Professional Documents
Culture Documents
لم يمر أكثر من ثالث عشرة سنة حتى ق ّر ر المشرع من جديد التخلي عن إجراءات
المراجعة تماما واعتمد ألول مرة في تاريخ القانون العقاري إج راءات التعقيب بالنس بة إلى
1
أحك ام التس جيل بم وجب الق انون ع دد 67لس نة 2008الم ؤّر خ في 3نوفم بر 2008
وسحبها على جميع األحكام الصادرة بعد دخول هذا القانون حيز التنفيذ ،على أن تواصل
الّد وائر المجتمعة بالمحكمة العقارية النظر في مطالب المراجعة سواء المنشورة لديها قبل
دخول هذا القانون حيز التنفيذ أو في األحكام الصادرة قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ،
وألغى الق انون الجدي د بالت الي الص يغة القديم ة للفص ل 332م.ح.ع وأص بح ه ذا الفص ل
ينّص على أّن "أحك ام المحكم ة العقارّي ة القاض ية بالتس جيل أو الترس يم الن اتج عن حكم
التسجيل نهائّية الدرجة وتقبل الطعن بالتعقيب لدى محكمة التعقيب .الطعن بالتعقيب يوقف
تنفيذ الحكم المطعون فيه" .ونّقح الفصل 351م.ح.ع في اّتجاه بيان الصورة في حالة ع دم
تعقيب المل ف ،وتقتض ي الص ورة إتم ام إج راءات التنفي ذ بع د ف وات أج ل الطعن ب التعقيب.
وأض اف ب اب س ادس جدي د لمجّل ة الحق وق العينّي ة تحت عن وان "في تعقيب أحك ام التس جيل
العق اري" وأورد من خالل ه ثالث ة فص ول 357مك ّر ر و 357ثالث ا و 357رابع ا في تحدي د
مجال الطعن بالتعقيب ( )1وإ جراءات التعقيب(.)2
يقتضي تحديد مجال الطعن بالتعقيب بيان حاالته واألحكام الخاضعة لذلك.
-حاالت التعقيب :أورد الفصل 357مكّر ر سبع حاالت في الّطعن بالتعقيب ،وهي:
*أوال :إذا كان الحكم مبنّي ا على مخالفة القانون أو خطأ في تطبيقه أو تأويله.
1
القانون عدد 67لسنة 2008المؤرخ في 3نوفمبر 2008المتعلق بتنقيح وإتم ام بعض أحك ام مجل ة الحق وق العيني ة ،الرائ د الرس مي
للجمهورية التونسية 11نوفمبر ،2008عدد ،91ص.3997.
مخالفة القانون هوخرق القانون وهو المخالفة الواضحة للقانون .ولم يبّين المشرع إن
كان الخرق يشمل القواعد األصلية أو الشكلية .كما لم يبّين إن كان الخرق يشمل النظام
العام أو اإلجراءات األساسية أو مصلحة الخصوم .ويبدو أن مفهوم خرق الق انون يمكن أن
يشمل جميع القواعد األصلية والشكلية.
ويمت ّد نظ ر محكم ة التعقيب في المراقب ة الش كلية إلى جمي ع اإلج راءات الحكمي ة
الخاصة بالقرار موضوع الطعن ،لكنه ال يجوز أن يمتّد نظر محكم ة التعقيب إلى إخالالت
لم يس بق إثارته ا أم ام محكم ة الق رار المنتق د إال إذا ك ان الخل ل ق د تمث ل في ذات الق رار
المنتق د .وي دخل في إط ار ه ذه المراقب ة الش كلّية ك ّل م ا يتعّل ق ب رفض المحكم ة أو تجاهله ا
حس م أح د ف روع ال دعوى وموجب ات تعلي ل األحك ام بجمي ع أحوال ه بم ا في ذل ك غي اب أو
ضعف التعليل أو تحريف الوقائع أو تناقض القرار المطعون فيه.
ولكّنه يجب مهما كانت الصورة أن تكون الدفوعات أو المطاعن قانونية بمعنى أن
الطعن يجب أن يكون في خرق قاعدة قانونية صرفة ،فال يقبل التمسك ألول مّر ة من حيث
المب دأ بمط اعن مختلط ة بين الق انون والواق ع ،وال يقب ل مطلق ا ال دفع ب أمور واقعي ة أو
موض وعّية .حيث إّن ك ّل مطعن ي رمي إلى مناقش ة محكم ة الموض وع في ص ّح ة م ا
اعتمدته من العناصر لتبرير قضائها ،هو طعن مرفوض لتعّلقه بجدل موضوعي مشروع
يبقى داخل إطار االجتهاد المطلق لقضاة األصل ،وليس لمحكمة التعقيب أن تنقض مج ّر د
الج دل طالم ا ك ان ل ه أص ل ث ابت ب الملّف ،وهي محكم ة ق انون تس هر على حس ن تطبيق ه
وتأويله.
ومن المف روض ك ذلك أن ال تقب ل المط اعن القانوني ة أول م ّر ة أم ام محكم ة التعقيب،
إذا كان من الممكن التمّس ك بها أمام محكمة القرار المنتقد .فال يمكن أن يتمّس ك بها المعقب
إذا لم تكن محّل مناقشة أمام محكمة القرار المنتقد وكان من الممكن الدفع بها .ولكّنه يجوز
التمسك بجميع العناصر القانونية استثناًء للقاعدة إذا كانت قواعد آمرة لها عالقة بمفهوم
النظ ام الع ام ،مث ل مس ألة االختص اص وغ ير ذل ك من الص ور .ف إذا ك ان للمط اعن عالق ة
بالنظام العام يجوز التمسك بها أّو ل مرة أمام محكمة التعقيب حتى ولو لم يسبق الدفع بها
أو مناقشتها أمام محكمة األصل.
