You are on page 1of 7

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلجراءات الالحقة عن صدور الحكم التحكيمي في نزاعات الشغل‬

‫الجماعية‬

‫إ ن التحكيم كوسيلة بديلة حلل نزاعات الشغل اجلماعية قد ينتهي حبصول اتفاق بني طريف النزاع وذلك‬
‫خالل السري العادي يف إجراءاته‪ ،‬حيث يوضع مبوجبه حدا للنزاع القائم بينهما وتنتهي به اإلجراءات‪ ،‬وقد ال‬
‫حيصل مثل هذا االتفاق فيضطر احملكم إىل إصدار قرار فاصل يف النزاع بناء على ما قدمه كل طرف من حجج‬
‫ومستندات‪ ،‬وبذلك يكون قرار احملكم هو الفاصل يف النزاع الذي يتعني على الطرفني تنفيذه واحرتامه‪.‬‬

‫وعليه فإذا أخطأت هيئة التحكيم يف استخالص الوقائع أو تقديرها‪ ،‬أو أخطأت يف تطبيق القانون‪ ،‬أو‬
‫أخطأت يف عناصر العدالة اليت جيب أن تستند إليها عند تكوين قرارها‪ ،‬أو أهنا مل تتخذ إجراءا هاما وفق ما نص‬
‫عليه القانون‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما تقدم‪ ،‬سنقسم هذا املطلب إىل فقرتني‪ ،‬خنصص الفقرة األوىل للطعن يف املقرر التحكيمي‬
‫أمام القضاء‪ ،‬والفقرة الثانية لقوة القرار التحكيمي وتنفيذه‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في المقرر التحكيمي‬

‫عمل املشرع املغريب على أتمني مصلحة األطراف املتنازعة وذلك إباتحة الطعن يف مقرر التحكيم الصادر‬
‫‪1‬‬
‫بعد إعمال آلية التحكيم وفقا للمسطرة املنصوص عليها يف مدونة الشغل‬

‫غري أن املالحظ أن اجلهاز املختص ابلنظر يف الطعون املقدمة ضد القرار التحكيمي خيتلف من تشريع‬
‫‪2‬‬
‫آلخر‪ ،‬حيث أوكل املشرع املغريب هذا االختصاص للغرفة االجتماعية حمكمة النقض‬

‫ومن جتليات خصوصيات نزاع الشغل اجلماعي جند اآلجال املنصوص عليها للطعن يف القرار التحكيمي‬
‫حيث يتوجب تقدمي الطعن يف أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما من اتريخ تبليغ القرار املطعون فيه إىل أطراف النزاع‪ ،‬يتم‬

‫‪ - 1‬أسماء عوريش‪ ،‬التحكيم في منازعات العمل الجماعية‪ ،‬رسالة لنيل درجة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2002‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.180‬‬
‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 575‬من مدونة الشغل " ال يمكن الطعن في القرارات التحكيمية الصادرة في نزاعات الشغل الجماعية إال أمام الغرفة االجتماعية‬
‫بمحكمة النقض‪ ،‬طبقا للمسطرة المنصوص عليها أدناه "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إيداع هذا الطعن عن طريق رسالة مضمونة مع اإلشعار ابلتوصل موجهة إىل رئيس الغرفة االجتماعية اليت تقوم‬
‫‪1‬‬
‫مقام الغرفة التحكيمية‬

‫وعليه فإن للغرفة االجتماعية احلق يف أن تصادق على القرارات الصادرة أو تنقضها‪ 2،‬غري أن نقضها قد‬
‫يكون كليا حبيث يشمل القرار برمته‪ ،‬وقد يقتصر على بعض جوانبه اليت يكون شاهبا التقصري‪ ،‬دون بقية اجلوانب‬
‫‪3‬‬
‫األخرى‪ ،‬وهذا إذا كان ميكن جتزئة مضمون القرار‬

