You are on page 1of 17

‫الفقرة الّثانية‪ :‬إجراءات الطعن في حكم الّتسجيل‬

‫ب‪-‬إجراءات التعقيب المعتمدة‬

‫لم يمر أكثر من ثالث عشرة سنة حتى ق ّر ر المشرع من جديد التخلي عن إجراءات‬
‫المراجعة تماما واعتمد ألول مرة في تاريخ القانون العقاري إج راءات التعقيب بالنس بة إلى‬
‫‪1‬‬
‫أحك ام التس جيل بم وجب الق انون ع دد ‪ 67‬لس نة ‪ 2008‬الم ؤّر خ في ‪ 3‬نوفم بر ‪2008‬‬
‫وسحبها على جميع األحكام الصادرة بعد دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪ ،‬على أن تواصل‬
‫الّد وائر المجتمعة بالمحكمة العقارية النظر في مطالب المراجعة سواء المنشورة لديها قبل‬
‫دخول هذا القانون حيز التنفيذ أو في األحكام الصادرة قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪،‬‬
‫وألغى الق انون الجدي د بالت الي الص يغة القديم ة للفص ل ‪ 332‬م‪.‬ح‪.‬ع وأص بح ه ذا الفص ل‬
‫ينّص على أّن "أحك ام المحكم ة العقارّي ة القاض ية بالتس جيل أو الترس يم الن اتج عن حكم‬
‫التسجيل نهائّية الدرجة وتقبل الطعن بالتعقيب لدى محكمة التعقيب‪ .‬الطعن بالتعقيب يوقف‬
‫تنفيذ الحكم المطعون فيه"‪ .‬ونّقح الفصل ‪ 351‬م‪.‬ح‪.‬ع في اّتجاه بيان الصورة في حالة ع دم‬
‫تعقيب المل ف‪ ،‬وتقتض ي الص ورة إتم ام إج راءات التنفي ذ بع د ف وات أج ل الطعن ب التعقيب‪.‬‬
‫وأض اف ب اب س ادس جدي د لمجّل ة الحق وق العينّي ة تحت عن وان "في تعقيب أحك ام التس جيل‬
‫العق اري" وأورد من خالل ه ثالث ة فص ول ‪ 357‬مك ّر ر و‪ 357‬ثالث ا و‪ 357‬رابع ا في تحدي د‬
‫مجال الطعن بالتعقيب (‪ )1‬وإ جراءات التعقيب(‪.)2‬‬

‫‪ 1‬مجال الطعن بالتعقيب‬

‫يقتضي تحديد مجال الطعن بالتعقيب بيان حاالته واألحكام الخاضعة لذلك‪.‬‬

‫‪-‬حاالت التعقيب‪ :‬أورد الفصل ‪ 357‬مكّر ر سبع حاالت في الّطعن بالتعقيب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫*أوال ‪ :‬إذا كان الحكم مبنّي ا على مخالفة القانون أو خطأ في تطبيقه أو تأويله‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫القانون عدد ‪ 67‬لسنة ‪ 2008‬المؤرخ في ‪ 3‬نوفمبر ‪ 2008‬المتعلق بتنقيح وإتم ام بعض أحك ام مجل ة الحق وق العيني ة‪ ،‬الرائ د الرس مي‬
‫للجمهورية التونسية ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2008‬عدد ‪ ،91‬ص‪.3997.‬‬
‫مخالفة القانون هوخرق القانون وهو المخالفة الواضحة للقانون‪ .‬ولم يبّين المشرع إن‬
‫كان الخرق يشمل القواعد األصلية أو الشكلية‪ .‬كما لم يبّين إن كان الخرق يشمل النظام‬
‫العام أو اإلجراءات األساسية أو مصلحة الخصوم‪ .‬ويبدو أن مفهوم خرق الق انون يمكن أن‬
‫يشمل جميع القواعد األصلية والشكلية‪.‬‬

‫ويمت ّد نظ ر محكم ة التعقيب في المراقب ة الش كلية إلى جمي ع اإلج راءات الحكمي ة‬
‫الخاصة بالقرار موضوع الطعن‪ ،‬لكنه ال يجوز أن يمتّد نظر محكم ة التعقيب إلى إخالالت‬
‫لم يس بق إثارته ا أم ام محكم ة الق رار المنتق د إال إذا ك ان الخل ل ق د تمث ل في ذات الق رار‬
‫المنتق د‪ .‬وي دخل في إط ار ه ذه المراقب ة الش كلّية ك ّل م ا يتعّل ق ب رفض المحكم ة أو تجاهله ا‬
‫حس م أح د ف روع ال دعوى وموجب ات تعلي ل األحك ام بجمي ع أحوال ه بم ا في ذل ك غي اب أو‬
‫ضعف التعليل أو تحريف الوقائع أو تناقض القرار المطعون فيه‪.‬‬

‫ولكّنه يجب مهما كانت الصورة أن تكون الدفوعات أو المطاعن قانونية بمعنى أن‬
‫الطعن يجب أن يكون في خرق قاعدة قانونية صرفة‪ ،‬فال يقبل التمسك ألول مّر ة من حيث‬
‫المب دأ بمط اعن مختلط ة بين الق انون والواق ع‪ ،‬وال يقب ل مطلق ا ال دفع ب أمور واقعي ة أو‬
‫موض وعّية‪ .‬حيث إّن ك ّل مطعن ي رمي إلى مناقش ة محكم ة الموض وع في ص ّح ة م ا‬
‫اعتمدته من العناصر لتبرير قضائها‪ ،‬هو طعن مرفوض لتعّلقه بجدل موضوعي مشروع‬
‫يبقى داخل إطار االجتهاد المطلق لقضاة األصل‪ ،‬وليس لمحكمة التعقيب أن تنقض مج ّر د‬
‫الج دل طالم ا ك ان ل ه أص ل ث ابت ب الملّف ‪ ،‬وهي محكم ة ق انون تس هر على حس ن تطبيق ه‬
‫وتأويله‪.‬‬

‫ومن المف روض ك ذلك أن ال تقب ل المط اعن القانوني ة أول م ّر ة أم ام محكم ة التعقيب‪،‬‬
‫إذا كان من الممكن التمّس ك بها أمام محكمة القرار المنتقد‪ .‬فال يمكن أن يتمّس ك بها المعقب‬
‫إذا لم تكن محّل مناقشة أمام محكمة القرار المنتقد وكان من الممكن الدفع بها‪ .‬ولكّنه يجوز‬
‫التمسك بجميع العناصر القانونية استثناًء للقاعدة إذا كانت قواعد آمرة لها عالقة بمفهوم‬
‫النظ ام الع ام‪ ،‬مث ل مس ألة االختص اص وغ ير ذل ك من الص ور‪ .‬ف إذا ك ان للمط اعن عالق ة‬
‫بالنظام العام يجوز التمسك بها أّو ل مرة أمام محكمة التعقيب حتى ولو لم يسبق الدفع بها‬
‫أو مناقشتها أمام محكمة األصل‪.‬‬
‫ويقصد بالخطأ في تطبيق القانون هو الخطأ في تأويل القاعدة القانونية‪ ،‬وهذا هو الفرق‬
‫بين خرق القانون والخطأ في تطبيقه‪ .‬حيث إّن القواعد الموضوعّية وكذلك القواعد‬
‫اإلجرائية تستجيب لقواعد تأويل محّد دة‪ ،‬ويجب على محكمة القرار المنتقد أن تتقّيد بحدود‬
‫‪.‬أحكام التأويل في القواعد األصلّية أو اإلجرائية‬