ويقصد بالخطأ في تطبيق القانون هو الخطأ في تأويل القاعدة القانونية ،وهذا هو الفرق
بين خرق القانون والخطأ في تطبيقه .حيث إّن القواعد الموضوعّية وكذلك القواعد
اإلجرائية تستجيب لقواعد تأويل محّد دة ،ويجب على محكمة القرار المنتقد أن تتقّيد بحدود
.أحكام التأويل في القواعد األصلّية أو اإلجرائية
*ثانيا :إذا كان الحكم صادرا فيما يتجاوز اختصاص المحكمة التي أصدرته.
وهي الحالة التي تشمل عدم اختصاص محكمة القرار المنتقد في النظر في القضية
موض وع الطعن كم ا في ص ورة أن تنظ ر محكم ة الناحي ة في قض ايا اس تحقاقية وتؤي دها
المحكم ة االبتدائي ة بوص فها محكم ة اس تئناف أوتنظ ر المحكم ة االبتدائي ة في قض ية ك ف
شغب وهي من اختصاص محكمة الناحية وتؤّيدها محكمة االستئناف في ذلك .وتمت ّد حالة
ع دم االختص اص ك ذلك إلى مخالف ة المحكم ة ش روط انعق اد المحكم ة ،كم ا أن يتغيب أح د
أعضاء الهيئة أو ال تقع اإلشارة بنسخة الحكم إلى أسماء القضاة ،وغير ذلك من الحاالت
في نظام الئحة الحكم ونسخة الحكم األصلّية.
إّن تجاوز السلطة مفهوم يختلف عن معنى عدم االختصاص ،حيث إن انعدام االختصاص
يخرج القضية أصال من دائرة اختصاص و تعّهد المحكمة ،أي أن المحكمة تكون غير
مختصة منذ البداية ،كما أن تحال قضية افتكاك الحوز بالقوة إلى المحكمة االبتدائية ،في
حين أن تجاوز السلطة هو مفهوم ينصرف إلى كّل ما تأتيه المحكمة من عمل يتجاوز
حدود نظرها بالرغم من اختصاصها بالنظر في النزاع موضوع التعهد ،كما أن تتخذ
محكمة الناحية في إطار نظرها في قضية افتكاك الحوز بالقوة ،وهي مختصة بالنظر في
هذه القضية ،إجراء يقضي بإلزام اإلدارة بالقيام بعمل محّد د أو أن تشمل المحكمة بالحكم
.أشخاصا ليسوا أطرافا بالدعوى أو أن يشمل القرار أعماال لم تكن محّل تتبع
*رابع ا :إذا لم ت راع في اإلج راءات أو في الحكم الص يغ الش كلّية ال تي رتب الق انون
على عدم مراعاتها البطالن أو السقوط.
الّس قوط هو جزاء عدم احترام اآلجال اإلجرائّي ة ،وهو يتعّل ق بالمرافعات أي انطالقا
من عريض ة ال ّد عوى إلى ح ّد ص دور الحكم ف الّطعن في ه ،2وه و يتعّل ق باآلج ال الّناقص ة
فقط ،3وخاّص ة ما يتعّلق بآجال الّطعن .4ويعّبر عنه بالّس قوط اإلج رائي l’echéanceألّن ه
يسقط الحّق بصفة نهائّية في اّتخاذ اإلجراء ذاته خالل المرافعات .5والقاع دة أّن الّس قوط ال
يقبل االنقطاع أو الّر ف ع ،6وه و يتعّل ق بالّنظ ام الع ام على مع نى الفص ل 13م.م.م.ت ،7فال
يمكن االّتف اق حول ه ،فق ط أّن المش ّر ع بإمكان ه الت دّخ ل لبي ان م واطن الّز ي ادة في اآلج ال أو
نقصانها مث ل الّز ي ادة بس بب المس افة8أو بس بب األعي اد والعط ل الرس مّية ،9وال يهّم إن ك ان
الخلل حدث بسبب إهم ال أو عدم تبّص ر .واليتأّثر هذا األجل بالقانون الجديد في صورة
تعديله ،بل يبقى خاضعا ألحكام القانون القديم .وال يطرح اإلشكال إذا أشار المش ّر ع إلى
حاالت الّس قوط مثلما فعل بالنسبة إلى آجال االس تئناف والّتعقيب وإ ع ادة الّنظ ر ،10لكّن ه من
الممكن أن يستش كل األم ر إذا س كت المش ّر ع عن الج زاء ،ورّبم ا ك ان الح ّل يقتض ي أن
ينّص المشّر ع صراحة على حاالت الّس قوط ،وأن اليعت ّد بهذا الجزاء إّال إذا نّص المش ّر ع
على ذلك ألّنه جزاء حاّد ال يجب أن يبقى محّل جدل.11
2أحمد أبو الوفاء ،المرافعات المدنّية والّتجارّية ،المرجع الّسابق ،ص .519
تهدف اآلجال الّناقصة إلى تعجيل الفصل في الخصومة بمعنى أن ُيفرض القيام باإلجراء قبل نهاي ة األج ل المح د ،فهي من المس قطات
ّد 3
ّال ّال
ة واآلج ال ال زم ة وغ ير ال زم ة الحتمّي ة واآلج ال نظيمّي ّت ّك ّط
مثل آجال تقديم ال عون وآجال تقديم المذ رات والمالحظات .ونمّيز عادة بين اآلج ال ال
واآلجال الّناقصة واآلجال الكاملة .ومن أهّم أهداف هذه اآلجال أّنها تحمي أهّم المبادئ اإلجرائّية في حّق الّد فاع وفي حّق المواجهة.
ويقال إّن الّسقوط اإلجرائي ظهر أّو ل مّر ة بالقانون الفرنسي عدد 16المؤّر خ في 1790-8-26المتعّلق بخفض م ّد ة الّطعن باالس تئناف، 4
حيث لم يكن القانون الّروماني يمّيز بين الّسقوط والّتقادم بل وضع جزاء وحيدا .prescriptio:
رضا بالحاج عمر :اآلجال في الّد عاوى القضائّية المدنّية ،مذّك رة لنيل ش هادة الّد راس ات المعّم ق ة ،كلّي ة الحق وق بسوس ة،1998-1997 ،
ص 158وما بعد.
