You are on page 1of 3

‫باسم الشعب‬

‫محكمة النقض‬
‫الدائرة العمالية‬

‫برئاسة السيد القاضي‪ /‬أحمد داود "نائب رئيس المحكمة"‬


‫وعضوية السادة القضاة‪ /‬حبشي راجي حبشي‪ ،‬خالد بيومي حازم رفقي وعماد عبد الرحمن "نواب‬
‫رئيس المحكمة"‬
‫بحضور السيد رئيس النيابة‪ /‬ماجد سامي‪.‬‬
‫وأمين السر السيد‪ /‬أحمد الصواف‪.‬‬
‫في الجلسة العلنية المنعقدة بمقر المحكمة بدار القضاء العالي بمدينة القاهرة‪.‬‬
‫في يوم الثالثاء ‪ 15‬من شعبان سنة ‪1444‬هـ الموافق ‪ 7‬من مارس سنة ‪ 2023‬م‪.‬‬

‫أصدرت الحكم اآلتي‬


‫في الطعن المقيد في جدول المحكمة برقم ‪ 11485‬لسنة ‪ 92‬القضائية‪.‬‬

‫الوقائع‬
‫ومن حيث إن الواقعات ‪ -‬على ما يبين من الحكم المطعون فيه وجميع األوراق ‪ -‬تتحصل في أن الطاعنة‬
‫تقدمت بشكوى إلى مكتب العمل المختص تشكو من انقطاع المطعون ضدها عن العمل بدءا من ‪/16‬‬
‫‪ 2020 /6‬بالرغم من إنذارها بإنذارين األول بتاريخ ‪ 2020 /7 /20‬والثاني بتاريخ ‪،2020 /7 /28‬‬
‫وإزاء تعذر التسوية الودية أحال المكتب األوراق إلى محكمة غرب اإلسكندرية االبتدائية حيث قيدت‬
‫بجداولها برقم ‪ ...‬لسنة ‪ 2020‬عمال‪ ،‬وحددت الطاعنة طلباتها الموضوعية بطلب إنهاء عالقة العمل‬
‫بينها وبين المطعون ضدها باالستقالة المقدمة منها في ‪ 2020 /6 /16‬وبفصلها من العمل للغياب بدءا‬
‫من ‪ 2020 /6 /16‬حتى ‪ 2020 /7 /29‬وما يترتب على ذلك من آثار‪ ،‬وقالت بيانا لها‪ :‬إنها تقدمت‬
‫لمكتب العمل المختص بالشكاوى المبين سالفا إال أن المطعون ضدها استمرت في الغياب من دون‬
‫مسوغ‪ ،‬ومحكمة أول درجة حكمت بفصل المطعون ضدها من الخدمة عند الطاعنة‪ .‬استأنفت المطعون‬
‫ضدها هذا الحكم باالستئناف رقم ‪ ...‬لسنة ‪ 77‬ق اإلسكندرية‪ ،‬وبتاريخ ‪ 2022 /3 /22‬قضت المحكمة‬
‫بإلغاء الحكم المستأنف ورفض طلب الفصل واستمرار المطعون ضدها في عملها وإلزام الطاعنة بأن‬
‫تؤدي لها ما لم يصرف من مستحقاتها‪ .‬طعنت الطاعنة في هذا الحكم بطريق النقض‪ ،‬وقدمت النيابة‬
‫مذكرة أبدت فيها الرأي بنقضه‪ ،‬وإذ عرض الطعن على المحكمة ‪ -‬في غرفة مشورة ‪ -‬حددت جلسة‬
‫لنظره‪ ،‬وفيها التزمت النيابة رأيها‪ .‬في يوم ‪ 2022 /5 /10‬طعن بطريق النقض في حكم محكمة‬
‫استئناف اإلسكندرية الصادر بتاريخ ‪ 2022 /3 /22‬في االستئناف رقم ‪ ...‬لسنة ‪ 77‬ق‪ ،‬وذلك بصحيفة‬
‫طلبت فيها الطاعنة ‪ -‬بصفة مستعجلة ‪ -‬وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه إلى حين الفصل في الموضوع‪،‬‬
‫والحكم بقبول الطعن شكال‪ ،‬وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه‪.‬‬
‫وفي اليوم ذاته أودعت الطاعنة مذكرة شارحة‪.‬‬
‫ثم أودعت النيابة مذكرتها‪ ،‬وطلبت فيها‪ :‬رفض طلب وقف التنفيذ‪ ،‬وقبول الطعن شكال‪ ،‬وفي الموضوع‬
‫برفض الطعن‪ .‬وبجلسة ‪ 2023 /2 /21‬عرض الطعن على المحكمة ‪ -‬في غرفة مشورة ‪ -‬فرأت أنه‬
‫جدير بالنظر؛ فحددت لنظره جلسة للمرافعة‪ ،‬وبجلسة ‪ 2023 /3 /7‬سمعت الدعوى أمام هذه الدائرة‬
‫على ما هو مبين بمحضر الجلسة حيث صممت النيابة على ما جاء بمذكرتها ‪ -‬والمحكمة أصدرت‬
‫الحكم بجلسة اليوم‪.‬‬
‫الحكم‬
‫بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله السيد القاضي المقرر‪ /‬أحمد علي داود "نائب‬
‫رئيس المحكمة"‪ ،‬والمرافعة وبعد المداولة‪.‬‬
‫حيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية‪.‬‬
‫وحيث إن مما تنعاه الطاعنة على الحكم المطعون فيه الخطأ في تطبيق القانون‪ ،‬إذ إنها تخضع ألحكام‬
‫قانون االستثمار رقم ‪ 230‬لسنة ‪ 1989‬وقد خولت المادة ‪ 43‬منه الهيئة العامة لالستثمار وضع القواعد‬
‫المنظمة لشئون العاملين بالمشروعات الخاضعة له وحظرت تطبيق أحكام الفصل الخامس من الباب‬
