Professional Documents
Culture Documents
ندوة بحث
ثانية ماجستير مهني قانون عدلي خاص
الجزء األول :تعدد شروط االعتراض على قرار التوظيف االجباري 6.........................................:
الفقرة األولى :شروط عامة :وحدة إجراءات رفع دعوى االعتراض على قرار التوظيف االجباري6......................
الفقرة الثانية :شروط خاصة :خصوصية اإلجراءات في رفع دعوى االعتراض على12.................................
الجزء الثاني :ازدواجية النظر في االعتراض على قرار التوظيف اإلجباري 17...............................
الفقرة األولى :مناقشة المحاكم العدلية االعتراض على قرار التوظيف اإلجباري18.......................................
الفقرة الثانية :مراقبة المحكمة االدارية لالعتراض على قرار التوظيف االجباري 28......................................
المقدمة
تعتبر الجباية من الركائز األساسية التي كانت و الزالت مصدرا هاما لتمويل األعب00اء العام00ة
وموردا رئيسيا إلث00راء خزين00ة الدول00ة 1ونظ00را له00ذه األهمي00ة ال00تي تحض00ى به00ا الجباي00ة اهتم
التشريع التونسي بتأطير سلطات إدارة الجباية من جهة وض00بط حق00وق الم00واطن و التزامات00ه
من جهة أخرى حيث منح اإلدارة صالحية التوظيف اإلجباري لألداء في صورة عدم اإلتفاق
بينها وبين المطالب باألداء على نتائج المراجعة.
فمن المعطيات الالزمة التي يجب أن تتوفر في نظام تشريعي محّك م البناء هو تحقيق التوازن
في العالق00ات فعالق00ة المط00الب ب00األداء ال تتس00م غالب00ا بالودي00ة.2فلئن ك00ان ه00ذا االخ00ير مكبال
بالسلطات الواسعة التي منحها المشّر ع لإلدارة فإنه في المقابل كّرس له المشّر ع سبل حمائي00ة
وذلك من خالل إقراره لعديد الضمانات التي بمقتضها يمكن أن يمارس حق00ه في رفض ق00رار
اإلدارة الذي يرتأي أنه منضٍو على تعسٍف في حقه فمكنه من حق استرجاع مبالغ األداء التي
استخلص000تها اإلدارة زي000ادة عن األداء المس000توجب حيث مكن000ه المش000رع بالقي000ام ب000دعوى
االسترجاع 3كما نذكر ايضا من بين هذه الضمانات التي تكفل حماية ح00ق المط00الب ب00االداء و
التي ستكون موض00وع ه00ذه الدراس00ة الح00ق في اإلع00تراض على ق00رار التوظي00ف اإلجب00اري.
فيعتبر قرار التوظي0ف االجب0اري في ه0ذا اإلط0ار بأن0ه ص0الحية اس0تثنائية يخّ0و ل بمقتض0اها
المشّر ع لإلدارة الجبائي0ة ان تح0دد بش0كل انف0رادي الج0انب أس0س توظي0ف األداء باعتب0ار ان
األصل او المب00دأ ه00و التحدي00د التلق00ائي لقاع00دة الض00ريبة من ط00رف المط00الب ب00األداء ص00لب
التصريح الذي يودعه و الذي يتمتع بقرينة الصحة و المصداقية.4
ف هو إذا إجراء استثنائي بالنسبة إلى المطالب بالضريبة وهو طريقة عادية في التعديل الجبائي
يمكن ان تتوخاها مصالح الجباية إثر ختم عملية المراجعة المعمقة او المحدودة.
1أمال الشرفي :المطالب باألداء وقرار التوظي االجباري ،محاضرة ختم تمارين ،السنة القضائية ،2010،2011ص.3
2أحمد الورفلي :دراسات في القانون الجبائي ،سلسلة الخبير ،تونس،2003،ص.226
3الطاهر الشحمي :المراقبة الجبائيةمجمع األطرش للكتاب المختص ،تونس ،2023ص283
4الطاهر الشحمي :المرجع السابق،ص 195
1
فعملية التوظيف االجباري ال تكون اال شخص00ية وال يج00وز في ك00ل الح00االت إلدارة الجباي00ة
القيام بعملية توظيف بالتضامن بين عدة مطالبين باألداء و يعد التوظيف االجب00اري امت00دادا و
نتيجة للمراجعة الجبائية.5
وبالتالي فلئن كان لإلدارة الحق في التوظيف اإلجباري لالداء فإن للمطالب باألداء رفض هذا
التوظيف عبر القيام باالعتراض و يطرح مصطلح االعتراض عديد التسؤالت فهو مص00طلح
متوتر اإلستعمال في القانون التونسي في عديد المواضع حتى أن مفاهيمه تبدو مختلفة أحيان00ا
باختالف ميدانه .فاالعتراض في المادة المدنية هو الذي يقوم به شخص ثالث على حكم م00اّس
6
بحقوقه صدر في غيابه لكونه لم يقع استدعاؤه لدى المحكمة التي أصدرت ذلك الحكم
أما في المادة الجزائية فينص الفصل 175أن للمتهم أن يعترض على الحكم الغيابي الصادر
ضده إذا لم يحضر رغم استدعائه بص00فة قانوني00ة .ف00االعتراض في الم00ادة الجزائي00ة إنم00ا ه00و
طريقة طعن خّو لها القانون للمتهم الذي لم يدافع عن نفسه أيض00ا .لكن وب00الرغم من االختالف
الظاهر في المفاهيم فإن االعتراض في اإلجراءات المدنية وكذلك االعتراض في اإلج00راءات
الجزائي00ة يش00تركان في بعض المواض00ع فمن ناحي00ة أولى االع00تراض طريق00ة طعن في حكم
قضائي قائم لم يتمكن الطاعن من الدفاع عن نفسه لدى إصداره س0واء ك0ان الط0اعن غ0يرا أو
طرفا في الحكم إذ المهم في هذا الباب هو تمكين الشخص الذي قد يناله من الحكم ضرر دون
أن يسمع له رأي من فرصة قول ما له قوله وحماية مصالحه
اما االعتراض في مادة اإلجراءات الجبائية فإنه يختل0ف عن المفه0وم الم0ألوف إذ أن0ه يع0ني
الطلب الذي يرفعه المط00الب ب00األداء ال00ذي ص00در ض00ده ق00رار في التوظي00ف اإلجب00اري إلى
المحكمة من أجل إلغائه تماما أو تعديله بناء على خرقه لقاعدة قانونية او عدم تأسيس00ه واقعي00ا
تأسيسا صحيحا ،وتصدر المحكمة المتعهدة بالقضية حكم00ا يقب00ل الطعن باالس00تالف والتعقيب
ايض00ا وعلي00ه يختل00ف االع00تراض عن ذل00ك المنص00وص علي00ه بمجل00ة المرافع00ات المدني00ة و
التجارية ومجلة اإلجراءات الجزائي00ة ،فه00و اع00تراض ال يرف00ع إلى الجه00ة ال00تي ص00در عنه00ا
5محمد رضا جنيح"الطعن بالتعقيب في المادة الجبائية" ،التقاضي الجبائي "،ملتقى جهوي نظمه المعهد األعلى للقضاء بدائرة محكمة االستئناف
بتونس يوم 12جوان، 2001،ص10.
2
القرار المراد الطعن فيه ،كما أنه ال يرفع من قبل من لم يتسن له لسبب من األسباب الحضور
والدفاع عن نفسه باعتبار أن قرار التوظيف ال يصدر إال باتباع إجراءات تنازعية.
و بالتالي يعت0بر اإلع0تراض من قبي0ل ال0دعاوى ال من ص0نف الطع0ون .7وهي ال0دعوى ال0تي
يثيره00ا المط00الب ب00األداء وال00تي ته00دف من خالله00ا إلى الطعن في ش00رعية ق00رار التوظي00ف
اإلجب00اري س00واء من حيث األس00س ال00تي انبنت عليه00ا أو من حيث الض00رائب المس00توجبة أو
المبلغ المطلب أداؤه.
و بالحديث عن النزاع الذي يخوضه المطالب لنيل حقه عبر قيامه باالعتراض وجب الت00ذكير
بأن النزاعات الجبائية عامة عرفت مراحل تاريخية مختلفة فالمشرع التونس00ي أب00دى اهتمام00ا
بالنظام الجبائي التونسي منذ أواخر القرن التاسع عشر و في هذا االطار أمكن عرض مس00ألة
الضمانات المخولة للمطالب باألداء بما فيها الحق في االعتراض وفقا لمرحل0تين ت0اريخيتين
مرحلة ما قبل الحماية و مرحلة اإلستقالل ففي فترة ما قبل الحماي00ة ك00انت البداي00ة م00ع التنظيم
الداخلي لمحكمة الوزارة بصدور أمر 14ماي 1885حيث ينص فصله األول على أن القسم
الثاني منها ينظر في الشكايات المتعلقة بالجباية ،وبص00فة عام00ة ك00ل ال00دعاوى الموجه00ة ض00د
الدولة .كما جاء هذا األمر بإجراءات مح00ددة لتلقي الش00كايات والتحقي00ق فيه00ا وعرض00ها على
السلط العليا والبت فيها .ثم بعد ذلك جاء أمر 18م00ارس 1896ال00ذي نظم المح00اكم الجهوي00ة
وهي ما تسمى اآلن المحاكم االبتدائية ،بالتالي فقد وقع إحالة اختصاص النظ00ر في النزاع00ات
الجبائية من محكمة الوزارة إلى هذه المحاكم وذلك بمقتضى الفصل العاشر من هذا األم00ر إال
أنه وقع التراجع فيما بعد في منح هذا االختصاص الموسع للمح00اكم الجهوي00ة وذل00ك بمقتض00ى
أمر غرة مارس 1935بذلك استعادت محكم00ة ال00وزارة ج00زءا من س00لطاتها القض00ائية بحيث
أنه00ا تختص ب00النظر في االع00تراض علي بطاق00ات الج00بر واإلل00زام عموم00ا والمص00ادقة على
االختبار .ثم وبمقتضى أمر 30ديسمبر 1923وقع إحداث لجنة خاصة بالتوظيف اإلجب00اري
ذات صبغة إدارية تختص بالنظر في نزاعات محددة ،المتعلقة بالباتيندة سواء كانت التجاري00ة
أو الصناعية أو الحرفية ثم فيما بعد في النزاعات المتعلقة باألداء على المرتبات واألجور.
