Professional Documents
Culture Documents
وتبنى هده الدراسة على م ا يخص الموض وع من ان واع ه ده المعاه دات و ش روط انعقاده ا من ش روط
شكلية المتمثلة في المفاوضات ثم التحرير فالتوقيع والتصديق والتحفظات وأخيرا التسجيل والنشر بجانب
الشروط الموضوعية المتطلبة لصحة إبرامه ا والمتمثل ة في األهلي ة وس المة الرض ا ومش روعية المح ل
والسبب ويأتي تط بيق المعاه دات الدولي ة مث يرا للعدي د من المش اكل منه ا م ا يتعل ق بالس ريان الزم اني
والمكاني ومن حيث األشخاص ،ومس الة تع اقب المعاه دات الدولي ة ،وس مو المعاه دات ومكانته ا أم ام
القاضي الوطني ،وكدا تفسيرها ومراجعتها وتعديلها ،وأخيرا بطالنها او انتهائها او تعليق تنفيذها وتقس م
هده الدراسة وفق الخطة التالية.
المبحث االول :مفهوم المعاهدة
لعبت االتفاقية الدولية دورا اليمكن إنكاره في تط ور الق انون ال دولي الع ام في ش تى المجالت ابت داء من
مسائل الحرب والسالم انتهاء بالتعاون االقتص ادي والمس اعدات الفني ة له ذا ن رى ان المعاه دات الدولي ة
تحتل المكانة الدولية األولى في تنظيم العالقات الدولية وعليه فالمعاه دة الدولي ة ع دة أن واع ومبني ة على
شروط محدد.
المطلب األول :تعريف المعاهدة وخصائصها .
« ويقصد بالمعاهدة الدولية او االتفاق الدولي بالمعنى الواسع توافق إرادة شخصين او أكثر من أشخاص
القانون الدولي على إحداث آثار قانونية معينة طبقا لقواعد القانون الدولي)1(» .
وتعني المعاهدة االتفاق الدولي المعقود بين الدول في صيغة مكتوبة والذي ينظمه القانون الدولي سواء
تضمنته وثيقة واحدة او وثيقتان واو أكثر .
« تعرف المعاهدة الدولية على انها اتفاق مكتوب يتم بين أشخاص القانون الدولي بقصد ترتيب اثار
قانونية معينة وفقا لقواعد القانون الدولي العام » ()2
« وتعرف المعاهدة على انها اتفاق يكون أطرافه الدول او غيرها من أشخاص القانون الدولي ممن
يملكون أهلية إبرام المعاهدات ويتضمن االتفاق إنشاء حقوق والتزامات قانونية على عاتق أطرافه كما
يجب ان يكون موضوعه تنظيم عالقة من العالقات التي يحكمها القانون الدولي »()3
خصائصها يتضح من هذا التعريف ما يلي:
أمر ما ،فهي ذات صفة تعاقدية 1ـأن االتفاقية أو المعاهدة هي اتفاق يعبر عن التقاء إرادات موقعيها على ٍ
لغرض إنشاء عالقة قانونية بين األطراف المتعاقدة .لذلك تخرج عن وصف االتفاقية الدولية أو المعاهدة
الوثائق الدولية التالية:
-المذكرة :هي وثيقة دبلوماسية تحتوي على خالصة وقائع معينة مثارة بين دولتين أو بين دولة ومنظمة
دولية أو ما شابه ذلك.
-االقتراح :هو وثيقة تتضمن إيجابا ً أو عرضا ً من دولة ألخرى.
-الكتاب الشفوي :وهو وثيقة غير موقعة تتضمن خالصة محادثات بشأن حادث معين أو ما شابه ذلك.
مؤتمر ما أو إجراءاته أو النتائج غير الرسمية التي
ٍ المحضر :وهو السجل الرسمي لمحاضر اجتماعات
توصل إليها الممثلون المجتمعون)4( .
-التسوية المؤقتة :وهو اتفاق مؤقت يُرغب في استبدال غيره به فيما بعد ،باتفاق أكثر دقة ووضوحاً.
وتعقد التسوية المؤقتة عندما التريد الدولتان االرتباط فوراً بالتزامات دائمة ومطلقة ،والغرض منها
معالجة الصعوبات الوقتية المستعجلة.
-تبادل المذكرات :وهو أسلوب غير رسمي تحاول الدول بموجبه التعاون على إيجاد تفاهم بينها ،أو
االعتراف ببعض االلتزامات الواجبة عليها.
-التصريحات الوحيدة الطرف :هي بيانات تصدرها دولة من جانبها توضح فيها موقفا ً معينا ً من مسألة
ما.
2ـ االتفاقية أو المعاهدة هي اتفاق مكتوب ولذا التعد االتفاقات الشفوية والسيما ما يعرف باتفاقيات
الجنتلمان أو ما يسميه بعضهم «اتفاقيات الشرفاء» معاهدات بالمعنى الدقيق للمصطلح مع أن اتفاقية فيينا
لقانون المعاهدات المبرمة عام 1969لم تنكر ما قد يكون لهذه االتفاقات الشفوية من قيمة قانونية .ومثال
اتفاقات الجنتلمان االتفاق الشفوي الحاصل عام 1945على توزيع المقاعد غير الدائمة في مجلس األمن
بين دول المناطق الجغرافية المختلفة .وقد عدل باتفاق شفوي آخر في عام 1964بعدما ارتفع عدد هذه
المقاعد غير الدائمة من ستة مقاعد إلى عشرة عقب تعديل الميثاق الذي أصبح نافذاً في .1965أما إذا
كان االتفاق ين شخصين دوليين أو أكثر مكتوبا ً فيع ّد اتفاقية دولية مهما كانت الصيغة التي كتب بها
ومهما تعددت الوثائق التي تضمنته ،بغض النظر عن االسم الذي يطلق عليه .فقد يسمى معاهدة او اتفاقية
أو ميثاقا ً أو عهداً أو صكا ً أو دستوراً أو شرعة أو غير ذلك بحسب ما يتفق الفرقاء .فمعاهدة المعاهدات
لعام 1969مثالً سميت «اتفاقية فيينة لقانون المعاهدات».
-أما تعبير بروتوكول في مجال االتفاقيات الدولية ،فقد يطلق على خالصة محاضر االجتماعات التي أدت
إلى توقيع المعاهدة ،وقد يطلق على ملحق االتفاقية ،وقد يطلق على االتفاقية ذاتها.
3ـواالتفاقية الدولية بين شخصين دوليين أو أكثر ،وهذا يعني أنها قد تكون بين دول ،وقد تكون بين دولة
ومنظمة دولية ،وقد تكون بين منظمات دولية .وفي حين نظمت اتفاقية فيينة لعام 1969المعاهدات بين
الدول ،فإن اتفاقية أخرى أعدتها لجنة القانون الدولي وتم إقرارها في 1989نظمت المعاهدات التي
تكون المنظمات الدولية أحد أطرافها .والمعاهدتان متشابهتان في الجوهر مع مراعاة خصوصية المنظمة
الدولية على أنها شخص دولي اعتباري على خالف الدول التي ُتعد تجاوزاً ،الشخص الطبيعي في
العالقات الدولية .ويطلق على اتفاقية فيانا لعام 1969اسم «معاهدة المعاهدات» ألنها األساس الذي
انبنت عليه المعاهدة الثانية.
وعلى هذا األساس فالمعاهدات المعقودة بين الفاتيكان وإحدى الدول الكاثوليكية والتي تسمى اتفاقيات
بابوية (كونك وردات هي معاهدات بالمعنى الصحيح للكلمة ،مثلها في ذلك مثل أية معاهدة يعقدها البابا،
بوصفه رئيسا ً لدولة الفاتيكان ،مع أية دولة أخرى ،بعدما اعترفت له معاهدة التران لعام 1969بالصفة
الدنيوية إضافة لصفته الدينية ،وألغت بذلك قانون الضمانات الذي حصر صالحياته باألمور الدينية.
4ـوالمعاهدة هي االتفاق الذي من شأنه أن ينشئ حقوقا ً والتزامات متبادلة بين األطراف المرتبطة،
يحكمها القانون الدولي العام)5( .
المطلب الثاني أنواع المعاهدات
تضف المعاهدات من هذه الناحية الى معاهدات ثنائية ومعاهدات جماعية أو متعددة األطراف وتعقد بين
عدة دول
اوال :معاهدات ثنائية
أدا كانت المعاهدة ثنائية كانت المشكلة الناجمة عن التحفظات قليلة ا ان الطرف األخر إما ان يبرم
االتفاقية مع التحفظات المضافة إليها وإما ان يرفض إبرامها وبالتالي يقضي عليها .
والراجح فقهيا ان التحفظ على المعاهدات الثنائية من األمور الجائزة سواء سمحت به المعاهدة موضوع
التحفظ ام لم تسمح وانه يعتبر في جميع األحوال بمثابة إيجاب جديد او اقتراح بالتعديل ومن ثمة يتوقف
مصيره بل ومصير المعاهدة بكاملها على موقف الطرف األخر ان شاء قبلها بصورتها الجديدة وان شاء
رفضها مع التحفظ عليها ،ومن المتفق عليه في هدا المجال ان قبول التحفظ كما يتم صراحة قد يتم أيضا
بطريقة ضمنية وان السكوت عن رفض التحفظ صراحة يعتبر بعد مضي اثنا عشر شهرا من تاريخ
استشارة الدولة بالتحفظ او التاريخ الذي أعلن لبدء نفاد االلزام بمثابة القبول الضمني له )6( .
ثانيا :معاهدات متعددة األطراف (جماعية)
المعاهدات الجماعية تشترك في ان عدد أطرافها يزيد عن دولتين ،وهي قد تكون من حيث المدى
الجغرافي إقليمية وقد تكون دات اتجاه عالمي ،وتنشا المنظمات الدولية عن هدا النوع من المعاهدات
الذي تطبق عليه اتفاقية فيينا كما تنطبق على أي معاهدة تعتمد في نطاق منظمة دولية (المادة 5من
اتفاقية فينا ) .
وتعد معاهدة باريس التي وضعت نهاية حرب القرم والمعقود في 30مارس 1856اول اتفاقية جماعية
تم التفاوض عليها مباشرة وبهده الصفة وقد وقع على االتفاقية الدول المتحاربة ودولتان محايدتان هما
بروسيا والنمسا
وكانت المعاهدات الجماعية تنعقد خالل القرن التاسع شر في مؤتمرات دبلوماسية تلتئم لتنظيم المسائل
ذات المصلحة المشتركة وال تزال هده الطريقة تستخدم حتى الوقت الراهن ولكن أهميتها أصبحت
تتراجع امام ظاهرة إعداد المعاهدات الجماعية في نطاق (داخل) المنظمات الدولية ،أي على حد إحدى
الهيئات او فرع منظمات التي تمثل فيها الدول األعضاء او تحت رعاية هده المنظمات
وعدد المعاهدات الجماعية كبير للغاية ،لكنه أقل من المعاهدات الثنائية وهي من حيث الموضوع قد تكون
دات طبيعة سياسية أو عسكرية أو حربية أو اجتماعية أو اقتصادية أو قانونية .......
وقد تتعلق بالمجال الدولي غير انها تتضمن في كثير من األحيان قواعد قانونية موضوعية أو غير
شخصية وتنصرف الى مسائل تتصل بالمصلحة العامة لمجموع الدول.
والواقع أنه ال يوجد فارق بين كال النوعين السابقين من المعاهدات من حيث االثار القانوني )7( .
الفرع الثاني :تصنيف المعاهدات من حيث الطبيعة.
