Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية
2023.2024
1
طرق الطعن في المادة الجنائية
2
طرق الطعن في المادة الجنائية
مقدمة :
خاطب الخليفة عمر بن الخطاب أبو موسى األشعري رضي هللا عنه ،بمناسبة توليته القضاء،
بقوله “ال يمنعنك قضاء قضيته باألمس فراجعت فيه نفسك ،فهديت فيه لرشدك أن تراجع
الحق ،فالحق قديم ال يبطله شيء ،ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل“.
تُجسد هذه العبارة على قِدمها غاية مراجعة األحكام القضائية ،أال وهي إحقاق الحق والعدالة
وإعادة األمور إلى نصابها ،ألن القضاء عمل بشري مجبول على الخطأ بالفطرة ،نازع إلى
المجاملة والمؤانسة وموسوم باالختالف تبعا لقدرات الفهم واإلدراك للقضاة وأوجه الدفوع
المتفاوتة المعروضة أمام القضاء ،لهذا ففرضية مراجعة ما تم القضاء به تبقى قائمة في بعض
الحاالت التي تستوجب ذلك ،لكل هذا فإن التشريعات الوضعية مؤمنة بهذه الغاية ساعية إليها،
باحثة عن أفضل سبل لتحقيقها ،رغم الصعوبات التي تعترض طريقها ،الناتجة عن التطور
الذي عرفته النظم القانونية ،والمفاهيم المستحدثة لدور القضاء في حماية حقوق وحريات
أفراد المجتمع.
وفي إطار هذا التنظيم ،عمدت التشريعات المسطرية إلى تنويع طرق الطعن مراعية تدرج
مراتب القضاة ،واختالف أنواع تجربتهم ،وتباين أوضاع المتظلمين من أحكامهم ،كما وضعت
لكل طعن غاية محددة ،وشروطا وقواعد وإجراءات بما يخدم غايته المرجوة ،ويعاقب على
ق أو إخال ٍل بها من جانب المتقاضين ،حتى ولو أدى ذلك إلى المساس بفكرة العدالةك ِل خر ٍ
في صورتها المثالية ،كقواعد اآلجال التي يؤدي انصرامها إلى سقوط حق الطعن وحجية
األمر المقضي به التي تمنع إعادة اللجوء إلى القضاء في أمر سبق الفصل فيه .
وتشكل طرق الطعن في التشريعات الوضعية تلك االلية التي يمكن لكل طرف في الدعوى
العمومية و المدنية على حد سواء أن يقدم طعنه حسب األحوال سواء إلى المحكمة مصدرة
المقرر أو للمحكمة األعلى درجة ،وهي تنقسم إلى قسمين طرق عادية وغير عادية ،فاألولى
أي العادية فهي تمكن أطراف الخصومة من المطالبة بمراجعة األحكام الصادرة عن محاكم
دنيا أمام محاكم أعلى درجة ،أو بمراجعة المحاكم لألحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم في
حالة تغيبه ،فبالنسبة لألولى التي ال يكون فيها الطاعن ملزما حتى يقبل طعنه أن يدلي بسبب
معين قانونا بل إن طعنه يتم بناء على أي سبب سوا ًء تعلق األمر بالواقع أو بالقانون ،فهي
ترمي أساسا إلى إعادة مناقشة القضية من الناحيتين الشكلية والموضوعية لفض النزاع
وإصدار حكم يقضي إما باإلدانة أو البراءة ،أما طرق الطعن غير العادية فهي التي تتطلب
إجراءات استثنائية ،وال تقبل إال إذا استند الطاعن في طعنه على سبب من األسباب ،فهي
3
طرق الطعن في المادة الجنائية
التي ال يسمح فيها للطاعن اللجوء إليها إال بإثارة وسائل خاصة محددة على سبيل الحصر في
1
القانون.
فالمحاكم عند بتها في النزاع وإصدارها لألحكام ،ال شك أن تكون هذه األحكام في بعض
األحيان مشوبة بأخطاء ومخلة بالعدالة ،وهذا ما يشكل خطورة ومساس بحقوق المتقاضين،
لذلك سمح المشرع لهؤالء بالطعن في األحكام وذلك باستعمال إحدى طرق الطعن التي نص
عليها القانون.
يعد الطعن الية أوجدها المشرع لتدارك ما يمكن أن يمس باالستقرار القانوني للمجتمع ووحدة
تشريعه ،ومراقبة قضائية عامة لتصحيح أحكام تعرضت للخطأ إما في الواقع الذي بنيت
عليه ،أو في القانون الذي لم يطبق تطبيقا سليما أو طبقت بكيفية مخالفة لروح المشرع ،بناء
على تفسير لم تراعى فيه قواعد التفسير القانونية.
