Professional Documents
Culture Documents
اإلدارية والمدنية
في ضوء أحكام قانون التعاقدات الحكومية الجديد رقم 283لسنة 3128والئحته
التنفيذية
0202-0202
مقدمة
منذ ابتكر البشر فكرة العقود كوسيمة قانونية تحدد إطار اتفاقاتيـ
ومضمونيا وآثارىا ،ظمت ىذه الفكرة منحصرة في إطار القانوف المدني .فكؿ
العقود بال استثناء تخضع ألحكاـ ىذا القانوف ،وذلؾ بغض النظر عف
أشخاص المتعاقديف ،وبالتالي كانت كافة العقود التي تبرميا الدولة أو أحد
أشخاصيا المعنوية تخضع لذات النظاـ القانوني والقضائي المطبؽ عمى باقي
العقود.
ولكف مع تحوؿ الدوؿ الحديثة عف تبنى فكرة الدولة الحارسة لصالح فكرة
المدني.
ولذلؾ بدأ مجمس الدولة الفرنسي منذ مطمع القرف العشريف في تبني فكرة
التمايز بيف العقود المدنية بشكؿ عاـ وبعض العقود التي تبرميا اإلدارة ،وأقر
0
كما أخضع تمؾ المنازعات التي أدخميا في واليتو لقواعد قضائية مغايرة
ولقد استند مجمس الدولة الفرنسي عند ابتكاره ليذا التمايز إلى فكرة
الخاصة.
واقتصادية كبيرة ،في تسميط الضوء عمى األىمية الكبرى لعقود اإلدارة ،مما
دفع مجمس الفرنسي لمتوسع في إضفاء الصفة اإلدارية عمى كثير مف العقود
أما في مصر ،فقد صدر أوؿ قانوف بشأف مجمس الدولة خاليا مف أي
إشارة إلختصاص المجمس بنظر المنازعات الناشئة عف عقود اإلدارة ،إال أف
ىذا الوضع تغير مع صدور القانوف الثاني لممجمس في عاـ 9191ـ ،والذي
منح المجمس اختصاص النظر في منازعات بعض عقود اإلدارة وىي عقود
االمتياز واألشغاؿ العامة والتوريد اإلداري .إال أف مجمس الدولة المصري لـ
3
يقؼ عند ىذا الحد ،وبدأ في توسيع اختصاصو ليشمؿ عقودا إدراية أخرى،
ولقد ورد نفس الحكـ وبذات الصياغة في قانوف مجمس الدولة الحالي رقـ 94
لسنة .9141
وبغض النظر عف ظروؼ نشأة وتطور فكرة العقود اإلدارية ،فإننا قد
أصبحنا اآلف أماـ نظرية متكاممة لمعقود اإلدارية ،تتقارب أحيانا مع النظرية
واذا كاف مف المستقر عميو عند دراسة نظرية العقود اإلدارية أف يتـ تقسيميا
إلى قسميف :أما القسـ األوؿ فيختص بدراسة األحكاـ العامة العامة لمعقود
اإلدارية وطرؽ إبراميا ،مع تخصيص القسـ الثاني لدراسة آثار تنفيذ ىذه
العقود ،ولذلؾ سوؼ يقتصر ىذا البحث عمى دراسة القسـ األوؿ والمتعمؽ
4
وعمى ذلؾ سوؼ نقوـ بتقسيـ ىذا المؤلؼ إلى ثالثة أبواب وفقا لمترتيب التالي:
الباب األوؿ :معيار تمييز العقود اإلدارية عف عقود اإلدارة المدنية ونطاؽ
5
الباب األول
عمى الرغـ مف استقرار فكرة العقود اإلدارية وانتشارىا إال أف ذلؾ ال يعني
أف كافة العقود التي تبرميا اإلدارة تكتسب الصفة اإلدارية بشكؿ تمقائي ،فقد
استقر الفقو والقضاء اإلداري عمى أف عقود اإلدارة تنقسـ إلى نوعيف :أما النوع
األوؿ فيو العقود اإلدارية ،وىذا النوع مف العقود يقع ضمف اختصاص القضاء
اإلداري كما يخضع ألحكاـ القانوف اإلداري ولممبادئ القانونية التي يقرىا
مجمس الدولة.
أما النوع الثاني مف العقود فيو عقود اإلدارة المدنية ،ويختص القضاء
العادي بنظر المنازعات الناشئة عف ىذا النوع مف العقود ،كما تختضع ىذه
المنازعات ألحكاـ القانوف المدني .ومف ىنا تنبع أىمية تحديد معيار التفرقة
بيف ىذيف النوعيف مف عقود اإلدارة ،حتى نستطيع تحديد القضاء المختص
6
واذا كاف المشرع المصري قد أصدر قانونا جديدا لتنظيـ التعاقدات
الحكومية تحت مسمى قانوف تنظيـ التعاقدات التي تبرميا الجيات العامة رقـ
أحكاـ القانوف الجديد ،وسوؼ نخصص الفصؿ الثاني مف ىذا الباب ليذا
الغرض.
الفصل األول
شيدت خالفا كبي ار سواء في الفقو أو القضاء اإلداري ،إال أف االتجاه الغالب
قد ذىب في النياية إلى ضرورة أف يتوافر في العقد ثالثة عناصر حتى يمكف
7
ثانيا :أف يتصؿ العقد بمرفؽ عاـ.
المبحث األول
إف وجود اإلدارة كطرؼ في العقد أمر بدييي لكي يكتسب العقد الصفة
فإف العقد الذى ال يكوف أحد أشخاص القانوف العاـ طرفاً فيو ال يمكف وصفو
ولكف ىؿ يمكف أف يكتسب العقد الصفة اإلدارية عمى الرغـ مف عدـ وجود
الصفة اإلدارية عف العقد حتى لو كاف الغرض منو ىو تحقيؽ النفع العاـ
8
طالما لـ تكف اإلدارة طرفا في العقد .إال أف التطور اإلقتصادي قد دفع
وادارة المرافؽ العامة ،وكاف مف نتائج ىذا التطور إنشاء شركات اإلقتصاد
والشركات التابعة).
الخاص ،إال أف الدولة تمتمؾ جزء معتبر مف رأس ماليا ،باإلضافة لخضوع
ىذه الشركات لرقابة الدولة ،كما أف ىذه الشركات تستيدؼ تحقيؽ النفع العاـ،
مما دفع قطاع مف الفقو مؤيدا ببعض األحكاـ القضائية بأنو في حالة ثبوت
أف ىذا النوع مف الشركات قد أجرى التعاقد بإسـ ومصمحة الدولة ،فإف الدولة
تعتبر طرفا في العقد ،وبالتالي قد يصبح العقد إداريا في حالة توافر باقي
9
المبحث الثانى
ال يكفي أف تكوف اإلدارة طرفا في العقد حتى يكتسب الصفة اإلدارية ،فقد
تكوف اإلدارة طرفا في العقد ويكوف العقد مدنيا عمى الرغـ مف ذلؾ ،وبالتالي
كاف مف الالزـ االستعانة بعناصر إضافية لمتمييز بيف عقود اإلدارة المدنية
واإلدارية.
ولقد أستقرت أحكاـ القضاء االدارى فى فرنسا ومصر عمى ضرورة توافر
شرط اتصاؿ العقد بمرفؽ عاـ بغض النظر عف نوع ىذا المرفؽ أو طبيعتو
إلسباغ الصفة االدارية عمى العقد .ولكف موقؼ القضاء المصرى يختمؼ عف
االتختاف األول :يكتفى القضاء االدارى الفرنسى بتوافر ىذا الشرط فى العقود
التى تبرميا األشخاص المعنوية العامة إلضفاء الصفة االدارية عمييا بدوف
إستمزاـ شرط تضميف العقد شروطاً غير مألوفة فى مجاؿ عالقات القانوف
الخاص .فإذا ثبت لممحكمة أف اإلدارة طرؼ في العقد باإلضافة التصاؿ العقد
9
راجع مؤلؼ أستاذنا الدكتور محمد سعيد أميف ،العقود اإلدارية ،ص 66وما بعدىا
عادؿ عبد الرحمف خميؿ ،العقود الحكومية ،ص 91وما بعدىا.
22
بمرفؽ عاـ ،فإف العقد يعتبر إداريا بغض النظر عف مدى توافر العنصر
الثالث لممعيار المميز لمعقود اإلدارية والمتمثؿ في احتواء العقد عمى شروط
أما فى مصر ،فإف القضاء االدارى ال يكتفي بتوافر الصمة بيف موضوع
العقد والمرفؽ العاـ ،ويشترط احتواء العقد عمى شروط استثنائية أو غير مألوفة
االتختاف الثاني :نظ ار الكتفاء القضاء اإلداري الفرنسي بتوافر شرط اتصاؿ
العقد بالمرفؽ العاـ لكي يعترؼ لو بالصفة اإلدارية ،فإنو يشترط أف يكوف ىذا
االتصاؿ وثيقا ،بمعنى أف يتعمؽ العقد بالنشاط األساسي لممرفؽ .أما في
مصر ،ونظ ار لعدـ اكتفاء القضاء اإلداري المصري بتوافر ىذا الشرط
لالعتراؼ لمعقد بالصفة اإلدارية واشتراطو توافر الشرط الثالث المتمثؿ في
احتواء العقد عمى شروط استثنائية ،فإنو ال يتشدد في شرط اتصاؿ العقد
اتصاال وثيقا.
22
المبحث الثالث
وىذا الشرط يعد شرطا حاسما فيما يتعمؽ بالتمييز بيف عقود اإلدارة المدنية
واإلدارية ،فقد يتصؿ العقد بمرفؽ عاـ ،ومع ذلؾ قد تتجو نية اإلدارة والمتعاقد
معيا إلى اتباع أساليب القانوف الخاص ،مما يجعؿ العقد مدنيا ،مما يخرجو
وبالتالي فإنو في حالة الخالؼ حوؿ طبيعة العقد ،أو في حالة عدـ
وضوح االتصاؿ بيف موضوع العقد والمرفؽ العاـ ،يجب البحث عف مدى
احتواء العقد عمى شروط استثنائية أو غير مألوفة في نطاؽ القانوف الخاص،
حتى يمكف حسـ النزاع حوؿ طبيعة العقد ،تأسيسا عمى أف احتواء العقد عمى
ىذه النوعية مف الشروط يأكد رغبة اإلدارة في اتباع أساليب القانوف العاـ عند
إبراميا لمعقد.
20
* ماىية وصور الشروط االستثنائية أو غير المألوفة:
الشروط التي تمنح أحد الطرفيف المتعاقديف حقوقاً أو تحممو التزامات غريبة فى
المدنى أو التجارى.
ومف تتبع اآلراء الفقيية التى تناولت صور الشروط االستثنائية والغير
مألوفة يمكننا تقسيـ ىذه الشروط الى طائفتيف كبيرتيف ،ىما :الشروط التى
تتسـ بطابع السمطة العامة وطائفة الشروط التى تخرج عمى المآلوؼ فى
تعاقدات األفراد.
معيا أو تمنح المتعاقد مع االدارة باعتباره نائبا عنيا بعض امتيازات السمطة
العامة فى مواجية الغير ،وتتسـ ىذه الشروط بأنيا تعد باطمة إذا تضمنيا أحد
23
السمطة العامة وبالتالي فإف ىذه االمتيازات ال يمكف استخداميا في نطاؽ
ومنيا سمطة اإلدارة فى توقيع الجزاءات االدارية عمى المتعاقد معيا بدوف
الحاجة لمجوء لمقضاء ودوف الحاجة الثبات وقوع الضرر ،وكذلؾ حقيا فى
تعديؿ العقد أو فسخو بإرادتيا المنفردة ودوف حاجة لرضاء المتعاقد معيا.
ب -الشروط التى تمنح اإلدارة سمطة التدخؿ فى الشئوف الداخمية لممتعاقد دوف
مثؿ الشرط الذي يبيح لإلدارة سمطة تعديؿ الييكؿ التنظيمي لمشركة المتعاقدة
معيا أو األمر بتصفيتيا .أو الشرط الذي يسمح لإلدارة بالتدخؿ لتنظيـ عالقة
المتعاقد معيا بموظفيو وعمالو ،كتنظيـ ساعات العمؿ وتحديد األجور ،وغالبا
مايرد ىذا الشرط في عقود امتياز المرافؽ العامة ،نظ ار لكوف المتعاقد مع
اإلدارة ممتزـ بإدارة مرفؽ عاـ ،ويمارس إدارتو لممرفؽ مف خالؿ موظفيو،
24
وبالتالي فإف عالقتو بموظفيو تؤثر بشكؿ مباشر عمى سير المرفؽ العاـ ،مما
ومف أمثمة ىذه الشروط :الشرط الذي يبيح لممتعاقد مع اإلدارة في عقود
مؤقتا في حالة عدـ التوصؿ التفاؽ مع مالؾ ىذه العقارات أو المنقوالت ،إذا
كاف ذلؾ ضروريا مف أجؿ إتماـ األشغاؿ محؿ التعاقد .كما قد تحتوي عقود
امتياز المرافؽ العامة عمى شروط تسمح لممتعاقد مع اإلدارة ممارسة سمطة نزع
الممكية لممنفعة العاـ ،أو فرض رسوـ عمى المنتفعيف مف خدمات المرفؽ محؿ
االلتزاـ.
وعمى عكس الشروط التي تتسـ بطابع السمطة العامة والتي يستحيؿ أف
ترد في تعاقدات األفراد ،فإف ىناؾ شروط أخرى وعمى الرغـ مف إمكانية
ورودىا في تعاقدات األفراد إال أف ذلؾ نادر الحدوث ،وبالتالي فإف ورودىا في
التعاقدات الحكومية يدؿ عمى رغبة اإلدارة المتعاقدة في اتباع أساليب القانوف
25
العاـ عند التعاقد ،مما يضفي الصفة اإلدارية عمى العقد ،ومف أمثمة الشروط
أ -الشروط التى تحيؿ إلى النظرية العامة لمعقود االدارية مثؿ األحكاـ المتعمقة
بإعادة التوازف المالى لمعقد .حيث أف اكتفاء اإلدارة باإلحالة إلى أحكاـ وقواعد
النظرية العامة لمعقود اإلدارية بدال مف وضع شروط تفصيمية في العقد ،يدؿ
عمى رغبة اإلدارة في إضفاء الصفة اإلدارية عمى العقد ويستبعد رغبتيا في
التعاقد المدني.
العاـ ،وال يجوز لممتعاقديف االتفاؽ عمى مخالفتيا ،إال أف احتواء العقد عمى بند
ينص عمى اختصاص محاكـ القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة عف
26
العقد يعد قرينة عمى رغبة اإلدارة في اتباع أساليب القانوف العاـ عند إبراـ
العقد ،مما يسيؿ عمى القضاء حسـ النزاع حوؿ توافر الصفة اإلدارية لمعقد
مف عدمو.
لطائفة معينة مف عقود اإلدارة ،وتعتبر جزء مف العقد إذا تضمف العقد نصا
يقضي بذلؾ .واإلحالة لكراسات الشروط العامة ال تعد دليال في حد ذاتيا عمى
نية اإلدارة في اتباع أساليب القانوف العاـ عند التعاقد ،ولكنيا تعتبر كذلؾ إذا
وىي تمؾ الشروط التى ال تستيدؼ تحقيؽ مصالح خاصة بالمتعاقديف وال
يمكف تبريرىا إال في ضوء تحقيقيا لممصمحة العامة .والمثاؿ األشير ليذه
الشروط ىو شرط االستبداؿ الذى ورد ضمف شروط عقود التأميف البحري التى
ينظميا قانوف 9194فى فرنسا .وبمقتضى ذلؾ الشرط ال تمتزـ الدولة بدفع
مبمغ التأميف المستحؽ في حالة ىالؾ السفينة إال إذا تعيد مالؾ السفينة
27
باستخداـ قيمة التأميف في شراء سفينة أخرى .فيذا الشرط ال يمكف تبريره إال
في ضوء اعتبارات الصالح العاـ المتمثمة فى الحفاظ عمى االسطوؿ البحرى
لمدولة الفرنسية .وىذا الشرط وحده ىو الذى أسبغ عمى عقود التأميف البحرى
الفرنسي فيما يتعمؽ بيذه المسألة ،فبينما يشترط القضاء المصري توافر
العناصر الثالثة المكونة لمعيار التمييز حتى يعترؼ لمعقد بالصفة اإلدارية،
فإف القضاء اإلداري الفرنسي يكتفي بتوافر عنصريف فقط لكي يعترؼ لمعقد
بالصفة اإلدارية ،فإما أف تكوف اإلدارة طرفا في العقد مع وجود اتصاؿ وثيؽ
بيف موضوع العقد والنشاط األساسي لممرفؽ ،أو أف تكوف اإلدارة طرفا في
العقد مع احتوائو عمى شروط استنائية أو غير مألوفة بغض النظر عف مدى
9
انظر ثورية لعيونى ،معيار العقد االدارى – دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،جامعة عيف
شمس ـ ،9184ص 119-116مشار إليو لدى أستاذنا الدكتور عادؿ عبد الرحمف خميؿ،
المرجع السابؽ ،ص .19
28
الفصل الثاني
3129
العامة عمى أنو " ُيمغى قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات الصادر بالقانوف
رقـ 81لسنة 9118واستثناء مف حكـ الفقرة السابقة تستمر العمميات التي تـ
طرحيا أو التعاقد عمييا بالفعؿ قبؿ تاريخ العمؿ بيذا القانوف خاضعة ألحكاـ
قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات المشار إليو ،إلى حيف إتماـ تنفيذ
التعاقد.".
والذي استمر العمؿ بو لمدة عشريف عاما ،مع استبدالو بأحكاـ قانوف تنظيـ
التعاقدات التي تبرميا الجيات العامة ،ليصبح ىذا القانوف بمثابة القانوف العاـ
لمتعاقدات الحكومية.
29
وسوؼ نقوـ بتقسيـ ىذا الفصؿ إلى مبحثيف ،عمى أف نخصص المبحث
األوؿ لبياف النطاؽ الزمني لتطبيؽ القانوف الجديد ،بينما سنخصص المبحث
المبحث األول
واذا كاف األصؿ ىو بدأ سرياف أحكاـ القانوف الجديد عمى كؿ ما يقع بعد
نفاذه حتى لو كاف مترتبا عمى وقائع نشأت في ظؿ القانوف القديـ ،وذلؾ
بيدؼ توحيد القواعد القانونية المطبقة عمى المراكز القانونية ذات الطبيعة
الواحدة .إال أف ىناؾ استثناء عمى ىذا األصؿ ،ويتمثؿ ىذا االستثناء في بقاء
المراكز التعاقدية الجارية خاضعة ألحكاـ القانوف القديـ الذي نشأت في ظمو
02
تمؾ المراكز العقدية مع استبعاد أحكاـ القانوف الجديد مف التطبيؽ عمى تمؾ
المراكز ،وىو ما يسمى بمبدأ األثر المستمر لمقانوف القديـ ،وذلؾ استنادا ألف
المراكز التعاقدية تخضع في نشأتيا وآثارىا لمبدأ سمطاف اإلرادة ،حيث يظؿ
وقت التعاقد ىو القانوف واجب التطبيؽ لحيف انتياء العقد ،حتى لو تـ إلغاء
وتطبيقا لمبدأ األثر المستمر لمقانوف القديـ ،فقد نصت المادة الثالثة مف
قانوف التعاقدات الحكومية الجديد عمى إلغاء أحكاـ قانوف تنظيـ المناقصات
الممغي بالنسبة لمعمميات التي تـ طرحيا أو التعاقد عمييا قبؿ تاريخ العمؿ
بالقانوف الجديد .وعمى ذلؾ فإف القانوف القديـ ال يسري فقط عمى العمميات
التي تـ التعاقد عمييا في ظمو ،بؿ وتسري أحكامو أيضا عمى العمميات التي تـ
طرحيا لمتعاقد وتـ تقديـ عطاءات بشأنيا قبؿ إلغاء القانوف ،حتى لو تـ التعاقد
بشكؿ نيائي بعد سرياف أحكاـ القانوف الجديد في الثاني مف نوفمبر مف عاـ
.1198
02
المبحث الثاني
وسوؼ نبيف في ىذا المبحث الجيات والييئات المشتركة بيف القانونيف ،ثـ
المطمب األول
التي كانت خاضعة ألحكاـ قانوف تنظيـ المناقصات والمزايدات الممغي ،وىي:
وحدات الجياز اإلداري لمدولة ألحكامو ،ووفقا لنص المادة األولى تشمؿ
وحدات الجياز اإلداري لمدولة الو ازرات والمصالح العامة واألجيزة ذات
00
والى جانب لمو ازرات والمصالح العامة واألجيزة ذات الموازنات الخاصة،
توجد وحدات إدارية أخرى تابعة لمجياز اإلداري لمدولة مثؿ الوحدات المتعددة
(الجياز المركزي لمتعبئة واإلحصاء عمى سبيؿ المثاؿ) كما توجد وحدات
إدارية مستحدثة ،تـ إدخاليا حديثا في التقسيـ التنظيمي لمجياز اإلداري لمدولة
أخضع القانوف الجديد العقود التي تبرميا وحدات اإلدارة المحمية ألحكامو.
