You are on page 1of 178

‫كلية الحقوق‬

‫جامعة عين شمس‬

‫األحكام العامة إلبرام العقود الحكومية‬

‫اإلدارية والمدنية‬
‫في ضوء أحكام قانون التعاقدات الحكومية الجديد رقم ‪ 283‬لسنة ‪ 3128‬والئحته‬
‫التنفيذية‬

‫دكتور محمد محمود سليم‬

‫كلية الحقوق‪ -‬جامعة عين شمس‬

‫‪0202-0202‬‬
‫مقدمة‬
‫منذ ابتكر البشر فكرة العقود كوسيمة قانونية تحدد إطار اتفاقاتيـ‬

‫ومضمونيا وآثارىا‪ ،‬ظمت ىذه الفكرة منحصرة في إطار القانوف المدني‪ .‬فكؿ‬

‫العقود بال استثناء تخضع ألحكاـ ىذا القانوف‪ ،‬وذلؾ بغض النظر عف‬

‫أشخاص المتعاقديف‪ ،‬وبالتالي كانت كافة العقود التي تبرميا الدولة أو أحد‬

‫أشخاصيا المعنوية تخضع لذات النظاـ القانوني والقضائي المطبؽ عمى باقي‬

‫العقود‪.‬‬

‫ولكف مع تحوؿ الدوؿ الحديثة عف تبنى فكرة الدولة الحارسة لصالح فكرة‬

‫الدولة المتدخمة في أغمب المجاالت‪ ،‬أصبح مف الضروري وضع قواعد حاكمة‬

‫لعقود اإلدارة تحديدا‪ ،‬حتى لو اختمفت ىذه القواعد عف مثيمتيا في القانوف‬

‫المدني‪.‬‬

‫ولذلؾ بدأ مجمس الدولة الفرنسي منذ مطمع القرف العشريف في تبني فكرة‬

‫التمايز بيف العقود المدنية بشكؿ عاـ وبعض العقود التي تبرميا اإلدارة‪ ،‬وأقر‬

‫لنفسو اختصاص نظر المنازعات الناشئة عف النوع الثاني مف العقود مع‬

‫تسميمو باختصاص القضاء العادي بنظر المنازعات الناشئة عف بقية العقود‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫كما أخضع تمؾ المنازعات التي أدخميا في واليتو لقواعد قضائية مغايرة‬

‫ألحكاـ القانوف المدني‪.‬‬

‫ولقد استند مجمس الدولة الفرنسي عند ابتكاره ليذا التمايز إلى فكرة‬

‫الصالح العاـ‪ ،‬حيث أف اإلدارة تستيدؼ مف تعاقداتيا تحقيؽ الصالح العاـ‪،‬‬

‫وبالتالي ال يكوف مف المالئـ إخضاع ىذه التعاقدات لقواعد القانوف المدني‪،‬‬

‫والتي وضعت لتنظيـ العالقة بيف أطراؼ يستيدفوف تحقيؽ مصالحيـ‬

‫الخاصة‪.‬‬

‫ولقد أسيمت الحربيف العالميتيف‪ ،‬وما نتج عنيما مف تغيرات سياسية‬

‫واقتصادية كبيرة‪ ،‬في تسميط الضوء عمى األىمية الكبرى لعقود اإلدارة‪ ،‬مما‬

‫دفع مجمس الفرنسي لمتوسع في إضفاء الصفة اإلدارية عمى كثير مف العقود‬

‫التي تبرميا الجيات اإلدارية‪.‬‬

‫أما في مصر‪ ،‬فقد صدر أوؿ قانوف بشأف مجمس الدولة خاليا مف أي‬

‫إشارة إلختصاص المجمس بنظر المنازعات الناشئة عف عقود اإلدارة‪ ،‬إال أف‬

‫ىذا الوضع تغير مع صدور القانوف الثاني لممجمس في عاـ ‪ 9191‬ـ‪ ،‬والذي‬

‫منح المجمس اختصاص النظر في منازعات بعض عقود اإلدارة وىي عقود‬

‫االمتياز واألشغاؿ العامة والتوريد اإلداري‪ .‬إال أف مجمس الدولة المصري لـ‬

‫‪3‬‬
‫يقؼ عند ىذا الحد‪ ،‬وبدأ في توسيع اختصاصو ليشمؿ عقودا إدراية أخرى‪،‬‬

‫عمى الرغـ مف عدـ النص عمييا في القانوف المذكور‪.‬‬

‫واقتناعا مف المشرع بصحة المسمؾ التوسعي الذي اتخذه مجمس الدولة‬

‫المصري‪ ،‬صدر قانوف مجمس الدولة رقـ ‪ 961‬لسنة ‪ 9111‬والذي منح‬

‫المجمس اختصاصا عاما بنظر كافة المنازعات الناشئة عف العقود اإلدارية‪.‬‬

‫ولقد ورد نفس الحكـ وبذات الصياغة في قانوف مجمس الدولة الحالي رقـ ‪94‬‬

‫لسنة ‪.9141‬‬

‫وبغض النظر عف ظروؼ نشأة وتطور فكرة العقود اإلدارية‪ ،‬فإننا قد‬

‫أصبحنا اآلف أماـ نظرية متكاممة لمعقود اإلدارية‪ ،‬تتقارب أحيانا مع النظرية‬

‫العامة لمعقود المدنية‪ ،‬وتتباعد عنيا في أحياف أخرى‪.‬‬

‫واذا كاف مف المستقر عميو عند دراسة نظرية العقود اإلدارية أف يتـ تقسيميا‬

‫إلى قسميف‪ :‬أما القسـ األوؿ فيختص بدراسة األحكاـ العامة العامة لمعقود‬

‫اإلدارية وطرؽ إبراميا‪ ،‬مع تخصيص القسـ الثاني لدراسة آثار تنفيذ ىذه‬

‫العقود‪ ،‬ولذلؾ سوؼ يقتصر ىذا البحث عمى دراسة القسـ األوؿ والمتعمؽ‬

‫باألحكاـ العامة لمعقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وعمى ذلؾ سوؼ نقوـ بتقسيـ ىذا المؤلؼ إلى ثالثة أبواب وفقا لمترتيب التالي‪:‬‬

‫الباب األوؿ‪ :‬معيار تمييز العقود اإلدارية عف عقود اإلدارة المدنية ونطاؽ‬

‫سرياف أحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬دراسة ألىـ أنواع العقود اإلدارية‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬األحكاـ العامة إلبراـ العقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب األول‬

‫معيار تمييز العقود اإلدارية عن عقود اإلدارة المدنية‬

‫ونطاق سريان أحكام قانون التعاقدات الحكومية‬

‫عمى الرغـ مف استقرار فكرة العقود اإلدارية وانتشارىا إال أف ذلؾ ال يعني‬

‫أف كافة العقود التي تبرميا اإلدارة تكتسب الصفة اإلدارية بشكؿ تمقائي‪ ،‬فقد‬

‫استقر الفقو والقضاء اإلداري عمى أف عقود اإلدارة تنقسـ إلى نوعيف‪ :‬أما النوع‬

‫األوؿ فيو العقود اإلدارية‪ ،‬وىذا النوع مف العقود يقع ضمف اختصاص القضاء‬

‫اإلداري كما يخضع ألحكاـ القانوف اإلداري ولممبادئ القانونية التي يقرىا‬

‫مجمس الدولة‪.‬‬

‫أما النوع الثاني مف العقود فيو عقود اإلدارة المدنية‪ ،‬ويختص القضاء‬

‫العادي بنظر المنازعات الناشئة عف ىذا النوع مف العقود‪ ،‬كما تختضع ىذه‬

‫المنازعات ألحكاـ القانوف المدني‪ .‬ومف ىنا تنبع أىمية تحديد معيار التفرقة‬

‫بيف ىذيف النوعيف مف عقود اإلدارة‪ ،‬حتى نستطيع تحديد القضاء المختص‬

‫بنظر المنازعات الناشئة عف العقد والنصوص القانونية واجبة التطبيؽ عمييا‪.‬‬

‫وىذا ما سوؼ نخصص الفصؿ األوؿ مف ىذا الباب لدراستو‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫واذا كاف المشرع المصري قد أصدر قانونا جديدا لتنظيـ التعاقدات‬

‫الحكومية تحت مسمى قانوف تنظيـ التعاقدات التي تبرميا الجيات العامة رقـ‬

‫‪ 981‬لسنة ‪ 1198‬ونص في ىذا القانوف عمى إلغاء قانوف المناقصات‬

‫والمزايدات رقـ ‪ 81‬لسنة ‪ ،9118‬فإنو مف الالزـ عمينا تحديد نطاؽ سرياف‬

‫أحكاـ القانوف الجديد‪ ،‬وسوؼ نخصص الفصؿ الثاني مف ىذا الباب ليذا‬

‫الغرض‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫معيار تمييز العقود اإلدارية عن عقود اإلدارة المدنية‬

‫كاف التمييز بيف عقود اإلدارة اإلدارية والمدنية مف الموضوعات التي‬

‫شيدت خالفا كبي ار سواء في الفقو أو القضاء اإلداري‪ ،‬إال أف االتجاه الغالب‬

‫قد ذىب في النياية إلى ضرورة أف يتوافر في العقد ثالثة عناصر حتى يمكف‬

‫االعتراؼ لو بالطبيعة اإلدارية‪ .‬أي أف المعيار المميز لمعقد اإلداري ىو معيار‬

‫ثالثي يقوـ عمى األسس التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أف تكوف اإلدارة طرفا في العقد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانيا‪ :‬أف يتصؿ العقد بمرفؽ عاـ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اتباع اإلدارة ألساليب القانوف العاـ عند إبراميا لمعقد‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫أن تكون اإلدارة طرفا في العقد‬

‫إف وجود اإلدارة كطرؼ في العقد أمر بدييي لكي يكتسب العقد الصفة‬

‫اإلدارية‪ ،‬فالعقود االدارية ىى – بطبيعتيا ‪ -‬طائفة مف عقود االدارة‪ ،‬وبالتالى‬

‫فإف العقد الذى ال يكوف أحد أشخاص القانوف العاـ طرفاً فيو ال يمكف وصفو‬

‫بأنو عقد إداري‪.‬‬

‫والمقصود بأشخاص القانوف العاـ األشخاص العامة اإلقميمية (الدولة‪،‬‬

‫المحافظة‪ ،‬المدينة‪ ،‬الحي‪ ،‬القرية) واألشخاص العامة المرفقية (الييئات‬

‫والمؤسسات العامة‪ ،‬والنقابات المينية‪ ،‬وأي جية أخرى منحيا القانوف‬

‫الشخصية االعتبارية العامة)‪.‬‬

‫ولكف ىؿ يمكف أف يكتسب العقد الصفة اإلدارية عمى الرغـ مف عدـ وجود‬

‫واإلجابة المنطقية والتقميدية ليذا التساؤؿ ىي نفي‬ ‫اإلدارة كطرؼ في العقد؟‬

‫الصفة اإلدارية عف العقد حتى لو كاف الغرض منو ىو تحقيؽ النفع العاـ‬

‫‪8‬‬
‫طالما لـ تكف اإلدارة طرفا في العقد‪ .‬إال أف التطور اإلقتصادي قد دفع‬

‫الحكومات إلشراؾ أشخاص القانوف الخاص في المشاريع ذات النفع العاـ‬

‫وادارة المرافؽ العامة‪ ،‬وكاف مف نتائج ىذا التطور إنشاء شركات اإلقتصاد‬

‫المختمط في فرنسا وشركات قطاع األعماؿ في مصر (الشركات القابضة‬

‫والشركات التابعة)‪.‬‬

‫وىذا النوع مف الشركات‪ ،‬وعمى الرغـ مف اعتباره مف أشخاص القانوف‬

‫الخاص‪ ،‬إال أف الدولة تمتمؾ جزء معتبر مف رأس ماليا‪ ،‬باإلضافة لخضوع‬

‫ىذه الشركات لرقابة الدولة‪ ،‬كما أف ىذه الشركات تستيدؼ تحقيؽ النفع العاـ‪،‬‬

‫مما دفع قطاع مف الفقو مؤيدا ببعض األحكاـ القضائية بأنو في حالة ثبوت‬

‫أف ىذا النوع مف الشركات قد أجرى التعاقد بإسـ ومصمحة الدولة‪ ،‬فإف الدولة‬

‫تعتبر طرفا في العقد‪ ،‬وبالتالي قد يصبح العقد إداريا في حالة توافر باقي‬

‫عناصر المعيار المميز لمعقود اإلدارية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثانى‬

‫اتصال العقد بمرفق عام‬

‫ال يكفي أف تكوف اإلدارة طرفا في العقد حتى يكتسب الصفة اإلدارية‪ ،‬فقد‬

‫تكوف اإلدارة طرفا في العقد ويكوف العقد مدنيا عمى الرغـ مف ذلؾ‪ ،‬وبالتالي‬

‫كاف مف الالزـ االستعانة بعناصر إضافية لمتمييز بيف عقود اإلدارة المدنية‬

‫واإلدارية‪.‬‬

‫ولقد أستقرت أحكاـ القضاء االدارى فى فرنسا ومصر عمى ضرورة توافر‬

‫شرط اتصاؿ العقد بمرفؽ عاـ بغض النظر عف نوع ىذا المرفؽ أو طبيعتو‬

‫إلسباغ الصفة االدارية عمى العقد‪ .‬ولكف موقؼ القضاء المصرى يختمؼ عف‬

‫موقؼ القضاء االدارى والفرنسي مف جانبيف‪:9‬‬

‫االتختاف األول‪ :‬يكتفى القضاء االدارى الفرنسى بتوافر ىذا الشرط فى العقود‬

‫التى تبرميا األشخاص المعنوية العامة إلضفاء الصفة االدارية عمييا بدوف‬

‫إستمزاـ شرط تضميف العقد شروطاً غير مألوفة فى مجاؿ عالقات القانوف‬

‫الخاص‪ .‬فإذا ثبت لممحكمة أف اإلدارة طرؼ في العقد باإلضافة التصاؿ العقد‬

‫‪9‬‬
‫راجع مؤلؼ أستاذنا الدكتور محمد سعيد أميف‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬ص ‪ 66‬وما بعدىا‬
‫عادؿ عبد الرحمف خميؿ‪ ،‬العقود الحكومية‪ ،‬ص ‪ 91‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫بمرفؽ عاـ‪ ،‬فإف العقد يعتبر إداريا بغض النظر عف مدى توافر العنصر‬

‫الثالث لممعيار المميز لمعقود اإلدارية والمتمثؿ في احتواء العقد عمى شروط‬

‫استثنائية أو غير مألوفة في نطاؽ العقود المدنية‪.‬‬

‫أما فى مصر‪ ،‬فإف القضاء االدارى ال يكتفي بتوافر الصمة بيف موضوع‬

‫العقد والمرفؽ العاـ‪ ،‬ويشترط احتواء العقد عمى شروط استثنائية أو غير مألوفة‬

‫في نطاؽ القانوف الخاص حتى يعترؼ لمعقد بالصفة اإلدارية‪.‬‬

‫االتختاف الثاني‪ :‬نظ ار الكتفاء القضاء اإلداري الفرنسي بتوافر شرط اتصاؿ‬

‫العقد بالمرفؽ العاـ لكي يعترؼ لو بالصفة اإلدارية‪ ،‬فإنو يشترط أف يكوف ىذا‬

‫االتصاؿ وثيقا‪ ،‬بمعنى أف يتعمؽ العقد بالنشاط األساسي لممرفؽ‪ .‬أما في‬

‫مصر‪ ،‬ونظ ار لعدـ اكتفاء القضاء اإلداري المصري بتوافر ىذا الشرط‬

‫لالعتراؼ لمعقد بالصفة اإلدارية واشتراطو توافر الشرط الثالث المتمثؿ في‬

‫احتواء العقد عمى شروط استثنائية‪ ،‬فإنو ال يتشدد في شرط اتصاؿ العقد‬

‫بالمرفؽ العاـ‪ ،‬ويكتفي بوجود االتصاؿ أي كانت درجتو حتى لو لـ يكف‬

‫اتصاال وثيقا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫اتباع اإلدارة ألساليب القانون العام عند إبراميا لمعقد‬

‫وىذا الشرط يعد شرطا حاسما فيما يتعمؽ بالتمييز بيف عقود اإلدارة المدنية‬

‫واإلدارية‪ ،‬فقد يتصؿ العقد بمرفؽ عاـ‪ ،‬ومع ذلؾ قد تتجو نية اإلدارة والمتعاقد‬

‫معيا إلى اتباع أساليب القانوف الخاص‪ ،‬مما يجعؿ العقد مدنيا‪ ،‬مما يخرجو‬

‫بالتالي مف والية القضاء اإلداري باإلضافة لخضوع المنازعات الناشئة عنو‬

‫ألحكاـ القانوف المدني‪.‬‬

‫وبالتالي فإنو في حالة الخالؼ حوؿ طبيعة العقد‪ ،‬أو في حالة عدـ‬

‫وضوح االتصاؿ بيف موضوع العقد والمرفؽ العاـ‪ ،‬يجب البحث عف مدى‬

‫احتواء العقد عمى شروط استثنائية أو غير مألوفة في نطاؽ القانوف الخاص‪،‬‬

‫حتى يمكف حسـ النزاع حوؿ طبيعة العقد‪ ،‬تأسيسا عمى أف احتواء العقد عمى‬

‫ىذه النوعية مف الشروط يأكد رغبة اإلدارة في اتباع أساليب القانوف العاـ عند‬

‫إبراميا لمعقد‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫* ماىية وصور الشروط االستثنائية أو غير المألوفة‪:‬‬

‫والمقصود بيذا الشروط ‪ -‬بصفتيا عامؿ مميز لمعقود اإلدارية – تمؾ‬

‫الشروط التي تمنح أحد الطرفيف المتعاقديف حقوقاً أو تحممو التزامات غريبة فى‬

‫طبيعتيا عف تمؾ التى يمكف أف يوافؽ عمييا مف يتعاقد فى نطاؽ القانوف‬

‫المدنى أو التجارى‪.‬‬

‫ومف تتبع اآلراء الفقيية التى تناولت صور الشروط االستثنائية والغير‬

‫مألوفة يمكننا تقسيـ ىذه الشروط الى طائفتيف كبيرتيف‪ ،‬ىما‪ :‬الشروط التى‬

‫تتسـ بطابع السمطة العامة وطائفة الشروط التى تخرج عمى المآلوؼ فى‬

‫تعاقدات األفراد‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الشروط التي تتسم بطابع السمطة العامة‪:‬‬

‫وىي الشروط التي تمنح االدارة سمطات استثنائية فى مواجية المتعاقد‬

‫معيا أو تمنح المتعاقد مع االدارة باعتباره نائبا عنيا بعض امتيازات السمطة‬

‫العامة فى مواجية الغير‪ ،‬وتتسـ ىذه الشروط بأنيا تعد باطمة إذا تضمنيا أحد‬

‫عقود القانوف الخاص‪ .‬فأشخاص القانوف العاـ وحدىـ يتمتعوف بامتيازات‬

‫‪23‬‬
‫السمطة العامة وبالتالي فإف ىذه االمتيازات ال يمكف استخداميا في نطاؽ‬

‫العقود المدنية‪ ،‬ومف أمثمة ىذه الشروط‪:‬‬

‫‪ -9‬الشروط التى تمنح لادارة إمتيازات فى مواجية المتعاقد معيا‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشروط التى تقرر لالدارة امتياز التنفيذ المباشر‪:‬‬

‫ومنيا سمطة اإلدارة فى توقيع الجزاءات االدارية عمى المتعاقد معيا بدوف‬

‫الحاجة لمجوء لمقضاء ودوف الحاجة الثبات وقوع الضرر‪ ،‬وكذلؾ حقيا فى‬

‫تعديؿ العقد أو فسخو بإرادتيا المنفردة ودوف حاجة لرضاء المتعاقد معيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشروط التى تمنح اإلدارة سمطة التدخؿ فى الشئوف الداخمية لممتعاقد دوف‬

‫داع يقتضيو العقد‪:‬‬

‫مثؿ الشرط الذي يبيح لإلدارة سمطة تعديؿ الييكؿ التنظيمي لمشركة المتعاقدة‬

‫معيا أو األمر بتصفيتيا‪ .‬أو الشرط الذي يسمح لإلدارة بالتدخؿ لتنظيـ عالقة‬

‫المتعاقد معيا بموظفيو وعمالو‪ ،‬كتنظيـ ساعات العمؿ وتحديد األجور‪ ،‬وغالبا‬

‫مايرد ىذا الشرط في عقود امتياز المرافؽ العامة‪ ،‬نظ ار لكوف المتعاقد مع‬

‫اإلدارة ممتزـ بإدارة مرفؽ عاـ‪ ،‬ويمارس إدارتو لممرفؽ مف خالؿ موظفيو‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫وبالتالي فإف عالقتو بموظفيو تؤثر بشكؿ مباشر عمى سير المرفؽ العاـ‪ ،‬مما‬

‫يبرر سمطة اإلدارة في التدخؿ بيف المتعاقد والموظفيف التابعيف لو‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط التي تمنح لممتعاقد مع اإلدارة بعض امتيازات السمطة العامة‪:‬‬

‫ومف أمثمة ىذه الشروط‪ :‬الشرط الذي يبيح لممتعاقد مع اإلدارة في عقود‬

‫األشغاؿ العامة سمطة االستيالء المؤقت عمى العقارات أو المنقوالت أو شغميا‬

‫مؤقتا في حالة عدـ التوصؿ التفاؽ مع مالؾ ىذه العقارات أو المنقوالت‪ ،‬إذا‬

‫كاف ذلؾ ضروريا مف أجؿ إتماـ األشغاؿ محؿ التعاقد‪ .‬كما قد تحتوي عقود‬

‫امتياز المرافؽ العامة عمى شروط تسمح لممتعاقد مع اإلدارة ممارسة سمطة نزع‬

‫الممكية لممنفعة العاـ‪ ،‬أو فرض رسوـ عمى المنتفعيف مف خدمات المرفؽ محؿ‬

‫االلتزاـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الشروط غير المألوفة في تعاقدات األفراد‪:‬‬

‫وعمى عكس الشروط التي تتسـ بطابع السمطة العامة والتي يستحيؿ أف‬

‫ترد في تعاقدات األفراد‪ ،‬فإف ىناؾ شروط أخرى وعمى الرغـ مف إمكانية‬

‫ورودىا في تعاقدات األفراد إال أف ذلؾ نادر الحدوث‪ ،‬وبالتالي فإف ورودىا في‬

‫التعاقدات الحكومية يدؿ عمى رغبة اإلدارة المتعاقدة في اتباع أساليب القانوف‬

‫‪25‬‬
‫العاـ عند التعاقد‪ ،‬مما يضفي الصفة اإلدارية عمى العقد‪ ،‬ومف أمثمة الشروط‬

‫غير المألوفة في نطاؽ تعاقدات األفراد‪:‬‬

‫‪ -9‬الشروط التى ال يمكف تفسيرىا أو تنفيذىا إال فى إطار مبادئ ونظريات‬

‫القانوف االدارى‪ ،‬ومف ىذه الشروط‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشروط التى تحيؿ إلى النظرية العامة لمعقود االدارية مثؿ األحكاـ المتعمقة‬

‫بإعادة التوازف المالى لمعقد‪ .‬حيث أف اكتفاء اإلدارة باإلحالة إلى أحكاـ وقواعد‬

‫النظرية العامة لمعقود اإلدارية بدال مف وضع شروط تفصيمية في العقد‪ ،‬يدؿ‬

‫عمى رغبة اإلدارة في إضفاء الصفة اإلدارية عمى العقد ويستبعد رغبتيا في‬

‫التعاقد المدني‪.‬‬

‫الشروط التى تجعؿ الفصؿ فى المنازعات الناشئة عف العقد مف‬ ‫ب‪-‬‬

‫إختصاص القضاء االدارى‪:‬‬

‫واذا كاف مف المسمـ بو فقيا وقضاء أف القواعد المنظمة لتحديد‬

‫االختصاص القضائي مدنياً كاف أو إدارياً ىى مف المسائؿ المتعمقة بالنظاـ‬

‫العاـ‪ ،‬وال يجوز لممتعاقديف االتفاؽ عمى مخالفتيا‪ ،‬إال أف احتواء العقد عمى بند‬

‫ينص عمى اختصاص محاكـ القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة عف‬

‫‪26‬‬
‫العقد يعد قرينة عمى رغبة اإلدارة في اتباع أساليب القانوف العاـ عند إبراـ‬

‫العقد‪ ،‬مما يسيؿ عمى القضاء حسـ النزاع حوؿ توافر الصفة اإلدارية لمعقد‬

‫مف عدمو‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلحالة إلى دفاتر الشروط العامة‪:‬‬

‫ودفاتر أو كراسات الشروط العامة ىي مجموعة مف الشروط المعدة سمفا‬

‫لطائفة معينة مف عقود اإلدارة‪ ،‬وتعتبر جزء مف العقد إذا تضمف العقد نصا‬

‫يقضي بذلؾ‪ .‬واإلحالة لكراسات الشروط العامة ال تعد دليال في حد ذاتيا عمى‬

‫نية اإلدارة في اتباع أساليب القانوف العاـ عند التعاقد‪ ،‬ولكنيا تعتبر كذلؾ إذا‬

‫احتوت ىذه الكراسات عمى شروط استثنائية أو غير مألوفة‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط التى تستيدؼ تحقيؽ الصالح العاـ‪:‬‬

‫وىي تمؾ الشروط التى ال تستيدؼ تحقيؽ مصالح خاصة بالمتعاقديف وال‬

‫يمكف تبريرىا إال في ضوء تحقيقيا لممصمحة العامة‪ .‬والمثاؿ األشير ليذه‬

‫الشروط ىو شرط االستبداؿ الذى ورد ضمف شروط عقود التأميف البحري التى‬

‫ينظميا قانوف ‪ 9194‬فى فرنسا‪ .‬وبمقتضى ذلؾ الشرط ال تمتزـ الدولة بدفع‬

‫مبمغ التأميف المستحؽ في حالة ىالؾ السفينة إال إذا تعيد مالؾ السفينة‬

‫‪27‬‬
‫باستخداـ قيمة التأميف في شراء سفينة أخرى‪ .‬فيذا الشرط ال يمكف تبريره إال‬

‫في ضوء اعتبارات الصالح العاـ المتمثمة فى الحفاظ عمى االسطوؿ البحرى‬

‫لمدولة الفرنسية‪ .‬وىذا الشرط وحده ىو الذى أسبغ عمى عقود التأميف البحرى‬

‫المبرمة وفقاً لقانوف ‪ 9194‬الطابع االدارى‪.9‬‬

‫وفي نياية حديثنا عف المعيار المميز لمعقود اإلدارية‪ ،‬يجب أف نعيد‬

‫التأكيد عمى االختالؼ الجوىري ما بيف القضاء اإلداري المصري ونظيره‬

‫الفرنسي فيما يتعمؽ بيذه المسألة‪ ،‬فبينما يشترط القضاء المصري توافر‬

‫العناصر الثالثة المكونة لمعيار التمييز حتى يعترؼ لمعقد بالصفة اإلدارية‪،‬‬

‫فإف القضاء اإلداري الفرنسي يكتفي بتوافر عنصريف فقط لكي يعترؼ لمعقد‬

‫بالصفة اإلدارية‪ ،‬فإما أف تكوف اإلدارة طرفا في العقد مع وجود اتصاؿ وثيؽ‬

‫بيف موضوع العقد والنشاط األساسي لممرفؽ‪ ،‬أو أف تكوف اإلدارة طرفا في‬

‫العقد مع احتوائو عمى شروط استنائية أو غير مألوفة بغض النظر عف مدى‬

‫اتصاؿ العقد بمرفؽ عاـ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫انظر ثورية لعيونى‪ ،‬معيار العقد االدارى – دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عيف‬
‫شمس ـ ‪ ،9184‬ص‪ 119-116‬مشار إليو لدى أستاذنا الدكتور عادؿ عبد الرحمف خميؿ‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫نطاق سريان أحكام قانون تنظيم التعاقدات الحكومية رقم ‪ 293‬لسنة‬

‫‪3129‬‬

‫نصت المادة الثالثة مف قانوف تنظيـ التعاقدات التي تبرميا الجيات‬

‫العامة عمى أنو " ُيمغى قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات الصادر بالقانوف‬

‫رقـ ‪ 81‬لسنة ‪ 9118‬واستثناء مف حكـ الفقرة السابقة تستمر العمميات التي تـ‬

‫طرحيا أو التعاقد عمييا بالفعؿ قبؿ تاريخ العمؿ بيذا القانوف خاضعة ألحكاـ‬

‫قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات المشار إليو‪ ،‬إلى حيف إتماـ تنفيذ‬

‫التعاقد‪.".‬‬

‫ووفقا ليذا النص تـ إلغاء العمؿ بنصوص قانوف المناقصات والمزايدات‬

‫والذي استمر العمؿ بو لمدة عشريف عاما‪ ،‬مع استبدالو بأحكاـ قانوف تنظيـ‬

‫التعاقدات التي تبرميا الجيات العامة‪ ،‬ليصبح ىذا القانوف بمثابة القانوف العاـ‬

‫لمتعاقدات الحكومية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وسوؼ نقوـ بتقسيـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف‪ ،‬عمى أف نخصص المبحث‬

‫األوؿ لبياف النطاؽ الزمني لتطبيؽ القانوف الجديد‪ ،‬بينما سنخصص المبحث‬

‫الثاني لبياف الجيات الخاضعة ألحكاـ ىذا القانوف‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫النطاق الزمني لتطبيق أحكام قانون التعاقدات الحكومية رقم ‪ 283‬لسنة‬


‫‪3128‬‬

‫إف األصؿ العاـ في تطبيؽ القانوف – أي قانوف – ىو أف القانوف‬

‫يصبح واجب التطبيؽ مف اليوـ التالي لنشره بالجريدة الرسمية أو مف التاريخ‬

‫الذي يحدده القانوف ذاتو لسرياف أحكامو‪.‬‬

‫واذا كاف األصؿ ىو بدأ سرياف أحكاـ القانوف الجديد عمى كؿ ما يقع بعد‬

‫نفاذه حتى لو كاف مترتبا عمى وقائع نشأت في ظؿ القانوف القديـ‪ ،‬وذلؾ‬

‫بيدؼ توحيد القواعد القانونية المطبقة عمى المراكز القانونية ذات الطبيعة‬

‫الواحدة‪ .‬إال أف ىناؾ استثناء عمى ىذا األصؿ‪ ،‬ويتمثؿ ىذا االستثناء في بقاء‬

‫المراكز التعاقدية الجارية خاضعة ألحكاـ القانوف القديـ الذي نشأت في ظمو‬

‫‪02‬‬
‫تمؾ المراكز العقدية مع استبعاد أحكاـ القانوف الجديد مف التطبيؽ عمى تمؾ‬

‫المراكز‪ ،‬وىو ما يسمى بمبدأ األثر المستمر لمقانوف القديـ‪ ،‬وذلؾ استنادا ألف‬

‫المراكز التعاقدية تخضع في نشأتيا وآثارىا لمبدأ سمطاف اإلرادة‪ ،‬حيث يظؿ‬

‫النظاـ القانوني الذي تعاقد الطرفاف في ظمو ووضعا أحكامو في اعتبارىما‬

‫وقت التعاقد ىو القانوف واجب التطبيؽ لحيف انتياء العقد‪ ،‬حتى لو تـ إلغاء‬

‫ىذا النظاـ القانوني أو تعديمو قبؿ انتياء العقد‪.‬‬

‫وتطبيقا لمبدأ األثر المستمر لمقانوف القديـ‪ ،‬فقد نصت المادة الثالثة مف‬

‫قانوف التعاقدات الحكومية الجديد عمى إلغاء أحكاـ قانوف تنظيـ المناقصات‬

‫والمزايدات رقـ ‪ 81‬لسنة ‪ ،9118‬مع استمرار العمؿ بأحكاـ ىذا القانوف‬

‫الممغي بالنسبة لمعمميات التي تـ طرحيا أو التعاقد عمييا قبؿ تاريخ العمؿ‬

‫بالقانوف الجديد‪ .‬وعمى ذلؾ فإف القانوف القديـ ال يسري فقط عمى العمميات‬

‫التي تـ التعاقد عمييا في ظمو‪ ،‬بؿ وتسري أحكامو أيضا عمى العمميات التي تـ‬

‫طرحيا لمتعاقد وتـ تقديـ عطاءات بشأنيا قبؿ إلغاء القانوف‪ ،‬حتى لو تـ التعاقد‬

‫بشكؿ نيائي بعد سرياف أحكاـ القانوف الجديد في الثاني مف نوفمبر مف عاـ‬

‫‪.1198‬‬

‫‪02‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫الجهات والهيئات الخاضعة ألحكام قانون التعاقدات الحكومية رقم ‪283‬‬


‫لسنة ‪3128‬‬

‫أخضع قانوف التعاقدات الحكومية الجديد بعض الجيات والييئات ألحكامو‬

‫عمى الرغـ مف عدـ خضوعيا ألحكاـ قانوف المناقصات والمزايدات الممغي‪،‬‬

‫وسوؼ نبيف في ىذا المبحث الجيات والييئات المشتركة بيف القانونيف‪ ،‬ثـ‬

‫نبيف الجيات المضافة في القانوف الجديد بعد ذلؾ‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫الجيات والييئات المشتركة بين القانونين الممغي والحالي‬

‫أخضع قانوف التعاقدات الحكومية الجديد ألحكامو كافة الجيات والييئات‬

‫التي كانت خاضعة ألحكاـ قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات الممغي‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬وحدات الجياز اإلداري لمدولة‪:‬‬

‫نصت المادة األولى مف قانوف التعاقدات الحكومية الجديد عمى خضوع‬

‫وحدات الجياز اإلداري لمدولة ألحكامو‪ ،‬ووفقا لنص المادة األولى تشمؿ‬

‫وحدات الجياز اإلداري لمدولة الو ازرات والمصالح العامة واألجيزة ذات‬

‫الموازنات الخاصة‪ ،‬إال أف ىذا التعداد ليس عمى سبيؿ الحصر‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫والى جانب لمو ازرات والمصالح العامة واألجيزة ذات الموازنات الخاصة‪،‬‬

‫توجد وحدات إدارية أخرى تابعة لمجياز اإلداري لمدولة مثؿ الوحدات المتعددة‬

‫(الجياز المركزي لمتعبئة واإلحصاء عمى سبيؿ المثاؿ) كما توجد وحدات‬

‫إدارية مستحدثة‪ ،‬تـ إدخاليا حديثا في التقسيـ التنظيمي لمجياز اإلداري لمدولة‬

‫مثؿ‪ :‬وحدات التخطيط االستراتيجي‪ ،‬ووحدات الدعـ التشريعي الموجودة في‬

‫أغمب فروع الجياز اإلداري في الوقت الحالي‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬وحدات اإلدارة المحمية‪:‬‬

‫كما كاف الحاؿ في ظؿ قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات الممغي‪،‬‬

‫أخضع القانوف الجديد العقود التي تبرميا وحدات اإلدارة المحمية ألحكامو‪.‬‬

‫ووفقا لنص المادة األولى مف قانوف اإلدارة المحمية رقـ ‪ 96‬لسنة ‪9141‬‬

‫يقصد بوحدات اإلدارة المحمية‪ :‬المحافظات والمراكز والمدف واألحياء والقرى‪،‬‬

‫ويكوف لكؿ منيا شخصية اعتبارية‪ ،‬ويتـ إنشاء ىذه الوحدات وتحديد‬

‫نطاقياوتغيير أسمائيا والغائيا وفقا ألحكاـ ىذا القانوف‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬الييئات العامة الخدمية واالقتصادية‬

‫‪03‬‬
‫والييئات العامة الخدمية ىي الييئات المنشئة في ظؿ قانوف الييئات‬

‫العامة رقـ ‪ 69‬لسنة ‪ 9166‬وىي ىيئات ال تيدؼ لتحقيؽ الربح‪ ،‬وتندرج‬

‫موازنتيا في الموازنة العامة لمدولة‪ ،‬مثؿ الييئات التعميمية وىيئات الدفاع‬

‫واألمف القومي إلخ‪.‬‬

‫أما الييئات العامة االقتصادية فيي مرافؽ عامة منحيا المشرع الشخصية‬

‫االعتبارية بغرض المساىمة في النشاط الصناعي واالقتصادي‪ ،‬وتستيدؼ‬

‫تحقيؽ الربح ولكف في طار تنفيذ السياسة العامة لمدولة وخطة التنمية‬

‫االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وقد حمت محؿ ىذه الييئات وشركاتيا شركات قطاع‬

‫األعماؿ القابضة والتابعة‪ ،‬وذلؾ بموجب قانوف شركات قطاع األعماؿ العاـ‬

‫رقـ ‪ 116‬لسنة ‪.9119‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫الجيات والييئات التي انفرد بيا القانون الجديد‬