إن اعتبار الحكم القضائي عنوانا للحقيقة وإضفاء صفة الحجية المطلقة عليه ،يفرضان
توفير الوسائل والضمانات التي تساعد على أن يكون مضمون الحكم مطابقا للواقع .وتتحقق
بذلك العدالة التي تقتضي أن تكون الحقيقة القانونية التي يعلنها الحكم هي نفس الحقيقة الواقعية
الواقعة في العالم الخارجي ،وطرق الطعن في األحكام نظمها القانون احتياطا لتدارك ما قد
يشوب هذه األحكام من أخطاء.
وسبل الطعن المتاحة في التشريع المغربي في المادة الجنائية ،منها ما ينشر القضية من جديد
للدراسة والمناقشة بجميع عناصرها الواقعية والقانونية ،وتسمى طرق الطعن العادية ،ومنها
ما ال يسمح فيه للطاعن إال بإثارة وسائل خاصة ومحددة في القانون ،وتسمى بالطرق غير
العادية للطعن.2
وهذا ما يبرز لنا األهمية القصوى للطعن ضد األحكام والمقررات القضائية على اعتبار أن
ممارسة الطعون حق مكفول ومنظم بموجب القوانين التشريعية وهو أداة أساسية تحمي
الحقوق وتضمنها مما يحقق لنا محاكمة عادلة لألطراف ،هذا ما يدفعنا إلى طرح إشكالية
مهمة تتمحور باألساس حول ماهية طرق الطعن سواء العادية او غير العادية في قانون
المسطرة الجنائية.
ولمقاربة الموضوع وتكريسا لمبدأ ال مقاربة دون منهج علمي سنعتمد المنهج التحليلي باعتباره
منهجا يالئم طبيعة الموضوع التي تستوجب تحليل ووصف النص القانوني كما هو عليه و
العمل على تمحيص مختلف جوانبه.
1مصطفى اعليو ،الطعن باالستئناف في المادة الجنائية وبعض اشكاالته ،مقال منشور بتاريخ 29ماي 2020على
الموقع https://www.aljami3a.com/523تاريخ اإلطالع 16دجنبر 2023على الساعة .10:30
2أحمد ايت االشقاروالحسين دكاير ،طرق الطعن وفق قانون المسطرة الجنائية ،مقال منشور بتاريخ22ابريل 2020على الموقع
https://www.droitetentreprise.com/19046/تاريخ اإلطالع 17دجنبر 2023على الساعة .14:00
4
طرق الطعن في المادة الجنائية
من خالل الطرح اإلشكالي السابق ارتئينا تقسيم الموضوع إلى مبحثين أساسيين:
5
طرق الطعن في المادة الجنائية
3عبد الحميد الشواربي ،طرق الطعن في األحكام الجنائية ،دار الفكر الجامعي األزارطة ،اإلسكندرية ،طبعة ، 1988ص.8
6
طرق الطعن في المادة الجنائية
في حدود القانون وبصورة ترضي العدالة ، 4وهنا ال ننسى بالذكر تعريف محكمة النقض
المصرية للتعرض بأنه تظلم مقدم من متهم من الحكم الغيابي الصادر ضده.5
ثانيا :األحكام القابلة للتعرض
كما هو معلوم أن الطعن بالتعرض يمارس باألساس وبقوة القانون ضد األحكام النهائية التي
تتعلق بالجنح والمخالفات التي تصدر غيابيا ،6ونؤكد هنا على قضايا الجنح والمخالفات فقط،
على اعتبار أن قضايا الجنايات خصها المشرع بمسطرة خاصة أسماها المسطرة الغيابية التي
ال يجوز التعرض عليها ،وإنما يتم في إطارها إعادة المحاكمة عندما يظهر المتهم المتغيب
الذي طبقت في حقه المسطرة الغيابية .ويسمح التعرض وفق المبين أعاله للمتهم المتغيب
بعرض قضيته من جديد على نفس المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي في حقه من أجل أن
يحاكم حضوريا من جديد ،حيث يتم عرض قضيته على نفس المحكمة مصدرة الحكم الغيابي
في حقه ،وغالبا ما يتم عرضها على نفس الهيئة.7
في هاذا اإلطار جاء قرار صادر عن محكمة النقض بما يلي " :العبرة بالوصف القانوني
للقرار ،ال بالوصف الذي تضفيه عليه المحكمة خطأ ،ولهذا فمادام القرار المطعون فيه أثبت
أن المتهم تخلف عن حضور جلسة مناقشة القضية ،فإن القرار يكون غيابيا في حقه طبقا
المقتضيات الفصل 371من ق.م.ج".8
ثالثا :األشخاص الذين يحق لهم تقديم طلب التعرض
بقراءة المادة 394ق.م.ج يتبين أن األطراف التي يحق لها اللجوء للتعرض على الحكم
الصادر غيابيا في حقها ينحصر في المتهم والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق
المدنية مع مالحظة أن التعرض الذي يتقدم به الطرفين األخيرين ينحصر في الشق المدني
من الحكم دون الشق الجنائي منه خالفا المتهم المحكوم عليه غيابيا الذي يجوز له التعرض
على الحكم الغيابي في شقه المدني والجنائي معا ،ما سبق كان هو األصل العام الواجب
االتباع ،إال أن المالحظ مع ذلك هو أن المشرع قد خرج عنه باستثناءين :
األول :ويتعلق بالنيابة العامة ،التي وإن كان يمتنع عليها سلوك طريق التعرض ألن األحكام
الزجرية بالنسبة إليها ،كما هو معلوم ،تكون دائما حضورية ،مادام تمثيلها ضروريا – وتحت
طائلة البطالن – سواء أثناء المحاكمة أو النطق بالحكم ،فإنه يالحظ أن القانون سمح لها
استثناء في قانون القضاء العسكري بسلوك التعرض على الحكم الصادر غيابيا على المتابع
بعصيانه لقانون التجنيد بالشروط الواردة في المادة 120من القانون الجديد للقضاء العسكري.