5الفصالن 196-155م.م.م.ت
6إّال في حالة وفاة المّد عي (الفصل 142م.م.م.ت) أو القّو ة القاهرة.
المشّر ع الفرنسي وخالفا للمشّرع الّتونسي فّرق بين الّسقوط الوجوبي ويهّم ال ظام العام والّسقوط االختياري وال يهّم ال ظام الع ام .رض ا
ّن ّن 7
جواز القول بالّسقوط حّتى بالنسبة إلى الحاالت الغامضة ،لكّن محكم ة الّتعقيب ذّك رت في ع ّد ة مناس بات ب أّن المش ّرع الّتونس ي لم يب ق الحّري ة إلى
المحكمة إلثارة بعض حاالت الّسقوط بل حّد دها نّص ا وعلى قضاة األصل مراعاة هذه الجوانب.
قرار تعقيب مدني عدد 35107المؤّر خ في ،1992 -9– 21م.ق.ت ،عدد ،1993 ،9ص .95
ويتمّي ز الّس قوط اإلج رائي عن مواعي د الّس قوط forclusionوعن س قوط الخص ومة
péremption d’instanceوالّتق ادم المس قط prescriptionوإ ن ك ان البعض ال يمّي ز
بوض وح بين الّس قوط اإلج رائي ومواعي د الّس قوط .12ف المعلوم أّن مواعي &&د الّس قوط هي
مواعيد مح ّد دة delai préfixمثل اآلجال في رفع ال ّد عوى الحوزّي ة أو دعوى الّش فعة أو
دعوى الّتعويض ،13وهي مواعيد سابقة عن رفع الّد عوى ،يؤّد ي عدم مراعاته ا إلى س قوط
الحّق بصفة نهائّية في رفع ال ّد عوى وليس الح ّق في اإلجراء كما تق ّد م بالنسبة إلى الّس قوط
اإلج رائي .وبه ذا المع نى فهي أق رب إلى الموض وع أك ثر من اإلج راءات مث ل ص ورة
الّتقادم .وهي بذلك تقبل القطع والوقف .14ويبقى الّتقادم المسقط15جزاء مرور الّز من وعدم
التبّص ر واإلهمال ،ورّبما يحمل في طّياته قرينة على ال ّد فع ،فهو بذلك يتعّل ق بالموضوع
وليس ب اإلجراء ،لكّن ه يس قط ال ّد عوى وال يس قط الح ّق .16وق د قي ل ق ديما إّن الّتق ادم يس قط
ال ّد عوى والح ّق مع ا ،ولكّن جانب ا من ذل ك الفق ه ك ان يق ّر ببق اء حق وق طبيعّي ة باعتب ار أّن
االلتزام يتضّم ن جانبا من المسؤولّية وجانبا من المديونّية ،فتسقط المسؤولّية بتقادم ال ّد عوى
وتبقى المديونّي ة ،وي رى البعض في ه ذه المديونّي ة التزام ا م دنّيا منقوص ا ،17في حين ي رى
فيه البعض اآلخر التزاما أخالقّي ا .18ويب دو أّن المش ّر ع الّتونس ي اعتم د الّنظ رة الحديث ة في
12
Jean Vincent, S.Guinchard : procédure civile,op.cit.,p.604,n°694.
13
Vasseur.M :Délai préfix, de prescription, délai de procédure, revue trimestrielle de droit civil 1950,dernier
numéro,n°15 et suiv.
14
اليحسب اليوم األّو ل في اآلجال واليوم األخير إذا صادف يوم عطلة ،وتنطبق أحكام الفصول 140م.ا.ع وما بعد .وتشمل حاالت الوق ف
القّصر (الفصل 390م.ا.ع) والمفقود (الفصل 393م.ا.ع) ويشمل االنقطاع حالة الفصلين 396و 397م.ا.ع.
والمالحظ أّنه الوجود لرأي واحد في شأن مواعيد الّس قوط .فهن اك ش ّق ال يمّي ز بين الّتق ادم ومواعي د الّس قوط ،كالهم ا يق وم على فك رة
اإلهمال ويتناول الحّق نفسه .وهناك من يمّيز بين آجال الّسقوط والّتقادم " .فقد ذهب بعض الّش ّر اح إلى أّن مواعيد الّسقوط متمّيزة عن مواعي د الّتق ادم
ألّن الغرض الّذ ي رعاه القانون بالنسبة إلى مواعيد الّسقوط هو اعتبارها شرطا لمباشرة عمل معّين أو لالنتف اع برخص ة ،ولم يقص د مج ازاة إهم ال
صاحب الّش أن فيها ،بل قصد وضع حّد يمكن فيه مباشرة العمل على وجه الّسرعة ،فالّسقوط ال يقوم على فكرة اإلهم ال ،ب ل يق وم على فك رة وج ود
أجل قانوني يتناول الحّق نفسه ويسقطه ".علي أحمد حسن :الّتقادم في المواد المدنّية والّتجارّية ،نشر منشأة المعارف باالسكندرّية ،ص 35فقرة .17
15علي أحمد حسن :الّتقادم في المواد المدنّية والّتجارّية ،المرجع الّسابق ،ص 267وما بعد ،فقرة 315وما بعد.
وهو نفس المفهوم الّذ ي أراده الفقه اإلسالمي حيث إّن الحقوق ال تتقادم بالفقه اإلس المي " فال يبط ل ح ّق ام رئ مس لم وإن ق دم" ،لكّن 16
ّد ّد
اإلهمال يمكن أن يؤ ي إلى منع الم عي من عرض قضّيته .محّم د عب د الج ّو اد محّم د ،ملكّي ة األراض ي في ليبي ا ،المرج ع الّس ابق ،ص 317فق رة
.227
17
Nicolas.Molfessis :L’obligation naturelle devant la cour de cassation. Remarques sur un arrêt rendu par
la première chambre civile, le 10-10-1995, Dolloz 1997, ch., p. 85.
