Professional Documents
Culture Documents
محكمة النقض
الدائرة العمالية
الوقائع
ومن حيث إن الواقعات -على ما يبين من الحكم المطعون فيه وجميع األوراق -تتحصل في أن الطاعنة
تقدمت بشكوى إلى مكتب العمل المختص تشكو من انقطاع المطعون ضدها عن العمل بدءا من /16
2020 /6بالرغم من إنذارها بإنذارين األول بتاريخ 2020 /7 /20والثاني بتاريخ ،2020 /7 /28
وإزاء تعذر التسوية الودية أحال المكتب األوراق إلى محكمة غرب اإلسكندرية االبتدائية حيث قيدت
بجداولها برقم ...لسنة 2020عمال ،وحددت الطاعنة طلباتها الموضوعية بطلب إنهاء عالقة العمل
بينها وبين المطعون ضدها باالستقالة المقدمة منها في 2020 /6 /16وبفصلها من العمل للغياب بدءا
من 2020 /6 /16حتى 2020 /7 /29وما يترتب على ذلك من آثار ،وقالت بيانا لها :إنها تقدمت
لمكتب العمل المختص بالشكاوى المبين سالفا إال أن المطعون ضدها استمرت في الغياب من دون
مسوغ ،ومحكمة أول درجة حكمت بفصل المطعون ضدها من الخدمة عند الطاعنة .استأنفت المطعون
ضدها هذا الحكم باالستئناف رقم ...لسنة 77ق اإلسكندرية ،وبتاريخ 2022 /3 /22قضت المحكمة
بإلغاء الحكم المستأنف ورفض طلب الفصل واستمرار المطعون ضدها في عملها وإلزام الطاعنة بأن
تؤدي لها ما لم يصرف من مستحقاتها .طعنت الطاعنة في هذا الحكم بطريق النقض ،وقدمت النيابة
مذكرة أبدت فيها الرأي بنقضه ،وإذ عرض الطعن على المحكمة -في غرفة مشورة -حددت جلسة
لنظره ،وفيها التزمت النيابة رأيها .في يوم 2022 /5 /10طعن بطريق النقض في حكم محكمة
استئناف اإلسكندرية الصادر بتاريخ 2022 /3 /22في االستئناف رقم ...لسنة 77ق ،وذلك بصحيفة
طلبت فيها الطاعنة -بصفة مستعجلة -وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه إلى حين الفصل في الموضوع،
والحكم بقبول الطعن شكال ،وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه.
وفي اليوم ذاته أودعت الطاعنة مذكرة شارحة.
ثم أودعت النيابة مذكرتها ،وطلبت فيها :رفض طلب وقف التنفيذ ،وقبول الطعن شكال ،وفي الموضوع
برفض الطعن .وبجلسة 2023 /2 /21عرض الطعن على المحكمة -في غرفة مشورة -فرأت أنه
جدير بالنظر؛ فحددت لنظره جلسة للمرافعة ،وبجلسة 2023 /3 /7سمعت الدعوى أمام هذه الدائرة
على ما هو مبين بمحضر الجلسة حيث صممت النيابة على ما جاء بمذكرتها -والمحكمة أصدرت
الحكم بجلسة اليوم.
الحكم
بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله السيد القاضي المقرر /أحمد علي داود "نائب
رئيس المحكمة" ،والمرافعة وبعد المداولة.
حيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية.