7
أحمد الورفلي ،دراسات في القانون الجبائي ،مجمع االطرش للكتاب ،تونس ،2007،ص 233
3
إال أنه في عهد االستقالل ،استمر العمل ب00التنظيم القض00ائي الس00ابق وه00و م00ا اقتض00اه الفص00ل
الثالث من القانون عدد 130لسنة 1959والمؤرخ في 5أكتوبر 1959قانون ص00دور مجل00ة
المرافع00ات المدني00ة والتجاري00ة ،ال00ذي اقتض00ى إبق00اء العم00ل جاري00ا باألحكام المتعلق00ة بس00ير
ال00دعاوى س00واء ك00انت في ص00يغة طلب أو في ص00يغة دف00اع وس00ير وس00ائل التنفي00ذ الخاص00ة
ب00األداءات والض00رائب وال00ديون بجمي00ع أنواعه00ا الراجع00ة للدول00ة والبل00ديات والمؤسس00ات
العمومية ،بالتالي فقد بقيت النزاعات الجبائية واإلجراءات التي تخصها موزع00ة بين المح00اكم
الجهوي00ة ومحكم00ة االس00تئناف واللجن00ة الخاص00ة ب00التوظيف وم00ع ص00دور مجل00ة الحق00وق و
األجراءات الجبائية و دخولها حيز النف0اذ في غ0رة ج0انفي 2002أع0ادت ه0ذه المجل0ة هيكل0ة
القضاء الجبائي بصفة عامة من خالل حذف اللج00ان الخاص00ة ب00التوظيف اإلجب00اري و إق00رار
8
مبدأ التقاضي على درجتين
كما يكتسي موضوع اإلع00تراض أهمي00ة نظري00ة جلي00ة حيث ب00دا اهتم00ام المشّ00رع بالض00مانات
المخّو لة للمطالب باألداء واض00حا فق00د مكّن ه من الح00ق في منازع00ة اإلدارة ل00دى القض00اء لكن
مسألة االعتراض عرفت عديد التنقيحات ذلك ق00د ك00انت مجل00ة الض00ريبة ت00وجب على اإلدارة
الجبائية قبل توظيف األداء القيام بصلح لدى لجنة المراض0اة ثم بع0د ذل0ك و م0ع دخ0ول مجل0ة
اإلجراءات و الحقوق الجبائية حّيز النفاذ أصبحت المرحلة الصلحية ج00زء من س00ير ال00دعوى
وهي مرحلة وجوبية غير أنه و مع التنقيحات المتتالية للمجلة تم إلغاء هذه المرحل00ة و أص00بح
رفع دعوى اإلعتراض مباشرة دون ضرورة المرور بالمرحلة الصلحية 9يمكن الق0ول في ه0ذا
اإلطار أن إمكانية رفع هذا اإلعتراض يعّد من أهم التجديدات التي أوردته00ا مجل00ة الحق00وق و
اإلجراءات الجبائية و هي بذلك تقط0ع م0ع عه0د تحت0ل في0ه اإلدارة موقع0ا متم0يزا يجعله0ا في
10
منأى من االنتقادات العلنية
غير أنه تجدر اإلشارة إلى أن ضمانة اإلعتراض أحدثت جدال فقهيا خاصة في مستوى تحديد
طبيعة هذا الحق و كذلك في مستوى االختصاص القضائي المنطبق في دعوى االعتراض.
8عبد الرزاق المختار :مبدأ التقاضي على درجتين في المادة اإلدارية ،الطروحة النيل شهادة الدورات ،بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس،
لسنة ،2005ص .32
9سناء بناني :الرقابة القضائية على قرارات التوظيف اإلجباري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير المهني في قانون المنازاعات اإلدارية و الجبائية،
كلية الحقوق بصفاقس ،السنة الجامعية ،2021،2022ص 28
10الصغير الزكراوي" :ضمانات المطالب باألداء" م .ق .ت .مارس 2002ص 110
4
كما تجدر اإلشارة ايضا أن هذه الض00مانة ال00تي منحه00ا المشّ00رع للمط00الب ب00األداء النزاع00ات
الجبائية عامة أهمية عملية تنعكس خاصة في خصوصية هذا الحق الذي يجمع بين ماهو عام
و بين ماهو خاص س00واء في إج00راءات ه00ذه ال00دعوى او في مس00توى الجه00ة المختص00ة فه00ذه
الفرادة التي تنضوي عليها دعوى اإلع00تراض على ق00رار التوظي00ف اإلجب00اري من ش00أنها أن
تؤثر على الخصائص القضائية العادية و المعمول بها في النزاعات اآلخرى.
كيف تمثل دعوى االعتراض ضمانا للمطالب باألداء أمام ما تتسم به من خصوصية؟
منح المشّر ع اإلدارة الجبائية العديد من الصالحيات االستثنائية لمراقب00ة و مراجع00ة الوض00عية
المالية للمطالب باألداء ثم إصدار قرار بالتوظيف االجباري ض ّ0د ه و إزاء انع00دام التكافؤ بين
طرفي النزاع مّك ن المشّر ع المطالب باألداء من منازعة شرعية القرار اإلداري المتخذ ض00ده
من قبل إدارة الجباية و ذلك باللجوء إلى القضاء وفق إجراءات تتالءم مع خصوص0ية الم0ادة.
و تتجلى خصوص00ية اإلع00تراض بداي00ة في مس00توى تع00دد ش00روط اإلع00تراض على ق00رار
التوظيف اإلجباري (الجزء االّو ل) ثم ثانيا في مستوى ازدواجية النظر في اإلع00تراض على
قرار التوظيف اإلجباري (الجزء الثاني).
5
الجزء األول :تعدد شروط االعتراض على قرار التوظيف االجباري:
ان القول باالعتراض يحي00ل وجوب00ا للح00ديث عن ق00رار التوظي00ف االجب00اري ،ذل00ك ان ق00رار
التوظي00ف االجب00اري ه00و تحمي00ل المط00الب ب00اآلداء على اآلداء ج00برا على دف00ع مبل00غ اآلداء
المستحق ،و الحالة أن القانون الجبائي التونسي يقوم على مبدأ التص00ريح التلق00ائي بالم00داخيل
في نهاي00ة ك00ل س00نة و ال00تي على اثره00ا تعتم00د إدارة الجباي00ة ه00ذا التص00ريح وه00و م00ا يس00مى
ب00التوظيف الع00ادي ،ه00ذا القي00ام األح00ادي الج00انب ال00ذي تتخ00ذه اإلدارة بص00فة منف00ردة ض00د
المطالب باآلداء ق0د ي00دفع به00ذا األخ0ير ،على اعتب00اره الط00رف الض00عيف الخاض00ع لس0لطات
اإلدارة و التي تعد حامية للمصلحة العامة التي تعلو على المصلحة الخاصة لألفراد ،اذ أن
الوض00عية تتس00م بع00دم المس00اواة و بعلوي00ة اإلدارة على األف00راد و الخ00واص بحيث تتمت00ع
باعتبارها سلطة عامة بجملة االمتيازات و منها امتيازات اتخاذ القرارات الفردية.11
اذ يخول له حق الطعن في هذا القرار المتخذ ضده لدى المحكمة المختص ،اذ أن الحق يمث00ل
ضمانة قض00ائية لفائ00دة المط00الب ب00اآلداء 12و ح00دا لس00لطة اإلدارة من جه00ة أخ00رى من خالل
رقابة قضائية عليها.
االعتراض أو دعوى االعتراض على قرار التوظيف االجباري يتسم بصبغة مزدوجة جامعة
بين الرج00وع الى األحكام العام00ة و ع00دم التخلي عنه00ا من جه00ة ( في الفق00رة األولى) ،و
خصوصية محققة في كونها دعوى أمكن تسميتها " من نوع خاص" في جه00ة أخ00رى ( فق00رة
ثاني00ة) ،ال فق00ط من خالل قيامه00ا و المحكم00ة المختص00ة ب00ل و أيض00ا من خالل اج00راءات و
شروط قيامها.
الفقرة األولى :شروط عامة :وحدة إجراءات رفع دعوى االعتراض على قرار التوظيف
االجباري
11مصطفى بن اللطيف ،محاضرات السنة الثانية اجازة في القانون الخاص ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية بتونس ،السنة الجامعية ، 2017/2018ص .8
12حنان الرجايبي ،رفع دعوى االعتراض على قرار التوظيف االجباري ،محاضرة ختم التمرين ،
الهيئة الوطنية للمحامين بتونس ،السنة القضائية ، 2014/2015ص 1
6
ان الق00ول ب" ال00دعوى " رغم خصوص00يات ك00ل دع00وى عن أخ00رى ،وه00و ح00ال دع00وى
االعتراض عن ق0رار التوظي0ف االجب0اري ،بقى في نهاي0ة األم0ر و أص0ال في ش0روط قيام0ا
خاضعة الى األحكام العام00ة ،أي أن يت00وفر فيه00ا الص00فة و األهلي00ة و المص00لحة وه00و من00اط
الفصل 19م م م ت اذ نص على أنه " حق القيام لدى المحاكم يكون لكل ش00خص ل00ه ص00فة و
أهلية تخول له حق القيام بطلب ما له من حق و يجب أن تكون للقائم مصلحة في القيام" .
و يستنتج بذلك أن ح00ق االع00تراض على ق00رار التوظي00ف االجب00اري باعتب00اره أص00ال دع00وى
وجب أن تتوفر فيها الشروط الس00الفة ال00ذكر .في ذات االط00ار نص الفص00ل 56من م ح ا ج
على أنه يمكن الرجوع الى األحكام العامة ممثلة في مجلة المرافعات المدنية و التجاري00ة على
الدعاوى المنصوص عليها بالفصل 54من ذات المجلة
في ذات االطار فان تكريس حق االعتراض في ذاته كدعوى ،ت00دعم وف00ق منط00وق الفص00لين
51و 52من م ح ا ج .و علي00ه ف00ان الص00فة في القي00ام فان00ه يجب أن تت00وفر في من يباش00ر
الدعوى الصفة الالزمة لمباشرتها و أن يكون المطلوب هو من يواج00ه الح00ق في ال00دعوى في
مواجهته 13اذ أن الغاية من هذا الشرط هي منع الت00دخل في ش00ؤون الغ00ير حيث ال يمكن قي00ام
شخص عوضا عن غيره ما لم يكن موكال عليه توكيال صحيحا أو مقدما عليه اذا كان الطالب
من المحجور عليهم .اذ أنه على حد عبارة األستاذ " أحمد أبو الوفاء" يجب أن تق00دم ال00دعوى
14
من ص0فة على ذي ص0فة" فص0احب الح0ق وح0ده ل0ه الس0لطة التقاض0ي لحماي0ة و ض0مان حقوق0ه
،و ال يتوقف توفر الصفة في الطالب بل وجب أن تتوفر أيضا في المطلوب.
ان كان الرجوع الى األحكام العامة قائما و حاصال باعتبار االع00تراض دع00وى فان00ه ال يع00ني
ذلك تسرب و بيان الخصوصية في كل ركن اذ قد تطرح إشكالية صفة القي00ام في اط00ار ن00زاع
جبائي على اآلداء و من يخول له االعتراض لدى القاضي المختص ؟
13أحمد الجندوبي و حسين بن سليمة " أصول المرافعات المدنية و التجارية " ،شركة أوربيس
للطباعة ، 2005 ،ص 169
14
Eglason(E.D) et Tissier (A) , traité théorique et pratique d’organisation
judiciaire , de compétence et de procédure civile , Tome 1 , 3éme ed ,Paris,
sirey , 1925
7
ان أحكام الفصل 55م ح ا ج في قراءة حرفية له قد نص على أن األشخاص المتمتعين بح00ق
االعتراض هو المطالب باآلداء نفسه أو بتوكيل شخص آخر لممارسة حقه في االعتراض .
المالحظ أن صفة القيام فيما يتعلق بالنزاع الجبائي تكون اما لألشخاص الطبيعيين الخاضعين
لآلداء و ام00ا ألش00خاص معن00ويين خاض00عين لآلداء بالنس00بة لألش00خاص الطبيع00يين ،فه00ؤالء
يمكنهم القيام مباشرة لمعارضة اآلداء بأسمهم.15
اذ أن كل من تسلط عليه قرار التوظيف االجباري يمكن أن يق00وم ب00االعتراض مباش00رة و أن
يباشر بالدعوى بنفسه و باسمه الشخصي كما يمكنه أن يوكل محاميا أو أي شخص آخر طبق00ا
للقانون .و في اطار دعوى االعتراض على قرار التوظيف االجب00اري ف00ان المط00الب ب00االداء
هو الشخص المعني وهو الذي يملك صفة القيام بوصفه " م00دعي" ،و يستش00ف مم00ا س00بق
أنه رغم كون القرار صادر عن اإلدارة بوصفها تتمتع بمقومات و سلطات السلطة العامة فانه
بتخويل المشرع للمطالب ب00االداء ب00االعتراض ض00مانة من ض00مانات الس0لطة القض00ائية ال00تي
يتمتع بها هذا األخير و في ذات االطار فان توكيل المحامي مدعم لهذه الفكرة ،وهو ما س00يتم
تحليله الحقا .