4محمد بفقير ،أحكام التعرض في قانون المسطرة الجنائية ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة ،2022ص.9
5محمد بفقير ،مرجع سابق ،ص .10
6تنص المادة 393من ق.م.ج" يجوز التعرض على الحكم الغيابي بتصريح يقدمه المحكوم عليه أو دفاعه لكتابة الضبط في ظرف العشرة أيام
التي تلي التبليغ .".....
7السعدية مجيدي ،المختصر في قانون المسطرة الجنائية ،الطبعة الثالثة منقحة ،مطبعة األمنية الرباط ،2023،ص .327
8قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 01/12/2013تحت عدد 1420في الملف الجنحي عدد .11303/99
7
طرق الطعن في المادة الجنائية
الثاني :عمال بالمادة 383ق.م.ج تتقلص األطراف التي يحق لها سلوك التعرض على
األوامر القضائية الصادرة في الجنح إلى طرفين إثنين فقط ،وهما المحكوم عليه والمسؤول
عن الحقوق المدنية ،دون المطالب بالحق المدني ،الذي إن هو وجد يتعطل معه سلوك المسطرة
المختصرة في إصدار األحكام أصال ،ألن المادة 383ق م ج ال تسمح صراحة باللجوء
إلصدار األوامر القضائية إال إذا لم يكن هناك مطالب بالحق المدني ،وهذا ما يفيد بمفهوم
المخالفة أنه إن هو وجد هذا األخير ،فإن المحاكمة عن الجنحة سيسلك فيها الطريق العادي
(ال المختصر) ،والحكم الذي سيكون محصلة لها سيصدر حسب األحوال ،إما حضوريا حيث
يمتنع التعرض عليه من المطالب بالحق المدني ،أو غيابيا حيث يسمح حينئذ بالتعرض عليه
وفقا للمادة 394ق م ج للطرف الذي صدر عليه بهذا الوصف ،والذي يمكن أن يكون إما
المحكوم عليه ،أو المطالب بالحق المدني ،أو المسؤول عن الحقوق المدنية.9
رابعا :أجل وشكل التصريح بالتعرض
إن األجل الذي تم التنصيص عليه لمباشرة هذا الطعن هو عشرة أيام( أما األحكام العسكرية
فأجل التعرض عليها من طرف المحكوم عليه هو 5أيام ) ،10وهو أجل كامل كما نصت على
ذلك مقتضيات المادة 750من نفس القانون ،هذا مع اإلشارة الى أن هذا األجل ال يبتدئ إال
من اليوم الموالي لتاريخ التبليغ ،ويمكن أن يمتد الى غاية انتهاء آجال تقادم العقوبة ،إذا تعلق
األمر بدعوى عمومية ولم يتم التبليغ الى المتهم شخصيا ،ولم يثبت من أية وثيقة من وثائق
التنفيذ أن هذا األخير علم بالحكم الزجري الصادر في حقه .ويالحظ أن هذه المادة ،رفعت
اللبس الذي كان مطروحا في المسطرة الجنائية السابقة ،فيما يخص إمكانية استفادة أطراف
أخرى ،غير المتهم من األجل المذكور.11
و شكل التصريح الذي يقدمه المحكوم عليه أو دفاعه لكتابة الضبط ،ال يكون بالضرورة
مكتوبا بل قد يكون شفويا .وهنا ال بد من اإلشارة الى أن المشرع المغربي أحسن صنعا عند
تأكيده على أن التصريح بالتعرض يمكن أن يكون أيضا من طرف محامي المحكوم عليه،
وهذا من شأنه أن يؤكد عموما على المبادئ األساسية لحقوق الدفاع ،خالفا لما كان عليه األمر
سابقا في الفصل 363من القانون القديم للمسطرة الجنائية.12
الفقرة الثانية :اآلثار المترتبة عن الطعن بالتعرض
ف ي هده الفقرة سنحاول تبيان االثار المترتبة عن الطعن بالتعرض بداية مع حالة حضور
التعرض على الحكم الغيابي(أوال) وتخلفه (ثانيا) وكدا في حالة تعدد األشخاص(ثالثا) وكدا
الغاء التعرض (رابعا).
