Professional Documents
Culture Documents
المادة :اجتماعي.
المراجع :الفصالن 23و 376من م.ش.
المفاتيح :نزاع شغلي جماعي ،مصالح وحقوق مشتركة ،أجل سقوط ،أجل تقادم.
المبدأ :
شغل الجماعيّة أن نزاعات ال ّ شغل ّ يستخلص من أحكام الفصل 376وما بعده من مجلّة ال ّ
هي ك ّل صعوبة تنشأ بين مؤ ّجر ومجموع عملته حول تنفيذ عقد الشغل ويكون من شأنها أن تثير
نزاع شغل جماعي وعادة ما يكون موضوعها مصالح أو حقوقا مشتركة بين سائر أولئك األجراء.
ال بمصلحة أو حق أ ّما إذا كان النزاع بين المؤ ّجر وأحد عملته وكان موضوعه ال يتعلّق إ ّ
هذا العامل فهو نزاع فردي ومن اختصاص دوائر الشغل ولو تعدّدت حاالت النّزاع بتعدّد األجراء
إذ العبرة في نزاعات الشغل الجماعيّة باتحاد الحق أو المصلحة مثال النزاع وليس بتعدّد األجراء
تخص إالّ شخصه.ّ ما دام ك ّل واحد منهم يطالب بحق أو مصلحة فرديّة ال
إن المطالبة بغرامة ّ
الطرد التعسّفي إ ّنما هي طلب وفاء بالتزام معمر للذ ّمة المالية وبالتالي ّ
فإن األجل الذي حدّدته الفقرة األخيرة من الفصل 23من مجلّة الشغل (حسبما وقع تنقيحه بالقانون ّ
المؤرخ في )1994/2/21لطلب تلك الغرامة إنّما هو أجل تقادم يقبل القطع ّ عدد 29لسنة 1994
والتعليق.
الحمد هلل،
أصدرت محكمة التعقيب القرار اآلتي :
1
بعد اإلطالع على مطلب التعقيب المض ّمن تحت عدد 23002والمقدّم من األستاذ عمر
بوقديدة بتاريخ .2002/12/11
في حق :شركة تمويل النّزل "نزل جربة المنزل" في شخص ممثّلها القانوني.
ضد :عادل.
طعنا في الحكم الشغلي الصادر عن المحكمة االبتدائيّة بمدنين بوصفها محكمة استئناف
ألحكام دوائر الشغل الراجعة لها بالنظر تحت عدد 8459بتاريخ 2001/11/5والقاضي بقبول
االستئنافين شكال وفي األصل بإقرار الحكم االبتدائي وحمل المصاريف التي سبقها صندوق الدولة
على الطرفين ....
وبعد اإلطالع على قرار السيّد الرئيس األول لمحكمة التعقيب القاضي بإحالة القضية على
الدوائر المجتمعة وتعيين جلسة اليوم موعدا ّ
للبت فيها.
اإلطالع على مذكرة مستندات الطعن المقدّمة من األستاذ عمر بوقديدة بتاريخ ّ وبعد
2003/1/10وعلى محضر إبالغها للمعقب ضدّه في 2003/1/4بواسطة عدل التنفيذ السيد
مبروك الشافعي تحت عدد .22391
وبعد اإلطالع على ملحوظات النيابة العموميّة واالستماع إلى شرح ممثلها بالجلسة الذي
طلب قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقض القرار المطعون فيه.
الملف والمداولة طبق القانون صرح
ّ ّ
اإلطالع على الحكم المنتقد وعلى كافّة أوراق وبعد
بما يلي :
من حيث الشكل :
حيث استوفى مطلب التعقيب جميع صيغه القانونيّة فهو حري بالقبول شكال.
من حيث األصل :
حيث تفيد وقائع القضيّة كما تض ّمنها الحكم المنتقد واألوراق التي انبنى عليها قيام المعقب
ضدّه لدى دائرة الشغل بمدنين في 1999/1/14عارضا أنّه انتدب للعمل لدى المعقبة بنزل "جربة
منزل" التابع لها منذ يوم 1994/5/3بصفة مساعد لحام وبأجر شهري قدره مائتان وأربعة عشر
دينارا ومليمات 995وفي يوم 1997/5/21أوقفته عن العمل بالنزل المذكور داعية إ ّياه إلى
االلتحاق بنزل المرادي بمدينة سوسة دون موجب شرعي األمر الذي يعتبر من جانبها طردا
تعسّفيا طالبا إلزامها بأن تؤدّي له المستحقّات القانونيّة.
وحيث تمسّكت المدّعى عليها بسقوط الحق في القيام بالدّعوى تطبيقا ألحكام الفصلين 23
ّ
وبأن المدّعي يعتبر بحالة استقالة بحكم تغيّبه عن العمل لمدّة تزيد عن 15يوما. و 147من م.ش.
2
وبعد استيفاء اإلجراءات أصدرت دائرة الشغل بمدنين حكمها عدد 5689بتاريخ
تعرض له المدّعي يكتسي صبغة الطرد التعسّفي وبإلزام المدّعى 1999/3/23القاضي باعتبار ما ّ
عليها على ذلك األساس بأن يؤدّي له المبالغ التالية :
ّأوال :مائتين وأربعة عشر دينارا ومليمات 995لقاء منحة اإلعالم ّ
بالطرد.
ثانيا :مائتين وسبعة وخمسين دينارا ومليمات 976لقاء منحة مكافأة نهاية الخدمة.
ثالثا :ألف ومائتين وتسعة وثمانين دينارا ومليمات 970لقاء غرامة الطرد التعسّفي.
رابعا :مائة دينار لقاء أتعاب التقاضي وأجرة المحاماة وحمل المصاريف القانونيّة على
المحكوم عليها.
مجلة الشغل بمقتضى القانون عدد 29لسنة ّ 1994
أن استنادا إلى أ ّنه يستنتج من تنقيح ّ
المشرع قد أخضع دعوى غرم الضّرر الناشئ عن القطع التعسّفي لعقد الشغل إلى نظام التقادمّ
وأن المدّعي سبق أن قام بدعوى الغرم ضمن القضيّة عدد بعد أن كان يخضعها لألجل المسقط ّ
4516بتاريخ 23ماي 1997وقد صدر الحكم فيها استئنافيّا في 1998/12/14برفض دعواه
وذلك القيام يعتبر عمال قاطعا عمال بالفصلين 396و 398من م.ا.ع .وبذلك يكون القيام الحالي
بتاريخ 1999/1/14في األجل.
فاستأنف الطرفان ذلك الحكم أمام المحكمة االبتدائيّة بمدنين بوصفها محكمة استئناف
ألحكام دوائر الشغل الراجعة لها بالنظر وبعد استيفاء اإلجراءات قضت المحكمة المذكورة في
القضيّة عدد 7219بتاريخ 2000/2/28بإقرار الحكم االبتدائي معتمدة نفس أسباب الحكم
االبتدائي.
