Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
لقد مكن المشرع اإلدارة للقيام بمهامها من خالل وسيلتين :تتمثل في القرارات اإلدارية والعقود اإلدارية.
فاألولى تصدر عن إرادتها المنفردة والمتسمة بطابع اإللزام واإلجبار ،بينما تتجلى الوسيلة الثانية – العقود اإلدارية – في
االتفاقات التي تبرم بين اإلدارة كسلطة قائمة على تحقيق المصلحة العامة وبين األفراد أو الشركات الخاصة من أجل إنجاز عمل
معين يحقق المنفعة العامة بشكل مباشر ،مع تضمين االتفاق أهم شروط وقواعد تنفيذ العمل المطلوب وأهم حقوق وواجبات كل
من الطرفين المتعاقدين أثناء تنفيذ ذلك العمل.
والعقود المبرمة من قبل اإلدارة التخضع كلها لنظام قانوني واحد ،بل منها ما يخضع لقواعد وأحكام القانون الخاص ومنها ما
يخضع لقواعد وأحكام القانون العام ،بمعنى أن هذا الصنف األخير هو الذي يعد من العقود اإلدارية ،ولكي تكون كذلك ،يجب أن
يكون أحد أطرافها من أشخاص القانون العام ،وأن ترتبط بتسيير مرفق عام أو تحقيق مصلحة عامة ،وأن يتضمن شرط
استثنائية.
وكثيرا ما تلجأ اإلدارة إلى إبرام العقود اإلدارية كأسلوب فعال من أساليب تسيير أنشطتها وتنفيذ برامجها المختلفة عن طريق
التعاون الحر من جانب الخواص.
وعلى ضوء ذلك نتساءل عن ما يلي:
أين تتمثل أنواع العقود اإلدارية؟
ما الفرق بين العقود اإلدارية الوطنية والدولية؟
متى يمكن اعتبار العقود اإللكترونية عقودا إدارية؟
لإلجابة عن اإلشكال المطروح أعاله ،يقودنا األمر إلى تناول العقود اإلدارية التي حددها القانون ،وأخرى بمعايير قضائية
(المبحث األول) ،ثم بظهور العولمة وتطور التكنولوجيا واتساع معامالت اإلدارة ظهرت عقود إدارية حديثة(المبحث الثاني).
المبحث األول :العقود اإلدارية بنص القانون وبالمعايير القضائية
من أجل إصباغ الطبيعة اإلدارية على العقود المبرمة من طرف األشخاص العامة ،درج كل من الفقه والقضاء والمشرع على
التمييز بين صنفين من العقود:
العقود اإلدارية بنص القانون (المطلب األول) ،ثم العقود اإلدارية وفق المعايير القضائية (المطلب الثاني).
المطلب األول :العقود اإلدارية بنص القانون
يقصد بها تلك العقود التي ينص القانون صراحة على أنها عقود إدارية ويضع لكل منها نظاما قانونيا خاصا وهي ما يطلق عليها
بعض فقهاء القانون العام العقود اإلدارية المسماة كصفقات األشغال والتوريد...الخ.
أوال:عقد االمتياز
-1تعريف عقد االمتياز:
يقصد بعقد االمتياز أن تعهد الدولة أو األشخاص العامة األخرى غلى الملتزم بإدارة مرفق عام واستغالله لمدة محددة ،وذلك عن
طريق عمال وأموال يقدمها الملتزم وعلى مسؤوليته في مقابل تقاضي رسوم من المنتفعين بهذا المرفق العام.
ويعتبر عقد االمتياز من العقود اإلدارية التي حددها المشرع ،ففي مصر نص عليها قانون مجلس الدولة رقم 47لسنة ، 1972
عكس المغرب حيث ال يوجد أي نص قانوني صريح يقر بأنه كذلك.
-2السمات العامة لعقد التزام المرافق العامة :
على ما رأينا فإن عقد االمتياز أو االلتزام ،هو عقد إدارة مرفق عام ،أطرافه اإلدارة العامة ،وأحد أشخاص القانون الخاص،
واإلدارة مهتمة بتحقيق الصالح العام ،المتمثل في تقديم خدمات المرفق للمنتفعين بها ،في حين أن المتعاقد معها والمتولي إدارة
المرفق ،مهتم بالدرجة األولى بصالحه الخاص ،وللتوفيق بين االتجاهين تبرز السمات المميزة لعقد االلتزام في اآلتي :