9عبد الواحد العلمي ،شروح في قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث ،الطبعة الثالثة مراجعة ومحينة ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء
، 2018،ص 87و ص .88
10انظر الفصل 128من قانون العدل العسكري.
11وزارة العدل ،شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء الثاني ،الطبعة الثالثة ،مطبعة فضالة المحمدية 2005،ص .274
12وزارة العدل ،مرجع سابق ،ص.
8
طرق الطعن في المادة الجنائية
13نصت المادة 394من قانون المسطرة الجنائية على أنه" يرتب عن التعرض المقدم من طرف المتهم بطالن الحكم الصادر عليه غيابيا فيما
يتعلق بحقوقهما المدنية".
14ايت االشقار أحمد الحسين الدكاير طرق الطعن في ظل قانون المسطرة الجنائية المغربي مجلة قانونك الموسم الثالث العدد 13يوليوز 2022
ص .292
15ايت االشقار أحمد الحسين الدكاير ،مرجع سابق ،ص .393
16ايت االشقار أحمد الحسين الدكاير ،مرجع سابق ،ص .393
9
طرق الطعن في المادة الجنائية
المغربي استنادا لمقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل 374ق م ج القديم المطابقة للفقرة
األخيرة من المادة 394ق م ج التي أكدت أن دور الدفاع وحضوره الجلسة يحتم على المحكمة
سماع صوته والبت في طلباته خصوصا إذا ما أدلى للمحكمة بعذر يبين تخلف مؤازره.17
-األحكام التي تفصل في السراح المؤقت التي تصدر عن المحاكم اإلبتدائية. 20
-األحكام السابقة على الفصل في الموضوع بمناسبة نظر الجنح والمخالفات ،شريطة
االستئناف مع الحكم الفاصل في الموضوع عدا إذا تعلق األمر بحكم متعلق بعدم االختصاص
21
النوعي.
-االحكام الفاصلة في موضوع الدعوى المدنية التابعة.22
ثانيا :األحكام التي يجوز استئنافها واألطراف التي يحق لها ممارسة اإلستتناف
بخصوص األحكام القابلة لالستئناف فإنها تتمثل في :األحكام الفاصلة في موضوع الدعوى
العمومية في الجنح بنوعيها ،وكيفما كان منطوقها وذلك حسب المادة 397من قانون المسطرة
الجنائية.23
األحكام الفاصلة في موضوع الدعوى العمومية الصادرة عن المحكمة االبتدائية في المخالفات
إذا هي قضت بعقوبة سالبة للحرية ،وذلك حسب المادة 396من قانون المسطرة الجنائية.24
األحكام التي تفصل في السراح المؤقت الصادرة عن المحكمة االبتدائية ،وذلك حسب المادة
181من ق .م ج.25
كل األحكام التي تصدرها غرف الجنايات في الجنايات التي أصبحت قابلة لالستئناف أم
غرفة الجنايات االستئنافية العادية أو المتخصصة التي تنظرها بتشكيلة يمتنع أن يكون أحد
من أعضائها قد سبق له أن حكم أو حقق في الحكم المستأنف.
القرارات الباتة في الجوهر الصادرة عن غرف الجنايات أمام نفس المحكمة حيث تنص
الفقرة األولى من المادة 457من قانون المسطرة الجنائية على أنه :يمكن للمتهم والنيابة
العامة والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية استئناف القرارات الباتة في
الجوهر الصادرة عن غرف الجنايات أمام نفس المحكمة مع مراعاة أحكام المادة 383والفقرة
األولى من المادة 401من هذا القانون .
وفيما يتعلق باألطراف الذين يحق لهم سلوك طريق االستئناف تتمثل في :المتهم ،النيابة
العامة ،اإلدارات العمومية عندما يسمح لها القانون بصفة خاصة إقامة الدعوى العمومية ،
26
المطالب بالحق المدني ،المسؤول عن الحقوق المدنية ،النائب القانوني عن الحدث المحكوم
ثالتا :أجل تقديم الطعن باإلستئناف
ميعاد اإلستئناف والمقصود به أجله أو مهلته شكلية البد من مراعاتها وإال رفض اإلستئناف
المقدم لعدم استيفاء الشكل المتطلب فيه .وهذا الميعاد محدد في القانون في عشرة أيام ،تبتدئ
من تاريخ النطق بالحكم ،إذا هو صدر بعد مناقشات حضورية في الجلسة بحضور الطرف
أو من يمثله ،أو إذا وقع إشعار أحدهما بيوم النطق به .لكن هذا األجل ال يسري إال من يوم
التبليغ للشخص نفسه أو في موطنه.