فتعقبته المدعى عليها ناعية عليه :
ضعف التعليل وخرق أحكام الفصلين 23و 147من مجلة الشغل والفصلين 396و398
من م.ا.ع .والفصلين 307و 376من مجلة الشغل والفصول 251من م.م.م.ت .و 420من
م.ا.ع .و 14خامسا من م.ش .و 23من االتفاقية القطاعية المشتركة للنزل والسياحة
والمؤسسات المشابهة لها وهضم حقوق الدفاع وتحريف الوقائع :
الطرد ولم يعلّل قضاءه بالنسبة
التعرض لمسألة ثبوت ّ
ّ بمقولة ّ
أن الحكم المطعون فيه أهمل
والطرد وعدم إبراز أسس تقدير الغرامات والمنح وعدم ّ للدّفوع المتعلّقة بذلك والخلط بين اإليقاف
الملف على النيابة العموميّة عالوة
ّ الردّ على الدّفع المتعلّق بالصبغة الجماعية للنزاع وعدم عرض
أن أجل القيام بالدّعوى هو أجل مسقط غير قابل ّ
للطعن وال للتعليق. على ّ
فأصدرت محكمة التعقيب قرارها عدد 6119/2000بتاريخ 2001/1/31بقبول مطلب
التعقيب شكال وأصال ونقض الحكم المطعون فيه وإحالة القضيّة على المحكمة االبتدائيّة بمدنين
بوصفها محكمة استئناف ألحكام دوائر الشغل التابعة لها إلعادة النظر فيها بهيئة أخرى استنادا
3
أن األجل المنصوص عليه إلى وضوح أحكام الفصل 23من م.ش .وعدم قابليّته للتأويل باعتبار ّ
للقيام بدعوى التعوي ض عن الطرد هو أجل سقوط وليس أجل تقادم وال يقبل القطع وال التعليق.
فأعيد نشر القضيّة أمام محكمة اإلحالة إالّ أنّها قضت في 2001/11/5تحت عدد 8459
أن تنقيح الفصل بإقرار الحكم االبتدائي معتمدة نفس أسباب الحكم المنقوض ومركزة خاصة على ّ
23من م.ش .بمقتضى القانون عدد 29لسنة 1994الذي حذف الفقرة المشيرة للفصل 13من
المشرع قد انصرفت إلى التخلّي عن نظام األجل المسقط بالنسبة للقيام
ّ م.م.م.ت .يد ّل على ّ
أن إرادة
بدعوى التعويض عن ّ
الطرد التعسّفي.
للمرة الثانية ناعية عليه :
فتعقبته المدّعى عليها ّ
)1خرق القانون :
أ-خرق الفصل 123من م.م.م.ت .لضعف التعليل :
ألن محكمة اإلحالة لم تستعرض من دفوع المعقبة إالّ ما كان يتعلّق منها بسقوط الحق ّ
التعرض للدّفوع المتعلّقة بمسألة ثبوت الطرد وإبراز أسس تقدير الغرامات ّ بمرور ّ
الزمن دون
والمنح ولم تجب عن الدّفع المتعلّق بوجوب إجراء المحاولة الصلحيّة حال ّ
أن النقض مع اإلحالة
التطرق إلى كافّة الدّفوع المثارة لديها.
ّ يفرض على محكمة اإلحالة
ب-خرق الفصلين 23و 147من مجلة الشغل والفصلين 396و 398من م.ا.ع: .
الزمن بالرغم من ّ
أن األجل الوارد أن الدّعوى قد سقطت بمرور ّ بأن المحكمة لم تعتبر ّ
قوال ّ
بالفصل 23من م.ش .أجل سقوط ال يقبل القطع وال التعليل وبذلك فال مجال العتبار القيام السابق
عمال قاطعا لألجل.
ج-خرق الفصل 376من م.ش: .
لعدم الردّ على الدّفع المتعلّق بصبغة النزاع الجماعي وما يترتّب عن ذلك من عدم
اختصاص دائرة الشغل حكميا.
د-خرق الفصل 251من م.م.م.ت: .
الملف لم يعرض على النيابة العموميّة بالرغم من وجود الدفع بعدم االختصاص
ّ قوال ّ
بأن
الحكمي.
هـ -خرق الفصل 420من م.ا.ع .و 14خامسا من م.ش: .
ي دليل على وقوع الطرد وقد نفت المعقبة ذلك متمسّكة بمقولة ّ
أن المعقب ضدّه لم يقدّم أ ّ
ّ
بأن العالقة الشغلية ت ّم تعليقها بسبب أشغال تجديد بناء النزل الذي يعمل به المدّعي مع اقتراح
نقلته إلى العمل بنزل آخر بصفة مؤقتة ثم بعد إعادة فتح النزل مجددا عرض عليه الرجوع لسالف
4
عمله لكنّه رفض فقضي الحكم المنتقد لفائدة الدّعوى دون التفات لك ّل ذلك وال إلى منازعة المعقبة
في األجر المعتمد الذي ال يساوي 995د 214بل يساوي فقط 192د.888
و-خرق الفصل 23من االتفاقية المشتركة للنزل والسياحة والمؤسسة المشابهة لها:
أن مصلحة العمل وحدها هي التيأن ال دليل على ّ بأن محكمة الحكم المنتقد اعتبرت ّ
قوال ّ
أن النّزل قد توقف عن
بالملف تثبت ّ
ّ أن المؤيدات المظروفة اقتضت نقلة المعقب ضدّه في حين ّ
ك ّل نشاط بسبب األشغال وأنّه ت ّم عرض مكان ثان يعمل فيه المعقب ضدّه مؤقتا وثبت أيضا ّ
أن
المعقبة ضمنت المصاريف لغيره من العملة الذين قبلوا النقلة.
5
أن آجال التقادم تقبل – بصورة عا ّمة – القطع والتعليق (أنظر الفصلين 396و392 وحيث ّ
من م.ا.ع ).وال ته ّم إلى مصالح الخصوم (الفصل 385من م.ا.ع ).ومن ث ّمة فال يجوز للمحكمة
أن تثيرها من تلقاء نفسها وإنّما لمن قامت هذه القرينة القانونيّة القاطعة لفائدته أن يدفع بها أمام
محاكم الموضوع.
إن المطالبة بغرامة الطرد التعسّفي إ ّنما هي طلب وفاء بالتزام معمر للذ ّمة المالية
وحيث ّ
فإن األجل الذي حدّدته الفقرة األخيرة من الفصل 23من مجلة الشغل (حسبما وقع تنقيحه وبالتالي ّ
بالقانون عدد 29لسنة 1994المؤرخ في )1994/2/21لطلب تلك الغرامة إنّما هو أجل تقادم
المشرع بمناسبة التعديل المشار إليه اإلحالة
ّ يقبل القطع والتعليق وقد تأ ّكدت له هذه الطبيعة بحذف
على أحكام الفصل 13من م.م.م.ت .من عجز تلك الفقرة والتي كانت توجب على المحكمة إثارة
سقوط الدّعوى بمرور الزمن من تلقاء نفسها.
وحيث تكون – محكمة اإلحالة – بناء على ذلك أحسنت تأويل أحكام الفصل 23من مجلة
الشغل ولم تخرق أحكام الفصول 147من نفس المجلّة وال أحكام الفصلين 396و 398من م.ا.ع.
وتعين رفض المطعن المتعلّق بخرق هذه الفصول.
) 2عن الفرعين الثالث والرابع من المطعن األول المتعلقين بعدم االختصاص الحكمي
وخرق أحكام الفصل 376من م.ش .وبكون النزاع هو نزاع جماعي :
أن نزاعات الشغل حيث يستخلص من أحكام الفصل 376وما بعده من مجلّة الشغل ّ
الجماعية هي كل صعوبة تنشأ بين مؤجر ومجموع عملته حول تنفيذ عقد الشغل ويكون من شأنها
أن تثير نزاع شغل جماعي وعادة ما يكون موضوعها مصالح أو حقوقا مشتركة بين سائر أولئك
األجراء.
وأ ّما إذا كان النزاع بين المؤجر وأحد عملته وكان موضوعه ال يتعلّق إالّ بمصلحة أو حق
هذا العامل فهو نزاع فردي ومن اختصاص دوائر الشغل ولو تعدّدت حاالت النّزاع بتعدّد اإلجراء
إذ العبرة في نزاعات الشغل الجماعيّة باتحاد الحق أو المصلحة مثال النّزاع وليس بتعدّد اإلجراء
تخص إالّ شخصه.