‫*ثانيا‪ :‬إذا كان الحكم صادرا فيما يتجاوز اختصاص المحكمة التي أصدرته‪.‬‬

‫وهي الحالة التي تشمل عدم اختصاص محكمة القرار المنتقد في النظر في القضية‬
‫موض وع الطعن كم ا في ص ورة أن تنظ ر محكم ة الناحي ة في قض ايا اس تحقاقية وتؤي دها‬
‫المحكم ة االبتدائي ة بوص فها محكم ة اس تئناف أوتنظ ر المحكم ة االبتدائي ة في قض ية ك ف‬
‫شغب وهي من اختصاص محكمة الناحية وتؤّيدها محكمة االستئناف في ذلك‪ .‬وتمت ّد حالة‬
‫ع دم االختص اص ك ذلك إلى مخالف ة المحكم ة ش روط انعق اد المحكم ة‪ ،‬كم ا أن يتغيب أح د‬
‫أعضاء الهيئة أو ال تقع اإلشارة بنسخة الحكم إلى أسماء القضاة‪ ،‬وغير ذلك من الحاالت‬
‫في نظام الئحة الحكم ونسخة الحكم األصلّية‪.‬‬

‫*ثالثا‪ :‬إذا كان هناك إفراط في السلطة‪.‬‬

‫إّن تجاوز السلطة مفهوم يختلف عن معنى عدم االختصاص‪ ،‬حيث إن انعدام االختصاص‬
‫يخرج القضية أصال من دائرة اختصاص و تعّهد المحكمة‪ ،‬أي أن المحكمة تكون غير‬
‫مختصة منذ البداية‪ ،‬كما أن تحال قضية افتكاك الحوز بالقوة إلى المحكمة االبتدائية‪ ،‬في‬
‫حين أن تجاوز السلطة هو مفهوم ينصرف إلى كّل ما تأتيه المحكمة من عمل يتجاوز‬
‫حدود نظرها بالرغم من اختصاصها بالنظر في النزاع موضوع التعهد‪ ،‬كما أن تتخذ‬
‫محكمة الناحية في إطار نظرها في قضية افتكاك الحوز بالقوة‪ ،‬وهي مختصة بالنظر في‬
‫هذه القضية‪ ،‬إجراء يقضي بإلزام اإلدارة بالقيام بعمل محّد د أو أن تشمل المحكمة بالحكم‬
‫‪.‬أشخاصا ليسوا أطرافا بالدعوى أو أن يشمل القرار أعماال لم تكن محّل تتبع‬
‫*رابع ا‪ :‬إذا لم ت راع في اإلج راءات أو في الحكم الص يغ الش كلّية ال تي رتب الق انون‬
‫على عدم مراعاتها البطالن أو السقوط‪.‬‬

‫الّس قوط هو جزاء عدم احترام اآلجال اإلجرائّي ة‪ ،‬وهو يتعّل ق بالمرافعات أي انطالقا‬
‫من عريض ة ال ّد عوى إلى ح ّد ص دور الحكم ف الّطعن في ه‪ ،2‬وه و يتعّل ق باآلج ال الّناقص ة‬
‫فقط‪ ،3‬وخاّص ة ما يتعّلق بآجال الّطعن‪ .4‬ويعّبر عنه بالّس قوط اإلج رائي ‪ l’echéance‬ألّن ه‬
‫يسقط الحّق بصفة نهائّية في اّتخاذ اإلجراء ذاته خالل المرافعات‪ .5‬والقاع دة أّن الّس قوط ال‬
‫يقبل االنقطاع أو الّر ف ع‪ ،6‬وه و يتعّل ق بالّنظ ام الع ام على مع نى الفص ل ‪ 13‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ ،7‬فال‬
‫يمكن االّتف اق حول ه‪ ،‬فق ط أّن المش ّر ع بإمكان ه الت دّخ ل لبي ان م واطن الّز ي ادة في اآلج ال أو‬
‫نقصانها مث ل الّز ي ادة بس بب المس افة‪8‬أو بس بب األعي اد والعط ل الرس مّية‪ ،9‬وال يهّم إن ك ان‬
‫الخلل حدث بسبب إهم ال أو عدم تبّص ر‪ .‬واليتأّثر هذا األجل بالقانون الجديد في صورة‬
‫تعديله‪ ،‬بل يبقى خاضعا ألحكام القانون القديم‪ .‬وال يطرح اإلشكال إذا أشار المش ّر ع إلى‬
‫حاالت الّس قوط مثلما فعل بالنسبة إلى آجال االس تئناف والّتعقيب وإ ع ادة الّنظ ر‪ ،10‬لكّن ه من‬
‫الممكن أن يستش كل األم ر إذا س كت المش ّر ع عن الج زاء‪ ،‬ورّبم ا ك ان الح ّل يقتض ي أن‬
‫ينّص المشّر ع صراحة على حاالت الّس قوط‪ ،‬وأن اليعت ّد بهذا الجزاء إّال إذا نّص المش ّر ع‬
‫على ذلك ألّنه جزاء حاّد ال يجب أن يبقى محّل جدل‪.11‬‬

‫‪ 2‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬المرافعات المدنّية والّتجارّية‪ ،‬المرجع الّسابق‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫تهدف اآلجال الّناقصة إلى تعجيل الفصل في الخصومة بمعنى أن ُيفرض القيام باإلجراء قبل نهاي ة األج ل المح د‪ ،‬فهي من المس قطات‬
‫ّد‬ ‫‪3‬‬

‫ّال‬ ‫ّال‬
‫ة واآلج ال ال زم ة وغ ير ال زم ة‬ ‫الحتمّي‬ ‫ة واآلج ال‬ ‫نظيمّي‬ ‫ّت‬ ‫ّك‬ ‫ّط‬
‫مثل آجال تقديم ال عون وآجال تقديم المذ رات والمالحظات‪ .‬ونمّيز عادة بين اآلج ال ال‬
‫واآلجال الّناقصة واآلجال الكاملة‪ .‬ومن أهّم أهداف هذه اآلجال أّنها تحمي أهّم المبادئ اإلجرائّية في حّق الّد فاع وفي حّق المواجهة‪.‬‬
‫ويقال إّن الّسقوط اإلجرائي ظهر أّو ل مّر ة بالقانون الفرنسي عدد ‪ 16‬المؤّر خ في ‪ 1790-8-26‬المتعّلق بخفض م ّد ة الّطعن باالس تئناف‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫حيث لم يكن القانون الّروماني يمّيز بين الّسقوط والّتقادم بل وضع جزاء وحيدا ‪.prescriptio:‬‬
‫رضا بالحاج عمر‪ :‬اآلجال في الّد عاوى القضائّية المدنّية‪ ،‬مذّك رة لنيل ش هادة الّد راس ات المعّم ق ة‪ ،‬كلّي ة الحق وق بسوس ة‪،1998-1997 ،‬‬
‫ص‪ 158‬وما بعد‪.‬‬
‫‪ 5‬الفصالن ‪ 196-155‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫‪ 6‬إّال في حالة وفاة المّد عي (الفصل ‪ 142‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت) أو القّو ة القاهرة‪.‬‬
‫المشّر ع الفرنسي وخالفا للمشّرع الّتونسي فّرق بين الّسقوط الوجوبي ويهّم ال ظام العام والّسقوط االختياري وال يهّم ال ظام الع ام‪ .‬رض ا‬
‫ّن‬ ‫ّن‬ ‫‪7‬‬

‫بالحاج عمر‪ ،‬المرجع الّسابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫‪ 8‬الفصالن ‪ 70‬و ‪ 141‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ 9‬الفصول ‪ 195-143– 141‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫‪ 10‬الفصول ‪ 158-185-195-143‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫طرحت عّد ة فصول مثل الفصل ‪ 134‬والفصل ‪ 186‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت عّد ة نقاشات بسبب ع دم وض وح موق ف المش ّرع‪ .‬وق د ذهب البعض إلى‬ ‫‪11‬‬