-إذا لم يكن الطرف حاضرا أو ممثال بالجلسة التي صدر فيها الحكم بعد مناقشات حضورية
ولم يسبق إشعاره شخصيا هو أو من يمثله بيوم النطق به.
-إذا كان الحكم بمثابة حضوري حسب مقتضيات الفقرات 2و 4و 7من المادة 314ق م ج
-إذا صدر الحكم غيابيا حسب مقتضيات الفقرة األولى من المادة 314ق م ج. 27
أما اإلستثناءات وهي من القلة التي يخرج بها المشرع عن القاعدة العامة السابقة ،فنمثل لها
بمهلة اإلستئناف المخولة للوكيل العام للملك في اإلستئناف ،والتي هي ستون يوما ،تبتدئ من
يوم النطق بالحكم ( المادة 402ق م ج) وبمهلة استئناف المطالب بالحق المدني لألوامر
القضائية الصادرة عن قاضي التحقيق القاضية بعدم إجراء التحقيق ،أو بعدم المتابعة ،وكذا
األوامر التي تمس بمصالحه المدنية ،والتي هي ثالثة أيام منذ يوم تبليغه األمر القضائي في
28
موطنه الحقيقي أو المختار (م 224ق م ج)
وغيرها من األطراف ،اللهم إن تصادف أن كان المحكوم عليه في حكم قابل لالستيناف –
وخالل مهلة اإلستيناف – معتقال ،فإن القانون المادة 399ق م ج يسمح حينئذ برفع االستيناف
عن طريق اإلدالء بالتصريح به لدى كتابة الضبط بالسجن المعتقل به عليه ،حيث يقع خالفا
للقاعدة اآلنفة – في السجل الخاص المنصوص عليه في المادة 223ق م ج ،ثم يقوم رئيس
السجن برفع ذلك التصريح داخل 24ساعة إلى مكتب الضبط بالمحكمة التي أصدرت الحكم
المطعون فيه وإال تعرض الجزاءات تأديبية.29
الفقرة الثانية :آثار الطعن باالستئناف
بعد التصريح بالطعن باالستئناف من الخصم المخول له ذلك في الحكم يترتب عن ذلك أثران،
أولهما إيقاف التنفيذ الحكم محل االستئناف أو ما يصطلح عليه باألثر الموقف لالستئناف
(أوال ) ،والثاني هو طرح الملف على جهة االستئناف من جديد ،أو ما يصطلح عليه األثر
الناقل لالستئناف(ثانيا).
أوال :األثر الواقف
األثر الواقف ،ويعني وقف تنفيذ الحكم االبتدائي المطعون فيه وذلك بنص القانون إذ يوقف
التنفيذ أثناء األجل المقرر لالستئناف وأثناء النظر فيه إذا تم داخل األجل القانوني ،30ومن
المعلوم أن تنفيذ األحكام الزجرية يخضع لمبدأ عام کرسته المادة 597ق م ج ،والذي
بمقتضاه يمتنع تنفيذ أي مقرر صادر عن القضاء قبل اكتسابه لقوة الشيء المحكوم فيه بأن
أصبح هذا المقرر غير قابل ألي وجه من وجوه الطعن العادية ،أو النقض لفائدة األطراف،
وبما أن االستئناف يشكل وجها من أوجه الطعن العادية في األحكام ،فإن صدور أي حكم
يكون قابال لإلستئناف يوقف تنفيذه خالل األجل المخول لممارسته ،أما إن هو مورس هذا
الطريق فعال ،توقف تنفيذه كذلك إلى أن تفصل محكمة الدرجة الثانية فيه ،وينصرم (أما إن
هو مورس الطعن بالنقض فيه فعال وجب انتظار البت فيه) ميعاد الطعن فيه بالنقض لمصلحة
األطراف أمام محكمة النقض.31
ثانيا :األثر الناقل
ان االستئناف ينقل الدعوى الى محكمة االستئناف بصفتها محكمة درجة ثانية وهي لذلك
تصدر حكما جديدا في موضوع الوقائع التي سبق للمحكمة االبتدائية أن فصلت فيها ،إذا أنها
أى المحكمة االستئنافية تعيد البحث فى الوقائع واستقصائها فتتأكد من حقيقة األفعال المكونة
للجريمة وكيف حدثت ،وتفحص وسائل االثبات التي تثبت وقوعها ،ولها أن تبحث وتقبل
وسائل اثبات أخرى لتكون اقتناعها في حالة االستئناف يمكن االستماع من جديد للشهود
األولين أو الشهود آخرين اذا طلب ذلك الوكيل العام للملك أو أحد المترافعين .وللمحكمة أن
تتأكد من جديد من صحة االحداث والوقائع التي حدثت.32خالل اجراءات المسطرة االبتدائية
(مثل التأكد من موطن المستدعى لتحديد المدة القانونية لالستدعاء المنصوص عليه اذا نازع
في ذلك المعنى باألمر ،وكان يعتذر المستدعى أمام المحكمة االبتدائية بانقطاع المواصالت
،ولكن المحكمة ال تقبل منه هذا العذر وتصدر عليه الحكم لعلة أن المواصالت لم تنقطع يوم
الجلسة ،فلمحكمة االستئناف حق الفصل فيما اذا كانت المواصالت في ذلك اليوم مقطوعة
فعال أو ال إلى غير ذلك من الوقائع المادية التي لها ارتباط بحدوث االعمال موضوع المتابعة
أو بثبوتها أو بتكييفها أو بسالمة اجراءات المتابعة والمحاكمة ) وال تستثنى من ذلك اال الوقائع
التي شهدت المحكمة االبتدائية بحدوثها أمامها كأن يتضمن الحكم أو محضر الجلسة أن أحد
المترافعين حضر ،أو لم يحضر أو انسحب من الجلسة او أعلم بتاريخ الجلسة المقبلة ،فمثل
هذه الوقائع التي ينص الحكم أو المحضر على حدوثها أمام المحكمة ال تملك محكمة االستئناف
صالحية نفيها ،ألنها ال تنفى إال باثبات تزويدها بحكم قضائى مستقل وفقا لإلجراءات الخاصة
بدعوى التزوير .
