You are on page 1of 3

‫باسم الشعب‬

‫محكمة النقض‬
‫الدائرة العمالية‬

‫برئاسة السيد القاضي‪ /‬عاطف األعصر "نائب رئيس المحكمة"‬


‫وعضوية السادة القضاة‪ /‬أحمد داود‪ ،‬حبشي راجي حبشي خالد بيومي وحسام الدين عطية "نواب‬
‫رئيس المحكمة"‬
‫بحضور السيد رئيس النيابة‪ /‬ماجد سامي‪.‬‬
‫وأمين السر السيد‪ /‬محمد غازي‪.‬‬
‫في الجلسة العلنية المنعقدة بمقر المحكمة بدار القضاء العالي بمدينة القاهرة‪.‬‬
‫في يوم الثالثاء ‪ 10‬من جمادى اآلخرة سنة ‪1444‬هـ الموافق ‪ 3‬من يناير سنة ‪ 2023‬م‪.‬‬

‫أصدرت الحكم اآلتي‪:‬‬


‫في الطعن المقيد في جدول المحكمة برقم ‪ 1886‬لسنة ‪ 92‬القضائية‪.‬‬

‫الوقائع‬
‫ومن حيث إن الواقعات على ما يبين من الحكم المطعون فيه وأوراق الطعن تتحصل في أن المطعون‬
‫ضده أقام على الطاعنة وهي من الشركات المساهمة المصرية بنظام المناطق الحرة الدعوى رقم ‪...‬‬
‫لسنة ‪ 2020‬عمال القاهرة الجديدة بطلب الحكم بصفة مستعجلة بإلغاء قرار فصله وإعادته لعمله‬
‫وإلزام الطاعنة بصرف مستحقاته المالية كافة من أجر وأرباح ومكافآت وحوافز ومقابل رصيد‬
‫إجازاته باإلضافة إلى تعويضه عن إنهاء عمله وشهادة خبرة بسنوات عمله‪ ،‬وقال بيانا لذلك‪ :‬إنه كان‬
‫يعمل عند الطاعنة إلى أن منع عن عمله بتاريخ ‪ 2020 /9 /13‬فأقام الدعوى‪ .‬حكمت المحكمة بإلزام‬
‫الطاعنة أن تؤدي للمطعون ضده مبلغ ‪ 30000‬جنيه تعويضا عن الفصل ومبلغ ‪ 5000‬جنيه تعويضا‬
‫عن مهلة اإلخطار ومبلغ ‪ 1105.60‬جنيهات مقابل رصيد اإلجازات وشهادة بسنوات خدمته‪.‬‬
‫استأنفت الطاعنة هذا الحكم باالستئناف رقم ‪ ....‬لسنة ‪ 25‬ق القاهرة‪ ،‬وبتاريخ ‪ 2021 /12 /9‬قضت‬
‫المحك مة بتأييد الحكم المستأنف‪ .‬طعنت الطاعنة في هذا الحكم بطريق النقض‪ ،‬وقدمت النيابة مذكرة‬
‫ارتأت فيها رفض الطعن‪ .‬عرض الطعن على المحكمة ‪ -‬في غرفة مشورة ‪ -‬فحددت جلسة لنظره‪،‬‬
‫وفيها التزمت النيابة رأيها‪.‬‬
‫في يوم ‪ 2022 /1 /31‬طعن بطريق النقض في حكم محكمة استئناف القاهرة الصادر بتاريخ ‪/12 /9‬‬
‫‪ 2021‬في االستئناف رقم ‪ ...‬لسنة ‪ 25‬ق‪ ،‬وذلك بصحيفة طلبت فيها الطاعنة وقف تنفيذ الحكم‬
‫المطعون فيه مؤقتا إلى حين الفصل في الموضوع‪ ،‬والحكم بقبول الطعن شكال‪ ،‬وفي الموضوع‬
‫بنقض الحكم المطعون فيه‪.‬‬
‫وفي اليوم ذاته أودعت الطاعنة مذكرة شارحة‪.‬‬
‫وفي ‪ 2022 /2 /19‬أعلن المطعون ضده بصحيفة الطعن‪.‬‬
‫ثم أودعت النيابة مذكرتها‪ ،‬وطلبت فيها‪ :‬رفض طلب وقف التنفيذ‪ ،‬وقبول الطعن شكال‪ ،‬وفي‬
‫الموضوع برفضه‪.‬‬
‫وبجلسة ‪ 2022 /11 /15‬عرض الطعن على المحكمة في غرفة مشورة فرأت أنه جدير بالنظر؛‬
‫فحددت لنظره جلسة للمرافعة‪ ،‬وبجلسة ‪ 2023 /1 /3‬سمعت الدعوى أمام هذه الدائرة على ما هو‬
‫مبين بمحضر الجلسة حيث صممت النيابة على ما جاء بمذكرتها والمحكمة أصدرت الحكم بجلسة‬
‫اليوم‪.‬‬
‫الحكم‬
‫بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله السيد القاضي المقرر‪ /‬حسام الدين عطية نائب‬
‫رئيس المحكمة‪ ،‬والمرافعة وبعد المداولة‪.‬‬
