You are on page 1of 25

‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫ماستر التقنيات البديلة لحل المنازعات‬

‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬


‫عرض تحت عنوان‪:‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫تحت اشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬


‫عبد الرزاق قهواشي‬ ‫نخالي عزيزة‬
‫حمان عفاف‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2023.2024‬‬
‫‪1‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫‪2‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫خاطب الخليفة عمر بن الخطاب أبو موسى األشعري رضي هللا عنه‪ ،‬بمناسبة توليته القضاء‪،‬‬
‫بقوله “ال يمنعنك قضاء قضيته باألمس فراجعت فيه نفسك‪ ،‬فهديت فيه لرشدك أن تراجع‬
‫الحق‪ ،‬فالحق قديم ال يبطله شيء‪ ،‬ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل“‪.‬‬
‫تُجسد هذه العبارة على قِدمها غاية مراجعة األحكام القضائية‪ ،‬أال وهي إحقاق الحق والعدالة‬
‫وإعادة األمور إلى نصابها‪ ،‬ألن القضاء عمل بشري مجبول على الخطأ بالفطرة‪ ،‬نازع إلى‬
‫المجاملة والمؤانسة وموسوم باالختالف تبعا لقدرات الفهم واإلدراك للقضاة وأوجه الدفوع‬
‫المتفاوتة المعروضة أمام القضاء‪ ،‬لهذا ففرضية مراجعة ما تم القضاء به تبقى قائمة في بعض‬
‫الحاالت التي تستوجب ذلك‪ ،‬لكل هذا فإن التشريعات الوضعية مؤمنة بهذه الغاية ساعية إليها‪،‬‬
‫باحثة عن أفضل سبل لتحقيقها‪ ،‬رغم الصعوبات التي تعترض طريقها‪ ،‬الناتجة عن التطور‬
‫الذي عرفته النظم القانونية‪ ،‬والمفاهيم المستحدثة لدور القضاء في حماية حقوق وحريات‬
‫أفراد المجتمع‪.‬‬
‫وفي إطار هذا التنظيم‪ ،‬عمدت التشريعات المسطرية إلى تنويع طرق الطعن مراعية تدرج‬
‫مراتب القضاة‪ ،‬واختالف أنواع تجربتهم‪ ،‬وتباين أوضاع المتظلمين من أحكامهم‪ ،‬كما وضعت‬
‫لكل طعن غاية محددة‪ ،‬وشروطا وقواعد وإجراءات بما يخدم غايته المرجوة‪ ،‬ويعاقب على‬
‫ق أو إخال ٍل بها من جانب المتقاضين‪ ،‬حتى ولو أدى ذلك إلى المساس بفكرة العدالة‬‫ك ِل خر ٍ‬
‫في صورتها المثالية‪ ،‬كقواعد اآلجال التي يؤدي انصرامها إلى سقوط حق الطعن وحجية‬
‫األمر المقضي به التي تمنع إعادة اللجوء إلى القضاء في أمر سبق الفصل فيه ‪.‬‬
‫وتشكل طرق الطعن في التشريعات الوضعية تلك االلية التي يمكن لكل طرف في الدعوى‬
‫العمومية و المدنية على حد سواء أن يقدم طعنه حسب األحوال سواء إلى المحكمة مصدرة‬
‫المقرر أو للمحكمة األعلى درجة‪ ،‬وهي تنقسم إلى قسمين طرق عادية وغير عادية‪ ،‬فاألولى‬
‫أي العادية فهي تمكن أطراف الخصومة من المطالبة بمراجعة األحكام الصادرة عن محاكم‬
‫دنيا أمام محاكم أعلى درجة‪ ،‬أو بمراجعة المحاكم لألحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم في‬
‫حالة تغيبه‪ ،‬فبالنسبة لألولى التي ال يكون فيها الطاعن ملزما حتى يقبل طعنه أن يدلي بسبب‬
‫معين قانونا بل إن طعنه يتم بناء على أي سبب سوا ًء تعلق األمر بالواقع أو بالقانون‪ ،‬فهي‬
‫ترمي أساسا إلى إعادة مناقشة القضية من الناحيتين الشكلية والموضوعية لفض النزاع‬
‫وإصدار حكم يقضي إما باإلدانة أو البراءة‪ ،‬أما طرق الطعن غير العادية فهي التي تتطلب‬
‫إجراءات استثنائية ‪،‬وال تقبل إال إذا استند الطاعن في طعنه على سبب من األسباب ‪ ،‬فهي‬

‫‪3‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫التي ال يسمح فيها للطاعن اللجوء إليها إال بإثارة وسائل خاصة محددة على سبيل الحصر في‬
‫‪1‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫فالمحاكم عند بتها في النزاع وإصدارها لألحكام‪ ،‬ال شك أن تكون هذه األحكام في بعض‬
‫األحيان مشوبة بأخطاء ومخلة بالعدالة‪ ،‬وهذا ما يشكل خطورة ومساس بحقوق المتقاضين‪،‬‬
‫لذلك سمح المشرع لهؤالء بالطعن في األحكام وذلك باستعمال إحدى طرق الطعن التي نص‬
‫عليها القانون‪.‬‬
‫يعد الطعن الية أوجدها المشرع لتدارك ما يمكن أن يمس باالستقرار القانوني للمجتمع ووحدة‬
‫تشريعه‪ ،‬ومراقبة قضائية عامة لتصحيح أحكام تعرضت للخطأ إما في الواقع الذي بنيت‬
‫عليه‪ ،‬أو في القانون الذي لم يطبق تطبيقا سليما أو طبقت بكيفية مخالفة لروح المشرع‪ ،‬بناء‬
‫على تفسير لم تراعى فيه قواعد التفسير القانونية‪.‬‬
‫إن اعتبار الحكم القضائي عنوانا للحقيقة وإضفاء صفة الحجية المطلقة عليه‪ ،‬يفرضان‬
‫توفير الوسائل والضمانات التي تساعد على أن يكون مضمون الحكم مطابقا للواقع‪ .‬وتتحقق‬
‫بذلك العدالة التي تقتضي أن تكون الحقيقة القانونية التي يعلنها الحكم هي نفس الحقيقة الواقعية‬
‫الواقعة في العالم الخارجي‪ ،‬وطرق الطعن في األحكام نظمها القانون احتياطا لتدارك ما قد‬
‫يشوب هذه األحكام من أخطاء‪.‬‬
‫وسبل الطعن المتاحة في التشريع المغربي في المادة الجنائية‪ ،‬منها ما ينشر القضية من جديد‬
‫للدراسة والمناقشة بجميع عناصرها الواقعية والقانونية‪ ،‬وتسمى طرق الطعن العادية‪ ،‬ومنها‬
‫ما ال يسمح فيه للطاعن إال بإثارة وسائل خاصة ومحددة في القانون‪ ،‬وتسمى بالطرق غير‬
‫العادية للطعن‪.2‬‬
‫وهذا ما يبرز لنا األهمية القصوى للطعن ضد األحكام والمقررات القضائية على اعتبار أن‬
‫ممارسة الطعون حق مكفول ومنظم بموجب القوانين التشريعية وهو أداة أساسية تحمي‬
‫الحقوق وتضمنها مما يحقق لنا محاكمة عادلة لألطراف ‪ ،‬هذا ما يدفعنا إلى طرح إشكالية‬
‫مهمة تتمحور باألساس حول ماهية طرق الطعن سواء العادية او غير العادية في قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ولمقاربة الموضوع وتكريسا لمبدأ ال مقاربة دون منهج علمي سنعتمد المنهج التحليلي باعتباره‬
‫منهجا يالئم طبيعة الموضوع التي تستوجب تحليل ووصف النص القانوني كما هو عليه و‬
‫العمل على تمحيص مختلف جوانبه‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى اعليو ‪،‬الطعن باالستئناف في المادة الجنائية وبعض اشكاالته ‪،‬مقال منشور بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ 2020‬على‬
‫الموقع‪ https://www.aljami3a.com/523‬تاريخ اإلطالع ‪ 16‬دجنبر ‪ 2023‬على الساعة ‪.10:30‬‬
‫‪ 2‬أحمد ايت االشقاروالحسين دكاير‪ ،‬طرق الطعن وفق قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬مقال منشور بتاريخ‪22‬ابريل ‪ 2020‬على الموقع‬
‫‪ https://www.droitetentreprise.com/19046/‬تاريخ اإلطالع ‪17‬دجنبر‪ 2023‬على الساعة ‪.14:00‬‬
‫‪4‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫من خالل الطرح اإلشكالي السابق ارتئينا تقسيم الموضوع إلى مبحثين أساسيين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طرق الطعن العادية في المادة الجنائية‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير عادية في المادة الجنائية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المبحث األول‪ :‬طرق الطعن العادية في المادة الجنائية‪.‬‬