H.Motulski : Le droit naturel dans la pratique jurisprudentielle, le respect de la défense en procédure
civile in mélanges Roubier, 1961, T 2, p.17.
18علي أحمد حسن ،المرجع الّسابق ،ص 373وما بعد..
Hassan Ferkh : Le rapport des obligations naturelles à la morale ou la tendence objective de la
jurisprudence, Gaz.Pal.7-1-1997. Doctrine, p. 13.
سقوط ال ّد عوى دون الح ّق (الفصالن 389-384م.ا.ع) ،على أّن سقوط ال ّد عوى ال ينفي
بقاء التزام طبيعي على معنى الفصلين 74و 78م.ا.ع .19ورغم ظاهر الّتق ادم المس قط في
أّن ه يتع ارض م ع األخالق والع دل واإلنص اف ف إّن الفق ه كث يرا م ا يلج أ إلى فك رة الّتن ازل
وقرينة الوفاء وحّتى العقوبة لتبرير مقتضيات الّتقادم .والحقيقة أّن الّتقادم ُف رض رغبة في
استقرار المعامالت ورّبما لمساعدة البعض في ترك جانب من ال ّد يون المتراكمة .لكّن ذلك
ال يعني أّن أحكام الّتقادم تّتصل بالّنظام العام وإ ن كانت المصلحة العاّم ة من غايات ه .فيمكن
من حيث المب دأ االّتف اق على الّز ي ادة أو الّنقص ان في آجال ه وال يق وم م رور الّز م ان بنفس ه
في س قوط المطالب ة ب ل يق وم ب ه من ل ه مص لحة في ه ،وليس للح اكم أن يس تند إلي ه من عن د
نفسه (الفصل 385م.ا.ع) ،ويعود للغريم والكفيل والمتضامن والورثة الح ّق في الّتمّس ك
بالّتق ادم (الفص ل 387م.ا.ع) .وال يتحّق ق الّتمّس ك بأحكام ه إّال عن طري ق ال ّد فع باس تثناء
ص ورة ال ّد عوى المس تقّلة الّتي يمكن أن يرفعه ا ال ّد ائن عمال بأحك ام الفص ل 306م.ا.ع.
وتبقى اإلمكانّي ة واردة س واء أم ام المح اكم االبتدائّي ة أو االس تئنافّية ،لكّن ه اليج وز ال ّد فع ب ه
ألّو ل مّر ة أمام محكمة الّتعقيب بطبيعة الحال .وال يسوغ ترك ح ّق الّتمّس ك بهذا الح ّق قبل
حص وله ،ف إذا انقض ى الّز م ان س اغ الّت رك س واء ص راحة أو ض منا .وإ ذا ت دّخ ل المش ّر ع
لتعديل هذه اآلجال فالقاعدة أن يعتبر األجل الجديد مع حفظ الحقوق المكتسبة.
ويختل ف مع نى الّس قوط اإلج رائي عن مفه وم سقوط الخصومة ال ّذ ي ُع رف بالق انون
الروماني ونقلته الّتشاريع الحديثة وأورده المش ّر ع الّتونسي بالفصول 241م.م.م.ت تحت
عنوان معّطالت الّنوازل .فإذا مضت على تعطيل القضّية بسبب وفاة أحد الخص وم أو فقده
أهلّي ة الخص ومة أو م وت نائب ه الق انوني أو زوال ص فة الّنيابة م ّد ة ثالت س نوات ب دون أن
يقع طلب استئناف الّنظر فيها سقطت الخصومة ولك ّل ذي مصلحة من الخصوم أن يطلب
الحكم بسقوطها .فهو دفع شكلي يختلف بطبيعة الحال عن الّد فع بع دم القب ول .ويتلّخ ص من
محّم د الّش رفي ،مدخل لدراسة القانون ،المرجع الّسابق ،ص 294وما بعد. 19
ذل ك أّن الّس قوط اإلج رائي ه و الج زاء المناس ب لع دم مراع اة اآلج ال الحتمّي ة والّناقص ة
المفروضة قانونا على خالف مواعيد الّس قوط والّتقادم المسقط وسقوط الخصومة.
بقي أّن الج وانب الّش كلّية في اإلج راءات يمكن أن تلقى ج زاء مم اثال وه و البطالن
ال ّذ ي يتمّي ز بنظام ه عن مفه وم الّس قوط .وق دذهبت مجل ة اإلج راءات المدني ة لنظ ام وس ط
على مع نى الفص ل 14م.م.م.ت ،وت ركت األنظم ة التهديدي ة والش كلية ،حيث نّص الفص ل
14م.م.م.ت على أّن اإلجراء يكون باطال إذا نّص القانون على بطالنه أو حصل بموجبه
مس اس بقواع د الّنظ ام الع ام أو أحك ام اإلج راءات األساس ّية وعلى المحكم ة أن تث يره من
تلق اء نفس ها .أّم ا مخالف ة القواع د الّتي التهّم غ ير مص الح الخص وم الّش خص ّية فال ي ترّتب
عنه ا بطالن اإلج راء إّال م تى نتج عنه ا ض رر للمتمّس ك ب البطالن وبش رط أن يث يره قب ل
الخوض في األصل .معنى ذلك أّن البطالن يكون آلّيا في حالة الّتنص يص على البطالن أو
الّنظ ام الع ام أو اإلجراءات األساس ّية ،وم ا زاد على ذل ك فال بطالن بدون ض رر .فقط أّن
القاضي يبقي لنفسه جانبا من االجتهاد في حالة تعريف الّنظام العام واإلجراءات األساس ّية.