ابرز بعض الفقهاء مند زمن طويل الوظائف التي تؤديها المعاهدات الدولية وعدم خضوعها لنظام قانوني
موحد و يرى هؤالء ان المعاهدات تنقسم من الناحية المادية أو من حيث المهمة الى معاهدات شارعة
عامة ومعاهدات عقدية خاصة (
اوال :المعاهدة الشارعة
هي االتفاقيات دات الطبيعة الشارعة فهي التي يهدف اطرافها من وراء ابرامها سن قواعد دولية جديدة
تنظم العالقات بين االشخاص القانون الدولي ولما كانت القاعدة القانونية قاعدة عامة بطبيعتها فمن غير
الممكن اعتبارها معاهدة شارعة في ابرامها عدد كبير من الدول
والمعاهدة الشارعة هي وثيقة تعلن الدول بمقتضاها عن ارتضائها بحكم معين من االحكام القانونية فهده
المعاهدات في حقيقتها تشريع اكتسى ثوب المعاهدة النها ال تستمد قوتها من اتفاق المخاطبين بها ،وانما
من صدورها عن مجموعة الدول الكبرى الممارسة للسلطة العليا في المجتمع الدولي نيابة عن الجماعة
الدولية ،ومن أمثلة المعاهدات الشارعة ،اتفاقية فيينا سنة 1815اتفاق البريد العالمي سنة ،1874
واتفاق الهاي ،1899وعصبة األمم ،1920وميثاق األمم المتحدة ،1945
وعليه فان المعاهدات الشارعة هي تلك التي يتولد عنها أحداث مراكز قانونية بالنسبة للدول لكونها
صادرة عن اجماع دولي فان قواعدها يضفي عليها نوع من األهمية )9( .
ثانيا :المعاهدات العقدية
فاالتفاقيات التي تعد من العقود هي تلك التي تبرم بين األشخاص القانون الدولي في امر خاص بهم ،أي
بين دولتين او عدد محدد من الدول او بين شخص دولي فرد او هيئة خاصة ،ويراعي ان األشخاص
الدين يبرمون هدا النوع من الوفاق بإرادتهم الخاصة ال يلزم بطبيعة الحال غير المتعاقدين والدي ال
يتعدى اثر أساس الدول غير الموقعة عليه النها ليست طرفا فيه كما ان هده االتفاقيات تحكمها في
مظاهرها األحكام والقوانين الخاصة ،بمعني أخر ان األشخاص القانون الدولي ال يستطعون إبرام هده
االتفاقيات الخاصة مالم تكن متفقة في جوهرها مع احكام القانون الدولي واال تعرضت للمسؤولية
الدولية ،ومثال المعاهدات العقدية :معاهدات التحالف والصلح ،وتعيين الحدود والمعاهدات التجارية
والثقافية وتبادل المجرمين )10( .
الفرع الثالث :تصنيف المعاهدات من حيث إجراءات اإلبرام (من حيث الشكل) :
تنقسم المعاهدات من حيث أسلوب التعبير عن الرضا النهائي وااللتزام بها الى معاهدات بالمعنى الضيق
أو الشكلي ومعاهدات تنفيدية .
اوال :المعاهدات بالمعنى الضيق (معاهدات مطولة او ارتسامية )
وتكون هده المعاهدات شكلية (مطولة) ال تنعقد اال بعد ان تمر بثالثة مراحل المفاوضة التوقيع والتصديق
)11( .
ثانيا :معاهدات مبسطة او تنفيدية
عادة ما يكون االتفاق التنفيذي في أكثر من أداة قانونية ،فهو يتم التبادل الرسائل او المذكرات او
الخطابات او التصريحات أو بالتوقيع على محضر مباحثات ويشترط في ابرامها المرور بمرحلتين فقط
المفاوضة والتوقيع وال يلزم لنفادها التصديق عليها من السلطة المختصة بابرام المعاهدات (رئيس الدولة
عادة ) ،بل تنفد بمجرد التوقيع عليها من وزير الخارجية أو الممثلين الدبلوماسيين أو الوزراء اآلخرين
او الموظفين الكبار في الدولة والعتبارات عملية واضحة تزايد عدد االتفاقيات التنفيذية في الوقت الراهن
وربما ياخد أكثر من نصف التعهدات الدولية حاليا هدا الشكل من المعاهدات )12( .
وفي هده المعاهدة المبسطة التي ال تستوجب التصديق لكفاء التوقيع على دخولها حيز النفاد ودلك ال يعني
ان الدستور يكون متمثال من خالل المجلس التشريعي للدولة )13( .
-هذا التصنيف ال يخلو من نقائص متمثلة في اآلتي :
ً
ففي معاهدة واحدة يمكن أن نجد في نفس الوقت قواعد شارعة و قواعد عقدية مثال ( :في إتفاقية قانون
البحار نجد فيها في اآلن نفسه قواعد شارعة و قواعد عقدية في آن واحد معا ً ،شارعة مثل طريقة ضبط
الحدود البحرية بين الدول و العقدية مثل القواعد المتعلقة بالتعاون بين الدول المطلة على البحار و الدول
التي ليس لها سواحل ) ،و من ناحية أخرى نجد أنه ال ينتج آثر قانوني معين سوا ًء كانت شارعة ام
عقدية كلها لها نفس اآلثر القانوني )14(.
المطلب الثالث :شروط انعقاد المعاهدة
الفرع األول :األهلية
يملك أشخاص القانون الدولي العام أي الدول والبابا والمنظمات الدولية أهلية إبرام المعاهدات ،وعلى
دلك ال تعتبر معاهدة دولية األعمال التي يأتيها األشخاص القانون الداخلي حتى لو اتخذت في بعض
الظروف شكل المعاهدات ،وبما ان إبرام المعاهدات هو مظهر من مظاهر السيادة للدولة فان الدولة
ناقصة السيادة ال يجوز لها إبرام المعاهدات اال في حدود األهلية الناقصة وفقا لما تتركه لها عالقة
الشعبية من الحقوق لدا يجب دائما الرجوع الى الوثيقة التي تحدد هده العالقة لمعرفة ما ادا كانت الدولة
ناقصة السيادة تملك إبرام معاهدة معينة ،غير انه ادا حدث وأبرمت دولة ناقصة السيادة معاهدة ليست
أهال إلبرامها ال تعتبر هده المعاهدة باطلة بطالنا مطلقا وإنما تكون فقط قابلة للبطالن بناءا على طلب
الدولة صاحبة الوالية على الشؤون الخارجية للدولة التي أبرمت المعاهدة فلها ان شاءت ان تبطلها وان
شاءت ان تقرها اما بالنسبة للدول الموضوعية في حالة حياد دائم فال يجوز لها ان تبرم من المعاهدات ما
يتنافى مع تلك الحالة كمعاهدة التحالف والضمان اما الدول األعضاء في االتحاد الفدرالي
(الواليات ،األقاليم ،الكاثونات )فيرجع بالنسبة لها الى الدستور االتحاد المعروف ،لمعرفة ما ادا كانت كل
منها تملك إبرام المعاهدات على انفراد ام ال .
وفي العادة ال تجبر الدساتير االتحادية دلك وإنما تحتكر الحكومة المركزية مثل هده المواضيع .
اما بالنسبة ألشخاص القانون الدولي عدا الدول ،كالبابا والمنظمات الدولية فهم يملكون حق عقد
المعاهدات التي تتفق مع االختصاص المحدد والمعترف به لهم .
اما بالنسبة للسلطة التي تملك إبرام المعاهدات في داخل الدولة فهدا ما يحدده دستور الدولة نفسها )15( .
الفرع الثاني :الرضــــا
من المتفق عليه في النظم القانونية الداخلية ان العقد قوامه اإلرادة التي يفصح عنها األطراف من كامن
النفس إلى العالم الخارجي والتي جاءت نتيجة إلحداث اثر قانوني معين واإلرادة المقصودة هي اإلرادة
الحرة السليمة البريئة ،ومع هدا فان الرضا تشوبه عيوب تعرف بعيوب الرضا والمتمثلة في الغلط،،
التدليس ،اإلكراه ،إفساد ذمة ممثل دولة ،المحل )16( .
أوال :الغــلـــط:
ان إصالح الغلط في المعاهدات الدولية له معنيان اثنان
األول الغلط في صياغة نص المعاهدة فادا ما ظهر بعد إضفاء الصفة الرسمية على المعاهدة أنها تحتوي
على خطا ،فاإلجراءات في هده الحالة هو تصحيح الخطأ .
والثاني هو الغلط في الرضا ادا كان يتصل بواقعة معينة او موقف معين كان من العوامل األساسية في
ارتضاء األطراف االلتزام بالمعاهدة )17( .
ثانيا :التدليـــس
يمكن تسمية التدليس او الغش بالتغيير او الخداع وهي من األسباب المفسدة للرضا التي تدعوا إلى إلغاء
والغش والتدليس يفترض وجود عمل ايجابي يدفع احد األطراف في المعاهدة على فهم امر على غير
حقيقة مما يسهل عليه التوقيع على المعاهدة هدا العمل االيجابي يتمثل في سلوك تدليسي بقصد حمل احد
األطراف على فهم امر معين على غير حقيقته ،ومن ثم يكون قبوله للمعاهدة بناءا على هدا الفهم الخاطئ
،أي النتيجة المؤدية لهدا السلوك التدليسي المعتمد أساسا على نية مبينة قائمة على التحايل وادا كان
القضاء الدولي قد أخد بالتدليس او الغش كسبب من أسباب بطالن المعاهدات ،اال ان دلك كان محدودا ،
ومن األمثلة على دلكما حكمت به محكمة نورمبورغ العسكرية بخصوص اتفاق ميونخ المبرم بين ألمانيا
وفرنسا و بريطانيا سنة 1938حيث قضت المحكمة بان الحكومة األلمانية .
قد سلكت مسلكا تدليسي عند إبرام هدا االتفاق ولم يكن في نيتها احترامه ،وكان هدفها األساسي طمأنة
بريطانيا وفرنسا حتى تتمكن من ضم بوهيمياو ،مورافيا نتيجة فصلها عن تشيكوسلوفاكيا وقد استندت
محكمة نورمبورغ في حكمها على الوثائق الرسمية للحكومة األلمانية سنة1945
وقد اخدت المادة 49من اتفاقية قيينا لقانون المعاهدات بمبدأ جواز إبطال المعاهدات بسبب الغش او
التدليس حيث نصت على« يجوز للدولة التي يدفعها السلوك التدليسي لدولة متفاوضة أخرى إلى إبرام
معاهدة أن تستند إلى الغش كسبب إلبطال ارتضاءها االلتزام بالمعاهدة » )18( .
ثالثا :إفساد ذمة ممثل الدولة
يقصد بدلك التأثير على ممثل الدولة بمختلف وسائل اإلغراء المادية والمعنوية كي ينصرف وفق رغبات
الطرف األخر صاحب المصلحة في ابرام المعاهدة على نحو معين لم تكن لتقبله الدولة التي يمثلها لو
انها كانت على علم بكافة األوضاع والمالبسات المتصلة بالمعاهدة على حقيقتها ومن هده الوسائل تقديم
الهدايا المالية والعينية كرشوة ،او دفع المفاوض الى االنغماس في الملذات الشخصية .
ويتميز عيب إفساد ذمة ممثل الدولة عن الغلط والتدليس كون ممثل الدولة ضحية مناورات خارجية
أساسها سوء نية الطرف األخر لحمله االرتضاء بالمعاهدة أما في حالة اإلفساد فان ممثل الدولة يدرك
ويعلم ان موقفه يتعارض مع مصالح دولته ولكنه يتفاوض عن دلك نتيجة لمقابل يحصل عليه )19( .
رابعا :اإلكراه
يؤدي اإلكراه إلى إفساد التصرفات القانونية فتنعدم اإلرادة الحرة والمستقلة للممثلين فيحملهم اإلكراه الذي
يمارس على القبول بما يفرض عليهم من االلتزامات اإلكراه الذي يقع على الممثلين ال يكون اال بالنسبة
الى المعاهدات التي تسري أحكامها من تاريخ التوقيع ()20
كما يصعب اللجوء إلى هدا النوع من من اإلكراه بالنسبة إلى المعاهدات التي تشترط التصديق ،هدا
اإلكراه في الحقيقة هو إكراه غير مباشر يقع على الدولة ويتخذ هنا اإلكراه شكل أفعال وتهديدات موجهة
الى هؤالء الممثلين .