‫بعد صدور حكم أو قرار في خصومة جنائية فمن الطبيعي أن يشعر كل خصم في الدعوى‬
‫التي تنتهي بحكم مشوب بالخطأ نتيجة االعتداء الغير مقصود على حق من الحقوق‪ ،‬لذلك نجد‬
‫أن المشرع تحسب لهذه الفرضية‪ ،‬فخول لكل من يتظلم من حكم التظلم على هذا الحكم تصحيح‬
‫عيوبه‪ .‬حيث أن من خص ائص هذا التظلم خصوصا طرق الطعن العادية أنها تنشر الدعوى‬
‫من جديد أمام نفس المحكمة أو المحكمة األعلى وتؤدي إلى إيقاف تنفيد الحكم أو القرار ما لم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك‪ .‬فترفع القضية إلى محكمة أعلى يطلب منها تعديل الحكم أو‬
‫القرار الصادر كال أو بعضا أو يرفع القضية أمام نفس المحكمة يطلب منها التراجع عن الحكم‬
‫الصادر في حقه غيابيا‪ .‬فيسلك بذلك طرق الطعن العادية المتاحة له قانونا وهي التعرض و‬
‫هو ما سنتناوله بالحديث في ( المطلب األول )على أن ننتقل للحديث عن االستئناف في‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطعن بالتعرض في المادة الجنائية‬
‫نظم المشرع المغربي أحكام التعرض من المواد ‪ 393‬إلى ‪ 395‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬وكما أشرنا‬
‫سلفا أنه وجه من أوجه طرق الطعن العادية ‪ ،‬يخول المتقاضي أو المحكوم عليه بحكم غيابي‬
‫عرض القضية أمام نفس المحكمة مصدرة الحكم المطعون فيه بالتعرض ‪ ،‬أي أنه ذو أثر‬
‫غير ناقل كما هو الحال بالنسبة للطعن باالستئناف كما سنرى الحقا‪ ،‬ومن أجل اإلحاطة بأحكام‬
‫التعرض فضلنا أن نتناول أحكامه من جهة وآثاره من جهة أخرى‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬أحكام التعرض‬
‫للحديث عن احكام التعرض سنعرج بالحديث عن تعريفه (أوال) واالحكام القابلة للتعرض‬
‫( ثانيا) وكدا األشخاص الدين يحق لهم تقديم طلب التعرض (ثالثا) وأجل وشكل التصريح‬
‫بالتعرض(رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التعرض‬
‫التعرض هو طريق من طرق الطعن العادية فهو عبارة عن تظلم يقدم من أحد أطراف الدعوى‬
‫الصادر ضده حكم غيابي ‪ ،‬ومن شأنه أن يعيد القضية الى ما كانت عليه قبل الحكم المعارض‬
‫فيه ‪ ،‬ونتيجة لذلك ينظر القاضي كل دفع أو دفاع يتقدم به المعارض سواء أكان طارئا ام‬
‫سابقا ‪ ،3‬وبالتالي فهو طريق رسمه المشرع للطعن في بعض األحكام الغيابية‪ .‬أي أن األحكام‬
‫التي تصدر في غيبة المظنون فيه دون أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه واإلدالء بما لديه‬
‫من حجج وبراهين تعزز مركزه في الدعوى‪ ،‬وبهذا يحقق التعرض مصلحة المتهم في أن‬
‫يراجع الحكم الذي صدر بغيبته‪ ،‬كما يحقق مصلحة الجماعة حتى تتأكد من أن الحكم قد صدر‬

‫‪ 3‬عبد الحميد الشواربي ‪،‬طرق الطعن في األحكام الجنائية‪ ،‬دار الفكر الجامعي األزارطة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬طبعة ‪ ، 1988‬ص‪.8‬‬
‫‪6‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫في حدود القانون وبصورة ترضي العدالة‪ ، 4‬وهنا ال ننسى بالذكر تعريف محكمة النقض‬
‫المصرية للتعرض بأنه تظلم مقدم من متهم من الحكم الغيابي الصادر ضده‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬األحكام القابلة للتعرض‬
‫كما هو معلوم أن الطعن بالتعرض يمارس باألساس وبقوة القانون ضد األحكام النهائية التي‬
‫تتعلق بالجنح والمخالفات التي تصدر غيابيا‪ ،6‬ونؤكد هنا على قضايا الجنح والمخالفات فقط‪،‬‬
‫على اعتبار أن قضايا الجنايات خصها المشرع بمسطرة خاصة أسماها المسطرة الغيابية التي‬
‫ال يجوز التعرض عليها‪ ،‬وإنما يتم في إطارها إعادة المحاكمة عندما يظهر المتهم المتغيب‬
‫الذي طبقت في حقه المسطرة الغيابية‪ .‬ويسمح التعرض وفق المبين أعاله للمتهم المتغيب‬
‫بعرض قضيته من جديد على نفس المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي في حقه من أجل أن‬
‫يحاكم حضوريا من جديد‪ ،‬حيث يتم عرض قضيته على نفس المحكمة مصدرة الحكم الغيابي‬
‫في حقه‪ ،‬وغالبا ما يتم عرضها على نفس الهيئة‪.7‬‬
‫في هاذا اإلطار جاء قرار صادر عن محكمة النقض بما يلي ‪ " :‬العبرة بالوصف القانوني‬
‫للقرار‪ ،‬ال بالوصف الذي تضفيه عليه المحكمة خطأ‪ ،‬ولهذا فمادام القرار المطعون فيه أثبت‬
‫أن المتهم تخلف عن حضور جلسة مناقشة القضية‪ ،‬فإن القرار يكون غيابيا في حقه طبقا‬
‫المقتضيات الفصل ‪ 371‬من ق‪.‬م‪.‬ج"‪.8‬‬
‫ثالثا‪ :‬األشخاص الذين يحق لهم تقديم طلب التعرض‬
‫بقراءة المادة ‪ 394‬ق‪.‬م‪.‬ج يتبين أن األطراف التي يحق لها اللجوء للتعرض على الحكم‬
‫الصادر غيابيا في حقها ينحصر في المتهم والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق‬
‫المدنية مع مالحظة أن التعرض الذي يتقدم به الطرفين األخيرين ينحصر في الشق المدني‬
‫من الحكم دون الشق الجنائي منه خالفا المتهم المحكوم عليه غيابيا الذي يجوز له التعرض‬
‫على الحكم الغيابي في شقه المدني والجنائي معا‪ ،‬ما سبق كان هو األصل العام الواجب‬
‫االتباع‪ ،‬إال أن المالحظ مع ذلك هو أن المشرع قد خرج عنه باستثناءين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬ويتعلق بالنيابة العامة‪ ،‬التي وإن كان يمتنع عليها سلوك طريق التعرض ألن األحكام‬
‫الزجرية بالنسبة إليها‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬تكون دائما حضورية‪ ،‬مادام تمثيلها ضروريا – وتحت‬
‫طائلة البطالن – سواء أثناء المحاكمة أو النطق بالحكم‪ ،‬فإنه يالحظ أن القانون سمح لها‬
‫استثناء في قانون القضاء العسكري بسلوك التعرض على الحكم الصادر غيابيا على المتابع‬
‫بعصيانه لقانون التجنيد بالشروط الواردة في المادة ‪ 120‬من القانون الجديد للقضاء العسكري‪.‬‬

‫‪ 4‬محمد بفقير ‪ ،‬أحكام التعرض في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2022‬ص‪.9‬‬
‫‪ 5‬محمد بفقير ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 6‬تنص المادة ‪ 393‬من ق‪.‬م‪.‬ج" يجوز التعرض على الحكم الغيابي بتصريح يقدمه المحكوم عليه أو دفاعه لكتابة الضبط في ظرف العشرة أيام‬
‫التي تلي التبليغ ‪.".....‬‬
‫‪ 7‬السعدية مجيدي ‪ ،‬المختصر في قانون المسطرة الجنائية ‪،‬الطبعة الثالثة منقحة‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط ‪ ،2023،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ 8‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 01/12/2013‬تحت عدد ‪ 1420‬في الملف الجنحي عدد ‪.11303/99‬‬
‫‪7‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الثاني ‪ :‬عمال بالمادة ‪ 383‬ق‪.‬م‪.‬ج تتقلص األطراف التي يحق لها سلوك التعرض على‬
‫األوامر القضائية الصادرة في الجنح إلى طرفين إثنين فقط‪ ،‬وهما المحكوم عليه والمسؤول‬
‫عن الحقوق المدنية‪ ،‬دون المطالب بالحق المدني‪ ،‬الذي إن هو وجد يتعطل معه سلوك المسطرة‬
‫المختصرة في إصدار األحكام أصال‪ ،‬ألن المادة ‪ 383‬ق م ج ال تسمح صراحة باللجوء‬
‫إلصدار األوامر القضائية إال إذا لم يكن هناك مطالب بالحق المدني‪ ،‬وهذا ما يفيد بمفهوم‬
‫المخالفة أنه إن هو وجد هذا األخير‪ ،‬فإن المحاكمة عن الجنحة سيسلك فيها الطريق العادي‬
‫(ال المختصر)‪ ،‬والحكم الذي سيكون محصلة لها سيصدر حسب األحوال‪ ،‬إما حضوريا حيث‬
‫يمتنع التعرض عليه من المطالب بالحق المدني‪ ،‬أو غيابيا حيث يسمح حينئذ بالتعرض عليه‬
‫وفقا للمادة ‪ 394‬ق م ج للطرف الذي صدر عليه بهذا الوصف‪ ،‬والذي يمكن أن يكون إما‬
‫المحكوم عليه‪ ،‬أو المطالب بالحق المدني‪ ،‬أو المسؤول عن الحقوق المدنية‪.9‬‬
‫رابعا‪ :‬أجل وشكل التصريح بالتعرض‬
‫إن األجل الذي تم التنصيص عليه لمباشرة هذا الطعن هو عشرة أيام( أما األحكام العسكرية‬
‫فأجل التعرض عليها من طرف المحكوم عليه هو ‪ 5‬أيام )‪ ،10‬وهو أجل كامل كما نصت على‬
‫ذلك مقتضيات المادة ‪ 750‬من نفس القانون‪ ،‬هذا مع اإلشارة الى أن هذا األجل ال يبتدئ إال‬
‫من اليوم الموالي لتاريخ التبليغ‪ ،‬ويمكن أن يمتد الى غاية انتهاء آجال تقادم العقوبة ‪ ،‬إذا تعلق‬
‫األمر بدعوى عمومية ولم يتم التبليغ الى المتهم شخصيا‪ ،‬ولم يثبت من أية وثيقة من وثائق‬
‫التنفيذ أن هذا األخير علم بالحكم الزجري الصادر في حقه‪ .‬ويالحظ أن هذه المادة‪ ،‬رفعت‬
‫اللبس الذي كان مطروحا في المسطرة الجنائية السابقة‪ ،‬فيما يخص إمكانية استفادة أطراف‬
‫أخرى‪ ،‬غير المتهم من األجل المذكور‪.11‬‬
‫و شكل التصريح الذي يقدمه المحكوم عليه أو دفاعه لكتابة الضبط‪ ،‬ال يكون بالضرورة‬
‫مكتوبا بل قد يكون شفويا‪ .‬وهنا ال بد من اإلشارة الى أن المشرع المغربي أحسن صنعا عند‬
‫تأكيده على أن التصريح بالتعرض يمكن أن يكون أيضا من طرف محامي المحكوم عليه‪،‬‬
‫وهذا من شأنه أن يؤكد عموما على المبادئ األساسية لحقوق الدفاع‪ ،‬خالفا لما كان عليه األمر‬
‫سابقا في الفصل ‪ 363‬من القانون القديم للمسطرة الجنائية‪.12‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار المترتبة عن الطعن بالتعرض‬
‫ف ي هده الفقرة سنحاول تبيان االثار المترتبة عن الطعن بالتعرض بداية مع حالة حضور‬
‫التعرض على الحكم الغيابي(أوال) وتخلفه (ثانيا) وكدا في حالة تعدد األشخاص(ثالثا) وكدا‬
‫الغاء التعرض (رابعا)‪.‬‬