‫جواز القول بالّسقوط حّتى بالنسبة إلى الحاالت الغامضة‪ ،‬لكّن محكم ة الّتعقيب ذّك رت في ع ّد ة مناس بات ب أّن المش ّرع الّتونس ي لم يب ق الحّري ة إلى‬
‫المحكمة إلثارة بعض حاالت الّسقوط بل حّد دها نّص ا وعلى قضاة األصل مراعاة هذه الجوانب‪.‬‬
‫قرار تعقيب مدني عدد ‪ 35107‬المؤّر خ في ‪ ،1992 -9– 21‬م‪.‬ق‪.‬ت‪ ،‬عدد ‪ ،1993 ،9‬ص ‪.95‬‬
‫ويتمّي ز الّس قوط اإلج رائي عن مواعي د الّس قوط ‪ forclusion‬وعن س قوط الخص ومة‬
‫‪ péremption d’instance‬والّتق ادم المس قط ‪ prescription‬وإ ن ك ان البعض ال يمّي ز‬
‫بوض وح بين الّس قوط اإلج رائي ومواعي د الّس قوط‪ .12‬ف المعلوم أّن مواعي &&د الّس قوط هي‬
‫مواعيد مح ّد دة ‪ delai préfix‬مثل اآلجال في رفع ال ّد عوى الحوزّي ة أو دعوى الّش فعة أو‬
‫دعوى الّتعويض‪ ،13‬وهي مواعيد سابقة عن رفع الّد عوى‪ ،‬يؤّد ي عدم مراعاته ا إلى س قوط‬
‫الحّق بصفة نهائّية في رفع ال ّد عوى وليس الح ّق في اإلجراء كما تق ّد م بالنسبة إلى الّس قوط‬
‫اإلج رائي‪ .‬وبه ذا المع نى فهي أق رب إلى الموض وع أك ثر من اإلج راءات مث ل ص ورة‬
‫الّتقادم‪ .‬وهي بذلك تقبل القطع والوقف‪ .14‬ويبقى الّتقادم المسقط‪15‬جزاء مرور الّز من وعدم‬
‫التبّص ر واإلهمال‪ ،‬ورّبما يحمل في طّياته قرينة على ال ّد فع‪ ،‬فهو بذلك يتعّل ق بالموضوع‬
‫وليس ب اإلجراء‪ ،‬لكّن ه يس قط ال ّد عوى وال يس قط الح ّق ‪ .16‬وق د قي ل ق ديما إّن الّتق ادم يس قط‬

‫ال ّد عوى والح ّق مع ا‪ ،‬ولكّن جانب ا من ذل ك الفق ه ك ان يق ّر ببق اء حق وق طبيعّي ة باعتب ار أّن‬
‫االلتزام يتضّم ن جانبا من المسؤولّية وجانبا من المديونّية‪ ،‬فتسقط المسؤولّية بتقادم ال ّد عوى‬
‫وتبقى المديونّي ة‪ ،‬وي رى البعض في ه ذه المديونّي ة التزام ا م دنّيا منقوص ا‪ ،17‬في حين ي رى‬
‫فيه البعض اآلخر التزاما أخالقّي ا‪ .18‬ويب دو أّن المش ّر ع الّتونس ي اعتم د الّنظ رة الحديث ة في‬

‫‪12‬‬
‫‪Jean Vincent, S.Guinchard : procédure civile,op.cit.,p.604,n°694.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Vasseur.M :Délai préfix, de prescription, délai de procédure, revue trimestrielle de droit civil 1950,dernier‬‬
‫‪numéro,n°15 et suiv.‬‬
‫‪14‬‬
‫اليحسب اليوم األّو ل في اآلجال واليوم األخير إذا صادف يوم عطلة‪ ،‬وتنطبق أحكام الفصول ‪ 140‬م‪.‬ا‪.‬ع وما بعد‪ .‬وتشمل حاالت الوق ف‬
‫القّصر (الفصل ‪ 390‬م‪.‬ا‪.‬ع) والمفقود (الفصل ‪ 393‬م‪.‬ا‪.‬ع) ويشمل االنقطاع حالة الفصلين ‪396‬و ‪ 397‬م‪.‬ا‪.‬ع‪.‬‬
‫والمالحظ أّنه الوجود لرأي واحد في شأن مواعيد الّس قوط‪ .‬فهن اك ش ّق ال يمّي ز بين الّتق ادم ومواعي د الّس قوط‪ ،‬كالهم ا يق وم على فك رة‬
‫اإلهمال ويتناول الحّق نفسه‪ .‬وهناك من يمّيز بين آجال الّسقوط والّتقادم‪ " .‬فقد ذهب بعض الّش ّر اح إلى أّن مواعيد الّسقوط متمّيزة عن مواعي د الّتق ادم‬
‫ألّن الغرض الّذ ي رعاه القانون بالنسبة إلى مواعيد الّسقوط هو اعتبارها شرطا لمباشرة عمل معّين أو لالنتف اع برخص ة‪ ،‬ولم يقص د مج ازاة إهم ال‬
‫صاحب الّش أن فيها‪ ،‬بل قصد وضع حّد يمكن فيه مباشرة العمل على وجه الّسرعة‪ ،‬فالّسقوط ال يقوم على فكرة اإلهم ال‪ ،‬ب ل يق وم على فك رة وج ود‬
‫أجل قانوني يتناول الحّق نفسه ويسقطه‪ ".‬علي أحمد حسن‪ :‬الّتقادم في المواد المدنّية والّتجارّية‪ ،‬نشر منشأة المعارف باالسكندرّية‪ ،‬ص ‪ 35‬فقرة ‪.17‬‬
‫‪ 15‬علي أحمد حسن‪ :‬الّتقادم في المواد المدنّية والّتجارّية‪ ،‬المرجع الّسابق‪ ،‬ص ‪ 267‬وما بعد‪ ،‬فقرة ‪ 315‬وما بعد‪.‬‬
‫وهو نفس المفهوم الّذ ي أراده الفقه اإلسالمي حيث إّن الحقوق ال تتقادم بالفقه اإلس المي " فال يبط ل ح ّق ام رئ مس لم وإن ق دم"‪ ،‬لكّن‬ ‫‪16‬‬

