You are on page 1of 10

‫تحليـــل قرار المحكمـــــة العلـــــيا‬

‫‪1‬‬
‫الغرفة المدنية‪ ،‬الملف رقم ‪ ،151223‬الصادر بتاريخ ‪1001/02/30‬‬
‫قضية ‪( :‬ش ع) ضد ( م د)‪.‬‬

‫سعـدي فتيحـة‬

‫أستاذة محاضرة"أ"‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ -‬جامعة وهران‪2‬‬

‫نص القرار كامال‬

‫الموضوع‪ :‬وعد بالبيع‪ ،‬التصرف في العقار الموعود به‪ .‬استحالة التنفيذ عينا‪.‬‬
‫الرجوع على الواعد بالتعويض‪.‬‬

‫المبـ ـدأ‪:‬‬

‫إذا تصرف الواعد في العقار الموعود به وانتقال ملكيته إلى الغير عن طريق‬
‫شهر هذا التصرف في المحافظة العقارية‪ ،‬ال يبقى للموعود له سوى دعوى‬
‫الرجوع على الواعد بالتعويض استنادا ألحكام المادة ‪ 234‬من القانون المدني‪.‬‬

‫قرار في القضية المنشورة بني (ش ع) الساكن حبي سيدار عمارة ‪ ...‬رقم ‪...‬‬
‫وادي القبة وتية عنابة‪ ،‬مدعي ي الطعن بالنقض والوكيل عنه األستاذ ‪ ...‬احملامي‬
‫املقبول لد احملكمة العليا والكائن مقر ب ‪ ...‬من جهة‪.‬‬

‫‪ 1‬اجمللة القضائية للمحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬سنة ‪ ،1002‬ص ‪.210‬‬

‫‪3‬‬
‫وبني‪( :‬م د ا ع) لوتية عنابة‪ ،‬الكائن مقر ب ‪ ....‬وتية عنابة‪ ،‬مدعى عليه ي‬
‫الطعن عنه األستاذ‪ ...‬احملامي املقبول لد احملكمة العليا والكائن مقر ب ‪ ....‬وتية‬
‫عنابة‪ .‬من جهة أخر ‪.‬‬

‫المحكم ـة العليـ ـا‪:‬‬

‫ي جلستها العلنية املنعقدة هبا بشارع ‪ 22‬ديسمرب ‪ ،2540‬األبيار وتية اجلزائر‬

‫بعد املداولة القانونية‪ ،‬أصدر القرار اآليت نصه‪:‬‬

‫وما يليها من قانون اإلجراما‬ ‫‪153 ،122 ،135 ،133 ،132‬‬ ‫وبنام على املواد‬
‫املدنية‪.‬‬

‫بعد اإلطالع على جمموعة أوراق ملف الدعو وعلى عريضة الطعن بالنقض‬
‫املودعة يوم ‪ 14‬جويلية ‪ 1000‬وعلى م كرة الرد اليت تقدم هبا حمامي املطعون ضد ‪.‬‬

‫وبعد اتستماع إت السيد ‪ ...‬املستشار املقرر ي تالوة تقرير املكتوب وإت‬


‫السيد‪ ...‬احملامي العام ي تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬

‫حيث أن الطاعن ينقض القرار الصادر بتاريخ ‪ 1000/03/05‬رقم الفهرس‬


‫‪ 1000/113‬عن جملس قضام عنابة القاضي بإلغام احلكم املعاد والقضام من جديد‬
‫بعدم قبول الدعو لسبق الفصل فيها‪.‬‬

‫في الشكل‪:‬‬

‫حيث أن الطعن بالنقض قد استوىف أوضاعه الشكلية فهو صحي ‪.‬‬

‫وفي الموضوع‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫حيث تتلخص وقائ القضية‪ ،‬أن املطعون ضد أبرم عقدا يتضمن وعدا بالبي‬
‫حمرر بواسطة املوثق بتاريخ ‪ 2551/02/22‬يلتزم فيه ببي قطعة أرض إت الطاعن‬
‫املوجودة باملنطقة الصناعية مبوحة لبلدية احل ار واليت تبلغ مساحتها ‪ 10.000‬مرت‬
‫مرب حتمل رقم ‪ 22‬من خمطط املنطقة الصناعية‪ .‬امتن املطعون عليه عن إمتام عملية‬
‫البي ‪ ،‬وتبعا ل لك رف عليه الطاعن دعو يطلب فيها إلزامه بإمتام عملية البي ‪ ،‬اليت‬
‫انته تلك الدعو إت صدور حكم يقضي برفضها‪.‬‬