وال تك ون قاع دة ال بطالن ب دون ض رر إال بالنس بة إلى األعم ال ال تي تتعل ق بالمص لحة
الخاص ة وُيش ترط إثارته ا قب ل الج واب عن ال دعوى .ورغم االختالف بين البطالن
الموض وعي والبطالن في االج راءات ف إن المش رع التونس ي اعتم د بوض وح التفرق ة بين
البطالن المطل ق والبطالن النس بي على المس توى اإلج رائي ،أي البطالن الوج وبي من
ناحية والبطالن االختياري من ناحية أخرى ،فاألولى لها عالقة بالنظام العام واإلجراءات
األساسية والثانية لها عالقة بمصلحة الخصوم.
الضيق فيبقى مرتبطا بالمصلحة الخاصة ،فقط إذا كان من شأن هذه االخالالت أن تمّس
بأهم القواعد األساسية للمجتمع وبحسن إدارة مرفق العدالة فإن المسألة يصبح فيها جانب
من النظام العام .ويبقى المعيار مرتبطا في نهاية األمر بهدف اإلجراء ،فاذا أصاب الخلل
مصلحة يعتبرها المشرع هامة لدرجة ال يمكن النزول عنها فاألكيد أّنها حالة النظام العام،
والعكس بالعكس .واألكيد أن أغلب الشكليات التي لها عالقة بالدعوى واالجراءات في
مفهومها الضيق هي اجراءات لها طابع المصلحة الخاصة .ومن ثّم فإّن مناط الّنظام العام
يكمن في الغاية الّتي من أجلها وضع اإلجراء ،فإذا كان المقصود منه حماية مصلحة عامة
اعتبر من الّنظام العام ،فالقواعد المتعّلقة بنظام االختصاص واالختصاص الحكمي
والوظيفي تهّم الّنظام العام ألّنها ترمي إلى تنظيم القضاء كمرفق .ويتعّين األخذ بعين
االعتبار الّص يغ المستعملة في تحرير النّص واستحضار المبادئ اإلجرائّية العاّم ة في
المساواة والحّق في الّد فاع لتقدير مفهوم الّنظام العام .وال شّك في أّن الّنظام العام يختلف
عن اإلجراءات األساسّي ة حيث ترتبط الصفة األساسية بسبب وجود العمل االجرائي الّذ ي
يبدو ضرورّيا إلنهاء موضوعه ،حيث إّن المظهر األساسي للعمل اإلجرائي مرتبط بكنه
وجوده وبما هو الزم لتحقيق موضوعه .فترتبط العالقة األساسية بجوهر وجود العمل
االجرائي ووظيفته ،مثل االستدعاء الذي يتواله العدل ،فإذا لم يكن ممضى فإنه ُيعد غير
موجود بحكم انحصاره عن سبب وجوده وفقدانه لوظيفته ،وال شك في أن المشرع أسند
مهّم ة االستدعاء إلى العدل ،أي أن يكون االستدعاء بطريقة رسمية ،وال أقّل من ذلك.
ويبرر العمل األساسي بالتالي بدرجة وأهمية الوظيفة على خالف اإلجراءات الثانوية.
وبذلك فإّن اإلجراءات األساسية ترتبط بحسن سير اإلجراءات على خالف النظام العام
الذي يرتبط بحسن سير تنظيم العدالة .فهي بذلك إّم ا أن ترتبط بمصلحة الخصوم أو أن
تتبّو أ درجة بين مصلحة الخصوم والّنظام العام
*خامسا :إذا صدر حكمان أو أكثر بالتسجيل في ذات العقار.
من الممكن أن يصدر الحكم بالّتسجيل في خصوص بعض المطالب العادّي ة أو بعض
القطع المسحّية ،والحال أّن ه سبق تسجيلها .ويفترض في الحالة األولى أن تتغافل مصلحة
قيس األراضي عن إثارة مسألة سبق تسجيل العّق ار موضوع المطلب ،أو أن يك ّر ر ال ّر قم
المس حي في الّص ورة الّثاني ة في أغلب الّص ور .فيص در الحكم بالّتس جيل حينئ ذ في نفس
العّقار مّر تين.
*سادس ا :إذا ص در الحكم على فاق د األهلّي ة دون أن يق ع تمثيل ه في القض ّية تم ثيال
صحيحا أو وقع تقصير واضح في الّد فاع عنه وكان ذلك هو السبب األصلي أو الوحيد في
صدور الحكم المطعون فيه وذلك مع مراعاة مقتضيات الفصلين 329و 330م.ح.ع.
*سابعا :إذا انبنى الحكم المطعون فيه على أدلة ثبت جزائيا زورها أو تدليسها بحكم
نهائي ،وال يقبل التعقيب إذا ثبت اكتساب ملكّية العقار من الغير حسن النّية.
والقصد من ذلك أن يتن اقض الحكم العقاري م ع الحكم الجزائي ،كم ا إذا تأّس س حكم
الّتسجيل على رسوم ثبت جزائّيا تدليسها ،أو حّتى على بّينة ثبت زورها ،20شرط أن تكون
األساس في الحكم .ويشترط أن يكون حكما نهائّي ا ،بمعنى أن تستنفذ طرق الّطعن العادّي ة،
ويص بح الحكم ق ابال للّتنفي ذ .وال يمكن بالّت الي طلب التعقيب بمج ّر د تق ديم ش كاية أو فتح
20
يراجع الفصول 172وما بعد ،والفصول 199وما بعد م.ج.
تحقيق .21وحّتى إذا حصل الّطالب على هذا الحكم الّنهائي ،فال يقب ل التعقيب نهاي ة إذا ثبت
اكتساب ملكّية العّقار من الغير حسن النّية .ويكتفى في مثل هذه الّص ورة ببقاء الملكّي ة على
حالها أّو ل مّر ة يوم إقامة الّر سم.
