقود الورقية و العقود اإللكترونية ،و عدم إنكار صحة الخطاب من الناحية القانونية لمجرد كونه في
شكل إلكتروني".المادة."8متاح على العنوان اإللكتروني:
https://uncitral.un.org/sites/uncitral.un.org/files/media-documents/uncitral/ar/06-57450_ebook.pdf
15
ثانياً :التوقيع االلكتروني 1الذي قد يكون توقيع مشفر (المفتاح) ،و هو ما يوضع على محرر الكتروني و
يتخذ شكل حروف أو أرقام أو رموز و يكون له طابع متفرد يسمح بتحديد شخص صاحب التوقيع و يميزه
عن غيره ،و هناك التوقيع االلكتروني (البيومتري) الذي يتم بواسطة القلم االلكتروني .
ثالثاً :إمكانية الحفظ و االسترجاع أي االحتفاظ برسالة البيانات بالشكل الذي أنشئت أو أرسلت أو
استلمت به،أما شرط االسترجاع يقصد به إمكانية اإلطالع على المعلومات الواردة في رسالة البيانات على
2
نحو يتيح استخدامها عند الحاجة.
إن تعيين اللحظة التي يتم فيها تبادل التعبير عن اإلرادتين يحتاج إلى التحديد في بعض الصور.فقد
يكون الرضا فوريا و البيع باتا و قد يكون موصوفا بحيث يصبح اإللتزام غير منجز ،كما قد يسبق البيع
اتفاق على إبرامه مستقال في صورة وعد بالتعاقد كمرحلة تمهيدية للبيع.و هو ما سيتم التطرق إليه من
خالل الفروع التالية.
هو البيع الذي يحتفظ فيه المشتري بحق تجربة المبيع لقبوله أو رفضه و يكون له أن يلزم البائع بتمكينه
من تجربة المبيع خالل المدة المتفق عليها،و الغرض من اشتراط المشتري تجربة المبيع هو التأكد من أن
-1طبقا للمادة / 2أ من قانون لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي لـ 2001الخاص بالقانون النموذجي للتوقيعات
االلكترونية ،فإن التوقيع االلكتروني هو بيانات في شكل الكتروني مدرجة في رسالة البيانات أو مضافة إليها أو مرتبطة بها
منطقيا والتي جوز أن تستخدم للتحقق من شخصية الموقع بالنسبة الى رسالة البيانات ولبيان موافقة الموقع على المعلومات
الواردة في رسالة البيانات-".متاح على العنوان اإللكتروني:
https://uncitral.un.org/sites/uncitral.un.org/files/media-documents/uncitral/ar/ml-elecsig-a.pdf
-و هي ذات الشروط الواردة في المادة 6و 7من قانون لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي النموذجي بشأن 2
16
المبيع يلبي حاجاته الشخصية و يتفق مع ذوقه الخاص و يتبين من مدى صالحيته للغرض المقصود
منه.
و إذا كان مصدر الحق في التجربة هو االتفاق أو العادات الجارية فإنه في إطار حماية المستهلك أصبح
مصدرها القانون ،و ذلك بمقتضى القانون 03-09المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش المؤرخ في
25فيفري 2009المادة 15منه ،المتمم القانون 09-18لـ .20181/06/10
2
و عن الطبيعة القانونية للبيع بشرط التجربة فإن األصل أن البيع بشرط التجربة بيع معلق على شرط
واقف،3فإذا تحقق الشرط-بتمام التجربة و قبول المشتري بنتيجتها -فإن هذا األخير يعتبر أنه قد تملك
الشيء المبيع منذ البيع أي بأثر رجعي و ليس فقط منذ قبول التجربة ،مع زوال كل الحقوق العينية التي
تترتب على المبيع من جهة البائع خالل فترة التجربة ،و ثبوت تلك المترتبة من جهة المشتري .4أما إذا لم
يتحقق الشرط سواء بعدم قبول المشتري للنتيجة أو الستحالة إجرائها حينئذ فإن البيع ال ينتج أي أثر أي
يعتبر كأن لم يكن مما يستلزم أن تبعة الهالك في فترة التجربة تقع على البائع،ألن الملكية تبقى للبائع في
هذه الفترة و مازال لم يحدث البيع أثره ،المادة 355ف 1من القانون المدني.
و طبقاً للمادة 355فقرة 2قد يتفق المتعاقدان على إحداث البيع آلثاره فور انعقاده بحيث تنتقل الملكية و
تبعة الهالك إلى المشتري فور االنعقاد و للمشتري الحق في رفض المبيع إذا لم ترضه نتيجة التجربة،هنا
يكون البيع معلقاً على شرط فاسخ فإذا أعلن المشتري رفضه للمبيع انفسخ العقد بأثر رجعي،و يكون إجراء
التجربة خالل المدة المتفق عليها أو خالل مدة معقولة إذا لم يتم االتفاق على المدة و على المشتري أن
يقوم بالتجربة خاللها و إال كان للبائع أن ينذره للقيام بها ،فإذا لم يقم بها بالرغم من تمكنه من ذلك زال
التعليق و أصبح العقد نهائي،كما يكون للبائع أن يطلب الفسخ لعدم التنفيذ.
-الشرط هو أمر مستقبلي غير محقق الوقوع ،يترتب على تحققه و جود اإللتزام –شرط واقف-أو زواله-شرط فاسخ-على 2
أن يكون الشرط ممكنا ،مشروعا و أال يتوقف على محض إرادة المدين ،فإذا كان على محض إرادة الدائن كان صحيحا ،و
يكون صحيحا إذا كان على محض إرادة المدين إذا كان فاسخا.
- 3وهو شرط إرادي متوقف على محض إرادة الدائن بنقل الملكية ال المدين ،فهو شرط صحيح.
- 4حسني محمد أحمد جاد الرب-تجربة المبيع و أثرها على التزامات الطرفين في عقد البيع -دراسة مقارنة في الفقه
اإلسالمي ز القانون الوضعي-دار الكتب القانونية-2010-مصر-ص85
17
الفرع الثاني :البيع بشرط المذاق.
