Professional Documents
Culture Documents
محكمة النقض
الدائرة العمالية
الوقائع
ومن حيث إن الواقعات على ما يبين من الحكم المطعون فيه وأوراق الطعن تتحصل في أن المطعون
ضده أقام على الطاعنة وهي من الشركات المساهمة المصرية بنظام المناطق الحرة الدعوى رقم ...
لسنة 2020عمال القاهرة الجديدة بطلب الحكم بصفة مستعجلة بإلغاء قرار فصله وإعادته لعمله
وإلزام الطاعنة بصرف مستحقاته المالية كافة من أجر وأرباح ومكافآت وحوافز ومقابل رصيد
إجازاته باإلضافة إلى تعويضه عن إنهاء عمله وشهادة خبرة بسنوات عمله ،وقال بيانا لذلك :إنه كان
يعمل عند الطاعنة إلى أن منع عن عمله بتاريخ 2020 /9 /13فأقام الدعوى .حكمت المحكمة بإلزام
الطاعنة أن تؤدي للمطعون ضده مبلغ 30000جنيه تعويضا عن الفصل ومبلغ 5000جنيه تعويضا
عن مهلة اإلخطار ومبلغ 1105.60جنيهات مقابل رصيد اإلجازات وشهادة بسنوات خدمته.
استأنفت الطاعنة هذا الحكم باالستئناف رقم ....لسنة 25ق القاهرة ،وبتاريخ 2021 /12 /9قضت
المحك مة بتأييد الحكم المستأنف .طعنت الطاعنة في هذا الحكم بطريق النقض ،وقدمت النيابة مذكرة
ارتأت فيها رفض الطعن .عرض الطعن على المحكمة -في غرفة مشورة -فحددت جلسة لنظره،
وفيها التزمت النيابة رأيها.
في يوم 2022 /1 /31طعن بطريق النقض في حكم محكمة استئناف القاهرة الصادر بتاريخ /12 /9
2021في االستئناف رقم ...لسنة 25ق ،وذلك بصحيفة طلبت فيها الطاعنة وقف تنفيذ الحكم
المطعون فيه مؤقتا إلى حين الفصل في الموضوع ،والحكم بقبول الطعن شكال ،وفي الموضوع
بنقض الحكم المطعون فيه.
وفي اليوم ذاته أودعت الطاعنة مذكرة شارحة.
وفي 2022 /2 /19أعلن المطعون ضده بصحيفة الطعن.
ثم أودعت النيابة مذكرتها ،وطلبت فيها :رفض طلب وقف التنفيذ ،وقبول الطعن شكال ،وفي
الموضوع برفضه.
وبجلسة 2022 /11 /15عرض الطعن على المحكمة في غرفة مشورة فرأت أنه جدير بالنظر؛
فحددت لنظره جلسة للمرافعة ،وبجلسة 2023 /1 /3سمعت الدعوى أمام هذه الدائرة على ما هو
مبين بمحضر الجلسة حيث صممت النيابة على ما جاء بمذكرتها والمحكمة أصدرت الحكم بجلسة
اليوم.
الحكم
بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذي تاله السيد القاضي المقرر /حسام الدين عطية نائب
رئيس المحكمة ،والمرافعة وبعد المداولة.
حيث إن الطعن استوفى أوضاعه الشكلية.
ومن حيث إن مما تنعاه الطاعنة على الحكم المطعون فيه القصور في التسبيب ،وفي بيان ذلك تقول:
إنها تمسكت في دفاعها أمام محكمة الموضوع بأنها قامت بإنهاء خدمة المطعون ضده بعد إنذاره
طبقا لحكم المادة 69من قانون العمل الصادر بالقانون رقم 12لسنة 2003النقطاعه عن العمل بدءا
من 2014 /4 /1لمدة تزيد على عشرة أيام متصلة من دون مسوغ قانوني ،هذا إلى أنه استنفد رصيد
إجازاته كامال في أثناء مدة خدمته إال أن الحكم المطعون فيه لم يرد على هذا الدفاع على الرغم من
جوهريته مما يعيبه ويستوجب نقضه .وحيث إن هذا النعي في محله؛ ذلك بأن من المقرر -في قضاء
هذه المحكمة -أن إغفال بحث الحكم دفاع أبداه الخصم يترتب عليه بطالن الحكم إذا كان هذا الدفاع
جوهريا ومؤثرا في النتيجة التي انتهت إليها المحكمة؛ إذ يعد هذا اإلغفال قصورا في أسباب الحكم
الواقعية ،وأنه وإن كانت المادة 68من قانون العمل الصادر بالقانون رقم 12لسنة 2003قد نصت
على أن االختصاص بتوقيع جزاء الفصل من الخدمة يكون للمحكمة العمالية إال أن هذا ال يتعارض
مع حق صاحب العمل في إنهاء عقد العمل طبقا لنص المادة 69من القانون ذاته والمادة 685من
القانون المدني إذا توفر لديه المسوغ الجدي لهذا اإلنهاء ،وال قيد عليه في هذا الشأن سوى التزامه
بعدم التعسف في استعمال الحق؛ ويرجع ذلك إلى أن عقد العمل ملزم لطرفيه ويرتب في ذمتهما
التزامات متبادلة تسوغ ألحدهما التحلل من رابطة العقد إذا امتنع الطرف اآلخر عن تنفيذ التزامه أو
أخل به أو فقد شرط األمانة وحسن السمعة ،وفي جميع الحاالت للقضاء الحق في بسط رقابته ونصفة
المظلوم بعد التحقق من أن لهذا اإلنهاء ما يسوغه أو يدحضه .لما كان ذلك ،وكانت الطاعنة قد
تمسكت في دفاعها أمام محكمة الموضوع بأن المطعون ضده هو الذي هجر العمل عندها من دون
مسوغ قانوني وأنها أنهت خدمته بسبب غيابه المدة الموجبة للفصل بعد إنذاره ،وهو ما يسوغ لها
إنهاء عقده عمال بنص المادة 69من قانون العمل المشار إليه ،كما أنه استنفد رصيد إجازاته كامال
في أثناء مدة خدمته وقدمت المستندات المؤيدة لدفاعها إال أن الحكم المطعون فيه التفت عن تحقيق
هذا الدفاع على الرغم من جوهريته وقضى بإلزامها بالتعويض المقضي به عن إنهاء الخدمة ومقابل
اإلخطار ورصيد اإلجازات على مجرد إطالق القول بأن الطاعنة قامت بفصل المطعون ضده
بإرادتها المنفردة وأن األوراق جاءت خلوا من سند مشروع لذلك ولم تتناول أسبابه ما يسوغ انقطاع
المطعون ضده عن العمل فإنه يكون معيبا بالقصور ،مما يوجب نقضه على أن يكون مع النقض
اإلحالة.
فلهذه األسباب
نقضت المحكمة الحكم المطعون فيه ،وأحالت القضية إلى محكمة استئناف القاهرة ،وألزمت
المطعون ضده المصروفات ومبلغ مائتي جنيه مقابل أتعاب المحاماة ،وأعفته من الرسوم القضائية.