‫‪ 9‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث ‪،‬الطبعة الثالثة مراجعة ومحينة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‬
‫‪، 2018،‬ص ‪ 87‬و ص ‪.88‬‬
‫‪10‬انظر الفصل ‪ 128‬من قانون العدل العسكري‪.‬‬
‫‪ 11‬وزارة العدل ‪،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬مطبعة فضالة المحمدية‪ 2005،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ 12‬وزارة العدل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫أوال ‪ :‬حضور المتعرض على الحكم الغيابي بعد استدعائه‬


‫إذا قدم التعرض ممن مخول له في الميعاد بتصريح استوفى كل شكلياته‪ ،‬وحضر المتعرض‬
‫‪13‬‬
‫جلسة الحكم المعينة له في االستدعاء‪ ،‬بطل الحكم الغيابي المتعرض عليه عمال بالمادة ‪394‬‬
‫فأهم أثر يترتب على التعرض هو بطالن الحكم الغيابي المتعرض عليه وإعادة مناقشة القضية‬
‫من جديد أ مام المحكمة‪ ،‬فبطالن الحكم الغيابي يعني اعتباره كأنه لم يكن نهائيا‪ ،‬ولهذا يجب‬
‫أن تعاد القضية إلى المناقشة عن طريق استدعاء جديد للطرف المتعرض‪.14‬‬
‫ثانيا‪ :‬تخلف المتعرض عن الحضور بعد استدعائه‬
‫لقد جاء في الفقرتين األخيرتين من المادة ‪ 394‬من قانون المسطرة الجنائية ما يلي‪" :‬في‬
‫حالة التعرض يسلم استدعاء جديد للطرف المتعرض في الحين‪ ،‬ويستدعى باقي األطراف‬
‫الحضور الجلسة‪ .‬يلغى التعرض إن لم يحضر المتعرض في التاريخ المحدد في هذا االستدعاء‬
‫الجديد‪ .‬ال يقبل التعرض على الحكم الصادر بناء على تعرض سابق"‪ ،‬ومن خالل مقتضيات‬
‫المادة أعاله نستشف أن تخلف المتعرض عن الجلسة بعد استدعائه يؤدي إلى إلغاء تعرضه‪.‬‬
‫وإلغاء التعرض يكون عند تخلف المتعرض عن الحضور إذا توصل باستدعاء ألول مرة بعد‬
‫التعرض‪ ،‬فالنص يتكلم عن عدم الحضور "في التاريخ المحدد في هذا االستدعاء الجديد" أي‬
‫أن االستدعاء الموجه عقب التعرض‪ ،‬وهكذا يكون التعرض مقبوال بمجرد استجابة المتعرض‬
‫لالستدعاء األول الذي يتوصل به وإذا تغيب في جلسة الحقة رغم توصله حكمت المحكمة‬
‫في الموضوع ويكون حكمها بمثابة حضوري غير قابل للتعرض سواء توصل المتعرض‬
‫‪15‬‬
‫باالستدعاء شخصيا أو سلم له في موطنه أو محل إقامته أو إلى قيم‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬في حالة تعدد األشخاص‬
‫إذا تعدد األشخاص الذين صدر في حقهم الحكم الغيابي‪ ،‬وعند التبليغ تعرض البعض منهم‬
‫دون اآلخر‪ ،‬فإن ذلك ال يؤثر على الصفة النهائية التي يكتسبها الحكم اتجاه الطرف الذي لم‬
‫يتعرض عليه داخل األجل أو يطعن فيه بوجه آخر من وجوه الطعن‪ ،‬وهذه النتيجة لها أثرها‬
‫المباشر في تنفيذ هذه النوعية من األحكام‪ ،‬بمعنى أنه ال يمكن التنفيذ إال بالنسبة لمن أصبح‬
‫الحكم قابال للتنفيذ بالنسبة إليه‪.16‬‬
‫رابعا‪ :‬إلغاء التعرض‬
‫هذا الحضور الذي تشير إليه المادة ‪ 394‬يتعلق بالمتعرض شخصيا ولم يشر المشرع إلى‬
‫محاميه‪ ،‬إال أن حضور هذا األخير وسماعه ليس ممنوعا‪ ،‬وهذا ما سار عليه االجتهاد القضائي‬

‫‪ 13‬نصت المادة ‪ 394‬من قانون المسطرة الجنائية على أنه" يرتب عن التعرض المقدم من طرف المتهم بطالن الحكم الصادر عليه غيابيا فيما‬
‫يتعلق بحقوقهما المدنية"‪.‬‬
‫‪ 14‬ايت االشقار أحمد الحسين الدكاير طرق الطعن في ظل قانون المسطرة الجنائية المغربي مجلة قانونك الموسم الثالث العدد ‪ 13‬يوليوز ‪2022‬‬
‫ص ‪.292‬‬
‫‪ 15‬ايت االشقار أحمد الحسين الدكاير ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫‪ 16‬ايت االشقار أحمد الحسين الدكاير ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.393‬‬
‫‪9‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المغربي استنادا لمقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 374‬ق م ج القديم المطابقة للفقرة‬
‫األخيرة من المادة ‪ 394‬ق م ج التي أكدت أن دور الدفاع وحضوره الجلسة يحتم على المحكمة‬
‫سماع صوته والبت في طلباته خصوصا إذا ما أدلى للمحكمة بعذر يبين تخلف مؤازره‪.17‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن باالستئناف في المادة الجنائية‬


‫قد تكون األحكام القضائية مصدر أخطاء عفوية‪ ،‬كما أن أحد األطراف قد يتعذر عليه تقديم‬
‫أوجه دفاعه أمام المحكمة المختصة ولذلك فإن مختلف التشريعات تأخذ بمبدأ الطعن في‬
‫األحكام‪ .‬واحتراما لقدسيتها‪ ،‬وضمانا الستقرار األوضاع االجتماعية‪ ،‬فقد قيد المشرع استعمال‬
‫طرق الطعن بأجال وإجراءات البد من احترامها‪ ،‬تحت طائلة عدم قبول الطعن‪ .‬واالستئناف‬
‫مثل التعرض من الطرق العادية يؤدي الى إعادة طرح القضية على المحكمة من جديد‬
‫لمناقشتها من الناحيتين الموضوعية والقانونية‪ .‬وسنتناول في هذا الفرع أحكام االستئناف في‬
‫(الفقرة األولى) واالثار المترتبة عنه في ( الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬األحكام الخاصة للطعن باإلستىناف‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلستئناف‬
‫بالرغم من أن اإلستيناف هو طريق من طرق الطعن العادية الذي يسمح بإعادة الدعوى‬
‫بكاملها‪ ،‬فإنه يختلف عن التعرض في أن هذا األخير يعيد الدعوى إلى نفس المحكمة التي‬
‫أصدرت الحكم الغيابي في حين أن اإلستيناف يقدم إلى محكمة أعلى درجة من المحكمة‬
‫مصدرة الحكم المستأنف فيه أي هو تطبيق لنظام التقاضي على درجتين‪.18‬‬
‫و االستئناف وإن كان طريق من طرق الطعن العادية فإنه يتخذ شكل تظلم من أخطاء القاضي‬
‫المصدر للحكم المستأنف إلى قاضي أعلى درجة‪ .‬ويجوز الطعن باالستئناف في الحكم الفاصل‬
‫في موضوع الدعوى العمومية في الجنح بنوعيها كيفما كان منطوقها( ‪ 397‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج)‪ ،‬أو‬
‫في المخالفات إذا كان الحكم قد قضى بعقوبة سالبة للحرية و المادة( ‪ 396‬ق‪.‬م‪ .‬ج)‪ ،‬أو في‬
‫الجنايات كيفما كان نوعها تقبل الطعن باالستئناف كذلك األحكام اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬األحكام التي تصدرها ا لمحكمة االبتدائية (بمناسبة نظرها جنحة أو مخالفة) تنهي بها‬
‫إجراءات الدعوى العمومية أمامها دون أن تفصل في موضوعها كما في الحاالت المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 4‬ق‪.‬م‪.‬ج‪. 19‬‬