ّ ما دام كل واحد منهم يطالب بحق أو مصلحة فرديّة ال
وحيث كان ال ّنزاع موضوع قضيّة الحال بين المعقبة وأحد أجرائها وكان موضوعه مطالبة
فإن محكمة اإلحالة كانت على صواب عندما لم هذا األخير بحقوق مالية ال ته ّم إالّ شخصه ولذا ّ
تقبل الدّفع المتعلّق بعدم االختصاص الحكمي واتّجه لذلك رفض هذا المطعن أيضا.
)3عن المطعن الثالث المتعلق بعدم إجراء الجلسة الصلحية :
أن محكمة البداية أجرت محاولة صلحيّة يوم 1999/2/23لمالملف ّ
ّ حيث ثبت من أوراق
يحضرها المدعي وحضرها ممثّل المطلوبة ّ
وأن إعادة المحاولة الصلحيّة أو عدم إعادتها يرجع
لسلطة التقدير التي تملكها المحكمة دون أطراف القضيّة مما يجعل هذا الدّفع في غير طريقه
وتعيّن ردّه.
)4عن بقية المطاعن :
6
أن قرار محكمة التعقيب بالنقض يرجع الطرفين للحالة التي كانا عليها قبل الحكم حيث ّ
المنقوض في خصوص ما تسلّط عليه الطعن وبذلك تكون محكمة الموضوع ملزمة بالنظر في
كامل دفوع األطراف الجوهرية التي يتمسّكون بها والتي يقتضيها فصل النزاع على النحو
المنصوص عليه بالفصل 123من م.م.م.ت .وإالّ كان حكمها خارقا للقانون هاضما ّ
لحق الدّفاع
وضعيف التعليل.
تتعرض للدفوع المتعلّقة بمسألة ثبوت الطرد واألجر
ّ وحيث ّ
أن محكمة الحكم المنتقد لم
الحقيقي الذي كان يتقاضاه المعقب ضدّه وأسس تقدير الغرامات والمنح واقتصرت على الرد على
مسألة سقوط الحق بمرور الزمن.
أن الفصل 14خامسا من م.ش .يوجب على القاضي تقدير وجود الصبغة الحقيقيّة وحيث ّ
والجدية ألسباب الطرد بنا ًء على عناصر اإلثبات المقدّمة إليه من طرفي النزاع لكن محكمة
األصل رغم تصريح المعقب ضدّه (األجير) بأنّه غادر العمل إثر قرار مؤجرته إلحاقه بالعمل
بمؤسّسة أخرى وبمكان آخر وتمسك المعقبة بعدم طرده وبدعوته لاللتحاق بسابق عمله إثر انتهاء
األشغال بالنزل الذي كان يعمل به ولم تتوقّف عند هذه الوقائع وقضت بالتعويض مباشرة مما
يجعل حكمها قاصر التعليل محرفا للوقائع ويتّجه نقضه.
ولهذه األسباب
قررت المحكمة بدوائرها المجتمعة قبول مطلب التعقيب شكال وأصال ونقض الحكم ّ
المطعون فيه وإحالة القضيّة على المحكمة االبتدائيّة بمدنين بوصفها محكمة استئناف ألحكام دوائر
الشغل التابعة لها إلعادة النظر فيها بهيئة أخرى في حدود ما تسلّط عليه النقض.
وقد صدر هذا القرار عن الدوائر المجتمعة في 27جانفي 2005برئاسة السيد مبروك بن
موسى الرئيس األول لمحكمة التعقيب.
وعضوية رؤساء الدوائر السادة المنجي األخضر ،مصطفى خنشل ،نجاة بوليلة ،مح ّمد
رؤوف المراكشي ،ناجية بلحاج علي ،حسن بن فالح ،الطاهر بوغارقة ،فتحي بن يوسف ،معاوية
عزيز ،المنصف الزعيبي ،حمدة الشواشي ،بلقاسم كريد ،نجاح مهذب ،عامر بورورو ،مصطفى
بن جعفر والمستشارين السادة محمد الجمالي ،محمد النفيسي ،رابح شيبوب ،محمد علي الشايبي،
زهرة بن عون ،نبيل ساسي ،رفيعة الشاوش ،عبد القادر المستيري ،النوري القطيطي ،الطاهر
زقروبة ،مح ّمد الفخفاخ ،زهير عروس ،محمد الهادي بن خذر ،فوزية بن خذر ،فوزية بن علية،
حسين مبارك ،عبد القادر غربال ،سهام السويسي ،رشيدة الزغالمي ،وبمحضر السيد مح ّمد
الفطناسي وكيل الدولة العام لدى محكمة التعقيب وبمساعدة كاتب الجلسة السيد جلول العرفاوي.
وحرر في تاريخه
7
التعليق :
شغل والقانون المدني بمناسبة .1إن كان من المتواتر قيام تفاعل ثنائي بين قانون ال ّ
األول نشأ في إرث الثاني ،1إالّ أنّه يظ ّل استجالء حلول لبعض المسائل المستشكلة ،اعتبارا ّ
وأن ّ
صة إن كان هذا الفرع هو قانون اإلجراءات أو من النّادر أن ينضاف لذلك فرع قانوني ثالث خا ّ
المرافعات المدنيّة وإن تم ّخض عن هذا التّالقي منطلقا ل ّ
تحول فقه قضائي.
.2ويندرج القرار التّعقيبي موضوع التعليق والصادر عن الدّوائر المجتمعة تحت عدد
23002بتاريخ 27جانفي 2 2005ضمن هذا السّياق.
.3ولقد تعلّقت وقائع القضيّة بقيام المدّعي في األصل أمام الدّائرة الشغليّة بمدنين
استمرت
ّ بتاريخ 14جانفي 1999عارضا أنّه انتدب للعمل لدى النّزل المطلوب منذ سنة 1994و
العالقة الشغليّة لمدّة ثالث سنوات إلى حدود سنة 1997تاريخ إيقافه عن العمل ودعوته لاللتحاق
بمكان آخر في إطار نقلة جغرافيّة دون موجب شرعي وهو ما اعتبره طردا تعسّفيا طالبا إلزام
المؤسّسة المدّعى عليها بأداء المستحقّات القانونيّة بعنوان منحة نهاية الخدمة ومنحة اإلعالم
ّ
الحق في القيام بالدّعوى بالطرد وغرامات طرد تعسّفي .وتمسّكت في المقابل المدّعى عليها بسقوط ّ
أن المدّعي سبق أن قام بدعوى الغرم في قضيّة تطبيقا ألحكام الفصلين 23و 147م.ش .باعتبار ّ
سابقة صدر فيها الحكم استئنافيّا برفض دعواه في 14ديسمبر ،1998وهو ما يجعل من القيام
أن أجل القيام هو أجل سقوط ال تقادم وال يقبل بالتالي الحالي قد ت ّم خارج آجال السّنة على أساس ّ
القطع.
وبعد استيفاء اإلجراءات القانونيّة قضت محكمة البداية لصالح الدّعوى وأيّدتها في ذلك
المشرع قد أخضع دعوى غرم الضّرر النّاشئ عن القطع ّ محكمة االستئناف على أساس ّ
أن
شغل إلى نظام تقادم وهو ما يجعل من قيام المدّعي السّابق عمال قاطعا تطبيقا التعسّفي لعقد ال ّ
للفصلين 396و 398م.إ.ع .ويكون بذلك قيامه الحالي في األجل .فتعقبته المدّعى عليها طالبة
نقضه وناسبة له خرق أحكام الفصلين 23و 147م.ش .والفصلين 396و 398م.إ.ع .فقضت
محكمة التّعقيب في قرارها عدد 6119الصادر في 31جانفي 2001بقبول مطلب التّعقيب شكال
وأصال ونقض الحكم المطعون فيه وإحالة القضيّة على المحكمة االبتدائيّة بمدنين بوصفها محكمة
استئناف إلعادة النّظر فيها بهيئة أخرى ،استنادا لوضوح أحكام الفصل 23م.ش .وعدم قابليّته
الطرد هو أجل سقوط أن األجل المنصوص عليه للقيام بدعوى التّعويض عن ّ للتأويل ضرورة ّ
وليس أجل تقادم وال يقبل القطع وال التعليق.