ووفقا لنص المادة األولى مف قانوف اإلدارة المحمية رقـ 96لسنة 9141
ويكوف لكؿ منيا شخصية اعتبارية ،ويتـ إنشاء ىذه الوحدات وتحديد
03
والييئات العامة الخدمية ىي الييئات المنشئة في ظؿ قانوف الييئات
أما الييئات العامة االقتصادية فيي مرافؽ عامة منحيا المشرع الشخصية
تحقيؽ الربح ولكف في طار تنفيذ السياسة العامة لمدولة وخطة التنمية
االقتصادية واالجتماعية .وقد حمت محؿ ىذه الييئات وشركاتيا شركات قطاع
األعماؿ القابضة والتابعة ،وذلؾ بموجب قانوف شركات قطاع األعماؿ العاـ
المطمب الثاني
الجيات ألحكاـ ىذا القانوف ،عمى الرغـ مف عدـ النص عمييا في قانوف تنظيـ
04
أوال /الجيات التي تضميا الموازنة العامة لمدولة
لـ يكف قانوف المناقصات والمزايدات الممغي يخضع كافة الجيات الواردة
الحالي قد وضع قاعدة عامة مفادىا خضوع كافة الجيات الواردة بالموازنة
العامة ألحكامو .ومف جانبنا نؤيد ىذا االتجاه التشريعي ،وذلؾ ألف اليدؼ
العاـ ،وكؿ الجيات الواردة بالموازنة العامة لمدولة تعد أمواليا أمواال عامة،
وبالتالي ال يوجد مبرر لمتفرقة بيف ىذه الجيات مف خالؿ إخضاع بعضيا
إال أنو يجب عمينا مالحظة أف القانوف قد عاد وصرح بأف أحكامو ال تطبؽ
عمى الجيات الحكومية التي تضمنت القوانيف أو الق اررات الصادرة بإنشائيا
أحكاما خاصة بتعاقداتيا .وبالتالي فإف القاعدة العامة وفقا لمقانوف الحالي ىي
الحكومية الحالي ما عدا الجيات التي تضمف قانوف أو قرار إنشائيا أحكاـ
تعاقدية خاصة.
05
والوحدات ذات الطابع الخاص ىي وحدات تابعة إلحدى الجيات العامة
إال أنيا تتمتع بإدارة تنفيذية مستقمة وقواعد إدارية ومالية مختمفة إلى حد ما
ثالثا /الصناديؽ الخاصة باستثناء صناديؽ الرعاية االجتماعية التي تعتمد في
وغير ذلؾ مف الموارد لتحسيف الخدمات التي تقدميا الييئات العامة ،ىذه
الحصيمة ال تدخؿ إلى خزينة الدولة وال عالقة لمموازنة العامة بيا ،وبالتالي ال
وىذه ىي المرة األولى التي يتـ فييا إخضاع ىذه الصناديؽ ألحكاـ
الجية العامة التي تتبعيا ،وبالتالي فإف إخضاع تعاقدات ىذه الصناديؽ لقواعد
06
التعاقد الحكومي ىو أمر منطقي ويتناسب مع مصدر ىذه األمواؿ واليدؼ مف
تحصيميا.
في تمويميا بصفة أساسية عمى اشتراكات اعضائيا مف الخضوع ألحكاـ قانوف
الرعاية ليؤالء األعضاء دوف غيرىـ ،وبالتالي فمف األفضؿ عدـ تقييد ىذه
07
الباب الثاني
ال يمكف حصر كافة صور العقود اإلدارية ،فكؿ عقد تبرمو اإلدارة
وتتوافر فيو العناصر األساسية المميزة لمعقود اإلدارية -والتي سبؽ أف
تعرضنا ليا خالؿ دراستنا لمعيار تمميز العقود اإلدارية – يعد عقدا إداريا.
وسوؼ نكتفي في ىذا الباب بدراسة أىـ صور العقود اإلدارية وأكث ار شيوعا
-6عقد التوريد.
-9عقد النقؿ.
08
الفصل األول
يمكف تعريؼ عقد األشغاؿ العامة بأنو اتفاؽ بيف جية االدارة وأحد األفراد
أو الشركات عمى القياـ ببناء أو ترميـ أو صيانة عقارات لحساب شخص
معنوى عاـ ،وبقصد تحقيؽ منفعة عامة فى نظير المقابؿ المتفؽ عميو ووفقاً
ومف أجؿ دراسة عقد األشغاؿ بشكؿ كافي ،سوؼ نقوـ بتقسيـ ىذا الفصؿ
إلى عدة مباحث ،عمى أف نتناوؿ عناصر ىذا العقد في المبحث األوؿ ،ثـ
نتعرض لبياف التزامات المقاوؿ في المبحث الثاني ،أما شروط واجراءات تسميـ
األعماؿ المتفؽ عمييا فسوؼ نخصص ليا المبحث الثالث ،وأخي ار سوؼ
المبحث الرابع وذلؾ في ضوء أحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية الجديد رقـ
9ارجع أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى ،األسس العامة لمعقود االدارية ،طبعة ،9119
ص.911
09
المبحث األول
مف عقود مقاوالت األشغاؿ العامة إال إذا توافرت فيو ثالث عناصر أساسية،
ىى:
فال يمكف أف تكوف المنقوالت ميما بمغت قيمتيا أو ضخامتيا محال لعقد
األشغاؿ العامة ،حيث أف فكرة المقاولة في حد ذاتيا سواء كانت مدنية أو
إدارية ترتبط بالعقارات دوف المنقوالت ،ولذلؾ فقد رفض القضاء اإلداري
32
اعتبار عقود بناء وصيانة السفف والطائرات وحامالت الطائرات مف قبيؿ عقود
االشغاؿ العامة.
والفيصؿ فى تحديد طبيعة محؿ العقد إذا كاف عقا اًر أـ منقوالً ىو قواعد
القانوف المدنى .ولذلؾ يعتبر العقد مف عقود األشغاؿ العامة إذا ورد عمى
مخصصة لخدمة عقار معيف بذاتو .وعمى سبيؿ المثاؿ فإف العقود التي يكوف
أجيزة التكييؼ والتدفئة فى المبانى العامة تعد مف قبيؿ عقود األشغاؿ العامة
عمى الرغـ مف أنيا ترد عمى منقوؿ بطبيعتو إال أنو مخصص لخدمة عقار.9
ال يمكف اعتبار عقد المقاولة مف قبيؿ عقود األشغاؿ العامة إال إذا تمت
األشغاؿ لحساب ومصمحة أحد أشخاص القانوف العاـ ،إال أف ذلؾ ال يعني
بالضرورة أف يكوف العقار محؿ العقد ممموكا ليذا الشخص .حيث يمكف
9
راجع أستاذنا الدكتور محمد سعيد أميف ،العقود اإلدارية ،ص .919وراجع أيضا أستاذنا
الدكتور عادؿ خميؿ ،المرجع السابؽ ،ص .69
32
اعتبار العمؿ قد تـ لحساب ومصمحة شخص عاـ حتى ولو لـ يكف مالكا
الحالة األولى :إذا مارس الشخص االعتبارى العاـ إشرافاً ورقابة دقيقة عمى
أما إذا اكتفت اإلدارة بالتدخؿ كوسيط بيف المقاوؿ ومالؾ العقار أو اكتفت
بتقديـ المساعدة في إتماـ األشغاؿ فإف األمر ال يصؿ لمرتبة أف تكوف ىذه
األشغاؿ العامة ،وفي ىذه الحالة يتـ تكييؼ العقد عمى أنو مف عقود المقاولة
المدنية.
الحالة الثانية :أف يكوف ىناؾ اتفاؽ عمى نقؿ ممكية العقار محؿ الشغؿ إلى
ثالثا -أن يكون الغرض من القيام باألشغال العامة تحقيق النفع العام.
ولقد شيد ىذا العنصر تطو ار ممحوظا ،ففي البداية كاف القضاء اإلداري
الفرنسي يربط بيف عقد األشغاؿ العامة والعقارات الممموكة لمدولة ممكية عامة
9
لمتوسع في ىذا الموضوع ارجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ ،المرجع السابؽ،
ص 61وما بعدىا.
30
(الدوميف العاـ) دوف عقارتيا الممموكة ممكية خاصة (الدوميف الخاص) وبعد
ذلؾ تخمى عف ىذا الربط ،وأصبح عقد األشغاؿ العامة مرتبطا بمدى اتصاؿ
ىذه األشغاؿ بالمرفؽ العاـ ،إال أف ىذا الربط لـ يستمر ،وأصبحت فكرة تحقيؽ
النفع العاـ مستقمة عف فكرة المرافؽ العامة وذلؾ وفقا لمتفصيؿ اآلتي:
-9إرتبطت األشغاؿ العامة فى البداية بالدوميف العاـ مما أدى إلى قصر
مفيوـ األشغاؿ العامة عمى العقارات التى تدخؿ فى نطاؽ الدوميف العاـ،
مثؿ :الطرؽ والموانئ والسكؾ الحديدية بحيث تنتفى الصفة االدارية عف عقود
األشغاؿ التى تجرى عمى عقارات تدخؿ فى نطاؽ الممكية الخاصة لمدولة .إال
أف القضاء اإلداري الفرنسى فصؿ بيف الفكرتيف ،واعترؼ بالصفة االدارية
ألعماؿ الصيانة التى تتـ عمى عقارات ممموكة لمدولة بقصد تحقيؽ النفع العاـ
-1وفي فترة الحقة إرتبط عنصر تحقيؽ النفع العاـ بالمرافؽ العامة ،أي أف
األشغاؿ التى تنفذ عمى عقارات مخصصة لمرفؽ عاـ تعتبر أشغاال عامة،
حتى ولو كانت داخمة فى نطاؽ الممكية الخاصة لمدولة أو كانت غير ممموكة
لالدارة .أما إذا كانت العقارات محؿ الشغؿ غير مخصصة لمرفؽ عاـ فال
33
إال أف مجمس الدولة قاـ بالفصؿ بيف الفكرتيف ،فاعترؼ بصفة األشغاؿ
العامة ألعماؿ تمت عمى عقارات غير مخصصة لمرافؽ عامة .مف ذلؾ حكـ
مف قبيؿ األشغاؿ العامة ،عمى الرغـ مف أف دور العبادة ال تعتبر مرافؽ عامة
في فرنسا.
لممرافؽ العامة ،بؿ إمتدت لتشمؿ كافة األعماؿ التى يتـ تنفيذىا لحساب
وعمى الرغـ مف التوسع الذى أضفاه مجمس الدولة عمى مفيوـ النفع العاـ،
فإنو لـ يعترؼ بصفة األشغاؿ العامة لمعقود التى تتـ لمصمحة األفراد حتى ولو
حققت النفع العاـ بشكؿ تبعي .كما أف المصمحة المالية لإلدارة ال تعد مف
قبيؿ النفع العاـ في نطاؽ عقد األشغاؿ عمى األقؿ ،وبالتالي إذا استيدفت
االدارة أغراضاً عديدة مف بينيا المصمحة المالية لمدولة فإف عمى القضاء
البحث عف الباعث الرئيسى لمتعاقد .فإذا تبيف أف ىدؼ االدارة الرئيسى ىو
تحقيؽ النفع العاـ أعتبرت األعماؿ اشغاالً عاماً حتى ولو حققت مصمحة مالية
تبعية.
34
المبحث الثانى
مرحمة التنفيذ ،تأتي مرحمة تسميـ األشغاؿ العامة لمجية اإلدارية المتعاقدة.
الالئحة بيف الوفاء بكامؿ الثمف وتسميـ األعماؿ المتعاقد عمييا لجية االدارة.
وقد ميزت الالئحة بالنسبة لالجراءات واآلثار القانونية بيف التسميـ المؤقت
المتفؽ عمييا مباشرة ،ويترتب عميو بدء سرياف فترة ضماف األعماؿ التى تـ
35
وقد حددت المادة 998مف الالئحة التنفيذية إجراءات وشروط التسميـ المؤقت
-9بمجرد إتماـ العمؿ يجب عمى المقاوؿ إخالء الموقع مف جميع المواد
واألتربة والبقايا وأف يميده ،واال كاف لجية االدارة الحؽ فى إزالة األتربة
-1يتـ إجراء المعاينة لألعماؿ فى الموعد الذى تحدده جية االدارة وبعد
-6يتـ تحرير محضر التسميـ المؤقت بعد إتماـ المعاينة ،ويوقعو كؿ مف:
الذيف يخطر المقاوؿ بأسمائيـ .ويكوف ىذا المحضر مف أربع نسخ ،تسمـ
إحداىا لممقاوؿ .وفى حالة عدـ حضوره أو مندوبو فى الميعاد المحدد ،تتـ
-9إذا ظير مف المعاينة أف العمؿ لـ ينفذ عمى الوجو األكمؿ يتـ إثبات
36
يطابؽ الشروط مع عدـ اإلخالؿ بمسئولية المقاوؿ طبقاً ألحكاـ القانوف
المدنى.
القضاء اإلداري المصري ،فإف إتماـ التسميـ المؤقت يرتب النتائج التالية:
.9يؤدى التسميـ المؤقت لألعماؿ المتعاقد عمييا إلى بدء سرياف فترة
.1يتحدد موعد بدء سرياف فترة الضماف مف تاريخ إخطار المقاوؿ لجية
37
ومدة الضماف المنصوص عمييا فى المادة 619مف التقنيف المدنى تبمغ
المبانى والمنشآت التى أقاموىا لمدة عشر سنوات واغفاؿ النص عمى ذلؾ فى
.9ال يغطى ضماف التسميـ المؤقت لألعماؿ األضرار التى تحدث لألعماؿ
أثناء فترة الضماف بخطأ مف االدارة أو بسبب القوة القاىرة فإذا أقامت جية
بتسميميا تسميماً مؤقتاً ،فإنو ال يكوف مسئوالً عف إصالح األضرار الناجمة عف
9
وفقا لممادتيف 619و 619مف التقنيف المدنى المصرى يتحمؿ الميندس المعمارى
والمقاوؿ متضامنيف ما يحدث خالؿ عشر سنوات مف تيدـ كمى أو جزئى فيما شيدوه مف
مباف أو أقاموه مف منشآت ثابتة أخرى وذلؾ ولو كاف التيدـ ناشئاً عف عيب فى األرض
ذاتيا .أو كاف رب العمؿ قد أجاز اقامة المنشآت المعيبة ،مالـ يكف المتعاقداف فى ىذه
الحالة قد أرادا أف تبقى ىذه المنشآت مدة أقؿ مف عشر سنوات .ويشمؿ الضماف
المنصوص عميو فى الفقرة السابقة ما يوجد فى المبانى والمنشآت مف عيوب يترتب عمييا
تيديد متانة البناء وسالمتو"
38
.1ال يترتب عمى التسميـ المؤقت لألعماؿ إنتقاؿ ممكيتيا إلى جية االدارة،
فالممكية ال تنتقؿ إال بعد إتماـ التسميـ النيائى .ويترتب عمى ذلؾ أف المقاوؿ
يتحمؿ تبعة المخاطر التى تتعرض ليا األعماؿ خالؿ الفترة بيف التسميـ
.6بعد إتماـ التسميـ المؤقت لألعماؿ تقوـ جية االدارة بتحرير الكشوؼ
الختامية بقيمة جميع األعماؿ التى تمت فعالً ،ويصرؼ لممقاوؿ عقب ذلؾ
مباشرة ما يستحقو بعد خصـ المبالغ التى سبؽ صرفيا عمى الحساب أو أية
.4ووفقا لممادة 998مف الالئحة التنفيذية ،بعد إتماـ التسميـ المؤقت يرد
– ما زاد مف قيمة التأميف النيائى عمى النسبة المحددة مف قيمة األعماؿ التى
تمت فعالً وتحتفظ الجية المتعاقدة بيذه النسبة لحيف إنتياء مدة الضماف
9
د .خميس اسماعيؿ ،المرجع السابؽ ،ص666
39
ويمكف تعريؼ التسميـ النيائى لألعماؿ بأنو اإلجراء الذى تعترؼ بمقتضاه
جية االدارة بأف المقاوؿ المتعاقد معيا قد قاـ بتنفيذ كافة األعماؿ المطموبة
منو وفقاً لممواصفات وبحالة جيدة ،وبموجب التسميـ النيائى تنتقؿ ممكية
ولقد تولت المادة 911مف الالئحة التنفيذية تنظيـ شروط وآثار التسميـ
-9قبؿ إنتياء مدة الضماف المؤقت بوقت مناسب ُيخطر المقاوؿ جية
االدارة كتابةً لكى تقوـ بتحديد موعد لممعاينة ،ويتـ إجراء المعاينة فى
الموعد المحدد بمعرفة مندوبى جية االدارة ،وفى حضور المقاوؿ أو
مندوبو الرسمى.
منو ،يتـ تأجيؿ التسميـ النيائى لحيف قيامو بما يطمب منو مف أعماؿ مع
42
االدارة والمقاوؿ أو مندوبو الرسمى وتعطى لممقاوؿ صورة منو ،عمى أف يتـ
وبانتياء عممية التسميـ النيائى ال تممؾ اإلدارة تكميؼ المقاوؿ بأى عمؿ
مف األعماؿ اإلضافية ،نظ ار النتياء الرابطة العقدية ،إال أف لالدارة مطالبة
المقاوؿ بالتعويض عف العيوب الخفية التى تظير خالؿ مدة التقادـ العشري
المبحث الثالث
توقيع جزاءات عمى المتعاقد معيا ،دوف الحاجة لمجوء لمقضاء ،وذلؾ بموجب
42
ونظ ار ألىمية عقود األشغاؿ العامة ،وارتباطيا الوثيؽ بأنشطة المرافؽ
العامة وتأثيرىا عمى سير ىذه المرافؽ بانتظاـ ،فقد اىتـ المشرع بتنظيـ
الجزاءات التي يحؽ لإلدارة توقيعيا عمى المقاوؿ المقصر خالؿ مراحؿ تنفيذ
العقد.
وسوؼ نتعرض في ىذا المبحث ألنواع الجزاءات التى تممكيا االدارة فى
المطمب األول
الجزاءات المالية
تممؾ اإلدارة توقيع بعض الجزاءات المالية عمى المقاوؿ المقصر ،وىذه
-2غرامات التأتخير:
ووفقا لما استقرت عميو أحكاـ مجمس الدولة ،يمكف تعريؼ غرامات
التأخير فى العقود االدارية بأنيا مبالغ مالية محددة سمفاً فى العقد أو فى دفتر
40
الشروط الممحؽ بو ،ويتحمميا المتعاقد مع االدارة فى حالة تأخره عف التنفيذ،
ودوف حاجة الثبات وقوع ضرر لإلدارة ،وبدوف الحاجة لمجوء لمقضاء ،حيث
أف الضرر فى ىذه الحالة مفترض افتراضاً غير قابؿ الثبات العكس.
ووفقا لممادة 98مف قانوف التعاقدات الحكومية الجديد ،فإنو في حالة تأخر
المقاوؿ في التنفيذ ،تفرض عميو غرامة تأخير بحد أقصى ال يتجاوز %91
مف قيـ العقد إذا لـ تتجاوز مدة التأخير %91مف المدة الكمية لمعقد ،ويزيد
الحد األقصى لغرامة التأخير لنسبة %91مف قيمة العقد إذا زادت مدة التأخير
فقط وليس مف القيمة اإلجمالية لمعقد ،وذلؾ إذا قدرت اإلدارة أف الجزء الذي
ووفقا لنص المادة 98مف القانوف ال يتوجب عمى اإلدارة إنذار المتعاقد أو
تنبييو قبؿ توقيع الغرامة ،ويرجع ذلؾ لما سبؽ أف ذكرناه مف أف الضرر
مفترض بمجرد حدوث التأخير ،وبالتالي ال داعي إلنذار المتعاقد قبؿ توقيع
العقوبة .وال يعفى المقاوؿ المتأخر مف غرامة التأخير إال إذا كاف التأخير
راجعا لوجود قوة قاىرة أو بسبب إخالؿ اإلدارة بالتزاماتيا .كما تتمتع اإلدارة
43
بالحؽ إعفاء المتعاقد مف غرامة التأخير إذا رأت بموجب سمطتيا التقديرية أف
التأخير لـ يترتب عميو أي أضرار بمصالح اإلدارة ،إال أف اإلدارة ممزمة في
ىذه الحالة بأخذ رأي إدارة الفتوى المختصة بمجمس الدولة قبؿ إصدار قرار
اإلعفاء.