‫ّد‬ ‫ّد‬
‫اإلهمال يمكن أن يؤ ي إلى منع الم عي من عرض قضّيته‪ .‬محّم د عب د الج ّو اد محّم د‪ ،‬ملكّي ة األراض ي في ليبي ا‪ ،‬المرج ع الّس ابق‪ ،‬ص ‪ 317‬فق رة‬
‫‪.227‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Nicolas.Molfessis :L’obligation naturelle devant la cour de cassation. Remarques sur un arrêt rendu par‬‬
‫‪la première chambre civile, le 10-10-1995, Dolloz 1997, ch., p. 85.‬‬
‫‪H.Motulski : Le droit naturel dans la pratique jurisprudentielle, le respect de la défense en procédure‬‬
‫‪civile in mélanges Roubier, 1961, T 2, p.17.‬‬
‫‪ 18‬علي أحمد حسن‪ ،‬المرجع الّسابق‪ ،‬ص ‪ 373‬وما بعد‪..‬‬
‫‪Hassan Ferkh : Le rapport des obligations naturelles à la morale ou la tendence objective de la‬‬
‫‪jurisprudence, Gaz.Pal.7-1-1997. Doctrine, p. 13.‬‬
‫سقوط ال ّد عوى دون الح ّق (الفصالن ‪ 389-384‬م‪.‬ا‪.‬ع)‪ ،‬على أّن سقوط ال ّد عوى ال ينفي‬
‫بقاء التزام طبيعي على معنى الفصلين ‪ 74‬و‪ 78‬م‪.‬ا‪.‬ع‪ .19‬ورغم ظاهر الّتق ادم المس قط في‬
‫أّن ه يتع ارض م ع األخالق والع دل واإلنص اف ف إّن الفق ه كث يرا م ا يلج أ إلى فك رة الّتن ازل‬
‫وقرينة الوفاء وحّتى العقوبة لتبرير مقتضيات الّتقادم‪ .‬والحقيقة أّن الّتقادم ُف رض رغبة في‬
‫استقرار المعامالت ورّبما لمساعدة البعض في ترك جانب من ال ّد يون المتراكمة‪ .‬لكّن ذلك‬
‫ال يعني أّن أحكام الّتقادم تّتصل بالّنظام العام وإ ن كانت المصلحة العاّم ة من غايات ه‪ .‬فيمكن‬
‫من حيث المب دأ االّتف اق على الّز ي ادة أو الّنقص ان في آجال ه وال يق وم م رور الّز م ان بنفس ه‬
‫في س قوط المطالب ة ب ل يق وم ب ه من ل ه مص لحة في ه‪ ،‬وليس للح اكم أن يس تند إلي ه من عن د‬
‫نفسه (الفصل ‪ 385‬م‪.‬ا‪.‬ع)‪ ،‬ويعود للغريم والكفيل والمتضامن والورثة الح ّق في الّتمّس ك‬
‫بالّتق ادم (الفص ل ‪ 387‬م‪.‬ا‪.‬ع)‪ .‬وال يتحّق ق الّتمّس ك بأحكام ه إّال عن طري ق ال ّد فع باس تثناء‬
‫ص ورة ال ّد عوى المس تقّلة الّتي يمكن أن يرفعه ا ال ّد ائن عمال بأحك ام الفص ل ‪ 306‬م‪.‬ا‪.‬ع‪.‬‬
‫وتبقى اإلمكانّي ة واردة س واء أم ام المح اكم االبتدائّي ة أو االس تئنافّية‪ ،‬لكّن ه اليج وز ال ّد فع ب ه‬
‫ألّو ل مّر ة أمام محكمة الّتعقيب بطبيعة الحال‪ .‬وال يسوغ ترك ح ّق الّتمّس ك بهذا الح ّق قبل‬
‫حص وله‪ ،‬ف إذا انقض ى الّز م ان س اغ الّت رك س واء ص راحة أو ض منا‪ .‬وإ ذا ت دّخ ل المش ّر ع‬
‫لتعديل هذه اآلجال فالقاعدة أن يعتبر األجل الجديد مع حفظ الحقوق المكتسبة‪.‬‬

‫ويختل ف مع نى الّس قوط اإلج رائي عن مفه وم سقوط الخصومة ال ّذ ي ُع رف بالق انون‬
‫الروماني ونقلته الّتشاريع الحديثة وأورده المش ّر ع الّتونسي بالفصول ‪ 241‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت تحت‬
‫عنوان معّطالت الّنوازل‪ .‬فإذا مضت على تعطيل القضّية بسبب وفاة أحد الخص وم أو فقده‬
‫أهلّي ة الخص ومة أو م وت نائب ه الق انوني أو زوال ص فة الّنيابة م ّد ة ثالت س نوات ب دون أن‬
‫يقع طلب استئناف الّنظر فيها سقطت الخصومة ولك ّل ذي مصلحة من الخصوم أن يطلب‬
‫الحكم بسقوطها‪ .‬فهو دفع شكلي يختلف بطبيعة الحال عن الّد فع بع دم القب ول‪ .‬ويتلّخ ص من‬

‫محّم د الّش رفي‪ ،‬مدخل لدراسة القانون‪ ،‬المرجع الّسابق‪ ،‬ص ‪ 294‬وما بعد‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫ذل ك أّن الّس قوط اإلج رائي ه و الج زاء المناس ب لع دم مراع اة اآلج ال الحتمّي ة والّناقص ة‬
‫المفروضة قانونا على خالف مواعيد الّس قوط والّتقادم المسقط وسقوط الخصومة‪.‬‬

‫بقي أّن الج وانب الّش كلّية في اإلج راءات يمكن أن تلقى ج زاء مم اثال وه و البطالن‬
‫ال ّذ ي يتمّي ز بنظام ه عن مفه وم الّس قوط‪ .‬وق دذهبت مجل ة اإلج راءات المدني ة لنظ ام وس ط‬
‫على مع نى الفص ل ‪ 14‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬وت ركت األنظم ة التهديدي ة والش كلية‪ ،‬حيث نّص الفص ل‬
‫‪ 14‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت على أّن اإلجراء يكون باطال إذا نّص القانون على بطالنه أو حصل بموجبه‬
‫مس اس بقواع د الّنظ ام الع ام أو أحك ام اإلج راءات األساس ّية وعلى المحكم ة أن تث يره من‬
‫تلق اء نفس ها‪ .‬أّم ا مخالف ة القواع د الّتي التهّم غ ير مص الح الخص وم الّش خص ّية فال ي ترّتب‬
‫عنه ا بطالن اإلج راء إّال م تى نتج عنه ا ض رر للمتمّس ك ب البطالن وبش رط أن يث يره قب ل‬
‫الخوض في األصل‪ .‬معنى ذلك أّن البطالن يكون آلّيا في حالة الّتنص يص على البطالن أو‬

‫الّنظ ام الع ام أو اإلجراءات األساس ّية‪ ،‬وم ا زاد على ذل ك فال بطالن بدون ض رر‪ .‬فقط أّن‬
‫القاضي يبقي لنفسه جانبا من االجتهاد في حالة تعريف الّنظام العام واإلجراءات األساس ّية‪.‬‬
‫وال تك ون قاع دة ال بطالن ب دون ض رر إال بالنس بة إلى األعم ال ال تي تتعل ق بالمص لحة‬
‫الخاص ة وُيش ترط إثارته ا قب ل الج واب عن ال دعوى‪ .‬ورغم االختالف بين البطالن‬
‫الموض وعي والبطالن في االج راءات ف إن المش رع التونس ي اعتم د بوض وح التفرق ة بين‬
‫البطالن المطل ق والبطالن النس بي على المس توى اإلج رائي‪ ،‬أي البطالن الوج وبي من‬
‫ناحية والبطالن االختياري من ناحية أخرى‪ ،‬فاألولى لها عالقة بالنظام العام واإلجراءات‬
‫األساسية والثانية لها عالقة بمصلحة الخصوم‪.‬‬

‫والمعروف أن مفهوم المصلحة الخاصة مفهوم ينصرف لجانب من جوانب حق الدفاع‬


‫دون المساس بطبيعة العمل ومميزاته‪ ،‬لكن بشرط إثبات الضرر وهو في نهاية األمر‬
‫سقوط حّق الّد فاع‪ .‬على خالف مفهوم النظام العام الذي يرتبط بمعنى المصلحة العامة‬
‫وخطورة اإلجراء ودرجة تأثيره في اإلجراءات‪ .‬ويتفق الفقهاء على أن النظام العام يرتبط‬
‫بالنظام القضائي مثل االختصاص الحكمي‪ ،‬وما يتعلق بالدعوى وباإلجراءات في مفهومها‬