‫‪ 17‬وزارة العدل ‪ ،‬سابق ص ‪.279‬‬


‫‪ 18‬عبد السالم بن حدو‪ ،‬الوجيز في شرح المسطرة الجنائية المغربية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬نشر البديع‪،1995‬ص ‪.209‬‬
‫‪ 19‬ايوب سعد الدين ‪،‬التنفيد الزجري واشكاالته ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط السنة الجامعية‬
‫‪.2022/2021‬‬
‫‪10‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫‪ -‬األحكام التي تفصل في السراح المؤقت التي تصدر عن المحاكم اإلبتدائية‪. 20‬‬
‫‪ -‬األحكام السابقة على الفصل في الموضوع بمناسبة نظر الجنح والمخالفات‪ ،‬شريطة‬
‫االستئناف مع الحكم الفاصل في الموضوع عدا إذا تعلق األمر بحكم متعلق بعدم االختصاص‬
‫‪21‬‬
‫النوعي‪.‬‬
‫‪-‬االحكام الفاصلة في موضوع الدعوى المدنية التابعة‪.22‬‬
‫ثانيا‪ :‬األحكام التي يجوز استئنافها واألطراف التي يحق لها ممارسة اإلستتناف‬
‫بخصوص األحكام القابلة لالستئناف فإنها تتمثل في‪ :‬األحكام الفاصلة في موضوع الدعوى‬
‫العمومية في الجنح بنوعيها‪ ،‬وكيفما كان منطوقها وذلك حسب المادة ‪ 397‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪.23‬‬
‫األحكام الفاصلة في موضوع الدعوى العمومية الصادرة عن المحكمة االبتدائية في المخالفات‬
‫إذا هي قضت بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 396‬من قانون المسطرة الجنائية‪.24‬‬
‫األحكام التي تفصل في السراح المؤقت الصادرة عن المحكمة االبتدائية‪ ،‬وذلك حسب المادة‬
‫‪ 181‬من ق‪ .‬م ج‪.25‬‬
‫كل األحكام التي تصدرها غرف الجنايات في الجنايات التي أصبحت قابلة لالستئناف أم‬
‫غرفة الجنايات االستئنافية العادية أو المتخصصة التي تنظرها بتشكيلة يمتنع أن يكون أحد‬
‫من أعضائها قد سبق له أن حكم أو حقق في الحكم المستأنف‪.‬‬
‫القرارات الباتة في الجوهر الصادرة عن غرف الجنايات أمام نفس المحكمة حيث تنص‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 457‬من قانون المسطرة الجنائية على أنه ‪ :‬يمكن للمتهم والنيابة‬
‫العامة والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية استئناف القرارات الباتة في‬
‫الجوهر الصادرة عن غرف الجنايات أمام نفس المحكمة مع مراعاة أحكام المادة ‪ 383‬والفقرة‬
‫األولى من المادة ‪ 401‬من هذا القانون ‪.‬‬

‫‪ 20‬انظر المادة ‪ 181‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ 21‬انظر المادة ‪ 401‬من ق م ج ‪.‬‬
‫‪ 22‬انظر المادتين ‪ 389‬و ‪ 390‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ 23‬تنص المادة ‪ 397‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ‪ :‬يمكن الطعن باالستئناف في األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقها من المتهم والمسؤول عن‬
‫الحقوق المدنية والطرف المدني ووكيل الملك والوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬أو إحدى اإلدارات عندما يسمح لها القانون بصفة خاصة‬
‫بإقامة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ 24‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 396‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه يمكن للمتهم والمسؤول عن الحقوق المدنية والنيابة العامة استئناف األحكام الصادرة في‬
‫المخالفات إذا قضت بعقوبة سالبة للحرية‪....‬‬
‫‪ 25‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 181‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪" :‬تقبل مقررات اإلفراج المؤقت الصادرة عن المحكمة االبتدائية الطعن باالستئناف لغاية‬
‫نهاية اليوم الموالي لصدورها ‪ ،‬ويرفع االستئناف إلى غرفة الجنح االستئنافية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وفيما يتعلق باألطراف الذين يحق لهم سلوك طريق االستئناف تتمثل في‪ :‬المتهم ‪ ،‬النيابة‬
‫العامة ‪ ،‬اإلدارات العمومية عندما يسمح لها القانون بصفة خاصة إقامة الدعوى العمومية ‪،‬‬
‫‪26‬‬
‫المطالب بالحق المدني‪ ،‬المسؤول عن الحقوق المدنية ‪ ،‬النائب القانوني عن الحدث المحكوم‬
‫ثالتا‪ :‬أجل تقديم الطعن باإلستئناف‬
‫ميعاد اإلستئناف والمقصود به أجله أو مهلته شكلية البد من مراعاتها وإال رفض اإلستئناف‬
‫المقدم لعدم استيفاء الشكل المتطلب فيه‪ .‬وهذا الميعاد محدد في القانون في عشرة أيام‪ ،‬تبتدئ‬
‫من تاريخ النطق بالحكم‪ ،‬إذا هو صدر بعد مناقشات حضورية في الجلسة بحضور الطرف‬
‫أو من يمثله‪ ،‬أو إذا وقع إشعار أحدهما بيوم النطق به‪ .‬لكن هذا األجل ال يسري إال من يوم‬
‫التبليغ للشخص نفسه أو في موطنه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يكن الطرف حاضرا أو ممثال بالجلسة التي صدر فيها الحكم بعد مناقشات حضورية‬
‫ولم يسبق إشعاره شخصيا هو أو من يمثله بيوم النطق به‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان الحكم بمثابة حضوري حسب مقتضيات الفقرات ‪ 2‬و ‪ 4‬و ‪ 7‬من المادة ‪ 314‬ق م ج‬
‫‪ -‬إذا صدر الحكم غيابيا حسب مقتضيات الفقرة األولى من المادة ‪ 314‬ق م ج‪. 27‬‬
‫أما اإلستثناءات وهي من القلة التي يخرج بها المشرع عن القاعدة العامة السابقة‪ ،‬فنمثل لها‬
‫بمهلة اإلستئناف المخولة للوكيل العام للملك في اإلستئناف‪ ،‬والتي هي ستون يوما‪ ،‬تبتدئ من‬
‫يوم النطق بالحكم ( المادة ‪ 402‬ق م ج) وبمهلة استئناف المطالب بالحق المدني لألوامر‬
‫القضائية الصادرة عن قاضي التحقيق القاضية بعدم إجراء التحقيق‪ ،‬أو بعدم المتابعة‪ ،‬وكذا‬
‫األوامر التي تمس بمصالحه المدنية‪ ،‬والتي هي ثالثة أيام منذ يوم تبليغه األمر القضائي في‬
‫‪28‬‬
‫موطنه الحقيقي أو المختار (م ‪ 224‬ق م ج)‬

‫رابعا ‪ :‬تقديم التصريح باالستئناف‬


‫يرف ع اإلستئناف في شكل تصريح يدلی به لدی كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت الحكم‪،‬‬
‫أو لدى كتابة الضبط بمحكمة اإلستئناف المادة ‪ 399‬فقرة األولى ق‪.‬م‪.‬ج وهذه الشكلية متطلبة‬
‫اإلستيفاء ‪ ،‬وال يستعاض عنها بغيرها ‪ ،‬سواء تعلق اإلستئناف بمخالفة أو جنحة المواد ‪396‬‬
‫و ‪ 397‬و ‪ 399‬ق م ‪،‬ج أو جناية المادة ‪ 461‬ق م ج‪ ،‬كما أن ذات الشكلية متطلبة مهما كان‬
‫الفريق الذي يتقدم باإلستئناف‪ ،‬وخصوصا النيابة العامة التي يرى البعض إعفاءها من االلتزام‬
‫بهذا اإلجراء وهو ما ال يراه القضاء‪ ،‬حيث يالحظ أنه رفض استئناف النيابة العامة إن هي‬
‫لم تتقدم مثل باقي األطراف بتصريحها بطلب االستيناف لدى كتابة الضبط‪ ،‬وهو مسلك من‬
‫القضاء يجد تبريره في كون النصوص تلزم باحترام هذه الشكلية بدون تمييز بين النيابة العامة‬
‫‪ 26‬أيت االشقار أحمد – الدكاير الحسين مرجع سابق ص ‪.395‬‬
‫‪ 27‬عبد الواحد العلمي ‪،‬شرح في قانون المسطرة الجنائية ‪،‬الجزء الثالث ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،2011،‬ص‪.112‬‬
‫‪ 28‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬مرجع سابق ص‪123‬‬
‫‪12‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫وغيرها من األطراف‪ ،‬اللهم إن تصادف أن كان المحكوم عليه في حكم قابل لالستيناف –‬
‫وخالل مهلة اإلستيناف – معتقال‪ ،‬فإن القانون المادة ‪ 399‬ق م ج يسمح حينئذ برفع االستيناف‬
‫عن طريق اإلدالء بالتصريح به لدى كتابة الضبط بالسجن المعتقل به عليه‪ ،‬حيث يقع خالفا‬
‫للقاعدة اآلنفة – في السجل الخاص المنصوص عليه في المادة ‪ 223‬ق م ج ‪ ،‬ثم يقوم رئيس‬
‫السجن برفع ذلك التصريح داخل ‪ 24‬ساعة إلى مكتب الضبط بالمحكمة التي أصدرت الحكم‬
‫المطعون فيه وإال تعرض الجزاءات تأديبية‪.29‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الطعن باالستئناف‬
‫بعد التصريح بالطعن باالستئناف من الخصم المخول له ذلك في الحكم يترتب عن ذلك أثران‪،‬‬
‫أولهما إيقاف التنفيذ الحكم محل االستئناف أو ما يصطلح عليه باألثر الموقف لالستئناف‬
‫(أوال )‪ ،‬والثاني هو طرح الملف على جهة االستئناف من جديد‪ ،‬أو ما يصطلح عليه األثر‬
‫الناقل لالستئناف(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األثر الواقف‬
‫األثر الواقف‪ ،‬ويعني وقف تنفيذ الحكم االبتدائي المطعون فيه وذلك بنص القانون إذ يوقف‬
‫التنفيذ أثناء األجل المقرر لالستئناف وأثناء النظر فيه إذا تم داخل األجل القانوني‪ ،30‬ومن‬
‫المعلوم أن تنفيذ األحكام الزجرية يخضع لمبدأ عام کرسته المادة ‪ 597‬ق م ج ‪ ،‬والذي‬
‫بمقتضاه يمتنع تنفيذ أي مقرر صادر عن القضاء قبل اكتسابه لقوة الشيء المحكوم فيه بأن‬
‫أصبح هذا المقرر غير قابل ألي وجه من وجوه الطعن العادية‪ ،‬أو النقض لفائدة األطراف‪،‬‬
‫وبما أن االستئناف يشكل وجها من أوجه الطعن العادية في األحكام‪ ،‬فإن صدور أي حكم‬
‫يكون قابال لإلستئناف يوقف تنفيذه خالل األجل المخول لممارسته‪ ،‬أما إن هو مورس هذا‬
‫الطريق فعال‪ ،‬توقف تنفيذه كذلك إلى أن تفصل محكمة الدرجة الثانية فيه‪ ،‬وينصرم (أما إن‬
‫هو مورس الطعن بالنقض فيه فعال وجب انتظار البت فيه) ميعاد الطعن فيه بالنقض لمصلحة‬
‫األطراف أمام محكمة النقض‪.31‬‬
‫ثانيا‪ :‬األثر الناقل‬
‫ان االستئناف ينقل الدعوى الى محكمة االستئناف بصفتها محكمة درجة ثانية وهي لذلك‬
‫تصدر حكما جديدا في موضوع الوقائع التي سبق للمحكمة االبتدائية أن فصلت فيها ‪ ،‬إذا أنها‬
‫أى المحكمة االستئنافية تعيد البحث فى الوقائع واستقصائها فتتأكد من حقيقة األفعال المكونة‬
‫للجريمة وكيف حدثت ‪ ،‬وتفحص وسائل االثبات التي تثبت وقوعها ‪ ،‬ولها أن تبحث وتقبل‬
‫وسائل اثبات أخرى لتكون اقتناعها في حالة االستئناف يمكن االستماع من جديد للشهود‬
‫األولين أو الشهود آخرين اذا طلب ذلك الوكيل العام للملك أو أحد المترافعين ‪ .‬وللمحكمة أن‬