وقد نصت اتفاقية فيينا على بطالن المعاهدات التى تبرم نتيجة إلكراه اما اإلكراه الذي يقع على الدولة
فانه يثير العديد من المسائل ال يترتب على هدا اإلكراه إبطال المعاهدات اد أبرمت نتيجة الحرب
واإلكراه هو وسيلة ضغط تمارسها دولة مفاوضة من اجل إبرام معاهدة واإلكراه قد يقع على الممثل او
على الدولة ذاتها فاإلكراه الذي يمارس على المفاوض من شانه ان يكون سببا في إبطال المعاهدة .
واإلكراه الذي يقع على الدولة ياتي مصحوبا بالقوة و هو األكثر خطورة من اإلكراه الذي يقع على
ممثليها ،النه في الغالب يكون بالتهديد )21( .
الفرع الثالث :المــــــحـل
يقصد بمشروعية المحل وسبب المعاهدة بعدم وجود تعرض بين موضوع المعاهدة والفرض منها وبين
أي من قواعد القانون الدولي االمرة العامة المقبولة والمعترف بها في الجماعة الدولية كقواعد ال يجوز
اإلخالل بها وال يمكن تغييرها اال بقواعد جديدة من قواعد القانون الدولي العام لها دان الصفة فكل
معاهدة تتعارض مع هده القواعد تعتبر باطلة وال يعتد بهاJus cogens
وهدا قد نصت المادة 53من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969او عام 1986على « تعتبر
المعاهدة الغيه ادا كانت وقت عقدها تتعارض مع قاعدة قطعية من قواعد القانون الدولي العام »
وفي تطبيق هده االتفاقية يراد بالقاعدة القطعية من قواعد القانون الدولي العام اية قاعدة مقبولة ومعترف
بها من المجتمع الدولي ككل بوصفها قاعدة ال يسمح باألشخاص منها وال يمكن تغييرها اال بقاعدة الحقة
من قواعد القانون الدولي العام ويكون لها نفس الطابع وليس دلك فحسب بل ان المادة 64من ذات
االتفاقية ذهبت الى ابعد من دلك حيث نصت على « ادا ظهرت قاعدة قطعية جديدة في القانون الدولي
العام تصبح ايه معاهدة قائمة تخالف هده القاعدة الغيه ومنتهية »
وهدا عكس الحال في اإلسالم حيث ان الشريعة اإلسالمية ال تعترف بوجود قواعد أمرة الحقة بحكم انها
صالحة لكل زمان ومكان وثابتة التطبيق والسريان كما ان مسالة عدم مشروعية المعاهدات في الشريعة
اإلسالمية يتجاوزه القانون الوضعي حيث ال تجبر إبرام معاهدات التحالف والمعاهدات العسكرية مع
الكفار الن هدا النوع من المعاهدات يتعارض مع مقاصدها الحقيقية التي ترفض عقد المسلمين لها
واألمثلة على عدم مشروعية موضوع المعاهدة حكم احد المحاكم العسكرية المشكلة في ألمانيا عقب
الحرب العالمية الثانية بأنه ادا كان« الفال » رئيس وزراء فرنسا وسفير حكومة فيشي في برلين قد ابرم
مع ألمانيا اتفاقية حول استخدام أسرى الحرب الفرنسيين في المصانع األلمانية فالمحكمة قضت بان
االتفاق يعد باطال لكونه جاء مخالفا لآلداب واألخالق العامة الدولية.
ومن األمثلة على عدم مشروعية المعاهدة خاصة ان موضوعها مخالف لآلداب العامة الدولية ،االتفاق
الفرنسي االنجليزي و اإلسرائيلي المعقود في سيفر والدي كان موضوعه االعتداء على مص في 29
أكتوبر )22( . 1956
المبحث الثاني :إبرام المعاهدة وأثارها
يخضع إبرام المعاهدات إلى عديد من اإلجراءات و تمر المعاهدة قبل بداية نفاذها بعدة مراحل فال تعتبر
المعاهدة مستوفية لجميع شروطها إال بعد تعبير األطراف عن رضاهم النهائي بااللتزام ببنودها و
المراحل هي كاآلتي
المطلب األول :إجراءات إبرام المعاهدة
تعتبر المعاهدة تصرف رضائي يتم بشكل معين حتى يمكن وصفها بالمعاهدة الدولية بالمعنى الضيق ،
ولدالك فالمعاهدة بهدا المفهوم تمر بعدة مراحل إلبرامها (عقدها) بدءا بمرحة المفاوضة والتحرير مرورا
بالتوقيع وانتهاء بالتصديق والتحفظ وقد تمر بمرحة أخرى هي التسجيل والنشر )23( .
الفرع االول :المفاوضة
وتسبقها مرحلة االتصاالت وهي اتصال الدولتين او العديد من األطراف لالتفاق مبدئيا ً على موضوع
المعاهد واإلجراءات الالزمة النعقادها )24( .ثم المفاوضة هي تبادل وجهات النظر بين ممثلي دولتين
او أكثر والراغبة في ابرام تلك المعاهدة الدولية من اجل محاولة الوصول الى اتفاق فيما بينهما بشان
مسالة معينة من المسائل .
ثم ليست للمعاهدة نطاق معين ،فقد يكون موضوعها تنظيم العالقات السياسية بين الدولتين
المتفاوضتين ،وقد يكون موضوعها الشؤون االقتصادية او العالقات القانونية القائمة بينها ،وقد تكون
موضوع المفاوضة تبادل وجهات النظر بين الدولتين وبالطرق السلمية )25( .
كما ليس للمفاوضة شكل محدد يجب أتباعه ،ثم قد يقوم بالتفاوض رؤساء الدول او رؤساء الحكومات او
وزراء الخارجية للدول او بعض المندوبين الدبلوماسيين
وصيغة التفويض تختلف باختالف الدول وتغاير أحكام الدساتير القائمة فيها ،وهي على وجه العموم
مستندا مكتوب صادر من رئيس الدولة ،يحمله المفاوض إلثبات صفته والسلطات التي يخولها له رئيس
الدولة في اإلفصاح عن وجهة نظر الدولة )26( .
الفرع الثاني :تحرير المعاهدة
بعد التوصل الى اتفاق بشان األمور والمسائل المتفاوض عنها فانه يتم صياغة كل ما اتفق عليه في شكل
مكتوب تمهيدا للتوقيع عليه ،فتحرير تلك المعاهدة يعد شرطا ضروريا للمعاهدة الدولية واثبات االتفاق
الذي من شانه ان يقطع الخالف في حال وجوده ،ويتكون نص المعاهدة من قسمين أساسيين )27( :
-الـــــديــبــــــاجــة .
-صلب الموضوع .
فالديباجة هي تشمل أسماء الدول المتعاقدة* او أسماء رؤساءها او تحتوي على بيان به أسماء المفوضين
عن الدول المتعاقدة وصفاتهم .
وقد عرفت المادة /2/1ج من اتفاقية فيينا بوثيقة التفويض « الوثيقة الصادرة عن السلطة المختصة في
دولة ما بتعيين شخص او أشخاص لتمثيل الدولة في التفاوض بشان نص معاهدة ما او اعتمادها او
توقيعها ،او في اإلعراب عن موافقة الدولة على االلتزام بمعاهدة او في القيام باي عمل أخر إزاء معاهدة
ما. » .
وتعتبر الديباجة وفقا للراي الراجح قسما من اقسام المعاهدة له نفس صفة اإللزام ألحكام المعاهدة .
اما صلب المعاهدة (المنطوق)فيتكون من مجموعة من المواد التي تشكل احكام المعاهدة التي تم االتفاق
عليها وبين أطرافها .
وقد يلحق بالمعاهدة في بعض األحيان مالحق تتضمن بعض األحكام التفصيلية او تنظيم بعض المسائل
الفنية ،ولهده المالحق نفس القوة الملزمة التي تتمتع بها أحكام المعاهدة نفسها )28( .
كما انه أصبح استخدام اللغة في تحرير المعاهدة مسالة ال يختلف بشانها المفاوضون ،اد تجري تحرير
نصوص المعاهدة باكثر من لغة ،ولم تعد توجد لغة واحدة في تحرير المعاهدة ولم يعد دلك مشكلة لدى
الدول المتعاقدة حيث أصبح بإمكان الدول الموقعة فيي المعاهدة والتي تنتمي الى ثقافة واحدة الى اعتماد
اللغة المشتركة للدول المفاوضة ،اال ان المشكلة تبرز ادا كانت الدول مختلفة في ثقافتها ولغتها فهنا
تطرح اللغة التي يجري بها التفاوض وبها يتم تحرير المعاهدة )29( .
الفرع الثالث :التـــــوقيـــــــع
بمجرد االنتهاء من مرحلة التفاوض والتحرير ،تاتي المرحلة التالية والمتمثلة في التوقيع على نص هده
المعاهدة ،ودلك من قبل المفاوضين لكي يسجلوا ما تم االتفاق عليه فيما بينهم ويتبنوه ،لدلك فالتوقيع هو
المرحلة األساسية األولى التي تليها مرحلة التصديق الدستوري )30( .
ويعبر التوقيع عن رضا المفاوضين ،وال يعني ان المعاهدة أصبحت بدلك نافدة حيث ان التوقيع في
المعاهدات الثنائية يفترض موافقة الطرفين ،اما في المعاهدات الجماعية فقاعدة اإلجماع ال
تطبق ،والموافقة على النص يفرض باألغلبية)31( .
إال أن اتفاقية فيينا أوردت حاالت استثنائية تكتسب فيها المعاهدة وصف اإللزام بمجرد التوقيع عليها و
من دون الحاجة الى التصديق ،حيث نصت المادة 12من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة «1969
موافقة الدول على االلتزام بمعاهدة ما يعبر عنها بتوقيع ممثليها من ما يلي :
-ان يكون للتوقيع هدا األثر او...
-ثبت بطريقة أخرى ان الدول المتفاوضة متفقة على ان يكون للتوقيع هدا األثر او...
-تبين عزم الدولة على إضفاء هدا األثر على التوقيع من وثيقة تفويض او تم التعبير عنه أثناء
المفاوضات »()32
وفي غير هده الحاالت ال يكون للتوقيع على المعاهدة أي اثر قانوني ملزم قبل من وقوعها اال بالتصديق
عليها وهدا ما يميزها عن االتفاقيات التنفيذية ذات الشكل المبسط عن المعاهدات بالمعنى الفني الدقيق .
ويتخذ التوقيع شكلين ان يتم بأسماء ممثلي الدول كاملة وقد يكون التوقيع باألحرف األولى من أسماء
المفاوضين ألسمائهم كاملة وهدا في حاالت التردد في الموافقة نهائيا على نص المعاهدة ورغبتهم في
العودة الى حكوماتهم قبل التوقيع النهائي )33( .
الفرع الرابع :الـــتصديــــق
يعتبر التصديق على المعاهدة دلك التصرف القانوني الذي يقصد به الحصول على إقرار السلطات
المختصة داخل الدولة للمعاهدة التي تم التوقيع عليها /وهده السلطات اما لرئيس الدولة منفردا ،واما
لرئيس الدولة مشتركا مع السلطة التشريعية ،واما السلطة التشريعية لوحدها كما لكل دولة إجراءات
وطنية تعتمد عليها في عملية التصديق على المعاهدة ،ومع ان النصوص القانونية تختلف اختالفا كبيرا
بين دولة وأخرى إال أنها تشترك في المصادقة على المعاهدة من اجل نفادها )34( .
وقد نصت المادة /2/1ب من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة1969التصديق بأنه « القبول » « ،
اإلقرار» « ،االنضمام »
ويعتبر التصديق إحدى الوسائل التي تعبر من خالله الدولة عن ارتضاءها عن االلتزام بأحكام
المعاهدة ،لكن التصديق يعتبر إجراء واجب اإلتباع حتى تصبح المعاهدة نافدة ودلك في حاالت
معينة ،وهدا ما جاء في اتفاقية فيينا لقانون المعاهدة في المادة «14تعبر الدولة عن ارتضاءها االلتزام
بمعاهدة بالتصديق عليها في الحاالت التالية :
-نصت المعاهدة على ان يتم التعبير عن تلك الموافقة بالتصديق ،أو ..
