You are on page 1of 9

‫أنواع العقود االدارية‬

‫مقدمة‬
‫لقد مكن المشرع اإلدارة للقيام بمهامها من خالل وسيلتين‪ :‬تتمثل في القرارات اإلدارية والعقود اإلدارية‪.‬‬
‫فاألولى تصدر عن إرادتها المنفردة والمتسمة بطابع اإللزام واإلجبار‪ ،‬بينما تتجلى الوسيلة الثانية – العقود اإلدارية – في‬
‫االتفاقات التي تبرم بين اإلدارة كسلطة قائمة على تحقيق المصلحة العامة وبين األفراد أو الشركات الخاصة من أجل إنجاز عمل‬
‫معين يحقق المنفعة العامة بشكل مباشر‪ ،‬مع تضمين االتفاق أهم شروط وقواعد تنفيذ العمل المطلوب وأهم حقوق وواجبات كل‬
‫من الطرفين المتعاقدين أثناء تنفيذ ذلك العمل‪.‬‬
‫والعقود المبرمة من قبل اإلدارة التخضع كلها لنظام قانوني واحد‪ ،‬بل منها ما يخضع لقواعد وأحكام القانون الخاص ومنها ما‬
‫يخضع لقواعد وأحكام القانون العام‪ ،‬بمعنى أن هذا الصنف األخير هو الذي يعد من العقود اإلدارية‪ ،‬ولكي تكون كذلك‪ ،‬يجب أن‬
‫يكون أحد أطرافها من أشخاص القانون العام‪ ،‬وأن ترتبط بتسيير مرفق عام أو تحقيق مصلحة عامة‪ ،‬وأن يتضمن شرط‬
‫استثنائية‪.‬‬
‫وكثيرا ما تلجأ اإلدارة إلى إبرام العقود اإلدارية كأسلوب فعال من أساليب تسيير أنشطتها وتنفيذ برامجها المختلفة عن طريق‬
‫التعاون الحر من جانب الخواص‪.‬‬
‫وعلى ضوء ذلك نتساءل عن ما يلي‪:‬‬
‫أين تتمثل أنواع العقود اإلدارية؟‬
‫ما الفرق بين العقود اإلدارية الوطنية والدولية؟‬
‫متى يمكن اعتبار العقود اإللكترونية عقودا إدارية؟‬
‫لإلجابة عن اإلشكال المطروح أعاله‪ ،‬يقودنا األمر إلى تناول العقود اإلدارية التي حددها القانون‪ ،‬وأخرى بمعايير قضائية‬
‫(المبحث األول)‪ ،‬ثم بظهور العولمة وتطور التكنولوجيا واتساع معامالت اإلدارة ظهرت عقود إدارية حديثة(المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬العقود اإلدارية بنص القانون وبالمعايير القضائية‬
‫من أجل إصباغ الطبيعة اإلدارية على العقود المبرمة من طرف األشخاص العامة‪ ،‬درج كل من الفقه والقضاء والمشرع على‬
‫التمييز بين صنفين من العقود‪:‬‬
‫العقود اإلدارية بنص القانون (المطلب األول)‪ ،‬ثم العقود اإلدارية وفق المعايير القضائية (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬العقود اإلدارية بنص القانون‬
‫يقصد بها تلك العقود التي ينص القانون صراحة على أنها عقود إدارية ويضع لكل منها نظاما قانونيا خاصا وهي ما يطلق عليها‬
‫بعض فقهاء القانون العام العقود اإلدارية المسماة كصفقات األشغال والتوريد‪...‬الخ‪.‬‬
‫أوال‪:‬عقد االمتياز‬
‫‪ -1‬تعريف عقد االمتياز‪:‬‬
‫يقصد بعقد االمتياز أن تعهد الدولة أو األشخاص العامة األخرى غلى الملتزم بإدارة مرفق عام واستغالله لمدة محددة‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق عمال وأموال يقدمها الملتزم وعلى مسؤوليته في مقابل تقاضي رسوم من المنتفعين بهذا المرفق العام‪.‬‬
‫ويعتبر عقد االمتياز من العقود اإلدارية التي حددها المشرع ‪ ،‬ففي مصر نص عليها قانون مجلس الدولة رقم ‪ 47‬لسنة ‪، 1972‬‬
‫عكس المغرب حيث ال يوجد أي نص قانوني صريح يقر بأنه كذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬السمات العامة لعقد التزام المرافق العامة ‪:‬‬
‫على ما رأينا فإن عقد االمتياز أو االلتزام‪ ،‬هو عقد إدارة مرفق عام‪ ،‬أطرافه اإلدارة العامة‪ ،‬وأحد أشخاص القانون الخاص‪،‬‬
‫واإلدارة مهتمة بتحقيق الصالح العام‪ ،‬المتمثل في تقديم خدمات المرفق للمنتفعين بها‪ ،‬في حين أن المتعاقد معها والمتولي إدارة‬
‫المرفق‪ ،‬مهتم بالدرجة األولى بصالحه الخاص‪ ،‬وللتوفيق بين االتجاهين تبرز السمات المميزة لعقد االلتزام في اآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬االلتزام بمبادئ تسيير المرافق العامة ‪:‬‬


‫يلتزم المتعاقد مع اإلدارة باألحكام الضابطة لتسيير المرافق العامة‪ ،‬والمتمثلة في استمرار سير المرفق العام‪ ،‬وتطويره وتحديثه‪،‬‬
‫والتزام مبدأ المساواة بين المنتفعين بخدماته‪ ،‬وذلك إضافة إلى التزامه بشروط عقد امتياز‪ ،‬وال يحتاج التزام المتعاقد بمبادئ‬
‫تسيير المرافق العام إلى نص على ذلك في عقد االلتزام إذا أن هذه من المسلمات في عقود االمتياز‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط عقد االمتياز التنظيمية ‪:‬‬
‫يتضمن عقد امتياز المرافق العامة نوعين من الشروط‪ ،‬شروط تنظيمية أو الئحية‪ ،‬وهي الشروط المتعلقة بكيفية أداء الخدمة‬
‫للمنتفعين‪ ،‬والتي كانت اإلدارة البد سائرة على مقتضاها لو أنها كانت تتولى إدارة المرفق العام بنفسها‪ ،‬هذه الطائفة من الشروط‬
‫يكون لإلدارة حق تعديلها في أي وقت تشاء بإرادتها المنفردة‪ ،‬ودون توقف ذلك على قبول الطرف اآلخر أو رضائه بذلك‪.‬‬
‫ج ‪ -‬شروط عقد االمتياز التعاقدية ‪:‬‬
‫والطائفة الثانية من الشروط هي شروط تعاقدية‪ ،‬إنها الشروط التي تتعلق بحقوق الملتزم المالية‪ ،‬وتتماثل هذه الشروط‪ ،‬مع‬
‫شروط التعاقد في دائرة المعامالت الخاصة‪ ،‬المحكومة بقواعد ومبادئ القانون الخاص‪ ،‬القاعدة فيها إن العقد شريعة المتعاقدين‪،‬‬
‫ومن ثم فإنه ال يجوز لإلدارة العامة تعديل هذه الشروط إال باالتفاق مع الملتزم وبرضاه‪ .‬وتمثل هذه الطائفة من الشروط‪،‬‬
‫الشروط الحارسة لمصلحة الملتزم‪ ،‬والتي من خاللها يستطيع تحقيق هدفه المتمثل في تحقيق صالحه الخاص‪.‬‬
‫د ‪ -‬طول مدة عقد االمتياز ‪:‬‬