‫وي اتستئناف‪ ،‬أصدر اجمللس قرارا بتاريخ ‪ 2554/05/11‬قضى فيه بإلغام احلكم‬
‫املعاد‪ ،‬والقضام من جديد بإلزام املطعون ضد بإمتام البي للوعد بالبي املشار إليه‬
‫أعال ‪.‬‬

‫وقد امتن املطعون ضد عن تنفي القرار املنو إليه أعال ‪ ،‬طبقا ملا هو ثاب من‬
‫احملضر احملرر يوم ‪ ،2554/21/20‬استنادا إت أن املطعون عليه قد تصرف ي تلك‬
‫القطعة مبوجب عقد رمسي مشهر باحملافظة العقارية ومل يعد ميلكها‪.‬‬

‫وقد امتن أيضا عن تنفي ذلك القرار رغم صدور عليه أمر يقضي بإلزامه بالتنفي‬
‫بإمتام عملية البي عن طريق الغرامة التهديدية حبسب ألف دينار عن كل يوم تاخري‪،‬‬
‫فبقي مصرا عن موقفه‪ .‬مما اضطر الطاعن إت رف دعو جديدة واليت يطلب فيها‬
‫بإصدار حكم يقوم مقام العقد‪ ،‬وانته تلك الدعو إت إصدار حكم ميرخ ي‬
‫‪ 2555/01/13‬القاضي بقيام ه ا احلكم مقام عقد البي للقطعة األرضية اليت كان‬
‫حمل الوعد بالبي امليرخ ي ‪ 2551/02/22‬واألمر بتس يله وإشهار باحملافظة العقارية‪.‬‬

‫وي اتستئناف‪ ،‬أصدر اجمللس القرار حمل الطعن بالنقض‪.‬‬

‫وحيث أن الطعن بالنقض يستند إت وجهني‪:‬‬

‫الوجه األول‪" :‬المأخوذ من مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫حيث ينعي الطاعن على القرار املطعون فيه بدعو أنه حتصل على قرار يقضي‬
‫بإلزام املطعون عليه بإمتام عملية البي لعقد الوعد بالبي املنو إليه أعال ‪ ،‬وقد امتن‬
‫املطعون ضد عن تنفي ه ا القرار ال ي أصب حيوز على قوة األمر املقضي به‪ ،‬مما‬
‫جيعل القرار املطعون فيه باطال‪.‬‬

‫غري أن ما ينعيه الطاعن على القرار املطعون فيه ي غري حمله‪ ،‬ذلك أن قضاة‬
‫املوضوع قد انتهوا إت إلغام احلكم املعاد وقضوا من جديد بعدم قبول الدعو استنادا‬
‫إت أن موضوع النزاع قد سبق الفصل فيه بإلزام املطعون عليه بإمتام البي ‪ ،‬وقد امتن‬
‫عن تنفي التزامه عينا‪ ،‬ألنه قد تصرف ي الشيم املوعود به وانتقل ملكيته إت الغري‬
‫ومل يعد ميلك ه القطعة‪ ،‬وتبعا ل لك ت يوجد أي خرق لقاعدة جوهرية ي‬
‫اإلجراما ‪ ،‬مما يتعني معه التصري برفض ه ا الوجه‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪" :‬المأخوذ من مخالفة القانون"‪.‬‬

‫حيث ينعي الطاعن على القرار املطعون فيه بدعو أنه متسك بالقرار الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2554/05/11‬وال ي يقوم مقام عقد البي ‪ ،‬فإن املطعون عليه قد قام ببيعه‬
‫لقطعة من القط اليت أصبح ملكا للطاعن‪ ،‬مما يعد ذلك خمالفة ألحكام املادة‬
‫‪ 353‬من القانون املدين‪ ،‬مما يعرض القرار املطعون فيه للنقض‪.‬‬