و أما عن األشخاص المعنويين فيقصد بهم كل ذات له00ا ذم00ة مالي00ة مس00تقلة عن ال00ذمم المالي00ة
ألعضائها أو الشركاء أو المساهمين فيها ولو لم تسند لها الشخصية المعنوية بموجب التشريع
الجاري به العمل ، 16بمعنى أن الشركات قد خول له00ا المش00رع ح00ق القي00ام ب00االعتراض على
قرار التوظيف االجباري و ذلك عن طريق قيام ممثلها الق00انوني باعتب00اره الممث00ل الش00رعي
للشخص المعنوي ( مؤسسة أو شركة) ،أي الشخص المتمتع بص0فة الوكي0ل االجتم0اعي، 17
اذ أن صفة قيام الممثل الق0انوني للش0ركة يختل0ف حس0ب طبيع0ة الش0ركة مم0ا يقتض0ي أساس0ا
الرجوع الى األحكام العامة أي ق00انون الش00ركات التجاري00ة فليس ه00و ح00ال القي00ام في الش00ركة
خفية االسم ( كرئيس مجلس اإلدارة أو المدير الع00ام ) ه00و ذات00ه القي00ام في الش00ركة ال00تي تم00ر
15
Abouda(A), code de droit et procédures fiscales, contrôle , contentieux et
sanctions , IORT, 2001,p197
16قانــون عدد 52لسنة 2018مؤرخ في 29أكتوبر 2018المتعلق بالسجل الوطني للمؤسسات
17
Rezgui (S) « procès et contentieux fiscal à l’assiette » .J.O.R.T , 2003,p121.
8
بصعوبات اقتصادية خاص00ة في ف00ترة المراقب00ة ممثال في المتص00رف القض00ائي و في مرحل00ة
التفليس ممثال في أمناء الفلسة.
أمام أهمية الصفة و األهلية في القيام في الدعاوى المرفوع00ة من ال00ذات المعنوي00ة ،ال ب00د أن
يثبت القائم في حقها أن له صفة تمثيلها .أم0ا عن المطل0وب ف0ان فق0ه القض0اء ق0د اس0تقر على
صفة المطلوب و المتمث00ل في المرك00ز الجه00وي لمراقب00ة األداءات باعتب00اره الس00لطة الوحي00دة
التي لها الصفة القانونية كمدعى عليه في االعتراض على قرار التوظيف االجب00اري 18و و
في ذات اطار القيام فان فقه القضاء الفرنسي قد استقر على اعتبار " الحلول ال يصح بالنسبة
للمط00الب ب00اآلداء " اذ يجب أن يكون الش00خص متمتع00ا بس00لطات اث00ارة االج00راء القض00ائي
لالعتراض باسم المطلب باالداء.19
و من بين الشروط العامة أيضا التي نعود بمرجع النظر فيها الى األحكام العامة ،فان00ه وجب
توفر المصلحة في القيام اذ أنها تمثل الغاية و المغ00زى و المنفع00ة ال00تي تحص00ل لص00احبها من
تق00ديم ال00دعوى أو الطعن أو ال00دفع .اذ أن المص00لحة هي "المنفع00ة ال00تي يجنيه00ا الط00الب من
التجائه الى القضاء ، 20فهي مناط كل قيام سواء ك00ان قيام00ا بال00دعوى أو الطعن أو بال00دفع اذ
أنه ال مصلحة فال دعوى.21
فالباعث األساسي للمطلب باآلداء ،في نزاع الحال ،يرنو الى تحقيق منفعة ممثلة في "الغ00اء
قرار التوظيف االجباري" الذي يراه مبالغا فيه ،أي فيه من الشطط في المبالغ المق00درة و أن
إدارة الجباي00ة لم ت00راعي في00ه الق00رائن القانوني00ة و الفعلي00ة أو أن00ه أس00س على خط00أ منه00ا .و
المالحظ في هذا االطار أن محل النزاع متخصص و مختل00ف عن غ00يره ،اذ أن00ه في ج00انبين
نزاع لنيل حق قد هضم أو "تعسف" من إدارة الجباية في تقدير حس00اباتها و من جه00ة أخ00رى
هو حق مالي لصيق بالذمة المالية و هي مجموع ما للشخص وما عليه من حق0وق والتزام0ات
مالية حاضرة ومستقبلة 22و الحال أن المصلحة القائمة للمط00الب ب00اآلداء هي مص00لحة متعلق00ة
18حنان الرجايبي ،مرجع سابق ،ص 16
19
C.E , 18/06/1980,Requete n°22.140,R.J.F, 1980.
20قرار الدوائر المجتمعة عدد 31مؤرخ في 10ديسمبر 1991
21نور الدين الغزواني ،تعليق على قانون المرافعات المدنية و التجارية األحكام العامة و الخاصة ،
مطبعة أوربيس ،تونس ، 1996ص 173
" 22الذمة المالية حسب القانون المدني" ،موقع الموسوعة القانونية
9
بحق مالي مفرغ لذمته المالية لكنه في جانب آخر مصدر لخزينة الدولة و التي تقوم في ج00زء
هام منها على الموارد الجبائية . 23استنادا على الشروط العامة للمصلحة التي وجب أن تكون
قانونية ،حيث وجب أن تستند الى حق حيث يكون موضوع الدعوى له مركز قانوني ،وه00و
حال االعتراض ،و أوجب أن تكون مباشرة و شخصية أي أن صاحب الدعوى هو ص00احب
الحق الموضوعي المراد حمايته ،اال أن الق00ول بعب00ارة مباش00رة ال يع00ني ض00رورة أن يكون
صاحب الحق هو القائم الفعلي بالدعوى اذ أنه و كما ذكرنا سابقا أمكن أن تكون ص00فة القي00ام
عن طريق وكالة أو من يمثله عمال بأحكام الفصل 1118م ا ع .
و أوجب أيضا أن تكون المصلحة قائمة و حالة اذ يستوجب أن تكون المص00لحة موج00ودة في
وقت مباشرة الدعوى و أنه قد ثبت االعتداء عليها سواءا بص00ورة مادي00ة أو س00لبية من خالل
الشطط و المبالغة في إقرار مبالغ التوظيف االجباري مثال و ذلك مثال ح00ال الق00رار الص00ادر
عن المحكمة اإلدارية 313709الصادر في 16جانفي 2017و الذي تفيد وقائع00ه أن00ه ت00بين
لمصالح الجباية تولي المعقب ضده اقتناء عقار دون أن ي00ودع التص00اريح الجبائي00ة المتعلق00ة
بالضريبة على الدخل فتم التنبيه عليه بتسوية وضعيته في أجل أقص0اه 30يوم0ا من ت0اريخ
التبلي00غ و بع00دم تس00ويته لوض00عيته في األج00ل الم00ذكور ص00در بمقتض00اه ق00رار في التوظي00ف
االجباري فتوجه بمطلب اعتراض .24و أمام تقدير المصلحة فيقدر قيامه00ا عن00د رف00ع ال00دعوى
حيث يجب أن يكون الضرر المدعى به قد وجد عند تقديم الدعوى أي المصلحة.
و ال يمكن أن يكون الحديث عن األحكام العام00ة لرف00ع ال00دعوى دون الح00ديث عن األهلي00ة ،
بمعنى ،أهلية القائم بالحق أي أهلية الق0ائم ب0اآلداء .فاألهلي0ة على كونه0ا ق0درة االنس0ان على
االلتزام و على مباشرته شخصيا ما يترتب على تصرفه من حق00وق و واجب00ات ، 25و علي00ه و
بما أن األهلية وردت ضمن األحكام العام00ة في ك00ل من مجل00ة االلتزام00ات و العق00ود و مجل00ة
األحوال الشخصية ،فان هاته األخيرة ،أي األهلية ،يتكيف حضورها في المادة الجبائية من
https://elawpedia.com/
23الجداول الملحقة بمرسوم عدد 21لسنة 2021مؤرخ في 28ديسمبر 2021يتعلق بقانون المالية
لسنة 2022
24القضاء اإلداري التونسي
https://www.jat.tn/ar/hashtags-publication-jurisprudence/
25محمد الزين ،النظرية العامة لاللتزامات ،العقد ،مطبعة الوفاء ،1993 ،ص 87
10
خالل صفة المطالب باآلداء الذي يحتل مركز القائم بدعوى االعتراض ،ليكون التركيز عليه
من حيث وجود أهليته أو انعدامها دون االهتمام عن إدارة الجباية التي تحت00ل مرك00ز الم00دعى
عليه.
المبدأ القائم يقتضي وجوب ت00وفر األهلي00ة كامل00ة و س00ليمة لتعلقه00ا بالنظ00ام الع00ام لتكوم ب00ذلك
ملزمة ال يجوز التعديل فيها أو االتفاق المسبق على مخالفتها .
و نستنتج من هذا القول أن صفة القائم بالدعوى وهو المطالب باآلداء ،في موضوع الح00ال ،
وجب أن تتوفر فيه أهلية كاملة محققة لكافة الشروط القانونية .
بالنسبة للمدعى عليه ،ممثال في إدارة الجباية فان قيام أهليتها ال يمثل اش00كاال باعتباره00ا أنه00ا
تمثل إدارة أوال تستمد أهليتها الممنوحة من الدولة فإدارة الجباية في ت00ونس هي هيئ00ة رس00مية
تابعة لوزارة المالية وتتمثل مهمتها الرئيس0ية في جم0ع الم0وارد الجبائي0ة .وتتكون من أربع0ة
هياكل رئيسية ممثلة في اإلدارة العام00ة للمحاس00بة العمومي00ة و االس00تخالص و اإلدارة العام00ة
لألداءات و اإلدارة العامة لالمتيازات الجبائية و المالية و اإلدارة العامة للدراسات و التشريع
الجبائي.26
و لئن ارتبط شرط األهلية بالنظام العام ،اال أنه يتسم بشيء من المرون00ة ،اذ يمكن القي00ام من
طرف المطالب مقيد األهلية ،اذ أن الفص0ل 19م م م ت أج0از للقاص0ر المم0يز القي0ام بنفس0ه
دون وساطة المقدم في المادة االستعجالية اذا كان هنالك خطر ملم .
بين تضارب آراء الفقهاء ح00ول اعتب00ار األهلي00ة ش00رطا من ش00روط قب00ول ال00دعوى أم ش00رطا
لصحة المطالب القضائية النعقاد الخصومة ،فان المشرع التونس00ي ،ق00د تب00نى فكرة أن القي00ام
من قبل فاق00د األهلي00ة أو القي00ام على ع00ديم األهلي00ة ه00و قي00ام مقب00ول باعتب00ار أن االخالل قاب00ل
للتصحيح أثناء نشر القضية. 27
26سحر مشماش " ،إدارة الجباية في تونس أداة معطلة " ،السنة اإلدارية ، 2020/2021ص 6
https://budget.marsad.tn/
27نور الدين الغزواني ،مرجع سابق ،ص 129
11
و أمام حضور األحكام العامة في دعوى االعتراض على قرار التوظيف االجباري ،رغم ما
فيها من خصوصية مطّو عة حسب خصوصية كل دعوى ،وهو حال دعوى االعتراض على
قرار التوظيف االجباري ،فماذا عن األحكام الخاصة المتعلقة مباشرة باالعتراض ؟
الفقرة الثانية :شروط خاصة :خصوصية اإلجراءات في رفع دعوى االعتراض على
لئن كانت األحكام العامة قوام قيام أي دعوى مهما كانت ص00بغتها و خصوص00يتها فان00ه و لئن
ك00انت مجل00ة الحق00وق و اإلج00راءات الجبائي00ة النص الخ00اص المنظم لالع00تراض على ق00رار
التوظيف االجباري ،اذ أنه ال يكفي توفر الش0روط األص0لية المتمثل0ة في األهلي0ة و الص0فة و
المصلحة في القيام حتى تكون الدعوى في المنحى الصحيح ،بل ال بد من احترام خصوصية
الشكليات الواجب توفرها حسب كل دعوى ،فوجوبيه احترام الشكليات يعود لخطورة الجزاء
المترتب عن عدم احترامها .