‫حيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية‪.‬‬
‫ومن حيث إن مما تنعاه الطاعنة على الحكم المطعون فيه القصور في التسبيب‪ ،‬وفي بيان ذلك تقول‪:‬‬
‫إنها تمسكت في دفاعها أمام محكمة الموضوع بأنها قامت بإنهاء خدمة المطعون ضده بعد إنذاره‬
‫طبقا لحكم المادة ‪ 69‬من قانون العمل الصادر بالقانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬النقطاعه عن العمل بدءا‬
‫من ‪ 2014 /4 /1‬لمدة تزيد على عشرة أيام متصلة من دون مسوغ قانوني‪ ،‬هذا إلى أنه استنفد رصيد‬
‫إجازاته كامال في أثناء مدة خدمته إال أن الحكم المطعون فيه لم يرد على هذا الدفاع على الرغم من‬
‫جوهريته مما يعيبه ويستوجب نقضه‪ .‬وحيث إن هذا النعي في محله؛ ذلك بأن من المقرر ‪ -‬في قضاء‬
‫هذه المحكمة ‪ -‬أن إغفال بحث الحكم دفاع أبداه الخصم يترتب عليه بطالن الحكم إذا كان هذا الدفاع‬
‫جوهريا ومؤثرا في النتيجة التي انتهت إليها المحكمة؛ إذ يعد هذا اإلغفال قصورا في أسباب الحكم‬
‫الواقعية‪ ،‬وأنه وإن كانت المادة ‪ 68‬من قانون العمل الصادر بالقانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬قد نصت‬
‫على أن االختصاص بتوقيع جزاء الفصل من الخدمة يكون للمحكمة العمالية إال أن هذا ال يتعارض‬
‫مع حق صاحب العمل في إنهاء عقد العمل طبقا لنص المادة ‪ 69‬من القانون ذاته والمادة ‪ 685‬من‬
‫القانون المدني إذا توفر لديه المسوغ الجدي لهذا اإلنهاء‪ ،‬وال قيد عليه في هذا الشأن سوى التزامه‬
‫بعدم التعسف في استعمال الحق؛ ويرجع ذلك إلى أن عقد العمل ملزم لطرفيه ويرتب في ذمتهما‬
‫التزامات متبادلة تسوغ ألحدهما التحلل من رابطة العقد إذا امتنع الطرف اآلخر عن تنفيذ التزامه أو‬
‫أخل به أو فقد شرط األمانة وحسن السمعة‪ ،‬وفي جميع الحاالت للقضاء الحق في بسط رقابته ونصفة‬
‫المظلوم بعد التحقق من أن لهذا اإلنهاء ما يسوغه أو يدحضه‪ .‬لما كان ذلك‪ ،‬وكانت الطاعنة قد‬
‫تمسكت في دفاعها أمام محكمة الموضوع بأن المطعون ضده هو الذي هجر العمل عندها من دون‬
‫مسوغ قانوني وأنها أنهت خدمته بسبب غيابه المدة الموجبة للفصل بعد إنذاره‪ ،‬وهو ما يسوغ لها‬
‫إنهاء عقده عمال بنص المادة ‪ 69‬من قانون العمل المشار إليه‪ ،‬كما أنه استنفد رصيد إجازاته كامال‬
‫في أثناء مدة خدمته وقدمت المستندات المؤيدة لدفاعها إال أن الحكم المطعون فيه التفت عن تحقيق‬
‫هذا الدفاع على الرغم من جوهريته وقضى بإلزامها بالتعويض المقضي به عن إنهاء الخدمة ومقابل‬
‫اإلخطار ورصيد اإلجازات على مجرد إطالق القول بأن الطاعنة قامت بفصل المطعون ضده‬
‫بإرادتها المنفردة وأن األوراق جاءت خلوا من سند مشروع لذلك ولم تتناول أسبابه ما يسوغ انقطاع‬
‫المطعون ضده عن العمل فإنه يكون معيبا بالقصور‪ ،‬مما يوجب نقضه على أن يكون مع النقض‬
‫اإلحالة‪.‬‬
‫فلهذه األسباب‬
‫نقضت المحكمة الحكم المطعون فيه‪ ،‬وأحالت القضية إلى محكمة استئناف القاهرة‪ ،‬وألزمت‬
‫المطعون ضده المصروفات ومبلغ مائتي جنيه مقابل أتعاب المحاماة‪ ،‬وأعفته من الرسوم القضائية‪.‬‬

You might also like