-ثبت بطرقة أخرى ان الدول المتفاوضة قد اتفقت على اقتضاء التصديق ،او..
-وقع ممثل الدولة المعاهدة مع جعلها مرهونة بالتصديق ،او..
-بينت نية الدولة في توقيع المعاهدة مع جعلها مرهونة بالتصديق من وثيقة تفويض ممثليها او تم التعبير
عنها أثناء المفاوضات )35( ».
ولقد صاغ الفقه ضرورة التصديق على المعاهدات ،لتنفد في الدائرة الدولية بمسوغات عديدة أهمها :
-إعطاء الدولة فرصة أخيرة للتروي وإعادة النظر قبل االلتزام نهائيا بالمعاهدة .
-تجنب ما قد يثور من خالفات حول حقيقة إبعاد التفويض الممنوح للمفوضين عن الدولة في التفاوض
وتوقيع المعاهدة.
-إتاحة الفرص لعرض المعاهدة على ممثلي الشعب في األنظمة الديمقراطية التي تشترط موافقة السلطة
التشريعية على كل المعاهدات او على المهمة منها قبل تصديق رئيس الدولة عليها)36( .
الفرع الخامس :التـــحـــفــــضـــات
التحفظ إجراء رسمي يصدر عن إحدى الدول او المنظمات الدولية ،ودلك عند التوقيع او التصديق او
االنضمام إلى معاهدة دولية تسعى من ورائه الى تعديل او استبعاد أحكام معينه في تلك المعاهدة .
فاألثر المباشر للتحفظ هو إلغاء الحكم القانوني الوارد في نص او أكثر من معاهدة واعتبار هدا الحكم
غير نافد في مواجهة الدولة او المنظمة الدولية التي أبدته او اعتباره نافدا ،ولكن تحت شروط معينة لم
ترد في المعاهدة )37( .
فالدولة تبدي ما لها من تحفظات عند التوقيع او التصديق او القبول او االنضمام ،ومن المعلوم ان
التحفظات قد ترد على كل من المعاهدات الثنائية ،كما قد ترد أيضا على المعاهدات المتعددة
األطراف ،وان اختلفت وتباينت أثارها واحكامها القانونية )38( .
الفرع السادس :التسجيــــل والنشـــــر
تسجيل المعاهدات الدولية ليس فكرة جديدة أبدا ،كما انه بحكم عمل الدولة الى حد كبير مبدأ الدبلوماسية
السوية ،أدي دلك الى البحث عن أسباب الحرب العالمية األولى الى انتقاد مبدا الدبلوماسية السرية وكان
بروز الرئيس األمريكي ولسن كزعيم التجاه ال يحبد الدبلوماسية المكشوفة ويحبد التسجيل المعاهدة
كوسيلة لنشر أنباء عقدها وتفاصيلها .
– 1عصبة األمم :
« نصت المادة 18من عهد العصبة على ان كل معاهدة او ارتباط دولي تعقده دولة عضو في عصبة
االمم من االن فصاعدا يجب تسجيله لدى األمانة العامة ونشره في اقرب وقت ممكن ولن تكون اية
معاهدة كما لن يكون أي ارتباد دولي ملزم ما لم يسجل »
ولقد كان السبب في وضع هدا النص هو الرغبة في تفادي النتائج السيئة التي كانت على عقد المعاهدات
والمخالفات السرية وحمل الدول على إتباع خطة الدبلوماسية السرية .
–2األمم المتحدة :
أدى ميثاق األمم المتحدة الى حسم النقاش الذي كان بين الفقهاء منهم من قال يعني عدم التزام أطراف
المعاهدة بها حتى يتم تسجيلها ،وفريق أخر رأى انه يعني عدم جواز تنفيذها جبرا مع جواز تنفيذها
اختيارا،والتزام أطرافها بها بمجرد تمام التصديق حول تفسير نص المادة 18من العهد حينما قضت
المادة 102من الميثاق « كل معاهدة وكل اتفاق دولي يعقده أي عضو من أعضاء األمم المتحدة بعد
العمل بهدا االتفاق ،يجب ان يسجل في أمانة الهيئة وان يقوم بنشره بأسرع ما يمكن ،ليس الي طرف
في المعاهدة او اتفاق دولي لم يسجل وفقا للفقرة األولى من هده المادة أن يتمسك بتلك المعاهدة او دلك
االتفاق أمام أي فرع من فروع األمم المتحدة » .
ومفاد هدا النص ان عدم التسجيل ال يحول دون قيام المعاهدة بكل ما يترتب عليها من حقوق
وواجبات ،وانها تكون ملزمة ألطرافها وقابلة للتنفيذ بينهم وانه يمكن التمسك بها في مواجهة الدول
األخرى )39( .
المطلب الثاني :أثـــار الـمـعـاهـدات
القاعدة العامة هي ان المعاهدات الدولية ال تسري اال بين أطرافها وال تترتب أثارها اال في مواجهتهم ،
سواء كانت هده اآلثار حقوقا او التزامات )40( ،لدا فهي تفرض إطارا للتصرفات وقواعد السلوك ال
تتجاوزه الدول المتعاقدة فيما بينها ،فالمعاهدة تكون ملزمة لجميع الدول األعضاء التي عليها واجب
احترام العهود وااللتزامات التي تتقيد بها وتنفيذها بصورة عادلة وبنية حسنة )41( .
ومن هنا نجد أن أثار المعاهد تكون ملزمة لمن يقبل بها.وهي سامية على على سائر التشريعات
الداخلية ،هدا ما أكدته اتفاقية فيينا بسمو المعاهدة ،وهكذا فان احترام الدول للمعاهدات التي تبرمها ،هو
من المبادئ األساسية للقانون الدولي)42( .
الفرع االول :النطاق الشخصي للمعاهدات
تنتج المعاهدة أثارها بين أطرافها وال تنتقل هده اآلثار الى الغير ،بحيث ال تمنحهم حقوقا وال تلزمهم
بالتزامات اال برضاهم وهدا ما دعت اليه اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة 1969,1986حيث نصت
المادة «26كل معاهدة نافدة تكون ملزمة األطراف وعليهم تنفيذها بحسن نية »
انطالقا من هدا النص على األطراف تطبيق المعاهدة بحسن نية وعدم االحتجاج بعدم تطبيقها بحجة
القانون الوطني الدي قد يحول دون دلك)43( .
حيث كان الراي السائد سابقا ان قواعد القانون الدولي ال تخلق كمبدأ عام للحقوق وااللتزامات اال في
العالقة فيما بين الدول وانها ال تترتب اثارا مباشرة في النطاق القانوني الداخلي .
وال شك ان هدا الرأي كان صائبا حينما كانت الشخص الوحيد للقانون الدولي ،غير ان الفرد أصبح
يظهر مؤخرا بشكل تدريجي كشخص مباشر للقانون الدولي .
ومن الطبيعي ان تطبيق المعاهدات التي من هدا القبيل ادا كانت ذاتية التفنيد مباشرة في النظام الداخلي
ويمكن لألفراد االحتجاج بها أمام القاضي الوطني .
ولكن القضاء الوطني يبدو مترددا في االخد بوجهة النظم هده ،وال يعتمد األمر على الموقف الدي تتخذه
الدولة من مسالة العالقة بين القانون الداخلي والقانون الدولي )44( .
الفرع الثاني :النطاق المكاني للمعاهدات
ان المقرر بهدا الشأن ،هي ان المعاهدة ادا أصبحت نافدة فانها تصبح واجبة التطبيق في كافة األقاليم
الخاضعة لسيادة أي من األطراف المتعاقدة )45( .أي ان المعاهدة تسري في نطاق الدولة التي
تبرمها ،و قد أكدت اتفاقية فيينا على هدا المبدأ في المادة 29بنصها
« مالم يظهر من المعاهدة قصد مغاير ويثبت دلك بطرقة أخرى ،تعتبر المعاهدة ملزمة لكل طرف فيها
بالنسبة لكافة إقليمه » .ومن المعلوم ان األقاليم يشمل اإلقليم اليابس والمياه اإلقليمية وما يعلو كل منهما
من طبقات الجو )46( .
فالمعاهدة قد تطبق بموجب نص صريح او ضمني على المراكز واألوضاع القانونية ففي جزء معين او
في منطقة معينة من الدولة وهي قد تستثني بعض أراضي الدولة في مجال تطبيقها .
وتنطبق المعاهدة عرفا على كل مستعمرات الدول األطراف وأقاليم ما وراء البحار التابعة لها حالة
معاهدات السالم غير ان هده المستعمرات واألقاليم قد تستبعد من مجال تطبيق المعاهدة .
ومما هو مالحظ ان مجال تطبيق المعاهدة قد يتجاوز إقليم الدولة المتعاقدة ليشمل أقاليم ال تخضع لسيادة
هده الدولة بل يرتبط بها برابطة جمركية (فرنسا ،إمارة موناكو ،سويسرا) ،كما ان المعاهدات تمتد
الى مناطق بحرية خارج نطاق إقليم الدولة ( الجرف القاري والمنطقة االقتصادية الخالصة ) ()47
الفرع الثالث :تطبيق المعاهدات الدولية من حيث الزمان
اوال :عدم رجعية المعاهدات الدولية :
من المعلوم ان القاعدة العامة للقانون الدولي العام تبدا في السريان مند اللحظة التي تتوافر فيها الشروط
األساسية
وتبقى هده القاعدة سارية المفعول حتى يتم إلغاؤها صراحة في اتفاق دولي او ضمنيا نتيجة لنشوء قاعدة
متعارضة معها ادا نشأت القاعدة القانونية الدولية عن معاهدة فتطبيقها يبدأ من الوقت الدي حددته الدول
بسريانها او من الوقت الدي وافقت فيه الدول عليها )48( .
غير ان مبدأ عدم الرجعية في النظام الدولي ليس مبدأ مطلقا ،فال شيء يمنع طبقا لمبدأ سلطان اإلرادة
من اتفاق اطراف المعاهدة صراحة اة ضمنيا على انسحاب أثارها على الماضي .فالقاعدة االتفاقية
تضعها الدول التي لها ان تمد اثرها الى الوقائع والتصرفات السابقة على دخولها في النفاد .
وقد تضمنت المادة 28من اتفاقية فيينا على مبدأ عدم رجعية المعاهدات ما لم يظهر في المعاهدة قصد
مغاير او يثبت خالف دلك بطريقة أخرى ،ال تلزم نصوص المعاهدة طرفا فيها بشان أي تصرف او
واقعة تمت او أية حالة انتهى وجودها قبل تاريخ دخول المعاهدة حيز التنفيذ بالنسبة لدلك الطرف ( .
)49
وبمراجعة هده المادة يالحظ انه على الرغم من أهمية مبدأ عدم الرجعية اثر المعاهدات اال انه ال يشكل
قاعدة امرة من قواعد القانون الدولي كما هو الحال في المادة 53والمادة 64من اتفاقية فيينا وإنما هي
قاعدة مكملة يجوز الخروج عليها باالتفاق الصريح ،وهكذا فان مبدأ سلطان اإلرادة يلعب دورا
هاما ،حيث يعتمد على رغبة األطراف فيها اذا كانوا يريدون مد اثر المعاهدة الى الماضي اوال .
ومن األمثلة على مبدأ عدم رجعية اثر المعاهدات ،المواطن اليوناني الدي ابرم عدة عقود مع الحكومة
البريطانية عام 1922-1923وفي عام 1926أبرمت اليونان وبريطانيا اتفاقية تجارية ومالحية نصت
المادة 29منها على عرض أي نزاع على محكمة العدل الدولية كما أكدت المادة 32ان المعاهدة تدخل
حيز النفاد بعد التصديق عليها .