اذن فان0ه على الق0ائم ب0االعتراض على ق0رار التوظي0ف االجب0اري اح0ترام أج0ل رف0ع دع0واه
(أوال) ،و تقديم دعواه في شكل عريضة طب00ق القواع00د اإلجرائي00ة المنص00وص عليه00ا قانون00ا
(ثانيا).
خالفا لألحكام العامة أي مجلة المرافعات المدنية و التجارية و خالفا لألحكام الخاصة الواردة
بمجلة اإلجراءات الجزائية فان االعتراض في المادة الجبائي00ة يتم00يز بالخصوص00ية لكون ال
يرفع الى إدارة الجباية أي الجهة التي صدر عنها القرار بل ترفع الى مح0اكم مختص0ة للنظ0ر
في النزاع و التي تتسم هي األخرى بالخصوصية عن نظيراتها من الدعاوى األخرى.
ان األجل هو األمر المستقبلي محقق الوقوع يترتب على وقوع00ه نف00اذ االل00تزام أو انقض00اؤه و
يعتبر األجل مثل الشرط و يميز بين األجل العارض أين يكون غير مهم ال يقوم عليه الح0ق و
12
بين األج0ل الج0وهري ال يق0وم الع0د بدون0ه ص0حيحا . 28و في م0ا س0بق قول0ه ف0ان األج0ل في
الدعوى ال يثير اشكاال في مدته بل من حيث انطالقه و كيفية احتسابه .
من خالل قراءة للفصل 55م ا ح ج ،أمكن استخالص أجل دعوى االعتراض و المتمثل في
60يوما من تاريخ تبليغ ق00رار التوظي00ف االجب00اري لألداء .حيث أن00ه قب00ل دخ00ول م ا ح ج
حيز النفاذ كان أجل الطعن أمام اللجنة الخاصة للتوظيف االجباري 30يوما بمعنى شهرا ،و
مع دخول المجلة حيز النفاذ تم التمديد في أجل الطعن الى ش00هرين أي 60يوم00ا ،و يمكن في
هذا الصدد أن نلتمس مرونة في اإلجراءات أي مرونة و تسهيال ق00د كرس00ه المش00رع لض00مان
حق المطالب في األداء بالتظلم و الطعن و االعتراض و التخمين في اتخاذ ق00رار االع00تراض
من عدم00ه و تق00ديم و تجه00يز مؤيدات00ه و أس00اليب دفاع00ه أم00ام اإلدارة المتخصص00ة في الم00ادة
الجبائية.29
نص الفص00ل 51من م ح ا ج على أن00ه يبل00غ ق00رار التوظي00ف االجب00اري للمط00الب ب00األداء
باإلحالة الى الفصل 10من ذات المجلة ،بذلك ف00ان آج00ال الطعن أم00ام المحكم00ة االبتدائي00ة ال
يبتدئ اال من يوم التبليغ بقرار التوظيف االجباري الحاصل بواسطة أع00وان مص00الح الجباي00ة
أو ع00دول التنفي00ذ أو م00أموري المص00الح المالي00ة أو بواس0طة رس0الة مض00مونة الوص00ول م00ع
االعالم بالبلوغ و في صورة عدم احترام اآلجال المذكورة يتم رفض االع00تراض ش00كال لع00دم
احترامه اإلجراءات الشكلية و بذلك يكون مآل الحق "أحيانا" السقوط.30
ان عريضة الدعوى هي تلك الورقة التي يقصد منها دعوة المعلن اليه للحضور في يوم معين
و ساعة معينة و الى محكمة معينة لسماع الحكم في الدعوى المعروضة عليه
و المالح00ظ أن مجل00ة المرافع00ات المدني00ة و التجاري00ة لم تع00رف عريض00ة ال00دعوى ب00ل يمكن
استخالص ذلك من الشروط العامة ال00واجب توفره00ا فيه00ا ،و ان ك00انت ه00ذه األخ00يرة قاس00ما
28علي كحلون ،النظرية العامة لاللتزامات ،مجمع األطرش للكتاب المختص ،تونس ، 2014/2015
ص 875
29
Ktata (A) .; “ de contentieux de l’imposition à travers le code des droits et des
procédures fiscaux « , Mémoire pour l’ontention du D.E.A, 25001/ 2002 , p66
30حكم ابتدائي مدني عدد .483المؤرخ في .25/11/2009
13
مشتركا أو كما أمكنت التسمية بابا مشتركا بين جميع الدعاوى اال أن طبيع0ة ال0نزاع وه ن0زاع
ذات ص00بغة مالي00ة بمع00نى ح00ول األداء فان00ه مب00دئيا تتالءم ،ه00ذه الطبيع00ة ،م00ع االج00راء
المخصص للنزاع المدني و التجاري اال أن هذه اإلجراءات ال يقع تطبيقها آليا .31
" تطبق أحكام مجلة المرافعات المدنية و التجارية على الدعاوى المنصوص عليه00ا بالفص00ل
54من هذه المجلة ال0واردة به0ذه المجل0ة" ،ك0ان ه0ذا منط0وق الفص0ل 56من م ح ا ج ،اذ
أمكن االستخالص من اآلتي ذكره أن المشرع ق0د أعطى إمكاني0ة اللج0وء الى األحكام العام0ة
مدام هاته األخيرة ال تتعارض مع النص الخاص ،و الحال أن القاعدة تقول اذا تعارض نص
عام مع نص خاص قدم النص الخاص على النص العام ،و ب00ذلك فان00ه أم00ام اعتم00اد األحكام
العامة ال يعني هذا وجود خصوصية واضحة و جلية متعلقة بعرضية دعوى االعتراض على
قرار التوظيف االجباري.
من بين هذه الخصوصيات أمكن طرح اآلتي :من حيث تقديم و تكوين العريضة ،اذ أن م ح
ا ج أي النص الخ00اص ق00د ش00ملته تع00ديالت عميق00ة و األهم فيه00ا ح00ذف اللج00ان الخاص00ة
بالتوظيف االجباري اذ أصبحت اإلحالة تتم للمحاكم االبتدائية أي المح00اكم العدلي00ة ،وه00و م00ا
سيتم التعمق فيه في جزء ثان .
ان كان المالحظ فب هذا االطار هو االختصاص الحكمي خاصة و أن الح00ال هي دع00وى في
المادة الجبائية و الناظر فيها محاكم عدلية يطرح و يعبر عن خصوصية ظاهرة نتبين معالمها
الحقا.
في ذات اطار الخصوص00ية ،ان اناب00ة المح00امي في األحكام العام00ة ،تع00د وجوبي00ة بالنس00بة
للقضايا المرفوعة أمام المح00اكم االبتدائي00ة ،من خالل الفص00لين 68و 69م م م ت ،اال أن00ه
في األحكام العامة تم بيان حق الخيار للمدعي أي المطالب باآلداء بإنابة محامي من ع00دمها و
ذلك من خالل قراء تحليلية للفصل 55م ح ا ج .
31أحمد أبو الوفاء ،نظرية الدفوع في قانون المرافعات ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف ، 1985ص
324
14
و عل حق الخيار ه00ذا على غ00رار كون00ه مرون00ة و تبس00يط اج00رائي اال أنه00ا في جه00ة أخ00رى
ضمان من خالل تكريس حق المطالب باألداء في القيام شخصيا بالدعوى لنيل حقه .32
في ذات اطار فان حق الخيار الذي خوله المشرع للمط0الب ب0األداء ،ه0و خي0ار نس0بي اذا أن
أحكام الفصل 57من م ح ا ج نص على أن اناب00ة المح0امي وجوبي00ة اذا تج0اوز مبل00غ اآلداء
الموظف اجباريا أو المطلوب استرجاعه 25ألف دينار . 33نستنتج من هذا الح00د من الحري00ة
تمييز المشرع بين صنفين من النزاعات الجبائي00ة .ف0بين تل00ك ال00تي يكون فيه00ا انب00ة المح0امي
وجوبية وهي الحالة سالفة الذكر و بين أخرى اختياري0ة ال تتج0اوز القيم0ة الم0ذكورة و يمكن
بالتالي للمطالب باألداء مباشرة االعتراض بنفسه أو بمن يوكله.34
ان انابة المحامي تمكن المتقاضي من تفادي خط00ر رفض مطلب00ه س00واءا لعيب في الش00كل أو
في اإلجراءات .و فيما يتعل00ق ب00إدارة الجباي00ة كم00دعى علي00ه فإنه00ا ال تخض00ع لوجوبي00ه اناب00ة
محامي اذ يمكن مباشرة قضاياها بواسطة أعوانها المؤهلين دون توكيل خاص.35
في اطار ذات الحديث عن الشروط الخاص00ة ب00االعتراض عن الق00رار االجب00اري فان00ه خالف00ا
للشروط اإلجرائية السالفة الذكر و القادمة الذكر ،في جزء ثان ،أمكن الحديث عن " ش00روط
أولية" بمعنى هي شروط وجب أن تتوفر حتى يتم االعتراض .من بين هاته الشروط وجوب
أن يتوفر قرار في التوظيف االجباري كامال و محترما لكل مقوماته األصلية و الش00كلية ، 36
اذ في ذات االطار نص الفصل 47من م ح ا ج على أن التوظيف االجباري يق00وم على نت00ائج
المراجعة األولية و المعمقة .و عليه فان المطالب باآلداء ،على اعتبار حق00ه في االع00تراض
المخول له من المشرع ،يكون اعتراضه على أساس وجود عيب في القرار المسلط عليه من
اإلدارة اما شكال أو أصال في طرق التقدير و االحتساب .
32كمال العياري ،إجراءات التقاضي و التنفيذ في المادة الجبائية ،تونس مجمع األطرش للكتاب
المختص ، 2009 ،ص 245
33قانون 6مارس . 2006
34ملتقى حول مناقشة قانون 6مارس ، 2006يوم الثالثاء 21فيفري ، 2006ص 713
35الفصل األول من أمر عدد 1016المؤرخ في 01جويلية 1991المتعلق بتنظيم و ضبط المصالح
الخارجية لإلدارة العامة للمراقبة الجبائية.