LYON- CAEN (G) : « Du rôle des principes généraux u droit civil en droit du travail », 1
RTD. Civ, 1974, p.
229.
2قرار تعقيبي مدني ،دوائر مجتمعة ،عدد 23002صادر بتاريخ 27جانفي ،2005نشريّة قرارات الدوائر المجتمعة لمحكمة
التعقيب لسنة ،2005ص .234
8
ال أ ّنها قضت بإقرار الحكم االبتدائي فتعقّبته فأعيد نشر القضيّة أمام محكمة اإلحالة ،إ ّ
أن األجل الوارد بالفصل 23م.ش .هو للمرة الثانية ناعية عليه نفس المطاعن من ّ المدّعى عليها ّ
أجل سقوط ،وبذلك فال مجال العتبار القيام السابق عمال قاطعا لألجل .ولقد حتّم ذلك انتصاب
الدّوائر المجتمعة والتي قضت باعتبار األجل الوارد بالفصل 23م.ش .لطلب غرامة ّ
الطرد
وبأن محكمة اإلحالة لم تخرق أحكام الفصلين 23 ّ التعسّفي هو أجل تقادم يقبل القطع والتعليق
و 147م.ش..
لتحول فقه قضائي مضمونه إخضاع جميع اآلجال ولقد أسّس الح ّل المعتمد منطلقا مباشرا ّ
شغل في خصوص سقوط دعاوى المطالبة بالحقوق الماليّة لنظام التّقادم ال السقوط، الواردة بمجلّة ال ّ
وآخر غير مباشر يتعلّق بتكريس تاريخ انقطاع العالقة الشغليّة كتاريخ مو ّحد الحتساب بدء سريان
الحق واستحقاقه ،ليشمل التوحيد بهذا المعنى طبيعة ّ آجال هذه الدّعاوى عوضا عن تاريخ نشأة
التحول مشكال قانونيّا يتعلّق أساسا بمعرفةّ األجل وبداية سريانه على حدّ سواء .ولقد طرح هذا
ّ
المنهج الذي استندت عليه محكمة التّعقيب لتأصيل حلها؟
أن المحكمة حسمت األمر باعتماد منهج تأصيلي .4لإلجابة على هذا المشكل يتّضح ّ
شريعة العا ّمة عند تحديد طبيعة األجل من جهة أولى ( )Iوفتحت المجال لالعتداد بمنهج في ال ّ
شريعة العا ّمة عند ضبط بدء سريان األجل من جهة ثانية ( )IIفي ظ ّل التماهي المعلن إقصائي لل ّ
في القرار بين أحكام الفصلين 23و 147م.ش.
9
-أجل بالمعنى المدني :أخضع معه بقيّة المستحقّات من منح ومكافآت وفوارق أجور لنظام
الراحة خالصة األجر ومنح ّ
الطرد ومنحة األعياد التّقادم طبقا ألحكام الفصل 147م.ش( .كمنحة ّ
3
مؤرخ في 8ماي 1995الرسميّة ،)...وهو ما يمكن أن نستشفّه مثال من القرار عدد ّ 47715
مؤرخ في 4أكتوبر .41993
والقرار عدد ّ 39505
.7ويحسب لهذا الموقف القضائي على هناته وجاهة عدم اعتماد أحكام الفصل 23
صةم.ش .في سحب الح ّل الوارد صلبه على جميع الدّعاوى الشغليّة ،وتقرير أجل سقوط بشأنها خا ّ
أن األجل المذكور ال يتعلّق إالّ بدعوى التّحصيل على الغرم من أجل القطع وأنّه جاء صريحا في ّ
أقرت صراحة أنّه شغل .ولقد سبق لمحكمة التّعقيب أن اعتمدت هذا الح ّل حيث ّ التعسّفي لعقد ال ّ
أن أجل السّقوط الذي هو وجوبي وتتمسّك به "وتطبيقا لمقتضيات الفصل 23م.ش ....وحيث ّ
تقرر قد أخطأ في تطبيق القانونأن الحكم المطعون فيه يكون والحالة ما ّ المحكمة تلقائيّا ...وحيث ّ
في خصوص ما ذكر ...غير أنه فيما زاد على فرع دعوى الغرم من بقية فروع الدعوى فإنّه لم
حق القيام موضوع الفصل 147م.ش .ولذا فال ينسحب عليها إذ ال يقع التمسّك بشأنها بسقوط ّ
يمكن التمسّك به من طرف المحكمة تلقائيّا".5
الطبيعي أن يختلف األجل ،والذي يجد مبررا له باألساس في اختالف ّ
الطبيعة .8ومن ّ
صبغة التّئعويضيّة عن القانونيّة للحقوق الماليّة المطالب بها ،إذ تكتسي غرامات ّ
الطرد التعسّفي ال ّ
الطرد ،في حين تصطبغ بقيّة حق ّ
جراء تعسّف المؤ ّجر في استعمال ّ الضّرر الحاصل لألجير من ّ
نص عليه صبغة المعاشيّة الّتي تجد لها سندا إ ّما فيما اقتضاه العقد أو فيما ّ
المستحقّات الشغليّة بال ّ
القانون.
أن ما استخلصه فقه قضاء محكمة التّعقيب من تفرقة مؤسس على ما است ّ
قر .9ويبدو ّ
النص في حدّ ذاته ( )1أو من
ّ على إسناده من معنى ألحكام الفصل 23م.ش .انطالقا من داخل
خارجه من خالل موضعه ومحيطه القانوني (.)2
-1 .10من داخل النص :اعتمدت محكمة التّعقيب في تكييف األجل الوارد بالفصل 23
يؤول" .فرفضت في أحد قراراتها "النص الواضح يطبّق وال ّ ّ م.ش .بأجل سقوط 6على قاعدة
وبصورة صريحة تطبيق أحكام الفصل 532م.ا.ع .بمنطق تأويلي ،7والذي على أساسه قضى
8
Arfaoui (E.) : Les règles écrites d’interprétation de la loi : Essai sur une méthode officielle
d’interprétation des lois, Thèse pour l’obtention du Doctorat d’Etat en Droit privé, Faculté de droit
et des sciences politiques de Tunis, 2000, p. 285.
-عبد المنعم العبيدي :شرح القواعد العا ّمة للقانون ،دراسة تحليليّة تأصيليّة للقواعد العا ّمة الواردة بمجلّة االلتزامات والعقود،
مركز البحوث القانونيّة والدّراسات السياسيّة واالجتماعيّة بوليجيريس ،2014 ،ص .82
مؤرخ في 7جوان ،1993ص .155 9قرار تعقيبي مدني عدد ّ 29532
10أحمد بن طالب :القواعد العا ّمة للقانون في فقه قضاء محكمة التّعقيب ،خمسون عاما من فقه القضاء المدني ،ص .153
مؤرخ في 7أفريل ،2008ن .م .ت ،2008 .ج ،IIص .253 11قرار تعقيبي مدني عدد ّ 23021
خاص ،السنة الجامعيّة
ّ 12منير عياري :تأويل القانون ،محاضرات مرقونة لطلبة السّنة األولى ماجستير بحث قانون
،2019/2018ص .29
األول ،النظريّة العا ّمة للقانون ،الدّار الجامعيّة ،بيروت – لبنان ،د .ط.