-األحك &&ام الخاض &&عة للطعن ب &&التعقيب :نّص الفص ل 357مك ّر ر م.ح.ع في فقرت ه
األولى على أّن ه "يمكن الّطعن ب التعقيب في األحك ام القاض ية بالتس جيل أو بالترس يم الن اتج
عن حكم التس جيل ل دى محكم ة التعقيب" .وب ذلك ك ان المش ّر ع واض حا في إقص اء األحك ام
الص ادرة في م ادة التح يين العق اري واألحك ام الص ادرة إث ر الّطعن في ق رار م دير الملكّي ة
العقاري ة طب ق الفص ل 388م.ح.ع ،ولم يب ق إال األحك ام الص ادرة في م ادة التس جيل
21
قرار رفض مطلب المراجعة عدد 124الصادر عن رئيس المحكمة العقارية بتاريخ ،4/3/1996المرجع الّسابق ،ص .212
"… وحيث إن طلب المراجعة الذي يركز على التدليس ينبغي أن يكون مركزا على وجود حكم بالتدليس ال مج رد إث ارة لطلب تتب ع من
أجل التدليس وإنما تبقى الطاعنة على حقها في طلب المراجعة متى صدر حكم جزائي فعال ضد من صدر لفائدته الحكم بالتسجيل طبقا ألحكام الفصل
() 332جديد من مجلة الحقوق العينية مما اتجه معه والحالة ما ذكر رفض طلب المراجعة".
العقاري سواء كانت صادرة بتسجيل العقار فقط أو بالتسجيل وترسيم الحقوق حيث يمكن
للمحكمة أن تأذن بترسيم الحقوق الحاصلة بعد تقديم مطلب التسجيل إذا ما تداخل صاحبها
ب المطلب على مع نى الفص ل 350م.ح.ع .وله ذا الغ رض نّص المش ّر ع على األحك ام
القاض ية بالتس جيل أو بالترس يم الن اتج عن حكم التس جيل .وه ذا م ا يع رف بالترس يمات
المتزامنة مع حكم التسجيل الذي يجب تمييزها بعناية عن الترسيمات اإلدارّية الالحقة التي
يتواله ا م دير الملكّي ة العقارّي ة .وي دخل في ذل ك ك ّل م ا يتعّل ق بالتس جيل بم ا في ذل ك
التس جيل االختي اري والتس جيل اإلجب اري .وهي األحك ام المقص ودة ب الطعن ،وال يمكن
بحال أن يذهب الفهم إلى أكثر من ذلك ،فذلك ما قصده المش ّر ع .وال يمكن أن تدفع كلمة
الترس يم المس تعملة إلى الج دل أو الّنق اش ،ألّن عب ارة النّص ك انت واض حة وال تحت اج إلى
تأويل .وال يدخل في ذلك األحكام القاضية برفض المطلب أو ما شابه ذلك ،ألن المش ّر ع
نّص ص راحة على األحك ام القاض ية بالتس جيل أو بالترس يم الن اتج عن حكم التس جيل ،ولم
يش ر إلى األحك ام القاض ية ب الرفض .فال يمكن الطعن ب التعقيب في األحك ام القاض ية
بالرفض ،ألنه يبقى دوما من الممكن إعادة الّطلب فيها أمام فروع المحكمة العقارّية.
-إجراءات التعقيب
تقتضي إجراءات الطعن بالتعقيب بيان إجراءات تقديم المطلب قبل الحديث عن البّت
فيه.
-إجراءات تقديم مطلب التعقيب :وضع المشّر ع واجبات على عاتق الّط الب وأخرى
على عاتق المطعون ضّد ه وثالثة على عاتق كاتب المحكمة.
أما بالنسبة إلى الواجبات المحمولة على الطالب ،فقد ألزم المش ّر ع بتقديم الّطعن ممن
له الّص فة وفي أجل معّين وطبق شكل خاص وإ لى جهة معّينة.
فال يمكن الطعن إال ممن ك ان طرف ا في الحكم المطع ون في ه أو ورثت ه ،وي دخل في
ذل ك ط الب التس جيل والمت داخل والمع ارض س واء ك ان الّت داخل أو المعارض ة مقب وال أو
مرفوضا .ويحّل الورثة محّل المتوّفي منهم في الّطلب .لكّن ه بالنسبة إلى حالة صدور ع ّد ة
أحكام في نفس العقار يمكن تقديم الّطلب من النيابة العمومّية بعد إعالمها ممن يهّم ه األمر
أو من قب ل دي وان قيس األراض ي .م ع بق اء اإلمكانّي ة قائم ة لألط راف في الطعن مباش رة.
كم ا أّن ه بالنس بة إلى حال ة ت دليس الكت ائب يمكن أن يرف ع الطلب ممن ل ه مص لحة تج اوزا
لمفهوم الطرف في الحكم.
ويجب الّطعن في أجل ال يتجاوز الستين يوما من تاريخ صدور الحكم ويس قط الطعن
بمضي هذا األجل ،وتسري بداية الستين يوما في صورة تدليس الكت ائب من ت اريخ ص دور
الحكم الج زائي النه ائي ويبقى األج ل مفتوح ا بالنس بة إلى ص ورة تع ّد د أحك ام التس جيل في
العقار الواحد.
ويرف ع الّطعن بعريض ة كتابّي ة تتض ّم ن ص فة الط الب وت اريخ وع دد ونّص الحكم
العق اري المطع ون في ه وطلبات ه ،وتك ون مص حوبة بم ا يفي د ت أمين مبل غ ثالثين دين ارا ل دى
ق ابض المالّي ة بعن وان الخطي ة ال واجب تس ليطها علي ه في ص ورة رفض طعن ه ،ويعفى من
هذا التأمين الّد ولة والمسعفون باإلعانة العدلّي ة ،ويجب أن تق ّد م العريضة بواسطة محامي
ل دى التعقيب باستثناء ص ورة الّطعن بواسطة النيابة ،فال يس ري واجب تكليف مح امي في
صورة رفع المطلب بواسطة النيابة العمومّية في حالة تعّد د األحكام في العقار الواحد.
ويجب أن يقّد م المطلب إلى كتابة المركز األصلي أو الفرعي للمحكمة العقارّي ة الذي
أص در الحكم المطع ون في ه ،فق د يص در الحكم عن المرك ز األص لي فيق ّد م المطلب إلى
المرك ز األص لي وق د يص در عن الف رع فيق ّد م الطلب إلى الف رع ،وال يمكن تق ديم المطلب
إلى األصل وقد صدر الحكم عن الفرع.
