You are on page 1of 5

‫‪/http://www.cassation.

tn‬‬

‫الحمد هلل وحده‬ ‫الجمهورية التونسية‬


‫وزارة العدل‬
‫محكمة التعقيب‬
‫*عـــ‪30756‬ــدد القضية‬
‫تاريخ القرار‪2016/02/04 :‬‬

‫أصدرت محكمة التعقيب القراراآلتي‪:‬‬


‫بعد اإلطالع على مطلب التعقيب المرفوع في ‪ 2015/09/21‬من طرف األستاذ "ل‪ .‬ب"‬
‫المحامي لدى التعقيب‬
‫نيابة عن ‪":‬ص‪ .‬م"‪.‬‬
‫ضد‪" :‬ص‪ .‬س"‪.‬‬
‫طعنا في القرار اإلستعجالي اإلستئنافي الصادر عن محكمة االستئناف بنزرت في‬
‫‪ 2015/03/23‬تحت عـ‪19658‬ـدد والقاضي‪ ":‬نهائيا بقبول االستئناف شكال ورفضه أصال وإقرار‬
‫الحكم االبتدائي المطعون فيه وتخطية المستأنف بالمال المؤمن" ‪.‬‬
‫وبعد اإلطالع على مستندات التعقيب المقدمة في ‪ 2015/10/09‬والمبلغة إلى المعقب ضدّه‬
‫بتاريخ ‪ 2015/10/05‬بواسطة عدل التنفيذ األستاذ "ه‪ .‬م" حسب رقيمه عـ‪3066‬ـدد وبقيّة الوثائق‬
‫المقدمة طبق الفصل ‪ 185‬من م م م ت‪.‬‬
‫وبعد اإلطالع على مذكرة الردّ المقدمة في ‪ 2015/10/30‬من طرف نائب المعقب ضدّه‪.‬‬
‫وبعد اإلطالع على ملحوظات اإلدعاء العام المحررة في ‪ 2015/12/23‬والرامية إلى‬
‫طلب قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال وحجز المال المؤمن‪.‬‬
‫و بعد المفاوضة القانونية بحجرة الشورى صرح بما يلي ‪:‬‬

‫من حيث الشكل‪:‬‬


‫حيث استوفى مطلب التعقيب جميع أوضاعه وصيغه القانونية طبق أحكام الفصول ‪175‬‬
‫و‪ 185‬وما بعده من م م م ت م ّما يتعيّن قبوله من هذه الناحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬

‫من حيث األصل‪:‬‬


‫حيث تفيد وقائع القضيّة كيفما أوردها القرار المنتقد واألوراق المظروفة بالملف‪ ،‬قيام‬
‫المدّعـي في األصل "والمعقب اآلن" لدى القاضي اإلستعجالي بالمحكمة اإلبتدائية بباجة عارضا‬
‫سوغ للمطلوب المعقب ضده اآلن قطعتي أرض فالحية كائنتين بــ ‪ ...‬تعرف األولى بقطعة ‪...‬‬
‫أنه ّ‬
‫مساحتها ‪ 4‬هكتارات والثانية بالربيع ‪ 2‬مساحتها ‪ 2,5‬هكتار يحدهما شرقا أرض ‪ ....‬وغربا ‪....‬‬
‫وشماال ‪ .....‬وجنوبا ‪ ....‬وذلك منذ سنة ‪ 2011‬بموجب عقد تسويغ مؤرخ في ‪ 2011/12/10‬لمدة‬
‫عام بدايته غرة أكتوبر ‪ 2011‬ونهايته موفى أكتوبر ‪ 2012‬ثم لمدة عام ثان بموجب عقد تسويغ‬
‫مؤرخ في ‪ 2012/12/27‬بدايته غرة أكتوبر ‪ 2012‬ونهايته نهاية أكتوبر ‪ 2013‬ثم لمدة عام ثالث‬
‫بدايته ‪ 2013/09/01‬ونهايته موفى أوت ‪ 2014‬بموجب حجة عادلة مؤرخة في ‪2013/11/28‬‬
‫وتضمن العقد األخير أنه غير قابل للتجديد وقد وجه العارض للمطلوب تنبيها في انتهاء أمد‬
‫التسويغ وذلك حسب محضر التنبيه المبلغ له بواسطة عدل التنفيذ األستاذ "ه‪ .‬م" عـ‪1739‬ـدد‬
‫مؤرخ في ‪ 2014/03/17‬إال أن المتسوغ رفض مغادرة المكرى وبدأ في حراثة األرض إستعدادا‬
‫للموسم الفالحي الجديد لذلك طلب الحكم إستعجاليا بإلزام المطلوب بالخروج من المكرى النتهاء‬
‫المدة ولتأكد الموضوع ‪.‬‬
‫وحيث وبعد إستيفاء االجراءات أصدرت المحكمة االبتدائية بـباجة حكمها عـ‪14203‬ـدد‬
‫صه "قضت المحكمة ابتدائيا استعجاليا برفض الطلب"‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2014/11/26‬والقاضي ن ّ‬
‫وذلك تطبيقا لمقتضيات القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 1987‬المتعلق بالكراء الفالحي والذي ينص في‬
‫فصله الثالث على أنه ال يمكن ان تقل مدة كراء العقارات الفالحية عن ثالث سنوات قابلة للتجديد"‬
‫وأن العبرة في تحديد بداية العالقة التسويغية موضوع قضية الحال هو العقد األخير الذي تأسس‬
‫عليه محضر التنبيه بالخروج إلنتهاء المدة المؤرخ في ‪ 2013/11/28‬وبذلك فإن أمد الكراء ينتهي‬
‫في موفى أوت ‪. 2016‬‬
‫فإستأنفه المدعي في األصل وبعد استيفاء االجراءات أصدرت محكمة االستئناف بـبنزرت‬
‫صه باإلقرار‪.‬‬
‫قرارها السالف تضمين ن ّ‬
‫فتعقّبه المستأنف وجاء بمستندات الطعن المقدمة من طرف نائبه أن القرار المنتقد لم يكن في‬
‫طريقه ناسبا له‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬

‫األول‪ :‬سوء تطبيق أحكام الفصلين ‪ 2‬و‪ 3‬من القانون عدد‪ 30‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ‬
‫‪-‬المطعن ّ‬
‫في ‪ 1987/06/12‬قوال بأن الفصل ‪ 2‬من القانون المذكور نص على أنه يجب أن تكون عقود‬
‫الكراء العقارات الفالحية مكتوبة و مسجلة و أالّ تق ّل مدّتها عن ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد وتعتبر‬
‫عقود الكراء الفالحي المبرمة لمدة تقل عن ‪ 3‬سنوات محررة لثالث أعوام من تاريخ عقد الكراء‬
‫وانه رجوعا لملف القضية فان العالقة التسويغية دامت ثالث سنوات بموجب ‪ 3‬عقود متتالية وان‬
‫محكمة الحكم المطعون فيه لما أهملت العقدين األول والثاني تكون قد أساءت تطبيق الفصل ‪ 3‬من‬
‫قانون ‪ 12‬جوان ‪ 1987‬ورتبت نتائج وآثار قانونية مخالفة للعقود المبرمة بين الطرفين ‪.‬‬
‫‪-‬المطعن الثاني‪ :‬ضعف التعليل وهضم حقوق الدفاع قوال أن المحكمة في تعليلها لقضائها‬
‫اهملت عقدي التسويغ االول والثاني واعتمدت في حساب مدة التسويغ العقد الثالث فقط دون تعليل‬
‫لقضائها ضرورة ان الدعوى استندت إلى ‪ 3‬عقود كتابية ‪.‬‬
‫طالبا نقض الحكم المطعون فيه مع اإلرجاع ‪.‬‬
‫وحيث أجاب المعقّب ضدّه عن مستندات التعقيب بواسطة نائبه الذي جاء في تقرير ردّه‪:‬‬
‫‪ -‬عن المطعن األول‪ :‬أن أحكام الفانون عدد ‪30‬لسنة ‪ 1987‬المتعلق بتنظيم الكراء الفالحي‬
‫يتضمن مقتضيات آمرة تهم النظام العام وأن الحديث عن عقود سابقة مجددة لبعضها هو تطويع‬
‫للنزاع إلى غير حقيقته ومحاولة من المعقب للتفصي من حقيقة التزاماته ذلك أن الفصل ‪ 3‬من‬
‫قانون األكرية الفالحية يعتبر كل كراء فالحي مبرم ضرورة لمدة ال تقل عن ثالث سنوات بحيث‬
‫انه تطبيقا لهذا الفصل وعلى فرض مجاراة المعقب في خصوص العقود التي ابرمها فان العقد‬
‫المبرم في ‪ 2011‬يكون مبرما ضرورة لمدة ‪ 3‬سنوات اي نهايته ‪ 2014‬وان العقد المبرم في‬
‫‪ 2012‬نهايته ‪ 2015‬والعقد البرم في ‪ 2013‬نهايته ‪ 2016‬وأضاف أن جميع تلك العقود تسلطت‬
‫على موضوع واحد لذلك فان ما ذهبت إليه محكمة الحكم المطعون فيه من ان العالقة التسويغية‬
‫بدايتها العقد المؤرخ في ‪ 2013/11/28‬وان التنبيه كان مؤسسا على ذلك قد أصابت في حكمها ولم‬
‫تسىء تطبيق القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬عن المطعن الثاني ‪ :‬انه خالفا لما جاء بذلك المطعن فان محكمة الحكم المطعون فيه قد‬
‫عللت حكمها تعليال صحيحا وقد أجابت عن دفوعات الطاعن وبررت عدم اعتمادها للعقدين‬
‫السابقين للعقد المعتمد طالبا رفض مطلب التعقيب أصال ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬

‫المحكمـــــة‬
‫عن المطعنين إلتحاد وجه القول فيهما ‪:‬‬
‫حيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 791‬من م ا ع انه ‪" :‬ينتهي الكراء بمجرد انتهاء مدته‬
‫المشروطة بين المتعاقدين ودون احتياج الى تنبيه من احدهما على اآلخر ما لم يوجد بينهما شرط‬
‫يقضي بالتنبيه وذلك مع مراعاة األحكام الخاصة المتعلقة بكراء األراضي"‪ .‬كما اقتضت أحكام‬
‫الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 1987/06/12‬المتعلق بتنظيم الكراء‬
‫الفالحي أنه ‪ ...":‬بصرف النظر عن كل شروط العقد المخالفة لهذا القانون ال يمكن أن تقل مدة‬
‫كراء العقارات الفالحية عن ثالث سنوات قابلة للتجديد‪ .‬وتعتبر عقود الكراء الفالحي المبرمة لمدة‬
‫تقل عن ثالثة سنوات محررة لثالثة أعوام إبتداء من تاريخ عقد الكراء ‪".‬‬
‫وحيث يتبين من احكام الفصل الثالث من القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 1987‬أن الكراء الفالحي‬
‫ال يمكن ان تقل مدته عن ثالث سنوات بقطع النظر عن إرادة ّ‬
‫الطرفين في تقليص تلك المدة صلب‬
‫العقد المبرم بينهما ‪.‬‬
‫المتسوغ والمتعلق بالخروج‬
‫ّ‬ ‫المسوغ إلى‬
‫ّ‬ ‫وحيث ان التنبيه الموجة في قضية الحال من‬
‫إلنتهاء المدة قد تأسس على عقد الكراء المؤرخ في ‪ 2013/11/28‬دون غيره من العقود المبرمة‬
‫بين الطرفين المذكورين وبذلك فان العبرة في احتساب مدة الثالث سنوات تكون بداية من التاريخ‬
‫المذكور ‪.‬‬
‫وحيث ان انتهاج محكمة الحكم المطعون فيه هذا التوجه في تطبيق الفصل الثالث من‬
‫القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 1987‬المتعلق بتنظيم الكراء الفالحي إزاء تعدد العقود المبرمة بين طرفي‬
‫التداعي واعتبار ان العقد المؤرخ في ‪ 2013/11/28‬هو عقد كراء فالحي يمتد بحكم القانون‬
‫لثالث سنوات ّ‬
‫وأن طلب إخراج المتسوغ من المكرى تبعا لذلك هو طلب سابق ألوانه‪ ،‬كان قضاء‬
‫في طريقه واقعا وقانونا كما كان معلال تعليال مستفيضا غير ضعيف وال خارق للقانون‪ .‬و حيث‬
‫يتعيّن لذلك رفض مطلب التعقيب أصال ‪.‬‬

‫لذا ولهذه األسباب‬

‫قررت المحكمة قبول مطلب التعقيب شكال ورفضه أصال وحجز معلوم الخطية المؤمن‬

‫‪4‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬

‫وصدر هذا القرار يوم الخميس ‪ 2016/02/04‬عن الدائرة المدنية الواحدة والعشرون‪ ،‬متألفة‬
‫من رئيسها السيد عبد الحفيظ بوريقة والمستشارين السيّد محمد لطفي الصيد والسيّدة نادرة‬
‫ي العام السيد لطفي البدوي وبمساعدة كاتب الجلسة السيّد جالل الدين‬
‫اللحياني بحضور المدع ّ‬
‫العنتير‪.‬‬
‫وحرر في تاريخه‬

‫‪5‬‬
‫‪/http://www.cassation.tn‬‬

You might also like