36كمال العياري ،الوسيط في القانون الجبائي ،مجمع األطرش ، 2019 ،ص .554
15
يخال األمر في بادئ األمر أن االعتراض قد يوقف تنفي00ذ ق00رار التوظي00ف االجب00اري اال أن00ه
وفق00ا لمنط00وق الفص00ل 52من م ح ا ج اال اذا ق00ام الط00الب ب00اآلداء ب00دفع % 20من المبل00غ
المس00توجب آداؤه ح00تى يتوق00ف التنفي00ذ من أص00ل األداء المس00توجب في ص00ورة ع00دم تق00ديم
المطالب باألداء بالتصاريح الجبائية أو تقديم ضمان بنكي بـ 15%من نفس المبل00غ و % 10
من أصل األداء المستوجب .اذن أمكن القول أنه ح00تى ل00و ك00ان االع00تراض مخ00وال للمط00الب
باألداء كطرف ضعيف لضمان حق00ه اال أنه00ا ض00مانه أمكن أق0ول أنه00ا منقوص00ة تس0بق فيه00ا
الخزينة العامة للدولة حتى لو كان المبلغ نسبة قليلة فكأنما هي "أداة معطلة " ،
قUUد تفتح التسUUاؤل عن مUUدى تكUUريس الضUUمانات الحاميUUة للمطUUالب بUUاألداء و المقلصUUة من
سلطة اإلدارة من خالل رقابة قضائية خاصة و مزدوجة ؟
فالخصومة تفترض مجموعة من اإلعمال المتتابعة التي تتخذ قص00د الحص00ول على الحكم. 37
و هذا الحكم لن يكون مطابقا ألساس المحاكمة العادلة دون مؤيدات ثابتة و بالتالي فإن النظ00ر
في سير إجراءات رفع دعوى االعتراض تتلخص في إجراء وحيد يتمثل في التبليغ.
فقد أواله المشرع أهمية كبرى لما له أهمية بالغة على المبادئ القانوني00ة األساس00ية و المتمثل00ة
في مبدأ المواجه00ة بين الخص00وم ،حق00وق ال00دفاع و قواع00د الع00دل و اإلنص00اف و بالت00الي ف00إن
المراقبة القضائية على قرارات التوظيف اإلداري ته00دف لحماي00ة حق00وق المط00الب ب00األداء إذ
يجب على المطالب باألداء اإلعالم المسبق لعملية المراجعة المعمقة للوضعية الجبائي00ة وذل00ك
لتمكينهم من إعداد وسائل دفاعهم كأليه االعتراض و تكريس مب00دأ التقاض00ي على درج00تين و
االزدواجية القضائية إن كان من قبل المحاكم اإلدارية أو المح00اكم العدلي00ة و ذل00ك بمراقب00ة و
مناقشة المحكمة شكليات قرار التوظيف اإلجباري و مضمونه س00واء في الط00ور االبت00دائي او
الطور التعقيبي من اختصاص المحاكم العدلية (الفقرة األولى ) ثم في مرحل00ة ثاني00ة من خالل
مناقشة المحكمة اإلدارية الطور التعقيبي لقرار التوظيف اإلجباري.
الفقرة األولى :مناقشة المحاكم العدلية االعتراض على قرار التوظيف اإلجباري
أس00ند المش00رع التونس00ي الرقاب00ة القض00ائية ض00من دع00وى االع00تراض على ق00رار التوظي00ف
اإلجباري االختصاص للمحاكم العدلية في الطور االبتدائي واالستئنافي الطور االبتدائي.
37
احمد الجندوبي و حسين بن سليمة ،أصول المرافعات المدنية و التجارية ،شركة أوبيس للطباعة 2005ص 228
17
حسب الفصل 55من مجلة الحقوق واإلجراءات الجبائية "ترفع الدعوى ضد مصالح الجباي00ة
لدى المحكمة االبتدائية التي توجد بدائرتها المصلحة الجبائي00ة المتعه00دة ب00الملف بأج00ل أقص00اه
60يوما من تاريخ تبليغ قرار التوظيف اإلجباري "
حسب منطوق هذا الفصل فإن أجل الطعن 38باالعتراض في ق00رار التوظي00ف اإلجب00اري ه00و
ستون يوما من تاريخ تبليغه و يتضح ذلك من خالل إحكام الفصل 10م.ح.إ.ج.
و يبدأ سريان ذلك األجل من اليوم الموالي لتاريخ التبليغ بما أن يوم التبلي00غ ال يحس00ب ض00من
األجل و إذا صادف اليوم األخير و إذا صادف اليوم األخ00ير ي00وم عطل00ة رس00مية ف00ان األج00ل
يمتد إلى اليوم الذي يليه.
و لق0د بين المش0رع بالفص0ل 10م.ح.ا.ج كيفي0ة تبلي0غ ق0رار التوظي0ف اإلجب0اري ال0ذي يجب
الرج00وع ألحكام00ه عمال بمقتض00يات الفص00ل 51من نفس المجل00ة ال00ذي يق00ول "يبل00غ ق00رار
التوظيف اإلجباري للمطالب باألداء بالطرق المنصوص عليها بالفصل 10من ه00ذه المجل00ة و
39
يمكن للمطالب لألداء االعتراض على هذا القرار وفق أحكام الفصل 55من نفس المجلة
بحيث ال خالف في كون تبليغ في القانون التونسي يج00ري وف00ق إج00راءات ض00بطها المش00رع
تستند إلى وضع حلول متعددة كل ذلك بغاي00ة تبلي00غ األوراق ألص00حابها ح00تى تس00تجيب لمب00دأ
المواجهة وتضمن بالتالي ح0ق ال00دفاع "...ولق00د ج0اء بالفص00ل 10الم00ذكور عن كيفي00ة تبلي00غ
اإلعالنات من قبل إدارة الجباي00ة “ تبل00غ مط00الب وإعالن00ات مص00الح الجباي00ة المنص00وص في
شأنها على أجل محدد للرد عليها عن طريق أعوان هذه المصالح أو العدول المنف00ذين ح00املي
بطاقات الجبر أو بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم ب00البلوغ ويخض00ع التبلي00غ إلى
أحكام مجلة المرافعات المدنية والتجارية"
38
Comme l’a affirmé Réné CHAPUS « à la différence de la procedure civile le regime de contentieux
administrative subordonne (en principe , mais trés largement) la recevabilité des recours à leur exercice avant
l’expiration d’un delais « ,René CHAPUS , Droit du contentieux administratif, op .cit p.556
39
المحكمة االبتدائية قضية عدد 1744المؤرخ في 5أفريل 2022ملحق عدد 2
18
ما يمكن أن نستخلصه من هذا الفصل أّن اإلعالم يمكن أن يقع مباشرة بواسطة أعوان اإلدارة
40
أو بواسطة محضر محرر من قبل عدل منفذ
إن أجل الطعن باالعتراض في قرار لجنة التوظيف اإلجباري هو أجل يهم النظ00ام الع00ام كم00ا
هو الحال ألي أجل من آجال الطعن وللمحكمة أن تتمس00ك ب00ذلك من تلق00اء نفس00ها وعلي00ه فله00ا
القضاء بسقوط االعتراض إذا رفع بعد أجل الستين يوما من تاریخ تبليغ الق00رار مح00ل الطعن
عالوة على ذلك فإّن أجل الطعن هو أجل مسقط كما أن00ه ال يقب00ل القط00ع غ00ير أّن الطعن يمكن
أن يقع حسابه من جديد إذا قضت المحكمة ببطالن اإلعالم أو إذا تولت اإلدارة توجيه اإلعالم
ثانية.
إن المشرع في هذا اإلطار لم يقتصر فقط على بيان كيفية التبليغ ،بل حّ0د د بدق00ة التنصيص00ات
الوجوبية التي يجب أن يشملها محضر عدل المنفذ في التبليغ ليكون االس00تدعاء قانوني00ا وذل00ك
من خالل الفصل 6جديد من م .م .م.ت.
فقد تعّر ض إلى وجوب أن تشمل المحاضر التي يحررها العدول المنفذين
ثانًيا :إذا كان الطالب شخصا طبيعيا الب00د من التنص00يص على هويت00ه من خالل بي00ان اس00مه،
لقبه ،مهنته ومقره المختاروعدد ترسيمه بالسجل التجاري ومكان00ه إذا ك00ان ت00اجرا وهوي00ة من
يمثله إن وجد .أما إذا كان الطالب شخص00ا معنوي00ا فالب00دأن يش00تمل المحض00ر على هويت00ه من
خالل اسمه ومقره االجتماعي وشكله القانوني إن كان شركة وعدد ترسيمه بالسجل التج00اري
ومكانه
ثالثا :البد من بيان اسم العدل المنفذ والمحكمة التي يعمل بدائرتها
40
Les procédé s de notification administrative ont provoqué et provoquent encore des difficultés sérieuses qui
risquent souvent de faire perdre aux justiciables leur droits
19
رابعا :بيان هوية المطلوب الشخص الطبيعي من خالل بيان اسمه ،لقبه مهنته ومقره كما تع00
ّرض إلى كيفي00000000000000000000000000000000000000000000000ة التبلي00000000000000000000000000000000000000000000000غ إن لم
يكن للمطلوب مقرا معلوما وقت اإلعالم ،فالتبليغ يكون آلخر مقر إقامة كان له ،وعند االقتض
اء عدد ترسيمه بالسجاللتجاري ومكانه ،كما البد أن يبين هذا المحضر هوية المطلوب الش00خ
ص المعنوي ،وذلك باإلشارة إلى اسمه ،مقرهاالجتماعي وشكله القانوني إن كان شركة وعند
االقتضاء عدد ترسيمه بالسجل التجاري ومكانه
خامسا :بيان اسم من سّلم إليه اإلعالم وإمضائه أو وضع عالمة إبهامه على األصل أو تس00جي
ل امتناعه او سببه
تّم ثل هذه البيانات بيانات وجوّبية ،إذ الّبد أن تتّو فرفي كل محضر استدعاء بواسطة عدل منفد
اما بالنسبة الى عيب االختصاص فانه يمكن التفطن اليه بمجرد تفحص المقرر
الذي هو مكتوب ويشترط لصحته بيان السلطة التي اصدرته وتضمين امضائها و يمكن
للقاضي الجبائي ادراك هذا الخلل من خالل مراقبة مدى احترام الجهة التي اصدرته
ويعتبر القاضي الجبائي ملزم بإثارة هذه العيب من تلقاء نفسه اذ لم يتفطن اليه
20
فالسلطة المختصة باصدار قرار التوظيف االجباري باألداء هو وزير المالية و
41
ذلك حسب منطوق الفصل 50م ح ا ج
أم000ا بالنس000بة لعيب خ000رق الص000يغ الجوهري000ة و الش000كلية فإن000ه على القاض000ي الجب000ائي اال
يعت0000000000000000000000000000000د بجمي0000000000000000000000000000000ع االخالالت الش0000000000000000000000000000000كلية
المثارة امامه النه يجب التمييز بين الشكليات الجوهرية التي يترتب عن اهمالها ضرر فادح ب
المنظورين فتص00000000000000000000000000000000000000000000000000بح س00000000000000000000000000000000000000000000000000بب
اللغ000اء مق000رر التوظي000ف و الش000كليات البس000يطة ال000تي ال ي000رتب ع000دم احترامه000ا الغ000اء
مقرر التوظيف.