‫وحيث أن ما ينعيه الطاعن ليس ي حمله‪ ،‬ذلك أن ال ي يربط بني الطرفني هو‬
‫عقد يتضمن وعدا بالبي ‪.‬‬

‫وقد صدر قرار من جملس القضام يقضي بإلزام املطعون عليه بإمتام البي ‪ ،‬غري أن‬
‫ه ا األخري قد امتن عن تنفي التزامه بتحرير العقد النهائي‪.‬‬

‫إن الوعد بالبي ينشئ ي ذمة الواعد التزاما شخصيا بتحرير عقد البي النهائي‪،‬‬
‫ونقل ملكية العقار إت املوعود له‪.‬‬

‫وحيث أن امللكية العقارية ت تنتقل سوام فيما بني املتعاقدين أو الغري إت بواسطة‬
‫الشهر ي احملافظة العقارية‪ ،‬وتبعا ل لك يبقى البائ مالكا للعقار حمل الوعد بالبي ‪،‬‬
‫فإذا تصرف إت الغري‪ ،‬ومت شهر عقد البي باحملافظة العقارية‪ ،‬انتقل امللكية إت‬

‫‪6‬‬
‫املتصرف إليه‪ ،‬وت يعترب املطعون عليه‪ ،‬قد تصرف ي ملك الغري بل تصرف فيما‬
‫ميلك‪.‬‬

‫غري أنه وي ه احلال‪ ،‬حيق للموعود له أن يطالب الواعد بتنفي التزامه عينا بنقل‬
‫العقار املوعود به وإت عد خمال بالتزامه الشخصي‪.‬‬

‫لكن الواعد وهو املطعون عليه‪ ،‬قد تصرف ي العقار املوعود به‪ ،‬وانتقل ملكيته‬
‫إت الغري عن طريق شهر ه ا التصرف ي امللكية العقارية ومن مثة يصب الواعد ي‬
‫استحالة مطلقة ي تنفي التزامه عينا‪ ،‬فال يبقى للموعود له‪ ،‬أي الطاعن سو دعو‬
‫الرجوع بدعو التعويض وفق أحكام املادة ‪ 234‬من القانون املدين‪ ،‬نظرا تستحالة‬
‫تنفي اتلتزام عينا وبالتايل‪ ،‬فال توجد أية خمالفة للقانون‪ ،‬مما يعين معه التصري برفض‬
‫ه ا الوجه‪.‬‬

‫له ـ ـذه األسب ـ ـاب‬

‫قضت المحكمة العليا‪ :‬بصحة الطعن شكال‪ ،‬ورفضه موضوعا‪ ،‬واحلكم على‬
‫الطاعن باملصاريف القضائية‪.‬‬

‫وبنام عليه فقد صدر القرار ووق التصري به ي اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ‬
‫الثالثني من شهر جاين سنة ألفني واثنني ميالدية من قبل احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة‬
‫املدنية‪ ،‬القسم األول املرتكبة من السادة‪... :‬‬

‫التحليـ ـ ـ ــل‬

‫يتعلق األمر ي ه القضية بعقد وعد مبوجبه السيد (م د) بان يبي السيد (ش‬
‫ع) قطعة أرضية تبلغ مساحتها ‪ 10‬ألف م‪ 1‬مبوجب عقد موثق ي ‪.2551-02-22‬‬

‫‪7‬‬
‫وملا امتن الواعد عن إبرام عقد البي النهائي‪ ،‬قام املوعود له برف دعو قضائية‬
‫يطلب فيها إلزامه ب لك‪ ،‬فكان النتي ة أن رفض قضاة املوضوع طلبه مبوجب حكم‬
‫قضائي كان حمل استئناف أمام جملس قضام عنابة ال ي أصدر قرارا ي ‪-05 -11‬‬
‫‪ 2554‬يقضي بإلغام احلكم املعاد وإلزام الواعد بإمتام إجراما البي ‪.‬‬