‫القاعدة العامة في عقود امتياز المرافق العامة أن يتولى المتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬إدارة المرفق العام على حسابه‪ ،‬فيتحمل كافة النفقات‬
‫الالزمة للتشغيل والتطوير والتحديث واإلدارة بوجه عام‪ ،‬وعادة ما يتحمل الملتزم في سنواته األولى الكثير من النفقات والتي قد‬
‫ال تكفي عائدات التشغيل لتعويضها‪ ،‬ومن هنا كان البد من منح الملتزم مدة يستطيع من خاللها تعويض نفقاته‪ ،‬وتحقيق عائد‬
‫مناسب لرأسماله وجهده‪ ،‬ومن هذا أصبح عنصر المدة عنصرا ً مميزا ً لعقد امتياز المرافق العامة‪.‬‬
‫وكان قد ساد تقليد قديم في مصر أن يكون عقد امتياز المرافق العامة لمدة تسعة وتسعين عاماً‪ ،‬إال أنه مع التقدم العلمي‬
‫والتكنولوجي‪ ،‬وما يترتب عليهما من زيادة سرعة التطور بوجه عام‪ ،‬فقد رأى المشرع التدخل لوضع حد أقصى لمدة االمتياز‪،‬‬
‫فأصدر القانون رقم ‪ 129‬لسنة ‪ ، 1947‬الذي جعل الحد األقصى لعد االمتياز ثالثين عاما‪.‬‬
‫‪ -3‬انتهاء عقد االمتياز ‪:‬‬
‫على ما رأينا فإن من سمات عقد امتياز المرافق العامة‪،‬عقد محدد المدة‪ ،‬وأن مدته دائما ً طويلة كانت تقترب من المائة عام‪ ،‬إلى‬
‫أن تدخل المشرع بالقانون رقم ‪ 129‬لسنة ‪ 1947‬فجعل الحد األقصى لعقد االمتياز ثالثين عاما ً فقط‪ ،‬وإذا ما كان ذلك كذلك فإنه‬
‫يكون صحيحا ً أن نقول‪ ،‬إن عقد االمتياز ينتهي بانتهاء مدته‪.‬‬
‫وانتهاء العقد بانتهاء مدته‪ ،‬نهاية طبيعية رتبتها طبيعة العقد التي تقرر أنه عقد محدد المدة‪ .‬إال أنه قد يحدث ما يضع للعقد نهاية‬
‫قبل انتهاء مدته كأن تسحب اإلدارة المرفق من تحت يد الملتزم‪ ،‬أو يفسح اإلدارة العقد بإرادتها المنفردة‪ ،‬أو أن يلجأ الملتزم‬
‫للقضاء ويستصدر حكما ً بفسخ العقد‪ ،‬في هذه الحاالت تكون نهاية العقد غير طبيعية‪ ،‬لوقوعها قبل انتهاء مدته‪.‬‬
‫وإذا كانت النهاية الطبيعية بانتهاء مدة العقد‪ ،‬أمر واضح ال يحتاج لشرح‪ ،‬فإننا نرى أن نخص حاالت انتهاء العقد قبل انتهاء مدته‬
‫بفقرات موجزة‪ ،‬تبين المضمون والشروط والنتائج لكل حالة‪.‬‬
‫أ‪ -‬استرداد المرفق ‪:‬‬
‫قد ترى اإلدارة‪ ،‬أن استمرار المرفق تحت إدارة الملتزم ال يحقق المصلحة العامة على الوجه المنشود‪ ،‬هنا تقرر اإلدارة أن تتولى‬
‫إدارة المرفق بنفسها‪ ،‬ويكون ذلك باسترداد المرفق قبل انتهاء مدة العقد‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يقع التعارض بين مصلحة اإلدارة ومصلحة الملتزم‪ ،‬إذ تتمثل مصلحة اإلدارة في استرداد المرفق من الملتزم ‪،‬‬
‫لتديره هي بنفسها تحقيقا ً للصالح العام‪ ،‬بينما يتضرر الملتزم من هذا األمر‪ ،‬ألنه أنفق نفقات باهظة في إعداد المرفق وتجهيزه‪،‬‬
‫على تقدير استمرار العقد إلى نهاية مدته مما يمكنه من استرداد ما أنفقه‪ ،‬وتحقيق عائد من ماله وتعويضا ً عن جهده‪.‬‬
‫وتحقيقا ً للتوازن بين المصلحتين‪ ،‬قررت المادة الرابعة من القانون ‪ ١٢٩‬لسنة ‪ 1947‬بتنظيم التزام المرافق العامة أنه يجب أن‬
‫تحدد وثيقة االلتزام شروط وأوضاع استرداده قبل انتهاء مدته‪.‬‬
‫ب‪ -‬سحب االلتزام ‪:‬‬
‫الفرض هنا أن يرتكب الملتزم إخالالً جسيما ً بالتزاماته التي يفرضها العقد والقانون عليه‪ ،‬ويمثل هذا اإلخالل إضرارا ً بالصالح‬
‫العام‪ ،‬إذ ال يصبح المرفق بحالة يقدم بها خدماته للمنتفعين على الصورة المنشودة‪ .‬هنا يكون لإلدارة سحب االلتزام من الملتزم‪،‬‬
‫وهي صورة شبيهة بالصورة السابقة‪ ،‬وال يفرق بينهما إال أن االسترداد يكون بغير أخطاء من الملتزم‪ ،‬بينما يكون سحب االلتزام‬
‫نتيجة ألخطاء من الملتزم أو عجزه عن تسيير المرفق‪.‬‬
‫ولخطورة إجراء سحب االلتزام‪ ،‬فقد وضع القضاء شرط ضرورة أن تسبق اإلدارة إجراء سحبها لاللتزام‪ ،‬بإنذار الملتزم بإخالله‬
‫بالتزاماته ومنحه مهلة لتصحيح إدارته للمرفق‪ ،‬فإن انقضت المهلة دون إصالح جاز سحب االلتزام‪.‬‬
‫ج‪ -‬فسخ عقد االلتزام ‪:‬‬
‫إذا كانت حالة استرداد المرفق‪ ،‬وحالة سحب االلتزام‪ ،‬ال يخرجان عن كونهما من صورة فسخ اإلدارة لعقد االلتزام بإرادتها‬
‫المنفردة‪ ،‬فإن ما نقصده في الصورة المماثلة‪ ،‬صورتي الفسخ االتفاقي والفسخ القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬الفسخ االتفاقي ‪ :‬وصورته أن تتفق اإلدارة مع الملتزم على فسخ العقد وانهائه قبل انتهاء مدته‪ ،‬وبديهي أن يتضمن هذا االتفاق‬
‫تنظيما ً رضائيا ً لحقوق كل طرف من طرفي العقد‪.‬‬
‫‪ -‬الفسخ القضائي ‪ :‬إذا كان لإلدارة حق فسخ عقد االلتزام بإرادتها المنفردة‪ ،‬فإن الملتزم ليس له هذا الحق‪ .‬وقد ترتكب اإلدارة ما‬
‫يضر بالملتزم‪ ،‬هنا ال يكون أمام الملتزم إال أن يلجأ للقضاء طالبا ً الحكم بفسخ العقد‪ ،‬بسبب ما ترتكبه اإلدارة من أخطاء وتعسف‪،‬‬
‫يضر بمصلحته ودون أن يكون مبررا ً بأي سبب من جانبه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد األشغال العامة‬
‫‪ -1‬تعريف عقد األشغال العامة‪:‬‬
‫هو عبارة عن اتفاق بين اإلدارة واحد األفراد أو الشركات بقصد القيام ببناء أو ترميم أو صيانة عقارات لحساب شخص معنوي‬
‫عام قصد تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬قي نظير المقابل المتفق عليه ووفقا للشروط الواردة بالعقد‪.‬‬
‫وعقد األشغال العامة من العقود اإلدارية التي تحدث عنها المشرع المصري في قانون مجلس الدولة‪.‬‬
‫أما في المغرب فالمقصود باألشغال العامة وفق المادة األولى من مقرر الوزير األول الصادر بتاريخ ‪ 1999-7-12‬بشأن تطبيق‬