و هو البيع الذي يشترط فيه المشتري أال يتم البيع إال إذا تذوق الشيء المبيع و قبله،و هنا قد يرد شرط
المذاق صراحة و قد يرد ضمناً ألن هناك أشياء ال ِ
يكف فيها لعلم المشتري بالمبيع مجرد التعيين و
المشاهدة حتى يتأكد من مدى مالءمتها لذوقه الشخصي،أما عن الطبيعة القانونية للبيع بشرط المذاق فقد
اعتبره المشرع الجزائري بمقتضى المادة 354من القانون المدني بأنه ال ينعقد إال من الوقت الذي يتم فيه
إعالن قبول المبيع ،في حين أن البيع بشرط التجربة يكون له أثر رجعي،لذلك فإذا قبل المشتري المبيع
بعد المذاق تنتقل له الملكية من تاريخ القبول و ليس من تاريخ االتفاق ،أي أنه ْقبل اإلعالن ال يوجد عقد
بيع لكن يتم ذلك بعد التذوق،و عليه فالتكييف الذي يتفق مع المادة 354هو اعتبار البيع بشرط المذاق
نوعاً من الوعد بالبيع أي أنه وعد صادر من البائع و لكن المشتري لم يقبل الشيء المبيع و إنما ترك ذلك
بعد تذوق المبيع و إعالن رغبته للواعد بأنه قرر الشراء،فينعقد البيع من تاريخ صدور الرغبة،و بما أنه
وعد بالبيع فإنه إذا مضت المدة المحددة للقبول و سكت الموعود له تحلل الواعد من وعده،معناه أن
السكوت رفض.
و يلتزم المشتري بالتذوق شخصياً في المدة المتفق عليها أو المدة التي يحددها العرف و في المكان
حر في القبول أو الرفض و ال يستطيع البائع إجباره بتذوق
المتفق عليه أو المحدد عرفاً،و المشتري ٌ
صنف آخر،كذلك ال يجوز للمشتري إجبار البائع تقديم صنف آخر لتذوقه.
العينة هي جزء صغير أو صورة مصغرة من الشيء المبيع يسلمه البائع للمشتري قبل إبرام العقد ليسمح
له بالتحقق من أوصاف المبيع و االستناد إليه لمعرفة مدى مطابقته وقت التسليم،و طبقاً للمادة 353من
القانون المدني فالبيع بالعينة هو بيع يشترط فيه أن يكون الشيء مطابقاً للعينة المتفق عليها سلفاً بين
البائع و المشتري،تشترط إلجراء المطابقة عليها بين الشيء الذي يقدمه البائع و الذي يطلبه المشتري،و
على البائع أن يسلم للمشتري مبيعاً مطابقاً للعينة حتى يكون البائع قد نفذ التزامه و على المشتري قبول
هذا المبيع؛ أما إذا وجد المشتري أن المبيع غير مطابق للعينة فله الحق في:
18
-2له أن يطالب البائع بالتنفيذ العيني،بل له أن يحصل على شيء مطابق للعينة على نفقة البائع بعد
استئذان القاضي أو دون استئذانه في حالة االستعجال؛
-3كما له أن يقبل المبيع غير المطابق مع المطالبة بإنقاص الثمن إذا كانت قيمة الشيء الذي قبله أقل
من قيمة العينة.
نص المشرع الجزائري على أحكام العربون في المادة 72مكرر من القانون المدني بموجب التعديل -05
10للقانون المدني،و العربون هو المبلغ الذي يدفعه أحد المتعاقدين إلى اآلخر وقت إبرام العقد ،و يكون
الغرض منه :إما جعل العقد نهائياً و إما إعطاء الحق لكل واحد منهما في العدول عن العقد و ذلك
بالرجوع إلى نية المتعاقدين.
و يستفاد من المادة 72مكرر أن العربون متروك التفاق الطرفين،فإذا ُدفع العربون وقت إبرام العقد و لم
يتم االتفاق صراحة أو ضمناً أن العربون إنما دفع لتأكيد العقد كان دفعه يفيد احتفاظ المتعاقدين بحق
العدول لكل منهما في مقابل خسارة ما يعادل العربون،وتعتبر هذه الخسارة بمثابة ثمن الستعمال الحق في
العدول فيصبح مستحقاً في ذمة العادل لمجرد عدوله بغض النظر عن حصول ضرر للطرف اآلخر أم
ال،بخالف التعويض االتفاقي أو الشرط الجزائي المتفق عليه مقدماً بين الدائن و المدين الذي ال يحكم به
إال إذا ترتب ضرر.
فإذا كان العادل هو من قبض العربون فإنه يرده و يرد مثله،و إذا كان العادل هو من دفع العربون فال
يجوز له استرداده،و إذا قصد المتعاقدان بالعربون اعتبار البيع نهائي و بات فال يجوز للبائع و ال
للمشتري الرجوع في البيع و يعتبر العربون حينئذ كجزء من الثمن فيلتزم كل طرف بتنفيذ التزاماته.
19
و تنص المادة أنه لكل من المتعاقدين الحق في العدول عنه في المدة المتفق عليها،و عليه يمكنهما
االتفاق على المدة التي يجوز خاللها العدول صراحة أو ضمناً ،إذا انقضت هذه المدة اعتبر العقد باتاً و
وجب استكمال التنفيذ،و إذا لم يعين للعدول مدة في العقد جاز للمتعاقد أن ينذر الطرف اآلخر باستعماله
حق العدول.
بالنسبة للطبيعة القانونية للبيع بالعربون هناك من اعتبره عقد معلق على شرط واقف،هذا الشرط الواقف
هو أال يعدل أحد المتعاقدين عن البيع،فإذا انقضت المدة دون عدول تحقق الشرط و أنتج البيع أثره من
وقت االتفاق،و إذا تخلف الشرط -عدل احدهما -لم ينتج البيع أي أثر.
أما الرأي الثاني فقد اعتبره أنه عقد معلق على شرط فاسخ -عدول أحد الطرفين،-فإذا تخلف الشرط اعتبر
العقد منشئاً آلثاره منذ انعقاده،أما إذا تحقق الشرط ترتب على ذلك زوال العقد بأثر رجعي.
لكن الرأي الراجح هو اعتباره ينطوي على التزام بدلي -االلتزام البدلي هو وصف لاللتزام و هو أن يكون
محل االلتزام شيئاً واحداً و لكن تب أر ذمة المدين إذا أدى بدالً منه شيئاً آخر،-أي أن العربون هو البدل في
التزام أصلي ،يكون المدين ملتزماً أصالً بااللتزام الوارد في عقد البيع و لكن تب أر ذمته من هذا االلتزام إذا
هو أدى مبلغ العربون.
طرف واحد بأن يبيع أو يشتري ماالً معيناً في حين يحتفظ الطرف اآلخر بخيار
ٌ هو عقد يتعهد بمقتضاه
إبرام العقد من عدمه ،فال ينعقد البيع إال عندما يقرر الموعود له حق الخيار.