وبعد تقديم المطلب في األجل يجب على محامي الطاعن الحضور بمكان الطعن في
أجل شهر من تاريخ استدعائه من قبل كاتب المحكمة ليتس ّلم نسخة الحكم وإ ذا لم يحضر
في ذلك األجل سقط الطعن .22وعلى الّطاعن خالل أج ل ال يتج اوز ثالثين يوم ا من ت اريخ
تس ليم نس خة الحكم العق اري على م ا تق ّد م أن يق ّد م إلى كتاب ة محكم ة التعقيب وليس كتاب ة
الف رع :أوال نس خة من الحكم المطع ون في ه م ع ص ورة من الوص ل في تس لمه من كتاب ة
المحكم ة الفرعّي ة أو األص لّية ،ثاني ا م ذّك رة من محامي ه في بي ان أس باب الطعن بص ورة
توضح نوع الخلل المقصود من الطعن وتحديد مرماه مع ما له من مؤّي دات ،ثالثا ما يفيد
تبلي غ المعقب عريض ة الطعن وأس بابه إلى المعقب ض ّد ه المحك وم ل ه بالتس جيل أو خلفائ ه
بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ أو بواسطة عدل منفذ .وإ ذا لم يق ّد م
تلك الوثائق سقط الّطعن.
ويالحظ أّن الطالب مه ّد د بالسقوط في ثالث حاالت ،في صورة تقديم الطلب خارج
األجل وفي صورة عدم حضوره في أجل شهر لتس ّلم نسخة الحكم وفي صورة عدم تقديم
نس خة الحكم والم ذّك رة وم ا يفي د التبلي غ في أج ل ثالثين يوم ا من ت اريخ تس ليم نس خة الحكم
العقاري.
أّم ا بالنسبة إلى الواجبات المحمولة على الكتابة ،فهي تشمل كتابة الفرع وكتابة محكمة
التعقيب ،فبمجرد تلقي عريضة الّطعن التعقيب يتولى كاتب الفرع أو المركز بالمحكمة
العقارية توقيعها وينص على تاريخ تقديمها ويقّيدها حاال بدفتر خاص معّد للغرض ويسلم
وصال فيها متضمنا تاريخ تقديمها ويعلم بها فورا كتابة محكمة التعقيب بأي وسيلة تترك
أثرا كتابيا ،وعادة ما يكون ذلك بواسطة الفاكس .وال يقبل كاتب المحكمة عريضة الطعن
إال إذا قّد م له الطاعن وصال من قابض التسجيل يفيد تأمينه ثالثين دينارا بعنوان الخطية
الواجب تسليطها عليه في صورة رفض طعنه باستثناء حالة اإلعفاء .وعليه كذلك استدعاء
22
لكنه يجب أن يتوفر بالملف ما يفيد االستدعاء .وذلك يعني أنه في غياب هذا اإلثبات تبقى اآلجال مفتوحة.
محامي المعقب بواسطة أعوان السلطة اإلدارية وتسليمه نسخة من الحكم المطعون فيه
مقابل وصل يتضّم ن تاريخ التسليم ويضيف نسخة منه إلى ملف القضّية ويجب توجيه
ملّف القضّية إلى كتابة محكمة التعقيب في أقرب اآلجال
،وبمج ّر د وص ول المل ّف إلى كتاب ة محكم ة التعقيب يت ولى الك اتب تقيي د القض ّية
بالدفتر المعد لذلك ،لتتواصل اإلجراءات بعد ذلك وإ لى نهايتها أمام كتابة محكمة التعقيب.
أم ا بالنس بة إلى واجب ات المطع ون ض ّد ه ،فق د رأى المش ّر ع أن يمّك ن ه من ال ّر د على
م ذكرة الطعن وذل ك بواس طة مح ام ل دى التعقيب وفي آج ال مح ّد دة ،فعلى المعّقب إذا أراد
الج واب أن يق ّد م بواس طة مح ام ل دى التعقيب إلى كتاب ة محكم ة التعقيب م ذّك رة في دفاع ه
ومؤّيدات ه بع د اطالع مح امي الط اعن عليه ا وذل ك خالل م ّد ة ال تتج اوز الثالثين يوم ا من
تاريخ تبليغه عريضة الطعن وأسبابه.
-البّت في مطلب التعقيب :تعّين القضّية المعّقبة لدى الدائرة المدنّي ة المختّص ة ،وتقع
الجلس ة بحج رة الش ورى ،ويمكن لمحكم ة التعقيب أن تتخ ذ ع ّد ة ق رارات حس ب الص ور
سواء على مستوى الشكل أو األصل.
على مس توى الش كل ،يمكن أن ي رفض المطلب ش كال ،إذا لم تح ترم ش كليات المطلب
سواء من حيث صفة األطراف أو اآلجال أو الصيغة .وإ ذا قررت قبول المطلب تنظر من
حيث األصل ويمكن أن تتخذ ثالثة حلول بعد المفاوضة ،إما أن تقرر الرجوع في مطلب
الطعن أو ترفض الّطلب أو تستجيب للطلب.
فإذا ق ّد م الطالب مطلبا في الرجوع في الطعن ،تستجيب المحكمة لطلب الرجوع في
التعقيب وتعفيه من الخطّي ة وتقضي بإرجاعها ،ويلخص هذا القرار ويحال مع الملف إلى
رئيس المحكمة الذي يحيله إلى الفرع المختص إلتمام إجراءات إقامة الرسم العّقاري.