وحيث إن مما تنعاه الطاعنة على الحكم المطعون فيه الخطأ في تطبيق القانون ،إذ إنها تخضع ألحكام
قانون االستثمار رقم 230لسنة 1989وقد خولت المادة 43منه الهيئة العامة لالستثمار وضع القواعد
المنظمة لشئون العاملين بالمشروعات الخاضعة له وحظرت تطبيق أحكام الفصل الخامس من الباب
الثالث من قانون العمل رقم 137لسنة 1981على العاملين بتلك المشروعات وقد قامت بفسخ عقد
العمل بينها وبين المطعون ضدها إعماال للشرط الوارد بالعقد بحقها في ذلك بشرط اإلخطار ،وإذ انتهى
الحكم المطعون فيه إلى أن قرار إنهاء خدمة المطعون ضدها مشوب بالتعسف إعماال ألحكام الفصل
الخامس من الباب الثالث من قانون العمل المذكور سالفا بالرغم من امتناع تطبيقه عليها ولم يعمل بما
جاء بالعقد فإنه يكون معيبا بما يستوجب نقضه .وحيث إن هذا النعي في محله؛ ذلك أن النص في المادة
43من قانون ضمانات وحوافز االستثمار الصادر بالقانون رقم 8لسنة - 1997المنطبق على واقعة
النزاع نص في الفصل الثالث الخاص بالمناطق الحرة على أن "ال تخضع المشروعات في المناطق
الحرة العامة ألحكام القانون رقم 113لسنة 1958والمادة 24والفصل الخامس من الباب الثالث من
قانون العمل ،ويضع مجلس إدارة الجهة اإلدارية المختصة القواعد المنظمة لشئون العاملين في تلك
المشروعات" مؤداه خضوع مشروعات المناطق الحرة للقانون المذكور سالفا والئحة نظام العاملين
التي تصدر من الجهة اإلدارية المختصة (الهيئة العامة لالستثمار) فإذا لم يرد بهما نص تعين الرجوع
إلى أحكام قانون العمل الصادر بالقانون رقم 12لسنة 2003مستكملة بقواعد القانون المدني عدا ما
ورد بنص المادة 24من قانون العمل المذكور وكذلك الفصل الخامس من الباب الثالث من ذلك القانون
الخاص بواجبات العاملين وتأديبهم وما تضمنه من بعض صور الخطأ الجسيم التي تجيز فصل العامل
والتي أوردها كأمثلة لهذه الحاالت .لما كان ذلك ،وكانت الشركة الطاعنة إحدى مشروعات المناطق
الحرة حسبما يبين من قرار وزير االقتصاد الصادر بتأسيسها المرفق والمنشور بالوقائع المصرية
بتاريخ ،1992 /9 /19وكان القانون رقم 8لسنة 1997المشار إليه سالفا لم يتضمن نصا يحكم
النزاع فيما يتعلق بتحديد متى يكون فصل العامل مسوغا والتعويض إن كان غير ذلك ،ولم تصدر عن
الهيئة العامة لالستثمار الئحة تنظيم شئون العاملين؛ ولحظر تطبيق الفصل الخامس من الباب الثالث
من قانون العمل رقم 137لسنة 1981المذكور سالفا فإنه يتعين إعمال القواعد العامة الواردة في
المادتين 695 ،694من القانون المدني ،والتي تجيز لرب العمل إنهاء عقد العمل غير محدد المدة
باإلرادة المنفردة إذا توفر المسوغ المشروع بمعناه الواسع وفقا للقواعد العامة في القانون المدني
واإلخطار السابق ،فإذا ثبت عدم توفر المسوغ جاز للعامل طلب التعويض عن هذا اإلنهاء .لما كان
ذلك ،وكان الحكم المطعون فيه قد انتهى إلى أن انقطاع المطعون ضدها عن عملها كان مسوغا إذ إنها
كانت بإجازة مرضية تحصلت عليها بموافقة التأمين الصحي وأخطرت الطاعنة بها وعندما عادت إلى
عملها منعتها الطاعنة من دخول العمل مطبقا في ذلك أحكام قانون العمل في المادتين 119 ،4 /69
من القانون رقم 12لسنة 2003فإنه يكون قد طبق قاعدة قانونية ال تحكم النزاع فإنه يكون قد أخطأ
في تطبيق القانون ،وقد حجبه ذلك عن استظهار ما إذا كانت المطعون ضدها قد ارتكبت خطأ بمعناه
الواسع طبقا ألحكام القانون المدني من عدمه يسوغ إنهاء خدمتها من عدمه فإنه يكون فضال عن خطئه
في تطبيق القانون قد شابه القصور في التسبيب ،بما يوجب نقضه من دون حاجة إلى بحث باقي أوجه
الطعن على أن يكون مع النقض اإلحالة.
فلهذه األسباب
نقضت المحكمة الحكم المطعون فيه ،وأحالت القضية إلى محكمة استئناف اإلسكندرية وألزمت
المطعون ضدها المصاريف ومبلغ مائتي جنيه مقابل أتعاب المحاماة ،وأعفتها من الرسوم القضائية.