‫غري أن الواعد امتن عن تنفي ه ا القرار طبقا ملا هو ثاب ي حمضر قضائي حمرر‬
‫ي ‪ ،2554-21-20‬على أساس أنه تصرف ي القطعة األرضية حمل الوعد بالبي‬
‫مبوجب عقد رمسي مشهر باحملافظة العقارية‪.‬‬

‫وبقي الوض على ما هو عليه رغم صدور أمر يقضي بإلزام الواعد بإمتام البي عن‬
‫طريق غرامة هتديدية مت تقديرها بالف دينا جزائري عن كل يوم تاخري‪ ،‬مما اضطر‬
‫املوعود له إت رف دعو جديدة يطلب فيها إصدار حكم يقوم مقام العقد‪.‬‬

‫فكان النتي ة أن صدر حكما ميرخا ي ‪ 2555-01-13‬يقضي بقيام احلكم‬


‫مقام عقد البي للقطعة األرضية حمل الوعد بالبي امليرخ ي ‪ 2551-02-22‬واألمر‬
‫بتس يله ي احملافظة العقارية‪.‬‬

‫ه ا احلكم كان حمل استئناف الواعد لد جملس قضام عنابة ال ي أصدر قرارا‬
‫ي ‪ 1000-03-05‬يقضي بإلغام احلكم املعاد والقضام بعدم قبول الدعو لسبق‬
‫الفصل فيها‪.‬‬

‫غري أن املوعود له قام بالطعن بالنقض ي ه ا القرار متمسكا بوجهني‪:‬‬

‫يتمثل الوجه األول ي أن القرار املطعون ضد يعد باطال من حيث كونه خمالفا‬
‫لإلجراما على أساس أنه مت إصدار قرار حائز لقوة الشيم املقضي فيه يقضي بإلزام‬
‫الواعد بإمتام البي ‪.‬‬

‫أما الوجه الثاني فيتمثل ي خمالفة القرار املطعون فيه للمادة ‪ 353‬من القانون‬
‫املدين بدعو أنه متسك بالقرار الصادر ي ‪ 2554-05-11‬ال ي ألزم الواعد املطعون‬
‫ضد بإمتام إجراما الوعد بالبي م أن املطعون ضد قام ببي القطعة األرضية رغم‬
‫كوهنا ملك للطاعن‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫والنتي ة هي أن احملكمة العليا رفض الطعن موضوعا وأجاب عن مجلة من‬
‫اإلشكاليا تتعلق بتحديد التكييف القانوين للوعد بالبي إضافة إت جزام نكول‬
‫الواعد عن وعد ‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التكييـف القانونـي للوعد بالبيـع‬

‫تنص املادة ‪ 32‬من القانون املدين على ما يلي‪:‬‬

‫"إن اتتفاق ال ي يعد له كال املتعاقدين أو أحداما بإبرام عقد معني ي املستقبل‬
‫ت يكون له أثر إت إذا عين مجي املسائل اجلوهرية للعقد املراد إبرامه واملدة اليت جيب‬
‫إبرامه فيها‪.‬‬

‫وإذا اشرتط القانون لتمام العقد‪ ،‬استيفام شكل معني فه ا الشكل يطبق أيضا‬
‫على اتتفاق املتضمن الوعد بالتعاقد‪".‬‬

‫ه ا النص كان حمل حتليل الفقه القانوين ال ي يتفق على أن الوعد بالتعاقد هو‬
‫عقد يلتزم مبقتضا أحد الطرفني أو كل منهما حنو اآلخر بإبرام العقد املوعود به ي‬
‫املستقبل‪ ،‬مىت أظهر املوعود له رغبته ي التعاقد خالل املدة املتفق عليها‪.2‬‬

‫كما أن احملكمة العليا قض بان الوعد بالتعاقد هو عقد‪ ،‬إذا اشتمل صيغته‬
‫على طبيعة العقد املوعود به‪ ،‬والعناصر األساسية أو اجلوهرية اليت ت ينعقد العقد بغري‬
‫الرتاضي عليها‪ ،‬واملدة اليت يلتزم الواعد بإبرام العقد املوعود به خال ا‪.3‬‬