و ما يميز الوعد بإرادة منفردة هو أن الواعد يعبر عن إرادته في البيع أو الشراء فو ارً،و ال يمكنه التراجع
عن إرادته أثناء المدة التي يستغرقها الوعد،أما الموعود له فإنه ال يعبر له عن إرادته في البيع أو الشراء
إال إذا استعمل حق الخيار،لذلك فإن الواعد يشترط أن تتوافر فيه أهلية البيع وقت إبرام عقد الوعد،أما
الموعود له فيكفي فيه التمييز وقت الوعد و يجب أن تتوافر فيه األهلية الكاملة وقت إبداء الرغبة في
التعاقد.
20
قضت المحكمة العليا بأن الوعد بالتعاقد هو عقد ،إذا اشتملت صيغته على طبيعة العقد الموعود به،
والعناصر األساسية أو الجوهرية التي ال ينعقد العقد بغير التراضي عليها ،والمدة التي يلتزم الواعد بإبرام
العقد الموعود به خاللها 1.فإذا كان الوعد بإبرام عقد شكلي ،وجب أن يتم الوعد بالتعاقد في الشكل الذي
يتطلبه القانون لقيام العقد الموعود به .من ثم يجب أن يتم تعيين المبيع و الثمن و المدة التي يجب إبرام
العقد فيها طبقاً للمادة 71من القانون المدني،و كذلك الرسمية بالنسبة للوعد المتعلق بالعقارات و الحقوق
العينية العقارية حسب المادة 71ف 2قانون مدني.و تنص المادة 1/2-353من قانون التسجيل المعدل
بموجب القانون 22-03لـ 2003//12/25المتضمن قانون المالية 2على رسم شهر عقود الوعد بالبيع،
في حين ذهبت المحكمة العليا إلى أنه ال يترتب أي بطالن على عدم شهر الوعد بالبيع و األثر الوحيد
عد المتصرف إليه حسن النية ،إلى حين إثبات سوء نيته ،فإن
هو أنه في حالة تصرف الواعد في العينّ ،
3
تم شهره اعتبر المتصرف إليه سيئ النية في كل األحوال.
)1الوعد بالشراء :أي أن الواعد هو المشتري،و هو الذي يتعهد بشراء المال إذا قرر المالك الموعود له
بيعه،لذلك فقبل إبداء الموعود له لرغبته في البيع يمكن للمشتري (الواعد بالشراء) شراء أموال مماثلة من
الغير،المهم أنه ملزم بشراء المال محل الوعد عند إبداء الموعود له رغبته في البيع.
إذا لم يعلن المالك عن خياره في الميعاد المحدد تحلل المشتري من وعده،أما إذا أعلن المالك عن قبوله و
قرر البيع أصبح البيع تاماً في لحظة التحاق إرادة البائع بإرادة المشتري،و إذا رفض الواعد إتمام البيع بعد
إعالن الموعود له لرغبته في البيع في الميعاد المتفق عليه كان للمالك أن يستصدر حكماً من القاضي
يقوم مقام البيع إذا كان رضائياً،أما إذا كان شكلياً و كان الوعد مفرغاً في شكل رسمي حكم القاضي بإلزام
الواعد بتنفيذ الشراء،و إذا لم يكن مفرغاً في شكل رسمي ليس للقاضي إال الحكم بالتعويض على الواعد
المتراجع في وعده (المادة 72قانون مدني) .وهو ما سار عليه إجتهاد المحكمة العليا الجزائرية ،من أنه
عند انعدام وجود وعد رسمي لبيع العقار ،فليس أمام المطعون ضدها إال المطالبة بالتعويض ،كأثر
قانوني لعدم تنفيذ إلتزام قانوني ،ال تتوفر فيه الشكلية القانونية .ومن ثم ،فإن إستجابة قضاة الموضوع
-1المحكمة العليا،غ.م ،1990/03/26 ،ملف رقم ،56500م.ق ،1992،العدد ،3ص ،112ال يكون للوعد بالتعاقد
أي اثر إال إذا عينت جميع العناصر األساسية للعقد المراد إبرامه.
- 2ج.ر عدد 83لـ.2003/12/29
-قرار المحكمة العليا بتاريخ ،2013/12/12مجلة المحكمة العليا،عدد ،2013 ،2ص337 3
21
لمطلبها وإصدار حكم يقوم مقام العقد العرفي ،أساءوا تطبيق القانون وفهم إجتهادات المحكمة العليا ،مما
1
يستوجب نقص قرارهم.
ٍ
حينئذ ملزماً )2الوعد بالبيع :و هنا يتعهد البائع بالبيع إذا أبدى الموعود له رغبته في الشراء فيكون الوعد
للبائع و يستفيد الموعود له من حق الخيار،فالموعود له هنا حر ،و حق الخيار هو الذي يضفي على
الوعد بالبيع خاصية العقد الملزم لجانب واحد،وإن تم االتفاق على "تعويض التجميد" الذي يدفعه الموعود
له للمالك،إذ سيكون تعويضاً عن تجميد المال في ذمة المالك أثناء فترة الوعد دون أن يتمكن من
التصرف فيه،دون أن يتحول الوعد إلى عقد ملزم لجانبين.
و يلتزم حينئذ المتعاقدان على االتفاق على المسائل الجوهرية و إال كان الوعد بالبيع باطالً و المتمثلة
في المبيع،الثمن و مدة الوعد،كما يقع على الواعد بالبيع في فترة االنتظار التزام باالمتناع عن عمل و
المتمثل في االمتناع عن كل ما يعطل البيع،إذا استعمل الموعود له حق الخيار فال يستطيع أن يبيع للغير
و إال قامت مسؤوليته العقدية،و للموعود له المطالبة بالتعويض نتيجة اإلخالل بالوعد .وإذا كان الغير
ٍ
حينئذ يكون البيع غير نافذ في حق الموعود له و يحق له الرجوع بدعوى "عدم نفاذ عالماً بالوعد
التصرفات" ،حيث يعتبر القضاء الج ازئري 2أن العقد صحيح و ليس للموعود له المطالبة بإبطاله .في
حين قرر المشرع الفرنسي في إطار إصالح قانون العقود بموجب األمر 131-2016لـ2016/12/10
بطالن العقد الذي يبرمه الواعد مع الغير بالمخالفة للوعد متى ثبت علم الغير بوجود الوعد وهذا بمقتضى
المادة .33/1124
إذا لم يعلن الموعود له رغبته للشراء في المدة المتفق عليها يكون قد مارس حقاً له و ال مسؤولية عليه،و
ال يلتزم إال بدفع تعويض التجميد إذا اتفقا عليه.