ومن ناحية ثانية ينقل االستئناف كذلك إلى محكمة االستئناف العناصر القانونية للدعوى ،
فتحدد عناصر الجريمة والتكييف القانوني لألفعال موضوع المتابعة الجنائية والمدنية ،وتبحث
من التفسير السليم لتصوص القانون الواجبة التطبيق وتتأكد من سالمة اجراءات المتابعة
والمحاكمة إلى غير ذلك من العناصر القانونية الموضوعية منها والشكلية ويالحظ أن
االستئناف ال ينقل إلى م حكمة االستئناف إال الوقائع التي سبق عرضها على المحكمة االبتدائية
،فال يجوز لمحكمة االستئناف أن تفصل في وقائع جديدة لم تعرض على المحكمة المصدرة
للحكم المستأنف سواء تعلقت هذه الوقائع الجديدة بالدعوى العمومية أو الدعوى المدنية التابعة
اال أنه من جهة أخرى يجوز للمحكمة االستئنافية أن تكييف الوقائع فلها أن تعتبر خيانة أمانة
وقائع توبع عليها المتهم بوصف السرقة ،كما يمكنها أن تضيف ظرفا مشددا للعقوبة فى
الجريمة موضوع المتابعة توصف الموظف العمومي في جرائم العنف وانتهاك حرمة المنازل
،وصفة الورقة الرسمية 33في جريمة التزوير ،وسبق االصرار في جرائم العنف ،بل يحق
لها أن تضيف وقائع حدثت بعد الحكم األول متى كان لها تأثير على الوصف االجرامي
لألفعال أو في تقدير التعويض المستحق للضحية ،كما اذا ظهرت في جرائم العنف نتائج
أكثر خطورة ما كان متحققا وقت الحكم االبتدائي كتجاوز العجز عشرين يوما أو حدوث عاهة
أو موت الضحية بعد صدور الحكم المستأنف.34
32الفاكهاني سعيد – الحرفة حامد ،الشرح والتعليق على قانون المسطرة الجنائية ،الجزء الثالث ،الدار العربية الموسوعات ،القاهرة ،الطبعة
األولى ،1995 ،ص .365
33الفاكهاني سعيد -الحرفة حامد ،مرجع سابق ،ص.366
34الفاكهاني سعيد -الحرفة حامد ،مرجع سابق ،ص.366
14
طرق الطعن في المادة الجنائية
فطلب الطعن بالنقض ال يقبل اال من الطرف المتضرر من الحكم المطعون فيه الدي الحق به
ضررا حقيقيا ولو تافها ،ويعتبر الحكم الدي قضى برفض كل او بعض مستنتجات احد
39
اطراف الدعوى قد الحق ضررا بهذا األخير .
هدا وادا كان من حق المتهم و بحسب قناعته ان يختار بين ممارسة الطعن بالنقض من عدمه
خالل االجل المتاح له ،لدلك فانه ال يجوز له ابدا التنازل المسبق عن ممارسة هدا الحق قبل
انقضاء ميعاده ومع دلك فان هو اختار الطعن فعال بالنقض في الحكم خالل االجل فله خالفا
للنيابة العامة التنازل عنه بعد رفعه ،على اعتبار ان الحق النكوص عن الطعن كان ثابتا له
40
ابتداء ولم يمنع منه.
2النيابة العامة :للن يابة العامة الحق في الطعن في االحكام أيا كانت هاده االحكام سواء
اكانت باإلدانة ام بالبراءة ،ومن ثم فيجوز ان تطعن النيابة العامة بالنقض لصالح المتهم ودلك
ألنها تمثل المجتمع ،ومن وظيفتها ان تحافظ على الضمانات المقررة لصالح المتهمين فان
رأت وقوع بطالن في الحكم او في اإلجراءات اثر في الحكم او ادا كان الحكم قد خالف
القانون او اخطأ في تطبيقه او تأويله ودلك لغير صالح المحكوم عليه جاز لها رغم الحكم
41
باإلدانة ان تطعن فيه بالنقض لصالح المتهم.