‫وب لك فإن الوعد بالتعاقد هو عقد ت يرتب أي أثر ما مل يستوف مجلة من‬
‫الشروط اخلاصة املتمثلة فيما يلي‪:4‬‬

‫‪ 2‬حممد صربي السعدي‪ /‬الواض ي شرح القانون املدين اجلزائري‪ ،‬اجلزم األول‪ ،‬دار ا د ‪ ،1003 ،‬ص‬
‫‪ .231‬وبلحاج العريب‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬اجلزم األول‪ ،‬ديوان املطبوعا اجلامعية‪ ،‬الطبعة السادسة‪،‬‬
‫‪ ،1001‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة املدنية‪ 14 ،‬مارس ‪ ،2550‬ملف رقم ‪ ،54500‬اجمللة القضائية ‪ ،2551‬العدد‬
‫‪ ،03‬ص ‪.221‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬الشرط األول‪ :‬يشرتط أن يكون الواعد أهال إلبرام العقد املوعود به‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أن يتم اتتفاق ي الوعد على مجي املسائل اجلوهرية للعقد‬
‫املوعود بإبرامه‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الثالث‪ :‬وجوب حتديد املدة اليت يتعني خال ا على املوعود له إظهار‬
‫الرغبة ي التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬الشرط الرابع‪ :‬إذا كان العقد املراد إبرامه ي املستقبل عقدا شكليا‪ ،‬جيب أن‬
‫يتم الوعد بالتعاقد ي ه ا الشكل‪.‬‬

‫فإذا توافر ه الشروط جمتمعة كان الوعد بالعقد عقدا صحيحا منت ا تلتزام‬
‫شخصي ي ذمة الواعد ال ي يلتزم بالتنفي العيين ملا مت اتتفاق عليه بإبرام العقد‬
‫النهائي خالل املدة اليت يتعني خال ا على املوعود له إعالن رغبته ي إبرام العقد‪.‬‬

‫فالوعد بالبي ت ينشئ حقا عينيا ملصلحة املوعود له‪ ،5‬حيث يبقى الواعد مالكا‬
‫للعقار وفق ما أكدته احملكمة العليا حني رفض ما ذهب إليه املوعود له من أن‬
‫الواعد تصرف ي القطعة األرضية املوعود ببيعها رغم خروجها من ملكه مبقتضى‬
‫الوعد بالبي ‪.6‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ 4‬يراج ي حتليل ه الشروط بلحاج العريب‪ /‬مشكال املرحلة السابقة على التعاقد ي ضوم القانون املدين‬
‫اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعا اجلامعية‪ ،1022 ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 5‬جميد خملوي‪ /‬شهر التصرفا العقارية ي القانون اجلزائري مدعم بقرارا قضائية‪ ،‬دار هومه الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،1022‬ص ‪.213‬‬
‫‪ 6‬كان ذلك مبوجب تصدي احملكمة العليا لوجه الطعن الثاين ال ي ذهب املوعود له مبوجبه إت أن الواعد‬
‫تصرف ي العقار املوعود به رغم أنه مل يعد ملكا له‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫والنتي ة هي أن املوعود له إذا أعلن عن رغبته ي إبرام العقد خالل املدة احملددة مت‬
‫العقد مب رد ظهور ه الرغبة دون احلاجة إت رضام جديد من الواعد ال ي يكون‬
‫بصدد تنفي التزامه الشخصي الناشىم عن الوعد بالبي ‪.7‬‬

‫ولكن ما هو حكم نكول الواعد عن وعد رغم إعالن املوعود له عن رغبته ي‬


‫إبرام العقد النهائي؟‬

‫ثانيا‪ -‬ج ـزاء نكـول الواعـد عن وعـده‬

‫تنص املادة ‪ 31‬من القانون املدين على ما يلي‪" :‬إذا وعد شخص بإبرام عقد مث‬
‫نكل وقاضا املتعاقد اآلخر طالبا تنفي الوعد‪ ،‬وكان الشروط الالزمة لتمام العقد‬
‫وخاصة ما يتعلق منها بالشكل متوافرة‪ ،‬قام احلكم مقام العقد‪".‬‬