ووفقاً لما استقرت عميو أحكاـ المحكمة االدارية العميا ،فإف لالدارة الحؽ
فى توقيع الغرامات المنصوص عمييا في القانوف حتى لو خمى العقد مف
النص عمييا ،طالما لـ يحتوي العقد عمى شرط صريح يقضي باستبعاد ىذا
النوع مف الجزاءات .ووفقا لقضاء المحكمة اإلدارية العميا ،فإف القوانيف والموائح
التى يتـ التعاقد فى ظميا إنما تخاطب الكافة وعمميـ بمحتواىا مفروض ،ومف
عقودىـ وتصير جزءاً ال يتج أز منيا ،ما لـ ينص العقد صراحة عمى إستبعاد
ومف ناحية أخرى ،يجوز لالدارة االتفاؽ مع المتعاقد معيا عمى تحديد
مقدار الغرامة بنسب أعمى أو أقؿ مف المنصوص عمييا فى القانوف .ووفقا لما
9حكـ المحكمة االدارية العميا فى 6يناير سنة ،9168مجموعة المكتب الفنى ،س،96
رقـ 11ص ،661انظر ايضاً الطعناف رقما 9611 ،9199سنة 69ؽ جمسة
.9181/9/9
44
استقرت عميو المحكمة االدارية العميا إذا تضمنت شروط العقد تحديداً لمقدار
الغرامة التى يتحمميا المتعاقد مع االدارة فى حالة إخاللو بإلتزاماتو ،فإف مقدار
الغرامة المحدد في العقد يصبح واجب التطبيؽ دوف النص الالئحى ،وذلؾ."9
العقد ،يودعو مف يرسو عميو العطاء كضماف لقيامو بتنفيذ شروط العقد ،وتقوـ
اإلدارة برد التأميف النيائي أو ما تبقى منو لممتعاقد ،إذا تـ التنفيذ وفقاً لشروط
العقد.
إلثبات جديتو فى التعاقد .وفى الظروؼ العادية يتـ إسترداد التأميف المؤقت إذا
لـ يتـ إرساء العممية عمى صاحبو ،أو يفقده إذا قاـ بسحب عطائو قبؿ جمسة
فض المظاريؼ .وسوؼ نوضح أحكاـ كال النوعيف عند تصدينا لدراسة
45
ووفقا لنص المادتيف 11و 19مف قانوف التعاقدات الحكومية والمادتيف
حاالت فسخ العقد سواء كاف الفسخ وجوبيا أو جوازيا باإلضافة لمصادرتو في
-4التعويضات:
وفقا لمنظرية العامة لمعقود المدنية يحؽ لممتعاقد المطالبة بتعويضو عف
التعاقدية .وعمى طالب التعويض إثبات حدوث الضرر واثبات أف ىذا الضرر
الذي تقوـ عميو نظرية التعويض في العقود المدنية ،مف حيث اشتراط حدوث
الضرر وثبات وقوع الخطأ ووجود عالقة سببية بينيما ،إال أف ىناؾ بعض
46
أ -في نطاؽ العقود المدنية يقع عبء إثبات وقوع الضرر عمى طالب
التعويض .أما في نطاؽ العقود اإلدارية ،فقد إستقر قضاء مجمس الدولة
المصري عمى أف وقوع الضرر لالدارة مفترض فى حالة عدـ تنفيذ المتعاقد
معيا إللتزاماتو أو التأخير فييا ،وأف االدارة غير ممزمة بإثبات وقوعو .وال
يكوف أماـ المتعاقد مع اإلدارة في سبيؿ نفي مسئوليتو سوى إثبات انتفاء
حدوث الخطأ وليس الضرر ،ومتى انتفى الخطأ بوصفو أحد أركاف المسئولية
الموجبة لمتعويض فال مجاؿ عندئذ الستعماؿ الحؽ المخوؿ لالدارة فى إقتضاء
ب -في نطاؽ العقود المدنية يتـ تحديد قيمة التعويض إما استنادا لنصوص
الع قد أو لتقدير قاضي العقد إذا لـ ينظـ العقد كيفية تحديد مبمغ التعويض .أما
في نطاؽ العقود اإلدارية ،فإف اإلدارة تممؾ الحؽ في تقدير قيمة التعويض
المستحؽ بنفسيا ودوف الحاجة لمجوء لمقضاء ،وذلؾ نتيجة لتمتع االدارة
بوصفيا سمطة عامة بإمتياز التنفيذ المباشر ،وال يخؿ ذلؾ بحؽ المتعاقد مع
9مشار إليو فى د .خميس اسماعيؿ ،االصوؿ العامة والتطبيقات العممية لمعقود االدارية،
المرجع السابؽ ،ص.141
47
وتستند سمطة اإلدارة في تقدير مبمغ التعويض لنص المادة 19مف قانوف
إدارية أخرى ،وذلؾ بالمجوء إلى الطريؽ االدارى ودوف حاجة إلى اتخاذ أية
إجراءات قضائية.
ج -وفيما يتعمؽ بتحصيؿ مبمغ التعويض ،نجد أنو في نطاؽ العقود المدنية ال
يستطيع المتعاقد المستحؽ لمتعويض الحصوؿ عميو إال بموجب حكـ قضائي،
أما في نطاؽ العقود اإلدارية واستنادا لنص المادة 19السابؽ ذكرىا في الفقرة
السابقة ،يحؽ لإلدارة تحصيؿ التعويض الذي سبؽ وأف قدرتو بنفسيا مف خالؿ
الطريؽ اإلداري ودوف الحاجة الستصدار حكـ قضائي وذلؾ مف خالؿ خصـ
أخرى.
ولكف ماذا لو لـ تكؼ المبالغ المستحقة لممتعاقد والمودعة لدى اإلدارة أو
القانوف لمجية اإلدارية بإصدار أوامر دفع لممتعاقد ،وفي حالة عدـ إلتزامو
48
بأمر الدفع يمكف لجية اإلدارة الحجز عمى أموالو واقتضاء مبمغ التعويض
منيا .أما في مصر فال يعترؼ نظامنا القانوني بفكرة أوامر الدفع ،مما يتعيف
معو عمى اإلدارة أف تمجأ لقاضي العقد الستصدار حكـ بقيمة التعويض أو
المتبقي منو.9
المطمب الثاني
فيما عدا حاالت الفسخ الوجوبي لمعقد ،منحت المادة 19مف قانوف
التعاقدات الحكومية اإلدارة المتعاقدة الحؽ في االختيار ما بيف فسخ العقد أو
ويمكف تعريؼ عقوبة سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المتعاقد المقصر
بأنيا إجراء يتـ بمقتضاه وضع المقاولة محؿ التعاقد تحت االدارة المباشرة
لجية االدارة ،نتيجة لوقوع خطأ جسيـ مف المتعاقد ،عمى أف يتحمؿ المتعاقد
9
راجع أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى ،العقود االدارية ،المرجع السابؽ ،ص،199
وراجع أيضا أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ ،المرجع السابؽ ،ص .16
49
ووفقا ليذا التعريؼ ،فإف سحب العمؿ مف المقاوؿ المقصر ال يعد إجراء
منييا لمعقد ،حيث يظؿ العقد قائما ،وتظؿ إلتزامات المتعاقد قائمة مع استبعاده
مف تنفيذىا ،واسناد ىذه الميمة لجية أخرى ،مع تحمؿ المتعاقد المقصر لكافة
ويعد جزاء سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المقاوؿ المقصر مف الشروط
الالئحية فى عقد األشغاؿ العامة ،بؿ ويرى كثير مف الفقياء أف ىذا الجزاء
يتعمؽ بالنظاـ العاـ بوصفو إجراء فعاؿ لضماف سير المرفؽ العاـ موضوع
العقد .9ويترتب عمى ذلؾ أنو ال يجوز تضميف عقود األشغاؿ نصوصاً تحرـ
االدارة مف سحب العمؿ كجزاء ،فمثؿ ىذه النصوص باطمة لمخالفتيا النظاـ
العاـ.1
وفقا لنص المادة 19مف القانوف والمادة 919مف الئحتو التنفيذية ال
يجوز توقيع عقوبة سحب العمؿ مف المقاوؿ المقصر إال بعد توافر الشروط
التالية:
9راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ ،المرجع السابؽ ،ص .68
1راجع د .ىاروف الجمؿ ،النظاـ القانونى لمجزاءات ،المرجع السابؽ ،ص.941
52
-9إخالؿ المتعاقد بأحد الشروط الجوىرية لمعقد:
إف عقوبة سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المتعاقد المقصر عقوبة
جسيمة وبالغة الضرر بالمتعاقد ،وبالتالي ال يجوز توقيعيا عميو لمجرد ارتكابو
لخطأ بسيط أو ثانوي خالؿ تنفيذه لمعقد .إال أف صياغة المادة 19جاءت
مطاطة وال حدود ليا ،ولـ تحدد معيا ار لمتفرقة بيف الخطأ الجسيـ أو الثانوي،
مما يترؾ األمر لتقدير الجية اإلدارية ،مما يتعيف معو عمى المتعاقد أف يمجأ
الممكنة مف أجؿ قياـ المتعاقد المقصر بتنفيذ إلتزاماتو وفقا لبنود العقد.
-6أف تكوف الحاجة إلى تنفيذ العقد ما زالت قائمة ،أما إذا لـ يكف ىناؾ
حاجة الستكماؿ التعاقد ،فعمى اإلدارة فسخ العقد بدال مف سحب العمؿ وتنفيذه
عمى حساب المتعاقد المقصر .حيث أف جزاء سحب العمؿ ال يستيدؼ في
األساس عقاب المتعاقد المقصر أكثر مما يستيدؼ ضماف استمرار التنفيذ،
وبالتالي فإف المجوء لجزاء الفسخ يعد أكثر منطقية في حالة عدـ الحاجة
الستمرار التنفيذ.
52
-9يجب أف يصدر قرار سحب العمؿ مف السمطة المختصة وأف يكوف
قاضي العقد عند تصديو لبحث مدى مشروعية ومالئمة ىذا الج ازء الخطير.
-9بمجرد موافقة السمطة المختصة عمى قرار سحب العمؿ ،يمتنع عمى
-1تتعاقد اإلدارة مع شخص آخر لتنفيذ باقي مراحؿ العقد ،وليا حرية اختيار
طريؽ التعاقد البديؿ مف بيف طرؽ التعاقد المنصوص عمييا في القانوف .يكوف
50
-9ألزمت المادة 919مف الالئحة التنفيذية اإلدارة المتعاقدة بالقياـ بجرد
وتحرير كشؼ باألعماؿ التي تمت قبؿ صدور قرار السحب وذلؾ خالؿ شير
مف صدور القرار ،عمى أف يشمؿ الجرد اآلالت واألدوات التي أحضرىا
المقاوؿ لموقع العمؿ ،وفي حالة عدـ حضور المتعاقد أو مف يمثمو لعممية
الجرد يتـ اخطاره بنتيجة الجرد ،وفي حالة عدـ اعتراضو خالؿ أسبوع مف
تاريخ وصوؿ اإلخطار يعتبر ذلؾ إق ار ار منو بصحة البيانات الواردة بمحضر
الجرد.
-1تحتفظ الجية اإلدارية باآلالت والمعدت والموف التي تراىا الزمة الستكماؿ
التنفيذ ،أما مايزيد عف ذلؾ فيتـ تكميؼ المتعاقد المقصر بنقميا مف موقع
العمؿ ،وفي حالة عدـ امتثالو يحؽ لإلدارة بيعيا لحسابو ،مع خصـ ما تكبدتو
-6إذا تأخرت االدارة فى التنفيذ عمى حساب المتعاقد المقصر فال وجو
وخالصة األمر أف عقوبة سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب المتعاقد المقصر
تضع ىذا المتعاقد في موقؼ وسط ما بيف كونو ممنوع مف تنفيذ إلتزماتو بنفسو
53
وما بيف إلتزامو بتحمؿ كافة الخسائر الناتجة عف قياـ غيره بتنفيذ ىذه
االلتزمات.
المطمب الثالث
يحمؿ معنى العقوبة باإلضافة لصدوره باإلرادة المنفردة لجية اإلدارة ،ويمكف
تعريفو بأنو إنياء الرابطة العقدية بقرار إدارى يصدر مف السمطة المختصة فى
في توقيع ىذا الجزاء في جميع عقودىا االدارية ،ودوف حاجة إلى نص
ووفقا ألحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية ينقسـ الفسخ إلى نوعيف :الفسخ
54
* الفسخ الوجوبي:
الفسخ الوجوبي لمعقد ،وفي حالة تحقؽ أي مف ىذه الحاالت فإف اإلدارة ممزمة
بإصدار قرار فسخ العقد وال تتمتع في ىذا الصدد بأي سمطة تقديرية ،وىذه
الحاالت ىي:
-9إذا تبيف أف المتعاقد استعمؿ بنفسو أو بواسطة غيره الغش أو التالعب في
-6إذا تبيف أف المتعاقد قد خالؼ الحظر الوارد بالمادة 66مف القانوف والذي
يقضي بعدـ جواز التقدـ بأكثر مف عطاء سواء بالذات أو بالشراكة مع الغير
وفي حالة فسخ العقد لألسباب الثالثة األولى يتـ شطب اسـ المتعاقد مف
ألي جية مف الجيات المخاطبة بأحكاـ القانوف .وال يمكف إعادة قيده إال
55
بانتفاء أسباب الشطب وذلؾ بصدور قرار مف النيابة العامة بأال وجو إلقامة
* الفسخ الجوازي:
سبؽ أف ذكرنا عند الحديث عف جزاء سحب العمؿ وتنفيذه عمى حساب
المتعاقد المقصر أنو في حالة ارتكاب المتعاقد لخطأ جسيـ خالؿ تنفيذه لمعقد،
فإف لإلدارة أف تفاضؿ بيف جزائي الفسخ أو سحب العمؿ وتنفيذه عمى حسابو.
وفي حالة اختيار اإلدارة توقيع جزاء الفسخ ،فإف اإلدارة ممزمة بعدـ طرح
العممية لمتعاقد مرة أخرى خالؿ نفس السنة المالية التي كاف مف المقرر تنفيذ
العقد فييا .والحكمة مف ىذا الحظر ىي حرص المشرع عمى عدـ استخداـ
اإلدارة ليذا الجزاء كغطاء يسمح ليا بالتعاقدد مع متعاقد آخر ألسباب ال
ويترتب عمى صدور قرار فسخ التعاقد انتياء الرابطة العقدية تماماً،
وبالتالي يعود المتعاقداف إلى الحالة التى كانا عمييا قبؿ التعاقد بقدر ما ىو
ممكف.
56
فتقوـ الجية االدارية بتسميـ المقاوؿ المتعاقد معيا قيمة ما قاـ بو مف أشغاؿ
وال يخؿ ذلؾ بحقيا في مصادرة التأميف النيائي بوصفيا عقوبة تبعية مقر ار
قانونا ،عمى أف يرد ىو بدوره لمجية االدارية ما يكوف قد حصؿ عميو منيا
لحقتيا نتيجة الفسخ بسبب خطأ المقاوؿ وليا أيضاً حؽ تحصيؿ غرامات
الفصل الثاني
يعد عقد االمتياز مف أىـ صور العقود اإلدارية ،وال يوجد شؾ حوؿ
طبيعتو اإلداري ،فيو عقد إداري بطبيعتو ووفقا لمقوماتو الذاتية ،مف حيث
مجموعة مف الشروط الالئحية التي تفرضيا اإلدارة عمى المتعاقد معيا ،والتي
تسمح لإلدارة بالتدخؿ في نشاط المرفؽ موضوع التعاقد .وسوؼ نتعرض في
57
ىذا الفصؿ لتعريؼ عقد االمتياز (المبحث األوؿ) وكيفية منح االمتياز
المبحث األول
يمكف تعريؼ عقد االمتياز بأنو اتفاؽ تعيد اإلدارة بمقتضاه إلى أحد األفراد
أو الشركات بإدارة مرفؽ عاـ اقتصادي واستغاللو لمدة محددة ،وذلؾ عف
طريؽ عماؿ وأمواؿ المتعاقد وعمى مسئوليتو ،وذلؾ في مقابؿ حصولو عمى
االمتياز ،وىي:
-1ينحصر نطاؽ المجوء إلى عقود االمتياز عمى المرافؽ العامة االقتصادية
محؿ التعاقد.
58
إال أف السمات السابقة أصبحت محؿ النظر – في فرنسا عمى األقؿ – حيث
أفضى التطور االقتصادي المتسارع واالعتماد المتزايد عمى أسموب االلتزاـ في
-9لـ يعد عقد االمتياز مجرد أسموب يسمح ألشخاص القانوف الخاص بإدارة
المرافؽ العامة ،بؿ أصبح مف الممكف أف تمنح اإلدارة امتياز إدارة أحد المرافؽ
الشركات ذات الطبيعة المختمطة التي يتكوف رأس ماليا مف خميط مف األمواؿ
-1التوسع في استخداـ أسموب منح امتياز إدارة المرافؽ العامة ليشمؿ المرافؽ
العامة اإلدارية ،بعد أف مقتص ار عمى المرافؽ العامة االقتصادية والتجارية .فإذا
عكس المرافؽ اإلدارية التي تؤدي خدمات ال تستيدؼ الربح ،إال أف التوسع
في تبني األفكار الرأسمالية ،وما نتج عنو مف زيادة في الرسوـ التي يدفعيا
المنتفعوف بخدمات المرافؽ اإلدارية ،قد فتح الباب أماـ تحوؿ ىذا النوع مف
59
الخاص عمى إدارة ىذا المرافؽ في مقابؿ األرباح الناتجة عف الرسوـ مف
ناحية ،باإلضافة إلى تخفؼ اإلدارة مف عبء إدارة ىذه المرافؽ مف ناحية
أخرى.
-6إذا كانت الفمسفة التقميدية لعقود االمتياز تقتضي تحمؿ الممتزـ -بمفرده-
لكافة نفقات تسيير المرفؽ العاـ محؿ التعاقد ،إال أف توسع اإلدارة في استخداـ
ىذا النوع مف العقود في إدارة المرافؽ العامة ذات الميزانيات الضخمة ،قد
جعميا تتدخؿ لمنح الممتزـ بعض المساىمات المالية ،حتى يستطيع الوفاء
إذا كانت القاعدة العامة في مجاؿ العقود سواء كانت إدارية أو مدنية أف
آثارىا تنحصر في العالقة بيف أطراؼ العقد ،إال أف عقود امتياز إدارة المرافؽ
العامة تخرج عف ىذه القاعدة ،حيث أف آثار ىذا النوع مف العقود ال يقتصر
عمى اإلدراة (مانحة االلتزاـ) والمتعاقد معيا (الممتزـ) بؿ تشمؿ أيضا عالقة
62
وتتبمور ىذه العالقة الثالثية في احتواء عقود االمتياز عمى نوعيف مف
الشروط ،كاآلتي:
وااللتزامات المالية المتبادلة بيف اإلدارة والممتزـ ،وال توجد عالقة مباشرة ليذا
ال يمكف لإلدارة تعديمو بإرادتيا المنفردة ،فيذه الشروط خاضعة – كما سبؽ أف
المرافؽ العامة ،فإف تعاقدىا عمى منح إلتزاـ إدارة المرفؽ العاـ ألحد أشخاص
المرفؽ ،ولذلؾ فمف الواجب عمى اإلدارة (مانحة االلتزاـ) االحتفاظ بسمطتيا في
التدخؿ في نشاط المرفؽ المدار بطريؽ االمتياز كمما اقتضت المصمحة العاـ
ذلؾ .واذا كاف لممتعاقد مع اإلدارة استخداـ بعض امتيازات السمطة العامة عند
62
تسييره لممرفؽ العاـ باعتباره نائبا عف الدولة في إدارة المرفؽ ،فإف لإلدارة في
المقابؿ الحؽ في التدخؿ في كيفية تسييره لممرفؽ العاـ ،حفاظا منيا عمى
لإلدارة أف تعدلو بإرادتيا المنفردة كمما اقتضت المصمحة العامة .وال يجوز
لمممتزـ االحتجاج بقاعدة (العقد شريعة المتعاقديف) في ىذه الحالة .ومف أمثمة
المبحث الثاني
والمرافؽ العامة وتعديؿ شروط االمتياز .إال أف المشرع لـ يحدد بوضوح كيفية
60
منح االمتياز ،وىؿ يتـ ذلؾ بمجرد اتفاؽ اإلدارة مع الممتزـ بناء عمى قانوف
عاـ يسمح لإلدارة بالتعاقد بطريؽ االمتياز؟ أـ ىؿ تجب موافقة البرلماف عمى
ولقد كاف ىذا األمر محال لجداؿ فقيي منذ صدور دستور 9116وما تاله
مف دساتير ،إال أنو ال محؿ ليذا الجداؿ في ظؿ الدستور الحالي الصادر في
أو منح التزاـ المرافؽ العامة لمدة ال تتجاوز الخمسة عشر عاما بناء عمى
قانوف."....
وبيذا فإف أسموب منح أمتياز إدارة المرافؽ العامة يتوقؼ عمى مدة
االمتياز المحددة بالعقد ،فإذا لـ تتجاوز المدة 91عاما كاف منح االمتياز
امتيازات المرافؽ العامة .أما إذا تجاوزت مدة االلتزاـ 91عاما ،فيجب أف
63
المبحث الثالث
سوؼ نتعرض في ىذا المبحث لبياف مدة عقد االمتياز (المطمب األوؿ) ثـ
المطمب األول
لـ يكف ىناؾ أي قيود تشريعية فيما يتعمؽ بمدة منح االمتياز قبؿ صدور
القانوف رقـ 911لسنة 9194مما كاف يترؾ لإلدارة والمتعاقد معيا حرية
تحديد تمؾ المدة ،ونظ ار لما يمثمو ىذا الوضع مف خطورة عمى موارد الدولة
وتتأسس فمسفة المشرع المصري عند تحديده ليذه المدة عمى اعتباريف:
االعتبار األوؿ :أف التطور االقتصادي المتسارع يحوؿ دوف ترؾ المرافؽ
العامة تحت إدارة الممتزـ لمدة طويمة تقترب مف القرف أحيانا .وأف بقاء المرفؽ
64
العاـ تحت إدارة أحد أشخاص القانوف الخاص لمثؿ ىذه المدة قد يؤدي إلى
االعتبار الثاني :أف الممتزـ يحتاج لمدة طويمة نسبيا حتى يستطيع أف يستيمؾ
ما قاـ بو مف نفقات ويحصؿ عمى ربح يتناسب مع ما أنفقو خالؿ فترة تسييره
لممرفؽ.