‫أخضعت المادة األولى مف قانوف تنظيـ التعاقدات الحكومية الحالي بعض‬

‫الجيات ألحكاـ ىذا القانوف‪ ،‬عمى الرغـ مف عدـ النص عمييا في قانوف تنظيـ‬

‫المناقصات والمزايدات الممغي‪ ،‬وىذه الجيات ىي‪:‬‬

‫‪04‬‬
‫أوال‪ /‬الجيات التي تضميا الموازنة العامة لمدولة‬

‫لـ يكف قانوف المناقصات والمزايدات الممغي يخضع كافة الجيات الواردة‬

‫بالموازنة العامة ألحكامو‪ ،‬إال أف المادة األولى مف قانوف التعاقدات الحكومية‬

‫الحالي قد وضع قاعدة عامة مفادىا خضوع كافة الجيات الواردة بالموازنة‬

‫العامة ألحكامو‪ .‬ومف جانبنا نؤيد ىذا االتجاه التشريعي‪ ،‬وذلؾ ألف اليدؼ‬

‫األساسي مف وضع تنظيـ قانوني لمعقود الحكومية ىو المحافظة عمى الماؿ‬

‫العاـ‪ ،‬وكؿ الجيات الواردة بالموازنة العامة لمدولة تعد أمواليا أمواال عامة‪،‬‬

‫وبالتالي ال يوجد مبرر لمتفرقة بيف ىذه الجيات مف خالؿ إخضاع بعضيا‬

‫ألحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية دوف البعض اآلخر‪.‬‬

‫إال أنو يجب عمينا مالحظة أف القانوف قد عاد وصرح بأف أحكامو ال تطبؽ‬

‫عمى الجيات الحكومية التي تضمنت القوانيف أو الق اررات الصادرة بإنشائيا‬

‫أحكاما خاصة بتعاقداتيا‪ .‬وبالتالي فإف القاعدة العامة وفقا لمقانوف الحالي ىي‬

‫خضوع كافة الجيات المدرجة في الموازنة العامة ألحكاـ قانوف التعاقدات‬

‫الحكومية الحالي ما عدا الجيات التي تضمف قانوف أو قرار إنشائيا أحكاـ‬

‫تعاقدية خاصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الوحدات ذات الطابع الخاص التابعة لمجيات سالفة الذكر‬

‫‪05‬‬
‫والوحدات ذات الطابع الخاص ىي وحدات تابعة إلحدى الجيات العامة‬

‫إال أنيا تتمتع بإدارة تنفيذية مستقمة وقواعد إدارية ومالية مختمفة إلى حد ما‬

‫عف الجية األـ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬الصناديؽ الخاصة باستثناء صناديؽ الرعاية االجتماعية التي تعتمد في‬

‫تمويميا بصفة أساسية عمى اشتراكات األعضاء‬

‫والصناديؽ الخاصة ىي أوعية مالية موازية في الو ازرات أو الييئات‬

‫العامة‪ ،‬وتنشأ بقرار جميوري‪ ،‬لتستقبؿ حصيمة الخدمات والدمغات والغرامات‬

‫وغير ذلؾ مف الموارد لتحسيف الخدمات التي تقدميا الييئات العامة‪ ،‬ىذه‬

‫الحصيمة ال تدخؿ إلى خزينة الدولة وال عالقة لمموازنة العامة بيا‪ ،‬وبالتالي ال‬

‫يناقشيا مجمس الشعب‪ ،‬ولكنيا تخضع لرقابة الجياز المركزي لممحاسبات‪.‬‬

‫وىذه ىي المرة األولى التي يتـ فييا إخضاع ىذه الصناديؽ ألحكاـ‬

‫القوانيف المنظمة لمتعاقدات الحكومية‪ .‬وىذا مسمؾ محمود مف قبؿ المشرع‪،‬‬

‫حيث أف األمواؿ الموجودة في ىذه الصناديؽ مقتطعة مف الرسوـ والدمغات‬

‫والغرامات التي يدفعيا المواطنوف المتعامموف مع الجية العامة التي يتبعيا‬

‫الصندوؽ باإلضافة ألف أمواؿ ىذه الصناديؽ مخصصة لتحسيف خدمات‬

‫الجية العامة التي تتبعيا‪ ،‬وبالتالي فإف إخضاع تعاقدات ىذه الصناديؽ لقواعد‬

‫‪06‬‬
‫التعاقد الحكومي ىو أمر منطقي ويتناسب مع مصدر ىذه األمواؿ واليدؼ مف‬

‫تحصيميا‪.‬‬

‫أما استثناء التعاقدات الخاصة بصناديؽ الرعاية االجتماعية التي تعتمد‬

‫في تمويميا بصفة أساسية عمى اشتراكات اعضائيا مف الخضوع ألحكاـ قانوف‬

‫التعاقدات الحكومية‪ ،‬فيو استثناء منطقي بدوره‪ ،‬فاألمواؿ الموجودة في ىذه‬

‫الصناديؽ تـ تحصيميا مف اشتراكات المتعاقديف كما أنيا مخصصة لتقديـ‬

‫الرعاية ليؤالء األعضاء دوف غيرىـ‪ ،‬وبالتالي فمف األفضؿ عدـ تقييد ىذه‬

‫الصناديؽ بنفس القواعدة الحاكمة لمتعاقدات الحكومية‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫الباب الثاني‬

‫أىم الصور العقود اإلدارية‬

‫ال يمكف حصر كافة صور العقود اإلدارية‪ ،‬فكؿ عقد تبرمو اإلدارة‬

‫وتتوافر فيو العناصر األساسية المميزة لمعقود اإلدارية ‪ -‬والتي سبؽ أف‬

‫تعرضنا ليا خالؿ دراستنا لمعيار تمميز العقود اإلدارية – يعد عقدا إداريا‪.‬‬

‫وسوؼ نكتفي في ىذا الباب بدراسة أىـ صور العقود اإلدارية وأكث ار شيوعا‬

‫في العمؿ‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -9‬عقد مقاولة األشغاؿ العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬عقد امتياز المرافؽ العامة‪.‬‬

‫‪ -6‬عقد التوريد‪.‬‬

‫‪ -9‬عقد النقؿ‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫الفصل األول‬

‫عقد األشغال العامة‬

‫يمكف تعريؼ عقد األشغاؿ العامة بأنو اتفاؽ بيف جية االدارة وأحد األفراد‬

‫أو الشركات عمى القياـ ببناء أو ترميـ أو صيانة عقارات لحساب شخص‬

‫معنوى عاـ‪ ،‬وبقصد تحقيؽ منفعة عامة فى نظير المقابؿ المتفؽ عميو ووفقاً‬

‫لمشروط الواردة بالعقد‪.9‬‬

‫ومف أجؿ دراسة عقد األشغاؿ بشكؿ كافي‪ ،‬سوؼ نقوـ بتقسيـ ىذا الفصؿ‬

‫إلى عدة مباحث‪ ،‬عمى أف نتناوؿ عناصر ىذا العقد في المبحث األوؿ‪ ،‬ثـ‬

‫نتعرض لبياف التزامات المقاوؿ في المبحث الثاني‪ ،‬أما شروط واجراءات تسميـ‬

‫األعماؿ المتفؽ عمييا فسوؼ نخصص ليا المبحث الثالث‪ ،‬وأخي ار سوؼ‬

‫نستعرض الجزاءات التي تممكيا االدارة فى مواجية المقاوؿ المقصر في‬

‫المبحث الرابع وذلؾ في ضوء أحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية الجديد رقـ‬

‫‪ 981‬لسنة ‪ 1198‬والئحتو التنفيذية‪.‬‬

‫‪ 9‬ارجع أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى‪ ،‬األسس العامة لمعقود االدارية‪ ،‬طبعة ‪،9119‬‬
‫ص‪.911‬‬

‫‪09‬‬
‫المبحث األول‬

‫عناصر عقد األشغال العامة‬

‫مف المسمـ بو فقيا وقضاء سواء فى مصر أو فرنسا أف العقد ال يعتبر‬

‫مف عقود مقاوالت األشغاؿ العامة إال إذا توافرت فيو ثالث عناصر أساسية‪،‬‬

‫ىى‪:‬‬

‫‪ -9‬أف يكوف محؿ األشغاؿ العامة عقا ار‪.‬‬

‫‪ -1‬أف تتـ األشغاؿ العامة لحساب شخص اعتبارى عاـ‪.‬‬

‫‪ -6‬أف يكوف الغرض مف القياـ باألشغاؿ العامة تحقيؽ النفع العاـ‪.‬‬

‫وسنتناوؿ ىذه الشروط بالشرح فيما يمى‪:‬‬

‫أوال‪ -‬أن يكون محل األشغال العامة عقا ار‪:‬‬

‫فال يمكف أف تكوف المنقوالت ميما بمغت قيمتيا أو ضخامتيا محال لعقد‬

‫األشغاؿ العامة‪ ،‬حيث أف فكرة المقاولة في حد ذاتيا سواء كانت مدنية أو‬

‫إدارية ترتبط بالعقارات دوف المنقوالت‪ ،‬ولذلؾ فقد رفض القضاء اإلداري‬

‫‪32‬‬
‫اعتبار عقود بناء وصيانة السفف والطائرات وحامالت الطائرات مف قبيؿ عقود‬

‫االشغاؿ العامة‪.‬‬

‫والفيصؿ فى تحديد طبيعة محؿ العقد إذا كاف عقا اًر أـ منقوالً ىو قواعد‬

‫القانوف المدنى‪ .‬ولذلؾ يعتبر العقد مف عقود األشغاؿ العامة إذا ورد عمى‬

‫عقار بالتخصيص‪ .‬والعقارات بالتخصيص ىي منقوالت بطبيعتيا‪ ،‬ولكنيا‬

‫مخصصة لخدمة عقار معيف بذاتو‪ .‬وعمى سبيؿ المثاؿ فإف العقود التي يكوف‬

‫محميا إقامة أو صيانة الكابالت التميفونية وكابالت االنترنت أوتركيب وصيانة‬

‫أجيزة التكييؼ والتدفئة فى المبانى العامة تعد مف قبيؿ عقود األشغاؿ العامة‬

‫عمى الرغـ مف أنيا ترد عمى منقوؿ بطبيعتو إال أنو مخصص لخدمة عقار‪.9‬‬

‫ثانيا‪ -‬أن تتم األشغال العامة لحساب شتخص اعتبارى عام‪.‬‬

‫ال يمكف اعتبار عقد المقاولة مف قبيؿ عقود األشغاؿ العامة إال إذا تمت‬

‫األشغاؿ لحساب ومصمحة أحد أشخاص القانوف العاـ‪ ،‬إال أف ذلؾ ال يعني‬

‫بالضرورة أف يكوف العقار محؿ العقد ممموكا ليذا الشخص‪ .‬حيث يمكف‬

‫‪9‬‬
‫راجع أستاذنا الدكتور محمد سعيد أميف‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬ص ‪ .919‬وراجع أيضا أستاذنا‬
‫الدكتور عادؿ خميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪32‬‬
‫اعتبار العمؿ قد تـ لحساب ومصمحة شخص عاـ حتى ولو لـ يكف مالكا‬

‫لمعقار‪ ،‬وذلؾ في حالتيف‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا مارس الشخص االعتبارى العاـ إشرافاً ورقابة دقيقة عمى‬

‫األعماؿ موضوع العقد‪.‬‬

‫أما إذا اكتفت اإلدارة بالتدخؿ كوسيط بيف المقاوؿ ومالؾ العقار أو اكتفت‬

‫بتقديـ المساعدة في إتماـ األشغاؿ فإف األمر ال يصؿ لمرتبة أف تكوف ىذه‬

‫األشغاؿ لحسابيا ومصمحتيا‪ ،‬وبالتالي ال يمكف اعتبار العقد مف عقود‬

‫األشغاؿ العامة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتـ تكييؼ العقد عمى أنو مف عقود المقاولة‬

‫المدنية‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أف يكوف ىناؾ اتفاؽ عمى نقؿ ممكية العقار محؿ الشغؿ إلى‬

‫اإلدارة فى تاريخ محدد‪.9‬‬

‫ثالثا‪ -‬أن يكون الغرض من القيام باألشغال العامة تحقيق النفع العام‪.‬‬

‫ولقد شيد ىذا العنصر تطو ار ممحوظا‪ ،‬ففي البداية كاف القضاء اإلداري‬

‫الفرنسي يربط بيف عقد األشغاؿ العامة والعقارات الممموكة لمدولة ممكية عامة‬

‫‪9‬‬
‫لمتوسع في ىذا الموضوع ارجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬‬
‫ص‪ 61‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫(الدوميف العاـ) دوف عقارتيا الممموكة ممكية خاصة (الدوميف الخاص) وبعد‬

‫ذلؾ تخمى عف ىذا الربط‪ ،‬وأصبح عقد األشغاؿ العامة مرتبطا بمدى اتصاؿ‬

‫ىذه األشغاؿ بالمرفؽ العاـ‪ ،‬إال أف ىذا الربط لـ يستمر‪ ،‬وأصبحت فكرة تحقيؽ‬

‫النفع العاـ مستقمة عف فكرة المرافؽ العامة وذلؾ وفقا لمتفصيؿ اآلتي‪:‬‬

‫‪ -9‬إرتبطت األشغاؿ العامة فى البداية بالدوميف العاـ مما أدى إلى قصر‬

‫مفيوـ األشغاؿ العامة عمى العقارات التى تدخؿ فى نطاؽ الدوميف العاـ‪،‬‬

‫مثؿ‪ :‬الطرؽ والموانئ والسكؾ الحديدية بحيث تنتفى الصفة االدارية عف عقود‬

‫األشغاؿ التى تجرى عمى عقارات تدخؿ فى نطاؽ الممكية الخاصة لمدولة‪ .‬إال‬

‫أف القضاء اإلداري الفرنسى فصؿ بيف الفكرتيف‪ ،‬واعترؼ بالصفة االدارية‬

‫ألعماؿ الصيانة التى تتـ عمى عقارات ممموكة لمدولة بقصد تحقيؽ النفع العاـ‬

‫حتى لو كانت ىذه الممكية مف قبيؿ الممكية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬وفي فترة الحقة إرتبط عنصر تحقيؽ النفع العاـ بالمرافؽ العامة‪ ،‬أي أف‬

‫األشغاؿ التى تنفذ عمى عقارات مخصصة لمرفؽ عاـ تعتبر أشغاال عامة‪،‬‬

‫حتى ولو كانت داخمة فى نطاؽ الممكية الخاصة لمدولة أو كانت غير ممموكة‬

‫لالدارة‪ .‬أما إذا كانت العقارات محؿ الشغؿ غير مخصصة لمرفؽ عاـ فال‬

‫يمكف اعتبارىا أشغاال عامة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫إال أف مجمس الدولة قاـ بالفصؿ بيف الفكرتيف‪ ،‬فاعترؼ بصفة األشغاؿ‬

‫العامة ألعماؿ تمت عمى عقارات غير مخصصة لمرافؽ عامة‪ .‬مف ذلؾ حكـ‬

‫‪ 91‬يونيو ‪ 9119‬الذى قضى بإعتبار أعماؿ الصيانة المتعمقة بإحدى الكنائس‬

‫مف قبيؿ األشغاؿ العامة‪ ،‬عمى الرغـ مف أف دور العبادة ال تعتبر مرافؽ عامة‬

‫في فرنسا‪.‬‬

‫وبذلؾ لـ تعد فكرة األشغاؿ العامة مقصورة عمى العقارات المخصصة‬

‫لممرافؽ العامة‪ ،‬بؿ إمتدت لتشمؿ كافة األعماؿ التى يتـ تنفيذىا لحساب‬

‫شخص إعتبارى عاـ وبيدؼ تحقيؽ النفع العاـ‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف التوسع الذى أضفاه مجمس الدولة عمى مفيوـ النفع العاـ‪،‬‬

‫فإنو لـ يعترؼ بصفة األشغاؿ العامة لمعقود التى تتـ لمصمحة األفراد حتى ولو‬

‫حققت النفع العاـ بشكؿ تبعي‪ .‬كما أف المصمحة المالية لإلدارة ال تعد مف‬

‫قبيؿ النفع العاـ في نطاؽ عقد األشغاؿ عمى األقؿ‪ ،‬وبالتالي إذا استيدفت‬

‫االدارة أغراضاً عديدة مف بينيا المصمحة المالية لمدولة فإف عمى القضاء‬

‫البحث عف الباعث الرئيسى لمتعاقد‪ .‬فإذا تبيف أف ىدؼ االدارة الرئيسى ىو‬

‫تحقيؽ النفع العاـ أعتبرت األعماؿ اشغاالً عاماً حتى ولو حققت مصمحة مالية‬

‫تبعية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المبحث الثانى‬

‫تسميم األشغال العامة‬

‫بعد أف ينيي المتعاقد مع اإلدارة كافة األشغاؿ المنصوص عمييا في‬

‫العقد‪ ،‬باإلضافة لألعماؿ اإلضافية أو التعديالت التي طمبتيا اإلدارة خالؿ‬

‫مرحمة التنفيذ‪ ،‬تأتي مرحمة تسميـ األشغاؿ العامة لمجية اإلدارية المتعاقدة‪.‬‬

‫ولقد نظمت الالئحة التنفيذية لمقانوف الجديد رقـ ‪ 981‬لسنة ‪ 1198‬شروط‬

‫واجراءات تسميـ األشغاؿ المتفؽ عمييا فى عقود األشغاؿ العامة‪ ،‬وربطت‬

‫الالئحة بيف الوفاء بكامؿ الثمف وتسميـ األعماؿ المتعاقد عمييا لجية االدارة‪.‬‬

‫وقد ميزت الالئحة بالنسبة لالجراءات واآلثار القانونية بيف التسميـ المؤقت‬

‫والتسميـ النيائى لألعماؿ المتعاقد عمييا وذلؾ وفقا لمتفصيؿ التالى‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬التسميم المؤقت لألعمال المتعاقد عمييا‪:‬‬

‫ىو ما يعرؼ فى العمؿ بالتسميـ االبتدائي ويتـ عقب االنتياء مف األعماؿ‬

‫المتفؽ عمييا مباشرة‪ ،‬ويترتب عميو بدء سرياف فترة ضماف األعماؿ التى تـ‬

‫تسميميا مف العيوب الظاىرة والخفية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 998‬مف الالئحة التنفيذية إجراءات وشروط التسميـ المؤقت‬

‫عمى النحو التالى‪:‬‬

‫‪ -9‬بمجرد إتماـ العمؿ يجب عمى المقاوؿ إخالء الموقع مف جميع المواد‬

‫واألتربة والبقايا وأف يميده‪ ،‬واال كاف لجية االدارة الحؽ فى إزالة األتربة‬

‫عمى حسابو واخطاره كتابةً بذلؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬يتـ إجراء المعاينة لألعماؿ فى الموعد الذى تحدده جية االدارة وبعد‬

‫إخطار المقاوؿ بو‪.‬‬

‫‪ -6‬يتـ تحرير محضر التسميـ المؤقت بعد إتماـ المعاينة‪ ،‬ويوقعو كؿ مف‪:‬‬

‫المقاوؿ أو مف يوكمو بموجب توكيؿ مصدؽ عميو ومندوبي جية االدارة‬

‫الذيف يخطر المقاوؿ بأسمائيـ‪ .‬ويكوف ىذا المحضر مف أربع نسخ‪ ،‬تسمـ‬

‫إحداىا لممقاوؿ‪ .‬وفى حالة عدـ حضوره أو مندوبو فى الميعاد المحدد‪ ،‬تتـ‬

‫المعاينة ويوقع المحضر مف مندوبى جية االدارة وحدىـ‪.‬‬

‫‪ -9‬إذا ظير مف المعاينة أف العمؿ لـ ينفذ عمى الوجو األكمؿ يتـ إثبات‬

‫ذلؾ فى المحضر ويؤجؿ التسميـ إلى أف يتضح أف األعماؿ قد تمت بما‬

‫‪36‬‬
‫يطابؽ الشروط مع عدـ اإلخالؿ بمسئولية المقاوؿ طبقاً ألحكاـ القانوف‬

‫المدنى‪.‬‬

‫ووفقا لالئحة التنفيذية لقانوف التعاقدات الحكومية ولممبادئ المستقرة لدى‬

‫القضاء اإلداري المصري‪ ،‬فإف إتماـ التسميـ المؤقت يرتب النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .9‬يؤدى التسميـ المؤقت لألعماؿ المتعاقد عمييا إلى بدء سرياف فترة‬

‫ضماف األعماؿ مف العيوب الظاىرة والخفية والتى يعقب إنتياؤىا‬

‫التسميـ النيائى لألعماؿ‪.‬‬

‫‪ .1‬يتحدد موعد بدء سرياف فترة الضماف مف تاريخ إخطار المقاوؿ لجية‬

‫االدارة بإستعداده لمتسميـ المؤقت‪ ،‬وليس مف تاريخ المعاينة الفعمية‬

‫وقبوؿ األعماؿ مف جانب مندوبى جية االدارة‪.‬‬

‫‪ .6‬ووفقا لممادة ‪ 991‬مف الالئحة التنفيذية لمقانوف‪ ،‬فإف مدة ضماف‬

‫المقاوؿ لألشغاؿ العامة ىي سنة واحدة مف تاريخ التسميـ المؤقت‪،‬‬

‫وذلؾ دوف اإلخالؿ بمدة الضماف المنصوص عمييا فى القانوف‬

‫المدنى أو أى قانوف آخر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ومدة الضماف المنصوص عمييا فى المادة ‪ 619‬مف التقنيف المدنى تبمغ‬

‫عشر سنوات مف تاريخ التسميـ النيائى‪ .9‬وتسقط دعوى الضماف بإنقضاء‬

‫ثالث سنوات مف حصوؿ التيدـ أو انكشاؼ العيب الخفي‪.‬‬

‫ووفقاً لقواعد القانوف المدنى فإف المقاوؿ والميندس مسئوالف عف صالحية‬

‫المبانى والمنشآت التى أقاموىا لمدة عشر سنوات واغفاؿ النص عمى ذلؾ فى‬

‫عقد األشغاؿ العامة ال يخمى مسئوليتيما أماـ جية االدارة‪.‬‬

‫‪ .9‬ال يغطى ضماف التسميـ المؤقت لألعماؿ األضرار التى تحدث لألعماؿ‬

‫أثناء فترة الضماف بخطأ مف االدارة أو بسبب القوة القاىرة فإذا أقامت جية‬

‫االدارة مثالً بإسكاف المتضرريف مف زلزاؿ فى مدرسة جديدة قاـ المقاوؿ‬

‫بتسميميا تسميماً مؤقتاً‪ ،‬فإنو ال يكوف مسئوالً عف إصالح األضرار الناجمة عف‬

‫سوء إستعماؿ المدرسة كمكاف مؤقت لإليواء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وفقا لممادتيف ‪ 619‬و ‪ 619‬مف التقنيف المدنى المصرى يتحمؿ الميندس المعمارى‬
‫والمقاوؿ متضامنيف ما يحدث خالؿ عشر سنوات مف تيدـ كمى أو جزئى فيما شيدوه مف‬
‫مباف أو أقاموه مف منشآت ثابتة أخرى وذلؾ ولو كاف التيدـ ناشئاً عف عيب فى األرض‬
‫ذاتيا‪ .‬أو كاف رب العمؿ قد أجاز اقامة المنشآت المعيبة‪ ،‬مالـ يكف المتعاقداف فى ىذه‬
‫الحالة قد أرادا أف تبقى ىذه المنشآت مدة أقؿ مف عشر سنوات‪ .‬ويشمؿ الضماف‬
‫المنصوص عميو فى الفقرة السابقة ما يوجد فى المبانى والمنشآت مف عيوب يترتب عمييا‬
‫تيديد متانة البناء وسالمتو"‬

‫‪38‬‬
‫‪ .1‬ال يترتب عمى التسميـ المؤقت لألعماؿ إنتقاؿ ممكيتيا إلى جية االدارة‪،‬‬

‫فالممكية ال تنتقؿ إال بعد إتماـ التسميـ النيائى‪ .‬ويترتب عمى ذلؾ أف المقاوؿ‬

‫يتحمؿ تبعة المخاطر التى تتعرض ليا األعماؿ خالؿ الفترة بيف التسميـ‬

‫المؤقت والتسميـ النيائى‪ ،‬مالـ ينص العقد عمى خالؼ ذلؾ‪.9‬‬

‫‪ .6‬بعد إتماـ التسميـ المؤقت لألعماؿ تقوـ جية االدارة بتحرير الكشوؼ‬

‫الختامية بقيمة جميع األعماؿ التى تمت فعالً‪ ،‬ويصرؼ لممقاوؿ عقب ذلؾ‬

‫مباشرة ما يستحقو بعد خصـ المبالغ التى سبؽ صرفيا عمى الحساب أو أية‬

‫مبالغ أخرى مستحقة عميو‪.‬‬

‫‪ .4‬ووفقا لممادة ‪ 998‬مف الالئحة التنفيذية‪ ،‬بعد إتماـ التسميـ المؤقت يرد‬

‫لممقاوؿ – إف لـ توجد قبمو مطالبات لمجية المتعاقدة أو ألية مصمحة حكوميو‬

‫– ما زاد مف قيمة التأميف النيائى عمى النسبة المحددة مف قيمة األعماؿ التى‬

‫تمت فعالً وتحتفظ الجية المتعاقدة بيذه النسبة لحيف إنتياء مدة الضماف‬

‫واتماـ التسميـ النيائى‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬التسميم النيائى لألعمال المتعاقد عمييا‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬خميس اسماعيؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪666‬‬

‫‪39‬‬
‫ويمكف تعريؼ التسميـ النيائى لألعماؿ بأنو اإلجراء الذى تعترؼ بمقتضاه‬

‫جية االدارة بأف المقاوؿ المتعاقد معيا قد قاـ بتنفيذ كافة األعماؿ المطموبة‬

‫منو وفقاً لممواصفات وبحالة جيدة‪ ،‬وبموجب التسميـ النيائى تنتقؿ ممكية‬

‫األعماؿ التى تـ تنفيذىا إلى جية االدارة بشكؿ نيائي‪.‬‬

‫ولقد تولت المادة ‪ 911‬مف الالئحة التنفيذية تنظيـ شروط وآثار التسميـ‬

‫المؤقت‪ ،‬وفقا لمتفصيؿ اآلتي‪:‬‬

‫‪ -9‬قبؿ إنتياء مدة الضماف المؤقت بوقت مناسب ُيخطر المقاوؿ جية‬

‫االدارة كتابةً لكى تقوـ بتحديد موعد لممعاينة‪ ،‬ويتـ إجراء المعاينة فى‬

‫الموعد المحدد بمعرفة مندوبى جية االدارة‪ ،‬وفى حضور المقاوؿ أو‬

‫مندوبو الرسمى‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا أظيرت المعاينة أف المقاوؿ لـ يقـ بتنفيذ بعض االلتزامات المطموبة‬

‫منو‪ ،‬يتـ تأجيؿ التسميـ النيائى لحيف قيامو بما يطمب منو مف أعماؿ مع‬

‫عدـ االخالؿ بمسئوليتو طبقاً ألحكاـ القانوف المدنى أو أي قوانيف أخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا أظيرت المعينة أف األعماؿ مطابقة لممواصفات وبحالة جيدة‪ ،‬يتـ‬

‫تسمميا نيائياً بموجب محضر مف أصؿ وأربع صور يوقعو كؿ مف جية‬

‫‪42‬‬
‫االدارة والمقاوؿ أو مندوبو الرسمى وتعطى لممقاوؿ صورة منو‪ ،‬عمى أف يتـ‬

‫إيداع األصؿ لدى اإلدارة المالية لمجية اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -9‬وبعد إتماـ التسميـ النيائى يدفع لممقاوؿ ما قد يكوف مستحقاً لو مف‬

‫مبالغ ويرد إليو التأميف النيائى أو ما تبقى منو‪.‬‬

‫وبانتياء عممية التسميـ النيائى ال تممؾ اإلدارة تكميؼ المقاوؿ بأى عمؿ‬

‫مف األعماؿ اإلضافية‪ ،‬نظ ار النتياء الرابطة العقدية‪ ،‬إال أف لالدارة مطالبة‬

‫المقاوؿ بالتعويض عف العيوب الخفية التى تظير خالؿ مدة التقادـ العشري‬

‫المنظمة في المواد (‪ 694‬إلى ‪ )619‬مف القانوف المدني‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫سمطة اإلدارة فى توقيع جزاءات عمى المقاول المقصر‬

‫كقاعدة عامة في نطاؽ العقود اإلدارية‪ ،‬تتمتع اإلدارة المتعاقدة بسمطة‬

‫توقيع جزاءات عمى المتعاقد معيا‪ ،‬دوف الحاجة لمجوء لمقضاء‪ ،‬وذلؾ بموجب‬

‫تمتعيا بامتيازات السمطة العامة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ونظ ار ألىمية عقود األشغاؿ العامة‪ ،‬وارتباطيا الوثيؽ بأنشطة المرافؽ‬

‫العامة وتأثيرىا عمى سير ىذه المرافؽ بانتظاـ‪ ،‬فقد اىتـ المشرع بتنظيـ‬

‫الجزاءات التي يحؽ لإلدارة توقيعيا عمى المقاوؿ المقصر خالؿ مراحؿ تنفيذ‬

‫العقد‪.‬‬

‫وسوؼ نتعرض في ىذا المبحث ألنواع الجزاءات التى تممكيا االدارة فى‬

‫مواجية المقاوؿ المقصر وفقاً ألحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية والئحتو‬

‫التنفيذية‪ ،‬وما أستقر عميو الفقو والقضاء اإلدارى فى ىذا الشأف‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫الجزاءات المالية‬

‫تممؾ اإلدارة توقيع بعض الجزاءات المالية عمى المقاوؿ المقصر‪ ،‬وىذه‬

‫الجزاءات وفقا لقانوف التعاقدات الحكومية والئحتو التنفيذية ىي‪ :‬غرامات‬

‫التأخير‪ ،‬ومصادرة التأميف النيائى‪ ،‬والتعويضات‪ .‬وسنتناوؿ كؿ منيا فيما يمى‪:‬‬

‫‪ -2‬غرامات التأتخير‪:‬‬

‫ووفقا لما استقرت عميو أحكاـ مجمس الدولة‪ ،‬يمكف تعريؼ غرامات‬

‫التأخير فى العقود االدارية بأنيا مبالغ مالية محددة سمفاً فى العقد أو فى دفتر‬

‫‪40‬‬
‫الشروط الممحؽ بو‪ ،‬ويتحمميا المتعاقد مع االدارة فى حالة تأخره عف التنفيذ‪،‬‬

‫ودوف حاجة الثبات وقوع ضرر لإلدارة‪ ،‬وبدوف الحاجة لمجوء لمقضاء‪ ،‬حيث‬

‫أف الضرر فى ىذه الحالة مفترض افتراضاً غير قابؿ الثبات العكس‪.‬‬

‫ووفقا لممادة ‪ 98‬مف قانوف التعاقدات الحكومية الجديد‪ ،‬فإنو في حالة تأخر‬

‫المقاوؿ في التنفيذ‪ ،‬تفرض عميو غرامة تأخير بحد أقصى ال يتجاوز ‪%91‬‬

‫مف قيـ العقد إذا لـ تتجاوز مدة التأخير ‪ %91‬مف المدة الكمية لمعقد‪ ،‬ويزيد‬

‫الحد األقصى لغرامة التأخير لنسبة ‪ %91‬مف قيمة العقد إذا زادت مدة التأخير‬

‫عف المدة السابؽ ذكرىا‪.‬‬

‫ويجوز لجية اإلدارة أف تحسب مقابؿ التأخير مف قيمة األعماؿ المتأخرة‬

‫فقط وليس مف القيمة اإلجمالية لمعقد‪ ،‬وذلؾ إذا قدرت اإلدارة أف الجزء الذي‬

‫تأخر المتعاقد في تنفيذه ال يمنع اإلدارة مف الجزء المنفذ بالفعؿ‪.‬‬

‫ووفقا لنص المادة ‪ 98‬مف القانوف ال يتوجب عمى اإلدارة إنذار المتعاقد أو‬

‫تنبييو قبؿ توقيع الغرامة‪ ،‬ويرجع ذلؾ لما سبؽ أف ذكرناه مف أف الضرر‬

‫مفترض بمجرد حدوث التأخير‪ ،‬وبالتالي ال داعي إلنذار المتعاقد قبؿ توقيع‬

‫العقوبة‪ .‬وال يعفى المقاوؿ المتأخر مف غرامة التأخير إال إذا كاف التأخير‬

‫راجعا لوجود قوة قاىرة أو بسبب إخالؿ اإلدارة بالتزاماتيا‪ .‬كما تتمتع اإلدارة‬

‫‪43‬‬
‫بالحؽ إعفاء المتعاقد مف غرامة التأخير إذا رأت بموجب سمطتيا التقديرية أف‬

‫التأخير لـ يترتب عميو أي أضرار بمصالح اإلدارة‪ ،‬إال أف اإلدارة ممزمة في‬

‫ىذه الحالة بأخذ رأي إدارة الفتوى المختصة بمجمس الدولة قبؿ إصدار قرار‬

‫اإلعفاء‪.‬‬

‫ووفقاً لما استقرت عميو أحكاـ المحكمة االدارية العميا‪ ،‬فإف لالدارة الحؽ‬

‫فى توقيع الغرامات المنصوص عمييا في القانوف حتى لو خمى العقد مف‬

‫النص عمييا‪ ،‬طالما لـ يحتوي العقد عمى شرط صريح يقضي باستبعاد ىذا‬

‫النوع مف الجزاءات‪ .‬ووفقا لقضاء المحكمة اإلدارية العميا‪ ،‬فإف القوانيف والموائح‬

‫التى يتـ التعاقد فى ظميا إنما تخاطب الكافة وعمميـ بمحتواىا مفروض‪ ،‬ومف‬

‫المفترض أنيـ قد إرتضوا كؿ ما ورد بيا مف أحكاـ‪ ،‬وحينئذ تندمج فى شروط‬

‫عقودىـ وتصير جزءاً ال يتج أز منيا‪ ،‬ما لـ ينص العقد صراحة عمى إستبعاد‬

‫أحكاميا كميا أو بعضيا عدا ما تعمؽ منيا بالنظاـ العاـ ‪.9‬‬

‫ومف ناحية أخرى‪ ،‬يجوز لالدارة االتفاؽ مع المتعاقد معيا عمى تحديد‬

‫مقدار الغرامة بنسب أعمى أو أقؿ مف المنصوص عمييا فى القانوف‪ .‬ووفقا لما‬

‫‪9‬حكـ المحكمة االدارية العميا فى ‪ 6‬يناير سنة ‪ ،9168‬مجموعة المكتب الفنى‪ ،‬س‪،96‬‬
‫رقـ ‪ 11‬ص ‪ ،661‬انظر ايضاً الطعناف رقما ‪ 9611 ،9199‬سنة ‪ 69‬ؽ جمسة‬
‫‪.9181/9/9‬‬

‫‪44‬‬
‫استقرت عميو المحكمة االدارية العميا إذا تضمنت شروط العقد تحديداً لمقدار‬

‫الغرامة التى يتحمميا المتعاقد مع االدارة فى حالة إخاللو بإلتزاماتو‪ ،‬فإف مقدار‬

‫الغرامة المحدد في العقد يصبح واجب التطبيؽ دوف النص الالئحى‪ ،‬وذلؾ‪."9‬‬

‫‪ -3‬مصادرة التأمين النيائى‪:‬‬

‫التأميف النيائى ىو عبارة عف مبمغ مالي يتحدد بنسبة معينة مف قيمة‬

‫العقد‪ ،‬يودعو مف يرسو عميو العطاء كضماف لقيامو بتنفيذ شروط العقد‪ ،‬وتقوـ‬

‫اإلدارة برد التأميف النيائي أو ما تبقى منو لممتعاقد‪ ،‬إذا تـ التنفيذ وفقاً لشروط‬

‫العقد‪.‬‬

‫وىو بذلؾ يختمؼ عف التأميف المؤقت أو االبتدائى‪ ،‬والذي يتمثؿ في نسبة‬

‫معينة مف القيمة التقديرية لمعقد‪ ،‬تقدـ مع عطاء الراغب فى التعاقد مع االدارة‬

‫إلثبات جديتو فى التعاقد‪ .‬وفى الظروؼ العادية يتـ إسترداد التأميف المؤقت إذا‬

‫لـ يتـ إرساء العممية عمى صاحبو‪ ،‬أو يفقده إذا قاـ بسحب عطائو قبؿ جمسة‬

‫فض المظاريؼ‪ .‬وسوؼ نوضح أحكاـ كال النوعيف عند تصدينا لدراسة‬

‫األحكاـ العامة لممناقصات‪.‬‬

‫‪9‬المحكمة االدارية العميا‪.914/91/9 )9161/91/99( 1-19 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫ووفقا لنص المادتيف ‪ 11‬و ‪ 19‬مف قانوف التعاقدات الحكومية والمادتيف‬

‫‪ 911‬و ‪ 919‬مف الئحتو التنفيذية تتـ مصادرة التأميف النيائي في كافة‬

‫حاالت فسخ العقد سواء كاف الفسخ وجوبيا أو جوازيا باإلضافة لمصادرتو في‬

‫حالة تنفيذ العقد عمى حساب المتعاقد المقصر‪.‬‬

‫‪ -4‬التعويضات‪:‬‬

‫وفقا لمنظرية العامة لمعقود المدنية يحؽ لممتعاقد المطالبة بتعويضو عف‬

‫األضرار التي لحقت بو جراء تقصير المتعاقد اآلخر في تنفيذ إلتزاماتو‬

‫التعاقدية‪ .‬وعمى طالب التعويض إثبات حدوث الضرر واثبات أف ىذا الضرر‬

‫ناتج عف خطأ المتعاقد اآلخر لكي يستحؽ التعويض‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف استناد نظرية التعويض في العقود اإلدارية لنفس األساس‬

‫الذي تقوـ عميو نظرية التعويض في العقود المدنية‪ ،‬مف حيث اشتراط حدوث‬

‫الضرر وثبات وقوع الخطأ ووجود عالقة سببية بينيما‪ ،‬إال أف ىناؾ بعض‬

‫االختالفات بيف التعويض في مجاؿ العقود المدنية والتعويض الجزائي في‬

‫مجاؿ العقود اإلدارية‪ ،‬ويمكف إيجاز ىذه االختالفات فيما يمي‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫أ‪ -‬في نطاؽ العقود المدنية يقع عبء إثبات وقوع الضرر عمى طالب‬