وإسنادا لدلك قامت اليونان برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية عام 1922-1923للمطالبة بالتعويض
عن األضرار التي أصابت مواطنيها أنداك بسبب تدخل السلطات البريطانية وإلغاءها للعقود من جانب
واحد .
رفضت محكمة العدل الدولية التجاوب مع الحكومة اليونانية ،هدا الن قبولها الدعوى يعني منح االثر
الرجعي للمادة 29من معاهدة ، 1926كما ان المعاهدة ال تتضمن أي شرط لتطبيقها باثر رجعي )50( .
ثانيا :التطبيق المؤقت للمعاهدات الدولية
ان المقصود بالتطبيق المؤقت للمعاهدات الدولية هو دخولها حيز النفاد كليا او جزئيا بين أطرافها خالل
فترة معينة على سبيل االتيار والتجربة فادا وجد األطراف ان المعاهدة تخدم مصالحهم قرروا التصديق
عليها وااللتزام بها ،وان ظهر لهم عدم فائدتها رفضوا التصديق عليها واعتبروا كان لم يكن )51( .
وهدا ما نصت عليه المادة 25من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1986,1969كما يلي :
« – 1تنفد المعاهدة او جزء منها بصفة مؤقتة لحين دخولها دور النفاد في الحاالت التالية :
1-1ادا نصت المعاهدة داتها على دلك .
2-1ادا اتفقت الدولة المتفاوضة على دلك بطرقة أخرى .
2-ما لم تنص المعاهدة او اتفقت الدول المتفاوضة على خالف دلك سوف ينتهي النفاد المؤقت لمعاهدة او
جزء منها بالنسبة للدولة ادا بلغت هده الدولة والدول األخرى التي نفدت المعاهدة فيما بينهما بصفة مؤقتة
عن نيتها في اال تصبح طرفا في هده المعاهدة »
فان تثبت بان المعاهدة تحقق مصالح األطراف تمت المصادقة النهائية عليها فتصبح نافدة بصفة كلية
ودائمة ،أما ادا ثبت العكس تم التخلي عن هده المعاهدة واعتبارها كأنها لم تكن ،على شرط عدم إلحاق
الضرر بالدول الغير األطراف في المعاهدة )52( .
الفرع الرابع :تطبيق المعاهدات الدولية من طرف القاضي الوطني
ادا استكملت واستوفت المعاهدة الدولية مراحل تكوينها في القانون الدولي وتوفرت فيها الشروط الالزمة
العتبارها مصدر القانون الداخلي فهي تسري في مواجهة جميع األطراف ،وتلزم المحاكم الوطنية
بتطبيق أحكامها وبنفس المستوى الدي تلتزم فيه بتطبيق أحكام القانون الداخلي وبالتالي فيجب على
القاضي الوطني تطبيق احكام تلك المعاهدة بأثر فوري مثل القانون الداخلي وليس بأثر رجعي
وتطبيق القاضي للمعاهدة قد ال يثير مشاكل ادا كانت نصوصها ال تتعارض مع القوانين الداخلية ،وادا
كان هناك تعارض يجب على القاضي ان يفرض النزاع )53( .
اوال :الرقابة على توفير شروط المعاهدة
قبل ان يشرع القاضي في تطبيق أحكام معاهدة دولية ما يجب عليه ان يتأكد من توفر الشروط التي نص
عليها الدستور الوطني ،ورقابة القضاء الوطني قد تكون شكلية وقد تكون موضوعية .
- 1الرقابة الشكلية :
وتقتصر على التأكد من وجود اإلجراءات الالزمة لكي تكون المعاهدة الدولية في قوة القانون ،أي تم
التصديق عليها ونشرها ،وادا تأكد القاضي الوطني من صحة نشر المعاهدة في الجريدة الرسمية دون
غيرها من وسائل اإلعالم ،اما بالنسبة للرقابة على صحة او مشروعية التصديق يجب التأكد من ان
المعاهدة تم المصادقة عليها من طرف رئيس الجمهورية مع مراجعة البرلمان
إضافة الى ان التصديق ال يعتبر مجرد اجراء دولي يعبر عن إرادة الدولة وااللتزام بأحكام المعاهدة هو
شرط هام للعمل بها كقانون داخلي طبقا ألحكام الدستور
- 2الرقابة الموضوعية
فهي تتجاوز إبرام المعاهدة وشكلها الى مضمون المعاهدة ومدى توافقه او تعارضه مع الدستور وتتوقف
هده الرقابة على مدى اعتراف النظام الداخلي لمرتبة المعاهدة بالنسبة للدستور ،هل هي اعلى منه مرتبة
ام أدنى منه وهدا يختلف من دولة الى أخرى )54(.
ثانيا :مبدأ سمو المعاهدات
اما المعاهدات التي تقوم الدولة بايرامها في مجال عالقاتها الدولية تصبح جزء من قانونها الداخلي بحيث
يتعين على جميع سلطات الدولة ان تطبق المعاهدة .كما يختلف التعامل مع المعاهدات الدولية على
حسب اخد الدولة بمبدأ وحدة القانون او بمبدأ ثنائية القانون
فبالنسبة لسمو المعاهدات الدولية على الدستور فان العمل بهدا المبدأ قليل ومن الدساتير التي تعتمد هده
الطريقة الدستور الهولندي الصادر 1922و المعدل بسنتي 1953و )55( . 1956
ثالثا :مكانة المعاهدات الدولية أمام القاضي الجزائري
بالنسبة للنظام الجزائري فان مسالة مكانة المعاهدات الدولية في القانون الداخلي وكيفية تعامل القاضي
معه فلقد عرفت تطورا عبر الدساتير انطالقا من دستور 1963الذي لم يتضمن أحكاما تتعلق بمكانة
المعاهدات ضمن القانون الداخلي
اما دستور 1976فقد أعطى للمعاهدات الدولية نفس المكانة التي يتمتع بها القانون العادي اد نصت المادة
159منه على ان « المعاهدات الدولية التي صادق عليها رئيس الجمهورية طبقا لألحكام النصوص
عليها في الدستور تكتسب قوة الدستور »
اما دستور 1989فجاء في المادة 123بتكريس مبدأ السمو للمعاهدات الدولية على القانون الداخلي
ونص « المعاهدات الـــتي يصادق عليها رئــــيس الجمــهورية حسب الشروط المنصوص عليها في
الدستور تسمو على القانون »()56
المطلب الثالث :تفسير المعاهدة
يعتبر موضوع تفسير المعاهدة كثيرا ما يطرح مشاكل بشان تحديد المعنى المقصود بمصطلح او تعبير
او نص (بند) مادة من مواد المعاهدة ()57وما يتطلبه من وضوح او تفسير او التعليق ودلك لقصر
عبارة النص عن الداللة على ما قصدته منه بالفعل الدول المتعاقدة او لغموضه او لتناقضه الظاهر مع
نص اخر .فتكون مسالة تفسير المعاهدة بازالة هدا اللبس واالبهام ودلك عن طريق هيئة (الجهاز)
المختصة بتفسير المعاهدة وتتم هده الدراسة استنادا لطرق ومبادئ لتفسير المعاهدة )58( .
الفرع االول :الجهة المختصة بتفسير المعاهدة
يتم تفسير المعاهدة بطريق دولي هدا ما يسمى بالتفسير الدولي للمعاهدة ،واما بطريق داخلي ما يطلق
عليه بالتفسير الداخلي للمعاهدة .
اوال :التفسير الدولي للمعاهدة
ويتم هدا التفسير بعدة وسائل المتمثلة في التمثيل الحكومي الدولي والتفسير القضائي الدولي .
- 1التفسير الحكومي (التفسير الرسيمي)
ويتم هدا التفسير باالتفاق بين الدول األطراف في المعاهدة والدين يعتبرون اكثر مقدرة وتمكن من غيرها
على تفسير نصوص تلك المعاهدة وكون هدا التفسير الحكومي للمعاهدة تفسيرا صريحا وقد يكون تفسيرا
ضمنيا
فالتفسير الصريح يطلق عليه بالتفسير أالتفاقي او الدبلوماسي ويأتي بأشكال عديدة فهو من جهة قديم
بمقتضى نصوص تفسيرية تدرج ضمن أحكام المعاهدة بمعنى ان تشتمل المعاهدة على بعض النصوص
التي تخصص لتفسير او إيضاح مدلول المصطلحات الواردة في المعاهدة )59( .
مثال اتفاقية فيينا بشان قانون المعاهدات التي خصصت تعريفات قانونية لمختلف المصطلحات الواردة في
االتفاقية)60(.
ومن جهة ثانية يتم التفسير بشكل معاصر للمعاهدة عن طريق وضع مالحق تضاف الى المعاهدة ( .
)61
ومن جهة ثالثة ياخد هدا التفسير شكل اتفاقيات تفسيرية سواء كانت معاصرة الحقة على المعاهدة وتاخد
هده االتفاقيات التفسيرية صورة بسيطة يكون نتيجة تشاور في اجتماع خاص يحرر فيه برو توكول
يلحق بالمعاهدة .
وكذلك يتم عن طريق تبادل البرقيات والمذكرات الرسمية وأيضا يتم بتصريحات متبادلة من احد الدول
األطراف يتم قبوله صراحة من جانب الدول األخرى
اما التفسير الضمني ،فهو دلك التفسير الذي ينشا عن تنفيذ اإلطراف المتعاقدة )62(،ألحكام المعاهدة
بطريقة متماثلة ومنسجمة دون ان يعلن دلك بوثيقة رسمية )63( .
- 2التفسير القضائي الدولي للمعاهدة
ان عملية التفسير هي عملية قانونية نموذجية يمكن الفصل فيها عن طريق هيئة تحكمية او قضائية
دولية .فالتفسير القضائي الدولي للمعاهدة يمكن ان يكون إلزاميا او اختياريا ،فهو من جهة يعتبر التفسير
القضائي إلزاميا اد تم االتفاق مسبقا على ضرورة عرض النزاع المتوقع حصوله مستقبال بشان تفسير
المعاهدة فادا لم تضع الدول المتعاقدة تفسيرا خاصا لبعض نصوص المعاهدة المبرمة بينها فعليها ان
تراعي عند تنفيد قواعد العدالة وحسن النية وان تراجع كلما شب غموض في امر ما الى روح المعاهدة
والقصد الحقيقي منها ان لم تسعفها حرفية النص وعليه ادا قام بينها خالف بشان تفسير نص ما ان تعمل
بقدر المستطاع على تسويته وال تتركه يستفحل ويسيء الى العالقات الدولية وفيما بينها وتحقيقا لهدا
الغرض تقوم الدول المتعاقدة بعرض كل نزاع قد ينشا بينها خاصة عند تنفيذ المعاهدة او بتفسيراحد
نصوصهاعلى التحكيم اوالقضاء الدولي اوعلى اية هيئة أخرى تعين في دات المعاهدة.
ثم قد يكون تفسير المعاهدة اختياريا عند اتفاق األطراف المعنية -هدا بعد حصول – على عرض دلك
النزاع على القضاء الدولي بنوعيه حول ما تثيره أحيانا تفسيرات المعاهدات العامة من خالفات قد تهدد
السلم الدولي وما تقتضيه المصلحة العامة من ضرورة معالجة هده الخالفات قبل ان تتسع رقعتها وتشتد
خطورتها
ولقد أشارت إليها في عصبة االمم في المادة 13وفرض على الدول ان تلتمس تسويتها بالوسائل
الدبلوماسية فان لم تفلح عرضت األمر على التحكيم او القضاء الدولي )64( .