وبالتالي فإف وضع حد أقصى لمدة منح االمتيار بما ال يتجاوز اؿ 61
عاما يضمف احتفاظ الدولة بمواردىا وثرواتيا الوطنية مف ناحية ،مع ضماف
المطمب الثاني
الطبيعي لعقد االمتياز (الفرع األوؿ) واالنياء المبتسر لعقد االمتياز (الفرع
الثاني).
65
الفرع األول
يعد عقد االمتياز مف العقود ذات الطبيعة الزمنية ،أي أف عامؿ الزمف مف
العناصر الجوىرية في ىذا العقد .ونتيجة لذلؾ ،فإف مدة منح االمتياز يجب
أف تكوف محددة عند التعاقد ،وبانتيائيا ينقضي العقد بشكؿ تمقائي.
وقد سبؽ أف ذكرنا أف القانوف رقـ 911لسنة 9194قد وضع حدا أقصى
لمدة منح االمتياز بحيث ال تتجاوز 61عاما مف تاريخ التصديؽ النيائي عمى
العقد ،وبالتالي فإنو في حالة عدـ احتواء عقد االمتياز عمى نص محدد لمدتو،
فإف الحد األقصى الوارد بالقانوف يعد بمثابة مدة افتراضية لمعقد ،واف كاف ىذا
الفرض صغب الحدوث ،حيث أف مدة منح االمتياز -كما سبؽ أف ذكرنا -
التعاقد.
إذا كاف المشرع قد وضع حدا أقصى لمدة عقد االمتياز ،إال أف ذلؾ ال
ينفي الطبيعية االتفاقية لشرط المدة ،وبالتالي يظؿ لإلدارة والمتعاقد معيا الحؽ
66
في االتفاؽ عمى تحديد العقد بمدة أقؿ مف الواردة بالقانوف ،وفي ىذه الحالة
يحؽ لمطرفيف االتفاؽ عمى تمديد العقد لمدة أو مدد إضافية ،طالما لـ يتجاوز
إجمالي المدد الحد األقصى الوارد بالقانوف .مع مالحظة أف اتفاؽ المد يجب
أف يتـ بموافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد األصمي ،فمف ال يممؾ سمطة
أما فيما يتعمؽ بتجديد العقد ،فإف تحديد المشرع لمحد األقصى لمدة عقد
االمتياز ال يعني عدـ جواز التعاقد مع نفس الممتزـ مرة أخرى .إال أننا نكوف
بإزاء عقد جديد في ىذه الحالة ،مما يستدعي إخضاع عممية التعاقد لمقواعد
القانونية الخاصة بإبراـ عقد االمتياز ،فإذا ثبت مف خالليا أف الممتزـ القديـ
ىو صاحب أفضؿ العطاءات مف الناحية الفنية والمادية ،فال يوجد أي حظر
67
الفرع الثاني
كباقي العقود اإلدارية يمكف أف ينتيي عقد االمتياز قبؿ انتياء مدتو،
والمقصود باسترداد المرفؽ ىو قياـ اإلدارة بإنياء عقد االمتياز قبؿ نياية
مدتو ،وذلؾ دوف وجود خطأ مف جانب الممتزـ ،مع تعويضو تعويضا عادال
عما سيفوتو مف كسب خالؿ المدة المتبقية مف العقد .واالسترداد بيذا المعنى
يعد أحد تجميات حؽ اإلدارة في إنياء عقودىا اإلدارية كمما اقتضت المصمحة
العامة ذلؾ.
-9االسترداد التعاقدي:
68
وىو االسترداد الذي نظـ العقد أحكامو ،وتعتبر الشروط المنظمة لالسترداد
مف قبيؿ الشروط التعاقدية ،وبالتالي يتعيف عمى اإلداراة مراعاتيا عند التطبيؽ،
وال يجوز ليا تعديؿ ىذه الشروط بإرادتيا المنفردة ،وبالتالي فإنو في حالة
مخالفة اإلدارة ليذا الشروط فإف الصفة التعاقدية تنتفي عف االسترداد ويتحوؿ
واتساقا مع الصفة العقدية لشروط االسترداد ،إذا احتوى العقد عمى أسباب
محددة لممارسة اإلدارة لحقيا في استرداد المرفؽ ،فإف اإلدارة ممزمة باحتراـ
ىذه األسباب ،وفي حالة استنادىا ألسباب أخرى غير تمؾ المذكورة في العقد،
فإف لممتعاقد معيا الحؽ في الطعف بااللغاء عمى قرار االسترداد ،فإذا وجدت
المحكمة أف السبب الذي استندت لو اإلدارة غير مشروع قضت بإلغاء القرار،
أما إذا كاف السبب مشروعا فميا أف تحكـ لممتعاقد بالتعويض نظ ار لمخالفة
المرافؽ العاـ قد نص في مادتو الرابعة عمى وجوب احتواء عقد االمتياز عمى
69
-1االسترداد غير التعاقدي:
سبؽ أف ذكرنا أف استرداد اإلدارة لممرفؽ المدار بطريؽ االمتياز يعد صورة
مف صور سمطة اإلدارة في االنياء المبكر لعقودىا اإلدارية كمما اقتضت
المصمحة العامة ذلؾ ،وأف سمطتيا في ىذا الشأف مف لوازـ الصفة اإلدارية
واذا كاف لإلدارة الحؽ في استرداد المرفؽ حتى لو لـ ينظـ العقد عممية
مف كسب أو ما لحقو مف خسارة نتيجة لقرار االسترداد .فاالسترداد سواء كاف
تعاقديا أو غير تعاقدي يستمزـ تعويض المتعاقد الذي لـ يرتكب أي خطأ يبرر
حالة االسترداد التعاقدي يتـ تقديره وفقا لألسس الواردة مسبقا بالعقد ،أما في
حالة االسترداد غير التعاقدي فإف تحديد قيمة التعويض يرجع لتقدير جية
اإلدارة ،مع خضوع ىذا التقدير لرقابة القضاء إذا اعترض عميو المتعاقد مع
اإلدارة.
ومف الجدير بالذكر أف االسترداد غير التعاقدي قد يتـ بقرار إداري مف السمطة
72
ثانيا /إسقاط االلتزام:
إذا كاف استرداد اإلدارة لممرفؽ المدار بطريؽ االمتياز يعد تطبيقا لسمطتيا
في إنياء كافة عقودىا اإلدارية بشكؿ مبكر إذا اقتضت المصمحة العامة ،فإف
إسقاط االلتزاـ يعد مف تطبيقات سمطة اإلدارة في توقيع جزاء الفسخ في كافة
عقودىا اإلدارية إذا ارتكب المتعاقد معيا خطأ جسيما ،وذلؾ دوف الحاجة
إال أف الوصؼ السابؽ ينطبؽ عمى عقود االمتياز المصرية فقط ،أما في
فرنسا فقد رفض القضاء اإلداري الفرنسي االعتراؼ لإلدارة بسمطة توقيع ىذا
الجزاء فيما يتعمؽ بعقود االمتياز دوف غيرىا مف العقود اإلدارية ،نظ ار
لضخامة المبالغ المالية التي ينفقيا المتعاقد مع اإلدارة في سبيؿ تنفيذ إلتزاماتو
في ىذا النوع مف العقود ،مما يبرر حمايتو مف توقيع ىذا الجزاء القاسي عميو
باإلرداة المنفردة لجية اإلدارة .وبالتالي فإنو في حالة رغبة الجية اإلدارية في
فسخ التعاقد تأسيسا عمى ارتكاب المتعاقد لخطأ جسيـ ،فإنيا ال تممؾ الحؽ في
72
وال شؾ في أف القضاء اإلداري الفرنسي كاف أكثر توفيقا مف نظيره
عاتؽ الممتزـ ،تقتضي التوسع في توفير الحماية لو مف توقيع مثؿ ىذا الجزاء
وسواء صدر قرار الفسخ مف قبؿ اإلدارة كما ىو الحاؿ في مصر أو بحكـ
قضائي كما ىو الحاؿ في فرنسا ،فإف توقيع ىذه العقوبة يستمزـ ارتكاب الممتزـ
لخطأ جسيـ خالؿ تنفيذه لمعقد ،فجسامة العقوبة تقتضي جسامة الخطأ.
ومف الجدير بالذكر أنو إذا كاف إسقاط اإللتزاـ يعتبر مف قبيؿ الفسخ
الجزائي لمعقد ،فإف العقد قد ينفسخ في حاالت أخرى بدوف وجود خطأ مف
المتعاقد ،فقد يفسخ العقد باالتفاؽ بيف اإلدرة والمتعاقد ،وقد يفسح العقد قضائيا
بطمب مف المتعاقد مع اإلدارة في حالة ارتكاب اإلدارة لخطأ تعاقدي جسيـ أو
في حالة اختالؿ التوازف المالي لمعقد بسبب ظروؼ طارئة أو بفعؿ اإلدارة
70
الفصل الثالث
عقد التوريد
دائما -في إدارة إذا كاف محؿ التعاقد في عقود االمتياز يتمثؿ –
المتعاقد ألحد المرافؽ العامة نيابة عف الدولة ،واذا كاف محؿ التعاقد في عقود
لصالح شخص معنوي عاـ ،فإف محؿ التعاقد في عقود التوريد يتمثؿ – دائما
– في تعيد المتعاقد عمى توريد منقوالت محددة لمجية اإلدارية المتعاقدة سواء
مصنعة ،وال يمكف بأي حاؿ أف يكوف محؿ التعاقد في عقود التوريد عمؿ أو
ويمكف تعريؼ عقد التوريد بأنو اتفاؽ يتعيد بمقتضاه أحد األفراد أو
الشركات بأف يوفر ألحد األشخاص المعنوية العامة كمية معينة مف المنقوالت،
73
وفقا لمشروط والمواصفات المنصوص عمييا في االتفاؽ ،وذلؾ في مقابؿ
اإلدارية دائما ،فإف عقد التوريد قد يكوف إداريا أو مدنيا .وكاف القضاء اإلداري
المصري في بداية األمر يعتمد عند تصديو لمبحث في طبيعة عقد التوريد
محؿ النزاع عمى مدى ارتباط المواد محؿ التوريد بالمرفؽ العاـ ،فإذا كاف
ىناؾ صمة بيف المواد الموردة والمرفؽ العاـ يكوف عقد التوريد إداريا.
إال أف القضاء اإلداري اتجو بعد ذلؾ لالعتماد عمى مدى احتواء العقد عمى
شروط استثنائية مف عدمو ،استنادا لكوف اتصاؿ العقد بالمرفؽ العاـ ال يكفي
تنقسـ عقود التوريد إلى نوعيف أساسيف :عقود التوريد العادية ،وعقود
التوريد الصناعية.9
لمزيد مف التفاصيؿ حوؿ عقود التوريد بشكؿ عاـ راجع أستاذنا الدكتور محمد سعيد 2
74
-2عقود التوريد العادية:
وىي عقود التوريد التى تتعمؽ بتسميـ منقوالت يتفؽ عمى مواصفاتيا مقدماً،
وفي ىذا النوع مف عقود التوريد يمتمؾ المورد حرية واسعة فى تحديد طرؽ
التنفيذ تحديد الجيات التي يحصؿ منيا عمى المنقوالت محؿ التعاقد ،وليس
المحددة بالعقد.
وىذا النوع مف العقود ينصب عمى توريدات تتميز بأنيا معقدة التصنيع،
فيو عقد تصنيع وتوريد فى نفس الوقت .وتتميز ىذه العقود عف التوريدات
العادية بأنيا تتضمف إلى جانب عنصر تسميـ المنقوالت عنصر صناعة
البضائع المتفؽ عمى توريدىا ،أما التوريدات العادية فتنصب عمى مواد أولية
ووفقاً لما استقر عميو قضاء المحكمة االدارية العميا ،فإنو إذا انطوى العقد
عمى مزيج مف مقاولة األعماؿ والتوريد فإنو يسرى فى شأف كؿ منيما ما
9
لمزيد مف التفاصيؿ حوؿ أنواع عقود التوريد راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف
خميؿ ،العقود الحكومية ،المرجع السابؽ ،ص 991وما بعدىا.
75
ينطبؽ عميو مف أحكاـ .وتطبيقاً لذلؾ قضت المحكمة فى حكميا الصادر فى
9161/9/11أنو:
"أف العقد مثار المنازعة أنصب كمو عمى إصالح الدراجات البخارية
(الموتوسيكالت) وعمى توريد وتركيب ما يمزـ ليا مف قطع غيار جديدة وصاج
وأخشاب ومشمع ومقابض وما إلى ذلؾ واستكماؿ الفوانيس واالشارات السمراء.
ولما كاف التوريد فى ىذا العقد ذا شأف محسوس مف حيث قيمتو وأىميتو
بجانب العمؿ ،فإف العقد بيذه المثابة ينطوى عمى مزيج مف مقاولة األعماؿ
والتوريد؛ تقع المقاولة عمى أعماؿ االصالح وتنطبؽ احكامو عميو ويقع التوريد
مقاوالت األشغاؿ العامة فرقت الالئحة بيف إجراءات وآثار التسميـ المؤقت
والتسميـ النيائى لالصناؼ المتعاقد عمى توريدىا .إال أف التفرقة بيف نوعى
التسميـ فى عقود التوريد ال تتمتع بنفس األىمية التي تتمتع بيا فى عقود
مقاوالت األشغاؿ العامة وذلؾ فيما يتعمؽ باآلثار المترتبة عمى تماـ التسميـ
76
وخاصة بالنسبة لموفاء بالثمف المتفؽ عميو ورد التأميف النيائى أو ما تبقى
منو .وقد نظمت الالئحة التنفيذية لمقانوف شروط واجراءات التسميـ المؤقت
916وسوؼ نستعرض أىـ األحكاـ الواردة في ىذه المواد عمى النحو التالى:
المعتمدة.
77
موضحاً بو اليوـ والساعة التى تـ فييا التوريد وحالة األصناؼ الموردة
وفيما يتعمؽ باألثر المترتب عمى إجراء التسميـ المؤقت لألصناؼ المتعاقد
عمى توريدىا ،أفتت الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجمس الدولة
بأف االستالـ المؤقت ال يرتب أى أثر فيما يتعمؽ بإنياء مسئولية المورد عف
األصناؼ الموردة ،وتظؿ تبعة اليالؾ عمى عاتؽ المورد وال تنتقؿ منو إلى
جية االدارة المتعاقدة ،كما أف المورد يظؿ ضامناً لكافة ما يصب األصناؼ
الموردة مف فساد أو عيوب أخرى حتى بعد التسميـ المؤقت والى أف يتـ التسميـ
النيائى .9إال أف ىذه الفتوى ال تنطبؽ بطبيعة الحاؿ عمى فساد أو ىالؾ
9
فتوى رقـ 616ادارة فى 91ابريؿ عاـ ،9161مشار إلييا لدى أستاذنا الدكتور عادؿ
خميؿ ،العقود الحكومية ،مرجع سابؽ ،ص 991وما بعدىا.
78
ووفقاً ألحكاـ قانوف التعقادات الحكومية والمبادئ التى قررتيا المحكمة
االدارية العميا فيما يتعمؽ بتنفيذ عقود التوريد ،فإف العبرة فى إستالـ األصناؼ
المتعاقد عمييا يكوف بالفحص الذى تجريو لجاف الفحص والتسميـ النيائى.
أما الفحص المؤقت الذي يتـ خالؿ مرحمة االستالـ االبتدائي أو المؤقت فال
الكميات المتنازع عمييا بعد فحصيا بمعرفة لجاف الفحص وفقاً لما أسفر عنو
ىذا الفحص مف عدـ مطابقتيا لممواصفات ولمعينة المعتمدة ،فإف ليا إسترداد
ثمف ىذه الكميات التى سبؽ صرفيا لممطعوف ضده وال يجوز إبراء ذمتو مف
قيمة األصناؼ المرفوضة عمى أساس الفحص النظرى الذى كشؼ عف عدـ
مطابقتيا لممواصفات.9
79
يقوـ أميف مخزف اإلستقباؿ بجية االدارة بإخطار المتعيد
وفقا لممادة 919مف الالئحة ،إذا قررت لجنة الفحص بعد
بدليا .ويجب أف يتـ ذلؾ اإلخطار فور صدور قرار المجنة فى
82
أربع أسابيع .وبعد إنتياء ىذه المدة يكوف لجية االدارة الحؽ
األحواؿ.
جية غير الجية المتعاقد عمى التوريد إلييا فإنو يجب أف ترافؽ
82
الفواتير مستندات تثبت قيمة مصروفات النقؿ االضافية حتى
ويثور التساؤؿ ىنا ىؿ يجوز لجية االدارة بعد إتماـ االستالـ النيائى
لألصناؼ الموردة وقؼ دفع باقى الثمف بإدعاء إكتشاؼ عيب خفى9؟
الفحص وموافقة لجنة الفحص واعتماد السمطة المختصة لقرارىا يجب عمى
جية االدارة سداد ثمف األصناؼ الموردة كامالً فى خالؿ مدة 91يوـ
المنصوص عمييا في المادة 919مف الالئحة .وال يجوز لالدارة االمتناع عف
دفع باقى الثمف ،بزعـ أنو قد تبيف ليا وجود عيب خفى فى األصناؼ الموردة.
وقد تناولت المحكمة االدارية العميا ىذه المشكمة فى قضية تدور وقائعيا
حوؿ تعاقد االدارة مع مورد لتوريد ورؽ استنسؿ طبقاً لعينة محددة قدميا
المورد وقبمتيا االدارة عند الفحص ،وبعد أف تـ التوريد وبدأ االستعماؿ ،وجدت
9
راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبدالرحمف خميؿ ،المرجع السابؽ ،ص 994وما بعدىا.
80
االدارة أف الصنؼ المورد ال يطبع الكميات الكافية ،وأف الورؽ يتمزؽ
باإلستعماؿ فأوقفت دفع باقى الثمف ،وطالبت المتعيد بأف يورد صنفاً أجود.
االدارى ،والمحكمة االدارية العميا اعتبار ما اكتشفتو االدارة عيباً خفياً ،ووفقا
لحيثيات الحكـ فإف الالئحة التنفيذية لمقانوف قد تضمنت تنظيماً كامالً لعممية
واذا اتبعت اإلدارة ىذا التنظيـ بشكؿ جاد ،فإف ذلؾ كفيؿ بتمكيف جية
المقصود منو ،وليا عمى ضوء ما تجريو مف تجارب وفحص أف تقرر إما قبوؿ
الصنؼ أو رفضو بناء عمى ما تقرره لجنة الفحص ،واعتماد المصمحة لقرارىا،
ويكوف القرار الصادر فى ىذا الشأف نيائياً ،أى أنو ممزـ لطرفى العقد.
وحيث تبيف لممحكمة مف ىذا التنظيـ المتكامؿ التى نصت عميو الئحة
الموردة بعناية أشد مف عناية الرجؿ العادى ،ومف حيث أف المطعوف ضده قد
بصر الجية االدارية بوجود أكثر مف صنؼ مف األوراؽ ،وأحاطيا عمماً بسعر
83
كؿ نوع منيا ،فأختارت أقميا سع اًر ،فمف المفترض أف تقنع الجية االدارية
-وفقا لممادة 919مف الالئحة التنفيذية لقانوف التعاقدات الحكومية تبدأ المدة
المحددة لمتوريد مف اليوـ التالي إلخطار المورد بأمر التوريد ،إال إذا اتفؽ
الطرفاف عمى ميعاد آخر .ولكف ماذا لو تأخر المورد عف تسميـ األصناؼ
ولقد أجابت المادة 919مف الالئحة التنفيذية عمى ىذا التساؤؿ بمنحيا لإلدارة
المتعاقدة سمطة إعطاء المورد المتأخر ميمة إضافية إلتماـ التوريد ،إال أنيا
ألزمت اإلدارة بتوقيع غرامة تأخير عمى المتعاقد المتأخر خالؿ المدة
اإلضافية.