- 1قرار المحكمة العليا-غ.م ،1996/04/17 -المجلة القضائية -العدد -1996-1ص .99
-قرار المحكمة العليا-الغرفة المدنية لـ ":2009/11/22ال يترتب على الدعوى البوليصية إبطال التصرف" ،مجلة 2
22
)3البيع بالتفضيل.
عرف المشرع الفرنسي بموجب المادة 1-1123من األمر 131 -2016البيع بالتفضيل 1أنه العقد الذي
يلتزم بموجبه أحد األطراف بأن يعطي األفضلية للمستفيد من الوعد في أن يتعامل معه في حال قرر
الواعد التعاقد.فهو إذن كصورة للوعد بالبيع ،عقد بمقتضاه يتعهد الواعد المالك إذا أراد أن يبيع شيئاً من
ٍ
شخص آخر،فإذا أعلن الموعود له عن رغبته في الشراء أمواله أن يعرضه أوالً على الموعود له قبل أي
انعقد البيع النهائي،و عليه فإن الوعد بالتفضيل يولد التزاماً على المالك معلقاً على شرط واقف 2حيث أن
التزام الواعد بعرض الشيء على الموعود له لشرائه متوقف على رغبة الواعد بالبيع ،و يرتب حقا شخصيا
للمستفيد في مواجهة الواعد ،معلقا على ذات الشرط الواقف ،ويظل الواعد مالكا للمال محل مشارطه
التفضيل .3لذلك فليس من الضروري تحديد الثمن عند االتفاق على المسائل الجوهرية كما هو الشأن في
الوعد بالبيع حيث يترك تحديد الثمن في الوقت الذي يقرر في المالك البيع.
ب-الوعد الملزم لجانبين :هو الذي يتعهد فيه الطرفان أحدهما بالبيع و اآلخر بالشراء (المادة 71قانون
ٍ
طرف يعد الطرف اآلخر بإبرام عقد البيع ،و مع ذلك يبقى هذا العقد وعداً بالبيع و ليس بيعاً مدني)،فكل
1
- « Art. 1123.-Le pacte de préférence est le contrat par lequel une partie s'engage à proposer
prioritairement à son bénéficiaire de traiter avec lui pour le cas où elle déciderait de
contracter.
« Lorsqu'un contrat est conclu avec un tiers en violation d'un pacte de préférence, le
bénéficiaire peut obtenir la réparation du préjudice subi. Lorsque le tiers connaissait
l'existence du pacte et l'intention du bénéficiaire de s'en prévaloir, ce dernier peut également
agir en nullité ou demander au juge de le substituer au tiers dans le contrat conclu.
Le tiers peut demander par écrit au bénéficiaire de confirmer dans un délai qu'il fixe et qui
doit être raisonnable, l'existence d'un pacte de préférence et s'il entend s'en prévaloir.
L'écrit mentionne qu'à défaut de réponse dans ce délai, le bénéficiaire du pacte ne pourra plus
"solliciter sa substitution au contrat conclu avec le tiers ou la nullité du contrat.
-فالشرط هنا صحيح قانونا ،وال يتوقف على محض إرادة الواعد وفقا للمادة 205من القانون المدني ،بل هو شرط 2
مختلط ،متصل بظروف خارجية قد تدفعه أن يمتنع عن التعاقد مع شده رغبته في ذلك.
-بلحاج العربي -اإلطار القانوني للمرحلة السابقة على إبرام العقد في ضوء القانون المدني الجزائري-دراسة مقارنة- 3
المرجع السابق-ص.144
23
ألن الطرفان يعدان بإبرام البيع مستقبالً و ليس في الحال،و من ثَ َّم ُيشترط في الوعد الملزم لجانبين
االتفاق على المسائل الجوهرية (المبيع،الثمن و الشكل...إلخ .).والوعد الملزم للجانبين غير ما
يسمى البيع اإلبتدائي ،فهذا األخير هو عقد تمهيدي تترتب عليه كافة أثاره القانونية من
وقت إبرام العقد ،غير أن انتقال الملكية يكون بعد إتمام التسجيل .أما الوعد الملزم للجانبين
فهو مجرد وعد بإبرام عقد في المستقبل ،ومن تم تقتصر أثاره على إلزام كل من المتعاقدين
بإبرام العقد الموعود بناء على رغبة الطرف األخر ،وإال سقط الوعد ولم يعد له أي أثر
قانوني.
حتى يكون الرضا منتجاً آلثاره القانونية في عقد البيع يجب أن يكون صحيحاً طبقاً للقواعد العامة ،فتكون
إرادة المتعاقدين سليمة من العيوب ،و ستقتصر الدراسة على عيب الغلط التصاله بحق العلم
بالمبيع(.الفرع األول).من ناحية أخرى ،قيدت األحكام الخاصة بعقد البيع في القانون المدني و القوانين
المكملة المتعاقد في عقد البيع حماية لغيره ،تنصرف بعضها للبائع و أخرى للمشتري و هذا إعادة للتوازن
و مراعاة للمساواة ( الفرع الثاني)
أضاف المشرع الجزائري إلى القواعد العامة المتعلقة بصحة الرضا حكماً خاصاً بعيب الغلط الذي
يشوب اإلرادة يقضي بضرورة علم المشتري بالمبيع ليصح عقد البيع ،و هو ما نصت عليه المادة 352
من القانون المدني التي استمدها المشرع من أحكام خيار الرؤية في الشريعة اإلسالمية ،فمن اشترى شيئا
لم يره ،له الخيار عند الرؤية و المقصود بها هو أن يكون للمتعاقد الحق في فسخ العقد أو في إمضائه
عند رؤية محله إذا لم يكن قد رآه عند إنشاء العقد أو رآه قبله و لكن مضت مدة يحتمل تغيره فيها.