ثانيا :التفسير الداخلي للمعاهدة
اختلف الفقهاء في مدى اختصاص القضاة الوطني في تفسير المعاهدة ودلك من خالل اختالف االتجاهات
المعبر عن التفسير الداخلي للمعاهدة حيث ان يأتي االتجاه األول برفضه الختصاص المحاكم الوطنية
بنوعيها القضائي واإلداري لقيامها بعملية تفسير المعاهدة وليس من حقها فهو من عمل اختصاص
الحكومة (السلطة التنفيذية)،هدا طبقا لمبدأ الفصل بين السلطات ،هدا ما عبر عنه مجلس الدولة الفرنسي
ويرى انه في حال ما ادا عرضت مشكلة تفسير معاهدة أمام القضاء الداخلي فعلى القاضي ان ال يفصل
في النزاع المعروض عليه حتى يصله تفسير المعاهدة من طرف حكومته (وزارة الشؤون
الخارجية)بمعنى ان حلها المسبق ضروري للفصل في النزاع ما يعرف بحل المسالة األولية
ويأتي االتجاه الثاني ما عملت به محكمة النقض الفرنسية التي يميز بين المسائل التي تثيرها المعاهدات
حيث ان جهاز الحكومة يختص بتفسير المعاهدات المرتبطة بالنظام الدولي العام (معاهدات
الحماية ،اتفاقيات الصلح ،االتفاقيات القنصلية ،معاهدات تسليم المجرمين)....في المقابل تختص المحاكم
الوطنية بنوعيها بتفسير باقي المعاهدات والتي ال ترتبط بالنظام الدولي العام .
ويرى االتجاه الثالث ان القضاء الوطني يختص بتفسير المعاهدة وهي عند التطبيق بمثابة القانون كما
يراعي القاضي الوطني المبادئ الدولية عند تفسير المعاهدة،هدا انطالقا من مبدأ سمو القانون الدولي
العام على القانون الداخلي هدا ما اقرته معظم تشريعات دول العالم و هدا االتجاه األخير الراجح الذي
تاخد به المحاكم الوطنية بالعديد من الدول )65( .
الفرع الثاني :طرق ومبادئ تفسير المعاهدة
رغم عدم وجود قواعد مستقرة مسلم بها في شأن تقسيم المعاهدة فانه يمكن القول إن هناك ثالث طرق
أساسية لتفسير المعاهدة
أوال :الطريق الشخصية
تقوم هذه الطريقة على ان الهدف الرئيسي من تفسير المعاهدة عن نية أطراف المعاهدة وما يقصد كل
منهما في نص المعاهدة أي الكشف عن المعنى الذي ينبغي إعطاءه للنص وفقا لنية أطراف المعاهدة
وذلك عن طريق العودة لألعمال التحضيرية( المشاريع الدولية) للمعاهدة او من خالل التصرفات الالحقة
لألطراف أي بعدإبرام المعاهدة
ثانيا :طريقة المعالجة النصية
وتبدي هذه الطريقة األهمية الكبرى على النص نفسه والذي يعتبر نقطة انطالق في البحث عن مقصودا
ته -مدلوالته -ثم إن هذه الطريقة وبطريقة عملها فهي األخرى لتتجاهل كليا ميالة نية األطراف ،حيث إن
التفسير يبدأ بدراسة عميقة للنص المراد تفسيره نظرا الن النص هو التعبير عن نية وإرادة األطراف
فيكون بذلك إن إيضاح لمعني النص فهو بالحقيقة إيضاح إلرادة ونية األطراف المعنية
وإذا لم يكن النص واضحا فانه ال يمكن الرجوع لهذه الحالة لمصادر تفسيرية أخرى
ثالثا :الطريقة الموضوعية
هذه الطريقة تستخدم بصفة خاصة في في تفسير االتفاقيات الدولية الشارعة(.ذات الطابع االجتماعي أو
اإلنساني) وأيضا في تفسير المواثيق والنظم التأسيسية للمنظمات الدولية
وهذه الطريقة متميزة بتجاهلها لنية األطراف وتقوم هذه الطريقة على أساس تفسير المعاهدة على نحو
يتفق أو يتماشى مع موضوعها وهدفها وتسمى هذه الطريقة التفسيرية بـ« التفسير الوظيفي للمعاهدات »
()66
رابعا :تفسير المعاهدات وفق اتفاقية فينا
جاء في اتفاقية فيانا في القسم الثالث من الباب الثالث في المواد 31-33للقواعد الخاصة في تفسير
المعاهدات وهي ال تخرج في جوهرها عما سلف الذكر فيما تقدم .
المادة :31تضع القاعدة العامة في التفسير كاألتي:
-1تفسيربحسن نية طبقا للمعنى العادي أللفاظ المعاهدة في اإلطارالخاص بها في ضوء موضوعها
والغرض منها
-2اإلطارالخاص بالمعاهدة لغرض التفسير يشمل إلى جانب نص المعاهدة بما في ذلك الديباجة
والملحقات ما يلي:
1-2أي اتفاق يتعلق بالمعاهدة ويكون قد عقد بين األطراف جميعا بمناسبة عقد هذه المعاهدة .
2-2اي وثيقة صدرت طرف أو أكثر بمناسبة عقد المعاهدة وقبلتها األطراف األخرى كوثيقة لها صلة
بالمعاهدة:
-3يؤخذ في االعتبار إلى جانب اإلطار الخاص بالمعاهدة)67( :
1-3اي اتفاق الحق بين األطراف بشان تفسير المعاهدة أو تطبيق أحكامها
2-3اي مسلك الحق في تطبيق المعاهدة يتفق عليه األطراف بشان تقسيمها
3-3أي قواعد في القانون الدولي لها صلة بالموضوع يمكن تطبيقها على عالقة بين األطراف
-4يعطى معنى خاص للفظ معين إذا ثبت أن نية األطراف قد اتجهت إلى ذلك و تنص المادة -32على
الوسائل المكملة للتفسير كاألتي:
يجوز االلتجاء إلى وسائل مكملة في التفسير بما في ذلك األعمال التحضيرية للمعاهدة والظروف
والمالبسات لعقدها وذلك لتأكيد المعنى الناتج عن تطبيق المادة31أو لتحديد المعنى إذا هدى التفسير وفقا
للمادة 31إلى:
-1بقاء المعنى غامضا أو غير واضح
-2أو أدى إلى نتيجة غير منطقية أو غير معقولة
أما المادة-33فتناولت تفسيرات المعاهدات المعتمدة بلغتين أو أكثر وتقرر:
-1إذا اعتمدت المعاهدة بلغتين أو أكثر يكون لكل نص من نصوصها نفس الحجية ما لم تنص المعاهدات
أو يتفق األطراف على أنه عند االختالف تكون الغلبة لنص معين
-2نص المعاهدة الذي يصاغ بلغة غير إحدى اللغات التي اعتمدتها ال يكون له نفس الحجية إال إذا نصت
المعاهدة أو اتفق األطراف على ذلك
-3يفترض أن إللغاء المعاهدة نفس المعنى في كل نص من نصوصها المعتمدة
-4عندما تكشف المقارن بين النصوص على اختالف في المعنى لم يزله بتطبيق المادتين 32-31يؤخذ
بالمعنى الذي يتفق مع موضوع المعاهدة والغرض منها توفيق بقدر اإلمكان بين النصوص المختلفة فيما
عدا حالة ما تكون ألحد النصوص الغلبة وفقا للفقرة األولى)68( .
المبحث الثالث :تعديل وإنهاء المعاهد
تخضع المعاهدة إلى التعديل او حتى اإللغاء و دلك نظرا لما يحتاجه أطراف المعاهدة من أهداف
ومصالح
المطلب األول :تعديل المعاهدة
إن اقتضاء التعديل يعني وجود مصلحة مشتركة ألطراف المعاهدة يراد الوصول إليها الشيء الذي
يوجب التعديل من اجل الوصول لهذه المعاهدة
الفرع األول :المبادئ العامة إلنهاء المعاهدة
تخضع العاهدات لقاعدة تنص على رضا األطراف المتعاقدة على التعديل شرط أساسي وهذا المبدأ يكون
سواءا في المعاهدات الثنائية أو الجماعية
المعاهدات تميز بين أحكام خاضعة للتعديل وأخرى يحضر تعديلها وذلك من أجل استقرار المعاهدة وقد
يرفض التعديل إال بعد انقضاء مدة زمنية مثل اتفاقية مونترو193 6المتعلقة بالمضايق التركية إال بعد
5سنوات .وهكذا يستخلص إن ال تعديل للمعاهدة إال بعد صروف دولية موجبة.
يتم تعديل المعاهدة بالممارسة الالحقة للدولة المتعاقدة فممكن أن تعدل بعض األحكام ناحيتها العملية دون
إجراء تعديل على شكلها وقد رفضت اتفاقية فيينا االعتراف بهذه الممارسة لنقض المعاهدة من إجراء
التطبيق المخالف لنصوصها إال إذا قبلت بذلك الدول نفسها
ال وجود ألي مشكلة في التعديل إذا ما تضمنت المعاهدة نصا يبين طريقة تعديلها()69
التعديل يتم وفقا لقاعدة اغلبية الثلثين مالم تنص هده المعاهدة على جواز تعديلها باتباع اجراءات اخرى
وفي حال غياب النص على التعديل في المعاهدة ،فتكون طريقة التعديل
الفرع الثاني :قواعد تعديل المعاهدة الثنائية
ان القسم الرابع من اتفاقية فيينا خصص لتعديل المعاهدات والقواعد التكميلية للمعاهداة ،فالمعاهدة الثنائية
ال توجد صعوبة في تعديلها فمتى انعقدت ارادة الطرفين الى دلك يتم التعديل وفقا لالتفاق ومن هده
القواعد ندكر :
اوال :التعديل عن طريق االتفاق الصريح
في المادة 39من اتفاقية فيينا تنص على هدا التعديل فترى جواز تعديل المعاهدة باتفاق اطرافها ،وهده
القاعدة طبيعتها تكميلية فقد تضمنت المعاهدة النص على عدم جواز التعديل او على وضع قيود او شرط
على هدا التعديل ،وقد ال تشترط المعاهدة انقضاء مدة معينة لجواز التعديل ويتخد االتفاق على التعديل
اى شكل تختاره اطراف المعاهدة لدلك فقد يجري تعديل المعاهدة الشكلية عن طريق اتفاق مبسط وحتى
بالطريق الشفوي او الضمني ()70
ثانيا :التعديل بالطريق العرفي
يمكن تعديل المعاهدة عن طريق العرف مثل ما تقدمت به لجنة القانون الدولي لما اقترحت في مشروع
تقدمت به التفاقية فيينا نص ( م 38 /من المشروع ) يمكن معه تعديل المعاهدة عن طريق التعامل االحق
متى ثبت ان هدا التعامل قد قصد اتفاق االطراف على تعديل المعاهدة .
ثالثا :التعديل عن طريق ظهور قاعدة امرة جديدة
ليس هنالك ما يمنع من ظهور قاعدة امرة جديدة ال تتعارض مع المعاهدة بمجملها بل بحكم معين فيها
فيكون االنقضاء على الحكم الملغي فقط ال على المعاهدة ككل (،)71إذ تعد المعاهدة باطلة ومنتهية إذا
تعارضت مع قاعدة آمرة جديدة عامة التطبيق في القانون الدولي استقرت بعد نفاذها (، )72وتعبر المادة
44من االتفاقية التي تتعلق بمسالة الفصل بين نصوص المعاهدة الموضحة بامعان صحة هدا الراي
والسيما الفقرة الخامسة منها ()73
ونصت اتفاقية فيينة لقانون المعاهدات على طرق ووسائل ودية لحل النزاعات الناجمة عن المعاهدات
المدعى ببطالنها أو القابلة لإلبطال وذلك بالتوفيق اإللزامي (وهو ملزم بداية وغير ملزم من حيث
النتائج) والتحكيم الدولي والقضاء الدولي في حاالت معينة هي حاالت تعارض المعاهدة مع النظام العام
الدولي (المادة )74( .)66
الفرع الثالث :قواعد تعديل المعاهدات الجماعية
ان التعديل في هده الحالة ال يكون سهال باألخص ادا كانت الرغبة في التعديل ليست من جميع األعضاء
ولقد تحملت اتفاقية فيينا على عاتقها القواعد واإلجراءات التي يتعين اتباعها عند االقدام على تعديل
المعاهدة المتعددة االطراف فنصت المادة 40منها على :
1-تسري الفقرات التالية على تعديل المعاهدات المتعددة االطراف مالم تنص المعاهدة على غير دلك .