‫الثالث من قانون العمل رقم ‪ 137‬لسنة ‪ 1981‬على العاملين بتلك المشروعات وقد قامت بفسخ عقد‬
‫العمل بينها وبين المطعون ضدها إعماال للشرط الوارد بالعقد بحقها في ذلك بشرط اإلخطار‪ ،‬وإذ انتهى‬
‫الحكم المطعون فيه إلى أن قرار إنهاء خدمة المطعون ضدها مشوب بالتعسف إعماال ألحكام الفصل‬
‫الخامس من الباب الثالث من قانون العمل المذكور سالفا بالرغم من امتناع تطبيقه عليها ولم يعمل بما‬
‫جاء بالعقد فإنه يكون معيبا بما يستوجب نقضه‪ .‬وحيث إن هذا النعي في محله؛ ذلك أن النص في المادة‬
‫‪ 43‬من قانون ضمانات وحوافز االستثمار الصادر بالقانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪ - 1997‬المنطبق على واقعة‬
‫النزاع نص في الفصل الثالث الخاص بالمناطق الحرة على أن "ال تخضع المشروعات في المناطق‬
‫الحرة العامة ألحكام القانون رقم ‪ 113‬لسنة ‪ 1958‬والمادة ‪ 24‬والفصل الخامس من الباب الثالث من‬
‫قانون العمل‪ ،‬ويضع مجلس إدارة الجهة اإلدارية المختصة القواعد المنظمة لشئون العاملين في تلك‬
‫المشروعات" مؤداه خضوع مشروعات المناطق الحرة للقانون المذكور سالفا والئحة نظام العاملين‬
‫التي تصدر من الجهة اإلدارية المختصة (الهيئة العامة لالستثمار) فإذا لم يرد بهما نص تعين الرجوع‬
‫إلى أحكام قانون العمل الصادر بالقانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬مستكملة بقواعد القانون المدني عدا ما‬
‫ورد بنص المادة ‪ 24‬من قانون العمل المذكور وكذلك الفصل الخامس من الباب الثالث من ذلك القانون‬
‫الخاص بواجبات العاملين وتأديبهم وما تضمنه من بعض صور الخطأ الجسيم التي تجيز فصل العامل‬
‫والتي أوردها كأمثلة لهذه الحاالت‪ .‬لما كان ذلك‪ ،‬وكانت الشركة الطاعنة إحدى مشروعات المناطق‬
‫الحرة حسبما يبين من قرار وزير االقتصاد الصادر بتأسيسها المرفق والمنشور بالوقائع المصرية‬
‫بتاريخ ‪ ،1992 /9 /19‬وكان القانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 1997‬المشار إليه سالفا لم يتضمن نصا يحكم‬
‫النزاع فيما يتعلق بتحديد متى يكون فصل العامل مسوغا والتعويض إن كان غير ذلك‪ ،‬ولم تصدر عن‬
‫الهيئة العامة لالستثمار الئحة تنظيم شئون العاملين؛ ولحظر تطبيق الفصل الخامس من الباب الثالث‬
‫من قانون العمل رقم ‪ 137‬لسنة ‪ 1981‬المذكور سالفا فإنه يتعين إعمال القواعد العامة الواردة في‬
‫المادتين ‪ 695 ،694‬من القانون المدني‪ ،‬والتي تجيز لرب العمل إنهاء عقد العمل غير محدد المدة‬
‫باإلرادة المنفردة إذا توفر المسوغ المشروع بمعناه الواسع وفقا للقواعد العامة في القانون المدني‬
‫واإلخطار السابق‪ ،‬فإذا ثبت عدم توفر المسوغ جاز للعامل طلب التعويض عن هذا اإلنهاء‪ .‬لما كان‬
‫ذلك‪ ،‬وكان الحكم المطعون فيه قد انتهى إلى أن انقطاع المطعون ضدها عن عملها كان مسوغا إذ إنها‬
‫كانت بإجازة مرضية تحصلت عليها بموافقة التأمين الصحي وأخطرت الطاعنة بها وعندما عادت إلى‬
‫عملها منعتها الطاعنة من دخول العمل مطبقا في ذلك أحكام قانون العمل في المادتين ‪119 ،4 /69‬‬
‫من القانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬فإنه يكون قد طبق قاعدة قانونية ال تحكم النزاع فإنه يكون قد أخطأ‬
‫في تطبيق القانون‪ ،‬وقد حجبه ذلك عن استظهار ما إذا كانت المطعون ضدها قد ارتكبت خطأ بمعناه‬
‫الواسع طبقا ألحكام القانون المدني من عدمه يسوغ إنهاء خدمتها من عدمه فإنه يكون فضال عن خطئه‬
‫في تطبيق القانون قد شابه القصور في التسبيب‪ ،‬بما يوجب نقضه من دون حاجة إلى بحث باقي أوجه‬
‫الطعن على أن يكون مع النقض اإلحالة‪.‬‬
‫فلهذه األسباب‬
‫نقضت المحكمة الحكم المطعون فيه‪ ،‬وأحالت القضية إلى محكمة استئناف اإلسكندرية وألزمت‬
‫المطعون ضدها المصاريف ومبلغ مائتي جنيه مقابل أتعاب المحاماة‪ ،‬وأعفتها من الرسوم القضائية‪.‬‬

You might also like