أما المشرع الجزائري فأجاز للمشتري إبطال العقد إذا وقع في غلط في صفة جوهرية للمبيع و أضاف
حكما خاصاً يقضي بضرورة علم المشتري بالمبيع علماً كافياً،فاعتبرت المادة 352من القانون المدني
العلم محققاً في إحدى الحاالت التالية:
24
-1رؤية المبيع أو معاينته؛
أ /برؤية المبيع و إجازة البيع.فال يملك المشتري اإلجازة إال بالرؤية،سواء بالنظر أو بأي حاسة يطلع بها
أما في القانون المدني فيسقط حق المشتري في طلب اإلبطال على أساس عدم العلم علماً كافياً:
-2ينقضي طلب المشتري في اإلبطال بالتقادم طبقاً للمادة 101من القانون المدني حيث تنص على رفع
دعوى اإلبطال خالل 5سنوات من يوم علمه بالبيع أو 10سنوات من وقت التعاقد؛
فالغلط كعيب من عيوب اإلرادة في األحكام العامة ال ُيفترض ،بل على المشتري أن يقيم الدليل على
وقوعه بغلط في مسألة جوهرية،لكن عدم العلم مفترض في المشتري و على البائع أن يثبت علمه ألجل
رفض دعوى المشتري بإبطال العقد.
25
أوالً :القيود المنصبة على الحق في البيع.
-األهلية :باعتبار أن البيع هو عقد من عقود التصرف فيتطلب إبرامه بلوغ الشخص سن الرشد أي تسعة
عشر ( )19سنة كاملة على أساس أن عقد البيع من التصرفات الدائرة بين النفع و الضرر،فإذا أبرمه
شخص مميز فإن التصرف يتوقف على إجازة الولي أو الوصي ،و إذا بقي التصرف قائماً فمن ٍ
باب أولى
أن يجيزه المميز بعد بلوغه سن الرشد.
-منع البائع من البيع حماية للمالك:فإن أبرم البيع بصفته نائبا شرعيا :اشترط المشرع الجزائري بموجب
المادة 88من قانون األسرة ،حماية للقاصر ،استئذان القاضي في حالة بيع المنقوالت ذات األهمية
الخاصة و العقارات ،و أن يتم البيع بالمزاد العلني.و إن كانت النيابة اتفاقية ،فإن بيع الوكيل يقتضي
وكالة خاصة للبيع ،و التي تصح و لو لم يعين محل البيع:المادة 1/574من القانون المدني.
-اإلفالس :حيث ُيمنع التاجر ال ُـمفلس من إدارة و التصرف في أمواله بما في ذلك عقد البيع ،و هذا
كأثر عن صدور حكم بشهر إفالسه.المادة 1/244من القانون التجاري.
-األموال المحجوز عليها :حيث يمنع المدين المحجوز على أمواله بوضعها تحت تصرف القضاء
ضماناً للدائنين من بيع هذه األموال المادة 646من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،1حيث يكون
البيع حينئذ غير نافذ في مواجهة الدائنين المستفيدين من إجراءات الحجز حماية لهم طبقا للمادة 661
من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
-الحجر القانوني، :فال يجوز إبرام عقد البيع أثناء تنفيذ عقوبة جنائية و هذا كعقوبة تكميلية طبقا للمادة
9مكرر من قانون العقوبات 2و إال كان باطالً بطالناً مطلقاً.
-القانون رقم 09 08المؤرخ في 25فبراير 2008المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية. 1
-األمر رقم 156 - 66المؤرخ في 8يونيو سنة ،1966المتضمن قانون العقوبات ،المعدل والمتمم.المادة 9مكرر: 2
أضيفت بمقتضى القانون رقم 23-06المؤرخ في 20ديسمبر ": 2006في حالة الحكم بعقوبة جنائية ،تأمر المحكمة
وجوبا بالحجر القانوني الذي يتمثل فيحرمان المحكوم عليه من ممارسة حقوقه المالية أثناء تنفيذ العقوبة األصلية".
26
-شرط المنع من التصرف :بإمكان البائع أن يشترط عدم التصرف في المال المبيع على أن يكون هذا
الشرط مؤقتاً و مبر اًر بمصلحة جدية و مشروعة،فإذا زالت المصلحة المبررة لهذا الشرط ُرفع القيد من ِقبل
المحكمة.فيكون الشرط صحيحا في البيع مؤجل الثمن لمشروعية الباعث المتمثل في ضمان استيفاء
الثمن.فإن تم البيع مخالفة للشرط ،كان التصرف باطال لعدم صالحية التعامل في المحل بموجب
اإلتفاق.وقد جعل المشرع من شرط المنع من التصرف مفروضا بقوة القانون ،فمنع المستفيدين من
السكنات اإلجتماعية الممولة من طرف الدولة من التنازل عنها و ذلك بنقل ملكيتها إلى شخص آخر مدة
5سنوات من تاريخ إبرام عقود التنازل لصالحهم و هذا بموجب قانون المالية لـ .12012كما المشرع
موجب المرسوم التنفيذي 153-18المتعلق بشروط التنازل عن األمالك العقارية التابعة للدولة و المسيرة
من ديوان الترقية و التسيير العقاري في المادة 9على ضرورة إدراج شرط المنع من التصرف في حالة
اختيار صيغة الدفع بالتقسيط لحين دفع الثمن كامال .2و يتمثل الباعث المشروع الذي فرض المشرع من
أجله الشرط حرص الدولة على اقتصار اإلستفادة من هذه السكنات و االمتيازات الممنوحة على األفراد
الذين ال تسمح قدرتهم الشرائية الحصول على السكن و منعا للمضاربة بهذه السكنات.
-منع المريض مرض الموت من البيع :طبقا للمادة 408من القانون المدني ،فال يمكنه البيع سواء بنفسه
أو بواسطة وكيل ،سواء كان المشتري وارثا أو من الغير.فإن تم البيع لوارث فال يكون نافذا في حق
الورثة-باعتبارهم من الغير -إال إذا أقروا البيع ،و إال اعتبر المبيع جزء من التركة.أما إذا تم البيع لغير
الوارث كان البيع قابال لإلبطال لمصلحة الورثة الذين لهم حق اإلجازة ،إذ اعتبر المشرع الورثة طرفا في
هذه الحالة.
-المادة 58من القانون 16-11المؤرخ في 2011/12/28المتضمن قانون المالية لـ.2012ج رعدد 72 1
لـ" :2011/12/29تـعـدل المادة 57من الـقـانون رقم 12 - 07المـؤرخ 30ديـسمـبر سـنـة 2007والم ـتـضـمـن قـانــون
المـال ـيـة ل ـسـنـة 2008المـعــدلـة بــالمـادة 22مـن الـقــانـون رقم 11 - 11المـؤرخ في 18يوليو سنة 2011والمتضمن قانون
المالية التكميلي لسنة 2011وتحرر كما يأتي" :المادة : 57تعد غير قابلة للـتنازل من طرف اJستفيدين مـنها ،السكنات
االجتماعـية التساهمية المسماة حالـيا السكـنات الترقـوية المدعمـة وكل السكنـات التي استفـادت من دعم الدولة ،وذلك لمدة 5
سـنوات ابتداء من تاريخ إعداد عقود التنازل لصالحهم باستثناء انتقال اJلكية بسبب الوفاة".