ّ القسم ّة، يالقانون للعلوم المدخل 13توفيق حسن فرج:
د.ت ،.ص .438
11
وتشير هذه الت ّقنية إلى التنسيق بين القواعد والتقاطع بين المجاالت والترابط بين النّصوص
المشرع إ ّما بغرض تدقيقي أو بغرض تكميلي ّ بغاية ضمان استمراريّة في قراءتها .وقد يلجأ إليها
النص المحال إليه صلب المنظومة القانونيّة المعنيّة .
14
ّ في إطار إدماج
الطرد وفقا ولقد كشفت محكمة التّعقيب في قراءتها لطبيعة سقوط حق المطالبة بغرامة ّ
المشرع في اعتماده اإلحالة للفصل 13م.م.م.ت .على سبيل ّ ألحكام الفصل 23م.ش .وضوح
صادرعن الدّوائر المجتمعة في 22 توج بالقرار ال ّ التدقيق ،وهو وضوح ما فتئت تستند عليه لي ّ
بأن "أجل الفصل 23م.ش .إنّما هو أجل سقوط على معنى فيفري 15 2001والذي قضت فيه ّ
صريحة عليه" مجلية بذلك ما وقع من خلط. الفصل 13م.م.م.ت .حسب ما يؤخذ من اإلحالة ال ّ
أن تطبيق .13ورغم أ ّنه يفترض القبول بقراءة الفصل بهذا المعنى ،على أساس ّ
أن ذلك ال يمكن أن يستقيم إالّ ي ،إالّ ّالفصول بال تفسير وال تغيير كلّما كانت واضحة هو أمر بديه ّ
لحدود تنقيح الفصل 23م.ش .بموجب قانون 21فيفري 1994حيث تصبح القراءة ،إثر هذا
التاريخ ،وبهذا المعنى غير سليمة .وينطبق هذا القول بدوره على ما ساد بعد التّنقيح من قراءات
سابق له نتيجة صدور قرارات بعد هذا التاريخ للنص ،حيث لم يكن الّتشريع الجديد ليلغي الموقف ال ّ
ّ
ّ
أن حذف اإلشارة للفصل 13م.م.م.ت .ليس إال حذف تمسّكت فيها بأجل السقوط ،على أساس ّ
16
كنص غامض يفترض معه ّ كنص واضح بل ّ التعامل في حاالت مع أحكام الفصل 23م.ش .ال
شرح بسبب تعدّد المعاني الحاصلة من نفس عبارة "وتسقط" الواردة إعمال قواعد التأويل وال ّ
بالنص لكشف معناها الحقيقي من خارج المتن.ّ
شريعة صريح والواضح تأصيل الح ّل صلب ال ّ .19ويندرج اختيار محكمة التّعقيب ال ّ
العا ّمة في إطار أع ّم يقضي ببداهة بقاء مجلّة االلتزامات والعقود "األصل العا ّم" المنطبق حتّى
وأن العالقة الشغليّة ما هي في النّهاية إالّ عالقة
ضرورة طالما ّ شغلي كلّما أحوجت ال ّ في الميدان ال ّ
تعاقديّة تخضع على ذلك األساس للقواعد العا ّمة للعقود المنصوص عليها بمجلة االلتزامات
والعقود.28
أن أه ّم ما .20وتفسيرا لمنهج محكمة التّعقيب في هذا القرار اعتبر جانب من الفقه ّ
يميّزه هو االستعمال التّبريري لتقنيات نظريّة االلتزام وتحديدا لمؤسّسة التقادم .29ويوصف
االستعمال بأنّه تبريري "إذا لم يؤسّس لح ّل مباشر ودعت له ضرورة تأويليّة .فتلجأ له المحكمة
الحقة له ،و ّالتي لم تكتف .23ولقد حظي قرار 2005بمكانة مميّزة صلب القرارات ال ّ
التحول
ّ في العديد منها باستعادة نفس الح ّل واالستقرار عليه كأحد الشروط األساسيّة لتقدير
القضائي ،بل تجاوزت ذلك لتتعاطى معه عبر تقنية االستحضار والتنزيل كمرجع في تأكيد لسلطته
15
تكرر صلب مختلف أن محكمة التّعقيب تحتفظ بذاكرة قضائيّة بنا ًء على تعبير ّ المعنويّة وداللة على ّ
استقر عليه فقه القضاء" أو "تبّنى فقه قضاء محكمة التّعقيب هذا المبدأ وطبّقته في ّ القرارات" :ما
ي
عديد القرارات" .فنجدها تكتفي في البعض منها باالستشهاد بالقرار باستنساخ ونقل حرف ّ
32
لحيثيّاته كما هي دون أدنى تغيير فتتطابق معه من حيث فحواه ،33في حين تحيل في البعض اآلخر
لعدد القرار وتاريخه .34وال يمكن في هذا اإلطار إالّ التذكير بأحد حيثيّات محكمة التّعقيب في
للشك لقيمة قرار الدوائر المجتمعة ّ قرارها الصادر في 26نوفمبر ،352013والتي ال تدع مجاال
استقر عليه فقه
ّ للتحول والتي جاء فيها" " :وحيث خالفا لما ذهب إليه الطاعن ولما كان ّ كمنطلق
فإن محكمة التّعقيب بدوائرها المجتمعة ابتداء من قرارها المرجعي القضاء التونسي لعدّة أعوام ّ
المؤرخ في 27جانفي 2005قد أحدثت تغييرا جذريا بتثبيت هذا المفهوم لألجل المنصوص عليه ّ
يستقر رأيها في نفس االتّجاهّ صلب الفقرة األخيرة من الفصل 23م.ش .م ّما جعل بقيّة دوائرها
انطالقا من ذلك التاريخ."...
للتحول ،فإ ّنه لم يكن ليخفي
ّ أن المرجع وإن حافظ على مكانته كأساس ثابت .24بقي ّ
أن التأصيل لح ّل التخلّي عن ثنائيّة اآلجال وتوحيد طبيعتها في مجلّة االلتزامات والعقود ت ّم في ّ
النص
ّ عدد من القرارات عبر أسلوب مغاير :أسلوب تفسيري يعتمد اآلليات التأويلية اعتبارا ّ
وأن
أن مردّه عبارة "السقوط" الواردة بالفصل .فاعتبرت الشك والذي يبدو ّ
ّ الخاص يثير في األذهان
ّ
المؤرخ في 15جانفي ، 2016وفي معرض الردّ على
36
ّ محكمة التّعقيب في قرارها عدد 25890
يكرس أجل سقوط أم تقادم أنّه "عند غموض التّساؤل المتعلّق بمعرفة إن كان الفصل 23م.شّ .