‫التعويض‪ .‬أما في نطاؽ العقود اإلدارية‪ ،‬فقد إستقر قضاء مجمس الدولة‬

‫المصري عمى أف وقوع الضرر لالدارة مفترض فى حالة عدـ تنفيذ المتعاقد‬

‫معيا إللتزاماتو أو التأخير فييا‪ ،‬وأف االدارة غير ممزمة بإثبات وقوعو‪ .‬وال‬

‫يكوف أماـ المتعاقد مع اإلدارة في سبيؿ نفي مسئوليتو سوى إثبات انتفاء‬

‫حدوث الخطأ وليس الضرر‪ ،‬ومتى انتفى الخطأ بوصفو أحد أركاف المسئولية‬

‫الموجبة لمتعويض فال مجاؿ عندئذ الستعماؿ الحؽ المخوؿ لالدارة فى إقتضاء‬

‫التعويض النعداـ االساس القانونى الذى يقوـ عميو‪.9‬‬

‫ب‪ -‬في نطاؽ العقود المدنية يتـ تحديد قيمة التعويض إما استنادا لنصوص‬

‫الع قد أو لتقدير قاضي العقد إذا لـ ينظـ العقد كيفية تحديد مبمغ التعويض‪ .‬أما‬

‫في نطاؽ العقود اإلدارية‪ ،‬فإف اإلدارة تممؾ الحؽ في تقدير قيمة التعويض‬

‫المستحؽ بنفسيا ودوف الحاجة لمجوء لمقضاء‪ ،‬وذلؾ نتيجة لتمتع االدارة‬

‫بوصفيا سمطة عامة بإمتياز التنفيذ المباشر‪ ،‬وال يخؿ ذلؾ بحؽ المتعاقد مع‬

‫اإلدارة فى الطعف القضائي عمى تقدير اإلدراة لمبمغ التعويض‪.‬‬

‫‪9‬مشار إليو فى د‪ .‬خميس اسماعيؿ‪ ،‬االصوؿ العامة والتطبيقات العممية لمعقود االدارية‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.141‬‬

‫‪47‬‬
‫وتستند سمطة اإلدارة في تقدير مبمغ التعويض لنص المادة ‪ 19‬مف قانوف‬

‫التعاقدات الحكومية والتي تمنح االدارة الحؽ فى خصـ قيمة كؿ خسارة‬

‫تعرضت ليا مف مستحقات المتعاقد لدييا أو مف مستحقاتو لدى أي جية‬

‫إدارية أخرى‪ ،‬وذلؾ بالمجوء إلى الطريؽ االدارى ودوف حاجة إلى اتخاذ أية‬

‫إجراءات قضائية‪.‬‬

‫ج‪ -‬وفيما يتعمؽ بتحصيؿ مبمغ التعويض‪ ،‬نجد أنو في نطاؽ العقود المدنية ال‬

‫يستطيع المتعاقد المستحؽ لمتعويض الحصوؿ عميو إال بموجب حكـ قضائي‪،‬‬

‫أما في نطاؽ العقود اإلدارية واستنادا لنص المادة ‪ 19‬السابؽ ذكرىا في الفقرة‬

‫السابقة‪ ،‬يحؽ لإلدارة تحصيؿ التعويض الذي سبؽ وأف قدرتو بنفسيا مف خالؿ‬

‫الطريؽ اإلداري ودوف الحاجة الستصدار حكـ قضائي وذلؾ مف خالؿ خصـ‬

‫مبمغ التعويض مف مستحقات المتعاقد المقصر لدييا أو لدى أي جية إدارية‬

‫أخرى‪.‬‬

‫ولكف ماذا لو لـ تكؼ المبالغ المستحقة لممتعاقد والمودعة لدى اإلدارة أو‬

‫أي جية إدارية أخرى لتغطية مبمغ التعويض المستحؽ لإلدارة؟‬

‫تختمؼ إجابة ىذا السؤاؿ في كؿ مف فرنسا ومصر‪ ،‬ففي فرنسا يسمح‬

‫القانوف لمجية اإلدارية بإصدار أوامر دفع لممتعاقد‪ ،‬وفي حالة عدـ إلتزامو‬

‫‪48‬‬
‫بأمر الدفع يمكف لجية اإلدارة الحجز عمى أموالو واقتضاء مبمغ التعويض‬

‫منيا‪ .‬أما في مصر فال يعترؼ نظامنا القانوني بفكرة أوامر الدفع‪ ،‬مما يتعيف‬

‫معو عمى اإلدارة أف تمجأ لقاضي العقد الستصدار حكـ بقيمة التعويض أو‬

‫المتبقي منو‪.9‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫سحب العمل من المقاول المقصر وتنفيذه عمى حسابو‬

‫فيما عدا حاالت الفسخ الوجوبي لمعقد‪ ،‬منحت المادة ‪ 19‬مف قانوف‬

‫التعاقدات الحكومية اإلدارة المتعاقدة الحؽ في االختيار ما بيف فسخ العقد أو‬

‫سحب العمؿ مف المقاوؿ وتنفيذه عمى حسابو‪.‬‬

‫ويمكف تعريؼ عقوبة سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المتعاقد المقصر‬

‫بأنيا إجراء يتـ بمقتضاه وضع المقاولة محؿ التعاقد تحت االدارة المباشرة‬

‫لجية االدارة‪ ،‬نتيجة لوقوع خطأ جسيـ مف المتعاقد‪ ،‬عمى أف يتحمؿ المتعاقد‬

‫المقصر كافة التكاليؼ اإلضافية الناتجة عف سحب العمؿ منو‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫راجع أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى‪ ،‬العقود االدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪،199‬‬
‫وراجع أيضا أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪49‬‬
‫ووفقا ليذا التعريؼ‪ ،‬فإف سحب العمؿ مف المقاوؿ المقصر ال يعد إجراء‬

‫منييا لمعقد‪ ،‬حيث يظؿ العقد قائما‪ ،‬وتظؿ إلتزامات المتعاقد قائمة مع استبعاده‬

‫مف تنفيذىا‪ ،‬واسناد ىذه الميمة لجية أخرى‪ ،‬مع تحمؿ المتعاقد المقصر لكافة‬

‫التكاليؼ اإلضافية الناتجة عف ىذا اإلجراء‪.‬‬

‫ويعد جزاء سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المقاوؿ المقصر مف الشروط‬

‫الالئحية فى عقد األشغاؿ العامة‪ ،‬بؿ ويرى كثير مف الفقياء أف ىذا الجزاء‬

‫يتعمؽ بالنظاـ العاـ بوصفو إجراء فعاؿ لضماف سير المرفؽ العاـ موضوع‬

‫العقد‪ .9‬ويترتب عمى ذلؾ أنو ال يجوز تضميف عقود األشغاؿ نصوصاً تحرـ‬

‫االدارة مف سحب العمؿ كجزاء‪ ،‬فمثؿ ىذه النصوص باطمة لمخالفتيا النظاـ‬

‫العاـ‪.1‬‬

‫* شروط سحب العمل وتنفيذه عمى حساب المقاول المقصر‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 19‬مف القانوف والمادة ‪ 919‬مف الئحتو التنفيذية ال‬

‫يجوز توقيع عقوبة سحب العمؿ مف المقاوؿ المقصر إال بعد توافر الشروط‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪9‬راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪1‬راجع د‪ .‬ىاروف الجمؿ‪ ،‬النظاـ القانونى لمجزاءات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.941‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -9‬إخالؿ المتعاقد بأحد الشروط الجوىرية لمعقد‪:‬‬

‫إف عقوبة سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المتعاقد المقصر عقوبة‬

‫جسيمة وبالغة الضرر بالمتعاقد‪ ،‬وبالتالي ال يجوز توقيعيا عميو لمجرد ارتكابو‬

‫لخطأ بسيط أو ثانوي خالؿ تنفيذه لمعقد‪ .‬إال أف صياغة المادة ‪ 19‬جاءت‬

‫مطاطة وال حدود ليا‪ ،‬ولـ تحدد معيا ار لمتفرقة بيف الخطأ الجسيـ أو الثانوي‪،‬‬

‫مما يترؾ األمر لتقدير الجية اإلدارية‪ ،‬مما يتعيف معو عمى المتعاقد أف يمجأ‬

‫لمقضاء في حالة اعتراضو عمى الجزاء‪.‬‬

‫‪ -1‬استنفاذ إدارة التعاقدات التابعة لمجية اإلدارية المتعاقدة لكافة الحموؿ‬

‫الممكنة مف أجؿ قياـ المتعاقد المقصر بتنفيذ إلتزاماتو وفقا لبنود العقد‪.‬‬

‫‪ -6‬أف تكوف الحاجة إلى تنفيذ العقد ما زالت قائمة‪ ،‬أما إذا لـ يكف ىناؾ‬

‫حاجة الستكماؿ التعاقد‪ ،‬فعمى اإلدارة فسخ العقد بدال مف سحب العمؿ وتنفيذه‬

‫عمى حساب المتعاقد المقصر‪ .‬حيث أف جزاء سحب العمؿ ال يستيدؼ في‬

‫األساس عقاب المتعاقد المقصر أكثر مما يستيدؼ ضماف استمرار التنفيذ‪،‬‬

‫وبالتالي فإف المجوء لجزاء الفسخ يعد أكثر منطقية في حالة عدـ الحاجة‬

‫الستمرار التنفيذ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -9‬يجب أف يصدر قرار سحب العمؿ مف السمطة المختصة وأف يكوف‬

‫مسببا‪ .‬والحكمة مف اشتراط التسبيب ىي ضماف شفافية القرار وتسييؿ ميمة‬

‫قاضي العقد عند تصديو لبحث مدى مشروعية ومالئمة ىذا الج ازء الخطير‪.‬‬

‫*آثار سحب العمل من المقاول المقصر وتنفيذه عمى حسابو‪:‬‬

‫‪ -9‬بمجرد موافقة السمطة المختصة عمى قرار سحب العمؿ‪ ،‬يمتنع عمى‬

‫المتعاقد المقصر االستمرار في تنفيذ إلتزاماتو الواردة بالعقد‪.‬‬

‫‪ -1‬تتعاقد اإلدارة مع شخص آخر لتنفيذ باقي مراحؿ العقد‪ ،‬وليا حرية اختيار‬

‫طريؽ التعاقد البديؿ مف بيف طرؽ التعاقد المنصوص عمييا في القانوف‪ .‬يكوف‬

‫مف حؽ الجية االدارية الحصوؿ عمى جميع ما تستحقو مف غرامات‬

‫وتعويضات واسترداد جميع ما تكبدتو مف مصروفات وخسائر زيادة عمى قيمة‬

‫العقد االصمى نتيجة لسحب العمؿ‪.‬‬

‫‪ -6‬ال يستطيع المتعاقد المقصر أف يتحمؿ مف إلتزامو بتحمؿ المصروفات‬

‫اإلضافية والخسائر الناتجة عف التنفيذ‪ ،‬إال إذا أثبت أف الزيادة فى التكاليؼ‬

‫ترجع الخطاء إرتكبتيا االدارة فى تنفيذ األعماؿ كما أف مف حؽ المقاوؿ أف‬

‫يطالب بإستبعاد المصروفات المبالغ فييا أو الناجـ’ عف سوء التنفيذ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -9‬ألزمت المادة ‪ 919‬مف الالئحة التنفيذية اإلدارة المتعاقدة بالقياـ بجرد‬

‫وتحرير كشؼ باألعماؿ التي تمت قبؿ صدور قرار السحب وذلؾ خالؿ شير‬

‫مف صدور القرار‪ ،‬عمى أف يشمؿ الجرد اآلالت واألدوات التي أحضرىا‬

‫المقاوؿ لموقع العمؿ‪ ،‬وفي حالة عدـ حضور المتعاقد أو مف يمثمو لعممية‬

‫الجرد يتـ اخطاره بنتيجة الجرد‪ ،‬وفي حالة عدـ اعتراضو خالؿ أسبوع مف‬

‫تاريخ وصوؿ اإلخطار يعتبر ذلؾ إق ار ار منو بصحة البيانات الواردة بمحضر‬

‫الجرد‪.‬‬

‫‪ -1‬تحتفظ الجية اإلدارية باآلالت والمعدت والموف التي تراىا الزمة الستكماؿ‬

‫التنفيذ‪ ،‬أما مايزيد عف ذلؾ فيتـ تكميؼ المتعاقد المقصر بنقميا مف موقع‬

‫العمؿ‪ ،‬وفي حالة عدـ امتثالو يحؽ لإلدارة بيعيا لحسابو‪ ،‬مع خصـ ما تكبدتو‬

‫مف مصروفات خالؿ مرحمة البيع‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا تأخرت االدارة فى التنفيذ عمى حساب المتعاقد المقصر فال وجو‬

‫لتحميؿ المتعاقد معيا بفروؽ األسعار الناتجة عف التأخير ‪.9‬‬

‫وخالصة األمر أف عقوبة سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المتعاقد المقصر‬

‫تضع ىذا المتعاقد في موقؼ وسط ما بيف كونو ممنوع مف تنفيذ إلتزماتو بنفسو‬

‫‪9‬طعف رقـ ‪ 9619‬لسنة ‪ 69‬ؽ‪ .‬جمسة ‪.9181/9/94‬‬

‫‪53‬‬
‫وما بيف إلتزامو بتحمؿ كافة الخسائر الناتجة عف قياـ غيره بتنفيذ ىذه‬

‫االلتزمات‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫الفسخ الجزائي لمتعاقد‬

‫وىذا النوع مف الفسخ يختمؼ عف الفسخ القضائي واالتفاقي مف حيث أنو‬

‫يحمؿ معنى العقوبة باإلضافة لصدوره باإلرادة المنفردة لجية اإلدارة‪ ،‬ويمكف‬

‫تعريفو بأنو إنياء الرابطة العقدية بقرار إدارى يصدر مف السمطة المختصة فى‬

‫حالة وقوع خطأ جسيـ مف المتعاقد مع االدارة‪.‬‬

‫ومف المستقر عميو في أحكاـ القضاء اإلداري المصري أف لإلدارة الحؽ‬

‫في توقيع ىذا الجزاء في جميع عقودىا االدارية‪ ،‬ودوف حاجة إلى نص‬

‫بوصفو مف الخصائص المميزة لمعقود االدارية‪.‬‬

‫ووفقا ألحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية ينقسـ الفسخ إلى نوعيف‪ :‬الفسخ‬

‫الوجوبي أو التمقائي لمعقد‪ ،‬والفسخ الجوازي بموجب السمطة التقديرية لإلدارة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫* الفسخ الوجوبي‪:‬‬

‫بينت كؿ مف المادة ‪ 11‬مف القانوف والمادة ‪ 911‬مف الئحتو التنفيذية حاالت‬

‫الفسخ الوجوبي لمعقد‪ ،‬وفي حالة تحقؽ أي مف ىذه الحاالت فإف اإلدارة ممزمة‬

‫بإصدار قرار فسخ العقد وال تتمتع في ىذا الصدد بأي سمطة تقديرية‪ ،‬وىذه‬

‫الحاالت ىي‪:‬‬

‫‪ -9‬إذا تبيف أف المتعاقد استعمؿ بنفسو أو بواسطة غيره الغش أو التالعب في‬

‫تعاممو مع اإلدارة أو في حصولو عمى العقد‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا تبيف وجود تواطؤ أو ممارسات احتياؿ أو فساد أو أحتكار‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا تبيف أف المتعاقد قد خالؼ الحظر الوارد بالمادة ‪ 66‬مف القانوف والذي‬

‫يقضي بعدـ جواز التقدـ بأكثر مف عطاء سواء بالذات أو بالشراكة مع الغير‬

‫في عممية تعاقدية واحدة‪.‬‬

‫‪ -9‬إذا أفمس المتعاقد أو أعسر‪.‬‬

‫وفي حالة فسخ العقد لألسباب الثالثة األولى يتـ شطب اسـ المتعاقد مف‬

‫سجؿ المتعامميف مع اإلدارة‪ ،‬مما يحرمو مف التقدـ بأي عطاءات في المستقبؿ‬

‫ألي جية مف الجيات المخاطبة بأحكاـ القانوف‪ .‬وال يمكف إعادة قيده إال‬

‫‪55‬‬
‫بانتفاء أسباب الشطب وذلؾ بصدور قرار مف النيابة العامة بأال وجو إلقامة‬

‫الدعوى أو صدور حكـ نيائي ببرائتو مما ىو منسوب إليو‪.‬‬

‫* الفسخ الجوازي‪:‬‬

‫سبؽ أف ذكرنا عند الحديث عف جزاء سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب‬

‫المتعاقد المقصر أنو في حالة ارتكاب المتعاقد لخطأ جسيـ خالؿ تنفيذه لمعقد‪،‬‬

‫فإف لإلدارة أف تفاضؿ بيف جزائي الفسخ أو سحب العمؿ وتنفيذه عمى حسابو‪.‬‬

‫وفي حالة اختيار اإلدارة توقيع جزاء الفسخ‪ ،‬فإف اإلدارة ممزمة بعدـ طرح‬

‫العممية لمتعاقد مرة أخرى خالؿ نفس السنة المالية التي كاف مف المقرر تنفيذ‬

‫العقد فييا‪ .‬والحكمة مف ىذا الحظر ىي حرص المشرع عمى عدـ استخداـ‬

‫اإلدارة ليذا الجزاء كغطاء يسمح ليا بالتعاقدد مع متعاقد آخر ألسباب ال‬

‫تتعمؽ بالصالح العاـ‪.‬‬

‫*اآلثار المترتبة عمى فسخ التعاقد‪:‬‬

‫ويترتب عمى صدور قرار فسخ التعاقد انتياء الرابطة العقدية تماماً‪،‬‬

‫وبالتالي يعود المتعاقداف إلى الحالة التى كانا عمييا قبؿ التعاقد بقدر ما ىو‬

‫ممكف‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫فتقوـ الجية االدارية بتسميـ المقاوؿ المتعاقد معيا قيمة ما قاـ بو مف أشغاؿ‬

‫وال يخؿ ذلؾ بحقيا في مصادرة التأميف النيائي بوصفيا عقوبة تبعية مقر ار‬

‫قانونا‪ ،‬عمى أف يرد ىو بدوره لمجية االدارية ما يكوف قد حصؿ عميو منيا‬

‫تنفيذاً لمعقد‪ 9‬ولجية اإلدارة الحؽ في المطالبة بالتعويضات عف األضرار التى‬

‫لحقتيا نتيجة الفسخ بسبب خطأ المقاوؿ وليا أيضاً حؽ تحصيؿ غرامات‬

‫التأخير عف الفترة السابقة لصدور قرار الفسخ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫عقد امتياز المرافق العامة‬

‫يعد عقد االمتياز مف أىـ صور العقود اإلدارية‪ ،‬وال يوجد شؾ حوؿ‬

‫طبيعتو اإلداري‪ ،‬فيو عقد إداري بطبيعتو ووفقا لمقوماتو الذاتية‪ ،‬مف حيث‬

‫اتصالو المباشر بالمرفؽ العاـ موضوع التعاقد‪ ،‬باإلضافة الحتوائو عمى‬

‫مجموعة مف الشروط الالئحية التي تفرضيا اإلدارة عمى المتعاقد معيا‪ ،‬والتي‬

‫تسمح لإلدارة بالتدخؿ في نشاط المرفؽ موضوع التعاقد‪ .‬وسوؼ نتعرض في‬

‫‪9‬أنظر حكـ المحكمة االدارية العميا الصادر فى ‪ 1‬مارس سنة ‪9168‬‬

‫‪57‬‬
‫ىذا الفصؿ لتعريؼ عقد االمتياز (المبحث األوؿ) وكيفية منح االمتياز‬

‫(المبحث الثاني) ومدة عقد االمتياز وأحكاـ انقضائو (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫تعريف عقد االمتياز‬

‫يمكف تعريؼ عقد االمتياز بأنو اتفاؽ تعيد اإلدارة بمقتضاه إلى أحد األفراد‬

‫أو الشركات بإدارة مرفؽ عاـ اقتصادي واستغاللو لمدة محددة‪ ،‬وذلؾ عف‬

‫طريؽ عماؿ وأمواؿ المتعاقد وعمى مسئوليتو‪ ،‬وذلؾ في مقابؿ حصولو عمى‬

‫رسوـ مف المنتفعيف بخدمات المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫ومف التعريؼ السابؽ يتضح أف ىناؾ ثالث سمات أساسية في عقد‬

‫االمتياز‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -9‬أنو عقد يسمح ألشخاص القانوف الخاص بإدارة مرفؽ عاـ‪.‬‬

‫‪ -1‬ينحصر نطاؽ المجوء إلى عقود االمتياز عمى المرافؽ العامة االقتصادية‬

‫والتجارية وال يمتد إلى المرافؽ اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -6‬يتحمؿ المتعاقد مع اإلدارة (الممتزـ) كافة نفقات تشغيؿ وتسيير المرفؽ‬

‫محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫إال أف السمات السابقة أصبحت محؿ النظر – في فرنسا عمى األقؿ – حيث‬

‫أفضى التطور االقتصادي المتسارع واالعتماد المتزايد عمى أسموب االلتزاـ في‬

‫إدارة المرافؽ العامة إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -9‬لـ يعد عقد االمتياز مجرد أسموب يسمح ألشخاص القانوف الخاص بإدارة‬

‫المرافؽ العامة‪ ،‬بؿ أصبح مف الممكف أف تمنح اإلدارة امتياز إدارة أحد المرافؽ‬

‫العامة ألحد أشخاص القانوف العاـ (المؤسسات والييئات العامة) أو إلحدى‬

‫الشركات ذات الطبيعة المختمطة التي يتكوف رأس ماليا مف خميط مف األمواؿ‬

‫العامة وأمواؿ ممموكة لشركات خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬التوسع في استخداـ أسموب منح امتياز إدارة المرافؽ العامة ليشمؿ المرافؽ‬

‫العامة اإلدارية‪ ،‬بعد أف مقتص ار عمى المرافؽ العامة االقتصادية والتجارية‪ .‬فإذا‬

‫كانت الفمسفة األساسية لعقود االمتياز تتمخص في أف طبيعة المرافؽ‬

‫االقتصادية والتجارية تسمح بترؾ إدارتيا ألشخاص القانوف الخاص‪ ،‬عمى‬

‫عكس المرافؽ اإلدارية التي تؤدي خدمات ال تستيدؼ الربح‪ ،‬إال أف التوسع‬

‫في تبني األفكار الرأسمالية‪ ،‬وما نتج عنو مف زيادة في الرسوـ التي يدفعيا‬

‫المنتفعوف بخدمات المرافؽ اإلدارية‪ ،‬قد فتح الباب أماـ تحوؿ ىذا النوع مف‬

‫المرافؽ إلى مشروعات محققة لألرباح‪ ،‬مما قد يشجع مستثمري القطاع‬

‫‪59‬‬
‫الخاص عمى إدارة ىذا المرافؽ في مقابؿ األرباح الناتجة عف الرسوـ مف‬

‫ناحية‪ ،‬باإلضافة إلى تخفؼ اإلدارة مف عبء إدارة ىذه المرافؽ مف ناحية‬

‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا كانت الفمسفة التقميدية لعقود االمتياز تقتضي تحمؿ الممتزـ ‪ -‬بمفرده‪-‬‬

‫لكافة نفقات تسيير المرفؽ العاـ محؿ التعاقد‪ ،‬إال أف توسع اإلدارة في استخداـ‬

‫ىذا النوع مف العقود في إدارة المرافؽ العامة ذات الميزانيات الضخمة‪ ،‬قد‬

‫جعميا تتدخؿ لمنح الممتزـ بعض المساىمات المالية‪ ،‬حتى يستطيع الوفاء‬

‫بالتزاماتو عمى الوجو األمثؿ‪.‬‬

‫* الطبيعة المركبة لعقد االمتياز‪:‬‬

‫إذا كانت القاعدة العامة في مجاؿ العقود سواء كانت إدارية أو مدنية أف‬

‫آثارىا تنحصر في العالقة بيف أطراؼ العقد‪ ،‬إال أف عقود امتياز إدارة المرافؽ‬

‫العامة تخرج عف ىذه القاعدة‪ ،‬حيث أف آثار ىذا النوع مف العقود ال يقتصر‬

‫عمى اإلدراة (مانحة االلتزاـ) والمتعاقد معيا (الممتزـ) بؿ تشمؿ أيضا عالقة‬

‫كؿ منيما بالمنتفعيف مف خدمات المرفؽ العاـ محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وتتبمور ىذه العالقة الثالثية في احتواء عقود االمتياز عمى نوعيف مف‬

‫الشروط‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -9‬الشروط التعاقدية‪ :‬وىي مجموعة مف الشروط االتفاقية الواردة بالعقد‬

‫وتحكميا قاعدة (العقد شريعة المتعاقديف) وتنظـ ىذه الشروط األعباء‬

‫وااللتزامات المالية المتبادلة بيف اإلدارة والممتزـ‪ ،‬وال توجد عالقة مباشرة ليذا‬

‫النوع مف الشروط بالمنتفعيف مف خدمات المرفؽ محؿ التعاقد‪ ،‬ومف ىذه‬

‫الشروط‪ :‬الشروط المتعمقة بمدة االمتياز‪ ،‬وأحكاـ استرداد اإلدارة لممرفؽ‪،‬‬

‫واألحكاـ الخاصة بمساعدة اإلدارة لممتمزـ إف وجدت‪ .‬وىذا النوع مف الشروط‬

‫ال يمكف لإلدارة تعديمو بإرادتيا المنفردة‪ ،‬فيذه الشروط خاضعة – كما سبؽ أف‬

‫ذكرنا ‪ -‬لقاعدة العقد شريعة المتعاقديف‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط الالئحية‪ :‬إذا كانت الدولة مكمفة – مف حيث األصؿ – بإدارة‬

‫المرافؽ العامة‪ ،‬فإف تعاقدىا عمى منح إلتزاـ إدارة المرفؽ العاـ ألحد أشخاص‬

‫القانوف الخاص ال يعني تخمييا عف مسئوليتيا تجاه المنتفعيف بخدمات ىذا‬

‫المرفؽ‪ ،‬ولذلؾ فمف الواجب عمى اإلدارة (مانحة االلتزاـ) االحتفاظ بسمطتيا في‬

‫التدخؿ في نشاط المرفؽ المدار بطريؽ االمتياز كمما اقتضت المصمحة العاـ‬

‫ذلؾ‪ .‬واذا كاف لممتعاقد مع اإلدارة استخداـ بعض امتيازات السمطة العامة عند‬

‫‪62‬‬
‫تسييره لممرفؽ العاـ باعتباره نائبا عف الدولة في إدارة المرفؽ‪ ،‬فإف لإلدارة في‬

‫المقابؿ الحؽ في التدخؿ في كيفية تسييره لممرفؽ العاـ‪ ،‬حفاظا منيا عمى‬

‫الصالح العاـ ومصالح المنتفعيف بخدمات المرفؽ‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ يصبح المتعاقد مع اإلدارة في مركز الئحي يمكف‬

‫لإلدارة أف تعدلو بإرادتيا المنفردة كمما اقتضت المصمحة العامة‪ .‬وال يجوز‬

‫لمممتزـ االحتجاج بقاعدة (العقد شريعة المتعاقديف) في ىذه الحالة‪ .‬ومف أمثمة‬

‫الشروط الالئحية في عقود االمتياز‪ :‬الشروط الخاصة بتنظيـ المرفؽ وتسييره‪،‬‬

‫والشروط الخاصة بتحديد رسوـ االنتفاع بخدمات المرفؽ‪ ،‬والشروط الخاصة‬

‫بحقوؽ المنتفعيف مف خدماتو‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫طرق منح امتياز إدارة المرافق العامة‬

‫نظـ المشرع المصري عقد االمتياز مف خالؿ القانوف رقـ ‪ 911‬لسنة‬

‫‪ 9194‬الصادر بشأف التزامات المرافؽ العامة باإلضافة لمقانوف رقـ ‪ 69‬لسنة‬

‫‪ 9118‬الصادر بشأف منح االمتيازات المتعمقة باستثمار موارد الثروة الطبيعية‬

‫والمرافؽ العامة وتعديؿ شروط االمتياز‪ .‬إال أف المشرع لـ يحدد بوضوح كيفية‬

‫‪60‬‬
‫منح االمتياز‪ ،‬وىؿ يتـ ذلؾ بمجرد اتفاؽ اإلدارة مع الممتزـ بناء عمى قانوف‬

‫عاـ يسمح لإلدارة بالتعاقد بطريؽ االمتياز؟ أـ ىؿ تجب موافقة البرلماف عمى‬

‫منح كؿ التزاـ عمى حدة في صورة قانوف خاص بيذا التعاقد؟‬

‫ولقد كاف ىذا األمر محال لجداؿ فقيي منذ صدور دستور ‪ 9116‬وما تاله‬

‫مف دساتير‪ ،‬إال أنو ال محؿ ليذا الجداؿ في ظؿ الدستور الحالي الصادر في‬

‫عاـ ‪ 1199‬حيث نص في المادة ‪ 61‬منو عمى "‪.....‬ويكوف منح حؽ‬

‫استغالؿ الموارد الطبيعية أو التزامات المرافؽ العامة بقانوف‪ ،‬ولمدة ال تتجاوز‬

‫ثالثيف عاما‪ ،‬ويكوف منح حؽ استغالؿ المحاجر والمناجـ الصغيرة والمالحات‬

‫أو منح التزاـ المرافؽ العامة لمدة ال تتجاوز الخمسة عشر عاما بناء عمى‬

‫قانوف‪."....‬‬

‫وبيذا فإف أسموب منح أمتياز إدارة المرافؽ العامة يتوقؼ عمى مدة‬

‫االمتياز المحددة بالعقد‪ ،‬فإذا لـ تتجاوز المدة ‪ 91‬عاما كاف منح االمتياز‬

‫بقرار مف رئيس الجميورية وفقا لمشروط المحددة في القوانيف المنظمة لمنح‬

‫امتيازات المرافؽ العامة‪ .‬أما إذا تجاوزت مدة االلتزاـ ‪ 91‬عاما‪ ،‬فيجب أف‬

‫تصدر الموافقة عمى منح االلتزاـ مف مجمس النواب في صورة قانوف‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫مدة عقد االمتياز واحكام انقضائو‬

‫سوؼ نتعرض في ىذا المبحث لبياف مدة عقد االمتياز (المطمب األوؿ) ثـ‬

‫نتعرض ألحكاـ انقضائو (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫مدة عقد االمتياز‬

‫لـ يكف ىناؾ أي قيود تشريعية فيما يتعمؽ بمدة منح االمتياز قبؿ صدور‬

‫القانوف رقـ ‪ 911‬لسنة ‪ 9194‬مما كاف يترؾ لإلدارة والمتعاقد معيا حرية‬

‫تحديد تمؾ المدة‪ ،‬ونظ ار لما يمثمو ىذا الوضع مف خطورة عمى موارد الدولة‬

‫الطبيعية وأمواؿ المرافؽ العامة‪ ،‬فقد نص القانوف المذكور عمى أف الحد‬

‫األقصى لمدة االمتياز ال يجب أف تتجاوز اؿ ‪ 61‬عاما‪.‬‬

‫وتتأسس فمسفة المشرع المصري عند تحديده ليذه المدة عمى اعتباريف‪:‬‬

‫االعتبار األوؿ‪ :‬أف التطور االقتصادي المتسارع يحوؿ دوف ترؾ المرافؽ‬

‫العامة تحت إدارة الممتزـ لمدة طويمة تقترب مف القرف أحيانا‪ .‬وأف بقاء المرفؽ‬

‫‪64‬‬
‫العاـ تحت إدارة أحد أشخاص القانوف الخاص لمثؿ ىذه المدة قد يؤدي إلى‬

‫ضياع حقوؽ الدولة ومواطنييا في استغالؿ الموارد الوطنية‪.‬‬

‫االعتبار الثاني‪ :‬أف الممتزـ يحتاج لمدة طويمة نسبيا حتى يستطيع أف يستيمؾ‬

‫ما قاـ بو مف نفقات ويحصؿ عمى ربح يتناسب مع ما أنفقو خالؿ فترة تسييره‬

‫لممرفؽ‪.‬‬

‫وبالتالي فإف وضع حد أقصى لمدة منح االمتيار بما ال يتجاوز اؿ ‪61‬‬

‫عاما يضمف احتفاظ الدولة بمواردىا وثرواتيا الوطنية مف ناحية‪ ،‬مع ضماف‬

‫الممتزـ لحصولو عمى األرباح الكافية في نفس الوقت‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫أحكام انقضاء عقد االمتياز‬

‫يمكف حصر طرؽ انتياء عقد االمتياز في طريقتيف أساسيتيف‪ :‬االنتياء‬

‫الطبيعي لعقد االمتياز (الفرع األوؿ) واالنياء المبتسر لعقد االمتياز (الفرع‬

‫الثاني)‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفرع األول‬

‫االنتياء الطبيعي لعقد االمتياز‬

‫يعد عقد االمتياز مف العقود ذات الطبيعة الزمنية‪ ،‬أي أف عامؿ الزمف مف‬

‫العناصر الجوىرية في ىذا العقد‪ .‬ونتيجة لذلؾ‪ ،‬فإف مدة منح االمتياز يجب‬

‫أف تكوف محددة عند التعاقد‪ ،‬وبانتيائيا ينقضي العقد بشكؿ تمقائي‪.‬‬

‫وقد سبؽ أف ذكرنا أف القانوف رقـ ‪ 911‬لسنة ‪ 9194‬قد وضع حدا أقصى‬

‫لمدة منح االمتياز بحيث ال تتجاوز ‪ 61‬عاما مف تاريخ التصديؽ النيائي عمى‬

‫العقد‪ ،‬وبالتالي فإنو في حالة عدـ احتواء عقد االمتياز عمى نص محدد لمدتو‪،‬‬

‫فإف الحد األقصى الوارد بالقانوف يعد بمثابة مدة افتراضية لمعقد‪ ،‬واف كاف ىذا‬

‫الفرض صغب الحدوث‪ ،‬حيث أف مدة منح االمتياز ‪ -‬كما سبؽ أف ذكرنا ‪-‬‬

‫تعد مف العناصر الجوىرية في عقود االمتياز‪ ،‬ومف الصعب إغفاليا وقت‬

‫التعاقد‪.‬‬

‫* امتداد أو تجديد عقد االمتياز‪:‬‬

‫إذا كاف المشرع قد وضع حدا أقصى لمدة عقد االمتياز‪ ،‬إال أف ذلؾ ال‬

‫ينفي الطبيعية االتفاقية لشرط المدة‪ ،‬وبالتالي يظؿ لإلدارة والمتعاقد معيا الحؽ‬

‫‪66‬‬
‫في االتفاؽ عمى تحديد العقد بمدة أقؿ مف الواردة بالقانوف‪ ،‬وفي ىذه الحالة‬

‫يحؽ لمطرفيف االتفاؽ عمى تمديد العقد لمدة أو مدد إضافية‪ ،‬طالما لـ يتجاوز‬

‫إجمالي المدد الحد األقصى الوارد بالقانوف‪ .‬مع مالحظة أف اتفاؽ المد يجب‬

‫أف يتـ بموافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد األصمي‪ ،‬فمف ال يممؾ سمطة‬

‫إبراـ العقد ال يمتمؾ سمطة تمديده‪.‬‬

‫أما فيما يتعمؽ بتجديد العقد‪ ،‬فإف تحديد المشرع لمحد األقصى لمدة عقد‬

‫االمتياز ال يعني عدـ جواز التعاقد مع نفس الممتزـ مرة أخرى‪ .‬إال أننا نكوف‬

‫بإزاء عقد جديد في ىذه الحالة‪ ،‬مما يستدعي إخضاع عممية التعاقد لمقواعد‬

‫القانونية الخاصة بإبراـ عقد االمتياز‪ ،‬فإذا ثبت مف خالليا أف الممتزـ القديـ‬

‫ىو صاحب أفضؿ العطاءات مف الناحية الفنية والمادية‪ ،‬فال يوجد أي حظر‬

‫قانوني عمى إعادة التعاقد معو‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫االنياء المبتسر لعقد االمتياز‬

‫كباقي العقود اإلدارية يمكف أف ينتيي عقد االمتياز قبؿ انتياء مدتو‪،‬‬

‫ويمكف حصر أسباب االنقضاء المبتسر لعقد االمتياز في سببيف أساسييف‪،‬‬

‫وىما‪ :‬استراد المرفؽ‪ ،‬واسقاط االلتزاـ‪.‬‬

‫أوال‪ /‬استرداد اإلدارة لممرفق‪:‬‬

‫والمقصود باسترداد المرفؽ ىو قياـ اإلدارة بإنياء عقد االمتياز قبؿ نياية‬

‫مدتو‪ ،‬وذلؾ دوف وجود خطأ مف جانب الممتزـ‪ ،‬مع تعويضو تعويضا عادال‬

‫عما سيفوتو مف كسب خالؿ المدة المتبقية مف العقد‪ .‬واالسترداد بيذا المعنى‬

‫يعد أحد تجميات حؽ اإلدارة في إنياء عقودىا اإلدارية كمما اقتضت المصمحة‬

‫العامة ذلؾ‪.‬‬

‫واسترداد االدارة لممرفؽ إما أف يكوف استردادا تعاقديا أو غير تعاقدي‪،‬‬

‫وسوؼ نتعرض لصورتي االسترداد بإيجاز‪.‬‬

‫‪ -9‬االسترداد التعاقدي‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫وىو االسترداد الذي نظـ العقد أحكامو‪ ،‬وتعتبر الشروط المنظمة لالسترداد‬