‫المادة ‪ 72‬من المرسوم ‪ 1998-12-30‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال ابرام الصفقات العمومية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أشغال تهيئة المباني وصيانتها وإصالحها؛‬
‫‪ -‬أشغال تهيئة المنشآت والطرق والشبكات وصيانتها وإصالحها؛‬
‫‪ -‬أشغال تركيب المعدات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬عناصر عقد األشغال العامة‬
‫لكي يكون ثمة أشغال عامة يجب توفر العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن ينصب موضوع العقد على عقار‪ ،‬فكل اتفاق يكون موضوعه منقوالت مملوكة لإلدارة ال يمكن اعتباره من عقود‬
‫األشغال العامة حتى ولو اعتبر العقد إداريا‪ .‬وعلى هذا األساس ال تعتبر عقودا من عقود األشغال العامة االتفاقات التي يكون‬
‫محلها ترميم وصيانة الشاحنات‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتم العمل لحساب شخص معنوي عام‪ ،‬وليس من الضروري أن يكون العقار محل شغل مملوك لشخص معنوي عام‪.‬‬
‫بل يكفي أن يتم العمل لحساب شخص معنوي عام‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الغرض من األشغال موضوع العقد تحقيق نفع عام‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقد التدبير المفوض‬
‫عرف المشرع المغربي عقد التدبير المفوض من خالل القانون رقم ‪ 54.05‬بأنه عقد يفوض بموجبه شخص معنوي خاضع‬
‫للقانون العام يسمى المفوض ‪ ،‬لمدة محددة‪ ,‬تدبير مرفق عام يتولى مسؤوليته ‪ ،‬إلى شخص معنوي خاضع للقانون العام أو‬
‫الخاص يسمى المفوض إليه يخول إليه حق تحصيل أجره من المترفقين أو تحقيق أرباح من التدبير المذكور أو هما معا‪.‬‬
‫عكس المشرع المصري الذي لم يحدد عقد التدبير المفوض بأي نص قانوني ‪.‬‬
‫يمكن أن يتعلق التدبير المفوض كذلك بإنجاز أو تجهيز منشأة عمومية أو هما معا أو تساهم في مزاولة نشاط المرفق العام‪.‬‬
‫وقبل إصدار هذا القانون ( أي ‪ )54.05‬لم يكن هناك أي تعريف للتدبير المفوض من قبل المشرع ‪ ،‬غبر أنه كانت هناك محاوالت‬
‫لمجموعة من أساتذة القانون اإلداري لتحديد مدلول هذه العقد ومن بينهم األستاذ أحمد بوعشيق الذي عرفه بأنه‪ :‬عقد إداري تعهد‬
‫السلطة المفوضة للمفوض له داخل المجال الترابي المحدد في مدار التفويض باستغالله وتدبير المرفق العام الصناعي والتجاري‬
‫لمدة محددة تنتهي بانقضاء مدة العقد ‪ ،‬واألستاذ محمد اليعقوبي‪ ،‬واألستاذ عبد هللا حداد‪.‬‬
‫وإنشاء عقد التدبير المفوض يحدد وفق عقد اتفاق بين المفوض والمفوض وذلك ضمن العناصر األساسية المكونة له وهي‪:‬‬
‫‪ -‬دفتر التحمالت ‪ :‬وهو جزء ال يتجزأ من العقد ‪ ,‬حيث يتم وضع كافة الشروط و الكيفيات التي يقوم ضمنها المفوض إليه بتدبير‬
‫المرفق‪ ,‬كما يحدد العالقة بين المفوض والمفوض إليه‪.‬‬
‫‪ -‬االتفاقية‪ :‬يتم فيها تحديد االلتزامات األساسية للطرفين المتعاقدين‪ ,‬إسناد أمر استغالل وتسيير المرفق العام إلى المفوض إليه‬
‫دون غيره‪.‬‬
‫‪ -‬الملحقات ‪ :‬تضم كافة الوثائق الالزمة و التي من شأنها أن تساعد المفوض له في تطبيق العقد و إنجاح مهمته‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 18‬من القانون ‪ 54.05‬على أنه " يجب أن تكون مدة كل عقد تدبير مفوض محددة‪ ،‬ويجب أن تؤخذ بعين االعتبار‬
‫في المدة طبيعة األعمال المطلوبة من المفوض إليه واالستثمار الذي يجب أن ينجزه وال يمكنها أن تتجاوز المدة المتفق عليها‬
‫الستهالك اإلنشاءات عندما تكون المنشئات ممولة من قبل المفوض إليه‪ ،‬وال يمكن تمديد مدة العقد إال عندما يكون المفوض إليه‬
‫ملزما من أجل حسن تنفيذ خدمة المرفق العام أو توسيع نطاقه الجغرافي وبطلب من المفوض‪.‬‬
‫فالقانون المغربي الجديد (‪ )54.05‬لم يحدد مدة العقد على سبيل الحصر في حين كانت مدة عقد التدبير المفوض قبل صدور‬
‫القانون (‪ )54.05‬ال تتعدى ‪ 30‬سنة وال تقل عن ‪5‬سنوات‪.‬‬
‫وإن لكل من المفوض والمفوض إليه حقوق وواجبات‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق وواجبات المفوض إليه‪:‬‬
‫أ‪ -‬فحقوق المفوض إليه تتمثل في ‪:‬‬
‫حقه في تدبير المرفق العام لمدة محددة بموجب نص االتفاق و هو ما عبرت عنه المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 54-05‬بحق احتالل‬
‫الملك العام؛‬
‫الحفاظ على التوازن المالي للعقد إذا أختل إما نتيجة اإلجراءات اإلدارية للسلطة المفوضة أو بسبب ما يطرأ على تنفيذ العقد من‬
‫عوارض تتمثل في ( القوة القاهرة ‪ ,‬أو بفعل األمير)؛‬
‫تقاضي رسوم و إتاوات من المترفقين أو من المساهمات التي تدفعها الدولة أو السلطة المفوضة؛‬
‫السماح للمفوض له بتطبيق التعديالت التعريفية المتعاقد عليها بالنسبة للمصالح المفوضة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أما الواجبات فهي‪:‬‬


‫حسن تدبير المرفق؛‬
‫احترام القواعد الضابطة لتسييره وفق معايير الجودة و أن يشمله بالعناية الالزمة؛‬
‫إنجاز و تمويل برنامج االستثمار و تجديد المنشآت طبقا لمقتضيات عقد التدبير؛‬
‫تحمل المسؤولية و المخاطر الملقاة على عاتقه إضافة إلى التزامه االحتفاظ بالمستخدمين و العاملين بالمرفق العمومي وعدم‬
‫المساس بوضعيتهم و امتيازاتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق وواجبات المفوض إليه‪:‬‬
‫أ‪ -‬حقوق المفوض‪:‬‬
‫سلطة التوجيه و المراقبة قصد تحقيق المصلحة العامة ‪ .‬وهاته المراقبة تنقسم إلى نوعين ‪:‬‬