‫‪ 29‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬مرجع سابق ص‪123‬‬


‫‪ 30‬وزارة العدل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.286‬‬
‫‪ 31‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.140‬‬
‫‪13‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫تتأكد من جديد من صحة االحداث والوقائع التي حدثت‪.32‬خالل اجراءات المسطرة االبتدائية‬
‫(مثل التأكد من موطن المستدعى لتحديد المدة القانونية لالستدعاء المنصوص عليه اذا نازع‬
‫في ذلك المعنى باألمر‪ ،‬وكان يعتذر المستدعى أمام المحكمة االبتدائية بانقطاع المواصالت‬
‫‪،‬ولكن المحكمة ال تقبل منه هذا العذر وتصدر عليه الحكم لعلة أن المواصالت لم تنقطع يوم‬
‫الجلسة‪ ،‬فلمحكمة االستئناف حق الفصل فيما اذا كانت المواصالت في ذلك اليوم مقطوعة‬
‫فعال أو ال إلى غير ذلك من الوقائع المادية التي لها ارتباط بحدوث االعمال موضوع المتابعة‬
‫أو بثبوتها أو بتكييفها أو بسالمة اجراءات المتابعة والمحاكمة ) وال تستثنى من ذلك اال الوقائع‬
‫التي شهدت المحكمة االبتدائية بحدوثها أمامها كأن يتضمن الحكم أو محضر الجلسة أن أحد‬
‫المترافعين حضر ‪ ،‬أو لم يحضر أو انسحب من الجلسة او أعلم بتاريخ الجلسة المقبلة ‪ ،‬فمثل‬
‫هذه الوقائع التي ينص الحكم أو المحضر على حدوثها أمام المحكمة ال تملك محكمة االستئناف‬
‫صالحية نفيها‪ ،‬ألنها ال تنفى إال باثبات تزويدها بحكم قضائى مستقل وفقا لإلجراءات الخاصة‬
‫بدعوى التزوير ‪.‬‬
‫ومن ناحية ثانية ينقل االستئناف كذلك إلى محكمة االستئناف العناصر القانونية للدعوى ‪،‬‬
‫فتحدد عناصر الجريمة والتكييف القانوني لألفعال موضوع المتابعة الجنائية والمدنية ‪ ،‬وتبحث‬
‫من التفسير السليم لتصوص القانون الواجبة التطبيق وتتأكد من سالمة اجراءات المتابعة‬
‫والمحاكمة إلى غير ذلك من العناصر القانونية الموضوعية منها والشكلية ويالحظ أن‬
‫االستئناف ال ينقل إلى م حكمة االستئناف إال الوقائع التي سبق عرضها على المحكمة االبتدائية‬
‫‪ ،‬فال يجوز لمحكمة االستئناف أن تفصل في وقائع جديدة لم تعرض على المحكمة المصدرة‬
‫للحكم المستأنف سواء تعلقت هذه الوقائع الجديدة بالدعوى العمومية أو الدعوى المدنية التابعة‬
‫اال أنه من جهة أخرى يجوز للمحكمة االستئنافية أن تكييف الوقائع فلها أن تعتبر خيانة أمانة‬
‫وقائع توبع عليها المتهم بوصف السرقة ‪ ،‬كما يمكنها أن تضيف ظرفا مشددا للعقوبة فى‬
‫الجريمة موضوع المتابعة توصف الموظف العمومي في جرائم العنف وانتهاك حرمة المنازل‬
‫‪ ،‬وصفة الورقة الرسمية‪ 33‬في جريمة التزوير ‪ ،‬وسبق االصرار في جرائم العنف ‪ ،‬بل يحق‬
‫لها أن تضيف وقائع حدثت بعد الحكم األول متى كان لها تأثير على الوصف االجرامي‬
‫لألفعال أو في تقدير التعويض المستحق للضحية ‪ ،‬كما اذا ظهرت في جرائم العنف نتائج‬
‫أكثر خطورة ما كان متحققا وقت الحكم االبتدائي كتجاوز العجز عشرين يوما أو حدوث عاهة‬
‫أو موت الضحية بعد صدور الحكم المستأنف‪.34‬‬

‫‪ 32‬الفاكهاني سعيد – الحرفة حامد‪ ،‬الشرح والتعليق على قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬الجزء الثالث ‪،‬الدار العربية الموسوعات ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪،1995 ،‬ص ‪.365‬‬
‫‪ 33‬الفاكهاني سعيد ‪-‬الحرفة حامد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.366‬‬
‫‪ 34‬الفاكهاني سعيد ‪-‬الحرفة حامد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.366‬‬
‫‪14‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير العادية في المادة الجنائية‬


‫المطلب األول ‪ :‬الطعن بالنقض‬
‫عالج المشرع المغربي في المواد ‪35 518‬و ‪ 36519‬من قانون المسطرة الجنائية النقض‬
‫كطريقة غير عادية من طرق الطعن وخصص لها مجموعة من الشروط وكدا حدد‬
‫اطرافه(الفقرة األولى) و كيفية الطعن بالنقض و االثار المترتبة عليه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬شروط الطعن بالنقض و اطرافه‬


‫من خالل النصين انفين الدكر‪ ،‬يتبين بان الطعن بالنقض هو طريق غير عادي للطعن في‬
‫االحكام (المقررات القضائية) ‪ ،‬ألنه ال ينشر الدعوى امام محكمة النقض بوقائعها المادية و‬
‫القانونية ليتولى النظر فيها من جديد (كما هو الشأن بالنسبة للطعن باالستئناف ‪ ،‬النحصار‬
‫مهمتها في مراقبة التطبيق السليم لقواعد القانون الموضوعية منها والشكلية من قبل قاضي‬
‫الموضوع على الوقائع المعروضة عليها ‪ ،‬والعمل على توحيد االجتهاد القضائي بين مختلف‬
‫محاكم الموضوع التي قد يختلف نظرها في المسألة الواحدة ‪ ،‬ودلك من خالل تفسيرها لما‬
‫استشكل عليها من قواعد جنائية(سواء تعلقت بالقواعد الجوهرية او بقواعد المسطرة) والزامها‬
‫‪37‬‬
‫باتباعها في دلك و عدم مخالفتها‪.‬‬
‫اوال‪ :‬األطراف التي يجوز لها طلب الطعن بالنقض‬
‫جاء في صريح المادة ‪ 520‬من ق م ج انه ‪ :‬يرمي الطعن بالنقض لمصلحة األطراف إلى‬
‫االبطال الفعلي للمقرر القضائي‪.‬‬
‫يقدم الطعن بالنقض من النيابة العامة لمصلحة المجتمع‪ ،‬ويتقدم به لمصلحته الخاصة كل من‬
‫كان طرفا في الدعوى‪.‬‬
‫بناء على المادة أعاله يمكن تفصيل من لهم الحق في رفع الدعوى فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬المتهم في الطعن بالنقض ‪ :‬ان المتهم المحكوم عليه سواء بالحبس او بغرامة مالية او بهما‬
‫معا يعتبر هو احد اهم اطراف الحكم او القرار المطعون فيه ‪ ،‬وقد منحه القانون حق الطعن‬
‫بالنقض سواء في الدعوى الجزائية او في الدعوى المدنية عندما يكون طرفا فيها ‪.‬‬
‫او في الدعويين الجنائية و المدنية معا ‪ ،‬ودلك متى رأى ان الحكم او القرار المطعون فيه قد‬
‫‪38‬‬
‫اضر بمصالحه ‪ ،‬او اساء تطبيق القانون بشأنه‪.‬‬