النص القانوني يصبح التأويل أمرا ضروريّا" ،منبرية في إعمال قاعدة الفصل 541م.إ.ع .والتي ّ
تنص على أنّه" :إذا أحوجت الضرورة لتأويل القانون جاز التسيير في شدّته وال يكون التأويل ّ
داعيا لزيادة التّضييق أبدا" .فأه ّم قواعد التأويل بهذا المعنى هو "ضرورة مراعاة مصلحة الخصوم
من خالل تبنّي الحلول األكثر نفعا ألطراف النّزاع حتى ال يكون التّأويل سببا في الت ّضييق واشتراط
ما لم يشترطه القانون صراحة" .وترتيبا على ذلك انتهت محكمة التّعقيب إلى أنّه "طالما ت ّم بموجب
شغلي فال مجال للتّضييق أجل التّقادم تمكين الخصوم إمكانيّات أوفر لعرض النّزاع على القضاء ال ّ
حق التقاضي باعتماد أجل السقوط" بما يستوجب معه تطبيق أحكام الفصل عليهم وحرمانهم من ّ
396م.ا.ع .وذهبت إلى تأويل نفس عبارة سقوط الدّعوى الواردة بالفصلين 147م.ش .و148
المؤرخ في 21أفريل 372017على أساس أنّها "جاءت بالمعنى ّ م.ش .في قرارها عدد 40444
أن هذا المعنى هو المعتمد "في سائر األحكام العام" الذي يفيد المعنى الكالسيكي أو التّقليدي .و ّ
المتعلّقة بأجل القيام بالدّعوى كما هو الحال بالنسبة للفصول 384م.إ.ع .وما بعده تحت عنوان
الزمن الذي حدّده القانون لسقوط المطالبة النّاشئة بالعقد". الزمن وهو مرور ّسقوط الدّعوى بمرور ّ
16
كما اختارت في نفس القرار اللّجوء لما ورد بالنّصوص الفرنسيّة والّتي استعملت عبارة
للنص نفسها لالستئناس ّ Prescriptionلتؤ ّكد معه أنّه أجل تقادم .وقد تتجاوز ال ّ
صياغة الفرنسيّة
أن المش ّرع الفرنسي قره القضاء الفرنسي باعتبار ّ بالحلول الفرنسيّة تشريعا وقضا ًء "وهو ما أ ّ
النص الوطني قاصر لذاته عن تأسيس ّ نص صراحة على ذلك بعد تعديل سنة ." 2008وكأنّنا ب ّ
الح ّل والحال أنّه كان باإلمكان التمسّك بنفس منهج التحليل المعتمد من الدّوائر المجتمعة في 2005
صة ّ
وأن الح ّل واحد. والذي ال يضاهيه وضوح وإقناع ،خا ّ
.25ورغم ما يحسب لقرار الدّوائر المجتمعة من وجاهة ح ّل ووضوح في المبنى
أن الحيثيّة األخيرة تقتضي التوقّف عندها لما تبعثه في الذّهن من تساؤالت .فقد تبيّن ي ،إالّ ّ المنهج ّ
كرسة أن المحكمة لم تعتمد فقط أحكام الفصل 23م.ش .بل وأشارت أيضا للفصل 147م.ش ، .م ّ ّ
التالزم بينهما حين قضت أنّه "وحيث تكون محكمة اإلحالة بنا ًء على ذلك أحسنت تأويل أحكام
الفصل 23م.ش .ولم تخرق أحكام الفصل 147من نفس المجلّة وال أحكام الفصلين 396و398
م.ا.ع."... .
محله ،إذ من شأنه إفراغ الفصل 23م.ش .وإفقاده ك ّل ويبدو مثل هذا التّالزم في غير ّ
جدوى في وجود الفصل 147م.ش .38.فقد كان بإمكان محكمة التّعقيب أن تكتفي بأحكام الفصل
23م.ش .وتعرض عن ذكر الفصل 147م.ش .بلغة التماهي بينهما نظرا الختالف نطاق
الطرد التعسّفي موضوع الفصل 23 تطبيقهما والقتصار مناط النّزاع على المطالبة بغرامات ّ
شغل" ،في صين يسمح بذلك حيث ورد الفصل 23م.ش .في باب "انتهاء عقد ال ّ م.ش .فال موقع الن ّ
حين جاء الفصل 147م.ش .في باب "دفع األجور" بما يجعل اإلطالق الوارد في الفصل األخير
ينسحب فقط على الحقوق الماليّة المذكورة في مجاله من أجور وملحقات وال يمكن سحبه على
إن اختالف طبيعة الحقوق المالية مناط الفصلين بدورها تفنّد مثل هذا التماهي الطرد .ثم ّغرامات ّ
وأن عددا من القرارات وفي معرض استهاللها للمشكل المطروح صة ّ للتحول خا ّ
ّ والذي م ّهد
تستند مباشرة ألحكام الفصل 147م.ش .وإن تعلّق موضوع الدّعوى بغرامات طرد تعسّفي ال
39
ظمات المنسوخة على المنافع االجتماعيّة المترتّبة أن "الدّعاوى مهما كان نوعها بين المؤجّرين والع ّمال والمن ّ 38والذي يقتضي ّ
الزمن".حق القيام بها بمرور عام من ّشغل يسقط ّ عن عالقات ال ّ
مؤرخ في 05ماي 2017 مؤرخ في 15جانفي ( 2016غير منشور) ،قرار تعقيبي عدد ّ 46478 39قرار تعقيبي عدد ّ 25890
(غير منشور).
طرد أو بالمطالبة بالمستح ّقات أن الدّعاوى الشغليّة سواء تعلّقت بالمطالبة بغرامات ال ّ "حيث يؤخذ من الفصلين 147و 148م.شّ .
حق القيام بمرور عام واحد من انتهاء العالقة الشغليّة."...الشغليّة يسقط ّ
مؤرخ في 18ديسمبر ( 2015غير منشور). قرار عدد ّ 16393
شرع صلب مجلّة ّ الم نظمه ة ي
ّ غل الش المادة في من ّ
الز بمرور البة المط ّ
حق سقوط ّ
فإن ّة يالمعن به ّكت
س تم ما "وحيث على خالف
شغل ضمن الفصلين 147و 148م.ش .وحدّد مدّة القيام بعام واحد يبدأ سريانه من انتهاء العالقة الشغليّة سواء كان موضوع ال ّ
الدّعوى مستحقات شغليّة أو الغرامات المترتّبة عن الطرد التعسّفي".
مؤرخ في 29سبتمبر ( 2017غير منشور). قرار عدد ّ 46281
17
ولع ّل االستناد ألحكام الفصل 147م.ش .بصورة أصليّة أصبح يستتبعه لزاما اعتماد أحكام
أن الفصلين وعلى حدّ عبارة محكمة التّعقيب هما "فصلين الفصل 148م.ش .باعتبار ّ
متالزمين" ،40بما يعنيه هذا االعتماد من طرح إلشكال بداية سريان أجل التقادم عند المطالبة
التعرض ممكنا لهذه النقطة
ّ بمختلف الحقوق الماليّة في نفس سياق التوحيد في الحلول .ولم يكن
لو لم تثر الدّوائر المجتمعة نفسها أحكام الفصل 147م.ش .بما أصبح يتعيّن معه الوقوف عند
الطبيعة المشتركة لآلجال من حيث اعتماد منطلق واحد لبداية سريانها، النتيجة المباشرة لتكريس ّ
في ظ ّل فتح تو ّجه أصبح يقوم مبدئيّا على منهج إقصائي للشريعة العا ّمة كلّما تعلّق األمر بهذا
المشكل.
-IIمنهج إقصائي للشريعة العامة عند ضبط بدء سريان األجل :
.26لم يو ّحد قرار 2005فقط طبيعة األجل المضبوط للمطالبة بالحقوق الماليّة في
إطار الدّعاوى الشغليّة بل كان مساهما في التّمهيد لتوحيد تاريخ بداية سريان األجل .ولقد ت ّم ذلك
وإن بصورة غير مباشرة ،منطلقا لتو ّجه جديد جسّدته تحول متكامل بإفرازهْ ، عبر رسمه لمسار ّ
مجموعة من القرارات المتتالية منذ سنة ، 2007والّتي احتوى مضمونها على إقصاء قواعد
41
التعرض ألحكام ّ صة .ويفرض ذلك ضرورة الشريعة العا ّمة ،والتمسّك في المقابل بالقواعد الخا ّ
أن هذا األخير ورغم التّكامل الذي التحول (أ) ،يبقى ّ
ّ الفصلين 147و 148م.ش .في مهبّ مسار
صة موضوع صعوبات النّاجمة عن أحد المستحقّات الشغليّة الخا ّميّزه ،قد يظ ّل غير مكتمل نظرا لل ّ
التحول في مهبّ أحكام الفصل 120م.ش. ّ الفصل 120م.ش ،.صعوبة استوجبت دراسة مسار
(ب).