‫رقابة داخلية ‪ :‬تلزم المفوض إليه بوضع نضام لإلعالم و التدبير و التي من شأنها سهره على احترام الجودة‪.‬‬
‫رقابة خارجية‪ :‬تمارس بشكل أوسع من خالل تتبع المفوض لمختلف مراحل تنفيذ العقد و تهم المناحي االقتصادية‪،‬االجتماعية‪،‬‬
‫المالية‪ ،‬والتدبيرية انطالقا من االلتزامات المترتبة على العقد‪.‬‬
‫إجراء تدقيقات و االستعانة بالخبراء واألعوان‪.‬‬
‫الحضور بصفة استثنائية اجتماعات المجلس اإلداري أو الجهاز التداولي للشركة المفوض إليها‪.‬‬
‫عقد اجتماعات وفق فترات منتظمة قصد إعداد تقييم مشترك كل ‪ 5‬سنوات للوقوف على حصيلة المنجزات والصعوبات‪.‬‬
‫أ‪ -‬واجبات المفوض‪:‬‬
‫يجب على المفوض أن يتخذ جميع اإلجراءات الضرورية ألجل حسن تنفيذ التدبير المفوض والمترتبة على االلتزامات التعاقدية‬
‫والسيما في مجال التعريفات‪.‬‬
‫يجب على المفوض أن يقدم مساعدته إلى المفوض إليه للحصول على حق احتالل الملك العام من أجل حاجيات التدبير المفوض‬
‫وأن يرتبط بالعقد طيلة مدته‪.‬‬
‫الرقابة على عقد التدبير المفوض‪:‬‬
‫فعقد التدبير المفوض يخضع لرقابة المجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬رقابة المجلس األعلى‪ ،‬رقابة لجينة الضبط أو آلليات اإلفتحاص‬
‫الخارجي والتدقيق بمبادرة من رئيس الحكومة والوزير المكلف بالمالية‪ ،‬كما ينفرد المفوض تجاه المفوض إليه بسلطة عامة‬
‫للمراقبة االقتصادية‪ ،‬المالية‪،‬التقنية‪ ،‬االجتماعية وأخيرا التدبيرية‪.‬‬
‫وإنهاء عقد التدبير المفوض يتم إما بطريقة طبيعية أي استرجاع المرفق قبل انتهاء مدة العقد وإما بناء على اتفاق الطرفين أو أن‬
‫تقوم السلطة المفوضة باسترجاع التفويض عن طريق الشراء بعد مرور مدة محددة باتفاق الطرفين‪ ،‬كما يمكن إنهاء عقد التدبير‬
‫المفوض في حالة ارتكاب المفوض إليه خطأ جسيما‪.‬‬
‫‪ -3‬تطبيقات عن التدبير المفوض بالمغرب‪:‬‬
‫‪ -‬تفويض مرافق توزيع الماء الشروب والكهرباء‪.‬‬
‫‪ -‬تطهير السائل‪.‬‬
‫‪ -‬جمع النفايات المنزلية‪.‬‬
‫‪ -‬النقل الحضري‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عقـــد التوريــد‬
‫هو اتفاق بين شخص معنوي من أشخاص القانون العام وفرد أو شركة‪ ،‬يتعهد بمقتضاه الفرد أو الشركة بتوريد منقوالت معينة‬
‫للشخص المعنوي الزمة لمرفق عام مقابل ثمن معين يتفق عليه في العقد بهدف تحقيق مصلحة عامة مثل توريد مالبس لجنود‬
‫القوات المسلحة‪ ،‬توريد مواد غذائية لصالح المدارس أو المستشفيات توريد أدوات كتابية للجامعة توريد البنزين فعقد التوريد ال‬
‫ينصب إال على منقول‪.‬‬
‫ففي فرنسا يعد هذا العقد إداري بالمرسوم الصادر في ‪ 1806-6-11‬المتعلق بعقود التوريد‪ ،‬ونفس األمر في مصر وذلك في‬
‫قانون مجلس الدولة الذي سلف ذكره‪.‬‬
‫وعقد التوريد يكون عقدا إداريا متى كان مستوفيا للشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون أحد أشخاص القانون العام طرفا فيه؛‬
‫‪ -‬أن يكون متعلقا بتسيير أو إدارة أحد المرافق العامة‪ ،‬أو تحقيق مصلحة عامة؛‬
‫‪ -‬أن يتضمن العقد وسائل وأساليب القانون العام‪.‬‬
‫فإذا تخلفت هذه الشروط بعضها أو جميعها فالعقد يعتبر مدنيا وليس إداريا‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من االلتزامات تقع على عاتق المورد وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يقوم بالتوريد في المواعيد المتفق عليها في العقد وبالمواصفات المنصوص عليها في العقد‬
‫‪ -‬أن يتم التسليم بمجرد تحرير محضر االستالم والتوقيع عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ثبوت سالمة األشياء المسلمة وخلوها من العيوب‪.‬‬
‫‪ -‬ويلتزم المورد بتقديم فواتير بالبضائع واألصناف التي يوردها وإذا ما انتهى المورد من أداء التزاماته على الوجه المطلوب فإنه‬
‫يستحق اقتضاء المقابل المادي المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬صور عقد التوريد‪:‬‬
‫تتخذ عقود التوريد في العمل صورا مختلفة من أشهرها التوريد على مرة واحدة‪ ،‬ويطلقون على العقد في هذه الحالة تسمية‬
‫‪ marché de livraison‬وبين أن يتم التوريد على دفعات متعددة‪ :‬ويسمون العقد في هذه الحالة ‪marché de‬‬
‫‪ ،fourniture multiples et successives‬ويتفرع عن عقد التوريد في الوقت الحاضر‪ ،‬بالنظر إلى انتشار الصناعة‪،‬‬
‫عقود مقاربة أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬عقود الوريد الصناعية‪:‬‬
‫فالعنصر األساسي في عقود التوريد العادية‪ ،‬هو تسليم منقوالت يتفق على مواصفاتها مقدما‪ ،‬ويكون المتعاقد حرا في المصدر‬
‫الذي يحصل عليها منه‪ .‬ولكن في عقود التوريد الصناعية‪ ،‬يقوم بجواز التسليم عنصر آخر هو عنصر صناعة البضائع المتفق‬
‫على توريدها‪ ،‬ومن ثم يكون لإلدارة حرية كبيرة في التدخل أثناء إعداد تلك البضائع‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقود التحويل‪:‬‬
‫تكون هذه الحالة حين تسلم الدولة منقوالت إلى إحدى الشركات لتحويلها إلى مادة أخرى‪ ،‬ثم يعاد تسليمها إلى الدولة‪ .‬وهذا االتفاق‬
‫كما هو واضح‪ ،‬اتفاق مركب‪ ،‬يعتبره القضاء اإلداري الفرنسي عقد توريد وفقا لقاعدة وحدة االتفاق‪ .‬إذا كانت فكرة التوريد هي‬
‫المهيمنة على االتفاق ‪.‬‬
‫ت‪ -‬نهاية عقد التوريد‪:‬‬