-المرسوم تنفيذي رقــم 153-18مؤرخ في 4جوان ، 2018يحدد شروط وكيفيات التـنازل عـن األمــالك العقـارية التـابعـة 2
للدولة و األمالك المسيـرة من طرف دواوين الترقية والتسيير العقاري .ج ر عدد 33لـ 6جوان .2018
27
ثانياً :القيود المنصبة على الحق في الشراء في القانون الجزائري .حيث يحرم بعض األشخاص بسبب
صفتهم من شراء بعض الحقوق ،اتقاء الستغالل نفوذهم.
-)1منع أعوان القضاء و المحامين من شراء الحقوق المتنازع عليها طبقاً للمادة 402من القانون
المدني:حظر المشرع هذا الشراء شرط أن يكون الحق المتنازع فيه مطروحاً على الجهة القضائية التابعة
الختصاص أعوان القضاء أو المحامين (محكمة،مجلس قضائي،المحكمة عليا و مجلس الدولة،)...وشرط
أن يكون هذا الشراء قد تم أثناء ممارسة هذه الفئات لمهامها في تلك الجهات القضائية المختصة بالنزاع
سواء اشتروا بأسمائهم أو بأسماء مستعارة و الفئات التي وردت على سبيل الحصر في المادة 402من
القانون المدني و هي:
ب-المدافعون القضائيون :و يشمل المنع الحقوق المتنازع فيها التي تدخل في اختصاص الهيئة القضائية
التي يباشرون في دائرة اختصاصها عملهم،سواء قد وكلوا بالحق المتنازع فيه أم ال؛
ج-المحامون :و بما أن المحامي ال يرتبط بمحكمة أو مجلس قضائي فإن المنع يشمل جميع الحقوق
المتنازع فيها على المستوى الوطني؛سواء كان المحامي وكيل أحد الخصوم أم ال لصراحة النص.
د-الموثق :يحظر عليه شراء الحقوق المتنازع عليها على المستوى الوطني ألن اختصاصه اإلقليمي يمتد
إلى كامل التراب الوطني (المادة 2من القانون 02-06المتعلق بتنظيم مهنة الموثق)؛
هُ -ك ّتاب الضبط :ال يجوز لكاتب الضبط شراء الحق المتنازع فيه إذا كان داخل اختصاص المحكمة أو
المجلس الذي يمارس فيه مهامه.
-)2منع تعامل المحامين و المدافعين القضائيين مع موكليهم في الحقوق المتنازع فيها طبقاً للمادة
403من القانون المدني:فيكون الجزاء البطالن المطلق لكل تعامل يقوم به المحامي مع موكله
بخصوص الحق المتنازع فيه(شراء،هبة،مقايضة،إيجار...إلخ).
28
-)3منع النائب من شراء ما كلف ببيعه بحسب المادة 410من القانون المدني :و هنا النائب ملزم
بالمحافظة على مال من وكله للقيام بشؤونه فيحظر عليه شراء ما ُكلف ببيعه ،إال أن الجزاء هنا هو
البطالن النسبي إذ يمكن لمن تم البيع لحسابه أن يجيزه ،المادة 412من القانون المدني.
-)4منع السماسرة و الخبراء من شراء األموال المعهودة إليهم ببيعها أو تقديم قيمتها حسب المادة
411من القانون المدني :و الجزاء هنا هو أيضاً هو البطالن النسبي المقرر لمصلحة من تم البيع
لحسابه وله إجازة العقد طبقاً للمادة 412من القانون المدني.
-)5منع الوكيل المتصرف القضائي من امتالك أموال المدين المفلس :طبقا للمادة 19من األمر -96
23المؤخر في 1996/07/09المتعلق بالوكيل المتصرف القضائي :ال يجوز للوكيل المتصرف
القضائي أن يمتلك شيئاً من أموال المدين فيمنع عنه الشراء أو كل أنواع التصرفات و هذا تحت طائلة
البطالن المطلق.
-)6منع المحضرين القضائيين من االنتفاع من أية عملية يساهمون فيها :حيث نصت المادة 24من
القانون 03-06لـ 20فبراير 2006المتضمن تنظيم مهنة المحضرين القضائيين على أنه ُيمنع على
المحضر االنتفاع من أية عملية يساهم فيها و ذلك بأي نوع من أنواع المعامالت بما فيها الشراء،تحت
طائلة البطالن المطلق.
-)7منع محافظي البيع بالمزاد العلني من االنتفاع الشخصي من أية عملية كلفوا بها تحت طائلة
البطالن المطلق :و هذا طبقاً للمادة 34من القانون 07-16المؤرخ في 3أوت 2016المتضمن تنظيم
مهنة محافظي البيع بالمزاد العلني.1
إذا كان من حق المالك عدم بيع ملكه من أجل المحافظة عليه فإنه في الميدان التجاري يعتبر رفض البيع
دون مبرر شرعي مقيداً للمنافسة و معاقباً عليه بغرامة مالية.
تنص المادة 11من األمر 03-03المؤرخ في 19جوان 2003المتعلق بالمنافسة ( المعدل بموجب
القانون 02-08لـ 25جوان 2008و المعدل بالقانون 05-10مؤرخ في 15أوت 2005الجريدة
29
)"،يحظر على كل مؤسسة التعسف في استغالل وضعية التبعية
الرسمية عدد 46لـ 18أوت ُ 2010
لمؤسسة أخرى بصفتها زبوناً أو مموالً إذا كان يخل بقواعد المنافسة،و يتمثل هذا التعسف بالخصوص في
رفض البيع بدون مبرر شرعي،البيع التمييزي،البيع المشروط باقتناء كمية دنيا،اإللزام بإعادة البيع بسعر
أدنى...إلخ".
كما يتراجع مبدأ حرية عدم البيع في حالة نزع الملكية للمنفعة العامة ،و في حالة الحجز المنصب على
أموال المدين المتوقف على الدفع حيث ُيباع المال جب اًر عنه ضماناً لديونه.