‫‪ 35‬انظر المادة ‪ 518‬من ق م ج ‪.‬‬


‫‪ 36‬انظر المادة ‪ 519‬من ق م ج ‪.‬‬
‫‪ 37‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬شرح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ ،‬البيضاء ‪2018‬‬
‫‪،‬ص ‪176‬‬
‫‪ 38‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪15‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫فطلب الطعن بالنقض ال يقبل اال من الطرف المتضرر من الحكم المطعون فيه الدي الحق به‬
‫ضررا حقيقيا ولو تافها ‪ ،‬ويعتبر الحكم الدي قضى برفض كل او بعض مستنتجات احد‬
‫‪39‬‬
‫اطراف الدعوى قد الحق ضررا بهذا األخير ‪.‬‬
‫هدا وادا كان من حق المتهم و بحسب قناعته ان يختار بين ممارسة الطعن بالنقض من عدمه‬
‫خالل االجل المتاح له ‪ ،‬لدلك فانه ال يجوز له ابدا التنازل المسبق عن ممارسة هدا الحق قبل‬
‫انقضاء ميعاده ومع دلك فان هو اختار الطعن فعال بالنقض في الحكم خالل االجل فله خالفا‬
‫للنيابة العامة التنازل عنه بعد رفعه‪ ،‬على اعتبار ان الحق النكوص عن الطعن كان ثابتا له‬
‫‪40‬‬
‫ابتداء ولم يمنع منه‪.‬‬
‫‪ 2‬النيابة العامة ‪:‬للن يابة العامة الحق في الطعن في االحكام أيا كانت هاده االحكام سواء‬
‫اكانت باإلدانة ام بالبراءة ‪ ،‬ومن ثم فيجوز ان تطعن النيابة العامة بالنقض لصالح المتهم ودلك‬
‫ألنها تمثل المجتمع ‪ ،‬ومن وظيفتها ان تحافظ على الضمانات المقررة لصالح المتهمين فان‬
‫رأت وقوع بطالن في الحكم او في اإلجراءات اثر في الحكم او ادا كان الحكم قد خالف‬
‫القانون او اخطأ في تطبيقه او تأويله ودلك لغير صالح المحكوم عليه جاز لها رغم الحكم‬
‫‪41‬‬
‫باإلدانة ان تطعن فيه بالنقض لصالح المتهم‪.‬‬
‫‪ 3‬المطالب بالحق المدني ‪:‬‬
‫ادا كانت وضيعة المسؤول عن الحقوق المدنية المتمثلة في التزامه بالتعويض من الضرر‬
‫الناتج عن الفعل الضار الغير شرعي الدي يرتكبه الغير ممن هم تحت رقابته ضد الغير‬
‫الضحية او المدعى المدني تشبه وضعية المدعي المدني نفسه من حيث انهما يشكالن طرفي‬
‫الدعوى المدنية التبعية المعروضة على الجهة القضائية االستئنافية ‪ ،‬وان هناك ارتباط بينهما‬
‫باعتبار ان احدهما محكوم له و االخر محكوم عليه لدلك فان القانون قد منح المسؤول المدني‬
‫حق ممارسة الطعن بالنقض في االحكام و القرارات النهائية كلما رأى ان الحكم او القرار‬
‫المطعون فيه قد اخطأ في تقدير التعويض الممنوح ‪ ،‬او كلما رأى انه غير مسؤول أصال عن‬
‫‪42‬‬
‫تعويض مثل هدا الضرر ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط المتطلبة في األطراف طالبي النقض‬
‫وهي على نوعين ‪ :‬شروط تخص طالب النقض وشروط تتعلق باألوامر واألحكام والقرارات‬
‫التي يبت فيها نهائيا‪.‬‬
‫• شروط تخص طالب النقض ‪ :‬يمكن استخالص هده الشروط من مادتين و هما ‪ :‬المادة‬
‫‪ 523‬و المادة ‪ 531‬من ق م ج‪.43‬‬

‫‪ 39‬المعطي بوعبيد ‪ ،‬طرق الطعن ‪،‬جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائية بالمعهد الوطني للدراسات القضائية‪ ،‬الرباط‪، 1980،‬ص ‪39‬‬
‫‪ 40‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪179‬‬
‫‪ 41‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬طرق الطعن في االحكام الجنائية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي االزاريطة ‪ ،1988‬ص‪149‬‬
‫‪ 42‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪158‬‬
‫‪ 43‬انظر المواد ‪ 523‬و ‪ 531‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫بناء على ما تقدم فان هده الشروط هي ‪:‬‬


‫‪ 1‬الصفة‪ :‬تتحقق هذه الصفة إذا هو الطاعن كان طرفا متهما‪ ،‬مدعيا بالحق المدني‪،‬‬
‫مسؤوال عن الحقوق المدنية‪ ،‬نيابة عامة في الدعوى التي صدر فيها المقرر المطعون‬
‫فيه بالنقض‪ ،‬وإال انتفت عنه الصفة المتحدث عنها‪ ،‬وهكذا فالطاعن بالنقض ال يقبل‬
‫طعنه إذا هو كان طرفا في الدعوى في مرحلتها االبتدائية‪ ،‬لكنه لم يستأنف الحكم أمام‬
‫محكمة االستئناف‪.‬‬
‫‪ 2‬المصلحة‪ :‬الصفة في الطعن بالنقض وإن تحققت وفق ما سبق لفريق من فرقاء‬
‫الدعوى‪ ،‬فإنها ال تنهض لوحدها سببا لقبول الطعن بالنقض ما لم يكن المراد بذلك هو‬
‫تحقيق مصلحة لطالب الطعن بحيث إن هي انتفت رفض الطعن ‪ ،‬وهي تنتفي كما‬
‫عبرت عن ذلك المادة ‪ 523‬ق م ج ‪ ،‬إذا هو كان الطرف الطاعن بالنقض «لم يتضرر‬
‫من الحكم المراد نقضه‪.‬‬
‫‪ 3‬امتناع تخويل استعمال الطعن بالنقض ألكثر من مرة‪ :‬محل هذا الشرط وكما هو‬
‫ظاهر ‪ ،‬ليس مناسبة المبادرة لطلب الطعن بالنقض فقط‪ ،‬وإنما هو قيد عام ينطبق على‬
‫كل أوجه الطعن التي يقتضي استعمالها ممن حولت له لمرة واحدة فقط‪ ،‬وإال ألدى‬
‫األمر إلى تأبيد الخصومات من خالل البحث في كل مرة عن أسباب ووسائل لم تثر‬
‫عند تقديم الطعن بالنقض أو غيره من الطعون الذي انتهت فيه محكمة النقض إلى‬
‫الرفض‪ ،‬إلقامة طلب جديد للطعن بالنقض أو غيره من أوجه الطعن أمال في نقض‬
‫‪44‬‬
‫المقرر ‪،‬وهكذا‪ ،‬وهو ما ينبغي الوقوف في وجهه‪.‬‬
‫• شروط تتعلق باألوامر واألحكام والقرارات التي يبت فيها نهائيا‪ :‬المادة ‪ 521‬تنص‬
‫على ما يلي‪ :‬يمكن الطعن بالنقض في كل األحكام والقرارات واألوامر القضائية‬
‫النهائية الصادرة في الجوهر ما لم ينص القانون على خالف ذلك"‪ .‬الجديد في هذه‬
‫المادة حذف عبارة الغير قابلة لالستئناف التي شملها النص القديم في المادة (‪.)571‬‬
‫وهناك من األحكام التي ال تقبل الطعن إال بالنقض والمستجد في هذا اإلطار أن المادة‬
‫‪ 523‬في فقرتها الثانية تفرض على الذي يطلب نقض األحكام والقرارات واألوامر‬
‫القضائية الصادرة بغرامة فقط إذا كان مبلغها ال يتجاوز ‪ 5000.000‬درهم خمسة‬
‫‪45‬‬
‫آالف درهم أن يدلي بما يفيد أداء هذه الغرامة تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬كيفية الطعن بالنقض و اجله‬
‫بعد ان يستوفي األطراف شروط الطعن بالنقض يجب التعرف على كيفية مرور مسطرة‬
‫الطعن بالنقض (أوال)‪ ،‬وكدا اآلجال المسموح داخلها طلب الطعن بالنقض (ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬كيفية الطعن بالنقض‬