‫الضيق فيبقى مرتبطا بالمصلحة الخاصة‪ ،‬فقط إذا كان من شأن هذه االخالالت أن تمّس‬
‫بأهم القواعد األساسية للمجتمع وبحسن إدارة مرفق العدالة فإن المسألة يصبح فيها جانب‬
‫من النظام العام‪ .‬ويبقى المعيار مرتبطا في نهاية األمر بهدف اإلجراء‪ ،‬فاذا أصاب الخلل‬
‫مصلحة يعتبرها المشرع هامة لدرجة ال يمكن النزول عنها فاألكيد أّنها حالة النظام العام‪،‬‬
‫والعكس بالعكس‪ .‬واألكيد أن أغلب الشكليات التي لها عالقة بالدعوى واالجراءات في‬
‫مفهومها الضيق هي اجراءات لها طابع المصلحة الخاصة‪ .‬ومن ثّم فإّن مناط الّنظام العام‬
‫يكمن في الغاية الّتي من أجلها وضع اإلجراء‪ ،‬فإذا كان المقصود منه حماية مصلحة عامة‬
‫اعتبر من الّنظام العام‪ ،‬فالقواعد المتعّلقة بنظام االختصاص واالختصاص الحكمي‬
‫والوظيفي تهّم الّنظام العام ألّنها ترمي إلى تنظيم القضاء كمرفق‪ .‬ويتعّين األخذ بعين‬
‫االعتبار الّص يغ المستعملة في تحرير النّص واستحضار المبادئ اإلجرائّية العاّم ة في‬
‫المساواة والحّق في الّد فاع لتقدير مفهوم الّنظام العام‪ .‬وال شّك في أّن الّنظام العام يختلف‬
‫عن اإلجراءات األساسّي ة حيث ترتبط الصفة األساسية بسبب وجود العمل االجرائي الّذ ي‬
‫يبدو ضرورّيا إلنهاء موضوعه‪ ،‬حيث إّن المظهر األساسي للعمل اإلجرائي مرتبط بكنه‬
‫وجوده وبما هو الزم لتحقيق موضوعه‪ .‬فترتبط العالقة األساسية بجوهر وجود العمل‬
‫االجرائي ووظيفته‪ ،‬مثل االستدعاء الذي يتواله العدل‪ ،‬فإذا لم يكن ممضى فإنه ُيعد غير‬
‫موجود بحكم انحصاره عن سبب وجوده وفقدانه لوظيفته‪ ،‬وال شك في أن المشرع أسند‬
‫مهّم ة االستدعاء إلى العدل‪ ،‬أي أن يكون االستدعاء بطريقة رسمية‪ ،‬وال أقّل من ذلك‪.‬‬
‫ويبرر العمل األساسي بالتالي بدرجة وأهمية الوظيفة على خالف اإلجراءات الثانوية‪.‬‬
‫وبذلك فإّن اإلجراءات األساسية ترتبط بحسن سير اإلجراءات على خالف النظام العام‬
‫الذي يرتبط بحسن سير تنظيم العدالة‪ .‬فهي بذلك إّم ا أن ترتبط بمصلحة الخصوم أو أن‬
‫تتبّو أ درجة بين مصلحة الخصوم والّنظام العام‬
‫*خامسا‪ :‬إذا صدر حكمان أو أكثر بالتسجيل في ذات العقار‪.‬‬

‫من الممكن أن يصدر الحكم بالّتسجيل في خصوص بعض المطالب العادّي ة أو بعض‬
‫القطع المسحّية‪ ،‬والحال أّن ه سبق تسجيلها‪ .‬ويفترض في الحالة األولى أن تتغافل مصلحة‬
‫قيس األراضي عن إثارة مسألة سبق تسجيل العّق ار موضوع المطلب‪ ،‬أو أن يك ّر ر ال ّر قم‬
‫المس حي في الّص ورة الّثاني ة في أغلب الّص ور‪ .‬فيص در الحكم بالّتس جيل حينئ ذ في نفس‬
‫العّقار مّر تين‪.‬‬

‫*سادس ا‪ :‬إذا ص در الحكم على فاق د األهلّي ة دون أن يق ع تمثيل ه في القض ّية تم ثيال‬
‫صحيحا أو وقع تقصير واضح في الّد فاع عنه وكان ذلك هو السبب األصلي أو الوحيد في‬
‫صدور الحكم المطعون فيه وذلك مع مراعاة مقتضيات الفصلين ‪ 329‬و‪ 330‬م‪.‬ح‪.‬ع‪.‬‬

‫تفتضي اإلجراءات العقارية الواردة بالفصلين ‪ 329‬و‪ 330‬م‪.‬ح‪.‬ع أن يسهر القاضي‬


‫المقرر على حماية حقوق القصر والغائبين وأن يسعى الجميع إلى ضمان حقوقهما بتسجيل‬
‫االعتراض ات الض رورية في حقهم‪ .‬ويب دو أن المش رع لم يكت ف به ذا ال دور وف رض‬
‫ض رورة أن يمث ل القاص ر طب ق الق انون وأن تباش ر في حق ه جمي ع اإلج راءات القانوني ة‬
‫ضمانا لحقوقه الخاصة‪.‬‬

‫*سابعا‪ :‬إذا انبنى الحكم المطعون فيه على أدلة ثبت جزائيا زورها أو تدليسها بحكم‬
‫نهائي‪ ،‬وال يقبل التعقيب إذا ثبت اكتساب ملكّية العقار من الغير حسن النّية‪.‬‬

‫والقصد من ذلك أن يتن اقض الحكم العقاري م ع الحكم الجزائي‪ ،‬كم ا إذا تأّس س حكم‬
‫الّتسجيل على رسوم ثبت جزائّيا تدليسها‪ ،‬أو حّتى على بّينة ثبت زورها‪ ،20‬شرط أن تكون‬
‫األساس في الحكم‪ .‬ويشترط أن يكون حكما نهائّي ا‪ ،‬بمعنى أن تستنفذ طرق الّطعن العادّي ة‪،‬‬
‫ويص بح الحكم ق ابال للّتنفي ذ‪ .‬وال يمكن بالّت الي طلب التعقيب بمج ّر د تق ديم ش كاية أو فتح‬

‫‪20‬‬
‫يراجع الفصول ‪ 172‬وما بعد‪ ،‬والفصول ‪ 199‬وما بعد م‪.‬ج‪.‬‬
‫تحقيق‪ .21‬وحّتى إذا حصل الّطالب على هذا الحكم الّنهائي‪ ،‬فال يقب ل التعقيب نهاي ة إذا ثبت‬
‫اكتساب ملكّية العّقار من الغير حسن النّية‪ .‬ويكتفى في مثل هذه الّص ورة ببقاء الملكّي ة على‬
‫حالها أّو ل مّر ة يوم إقامة الّر سم‪.‬‬

‫ويالح ظ من ذل ك أن المش ّر ع أخ ذ عن نظ ام المراجع ة الس ابق ح التين‪ ،‬وهي حال ة‬