‫وقد نص املشرع يف املادة ‪ 578‬على أنه " جيب أن تصدر الغرفة التحكيمية قرارها يف أجل أقصاه ثالثون‬
‫يوما من اتريخ رفع الطعن إليها‪.‬‬

‫جيب تبليغ القرار التحكيمي الصادر عن الغرفة إىل األطراف خالل األربع والعشرين ساعة من اتريخ‬
‫صدوره"‪.‬‬

‫وقد تطرقت املدونة للحالة اليت تنقض فيها الغرفة االجتماعية القرار التحكيمي املطعون فيه‪ ،‬حيث نصت‬
‫بوجوبية إحالة الغرفة للنازلة إىل حكم جديد يتم تعيينه من طرف األطراف ويف حالة عدم اتفاقهم يتم تعيينه من‬
‫‪4‬‬
‫طرف الوزير املكلف للتشغيل‬

‫جتدر اإلشارة أن املدونة سكتت عن اإلجراءات اليت يقوم هبا احملكم اجلديد‪.‬‬

‫ويكون القرار التحكيمي الصادر عن احلكم اجلديد قابال بدوره للطعن أمام الغرفة االجتماعية وفقا لنفس‬
‫اإلجراءات اليت يتم الطعن هبا يف القرار األول؛ وإذا ما نقضت الغرفة االجتماعية من جديد هذا احلكم الثاين فإهنا‬
‫تكون ملزمة بتعيني مقرر من بني مستشاريها إلجراء حبث تكميلي قصد جتهيز امللف للبث فيه داخل ثالثني يوما‬
‫من صدور القرار التحكيمي املطعون فيه‪ ،‬ويكون القرار البات يف النزاع الصادر عن الغرفة االجتماعية مبثابة قرار‬
‫حتكيمي غري قابل للطعن‪.‬‬

‫وقد نص املشرع املغريب يف الفقرة الثانية‪ ،‬من املادة ‪ 581‬من مدونة الشغل على أنه‪ " :‬حيفظ أصل اتفاق‬
‫التصاحل والقرار التحكيمي لدى كتابة جلنة البحث واملصاحلة‪ ،‬أو لدى كتابة احلكم‪ ،‬حسب األحوال"‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 577‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ - 2‬سهام مليكي‪ ،‬دور التحكيم في تسوية نزاعات الشغل الجماعية رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار كلية الحقوق وجدة جامعة‬
‫محمد األول السنة الجامعية ‪ ،2011/2010‬ص ‪93‬‬
‫‪ - 3‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء الثاني عالقة الشغل الجماعية‪ ،‬ط األولى ‪ ،2006‬ص ‪.291‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 579‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إال أن املالحظ أن اللجوء إىل الطعن يف القرار التحكيمي جاء بشكل ال ميكن إعماله إال يف حالتني‬
‫‪1‬‬
‫واردتني على سبيل احلصر‪.‬‬

‫‪ ‬احلاةل األوىل‪ :‬الشطط يف اس تعامل السلطة‬


‫تتحقق هذه احلالة عندما يتجاوز احملكم السلطات املخول له بغية البث يف النزاع اجلماعي‪ ،‬أو حكم أبكثر‬
‫مما طلب منه‪ ،‬أو تطرق إىل مواضيع مل يطلب منه التطرق إليها‪ ،‬أو إذا أقدم كذلك على إسقاط بعض املقتضيات‬
‫ا التفاقية اجلماعية دون رضا األطراف أو تعديل هذه االتفاقية اجلماعية‪ ،‬أبن أضاف إليها شروط مل يقبلها الطرفني‪،‬‬
‫ومل حتضي برضاها‪ ،‬وبصفة عامة يتحقق الشطط يف استعمال السلطة عند جتاوز اهليئة التحكيمية على غرار‬
‫القاضي حدود اختصاصه‪.‬‬

‫‪ ‬احلاةل الثانية‪ :‬خرق القانون‬


‫يقص د خبرق القانون واخلطأ يف تطبيقه أو يف أتويله أو القرار املطعون فيه طبق قاعدة قانونية غري القاعدة‬
‫‪2‬‬
‫القانونية الواجبة التطبيق‪ ،‬ويكون قد طبقها على النحو أدى إىل نتائج قانونية خمالفة لتلك اليت قصدها املشرع‬