‫مف قبيؿ الشروط التعاقدية‪ ،‬وبالتالي يتعيف عمى اإلداراة مراعاتيا عند التطبيؽ‪،‬‬

‫وال يجوز ليا تعديؿ ىذه الشروط بإرادتيا المنفردة‪ ،‬وبالتالي فإنو في حالة‬

‫مخالفة اإلدارة ليذا الشروط فإف الصفة التعاقدية تنتفي عف االسترداد ويتحوؿ‬

‫إلى استرداد غير تعاقدي‪.‬‬

‫واتساقا مع الصفة العقدية لشروط االسترداد‪ ،‬إذا احتوى العقد عمى أسباب‬

‫محددة لممارسة اإلدارة لحقيا في استرداد المرفؽ‪ ،‬فإف اإلدارة ممزمة باحتراـ‬

‫ىذه األسباب‪ ،‬وفي حالة استنادىا ألسباب أخرى غير تمؾ المذكورة في العقد‪،‬‬

‫فإف لممتعاقد معيا الحؽ في الطعف بااللغاء عمى قرار االسترداد‪ ،‬فإذا وجدت‬

‫المحكمة أف السبب الذي استندت لو اإلدارة غير مشروع قضت بإلغاء القرار‪،‬‬

‫أما إذا كاف السبب مشروعا فميا أف تحكـ لممتعاقد بالتعويض نظ ار لمخالفة‬

‫اإلدارة لشروط العقد‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف القانوف رقـ ‪ 911‬لسنة ‪ 9194‬الخاص بالتزامات‬

‫المرافؽ العاـ قد نص في مادتو الرابعة عمى وجوب احتواء عقد االمتياز عمى‬

‫شروط وأحكاـ االسترداد‪ ،‬مما يعني أف عقود االمتياز المبرمة مف جانب‬

‫اإلدارة المصرية يجب أف تحتوي دائما عمى تنظيـ لمسألة االسترداد‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -1‬االسترداد غير التعاقدي‪:‬‬

‫سبؽ أف ذكرنا أف استرداد اإلدارة لممرفؽ المدار بطريؽ االمتياز يعد صورة‬

‫مف صور سمطة اإلدارة في االنياء المبكر لعقودىا اإلدارية كمما اقتضت‬

‫المصمحة العامة ذلؾ‪ ،‬وأف سمطتيا في ىذا الشأف مف لوازـ الصفة اإلدارية‬

‫لمعقد‪ ،‬وبالتالي ال يجوز لإلدارة االتفاؽ عمى التنازؿ عف ىذه السمطة‪.‬‬

‫واذا كاف لإلدارة الحؽ في استرداد المرفؽ حتى لو لـ ينظـ العقد عممية‬

‫االسترداد‪ ،‬إال أف المتعاقد مع اإلدارة يستحؽ تعويضا كامال عف كؿ ما فاتو‬

‫مف كسب أو ما لحقو مف خسارة نتيجة لقرار االسترداد‪ .‬فاالسترداد سواء كاف‬

‫تعاقديا أو غير تعاقدي يستمزـ تعويض المتعاقد الذي لـ يرتكب أي خطأ يبرر‬

‫تحممو لمخسارة أو فوات الربح‪ .‬وكؿ ما في األمر أف التعويض المستحؽ في‬

‫حالة االسترداد التعاقدي يتـ تقديره وفقا لألسس الواردة مسبقا بالعقد‪ ،‬أما في‬

‫حالة االسترداد غير التعاقدي فإف تحديد قيمة التعويض يرجع لتقدير جية‬

‫اإلدارة‪ ،‬مع خضوع ىذا التقدير لرقابة القضاء إذا اعترض عميو المتعاقد مع‬

‫اإلدارة‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف االسترداد غير التعاقدي قد يتـ بقرار إداري مف السمطة‬

‫المختصة بإبراـ العقد أو مف خالؿ قانوف صادر مف البرلماف‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ثانيا‪ /‬إسقاط االلتزام‪:‬‬

‫إذا كاف استرداد اإلدارة لممرفؽ المدار بطريؽ االمتياز يعد تطبيقا لسمطتيا‬

‫في إنياء كافة عقودىا اإلدارية بشكؿ مبكر إذا اقتضت المصمحة العامة‪ ،‬فإف‬

‫إسقاط االلتزاـ يعد مف تطبيقات سمطة اإلدارة في توقيع جزاء الفسخ في كافة‬

‫عقودىا اإلدارية إذا ارتكب المتعاقد معيا خطأ جسيما‪ ،‬وذلؾ دوف الحاجة‬

‫لمجوء لمقضاء‪ ،‬إال أف المتعاقد مع اإلدارة يستطيع ‪ -‬بطبيعة الحاؿ ‪ -‬أف‬

‫يطعف باإللغاء عمى قرار الفسخ أماـ قاضي العقد‪.‬‬

‫إال أف الوصؼ السابؽ ينطبؽ عمى عقود االمتياز المصرية فقط‪ ،‬أما في‬

‫فرنسا فقد رفض القضاء اإلداري الفرنسي االعتراؼ لإلدارة بسمطة توقيع ىذا‬

‫الجزاء فيما يتعمؽ بعقود االمتياز دوف غيرىا مف العقود اإلدارية‪ ،‬نظ ار‬

‫لضخامة المبالغ المالية التي ينفقيا المتعاقد مع اإلدارة في سبيؿ تنفيذ إلتزاماتو‬

‫في ىذا النوع مف العقود‪ ،‬مما يبرر حمايتو مف توقيع ىذا الجزاء القاسي عميو‬

‫باإلرداة المنفردة لجية اإلدارة‪ .‬وبالتالي فإنو في حالة رغبة الجية اإلدارية في‬

‫فسخ التعاقد تأسيسا عمى ارتكاب المتعاقد لخطأ جسيـ‪ ،‬فإنيا ال تممؾ الحؽ في‬

‫توقيع جزاء الفسخ بنفسيا‪ ،‬وعمييا أف تمجأ لقاضي العقد‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وال شؾ في أف القضاء اإلداري الفرنسي كاف أكثر توفيقا مف نظيره‬

‫المصري في ىذه المسألة‪ ،‬حيث أف ضخامة االلتزامات المادية الواقعة عمى‬

‫عاتؽ الممتزـ‪ ،‬تقتضي التوسع في توفير الحماية لو مف توقيع مثؿ ىذا الجزاء‬

‫القاصي بدوف وجود ضمانات قضائية مسبقة‪.‬‬

‫وسواء صدر قرار الفسخ مف قبؿ اإلدارة كما ىو الحاؿ في مصر أو بحكـ‬

‫قضائي كما ىو الحاؿ في فرنسا‪ ،‬فإف توقيع ىذه العقوبة يستمزـ ارتكاب الممتزـ‬

‫لخطأ جسيـ خالؿ تنفيذه لمعقد‪ ،‬فجسامة العقوبة تقتضي جسامة الخطأ‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أنو إذا كاف إسقاط اإللتزاـ يعتبر مف قبيؿ الفسخ‬

‫الجزائي لمعقد‪ ،‬فإف العقد قد ينفسخ في حاالت أخرى بدوف وجود خطأ مف‬

‫المتعاقد‪ ،‬فقد يفسخ العقد باالتفاؽ بيف اإلدرة والمتعاقد‪ ،‬وقد يفسح العقد قضائيا‬

‫بطمب مف المتعاقد مع اإلدارة في حالة ارتكاب اإلدارة لخطأ تعاقدي جسيـ أو‬

‫في حالة اختالؿ التوازف المالي لمعقد بسبب ظروؼ طارئة أو بفعؿ اإلدارة‬

‫حتى لو كاف ىذا الفعؿ مشروعا‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫عقد التوريد‬

‫دائما ‪ -‬في إدارة‬ ‫إذا كاف محؿ التعاقد في عقود االمتياز يتمثؿ –‬

‫المتعاقد ألحد المرافؽ العامة نيابة عف الدولة‪ ،‬واذا كاف محؿ التعاقد في عقود‬

‫األشغاؿ العامة يتمثؿ – دائما – في قياـ المتعاقد بإنشاء أو صيانة عقار‬

‫لصالح شخص معنوي عاـ‪ ،‬فإف محؿ التعاقد في عقود التوريد يتمثؿ – دائما‬

‫– في تعيد المتعاقد عمى توريد منقوالت محددة لمجية اإلدارية المتعاقدة سواء‬

‫تمثمت ىذه المنقوالت في صورة مواد أولية أو منتجات زراعية أو منتجات‬

‫مصنعة‪ ،‬وال يمكف بأي حاؿ أف يكوف محؿ التعاقد في عقود التوريد عمؿ أو‬

‫عقار سواء كاف عقا ار بطبيعتو أو بالتخصيص‪.‬‬

‫ويمكف تعريؼ عقد التوريد بأنو اتفاؽ يتعيد بمقتضاه أحد األفراد أو‬

‫الشركات بأف يوفر ألحد األشخاص المعنوية العامة كمية معينة مف المنقوالت‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫وفقا لمشروط والمواصفات المنصوص عمييا في االتفاؽ‪ ،‬وذلؾ في مقابؿ‬

‫حصولو عمى الثمف المحدد بالعقد‪.9‬‬

‫وعمى عكس عقدي االمتياز واألشغاؿ العامة والمذاف يتمتعاف بالصفة‬

‫اإلدارية دائما‪ ،‬فإف عقد التوريد قد يكوف إداريا أو مدنيا‪ .‬وكاف القضاء اإلداري‬

‫المصري في بداية األمر يعتمد عند تصديو لمبحث في طبيعة عقد التوريد‬

‫محؿ النزاع عمى مدى ارتباط المواد محؿ التوريد بالمرفؽ العاـ‪ ،‬فإذا كاف‬

‫ىناؾ صمة بيف المواد الموردة والمرفؽ العاـ يكوف عقد التوريد إداريا‪.‬‬

‫إال أف القضاء اإلداري اتجو بعد ذلؾ لالعتماد عمى مدى احتواء العقد عمى‬

‫شروط استثنائية مف عدمو‪ ،‬استنادا لكوف اتصاؿ العقد بالمرفؽ العاـ ال يكفي‬

‫لتأكيد الصفة اإلدارية لعقد التوريد‪.‬‬

‫* صور عقود التوريد‪:‬‬

‫تنقسـ عقود التوريد إلى نوعيف أساسيف‪ :‬عقود التوريد العادية‪ ،‬وعقود‬

‫التوريد الصناعية‪.9‬‬

‫لمزيد مف التفاصيؿ حوؿ عقود التوريد بشكؿ عاـ راجع أستاذنا الدكتور محمد سعيد‬ ‫‪2‬‬

‫أميف‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 968‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -2‬عقود التوريد العادية‪:‬‬

‫وىي عقود التوريد التى تتعمؽ بتسميـ منقوالت يتفؽ عمى مواصفاتيا مقدماً‪،‬‬

‫وفي ىذا النوع مف عقود التوريد يمتمؾ المورد حرية واسعة فى تحديد طرؽ‬

‫التنفيذ تحديد الجيات التي يحصؿ منيا عمى المنقوالت محؿ التعاقد‪ ،‬وليس‬

‫لالدارة سوى الحؽ فى فحص التوريدات والتأكد مف مطابقتيا لممواصفات‬

‫المحددة بالعقد‪.‬‬

‫‪ -3‬عقود التوريد الصناعية‪:‬‬

‫وىذا النوع مف العقود ينصب عمى توريدات تتميز بأنيا معقدة التصنيع‪،‬‬

‫فيو عقد تصنيع وتوريد فى نفس الوقت‪ .‬وتتميز ىذه العقود عف التوريدات‬

‫العادية بأنيا تتضمف إلى جانب عنصر تسميـ المنقوالت عنصر صناعة‬

‫البضائع المتفؽ عمى توريدىا‪ ،‬أما التوريدات العادية فتنصب عمى مواد أولية‬

‫أو زراعية أو منتجات بسيطة التصنيع‪.‬‬

‫ووفقاً لما استقر عميو قضاء المحكمة االدارية العميا‪ ،‬فإنو إذا انطوى العقد‬

‫عمى مزيج مف مقاولة األعماؿ والتوريد فإنو يسرى فى شأف كؿ منيما ما‬

‫‪9‬‬
‫لمزيد مف التفاصيؿ حوؿ أنواع عقود التوريد راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف‬
‫خميؿ‪ ،‬العقود الحكومية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 991‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ينطبؽ عميو مف أحكاـ‪ .‬وتطبيقاً لذلؾ قضت المحكمة فى حكميا الصادر فى‬

‫‪ 9161/9/11‬أنو‪:‬‬

‫"أف العقد مثار المنازعة أنصب كمو عمى إصالح الدراجات البخارية‬

‫(الموتوسيكالت) وعمى توريد وتركيب ما يمزـ ليا مف قطع غيار جديدة وصاج‬

‫وأخشاب ومشمع ومقابض وما إلى ذلؾ واستكماؿ الفوانيس واالشارات السمراء‪.‬‬

‫ولما كاف التوريد فى ىذا العقد ذا شأف محسوس مف حيث قيمتو وأىميتو‬

‫بجانب العمؿ‪ ،‬فإف العقد بيذه المثابة ينطوى عمى مزيج مف مقاولة األعماؿ‬

‫والتوريد؛ تقع المقاولة عمى أعماؿ االصالح وتنطبؽ احكامو عميو ويقع التوريد‬

‫عمى المواد وتسرى أحكامو فيما يتعمؽ بيا"‪.‬‬

‫* شروط واجراءات استام األصناف فى عقود التوريد‪:‬‬

‫نظمت الالئحة التنفيذية لقانوف التعاقدات الحكومية إجراءات استالـ‬

‫األصناؼ المتعاقد عمييا فى عقود التوريد‪ ،‬وكما ىو الحاؿ بالنسبة لعقود‬

‫مقاوالت األشغاؿ العامة فرقت الالئحة بيف إجراءات وآثار التسميـ المؤقت‬

‫والتسميـ النيائى لالصناؼ المتعاقد عمى توريدىا‪ .‬إال أف التفرقة بيف نوعى‬

‫التسميـ فى عقود التوريد ال تتمتع بنفس األىمية التي تتمتع بيا فى عقود‬

‫مقاوالت األشغاؿ العامة وذلؾ فيما يتعمؽ باآلثار المترتبة عمى تماـ التسميـ‬

‫‪76‬‬
‫وخاصة بالنسبة لموفاء بالثمف المتفؽ عميو ورد التأميف النيائى أو ما تبقى‬

‫منو‪ .‬وقد نظمت الالئحة التنفيذية لمقانوف شروط واجراءات التسميـ المؤقت‬

‫والنيائى لالصناؼ الموردة واآلثار القانونية المترتبة عمييا في المواد ‪ 919‬إلى‬

‫‪ 916‬وسوؼ نستعرض أىـ األحكاـ الواردة في ىذه المواد عمى النحو التالى‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬التسميم المؤقت لألصناف المتعاقد عمييا‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 919‬مف الالئحة التنفيذية إجراءات التسميـ االبتدائى‬

‫لألصناؼ المتعاقد عمييا فى عقد التوريد كما يمى‪:‬‬

‫‪ -‬يمتزـ المتعيد بتوريد األصناؼ المتعاقد عمييا فى الميعاد أو المواعيد‬

‫المحددة في العقد أو كراسة الشروط‪ ،‬وبشرط أف تكوف ىذه األصناؼ غير‬

‫محممة بأي مصروفات أو رسوـ ومطابقة ألمر التوريد ولممواصفات أو العينات‬

‫المعتمدة‪.‬‬

‫‪ -‬يتسمـ أميف مخازف الجية اإلدارية المتعاقدة ما يورده المتعيد بالعدد‬

‫أو الوزف أو المقاس وفقا لطبيعة األصناؼ الموردة‪ ،‬وبحضور مندوب‬

‫المورد‪ ،‬ويعطى المندوب إيصاالً مؤقتاً مختوماً بخاتـ جية االدارة‬

‫‪77‬‬
‫موضحاً بو اليوـ والساعة التى تـ فييا التوريد وحالة األصناؼ الموردة‬

‫مف حيث سالمتيا‪.‬‬

‫‪ -‬يتولى أميف مخزف االستقباؿ فور تسممو األصناؼ الموردة إخطار‬

‫رئيس لجنة الفحص بذلؾ إلتخاذ الالزـ‪.‬‬

‫وفيما يتعمؽ باألثر المترتب عمى إجراء التسميـ المؤقت لألصناؼ المتعاقد‬

‫عمى توريدىا‪ ،‬أفتت الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجمس الدولة‬

‫بأف االستالـ المؤقت ال يرتب أى أثر فيما يتعمؽ بإنياء مسئولية المورد عف‬

‫األصناؼ الموردة‪ ،‬وتظؿ تبعة اليالؾ عمى عاتؽ المورد وال تنتقؿ منو إلى‬

‫جية االدارة المتعاقدة‪ ،‬كما أف المورد يظؿ ضامناً لكافة ما يصب األصناؼ‬

‫الموردة مف فساد أو عيوب أخرى حتى بعد التسميـ المؤقت والى أف يتـ التسميـ‬

‫النيائى‪ .9‬إال أف ىذه الفتوى ال تنطبؽ بطبيعة الحاؿ عمى فساد أو ىالؾ‬

‫األصناؼ بسبب خطأ اإلدارة في التخزيف‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬اإلستام النيائى لألصناف المتعاقد عمييا‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫فتوى رقـ ‪ 616‬ادارة فى ‪ 91‬ابريؿ عاـ ‪ ،9161‬مشار إلييا لدى أستاذنا الدكتور عادؿ‬
‫خميؿ‪ ،‬العقود الحكومية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 991‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ووفقاً ألحكاـ قانوف التعقادات الحكومية والمبادئ التى قررتيا المحكمة‬

‫االدارية العميا فيما يتعمؽ بتنفيذ عقود التوريد‪ ،‬فإف العبرة فى إستالـ األصناؼ‬

‫المتعاقد عمييا يكوف بالفحص الذى تجريو لجاف الفحص والتسميـ النيائى‪.‬‬

‫أما الفحص المؤقت الذي يتـ خالؿ مرحمة االستالـ االبتدائي أو المؤقت فال‬

‫يعد قبوالً مف الجية االدارية لألصناؼ الموردة أو إق ار اًر منيا بمطابقتيا‬

‫لممواصفات والشروط المتفؽ عمييا وتطبيقاً لذلؾ قضت المحكمة فى حكميا‬

‫الصادر فى ‪ 9181/91/18‬بأنو لما كاف الثابت أف الجية االدارية رفضت‬

‫الكميات المتنازع عمييا بعد فحصيا بمعرفة لجاف الفحص وفقاً لما أسفر عنو‬

‫ىذا الفحص مف عدـ مطابقتيا لممواصفات ولمعينة المعتمدة‪ ،‬فإف ليا إسترداد‬

‫ثمف ىذه الكميات التى سبؽ صرفيا لممطعوف ضده وال يجوز إبراء ذمتو مف‬

‫قيمة األصناؼ المرفوضة عمى أساس الفحص النظرى الذى كشؼ عف عدـ‬

‫مطابقتيا لممواصفات‪.9‬‬

‫ويمكف تمخيص إجراءات اإلستالـ النيائى لمتوريدات المتفؽ عمييا واآلثار‬

‫المترتبة عميو مف حيث إستحقاؽ وسداد الثمف في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪9‬الطعف رقـ‪ 611‬لسنة ‪19‬ؽ – جمسة ‪.9181/91/18‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ ‬يقوـ أميف مخزف اإلستقباؿ بجية االدارة بإخطار المتعيد‬

‫بميعاد اجتماع لجنة الفحص ليتمكف مف حضور إجراءات‬

‫الفحص واإلستالـ النيائى‪ .‬ويجب أف يتـ ذلؾ اإلخطار فى‬

‫خالؿ ثالثة أياـ عمؿ مف تاريخ اليوـ التالى لصدور اإليصاؿ‬

‫المؤقت باإلصناؼ التى تـ إستالميا وحالتيا‪.‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 919‬مف الالئحة‪ ،‬إذا قررت لجنة الفحص بعد‬ ‫‪‬‬

‫إجتماعيا رفض صنؼ أو أكثر مف األصناؼ الموردة أو وجد‬

‫فييا نقص أو مخالفة المواصفات أو العينات المعتمدة‪ ،‬يخطر‬

‫المتعيد بذلؾ كتابة بالبريد الموصى عميو بعمـ الوصوؿ‬

‫بأسباب الرفض وبوجوب سحب األصناؼ المرفوضة وتوريد‬

‫بدليا‪ .‬ويجب أف يتـ ذلؾ اإلخطار فور صدور قرار المجنة فى‬

‫ذات اليوـ أو اليوـ التالى عمى األكثر‪ .‬ويمتزـ المتعيد بسحب‬

‫األصناؼ المرفوضة خالؿ سبعة أياـ عمى األكثر مف تاريخ‬

‫اليوـ التالى إلخطاره‪ .‬فإذا تأخر فى سحبيا فيكوف لجية االدارة‬

‫الحؽ فى تحصيؿ مصروفات تخزيف بواقع ‪ %1‬مف قيمة‬

‫األصناؼ عف كؿ إسبوع تأخير أو جزء منو ولمدة أقصاىا‬

‫‪82‬‬
‫أربع أسابيع‪ .‬وبعد إنتياء ىذه المدة يكوف لجية االدارة الحؽ‬

‫فى أف تتخذ إجراءات بيعيا فو اًر وأف تخصـ مف الثمف ما يكوف‬

‫مستحقاً ليا ويكوف البيع وفقاً ألحكاـ ىذه الالئحة‪.‬‬

‫‪ ‬إذا قررت لجنة الفحص قبوؿ األصناؼ التى تـ توريدىا تتخذ‬

‫إجراءات اإلستالـ النيائى ليا‪.‬‬

‫‪ ‬تفصؿ السمطة المختصة فى الخالفات التى تنشأ بيف المورديف‬

‫ولجاف الفحص أو بيف أعضاء لجنة الفحص أنفسيـ‪ ،‬وليا أف‬

‫تسترشد فى ذلؾ برأى لجنة فحص آخرى أو الرجوع إلى الجية‬

‫التابع ليا المندوب الفنى‪.‬‬

‫‪ ‬يصرؼ ثمف األصناؼ الموردة خالؿ خمسة عشر يوـ عمؿ‬

‫عمى األكثر تحسب مف تاريخ اليوـ التالى العتماد قرار لجنة‬

‫الفحص أو مف اليوـ التالي لورود نتيجة الفحص الفنى حسب‬

‫األحواؿ‪.‬‬

‫بناء عمى طمب جية االدارة إلى‬


‫‪ ‬فى حالة قياـ المتعيد بالتوريد ً‬

‫جية غير الجية المتعاقد عمى التوريد إلييا فإنو يجب أف ترافؽ‬

‫‪82‬‬
‫الفواتير مستندات تثبت قيمة مصروفات النقؿ االضافية حتى‬

‫يمكف رد ىذه المصروفات إليو الالئحة‪.‬‬

‫ويثور التساؤؿ ىنا ىؿ يجوز لجية االدارة بعد إتماـ االستالـ النيائى‬

‫لألصناؼ الموردة وقؼ دفع باقى الثمف بإدعاء إكتشاؼ عيب خفى‪9‬؟‬

‫بعد تماـ التسميـ النيائى لألصناؼ المتعاقد عمييا باإلنتياء مف إجراءات‬

‫الفحص وموافقة لجنة الفحص واعتماد السمطة المختصة لقرارىا يجب عمى‬

‫جية االدارة سداد ثمف األصناؼ الموردة كامالً فى خالؿ مدة ‪ 91‬يوـ‬

‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 919‬مف الالئحة‪ .‬وال يجوز لالدارة االمتناع عف‬

‫دفع باقى الثمف‪ ،‬بزعـ أنو قد تبيف ليا وجود عيب خفى فى األصناؼ الموردة‪.‬‬

‫وذلؾ ألف إجراءات فحص األصناؼ المنصوص عمييا في الئحة قانوف‬

‫التعاقدات الحكومية تتضمف تنظيماً دقيقاً لعممية فحص األصناؼ المشتراه‪،‬‬

‫مما يستبعد إمكانية وجود عيب يخفى عمى لجنة الفحص‪.‬‬

‫وقد تناولت المحكمة االدارية العميا ىذه المشكمة فى قضية تدور وقائعيا‬

‫حوؿ تعاقد االدارة مع مورد لتوريد ورؽ استنسؿ طبقاً لعينة محددة قدميا‬

‫المورد وقبمتيا االدارة عند الفحص‪ ،‬وبعد أف تـ التوريد وبدأ االستعماؿ‪ ،‬وجدت‬

‫‪9‬‬
‫راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ 994‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫االدارة أف الصنؼ المورد ال يطبع الكميات الكافية‪ ،‬وأف الورؽ يتمزؽ‬

‫باإلستعماؿ فأوقفت دفع باقى الثمف‪ ،‬وطالبت المتعيد بأف يورد صنفاً أجود‪.‬‬

‫ولما طرح النزاع أماـ القضاء االدارى‪ ،‬رفضت كؿ مف محكمة القضاء‬

‫االدارى‪ ،‬والمحكمة االدارية العميا اعتبار ما اكتشفتو االدارة عيباً خفياً‪ ،‬ووفقا‬

‫لحيثيات الحكـ فإف الالئحة التنفيذية لمقانوف قد تضمنت تنظيماً كامالً لعممية‬

‫لفحص األصناؼ المشتراه طبقاً لعقود التوريد‪.‬‬

‫واذا اتبعت اإلدارة ىذا التنظيـ بشكؿ جاد‪ ،‬فإف ذلؾ كفيؿ بتمكيف جية‬

‫االدارة مف التحقؽ مف مطابقة المبيع لشروط العقد ومواصفاتو والوفاء بالغرض‬

‫المقصود منو‪ ،‬وليا عمى ضوء ما تجريو مف تجارب وفحص أف تقرر إما قبوؿ‬

‫الصنؼ أو رفضو بناء عمى ما تقرره لجنة الفحص‪ ،‬واعتماد المصمحة لقرارىا‪،‬‬

‫ويكوف القرار الصادر فى ىذا الشأف نيائياً‪ ،‬أى أنو ممزـ لطرفى العقد‪.‬‬

‫وحيث تبيف لممحكمة مف ىذا التنظيـ المتكامؿ التى نصت عميو الئحة‬

‫المناقصات أف المشرع أوجب عمى الجية االدارية أف تفحص األصناؼ‬

‫الموردة بعناية أشد مف عناية الرجؿ العادى‪ ،‬ومف حيث أف المطعوف ضده قد‬

‫بصر الجية االدارية بوجود أكثر مف صنؼ مف األوراؽ‪ ،‬وأحاطيا عمماً بسعر‬

‫‪83‬‬
‫كؿ نوع منيا‪ ،‬فأختارت أقميا سع اًر‪ ،‬فمف المفترض أف تقنع الجية االدارية‬

‫بالنتائج التى يحققيا ىذا الصنؼ والتى تتناسب مع سعره‪.9‬‬

‫*النتائج المترتبة عمى تأتخر المتعاقد في التوريد‪:‬‬

‫‪ -‬وفقا لممادة ‪ 919‬مف الالئحة التنفيذية لقانوف التعاقدات الحكومية تبدأ المدة‬

‫المحددة لمتوريد مف اليوـ التالي إلخطار المورد بأمر التوريد‪ ،‬إال إذا اتفؽ‬

‫الطرفاف عمى ميعاد آخر‪ .‬ولكف ماذا لو تأخر المورد عف تسميـ األصناؼ‬

‫محؿ التعاقد عف الموعد المتفؽ عميو؟‬

‫ولقد أجابت المادة ‪ 919‬مف الالئحة التنفيذية عمى ىذا التساؤؿ بمنحيا لإلدارة‬

‫المتعاقدة سمطة إعطاء المورد المتأخر ميمة إضافية إلتماـ التوريد‪ ،‬إال أنيا‬

‫ألزمت اإلدارة بتوقيع غرامة تأخير عمى المتعاقد المتأخر خالؿ المدة‬

‫اإلضافية‪.‬‬

‫ولقد حددت المادة المذكورة مبمغ الغرامة بواقع ‪ %9‬كحد أدنى ‪ %6‬كحد‬

‫أقصى مف قيمة األصناؼ المتأخرة‪ ،‬وذلؾ عف كؿ أسبوع تأخير‪ .‬إال أف اإلدارة‬

‫غير ممزمة بمنح المتعاقد المتأخر ميمة إضافية‪ ،‬فاألمر متروؾ لسمطتيا‬

‫التقديرية في ضوء مراعاتيا لمصالح العاـ‪.‬‬

‫‪9‬حكـ المحكمة االدارية العميا فى ‪ 11‬مارس سنة ‪ ،9149‬س‪ ،96‬ص‪.941‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬وفي حالة رفض اإلدارة منح المتعاقد المتأخر ميمة إضافية أو في حالة‬

‫تأخره في التنفيذ إلى ما بعد انتياء الميمة اإلضافية‪ ،‬فإف لإلدارة اتخاذ أحد‬

‫اإلجرائييف التالييف‪:‬‬

‫شراء األصناؼ المتأخرة مف الغير وعمى حساب المتعاقد‬ ‫اإلجراء األوؿ‪:‬‬

‫وبنفس الشروط والمواصفات المعمف ىنا‪ ،‬عمى أف يتحمؿ المتعاقد المتأخر‬

‫فروؽ األسعار الناتجة عف عممية الشراء مف الغير‪.‬‬

‫اإلجراء الثاني‪ :‬إنياء التعاقد فيما يخص األصناؼ المتأخرة‪.‬‬

‫وفي كال الحالتيف يصبح التأميف النيائي مف حؽ الجية اإلدارية‪ ،‬كما‬

‫يحؽ ليا خصـ كؿ خسارة لحقت بيا مف مستحقات المورد المتأخر سواء كانت‬

‫ىذه المستحقات لدييا أو لدى أي جية إدارية أخرى‪ ،‬وفي حالة عدـ كفاية ىذه‬

‫المستحقات يحؽ لجية اإلدارة المجوء لقاضي العقد لممطالبة بالتعويض‬

‫المناسب عف الخسائر الناتجة عف تأخر التوريد‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫عقد النقل‬

‫ويمكننا تعريؼ عقد النقؿ بأنو اتفاؽ يتعيد بمقتضاه أحد األفراد أو‬

‫الشركات بنقؿ بضائع أو ميمات أو أفراد لحساب شخص معنوي عاـ مف‬

‫نقطة إلى أخرى‪ ،‬سواء تـ النقؿ بواسطة المتعاقد ذاتو أو مف خالؿ وضعو‬

‫لوسائؿ النقؿ الممموكة لو تحت تصرؼ اإلدارة‪ ،‬عمى أف يكوف اليدؼ مف‬

‫النقؿ تحقيؽ مصمحة عامة‪ ،‬وذلؾ في مقابؿ الحصوؿ عمى ثمف محدد‪.‬‬

‫ونظ ار لمتشابو ما بيف عقود التوريد السابؽ شرحيا وعقود النقؿ مف حيث‬

‫أف محؿ التعاقد في كمييما منقوالت‪ ،‬ومف حيث إلتزاـ المتعاقد بتسميـ ىذه‬

‫المنقوالت لإلدارة في مكاف وزماف محدد‪ ،‬فقد جرى قضاء مجمس الدولة‬

‫الفرنسي عمى تطبيؽ األحكاـ القانونية لعقد التوريد والتي سبؽ أف تناولناىا‬

‫عمى عقود النقؿ‪.‬‬

‫وكما ىو الحاؿ فيما يتعمؽ بالطبيعة القانونية لعقد التوريد‪ ،‬فإف عقد النقؿ –‬

‫أيضا ‪ -‬قد يكوف إدارياً أو مدنياً وفؽ ما يتضمنو مف أحكاـ‪ .‬وقد اتجو مجمس‬

‫الدولة الفرنسى إلى اعتبار عقد النقؿ مدنياً إذا أقتصر دور صاحب وسيمة‬

‫‪86‬‬
‫النقؿ عمى وضعيا تحت تصرؼ االدارة لتتولى ىى نقؿ بضائعيا أو ركابيا‬

‫وفقاً لمشروط المألوفة فى عقود النقؿ التجارية‪ ،‬طالما لـ يتضمف العقد شروطاً‬

‫إستثنائية غير مألوفة فى القانوف الخاص أو في حاؿ عدـ احتواء العقد عمى‬

‫بنود تسمح لصاحب وسائؿ النقؿ التدخؿ مباشرة فى نشاط المرفؽ العاـ الذي‬

‫يتـ النقؿ لصالحو‪.‬‬

‫أما إذا احتوى عمى شروط استثنائية وغير مألوفة أو إذا تبيف مف بنود العقد أف‬

‫إلتزمات المتعاقد مع اإلدارة تصؿ إلى حد المساىمة المباشرة فى تسيير المرفؽ‬

‫العاـ‪ ،‬فإف عقد النقؿ يكتسب الصفة اإلدارية‪.‬‬

‫وقد اتجو قطاع مف الفقو وعمى رأسيـ األستاذ فاليف إلى القوؿ باحتمالية الخمط‬

‫بيف عقد النقؿ اإلدارى وعقد االمتياز‪ ،‬وذلؾ إذا كاف موضوع عقد االمتياز‬

‫ينصب عمى نقؿ األشياء‪ ،‬وضرب األستاذ فاليف مثاالً عمى ذلؾ باالتفاؽ‬

‫الخاص بنقؿ البريد بالسفف‪ .‬فيؿ يعد تعيد المتعاقد مع اإلدارة في ىذه الحالة‬

‫بمثابة عقد نقؿ أـ بمثابة عقد امتياز إلدارة مرفؽ البريد؟‬

‫ووفقا لمرأي الراجح فإف تحديد نوع العقد في ىذه الحالة يتوقؼ عمى شروط‬

‫العقد‪ ،‬فإذا تبيف مف فحص تمؾ الشروط أنيا تسمح لممتعاقد مع اإلدارة بتقديـ‬

‫خدمات النقؿ البريدي لإلدارة ولألفراد عمى السواء وبمقابؿ رسوـ معينة‪ ،‬وكانت‬

‫‪87‬‬
‫عمميات النقؿ منتظمة‪ ،‬فإننا نكوف بصدد عقد امتياز‪ .‬أما اذا اتضح مف‬

‫شروط العقد أنو ينظـ عممية نقؿ البريد لإلدارة فقط دوف األفراد‪ ،‬أو أف االتفاؽ‬

‫ينصب عمى تنفيذ عمميات نقؿ محددة العدد وال تتمتع بطابع االستمرار‪ ،‬فإننا‬

‫نكوف بصدد عقد نقؿ إداري‪.9‬‬

‫وقد تبنى مجمس الدولة المصرى ذات القواعد السابقة لتحديد طبيعة عقد النقؿ‬

‫المبرـ بيف االدارة وأحد األفراد‪ .‬وكانت االدارة بموجب العقد محؿ النزاع ىي‬

‫الطرؼ المتعيد بنقؿ البريد الخاص بأحد األفراد والمتمثؿ في بعض الطرود‬

‫البريدية مف مصر إلى السوداف‪ ،‬وانتيت المحكمة إلى عدـ اعتبار عقد النقؿ‬

‫محؿ النزاع عقدا إداريا‪ ،‬إذ ال تتوافر فيو مقومات العقد االدارى بحسب مف‬

‫حيث المساىمة في تسيير مرفؽ عاـ‪ ،‬وليس فى نصوصو شروط غير مألوفة‬

‫فى القانوف الخاص‪ ،‬وانما ىو عقد مبرـ لتحقيؽ مصمحة فردية خاصة ىى نقؿ‬

‫رسالة مف مصر إلى السوداف فى مقابؿ أجر أو رسـ‪ ،‬فيو عقد مف عقود‬

‫النقؿ الخاص والتى تخرج المنازعة بشأنيا مف والية القضاء اإلداري‪.1‬‬

‫‪9‬‬
‫أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪699‬‬
‫‪1‬‬
‫القضية رقـ ‪ 441‬لسنة ‪ 91‬قضائية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الباب الثالث‬

‫األحكام العامة إلبرام العقود الحكومية‬

‫إذا كانت القاعدة العامة في نطاؽ القانوف الخاص تتمثؿ في حرية اختيار‬

‫المتعاقديف لطريقة التعاقد التي يرغبوف في استخداميا التماـ اتفاقاتيـ‪ ،‬إال أف‬

‫ىذه القاعدة ال تسري عمى التعاقدات الحكومية سواء فيما يتعمؽ بعقود اإلدارة‬

‫المدنية أو عقودىا ذات الطبيعة اإلدارية‪.‬‬

‫فاإلدارة عند إقداميا عمى التعاقد ممزمة باتباع بعض األساليب واإلجراءات‬

‫الواردة بالقوانيف والموائح‪ ،‬وتمثؿ ىذه األساليب واإلجراءات قيدا عمى حرية‬

‫اإلدارة في اختيار أسموب التعاقد وشخص المتعاقد معيا‪.‬‬

‫وسوؼ نخصص ىذا الباب لدراسة طرؽ التعاقد الحكومي التي حددىا‬

‫قانوف التعاقدات الحكومية الجديد رقـ ‪ 981‬لسنة ‪ ،1198‬عمى أف نخصص‬

‫الفصؿ األوؿ الستعراض القيود المفروضة عمى جية اإلدارة عند التعاقد‪ ،‬مع‬

‫تخصيص الفصؿ الثاني لدراسة الطرؽ األساسية إلبراـ التعاقدات الحكومية‪،‬‬

‫بينما سنخصص الفصؿ الثالث لبياف الطرؽ االستثنائية إلبراـ ىذه التعاقدات‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫أما الفصؿ الرابع واألخير فسوؼ نخصصو لبياف حدود وطبيعة اختصاص‬