فإذا قررت رفض المطلب من حيث األصل ،يلّخ ص القرار ويضاف إلى ملّف القضية ثّم
يتولى كاتب المحكمة إحالته إلى رئيس المحكمة العقارية الذي يوجهه مع حكم التسجيل
.إلى إدارة الملكّية العقارية إلحداث رسما للعقار المسجل
وإ ذا ق ررت المحكم ة نقض الحكم كلي ا أو جزئي ا تص رح في ك ّل الح االت بإرج اع
القضية إلى المركز األصلي أو الفرعي للمحكمة العقارية الذي أصدر الحكم المطعون فيه
إلع ادة النظ ر فيم ا تس لط علي ه النقض بواس طة هيئ ة أخ رى .ويرج ع الق رار ال ذي تص دره
محكم ة التعقيب ب النقض األط راف للحال ة ال تي كان ا عليه ا قب ل الحكم الواق ع نقض ه في
خصوص ما تسلط عليه النقض.
وبع د تعّه د محكم ة اإلحال ة يمكن أن تّتخ ذ نفس الموق ف ال ذي ذهبت إلي ه محكم ة
التعقيب ،ويبقى كذلك للطرفين حّق الطعن فيه من جديد ،ولكن إذا تمّس كت محكمة اإلحالة
بنفس الموقف السابق ووقع الطعن في هذا الحكم بنفس السبب الذي وقع النقض من أجله
أوال ،فإن محكمة التعقيب متألفة من دوائرها المجتمعة تتولى النظر في خصوص المسألة
القانونّي ة الواقع مخالفتها من دائرة اإلحالة وتحيل القضية على محكمة اإلحال ة من جدي د إذا
رأت وجه ا للنقض ويك ون قراره ا واجب االّتب اع في ه ذه الص ورة .وفي جمي ع ص ور
النقض م ع اإلحال ة يوّج ه ك اتب محكم ة التعقيب الق رار إلى رئيس المحكم ة العقاري ة ال ذي
يحيله على دائرة اإلحالة للنظر فيه من جديد بواسطة هيئة أخرى.
المرافع ات المدنّي ة بالفص ول 175وم ا بع د كّلم ا اقتض ت الحاج ة إلى ذل ك ،وق د نّص
المشرع فعال على أّن إجراءات التعقيب الواردة بمجّلة المرافعات المدنّي ة والتجارّي ة تنطبق
على قض ايا تعقيب األحك ام الص ادرة في م ادة التس جيل العق اري بق در م ا ال تتع ارض م ع
أحكام الباب السادس من مجّلة الحقوق العينّية المتعّلق بتعقيب أحكام التسجيل العقاري .فال
شّك في أّن التطبيق سيّتجه إلى تطبيق آلّية التصّد ي سواء على مستوى ال ّد ائرة المتعهدة أو
على مس توى ال ّد وائر المجتمع ة ،فتقض ي محكم ة التعقيب في األص ل كّلم ا ك ان المطلب
ج اهزا للفص ل في تعقيب المطلب للم رة الثاني ة بس بب مغ اير عن الس بب األول أ+و لنفس
السبب.
والحقيق ة أّن المش ّر ع لم يكن في حاج ة إلى إع ادة ص ياغة جمي ع اإلج راءات المتعّلق ة
ب التعقيب ،وك ان يكفي اإلش ارة إلى اإلجراءات ال واردة بمجّل ة المرافع ات المدنّي ة .كم ا أن
أث ر الطعن يبقى ه و نفس ه بالنس بة إلى إج راءات التعقيب ،فتبقى نفس اآلث ار ال تي س بق
اإلشارة إليها في باب المراجعة من حيث طبيعة الحكم العقاري وإ مكانّية االحتجاج ب ه ومن
حيث أثر التطهير ومن حيث إيداع الكتائب الالحقة وإ حالتها خالل مباشرة أعمال التنفيذ.
وأهداف ه ،فق د تج اوز المش رع ب إقراره إج راءات الطعن أس س النظ ام العي ني المس تندة نش أًة
إلى قواعد استثنائية ال تضمن ضرورة حق الدفاع وذلك بهدف تحقيق مص الح عام ة وعلى
رأسها استقرار الملكية.
23
ومنذ إقراره إجراءات المراجعة قبل ذلك.
ّت ّق
ة ال ي تعطي الش خص ح ه في اإلثب ات قب ل الب في ال نزاع ّت الطبيعّي ّد ّد ّق ّن
إ ح ال فاع يع من المبادئ القانونّية العاّم ة أو ه و من الحق وق 24
وتعطي النزاع مظهر المواجهة .فهو مجموعة االمتيازات التي يمنحها القانون للشخص لتأمين مصالحه على امتداد أطوار نشر القض ية .في دخل في
ذلك مبدأ االطالع ،اطالع المدعي أو محاميه على أوراق القضية ،ومبدأ المواجهة ،اطالع الم دعي على أوراق الخص م وإمكاني ة مناقش تها ورّد ه ا،
ومبدأ المساواة ،مساواة الطرفين من حيث الوسائل الممنوحة لكل منهما .فهو ما يحمل نهاية إلى محاكم ة عادل ة ومنص فة .وق د ض من المش رع ح ق
الدفاع بصفة مباشرة وغير مباشرة ،حيث يبدو حضور المحامي ممكنا خالل جميع مراحل البحث والمحاكمة وبإمكان الطرف معرفة طبيعة االدع اء
ومحتوى الملف وتقع المحاكمة طبق مبدأ المواجهة ،وتخضع وسائل اإلثبات لمبدأ النزاهة .وتبدو أهمية حق الدفاع بالغة ،فهو من بين المبادئ العام ة
في اإلجراءات ،ذو قيمة دس تورية ،وأن أي ة مخالف ة لمض امينه تجع ل العم ل ب اطال إذا لح ق بالش خص ش يء من الض رر على مع نى الفص ل 14
م.م.م.ت.
وبع د الخالص من إج راءات الّتس جيل بجمي ع إجراءاته ا ،يطلب من المتع املين في
العّق ار المسجّل أن يدرجوا جميع العملّي ات القانونّي ة الواقعة على العّق ار بالسجّل العّق اري،
ويتحّقق ذلك بمراعاة إجراءات خاّص ة تسّم ى إجراءات الّترسيم.