‫ويف هذا اإلطار يرى األستاذ عبد اللطيف خالفي أن الطعن املستند إىل التطبيق اخلاطئ أو التفسري اخلاطئ‬
‫للنصوص االتفاقية (االتفاقات اجلماعية)‪ ،‬يعترب طعنا مستندا إىل خرق القانون‪ ،‬ما دام أنه ثبت أبن احلكم قد‬
‫أخطأ فعال يف تطبيق أو تفسري النصوص االتفاقية اليت جتمع بني طرفيي النزاع اجلماعي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قوة القرار التحكيمي وتنفيذه‬

‫يعترب التنفيذ أهم مرحلة يصل إليها املقرر التحكيمي‪ ،‬ألهنا هي املقصودة من كل اإلجراءات املتبعة أمام‬
‫احلكم؛ فالتنفيذ هو جتسيد املقرر التحكيمي على مستوى الواقع وذلك بقيام كل طرف مبا فرضه عليه من التزامات‬
‫واستفادته مما أوجبه له املقرر التحكيمي‪ 3،‬والتساؤل يطرح حول ما إذا كانت قرارات التحكيم تنفذ فور صدورها‬
‫أم أهنا حتتاج إىل القيام ببعض اإلجراءات‪ ،‬لكن قبل اإلجابة على هذا السؤال سوف نبحث فيما إذا كانت للقرار‬
‫التحكيمي قوة إلزامية‪.‬‬

‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ " 576‬تتولى الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض مهام غرفة تحكيمية‪ ،‬وتبت بهذه الصفة في الطعون‪ ،‬بسبب الشطط في استعمال‬
‫السلطة‪ ،‬أو بسبب خرق القانون‪ ،‬التي تقدمها األطراف ضد القرارات التحكيمية‪".‬‬
‫‪ - 2‬محمد الكشبور‪ ،‬رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪،2001‬‬
‫ص‪401 :‬‬
‫‪ - 3‬سهام مالكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪81‬‬

‫‪3‬‬
‫وعليه سنقسم الدراسة يف هذا املطلب إىل فقرتني‪ ،‬نعاجل يف الفقرة األوىل قوة القرار التحكيمي على أن‬
‫نتعرض يف الفقرة الثانية لتنفيذ القرار التحكيمي‬

‫‪‬‬

‫ابلرجوع إىل القوانني املقارنة جندها تكاد جتمع على أن املقرر التحكيمي هو ذو طابع إلزامي سواء كان‬
‫التحكيم إجباري أو اختياري‪.‬‬

‫وهكذا جند املشرع التونسي من خالل الفصل ‪ 386‬من م‪.‬ش‪.‬ت‪ 1‬ينص صراحة على أن قرار التحكيم‬
‫ملزم لألطراف‪ ،‬وال ميكن الطعن فيه ويعاقب كل خمالف بعقوبة الغرامة‪.‬‬

‫كذلك املشرع املصري ينص على أن املقرر التحكيمي مبثابة حكم صادر عن حمكمة االستئناف‪ ،‬وذلك‬
‫بعد تذييله ابلصيغة التنفيذية‪.2‬‬

‫أما خبصوص املشرع املغريب فقد كان ينص يف إطار الفصل ‪ 18‬من ظهري ‪ 19‬يناير ‪ 1946‬على أن‬
‫أحكام احملكمني تكون إلزامية ‪ "...‬بل أكثر من ذلك هذه القوة اإللزامية مكفولة جبزاء نص عليه الفصل ‪ 21‬من‬
‫نفس الظهري‪.‬‬