‫‪ 44‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪182‬و‪. 183‬‬


‫‪ 45‬مراد اسراج‪ ،‬إبراهيم الشباب ‪ ،‬مجلة المناظرة العدد العاشر‪ 2005‬ص ‪.82‬‬
‫‪17‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫في المادة ‪ 526‬فضل المشرع ذكر المحكمة التي أصدرت الحكم بدال من الهيئة القضائية‬
‫وتنص المادة ‪ 526‬يرفع طلب النقض بتصريح لدى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم المطعون فيه وأغفلت الفقرة الثانية من نفس المادة ذكر الوكيل من غير المحامي وعمال‬
‫بالمادة ‪ 526‬يكون الطعن بالنقض على الكيفية التالية‪:‬‬
‫يتقدم طالب النقض إلى كتابة الضبط ألجل التصريح به لدى المحكمة التي أصدرت الحكم‬
‫بنفسه أو بواسطة محام‪ ،‬ويضمن التصريح بسجل معد لهذه الغاية ثم يوقع من طرف المصرح‬
‫وكاتب الضبط الذي تلقى التصريح‪.‬‬
‫أما بالنسبة للذي يوجد رهن االعتقال ورغب في الطعن بالنقض فإن المؤسسة السجنية هي‬
‫التي تتلقى التصريح وعلى المؤسسة السجنية أن ترسل نسخة منه إلى المحكمة مصدرة الحكم‬
‫‪46‬‬
‫ليضمن بالسجل ويضاف في األخير إلى ملف الدعوى‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اجال الطعن بالنقض‬
‫يجب على طالب النقض أن يقدم طلبه داخل األجل القانوني المحدد لذلك‪ ،‬فبالرجوع لقانون‬
‫المسطرة الجنائية نجد المشرع المغربي حدد هذه األجل في المادة ‪ 527‬من ق‪.‬م‪.‬ج والتي‬
‫تتسم بمرونة أكثر مقارنة بالنص القديم‪ ،‬وهي حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 527‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫عشرة أيام من صدور المقرر المطعون فيه ما لم تنص مقتضيات خاصة على خالف ذلك‪.‬‬
‫ويختلف هذا األجل حسب وصف الحكم‪.‬‬
‫• إذا كان حضوري‪ :‬تبتدئ األجل من يوم صدور المقرر‪.‬‬
‫• إذا كان بمثابة حضوري‪ :‬تبتدئ األجل يوم تبليغه بالمقرر شخصيا أو في موطنه‪.‬‬
‫• إذا كان غيابيا‪ :‬ال تبتدئ األجل إال من يوم أن يصبح فيه التعرض عليها غير مقبول‪.‬‬
‫ونشير إلى أن أجل طلب النقض الذي هو عشرة أيام هو أجل كامل ال يحتسب فيه يوم صدور‬
‫المقرر القضائي‪ ،‬وال يوم تقديم التصريح بطلب نقضه الى كتابة ضبط المحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم المرفوع به طلب النقض‪ ،‬وإذا صادف اليوم األخير يوم عطلة رسمية‪ ،‬امتد األجل الى‬
‫‪47‬‬
‫أول يوم عمل يأتي بعد العطلة مباشرة‪ ،‬وال ينتهي إال بانتهاء هذا اليوم‪.‬‬

‫‪ 46‬مراد اسراج‪ ،‬إبراهيم الشباب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 84 83‬‬


‫‪ 47‬الحسين دكاير‪ ،‬احمد ايت اشقار‪ ،‬طرق الطعن وفق قانون المسطرة الجنائية مقال منشور بالموقع‬
‫‪ https://www.droitetentreprise.com/19046‬تم االطالع بتاريخ ‪ 25.12.2023‬على الساعة الثالثة زواال‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن بإعادة النظر والطعن بالمراجعة‬


‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن بإعادة النظر‬
‫يعتبر الطعن بإعادة النظر وسيلة طعن حديثة نوعا ما ‪ ،‬احدث من اجل الطعن في القرارات‬
‫الصادرة عن محكمة النقض حفاظا على حقوق األطراف ‪ ،‬وسنرى حاالت الطعن بإعادة‬
‫النظر (أوال) ومسطرة الطعن بإعادة النظر(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬القرارات القابلة للطعن بإعادة النظر‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 563‬من ق م ج ‪ ،‬فانه يجوز الطعن بإعادة النظر في القرارات التي‬
‫تصدرها محكمة النقض في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ضد القرارات الصادرة استنادا إلى وثائق صرح أو اعترف بزورتيها‪.‬‬
‫يجب في هذه الحالة على الطرف الذي يطلب إعادة النظر‪ ،‬ما عدا النيابة العامة أو اإلدارات‬
‫العمومية أن يودع كفالة مالية مبلغها خمسة آالف درهم‪ ،‬وذلك تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬
‫يحتفظ بمبلغ الكفالة لفائدة الخزينة العامة في حالة عدم قبول دعوى إعادة النظر‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬من أجل تصحيح القرارات التي لحقها خطأ مادي واضح يمكن تصحيحه من خالل‬
‫عناصر مأخوذة من القرارات نفسها‪ ،‬ويقدم طلب التصحيح بمذكرة ترفع إلى الغرفة التي‬
‫أصدرت القرار موضوع التصحيح‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا اغفل البت في أحد الطلبات المعروضة بمقتضى وسائل استدل بها‪ ،‬أو في حالة عدم‬
‫تعليل القرار‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬ضد القرارات الصادرة بعدم القبول أو بالسقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة‬
‫رسمية تبين عدم صحتها عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع االستدالل بها فيما بعد‪.‬‬
‫وفي هدا االطار جاء قرار عن محكمة النقض انه‪ * :‬ادا كانت المادة ‪ 563‬من ق م ج اجازت‬
‫الطعن بإعادة النظر في القرارات التي يصدرها المجلس األعلى في حاالت حصرتها فان‬
‫إعطاء هدا الحق ألي طرف في الدعوى ال يبتغى به السماح له بإعادة النظر في الوقائع و‬
‫الوسائل من جديد ‪ ،‬كما لو أنها نقض اخر ‪ ،‬والحال ان المجلس األعلى قد سبق له ان حسم‬
‫‪48‬‬
‫فيها بتعليالته التي ال يقبل المجادلة فيها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مسطرة الطعن بإعادة النظر‬

‫‪ 48‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 2010.12.23‬تحت عدد ‪ 1064‬في الملف عدد ‪.10.167‬‬
‫‪19‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫حسب نفس المادة أعاله ‪ ،‬فان طلب الطعن بإعادة النظر يقدم من قبل الطرف المعني طبقا‬
‫للفقرات ‪2‬و‪3‬و‪ 4‬من المادة ‪ 528‬من ق م ج ‪ ،49‬او من قبل النيابة العامة بواسطة مدكرة‬
‫توضع بكتابة ضبط محكمة النقض‪.‬‬
‫وتبت محكمة النقض في الطلب وفقا ً لمقتضيات المواد ‪ 539‬وما بعدها إلى ‪ 557‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫مع مراعاة مقتضيات المادة ‪ 564‬من نفس القانون‪.‬‬
‫إذا تعلق األمر بتصحيح أخطاء مادية‪ ،‬فإن محكمة النقض تصرح في حالة قبول الطلب‬
‫بتصحيح الخطأ دون حاجة لإلحالة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه حسب مقتضيات المادة ‪ 564‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإنه يجب تحت طائلة البطالن أن تكون مذكرة الطعن بإعادة النظر بسبب الزور في‬
‫وثيقة قدمت إلى محكمة النقض ممضاة من طرف مدعي الزور أو من ينوب عنه بتوكيل‬
‫خاص‪ ،‬وتقدم إلى الرئيس األول لمحكمة النقض‪ .‬ويجب إيداع الكفالة المشار إليها فيما سبق‬
‫بكتابة الضبط و المحددة في مبلغ خمسة االف درهم تحت طائلة عدم القبول ‪ ،‬ومباشرة بعد‬
‫إيداع المدكرة أعاله يتم تبليغها الى النيابة العامة ‪ .‬وبعد دراسة الطلب يصدر الرئيس أمرا‬
‫‪50‬‬
‫بالرفض أو أمرا يأذن فيه بتقييد دعوى الزور ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الطعن بالمراجعة‬


‫أوال ‪ :‬المقررات القضائية القابلة للطعن بالمراجعة‬
‫حددت الشروط الواجبة في المقررات القضائية فيما تقبل الطعن بالمراجعة المادة ‪ 51565‬ق‬
‫م ج‪ .‬بناء على ما تضمنته المادة اعاله فإن شروط قبول المراجعة في المقررات القضائية‬
‫ثالثة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون المقرر القضائي المراد طلب مراجعته‪ ،‬صادرا باإلدانة‪ ،‬والنص وإن‬
‫لم يعبر عن ذلك صراحة‪ ،‬فإن ما يستفاد منه داللة هو ذلك‪ ،‬على اعتبار أن تضرر المحكوم‬
‫عليه من حكم في جناية أو جنحة‪ ،‬ال يتصور إال إذا أدان هذا الحكم المحكوم عليه‪ ،‬أما إن هو‬
‫انتهى إلى تبرئته فال حاجة‪ ،‬والحالة حينئذ‪ ،‬إلى البحث عن خطأ ‪ -‬أو أخطاء ‪ -‬في الوقائع‬
‫إنبنى على طلب مراجعته‪ ،‬ألن المصلحة في هاده الفرضية منتفية لعدم التضريب على احكام‬
‫البراءة‪...‬‬
‫إذن فصدور المقرر القضائي باإلدانة‪ ،‬واجب تحققه ابتداء الطلب المراجعة وهو ما يعني من‬
‫جهة‪ ،‬استبعاد األحكام الصادرة عن القضاء الزجري بالبراءة‪ ،‬أو التعويضات المدنية عندما‬
‫تقوم الدعوى المدنية وحدها أمامه لتوافر أحد أسباب سقوط الدعوى العمومية من موت المتابع‬