‫صدور حكمين في الغرض وحالة تدليس األدّل ة‪ ،‬وأخذ الحاالت الخمسة الباقية من الفصل‬
‫‪ 175‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الخ اص بح االت الطعن ب التعقيب‪ .‬ويمكن الق ول إّن ه أخ ذ س ّت ح االت من‬
‫ذل ك الفص ل ألن ص ورة تن اقض األحك ام ليس ت ص ورة خاص ة بالمراجع ة ب ل حال ة من‬
‫ح االت التعقيب أورده ا الفص ل ‪ 175‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ .‬ولم يتخّل ف من ذل ك الفص ل إال ص ورة‬
‫الحكم بما لم يطلبه الخصوم أو بأكثر مّم ا طلبوه أو أغفل الحكم في بعض الطلبات أو كان‬
‫الحكم مش تمال على أج زاء متناقض ة‪ ،‬وهي الحال ة السادس ة بالفص ل ‪ 175‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪ ،‬رّبم ا‬
‫بس بب الطبيع ة االس تقرائّية لإلج راءات المعتم دة أم ام المحكم ة العقارّي ة‪ .‬وتخلى المش ّر ع‬
‫بالت الي عن ب اقي الص ور ال تي ك انت معتم دة في المراجع ة وهي ص ورة وج ود حكم م دني‬
‫اّتصل به القضاء متناقض مع الحكم العّق اري سبق إضافته إلى مل ّف الّتسجيل وصورة إذا‬
‫لم يعتم د الحكم وث ائق ك انت مظروف ة ب الملّف وله ا ت أثير مباش ر من ش أنه أن يغّي ر وج ه‬
‫الفصل في القضّية‪.‬‬

‫‪-‬األحك &&ام الخاض &&عة للطعن ب &&التعقيب‪ :‬نّص الفص ل ‪ 357‬مك ّر ر م‪.‬ح‪.‬ع في فقرت ه‬
‫األولى على أّن ه "يمكن الّطعن ب التعقيب في األحك ام القاض ية بالتس جيل أو بالترس يم الن اتج‬
‫عن حكم التس جيل ل دى محكم ة التعقيب"‪ .‬وب ذلك ك ان المش ّر ع واض حا في إقص اء األحك ام‬
‫الص ادرة في م ادة التح يين العق اري واألحك ام الص ادرة إث ر الّطعن في ق رار م دير الملكّي ة‬
‫العقاري ة طب ق الفص ل ‪ 388‬م‪.‬ح‪.‬ع‪ ،‬ولم يب ق إال األحك ام الص ادرة في م ادة التس جيل‬

‫‪21‬‬
‫قرار رفض مطلب المراجعة عدد ‪ 124‬الصادر عن رئيس المحكمة العقارية بتاريخ ‪ ،4/3/1996‬المرجع الّسابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫"… وحيث إن طلب المراجعة الذي يركز على التدليس ينبغي أن يكون مركزا على وجود حكم بالتدليس ال مج رد إث ارة لطلب تتب ع من‬
‫أجل التدليس وإنما تبقى الطاعنة على حقها في طلب المراجعة متى صدر حكم جزائي فعال ضد من صدر لفائدته الحكم بالتسجيل طبقا ألحكام الفصل‬
‫(‪) 332‬جديد من مجلة الحقوق العينية مما اتجه معه والحالة ما ذكر رفض طلب المراجعة"‪.‬‬
‫العقاري سواء كانت صادرة بتسجيل العقار فقط أو بالتسجيل وترسيم الحقوق حيث يمكن‬
‫للمحكمة أن تأذن بترسيم الحقوق الحاصلة بعد تقديم مطلب التسجيل إذا ما تداخل صاحبها‬
‫ب المطلب على مع نى الفص ل ‪ 350‬م‪.‬ح‪.‬ع‪ .‬وله ذا الغ رض نّص المش ّر ع على األحك ام‬
‫القاض ية بالتس جيل أو بالترس يم الن اتج عن حكم التس جيل‪ .‬وه ذا م ا يع رف بالترس يمات‬
‫المتزامنة مع حكم التسجيل الذي يجب تمييزها بعناية عن الترسيمات اإلدارّية الالحقة التي‬
‫يتواله ا م دير الملكّي ة العقارّي ة‪ .‬وي دخل في ذل ك ك ّل م ا يتعّل ق بالتس جيل بم ا في ذل ك‬
‫التس جيل االختي اري والتس جيل اإلجب اري‪ .‬وهي األحك ام المقص ودة ب الطعن‪ ،‬وال يمكن‬
‫بحال أن يذهب الفهم إلى أكثر من ذلك‪ ،‬فذلك ما قصده المش ّر ع‪ .‬وال يمكن أن تدفع كلمة‬
‫الترس يم المس تعملة إلى الج دل أو الّنق اش‪ ،‬ألّن عب ارة النّص ك انت واض حة وال تحت اج إلى‬
‫تأويل‪ .‬وال يدخل في ذلك األحكام القاضية برفض المطلب أو ما شابه ذلك‪ ،‬ألن المش ّر ع‬
‫نّص ص راحة على األحك ام القاض ية بالتس جيل أو بالترس يم الن اتج عن حكم التس جيل‪ ،‬ولم‬
‫يش ر إلى األحك ام القاض ية ب الرفض‪ .‬فال يمكن الطعن ب التعقيب في األحك ام القاض ية‬
‫بالرفض‪ ،‬ألنه يبقى دوما من الممكن إعادة الّطلب فيها أمام فروع المحكمة العقارّية‪.‬‬

‫‪-‬إجراءات التعقيب‬

‫تقتضي إجراءات الطعن بالتعقيب بيان إجراءات تقديم المطلب قبل الحديث عن البّت‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪-‬إجراءات تقديم مطلب التعقيب‪ :‬وضع المشّر ع واجبات على عاتق الّط الب وأخرى‬
‫على عاتق المطعون ضّد ه وثالثة على عاتق كاتب المحكمة‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى الواجبات المحمولة على الطالب‪ ،‬فقد ألزم المش ّر ع بتقديم الّطعن ممن‬
‫له الّص فة وفي أجل معّين وطبق شكل خاص وإ لى جهة معّينة‪.‬‬
‫فال يمكن الطعن إال ممن ك ان طرف ا في الحكم المطع ون في ه أو ورثت ه‪ ،‬وي دخل في‬
‫ذل ك ط الب التس جيل والمت داخل والمع ارض س واء ك ان الّت داخل أو المعارض ة مقب وال أو‬
‫مرفوضا‪ .‬ويحّل الورثة محّل المتوّفي منهم في الّطلب‪ .‬لكّن ه بالنسبة إلى حالة صدور ع ّد ة‬
‫أحكام في نفس العقار يمكن تقديم الّطلب من النيابة العمومّية بعد إعالمها ممن يهّم ه األمر‬
‫أو من قب ل دي وان قيس األراض ي‪ .‬م ع بق اء اإلمكانّي ة قائم ة لألط راف في الطعن مباش رة‪.‬‬
‫كم ا أّن ه بالنس بة إلى حال ة ت دليس الكت ائب يمكن أن يرف ع الطلب ممن ل ه مص لحة تج اوزا‬
‫لمفهوم الطرف في الحكم‪.‬‬

‫ويجب الّطعن في أجل ال يتجاوز الستين يوما من تاريخ صدور الحكم ويس قط الطعن‬
‫بمضي هذا األجل‪ ،‬وتسري بداية الستين يوما في صورة تدليس الكت ائب من ت اريخ ص دور‬
‫الحكم الج زائي النه ائي ويبقى األج ل مفتوح ا بالنس بة إلى ص ورة تع ّد د أحك ام التس جيل في‬
‫العقار الواحد‪.‬‬

‫ويرف ع الّطعن بعريض ة كتابّي ة تتض ّم ن ص فة الط الب وت اريخ وع دد ونّص الحكم‬
‫العق اري المطع ون في ه وطلبات ه‪ ،‬وتك ون مص حوبة بم ا يفي د ت أمين مبل غ ثالثين دين ارا ل دى‬
‫ق ابض المالّي ة بعن وان الخطي ة ال واجب تس ليطها علي ه في ص ورة رفض طعن ه‪ ،‬ويعفى من‬
‫هذا التأمين الّد ولة والمسعفون باإلعانة العدلّي ة‪ ،‬ويجب أن تق ّد م العريضة بواسطة محامي‬
‫ل دى التعقيب باستثناء ص ورة الّطعن بواسطة النيابة‪ ،‬فال يس ري واجب تكليف مح امي في‬
‫صورة رفع المطلب بواسطة النيابة العمومّية في حالة تعّد د األحكام في العقار الواحد‪.‬‬