2-يجب ابالغ جميع الدول المتعاقدة بان اقتراح بشان تعديل معاهدة متعددة االطراف فيما بين االطراف
جميعا ويكون لكل طرف الحق في ان يشترك في :
1-2االقرار الخاص بالتصرف الدي يتخد بشان هدا االقتراح.
2-2التفاوض وابرام أي اتفاق لتعديل المعاهدة .
3-كل دولة من حقها ان تصبح في المعاهدة ،و كطرف في المعاهدة المعدلة .
4-ال يلزم االتفاق الخاص بالتعديل اية دولة طرف في هده المعادلة ،حكم المادة 30في فقرتها 4ب .
5-اية دولة تصبح طرف في المعاهدة بعد دخول االتفاق المعدل دور النفاد ومالم تعبر عن نية مغايرة
تعتبر :
-طرفا في المعاهدة المعدلة .
-طرفا في المعاهدة الغير معدلة في مواجهة أي طرف في المعاهدة لم يلتزم باالتفاق المعدل )75( .
ونجد ان المادة 41من نفس االتفاقية تضيف فيما يخص المعاهدة المتعددة االطراف :
1-يجوز لطرفين او اكثر في المعاهدة المتعددة االطراف االتفاق على تغيير المعاهدة فيما بينهم :
1-1ادا كانت هده المعاهدة تنص على امكانية هدا التغيير.
2-1ادا لم تحرم المعاهدة امكانية هدا التغيير وكان :
-ال يؤثر على تمتع االطراف االخرى بحقوقهم طبقا للمعاهدة او على ادائهم اللتزاماتهم .
-ال يتعلق بنص يتعارض اإلخالل به مع التنفيد الفعال لموضع المعاهدة والفرض منها ككل .
2-يجب في الحاالت التي تخضع لحكم الفقرة األولى ( )1-1على األطراف الراغبين في التغيير إبالغ
األطراف االخرى بنيتهم في عقد االتفاق وبالتغيير الدي ينص عليه االتفاق شرط عدم مخالفة المعاهدة .
()76
المطلب الثاني :إنهاء العمل بالمعاهدة
إن إنهاء العمل بالمعاهدة يعني وضع حد الستمرار نفادها وتصبح في هده الحالة غير سارية المفعول .إال
انه هناك اختالف في نهاية المعاهدة ،هدا يخص بطبيعة المعاهدة حيث المعاهدة الثنائية عند نقضها أو
االنسحاب منها ،يعني زوال المعاهدة بمجملها على عكس المعاهدة الجماعية ()77
الفرع األول :األسباب االتفاقية إلنهاء المعاهدة
تختص المادة 54من اتفاقي فيينا بانقضاء المعاهدة او االنسحاب منها .أما المادة 57فتختص بإيقاف
العمل بالمعاهدة ،وقد يكون هدا اإلنهاء بوقت الحق او اتفاق مشترك
اوال :إنهاء المعاهدة وفقا ألحكامها :
-1النص الصريح على أسباب االنقضاء او االنسحاب او اإليقاف :
ودلك لمبدا سلطان اإلرادة ودلك كون المعاهدة تحمل نصوص بأسباب االنتهاء ،ولهده النصوص أشكال :
-النص على اجل محدد النتهاء المعاهدة بحلوله :
ويشكل عامل الزمن مقياس النتهاء المعاهدة ،حيث نهاية اجل االتزام باحكام المعاهدة يعني انقضاء
المعاهدة .
-النص على شرط فاسخ :
بوقوع حدث ما تنقضي جراءه المعاهدة ،بمعنى ان عند وقوع واقعة او حدث ما لها اثر على االطراف
المتعاقدة يتم بدلك انهاء هده المعاهدة ( )78ويكون نتيجة لإلخالل الجوهري بأحكام المعاهدة ،مما يخول
أطرافها اآلخرين التمسك بهذا اإلخالل أساسا ً إلنهاء المعاهدة أو إليقاف العمل بها كليا ً أو جزئياً .ويكون
اإلخالل جوهريا ً بموجب معاهدة المعاهدات فيما اليبيحه قانون المعاهدات ،أو أخ ّل بنص ضروري
لتحقيق موضوع المعاهدة أو الغرض منها .ومن أهم األمثلة على اإلخالل الجوهري بالمعاهدة اشتراك
بريطانية في العدوان الثالثي على مصر العربية عام 1956خالفا ً ألحكام معاهدة الجالء عن مصر لعام
1954التي كان يحق لبريطانية بمقتضاها استخدام قواعدها العسكرية إذا تعرضت مصر أو أي بلد
عربي أو تركية لعدوان خارجي وسارعت بريطانية للدفاع عن البلد المعتدى عليه .واإلخالل هنا كان
جوهريا ً ألن بريطانية كانت أحد المعتدين على مصر بدل الدفاع عنها مما حمل مصر على إعالن إلغاء
البنود الخاصة بالقواعد العسكرية في معاهدة الجالء ()79
-النص على نقض المعاهدة او االنسحاب منها :
وهو اشعار يصدر عن االرادة المنفردة اة الجماعية وهو تعبير عن الرغبة في التحلل من احكام المعاهدة
ودلك يكون بشروط )80( ،يمكن لدولة طرف في معاهدة أن تقرر بمحض إرداتها اإلنسحاب من
المعاهدة و ذلك بوضع
حد لوجود المعاهدة إزائها إذا كانت المعاهدة ثنائية أو بعد إلتزام الدولة ذاتها إذا كانت المعاهدة متعددة
األطرف ،يمكن للمعاهدةان تنص على إمكانية اإلنسحاب وأن تضع شروطا ً لذلك وتتعلق هذه الشروط
غالبا ً بضرورة تنبيه الدولة( )81المنسحبة و إحترام اآلجال بإعتبار أنه و في أغلب األحيان اإلنسحاب ال
يكون فوري مثل معاهدة اليونيسكو نصت على إمكانية اإلنسحاب و لكن ال يكون ذلك إال بعد سنتان من
تاريخ إبالغ نية اإلنسحاب ) ،أما إذا لم تتعرض المعاهدة إلى إمكانية اإلنسحاب فإن ذلك مبدئيا ً غير
ممكن إال إذا تمكنت الدولة التي ترغب في اإلنسحاب إقامة الدليل على أنه كان في نية األطراف السماح
بذلك عند إبرام المعاهدة أو أن تلك اإلمكانية تسنتج من طبيعة المعاهدة مثل ( :ميثاق منظمة األمم
المتحدة لم يتعرض إلمكانية اإلنسحاب و لكنه لم ينص على عدم إمكانية ذلك و وقع عدم تفسير ذلك
بإمكانية ذلك أي اإلنسحاب رغم أنه في الواقع لم يقع أي إنسحاب ) )82( .
-النص على إيقاف العمل بالمعاهدة :
نجيز المادة 57من اتفاقية فيينا إيقاف العمل بالمعاهدة بالنسبة لجميع أطرافها أو لطرف معين مثلما نجده
في المعاهدات االقتصادية .
-2النص الضمني على أسباب االنتهاء :
ويدخل تحت هده الصورة عدة أشكال تجيز هي األخرى انتهاء المعاهدة
-االنقضاء عن طرق تنفيذ المعاهدة تنفيذا كامال :
وهنا يتم االنتهاء نظرا للوصول للهدف المراد ودلك بتنفيذ االلتزامات من قبل أعضاء المعاهدة بصورة
كاملة ،مثل ريم الحدود ،أو سداد قرض ما فان المعاهدة تنقض بتمام عملية الترسيم أو قضاء تلك
الديون .
-نقض المعاهدة أو االنسحاب منها دون إذن مسبق:
قد ال نجد جواز ذلك في معاهدات منصوص عليها .إال أنه يبقى أمر وارد لكن أحكام المعاهدة تنص على
ضرورة التزام األعضاء بتنفيذ التزاماتها )83( .
ثانيا :انتهاء المعاهدة التفاق الحق
بما أن المعاهدة فعل اتفاقي يستلزم حتى نهايتها يمكن أن نأتي باتفاق وهذا االتفاق يمكن أن يأتي صرحا
أو ضمنيا
1-االتفاق الصريح :وذلك طبقا للمادة 54من اتفاقية فيينا فيما يخص جواز انتهاء المعاهدة برضا جميع
األطراف .وقديمكن أن يتقدم طرفين أو أكثر إيقاف العمل بالمعاهدة باتفاق بين بعض األطراف فقط طبقا
للمادة58
1-1يجوز لطرفين أو أكثر في المعاهدة الجماعية أن يعقدوا اتفاقا بإيقاف العمل بنصوص المعاهدة
بصورة مؤقتة وفيما بينهم فقط وذلك)84( :
-إذا نص على إمكان هذا اإليقاف بالمعاهدة
-إذا كان هذا اإليقاف غير محضور بالمعاهدة
2-1فيما عدا ذلك أي الحالة التي تحكمها الفقرة ()1-1وما لم تنص المعاهدة على على خالف ذلك
ينبغي على األطراف المعينة إحضار األطراف األخرى في عقد االتفاق.
-2االتفاق الضمني « :ال بفرق نص المادة 54بين االنقضاء الصريح و االنقضاء الضمني للمعاهدة وقد
أجازت الفقرة األولى من المادة 59من اتفاقية فيينا صراحة انقضاء المعاهدة المفهوم ضمنا من عقد
المعاهدة الحقة »( ،)85فالمعاهدة تعتبر منتهية ضمنيا إذا تحقق:
ظهر من المعاهدة الالحقة أو ثبت بطريقة أخرى أن األطراف قد قصدت أن يكون الموضوع محكوما
بهذه المعاهدة.
الفرع الثاني :األسباب الخارجية )غير اإلرادية( إلنهاء المعاهدة .
وهذه األسباب عديدة ومتنوعة إال أنها تتفق بكونها ال تستند الى االرادة الصريحة أو الضمنية لألطراف
المعاهدة وإنما ترجع إلى وقوع أحداث طارئة والحقة على إبرام المعاهدة تؤدي إلى انتهائها )86(.
أوال :األسباب الخارجية الناتجة عن سلوك األطراف:
-1اإلخالل الجوهري بأحكام المعاهدة:
إن عدم تنفيذ المعاهدة من قبل أحد أطراف المعاهدة يعتبر أمر معيب على الصعيد الدولي وذلك إخالال
بااللتزام الدولي الذي تفرضه قاعدة قانونية دولية.وتقنن المادة من اتفاقية فيينا القاعدة العرفية الخاصة
بانقضاء المعاهدة.نتيجة اإلخالل بها وذلك على الوجه التالي:
- 1-1اشتراط اإلخالل الجوهري بالمعاهدة :وتعتبر الفقرة الثالثة من المادة تحدد بدقة هذا اإلخالل
وطبيعته للضمان االستقرار في المعاهدة فكان اإلخالل فيها كما يلي)87( :
-التنصل من المعاهدة بما ال تجيزه هذه االتفاقية
-مخالفة نص أساسي لتحقيق موضوع المعاهدة والغرض منها
-2-1نتائج اإلخالل الجوهري للمعاهدة :
-يخول هذا اإلخالل لألطراف األخرى باتفاق جماعي فيما بينهم إيقاف العمل بالمعاهدة كليا أو جزئيا
سواء في العالقة بينهم وبين الدولة التي أخلت بأحكامها أو في العالقة بين جميع األطراف
-يخول من تأثير بصورة خاصة من هذا اإلخالل التمسك به كأساس إليقاف العمل بالمعاهدة كليا أو
جزئيا في العالقة بينه وبين الدولة المخلة.
-يخول ألي طرف آخر ماعدا الطرف المخل التمسك بهذا اإلخالل كأساس إليقاف العمل كليا أو جزئيا
بالنسبة إليه إذا كانت طبيعة هذه المعاهدة تجعل اإلخالل الجوهري بأحكامها من جانب أحد األطراف
يغير بصورة أساسية وضع كل طرف فيما يخص التزاماته المستقبلية .