‫القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة عف العقود اإلدارية‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫القيود المفروضة عمى جية اإلدارة عند التعاقد‬

‫إف العقود التى يبرميا األفراد في نطاؽ القانوف الخاص تخضع لمبدأ‬

‫التراضى وحرية التعاقد والتحرر مف الشكميات‪ ،‬إال إذا قرر المشرع إخضاع‬

‫بعض حاالت التعاقدات لبعض القيود عمى سبيؿ االسستثناء‪.‬‬

‫أما فيما يتعمؽ بالعقود الحكومية سواء كانت إدارية أو مدنية‪ ،‬فال تنطبؽ‬

‫عمييا القاعدة السابقة‪ ،‬فاالدارة بصفتيا األمينة عمى الماؿ العاـ والمسئولة عف‬

‫ضماف سير المرافؽ العامة بانتظاـ‪ ،‬ليست ليا حرية مطمقة فى إبراـ العقد‬

‫وقتما تشاء أو أياً كاف شكؿ التعاقد‪ ،‬فقد فرض عمييا المشرع عدة قيود ضماناً‬

‫لتحقيؽ الصالح العاـ‪.‬‬

‫ويمكف رد القيود التشريعية فى ىذا الصدد إلى نوعيف مف القيود ىما‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬القيود السابقة عمى التعاقد‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬القيود التى تتعمؽ بقواعد االختصاص والشكؿ الكتابى فى التعاقد‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫وسوؼ نتناوؿ ىذيف النوعيف مف القيود بالدراسة فيما يمى‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫القيود السابقة عمى التعاقد‬

‫ويقصد بيا االجراءات التى يحددىا القانوف والتي يجب عمى جية االدارة‬

‫االلتزاـ بيا واستيفائيا قبؿ الشروع فى عممية إبراـ العقد‪ .‬وسنتناوؿ أىـ صورىا‬

‫فيما يمى‪:‬‬

‫‪ .2‬توافر االعتماد المالى‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 99‬مف قانوف التعاقدات الحكومية ال يجوز لإلدارة البدء في‬

‫إجراءات الطرح لمتعاقد ما لـ يوجد لدييااالعتماد المالى الالزـ لمواجية األعباء‬

‫المالية الجديدة‪ .‬وال تقتصر ىذه القاعدة عمى العقود االدارية بصفة خاصة‬

‫ولكنيا تتصرؼ إلى كافة تصرفات االدارة التى ترتب التزامات مالية عمى‬

‫خزانة الدولة‪ ،‬سواء أخذت ىذه التصرفات صورة العقد أو القرار اإلداري‪.‬‬

‫ولقد أجازت المادة ‪ 91‬مف الالئحة التنفيية لمقانوف أف تبدأ اإلدارة في‬

‫إجراءات الطرح عمى الرغـ مف عدـ توافر االعتماد المالي الالزـ لمتعاقد‪ ،‬وذلؾ‬

‫في الحاالت الطارئة والعاجمة التي تقتضييا المصمحة العامة‪ ،‬إال أنيا‬

‫‪92‬‬
‫اشترطت قياـ اإلدارة بالتنسيؽ أوال مع و ازرة المالية أو التخطيط حسب‬

‫األحواؿ‪ ،‬حتى يمكف لياتيف الجيتيف توفير االعتماد المالي المطموب في أقرب‬

‫وقت‪.‬‬

‫ولكف ىؿ يعني ذلؾ أف تعاقد اإلدارة بدوف توافر االعتماد المالي يؤدي‬

‫إلى بطالف عممية التعاقد؟‬

‫عمى الرغـ مف اشتراط القانوف توافر االعتماد المالي الالزـ لمتعاقد‪ ،‬إال أف‬

‫ىذه االشتراط ممزـ لمجية اإلدارية فقط دوف المتعاقد معيا‪ ،‬وال يرتب عدـ إلتزاـ‬

‫اإلدارة بو أي آثار فيما يتعمؽ بأركاف العقد وشروط صحتو‪ ،‬ولذلؾ فقد استقر‬

‫الفقو والقضاء فى فرنسا ومصر عمى أف مخالفة جية االدارة لمقاعدة السابقة ال‬

‫يترتب عمييا بطالف العقد‪ .‬فعدـ وجود االعتماد المالى ال يؤثر عمى صحة‬

‫العقد أو نفاذه فالعقد يكوف سميماً مف الناحية القانونية‪.9‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف المادة ‪ 99‬مف قانوف التعاقدات الحكومية قد‬

‫حظرت عمى اإلدارة القياـ بتعاقدات خالؿ الشير األخير مف السنة المالية‪،‬‬

‫وذلؾ ضمانا لعدـ قياـ الجية اإلدارية بالتعاقد خصيصا بقصد استنفاذ‬

‫‪9‬راجع أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى‪ ،‬األسس العامة لمعقود االدارية‪ ،‬طبعة ‪،9119‬‬
‫ص‪ .699 ،664‬وراجع أيضا أستاذنا الدكتور عادؿ عبد الرحمف خميؿ‪ ،‬العقود الحكومية‪،‬‬
‫مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪ 111‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫االعتمادات المالية الموجودة لدييا‪ .‬إال أنيا عادت وأجازت التعاقد خالؿ تمؾ‬

‫الفترة ولكف بثالثة ضوابط وىي‪ :‬وجود حالة طارئة أو عاجمة‪ ،‬والحصوؿ عمى‬

‫موافقة وزير المالية‪ ،‬واالنتياء مف إجراءات التعاقد قبؿ انتياء السنة المالية‪.‬‬

‫‪ .3‬الحصول عمى الموافقات والتراتخيص ذات الصمة بموضوع العقد‪:‬‬

‫حرصت المادة ‪ 96‬مف الالئحة التنفيذية لقانوف التعاقدات الحكومية عمى‬

‫التأكيد عمى ضرورة حصوؿ جية اإلدارة عمى تصريح أو إذف مسبؽ بالتعاقد‬

‫وذلؾ فيما يتعمؽ ببعض العقود الميمة‪ ،‬فعمى الرغـ مف اختصاص الجية‬

‫اإلدارية بإبراـ ىذه العقود‪ ،‬إال أف المشرع قد يمزميا بطمب األذف مف جية‬

‫أخرى قبؿ البدء في طرح التعاقد‪.‬‬

‫وعمى عكس شرط توافر االعتماد المالي‪ ،‬فإف قياـ االدارة بالتعاقد دوف‬

‫الحصوؿ عمى االذف السابؽ فى الحاالت التى يتطمبيا القانوف يؤدى إلى‬

‫بطالف العقد بطالناً مطمقاً وال يمكف تصحيح ىذا البطالف باالجازة الالحقة‪.‬‬

‫حيث أف القواعد الخاصة بضرورة الحصوؿ عمى تصريح سابؽ بالتعاقد تتعمؽ‬

‫بالنظاـ العاـ ومخالفتيا تؤدى لمبطالف المطمؽ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫صور شرط االذن بالتعاقد‪:‬‬

‫ويأخذ شرط االذف بالتعاقد صو اًر متعددة‪:‬‬

‫‪ ‬فقد يصدر مف مجمس النواب فى صورة قانوف‪ :‬مف ذلؾ ما نصت‬

‫عميو المادة ‪ 914‬مف دستور ‪ 1199‬مف أنو " تنص المادة عمى أنو‬

‫ال يجوز لمسمطة التنفيذية االقتراض‪ ،‬أو الحصوؿ عمى تمويؿ‪ ،‬أو‬

‫االرتباط بمشروع غير مدرج فى الموازنة العامة المعتمدة يترتب عميو‬

‫إنفاؽ مبالغ مف الخزانة العامة لمدولة لمدة مقبمة‪ ،‬إال بعد موافقة‬

‫مجمس النواب‪.".‬‬

‫‪ ‬وقد يأخذ االذف السابؽ صورة قرار جميورى‪ :‬ومثاؿ ذلؾ ما قرره‬

‫القانوف رقـ ‪ 69‬لسنة‪ 9118‬باختصاص رئيس الجميورية بإصدار‬

‫قررات منح امتياز المرافؽ العامة بعد موافقة مجمس مجمس الشعب‪.‬‬

‫‪ ‬وقد يأخذ االذف صورة قرار يصدر مف مجمس الوزراء‪ :‬مف ذلؾ‬

‫إستمزاـ القانوف رقـ ‪ 911‬لسنة ‪ 9116‬الخاص بمنح إلتزامات محطات‬

‫الكيرباء والقانوف رقـ ‪ 111‬لسنة ‪ 9116‬الخاص بمنح إلتزامات‬

‫‪94‬‬
‫الطرؽ العامة‪ ،‬حيث نص كالىما عمى اختصاص مجمس الوزارء‬

‫بالموافقة عمى قرار منح االلتزاـ بناء عمى اقتراح الوزير المختص‪.‬‬

‫‪ ‬وقد يأخذ االذف صورة قرار يصدر مف الوزير المختص‪ :‬مف ذلؾ ما‬

‫نصت عميو المادة ‪ 99‬مف التأشيرات العامة الممحقة بقانوف موازنة‬

‫المالية ‪ – 9111/19‬وليا قوة القانوف‪ .‬مف أنو يمزـ موافقة وزير‬

‫التخطيط الستخداـ االعتمادات المخصصة بالموازنة لوسائؿ االنتقاؿ‪،‬‬

‫وعمى شراء سيارات الركوب الصالوف التى ال تزيد عدد سمندراتيا عمى‬

‫أربعة سمندرات‪ ،‬وينطبؽ ىذا عمى سيارات الركوب العادية أو الجيب‬

‫التى تستخدـ كسيارة ركوب (صالوف) والمنتجة محمياً وما يماثميا مف‬

‫اإلنتاج األجنبى‪ ،‬وكذلؾ السيارات الصالوف المجيزة بتجييزات خاصة‬

‫الستخدامات معينة أياً كاف الغرض منيا‪.‬‬

‫‪ .6‬االستشارات السابقة‪:‬‬

‫فى كثير مف الحاالت قد يفرض المشرع عمى االدارة الراغبة فى التعاقد أف‬

‫تطمب إستشارة جية معينة قبؿ إبراـ العقد‪ ،‬وذلؾ ضمانا لتحقيؽ بعض‬

‫اإلعتبارات الفنية كما ىو الحاؿ فيما يتعمؽ بالتعاقد لشراء أو إستئجار أجيزة‬

‫‪95‬‬
‫إلكترونية معقدة‪ ،‬أو لضماف صحة ومالئمة عممية التعاقد مف الناحية القانونية‬

‫أو المحاسبية وذلؾ تفاديا إلىدار الماؿ العاـ‪.‬‬

‫واذا نص القانوف عمى وجوب حصوؿ اإلدارة الراغبة في التعاقد عمى‬

‫استشارة إحدى الجيات قبؿ التعاقد‪ ،‬فإف العقد يصبح باطال في حالة عدـ‬

‫حصوؿ اإلدارة عمى االستشارة المقررة قانونا‪ .‬إال أنو يجب االنتباه إلى أف‬

‫االستشارات السابقة عمى التعاقد تنقسـ إلى نوعيف‪ :‬أما األوؿ فيو االستشارات‬

‫المقيدة لمجية اإلدارية‪ ،‬وفي ىذا النوع مف االستشارات ال يكفي أف تطمب‬

‫الجية اإلدارية استشارة الجية التي حددىا القانوف‪ ،‬بؿ يجب عمييا اإللتزاـ‬

‫بمضموف االستشارة واال كانت عممية التعاقد مشوبة بالبطالف‪.‬‬

‫أما النوع الثاني مف االستشارات المسبقة‪ ،‬فيي االستشارات غير المقيدة لمجية‬

‫اإلدارية‪ ،‬وفي ىذا النوع مف االستشارات تمتزـ الجية اإلدارية بطمب الرأي‬

‫الفني لمجية التي حددىا القانوف‪ ،‬إال أنيا غير ممزمة باألخذ بمضموف‬

‫االستشارة‪ .‬فإلتزاـ اإلدارة في ىذه الحالة يقتصر عمى مجرد طمب االستشارة‬

‫فقط‪ ،‬وبالتالي فإف عدـ إلتزاميا بمضمونيا ال يرتب بطالف العقد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫القيود المتعمقة بشكل العقد‬

‫لـ يكف قانوف المناقصات والمزايدات الممغي رقـ ‪ 81‬لسنة ‪9118‬‬

‫والئحتو التنفيذية يحتوياف عمى نصوص صريحة تشترط الشكؿ الكتابى فى‬

‫العقد الذى تبرمو االدارة سوى نص المادة ‪ 61‬مف الالئحة والتى أوجبت تحرير‬

‫عقد متى بمغ مجموع قيمة ما رسا توريده أو تنفيذه خمسيف ألؼ جنيو‪ ،‬أما فيما‬

‫يقؿ عف ذلؾ فيجب أخذ إقرار مكتوب مف المتعاقد مع الجية االدارية شامالً‬

‫كافة الضمانات الالزمة لتنفيذ التعاقد‪.‬‬

‫وفيما عدا ىذا النص ال يوجد نص صريح فى القانوف المذكور يستمزـ‬

‫الشكؿ الكتابى فى تحرير العقد الذى تبرمو االدارةػ‪ ،‬إال أف مجاؿ الكتابة فى‬

‫العقود االدارية واسع اإلنتشار لدرجة أنو يمكف القوؿ بأف األصؿ فى العقود‬

‫االدارية مف الناحية العممية أف تكوف مكتوبة وليس العكس‪.9‬‬

‫وىذا ما انتيت إليو المحكمة االدارية العميا في ظؿ قانوف المناقصات‬

‫والمزايدات الممغي وذلؾ فى حكميا الصادر فى ‪ 9111/6/1‬حيث أوردت‬

‫المحكمة في حيثيات حكميا "أف قضاء المحكمة االدارية العميا قد أستقر عمى‬

‫‪9‬راجع د‪ .‬سميماف الطماوى‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.641‬‬

‫‪97‬‬
‫أف العقد غير المكتوب وسيمة غير مألوفة فى المجاؿ االدارى بسبب جنوح‬

‫االدارة عادة إلى إثبات روابطيا العقدية بالكتابة إال انو ال يزاؿ يؤدى دو اًر‬

‫مكمالً لبعض أنواع العقود االدارية ومف حيث أف لالدارة التحمؿ مف الشكؿ‬

‫الكتابى لمعقود‪ ،‬إال أنو فى معظـ الحاالت تتضمف خطوات التعاقد وثائؽ‬

‫مكتوبة ويستند القضاء أحياناً إلى ىذه الوثائؽ المتبادلة بيف االدارة واألفراد‬

‫لمقوؿ بقياـ الروابط العقدية حتى ولو كانت طبيعة العقد تستمزـ الصورة‬

‫الكتابية"‪. 9‬‬

‫واذا كاف القانوف الممغي والئحتو التنفيذية قد جاءا خالييف مف نصوص‬

‫صريحة تستمزـ كتابة عقود اإلدارة‪ ،‬فقد جاءت الالئحة التنفيذية لقانوف‬

‫التعاقدات الحكومية الجديد بنص صريح يقتضي كتابة كافة العقود الحكومية‪،‬‬

‫حيث قررت المادة ‪ 88‬مف ىذه الالئحة ضرورة توقيع السمطة المختصة لمعقد‬

‫خالؿ ‪ 91‬يوما مف تاريخ سداد صاحب العطاء المقبوؿ لمبمغ التأميف النيائي‪.‬‬

‫كما ألزمت ىذه المادة إدارة التعاقدات التابعة لمجية اإلدارية المتعاقدة بتحرير‬

‫العقد المبرـ بيف الجية االدارية والمتعاقد‪ ،‬عمى أف يحرر العقد مف أصؿ وأربع‬

‫نسخ‪ ،‬ويتـ تسميـ األصؿ باإلضافة لكافة المستندات إلى اإلدارة المالية التابعة‬

‫‪9‬الطعف رقـ ‪ 1181‬لسنة ‪61‬ؽ – جمسة ‪.9111/6/1‬‬

‫‪98‬‬
‫لمجية اإلدارية المتعاقدة‪ ،‬مع تسميـ نسخة مف العقد لممتعاقد‪ ،‬وايداع نسخة في‬

‫ممؼ العممية لدى إدارة التعاقدات‪ ،‬والنسخة األخيرة تسمـ لإلدارة الطالبة أو‬

‫المستفيدة مف التعاقد‪.‬‬

‫ويالحظ عمى نص المادة سالفة الذكر أنيا لـ تفرؽ بيف العقود عمى أساس‬

‫قيمتيا‪ ،‬عمى عكس الئحة القانوف الممغي‪ ،‬والتي كانت تقتضي الكتابة في‬

‫العقود التي تتجاوز قيمتيا ‪ 11111‬ألؼ جنيو‪.‬‬

‫وازاء صراحة نص المادة ‪ 88‬مف الالئحة قد يذىب البعض إلى عدـ‬

‫االعتراؼ بالصفة العقدية ألي اتفاؽ تبرمو اإلدارة مع الغير طالما لـ يكف‬

‫مكتوبا‪ ،‬إال أننا ال نميؿ ليذا الرأي‪ ،‬فقد تقتضي بعض الحاالت الطارئة أف‬

‫تبرـ اإلدارة اتفاقا شفييا مع أحد األفراد أو األشخاص بيدؼ معالجة الحالة‬

‫الطارئة‪ ،‬ونرى أف االستعجاؿ في ىذه الحالة يعفى اإلدارة مف شرط الكتابة‪،‬‬

‫فإذا توافرت في االتفاؽ باقي أركاف وشروط صحة التعاقد‪ ،‬فإف المنطؽ‬

‫القانوني يحتـ االعتراؼ بيذا العقد‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الطرق األساسية إلبرام العقود الحكومية‬

‫حددت المادة السابعة مف قانوف التعاقدات الحكومية رقـ ‪ 981‬لسنة‬

‫‪ 1198‬قاعدتيف أساسيتيف فيما يتعمؽ بطرؽ التعاقد الحكومي‪ ،‬ثـ أوردت‬

‫بعض االستثناءات عمى ىاتيف القاعدتيف‪ .‬وسوؼ ينصب تركيزنا في ىذا‬

‫الفصؿ عمى دراسة الطرؽ األساسية لمتعاقد‪ ،‬عمى أف نتصدى لدراسة الطرؽ‬

‫االستثنائية لمتعاقد في الفصؿ التالي‪.‬‬

‫القاعدة األولى‪ :‬في حالة التعاقد عمى شراء أو استئجار المنقوالت أو العقارات‬

‫أ و التعاقد عمى مقاوالت األعماؿ أو تمقي الخدمات أو األعماؿ الفنية‪ ،‬أوجبت‬

‫المادة السابعة مف القانوف أف يتـ التعاقد بأسموب المناقصة العامة‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‪ :‬في حالة التعاقد عمى بيع أو تأجير المنقوالت أو العقارات أو‬

‫المشروعات التي ال تتمتع بالشخصية االعتبارية‪ ،‬أو في حالة الترخيص‬

‫باالنتفاع أو االستغالؿ ألحد العقارات أو المشروعات‪ ،‬أوجبت المادة السابعة‬

‫مف القانوف أف يتـ التعاقد بأسموب المزايدة العامة العمنية أو بأسموب المزايدة‬

‫بالمظاريؼ المغمقة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫والمستفاد مف القاعدتيف السابقتيف‪ ،‬أنو في حالة ما إذا كانت اإلدارة في‬

‫موقؼ المشتري أو المستأجر‪ ،‬سواء لمنقوؿ أو عقار أو خدمة‪ ،‬فإف عمى‬

‫اإلدارة اتباع أسموب المناقصة العامة‪ .‬أما إذا كانت اإلدارة في موقؼ البائع أو‬

‫المؤجر‪ ،‬فإف عمييا اتباع أسموب المزايدة العامة أو بالمظاريؼ المغمقة عند‬

‫تحديدىا لشخص المتعاقد معيا‪.‬‬

‫ويمكننا تعريؼ المناقصة العامة بأنيا مجموعة مف اإلجراءات القانونية‬

‫التي تيدؼ إلى دعوة أكبر عدد ممكف مف المناقصيف لتقديـ عطاءاتيـ‬

‫المتعمقة بتقديـ خدمة أو عمؿ أو بيع أو تأجير منقوؿ أو عقار لمجية اإلدارية‬

‫وذلؾ تمييداً الختيار األنسب مف بينيا مف الناحية الفنية والمالية‪.‬‬

‫أما المزايدة العامة فيمكف تعريفيا بأنيا مجموعة مف اإلجراءات القانونية‬

‫التي تيدؼ إلى دعوة أكبر عدد ممكف مف المزايديف لتقديـ عطاءاتيـ المتعمقة‬

‫بشراء أو استئجار منقوؿ أو عقار مف الجية اإلدارية‪ ،‬وذلؾ تمييدا الختيار‬

‫األنسب مف بينيا مف الناحية الفنية أو المالية‪.‬‬

‫ووفقا لقانوف التعاقدات الحكومية تنقسـ عممية التعاقد إلى ثالث مراحؿ‬

‫أساسية ىي‪ :‬مرحمة اإلعالف عف المناقصة أو المزايدة(المبحث األوؿ) ثـ‬

‫‪222‬‬
‫مرحمة تقديـ العطاءات الفنية والمالية (المبحث الثاني) ويمي ذلؾ مرحمة البت‬

‫في العطاءات المقدمة وابراـ العقد (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫مرحمة اإلعان عن المناقصة أو المزايدة‬

‫ويمكف تعريؼ اإلعالف بأنو بمثابة دعوة لممناقصيف (أو المزايديف)‬

‫لالشتراؾ في المناقصة (أو المزايدة) وفقا لمشروط واألوضاع المحددة في‬

‫اإلعالف وكراسات الشروط‪.‬‬

‫وقد استقرت المحكمة اإلدارية العميا في أحكاميا عمى أف اإلعالف ال يعد‬

‫إيجابا مف طرؼ اإلدارة‪ ،‬ولكنو بمثابة دعوة لمتعاقد‪ ،‬أما اإليجاب فيتمثؿ في‬

‫قياـ الراغب في التعاقد بتقديـ عطاءه وفقا لمشروط المحددة باإلعالف‪ ،‬بينما‬

‫يتمثؿ القبوؿ في موافقة السمطة المختصة عمى التوصية الصادرة مف لجنة‬

‫البت باختيار أحد العطاءات‪.‬‬

‫وترجع ضرورة اإلعالف عف المناقصة أو المزايدة إلى أنو وسيمة ضرورية‬

‫لضماف الشفافية والمنافسة الحقيقية بيف الراغبيف في التعاقد مع اإلدارة‪ ،‬كما‬

‫‪220‬‬
‫أنو يحوؿ بيف اإلدارة وبيف قصر عقودىا عمى طائفة معينة مف المتعامميف‬

‫معيا‪.‬‬

‫ولقد أوجبت المادة ‪ 11‬مف قانوف التعاقدات الحكومية عمى الجية اإلدارية‬

‫الراغبة في التعاقد أف تقوـ بنشر اإلعالف عف المناقصة أو المزايدة عمى بوابة‬

‫التعاقد الحكومية المستحدثة بموجب ىذا القانوف‪ ،‬إال أنيا استثنت التعاقدات‬

‫التي تتطمب اعتبارات األمف القومي عدـ النشر عنيا‪.‬‬

‫وباإلضافة لإلعالف عمى بوابة التعاقدات الحكومية‪ ،‬أوجبت المادة سالفة‬

‫الذكر عمى اإلدارة في حالة رغبتيا في التعاقد مف باستخداـ أسموب المناقصة‬

‫العامة أو الممارسة العامة أو المزايدة العامة أو بالمظاريؼ المغمقة‪ ،‬أف تقوـ‬

‫باإلعالف عنيا في إحدى الصحؼ اليومية واسعة االنتشار ولمرة واحدة فقط‪،‬‬

‫أما في حالة المناقصة أو الممارسة العامة الدولية‪ ،‬فيتـ اإلعالف عنيا – أيضا‬

‫– في إحدى الصحؼ الدولية ولمرة واحدة باإلضافة إلعالـ السفارات‬

‫والقنصميات‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 64‬مف الالئحة التنفيذية لمقانوف فقد بينت أحكاـ اإلعالف‬

‫والدعوة لمتعاقد‪ ،‬وأوجبت أف يتضمف اإلعالف البيانات اآلتية‪:‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -9‬اسـ الجية اإلدارية الطارحة‪ ،‬وعنواف إدارة التعاقدات بيا ورقـ الفاكس‬

‫والبريد اإللكتروني‪.‬‬

‫‪ -1‬اسـ العممية ورقميا وطريؽ التعاقد‪.‬‬

‫‪ -6‬وصفا موج از وواضحا لموضوع التعاقد‪.‬‬

‫‪ -9‬مكاف ومواعيد الحصوؿ عمى كراسة الشروط وثمنيا‪.‬‬

‫‪ -1‬موعد ومكاف انعقاد جمسة االستفسارات – إف وجدت – وجمسة فتح‬

‫المظاريؼ أو الممارسة أو جمسة المزايدة حسب األحواؿ‪.‬‬

‫‪ -6‬مبمغ التأميف المؤقت ونسبة التأميف النيائي‪.‬‬

‫‪ -4‬في حالة اإلعالف عف المناقصة أو الممارسة الخارجية‪ ،‬يتـ اإلعالف‬

‫بالمغتيف العربية واألنجميزية‪ ،‬كما يطمب مف مف سفارات وقنصميات الدوؿ‬

‫األجنبية الموجودة في مصر بإبالغ صيغة اإلعالف لممشتغميف بنوع النشاط‬

‫محؿ التعاقد في دوليـ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫* اإلعان في حالة تأجيل فتح المظاريف‪:‬‬

‫راعى المشرع في المادة ‪ 11‬مف القانوف أف يتـ اإلعالف عف الموعد‬

‫الجديد لجمسة فتح المظاريؼ في حالة تأجيميا‪ ،‬وذلؾ ضمانا لمبدأي الشفافية‬

‫والمساواة وضمانا لعدـ استخداـ التأجيؿ كغطاء غير مشروع بيدؼ إخفاء‬

‫الموعد الجديد عف بعض الراغبيف بالتعاقد‪ .‬وألزمت المادة المذكورة اإلدارة‬

‫الراغبة في التعاقد باإلعالف عف الموعد الجديد بنفس الوسيمة التي تـ اإلعالف‬

‫بيا عف المناقصة أو المزايدة ألوؿ مرة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫مرحمة تقديم العطاءات الفنية والمالية‬

‫أوالً‪ :‬المسموح وغير المسموح ليم بتقديم العطاءات‪:‬‬

‫إذا كانت المناقصة والمزايدات العامة تقوـ عمى مبدأ المساواه وحرية‬

‫المنافسة بيف جميع الراغبيف فى التعاقد مع االدارة‪ ،‬مما يقتضى أف يكوف الحؽ‬

‫فى االشتراؾ فى المناقصة العامة متاحاً لجميع الراغبيف فى ذلؾ‪ ،‬إال أف ىذا‬

‫‪225‬‬
‫المبدأ العاـ ترد عميو بعض القيود التى تستيدؼ أساساً تحقيؽ المصمحة‬

‫العامة التى تحرص عمى تحقيقيا الجية االدارية المتعاقدة‪.‬‬

‫فمف ناحية أولى تتمتع اإلدارة بسمطة تقديرية تسمح ليا بحرماف بعض‬

‫الطوائؼ مف الدخوؿ فى عالقة عقدية معيا‪ ،‬كما أف المشرع قد ينص فى‬

‫بعض القوانيف عمى إستبعاد بعض الطوائؼ مف االشتراؾ فى المنافسات‬

‫لمتعاقد مع االدارة لتوافر شبية المحاباة والتحيز واستغالؿ الوظيفة وتعارض‬

‫المصالح بالنسبة ليـ‪.9‬‬

‫ويحرص القضاء االدارى المصرى فى أحكامو عمى تأكيد مبدأ المساواة‬

‫بيف المتنافسيف فى التعاقد مع االدارة مع االعتراؼ بحؽ االدارة فى حرماف‬

‫واستبعاد بعض طوائؼ المتنافسيف مف الدخوؿ فى عالقة تعاقدية بينيـ‪ .‬ومف‬

‫أوضح االحكاـ التى أبرزت مبدأ المساواه بيف المتنافسيف فى التعاقد مع االدارة‬

‫والقيود الوارد عمييا حكـ محكمة القضاء االدارى الصادر فى ‪ 19‬ابريؿ‬

‫‪ ،9114‬وجاء فيو ما يمى‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبد الرحمف خميؿ‪ ،‬العقود الحكومية‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ 946‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫" مف المبادئ األساسية التى تخضع ليا المناقصة العامة اإلعالف وحرية‬

‫المنافسة والمساواة بيف المتنافسيف‪ .‬والمقصود بحرية المنافسة ىو حؽ األفراد‬

‫فى التقدـ لممناقصة العامة دوف منع االدارة ألحد منيـ أو حرمانو مف حقو فى‬

‫التنافس لموصوؿ إلى إرساء العطاء عميو‪ ،‬بإجراء سواء أكاف عاماً أـ خاصاً‪.‬‬

‫إال أف ىذا المبدأ الطبيعى يحد مف إطالقو قيداف‪ ،‬أوليما‪ :‬يتعمؽ بما تفرضو‬

‫االدارة مف شروط معينة ترى وجوب توافرىا فيمف يتقدـ لممناقصة‪ .‬وثانييما‪:‬‬

‫يتعمؽ بما تتخذه االدارة مف إجراءات وىى بصدد تنظيـ اعماؿ المناقصة‬

‫العامة مف استبعاد بعض األفراد الذيف يثبت ليا عدـ قدرتيـ الفنية أو المالية‬

‫ألداء ىذه األعماؿ مستيدفة بذلؾ أال يتقدـ لممناقصة إال الصالحيف مف األفراد‬

‫والقادريف منيـ فتوفر بذلؾ كثي اًر مف الجيد والوقت عمى لجاف الفحص والبت‪.‬‬

‫وق اررات الحرماف التى تصدرىا االدارة فى ىذا الخصوص تجد سندىا‬

‫ومصدرىا فيما لالدارة مف سمطة وضع مثؿ ىذه القواعد التى تنظـ اعماؿ‬

‫المناقصة"‪.‬‬

‫"ومف حيث أف ق اررات الحرماف أو االستبعاد تخضع لرقابة القضاء االدارى‪،‬‬

‫ويجوز الطعف فييا أمامو بااللغاء الساءة إستعماؿ السمطة إذا كاف القرار قد‬

‫صدر متنكباً الصالح العاـ أو ألسباب ال تتصؿ بو كاألسباب السياسية مثالً‪،‬‬

‫‪227‬‬
‫كما يجوز الطعف بااللغاء لعدـ قياـ األسباب المبررة لالستبعاد أو الحرماف أو‬

‫لعدـ صحتو ىذه األسباب‪ ....‬وكما يجوز إصدار ق اررات االستبعاد بالنسبة‬

‫لممتعيديف والمقاوليف كجزاء بسبب العجز فى تنفيذ إلتزاـ سابؽ‪ ،‬يجوز أيضاً‬

‫استبعاد بعض الشخاص الغير مرغوب فييـ بما يتجمع لدى االدارة مف تقدير‬

‫عاـ عف كفاية ىؤالء وقدرتيـ دوف أف يسبؽ ذلؾ إرتباطيـ مع جية االدارة فى‬

‫عمؿ ما‪ ،‬وذلؾ كإجراء وقائى تمميو غيرة االدارة لتييئة الجو الصالح‬

‫لممناقصة"‪.‬‬

‫وتطبيقاً لمقواعد الواردة فى الحكـ السابؽ قضت فى حكميا الصادر فى‬

‫‪ 61‬مارس سنة ‪ " 9116‬أف لمو ازرة الحؽ – وىى بصدد تنظيـ أعماؿ‬

‫المناقصات الخاصة بمشروعاتيا – فى أف تستبعد المقاوليف الذيف يثبت ليا‬

‫عدـ قدرتيـ الفنية أو المالية ألداء ىذه األعماؿ‪ ،‬وقرارىا فى ىذا الشأف يصدر‬

‫بناء عمى سمطتيا التقديرية‪ .9‬كما قضت محكمة القضاء االدارى ايضاً بصحة‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬سميماف الطماوى‪ ،‬األسس العامة لمعقود االدارية‪ ،‬طبعة ‪ ،9119‬ص‪– 111‬‬
‫اليامش‪6‬‬

‫‪228‬‬
‫استبعاد مقا وؿ مف الدخوؿ فى المزايدات‪ ،‬ألنو كاف يتخذىا ذريعة لمتنقؿ إلى‬

‫مركز الشط بقصد تسييؿ ميمتو فى تيريب المخدرات واألسمحة‪.9‬‬

‫ويعد الحرماف بسبب التنفيذ المعيب لعقد سابؽ أحد الجزاءات التى تممكيا‬

‫االدارة وفقاً لنظرية الجزاءات فى العقود االدارية‪ .‬وباإلضافة لسمطة اإلدارة في‬

‫استبعاد الراغب في التعاقد إذا قصر في تنفيذ تعاقد سابؽ‪ ،‬فقد نصت المادة‬

‫‪ 11‬مف القانوف أنو إذا ثبت أف المتعاقد استعمؿ بنفسو أو بواسطة غيره الغش‬

‫أو التالعب فى تعاممو مع الجية المتعاقدة أو فى حصولو عمى العقد‪ ،‬يفسخ‬

‫عقده تمقائياً مع االدارة‪ ،‬باالضافة إلى شطب اسمو مف سجؿ المورديف أو‬

‫المقاوليف‪ .‬وتخطر الييئة العامة لمخدمات الحكومية بذلؾ لنشر قرار الشطب‬

‫بطريؽ النشرات المصمحية وعمى بوابة التعاقدات الحكومية‪.‬‬

‫ولتمكيف االدارة مف ممارسة سمطتيا فى الحرماف مف التعاقد معيا بسبب‬

‫التنفيذ المعيب لعقد سابؽ فرضت المادتيف ‪ 91‬و ‪ 11‬مف الالئحة التنفيذية‬

‫لقانوف التعاقدات الحكومية رقـ ‪ 981‬لسنة ‪ 1198‬عمى مقدمى العطاءات‬

‫ضرورة تضميف المظروؼ الفنى جميع البيانات الفنية وغيرىا مف البيانات‬

‫‪9‬حكـ محكمة القضاء االدارى فى ‪ 91‬مارس سنة ‪ ،9119‬مجموعة أحكاـ محكمة القضاء‬
‫االدارى‪ ،‬السنة الثانية‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪229‬‬
‫والمعمومات والمستندات التى تطمبيا الجية االدارية بما فى ذلؾ المستندات‬

‫الدالة عمى سابقة الخبرة‪.‬‬

‫وباالضافة إلى األشخاص الذيف يمكف حرمانيـ مف التعاقد مع االدارة‬

‫بقرار مف الجية االدارية المختصة‪ ،‬فإف ىناؾ أشخاص محروميف مف التعامؿ‬

‫مع االدارة بنص القانوف‪ .‬فقد نصت القوانيف عمى إستبعاد بعض الطوائؼ مف‬

‫االشتراؾ فى المناقصات منعاً إلستغالؿ الوظيفة العامة دوف وجو حؽ ولتوافر‬

‫شبية تعارض المصالح بالنسبة ليـ ومف ىذه الطوائؼ ما يمى‪:‬‬

‫أ‪ .‬العاممين بوحدات الجياز االدارى لمدولة ووحدات الحكم المحمى‬

‫والييئات العامة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 16‬مف القانوف رقـ ‪ 981‬لسنة ‪ 1198‬عمى أنو "مع عدـ‬

‫اإلخالؿ بأحكاـ القانوف رقـ ‪ 916‬لسنة ‪ 1196‬في شأف حظر تعارض‬

‫مصالح المسئوليف في الدولة‪ ،‬وكذا القواعد الحاكمة لمسموؾ الوظيفي والميني‪،‬‬

‫يحظر عمى الموظفيف والعامميف بالجيات الخاضعة ألحكاـ ىذا القانوف التقدـ‬

‫بالذات أو بالواسطة بعطاءات أو عروض لتمؾ الجيات‪ ،‬وال يجوز شراء‬

‫أصناؼ منيـ أو تكميفيـ بأعماؿ فنية‪....‬كما يحظر عمى الموظفيف والعامميف‬

‫‪222‬‬
‫فى المزايداة‬ ‫بالجيات المشار إلييا الدخوؿ بالذات أو الواسطة‬

‫بأنواعيا‪ ."......‬ولـ يستثنى المشرع مف الحكـ السابؽ إال حالتيف‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أف تكوف األشياء المشتراه الستعماليـ الخاص وكانت مطروحة‬

‫لمبيع عف طريؽ جيات غير تمؾ التى يعمموف بيا وال تخضع إلشرافيا‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬وتتعمؽ بشراء الكتب أو األعماؿ الفنية كالرسـ والتصوير مف‬

‫العامميف والموظفيف بالجيات العامة‪ ،‬إذ يجوز فى حدود ىذه األعماؿ الشراء‬

‫منيـ إذا كانت أعماليـ ذات صمة باألعماؿ المصمحية‪.‬‬

‫ب‪ .‬أعضاء مجمس النواب‪:‬‬

‫حماية لمصالح العاـ ومنعا لشبية إستغالؿ المنصب النيابى لمحصوؿ عمى‬

‫منافع شخصية عمى حساب المصمحة العامة‪ ،‬حظرت المادة ‪ 911‬مف دستور‬

‫‪ 1199‬عمى عضو مجمس النواب أثناء مدة عضويتو أف يشترى أو يستأجر‬

‫شيئاً مف أمواؿ الدولة‪ ،‬أو أف يؤجرىا أو يبيعيا شيئاً مف أموالو أو أف يقايضيا‬

‫عميو‪ ،‬أو أف يبرـ مع الدولة عقداً بوصفو ممتزماً أو مورداً أو مقاوالً‪.‬‬

‫ووفقاً لفتوى الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بجمسة ‪9111/91/1‬‬