‫ويجب أن يقّد م المطلب إلى كتابة المركز األصلي أو الفرعي للمحكمة العقارّي ة الذي‬
‫أص در الحكم المطع ون في ه‪ ،‬فق د يص در الحكم عن المرك ز األص لي فيق ّد م المطلب إلى‬
‫المرك ز األص لي وق د يص در عن الف رع فيق ّد م الطلب إلى الف رع‪ ،‬وال يمكن تق ديم المطلب‬
‫إلى األصل وقد صدر الحكم عن الفرع‪.‬‬
‫وبعد تقديم المطلب في األجل يجب على محامي الطاعن الحضور بمكان الطعن في‬
‫أجل شهر من تاريخ استدعائه من قبل كاتب المحكمة ليتس ّلم نسخة الحكم وإ ذا لم يحضر‬
‫في ذلك األجل سقط الطعن‪ .22‬وعلى الّطاعن خالل أج ل ال يتج اوز ثالثين يوم ا من ت اريخ‬
‫تس ليم نس خة الحكم العق اري على م ا تق ّد م أن يق ّد م إلى كتاب ة محكم ة التعقيب وليس كتاب ة‬
‫الف رع‪ :‬أوال نس خة من الحكم المطع ون في ه م ع ص ورة من الوص ل في تس لمه من كتاب ة‬
‫المحكم ة الفرعّي ة أو األص لّية‪ ،‬ثاني ا م ذّك رة من محامي ه في بي ان أس باب الطعن بص ورة‬
‫توضح نوع الخلل المقصود من الطعن وتحديد مرماه مع ما له من مؤّي دات‪ ،‬ثالثا ما يفيد‬
‫تبلي غ المعقب عريض ة الطعن وأس بابه إلى المعقب ض ّد ه المحك وم ل ه بالتس جيل أو خلفائ ه‬
‫بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ أو بواسطة عدل منفذ‪ .‬وإ ذا لم يق ّد م‬
‫تلك الوثائق سقط الّطعن‪.‬‬

‫ويالحظ أّن الطالب مه ّد د بالسقوط في ثالث حاالت‪ ،‬في صورة تقديم الطلب خارج‬
‫األجل وفي صورة عدم حضوره في أجل شهر لتس ّلم نسخة الحكم وفي صورة عدم تقديم‬
‫نس خة الحكم والم ذّك رة وم ا يفي د التبلي غ في أج ل ثالثين يوم ا من ت اريخ تس ليم نس خة الحكم‬
‫العقاري‪.‬‬

‫أّم ا بالنسبة إلى الواجبات المحمولة على الكتابة‪ ،‬فهي تشمل كتابة الفرع وكتابة محكمة‬
‫التعقيب‪ ،‬فبمجرد تلقي عريضة الّطعن التعقيب يتولى كاتب الفرع أو المركز بالمحكمة‬
‫العقارية توقيعها وينص على تاريخ تقديمها ويقّيدها حاال بدفتر خاص معّد للغرض ويسلم‬
‫وصال فيها متضمنا تاريخ تقديمها ويعلم بها فورا كتابة محكمة التعقيب بأي وسيلة تترك‬
‫أثرا كتابيا‪ ،‬وعادة ما يكون ذلك بواسطة الفاكس‪ .‬وال يقبل كاتب المحكمة عريضة الطعن‬
‫إال إذا قّد م له الطاعن وصال من قابض التسجيل يفيد تأمينه ثالثين دينارا بعنوان الخطية‬
‫الواجب تسليطها عليه في صورة رفض طعنه باستثناء حالة اإلعفاء‪ .‬وعليه كذلك استدعاء‬

‫‪22‬‬
‫لكنه يجب أن يتوفر بالملف ما يفيد االستدعاء‪ .‬وذلك يعني أنه في غياب هذا اإلثبات تبقى اآلجال مفتوحة‪.‬‬
‫محامي المعقب بواسطة أعوان السلطة اإلدارية وتسليمه نسخة من الحكم المطعون فيه‬
‫مقابل وصل يتضّم ن تاريخ التسليم ويضيف نسخة منه إلى ملف القضّية ويجب توجيه‬
‫ملّف القضّية إلى كتابة محكمة التعقيب في أقرب اآلجال‬

‫‪ ،‬وبمج ّر د وص ول المل ّف إلى كتاب ة محكم ة التعقيب يت ولى الك اتب تقيي د القض ّية‬
‫بالدفتر المعد لذلك‪ ،‬لتتواصل اإلجراءات بعد ذلك وإ لى نهايتها أمام كتابة محكمة التعقيب‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة إلى واجب ات المطع ون ض ّد ه‪ ،‬فق د رأى المش ّر ع أن يمّك ن ه من ال ّر د على‬
‫م ذكرة الطعن وذل ك بواس طة مح ام ل دى التعقيب وفي آج ال مح ّد دة‪ ،‬فعلى المعّقب إذا أراد‬
‫الج واب أن يق ّد م بواس طة مح ام ل دى التعقيب إلى كتاب ة محكم ة التعقيب م ذّك رة في دفاع ه‬
‫ومؤّيدات ه بع د اطالع مح امي الط اعن عليه ا وذل ك خالل م ّد ة ال تتج اوز الثالثين يوم ا من‬
‫تاريخ تبليغه عريضة الطعن وأسبابه‪.‬‬

‫‪-‬البّت في مطلب التعقيب‪ :‬تعّين القضّية المعّقبة لدى الدائرة المدنّي ة المختّص ة‪ ،‬وتقع‬
‫الجلس ة بحج رة الش ورى‪ ،‬ويمكن لمحكم ة التعقيب أن تتخ ذ ع ّد ة ق رارات حس ب الص ور‬
‫سواء على مستوى الشكل أو األصل‪.‬‬

‫على مس توى الش كل‪ ،‬يمكن أن ي رفض المطلب ش كال‪ ،‬إذا لم تح ترم ش كليات المطلب‬
‫سواء من حيث صفة األطراف أو اآلجال أو الصيغة‪ .‬وإ ذا قررت قبول المطلب تنظر من‬
‫حيث األصل ويمكن أن تتخذ ثالثة حلول بعد المفاوضة‪ ،‬إما أن تقرر الرجوع في مطلب‬
‫الطعن أو ترفض الّطلب أو تستجيب للطلب‪.‬‬

‫فإذا ق ّد م الطالب مطلبا في الرجوع في الطعن‪ ،‬تستجيب المحكمة لطلب الرجوع في‬
‫التعقيب وتعفيه من الخطّي ة وتقضي بإرجاعها‪ ،‬ويلخص هذا القرار ويحال مع الملف إلى‬
‫رئيس المحكمة الذي يحيله إلى الفرع المختص إلتمام إجراءات إقامة الرسم العّقاري‪.‬‬
‫فإذا قررت رفض المطلب من حيث األصل‪ ،‬يلّخ ص القرار ويضاف إلى ملّف القضية ثّم‬
‫يتولى كاتب المحكمة إحالته إلى رئيس المحكمة العقارية الذي يوجهه مع حكم التسجيل‬
‫‪.‬إلى إدارة الملكّية العقارية إلحداث رسما للعقار المسجل‬