فالمالحظ انه في صورة عدم احترام مقررات التوظيف لبعض البيانات الوجوبية التي تم ذكر
ه00000000000000000000000000000000000ا س00000000000000000000000000000000000ابقا ال يمن00000000000000000000000000000000000ع ادارة
الجباي000ة من اص000دار مق000رر توظي000ف جدي000د تتف000ادى في000ه جمي000ع االخالالت الش000كلية
باعتب000000000000000000ار ان الحكم في هات000000000000000000ه الحال000000000000000000ة لم ينظ000000000000000000ر في
اصل النزاع و هو بالتالي لم يكتسب قرينة االتصال القضاء و األمر بخالف ذلك اذ ك00ان االل
غاء ناتجا عن مراقبة المشروعية الداخلية. 43
41
يتم
التوظيف االجباري لالداء المنصوص عليه بالفصل 47م ح ا ج بواسطة قرار معلل يصدره وزير المالية او من فوض لهوزير المالية في ذلك
..على اساس النتائج التي افضت الى المراجعة الجبائية و رد المطالب باألداء عليها ان توفر
42
المحكمة االبتدائية بصفاقس قضية عدد 1750الصادرة بتاريخ 15مارس 2022ملحق عدد 5
43
انظر قرار صادر عن المحكمة االدارية بتاريخ 23جوان 1997تحت عدد 31357قضى بالنقض دون احالة لعدماحترام اجراءات الصلح
بقرار ثان بتاريخ 9جوان 1997صادر تحت عدد 31360اعتبر ان عدم احترام االجراءات الجبائية يمكن ان يثار من قبل القاضي بصفة تلقائية
21
و علي000ه المقص000ود بمراقب000ة المش000روعية الداخلي000ة التحق000ق من ع000دم مخالف000ة المق000رر
لقاع000000000000000دة قانوني000000000000000ة موض000000000000000وعية تتعل000000000000000ق ب000000000000000إجراءات
التوظي000ف و ان ع000دم اح000ترام القواع000د الموض000وعية المتعلق000ة ب000التوظيف يكتس000ي في
الواق00000000000ع اش00000000000كاال كث00000000000يرة فيه00000000000ا اتخ00000000000اذ مق00000000000رر ب00000000000الرغم
من انعدام السند قانوني او تفسير خاطئ للنص الجبائي
القاضي الجبائي بوجاهة دفوعات احد االطراف و مطابقتها للقانون اال ان
القاضي قد يتجاوز دفوعات الطرفين و يثيرمن تلقاء نفسه بعض الدفوعات
فالقاضي الجبائي بعد تثبته من اسس التوظيف و احترام االجراءات يتمتع بسلطة اإللغاء
45
وهي الصالحية التي تمكن من الغاء مقرر اداري لمخالفته قواعد المشروعية
لكن الحكم بااللغاء والتأييد ال يلخصان سلطات قاضي المشروعية الجبائية اذ
44
)خليل الفندري "ملتقىالقاضي الجبائي ،الجمعية التونسية للقانون الجبائي ،صفاقس 3و 4جانفي 2002ص 9
تفحص فقه القضاء يجرنا الى القول بان القاضي الجبائي لم يكتفي
45
بعبارة "االلغاء " بل استعمل عبارة اخرى للتدليل على حكم االلغاء منها االبطال و الرجوع و النقض
22
لهذا األخير سلطة تعديل مقرر التوظيف الجبائي.
والتعديل يمكن تعريفه على أنه الصالحية التي تمكن سلطة عليا من سحب مقرر سلطة
46
سفلى وإحالل محله مقرر ثان مغاير له
الطور االستئنافي
إن فتح طرق التقاضي على درجتين في المادة الجبائية كان مطلبا جديا طرحه
47
بعض الفقه 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000اء
لما يمثله ذلك مناعطاء مزيد منالضماناتللمطالب باالداء حتىتكتمل قناعاته باألحكام
الصادرة في شأنه
و هذا النظام لم يتم تكريسه اال بصدور مجلة الحقوق و اإلجراءات الجبائية ذلك
انه و في طور سابق كانت جل االحكامالصادرة في هذه المادة االبتدائية نهائية ال تقبل الطعن
اال بالتعقيب. 48
االمر الذي يدفعنا الى اقصاء النزاعات المتعلقة بالمعاليم المحلية50و المعاليم الديوانية.
46
Ben Achour (Y) :Droit administratif p .208
47
considérée comme l’une des manifestation de la bonne administration de la justice voir
notamment René CHAPUS droit de contentieux administratif , op.cit p.1082
48
راجع الفصول 110من مجلة معاليم التسجيل و 3-17من مجلة الضريبة و 26من مجلة الجباية المحلية
49
يستخلص من قراءة الفصل 67مدة األجل بثالثين يوم و ان تاريخ بداية عد اآلجال تبدأ من اليوم الموالي لإلعالم بالحكم
Habib AYADI , les procédure fiscales de contrôle et de contentieux Op.cit . 423
50
الخاضعة الحكام مجلة الجباية المحلية الصادرة بموجبالقانون عدد 11لسنة 1997المؤرخ في 3فيفري 1997
23
ان اج000راءات الطعن باالس000تئناف لألحكام الص000ادرة عن المحكم000ة االبتدائي000ة في م000ادة
التوظي00000000000000000000ف االجب00000000000000000000اري لألداء مثلم00000000000000000000ا ض00000000000000000000بطها
الفصالن 67و 68من المجلة ال تختلف كثيرا عن تلك المنطبقة على استئناف االحكام
المدنية خاصة و ان الفصل 68قداحال صراحة الى الفصل 54الذي احال بدوره الى
الفصول المنظمة ب م م م ت
مما يجعلنا نقول بان اجراءات االس00تئناف هي مب00دئيا تل00ك المنظم00ة ص00لب الفص00ول 13الى
143مو مجلة المرافعات المدنيةو التجارية خاصة ما لم تتعارض مع األحكام الخاصة
بالرجوع الى احكام المجلة عند صدورها نالحظ بأن المشرع و بغاية تبسيط عملية االستئناف
على المطالب باالداء اوردإستثنائين هامين قد يشكالن في رأي االستاذ رضا جنيح "وس00يلة ع
51
الج اقبح من الداء "
من جهة المخاطر الكبيرة التي يمكن ان تشكلها على سير اعمال محاكم االستئناف
و يبتدأ أجل الطعن باإلستئناف من تاريخ االعالم بالحكم و ان لم يتم االعالم او كان االعالم
من جه000ة ثاني000ة يرف000ع االس000تئناف وف000ق الفص000ل 67م ح ا ج بعريض000ة كتابي000ة يحرره000ا
المس00000000000000000000تأنف ذات00000000000000000000ه او من يوكل00000000000000000000ه للغ00000000000000000000رض اذا
كان مبلغ التوظيف او المبلغ المطلوب استرجاعه ال يتجاوز 25الف دينار
و ه000ذا يختل000ف م000ع الفص000ل 130م م م ت ال000ذي ينص على ان « يرف000ع االس000تئناف
بعريضة كتابية يحررها محام عن الطاعن لكتابة المحكمة اإلستئنافية ذات النظر "
51
محمد رضا جنيح "المطلبالمسبق امام وزير المالية في مادة توظيف األداء كلية الحقوق و العلوم االقتصادية و السياسية بسوسة 1991ص
119
في حقيقة االمر فإن االستاذ جنيح يعارض تبسيط اجراءات االستئناف المتعلقة بقرار التوظيف السابقة
24
و بالت000الي تنظ000ر محكم000ة االس000تئناف في القض000ية تمام000ا كب000اقي القض000ايا المدني000ة من
حيث س0000000000000000ير اط0000000000000000وار ال0000000000000000نزاع و تس0000000000000000ري عليه0000000000000000ا
ك000ل االج000راءات و ك000ذلك الموان000ع المنطبق000ة على المحكم000ة االبتدائي000ة ال000تي تنظ000ر في
قضية االعتراض فال يمكنها مثال سواءاعتماد وسائل االثبات المسموح بها في الم00ادة الجبائي 0
52
ة
غ000ير ان المش000رع اض000اف بم000وجب الفص000ل 60من الق000انون ع000دد 70لس000نة 2007
الم0000000000000000000000000ؤرخ في 27ديس0000000000000000000000000مبر 2007و المتعل0000000000000000000000000ق
بق0000انون المالي0000ة لس0000نة 2008فق0000رة ثاني0000ة للفص0000ل 67م ح ا ج تنص على ان "تبت
محكم00000000000000000000ة االس00000000000000000000تئناف في الطع00000000000000000000ون المتعلق00000000000000000000ة
باعم000ال تبلي000غ االس000تدعاءات و االعالم000ات باالحكام الص000ادرة في م000ادة التوظي000ف
االجب0000000000000000000اري او في م0000000000000000000ادة اس0000000000000000000ترجاع االداء عن0000000000000000000د
النظ000ر في اس000تئناف ه000ذه االحكام كم000ا فع000ل تمام000ا بالنس000بة للفص000ل 54المتعل000ق
باختص000اص المحكم000ة االبتدائي000ة و يه000دف ه000ذااالجراء الى مرك000ز ال000نزاع ام000ام نفس
المحكم تفاديا للطعون و القضايا المتناثرة و المتعلقة بنفس النزاع )( 53
و بالتالي يتمثل االستثناء االول الذي تم التخلي عنه نسبيا بموجب تنقيح 6مارس 2006فيتعل
ق بعدم الزامية انابةمحامي من قبل المطالب باألداء
فمن خالل الفصل 68نتبين ان المشرع اعطى المطالب باألداء الحرية في مباشرة ال00دعوى ا
الستئنافية بنفسه او بواسطةمن وكله بالغرض
و لعل ذلك كان بغاية التخفيف على المطالب باالداء و عدم تحميله تكاليف تقاضي كبيرة
أما في خصوص االستثناء الثاني فإنه يتعلق بأجل الطعن المفتوحة اذ نص الفصل 67من
25
الصادرة عن المحكمة االبتدائية في الدعاوى المنصوص عليها … في الثالثين
وما من تاريخ االعالم بالحكم ..في حين ان االجل الع00ادي لالس00تئناف كيفم00ا ظبطه00ا الفص00ل
141م م م ت هو 20يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم.