‫فإف نص المادة صريح فى معناه وداللتو‪ ،‬واضح حكمو مف عبارتو وما سبقت‬

‫‪222‬‬
‫لو‪ ،‬وىو صادر عف نظر الدستور فى ريبة إلى ىذه البيوع وااليجارات‬

‫والمناقصة وااللتزاـ والتوريد والمقاولة مف قبميـ مع الدولة فأراد درءىا عنيـ‬

‫فحظرىا كمية وعمى أى صورة سواء كانت بثمف المثؿ أو القيمة الحقيقية ابعاداً‬

‫ليـ عف الشبية وتنزيياً عف الظف وىذا أذكى ليـ وأكفؿ بقياميـ بواجبات‬

‫عضويتيـ وعدـ اإلفادة خالؿ مدة عضويتيـ مف أية منفعة شخصية نتيجة ليا‬

‫أو تكوف مظنة لذلؾ وأف فى ذلؾ لتوطيد بالثقة العامة بيـ‪.‬‬

‫ج‪ .‬المقاولون من غير األعضاء العاممين باالتحاد المصرى لمقاولى‬

‫التشييد والبناء فيما قيمتو ‪ 61‬ألف جنيو‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 4‬مف القانوف رقـ ‪ 919‬لسنة ‪ 9111‬والخاص بإنشاء‬

‫االتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء عمى أنو "مع عدـ اإلخالؿ بأحكاـ‬

‫عقود المقاوالت الممولة بقروض أو منح والموافؽ عمييا مف مجمس الشعب‪ ،‬ال‬

‫يجوز إسناد مباشرة أعماؿ تدخؿ فى نشاط المقاوالت‪ ،‬فيما يزيد عمى خمسيف‬

‫ألؼ جنيو فى العممية الواحدة لغير األعضاء العامميف باالتحاد‪ ،‬واألعماؿ التى‬

‫تدخؿ فى نشاط المقاوالت وفقاً لممادة األولى مف القانوف ىى التشييد والبناء‬

‫واألشغاؿ العامة واستصالح األراضى‪ ،‬والتركيبات والتكريؾ وأعماؿ االنشاءات‬

‫البحرية وأية أعماؿ أخرى مف ذات طبيعة ىذه األعماؿ‪ .‬وقد رتب المشرع عمى‬

‫‪220‬‬
‫اء مدنى ىو إلغاء العقد الذى أبرـ بالمخالفة‬
‫مخالفة الحظر المذكور جز ً‬

‫لمقانوف‪ ،‬وجزاء جنائى وىو توقيع عقوبة الغرامة مف ألؼ إلى عشرة آالؼ جنيو‬

‫عمى المقاوؿ الذى تعاقد عمى أعماؿ تجاوز النصاب المذكور‪ ،‬وعمى مف‬

‫أصدر القرار بإستخداـ ىذا المقاوؿ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط األشتراك في المناقصة أو المزايدة‪:‬‬

‫‪ -2‬دفع التأمين المؤقت‪:‬‬

‫والتأميف المؤقت ىو مبمغ مالي يحدد بنسبة معينة مف القيمة التقديرية‬

‫لمعممية التعاقدية محؿ المناقصة (أو المزايدة‪ )،‬ويدفعو الراغب في االشتراؾ في‬

‫المناقصة‪ ،‬وذلؾ لضماف جديتيـ في التعاقد مع الجية اإلدارية‪.‬‬

‫ولقد حددت المواد ‪ 96‬و ‪ 98‬و ‪ 11‬مف قانوف التعاقدات الحكومية‬

‫والمادتيف ‪ 61‬و ‪ 69‬مف الئحتو التنفيذية صور وأحكاـ التأميف المؤقت‪ ،‬والتي‬

‫يمكننا إجماليا في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬في عمميات شراء أو استئجار اإلدارة لممنقوالت والخدمات وفي عقود‬

‫مقاوالت األشغاؿ العامة‪ ،‬يجب أال يزيد مبمغ التأميف المؤقت عف ‪ %9.1‬مف‬

‫القيمة التقديرية لعممية التعاقد‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -‬في عمميات شراء أو استئجار اإلدارة لمعقارات‪ ،‬يجب أال يزيد مبمغ التأميف‬

‫المؤقت عف ‪ %1.1‬مف القيمة التقديرية لعممية التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬في عمميات بيع أو تأجير اإلدارة لعقارتيا ومنقوالتيا والترخيص باالنتفاع أو‬

‫باستغالؿ عقارتيا أومشاريعيا التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬تمتمؾ الجية‬

‫اإلدارية تقدير قيمة التأميف المؤقت وفقا ألىمية وطبيعة المزايدة‪ .‬وفي جميع‬

‫الحاالت يجب عمى اإلدارة عدـ المبالغة في تقدير قيمة التأميف المؤقت‪،‬‬

‫تشجيعا ألكبر عدد مف المشتغميف في النشاط محؿ التعاقد بالمشاركة‪.‬‬

‫‪ -‬ال يقبؿ أي عطاء ما لـ يرفؽ بو ما يثبت قياـ صاحب العطاء بدفع التأميف‬

‫المؤقت‪ ،‬وفي كؿ األحواؿ يجب أف يكوف التأميف المؤقت ساريا لمدة ثالثيف‬

‫يوما بعد تاريخ انتياء مدة صالحية سرياف العطاء‪.‬‬

‫‪ -‬يمكف لمقدـ العطاء دفع التأميف المؤقت بموجب خطاب ضماف مصدر مف‬

‫أحد البنوؾ المحمية المعتمدة عمى أال يقترف الخطاب بأي قيد أو شرط وأف‬

‫يتعيد البنؾ بدفع مبمغ التأميف المؤقت بمجرد طمب الجية اإلدارية‪ .‬أما‬

‫خطابات الضماف الصادرة مف بنوؾ أجنبية فيجب التأشير عمييا بالقبوؿ مف‬

‫أحد البنوؾ المحمية المعتمدة‪ ،‬مع تعيد البنؾ المحمي بدفع مبمغ التأميف بمجرد‬

‫طمب الجية اإلدارية‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ -‬كما يجوز لمقدـ العطاء طمب خصـ مبمغ التأميف المؤقت مف أي مبالغ‬

‫مستحقة لو عف تعاقدات سابقة مع الجية اإلدارية الراغبة في التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬إذا انسحب مقدـ العطاء قبؿ جمسة فتح المظاريؼ الفنية‪ ،‬يصبح مبمغ‬

‫التأميف المؤقت مف حؽ الجية اإلدارية بقوة القانوف وبدوف الحاجة ألي إجراء‬

‫قانوني أو قضائي‪.‬‬

‫‪ -‬يتـ رد مبمغ التأميف المؤقت ألصحاب العطاءات غير المقبولة فنيا‪ ،‬وذلؾ‬

‫دوف طمب منيـ‪ ،‬وفي حالة تأخر اإلدارة في رد مبمغ التأميف‪ ،‬تتحمؿ كافة‬

‫المصاريؼ البنكية التي تحمميا صاحب العطاء لتجديد الخطاب البنكي أو‬

‫الفائدة المستحقة عف فترة التأخير حسب األحواؿ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ميعاد تقديم العطاءات‪:‬‬

‫وىو الفترة ما بيف اإلعالف عف المناقصة (أو المزايدة) وحتى التاريخ‬

‫المحدد لفتح المظاريؼ الفنية‪ .‬ووفقا لممادة ‪ 96‬مف الالئحة التنفيذية لقانوف‬

‫التعاقدات الحكومية يجب عمى إدارة التعاقدات عند تحديدىا لمدة تقديـ‬

‫العطاءات أف تراعي إعطاء الراغبيف في التعاقد الوقت الكافي لدراسة كراسة‬

‫الشروط والمواصفات الواردة باإلعالف وفقا لطبيعة وحجـ العممية محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ووفقا لممادة سالفة الذكر يجب أال تقؿ المدة المحددة لتقديـ العطاءات عف‬

‫عشريف يوما مف تاريخ اإلعالف بإحدى الصحؼ القومية وذلؾ بالنسبة لحاالت‬

‫التعاقد بطريؽ المناقصة العامة والممارسة العامة والمزايدة العامة العمنية أو‬

‫بالمظاريؼ المغمقة‪ ،‬ويجوز في حالة االستعجاؿ المبررة والموثقة تقصير تمؾ‬

‫المدة إلى ‪ 99‬يوما بعد موافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد‪.‬‬

‫أما في حالة التعاقد بطريؽ المناقصة المحدودة أو المحمية والممارسة‬

‫المحدودة والمزايدة المحمية‪ ،‬فيجب أال تقؿ مدة تقديـ العطاءات عف ‪ 99‬يوما‪،‬‬

‫ويجوز تقصيرىا في حالة االستعجاؿ المبرر بحيث ال تقؿ عف ‪ 91‬أياـ مف‬

‫تاريخ اإلعالف‪ ،‬وبشرط موافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد‪.‬‬

‫* تمديد مدة تقديم العطاءات‪:‬‬

‫أباحت المادة ‪ 94‬مف الالئحة التنفيذية لقانوف التعاقدات الحكومية تأجيؿ‬

‫موعد جمسة فتح المظاريؼ الفنية‪ ،‬وذلكفي حالتيف‪:‬‬

‫‪ -‬إذا ارتأت الجية اإلدارية وفقا لسطمتيا التقديرية ضرورة تأجيؿ موعد فتح‬

‫المظاريؼ الفنية‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫‪ -‬حالة قياـ أحد الراغبيف في التعاقد بتقديـ طمب مسبب لتأجيؿ موعد جمسة‬

‫فتح المظاريؼ‪ ،‬وبشرط أف يكو قد قاـ بشراء كراسة الشروط قبؿ الجمسة‬

‫المحددة لفتح المظاريؼ الفنية بثالثة أياـ عمى األقؿ‪.‬‬

‫وفي كال الحالتيف تقوـ إداراة التعاقدات بتقديـ مذكرة لمعرض عمى السمطة‬

‫المختصة بنتيجة دراستيا ألسباب التأجيؿ وباقتراحيا لمموعد البديؿ‪ ،‬حتى‬

‫يتسنى لمسمطة المختصة اتخاذ قرارىا سواء بالتأجيؿ أو بالرفض‪.‬‬

‫وفي حالة الموافقة عمى التأجيؿ‪ ،‬يجب أال تقؿ مدة التأجيؿ عف نصؼ‬

‫المدة األصمية المحددة لتقديـ المظاريؼ‪ ،‬مع وجوب اإلعالف عف الموعد‬

‫الجديد بنفس الوسائؿ التي تـ اإلعالف بيا في أوؿ مرة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬كيفية تقديم العطاءات‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 16‬مف قانوف التعاقدات الحكومية‪ ،‬يجب تقديـ العطاءات في‬

‫مظروفيف مغمقيف‪ ،‬أحدىما لمعرض الفني واآلخر لمعرض المالي‪ .‬وال يتـ فتح‬

‫المظاريؼ المالية إال بالنسبة لمعطاءات المقبولة فنيا‪.‬‬

‫ويجب أف يحتوي المظروؼ الفني عمى ما يثبت سداد التأميف المؤقت‪،‬‬

‫باإلضافة لكافة البيانات والمستندات التي ترى الجية اإلدارية ضرورة توافرىا‪،‬‬

‫‪227‬‬
‫حتى يتسنى ليا التأكد مف توافر الكفاية الفنية والمقدرة المالية لدى مقدمي‬

‫العروض بما يتناسب مع طبيعة وأىمية موضوع التعاقد‪.‬‬

‫ومف أىـ البيانات التي يجب توافرىا في المظروؼ الفني‪:‬‬

‫‪ -9‬البيانات الفنية لمعرض‪.‬‬

‫‪ -1‬طرؽ ووسائؿ التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -6‬البرنامج الزمني لمتنفيذ‪.‬‬

‫‪ -9‬بياف مصادر ونوع المواد والمعدات المستخدمة في التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -1‬البيانات الخاصة بأسماء ووظائؼ وخبرات الكوادر التي سيسند إلييا‬

‫األشراؼ عمى التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -6‬بيانات كاممة عف الشركات التي قد يقوـ الراغب في التعاقد باالستعانة بيا‬

‫لتنفيذ جزء مف العممية مخؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪ -4‬المستندات الدالة عمى سابؽ الخبرة‪.‬‬

‫تخامسا‪ :‬تسميم العطاءات‪:‬‬

‫‪228‬‬
‫حددت المادة ‪ 91‬مف الالئحة التنفيذية لمقانوف مسألة تسميـ العطاءات‪،‬‬

‫ويمكف إجماؿ أحكاـ ىذه المرحمة في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -9‬يجب تسميـ العطاءات (المظروفيف الفني والمالي) إلدارة التعاقدات التابعة‬

‫لمجية اإلدارية قبؿ الموعد المحدد لفتح المظاريؼ الفنية سواء باليد أو بالبريد‬

‫السريع‪.‬‬

‫‪ -1‬عمى مقدـ العطاء عدـ شطب أي بند مف بنود العطاء أو إجراء تعديؿ فيو‬

‫بعد تسميمو‪ ،‬واذا رغب في إبداء أية مالحظات خاصة بالجانب الفني‪ ،‬عميو‬

‫اثباتيا في مذكرة مستقمة وتسميميا إلدارة التعاقدات قبؿ الموعد المحدد لفتح‬

‫المظاريؼ الفنية‪.‬‬

‫‪ -6‬عمى إدارة التعاقدات التوقيع عمى ايصاؿ يفيد استالـ العطاء مف صاحبو‬

‫أو مف يفوضو في التسميـ‪ ،‬عمى أف يحتوي االيصاؿ عمى تاريخ االستالـ‪،‬‬

‫وفي حالة االستالـ مف خالؿ البريد السريع‪ ،‬يجب عمى مسئوؿ إدارة التعاقدات‬

‫التوقيع عمى االيصاؿ الصادر مف إدارة البريد واالحتفاظ بصورة منو‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ -9‬ال يجوز لمقدـ العطاء الرجوع فيو بعد تسميمو‪ ،‬ويبقى العطاء نافذ المفعوؿ‬

‫حتى ميعاد نياية مدة سرياف العطاءات المحددة في اإلعالف عف المناقصة أو‬

‫في إعالف تمديد مدة تقديـ العطاءات‪.‬‬

‫‪ -1‬تتراوح مدة سرياف العطاءات مف ‪ 91‬يوما إلى ‪ 11‬يوما تبدأ مف تاريخ‬

‫فتح المظاريؼ الفنية‪ ،‬وعمى الجية اإلدارية تحديد مدة سرياف العطاءات في‬

‫ضوء الحديف األدنى واألقصى المذكوريف وفقا لطبيعة وأىمية العممية محؿ‬

‫التعاقد‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا تعذر عمى الجية اإلدارية البت في العطاءات المقدمة والترسية عمى‬

‫أحدىا قبؿ انتياء مدة سرياف ىذه العطاءات‪،‬يجب عمى إدارة التعاقدات عرض‬

‫أسباب التأخير عمى السمطة المختصة‪ ،‬فإذا وافقت األخيرة عمى تمديد فترة‬

‫البت في العطاءات‪ ،‬فعمى إدارة التعاقدات إخطار مقدمي العطاءات بمد فترة‬

‫البت باإلضافة لتمديد مدة صالحية التأميف المؤقت‪ ،‬وفي حالة رفض أحد‬

‫مقدمي العطاءات لقرار المد‪ ،‬يتـ استبعاد عطائو ورد التأميف المؤقت لو‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫مرحمة البت في العطاءات المقدمة وابرام العقد‬

‫بعد انتياء المدة المحددة لتقديـ العطاءات‪ ،‬تبدأ مرحمة فتح المظاريؼ‬

‫الفنية وفحص العطاءات المقدمة‪ ،‬ووفقا ألحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية يتـ‬

‫تشكيؿ لجنتيف بقرار مف السمطة المختصة بإبراـ العقد‪ ،‬عمى تضـ ىاتيف‬

‫المجنتيف عناصر فنية ومالية وقانوني عمى مستوى يتناسب مو أىمية وطبيعة‬

‫التعاقد‪ ،‬وتختص أحداىما بفتح المظاريؼ مع اختصاص األخرى بالبت فييا‪.‬‬

‫أما إذا كانت القيمة التقديرية لمتعاقد أقؿ مف ‪ 611‬ألؼ جنيو مصري‪ ،‬فتتـ‬

‫عممية فتح المظاريؼ والبت في العطاءات مف خالؿ لجنة واحدة‪ ،‬توفي ار‬

‫لمنفقات والوقت في ضوء انخفاض قيمة وأىمية التعاقد‪.‬‬

‫ومراعاة مف المشرع العتبارات حرية المنافسة ومنع الممارسات‬

‫االحتكارية‪ ،‬فقد حظرت المادة ‪ 66‬مف قانوف التعاقدات الحكومية التقدـ بالذات‬

‫أو بالشراكة مع الغير بأكثر مف عطاء عف عممية تعاقد واحدة‪ .‬واستثنت المادة‬

‫مف ىذا الحظر حالة ما إذا كاف المتقدـ بالعطاء األوؿ شريكا في الشركة‬

‫صاحبة العطاء اآلخر بحصة ال تسمح لو بالتأثير في العطاء المقدـ منيا‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫وتقوـ لجنة البت بفحص العطاءات المقدمة‪ ،‬ويتعيف عمييا التحقؽ مف‬

‫توافر شروط الكفاءة الفنية والمالئمة المالية وحسف السمعة وسابؽ الخبرة‬

‫وغيرىا مف المعايير الموضوعية في مقدمي العطاءات‪ ،‬ويتـ استبعاد‬

‫العطاءات غير المطابقة لمشروط والمواصفات الواردة في كراسة الشروط‪.‬‬

‫وفي النياية يتـ ترسية المناقصة عمى صاحب العطاء األفضؿ شروطا‬

‫واألقؿ سع ار (األعمى سع ار في حالة المزايدة) والذي يتـ ترجيحو وفقا لنظاـ‬

‫النقاط المعمف عنو في شروط الطرح‪.‬‬

‫* حالة وفاة صاحب العطاء‬

‫نظمت المادة ‪ 19‬مف قانوف تنظيـ التعاقدات التي تبرميا الجيات العامة حالة‬

‫وفاة مقدـ العطاء قبؿ البت فيو‪ ،‬وقررت أنو في حالة تحقؽ ىذا الفرض‪ ،‬إذا‬

‫كاف مقدـ العطاء شخصا طبيعيا أو إذا كاف المالؾ الوحيد لمشركة‪ ،‬أو كاف‬

‫شريكا بحصة حاكمة تسمح لو بالتأثير في اتخاذ أي قرار يخص العطاء‬

‫المقدـ‪ ،‬فيجوز لمجية اإلدارية أف تستبعد العطاء المقدـ منو مع رد التأميف‬

‫المؤقت‪ ،‬أو السماح لمورثة باالستمرار في إجراءات المناقصة‪ ،‬بشرط قياميـ‬

‫بتعييف وكيؿ عنيـ بموجب توكيؿ مصدؽ عمى التوقيعات الواردة بو‪ ،‬وذلؾ بعد‬

‫موافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد‬

‫‪200‬‬
‫* حالة العرض المالي منتخفض القيمة‪:‬‬

‫جاء قانوف التعاقدات الحكومية الحالي بحكـ جديد لـ يرد في القوانيف‬

‫السابقة عميو‪ ،‬والغرض مف إيراد ىذا الحكـ ىو منع الغش والتالعب مف قبؿ‬

‫المتعامميف مع اإلدارة‪ ،‬وىذا الحكـ يتعمؽ بالعرض المالي منخفض القيمة‪.‬‬

‫ووفقا لممادة ‪ 61‬مف القانوف والمادة ‪ 46‬مف الالئحة التنفيذية فإنو في حالة‬

‫ما إذا تبيف لمجنة البت أف العطاء األقؿ سع ار مف بيف العطاءات المقبولة فنيا‬

‫منخفض انخفاضا غير عادي مقارنة بباقي العطاءات مف ناحية ومقارنة‬

‫بالقيمة التقديرية لمعقد مف ناحية أخرى‪ ،‬فإف عمى المجنة عدـ التوصية بترسية‬

‫المناقصة عمى ىذا العطاء‪ ،‬إال بعد أف تطمب مف مقدـ العطاء تقديـ تفاصيؿ‬

‫ىذا العطاء‪ ،‬فإذا تبيف ليا عدـ معقولية األسعار التفصيمية المقدمة منو‪ ،‬وجب‬

‫عمييا التوصية باستبعاد العطاء وترسية المناقصة عمى العطاء التالي لو‪.‬‬

‫وبانتياء عممية فحص العطاءات واختيار المجنة لمعطاء األفضؿ مف‬

‫الناحيتيف الفنية والمالية‪ ،‬ترفع لجنة البت محض ار بتوصياتيا النيائية لمسمطة‬

‫المختصة بإرساء العممية عمى عمى صاحب ىذا العطاء‪ ،‬لتقرر األخيرة ما تراه‬

‫في ضوء ىذه التوصية‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫وتمتزـ إدارة التعاقدات بإخطار مقدمي العطاءات بنتائج ق اررات لجنة البت‬

‫سواء بالقبوؿ أو االستبعاد فور اعتماد السمطة المختصة لمتوصيات الصادرة‬

‫مف لجنة البت‪ .‬وذلؾ مف خالؿ البريد السريع التابع لمييئة القومية لمبريد‬

‫باإلضافة إلخطارىـ مف خالؿ البريد اإللكتروني أو الفاكس‪.‬‬

‫ويكوف لمقدمي العطاءات المرفوضة الحؽ في التقدـ بشكوى مسببة خالؿ‬

‫‪ 4‬أياـ تبدأ مف اليوـ التالي إلخطارىـ بالق اررات‪.‬‬

‫وبانتياء السبعة أياـ المحددة لتمقي الشكاوي‪ ،‬تمتزـ إدارة التعاقدات‬

‫بإخطار صاحب العطاء الفائز بقبوؿ عطائو‪ ،‬وذلؾ خالؿ يوميف عمى األكثر‬

‫مف تاريخ انتياء السبعة أياـ المخصصة لتمقي الشكاوى‪.‬‬

‫* دفع التأمين النيائي‬

‫والتأميف النيائي ىو مبمغ مالي تتحدد قيمتو بنسبة محددة مف قيمة العقد‪،‬‬

‫ويدفعو صاحب العطاء الفائز لإلدارة‪ ،‬ضمانا لجديتو في تنفيذ العقد‪ ،‬وضمانا‬

‫لحقوؽ اإلدارة لديو طواؿ مدة التنفيذ‪ .‬كما أنو يعد دليال عمى الكفاية المالية‬

‫لصاحب العطاء الفائز‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫ولقد حددت المادة ‪ 91‬مف القانوف قيمة التأميف النيائي وميعاد سداده وفقا‬

‫لمتفصيؿ اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لعقود شراء أو استئجار اإلدارة لممنقوالت والتعاقد عمى مقاوالت‬

‫األشغاؿ العامة وتمقي الخدمات واألعماؿ الفنية واالستشارية‪ ،‬يتحدد مبمغ‬

‫التأميف النيائي بنسبة ‪ %1‬مف قيمة العقد‪ .‬عمى أف يقوـ صاحب العطاء‬

‫الفائز بسداد المبمغ خالؿ ‪ 91‬أياـ مف تاريخ إخطاره بقبوؿ عطائو‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لشراء اإلدارة لمعقارات‪ ،‬تحجز اإلدارة نسبة ‪ %6‬مف الثمف باعتبارىا‬

‫تأمينا نيائيا‪ ،‬وذلؾ لحيف تسجيؿ الممكية لصالحيا أو لمدة عاـ مف تاريخ‬

‫استالميا لمعقار أييما أبعد‪ ،‬وذلؾ ضمانا لمواجية أي إصالح أو عيوب في‬

‫العقار محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة بيع اإلدارة لمنقوالت‪ ،‬يجب عمى مف ترسو عميو المزايدة أف يسدد‬

‫‪ % 61‬مف قيمة العطاء فور رسو المزايدة عميو‪ ،‬ويعد ىذا المبمغ بمثابة تأميف‬

‫نيائي وذلؾ لحيف اتمامو دفع كامؿ الثمف‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة بيع اإلدارة لعقارتيا ومشاريعيا التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪،‬‬

‫يجب عمى مف ترسو عميو المزايدة أف يسدد نسبة ‪ %91‬مف قيمة العطاء فور‬

‫‪205‬‬
‫رسو المزايدة عميو‪ ،‬ويعد ىذا المبمغ بمثابة تأميف نيائي وذلؾ لحيف اتمامو دفع‬

‫كامؿ الثمف‪.‬‬

‫وفي كؿ األحواؿ يكوف التأميف النيائي ضامنا لتنفيذ العقد‪ ،‬ويجب رده أو‬

‫ما تبقى منو لممتعاقد فور انتياء العقد في حالة المناقصة‪ ،‬أو اعتباره جزء مف‬

‫الثمف المدفوع مف المتعاقد في حالة المزايدة‪.‬‬

‫ويجب عمى الجية اإلدارية رد مبمغ التأميف النيائي خالؿ عشرة أياـ مف‬

‫انتياء مف انتياء مدة ضماف المتعاقد إللتزاماتو العقدية‪ ،‬وفي حالة تأخر‬

‫اإلدارة في رد م بمغ التأميف النيائي تمتزـ اإلدارة بأف تؤدي لممتعاقد قيمة‬

‫المصاريؼ البنكية التي تحمميا لتجديد خطاب الضماف المتعمؽ بقيمة التأميف‬

‫أو الفائدة المستحقة عف فترة التأخير‪.‬‬

‫‪ -‬أثر عدم سداد التأمين النيائي‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 99‬مف القانوف‪ ،‬في حالة عدـ قياـ صاحب العطاء الفائز‬

‫بسداد مبمغ التأميف المؤقت خالؿ المدة المحددة قانونا‪ ،‬فإف لجية اإلدارة‬

‫إخطاره بموجب كتاب يرسؿ لو بالبريد السريع باإلضافة إلخطاره بالبريد‬

‫‪206‬‬
‫اإللكتروني أو الفاكس‪ ،‬بإلغاء الجية اإلدارية لمعقد أو تنفيذه بواسطة أحد‬

‫أصحاب العطاءات التالية لو‪.‬‬

‫ويصبح مبمغ التأميف المؤقت مف حؽ الجية اإلدارية‪ ،‬كما يحؽ ليا خصـ‬

‫قيمة أي خسارة ناتجة عف إلغاء العقد أو تنفيذه بواسطة الغير مف أي‬

‫مستحقات لو لدى الجية اإلدارية المتعاقدة أو أي جية إدارية أخرى‪ ،‬وذلؾ مع‬

‫عدـ اإلخالؿ بحقيا في الرجوع عميو قضائيا إذا لـ يكؼ مبمغ التأميف المؤقت‬

‫ومستحقاتو لدى الجيات اإلدارية األخرى لتغطية الخسائر التي تسبب فييا‪.‬‬

‫*حاالت إلغاء المناقصة أو الممارسة أو المزايدة‪:‬‬

‫أ‪ -‬حاالت إلغاء المناقصة أو الممارسة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 64‬مف قانوف التعاقدات الحكومية عمى وجوب إلغاء‬

‫المناقصة أو الممارسة وجوبيا قبؿ البت فييا‪ ،‬في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا تـ االستغناء عف موضوع التعاقد نيائيا‪.‬‬

‫‪ -‬إذا اقتضت المصمحة العامة عدـ استكماؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬إذا تبيف لمجنة تفضيؿ المنتج الصناعي المصري أف شروط طرح المناقصة‬

‫أو الممارسة تخالؼ أحكاـ قانوف تفضيؿ المنتجات المصرية في العقود‬

‫الحكومية‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تبيف وجود تواطؤ بيف مقدمي العطاءات‪ ،‬أو وجود ممارسات احتيالية أو‬

‫فساد أو احتكار‪ ،‬أو إذا تبيف وجود نقص أو خطأ جوىري في كراسة الشروط‬

‫والمواصفات‪.‬‬

‫ويجب أف يصدر قرار اإللغاء مف السمطة المختصة بإبراـ العقد‪ ،‬عمى أف‬

‫يكوف القرار مسببا‪.‬‬

‫كما أجاز القانوف إلغاء المناقصة أو الممارسة بقرار مف السمطة المختصة‬

‫وبناء عمى توصية مف لجنة البت أو لجنة الممارسة في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا لـ يقدـ سوى عطاء وحيد‪ ،‬أو لـ يتبقى سوى عطاء وحيد بعد استبعاد‬

‫العطاءات غير المستوفية لمشروط‪ ،‬ما لـ تكف حاجة العمؿ ال تسمح بإعادة‬

‫طرح المناقصة‪ ،‬وبشرط استيفاء العطاء الوحيد لمشروط المحددة في كراسة‬

‫الشروط واعالف الطرح‪.‬‬

‫‪ -‬إذا اقترنت العطاءات كميا أو أغمبيا بتحفظات‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬إذا كانت قيمة العطاء األقؿ تتخطى القيمة التقديرية لمتعاقد‪ ،‬إال إذا اتضح‬

‫لمجنة البت أو لجنة الممارسة عدـ جدوى إلغاء المناقصة أو الممارسة واعادة‬

‫طرحيا مرة أخرى‪.‬‬

‫وفي كؿ الحاالت السابقة يجب إخطار مقدمي العطاءات بقرار اإللغاء‪،‬‬

‫مع ذكر أسباب اإللغاء‪ ،‬وذلؾ بكتاب مرسؿ مف خالؿ البريد السريع باإلضافة‬

‫إلخطارىـ بالبريد اإللكتروني أو الفاكس عمى حسب األحواؿ‪.‬‬

‫وفي جميع الحاالت يجب رد ثمف كراسة الشروط والمواصفات والتأميف‬

‫المؤقت لمقدمي العطاءات‪ ،‬باستثناء مقدمي العطاءات الذي تبيف وجود تواطؤ‬

‫بينيـ‪ ،‬أو تبيف ممارستيـ ألساليب احتيالية أو فساد أو احتكار‪.‬‬

‫ب‪ -‬حاالت إلغاء المزايدة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 68‬مف قانوف التعاقدات الحكومية عمى وجوب إلغاء المزايدة‬

‫قبؿ البت فييا في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا تـ االستغناء عف موضوع التعاقد بشكؿ نيائي‪.‬‬

‫‪ -‬إذا اقتضت المصمحة العامة إلغاء المزايدة‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ -‬إذا لـ تصؿ نتيجتيا إلى الثمف أو القيمة األساسية المحددة وقت طرح‬

‫العممية لممزايدة‪.‬‬

‫‪ -‬إذا تبيف وجود تواطؤ بيف المزايديف أو ممارسات احتياؿ أو فساد أو‬

‫احتكار‪.‬‬

‫أما سمطة اإللغاء الجوازي لممزايدة‪ ،‬فتقتصر عمى حالة عدـ وجود عطاءات‬

‫سوى عرض واحد مستوفي لمشروط‪ ،‬وفي ىذه الحالة يكوف الخيار لمجية‬

‫اإلدارية‪ ،‬إما بإلغاء المزايدة أو الترسية عمى ىذا العطاء الوحيد‪ ،‬في حالة عدـ‬

‫جدوى طرح المزايدة مرة أخرى‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫الطرق االستثنائية إلبرام العقود الحكومية‬

‫بعد أف حدد المشرع في المادة السابعة مف قانوف التعاقدات الحكومية‬

‫الجديد الطرؽ االساسية إلبراـ العقود الحكومية‪ ،‬عاد المشرع في ذات النص‬

‫ليقرر إمكانية المجوء لبعض الطرؽ االستثنائية إلبراـ ىذه العقود‪.‬‬

‫ففي بعض األحياف قد ال يكوف مف المالئـ المجوء ألسموب المناقصة‬

‫العامة أو المزايدة العامة مف أجؿ إبراـ التعاقد‪ ،‬وذلؾ إما بسبب الطبيعة‬

‫‪232‬‬
‫الخاصة لعممية التعاقد والتي تستمزـ قصر التعامؿ عمى نوعية معينة مف‬

‫المتعاقديف الذيف يتمتعوف بقدر معيف مف الكفاءة أو الخبرة‪ ،‬أو أف عممية‬

‫التعاقد تقتضي الدخوؿ في مفاوضات مع الراغبيف في التعاقد مف أجؿ‬

‫الوصوؿ ألفضؿ شروط ممكنة‪ ،‬أو بسبب احتياج جية اإلدارة إلتماـ التعاقد‬

‫بشكؿ سريع وىو ما يتنافى مع طبيعة إجراءات المناقصة أو المزايدة العامة‬

‫التي تستغرؽ فترة زمنية طويمة نسبيا‪.‬‬

‫ولقد حددت المادة السابعة مف القانوف طرؽ التعاقد البديمة لكؿ مف أسموبي‬

‫المناقصة العامة والمزايدة العامة‪ ،‬وسوؼ نخصص لكؿ منيما مبحثا مستقال‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫طرق التعاقد البديمة ألسموب المناقصة العامة‬

‫بعد أف أوجبت المادة السابعة مف قانوف التعاقدات الحكومية المجوء إلى‬

‫أسموب المناقصة العامة في كافة العمميات التعاقدية التي تكوف فييا اإلدارة في‬

‫موقؼ المشتري‪ ،‬عادت وقررت إمكانية لجوء اإلدارة إلى أساليب تعاقد بديمة‪،‬‬

‫ولكف بشرطيف‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫الشرط األول‪ :‬تقديـ إدارة التعاقدات التابعة لمجية اإلدارية لعرض تعاقد بوسيمة‬

‫بديمة‪.‬‬

‫وادارة التعاقدات ىي وحدة إدارية جديدة استحدثيا قانوف التعاقدات‬

‫الحكومية الجديد‪ ،‬وألزـ كافة الجيات المخاطبة بأحكامو بإنشائيا وضميا‬

‫لمييكؿ التنظيمي بالجيات المذكورة إف لـ تكف منشأة بالفعؿ قبؿ صدور‬

‫القانوف‪.‬‬

‫ومف تتبع االختصاصات التي منحيا القانوف إلدارة التعاقدات يمكننا‬

‫القوؿ إف ىذه اإلدارة أصبحت صاحبة االختصاص األصيؿ – مف الناحية‬

‫الفنية فقط – فيما يتعمؽ بكافة جوانب العمميات التعاقدية التي تجرييا الجيات‬

‫العامة‪ ،‬بداية مف مرحمة التخطيط لمتعاقدات المستقبمية‪ ،‬مرو ار بتحديد وسيمة‬

‫التعاقد المناسبة‪ ،‬وانتياء بعممية إعداد العقود ومتابعة تنفيذىا‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬صدور قرار مسبب مف السمطة المختصة بالموافقة عمى‬

‫العرض المقدـ مف إدارة التعاقدات‪.‬‬

‫إذا كانت إدارة التعاقدات ىي الجية الفنية المختصة باقتراح المجوء إلى‬

‫أسموب تعاقد بديؿ ألسموب المناقصة العامة‪ ،‬فإف ىذا االقتراح ال يدخؿ إلى‬

‫‪230‬‬
‫حيز التنفيذ إال بعد موافقة السمطة المختصة بإبراـ التعاقد‪ .‬ولقد اشترط القانوف‬

‫أف يكوف القرار مسببا‪ ،‬وذلؾ إعماال لمبدأ الشفافية‪ ،‬وحتى يتمكف القضاء مف‬

‫التأكد مف مشروعية األسباب التي دفعت اإلدارة لمجوء لوسيمة تعاقد استثنائية‬

‫في حالة الطعف عمى القرار باإللغاء‪.‬‬

‫ووفقا لممادة السابعة مف القانوف‪ ،‬في حالة توافر الشرطيف السابقيف يجوز‬

‫لإلدارة أف تقوـ بالتعاقد وفقا لألساليب التالية‪:‬‬

‫‪ -9‬الممارسة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬الممارسة المحدودة‪.‬‬

‫‪ -6‬المناقصة المحدودة‪.‬‬

‫‪ -9‬المناقصة ذات المرحمتيف‪.‬‬

‫‪ -1‬المناقصة المحمية‪.‬‬

‫‪ -6‬االتفاؽ المباشر‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫وسوؼ نتعرض ليذه األساليب التعاقدية بإيجاز‪ ،‬مع التأكيد عمى أف‬

‫األحكاـ الخاصة بإجراءات المناقصة العامة الواردة بالقانوف تنطبؽ عمى ىذه‬

‫األساليب إذا لـ يحتوى القانوف عمى أحكاـ خاصة بيذه األساليب التعاقدية‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الممارسة العامة‪:‬‬