ولقد حددت المادة المذكورة مبمغ الغرامة بواقع %9كحد أدنى %6كحد
غير ممزمة بمنح المتعاقد المتأخر ميمة إضافية ،فاألمر متروؾ لسمطتيا
84
-وفي حالة رفض اإلدارة منح المتعاقد المتأخر ميمة إضافية أو في حالة
تأخره في التنفيذ إلى ما بعد انتياء الميمة اإلضافية ،فإف لإلدارة اتخاذ أحد
اإلجرائييف التالييف:
يحؽ ليا خصـ كؿ خسارة لحقت بيا مف مستحقات المورد المتأخر سواء كانت
ىذه المستحقات لدييا أو لدى أي جية إدارية أخرى ،وفي حالة عدـ كفاية ىذه
85
الفصل الرابع
عقد النقل
ويمكننا تعريؼ عقد النقؿ بأنو اتفاؽ يتعيد بمقتضاه أحد األفراد أو
الشركات بنقؿ بضائع أو ميمات أو أفراد لحساب شخص معنوي عاـ مف
نقطة إلى أخرى ،سواء تـ النقؿ بواسطة المتعاقد ذاتو أو مف خالؿ وضعو
لوسائؿ النقؿ الممموكة لو تحت تصرؼ اإلدارة ،عمى أف يكوف اليدؼ مف
النقؿ تحقيؽ مصمحة عامة ،وذلؾ في مقابؿ الحصوؿ عمى ثمف محدد.
ونظ ار لمتشابو ما بيف عقود التوريد السابؽ شرحيا وعقود النقؿ مف حيث
أف محؿ التعاقد في كمييما منقوالت ،ومف حيث إلتزاـ المتعاقد بتسميـ ىذه
المنقوالت لإلدارة في مكاف وزماف محدد ،فقد جرى قضاء مجمس الدولة
الفرنسي عمى تطبيؽ األحكاـ القانونية لعقد التوريد والتي سبؽ أف تناولناىا
وكما ىو الحاؿ فيما يتعمؽ بالطبيعة القانونية لعقد التوريد ،فإف عقد النقؿ –
أيضا -قد يكوف إدارياً أو مدنياً وفؽ ما يتضمنو مف أحكاـ .وقد اتجو مجمس
الدولة الفرنسى إلى اعتبار عقد النقؿ مدنياً إذا أقتصر دور صاحب وسيمة
86
النقؿ عمى وضعيا تحت تصرؼ االدارة لتتولى ىى نقؿ بضائعيا أو ركابيا
وفقاً لمشروط المألوفة فى عقود النقؿ التجارية ،طالما لـ يتضمف العقد شروطاً
إستثنائية غير مألوفة فى القانوف الخاص أو في حاؿ عدـ احتواء العقد عمى
بنود تسمح لصاحب وسائؿ النقؿ التدخؿ مباشرة فى نشاط المرفؽ العاـ الذي
أما إذا احتوى عمى شروط استثنائية وغير مألوفة أو إذا تبيف مف بنود العقد أف
وقد اتجو قطاع مف الفقو وعمى رأسيـ األستاذ فاليف إلى القوؿ باحتمالية الخمط
بيف عقد النقؿ اإلدارى وعقد االمتياز ،وذلؾ إذا كاف موضوع عقد االمتياز
ينصب عمى نقؿ األشياء ،وضرب األستاذ فاليف مثاالً عمى ذلؾ باالتفاؽ
الخاص بنقؿ البريد بالسفف .فيؿ يعد تعيد المتعاقد مع اإلدارة في ىذه الحالة
ووفقا لمرأي الراجح فإف تحديد نوع العقد في ىذه الحالة يتوقؼ عمى شروط
العقد ،فإذا تبيف مف فحص تمؾ الشروط أنيا تسمح لممتعاقد مع اإلدارة بتقديـ
خدمات النقؿ البريدي لإلدارة ولألفراد عمى السواء وبمقابؿ رسوـ معينة ،وكانت
87
عمميات النقؿ منتظمة ،فإننا نكوف بصدد عقد امتياز .أما اذا اتضح مف
شروط العقد أنو ينظـ عممية نقؿ البريد لإلدارة فقط دوف األفراد ،أو أف االتفاؽ
ينصب عمى تنفيذ عمميات نقؿ محددة العدد وال تتمتع بطابع االستمرار ،فإننا
وقد تبنى مجمس الدولة المصرى ذات القواعد السابقة لتحديد طبيعة عقد النقؿ
المبرـ بيف االدارة وأحد األفراد .وكانت االدارة بموجب العقد محؿ النزاع ىي
الطرؼ المتعيد بنقؿ البريد الخاص بأحد األفراد والمتمثؿ في بعض الطرود
البريدية مف مصر إلى السوداف ،وانتيت المحكمة إلى عدـ اعتبار عقد النقؿ
محؿ النزاع عقدا إداريا ،إذ ال تتوافر فيو مقومات العقد االدارى بحسب مف
حيث المساىمة في تسيير مرفؽ عاـ ،وليس فى نصوصو شروط غير مألوفة
فى القانوف الخاص ،وانما ىو عقد مبرـ لتحقيؽ مصمحة فردية خاصة ىى نقؿ
رسالة مف مصر إلى السوداف فى مقابؿ أجر أو رسـ ،فيو عقد مف عقود
9
أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى ،المرجع السابؽ ص 699
1
القضية رقـ 441لسنة 91قضائية.
88
الباب الثالث
إذا كانت القاعدة العامة في نطاؽ القانوف الخاص تتمثؿ في حرية اختيار
المتعاقديف لطريقة التعاقد التي يرغبوف في استخداميا التماـ اتفاقاتيـ ،إال أف
ىذه القاعدة ال تسري عمى التعاقدات الحكومية سواء فيما يتعمؽ بعقود اإلدارة
فاإلدارة عند إقداميا عمى التعاقد ممزمة باتباع بعض األساليب واإلجراءات
الواردة بالقوانيف والموائح ،وتمثؿ ىذه األساليب واإلجراءات قيدا عمى حرية
وسوؼ نخصص ىذا الباب لدراسة طرؽ التعاقد الحكومي التي حددىا
الفصؿ األوؿ الستعراض القيود المفروضة عمى جية اإلدارة عند التعاقد ،مع
بينما سنخصص الفصؿ الثالث لبياف الطرؽ االستثنائية إلبراـ ىذه التعاقدات،
89
أما الفصؿ الرابع واألخير فسوؼ نخصصو لبياف حدود وطبيعة اختصاص
الفصل األول
إف العقود التى يبرميا األفراد في نطاؽ القانوف الخاص تخضع لمبدأ
التراضى وحرية التعاقد والتحرر مف الشكميات ،إال إذا قرر المشرع إخضاع
أما فيما يتعمؽ بالعقود الحكومية سواء كانت إدارية أو مدنية ،فال تنطبؽ
عمييا القاعدة السابقة ،فاالدارة بصفتيا األمينة عمى الماؿ العاـ والمسئولة عف
ضماف سير المرافؽ العامة بانتظاـ ،ليست ليا حرية مطمقة فى إبراـ العقد
وقتما تشاء أو أياً كاف شكؿ التعاقد ،فقد فرض عمييا المشرع عدة قيود ضماناً
92
وسوؼ نتناوؿ ىذيف النوعيف مف القيود بالدراسة فيما يمى:
المبحث األول
ويقصد بيا االجراءات التى يحددىا القانوف والتي يجب عمى جية االدارة
االلتزاـ بيا واستيفائيا قبؿ الشروع فى عممية إبراـ العقد .وسنتناوؿ أىـ صورىا
فيما يمى:
وفقا لممادة 99مف قانوف التعاقدات الحكومية ال يجوز لإلدارة البدء في
المالية الجديدة .وال تقتصر ىذه القاعدة عمى العقود االدارية بصفة خاصة
ولكنيا تتصرؼ إلى كافة تصرفات االدارة التى ترتب التزامات مالية عمى
خزانة الدولة ،سواء أخذت ىذه التصرفات صورة العقد أو القرار اإلداري.
ولقد أجازت المادة 91مف الالئحة التنفيية لمقانوف أف تبدأ اإلدارة في
إجراءات الطرح عمى الرغـ مف عدـ توافر االعتماد المالي الالزـ لمتعاقد ،وذلؾ
في الحاالت الطارئة والعاجمة التي تقتضييا المصمحة العامة ،إال أنيا
92
اشترطت قياـ اإلدارة بالتنسيؽ أوال مع و ازرة المالية أو التخطيط حسب
األحواؿ ،حتى يمكف لياتيف الجيتيف توفير االعتماد المالي المطموب في أقرب
وقت.
ولكف ىؿ يعني ذلؾ أف تعاقد اإلدارة بدوف توافر االعتماد المالي يؤدي
عمى الرغـ مف اشتراط القانوف توافر االعتماد المالي الالزـ لمتعاقد ،إال أف
ىذه االشتراط ممزـ لمجية اإلدارية فقط دوف المتعاقد معيا ،وال يرتب عدـ إلتزاـ
اإلدارة بو أي آثار فيما يتعمؽ بأركاف العقد وشروط صحتو ،ولذلؾ فقد استقر
الفقو والقضاء فى فرنسا ومصر عمى أف مخالفة جية االدارة لمقاعدة السابقة ال
يترتب عمييا بطالف العقد .فعدـ وجود االعتماد المالى ال يؤثر عمى صحة
حظرت عمى اإلدارة القياـ بتعاقدات خالؿ الشير األخير مف السنة المالية،
وذلؾ ضمانا لعدـ قياـ الجية اإلدارية بالتعاقد خصيصا بقصد استنفاذ
9راجع أستاذنا الدكتور سميماف الطماوى ،األسس العامة لمعقود االدارية ،طبعة ،9119
ص .699 ،664وراجع أيضا أستاذنا الدكتور عادؿ عبد الرحمف خميؿ ،العقود الحكومية،
مرجع سابؽ ،ص 111وما بعدىا.
90
االعتمادات المالية الموجودة لدييا .إال أنيا عادت وأجازت التعاقد خالؿ تمؾ
الفترة ولكف بثالثة ضوابط وىي :وجود حالة طارئة أو عاجمة ،والحصوؿ عمى
موافقة وزير المالية ،واالنتياء مف إجراءات التعاقد قبؿ انتياء السنة المالية.
التأكيد عمى ضرورة حصوؿ جية اإلدارة عمى تصريح أو إذف مسبؽ بالتعاقد
وذلؾ فيما يتعمؽ ببعض العقود الميمة ،فعمى الرغـ مف اختصاص الجية
اإلدارية بإبراـ ىذه العقود ،إال أف المشرع قد يمزميا بطمب األذف مف جية
وعمى عكس شرط توافر االعتماد المالي ،فإف قياـ االدارة بالتعاقد دوف
الحصوؿ عمى االذف السابؽ فى الحاالت التى يتطمبيا القانوف يؤدى إلى
بطالف العقد بطالناً مطمقاً وال يمكف تصحيح ىذا البطالف باالجازة الالحقة.
حيث أف القواعد الخاصة بضرورة الحصوؿ عمى تصريح سابؽ بالتعاقد تتعمؽ
93
صور شرط االذن بالتعاقد:
عميو المادة 914مف دستور 1199مف أنو " تنص المادة عمى أنو
ال يجوز لمسمطة التنفيذية االقتراض ،أو الحصوؿ عمى تمويؿ ،أو
إنفاؽ مبالغ مف الخزانة العامة لمدولة لمدة مقبمة ،إال بعد موافقة
مجمس النواب.".
وقد يأخذ االذف السابؽ صورة قرار جميورى :ومثاؿ ذلؾ ما قرره
قررات منح امتياز المرافؽ العامة بعد موافقة مجمس مجمس الشعب.
وقد يأخذ االذف صورة قرار يصدر مف مجمس الوزراء :مف ذلؾ
94
الطرؽ العامة ،حيث نص كالىما عمى اختصاص مجمس الوزارء
بالموافقة عمى قرار منح االلتزاـ بناء عمى اقتراح الوزير المختص.
وقد يأخذ االذف صورة قرار يصدر مف الوزير المختص :مف ذلؾ ما
وعمى شراء سيارات الركوب الصالوف التى ال تزيد عدد سمندراتيا عمى
التى تستخدـ كسيارة ركوب (صالوف) والمنتجة محمياً وما يماثميا مف
.6االستشارات السابقة:
فى كثير مف الحاالت قد يفرض المشرع عمى االدارة الراغبة فى التعاقد أف
تطمب إستشارة جية معينة قبؿ إبراـ العقد ،وذلؾ ضمانا لتحقيؽ بعض
اإلعتبارات الفنية كما ىو الحاؿ فيما يتعمؽ بالتعاقد لشراء أو إستئجار أجيزة
95
إلكترونية معقدة ،أو لضماف صحة ومالئمة عممية التعاقد مف الناحية القانونية
استشارة إحدى الجيات قبؿ التعاقد ،فإف العقد يصبح باطال في حالة عدـ
حصوؿ اإلدارة عمى االستشارة المقررة قانونا .إال أنو يجب االنتباه إلى أف
االستشارات السابقة عمى التعاقد تنقسـ إلى نوعيف :أما األوؿ فيو االستشارات
الجية اإلدارية استشارة الجية التي حددىا القانوف ،بؿ يجب عمييا اإللتزاـ
أما النوع الثاني مف االستشارات المسبقة ،فيي االستشارات غير المقيدة لمجية
اإلدارية ،وفي ىذا النوع مف االستشارات تمتزـ الجية اإلدارية بطمب الرأي
الفني لمجية التي حددىا القانوف ،إال أنيا غير ممزمة باألخذ بمضموف
االستشارة .فإلتزاـ اإلدارة في ىذه الحالة يقتصر عمى مجرد طمب االستشارة
96
المبحث الثاني
والئحتو التنفيذية يحتوياف عمى نصوص صريحة تشترط الشكؿ الكتابى فى
العقد الذى تبرمو االدارة سوى نص المادة 61مف الالئحة والتى أوجبت تحرير
عقد متى بمغ مجموع قيمة ما رسا توريده أو تنفيذه خمسيف ألؼ جنيو ،أما فيما
يقؿ عف ذلؾ فيجب أخذ إقرار مكتوب مف المتعاقد مع الجية االدارية شامالً
الشكؿ الكتابى فى تحرير العقد الذى تبرمو االدارةػ ،إال أف مجاؿ الكتابة فى
العقود االدارية واسع اإلنتشار لدرجة أنو يمكف القوؿ بأف األصؿ فى العقود
المحكمة في حيثيات حكميا "أف قضاء المحكمة االدارية العميا قد أستقر عمى
97
أف العقد غير المكتوب وسيمة غير مألوفة فى المجاؿ االدارى بسبب جنوح
االدارة عادة إلى إثبات روابطيا العقدية بالكتابة إال انو ال يزاؿ يؤدى دو اًر
مكمالً لبعض أنواع العقود االدارية ومف حيث أف لالدارة التحمؿ مف الشكؿ
الكتابى لمعقود ،إال أنو فى معظـ الحاالت تتضمف خطوات التعاقد وثائؽ
مكتوبة ويستند القضاء أحياناً إلى ىذه الوثائؽ المتبادلة بيف االدارة واألفراد
لمقوؿ بقياـ الروابط العقدية حتى ولو كانت طبيعة العقد تستمزـ الصورة
الكتابية". 9
صريحة تستمزـ كتابة عقود اإلدارة ،فقد جاءت الالئحة التنفيذية لقانوف
التعاقدات الحكومية الجديد بنص صريح يقتضي كتابة كافة العقود الحكومية،
حيث قررت المادة 88مف ىذه الالئحة ضرورة توقيع السمطة المختصة لمعقد
خالؿ 91يوما مف تاريخ سداد صاحب العطاء المقبوؿ لمبمغ التأميف النيائي.
كما ألزمت ىذه المادة إدارة التعاقدات التابعة لمجية اإلدارية المتعاقدة بتحرير
العقد المبرـ بيف الجية االدارية والمتعاقد ،عمى أف يحرر العقد مف أصؿ وأربع
نسخ ،ويتـ تسميـ األصؿ باإلضافة لكافة المستندات إلى اإلدارة المالية التابعة
98
لمجية اإلدارية المتعاقدة ،مع تسميـ نسخة مف العقد لممتعاقد ،وايداع نسخة في
ممؼ العممية لدى إدارة التعاقدات ،والنسخة األخيرة تسمـ لإلدارة الطالبة أو
المستفيدة مف التعاقد.
ويالحظ عمى نص المادة سالفة الذكر أنيا لـ تفرؽ بيف العقود عمى أساس
قيمتيا ،عمى عكس الئحة القانوف الممغي ،والتي كانت تقتضي الكتابة في
االعتراؼ بالصفة العقدية ألي اتفاؽ تبرمو اإلدارة مع الغير طالما لـ يكف
مكتوبا ،إال أننا ال نميؿ ليذا الرأي ،فقد تقتضي بعض الحاالت الطارئة أف
تبرـ اإلدارة اتفاقا شفييا مع أحد األفراد أو األشخاص بيدؼ معالجة الحالة
فإذا توافرت في االتفاؽ باقي أركاف وشروط صحة التعاقد ،فإف المنطؽ
99
الفصل الثاني
الفصؿ عمى دراسة الطرؽ األساسية لمتعاقد ،عمى أف نتصدى لدراسة الطرؽ
القاعدة األولى :في حالة التعاقد عمى شراء أو استئجار المنقوالت أو العقارات
القاعدة الثانية :في حالة التعاقد عمى بيع أو تأجير المنقوالت أو العقارات أو
مف القانوف أف يتـ التعاقد بأسموب المزايدة العامة العمنية أو بأسموب المزايدة
بالمظاريؼ المغمقة.
222
والمستفاد مف القاعدتيف السابقتيف ،أنو في حالة ما إذا كانت اإلدارة في
اإلدارة اتباع أسموب المناقصة العامة .أما إذا كانت اإلدارة في موقؼ البائع أو
المؤجر ،فإف عمييا اتباع أسموب المزايدة العامة أو بالمظاريؼ المغمقة عند
التي تيدؼ إلى دعوة أكبر عدد ممكف مف المناقصيف لتقديـ عطاءاتيـ
المتعمقة بتقديـ خدمة أو عمؿ أو بيع أو تأجير منقوؿ أو عقار لمجية اإلدارية
التي تيدؼ إلى دعوة أكبر عدد ممكف مف المزايديف لتقديـ عطاءاتيـ المتعمقة
ووفقا لقانوف التعاقدات الحكومية تنقسـ عممية التعاقد إلى ثالث مراحؿ
222
مرحمة تقديـ العطاءات الفنية والمالية (المبحث الثاني) ويمي ذلؾ مرحمة البت
المبحث األول
إيجابا مف طرؼ اإلدارة ،ولكنو بمثابة دعوة لمتعاقد ،أما اإليجاب فيتمثؿ في
قياـ الراغب في التعاقد بتقديـ عطاءه وفقا لمشروط المحددة باإلعالف ،بينما
220
أنو يحوؿ بيف اإلدارة وبيف قصر عقودىا عمى طائفة معينة مف المتعامميف
معيا.
ولقد أوجبت المادة 11مف قانوف التعاقدات الحكومية عمى الجية اإلدارية
التعاقد الحكومية المستحدثة بموجب ىذا القانوف ،إال أنيا استثنت التعاقدات
باإلعالف عنيا في إحدى الصحؼ اليومية واسعة االنتشار ولمرة واحدة فقط،
أما في حالة المناقصة أو الممارسة العامة الدولية ،فيتـ اإلعالف عنيا – أيضا
والقنصميات.
أما المادة 64مف الالئحة التنفيذية لمقانوف فقد بينت أحكاـ اإلعالف
223
-9اسـ الجية اإلدارية الطارحة ،وعنواف إدارة التعاقدات بيا ورقـ الفاكس
والبريد اإللكتروني.
224
* اإلعان في حالة تأجيل فتح المظاريف:
الجديد لجمسة فتح المظاريؼ في حالة تأجيميا ،وذلؾ ضمانا لمبدأي الشفافية
والمساواة وضمانا لعدـ استخداـ التأجيؿ كغطاء غير مشروع بيدؼ إخفاء
المبحث الثاني
إذا كانت المناقصة والمزايدات العامة تقوـ عمى مبدأ المساواه وحرية
المنافسة بيف جميع الراغبيف فى التعاقد مع االدارة ،مما يقتضى أف يكوف الحؽ
فى االشتراؾ فى المناقصة العامة متاحاً لجميع الراغبيف فى ذلؾ ،إال أف ىذا
225
المبدأ العاـ ترد عميو بعض القيود التى تستيدؼ أساساً تحقيؽ المصمحة
فمف ناحية أولى تتمتع اإلدارة بسمطة تقديرية تسمح ليا بحرماف بعض
أوضح االحكاـ التى أبرزت مبدأ المساواه بيف المتنافسيف فى التعاقد مع االدارة
9
راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبد الرحمف خميؿ ،العقود الحكومية ،مرجع سابؽ ،ص
946وما بعدىا.
226
" مف المبادئ األساسية التى تخضع ليا المناقصة العامة اإلعالف وحرية
فى التقدـ لممناقصة العامة دوف منع االدارة ألحد منيـ أو حرمانو مف حقو فى
التنافس لموصوؿ إلى إرساء العطاء عميو ،بإجراء سواء أكاف عاماً أـ خاصاً.
إال أف ىذا المبدأ الطبيعى يحد مف إطالقو قيداف ،أوليما :يتعمؽ بما تفرضو
االدارة مف شروط معينة ترى وجوب توافرىا فيمف يتقدـ لممناقصة .وثانييما:
يتعمؽ بما تتخذه االدارة مف إجراءات وىى بصدد تنظيـ اعماؿ المناقصة
العامة مف استبعاد بعض األفراد الذيف يثبت ليا عدـ قدرتيـ الفنية أو المالية
ألداء ىذه األعماؿ مستيدفة بذلؾ أال يتقدـ لممناقصة إال الصالحيف مف األفراد
والقادريف منيـ فتوفر بذلؾ كثي اًر مف الجيد والوقت عمى لجاف الفحص والبت.