‫ومعىن ذلك أنه ي حالة نكول الواعد عن إبرام عقد البي يتعني على قضاة‬
‫املوضوع إصدار حكم قضائي يقوم مقام العقد النهائي مىت حاز قوة الشيم املقضي‬
‫فيه‪ ،‬ويكون ذلك بعد أن يتاكد القاضي من توافر الشروط الشكلية ي الوعد بالبي‬
‫العقاري عن طريق مراقبة وجود عقد رمسي‪ ،‬كما هو احلال عليه ي ه القضية‪،‬‬
‫باإلضافة إت التاكد من توافر شروط صحة الوعد بالتعاقد األخر املتمثلة ي أهلية‬
‫التعاقد من جهة‪ ،‬وي وجوب اتتفاق ي الوعد بالبي على مجي املسائل اجلوهرية‬
‫للعقد النهائي‪ ،‬وك ا تعيني املدة اليت جيب أن يتم خال ا إعالن املوعود له بالرغبة ي‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫وم ذلك ت مربر للقضام حبلول احلكم مقام العقد ي حالة ما إذا ثب تصرف‬
‫الواعد ي العقار املوعود به مبوجب عقد رمسي مشهر لد احملافظة العقارية تستحالة‬
‫حتقيق الغاية من الوعد بالبي ي ه احلالة‪.‬‬

‫حيث يكون الواعد هنا يكون قد تصرف ي العقار املوعود به للغري مبوجب عقد‬
‫صحي ‪ ،‬رمسي ومشهر‪ ،‬يرتب آثار ي مواجهة اجلمي ‪ ،‬مبا ي ذلك املوعود له ال ي‬

‫‪ 7‬بلحاج العريب‪ /‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪11‬‬
‫ت يكون أمامه ي مثل ه احلالة سو مطالبة الواعد بالتعويض جربا للضرر ال ي‬
‫حلق به على أساس املادة ‪ 234‬من القانون املدين‪.8‬‬

‫أما إذا امتن الواعد عن إبرام العقد النهائي حب ة أنه تصرف ي العقار املوعود به‬
‫مبوجب ورقة عرف ية أو شفاهة‪ ،‬فإن تصرفه يكون باطال بطالنا مطلقا‪ ،‬ت ييدي إت‬
‫خروج العقار من ذمته املالية‪ ،‬بشكل جييز للموعود له التمسك بوجوب تنفي الواعد‬
‫تلتزامه عينا‪ ،‬عن طريق الل وم إت القضام للمطالبة باستصدار حكم يقوم مقام‬
‫العقد تطبيقا للمادة ‪ 31‬من القانون املدين‪.‬‬

‫وي مج ي األحوال يتعني على القاضي الناظر ي ه الدعو التاكد من ملكية‬


‫الواعد بالبي للعقار املوعود به تطبيقا ملقتضيا املادة ‪ 15‬من قانون التوجيه العقاري‬
‫اليت تقضي بان امللكية اخلاصة لألمالك العقارية واحلقوق العينية تنبث بعقد رمسي‬
‫خيض لقواعد اإلشهار العقاري‪.‬‬

‫ويتعني على املوعود له أن يقوم بشهر احلكم ال ي يقوم مقام العقد لد احملافظة‬
‫العقارية اليت يق ي دائرة اختصاصها العقار‪ ،‬حىت تنتقل ملكية العقار له مبوجب‬
‫احلكم املشهر ال ي يعد حكما مولدا ومثبتا للحق العيين العقاري‪.‬‬

‫تنص املادة ‪ 234‬من القانون املدين على ما يلي‪" :‬إذا استحال على املدين أن ينف اتلتزام عينا‪ ،‬حكم‬ ‫‪8‬‬

‫عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفي التزامه ما مل يثب أن استحالة التنفي نشا عن سبب ت يد له‬
‫فيه‪"...‬‬

‫‪12‬‬

You might also like