‫وينتهي عقد التوريد بقيام المورد بكل التزاماته ولكن قد ينتهي العقد قبل نهاية مدته في حاالت منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إنهاء اإلدارة العقد بإرادتها المنفردة وتلتزم في هذه الحالة بتعويض المورد عما أصابه من أضرار‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتفاق الطرفين على إنهاء العقد‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا تعسفت اإلدارة مع المورد إلى الحد الذي يجعل استمراره أمرا صعبا هنا يلجأ المورد إلى القضاء طالبا إنهاء العقد وإلغائه‪.‬‬
‫وقد تعرضت فكرة التحديد القانوني للعقود اإلدارية لكثير من النقد ألسباب ترجع إلى طبيعة بعض العقود التي قد ال تتالءم مع‬
‫التكييف الذي يضفيه عليها المشرع‪ ،‬وفي الحاالت التي ينسجم فيها هذا التكييف مع طبيعة العقد ومضمونة فإن تحديد المشرع له‬
‫يكون كاشفا ً فقط‪.‬‬
‫لذلك نعتقد أن ترك تحديد العقود اإلدارية للقضاء ال شك أقدر على كشف الطبيعة القانونية لها‪ ،‬خاصة إذا كان هذا القضاء إداريا ً‬
‫متخصصاً‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقود اإلدارية وفق المعايير القضائية‬
‫إزاء االنتقادات الموجهة لتحديد المشرع للعقود اإلدارية و سعي القضاء نحو توسيع اختصاصه ليشمل عقودا ً أخرى لسد ما في‬
‫التشريع من نقص – تكفل القضاء بالبحث في الطبيعة القانونية للعقد وفق معايير محددة من قبل‪ ،‬وفي حالة توفرها يكون العقد‬
‫إداريا ً ويعكسه يبقي العقد ضمن دائرة القانون الخاص‪.‬‬
‫وقد ظهرت هذه المعايير نتيجة لتطور قضائي طويل انتقلت فيه غلبة كل معيار على األخر تباعا‪ً.‬‬
‫وتتمثل المعايير التي اعتمدها القضاء اإلداري في تمييز العقود اإلدارية‪:‬‬
‫ً‬
‫أن تكون اإلدارة طرف في العقد‪ ،‬وضرورة اتصال العقد بنشاط مرفق عام‪ ،‬وتضمين العقد شروطا استثنائية غير مألوفة‪.‬‬
‫ومن أهم العقود التي رأى القضاء بأنها خضعت للمعايير السالفة وصنفها ضمن العقود اإلدارية نجد ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عقد النقل‬
‫هو اتفاق بمقتضاه يتعهد الفرد أو شركة لنقل أشياء منقولة من لإلدارة أو بوضع شاحنات تحت تصرفها ‪ ،‬واإلحكام القانونية لهذا‬
‫العقد هي بذاتها أحكام عقد التوريد وال تختلف إال فيما يتعلق بموضوع كل منهما ‪ :‬فموضوع عقد النقل يتعلق بنقل أشياء منقولة‬
‫أما الموضوع الثاني فيقوم على توريد منقوالت ‪ ،‬كما إن كال منهما يكون إداريا أو مدنيا وفقا لطبيعته الذاتية ‪.‬‬
‫كما يعتبر عقد النقل مدنيا إذا ما اقتصر صاحب الشاحنة على وضع شاحنته تحت تصرف اإلدارة بذات الشروط المألوفة في‬
‫العقود التجارية‪ ،‬كما يصبح العقد إداريا إذا انطوى على شروط استثنائية وغير مألوفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد تقديم المعونة أو المساعدة‬
‫عقد بمقتضاه يلتزم شخص من أشخاص القانون الخاص أو العام بالمساهمة نقدا أو عينا في نفقات مرفق عام أو أشغال عامة‪ ،‬فقد‬
‫يتقدم إلى اإلدارة فرد من األفراد بعرض المساهمة "كمالك يعرض المساهمة في نفقات إنشاء طريق يؤدي إلى أمالكه ‪"... ،‬‬
‫وهذا العقد يسمونه أحيانا عرض المساهمة في نفقات مشروع ذي نفع عام وهو عقد إداري يتعهد بمقتضاه شخص برضائه‬
‫واختياره بأن يشترك في نفقات مشروع من مشروعات األشغال العامة أو المرافق العامة ‪ ،‬كما البد من التأكيد على أن القاضي‬
‫اإلداري يقرر اعتبار عقد تقديم المعونة إداريا باستمرار إذا تعلق بتنفيذ األشغال العامة أو المرافق العامة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقد القرض العام‬
‫هو عقد بمقتضاه يقرض أحد األشخاص (أو البنوك) باختياره الحر مبلغا من المال للدولة أو ألشخاص القانون العام مقابل تعهدها‬
‫بدفع فائدة سنوية محددة ‪ ،‬وبرد القرض وفقا للشروط في نهاية األجل المحدد ‪.‬‬
‫وهي خالف القروض العامة اإلجبارية التي تتم بإرادة السلطة العامة المنفردة فالقرض العام ضريبة من حيث أنه مفروض على‬
‫األفراد ‪ ،‬كما أن قروض الدولة تعد من العقود التي تدخل المنازعات بشأنها في اختصاص القضاء اإلداري ‪ ،‬وهي كذلك خالف‬
‫قروض المؤسسات الخاصة التي تخضع لألحكام القانون التجاري واختصاص المحاكم التجارية ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عقود الشراء والبيع واإليجار التي تبرمها اإلدارة‬
‫عقود الشراء‬
‫عقود الشراء التي تبرمها اإلدارة معظمها تنصب على شراء منقوالت أو عقارات ‪ ،‬فإذا انصب على منقوالت فإن العقد هنا يكون‬
‫في معظم األحيان عقد توريد ويخضع ألحكام العقود اإلدارية وعلى هذا األساس قضت المحكمة اإلدارية بمراكش تزويد الجماعة‬
‫المحلية بمادة البنزين لتأمين سير مصالحها لمدة محددة‪ ،‬يشكل عقد توريد‪ ،‬وهو عقد إداري بطبيعته لخصائصه الذاتية‪ ،‬ولكونه‬
‫يساهم في تسيير مرفق عام) ‪ ،‬وإذا ما تناولت عقارات فان العقد يكون إداريا أو مدنيا وفقا لخصائصه الذاتية وفي هذا اإلطار‬
‫قضت الغرفة اإلدارية في قرار لها استغالل الجماعة المحلية لعقار قبل صدور مرسوم المصادقة على عقد شراء الجماعة للعقار‪،‬‬
‫عدم ثبوت موافقة البائع على استغالل الجماعة للعقار قبل أن يصبح عقد الشراء تاما يخول للبائع الحق في طلب التعويض من‬
‫أجل أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام التي تسبب أضرارا للغير أمام المحكمة اإلدارية في نطاق القضاء الشامل) ‪.‬‬
‫عقود البيع‬
‫عقود البيع هي التي تبرمها اإلدارة أصلها يعود للقانون الخاص ‪ ،‬فعقد البيع أيضا هو من العقود المسماة في القانون الخاص‬
‫ولجوء اإلدارة إليه هو بمثابة اإلعالن عن نيتها في استعمال وسائل القانون الخاص ‪ ،‬فعقود البيع التي تبرمها اإلدارة تنصب عادة‬
‫على مال من أموال الدومين الخاص ‪.‬‬