‫وإ ذا ق ررت المحكم ة نقض الحكم كلي ا أو جزئي ا تص رح في ك ّل الح االت بإرج اع‬
‫القضية إلى المركز األصلي أو الفرعي للمحكمة العقارية الذي أصدر الحكم المطعون فيه‬
‫إلع ادة النظ ر فيم ا تس لط علي ه النقض بواس طة هيئ ة أخ رى‪ .‬ويرج ع الق رار ال ذي تص دره‬
‫محكم ة التعقيب ب النقض األط راف للحال ة ال تي كان ا عليه ا قب ل الحكم الواق ع نقض ه في‬
‫خصوص ما تسلط عليه النقض‪.‬‬

‫وبع د تعّه د محكم ة اإلحال ة يمكن أن تّتخ ذ نفس الموق ف ال ذي ذهبت إلي ه محكم ة‬
‫التعقيب‪ ،‬ويبقى كذلك للطرفين حّق الطعن فيه من جديد‪ ،‬ولكن إذا تمّس كت محكمة اإلحالة‬
‫بنفس الموقف السابق ووقع الطعن في هذا الحكم بنفس السبب الذي وقع النقض من أجله‬
‫أوال‪ ،‬فإن محكمة التعقيب متألفة من دوائرها المجتمعة تتولى النظر في خصوص المسألة‬
‫القانونّي ة الواقع مخالفتها من دائرة اإلحالة وتحيل القضية على محكمة اإلحال ة من جدي د إذا‬
‫رأت وجه ا للنقض ويك ون قراره ا واجب االّتب اع في ه ذه الص ورة‪ .‬وفي جمي ع ص ور‬
‫النقض م ع اإلحال ة يوّج ه ك اتب محكم ة التعقيب الق رار إلى رئيس المحكم ة العقاري ة ال ذي‬
‫يحيله على دائرة اإلحالة للنظر فيه من جديد بواسطة هيئة أخرى‪.‬‬

‫والواض ح أن ه باإلمك ان الّلج وء إلى إج راءات الطعن ب التعقيب ال واردة بمجّل ة‬

‫المرافع ات المدنّي ة بالفص ول ‪ 175‬وم ا بع د كّلم ا اقتض ت الحاج ة إلى ذل ك‪ ،‬وق د نّص‬
‫المشرع فعال على أّن إجراءات التعقيب الواردة بمجّلة المرافعات المدنّي ة والتجارّي ة تنطبق‬
‫على قض ايا تعقيب األحك ام الص ادرة في م ادة التس جيل العق اري بق در م ا ال تتع ارض م ع‬
‫أحكام الباب السادس من مجّلة الحقوق العينّية المتعّلق بتعقيب أحكام التسجيل العقاري‪ .‬فال‬
‫شّك في أّن التطبيق سيّتجه إلى تطبيق آلّية التصّد ي سواء على مستوى ال ّد ائرة المتعهدة أو‬
‫على مس توى ال ّد وائر المجتمع ة‪ ،‬فتقض ي محكم ة التعقيب في األص ل كّلم ا ك ان المطلب‬
‫ج اهزا للفص ل في تعقيب المطلب للم رة الثاني ة بس بب مغ اير عن الس بب األول أ‪+‬و لنفس‬
‫السبب‪.‬‬

‫والحقيق ة أّن المش ّر ع لم يكن في حاج ة إلى إع ادة ص ياغة جمي ع اإلج راءات المتعّلق ة‬
‫ب التعقيب‪ ،‬وك ان يكفي اإلش ارة إلى اإلجراءات ال واردة بمجّل ة المرافع ات المدنّي ة‪ .‬كم ا أن‬
‫أث ر الطعن يبقى ه و نفس ه بالنس بة إلى إج راءات التعقيب‪ ،‬فتبقى نفس اآلث ار ال تي س بق‬
‫اإلشارة إليها في باب المراجعة من حيث طبيعة الحكم العقاري وإ مكانّية االحتجاج ب ه ومن‬
‫حيث أثر التطهير ومن حيث إيداع الكتائب الالحقة وإ حالتها خالل مباشرة أعمال التنفيذ‪.‬‬

‫لكّن التغي ير الوحي د س وف يتعّل ق ب الفترة ال تي يس تغرقها النظ ر في الطعن‪ ،‬وفي ذل ك‬


‫عّد ة آثار قانونّية على مستوى استقرار الملكّية‪ ،‬فالواضح أّن فترة النظر في مطلب التعقيب‬
‫س تكون بمثاب ة ف ترة الريب ة في نظ ام اإلش هار العي ني‪ .‬فق د أراد المش رع ب إقراره إج راءات‬
‫الطعن بالتعقيب‪ 23‬حماية مصلحة الخصوم على حساب المصلحة العامة وانحاز إلى ضمان‬
‫ع دة مب ادئ إجرائي ة مرتبط ة بح ق ال دفاع‪ 24‬ال تتماش ى مطلق ا م ع أس س اإلش هار العي ني‬

‫وأهداف ه‪ ،‬فق د تج اوز المش رع ب إقراره إج راءات الطعن أس س النظ ام العي ني المس تندة نش أًة‬
‫إلى قواعد استثنائية ال تضمن ضرورة حق الدفاع وذلك بهدف تحقيق مص الح عام ة وعلى‬
‫رأسها استقرار الملكية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ومنذ إقراره إجراءات المراجعة قبل ذلك‪.‬‬
‫ّت‬ ‫ّق‬
‫ة ال ي تعطي الش خص ح ه في اإلثب ات قب ل الب في ال نزاع‬ ‫ّت‬ ‫الطبيعّي‬ ‫ّد‬ ‫ّد‬ ‫ّق‬ ‫ّن‬
‫إ ح ال فاع يع من المبادئ القانونّية العاّم ة أو ه و من الحق وق‬ ‫‪24‬‬

‫وتعطي النزاع مظهر المواجهة‪ .‬فهو مجموعة االمتيازات التي يمنحها القانون للشخص لتأمين مصالحه على امتداد أطوار نشر القض ية‪ .‬في دخل في‬
‫ذلك مبدأ االطالع‪ ،‬اطالع المدعي أو محاميه على أوراق القضية‪ ،‬ومبدأ المواجهة‪ ،‬اطالع الم دعي على أوراق الخص م وإمكاني ة مناقش تها ورّد ه ا‪،‬‬
‫ومبدأ المساواة‪ ،‬مساواة الطرفين من حيث الوسائل الممنوحة لكل منهما‪ .‬فهو ما يحمل نهاية إلى محاكم ة عادل ة ومنص فة‪ .‬وق د ض من المش رع ح ق‬
‫الدفاع بصفة مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬حيث يبدو حضور المحامي ممكنا خالل جميع مراحل البحث والمحاكمة وبإمكان الطرف معرفة طبيعة االدع اء‬
‫ومحتوى الملف وتقع المحاكمة طبق مبدأ المواجهة‪ ،‬وتخضع وسائل اإلثبات لمبدأ النزاهة‪ .‬وتبدو أهمية حق الدفاع بالغة‪ ،‬فهو من بين المبادئ العام ة‬
‫في اإلجراءات‪ ،‬ذو قيمة دس تورية‪ ،‬وأن أي ة مخالف ة لمض امينه تجع ل العم ل ب اطال إذا لح ق بالش خص ش يء من الض رر على مع نى الفص ل ‪14‬‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫وبع د الخالص من إج راءات الّتس جيل بجمي ع إجراءاته ا‪ ،‬يطلب من المتع املين في‬
‫العّق ار المسجّل أن يدرجوا جميع العملّي ات القانونّي ة الواقعة على العّق ار بالسجّل العّق اري‪،‬‬
‫ويتحّقق ذلك بمراعاة إجراءات خاّص ة تسّم ى إجراءات الّترسيم‪.‬‬

You might also like