‫وابلرجوع إىل مدونة الشغل‪ ،‬فإننا ال جند أي نص يقضي صراحة إبلزامية القرار التحكيمي‪ ،‬ويف هذا الصدد‬
‫يرى أحد الفقه‪ 3‬أن احلرية اليت يتمتع هبا أطراف النزاع اجلماعي يف اللجوء إىل التحكيم من عدمه؛ ال تشمل القرار‬
‫الذي يصدر فيه‪ ،‬ويضيف كذلك أنه جمرد حتريك إجراءات التحكيم بعد موافقة أطراف النزاع‪ ،‬فإهنما يصريان‬
‫جمربين‪ ،‬على االمتثال للنتيجة اليت قد يتمخض عنها التحكيم‪ ،‬أي إىل قرار احلكم‪.‬‬

‫ويرى أحد الباحثني‪ 4‬أن القوة اإللزامية حمفوظة لقرارات التحكيم الصادرة وفقا للمقتضيات القانونية مادام‬
‫أن أصل إعمال هذه املقتضيات هو إرادة األطراف املتنازعة وما دام أنن من التزم ال يرجع‪.‬‬

‫‪ - 1‬مجلة الشغل التونسية‬


‫‪ - 2‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 18‬من ق‪.‬ع‪.‬م رقم ‪ 12‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ - 3‬عبد اللطيف الخالفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ - 4‬نبيل بوحميدي‪ ،‬موقع التحكيم ضمن نزاعات الشغل " دراسة مقارنة"‪ ،‬أطروحة لنيل دبلوم الدكتوراه في القانون الخاص وحدة التكوين والبحث‬
‫في القانون العقود والعقار‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014.2015‬ص ‪.267‬‬

‫‪4‬‬
‫‪‬‬

‫تنص املادة ‪ 581‬من م‪.‬ش على أن القرار التحكيمي يكون له قوة تنفيذية وفق قواعد املسطرة املدنية‪.‬‬

‫وينص الفصل ‪ 327-26‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه‪ " :‬يكتسب احلكم التحكيمي مبجرد صدوره حجية الشيء‬
‫املقضي به خبصوص النزاع الذي يتم الفصل فيه‪".‬‬

‫وينص الفصل ‪ ":327/34‬ال يقبل احلكم التحكيمي أي طعن مع مراعاة مقتضيات الفصل ‪327-35‬‬
‫بعده‪.‬‬

‫يتضح من خالل هذين الفصلني أن األحكام التحكيمية تتمتع ابلقوة التنفيذية مبجرد صدورها ودون حاجة‬
‫إىل تذييلها ابلصيغة التنفيذية‪ ،‬ألن املشرع جعلها غري قابلة ألي طعن ابستثناء ما نص عليه الفصل ‪.327-35‬‬

‫وكذلك ابكتساب هذه األحكام حجية الشيء املقضي به مبجرد صدورها وإن كان التعبري الذي استعمله‬
‫املشرع – حسب رأي أحد الفقه ‪ 1-‬غري سليم ألن احلجية تثبت جلميع األحكام مبجرد صدورها وال تعكس‬
‫قابليتها للتنفيذ من عدمها؛ وأن املشرع كان عليه أن يقول إهنا تكتسب قوة الشيء املقضي به مبجرد صدورها‪ ،‬أي‬
‫أهنا تسمح بقوة القانون وبطبيعتها أن يباشر التنفيذ خبصوص ما قضت به يف نزاع موضوع التحكيم‪.‬‬

‫غري أننا نعتقد أنه سواء استعمل املشرع عبارة حجية الشيء املقضي أو قوة الشيء فإن احلكم التحكيمي‬
‫مبجرد صدوره يكون قابال للتنفيذ – ما مل يتعلق األمر ابالستثناء الذي سنتحدث عنه فيما بعد – ألن حجية‬
‫الشيء املقضي كذلك جتعل احلكم التحكيمي قابل للتنفيذ ما مل يوقف هذا التنفيذ بسبب ممارسة الطعن ابلبطالن‬
‫داخل األجل أو أجل هذا الطعن طبقا للفصل ‪ ،36/327‬وكذلك يوقف بسبب تقدمي طلب التصحيح أو‬
‫‪2‬‬
‫التأويل وآجال تقدميه‪.‬‬