‫كانت الممارسة العامة واحدة مف طرؽ التعاقد األساسية في قانوف‬

‫المناقصات والمزايدات الممغي‪ ،‬وكاف لإلدارة الحؽ في االختيار بينيا وبيف‬

‫أسموب المناقصة العامة‪ ،‬إال أف القانوف الحالي جعميا مف طرؽ التعاقد‬

‫البديمة‪ ،‬وذلؾ لكونيا تعتمد عمى فكرة التفاوض المباشر بيف اإلدارة والراغبيف‬

‫في التعاقد‪ ،‬مما قد يفتح الباب أماـ العوامؿ الشخصية التي تمعب دو ار كبي ار‬

‫في فكرة التفاوض‪ .‬ولذلؾ فقد فضؿ المشرع عدـ المجوء إلييا مباشرة إال إذا‬

‫صدر قرار مسبب مف السمطة المختصة يحتوي عمى المبررات التي دفعتيا‬

‫لمجوء إلى ىذا األسموب بدال مف أسموب المناقصة العامة‪.‬‬

‫وتتميز طريقة الممارسة بأنيا تمنح االدارة حرية اختيار المتعاقد معيا‪،‬‬

‫حيث تقوـ بالتفاوض مباشرة مع عدد مف األفراد أو الشركات لمتعرؼ عمى‬

‫أسعارىـ‪ ،‬وتدخؿ لجنة الممارسة معيـ فى مناقشات مفتوحة وفى جمسات عمنية‬

‫بغرض الوصوؿ إلى أفضؿ العروض‪ ،‬وىو ما يتيح لممشاركيف فى الممارسة‬

‫‪234‬‬
‫الدخوؿ فى مزايدة عمنية‪ ،‬وتعديؿ عطاءاتيـ بحسب الظروؼ‪ ،‬وذلؾ عمى‬

‫عكس ما يحدث في المناقصات والتي تتسـ بالسرية‪ ،‬أما في الممارسة فإف كؿ‬

‫مشترؾ يطمع عمى األسعار التي يتقدـ بو األخريف‪ ،‬ويمكنو النزوؿ عنيا‬

‫وتعديميا فى جمسة الممارسة نفسيا‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلعان عن الممارسة العامة‪:‬‬

‫يجب اإلعالف عف الممارسة العامة عمى بوابة التعاقدات الحكومية باإلضافة‬

‫لإلعالف عنيا بإحدى الصحؼ اليومية واسعة االنتشار وذلؾ قبؿ الموعد‬

‫المحدد لفتح المظاريؼ بعشريف يوما عمى األقؿ‪ ،‬ويجوز في حالة االستعجاؿ‬

‫وبموافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد تقصير ىذه المدة بحيث ال تقؿ عف ‪99‬‬

‫يوما مف تاريخ اإلعالف‪.‬‬

‫‪ -3‬شروط التعاقد عن طريق الممارسة العامة‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 19‬مف قانوف التعاقدات الحكومية يمكف لمجية اإلدارية المجوء‬

‫ألسموب الممارسة العامة عند التعاقد في الحاالت التي تجتمع فييا الشروط‬

‫الثالثة اآلتية‪:‬‬

‫‪235‬‬
‫‪ -‬الشرط األوؿ‪ :‬قدرة الجية اإلدارية عمى وضع توصيؼ دقيؽ ومحدد‬

‫لموضوع التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أف يكوف لموضوع التعاقد معايير قابمة لمقياس الكمي‪ ،‬مما‬

‫يسمح لإلدارة بتحديد مدى استجابة العروض المقدمة مف الناحية الفنية‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف معموما لمجية اإلدارية وجود عدد كاؼ مف‬

‫المشتغميف بالنشاط محؿ التعاقد لضماف تحقيؽ المنافسة والحصوؿ عمى أفضؿ‬

‫شروط‪.‬‬

‫ويجب أف تتوافر الشروط الثالثة مجتمعة حتى تستطيع اإلدارة المجوء‬

‫ألسموب الممارسة العامة بدال مف أسموب المناقصة العامة‪ .‬والعمة مف تحديد‬

‫ىذه الشروط ىي أنيا في حاؿ توافرىا تجعؿ اإلدارة قادرة عمى الدخوؿ في‬

‫عممية التفاوض الفني وىي العممية المميزة ألسموب الممارسة عف أسموب‬

‫المناقصة‪ .‬أما في حالة عدـ توافر ىذه الشروط فال تكوف اإلدارة في موقؼ‬

‫يؤىميا لمتفاوض الفني‪ ،‬مما يقضي بمجوئيا ألسموب المناقصة العامة‪ ،‬واكتفائيا‬

‫بدور المفاضؿ بيف العروض المقدمة‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ -6‬آليات التمارس‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 16‬مف القانوف والمادة ‪ 919‬مف الالئحة التنفيذية آليات إجراء‬

‫الممارسة بنوعييا (العامة والمحدودة) عمى الوجو األتي‪:‬‬

‫‪ -9‬عمى السمطة المختصة بإبراـ العقد تشكيؿ لجنة التمارس والتي تتولى‬

‫عممية التفاوض مع أصحاب العطاءات المقدمة‪.‬‬

‫‪ -1‬تتـ الممارسة بنوعييا بقياـ مقدمي العطاءات المقبولة مف الناحية الفنية‬

‫دوف غيرىـ مف مقدمي العطاء الذيف تـ استبعاد عروضيـ ألسباب فنية‪،‬‬

‫بالتمارس (أي التفاوض مع اإلدارة) في الجمسة المحددة لذلؾ حتى يتـ‬

‫التوصؿ الختيار العطاء األفضؿ شروطا واألقؿ سعرا‪ ،‬ما لـ يكف التقييـ بنظاـ‬

‫النقاط‪ .‬ويمكف أف يمتد التمارس لعدة جمسات وفقا لسير األمور ووفقا لما تراه‬

‫لجنة التمارس‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا انتيت لجنة التمارس إلى الوصوؿ إلى شروط محددة في جزء مف‬

‫العممية محؿ التعاقد‪ ،‬يحظر فتح باب التمارس مرة أخرى بالنسبة ليذا الجزء‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫‪ -9‬يحظر ترتيب المتمارسيف قبؿ أو بعد تقديـ عطاءاتيـ أو أثناء جمسة‬

‫الممارسة لتحقيؽ غرض غير مشروع أو لإلخالؿ بمبدأي تكافؤ الفرص وحرية‬

‫المنافسة‪ ،‬وفي حالة ما إذا تبيف ذلؾ يتـ إعماؿ أحكاـ المادة ‪ 11‬مف القانوف‪.‬‬

‫وبالرجوع ألحكاـ المادة المذكورة نجد أنيا تتعمؽ بأحكاـ الفسخ الوجوبي‬

‫لمعقد وشطب المتعاقد مف سجؿ المتعامميف مع اإلدارة‪ .‬وال ندري كيؼ يمكف‬

‫إعماؿ جزاء فسخ العقد ونحف لـ نصؿ بعد لمرحمة إبرامو‪ ،‬ولذا نرى أف‬

‫المقصود باإلحالة إلى نص المادة ‪ 11‬ىو إعماؿ جزاء الشطب عمى مف يثبت‬

‫تورطو مف المتمارسيف باالشتراؾ مع أحد أو بعض أعضاء المجنة في مسألة‬

‫ترتيب أدوار المتمارسيف لتحقيؽ أىداؼ غير مشروعة‪ ،‬واف كنا نرى أنو كاف‬

‫مف األفضؿ عدـ اإلحالة لنص المادة المذكورة والنص عمى جزاء صريح‬

‫لممتمارس المتورط وعضو المجنة المتواطئ معو‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الممارسة المحدودة‪:‬‬

‫واالختالؼ الوحيد بيف ىذا النوع مف طرؽ التعاقد وطريقة الممارسة العامة‬

‫يتمثؿ في أنو ال يجوز االشتراؾ فييا إال لمف يتمقى دعوة مف اإلدارة‪ ،‬وذلؾ‬

‫عمى عكس الممارسة العامة التي يتـ اإلعالف عنيا لمكافة‪ ،‬ولكؿ مف يرى في‬

‫نفسو القدرة عمى تحقيؽ الشروط المطموبة أف يتقدـ لالشتراؾ فييا‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫‪ -9‬اإلعالف عف الممارسة المحدودة‪:‬‬

‫يجب النشر عف الممارسة المحدودة عمى بوابة التعاقدات الحكومية مع توجيو‬

‫الدعوة ألكبر عدد مف المسجميف عمييا المتخصصيف في النشاط محؿ التعاقد‪،‬‬

‫عمى أف تتـ دعوتيـ لتقديـ عطاءاتيـ قبؿ الموعد المحدد لفتح المظاريؼ الفنية‬

‫بأربعة عشر يوما عمى األقؿ‪ ،‬ويجوز في حالة االستعجاؿ وبعد موافقة السمطة‬

‫المختصة تقصير المدة السابقة بحيث ال تقؿ عف ‪ 91‬أياـ مف تاريخ الدعوة‬

‫لالشتراؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط التعاقد بطريؽ الممارسةالمحدودة‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 11‬مف قانوف التعاقدات الحكومية يمكف لمجية اإلدارية المجوء‬

‫ألسموب الممارسة العامة عند التعاقد في الحاالت التي تجتمع فييا الشروط‬

‫الثالثة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬الشرط األوؿ‪ :‬قدرة الجية اإلدارية عمى وضع توصيؼ دقيؽ ومحدد‬

‫لموضوع التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أف يكوف لموضوع التعاقد معايير قابمة لمقياس الكمي‪ ،‬مما‬

‫يسمح لإلدارة بتحديد مدى استجابة العروض المقدمة مف الناحية الفنية‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫وبالمقارنة بيف شروط المجوء ألسموبي الممارسة العامة والمحدودة‪ ،‬يتضح‬

‫أف المشرع قد استثنى الممارسة المحدودة مف الشرط الثالث الذي نص عميو‬

‫عند تنظيـ الممارسة العامة وىو الشرط الخاص بتأكد اإلدارة مف وجود عدد‬

‫كاؼ مف المتخصصيف في النشاط محؿ التعاقد لضماف أكبر قدر مف‬

‫المنافسة‪ ،‬والعمة مف عدـ نص القانوف عمى ىذا الشرط عند تنظيمو لمممارسة‬

‫المحدودة تتمثؿ في أف الممارسة المحدودة ال تقتضي بطبيعتيا وجود عدد‬

‫كبير مف المتنافسيف عمى التعاقد‪ ،‬فاإلدارة ال تمجأ ألسموب الممارسة المحدودة‬

‫إال في الحاالت التي تقتضي التعاقد مع اشخاص أو كيانات تمتمؾ دوف غيرىا‬

‫القدرة عمى توفير المنتج أو الخدمة التي تسعى اإلدارة لمحصوؿ عمييا مف‬

‫خالؿ التعاقد‪ .‬وبالتالي فإنو ال محؿ الشتراط المشرع لوجود عدد كبير مف‬

‫المتخصصيف في النشاط محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪ -1‬حاالت التعاقد بطريؽ الممارسة المحدودة‪:‬‬

‫وفقا لممادة ‪ 11‬مف القانوف والمادة ‪ 916‬مف الالئحة التنفيذية ال يجوز‬

‫لإلدارة المجوء ألسموب الممارسة المحدودة إال في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ -‬الحالة األولى‪ :‬األصناؼ التي يتـ تصنيعيا أو استيرادىا أو تقديميا مف قبؿ‬

‫أشخاص أو كيانات بذاتيا‪ ،‬أو األصناؼ التي تقتضي طبيعتيا أو الغرض مف‬

‫الحصوؿ عمييا أف يكوف اختيارىا أو شراؤىا مف أماكف انتاجيا‪.‬‬

‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬التعاقدات المرتبطة باعتبارات األمف القومي‪.‬‬

‫‪ -‬األصناؼ أو األعماؿ أو الخدمات التي تتطمب أف تكوف متوافقة مع ما ىو‬

‫موجود حاليا بسبب عدـ وجود بدائؿ ليا وتكوف متوافرة لدى أكثر مف مصدر‪.‬‬

‫والمقصود بالحالة األخيرة ىو احتياج اإلدارة لمتعاقد عمى أعماؿ أو خدمات‬

‫أو أصناؼ تتناسب مع التنظيـ الحالي ألحد المرافؽ العامة‪ ،‬وعمى سبيؿ‬

‫المثاؿ قد يحتاج أحد المصانع الحكومية لقطع غيار لبعض اآلالت‪ ،‬مع عدـ‬

‫توافر ىذا النوع مف قطع الغيار سوى لدى عدد محدود مف المورديف‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬المناقصة المحدودة‪:‬‬

‫واالختالؼ األساسي بيف التعاقد بأسموب المناقصة العامة والمناقصة‬

‫المحدودة يتمثؿ في اقتصار المشاركة في األخيرة عمى عدد محدد مف‬

‫األشخاص أو الكيانات والذيف تتـ دعوتيـ مف قبؿ الجية اإلدارية لتقديـ‬

‫عطاءاتيـ دوف غيرىـ مف المشتغميف في نفس نوع النشاط محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫وعمى ضوء عمى ىذ االختالؼ يمكف تعريؼ المناقصة المحدودة بأنيا نوع‬

‫مف المناقصات يتـ فييا التنافس بيف عدد معيف مف المشتغميف بالنشاط محؿ‬

‫التعاقد‪ ،‬يتـ دعوتيـ مف قبؿ اإلدارة‪ ،‬عمى أساس امتالكيـ لمستوى معيف مف‬

‫الكفاءة واإلمكانيات التي تؤىميـ لتنفيذ االلتزامات محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪ -9‬اإلعالف عف المناقصة المحدود‪:‬‬

‫يجب النشر عف المناقصة المحدودة عمى بوابة التعاقدات الحكومية مع‬

‫توجيو الدعوة ألكبر عدد مف المشتغميف بالنشاط الذيف ترى اإلدارة فييـ القدرة‬

‫والكفاءة عمى تنفيذ العقد‪ ،‬وذلؾ قبؿ ‪ 99‬يوما عمى األقؿ مف الميعاد المحدد‬

‫لفتح المظاريؼ الفنية‪ ،‬ويمكف في حالة االستعجاؿ وبعد موافقة السمطة‬

‫المختصة بإبراـ العقد أف يتـ تقصير ىذه المدة بحيث ال تقؿ عف ‪ 91‬مف‬

‫تاريخ توجيو الدعوة لممشاركيف لتقديـ عطاءاتيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬حاالت التعاقد بأسموب المناقصة المحدودة‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 14‬مف قانوف التعاقدات الحكومية‪ ،‬يجوز لإلدارة المجوء‬

‫ألسموب المناقصة المحدودة عند التعاقد في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪240‬‬
‫‪ -‬العمميات التي تتطمب طبيعتيا قصر االشتراؾ فييا عمى متعاقديف بذواتيـ‪،‬‬

‫سواء في مصر أو في الخارج‪.‬‬

‫‪ -‬العمميات التي أتخذت الجية اإلدارية بشأنيا إجراءات التأىيؿ المسبؽ‪ ،‬حيث‬

‫تقتصر المشاركة في المناقصة في ىذه الحالة عمى مف تأىيميـ مسبقا‬

‫لالشتراؾ في المناقصة‪.‬‬

‫والتأىيؿ المسبؽ ىو إجراء مستحدث بموجب قانوف التعاقدات الحكومية‬

‫الحالي‪ ،‬وييدؼ لمتحقؽ مف توافر القدرات الفنية واالمكانيات المالية واإلدارية‬

‫والبشرية الالزمة لتنفيذ العقد لدى الراغبيف بالتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬مما يؤدي إلى‬

‫عدـ إىدار الوقت والنفقات في فحص العطاءات التي ال يتوافر فييا الحد‬

‫األدنى الالزـ لتنفيذ موضوع العقد‪.‬‬

‫ولقد تـ استحداث نظاـ التأىيؿ المسبؽ بموجب المادة ‪ 19‬مف القانوف والتي‬

‫أجازت لإلدارة إجراء التأىيؿ المسبؽ بغرض استبعاد مف ال تتوافر فييـ‬

‫الشروط المطموبة‪ .‬ويفتح باب قبوؿ طمبات التأىيؿ المسبؽ قبؿ اإلعالف عف‬

‫المناقصة‪ ،‬ويتـ اإلعالف عنو بإحدى الصحؼ اليومية واسعة االنتشار‬

‫باإلضافة لمنشر عنو عمى بوابة التعاقدات الحكومية‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ -‬التعاقدات المرتبطة باألمف القومي‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة التعاقد عمى توفير المستحضرات واألجيزة الطبية واألدوية‪ ،‬وغيرىا‬

‫مف المستمزمات المرتبطة بالمحافظة عمى الحياة والصحة‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت قيمة التعاقد أقؿ مف قيمة الوقت والتكمفة الالزماف لطرح التعاقد‬

‫بأسموب المناقصة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬طرح العممية لمتعاقد بطريؽ المناقصة العامة وعزوؼ المتخصصيف في‬

‫النشاط عف المشاركة فييا مرة أو أكثر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المناقصة ذات المرحمتين‪:‬‬

‫وىي أسموب تعاقد مستحدث بموجب قانوف التعاقدات الحكومية الجديد‪،‬‬

‫ولـ يكف منصوصا عميو في قانوف المناقصات والمزايدات الممغي أو في‬

‫القوانيف السابقة عميو‪.‬‬

‫واليدؼ مف استحداث ىذا األسموب ىو مواجية الحاالت التي ترغب فييا‬

‫اإلدارة في التعاقد مع عدـ إحاطتيا المسبقة بكافة الجوانب الفنية لمموضوع‬

‫محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫والعامؿ المميز ليذا األسموب عف باقي أنواع المناقصات‪ ،‬أف الراغبيف في‬

‫التعاقد مع اإلدارة في باقي أنواع المناقصات ممزموف بتقديـ مظروفي العرض‬

‫الفني والمالي في نفس التوقيت‪ ،‬وبعد أف تختار اإلدارة العروض المقبولة مف‬

‫الناحية الفنية‪ ،‬يتـ فتح المظاريؼ التي تحتوي عمى العرض المالي‪ ،‬لتختار‬

‫العرض األفضؿ مف بينيا‪.‬‬

‫أما في أسموب المناقصة ذات المرحمتيف‪ ،‬فإف عمى الراغب في التعاقد مع‬

‫اإلدارة أف يقدـ عرضا فنيا مبدأيا بناء عمى الشروط الواردة في كراسة الشروط‬

‫وبدوف أسعار‪ ،‬ولإلدارة أف تدخؿ في تفاوض مع أصحاب العروض التي‬

‫يتوافر فييا الحد األدنى مف المتطمبات الواردة في كراسة الشروط‪ ،‬وذلؾ بيدؼ‬

‫الوصوؿ إلى إطار محدد لعممية التعاقد‪.‬‬

‫ومع انتياء ىذه المرحمة يصبح لدى اإلدارة معرفة كافية بكؿ جوانب‬

‫العممية التعاقدية‪ ،‬مما يسمح ليا بوضع شروط تعاقدية عمى درجة عالية مف‬

‫الدقة والوضوح وبشكؿ يحقؽ أكبر استفادة مف عممية التعاقد‪.‬‬

‫وبعد انتياء ىذه المرحمة تخطر اإلدارة أصحاب العروض المقبولة لكي‬

‫يقوموا بتقديـ عروضيـ الفنية والمالية وفقا لمشروط والمواصفات الدقيقة التي‬

‫توصمت ليا اإلدارة في المرحمة األولي‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫ىذا وقد حددت المادة ‪ 18‬مف القانوف الحاالت التي يجوز فييا لإلدارة التعاقد‬

‫بأسموب المناقصة ذات المرحمتيف‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ -9‬التعاقدات ذات المواصفات الفنية المركبة‬

‫‪ -1‬عندما ترغب الجية اإلدارية في الوقوؼ عمى كافة الحموؿ الفنية أو‬

‫التعاقدية والمزايا النسبية لتمؾ الحموؿ قبؿ اتخاذ قرار في شأف المواصفات‬

‫والشروط النيائية‪.‬‬

‫‪ -6‬عندما ال تتوافر تفاصيؿ المواصفات الفنية الدقيقة أو خصائص الموضوع‬

‫محؿ التعاقد عند البدء في إجراءات الطرح‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أنو فيما عدا إجراءات المرحمة األولى تسرى عمى‬

‫المناقصة ذات المرحمتيف ذات اإلجراءات القانونية المنظمة لعممية التعاقد وفقا‬

‫ألسموب المناقصة العامة‪.‬‬

‫تخامسا‪ :‬المناقصة المحمية‪:‬‬

‫نظمت المادة ‪ 11‬مف القانوف أحواؿ التعاقد بأسموب المناقصة المحمية‪،‬‬

‫حيث قررت أف يكوف التعاقد بأسموب المناقصة المحمية في التعاقدات التي ال‬

‫تزيد قيمتيا عف أربعة مالييف جنيو‪ ،‬عمى أف تقتصر المشاركة في المناقصة‬

‫‪246‬‬
‫المحمية عمى المتخصصيف الذيف يمارسوف النشاط محؿ التعاقد في نطاؽ‬

‫المحافظة التي سيتـ تنفيذ التعاقد فييا‪.‬‬

‫كما أجازت المادة سالفة الذكر المجوء ألسموب المناقصة المحدودة‪ ،‬فيما ال‬

‫تزيد قيمتو عف مميوني جنيو‪ ،‬مع قصر المشاركة في المناقصة عمى أصحاب‬

‫المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناىية الصغر الممارسيف لمنشاط محؿ‬

‫التعاقد في نطاؽ المحافظة التي سيتـ تنفيذ العقد فييا‪.‬‬

‫ولذلؾ فقد ألزمت المادة المذكورة الجية اإلدارية الراغبة في التعاقد بإخطار‬

‫جياز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناىية الصغر قبؿ البدء في‬

‫إجراءات الطرح‪ ،‬وذلؾ حتى يتمكف الجياز مف إعالـ أصحاب ىذه‬

‫المشروعات وحثيـ عمى المشاركة في المناقصة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬االتفاق المباشر‪:‬‬

‫ويمكف تعريؼ أسموب االتفاؽ المباشر بأنو وسيمة تعاقد استثنائية تتمثؿ‬

‫في اختيار اإلدارة لشخص المتعاقد معيا بدوف فتح باب التنافس بيف‬

‫المشتغميف بالنشاط محؿ التعاقد‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫ولقد كاف قانوف المناقصات والمزايدات الممغي ال يجيز لإلدارة إلى ىذه‬

‫األسموب االستثنائي في التعاقد إال في حاالت الضرورة القصوى أو في حالة‬

‫التعاقد بيف الجيات العامة المخاطبة بأحكاـ ذلؾ القانوف‪ ،‬وذلؾ لدرء شبيتي‬

‫الفساد والمحسوبية في التعاقد‪.‬‬

‫أما القانوف الحالي فقد توسع في تحديد حاالت المجوء ألسموب االتفاؽ‬

‫المباشر‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 61‬منو عمى جواز المجوء ليذا األسموب في‬

‫الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬الحاالت الطارئة الناجمة عف ظروؼ فجائية لـ يكف في اإلمكاف توقعيا‪ ،‬أو‬

‫التي تتطمب ضرورة التعامؿ معيا بشكؿ فوري‪ ،‬والتي ال تحتمؿ اتباع إجراءات‬

‫المناقصة أو الممارسة بجميع أنواعيما‬

‫‪ -‬عندما ال يكوف ىناؾ إال مصدر واحد فقط لديو القدرة الفنية أو القدرة عمى‬

‫تمبية متطمبات التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬عندما ال يكوف ىناؾ إال مصدر واحد فقط لديو الحؽ الحصري أو‬

‫االحتكاري لموضوع التعاقد وال يوجد بديؿ آخر مناسب‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫‪ -‬في حالة التعاقد ألغراض التكامؿ مع ما ىو موجود وال يوجد لو سوى‬

‫مصدر واحد‪.‬‬

‫‪ -‬عندما يكوف موضوع التعاقد غير مشموؿ في عقد قائـ‪ ،‬وتقتضي الضرورة‬

‫الفنية تنفيذه بمعرفة المتعاقد القائـ بالتنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة التوحيد القياسي مع ما ىو قائـ‪.‬‬

‫‪ -‬في حاالت التي تيدؼ إلى تعزيز السياسات االجتماعية أو االقتصادية التي‬

‫تتبناىا الدولة‪.‬‬

‫*السمطة المتختصة بالترتخيص بالتعاقد باالتفاق المباشر‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 66‬مف قانوف تختمؼ السمطة المختصة بالترخيص‬

‫بالتعاقد عمى الشراء أو االستئجار وفقا ألسموب االتفاؽ المباشر عمى حسب‬

‫قيمة التعاقد وفقا لمتفصيؿ اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس الييئة أو المصمحة العامة أو مف لو سمطاتيـ أو رئيس الصندوؽ‪،‬‬

‫وذلؾ فيما ال يجاوز مميوف جنيو بالنسبة لكافة عقود الشراء واالستئجار‪ ،‬وفيما‬

‫ال يجاوز خمسة مميوف جنيو في عقود مقاوالت األعماؿ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫‪ -‬الوزير أو مف لو سمطاتو أو المحافظ‪ ،‬وذلؾ فيما ال يجاوز عشرة مميوف‬

‫جنيو في كافة عقود الشراء واالستئجار‪ ،‬وفيما ال يجاوز عشريف مميوف جنيو‪.‬‬

‫‪ -‬مجمس الوزراء في حالة التعاقد عمى الشراء أو االستئجار بما يجاوز المبالغ‬

‫المذكورة في البند السابؽ‪.‬‬

‫‪ -‬كما يجوز لمجية اإلدارية بعد موافقة السمطة المختصة‪ ،‬بالتعاقد عمى الشراء‬

‫أو االستئجار وفقا ألسموب االتفاؽ المباشر‪ ،‬وذلؾ فيما يتعمؽ بالعقود منخفضة‬

‫القيمة والتي ال تتجاوز قيمتيا عشريف ألؼ جنيو‪ ،‬عمى أال تتجاوز قيمة‬

‫التعاقدات السنوية لمجية اإلدارية بأسموب االتفاؽ المباشر مبمغ مائة ألؼ جنيو‬

‫خالؿ السنة المالية الواحدة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫طرق التعاقد البديمة ألسموب المزايدة العامة العمنية أو بالمظاريف المغمقة‬

‫بعد أف حددت المادة ‪ 4‬مف القانوف طريقتي المزايدة العامة العمنية أو‬

‫بالمظاريؼ المغمقة كطرؽ أساسية إلبراـ تعاقدات اإلدارة في حالة البيع أو‬

‫التأجير‪ ،‬عادت وأجازت لإلدارة المجوء ألساليب تعاقد بديمة في بعض‬

‫‪252‬‬
‫الحاالت‪ .‬وسوؼ نستعرض في ىذا المبحث أساليب التعاقد البديمة والحاالت‬

‫التي يجوز لإلدارة المجوء ليذه األساليب‪ ،‬وفقا لمتفصيؿ التالي‪:‬‬

‫‪ -2‬المزايدة المحدودة‪:‬‬

‫وال تختمؼ المزايدة المحدودة عف نظيرتييا العامة وبالمظاريؼ المغمقة‬

‫سوى في اقتصار المشاركة فييا عمى مف تدعوىـ الجية اإلدارية لالشتراؾ‬

‫وتقديـ عطاءاتيـ‪.‬‬

‫ولقد حددت المادة ‪ 68‬مف القانوف حاالت التعاقد بأسموب المزايدة المحدودة‬

‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬األصناؼ التي يخشى عمييا مف التمؼ في حاؿ استمرار تخزينيا‪.‬‬

‫‪ -‬األصناؼ التي تتطمب طبيعتيا قصر بيعيا عمى المرخص ليـ بالتعامؿ‬

‫فييا‪ ،‬مثؿ المواد الكيميائية الخطرة أو األسمحة التالفة إلخ‪.‬‬

‫‪ -‬الحاالت العاجمة التي ال تحتمؿ اتباع إجراءات المزايدة العمنية العامة أو‬

‫بالمظاريؼ المغمقة‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫‪ -‬الحاالت التي سبؽ عرضيا في مزايدة عمنية عامة أو بالمظاريؼ المغمقة‬

‫ألكثر مف مرة‪ ،‬ولـ تقدـ عنيا أي عروض أو لـ تصؿ العروض إلى الثمف‬

‫األساسي المحدد مف قبؿ اإلدارة وقت الطرح‪.‬‬

‫‪ -3‬المزايدة المحمية‪:‬‬

‫وىي المزايدة التي يقتصر االشتراؾ فييا عمى المزايديف المحمييف الذيف يقع‬

‫نشاطيـ داخؿ نطاؽ المحافظة التي ينفذ بدائرتيا موضوع العقد‪.‬‬

‫ووفقا لممادة ‪ 61‬مف القانوف يكوف لإلدارة التعاقد لمبيع بطريؽ المزايدة‬

‫المحمية في الحاالت التي ال يتجاوز فييا الثمف األساسي لألشياء محؿ المزايدة‬

‫ستمائة ألؼ جنيو‪.‬‬

‫‪ -4‬االتفاق المباشر‪:‬‬

‫عمى عكس حاالت الشراء واالستئجار بأسموب االتفاؽ المباشر‪ ،‬لـ يتوسع‬

‫المشرع في إجازة المجوء ليذا األسموب في حاالت البيع والتأجير‪ ،‬ولـ يسمح‬

‫لإلدارة بالبيع أو التأجير باستخداـ بأسموب االتفاؽ المباشر إال في الحاالت‬

‫الطارئة أو العاجمة التي ال تحتمؿ اتباع أسموب المزايدة بجميع أنواعو‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ولقد اشترط القانوف عمى الجية اإلدارية الراغبة في التعاقد الحصوؿ عمى‬

‫موافقة السمطات المختصة قبؿ المجوء ألسموب االتفاؽ المباشر إلبراـ عقد بيع‬

‫أو تأجير‪ ،‬ولقد حددت المادة ‪ 49‬السمطات المختصة بالترخيص بالمجوء‬

‫ألسموب االتفاؽ المباشر في حالة البيع والتأجير كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس الييئة أو رئيس المصمحة ومف لو سمطاتو أو رئيس الصندوؽ فيما ال‬

‫يجاوز قيمتو خمسمائة ألؼ جنيو‪.‬‬

‫‪ -‬الوزير ومف لو سمطاتو أو المحافظ فيما ال يجاوز قيمتو مميوف جنيو‪.‬‬

‫وفي جميع الحاالت ال يجوز لمسمطة المختصة تفويض اختصاصاتيا بشأف‬

‫الترخيص بالمجوء ألسموب االتفاؽ المباشر‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫اتختصاص القضاء اإلداري بالمنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية‬

‫مف المسمـ بو فى مصر باعتبارىا مف الدوؿ التي تتبنى نظاـ القضاء‬

‫المزدوج‪ ،‬بما يعني وجود ىيئة قضائية مختصة بنظر المنازعات اإلدارية‪ ،‬مما‬

‫يترتب عميو وجود ارتباط حتمي بيف الطبيعة القانونية لمعقد الذى تبرمو االدارة‬

‫وقواعد اإلختصاص بنظر المنازعات الناشئة عنو‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫وبتحديد طبيعة العقد تتحدد الجية القضائية المختصة بنظر المنازعات‬

‫النائشة عنو‪ ،‬فإذا كاف العقد إدارياً ينعقد االختصاص بنظر منازعاتو لمقضاء‬

‫اإلداري‪ ،‬واذا كاف العقد مدنياً ينعقد االختصاص بنظر منازعاتو لمقضاء‬

‫العادى‪.‬‬

‫وقد أسيبت المحكمة االدارية العميا في توضيح ىذه التفرقة في العديد مف‬

‫أحكاميا ومف بينيا حكميا الصادر فى ‪ 9141/9/99‬والذي ذىبت فيو إلى‬

‫القوؿ بأف‪:‬‬

‫"ىذا التنظيـ القضائى يجعؿ القضاء االدارى مختصاً بالفصؿ فى الطمبات‬

‫المستعجمة التى تنطوى عمى نتائج يتعذر تداركيا أو طمبات يخشى عمييا مف‬

‫فوات الوقت أو تدابير ال تحتمؿ التأخير أو إجراءات وقتية أو تحفظية حماية‬

‫لمحؽ إلى أف يفصؿ فى موضوعو‪ ،‬والقضاء االدارى إذ يفصؿ فى ىذه‬

‫الطمبات إنما يفصؿ في موضوعو‪ ،‬والقضاء االدارى إذ يفصؿ فى ىذه‬

‫الطمبات إنما يفصؿ فييا سواء كانت مطروحة عميو بصفة أصمية أو بإعتبارىا‬

‫فرعاً مف المنازعة االصمية المعروضة عميو وذلؾ عمى إعتبار أف القضاء‬

‫االدارى وحده دوف غيره قاضى العقد"‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫ولكف مع صدور قانوف التحكيـ رقـ ‪ 14‬لسنة ‪ 9119‬والمعدؿ في عاـ‬

‫‪ 9114‬أجاز المشرع استبعاد اختصاص مجمس الدولة بنظر المنازعات‬

‫الناشئة عف العقود اإلدارية عف طريؽ اتفاؽ أطراؼ العقد اإلداري عمى تسوية‬

‫المنارعات الناشئة عنو مف خالؿ االتفاؽ عمى التحكيـ‪.‬‬

‫واليدؼ مف إجازة المشرع المصري الستبعاد اختصاص محاكـ القضاء‬

‫اإلداري لصالح أسموب التحكيـ ىو تشجيع المستثمريف سواء المصرييف أو‬

‫األجانب عمى التعاقد مع الحكومة المصرية‪ ،‬حيث كاف الكثير منيـ يتخوؼ‬

‫مف الدخوؿ في تعاقدات مع الجيات الحكومية‪ ،‬نظ ار لما يفرضو النظاـ‬

‫القانوني والقضائي المرتبط بمثؿ ىذه العقود مف قيود كبيرة عمى الطرؼ‬

‫المتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬

‫رقـ ‪ 14‬لسنة ‪9119‬‬ ‫ولقد نصت المادة األولى مف قانوف التحكيـ‬

‫والمعدلة فى ‪ 16‬إبريؿ مف عاـ ‪ 9114‬عمى أنو "فى جميع األحواؿ يجوز‬

‫االتفاؽ عمى التحكيـ فى منازعات العقود االدارية‪.".....‬‬

‫وبصدور قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات رقـ ‪ 81‬لسنة ‪ 9118‬تأكدت‬

‫نية المشرع فى إجازة استبعاد إختصاص مجمس الدولة بنظر منازعات العقود‬

‫االدارية عف طريؽ االتفاؽ عمى التحكيـ‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 91‬مف القانوف‬

‫‪255‬‬
‫المذكور عمى أنو "يجوز لطرفى العقد عند حدوث خالؼ أثناء تنفيذه االتفاؽ‬

‫عمى تسويتو عف طريؽ التحكيـ‪."....‬‬

‫ونفس األمر ينطبؽ عمى قانوف التعاقدات الحكومية الجديد‪ ،‬والذي نص‬

‫في المادة ‪ 19‬منو عمى أنو " يجوز لطرفي العقد في حالة حدوث خالؼ أثناء‬

‫تنفيذه وقبؿ المجوء إلى القضاء أو التحكيـ بحسب األحواؿ‪ ،‬االتفاؽ عمى‬

‫تسويتو عف طريؽ التوفيؽ أو الوساطة‪."...‬‬

‫ووفقا لمعرض السابؽ يتضح أف ىناؾ طريقتاف لتسوية المنازعات الناشئة‬

‫عف العقود اإلدارية‪ ،‬فإما أف ينعقد االختصاص لمحاكـ القضاء اإلداري‬

‫بوصفيا صاحبة االختصاص األصيؿ بنظر ىذا النوع مف النزاعات‪ ،‬واما‬

‫بالمجوء إلى التحكيـ في حالة توافؽ طرفي العقد عمى ذلؾ‪ ،‬وسوؼ نستعرض‬

‫كمتا الطريقتيف‪ ،‬عمى أف نخصص مبحثا مستقال لكؿ منيما‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫المبحث األول‬

‫اتختصاص القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية‬

‫حتى يمكننا اإلحاطة باختصاص القضاء اإلداري بالمنازعات الناشئة عف‬

‫العقود اإلدارية‪ ،‬يجب عمينا أف نتعرض في البداية لطبيعة ىذا االختصاص‬

‫عمى أف نتعرض بعد ذلؾ لتحديد نطاقو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طبيعة اتختصاص القضاء االدارى بمنازعات العقود االدارية‬

‫ينقسـ اختصاص القضاء االدارى فى مصر مف حيث نوع الدعوى ونطاؽ‬

‫سمطة القاضى فى الفصؿ فييا إلى نوعيف رئيسييف ىما‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬القضاء الكامؿ (أو قضاء التعويض)‬

‫والقضاء الكامؿ قضاء شخصى يتعمؽ بالحقوؽ الشخصية ألطراؼ النزاع‪،‬‬

‫ويخوؿ لمقاضى سمطة تصفية النزاع مف جميع جوانبو‪ ،‬وال يقتصر فيو دور‬

‫القاضى عمى بحث مشروعية العمؿ اإلدارى وانما يتخطى ذلؾ إلى تعديؿ‬

‫القرار بما يتفؽ مع صحيح حكـ القانوف بؿ والحكـ بالتعويض عف األضرار‬

‫الناجمة عنو‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬قضاء اإللغاء (أو قضاء المشروعية)‬