-قد ترد قيود تنصب على الثمن ،فيتعرض حق البائع في تحديد الثمن لمساسات ذات مصدر تعاقدي،
فيتعهد البيع بثمن معين .لكن في مجال التجارة يحظر التعهد بإعادة البيع بثمن أدنى ألن في ذلك تقييد
للمنافسة فمثل هذا االتفاق باطل بطالناً مطلق،كما يحظر البيع بأقل من قيمة التكلفة طبقاً للمادة 12من
ٍ
بشكل تعسفي القانون 03-03و نصها" يحظر عرض األسعار أو ممارسة أسعار بيع منخفضة
للمستهلكين مقارنة بتكاليف اإلنتاج و التحويل و التسويق إذا كانت تهدف إلى إبعاد مؤسسة،"...و
استثناءاً هناك حاالت يمكن فيها البيع بأقل من سعر التكلفة في حالة تغيير النشاط أو التصفية أو إذا
كانت السلعة مهددة بالتلف السريع.
-الثمن مفروض أيضاً في حالة البيع بالمزاد العلني حيث يحدد الثمن بما يرسو عليه المزاد،و كذا في
حالة نزع الملكية للمنفعة العامة،فإن الثمن تحدده اإلدارة أو الخبراء المنتدبون من قبل المحكمة،أيضاً في
حالة األسعار الجبرية التي تضعها الدولة بالنسبة لبعض السلع بحيث ال يجوز للمتعاقدين تخطيها و إال
كان االتفاق باطالً (المادة 5من القانون 03-03المعدلة بموجب القانون .)05-10
-03 )1البيع المشروط باقتناء كمية معينة:حيث يمنع على البائع ذلك طبقاً للمادة 11من القانون
، 03و المادة 17من القانون 02-04المحدد للقواعد المطبقة على الممارسات التجارية لـ 23جوان
2004و المعدل بموجب القانون 06-10لـ 15أوت – 2010ج.ر عدد 11لـ 18أوت .2010
30
)2البيع بالمكافأة المجانية أو البيع بهدايا :فطبقاً للمادة 59من قانون المنافسة و المادة 16من القانون
02-04يمنع كل بيع أو عرض بيع لسلع مشروطة بمكافأة مجانية إال إذا كانت من نفس السلعة،و
تضيف المادة 16من القانون 02-04و كانت قيمتها ال تتجاوز( )%10من ثمن المبلغ اإلجمالي للسلع
أو الخدمات و ال يطبق هذا الحكم على األشياء الزهيدة أو الخدمات الضئيلة القيمة و كذا العينات.
)3البيع المتالزم :حيث يمنع بيع المنتجات أو أداء الخدمات التي تقترن ببيع آخر أو خدمة أخرى إجبارياً
( المادة 11من القانون 03-03و المادة 17من القانون .)02-04
)4البيع التمييزي:و هو البيع الذي تمنح بموجبه المؤسسة الممونة ألحد زبائنها جملة من االمتيازات دون
غيره من الزبائن،فتجعله في وضعية أفضل و قد بينت المادة 18من القانون 02-04صور هذه
الممارسات التمييزية على سبيل المثال،و المتمثلة في :تخفيض السعر،االستفادة من أسلوب بيع
تمييزي،أجل الدفع...إلخ.
-1إما حدده مسبقاً بموجب االتفاق و هو ما نجده في الوعد بالتفضيل،حيث تعهد المالك في مواجهة
المملوك له أنه إذا أراد أن يبيع ماالً من أمالكه أن يعرضه باألولوية على شخص معين.
-2في حالة الشخص اآلخر المستبدل و المقصود أن يكون البائع تعاقد مع شخص يريده لكن بمقدور
شخص من الغير أن يحل محل المشتري األول و هو ما يسمى بالحلول،و أبرز صوره في القانون
الجزائري هو الشفعة .و هي -وفقا لمقتضيات المادة 794قا.م.ج ،رخصة قانونية تجعل الشفيع في مركز
قانوني ،يعطيه أفضلية على المشتري ،بحيث يكون له استبعاده و الحلول محله في بيع العقار جب ار عنه،
فكانت مصد ار من مصادر الحقوق العينية العقارية ،و بالتالي ال تكون إال في العقارات .وذلك بدافع ،دفع
ضرر المجاورة أو اإلشتراك في ملكية العقار،و كذا منع تجزئة العقار حتى تجتمع سلطات الملكية الثالث
في يد واحدة .لذلك يثبت حق الشفعة بموجب المادة 795من القانون المدني ،لمالك الرقبة إذا بيع حق
31
االنتفاع .للشريك في الشيوع إذا بيع جزء من العقار المشاع إلى أجنبي ،فتخلص الملكية لشخص واحد و
تنتهي حالة الشيوع ،أو يتم التقليص من عدد الشركاء.1
و لصاحب حق االنتفاع إذا بيعت الرقبة ،فينقضي حق اإلنتفاع .و يعد الترتيب الوارد في المادة 795
ملزم ،فإن تزاحم الشركاء من طبقة واحدة ،استحق كل منهم الشفعة بقدر نصيبه و ال أفضلية ألحد على
اآلخر حسب المادة 2/796من القانون المدني.
و يجب على الشفيع إعالن رغبته في الشفعة المحررة بموجب عقد رسمي إلى البائع و المشتري عن
طريق كتابة الضبط في أجل 30يوم من تاريخ اإلنذار الذي يوجهه إليهما .مع ضرورة إيداع الثمن و
2
المصاريف بين يدي الموثق خالل 30يوم من تاريخ التصريح بالرغبة ،تحت طائلة سقوط الحق.
كما أن هناك صورة أخرى للحلول في حالة ملكية المنقول الشائع ،المادة 721قانون مدني،حيث يجوز
للشريك أن يحل محل المشتري إذا بيع المال لفائدة أجنبي.
طبقاً للمادة 324مكرر 1من القانون المدني فإن عقد بيع العقار و الحقوق العقارية ال ينعقد إال إذا توافر
الشكل الرسمي كركن آخر في العقد إضافة إلى الرضا،المحل و السبب،فإذا تخلف الشكل كان البيع باطالً
بطالناً مطلق،و بيع العقار العرفي هو باطل حتى لو ثبت صحة العقد العرفي الذي حرر فيه،و ال يمكن
للقاضي أن يحكم بتصحيح العقد بتوثيقه و هو ما قضت به المحكمة العليا في قرارها لـ 18فيفري 1997
و الذي قضى بـ " حيث أن الشكل الرسمي في عقد بيع القاعدة التجارية شرط ضروري لصحته،و أن
تحرير عقد البيع في شكل آخر يخالف القانون و يؤدي إلى بطالن ذلك العقد...و ال يمكن للقاضي أن
يصححها بالحكم على األطراف بالتوجه إلى الموثق للقيام بإجراءات البيع ،و ضمن هذه الظروف يتعين
على قضاة الموضوع أن يقضوا ببطالن العقد العرفي المتعلق ببيع القاعدة التجارية و يأمر بإرجاع
األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل التعاقد".