‫كما ميكن أن يكون احلكم التحكيمي مشموال ابلنفاذ املعجل إذا كان ال يطالب بشأنه بصيغة التنفيذ‬
‫وذلك طبقا للفصل ‪ 26/327‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،2008‬ص ‪.368‬‬
‫‪ - 2‬الفصل ‪ 36-327‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومل حيدد املشرع طبيعة التنفيذ املعجل املشمول به القرار التحكيمي مبا إذا كان قضائي أو قانوين؟‬

‫وإذا كانت القاعدة هي أن األحكام التحكيمية تكون قابلة للتنفيذ مبجرد صدورها‪ ،‬فإنه متة استثناء يرد‬
‫عليها‪ ،‬حبيث يكون تنفيذ احلكم التحكيمي معلق على تذييله ابلصيغة التنفيذية وهو ما أكده الفصل ‪327-26‬‬
‫الذي نص على ما يلي‪:‬‬

‫" غري أن احلكم التحكيمي ال يكتسب حجية الشيء املقضي به‪ ،‬عندما يتعلق األمر بنزاع يكون أحد‬
‫األشخاص املعنويني اخلاضعني للقانون العام طرفا فيه‪ ،‬إال بناء على أمر بتخويل صيغة التنفيذ ويف هذه احلالة‬
‫يطلب ختويل صيغة التنفيذ من قبل الطرف األكثر استعجاال أمام القاضي املختص تطبيقا للفصل ‪ 310‬أعاله"‬
‫حسب املسطرة املنصوص عليها يف الفصل ‪ 31-327‬وابآلاثر املشار إليها يف الفصل ‪ 32-327‬وما يليه‪.‬‬

‫وابلرجوع للفصل ‪ 327-31‬جنده ينص على أنه ال ميكن تنفيذ األحكام التحكيمية جرباي ما مل تكن‬
‫مقرونة ابلصيغة التنفيذية‪.‬‬

‫وهكذا يتضح أن الصيغة التنفيذية الزمة كلما تعلق األمر بوجود شخص معنوي طرفا يف النزاع أو كان‬
‫التنفيذ جرباي‪.‬‬

‫وللحصول على الصيغة التنفيذية اليت مينحها رئيس احملكمة الصادر احلكم التحكيمي بدائرهتا والرئيس‬
‫األول حىت تعلق األمر ابالستئناف يتعني إيداع أصل احلكم مصحواب بنسخة من اتفاق التحكيم مع ترمجتها إىل‬
‫اللغة العربية لدى كتابة ضبط احملكمة من لدن أحد احملكمني أو الطرف األكثر استعجاال داخل أجل سبعة أايم‬
‫التالية لتاريخ صدوره أو لدى كتابة ضبط حمكمة االستئناف إذا تعلق التحكيم ابستئناف حكم طبقا ملا نص عليه‬
‫الفصل ‪ 31-327‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وتوضع الصيغة التنفيذية على أصل احلكم التحكيمي ويكون األمر الصادر بتخويل الصيغة التنفيذية غري‬
‫قابل للطعن‪ ،‬أما األمر القاضي برفض الصيغة التنفيذية جيب أن يكون معلال وهو قابل للطعن ابالستئناف داخل‬
‫‪1‬‬
‫أجل ‪ 15‬يوما من اتريخ تبليغه ووفقا للقواعد العادية‪ ،‬وتبث فيهه احملكمة طبقا ملسطرة االستعجال‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفصل ‪ 33-327‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ونشري يف األخري إىل أنه ال يواجه األغيار ابألحكام التحكيمية ولو كانت مذيلة ابلصيغة التنفيذية وميكنهم‬
‫أن يتعرضوا عليها تعرض الغري اخلارج عن اخلصومة أمام احملكمة اليت كانت ستنظر يف النزاع لو مل يربم اتفاق حتكيم‬
‫(الفصل ‪ 35-327‬من ق‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like