فأج00ل الثالثين يوم00ا المنص00وص علي00ه بالفص00ل 67يع00د اس00تمرارا لألج00ل ال00ذي ك00ان
معم000وال ب000ه في خص000وص اس000تئناف قرارالتوظي000ف االجب000اري ام000ام اللجن000ة الخاص000ة
بالتوظيف االجباري 54انالتنصيص علىاجلالثالثينيوما عوضا علىالعشرين يوم يوحي ان
المشرعقد اخذ بعين االعتبار حاجة المطالب باالداء الى وقتاطوللتحضير وسائلاس00تئنافه
كما قد يبرز وعيالمشرعبخصوصية النزاعاتالجبائية التي تقوم اساسا علىالوث00ائق و الم
ستندات المكتوبة وهو ما يفترض منح اطرافالنزاعوقتا اطوللتجميع هاته الوثائق
و للطعن باالستئناف اثرين يتمثل االول في االثر االنتقالي للطعن باالستئناف و أي
بان00ه االث00ر ال00ذي يع00ني ان الطعن باالس00تئناف ي00ؤدي الى مراجع00ة م00ا حكم ب00ه قاض00ي
الدرجة األولى مراجعة كلية فهي حكم جديد وطريقة استدراكية تامة
فاالثر االنتقالي يمثل جوهر الطعن باالستئناف ذلك ان تطبيق مبدأ التقاضي على درجتين يف00ت
رض ان ينتص00000000000000000000000000000000000000000000000000ب قاض00000000000000000000000000000000000000000000000000ي
االستئناف ليعيد النظر في كامل لنزاع الذي حان محل نظر مح00اكم الدرج00ة االولى فه00ذه الخا
ص0000000000000000000000000ية تمث0000000000000000000000000ل ض0000000000000000000000000مانة اساس0000000000000000000000000ية
للمط000الب ب000االداء ذل000ك انه000ا س000تدفع المح000اكم االبتدائي000ة الى تعلي000ل احكامه000ا و االخ000ذ
56
بعين االعتبار دفوعات و حجج االطراف المتنازعة تجنبا لنقضها من قبل المحاكم العليا
54
راجع الفصل 67من مجلة الضريبة على دخل الشخاصالطبيعيين و الضريبة على الشركات
55لقضاء و فقه المرافعات االدارية في تونس ،مركز النشر الجامعي وسراس للنشر الطبعة الثانية 198 ،ص187
56
الصغير الزكراوي مرجع سابق ص 112
26
اما االثر الثاني فيتمثل في األثر الغير تعليقي لالستئناف
اذا قمن000ا بالمقارن000ة بين الم000ادة المدني000ة و الم000ادة الجبائي000ة فإن000ه ال يمكن الح000ديث عن
اهمي0000000000000000000000000ة االث0000000000000000000000000ر التعليقي للطعن باالس0000000000000000000000000تئناف في
الم000ادة المدني000ة و ال000ذي يمكن القاض000ي من ان يطمئن على ع000دم التنفي000ذ علي000ة م000الم
57
ينقض الطور االستئنافي
و لكن االم000ر يب000دو مختلف000ا في الم000ادة الجبائي000ة و خاص000ة في نزاع000ات التوظي000ف من000ه
فرغم ان االختصاص االبتدائي واإلستئنافي يقع رفعه امام القضاء العدلي للطعن في ق00رار الت
وظي0000000000ف االجب0000000000اري لألداء ف0000000000إن إس0000000000تثناء االث0000000000ر التعليقي يع0000000000د
منسجما مع الطبيعة االدارية الواضحة التي اصبحت عليها قرارات التوظيف و بالتالي فإنه م
ن المب0000000ادئ ال0000000تي تحكم0000000المقررات االداري0000000ة انه0000000ا ذات تط0000000بيق ف0000000وري
بصرف النظر عن اراءات الطعن المتبعة بشأنها 58و بعدم اقرار هذا االثر منش00أنه انيثق 0
ل كاهل المطالبباألداء الذييجد نفسة مجبرا علىاألداء دونانيكون قد صدر ض00ده حكم
بات مما يجعل التوازن بين مصالح االدارة الجبائية و المطالب باألداء مفقودا
امام هذا الوضع و مراعاة إلمكانيات المطالب باألداء و حساسية التزاماته المادية مكن المشر
ع االشخاص الذين صدرضدهم قرار توظيف اجباري من حق توقيف تنفيذ هذا القرار و ذلك
بدفع %20من قيمته 59أو اعطاء ضمان بنكي بنفس تب00ك القي00ة مثلم00ا نص علي00ه الفص00ل 5
2م ح ا ج و هو اجراء يمكن مناحراز بعض التوازن فيمصالح طرفيالنزاع االدارة منج
هة حقها في عدم تعليق تنفيذ القرار بموجب الطعن فيه و المطالب باالداء منجهةتمكين00
ه بإيقاف التنفيذ بتحمل جزء منأعباء القرار ككل .
57
Selmi (M) Double degré de juridiction en droit judiciare tunisien , memoire de DEA en droit privé , Faculte de
droit du tunis 1984
58
أحمد الورفلي " ،التوظيفاالجباري لألداء ما الجديد ؟ " ملتقى حول م ح إ ج سوسة 2000
59
L’arret e de taxation d’office et suspendu par le paiement de 20% Seulment du montant du l’impot du
principal “ V.Debats parlementaires .J.O.R.T 27 Dec 2001 num 24, p.1358
27
تت000وفر لكل متق000اض ف000إن المط000الب ب000االداء ال000ذي لم يرض000ه الحكم االس000تئنافي ل000ه ان
يقوم برفع طعنه بالتعقيب لدى المحكمة االدارية و التي سعى المشرع الى تأكيد اختصاصها.
الفقرة الثانية :مراقبة المحكمة االدارية لالعتراض على قرار التوظيف االجباري
60
يتميز التقاضي الجبائي التونسي بإزدواجية قضائية
ت0000برز ع0000بر ت0000دخل هيكلين قض0000ائيين مختلفين لفض ال0000نزاع الجب0000ائي خالل أط0000واره
الثالث فيتعهد كما ذكر سابقا القضاءالعدلي بالطورين االبتدائي و االستئنافي في حين تتعهد ال
محكم00000ة االداري00000ة ب00000الطور التعقب00000يين و ل00000و خي00000ار تمس00000ك ب00000ه المش00000رع
التونس000ي من000ذ انش000اء المحكم000ة االداري000ة و اك000ده من خالل اص000دار مجل000ة حق000وق و
االج000000000000000000راءات الجبائي000000000000000000ة اذ ينص الفص000000000000000000ل 69منه000000000000000000ا
" يتم تعقيب الق0000رارات الص0000ادرة عن مح0000اكم االس0000تئناف في ال0000دعاوى المنص0000وص
عليه0000000000000000ا بالفص0000000000000000ل 54من ه0000000000000000ذه المجل0000000000000000ة طبق0000000000000000ا
لإلج000راءات المنص000وص عليه000ا بالق000انون االساس000ي المتعل000ق بالمحكم000ة االداري000ة و
ب000000000000000000000القوانين ال000000000000000000000تي تنقح000000000000000000000ه او تتمم000000000000000000000ه و يمكن
لمصالح الجباية تبليغ المستندات و المذكرات المتعلقة باجراءات التعقيب في الدعاوى المنص00
وص عليها بالفصل 54واالعالم بالقرارات التعقيبية الصادرة في شانها و غيرها من الوثائق
عن طريق أعوانها أو "بواسطة عدول الخزينة " أوعدول المنفذين"
وعليه اختار المشرع اسناد االختصاص بالتعقيب الى المحكمة االدارية عوضا عن محكمة
التعقيب
60
La repertition du contentieux fiscale entre le deux ordre du juridiction ne pas une solution adopte par le seule
legislateur tunisien “ Semi krayem , le juge compitents en matiere fiscale p10 d’ailleur le professeur Hbib AYADI
consedere qui le dualisme juridictionnel en tunisien trouve sesrscines dans l’experience francaise “ Un cas de
confusion administration -contentieux :la taxation d’office en tunisie “ in droit administratif , milanges Rène
CHAPUS ,paris Montchrestien , 1992 p.160
28
فعلى المس000توى الق000انوني يع000ود اختص000اص المحكم000ة االداري000ة في النزاع000ات الجبائي000ة
الى الق0000000000000000000000000000انون المنظم للمحكم0000000000000000000000000000ة االداري0000000000000000000000000000ة
ذاتها عدد 40لسن 1972المؤرخ في 1جوان 1972اذ أعطى المشرع هذا االختصاص
الى المحكمة االدارية بموجبالفصل 11من القانون المذكور ولم يتخل عن هذا التوجه
فهذا التوجه التشريعي اذن توجه قديم ويستند الى احكام المحكمة االدارية ذاتها
كما ان النزاع الجبائي يضم دوما ادارة الجباية كطرف فيه وهو بهذه الشاكلة نوع من النزاعا
ت اإلداري0000000000000000000000000000000000000000000000000ة ومن الط0000000000000000000000000000000000000000000000000بيعي
اذن ان تختص المحكمة االدارية بالنظر في المنازعات ذات الطابع االداري فهي القاضي
الطبيعي لالدارة.
ام000ا على المس000توى ال000واقعي ف000إن تواص000ل قض000اء المحكم000ة اإلداري000ة في المنازع000ات
الجبائي00000000000000000ة من00000000000000000ذ س00000000000000000نة 1972الى الي00000000000000000وم ق00000000000000000د
اكسبها الخبرة و حتى الجرأة الالزمتين للنظر في النزاعات الجبائية التي ظلت و لمدة طويلة
رهين000000000000000000000000000000000ة تس000000000000000000000000000000000لط ادارة الجباي000000000000000000000000000000000ة
ال000تي تعت000بر في غ000الب االحي000ان ان م000ا تقول000ه ص000واب يحتم000ل الخط000أ و م000ا يقول000ه
المطالب بالضريبة خطأ يحتمل الصواب.
ومن غير المنطقي ان يسحب هذا االختصاص من محكمة تعودت عليه منذ
عشرات السنين
و في هذا االطار يمكن تقسيم رقابة المحكمة االدارية الى مرحلتين تتمثل المرحلة االولى في
رقاب0000000000000000000000000000000ة ش0000000000000000000000000000000رعية الطعن ب0000000000000000000000000000000التعقيب
و م00دى مطابقت00ه للش00روط المنص00وص عليه00ا بق00انون المحكم00ة االداري00ة ام00ا المرحل00ة
الثانية و هي الموالية للمرحلة االولى والمتمثلة في الرقابة على مضمون الطعن
29
المرحلة االولى
يالحظ ان الطعن بالتعقيب امام المحكمة االدارية يخضع الى جملة من
لشروط واالجراءات التي يجب على القائم بالطعن احترامها و اال آل ذلك
62
الى رفض مطلبه شكال
حيث أوجب الفصل 67جديد من قانون المحكمة انه " يرفع الطعن بالتعقيب في الصور
المنصوص عليها بهذا القانونلدى الجلسة العامة بالمحكمة االدارية بمقتضي مطلب يحرره
المحامي لدى التعقيب يقدم لكتابة المحكمة في اجل شهر منتاريخ االعالم بالحكم فيه ويجب
ان يحتوي المطلب على اسماء االطراف والقابهم ومقراتهم و على موجز لوقائع القضية
و بالتالي إذا أخل المطالب باألداء خالل قيامه بالتعقيب عن قرار التوظيف لدى المحكمة االد
ارية بالسكلباتالمنصوص عليها بالفصل سالف الذكر فيؤول مطلبه بالبطالن شكال .
لئن ك000ان القاض000ي االداري يعتم000د المرون000ة بش000أن مفه000وم المص000لحة ذات000ه ف000ان فق000ه
القض000000000000000000اء االداري وض000000000000000000ع بص000000000000000000ورة موازي000000000000000000ة بعض
61يمكن تلخيص مهمة قاضي التعقيب سواء كان قضيا اداريا او عدليافي االمرين :هو قاض يراقب الحكم المعقب ،و ال يعيد النظر في اصل
القضية وهو كذلك ال يراقبه اال باالعتماد على قانونباعتبار ان الواقع نظر فيه قاضي الموضوع
62
يتميز فقه قضاء المحكمة اإلدارية بالعدد الهائل من القضايا التي تنتهي بالنقض شكال بدون الخوض في االصل و يعود ارتفاع هذا النوعن
القضايا في اغلب الحاالت الى التشدد المفرط في تغليب الشكليات وهو تشدد ال يمكن تبريره دائما
انظر في هذا الخصوص
قرار صادر عن محكمة التعقيب اإلدارية قضية عدد 314393الصادر بتاريخ 1ديسمبر 2020ملحق عدد 7
30
الش000روط العتب000ار المص000لحة قائم000ة فالمص000لحة المعت000برة يجب ان تكون شخص000يك
ومباشرة ومشروعة 63فالمصلحة المشروعة هي التيتكون متوافقة مع النظام العام الذي
ال يجوز الموافقة على مخالفته ويجوز للمحكمة اثارته من تلقاء نفسها في اي مرحلة
64
من مراحل الدعوى "
الشرط األول يتعلق بالمصلحة وهو شرط غيب من قانون المحكمة اإلدارية فلم يتعرض له
ولكنه في إطار هذا التغييب يمكن الرجوع الى ما تض00منه الفص00ل 19من مجل00ة االلتزام00ات
والعقود في فصلها 19ال00ذي ينص على ان ح00ق القي00ام يكون لكل ش00خص ل00ه ص00فة واهلي00ة
تخوالنه حق القي00ام ومن واجب المحكم00ة رفض ال00دعوى اذا ت00بين له00ا من اوراق القض00ية ان
65
اهلية الطالب منعدمة
أما الشرط الثUUاني فيتعل0ق بص0فة الق0ائم ب0التعقيب ال0ذي اقتض0ى الفص0ل 67ان يكون الطعن
مرفوعا وجوبا مم قبل محامي لدي التعقيب في حق حريفة
و معنى ان تكون هنالك مغايرة بين المحامي و الحريف كما اس00تقر على ذل00ك فق00ه القض00اء و
المحكمة االدارية و حذلك محكمة التعقيب المدنية بحيث ال يمكن للمحامي ان ينوب عن نفس00ه
و ان كان مرسما بالتعقيب.