وق اررات الحرماف التى تصدرىا االدارة فى ىذا الخصوص تجد سندىا
ومصدرىا فيما لالدارة مف سمطة وضع مثؿ ىذه القواعد التى تنظـ اعماؿ
المناقصة".
ويجوز الطعف فييا أمامو بااللغاء الساءة إستعماؿ السمطة إذا كاف القرار قد
227
كما يجوز الطعف بااللغاء لعدـ قياـ األسباب المبررة لالستبعاد أو الحرماف أو
لعدـ صحتو ىذه األسباب ....وكما يجوز إصدار ق اررات االستبعاد بالنسبة
لممتعيديف والمقاوليف كجزاء بسبب العجز فى تنفيذ إلتزاـ سابؽ ،يجوز أيضاً
استبعاد بعض الشخاص الغير مرغوب فييـ بما يتجمع لدى االدارة مف تقدير
عاـ عف كفاية ىؤالء وقدرتيـ دوف أف يسبؽ ذلؾ إرتباطيـ مع جية االدارة فى
عمؿ ما ،وذلؾ كإجراء وقائى تمميو غيرة االدارة لتييئة الجو الصالح
لممناقصة".
61مارس سنة " 9116أف لمو ازرة الحؽ – وىى بصدد تنظيـ أعماؿ
عدـ قدرتيـ الفنية أو المالية ألداء ىذه األعماؿ ،وقرارىا فى ىذا الشأف يصدر
بناء عمى سمطتيا التقديرية .9كما قضت محكمة القضاء االدارى ايضاً بصحة
9
د .سميماف الطماوى ،األسس العامة لمعقود االدارية ،طبعة ،9119ص– 111
اليامش6
228
استبعاد مقا وؿ مف الدخوؿ فى المزايدات ،ألنو كاف يتخذىا ذريعة لمتنقؿ إلى
ويعد الحرماف بسبب التنفيذ المعيب لعقد سابؽ أحد الجزاءات التى تممكيا
االدارة وفقاً لنظرية الجزاءات فى العقود االدارية .وباإلضافة لسمطة اإلدارة في
استبعاد الراغب في التعاقد إذا قصر في تنفيذ تعاقد سابؽ ،فقد نصت المادة
11مف القانوف أنو إذا ثبت أف المتعاقد استعمؿ بنفسو أو بواسطة غيره الغش
عقده تمقائياً مع االدارة ،باالضافة إلى شطب اسمو مف سجؿ المورديف أو
المقاوليف .وتخطر الييئة العامة لمخدمات الحكومية بذلؾ لنشر قرار الشطب
التنفيذ المعيب لعقد سابؽ فرضت المادتيف 91و 11مف الالئحة التنفيذية
9حكـ محكمة القضاء االدارى فى 91مارس سنة ،9119مجموعة أحكاـ محكمة القضاء
االدارى ،السنة الثانية ،ص.111
229
والمعمومات والمستندات التى تطمبيا الجية االدارية بما فى ذلؾ المستندات
مع االدارة بنص القانوف .فقد نصت القوانيف عمى إستبعاد بعض الطوائؼ مف
والييئات العامة:
نصت المادة 16مف القانوف رقـ 981لسنة 1198عمى أنو "مع عدـ
يحظر عمى الموظفيف والعامميف بالجيات الخاضعة ألحكاـ ىذا القانوف التقدـ
222
فى المزايداة بالجيات المشار إلييا الدخوؿ بالذات أو الواسطة
الحالة األولى :أف تكوف األشياء المشتراه الستعماليـ الخاص وكانت مطروحة
لمبيع عف طريؽ جيات غير تمؾ التى يعمموف بيا وال تخضع إلشرافيا.
الحالة الثانية :وتتعمؽ بشراء الكتب أو األعماؿ الفنية كالرسـ والتصوير مف
العامميف والموظفيف بالجيات العامة ،إذ يجوز فى حدود ىذه األعماؿ الشراء
حماية لمصالح العاـ ومنعا لشبية إستغالؿ المنصب النيابى لمحصوؿ عمى
منافع شخصية عمى حساب المصمحة العامة ،حظرت المادة 911مف دستور
فإف نص المادة صريح فى معناه وداللتو ،واضح حكمو مف عبارتو وما سبقت
222
لو ،وىو صادر عف نظر الدستور فى ريبة إلى ىذه البيوع وااليجارات
فحظرىا كمية وعمى أى صورة سواء كانت بثمف المثؿ أو القيمة الحقيقية ابعاداً
ليـ عف الشبية وتنزيياً عف الظف وىذا أذكى ليـ وأكفؿ بقياميـ بواجبات
عضويتيـ وعدـ اإلفادة خالؿ مدة عضويتيـ مف أية منفعة شخصية نتيجة ليا
أو تكوف مظنة لذلؾ وأف فى ذلؾ لتوطيد بالثقة العامة بيـ.
االتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء عمى أنو "مع عدـ اإلخالؿ بأحكاـ
عقود المقاوالت الممولة بقروض أو منح والموافؽ عمييا مف مجمس الشعب ،ال
يجوز إسناد مباشرة أعماؿ تدخؿ فى نشاط المقاوالت ،فيما يزيد عمى خمسيف
ألؼ جنيو فى العممية الواحدة لغير األعضاء العامميف باالتحاد ،واألعماؿ التى
البحرية وأية أعماؿ أخرى مف ذات طبيعة ىذه األعماؿ .وقد رتب المشرع عمى
220
اء مدنى ىو إلغاء العقد الذى أبرـ بالمخالفة
مخالفة الحظر المذكور جز ً
لمقانوف ،وجزاء جنائى وىو توقيع عقوبة الغرامة مف ألؼ إلى عشرة آالؼ جنيو
عمى المقاوؿ الذى تعاقد عمى أعماؿ تجاوز النصاب المذكور ،وعمى مف
لمعممية التعاقدية محؿ المناقصة (أو المزايدة )،ويدفعو الراغب في االشتراؾ في
والمادتيف 61و 69مف الئحتو التنفيذية صور وأحكاـ التأميف المؤقت ،والتي
مقاوالت األشغاؿ العامة ،يجب أال يزيد مبمغ التأميف المؤقت عف %9.1مف
223
-في عمميات شراء أو استئجار اإلدارة لمعقارات ،يجب أال يزيد مبمغ التأميف
-في عمميات بيع أو تأجير اإلدارة لعقارتيا ومنقوالتيا والترخيص باالنتفاع أو
اإلدارية تقدير قيمة التأميف المؤقت وفقا ألىمية وطبيعة المزايدة .وفي جميع
الحاالت يجب عمى اإلدارة عدـ المبالغة في تقدير قيمة التأميف المؤقت،
-ال يقبؿ أي عطاء ما لـ يرفؽ بو ما يثبت قياـ صاحب العطاء بدفع التأميف
المؤقت ،وفي كؿ األحواؿ يجب أف يكوف التأميف المؤقت ساريا لمدة ثالثيف
-يمكف لمقدـ العطاء دفع التأميف المؤقت بموجب خطاب ضماف مصدر مف
أحد البنوؾ المحمية المعتمدة عمى أال يقترف الخطاب بأي قيد أو شرط وأف
يتعيد البنؾ بدفع مبمغ التأميف المؤقت بمجرد طمب الجية اإلدارية .أما
خطابات الضماف الصادرة مف بنوؾ أجنبية فيجب التأشير عمييا بالقبوؿ مف
أحد البنوؾ المحمية المعتمدة ،مع تعيد البنؾ المحمي بدفع مبمغ التأميف بمجرد
224
-كما يجوز لمقدـ العطاء طمب خصـ مبمغ التأميف المؤقت مف أي مبالغ
-إذا انسحب مقدـ العطاء قبؿ جمسة فتح المظاريؼ الفنية ،يصبح مبمغ
التأميف المؤقت مف حؽ الجية اإلدارية بقوة القانوف وبدوف الحاجة ألي إجراء
قانوني أو قضائي.
-يتـ رد مبمغ التأميف المؤقت ألصحاب العطاءات غير المقبولة فنيا ،وذلؾ
دوف طمب منيـ ،وفي حالة تأخر اإلدارة في رد مبمغ التأميف ،تتحمؿ كافة
المصاريؼ البنكية التي تحمميا صاحب العطاء لتجديد الخطاب البنكي أو
المحدد لفتح المظاريؼ الفنية .ووفقا لممادة 96مف الالئحة التنفيذية لقانوف
التعاقدات الحكومية يجب عمى إدارة التعاقدات عند تحديدىا لمدة تقديـ
الشروط والمواصفات الواردة باإلعالف وفقا لطبيعة وحجـ العممية محؿ التعاقد.
225
ووفقا لممادة سالفة الذكر يجب أال تقؿ المدة المحددة لتقديـ العطاءات عف
عشريف يوما مف تاريخ اإلعالف بإحدى الصحؼ القومية وذلؾ بالنسبة لحاالت
التعاقد بطريؽ المناقصة العامة والممارسة العامة والمزايدة العامة العمنية أو
المحدودة والمزايدة المحمية ،فيجب أال تقؿ مدة تقديـ العطاءات عف 99يوما،
-إذا ارتأت الجية اإلدارية وفقا لسطمتيا التقديرية ضرورة تأجيؿ موعد فتح
المظاريؼ الفنية.
226
-حالة قياـ أحد الراغبيف في التعاقد بتقديـ طمب مسبب لتأجيؿ موعد جمسة
فتح المظاريؼ ،وبشرط أف يكو قد قاـ بشراء كراسة الشروط قبؿ الجمسة
وفي كال الحالتيف تقوـ إداراة التعاقدات بتقديـ مذكرة لمعرض عمى السمطة
وفي حالة الموافقة عمى التأجيؿ ،يجب أال تقؿ مدة التأجيؿ عف نصؼ
وفقا لممادة 16مف قانوف التعاقدات الحكومية ،يجب تقديـ العطاءات في
مظروفيف مغمقيف ،أحدىما لمعرض الفني واآلخر لمعرض المالي .وال يتـ فتح
باإلضافة لكافة البيانات والمستندات التي ترى الجية اإلدارية ضرورة توافرىا،
227
حتى يتسنى ليا التأكد مف توافر الكفاية الفنية والمقدرة المالية لدى مقدمي
228
حددت المادة 91مف الالئحة التنفيذية لمقانوف مسألة تسميـ العطاءات،
لمجية اإلدارية قبؿ الموعد المحدد لفتح المظاريؼ الفنية سواء باليد أو بالبريد
السريع.
-1عمى مقدـ العطاء عدـ شطب أي بند مف بنود العطاء أو إجراء تعديؿ فيو
بعد تسميمو ،واذا رغب في إبداء أية مالحظات خاصة بالجانب الفني ،عميو
اثباتيا في مذكرة مستقمة وتسميميا إلدارة التعاقدات قبؿ الموعد المحدد لفتح
المظاريؼ الفنية.
-6عمى إدارة التعاقدات التوقيع عمى ايصاؿ يفيد استالـ العطاء مف صاحبو
وفي حالة االستالـ مف خالؿ البريد السريع ،يجب عمى مسئوؿ إدارة التعاقدات
229
-9ال يجوز لمقدـ العطاء الرجوع فيو بعد تسميمو ،ويبقى العطاء نافذ المفعوؿ
حتى ميعاد نياية مدة سرياف العطاءات المحددة في اإلعالف عف المناقصة أو
فتح المظاريؼ الفنية ،وعمى الجية اإلدارية تحديد مدة سرياف العطاءات في
ضوء الحديف األدنى واألقصى المذكوريف وفقا لطبيعة وأىمية العممية محؿ
التعاقد.
-6إذا تعذر عمى الجية اإلدارية البت في العطاءات المقدمة والترسية عمى
أحدىا قبؿ انتياء مدة سرياف ىذه العطاءات،يجب عمى إدارة التعاقدات عرض
أسباب التأخير عمى السمطة المختصة ،فإذا وافقت األخيرة عمى تمديد فترة
البت في العطاءات ،فعمى إدارة التعاقدات إخطار مقدمي العطاءات بمد فترة
البت باإلضافة لتمديد مدة صالحية التأميف المؤقت ،وفي حالة رفض أحد
مقدمي العطاءات لقرار المد ،يتـ استبعاد عطائو ورد التأميف المؤقت لو.
202
المبحث الثالث
بعد انتياء المدة المحددة لتقديـ العطاءات ،تبدأ مرحمة فتح المظاريؼ
الفنية وفحص العطاءات المقدمة ،ووفقا ألحكاـ قانوف التعاقدات الحكومية يتـ
تشكيؿ لجنتيف بقرار مف السمطة المختصة بإبراـ العقد ،عمى تضـ ىاتيف
المجنتيف عناصر فنية ومالية وقانوني عمى مستوى يتناسب مو أىمية وطبيعة
أما إذا كانت القيمة التقديرية لمتعاقد أقؿ مف 611ألؼ جنيو مصري ،فتتـ
عممية فتح المظاريؼ والبت في العطاءات مف خالؿ لجنة واحدة ،توفي ار
االحتكارية ،فقد حظرت المادة 66مف قانوف التعاقدات الحكومية التقدـ بالذات
أو بالشراكة مع الغير بأكثر مف عطاء عف عممية تعاقد واحدة .واستثنت المادة
مف ىذا الحظر حالة ما إذا كاف المتقدـ بالعطاء األوؿ شريكا في الشركة
202
وتقوـ لجنة البت بفحص العطاءات المقدمة ،ويتعيف عمييا التحقؽ مف
توافر شروط الكفاءة الفنية والمالئمة المالية وحسف السمعة وسابؽ الخبرة
وفي النياية يتـ ترسية المناقصة عمى صاحب العطاء األفضؿ شروطا
نظمت المادة 19مف قانوف تنظيـ التعاقدات التي تبرميا الجيات العامة حالة
وفاة مقدـ العطاء قبؿ البت فيو ،وقررت أنو في حالة تحقؽ ىذا الفرض ،إذا
كاف مقدـ العطاء شخصا طبيعيا أو إذا كاف المالؾ الوحيد لمشركة ،أو كاف
بتعييف وكيؿ عنيـ بموجب توكيؿ مصدؽ عمى التوقيعات الواردة بو ،وذلؾ بعد
200
* حالة العرض المالي منتخفض القيمة:
السابقة عميو ،والغرض مف إيراد ىذا الحكـ ىو منع الغش والتالعب مف قبؿ
ووفقا لممادة 61مف القانوف والمادة 46مف الالئحة التنفيذية فإنو في حالة
ما إذا تبيف لمجنة البت أف العطاء األقؿ سع ار مف بيف العطاءات المقبولة فنيا
بالقيمة التقديرية لمعقد مف ناحية أخرى ،فإف عمى المجنة عدـ التوصية بترسية
المناقصة عمى ىذا العطاء ،إال بعد أف تطمب مف مقدـ العطاء تقديـ تفاصيؿ
ىذا العطاء ،فإذا تبيف ليا عدـ معقولية األسعار التفصيمية المقدمة منو ،وجب
عمييا التوصية باستبعاد العطاء وترسية المناقصة عمى العطاء التالي لو.
الناحيتيف الفنية والمالية ،ترفع لجنة البت محض ار بتوصياتيا النيائية لمسمطة
المختصة بإرساء العممية عمى عمى صاحب ىذا العطاء ،لتقرر األخيرة ما تراه
203
وتمتزـ إدارة التعاقدات بإخطار مقدمي العطاءات بنتائج ق اررات لجنة البت
مف لجنة البت .وذلؾ مف خالؿ البريد السريع التابع لمييئة القومية لمبريد
بإخطار صاحب العطاء الفائز بقبوؿ عطائو ،وذلؾ خالؿ يوميف عمى األكثر
والتأميف النيائي ىو مبمغ مالي تتحدد قيمتو بنسبة محددة مف قيمة العقد،
ويدفعو صاحب العطاء الفائز لإلدارة ،ضمانا لجديتو في تنفيذ العقد ،وضمانا
لحقوؽ اإلدارة لديو طواؿ مدة التنفيذ .كما أنو يعد دليال عمى الكفاية المالية
204
ولقد حددت المادة 91مف القانوف قيمة التأميف النيائي وميعاد سداده وفقا
لمتفصيؿ اآلتي:
التأميف النيائي بنسبة %1مف قيمة العقد .عمى أف يقوـ صاحب العطاء
-بالنسبة لشراء اإلدارة لمعقارات ،تحجز اإلدارة نسبة %6مف الثمف باعتبارىا
تأمينا نيائيا ،وذلؾ لحيف تسجيؿ الممكية لصالحيا أو لمدة عاـ مف تاريخ
استالميا لمعقار أييما أبعد ،وذلؾ ضمانا لمواجية أي إصالح أو عيوب في
-في حالة بيع اإلدارة لمنقوالت ،يجب عمى مف ترسو عميو المزايدة أف يسدد
% 61مف قيمة العطاء فور رسو المزايدة عميو ،ويعد ىذا المبمغ بمثابة تأميف
-في حالة بيع اإلدارة لعقارتيا ومشاريعيا التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية،
يجب عمى مف ترسو عميو المزايدة أف يسدد نسبة %91مف قيمة العطاء فور
205
رسو المزايدة عميو ،ويعد ىذا المبمغ بمثابة تأميف نيائي وذلؾ لحيف اتمامو دفع
كامؿ الثمف.
وفي كؿ األحواؿ يكوف التأميف النيائي ضامنا لتنفيذ العقد ،ويجب رده أو
ما تبقى منو لممتعاقد فور انتياء العقد في حالة المناقصة ،أو اعتباره جزء مف
ويجب عمى الجية اإلدارية رد مبمغ التأميف النيائي خالؿ عشرة أياـ مف
انتياء مف انتياء مدة ضماف المتعاقد إللتزاماتو العقدية ،وفي حالة تأخر
اإلدارة في رد م بمغ التأميف النيائي تمتزـ اإلدارة بأف تؤدي لممتعاقد قيمة
المصاريؼ البنكية التي تحمميا لتجديد خطاب الضماف المتعمؽ بقيمة التأميف
وفقا لممادة 99مف القانوف ،في حالة عدـ قياـ صاحب العطاء الفائز
بسداد مبمغ التأميف المؤقت خالؿ المدة المحددة قانونا ،فإف لجية اإلدارة
206
اإللكتروني أو الفاكس ،بإلغاء الجية اإلدارية لمعقد أو تنفيذه بواسطة أحد
ويصبح مبمغ التأميف المؤقت مف حؽ الجية اإلدارية ،كما يحؽ ليا خصـ
مستحقات لو لدى الجية اإلدارية المتعاقدة أو أي جية إدارية أخرى ،وذلؾ مع
عدـ اإلخالؿ بحقيا في الرجوع عميو قضائيا إذا لـ يكؼ مبمغ التأميف المؤقت
ومستحقاتو لدى الجيات اإلدارية األخرى لتغطية الخسائر التي تسبب فييا.
207
-إذا تبيف لمجنة تفضيؿ المنتج الصناعي المصري أف شروط طرح المناقصة
الحكومية.
-إذا تبيف وجود تواطؤ بيف مقدمي العطاءات ،أو وجود ممارسات احتيالية أو
فساد أو احتكار ،أو إذا تبيف وجود نقص أو خطأ جوىري في كراسة الشروط
والمواصفات.
ويجب أف يصدر قرار اإللغاء مف السمطة المختصة بإبراـ العقد ،عمى أف
-إذا لـ يقدـ سوى عطاء وحيد ،أو لـ يتبقى سوى عطاء وحيد بعد استبعاد
العطاءات غير المستوفية لمشروط ،ما لـ تكف حاجة العمؿ ال تسمح بإعادة
208
-إذا كانت قيمة العطاء األقؿ تتخطى القيمة التقديرية لمتعاقد ،إال إذا اتضح
لمجنة البت أو لجنة الممارسة عدـ جدوى إلغاء المناقصة أو الممارسة واعادة
مع ذكر أسباب اإللغاء ،وذلؾ بكتاب مرسؿ مف خالؿ البريد السريع باإلضافة
المؤقت لمقدمي العطاءات ،باستثناء مقدمي العطاءات الذي تبيف وجود تواطؤ
نصت المادة 68مف قانوف التعاقدات الحكومية عمى وجوب إلغاء المزايدة
209
-إذا لـ تصؿ نتيجتيا إلى الثمف أو القيمة األساسية المحددة وقت طرح
العممية لممزايدة.
-إذا تبيف وجود تواطؤ بيف المزايديف أو ممارسات احتياؿ أو فساد أو
احتكار.