‫ولكن يكون عقد البيع إداريا إذا تجلت نية اإلدارة في األخذ بوسائل القانون العام عن طريق إدراج شروط استثنائية وغير مألوفة‬
‫في العقد ‪.‬‬
‫عقود اإليجار ‪:‬‬
‫األصل أنها عقود من العقود القانون الخاص ما لم تتضمن شروطا استثنائيا وغير مألوفة وهذه العقود متنوعة ‪ ،‬نميز بين حالة ما‬
‫إذا كانت اإلدارة هي المستأجرة أو المؤجرة وعلى هذا األساس قضت المحكمة اإلدارية بمكناس( عقد الكراء المبرم بين إدارة‬
‫األمالك المخزنية وأحد الخواص في موضوع استغالل ضيعة‪ ،‬يعتبر عقدا خاصا ‪. )...‬‬
‫عقود العمل ‪:‬‬
‫وهي االتفاقات التي يلتزم األفراد بمقتضاها بتقديم خدماته الشخصية لإلدارة مقابل عوض‪ ،‬فاإلدارة هنا هي صاحبة العمل‬
‫وتستعين باألفراد قصد إشباع الحاجات العامة لإلفراد وعقود العمل تتميز بخصائص ليكون هذا العقد إداريا منها‪:‬‬
‫أن يحتوي العقد على شروط استثنائية غير مألوفة في عقود القانون الخاص)تتعلق بالعزل وطريقة دفع األجر‪(...‬؛‬
‫أن تنطوي الخدمة على اتصال دائم بالمرفق العام)طبيعة العمل المسند إلى الفرد(‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬العقود اإلدارية الحديثة‬
‫نظرا التساع و تطور أنشطة اإلدارة‪ ،‬و الحاجة إلى تحسين أداء المرفق العام‪ ،‬أصبحت اإلدارة تلجأ إلى طرق حديثة في التعاقد‪.‬‬
‫فظهرت العقود الدولية التي تعتبر حديثة نسبيا‪ ،‬باإلضافة إلى العقود اإللكترونية التي جاءت استجابة للتطور التكنولوجي الذي‬
‫عرفه العالم‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي‬
‫يمكن تعريف العقد اإلداري ذات الطابع الدولي بالعقد الذي يبرمه شخص معنوي من أشخاص القانون العام بقصد إدارة مرفق أو‬
‫بمناسبة تسييره‪ ،‬و مستخدما وسائل القانون العام و تتصل عناصره بأكثر من دولة واحدة و يحكمه القانون الداخلي‪،‬بغض النظر‬
‫عن الظروف المحيطة به‪ ،‬من حيث أنه تم إبرامه أو تنفيذه في دولة أخرى‪.‬‬
‫فالعقد اإلداري الدولي لم يصل إلى درجة ذلك العقد القائم بذاته و المتميز بالقانون‪،‬و إنما هو عقد يستمد أغلب مقوماته من العقود‬
‫الخاصة الدولية و خصوصا العقد التجاري الدولي‪،‬و ال يتميز عنها إال بوجود اإلدارة طرفا فيه و استهداف المصلحة العامة‪.‬‬
‫من هنا يتضح أن العقد الدولي ليكتسب الصفة اإلدارية البد من توفره على ثالثة شروط و هي‪:‬‬
‫ـ ضرورة وجود اإلدارة طرفا في العقد‪.‬‬
‫ـ أن يتصل بمرفق عام‪.‬‬
‫ـ و يجب تضمين العقد شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص‪ .‬أي خروجه عن مبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬حيت تتوفر‬
‫اإلدارة على امتيازات السلطة العامة في مواجهة المتعاقد معها كسلطة تعديل العقد و الفسخ االنفرادي للعقد باإلضافة إلى سلطة‬
‫المراقبة و التوجيه‪. ...‬‬
‫كما يمتاز العقد اإلداري الدولي بإمكانية تضمينه شروطا تعطي امتيازات للمتعاقد األجنبي في مواجهة اإلدارة‪ ،‬بتضمينه شروطا‬
‫استثنائية كالحق في فسخ العقد إدا لم تقم اإلدارة بسداد مستحقاتها‪ ،‬أو شرط عدم المساس بالعقد‪.‬‬
‫ولتحديد دولية العقد يجب التفرقة بين العقود الوطنية و العقود الدولية‪ ،‬فالعقد الوطني هو الذي ترتبط عناصره بدولة واحدة كالعقد‬
‫الذي يتم إبرامه بين منتمين لجنسية الدولة الواحدة‪ ،‬أو يقيمان فيها‪ ،‬و يتم تنفيذه فيها و يخضع للقانون الداخلي للدولة‪.‬‬
‫أما العقود الدولية و نظرا لصعوبة وضع تعريف لها أو معيار محدد‪،‬فقد اختلف الفقهاء في تحديد ماهية العقد اإلداري الدولي و‬
‫إن وضعوا معايير لتحديده منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المعيار القانوني‪:‬‬
‫وفقا لهذا المعيار عرف العقد الدولي بأنه عقد تتصل عناصره القانونية بأكثر من نظام قانوني واحد‪ ،‬بمعنى آخر أن تتصل‬
‫عناصره بدولة أو أكثر غير دولة القاضي المطروح عليه النزاع الناشئ عن العقد‪.‬‬
‫و يقوم هذا المعيار في تحديده لدولية العقد على فكرة مردها أن العقد يعتبر دوليا لمجرد تطرق الصفة األجنبية إلى أي عنصر من‬
‫عناصر العالقة القانونية واختلف أنصار هذا المعيار حول مدى فاعلية العناصر القانونية للرابطة العقدية‪ ،‬وانقسم إلى مجموعتين‬
‫أو إلى صورتين للمعيار القانوني‪.‬‬
‫أ‪ -‬المعيار القانوني التقليدي‪:‬‬
‫يرى هذا االتجاه أن يكون العقد دوليا أي أن يتطرق العنصر األجنبي إلى عنصر األطراف كأن تكون جنسياتهم مختلفة أو عنصر‬
‫الموضوع كأن يكون مكان تنفيذ العقد مختلفا عن دولة القاضي أو عنصر الواقعة المنشئة كأن يكون مكان إبرام العقد في غير‬
‫دولة القاضي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المعيار القانوني الحديث ‪:‬‬
‫فتحديد دولية العقد وفق هذا المعيار تتوقف على طبيعة الرابطة العقدية‪ ،‬ويتم من خالل معيار كيفي هو العنصر األجنبي المؤثر‬
‫في هذه الرابطة بصرف النظر عن الكم العددي للعناصر األجنبية المحايدة التي قد تتطرق إليها‪.‬‬
‫لكن ما يعاب على هذا المعيار أنه ال يتماشى مع طبيعة العقد الدولي الذي يمكنه أن يخضع لنضام قانوني واحد مثله مثل العقد‬
‫اإلداري الوطني‪.‬‬
‫لهذا تم وضع معيار آخر و هو المعيار االقتصادي‪ ،‬ووفقا لهذا المعيار يعد العقد دوليا إذا تعلق بالتجارة الدولية بحيث يتجاوز‬
‫االقتصاد الداخلي لدولة معينة‪،‬فيترتب عليه حرية تنقل األموال و الخدمات عبر الحدود‪.‬‬
‫ظهر المعيار االقتصادي في أواخر العشرينيات ويعود وابتداعه إلى القضاء الفرنسي‪ ،‬ويعتبر العقد دوليا وفقا لهذا المعيار إذ كان‬