-2أثر الحرب على المعاهدات الدولية :فهنا نوع المعاهدة مرتبطا ارتباطا كبيرا بأثر الحرب فيكون
االختالف كالتالي)88( :
1-2الحرب قد تنهي المعاهدة الثنائية بين الدول المتحاربة مثل معاهدات التجارة والصداقة وذلك استنادا
إلى نظرية التغير في الظروف
2-2إال أنه تبقى المعاهدات المعقودة خصيصا لوقت الحرب مثل المعاهدات التي تنص على تجنب
أسلحة معينة خالل الحرب.
3-2المعاهدات التي تنشئ مراكز موضوعية دائمة يحتج بها في مواجهة الكافة بالحرب ال تؤثر الحرب
على األوضاع الناشئة عنها.
4-2استمرار المعاهدات المتعددة األطراف التي تهم جميع الدول في النفاذ وكل ما لحالة الحرب من أثر
عليها هو إيقاف العمل بها بين المتحاربين.
-3الصرف الالحق:
إن اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات ال تتطرق لهذه المسألة إال أنة يمكن اتخاذ الصرف الالحق بعين
االعتبار في مسألة التعديل ألن المعاهدة تنقضي تدريجيا لعدم تطبيقها بين األعضاء عرفيا إال أن القضاء
ال يؤيد عموما هذه النتيجة
ثانيا :األسباب الخارجية المستقلة عن سلوك األفراد:
1-استحالة التنفيذ :ويعالج هذا األمر في المادة م( )89من اتفاقية فيينا حيث تجيز االحتجاج باستحالة
التنفيذ كسبب النقضاء المعاهدة أو االنسحاب منها أذا كانت االستحالة مطاقة أما إذا كانت مؤقتة فيجوز
االحتجاج بها كأساس إليقاف العمل بالمعاهدة وهذا األمر يخص بصفة خاصة المعاهدة الثنائية أما
المعاهدة الجماعية فانه ال يؤثر كثيرا على حيات المعاهدة.
2-التغيير الجوهري في الظروف :إن الظروف ليس بالضرورة تبقى ثابتة فقد تتغير أثناء تنفيذ المعاهدة
ووفقا ألحد مبادئ القانون الدولي العرفي تبقى المعاهدة ملزمة ما بقية الظروف بشكلها األول .أما إذا
تغيرت بشكل أساسي فأن للظرف المضرور االحتجاج فيمكن أن ينسحب من المعاهدة.
3-ظهور قاعدة آمرة جديدة :وذلك نتيجة لمبدأ تدرج القواعد القانونية وقد استحدثته م 64/من اتفاقية فيينا
لقانون المعاهدات فيمكن أن تنتهي المعاهدة في حالة ظهور قاعدة آمرة جديدة من القواعد العامة للقانون
الدولي تتعارض معها)90( .
الخاتمة
ان المعاهدات الدولية توجد كاتفاق يبرم بين شخصين او أكثر من أشخاص القانون ال دولي ،ودل ك بقص د
إحداث أثارقانونية ،للمعاهدة عدة أشكال ،ثنائية األطراف او متعددة األطراف أي جماعية .كما ان هناك
معاهدات تتعلق بالطبيعة القانونية الدولية من معاهدات شارعة ،وال تي تعم ل على س ن القواع د المنظم ة
لمختلف العالقات بين أشخاص القانون ال دولي ،ومعاه دات عقدي ة المتعلق ة ب األمور الخاص ة لألط راف
المتعاقدة.ومعاهدات ذات الطابع الشكلي ،ودلك انها معاه دات مطول ة او ارتس امية أي انعقاده ا ال يتم اال
بعد مروره ا بمراح ل خاص ة ،من مفاوض ة والتوقي ع والتص ديق.ومعاه دات مبس طة تنفيذي ة ودل ك عن
طريق األدوات القانونية المعمول بها من رسائل ومذكرات.هده المعاهدات وان اختلفت بأنواعها وتع ددها
،فإنها تخضع لشروط لحتى يتم انعقاد هده المعاهدات ،من األهلية ،وهي ت وفر ص فة الشخص ية القانوني ة
الدولي ة .،إض افة لرض ا الط رفين ،وإب داء إرادتهم ا به ده المعاه دة ،وأيض ا مش روعية المح ل وس بب
المعاهدة .و إجراءات المعاهدة تبتدئ بالمفاوضة بين األطراف باالتصال و االتفاق مبدئيا على الموضوع
،ثم يتم تحريرهده المعاهدة بعد التوصل لالتفاق ،ويكون بصيغة مكتوبة تمهيدا للتوقيع عليه ا ،من ط رف
المتعاقدين والمعبرين عن رضاهما له ده المعاه دة ،ليتم التص ديق عليه ا من ط رف الس لطات المختص ة
داخل الدول المتعاهدة .وتخضع هده اإلج راءات لض رورة التحف ظ ،لض مان ص يرورة المعاه دة .ثم يتم
تسجيلها ونشرها تفاديا لفقدان المعاهدة لقوتها الملزمة.
بعد إع داد ه ده المعاه دة يك ون تطبيقه ا إال على أطرافه ا وال ي ترتب أثاره ا إال في م واجهتهم بحيث ال
تمنحهم حقوق ا وال تل زمهم بواجب ات اال برض اهم ،وعلى األق اليم الخاض عة لس يادة أي من األط راف
المتعاقدة ،وتسري المعاهدة مند لحظة نفادها ح تى يتم إلغاءه ا ،كم ا أنه ا تل زم القاض ي الوط ني بتط بيق
أحكام تلك المعاهدة مثل القانون الداخلي.
كما ان المعاهدات الدولية تفسر نصوصها وتحدد المعنى المقصود من مصطلح او تعبيرما ليس هل العم ل
بها ،ودل ك من ط رف جه ة مختص ة ل دلك وبط رق ومب ادئ يعتم دونها كالطريق ة الشخص ية ،وطريق ة
المعالجة النصية ،الطريقة الموضوعية،
ولوجود المصالح المش تركة بين األط راف المتعاق دة تخ ع المعاه دة للتع ديل وف ق مب دأ رض ا األط راف
وقواعد تنصها اتفاقي ة فيين ا ل دلك ،من تع ديل باتف اق ص ريح او بطري ق ع رفي او بظه ور قاع دة آم رة
دة . جدي
كما ان سريان المعاهدة يمكن ان يحد مفعوله بوضع حد لنفادها وإنه اء العم ل به ا ودل ك ألس باب اتفاقي ة
مثل ما تنصه أحكامها او ألسباب خارجية أي غير اتفاقية ما تعبرعنه س لوك اح د األط راف المتعاق دة او
استحالة تنفيذ تلك المعاهدة.
وتبقى طبيعة المعاهدات الدولية الوصول لحلول ترضي األطراف وتضمن بها الحقوق والحريات ،اال ان
هناك معاهدات استغاللية لألوضاع و الظروف وتكون بدالك وسيلة ضغط اكثر منها منفعة عامة.
قائمة المراجع
أبوهيف علي صادق ،القانون الدولي العام ،منشأة المعارف،االسكندرية9119.،
أحمد أبو الوفا ،القانون الدولي والعالقات الدولية ،دار النهضة العربية.22009.،
أحمد األشقر ،االجتهادات القضائية العربية في تطبيق االتفاقيات الدولية لحقوق.3
االنسان(،دراسة وصفية تحليلية) معهد
راؤول والينبرغ لحقوق اإلنسان والقانون اإلنساني ،السويد 2099.،
بوغزالة محمد ناصر ،اسكندري احمد ،القانون الدولي العام ،الجزء األول ،مطبعة.4
الكاهنة،الجزائر9112.،
جمال عبد الناصر مانع ،القانون الدولي العام(المدخل والمصادر)دار العلوم للنشر و.0
التوزيع ،عنابة،الجزائر2000.،
زغوم كمال ،مصادر القانون الدولي( المعاهدات العرف)،دار العلوم للنشر والتوزيع- .9،
.الجزائر
طالب رشيد يادكار ،مبادئ القانون الدولي العام ،الطبعة األولى ،مؤسسة موكرياني.2
،للبحوث والنشر ،أربيل العراق
1 .2001
عادل أحمد الطائي ،تفسير المعاهدات الدولية (دراسة في قانون المعاهدات.2
الدولية) ،طبعة 09،دار الثقافة للنشر والتوزيع
األردن 2094.،
عبد الكريم بريد المسماري ،دور القضاء في تطبيق وتفسير المعاهدات الدولية ،دار.1
الفكر الجامعي،االسكندرية2001.،
علي عبد القادر قهوجي ،المعاهدات الدولية أمام القاضي الجنائي ،دار الجامعة-.90
.الجديدة للنشر ،االسكندرية ،مصر
محمد المجدوب ،محاضرات في القانون الدولي العام ،الدار الجامعية للطباعة.99
.والنشر ،بيروت
محمد سامي عبد الحميد ،أصول القانون الدولي ،الجزء الثاني ،القاعدة الدولية ،دار.92
المطبوعات الجامعية ،الطبعة السابعة
سنة.9110 ،
محمد يوسف علوان ،القانون الدولي العام (المقدمة والمصادر)ط 3،دار وائل للنشر.93
والتوزيع،األردن2003 .،
مصطفى عبد الكريم ،القوة الملزمة للمعاهدات الدولية أمام القاضي الجنائي ،دار.94
النهضة العربية القاهرة
أمينة رايس ،المعاهدة الدولية أمام القاضي اإلداري ،مجلة العلوم االجتماعية ،العدد
29ديسمبر 2090.
بن حوة أمينة ‘‘،مراحل ابرام المعاهدات الدولية وإدماجها ضمن النظام القانوني.2
الجزائري ،مجلة البحوث
والدراسات القانونية والسياسية ،المجلد التاسع ،العدد الثاني 90 ،نوفمبر 2091.
بن عيسى زايد ،محاضرات في القانون الدولي العام(المفهوم والمصادر) ،موجهة.3
لطلبة السنة ثانية ليسانس
حقوق ،معهد الحقوق ،المركز الجامعي نور البشير البيض2092-2092، ،،ص 39.
سفيان عبدلي ،سلطات القاضي الوطني في مادة الرقابة على تطبيق االتفاقيات الدولية.4،
مجلة الفقه
والقانون ،العدد 03مارس 209276 .
مرغني حيزوم بدر الدين ،زرقان وليد ،دور القاضي االداري في تطبيق المعاهدات.0
،الدولية-دراسة مقارنة
الملتقى الدولي الثامن :التوجهات الحديثة للقضاء اإلداري ودوره في إرساء دولة
القانون .يوم 09.-02
بوعرفة عبد القادر ،سلطة القاضي الجزائي في تطبيق االتفاقية الدولية ،أطروحة9
دكتواره ،جامعة جياللي
يابس ،كلية الحقوق والعلوم السياسية2092-2091.،
بداوي صارة ،مدى اختصاص القاضي اإلداري بتفسير المعاهدات الدولية ،مذكرة.2
ماستر ،جامعة محمد
خيضر بسكرة،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق2093-2094 .،
3.جمال منعة ،نفاذ المعاهدات في النظام القانوني الجزائري ،م ذكرة ماجيس تير ،جامع ة
الجزائر،كلية
،2002-2009.الحقوق
4.زيوي خير الدين ،ادماج المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي الجزائري طبقا
لدستور
9119،رسالة ماجستير،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر2003.،
0.صالح شرفي ،الرقابة على دستورية المعاهدات الدولية في الجزائر ،مذكرة ماجيستير،
المركز الجامعي تبسة،
قسم القانون العام2000-2009.،ص 39-32.
9.عمر شجرات ،المعاهدات الدولية وتطبيقها في النظام القانوني الجزائري ،مذكرة
ماسترـ جامعة عبد الحميد
بن باديس مستغانم،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم القانون الدولي العام-2091.،
2092
2.نقيش لخضر ،صالحيات البرلمان الجزائري في اإلنفاذ الوطني للمعاهدات الدولية،
أطروحة دكتوراه،جامعة
زيان عاشور الجلفة،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق209-2091.،