أ-أحكام الفصلين 147و 148م.ش" .في مهب مسار التحول":
.27وجد التّماثل القائم بين أحكام الفصلين 147و 23م.ش .والوارد صلب قرار
بمجرد طرح مسألة تحديد التّاريخ المعتمد كبداية الحتساب أجل سقوط الدّعوى ّ 2005امتدادا له
صريح والواضح المض ّمن بالفصل 23م.ش .والذي جعل من تاريخ انتهاء الشغليّة .فأسوة بالح ّل ال ّ
صبغة التعويضيّةالعالقات الشغليّة بداية سريان أجل التّقادم بخصوص الحقوق الماليّة ذات ال ّ
صادرة في السّنوات األخيرة ّ
أن المطالبة صة منها ال ّاعتبرت محكمة التّعقيب في أغلب قراراتها خا ّ
بالحقوق الماليّة على اختالفها تخضع لنفس الح ّل.
المقرر لسقوط
ّ سنة إذ يبقى الفصل 147م.ش .عاجزا بمفرده عن تحديد بداية سريان أجل ال ّ
الدّعاوى بمختلف أنواعها الكتفائه بضبط مدّة األجل" ،وبالتالي يكون الفصل 147قد حدّد أجل
حق القيام بالدّعاوى بين المؤ ّجرين واألجراء فيما ضبط الفصل 148بداية احتساب ذلك سقوط ّ
األجل"" 43الذي ينطلق من تاريخ إنهاء العالقات الشغليّة".44
شغل واستبعاد ال ّنصوص صة الواردة بمجلّة ال ّ .29ولقد جاء اعتماد النّصوص الخا ّ
المؤرخ في 12أوت ّ واستقر منذ القرار التّعقيبي
ّ العا ّمة على أنقاض تو ّجه ساد لسنوات
أن المطالبة بالمستحقّات الشغليّة يسقط بداية من تاريخ استحقاقها عمال بأحكام 451996مفاده ّ
الفصلين 393و 403م.إ.ع.
أن القيام بتأسيس الح ّل على أحكام مجلّة االلتزامات .30وبتف ّحص هذا التو ّجه يتّضح ّ
والعقود ت ّم بقراءات متعدّدة:
-1قراءة أولى :ال تميّز بين وقت المطالبة بالمستحقّات الشغليّة من فوارق أجور ومنح
إنتاج ومنح آخر السنة ومنح األعياد الرسميّة ...فسواء أثير النّزاع في ظل قيام العالقة الشغلية أو
الطلب ينطلق من تاريخ استحقاقها. فإن ّ
بعد انقطاعها ّ
ولقد ت ّم تعليل هذا الح ّل على أساس سكوت النّصوص المتعلّقة بالحقوق المذكورة في
الرجوع ألحكام مجلّة االلتزامات ي ،وهو ما يتعيّن معه ّ خصوص تاريخ انطالق أجل السّقوط الحول ّ
والعقود.46
-2قراءة ثانية :ميّزت بين صورة المنطوق به صلب الفصلين 147و 148م.ش.
صا علىاألولين "لم ين ّ
أن الفصلين ّ والمسكوت عنه والذي يفرض تطبيق القواعد العا ّمة .فاعتبرت ّ
الرجوع بالمستحقّات والمنافع إالّ في حال انقطاع العالقة الشغليّة وبداية سقوط ّ
حق القيام بدعاوى ّ
من تاريخ االنقطاع وهي وضعية خاصة مقصودة بذاتها ال تعني سواها بحيث تحمل على اإلطالق
صورة المسكوت عنها وهي صورة فيما عداها على معنى أحكام الفصل 534م.إ.ع ،.ومن ذلك ال ّ
مؤرخ في 13
مؤرخ في 30جانفي ( 2015غير منشور) ،قرار تعقيبي مدني عدد ّ 6809 42قرار تعقيبي مدني عدد ّ 11200
ديسمبر ( 2003غير منشور).
مؤرخ في 15جانفي ( 2016غير منشور). 43قرار تعقيبي مدني عدد ّ 25890
مؤرخ في 19ديسمبر ( 2017غير منشور).
-قرار تعقيبي عدد ّ 15112
مؤرخ في 05ماي ( 2017غير منشور).
-قرار تعقيبي عدد ّ 46478
-قرار تعقيبي عدد 9671مؤرخ في 10مارس ( 2014غير منشور).
مؤرخ في 15جوان ( 2015غير منشور). -قرار تعقيبي عدد ّ 25209
مؤرخ في 12ديسمبر ( 2014غير منشور).-قرار تعقيبي مدني عدد ّ 7235
مؤرخ في 10ماي ( 2017غير منشور). 44قرار تعقيبي مدني عدد ّ 39863
45ن.م.ت ،1996 .ص .163
مؤرخ في 11نوفمبر ،1998ن.م.ت ،1998 .ص .419 46قرار تعقيبي عدد ّ 65324
مؤرخ في 9ماي ( 2001غير منشور). -قرار تعقيبي عدد ّ 8138
19
استمرار العالقة الشغلية الّتي تدخل بالضّرورة ضمن تصنيف حالة اإلطالق و"تكون مرجعيّتها
خاص بها" .47كما أقصت هذه القراءة إمكانيّة تطبيق ّ بالتّالي معقودة للقواعد العا ّمة في غياب ّ
نص
وأن الفصول صة ّ الفصل 541م.إ.ع .بوجوب تفسير القانون في اتّجاه التّيسير ال التّضييق ،خا ّ
صة تض ّمنت تيسيرا على األجير وإقرار المبدأ أحقّية المطالبة بجميع االستحقاقات والمنافع الخا ّ
سابقة عن تاريخ إنهاء العالقة الشغليّة خالفا لقاعدة الفصل 407م.إ.ع .التي تضيّق من ذلك ال ّ
الحق وتحصره في استحقاقات ومنافع السنة األخيرة .واعتمدت ح ّجة في اإلقصاء على أساس " ّ
أن ّ
الوضعيّة المطروحة والردّ على القواعد العا ّمة لم ينطلق من ضرورة تأويل القانون ،وإنّما من
شغل وهي وضعيّة تخرج عن مجاالت اقتضاء تطبيقه حال سكوته عن وضعيّة لم يتناولها قانون ال ّ
نص الفصلين 147و 148م.ش .واستقرار ّ بالنص لوضوح
ّ تطبيقات الفصل 541المذكور
المنازعة واالستئثار خارجها" .
48
كما اعتبرت هذه القراءة أنّه ال مجال لالعتداد بالقول بنسخ الفصلين 147و 148م.ش.
ألحكام القواعد العا ّمة المتمثّلة في الفصول 393و 403و 407م.إ.ع .اعتمادا على أحكام الفصل
542م.إ.ع .وذلك اعتبارا لعدم تحقّق أحد الحاالت الثالث المذكورة بالفصل.
أنوفي نفس السّياق ،برزت في بعض القرارات قراءة للفصل 148م.ش .تقوم على ّ
ي عام بداية من تاريخ انتهاء العالقة الشغليّة ال حق القيام يكون بمض ّ أن سقوط ّ تنصيصه على ّ
بالطرد التعسّفي الّتي تنشأ بموجب وقوع ّ
الطرد ،أ ّما ّ ينطبق إالّ على الغرامات والمنح المتعلّقة
شغل وأداء الطرد بل بتنفيذ عقد ال ّ شغليّة فإنّها تبقى غيرمرتبطة بواقعة ّ المطالبة بالمستحقّات ال ّ
العمل من قبل العامل لفائدة المؤ ّجر أي من تاريخ نشأتها عمال بالفصل 403فقرة 5م.إ.ع.49 .