‫يتصل بمصالح التجارة الدولية‪ .‬ولما كان مصطلح التجارة الدولية هو في ذاته يحتاج إلى تعريف‪ ،‬فقد اتخذ هذا المعيار صورا‬
‫متعددة‪ ،‬حيث كانت كل صورة بمثابة حل يلبي حاجات اقتصادية معينة يشهدها المجتمع الفرنسي الذي ظهر فيها هذا المعيار‪،‬‬
‫كحاجة تطبيق أو تفادي تطبيق نص قانوني معين‬
‫وهكذا فإن المعيار االقتصادي يتطلب لدولية العقد وجوب انتقال قيم اقتصادية عبر الحدود‪ ،‬وإن كانت له صورتين ‪ :‬صورة‬
‫(معيار المد والجزر) التي تتطلب أن يكون االنتقال ''متبادال''‪ ،‬وصورة (معيار مصالح التجارة الدولية) والتي تكتفي بأن يكون‬
‫االنتقال في اتجاه واحد‪,‬‬
‫‪ -2‬المعيار المختلط‪:‬‬
‫يجمع المعيار المختلط بين كل من المعيار القانوني والمعيار االقتصادي‪ ،‬بمعنى أنه ال يكفي لتقرير دولية العقد التحقق من وجود‬
‫عنصر أجنبي في الرابطة العقدية (المعيار القانوني)‪ ،‬بل البد من تعلق األمر بمصالح التجارة الدولية (المعيار االقتصادي)‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع العقود الدولية‪:‬‬
‫و تتنوع أشكال العقود اإلدارية الدولية و تتعدد صورها حسب حاجة تلك الدول لتنفيذ خطط التنمية االقتصادية‪ ،‬ومن أهم نماذج‬
‫العقود اإلدارية الدولية و أكترها انتشارا‪:‬‬
‫أـ عقد امتياز البترول ‪ :‬و هو العقد التي تمنح بواسطته الدولة لمشروع أجنبي حقا خالصا له و قاصرا عليه في البحت في إقليمها‬
‫عن البترول و استخدامه و استغالله و ذلك في خالل مدة زمنية محددة‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقد األشغال العامة الدولية‪ :‬و يعتبر هذا العقد من العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬حيث يعرف بأنه توافق إرادتين‪ ،‬جهة اإلدارة و‬
‫أحد األشخاص األجنبية الخاصة من أجل تنفيذ أعمال عقارية معينة‪،‬لحساب شخص معنوي عام‪ ،‬و تحقيقا لمصلحة عامة‪ ،‬على‬
‫نحو معين و لقاء ثمن معين‪.‬‬
‫ج‪-‬عقود التعاون الصناعي‪ :‬يعتبر عقود التعاون الصناعي من العقود الحديثة نسبيا حيث ترجع نشأتها إلى أوائل الستينيات من‬
‫القرن العشرين‪ ،‬و ذلك إبان التطور التكنولوجي الذي عرفه العالم‪،‬و حاجة الدول النامية الستقطاب التكنولوجيا الحديثة و من‬
‫صوره عقد التكنولوجيا و عقود المساعدة الفنية‪.‬‬
‫و العقود الدولية يمكن أن تبرم بطرق اإللكترونية نظرا التساع مجال التجارة اإللكترونية كل يوم حيث يتم إنشاء وتسجيل المواقع‬
‫الخاصة بالشركات والتجار والتعامل التجاري اإللكتروني عبر شبكات االتصاالت والمعلومات وتبادل البريد اإللكتروني بين‬
‫المتعاملين في التجارة اإللكترونية (السلع والخدمات والمراسالت اإللكترونية‪،‬التعامالت المصرفية والصفقات التجارية بالوسائل‬
‫اإللكترونية)‪.‬‬
‫لكن إلضفاء صفة العقد اإلداري على العقود الدولية المبرمة بطرق اإللكترونية يجب أن تتوفر فيه عناصر العقد اإلداري‪.‬‬
‫و من هنا يتبين أن العقود الدولية ال تكتسب الصفة اإلدارية إال إذا توفرت عناصر العقد اإلداري‪ .‬و يجب تحليل كل عقد على حدة‬
‫لبيان أركانه ورده إلى النظام القانوني الذي يحكمه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقود اإلدارية اإللكترونية‬
‫العقد االلكتروني هو العقد الذي يتالقى فيه اإليجاب بالقبول عبر شبكة اتصاالت دولية باستخدام التبادل االلكتروني للبيانات‬
‫وبقصد إنشاء التزامات تعاقدية "فالعقد االلكتروني هو التقاء إيجاب صادر من الموجب بشان عرض مطروح بطريقة الكترونية‬
‫سمعية أو مرئية أو كليهما على شبكة لالتصاالت والمعلومات بقبول مطابق لها صادر من طرف القابل بنفس الطريقة بهدف‬
‫تحقيق عملية أو صفقة معينة يرغب الطرفان في انجازها ‪.‬‬
‫وحيث أن العقد االلكتروني عبر شبكة االنترنيت يتميز بأنه يتم في الغالب على المستوى الدولي فقد دهب البعض إلى تعريف عقد‬
‫التجارة االلكتروني الدولي بأنه العقد الذي يتلقى فيه عروض السلع والخدمات بقبول من أشخاص في دولة أحرى ودلك من خالل‬
‫الوسائط التكنولوجية المتعددة ومنها شبكة االنترنيت بهدف إتمام العقد ‪.‬‬
‫ونظرا ألهميته وانتشار الثورة الرقمية والتكنولوجية فقد نص عليه الظهير شريف رقم ‪ 1.07.129‬بتنفيذ القانون رقم ‪53.05‬‬
‫المتعلق بالتبادل االلكتروني للمعطيات القانونية ‪.‬‬
‫ومن خصائص العقد االلكتروني أنه يعتبر عقدا مبرما بين حاضرين بسبب التواجد اللحظي بينهم ويتم تبادل اإليجاب والقبول‬
‫االلكتروني عبر االنترنيت فيجمعهم بدلك مجلس عقد حكمي افتراضي ولدلك فهو عقد فوري متعاصر‪ .‬وقد يكون العقد‬
‫االلكتروني غير متعاصر أي أن اإليجاب غير معاصر للقبول وهذا التعاصر هو نتيجة صفة التفاعلية بين أطراف العقد‬
‫ويتم إثبات التعاقد عن طريق المستند االلكتروني أي ما اتفق عليه الطرفين و تحديد التزاماتهما القانونية وكذلك التوقيع‬
‫االلكتروني وهو الذي يضفي حجية على هدا المستند ويتم التنفيذ عن طريق شبكة المعلومات الدولية في حالة التسليم المعنوي‬
‫للمنتوجات كما يمكن الوفاء عن طريق البطاقات البنكية واألوراق التجارية االلكترونية والنقود الرقمية والمحفظة االلكترونية‪.‬‬
‫ويتميز العقد االلكتروني بالطابع الدولي الن الطابع العالمي لشبكة االنترنيت وما يرتبه من جعل معظم دول العالم في حالة‬
‫اتصال دائم على الخط يسهل العقد بين طرفي دولة والطرف اآلخر في دولة أخرى‪.‬‬
‫معايير تمييز العقد اإللكتروني‪:‬‬
‫ولتميز العقد اإلداري االلكتروني هناك معيارين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المعيار العضوي‪:‬‬