رغم ان احكام م ح ا ج تجاهلت ش00رط الص00فة ف00ان ق00انون المحكم00ة االداري00ة أش00ار اليه00ا في
الفص00ل 70من00ه حيث ج00اء في00ه "ال يقب00ل الطعن ب00التعقيب اال ممن ك00ان طرف00ا من الحكم
المطعون فيه او من خلفه ". 66
و قد دأبت المحكمة االدارية على رب00ط ش00رط الص00فة و المص00لحة في اح00د قرقراته00ا و ال00تي
تنص على أن00ه حيث ق00دم مطلب التعقيب في اآلج00ال القانوني00ة ممن ل00ه الص00فة و المص00لحة
مستوفيا اجراءاته الشكلية و الجوهرية و تعين قبوله من هذه الجهة .67
63
توفيق بوعشبك،الوجيز في القانون االداري العام ،الطبعة األولى مجمع االطرش ،تونس 2021ص 747
64
جهاد ضيف هللا الجازي ،وقت توافر شرط المصلحة في دعوى االلغاء ،دراسة تطبيقية مقارنة ،دراسةعلوم الشريعة و القانون المجلد 42العد
د 1لسنة 1015ص 19
65
مجلة االلتزامات و العقود
66
قانون المحكمة االدارية عدد 40المؤرخ في 1جوان 1972
67
المحكمة االدارية قضية عدد 312381بتاريخ 27فيفري 2017
31
كما ضبط الفصل 67جديد من قانون المحكمة االدارية اجل الطعن ب00التعقيب 68بثالثين يوم00ا
من تاريخ االعالم بالحكم.
وهو اجل جاء ليحسم جدال كان قائما سابقا ومرده ان المشرع قب تنقيح 1996ك00ان يس00تعمل
لفظة الشهر.
اما مجلة الحقوق واالجراءات الجبائية فقد تجاهلت ذكر اج00ال التعقيب و اكتفت باإلش00ارة الى
الرج00وع الى ق00انون المحكم00ة االداري00ة ال00ذي نص في فص00له 67يرف00ع الطعن ب00التعقيب في
الصور المنصوص عليها بهذا القانون بمقتضى مطلب يحرره محام لدلى التعقيب يقدم لكتاب00ة
69
المحكمة في اجل ثالثين يوما من تاريخ االعالم بالحكم المطعون فيه
و عليه لقد اشترط المشرع على الطاعن او المطع0ون ض0ده بص0فته مط0الب ب0األداء ان يق0وم
بإنابة محامي لدى التعقيب في الغرض المراد طعنه و ذل00ك ب00الرجوع الى احكام الفص00ل 67
من قانون المحكمة االدارية يرفع الطعن ب00التعقيب في الص00ور المنص00وص عليه00ا بمقتض00ى
مطلب يحرره محام لدى التعقيب يقدم لكتابة المحكمة في اجل ثالثين00ا يوم00ا من ت00اريخ االعالم
بالحكم المطعون فيه .70
و لقد كرست المحكمة االدارية في عديد قراراتها هذا الشرط و اعتبرت ان جاهله يؤدي حتما
الى لرفض القضية شكال قبل التطرق الى اصل النزاع حيث ج0اء في اح0دى قراراته00ا الطعن
في القرارات الصادرة عن اللجنة الخاصة ب00التوظيف س00واء ص00لب مطلب التعقيب او ص00لب
مطلب توقيف تنفيذ تقتضي انابة محام لدى التعقيب و اال كان ماله ال00رفض ش00كال باعتب00ار ان
ه00ذا االج00راء اساس00ي و ي00ترتب عن االخالل ب00ه البطالن 71حيث اعت00برت ان خل00و مطلب
التعقيب من دون بي00ان هوي00ة المح00امي ي00ؤدي الى رفض المطلب ش00كال و حيث ورد مطلب
التعقيب ممضى من النيابة دون بيان هوي00ة الممض00ي ل00ذا ف00المتعين التص00ريح ب00رفض مطلب
72
التعقيب شكال
68
تعتبر اجال الطعن من النظام العام و تثيرها المحكمة و تتمسك بها من تلقاء نفسها وهو ما اقره و تواتر عليه فقه قضاء المحكمة االدارية
69
القانون المتعلق بالمحكمة االدارية عدد 40لسنة 1972المؤرخ في 1جوان1972
70
قانون غرة جوان 1972المتعلق بالمحكمة االدارية
71
عبد الرزاق بن خليفة اجراءات النزاع االداري القانةون و فقه القضاء دار االسهامات االدبية ص 301و 302
72المحكمة االدارية قضية عدد 43283تاريخ 22جوان 1998الورداني ضد اللجنة الخاصة بالتوظيف االجباري
قرار تعقيبي جبائي عدد 34904بتاريخ 22نوفمبر 2004
32
فالطاعن ال يمكن ان يرفع مطلبه بنفسه الى المحكمة االدارية دون اللجوء الى محامي و حيث
رف0ع المعقب مطلب0ه بص0فة مباش0رة اي ب0دون اناب0ة ل0دى التعقيب االم0ر ال0ذي يش0كل اهم0اال
73
لألجراء االساسي يوجب رفضه شكال
كماي تجدر االشارة الى ان القاضي االداري قد اشترط تق00ديم الم00ذكرة االس00هابية ح00تى و ل00و
ورد مطلب التعقيب العريضة االفتتاحية مفصلة لجميع المطاعن بشكل اس0هابي 74و لئن ك0ان
بإمكان تفسير هذا الموقف بحرص القاضي االداري على التقي00د بم00ا اورده المش00رع بالفص00ل
67المذكور اعاله فان ذلك فقد اسهم في ارتفاع نسبة المطالب المرفوضة شكال و ال00تي بلغت
سنة . 72᷁᷁ 1995
وهو ما يستدعي من القاضي االداري توخي اكثر مرون00ة و مزي00د التبس00يط في االج00راءات و
حذو مناهج القاضي االداري الفرنسي الذي و منذ القرار CONSTAURYالصادر بتاريخ
17فيفري 1928قد ترك الخي00ار للط00اعن في تق00ديم الم00ذكرة االس00هابية او االكتف00اء بتحري00ر
عريضة دعوى مفصلة لجميع المطاعن بصورة واضحة .
بالرغم من هذا التشدد ال00ذي كرس0ته المحكم00ة االداري00ة ال00ذي يمس في مرتب00ة اولى المط00الب
باألداء بما انه الطرف االكثر التجاء الى التعقيب 75ف0ان تش0دد القاض0ي االداري ليس مطلق0ا اذا
قبلت المحكمة االدارية التصحيح في بعض الحاالت االستثنائية من ذلك امكانية تدارك الخل00ل
الوارد على مطلب التعقيب الخال من بيان وقائع القضية و اسباب الطعن و ذلك بتقديم مطلب
تعقيبي تصحيحي خالل اجال القيام .76
قائمة المراجع
73قرار تعقيبي جبائي عدد 32108مؤرخ في 21فيفري 2000علي بن براهم بن احمد السلطاني ضد االدارة العامة للمراقبة الجبائ
74قرار تعقيبي اداري عدد 32907مؤرخ في 3مارس 2003
75توضح النسب ان 80من المطالب مقدمة في الطور التعقيبي في المادة الجبائية صادرة عن المطالب باالداء غازي الجريبي مرجع سابق
76كمال العياري الوسيط في القانون الجبائي ص 330
33
نور الدين الغزواني ،تعليق على قانون المرافعات المدنية و التجارية األحكام العامة و
الخاصة ،مطبعة أوربيس ،تونس 1996
أحمد الجندوبي و حسين بن سليمة " أصول المرافعات المدنية و التجارية " ،شركة
أوربيس للطباعة 2005 ،
الطاهر الشحمي :المراقبة الجبائية مجمع األطرش للكتاب المختص ،تونس 2023
علي كحلون ،النظرية العامة لاللتزامات ،مجمع األطرش للكتاب المختص ،تونس
2014/2015
أحمد أبو الوفاء ،نظرية الدفوع في قانون المرافعات ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف
1985
كمال العياري ،الوسيط في القانون الجبائي ،تونس مجمع األطرش للكتاب المختص ،
2009
توفيق بوعشبك،الوجيز في القانون االداري العام ،الطبعة األولى مجمع االطرش ،تونس
2021
محمد الزين ،النظرية العامة لاللتزامات ،العقد ،مطبعة الوفاء 1993 ،
المراجع الخاصة:
عبد الرزاق بن خليفة اجراءات النزاع االداري القانون و فقه القضاء دار االسهامات
االدبية
34
محمد رضا جنيح "المطلب المسبق امام وزير المالية في مادة توظيف األداء كلية الحقوق و
العلوم االقتصادية و السياسية بسوسة 1991ص 119
المقاالت:
الصغير الزكراوي" :ضمانات المطالب باألداء" م .ق .ت .مارس 2002ص 110
المذكرات و األطروحات:
أمال الشرفي :المطالب باألداء وقرار التوظيف االجباري ،محاضرة ختم تمارين ،السنة
القضائية 2010،2011
عبد الرزاق المختار :مبدأ التقاضي على درجتين في المادة اإلدارية ،الطروحة النيل شهادة
الدورات ،بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ،لسنة 2005
سناء بناني :الرقابة القضائية على قرارات التوظيف اإلجباري ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير المهني في قانون المنازاعات اإلدارية و الجبائية ،كلية الحقوق بصفاقس ،السنة
الجامعية 2021،2022
حنان الرجايبي ،رفع دعوى االعتراض على قرار التوظيف االجباري ،محاضرة ختم
التمرين ،الهيئة الوطنية للمحامين بتونس ،السنة القضائية 2014/2015
المحاضرات:
مصطفى بن اللطيف ،محاضرات السنة الثانية اجازة في القانون الخاص ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية بتونس ،السنة الجامعية 2017/2018
الملتقيات:
35
محمد رضا جنيح"الطعن بالتعقيب في المادة الجبائية" ،التقاضي الجبائي "،ملتقى جهوي
نظمه المعهد األعلى للقضاء بدائرة محكمة االستئناف بتونس يوم 12جوان2001،
خليل الفندري "ملتقى القاضي الجبائي ،الجمعية التونسية للقانون الجبائي ،صفاقس 3و 4
جانفي 2002
جهاد ضيف هللا الجازي ،وقت توافر شرط المصلحة في دعوى االلغاء ،دراسة تطبيقية
مقارنة ،دراسةعلوم الشريعة و القانون المجلد 42العدد 1لسنة 2015
احمد الورفلي " ،التوظيفاالجباري لألداء ما الجديد ؟ " ملتقى حول م ح إ ج سوسة 2000
المواقع االلكترونية
/https://elawpedia.com
https://www.jat.tn/ar/hashtags-publication-jurispruden
سحر مشماش " ،إدارة الجباية في تونس أداة معطلة " ،السنة اإلدارية ، 2020/2021
/https://budget.marsad.tn/ce
36
Eglason(E.D) et Tissier (A) , traité théorique et pratique
d’organisation judiciaire , de compétence et de procédure civile ,
Tome 1 , 3éme ed ,Paris, sirey , 192 Abouda(A), code de droit et
procédures fiscales, contrôle , contentieux et sanctions , IORT, 2001
37