‫‪257‬‬
‫أما قضاء االلغاء فيتميز بأنو قضاء موضوعى عينى يوجو إلى ذات القرار‬

‫المطعوف فيو ويستيدؼ بحث مشروعيتو‪ ،‬والحكـ بإلغائو واعداـ أثاره إذا كاف‬

‫مخالفاً لمقانوف‪ ،‬وال تمتد سمطة القاضى إلى أبعد مف ذلؾ‪ ،‬وال ييدؼ في‬

‫األساس إلى حماية الحقوؽ الشخصية ألطراؼ النزاع‪ .‬فميس لقاضي‬

‫المشروعية أف يرتب بنفسو اآلثار الناشئة عف االلغاء فيما يتعمؽ بالحقوؽ‬

‫والواجبات‪.9‬‬

‫وعمى سبيؿ المثاؿ فإف الحكـ بإلغاء قرار إرساء المناقصة ينحصر أثره‬

‫في إعداـ القرار فقط دوف أف يتجاوز ذلؾ إلى إرساء المناقصة عمى مف‬

‫يستحؽ وفقاً لمقوانيف والموائح‪ .‬أما فى حالة القضاء الكامؿ فإف القاضى يمكنو‬

‫أف يحدد لإلدارة ما يجب أف تفعمو وفقاً لصحيح حكـ القانوف فيما يتعمؽ‬

‫بالمركز القانونى لمطاعف‪.‬‬

‫ومف المستقر عميو فقيا وقضاء فى مصر وفرنسا أف منازعات العقود‬

‫االدارية تخضع باألساس لوالية القضاء الكامؿ‪ ،‬حيث تدور المنازعة غالباً‬

‫حوؿ تفسير أو تنفيذ البنود التى يتضمنيا العقد‪ ،‬وأما الق اررات االدارية التى‬

‫تسيـ فى تكويف العقد وتميد لو‪ ،‬فإنو يمكف الطعف فييا باإللغاء في حالة ما‬

‫‪9‬راجع د‪ .‬ماجد راغب الحمو‪ ،‬القضاء االدارى‪ ،‬طبعة ‪ 9119‬ص‪ ،161‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫إذا استند الطعف إلى وجود مخالفة لمقوانيف أو الموائح وليس إلى بنود العقد‬

‫ذاتو‪.9‬‬

‫ثانيا‪ :‬نطاق والية كل من القضاء الكامل وقضاء اإللغاء عمى المنازعات‬

‫الناشئة عن العقود اإلدارية‪:‬‬

‫أ‪ -‬نطاق والية القضاء الكامل في المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية‪:‬‬

‫إف المبدأ العاـ بالنسبة ألطراؼ العقد االدارى ىو والية القضاء الكامؿ‬

‫بدعاوى العقود االدارية‪ ،1‬حيث أف تقرير القانوف الختصاص القضاء االدارى‬

‫بنظر منازعات العقود االدارية قد جاء مطمقا وغير مقترف بأي قيد أو شرط‪.‬‬

‫حيث نصت المادة العاشرة مف قانوف مجمس الدولة الحالي رقـ ‪ 94‬لسنة‬

‫‪ 9141‬عمى أف "تختص محاكـ مجمس الدولة دوف غيرىا – بالفصؿ فى‬

‫المنازعات األتية‪...‬المنازعات الخاصة بعقود االلتزاـ أو األشغاؿ العامة أو‬

‫التوريد أو بأى عقد إدارى آخر " وواضح مف صياغة المادة أف شموؿ‬

‫االختصاص ىنا ال يشمؿ كافة العقود اإلدارية فقط بؿ ويشمؿ كافة المنازعات‬

‫الناشئة عف ىذه العقود‪.‬‬

‫‪9‬راجع د‪ .‬عمر حممى‪ ،‬األحكاـ العامة لمعقود االدارية‪ ،‬طبعة ‪،9116‬ص‪.611‬‬


‫‪1‬راجع د‪ .‬سميماف الطماوى‪ ،‬األسس العامة لمعقود االدارية‪ ،‬طبعة ‪ 9119‬ص‪،114-914‬‬
‫وراجع أيضا د‪ .‬محمد سعيد أميف‪ ،‬العقود االدارية‪ ،‬طبعة ‪ ،9111‬ص‪ 114‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫ولقد استندت محاكـ القضاء اإلداري ليذه الصياغة لتؤكد عمى‬

‫اختصاصيا الشامؿ بنظر كافة المنازعات الناشئة عف العقد اإلداري وسمطتيا‬

‫الكاممة في تصفية ىذه النزاعات‪ ،‬ولعؿ مف أىـ أحكاميا في ىذا الشأف حكميا‬

‫الصادر في ‪ 98‬نوفمبر سنة ‪ 9116‬الذى أوضجت فيو نطاؽ اختصاص‬

‫مجمس الدولة بمنازعات العقود االدارية فى ظؿ القانوف ‪ 961‬لسنة ‪9111‬‬

‫واذا كاف ىذا الحكـ قد صدر في ظؿ قانوف مجمس الدولة السابؽ إال أف ما‬

‫ورد في حيثياتو ما زاؿ صالحا لإلعماؿ في ظؿ تماثؿ صياغة المادة العاشرة‬

‫مف القانوف الحالي مع المادة المقابمة ليا في القانوف المعموؿ بو وقت صدور‬

‫الحكـ‪.‬‬

‫ولقد أسيبت المحكمة في شرح نطاؽ واليتيا بنظر المنازعات الناشئة عف‬

‫العقود اإلدارية حيث ذىبت إلى القوؿ بأنو ‪:‬‬

‫" وبيذا النص( تقصد المادة العاشرة مف القانوف المشار اليو) لـ يعد‬

‫اختصاص القضاء االدارى مقصو اًر عمى صحة أو بطالف الق اررات االدارية‬

‫التى تصدر فى شأف ىذه العممية المركبة‪ ،‬بؿ امتد االختصاص لكؿ ما يتعمؽ‬

‫بعممية التعاقد ابتداءاً مف أوؿ إجراء فى تكوينيا إلى آخر نتيجة فى تصفية‬

‫كافة العالقات والحقوؽ وااللتزامات التى نشأت عنيا‪ ،‬وأصبح اختصاص‬

‫‪262‬‬
‫محكمة القضاء االدارى بنظر المنازعات الخاصة بجميع العقود االدارية‬

‫اختصاصاً مطمقاً وشامالً ألصؿ ىذه المنازعات وما يتفرع عنيا‪ ،‬وبيذه المثابة‬

‫تنظر المحكمة ما يكوف قد صدر بشأف تمؾ العقود مف إجراءات أو ق اررات‬

‫وذلؾ بإعتبارىا مف العناصر المتفرعة مف المنازعة األصمية فى حدود‬

‫اختصاصيا الكامؿ بالنسبة إلى ىذه المنازعات طالما لـ يسقط أصؿ الحؽ‬

‫بمضى المدة‪ ،‬ذلؾ ألف واضع التشريع أراد أف يجعؿ لمحكمة القضاء االدارى‬

‫والية القضاء الكامؿ فى عناصر العممية بأسرىا‪ ،‬يستوى فى ذلؾ ما يتخذ‬

‫صورة قرار ادارى وما ال تتخذ ىذه الصورة طالما توافرت فيو حقيقة التعاقد‬

‫االدارى‪ .‬وعمى ىذا النحو يكوف لمحكمة القضاء االدارى فى ىذه المنازعات‬

‫أف تفصؿ فى الق اررات االدارية التى تتصؿ بعممية إبراـ العقد بمقتضى واليتيا‬

‫الكاممة دوف حاجة إلى أف تقتصر فى شأنيا عمى االلغاء ويكوف ليا تفريعاً‬

‫عمى ذلؾ أف تراقب مطابقة القرار لمقانوف وأف تجاوز ىذا الحد إلى رقابة‬

‫الواقع"‪.‬‬

‫وتستمر المحكمة في تأكيدىا عمى شموؿ واليتيا لكافة منازعات العقود‬

‫اإلدارية بقوليا "ومف حيث أنو عمى مقتضى ما تقدـ‪ ،‬فإنو متى توافرت في‬

‫المنازعة حقيقة العقد االدارى‪ ،‬سواء كانت المنازعة خاصة بإنعقاد العقد أو‬

‫‪262‬‬
‫صحتو أو تنفيذه أو إنقضائو‪ ،‬فإنيا كميا تدخؿ فى نطاؽ والية القضاء الكامؿ‪،‬‬

‫دوف والية االلغاء‪ ...‬إال أن ىذا المبدأ يحد من إطاقة قيدان‪ :‬أوليما يتعمؽ‬

‫بإقتصار آثار العقود عمى عاقدييا‪ ،‬فغير المتعاقد ال يجوز لو أف يطعف‬

‫بااللغاء ألنو أجنبى ليس لمعقد فى مواجيتو أية قوة فى االلزاـ‪ ،‬والقيد الثانى‬

‫يتعمؽ بالق اررات المستقمة عف العقد‪ ،‬إذ يجب التفريؽ بيف العقد ذاتو أو بمعنى‬

‫أدؽ الرباط التعاقدى وبيف الق اررات االدارية التى يترتب عمييا انعقاده أو التى‬

‫ترافؽ انعقاده‪ ،‬إذ أف ىذه الق اررات تعتبر مستقمة عف العقد ويجوز الطعف فييا‬

‫بااللغاء استقالالً فى المواعيد وبالشروط العامة المقررة بالنسبة لمطعف بااللغاء‬

‫مثاؿ ذلؾ الق اررات التى تصدر مف جانب االدارة وحدىا بمقتضى سمطتيا‬

‫العامة فى المرحمة التمييدية مف العممية حتى إبراـ العقد‪.‬‬

‫أما ما يصدر مف الق اررات تنفيذاً لمعقد كالق اررات الخاصة بجزاء مف‬

‫الجزاءات التعاقدية أو بفسخ العقد أو إنيائو او إلغائو فيذه كميا تدخؿ فى‬

‫منطقة العقد وتنشأ عنو‪ ،‬فيى منازعات حقوقية وتكوف محالً لمطعف عمى‬

‫أساس والية القضاء الكامؿ‪ ،‬فيفصؿ فييا عمى نحو ال يختمؼ عف والية‬

‫القضاء المدنى العادى عندما كاف يفصؿ – فى حدود اختصاصو – فى‬

‫منازعات العقود التى تبرميا الحكومة مع األفراد باعتبارىا مف أعماؿ االدارة‬

‫‪260‬‬
‫المصرية وتخضع فييا العقود لممحاكـ العادية إسوة باالرتباطات القانونية بيف‬

‫األفراد وبعضيـ"‪.‬‬

‫ومف العرض السابؽ يتضح أف والية القضاء الكامؿ مطمقة وشاممة لكافة‬

‫منازعات العقود اإلدارية‪ ،‬فاختصاص القضاء اإلداري يشمؿ جميع اإلجراءات‬

‫التي تصدر مف الجية اإلدارية تنفيذا لمعقد‪ ،‬حتى لو صدرت في شكؿ قرار‬

‫إداري‪ ،‬طالما أف ىذا القرار يستند إلى نصوص العقد‪.‬‬

‫ويمتمؾ القضاء اإلداري عند تصديو ليذا المنازعات اختصاصا مطمقا يسمح لو‬

‫بتصفية المنازعة بالكامؿ سواء بإلغاء القرار اإلداري المستند لمعقد أو تعديؿ‬

‫االلتزامات الواردة بالعقد وفقا لنظرية إعادة التوازف المالي لمعقد اإلداري‪،‬‬

‫باإلضافة لسمطتو بالحكـ بتعويض الطرؼ الذي لحقت بو خسارة جراء عدـ‬

‫التزاـ الطرؼ اآلخر بالتزاماتو العقدية‪.‬‬

‫ب‪ -‬نطاق والية قضاء اإللغاء في المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية‪:‬‬

‫سبؽ أف ذكرنا أف األصؿ في منازعات العقود االدارية ىو خضوعيا لوالية‬

‫لمقضاء الكامؿ‪ ,‬وبالتالي ال يمكف – كأصؿ عاـ ‪ -‬أف تكوف المنازعات الناشئة‬

‫عف العقود اإلدارية محال لمطعف عمييا مف خالؿ دعوى إلغاء الق اررات‬

‫‪263‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬حيث أف موضوع دعوى اإللغاء ينصب في األساس عمى الق اررات‬

‫اإلدارية الصادرة بالمخالفة لمقوانيف والموائح‪ ،‬وىو ما ال يتوفر في الق اررات‬

‫الصادرة استنادا لمعقد‪.‬‬

‫واذا كانت ىذه ىي القاعدة العامة إال أف القضاء اإلداري في كؿ مف‬

‫مصر وفرنسا قد أجاز ‪-‬استثناء مف القاعدة العامة ‪ -‬الطعف عمي الق اررات‬

‫االدارية المنفصمة عف العقد‪ ,‬والمقصود بالقرارت المنفصمة عن العقد تمؾ‬

‫الق اررات المرتبطة بعممية التعاقد إال أنيا تصدر مف اإلدارة استنادا لمقوانيف‬

‫والموائح المعموؿ بيا وليس استنادا لبنود العقد‪.‬‬

‫ومف أمثمة ىذه القرارت تمؾ الق اررات التي تسبؽ انعقاد العقد وتميد البرامو‬

‫مثؿ قرار إرساء المناقصة و المزايداة عمى أحد العطاءات‪ ،‬وقرار استبعاد أحد‬

‫الراغبيف في التعاقد‪ ،‬والقرارات المتعمقة بإلغاء المناقصة أو المزايدة‪ ،‬والق اررات‬

‫المتعمقة بالمجوء لوسيمة تعاقد استثنائية‪.‬‬

‫ولقد أوضحت المحكمة االدارية العميا في حكميا الصادر في ‪9141/9/1‬‬

‫ماىية الق اررات المنفصمة بقوليا بأنو " ينبغي التمييز بيف اإلجراءات التي تميد‬

‫البراـ العقد أو تييئ لمولده مف ناحية واإلجراءات المستندة لبنود العقد مف‬

‫ناحية أخرى‪ ,‬ذلؾ أنو بقطع النظر عف كوف العقد مدنيا أو إداريا‪ ،‬فاف مف ىذه‬

‫‪264‬‬
‫اإلجراءات ما يتـ بقرار مف السمطة االدارية المختصة‪ ,‬ولو خصائص القرار‬

‫االداري ومقوماتو مف حيث كونو افصاحا مف اإلدارة عف إرادتيا الممزمة‪ ،‬بناء‬

‫عمي سمطتيا العامة بمقتضي القوانيف والموائح بقصد احداث اثر قانوني تحقيقا‬

‫لمصمحة عامة يتغياىا القانوف " ‪.‬‬

‫وخالصة ما سبؽ ىو إمكانية الطعف عمى الق اررات اإلدارية المنفصمة عف‬

‫العقد باإللغاء في حالتيف‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬الطعف المقدـ مف غير المتعاقد‪:‬‬

‫قررات إدارية تمييدية البراـ‬


‫فإذا أصدرت الجية اإلدارية الراغبة في التعاقد ا‬

‫العقد‪ ,‬وكاف ليذه الق اررات تأثير عمي غير المتعاقديف‪ ,‬فال يكوف أماميـ (أي‬

‫غير المتعاقديف) سوي الطعف عمييا بااللغاء‪ .‬حيث أنو ال يجوز لغير‬

‫المتعاقديف المجوء لمقضاء الكامؿ نظ ار لكونيـ ليسوا مف أطراؼ العقد وبالتالي‬

‫ال يتمتعوف بالصفة في الدعوى أماـ ىذا القضاء‪ .‬وبالتالي فإف الوسيمة الوحيدة‬

‫المتاحة أماميـ ىي المجوء لقضاء اإللغاء‪.‬‬

‫وقد أوضحت محكمة القضاء اإلداري ىذا االستثناء في حكميا الصادر‬

‫في ‪ 8‬يناير ‪ 9116‬حينما انتيت إلى " أف الق اررات السابقة أو الالحقة عمي‬

‫‪265‬‬
‫العقد‪ .‬كوضع االدارة لشروط المناقصة أو المزايدة‪ ،‬ىي بغير منازع ق اررات‬

‫إدارية منفصمة عف العقد ومف ثـ يجوز الطعف فييا باإللغاء بسبب تجاوز‬

‫السمطة‪.".‬‬

‫والمستفاد مما سبؽ أف لممتعاقديف المحتمميف أف يطعنوا باإللغاء ضد‬

‫الق اررات التي تضر بمصالحيـ‪ ,‬بشرط أف تكوف ىذه الق اررات سابقة عمي‬

‫التعاقد‪ ،‬مثؿ قرار استبعادىـ مف المشاركة في المناقصة‪ ،‬كما يشترط أيضا أف‬

‫يستند الطعف عمي مخالفة القرار لمقوانيف والموائح حتي يدخؿ في والية قضاء‬

‫االلغاء‪.‬‬

‫ومف الجدير بالذكر أف الحكـ بإلغاء القرار االداري المنفصؿ والذي ساىـ‬

‫في إبراـ القعد اليؤدي الي إبطالو‪ .‬حيث يبقى العقد صحيحا ومنتجا آلثاره‬

‫حتي يتمسؾ أحد طرفي العقد بالحكـ الصادر بإلغاء القرار الذي ساىـ في‬

‫إتماـ عممية التعاقد‪ ،‬حيث أف اختصاص الحكـ بإبطاؿ العقد ينعقد لقاضي‬

‫العقد‪ ،‬أي لمقضاء الكامؿ وليس لقضاء اإللغاء الذي ألغى القرار المنفصؿ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الطعف المقدـ مف المتعاقد‬

‫‪266‬‬
‫واذا كانت القاعدة العامة تتمثؿ في عدـ جواز لجوء المتعاقد مع االدارة‬

‫لقضاء االلغاء حتى لو كاف الطعف باإللغاء موجيا لمق اررات االدارية المنفصمة‬

‫التي صدرت في المراحؿ التمييدية لمعقد وساىمت في إبرامو‪ .‬وذلؾ استنادا‬

‫لكوف العقد بمثابة عممية قانونية مركبة ومتكاممة‪ ،‬وبالتالي فإف الطعف عمي‬

‫أحد إجراءات التعاقد يخرج بطبيعتو عف والية قضاء االلغاء‪ ،‬باإلضافة ألف‬

‫المبرر الذي يستند إليو غير المتعاقديف عند لجوئيـ لقضاء اإللغاء‪ ،‬والمتمثؿ‬

‫في عدـ إمكانية لجوئيـ لمقضاء الكامؿ (قاضي العقد) ألنيـ ليسوا مف أطراؼ‬

‫العقد ال يتوافر في حؽ المتعاقد والذي يمكنو دائما المجوء لقاضي العقد‪.‬‬

‫إال أف ىناؾ اتجاىا فقييا يرى أنو في حالة قياـ اإلدارة بإصدار ق اررات‬

‫غير مشروعة في مواجية المتعاقد معيا‪ ,‬ولكف ليس بوصفيا جية متعاقدة‬

‫وانما بوصيا سمطة عامة‪ ,‬يصبح مف حؽ المتعاقد معيا في ىذه الحالة أف‬

‫يطعف باإللغاء عمي ىذا القرار‪ ،‬وعمى سبيؿ المثاؿ إذا قامت اإلدارة بإزالة‬

‫أدوات ومعدات المتعاقد ومصادرتيا استنادا لوجود لوائح أو قوانيف تمنع‬

‫وجودىا في ىذا المكاف‪ .‬ففي ىذه الحالة تصدر االدارة ىذه الق اررات بوصفيا‬

‫سمطة ضبط اداري وليس بوصفيا طرفا في العقد‪ ,‬وىنا ال يكوف اماـ المتعاقد‬

‫سبيؿ لمطعف اال عف طريؽ دعوي االلغاء ‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫ومف جا نبنا ال نرى أف مثؿ ىذا النوع مف الطعوف يعد بمثابة طعف عمى‬

‫قرار منفصؿ عف العقد‪ ،‬فالمقصود بالق اررات المنفصمة عف العقد كما ذكرنا‬

‫سابقا تمؾ الق اررات المرتبطة بعممية التعاقد وتعتبر مف ضمف إجراءاتيا‬

‫التمييدية‪ ،‬فصفة االنفصاؿ عف العقد تعني أف القرار وعمى الرغـ مف اتصالو‬

‫بعممية التعاقد إال أنو ال يعد جزء منيا‪ ،‬أما المثاؿ المذكور مف قبؿ أصحاب‬

‫الرأي القائؿ بإمكانية لجوء المتعاقد مع اإلدارة إلى قاضي اإللغاء فيتعمؽ‬

‫بق اررات منقطعة الصمة عف العقد‪ ،‬ويمكف لإلدارة بوصفيا سمطة عامة‬

‫إصدارىا في مواجية الجميع سواء كانوا مف المتعاقديف معيا أو ممف ال‬

‫تربطيـ بيا أي روابط عقدية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫التحكيم في العقود االدارية‬

‫ويمكف تعريؼ التحكيـ بأنو وسيمة بديمة مف وسائؿ تسوية المنازاعات‬

‫التعاقدية‪ ,‬يتـ بمقتضاىا تسوية النزاع بحكـ نيائي ممزـ‪ ،‬يصدر مف قبؿ محكـ‬

‫أو محكميف يتـ تعيينيـ بواسطة أطراؼ النزاع‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫وعمى عكس الدعاوى القضائية المنظمة بقواعد قانونية آمرة‪ ,‬فإف التحكيـ‬

‫يتسـ بطبيعة تعاقدية‪ ،‬فيو مرىوف باتجاه إرادة أطراؼ العقد بالمجوء إليو‬

‫كوسيمة بديمة لتسوية النزاعات الناشئة عف العقد‪.‬‬

‫كما أف االتفاؽ بيف أطراؼ العقد عمى المجوء لمتحكيـ قد يكوف متزامنا مع‬

‫إبراـ العقد وقبؿ نشوء المنازعة العقدية محؿ التحكيـ ويتـ إدراجو كبند مف‬

‫بنوده أو في وثيقة منفصمة‪ ،‬وتعرؼ ىذه الصورة باتفاؽ التحكيـ‪ ،‬واما أف يتـ‬

‫االتفاؽ عمي التحكيـ في مرحمة الحقة عمي نشأة النزاع وتسمي ىذه الصورة‬

‫بمشارطة التحكيـ ‪.‬‬

‫*مدي صحة االتفاق عمي التحكيم في العقود االدارية‪: 2‬‬

‫عمى الرغـ مف أف أسموب التحكيـ قد ظير في البداية كأسموب لفض‬

‫المنازعات بيف الدوؿ أي أنو ليس غريبا عف مجاؿ القانوف العاـ‪ ،‬إال أنو قد‬

‫تحوؿ مع الوقت ألسموب لفض المنازعات التجارية والمدنية بيف أشخاص‬

‫القانوف الخاص‪ ،‬وأصبح وثيؽ الصمة بيذا الفرع مف فروع القانوف‪ ،‬ولذلؾ فقد‬

‫أثار التحكيـ في منازعات العقود االدارية جدال كبيرا‪ ,‬ومنبع ىذا الجدؿ يتمثؿ‬

‫‪9‬‬
‫لمزيد مف التفاصيؿ حوؿ التحكيـ في العقود اإلدارية راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبد‬
‫الرحمف خميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ 696‬وما بعدىا وراجع أيضا د‪ .‬نو ار عيسى‪ ،‬العقود‬
‫اإلدارية‪ ،‬ص ‪ 991‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫في أف االتفاؽ عمي التحكيـ فيما يتعمؽ بمنازعات العقود االدارية مف شأنو أف‬

‫يستبعد مجمس الدولة ويحد مف اختصاصو األصيؿ بنظر كافة منازعات العقود‬

‫االدارية‪.‬‬

‫ويضاؼ إلى ذلؾ أف االتفاؽ عمي التحكيـ يمنح سمطة الفصؿ في‬

‫المنازعات التي تنشأ بيف االدارة والمتعاقد معيا لييئة خاصة تطبؽ القانوف‬

‫الذي يختاره االطراؼ‪ ،‬أي أنو قد يؤدي إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف أجنبي عمى‬

‫اإلدارة الوطنية‪ .‬ولذلؾ فقد ذىب البعض الي عدـ مالئمة التحكيـ لطبيعة‬

‫العقود االدارية‪ ،‬والتي تيدؼ في األساس لتحقيؽ الصالح العاـ وضماف حسف‬

‫سير المرافؽ العامة‪.‬‬

‫ومع ذلؾ‪ ،‬وتماشيا مع رغبة المشرع المصري في تشجيع االستثمارات‬

‫األجنبية وكبادرة حسف نية‪ ،‬فقد نصت المادة االولي مف قانوف التحكيـ في‬

‫المواد المدنية والتجارية رقـ ‪ 14‬لسنة ‪9119‬عمى أنو‪ " :‬مع عدـ االخالؿ‬

‫باحكاـ االتفاقيات الدولية المعموؿ بيا في جميورية مصر العربية تسري احكاـ‬

‫ىذا القانوف عمي كؿ تحكيـ بيف أطراؼ مف أشخاص القانوف العاـ أو الخاص‬

‫أيا كاف طبيعو العالقة القانونية التى يدور حوليا النزاع‪ ،‬اذا كاف ىذا التحكيـ‬

‫‪272‬‬
‫يجرى في مصر‪ ،‬أو كاف تحكيما تجاريا دوليا يجري في الخارج واتفؽ أطرافو‬

‫عمي اخضاعو ألحكاـ ىذا القانوف‪".‬‬

‫ووفقا لممادة السابقة يتسع نطاؽ تطبيؽ ىذا القانوف ليشمؿ كؿ تحكيـ‬

‫يكوف أحد اطرافو شخص مف أشخاص القانوف العاـ أيا كاف طبيعة العالقة‬

‫بيف أطراؼ النزاع‪ .‬وبيذه الصياغة فإف يمكننا القوؿ بأف قانوف التحكيـ‬

‫المصري يسمح بالمجوء لمتحكيـ االختيارى في منازعات العقود االداري‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف الداللة القوية لصياغة النص السابؽ عمى سماح المشرع‬

‫المصري بالمجوء لمتحكيـ في منازعات العقود اإلدارية إال الجمعية العمومية‬

‫لقسمي الفتوى والتشريع بمجمس الدولة وتخوفا منيا عمى اختصاص المجمس‬

‫األصيؿ بنظر المنازعات الناشئة عف العقود اإلدارية قد أصدرت عدد مف‬

‫الفتاوى بأستبعاد العقود االدارية مف نطاؽ تطبيؽ القانوف رقـ ‪ 14‬لسنة‬

‫‪ ,9119‬استنادا لكونو لـ يتضمف نص صريح يقضي بإخضاع العقود االدارية‬

‫ليذا القانوف‪.‬‬

‫وقد حسـ المشرع ىذا الخالؼ في القانوف رقـ ‪ 1‬لسنو ‪ 9114‬والصادر بشأف‬

‫تعديؿ بعض أحكاـ القانوف رقـ‪ 14‬لسنة ‪ 9119‬حيث نصت الماد’ االولى‬

‫منو عمي أنو "وبالنسبو لمنازعات العقود االدارية يكوف االتفاؽ عمي التحكيـ‬

‫‪272‬‬
‫بموافقة الوزير المختص أو مف يتولي اختصاصو بالنسبة لألشخاص‬

‫االعتبارية العامة‪ ,‬وال يجوز التفويض في ذلؾ"‪.‬‬

‫ولقد تضمنت المادة الثانية مف ىذا القانوف بعض األمثمة عمى العقود‬

‫االدارية التي يمكف أف أف تكوف منازعاتيا محال لمتحكيـ‪ ,‬حيث جاء نصيا‬

‫كاالتى‪:‬‬

‫"يكوف التحكيـ تجاريا في حكـ ىذا القانوف إذا نشأ النزاع حوؿ عالقة قانونية‬

‫ذات طابع اقتصادي‪ ,‬عقديو كانت او غير عقدية ‪ ,‬ويشمؿ ذلؾ عمي سبيؿ‬

‫المثاؿ توريد السمع أو الخدمات والوكاالت التجارية وعقود التشييد والخبرة‬

‫اليندسية أو الفنية ومنح التراخيص الصناعية والسياحية وغيرىا ونقؿ‬

‫التكنولوجيا واالستثمار وعقود التنمية وعمميات البنوؾ والتأميف والنقؿ وعمميات‬

‫تنقيب واستخراج الثروات الطبيعية وتوريد الطاقة ومد أنابيب الغاز أو النفط‬

‫وشؽ الطرؽ واالنفاؽ واستصالح االراضي وحماية البيئة واقامة المفعالت‬

‫النووية"‬

‫ومف الجدير بالذكر أف العقود المشار الييا في المادة السابقة قد جاءت‬

‫عمي سبيؿ الحصر ال الحصر‪ ,‬وبالتالي فإف أي عقد تتوافر فيو شروط العقد‬

‫اإلدارى يخضع لنفس الحكـ‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫*القواعد القانونية التي تنظم االتفاق عمي التحكيم وفقا لمقانون رقم ‪38‬‬

‫لسنو ‪2::5‬‬

‫حددت المادة األولى مف قانوف التحكيـ رقـ ‪ 14‬لسنو ‪ 9119‬القواعد‬

‫القانونية المنظمة التفاؽ التحكيـ‪ ,‬وبموجب ىذه المادة يحؽ ألطراؼ العقد‬

‫االدارى أف يتفقوا فيما بينيـ عمي تسوية منازعتيـ بطريؽ التحكيـ‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف أف االتفاؽ عمي التحكيـ يؤدى الي استبعاد اختصاص‬

‫مجمس الدولة مف نظر موضوع النزاع الذى يخضع ألتفاؽ التحكيـ طواؿ مدة‬

‫التحكيـ إال أف محاكـ القضاء اإلداري تظؿ مختصة بالمسائؿ االجرائية‬

‫المتعمقة بالتحكيـ‪ ,‬كأصدار االوامر القضائية الوقتية أو المستعجمة‪ ،‬نظ ار لكوف‬

‫ىذه المسائؿ تتعمؽ باتخاذ تدابير وقتية تتسـ بطابع السمطة وىو ماال تممكو‬

‫ىيئات التحكيـ الخاصة‪.‬‬

‫وبخصوص تحديد المحكمة المختصة بأصدار األوامر الوقتية أو‬

‫المستعجمة‪ ،‬فقد نصت المادة التاسعة مف قانوف التحكيـ عمي أف "يكوف‬

‫االختصاص بنظر المسائؿ التي يحيميا ىذا القانوف الي القضاء المصري‬

‫لممحكمو المختصة أصال بنظر النزاع‪ ,‬أما اذا كاف التحكيـ تجاريا دوليا سواء‬

‫‪273‬‬
‫جرى في مصر أو في الخارج‪ ,‬فيكوف االختصاص لمحكمة استئناؼ القاه’ ما‬

‫لـ يتفؽ الطرفاف عمي اختصاص محكمة استئناؼ أخري في مصر"‪.‬‬

‫وفي حالة عدـ صدور حكـ التحكيـ خالؿ المدة المتفؽ عمييا في مشارطة‬

‫التحكيـ‪ ،‬تستعيد محكمة القضاء اإلداري المختصة سمطتيا في نظر موضوع‬

‫النزاع والفصؿ فيو‪ .‬أما في حالة عدـ تحديد أطراؼ التحكيـ لمدة معينة‬

‫لصدور حكـ التحكيـ‪ ،‬فإف الحكـ يجب أف يصدر خالؿ اثني عشر شي ار مف‬

‫تاريخ بدء إجراءات التحكيـ‪.‬‬

‫* شروط المجوء لمتحكيم في منازعات العقود اإلدارية‪:‬‬

‫وفقا لممادتيف األولى والثانية مف القانوف رقـ ‪ 1‬لسنة ‪ 9114‬يحؽ ألطراؼ‬

‫العقد اإلدارى االتفاؽ عمي المجوء لمتحكيـ في جميع المنازعات الناشئة عف‬

‫العقود االدارية‪ ,‬سواء تمؾ المتعمقة بتكويف العقد أو تنفيذه أو إنيائو‪.‬‬

‫إال أف القانوف المذكور قد حدد شرطيف أساسييف إلمكانية المجوء لمتحكيـ‬

‫في العقود االدارية‪:‬‬

‫الشرط االول‪ :‬موافقة الوزير المختص أو مف يقوـ مقامو بالنسبة لألشخاص‬

‫المعنوية العامة عمي اتفاؽ التحكيـ وال يجوز تفويض االختصاص في ىذه‬

‫‪274‬‬
‫الحالة‪ .‬واليدؼ مف اشتراط موافقة السمطو المختصة ىو التأكد مف أف المجوء‬

‫لمتحكيـ مف حيث المبدأ ال يتعارض مع اعتبارات الصالح العاـ‪.‬‬

‫الشرط الثانى‪ :‬يجب أف يكوف االتفاؽ عمى التحكيـ الحقا عمي وقوع النزاع‪،‬‬

‫وىذا الحكـ وارد بالمادة ‪ 19‬مف قانوف التعاقدات الحكومية الحالي‪ ،‬والتي‬

‫تنص عمي أنو "يجوز لطرفي العقد في حالة حدوث خالؼ أثناء تنفيذه وقبؿ‬

‫المجوء الي القضاء أو التحكيـ بحسب االحواؿ‪ ,‬االتفاؽ عمي تسويتو عف‬

‫طريؽ التوفيؽ او الوساطة‪.".....‬‬

‫والمستفاد مف النص السابؽ أف التحكيـ في العقود اإلدارية يجب أف يأخذ‬

‫صورة مشارطة التحكيـ وىي كما قمنا سابقا تتمثؿ في االتفاؽ عمى التحكيـ بعد‬

‫وقوع النزاع وليس وقت إبراـ العقد أو قبؿ نشوء النزاع‪ ،‬والعمة مف ىذا الشرط‬

‫ىو إعطاء الجية اإلدارية حؽ اختيار وسيمة تسوية النزاع في ضوء إحاطتيا‬

‫بكافة جوانبو‪ ،‬وذلؾ عمى عكس اتفاؽ التحكيـ الذي يجعؿ كؿ المنازعات‬

‫المستقبمية الناشئة عف العقد خاضعة ألسموب التحكيـ مع استبعاد اختصاص‬

‫مجمس الدولة بشكؿ نيائي‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫الفيرس‬
‫مقدمة ‪3 ...............................................................................................‬‬

‫الباب األول‪7 ................................... ........................................................‬‬

‫(معيار تمييز العقود اإلدارية عن عقود اإلدارة المدنية ونطاق سريان أحكام قانون التعاقدات الحكومية)‬

‫الفصل األول ‪8 .........................................................................................‬‬

‫(معيار تمييز العقود اإلدارية عن عقود اإلدارة المدنية)‬

‫المبحث األول‪ :‬أن تكون اإلدارة طرفا في العقد‪9 .........................................................‬‬

‫المبحث الثانى‪ :‬اتصال العقد بمرفق عام ‪21 ............................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اتباع اإلدارة ألساليب القانون العام عند إبراميا لمعقد‪23 ................................‬‬

‫الفصل الثاني‪2: ........................................................................................‬‬

‫(نطاق سريان أحكام قانون تنظيم التعاقدات الحكومية رقم ‪ 293‬لسنة ‪)3129‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النطاق الزمني لتطبيق أحكام قانون التعاقدات الحكومية رقم ‪ 293‬لسنة ‪31....... 3129‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجيات والييئات التخاضعة ألحكام قانون التعاقدات الحكومية رقم ‪ 293‬لسنة ‪33 ..3129‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الجيات والييئات المشتركة بين القانونين الممغي والحالي ‪33 ...........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الجيات والييئات التي انفرد بيا القانون الجديد‪35 .....................................‬‬

‫الباب الثاني‪39 ...................................... ..................................................‬‬

‫(أىم الصور العقود اإلدارية)‬

‫الفصل األول‪3: ............................... .........................................................‬‬

‫(عقد األشغال العامة )‬

‫المبحث األول‪ :‬عناصر عقد األشغال العامة ‪41 .........................................................‬‬

‫المبحث الثانى‪ :‬تسميم األشغال العامة‪46.................................................................‬‬

‫‪276‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬سمطة اإلدارة فى توقيع جزاءات عمى المقاول المقصر‪52.................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الجزاءات المالية ‪53.............................. .............................. .........‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬سحب العمل من المقاول المقصر وتنفيذه عمى حسابو‪5:................................‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الفسخ الجزائي لمتعاقد ‪65...............................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪68 .................................................... ..................................‬‬

‫(عقد امتياز المرافق العامة)‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف عقد االمتياز ‪69 ................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق منح امتياز إدارة المرافق العامة ‪73 ............................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مدة عقد االمتياز واحكام انقضائو ‪75 .................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مدة عقد االمتياز‪75 ...................................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أحكام انقضاء عقد االمتياز‪76 ........................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االنتياء الطبيعي لعقد االمتياز‪77 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االنياء المبتسر لعقد االمتياز‪79 ..........................................................‬‬

‫الفصل الثالث ‪84 ....................................................................................‬‬

‫(عقد التوريد)‬

‫الفصل الرابع ‪97 ...................................................................... .................‬‬

‫(عقد النقل)‬

‫الباب الثالث‪9:........................................................................................ ..‬‬

‫(األحكام العامة إلبرام العقود الحكومية)‬

‫الفصل األول‪:1.........................................................................................‬‬

‫(القيود المفروضة عمى جية اإلدارة عند التعاقد )‬

‫المبحث األول‪ :‬القيود السابقة عمى التعاقد ‪:............................................................‬‬

‫‪277‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القيود المتعمقة بشكل العقد ‪:8..................................... .....................‬‬

‫الفصل الثاني‪211.............................................................. .........................‬‬

‫(الطرق األساسية إلبرام العقود الحكومية)‬

‫المبحث األول‪ :‬مرحمة اإلعان عن المناقصة أو المزايدة‪213............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرحمة تقديم العطاءات الفنية والمالية‪216...............................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مرحمة البت في العطاءات المقدمة وابرام العقد‪232 .....................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪241.......................................................................................‬‬

‫(الطرق االستثنائية إلبرام العقود الحكومية)‬

‫المبحث األول‪ :‬طرق التعاقد البديمة ألسموب المناقصة العامة‪242.......................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق التعاقد البديمة ألسموب المزايدة العامة العمنية أو بالمظاريف المغمقة‪261...........‬‬

‫الفصل الرابع‪264................................................................. ......................‬‬

‫(اتختصاص القضاء اإلداري بالمنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية)‬

‫المبحث األول‪ :‬اتختصاص القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية‪268.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحكيم في العقود االدارية‪279........................................................‬‬

‫‪278‬‬

You might also like