.31ولم يتواصل التمسّك بالقواعد العا ّمة في التأصيل ،رغم ما لقيه هذا التو ّجه من
لتستقر في
ّ صدى في بعض القرارات الحديثة الشاذّة ،50حيث قطعت المحكمة مع هذا الح ّل
أن احتساب صة ،منتهية إلى ّ شريعة العا ّمة وتطبيق القواعد الخا ّ السّنوات األخيرة على تجاوز ال ّ
األجل بالنسبة لمختلف الحقوق الماليّة يبدأ من تاريخ انتهاء العالقة الشغليّة.
.32ولقد ت ّم تأسيس هذا الموقف باالعتماد على مجموعة من األسانيد المختلفة :
-1السند األول :إعمال القاعدة األصولية التي تملي كون الخاص يقدم على العام :فقانون
شغل واالتفاقيّات المشتركة وهو المنطبق تنظمه األحكام الواردة بمجلّة ال ّ
خاص ّ
ّ شغل هو قانون ال ّ
على الدّعاوى الشغليّة ،في حين تمثّل أحكام المجلّة المدنيّة القانون العا ّم الذي ال ينطبق على
خص
ّ المشرع قد
ّ النّزاعات الشغليّة إالّ عند عدم التعارض أو اإلحالة أو السّكوت .وطالما ّ
أن
مؤرخ في 30جانفي ( 2009غير منشور). 47قرار استئنافي صادر عن محكمة االستئناف بصفاقس تحت عدد ّ 29256
صين يقود إلى استبعاد أحكام القواعد العا ّمة في التطبيق وفي ذلك ما يخالف
صين خا ّ 48تطبيق الفصلين 147و 148م.ش .كن ّ
يبرر هذا االستبعاد بأثر من الفسخ أو االستيعاب أو غيره ويكون من نتيجته فتح باب المطالبة أحكام الفصل 542إذ ال يوجد ما ّ
المشرع بالفصل 388م.إ.ع .واالنفتاح بالتالي على آجال جديدة لم تقع فيّ ّده د ح ما سقف بالتعويضات عن فترات قد تتجاوز
حسبان اإلرادة العا ّمة.
مؤرخ في 11نوفمبر ، 1985ن .م . .ت ، .لسنة ، 1985ج ، 1ص . 21 ّ 12314 عدد 49قرار تعقيبي مدني
مؤرخ في 21جانفي ( 2013غير منشور). 50قرار تعقيبي مدني عدد ّ 80253
20
نص على أنّه إذا تعلّق
وأن هذا األخير ّمسألة سقوط الدّعاوى الشغليّة بالفصلين 147و 148م.شّ .
ّ 51
حق القيام بها ابتداء من تاريخ انتهاء عالقات الشغل . األمر بدعاوى المؤ ّجرين والعملة فإنّه يسقط ّ
وبذلك "يكون الفصل 148في فقرته األولى قد قيّد ما ت ّم إطالقه بالفصل 147م.ش.52".
تنص على أنّه" :إذا وردت عبارة القانونّ -2السند الثاني :قاعدة الفصل 533م.إ.ع .والّتي
تفرق بين الدّعاوى أو أن أحكام الفصل 147و 148عامة لم ّ مطلقة جرت على إطالقها" ،ذلك ّ
صة بالمستحقات الشغليّة الناتجة عن تنفيذ العقد .وبنا ًء على ذلك تحتسب السنة تستثن الدّعاوى الخا ّ
بداية من تاريخ إنهاء العالقة الشغليّة بالنسبة لكافّة المستحقّات الشغليّة وكذلك بالنسبة لمنح
الطرد التعسّفي .53وال يمكن والحالة تلك حصرها في المطالبة بالغرامات والغرامات الناتجة عن ّ
صة ضمن الفصل 23 المشرع بقواعد خا ّ
ّ صه وأن هذا النّوع قد خ ّ
صة ّ النا ّجمة عن ّ
الطرد ،خا ّ
الرأي بوحدة الموقف في خصوص بداية أجل سقوط الدّعوى الشغليّة. م.ش .54.ويتميّز هذا ّ
ولقد كان لمحكمة التّعقيب الدّور الحاسم في التّمييز بين المستح ّقات الشغليّة والمنافع
المشرع في الفقرة الثانية من الفصل 148م.ش .من ّ االجتماعيّة ،وهي الوحيدة الّتي استثناها
صة بها ،حيث تتمثّل السقوط ابتداء من تاريخ إنهاء العالقة الشغليّة وجعلها خاضعة للنصوص الخا ّ
المستحقّات الشغليّة في المطالبة باألجر وملحقاته من منح وامتيازات في حين يقصد بالمنافع
االجتماعيّة "المبالغ الّتي يقع اقتطاعها من األجر ،والّتي ترصد لتغطية ك ّل ما يشمل الخدمات
والرعاية الصحيّة"،55 ّ التي تسديها الصناديق االجتماعيّة والمنشآت المؤدّية للخدمات الصحيّة
صناديق االجتماعيّة والتعاونيّات لتبقى بذلك "محصورة في إسداء الخدمات والمنافع من طرف ال ّ
-4السند الرابع :االستقرار القضائي ،حيث عمدت العديد من القرارات إلى تأسيس موقفها
المؤرخ في
ّ صة منها القرار عدد 9671 بالرجوع إلى استحضار وتنزيل القرارات السابقة وخا ّ ّ
10مارس 2014بنفس التحليل والتحييث .وعادة ما تستعمل في ظ ّل هذا السّند عبارتها
61
استقر عليه موقف فقه قضاء محكمة التّعقيب في هذا الخصوص"" 62أو ما ّ المشهورة "وهو ما
دأب فقه قضاء محكمة التّعقيب على اعتباره".63
.33ويحسب لموقف محكمة التّعقيب في هذا ال ّنطاق السّالمة القانونيّة وحسن التّعليل،
ولكن مع ضرورة التّدقيق من ناحيتين :التّأكيد ّأوال على اختالف أحكام الفصل 23م.ش .عن
أحكام الفصلين 147و 148م.ش ، .إذ ال مجال للقول بعموميّة وإطالق الفصلين األخيرين لدرجة
الرغم من التّوافق والتّناسق القائم بين الحلولالقدرة على استيعاب أحكام الفصل 23م.ش . .فعلى ّ
المشرع ضبط فترة إسنادها .فهي منحة سنويّة تحسب على ّ أن-2الخصوصية :بالنّظر إلى ّ
صل العامل على أساس عدد أيام العمل الفعليّة مع احتساب مدّة المرض وعطلة الوالدة وفترة تح ّ
تعرضه لحادث شغل على أن ال تتجاوز مدّته السنة ،72وتمنح في الفترة المتراوحة ما راحة إثر ّ
غرة جوان و 31أكتوبر من ك ّل سنة مع مراعاة أحكام االتفاقيات القطاعيّة وحالة الضرورة .
73
بين ّ
وك ّل اتّفاق يتض ّمن تخلّي العامل عنها يعتبر باطال حتّى لو كان هذا التخلّي في مقابل منحة
تعويضيّة.74
صل األجير على الراحة السنويّة خالصة األجر في مدّة معيّنة وبهذا المعنى فإ ّنه طالما يتح ّ
فإن احتساب مدّة السنة باعتبارها أجال لسقوطها يبتدأ من 31أكتوبر من طبق مقتضيات القانون ّ
شغل والتي ضبط أن مثل هذا التو ّجه يمكن أن ينسحب بدوره على منحة لباس ال ّ شك ّ
ك ّل سنة .وال ّ
المشرع في شأنها أيضا تاريخا لالستحقاق ك ّل سنة.75 ّ
طبعة الثّانية،
شغل وفقه القضاء ،مركز الدّراسات القانونيّة والقضائيّة ،ال ّ
76عصام األحمر :الدّعوى الشغليّة من خالل مجلّة ال ّ
،2008ص .330
شغل ،المرجع السّابق ،ص .246 77عصام األحمر :إشكاالت في نزاعات ال ّ
78انظر الفقرة 34من المقال.
25