‫وفق هدا المعيار فان الشخص المعنوي العام الممثل في الدولة أو احد أشخاص القانون العام يمكنه إبرام العقد االلكتروني من‬
‫خالل استخدامه لشبكة االنترنيت وبالتالي فان المعير العضوي لتميز العقد اإلداري عن العقد المدني ال يشكل صعوبة في تحديد‬
‫طبيعة هدا العقد‬
‫ب‪-‬المعيار الموضوعي‪:‬‬
‫هدا المعيار يعتبر العقد اإلداري االلكتروني هو العقد الذي تبرمه الدولة مع دولة أخرى أو شخص معنوي عام أو شخص من‬
‫أشخاص القانون الخاص سواء كان ذلك أصالة أو من خالل تفويض صريح أو ضمني من أشخاص القانون العام ودلك بهدف‬
‫تسير مرفق عام ويتم التعاقد عبر شبكة االنترنيت ودلك من خالل تضمين العقد شروط استثنائية غير مألوفة في المعامالت‬
‫االلكترونية في القانون الخاص‬
‫ومن مزايا العقد االلكتروني السرعة في إبرام العقد وتوفير الوقت والجهد وتسهيل التواصل بين السلطة اإلدارية و المتعاقد‬
‫والتحقق من شفافية المعامالت المالية‪.‬‬
‫ومن الصعوبات التي يمكن أن تواجه العقد االلكتروني هي صعوبة اإلثبات التشكك في البيانات التي انطوت عليها ولكي تكون‬
‫هناك تفرقة بين الكتابة االلكترونية وغيرها من صور الكتابة التقليدية نص المشرع في الفصل ‪ 417/1‬من القانون ‪ 35 05‬في‬
‫فقرته الثانية "تقبل الوثيقة المحررة بشكل الكتروني لإلثبات شانها في دلك شان الوثيقة المحررة على الورق شريطة بان يكون‬
‫باإلمكان التعرض بصفة قانونية على الشخص الذي صدرت عنه وان تكون معدة ومحفوظة وفق شروط من شانها ضمان‬
‫تماميتها ‪.‬‬
‫وبالتالي تبيين لنا أن المشرع سوى بين الكتابة الورقية والكتابة االلكترونية أي أن المحرر االلكتروني يقبل كحجة على غرار‬
‫المحرر المهيأ على دعامة ورقية وهدا المبدأ هو ما يعرف فقهيا و تقنيا بالحياد التكنولوجي والدي يهدف إلى تحديد وظيفة الكتابة‬
‫والغرض منها وليس على نوع الدعامة وهو المبدأ الذي سار عليه المشرع الفرنسي في المادة ‪ 1316/3‬من القانون الفرنسي ‪.‬‬
‫أما بخصوص التوقيع االلكتروني فقد نص عليه المشرع صراحة في الفصل ‪ 2/417‬في فقرته األولى "يتيح التوقيع االلكتروني‬
‫الضروري إلتمام وثيقة قانونية التعرف على الشخص الموقع ويعبر قبوله لاللتزامات الناتجة عن الوثيقة المذكورة "‬
‫أما بخصوص وظائفه القانونية فهو يعتبر شرطا ضروري لتمام الوثيقة القانونية ويعد وسيلة لإلفصاح عن شخصية الموقع‬
‫ويعتبر دليال على موافقته و رضاه بما وقع عليه والتزم ‪ ،‬وهناك عدة أنواع للتوقيع الرقمي فهناك التوقيع اليدوي الرقمي والتوقيع‬
‫االلكتروني بواسطة الرمز السري والتوقيع الرقمي البيومتري و التوقيع االلكتروني الرقمي‪.‬‬
‫ويرى بعض الفقه على أن التوقيع االلكتروني أفضل من التوقيع العادي نم حيث عدم القدرة على تزويره أو التالعب به ألنه‬
‫يعتمد على برامج معلوماتية متطورة ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫وعلى ضوء ما سبق يتبين لنا أن لإلدارة وسيلة ثانية بعد القرارات اإلدارية لممارسة اختصاصاتها‪ ،‬وتتمثل في العقود اإلدارية‪،‬‬
‫وتستفيد منها من خالل التعاقد مع األفراد والشركات الخاصة‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬ومن أمثلة هذه العقود‪ ،‬عقد‬
‫التدبير المفوض وعقد االمتياز‪ ،‬وعقد األشغال العامة وعقد القرض العام ‪ ،‬عقد النقل وعقد التوريد وعقد الخدمات‪...،‬الخ‪.‬‬
‫إضافة إلى عقود أخرى ظهرت حديثا (العقود اإللكترونية والعقود الدولية)‪ ،‬يمكن اعتبارها إدارية إذا ما توفرت فيها مجموعة من‬
‫المعايير‪.‬‬
‫فتنوع وتعدد العقود اإلدارية المبرمة بين اإلدارة والخواص‪ ،‬قد يؤدي إلى وجود نزاع بين الطرفين‪ ،‬ولذلك وجد القضاء اإلداري‪.‬‬
‫لكن هل هناك طريق آخر يمكن اللجوء إليه لحل ذلك النزاع غير القضاء؟‬
‫وإذا كان الجواب هو التحكيم‪ ،‬فما مدى مشروعيته في منازعات العقود اإلدارية؟‬
‫المراجع‬
‫‪ -‬عصمت عبد هللا الشيخ "التحكيم في العقود اإلدارية ذات الطابع الدولي" دار النهضة العربية ‪.‬ط ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬مليكة الصروخ‪ ,‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الطبعة السابعة‪.2010،‬‬
‫‪ -‬ثورية العيوني‪ ،‬نظرية المرافق العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬احمد درويش‪ ،‬تأمالت حول قانون التبادل االلكتروني للمعطيات القانونية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الراجي‪ ،‬سؤال وجواب حول المرافق العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬خالد ممدوح إبراهيم‪ ، ،‬دار الفكر الجماعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008‬‬
‫‪ -‬هشام علي صادق "القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية " منشأة المعارف‪ .‬ط ‪.1995‬‬
‫‪ -‬محمد األعرج‪ ،،‬نظام العقود اإلدارية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية" سلسلة ومؤلفات وأعمال‬
‫جامعية"‪،‬العدد ‪.2005‬‬
‫‪ -‬أحمد بوعشيق المرافق العامة الكبرى على ضوء التحوالت المعاصرة‪ ,‬دار النشر المغربية‪ ,‬الطبعة الثامنة‪.2004‬‬
‫‪ -‬الشريف الغيوبي‪ ،‬محاضرات في النشاط اإلداري‪،‬كلية الحقوق‪ -‬سال‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011-2012‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 54.05‬المتعلق بتنظيم التدبير المفوض‪.‬‬
‫‪ -‬قانون مجلس الدولة رقم ‪ 47‬لسنة ‪.1972‬‬

You might also like