لذا سيتم التعرف على المقصود بالعقد الرسمي ووظيفته من خالل الفرعين التاليين.
-قرار المحكمة العليا-الغرفة العقارية-بتاريخ-2011/10/13مجلة المحكمة العليا-العدد األول -2012-ص :193 1
"يترتب على الشفعة حلول الشفيع محل المشتري ،و ليس بطالن عقد بيع الجزء المشاع".
-المزاد 801 ،800 ،799من القانون المدني الجزائري 2
32
الفرع األول :الشكل الرسمي.
يقصد بالشكل الرسمي (م 324و ما بعدها من القانون المدني)،العقود التي يصدرها موظف عام و
تحمل توقيعه :عقود الحالة المدنية،النسخ التنفيذية لألحكام التي يحررها كاتب الضبط،و كذلك العقود التي
يحررها ضابط عمومي كالعقد الذي يحرره الموثق،و التي يحررها المحضر القضائي طبقاً للمادة 324
من القانون المدني.
الموثق هو ضابط عمومي يقوم بتحرير عقود البيع من أجل إعطائها الصبغة الرسمية و القانون المنظم
للتوثيق هو القانون 27-88المؤرخ في 12جويلية 1988و المعدل بالقانون 02-06المؤرخ في 20
فيفري 2006المتضمن تنظيم مهنة التوثيق،و لكي يكون العقد صحيحاً منتجاً آلثاره يجب أن يحرره
الموثق في شكل خاص و باحترام الشروط التالية:
-1يجب أن يكون الموثق مختصاً ،و يكون كذلك إذا توافرت الشروط المنصوص عليها في قانون
التوثيق :إذ ال يكون مختصاً حسب المادة 19من القانون 02-06في تحرير العقود التي تكون له فيها
مصلحة مباشرة،و ال يحرر العقود المتعلقة بأحد أقاربه أو أصهاره حتى الدرجة الرابعة (المادة 16من
نفس القانون )02-06؛
-2يجب على الموثق حسب المادة 26من القانون 02-06أن يحرر العقد باللغة العربية في نص
واضح دون ترك أي بياض أو كتابة بين األسطر،و تكتب المبالغ و السنة و الشهر و يوم التوقيع
باألحرف،فإذا كان هناك أي شطب وجب أن يصادق عليها كل من الموثق ،األطراف و الشهود؛
أ-بيانات تتعلق بأشخاص العقد:فيذكر الموثق :اسمه و لقبه و مقر إقامته أي الموطن حسب
(المادة 26من القانون ،)02-06كذلك األطراف:االسم،اللقب ،الصفة،تاريخ و محل والدة ٍ
كل
منهم،المسكن و كذلك األمر بالنسبة للشهود و إن كان الشهود في عقد البيع هم شهود تأكيد يضمنون
هوية المتعاقدين و حضورهما في عقد البيع ليس إجبارياً،إال إذا كان الموثق يجهل هوية األطراف حسب
المادة 324مكرر 2ف 3من القانون المدني،لذلك قضت المحكمة العليا في قرار لها بتاريخ 22أفريل
33
2010أن " العقود الرسمية التي يتلقاها الموثق بحضور شاهدين هي العقود االحتفائية و ال يشترط
القانون لصحة عقد البيع إبرامه بحضور شاهدين".
1
ب-بيانات خاصة بموضوع عقد البيع العقاري :فيجب تحديد تاريخ إبرام العقد و مكان إبرامه،ذكر طبيعة
موقع،رقم،مساحة و حدود العقار،و ذكر أصل ملكية العقار بتبيان أسماء المالكين السابقين تفادياً للوقوع
في التصرف في ملك الغير،أما إذا تم إبرام عقد بيع عقار دون ذكر أصل الملكية فإنه يعتبر عقداً لفيفاً،و
هو عقد عرفي يحرر أمام الموثق يثبت فيه فقط تصريحات األطراف و الشهود (المادة 326مكرر.)2
كما يذكر الحصة المقررة من ثمن المبيع و التي تدفع بين يدي الموثق،2و طبقاً للمادة 256ف 1من
قانون التسجيل المعدلة بموجب قانون رقم 14-19المؤرخ في 11ديسمبر سنة 2019المتضمن قانون
المالية لسنة.20203فإنه ،يتم دفع لزوماً ُخمس ( )5/1من ثمن نقل الملكية.فإن كان الثمن مؤجال ،فإنه
الخمس حسب الفقرة 2من المادة.256
يتم عند كل أجل الدفع بين يدي الموثق إلى غاية بلوغ ُ
بعد ذكر البيانات وجب على الموثق قبل توقيع ذوي الشأن في العقد أن يتلو عليهم األحكام التشريعية
الخاصة بالضرائب ،و يقوم أيضاً بقراءة النص الكامل للعقد ليكونوا بدراية تامة بمحتواه ليتم بعد ذلك توقيع
الموثق و األطراف.
و بما أن عقد بيع العقار ال ينعقد إال بتوافر هذا الشكل الخاص فإن تخلف الشروط يؤدي إلى بطالن
التصرف بطالناً مطلقاً.
34
الفرع الثاني :وظيفة التوثيق في عقد البيع
-إتمام الركن الرابع من أركان بيع العقار و هو إفراغه في قالب توثيقي رسمي تطيقا للمادة 324مكرر1
من القانون المدني؛
-تمكين المتعاقدين من سند تنفيذي ألن العقد الرسمي عنوان للحقيقة فيما ورد أمام الموثق؛
-يعتبر ما ورد في العقد الموثق حجة على الكافة حتى يثبت تزويره و يعتبر نافذاً في كامل التراب
الوطني ،المادة 324مكرر 5؛
-تنبيه المتعاقدين إلى خطورة التصرف و االستفادة من نصائح الموثق و تأكده من صحة العقد الذي
يحرره؛
-أحكام عقد البيع ترتب بمجرد توثيق العقد ما عدا األثر العيني،فعقد البيع الموثق و قبل شهره في
المحافظة العقارية و إن كان ال ينقل الملكية إلى المشتري إال أنه ينشىء التزامات في ذمة طرفيه .
35