‫‪ 49‬انظر المادة ‪ 528‬من قانون المسطرة الجنائية ‪.‬‬


‫‪ 50‬السعدية مجيدي ‪ ،‬المختصر في قانون المسطرة الجنائية ‪،‬الطبعة الثالثة منقحة مطبعة األمنية الرباط ‪ 2023‬ص ‪.353‬‬
‫‪ 51‬المادة ‪ : 565‬ال يفتح باب المراجعة إال لتدارك خطأ في الوقائع تضرر منه شخص حكم عليه من أجل جناية أو جنحة‪.‬‬
‫ال تقبل المراجعة إال عند انعدام أية طريقة أخرى من طرق الطعن وفي الحاالت وضمن الشروط التي ستذكر فيما يلي‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫أو تقادم ‪ ....‬من أن تكون سببا لطلب المراجعة‪ ،‬حتى وإن البنت على وقائع خاطئة‪ ،‬ومن‬
‫‪52‬‬
‫جهة أخرى‪ ،‬االكتفاء بصدور الحكم باإلدانة‪ ،‬العتماده سبيا الطلب المراجعة‪.‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون المقرر القضائي المراد مراجعته غير قابل ألي طريق من طرق‬
‫الطعن العادية (التعرض و االستئناف) أو النقض‪ ،‬بأن يكون باتا أو ما يعبر عنه فقها أو قضاء‬
‫باكتسابه (لقوة الشيء المقضي به ) وهذا الشرط فرضته الصفة االحتياطية لهذا الطريق من‬
‫طرق الطعن على اعتبار أن الحكم المعيب قد يتأتى إصالحه وتعديله وفق رغبة المحكوم‬
‫عليه في مرحلتي االستئناف‪ ،‬أو النقض‪ ،‬وال يصار إلى طلب المراجعة فيه إال إذا هي الطرق‬
‫اآلنفة لم تمكنه مما أراد‪ ،‬وترتيبا على ما سبق فإنه يمتنع سلوك الطعن بالمراجعة في حكم‬
‫متى صدر غيابيا لكونه يقبل التعرض‪ ،‬أو صدر بصورة ابتدائية ألنه يقبل الطعن باالستئناف‪،‬‬
‫وال في حكم قبل الطعن فيه بالنقض (متى كان يقبله)‪ ،‬لكن إذا هو الحكم صدر بصورة نهائية‬
‫ال يقبل ال التعرض وال االستئناف‪ ،‬أو كان قابال لالستئناف‪ ،‬ولكن المحكوم عليه ضيع عليه‬
‫فرصة استئنافه في موعده وصار بذلك نهائيا غير قابل للطعن ال باالستئناف وال بالنقض‪،‬‬
‫فإنه يجوز في هذه األحوال تقديم طلب بمراجعته إن توافرت الشروط األخرى الواجبة لسلوك‬
‫هدا الطريق ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬صدور الحكم في جناية او جنحة من دون ان يكون صادرا في مخالفة من‬
‫المخالفات من المخالفات ‪ ،‬اد قد يصدر الحكم بمجرد غرامة في جنحة ويصدر بالحبس في‬
‫مخالفة‪ ،‬ويتضمن الحكمان معا خطأ في الوقائع‪ ،‬ومع ذلك يسمح بالطعن بالمراجعة في األول‪،‬‬
‫وال يسمح بها في الثاني‪ ،‬تقديرا من المشرع لما للخطورة الملحوظة من المجتمع على اعتبار‬
‫‪53‬‬
‫المحكوم عليه في جنحة‪ ،‬التي قد ال تالحظ إطالقا عند اإلدانة عن مخالفة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اثار الطعن بالمراجعة‬
‫يوقف الطعن بالمراجعة التنفيذ بقوة القانون إن لم تكن العقوبة قد نفذت‪ ،‬وبعد إحالة طلب‬
‫مراجعة المقرر القضائي على محكمة النقض‪ ،‬وبعد تأكدها من كون الطلب استوفى الشكليات‬
‫المتطلبة قانونا‪ ،‬تبت فيه إما بالرفض‪ ،‬وتتحقق الحالة األولى متى كان السبب الذي استند عليه‬
‫طلب المراجعة لم تتوفر فيه الشروط الواجب تحققها فيه‪ ،‬ويصبح بذلك الحكم مستقرا وغير‬
‫قابل للمنازعة في قوته التنفيذية واإلثباتية‪.‬‬
‫إلى جانب ما سبق‪ ،‬وما يهمنا في هذه النقطة ما يترتب على قبول طلب المراجعة والرجوع‬
‫في المقرر القاضي باإلدانة‪ ،‬والذي يترجم في تقرير براءة طالب المراجعة‪ ،‬ويفيد هذا التقرير‬
‫زوال كل ما يترتب من أثار قانونية جنائية كانت‪ ،‬أم مدنية‪ ،‬ام تأديبية‪ ،‬ليصبح المدان بالحكم‬
‫‪54‬‬
‫الساقط بالمراجعة‪ ،‬لم يرتكب أية جناية أو جنحة على اإلطالق‪.‬‬

‫‪ 52‬عبد الواحد العلمي ‪،‬شرح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ 2011 ،‬ص‬
‫‪.287‬‬
‫‪ 53‬عبد الواحد العلمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.289 288‬‬
‫‪ 54‬احمد ايت االشقار ‪ ،‬الحسين دكاير‪،‬مرجع سابق (موقع الكتروني‪).‬‬
‫‪21‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫• خاتمة‪:‬‬
‫ختام القول و كرؤيا تركيبية نركب فيها أجزاء ما قيل سابقا يمكن القول ان طرق‬
‫الطعن في األحكام سواء العادية ام غير العادية ‪ ،‬كإجراء مسطري مجرد و جامد‬
‫تحقق االمن القضائي و تحمي مصلحة المتقاضين في الحصول على فرصة للطعن‬
‫في االحكام و القرارات التي مست بحقوقهم ‪ ،‬و كدلك يمكن القول ان هاته االخيرة‬
‫تحظى بأهمية بالغة في األحكام باعتبارها من اهم ما يملكه المتقاضين لحماية‬
‫حقوقهم ‪،‬اد تعتبر كدلك من ابرز الضمانات التي يتمتع بها المتهم وكدا اطراف‬
‫الدعوى العمومية بشكل عام من الخطأ الدي قد يتسبب فيه القاضي‪ ،‬أو حمايته من‬
‫األخطاء التي تعتري الحكم القضائي‪ .‬و خالصة القول فان طرق الطعن تتراوح ما‬
‫بين العادية والغير العادية‪ ،‬وبناء عليها يمكن الطعن بأحد األحكام التي ال تكون في‬
‫صالح المحكوم عليه ام المحكوم له ‪ ،‬و بهذا فالمحكمة تتيح للمتقاضين اللجوء الى‬
‫الطعن عندما يشعر أحد األطراف ان الحكم الصادر غير منصف ‪ ،‬اال انه تترتب‬
‫عليه اثار سواء عند قبول الطعن ام رفضه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫• الئحة المراجع‪:‬‬
‫المؤلفات‪:‬‬
‫عبد الحميد الشواربي طرق الطعن في األحكام الجنائية‪ ،‬دار الفكر الجامعي األزاريطة‬ ‫✓‬
‫‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬طبعة ‪.1988‬‬
‫محمد بفقير ‪ ،‬أحكام التعرض في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار‬ ‫✓‬
‫البيضاء‪ ،‬طبعة ‪.2022‬‬
‫السعدية مجيدي ‪ ،‬المختصر في قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬الطبعة الثالثة منقحة‪ ،‬مطبعة‬ ‫✓‬
‫األمنية الرباط ‪.2023 ،‬‬
‫عبد الواحد العلمي شروح في قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثالثة‬ ‫✓‬
‫مراجعة ومحينة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪.2018‬‬
‫وزارة العدل شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬الطبعة الثالثة مطبعة‬ ‫✓‬
‫فضالة المحمدية‪.2005 ،‬‬
‫عبد السالم بن حدو الوجيز في شرح المسطرة الجنائية المغربية ‪ ،‬الطبعة الثانية نشر‬ ‫✓‬
‫البديع ‪.1995‬‬
‫عبد الواحد العلمي شرح في قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث ‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫✓‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪.2011 ،‬‬
‫الفاكهاني سعيد – الحرفة حامد الشرح والتعليق على قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬الجزء‬ ‫✓‬
‫الثالث الدار العربية الموسوعات ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1995 ،‬‬
‫المعطي بوعبيد ‪ ،‬طرق الطعن ‪،‬جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائية بالمعهد‬ ‫✓‬
‫الوطني للدراسات القضائية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫القرارات ‪:‬‬
‫✓ قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 2013/12/01‬تحت عدد ‪ 1420‬في الملف‬
‫الجنحي عدد ‪.99/11303‬‬
‫✓ قرار مصادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 2010.12.23‬تحت عدد ‪ 1064‬في الملف‬
‫عدد ‪.10.167‬‬

‫الرسائل‪:‬‬
‫✓ أيوب سعد الدين التنفيد الزجري واشكاالته ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط السنة الجامعية ‪.2021/2022‬‬

‫‪23‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫المجالت‪:‬‬
‫✓ ايت االشقار أحمد ‪-‬الحسين الدكاير ‪،‬طرق الطعن في ظل قانون المسطرة الجنائية‬
‫المغربية ‪،‬مجلة قانونك الموسم الثالث العدد ‪ 13‬يوليوز ‪.2022‬‬
‫✓ مراد اسراج‪ ،‬إبراهيم الشباب ‪ ،‬مجلة المناظرة العدد العاشر ‪.2005،‬‬
‫المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫✓ الحسين دكاير‪ ،‬احمد ايت اشقار‪ ،‬طرق الطعن وفق قانون المسطرة الجنائية مقال‬
‫منشور بالموقع ‪ https://www.droitetentreprise.com/19046‬تم االطالع‬
‫بتاريخ ‪.25.12.2023‬‬

‫‪24‬‬
‫طرق الطعن في المادة الجنائية‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪3...........................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬طرق الطعن العادية ‪6...........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطعن بالتعرض ‪6..............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أحكام التعرض‪6.................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االثار المترتبة عن الطعن بالتعرض ‪8.........................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬الطعن باالستئناف في المادة الجنائية ‪10........................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬األحكام الخاصة للطعن باالستئناف ‪10............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬اثار الطعن باالستئناف ‪13........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير العادية في المادة الجنائية‪15................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطعن بالنقض‪15..................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الطعن بالنقض و اجله‪15.................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة الطعن بالنقض و أجله‪17................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن بإعادة النظر و الطعن بالمراجعة‪19 .....................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬الطعن بإعادة النظر ‪19............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬الطعن بالمراجعة ‪20..............................................‬‬
‫خاتمة ‪22..........................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪23.................................................................‬‬
‫الفهرس ‪25........................................................................‬‬

‫‪25‬‬

You might also like