أما سمطة اإللغاء الجوازي لممزايدة ،فتقتصر عمى حالة عدـ وجود عطاءات
سوى عرض واحد مستوفي لمشروط ،وفي ىذه الحالة يكوف الخيار لمجية
اإلدارية ،إما بإلغاء المزايدة أو الترسية عمى ىذا العطاء الوحيد ،في حالة عدـ
الفصل الثاني
الجديد الطرؽ االساسية إلبراـ العقود الحكومية ،عاد المشرع في ذات النص
العامة أو المزايدة العامة مف أجؿ إبراـ التعاقد ،وذلؾ إما بسبب الطبيعة
232
الخاصة لعممية التعاقد والتي تستمزـ قصر التعامؿ عمى نوعية معينة مف
الوصوؿ ألفضؿ شروط ممكنة ،أو بسبب احتياج جية اإلدارة إلتماـ التعاقد
ولقد حددت المادة السابعة مف القانوف طرؽ التعاقد البديمة لكؿ مف أسموبي
المناقصة العامة والمزايدة العامة ،وسوؼ نخصص لكؿ منيما مبحثا مستقال.
المبحث األول
أسموب المناقصة العامة في كافة العمميات التعاقدية التي تكوف فييا اإلدارة في
موقؼ المشتري ،عادت وقررت إمكانية لجوء اإلدارة إلى أساليب تعاقد بديمة،
ولكف بشرطيف:
232
الشرط األول :تقديـ إدارة التعاقدات التابعة لمجية اإلدارية لعرض تعاقد بوسيمة
بديمة.
القانوف.
الفنية فقط – فيما يتعمؽ بكافة جوانب العمميات التعاقدية التي تجرييا الجيات
إذا كانت إدارة التعاقدات ىي الجية الفنية المختصة باقتراح المجوء إلى
أسموب تعاقد بديؿ ألسموب المناقصة العامة ،فإف ىذا االقتراح ال يدخؿ إلى
230
حيز التنفيذ إال بعد موافقة السمطة المختصة بإبراـ التعاقد .ولقد اشترط القانوف
أف يكوف القرار مسببا ،وذلؾ إعماال لمبدأ الشفافية ،وحتى يتمكف القضاء مف
التأكد مف مشروعية األسباب التي دفعت اإلدارة لمجوء لوسيمة تعاقد استثنائية
ووفقا لممادة السابعة مف القانوف ،في حالة توافر الشرطيف السابقيف يجوز
-9الممارسة العامة.
-1الممارسة المحدودة.
-6المناقصة المحدودة.
-1المناقصة المحمية.
-6االتفاؽ المباشر.
233
وسوؼ نتعرض ليذه األساليب التعاقدية بإيجاز ،مع التأكيد عمى أف
األحكاـ الخاصة بإجراءات المناقصة العامة الواردة بالقانوف تنطبؽ عمى ىذه
األساليب إذا لـ يحتوى القانوف عمى أحكاـ خاصة بيذه األساليب التعاقدية.
البديمة ،وذلؾ لكونيا تعتمد عمى فكرة التفاوض المباشر بيف اإلدارة والراغبيف
في التعاقد ،مما قد يفتح الباب أماـ العوامؿ الشخصية التي تمعب دو ار كبي ار
في فكرة التفاوض .ولذلؾ فقد فضؿ المشرع عدـ المجوء إلييا مباشرة إال إذا
صدر قرار مسبب مف السمطة المختصة يحتوي عمى المبررات التي دفعتيا
وتتميز طريقة الممارسة بأنيا تمنح االدارة حرية اختيار المتعاقد معيا،
أسعارىـ ،وتدخؿ لجنة الممارسة معيـ فى مناقشات مفتوحة وفى جمسات عمنية
234
الدخوؿ فى مزايدة عمنية ،وتعديؿ عطاءاتيـ بحسب الظروؼ ،وذلؾ عمى
عكس ما يحدث في المناقصات والتي تتسـ بالسرية ،أما في الممارسة فإف كؿ
مشترؾ يطمع عمى األسعار التي يتقدـ بو األخريف ،ويمكنو النزوؿ عنيا
لإلعالف عنيا بإحدى الصحؼ اليومية واسعة االنتشار وذلؾ قبؿ الموعد
المحدد لفتح المظاريؼ بعشريف يوما عمى األقؿ ،ويجوز في حالة االستعجاؿ
وبموافقة السمطة المختصة بإبراـ العقد تقصير ىذه المدة بحيث ال تقؿ عف 99
وفقا لممادة 19مف قانوف التعاقدات الحكومية يمكف لمجية اإلدارية المجوء
ألسموب الممارسة العامة عند التعاقد في الحاالت التي تجتمع فييا الشروط
الثالثة اآلتية:
235
-الشرط األوؿ :قدرة الجية اإلدارية عمى وضع توصيؼ دقيؽ ومحدد
لموضوع التعاقد.
-الشرط الثاني :أف يكوف لموضوع التعاقد معايير قابمة لمقياس الكمي ،مما
-الشرط الثالث :أف يكوف معموما لمجية اإلدارية وجود عدد كاؼ مف
المشتغميف بالنشاط محؿ التعاقد لضماف تحقيؽ المنافسة والحصوؿ عمى أفضؿ
شروط.
ىذه الشروط ىي أنيا في حاؿ توافرىا تجعؿ اإلدارة قادرة عمى الدخوؿ في
المناقصة .أما في حالة عدـ توافر ىذه الشروط فال تكوف اإلدارة في موقؼ
يؤىميا لمتفاوض الفني ،مما يقضي بمجوئيا ألسموب المناقصة العامة ،واكتفائيا
236
-6آليات التمارس:
حددت المادة 16مف القانوف والمادة 919مف الالئحة التنفيذية آليات إجراء
-9عمى السمطة المختصة بإبراـ العقد تشكيؿ لجنة التمارس والتي تتولى
التوصؿ الختيار العطاء األفضؿ شروطا واألقؿ سعرا ،ما لـ يكف التقييـ بنظاـ
النقاط .ويمكف أف يمتد التمارس لعدة جمسات وفقا لسير األمور ووفقا لما تراه
لجنة التمارس.
-6إذا انتيت لجنة التمارس إلى الوصوؿ إلى شروط محددة في جزء مف
العممية محؿ التعاقد ،يحظر فتح باب التمارس مرة أخرى بالنسبة ليذا الجزء.
237
-9يحظر ترتيب المتمارسيف قبؿ أو بعد تقديـ عطاءاتيـ أو أثناء جمسة
الممارسة لتحقيؽ غرض غير مشروع أو لإلخالؿ بمبدأي تكافؤ الفرص وحرية
المنافسة ،وفي حالة ما إذا تبيف ذلؾ يتـ إعماؿ أحكاـ المادة 11مف القانوف.
وبالرجوع ألحكاـ المادة المذكورة نجد أنيا تتعمؽ بأحكاـ الفسخ الوجوبي
لمعقد وشطب المتعاقد مف سجؿ المتعامميف مع اإلدارة .وال ندري كيؼ يمكف
إعماؿ جزاء فسخ العقد ونحف لـ نصؿ بعد لمرحمة إبرامو ،ولذا نرى أف
المقصود باإلحالة إلى نص المادة 11ىو إعماؿ جزاء الشطب عمى مف يثبت
ترتيب أدوار المتمارسيف لتحقيؽ أىداؼ غير مشروعة ،واف كنا نرى أنو كاف
مف األفضؿ عدـ اإلحالة لنص المادة المذكورة والنص عمى جزاء صريح
واالختالؼ الوحيد بيف ىذا النوع مف طرؽ التعاقد وطريقة الممارسة العامة
يتمثؿ في أنو ال يجوز االشتراؾ فييا إال لمف يتمقى دعوة مف اإلدارة ،وذلؾ
عمى عكس الممارسة العامة التي يتـ اإلعالف عنيا لمكافة ،ولكؿ مف يرى في
238
-9اإلعالف عف الممارسة المحدودة:
عمى أف تتـ دعوتيـ لتقديـ عطاءاتيـ قبؿ الموعد المحدد لفتح المظاريؼ الفنية
بأربعة عشر يوما عمى األقؿ ،ويجوز في حالة االستعجاؿ وبعد موافقة السمطة
لالشتراؾ.
وفقا لممادة 11مف قانوف التعاقدات الحكومية يمكف لمجية اإلدارية المجوء
ألسموب الممارسة العامة عند التعاقد في الحاالت التي تجتمع فييا الشروط
الثالثة اآلتية:
-الشرط األوؿ :قدرة الجية اإلدارية عمى وضع توصيؼ دقيؽ ومحدد
لموضوع التعاقد.
-الشرط الثاني :أف يكوف لموضوع التعاقد معايير قابمة لمقياس الكمي ،مما
239
وبالمقارنة بيف شروط المجوء ألسموبي الممارسة العامة والمحدودة ،يتضح
عند تنظيـ الممارسة العامة وىو الشرط الخاص بتأكد اإلدارة مف وجود عدد
المنافسة ،والعمة مف عدـ نص القانوف عمى ىذا الشرط عند تنظيمو لمممارسة
إال في الحاالت التي تقتضي التعاقد مع اشخاص أو كيانات تمتمؾ دوف غيرىا
القدرة عمى توفير المنتج أو الخدمة التي تسعى اإلدارة لمحصوؿ عمييا مف
خالؿ التعاقد .وبالتالي فإنو ال محؿ الشتراط المشرع لوجود عدد كبير مف
242
-الحالة األولى :األصناؼ التي يتـ تصنيعيا أو استيرادىا أو تقديميا مف قبؿ
أشخاص أو كيانات بذاتيا ،أو األصناؼ التي تقتضي طبيعتيا أو الغرض مف
موجود حاليا بسبب عدـ وجود بدائؿ ليا وتكوف متوافرة لدى أكثر مف مصدر.
أو أصناؼ تتناسب مع التنظيـ الحالي ألحد المرافؽ العامة ،وعمى سبيؿ
المثاؿ قد يحتاج أحد المصانع الحكومية لقطع غيار لبعض اآلالت ،مع عدـ
توافر ىذا النوع مف قطع الغيار سوى لدى عدد محدود مف المورديف.
242
وعمى ضوء عمى ىذ االختالؼ يمكف تعريؼ المناقصة المحدودة بأنيا نوع
مف المناقصات يتـ فييا التنافس بيف عدد معيف مف المشتغميف بالنشاط محؿ
التعاقد ،يتـ دعوتيـ مف قبؿ اإلدارة ،عمى أساس امتالكيـ لمستوى معيف مف
توجيو الدعوة ألكبر عدد مف المشتغميف بالنشاط الذيف ترى اإلدارة فييـ القدرة
والكفاءة عمى تنفيذ العقد ،وذلؾ قبؿ 99يوما عمى األقؿ مف الميعاد المحدد
المختصة بإبراـ العقد أف يتـ تقصير ىذه المدة بحيث ال تقؿ عف 91مف
وفقا لنص المادة 14مف قانوف التعاقدات الحكومية ،يجوز لإلدارة المجوء
240
-العمميات التي تتطمب طبيعتيا قصر االشتراؾ فييا عمى متعاقديف بذواتيـ،
-العمميات التي أتخذت الجية اإلدارية بشأنيا إجراءات التأىيؿ المسبؽ ،حيث
لالشتراؾ في المناقصة.
والبشرية الالزمة لتنفيذ العقد لدى الراغبيف بالتعاقد مع اإلدارة ،مما يؤدي إلى
عدـ إىدار الوقت والنفقات في فحص العطاءات التي ال يتوافر فييا الحد
ولقد تـ استحداث نظاـ التأىيؿ المسبؽ بموجب المادة 19مف القانوف والتي
الشروط المطموبة .ويفتح باب قبوؿ طمبات التأىيؿ المسبؽ قبؿ اإلعالف عف
243
-التعاقدات المرتبطة باألمف القومي.
-في حالة التعاقد عمى توفير المستحضرات واألجيزة الطبية واألدوية ،وغيرىا
-إذا كانت قيمة التعاقد أقؿ مف قيمة الوقت والتكمفة الالزماف لطرح التعاقد
محؿ التعاقد.
244
والعامؿ المميز ليذا األسموب عف باقي أنواع المناقصات ،أف الراغبيف في
الفني والمالي في نفس التوقيت ،وبعد أف تختار اإلدارة العروض المقبولة مف
الناحية الفنية ،يتـ فتح المظاريؼ التي تحتوي عمى العرض المالي ،لتختار
أما في أسموب المناقصة ذات المرحمتيف ،فإف عمى الراغب في التعاقد مع
اإلدارة أف يقدـ عرضا فنيا مبدأيا بناء عمى الشروط الواردة في كراسة الشروط
يتوافر فييا الحد األدنى مف المتطمبات الواردة في كراسة الشروط ،وذلؾ بيدؼ
ومع انتياء ىذه المرحمة يصبح لدى اإلدارة معرفة كافية بكؿ جوانب
العممية التعاقدية ،مما يسمح ليا بوضع شروط تعاقدية عمى درجة عالية مف
وبعد انتياء ىذه المرحمة تخطر اإلدارة أصحاب العروض المقبولة لكي
يقوموا بتقديـ عروضيـ الفنية والمالية وفقا لمشروط والمواصفات الدقيقة التي
245
ىذا وقد حددت المادة 18مف القانوف الحاالت التي يجوز فييا لإلدارة التعاقد
-1عندما ترغب الجية اإلدارية في الوقوؼ عمى كافة الحموؿ الفنية أو
التعاقدية والمزايا النسبية لتمؾ الحموؿ قبؿ اتخاذ قرار في شأف المواصفات
والشروط النيائية.
ومف الجدير بالذكر أنو فيما عدا إجراءات المرحمة األولى تسرى عمى
المناقصة ذات المرحمتيف ذات اإلجراءات القانونية المنظمة لعممية التعاقد وفقا
حيث قررت أف يكوف التعاقد بأسموب المناقصة المحمية في التعاقدات التي ال
246
المحمية عمى المتخصصيف الذيف يمارسوف النشاط محؿ التعاقد في نطاؽ
كما أجازت المادة سالفة الذكر المجوء ألسموب المناقصة المحدودة ،فيما ال
تزيد قيمتو عف مميوني جنيو ،مع قصر المشاركة في المناقصة عمى أصحاب
ولذلؾ فقد ألزمت المادة المذكورة الجية اإلدارية الراغبة في التعاقد بإخطار
جياز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناىية الصغر قبؿ البدء في
ويمكف تعريؼ أسموب االتفاؽ المباشر بأنو وسيمة تعاقد استثنائية تتمثؿ
في اختيار اإلدارة لشخص المتعاقد معيا بدوف فتح باب التنافس بيف
247
ولقد كاف قانوف المناقصات والمزايدات الممغي ال يجيز لإلدارة إلى ىذه
التعاقد بيف الجيات العامة المخاطبة بأحكاـ ذلؾ القانوف ،وذلؾ لدرء شبيتي
أما القانوف الحالي فقد توسع في تحديد حاالت المجوء ألسموب االتفاؽ
المباشر ،حيث نصت المادة 61منو عمى جواز المجوء ليذا األسموب في
الحاالت اآلتية:
التي تتطمب ضرورة التعامؿ معيا بشكؿ فوري ،والتي ال تحتمؿ اتباع إجراءات
-عندما ال يكوف ىناؾ إال مصدر واحد فقط لديو القدرة الفنية أو القدرة عمى
-عندما ال يكوف ىناؾ إال مصدر واحد فقط لديو الحؽ الحصري أو
248
-في حالة التعاقد ألغراض التكامؿ مع ما ىو موجود وال يوجد لو سوى
مصدر واحد.
-عندما يكوف موضوع التعاقد غير مشموؿ في عقد قائـ ،وتقتضي الضرورة
-في حاالت التي تيدؼ إلى تعزيز السياسات االجتماعية أو االقتصادية التي
تتبناىا الدولة.
بالتعاقد عمى الشراء أو االستئجار وفقا ألسموب االتفاؽ المباشر عمى حسب
وذلؾ فيما ال يجاوز مميوف جنيو بالنسبة لكافة عقود الشراء واالستئجار ،وفيما
249
-الوزير أو مف لو سمطاتو أو المحافظ ،وذلؾ فيما ال يجاوز عشرة مميوف
جنيو في كافة عقود الشراء واالستئجار ،وفيما ال يجاوز عشريف مميوف جنيو.
-مجمس الوزراء في حالة التعاقد عمى الشراء أو االستئجار بما يجاوز المبالغ
-كما يجوز لمجية اإلدارية بعد موافقة السمطة المختصة ،بالتعاقد عمى الشراء
أو االستئجار وفقا ألسموب االتفاؽ المباشر ،وذلؾ فيما يتعمؽ بالعقود منخفضة
القيمة والتي ال تتجاوز قيمتيا عشريف ألؼ جنيو ،عمى أال تتجاوز قيمة
التعاقدات السنوية لمجية اإلدارية بأسموب االتفاؽ المباشر مبمغ مائة ألؼ جنيو
المبحث الثاني
بعد أف حددت المادة 4مف القانوف طريقتي المزايدة العامة العمنية أو
بالمظاريؼ المغمقة كطرؽ أساسية إلبراـ تعاقدات اإلدارة في حالة البيع أو
252
الحاالت .وسوؼ نستعرض في ىذا المبحث أساليب التعاقد البديمة والحاالت
-2المزايدة المحدودة:
وتقديـ عطاءاتيـ.
ولقد حددت المادة 68مف القانوف حاالت التعاقد بأسموب المزايدة المحدودة
كاآلتي:
-األصناؼ التي تتطمب طبيعتيا قصر بيعيا عمى المرخص ليـ بالتعامؿ
-الحاالت العاجمة التي ال تحتمؿ اتباع إجراءات المزايدة العمنية العامة أو
بالمظاريؼ المغمقة.
252
-الحاالت التي سبؽ عرضيا في مزايدة عمنية عامة أو بالمظاريؼ المغمقة
ألكثر مف مرة ،ولـ تقدـ عنيا أي عروض أو لـ تصؿ العروض إلى الثمف
-3المزايدة المحمية:
وىي المزايدة التي يقتصر االشتراؾ فييا عمى المزايديف المحمييف الذيف يقع
ووفقا لممادة 61مف القانوف يكوف لإلدارة التعاقد لمبيع بطريؽ المزايدة
المحمية في الحاالت التي ال يتجاوز فييا الثمف األساسي لألشياء محؿ المزايدة
-4االتفاق المباشر:
عمى عكس حاالت الشراء واالستئجار بأسموب االتفاؽ المباشر ،لـ يتوسع
المشرع في إجازة المجوء ليذا األسموب في حاالت البيع والتأجير ،ولـ يسمح
250
ولقد اشترط القانوف عمى الجية اإلدارية الراغبة في التعاقد الحصوؿ عمى
موافقة السمطات المختصة قبؿ المجوء ألسموب االتفاؽ المباشر إلبراـ عقد بيع
-رئيس الييئة أو رئيس المصمحة ومف لو سمطاتو أو رئيس الصندوؽ فيما ال
الفصل الرابع
المزدوج ،بما يعني وجود ىيئة قضائية مختصة بنظر المنازعات اإلدارية ،مما
يترتب عميو وجود ارتباط حتمي بيف الطبيعة القانونية لمعقد الذى تبرمو االدارة
253
وبتحديد طبيعة العقد تتحدد الجية القضائية المختصة بنظر المنازعات
النائشة عنو ،فإذا كاف العقد إدارياً ينعقد االختصاص بنظر منازعاتو لمقضاء
اإلداري ،واذا كاف العقد مدنياً ينعقد االختصاص بنظر منازعاتو لمقضاء
العادى.
وقد أسيبت المحكمة االدارية العميا في توضيح ىذه التفرقة في العديد مف
القوؿ بأف:
المستعجمة التى تنطوى عمى نتائج يتعذر تداركيا أو طمبات يخشى عمييا مف
الطمبات إنما يفصؿ فييا سواء كانت مطروحة عميو بصفة أصمية أو بإعتبارىا
254
ولكف مع صدور قانوف التحكيـ رقـ 14لسنة 9119والمعدؿ في عاـ
الناشئة عف العقود اإلدارية عف طريؽ اتفاؽ أطراؼ العقد اإلداري عمى تسوية
األجانب عمى التعاقد مع الحكومة المصرية ،حيث كاف الكثير منيـ يتخوؼ
القانوني والقضائي المرتبط بمثؿ ىذه العقود مف قيود كبيرة عمى الطرؼ
المتعاقد مع اإلدارة.
نية المشرع فى إجازة استبعاد إختصاص مجمس الدولة بنظر منازعات العقود
االدارية عف طريؽ االتفاؽ عمى التحكيـ .فقد نصت المادة 91مف القانوف
255
المذكور عمى أنو "يجوز لطرفى العقد عند حدوث خالؼ أثناء تنفيذه االتفاؽ
ونفس األمر ينطبؽ عمى قانوف التعاقدات الحكومية الجديد ،والذي نص
في المادة 19منو عمى أنو " يجوز لطرفي العقد في حالة حدوث خالؼ أثناء
تنفيذه وقبؿ المجوء إلى القضاء أو التحكيـ بحسب األحواؿ ،االتفاؽ عمى
بالمجوء إلى التحكيـ في حالة توافؽ طرفي العقد عمى ذلؾ ،وسوؼ نستعرض
256
المبحث األول
ويخوؿ لمقاضى سمطة تصفية النزاع مف جميع جوانبو ،وال يقتصر فيو دور
القاضى عمى بحث مشروعية العمؿ اإلدارى وانما يتخطى ذلؾ إلى تعديؿ
الناجمة عنو.
257
أما قضاء االلغاء فيتميز بأنو قضاء موضوعى عينى يوجو إلى ذات القرار
المطعوف فيو ويستيدؼ بحث مشروعيتو ،والحكـ بإلغائو واعداـ أثاره إذا كاف
مخالفاً لمقانوف ،وال تمتد سمطة القاضى إلى أبعد مف ذلؾ ،وال ييدؼ في
والواجبات.9
وعمى سبيؿ المثاؿ فإف الحكـ بإلغاء قرار إرساء المناقصة ينحصر أثره
في إعداـ القرار فقط دوف أف يتجاوز ذلؾ إلى إرساء المناقصة عمى مف
يستحؽ وفقاً لمقوانيف والموائح .أما فى حالة القضاء الكامؿ فإف القاضى يمكنو
أف يحدد لإلدارة ما يجب أف تفعمو وفقاً لصحيح حكـ القانوف فيما يتعمؽ
االدارية تخضع باألساس لوالية القضاء الكامؿ ،حيث تدور المنازعة غالباً
حوؿ تفسير أو تنفيذ البنود التى يتضمنيا العقد ،وأما الق اررات االدارية التى
تسيـ فى تكويف العقد وتميد لو ،فإنو يمكف الطعف فييا باإللغاء في حالة ما
9راجع د .ماجد راغب الحمو ،القضاء االدارى ،طبعة 9119ص ،161دار المطبوعات
الجامعية.
258
إذا استند الطعف إلى وجود مخالفة لمقوانيف أو الموائح وليس إلى بنود العقد
ذاتو.9
إف المبدأ العاـ بالنسبة ألطراؼ العقد االدارى ىو والية القضاء الكامؿ
بنظر منازعات العقود االدارية قد جاء مطمقا وغير مقترف بأي قيد أو شرط.
حيث نصت المادة العاشرة مف قانوف مجمس الدولة الحالي رقـ 94لسنة
التوريد أو بأى عقد إدارى آخر " وواضح مف صياغة المادة أف شموؿ
االختصاص ىنا ال يشمؿ كافة العقود اإلدارية فقط بؿ ويشمؿ كافة المنازعات
259
ولقد استندت محاكـ القضاء اإلداري ليذه الصياغة لتؤكد عمى
الكاممة في تصفية ىذه النزاعات ،ولعؿ مف أىـ أحكاميا في ىذا الشأف حكميا
واذا كاف ىذا الحكـ قد صدر في ظؿ قانوف مجمس الدولة السابؽ إال أف ما
مف القانوف الحالي مع المادة المقابمة ليا في القانوف المعموؿ بو وقت صدور
الحكـ.
ولقد أسيبت المحكمة في شرح نطاؽ واليتيا بنظر المنازعات الناشئة عف
" وبيذا النص( تقصد المادة العاشرة مف القانوف المشار اليو) لـ يعد
اختصاص القضاء االدارى مقصو اًر عمى صحة أو بطالف الق اررات االدارية
التى تصدر فى شأف ىذه العممية المركبة ،بؿ امتد االختصاص لكؿ ما يتعمؽ
بعممية التعاقد ابتداءاً مف أوؿ إجراء فى تكوينيا إلى آخر نتيجة فى تصفية
262
محكمة القضاء االدارى بنظر المنازعات الخاصة بجميع العقود االدارية
اختصاصاً مطمقاً وشامالً ألصؿ ىذه المنازعات وما يتفرع عنيا ،وبيذه المثابة
اختصاصيا الكامؿ بالنسبة إلى ىذه المنازعات طالما لـ يسقط أصؿ الحؽ
بمضى المدة ،ذلؾ ألف واضع التشريع أراد أف يجعؿ لمحكمة القضاء االدارى
صورة قرار ادارى وما ال تتخذ ىذه الصورة طالما توافرت فيو حقيقة التعاقد
االدارى .وعمى ىذا النحو يكوف لمحكمة القضاء االدارى فى ىذه المنازعات
أف تفصؿ فى الق اررات االدارية التى تتصؿ بعممية إبراـ العقد بمقتضى واليتيا
الكاممة دوف حاجة إلى أف تقتصر فى شأنيا عمى االلغاء ويكوف ليا تفريعاً
عمى ذلؾ أف تراقب مطابقة القرار لمقانوف وأف تجاوز ىذا الحد إلى رقابة
الواقع".
اإلدارية بقوليا "ومف حيث أنو عمى مقتضى ما تقدـ ،فإنو متى توافرت في
المنازعة حقيقة العقد االدارى ،سواء كانت المنازعة خاصة بإنعقاد العقد أو
262
صحتو أو تنفيذه أو إنقضائو ،فإنيا كميا تدخؿ فى نطاؽ والية القضاء الكامؿ،
دوف والية االلغاء ...إال أن ىذا المبدأ يحد من إطاقة قيدان :أوليما يتعمؽ
بااللغاء ألنو أجنبى ليس لمعقد فى مواجيتو أية قوة فى االلزاـ ،والقيد الثانى
يتعمؽ بالق اررات المستقمة عف العقد ،إذ يجب التفريؽ بيف العقد ذاتو أو بمعنى
أدؽ الرباط التعاقدى وبيف الق اررات االدارية التى يترتب عمييا انعقاده أو التى
ترافؽ انعقاده ،إذ أف ىذه الق اررات تعتبر مستقمة عف العقد ويجوز الطعف فييا
مثاؿ ذلؾ الق اررات التى تصدر مف جانب االدارة وحدىا بمقتضى سمطتيا
أما ما يصدر مف الق اررات تنفيذاً لمعقد كالق اررات الخاصة بجزاء مف
الجزاءات التعاقدية أو بفسخ العقد أو إنيائو او إلغائو فيذه كميا تدخؿ فى
منطقة العقد وتنشأ عنو ،فيى منازعات حقوقية وتكوف محالً لمطعف عمى
أساس والية القضاء الكامؿ ،فيفصؿ فييا عمى نحو ال يختمؼ عف والية
260
المصرية وتخضع فييا العقود لممحاكـ العادية إسوة باالرتباطات القانونية بيف
األفراد وبعضيـ".
ومف العرض السابؽ يتضح أف والية القضاء الكامؿ مطمقة وشاممة لكافة
التي تصدر مف الجية اإلدارية تنفيذا لمعقد ،حتى لو صدرت في شكؿ قرار
ويمتمؾ القضاء اإلداري عند تصديو ليذا المنازعات اختصاصا مطمقا يسمح لو
بتصفية المنازعة بالكامؿ سواء بإلغاء القرار اإلداري المستند لمعقد أو تعديؿ
االلتزامات الواردة بالعقد وفقا لنظرية إعادة التوازف المالي لمعقد اإلداري،
باإلضافة لسمطتو بالحكـ بتعويض الطرؼ الذي لحقت بو خسارة جراء عدـ
لمقضاء الكامؿ ,وبالتالي ال يمكف – كأصؿ عاـ -أف تكوف المنازعات الناشئة
عف العقود اإلدارية محال لمطعف عمييا مف خالؿ دعوى إلغاء الق اررات
263
اإلدارية ،حيث أف موضوع دعوى اإللغاء ينصب في األساس عمى الق اررات
مصر وفرنسا قد أجاز -استثناء مف القاعدة العامة -الطعف عمي الق اررات
الق اررات المرتبطة بعممية التعاقد إال أنيا تصدر مف اإلدارة استنادا لمقوانيف
ومف أمثمة ىذه القرارت تمؾ الق اررات التي تسبؽ انعقاد العقد وتميد البرامو
مثؿ قرار إرساء المناقصة و المزايداة عمى أحد العطاءات ،وقرار استبعاد أحد
ماىية الق اررات المنفصمة بقوليا بأنو " ينبغي التمييز بيف اإلجراءات التي تميد
البراـ العقد أو تييئ لمولده مف ناحية واإلجراءات المستندة لبنود العقد مف
ناحية أخرى ,ذلؾ أنو بقطع النظر عف كوف العقد مدنيا أو إداريا ،فاف مف ىذه
264
اإلجراءات ما يتـ بقرار مف السمطة االدارية المختصة ,ولو خصائص القرار
عمي سمطتيا العامة بمقتضي القوانيف والموائح بقصد احداث اثر قانوني تحقيقا
وخالصة ما سبؽ ىو إمكانية الطعف عمى الق اررات اإلدارية المنفصمة عف
العقد ,وكاف ليذه الق اررات تأثير عمي غير المتعاقديف ,فال يكوف أماميـ (أي
غير المتعاقديف) سوي الطعف عمييا بااللغاء .حيث أنو ال يجوز لغير
ال يتمتعوف بالصفة في الدعوى أماـ ىذا القضاء .وبالتالي فإف الوسيمة الوحيدة
في 8يناير 9116حينما انتيت إلى " أف الق اررات السابقة أو الالحقة عمي
265
العقد .كوضع االدارة لشروط المناقصة أو المزايدة ،ىي بغير منازع ق اررات
إدارية منفصمة عف العقد ومف ثـ يجوز الطعف فييا باإللغاء بسبب تجاوز
السمطة.".
الق اررات التي تضر بمصالحيـ ,بشرط أف تكوف ىذه الق اررات سابقة عمي
التعاقد ،مثؿ قرار استبعادىـ مف المشاركة في المناقصة ،كما يشترط أيضا أف
يستند الطعف عمي مخالفة القرار لمقوانيف والموائح حتي يدخؿ في والية قضاء
االلغاء.
ومف الجدير بالذكر أف الحكـ بإلغاء القرار االداري المنفصؿ والذي ساىـ
في إبراـ القعد اليؤدي الي إبطالو .حيث يبقى العقد صحيحا ومنتجا آلثاره
حتي يتمسؾ أحد طرفي العقد بالحكـ الصادر بإلغاء القرار الذي ساىـ في
إتماـ عممية التعاقد ،حيث أف اختصاص الحكـ بإبطاؿ العقد ينعقد لقاضي
العقد ،أي لمقضاء الكامؿ وليس لقضاء اإللغاء الذي ألغى القرار المنفصؿ.
266
واذا كانت القاعدة العامة تتمثؿ في عدـ جواز لجوء المتعاقد مع االدارة
لقضاء االلغاء حتى لو كاف الطعف باإللغاء موجيا لمق اررات االدارية المنفصمة
لكوف العقد بمثابة عممية قانونية مركبة ومتكاممة ،وبالتالي فإف الطعف عمي
أحد إجراءات التعاقد يخرج بطبيعتو عف والية قضاء االلغاء ،باإلضافة ألف
المبرر الذي يستند إليو غير المتعاقديف عند لجوئيـ لقضاء اإللغاء ،والمتمثؿ
في عدـ إمكانية لجوئيـ لمقضاء الكامؿ (قاضي العقد) ألنيـ ليسوا مف أطراؼ
إال أف ىناؾ اتجاىا فقييا يرى أنو في حالة قياـ اإلدارة بإصدار ق اررات
غير مشروعة في مواجية المتعاقد معيا ,ولكف ليس بوصفيا جية متعاقدة
وانما بوصيا سمطة عامة ,يصبح مف حؽ المتعاقد معيا في ىذه الحالة أف
يطعف باإللغاء عمي ىذا القرار ،وعمى سبيؿ المثاؿ إذا قامت اإلدارة بإزالة
وجودىا في ىذا المكاف .ففي ىذه الحالة تصدر االدارة ىذه الق اررات بوصفيا
سمطة ضبط اداري وليس بوصفيا طرفا في العقد ,وىنا ال يكوف اماـ المتعاقد
267
ومف جا نبنا ال نرى أف مثؿ ىذا النوع مف الطعوف يعد بمثابة طعف عمى
قرار منفصؿ عف العقد ،فالمقصود بالق اررات المنفصمة عف العقد كما ذكرنا
سابقا تمؾ الق اررات المرتبطة بعممية التعاقد وتعتبر مف ضمف إجراءاتيا
بعممية التعاقد إال أنو ال يعد جزء منيا ،أما المثاؿ المذكور مف قبؿ أصحاب
الرأي القائؿ بإمكانية لجوء المتعاقد مع اإلدارة إلى قاضي اإللغاء فيتعمؽ
بق اررات منقطعة الصمة عف العقد ،ويمكف لإلدارة بوصفيا سمطة عامة
المبحث الثاني
التعاقدية ,يتـ بمقتضاىا تسوية النزاع بحكـ نيائي ممزـ ،يصدر مف قبؿ محكـ
268
وعمى عكس الدعاوى القضائية المنظمة بقواعد قانونية آمرة ,فإف التحكيـ
يتسـ بطبيعة تعاقدية ،فيو مرىوف باتجاه إرادة أطراؼ العقد بالمجوء إليو
كما أف االتفاؽ بيف أطراؼ العقد عمى المجوء لمتحكيـ قد يكوف متزامنا مع
إبراـ العقد وقبؿ نشوء المنازعة العقدية محؿ التحكيـ ويتـ إدراجو كبند مف
بنوده أو في وثيقة منفصمة ،وتعرؼ ىذه الصورة باتفاؽ التحكيـ ،واما أف يتـ
االتفاؽ عمي التحكيـ في مرحمة الحقة عمي نشأة النزاع وتسمي ىذه الصورة
المنازعات بيف الدوؿ أي أنو ليس غريبا عف مجاؿ القانوف العاـ ،إال أنو قد
القانوف الخاص ،وأصبح وثيؽ الصمة بيذا الفرع مف فروع القانوف ،ولذلؾ فقد
أثار التحكيـ في منازعات العقود االدارية جدال كبيرا ,ومنبع ىذا الجدؿ يتمثؿ
9
لمزيد مف التفاصيؿ حوؿ التحكيـ في العقود اإلدارية راجع أستاذنا الدكتور عادؿ عبد
الرحمف خميؿ ،المرجع السابؽ ،ص 696وما بعدىا وراجع أيضا د .نو ار عيسى ،العقود
اإلدارية ،ص 991وما بعدىا.
269
في أف االتفاؽ عمي التحكيـ فيما يتعمؽ بمنازعات العقود االدارية مف شأنو أف
يستبعد مجمس الدولة ويحد مف اختصاصو األصيؿ بنظر كافة منازعات العقود
االدارية.
ويضاؼ إلى ذلؾ أف االتفاؽ عمي التحكيـ يمنح سمطة الفصؿ في
المنازعات التي تنشأ بيف االدارة والمتعاقد معيا لييئة خاصة تطبؽ القانوف
الذي يختاره االطراؼ ،أي أنو قد يؤدي إلى تطبيؽ أحكاـ قانوف أجنبي عمى
اإلدارة الوطنية .ولذلؾ فقد ذىب البعض الي عدـ مالئمة التحكيـ لطبيعة
العقود االدارية ،والتي تيدؼ في األساس لتحقيؽ الصالح العاـ وضماف حسف
األجنبية وكبادرة حسف نية ،فقد نصت المادة االولي مف قانوف التحكيـ في
المواد المدنية والتجارية رقـ 14لسنة 9119عمى أنو " :مع عدـ االخالؿ
باحكاـ االتفاقيات الدولية المعموؿ بيا في جميورية مصر العربية تسري احكاـ
ىذا القانوف عمي كؿ تحكيـ بيف أطراؼ مف أشخاص القانوف العاـ أو الخاص
أيا كاف طبيعو العالقة القانونية التى يدور حوليا النزاع ،اذا كاف ىذا التحكيـ
272
يجرى في مصر ،أو كاف تحكيما تجاريا دوليا يجري في الخارج واتفؽ أطرافو
ووفقا لممادة السابقة يتسع نطاؽ تطبيؽ ىذا القانوف ليشمؿ كؿ تحكيـ
يكوف أحد اطرافو شخص مف أشخاص القانوف العاـ أيا كاف طبيعة العالقة
بيف أطراؼ النزاع .وبيذه الصياغة فإف يمكننا القوؿ بأف قانوف التحكيـ
وعمى الرغـ مف الداللة القوية لصياغة النص السابؽ عمى سماح المشرع
لقسمي الفتوى والتشريع بمجمس الدولة وتخوفا منيا عمى اختصاص المجمس
ليذا القانوف.
وقد حسـ المشرع ىذا الخالؼ في القانوف رقـ 1لسنو 9114والصادر بشأف
تعديؿ بعض أحكاـ القانوف رقـ 14لسنة 9119حيث نصت الماد’ االولى
منو عمي أنو "وبالنسبو لمنازعات العقود االدارية يكوف االتفاؽ عمي التحكيـ
272
بموافقة الوزير المختص أو مف يتولي اختصاصو بالنسبة لألشخاص
ولقد تضمنت المادة الثانية مف ىذا القانوف بعض األمثمة عمى العقود
االدارية التي يمكف أف أف تكوف منازعاتيا محال لمتحكيـ ,حيث جاء نصيا
كاالتى:
"يكوف التحكيـ تجاريا في حكـ ىذا القانوف إذا نشأ النزاع حوؿ عالقة قانونية
ذات طابع اقتصادي ,عقديو كانت او غير عقدية ,ويشمؿ ذلؾ عمي سبيؿ
تنقيب واستخراج الثروات الطبيعية وتوريد الطاقة ومد أنابيب الغاز أو النفط
النووية"
عمي سبيؿ الحصر ال الحصر ,وبالتالي فإف أي عقد تتوافر فيو شروط العقد
270
*القواعد القانونية التي تنظم االتفاق عمي التحكيم وفقا لمقانون رقم 38
لسنو 2::5
القانونية المنظمة التفاؽ التحكيـ ,وبموجب ىذه المادة يحؽ ألطراؼ العقد
مجمس الدولة مف نظر موضوع النزاع الذى يخضع ألتفاؽ التحكيـ طواؿ مدة
ىذه المسائؿ تتعمؽ باتخاذ تدابير وقتية تتسـ بطابع السمطة وىو ماال تممكو
االختصاص بنظر المسائؿ التي يحيميا ىذا القانوف الي القضاء المصري
لممحكمو المختصة أصال بنظر النزاع ,أما اذا كاف التحكيـ تجاريا دوليا سواء
273
جرى في مصر أو في الخارج ,فيكوف االختصاص لمحكمة استئناؼ القاه’ ما
وفي حالة عدـ صدور حكـ التحكيـ خالؿ المدة المتفؽ عمييا في مشارطة
النزاع والفصؿ فيو .أما في حالة عدـ تحديد أطراؼ التحكيـ لمدة معينة
لصدور حكـ التحكيـ ،فإف الحكـ يجب أف يصدر خالؿ اثني عشر شي ار مف
العقد اإلدارى االتفاؽ عمي المجوء لمتحكيـ في جميع المنازعات الناشئة عف
المعنوية العامة عمي اتفاؽ التحكيـ وال يجوز تفويض االختصاص في ىذه
274
الحالة .واليدؼ مف اشتراط موافقة السمطو المختصة ىو التأكد مف أف المجوء
الشرط الثانى :يجب أف يكوف االتفاؽ عمى التحكيـ الحقا عمي وقوع النزاع،
وىذا الحكـ وارد بالمادة 19مف قانوف التعاقدات الحكومية الحالي ،والتي
تنص عمي أنو "يجوز لطرفي العقد في حالة حدوث خالؼ أثناء تنفيذه وقبؿ
المجوء الي القضاء أو التحكيـ بحسب االحواؿ ,االتفاؽ عمي تسويتو عف
صورة مشارطة التحكيـ وىي كما قمنا سابقا تتمثؿ في االتفاؽ عمى التحكيـ بعد
وقوع النزاع وليس وقت إبراـ العقد أو قبؿ نشوء النزاع ،والعمة مف ىذا الشرط
ىو إعطاء الجية اإلدارية حؽ اختيار وسيمة تسوية النزاع في ضوء إحاطتيا
بكافة جوانبو ،وذلؾ عمى عكس اتفاؽ التحكيـ الذي يجعؿ كؿ المنازعات
275
الفيرس
مقدمة 3 ...............................................................................................
(معيار تمييز العقود اإلدارية عن عقود اإلدارة المدنية ونطاق سريان أحكام قانون التعاقدات الحكومية)
المبحث الثالث :اتباع اإلدارة ألساليب القانون العام عند إبراميا لمعقد23 ................................
(نطاق سريان أحكام قانون تنظيم التعاقدات الحكومية رقم 293لسنة )3129
المبحث األول :النطاق الزمني لتطبيق أحكام قانون التعاقدات الحكومية رقم 293لسنة 31....... 3129
المبحث الثاني :الجيات والييئات التخاضعة ألحكام قانون التعاقدات الحكومية رقم 293لسنة 33 ..3129
المطمب األول :الجيات والييئات المشتركة بين القانونين الممغي والحالي 33 ...........................
المطمب الثاني :الجيات والييئات التي انفرد بيا القانون الجديد35 .....................................
276
المبحث الثالث :سمطة اإلدارة فى توقيع جزاءات عمى المقاول المقصر52.................................
المبحث الثاني :طرق منح امتياز إدارة المرافق العامة 73 ............................................
(عقد التوريد)
(عقد النقل)
الفصل األول:1.........................................................................................
277
المبحث الثاني :القيود المتعمقة بشكل العقد :8..................................... .....................
المبحث الثاني :طرق التعاقد البديمة ألسموب المزايدة العامة العمنية أو بالمظاريف المغمقة261...........
المبحث األول :اتختصاص القضاء اإلداري بنظر المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية268.
278