3المطالب بالحق المدني :
ادا كانت وضيعة المسؤول عن الحقوق المدنية المتمثلة في التزامه بالتعويض من الضرر
الناتج عن الفعل الضار الغير شرعي الدي يرتكبه الغير ممن هم تحت رقابته ضد الغير
الضحية او المدعى المدني تشبه وضعية المدعي المدني نفسه من حيث انهما يشكالن طرفي
الدعوى المدنية التبعية المعروضة على الجهة القضائية االستئنافية ،وان هناك ارتباط بينهما
باعتبار ان احدهما محكوم له و االخر محكوم عليه لدلك فان القانون قد منح المسؤول المدني
حق ممارسة الطعن بالنقض في االحكام و القرارات النهائية كلما رأى ان الحكم او القرار
المطعون فيه قد اخطأ في تقدير التعويض الممنوح ،او كلما رأى انه غير مسؤول أصال عن
42
تعويض مثل هدا الضرر .
ثانيا :الشروط المتطلبة في األطراف طالبي النقض
وهي على نوعين :شروط تخص طالب النقض وشروط تتعلق باألوامر واألحكام والقرارات
التي يبت فيها نهائيا.
• شروط تخص طالب النقض :يمكن استخالص هده الشروط من مادتين و هما :المادة
523و المادة 531من ق م ج.43
39المعطي بوعبيد ،طرق الطعن ،جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائية بالمعهد الوطني للدراسات القضائية ،الرباط، 1980،ص 39
40عبد الواحد العلمي ،مرجع سابق ،ص 179
41عبد الحميد الشواربي ،طرق الطعن في االحكام الجنائية ،دار الفكر الجامعي االزاريطة ،1988ص149
42عبد العزيز سعد ،مرجع سابق ص 158
43انظر المواد 523و 531من قانون المسطرة الجنائية.
16
طرق الطعن في المادة الجنائية
في المادة 526فضل المشرع ذكر المحكمة التي أصدرت الحكم بدال من الهيئة القضائية
وتنص المادة 526يرفع طلب النقض بتصريح لدى كتابة الضبط بالمحكمة التي أصدرت
الحكم المطعون فيه وأغفلت الفقرة الثانية من نفس المادة ذكر الوكيل من غير المحامي وعمال
بالمادة 526يكون الطعن بالنقض على الكيفية التالية:
يتقدم طالب النقض إلى كتابة الضبط ألجل التصريح به لدى المحكمة التي أصدرت الحكم
بنفسه أو بواسطة محام ،ويضمن التصريح بسجل معد لهذه الغاية ثم يوقع من طرف المصرح
وكاتب الضبط الذي تلقى التصريح.
أما بالنسبة للذي يوجد رهن االعتقال ورغب في الطعن بالنقض فإن المؤسسة السجنية هي
التي تتلقى التصريح وعلى المؤسسة السجنية أن ترسل نسخة منه إلى المحكمة مصدرة الحكم
46
ليضمن بالسجل ويضاف في األخير إلى ملف الدعوى.
ثانيا :اجال الطعن بالنقض
يجب على طالب النقض أن يقدم طلبه داخل األجل القانوني المحدد لذلك ،فبالرجوع لقانون
المسطرة الجنائية نجد المشرع المغربي حدد هذه األجل في المادة 527من ق.م.ج والتي
تتسم بمرونة أكثر مقارنة بالنص القديم ،وهي حسب الفقرة األولى من المادة 527من ق.م.ج
عشرة أيام من صدور المقرر المطعون فيه ما لم تنص مقتضيات خاصة على خالف ذلك.
ويختلف هذا األجل حسب وصف الحكم.
• إذا كان حضوري :تبتدئ األجل من يوم صدور المقرر.
• إذا كان بمثابة حضوري :تبتدئ األجل يوم تبليغه بالمقرر شخصيا أو في موطنه.
• إذا كان غيابيا :ال تبتدئ األجل إال من يوم أن يصبح فيه التعرض عليها غير مقبول.
ونشير إلى أن أجل طلب النقض الذي هو عشرة أيام هو أجل كامل ال يحتسب فيه يوم صدور
المقرر القضائي ،وال يوم تقديم التصريح بطلب نقضه الى كتابة ضبط المحكمة التي أصدرت
الحكم المرفوع به طلب النقض ،وإذا صادف اليوم األخير يوم عطلة رسمية ،امتد األجل الى
47
أول يوم عمل يأتي بعد العطلة مباشرة ،وال ينتهي إال بانتهاء هذا اليوم.
48قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 2010.12.23تحت عدد 1064في الملف عدد .10.167
19
طرق الطعن في المادة الجنائية
حسب نفس المادة أعاله ،فان طلب الطعن بإعادة النظر يقدم من قبل الطرف المعني طبقا
للفقرات 2و3و 4من المادة 528من ق م ج ،49او من قبل النيابة العامة بواسطة مدكرة
توضع بكتابة ضبط محكمة النقض.
وتبت محكمة النقض في الطلب وفقا ً لمقتضيات المواد 539وما بعدها إلى 557من ق.م.ج،
مع مراعاة مقتضيات المادة 564من نفس القانون.
إذا تعلق األمر بتصحيح أخطاء مادية ،فإن محكمة النقض تصرح في حالة قبول الطلب
بتصحيح الخطأ دون حاجة لإلحالة .وتجدر اإلشارة إلى أنه حسب مقتضيات المادة 564من
ق.م.ج ،فإنه يجب تحت طائلة البطالن أن تكون مذكرة الطعن بإعادة النظر بسبب الزور في
وثيقة قدمت إلى محكمة النقض ممضاة من طرف مدعي الزور أو من ينوب عنه بتوكيل
خاص ،وتقدم إلى الرئيس األول لمحكمة النقض .ويجب إيداع الكفالة المشار إليها فيما سبق
بكتابة الضبط و المحددة في مبلغ خمسة االف درهم تحت طائلة عدم القبول ،ومباشرة بعد
إيداع المدكرة أعاله يتم تبليغها الى النيابة العامة .وبعد دراسة الطلب يصدر الرئيس أمرا
50
بالرفض أو أمرا يأذن فيه بتقييد دعوى الزور .
أو تقادم ....من أن تكون سببا لطلب المراجعة ،حتى وإن البنت على وقائع خاطئة ،ومن
52
جهة أخرى ،االكتفاء بصدور الحكم باإلدانة ،العتماده سبيا الطلب المراجعة.
الشرط الثاني :أن يكون المقرر القضائي المراد مراجعته غير قابل ألي طريق من طرق
الطعن العادية (التعرض و االستئناف) أو النقض ،بأن يكون باتا أو ما يعبر عنه فقها أو قضاء
باكتسابه (لقوة الشيء المقضي به ) وهذا الشرط فرضته الصفة االحتياطية لهذا الطريق من
طرق الطعن على اعتبار أن الحكم المعيب قد يتأتى إصالحه وتعديله وفق رغبة المحكوم
عليه في مرحلتي االستئناف ،أو النقض ،وال يصار إلى طلب المراجعة فيه إال إذا هي الطرق
اآلنفة لم تمكنه مما أراد ،وترتيبا على ما سبق فإنه يمتنع سلوك الطعن بالمراجعة في حكم
متى صدر غيابيا لكونه يقبل التعرض ،أو صدر بصورة ابتدائية ألنه يقبل الطعن باالستئناف،
وال في حكم قبل الطعن فيه بالنقض (متى كان يقبله) ،لكن إذا هو الحكم صدر بصورة نهائية
ال يقبل ال التعرض وال االستئناف ،أو كان قابال لالستئناف ،ولكن المحكوم عليه ضيع عليه
فرصة استئنافه في موعده وصار بذلك نهائيا غير قابل للطعن ال باالستئناف وال بالنقض،
فإنه يجوز في هذه األحوال تقديم طلب بمراجعته إن توافرت الشروط األخرى الواجبة لسلوك
هدا الطريق .
الشرط الثالث :صدور الحكم في جناية او جنحة من دون ان يكون صادرا في مخالفة من
المخالفات من المخالفات ،اد قد يصدر الحكم بمجرد غرامة في جنحة ويصدر بالحبس في
مخالفة ،ويتضمن الحكمان معا خطأ في الوقائع ،ومع ذلك يسمح بالطعن بالمراجعة في األول،
وال يسمح بها في الثاني ،تقديرا من المشرع لما للخطورة الملحوظة من المجتمع على اعتبار
53
المحكوم عليه في جنحة ،التي قد ال تالحظ إطالقا عند اإلدانة عن مخالفة.
ثانيا :اثار الطعن بالمراجعة
يوقف الطعن بالمراجعة التنفيذ بقوة القانون إن لم تكن العقوبة قد نفذت ،وبعد إحالة طلب
مراجعة المقرر القضائي على محكمة النقض ،وبعد تأكدها من كون الطلب استوفى الشكليات
المتطلبة قانونا ،تبت فيه إما بالرفض ،وتتحقق الحالة األولى متى كان السبب الذي استند عليه
طلب المراجعة لم تتوفر فيه الشروط الواجب تحققها فيه ،ويصبح بذلك الحكم مستقرا وغير
قابل للمنازعة في قوته التنفيذية واإلثباتية.
إلى جانب ما سبق ،وما يهمنا في هذه النقطة ما يترتب على قبول طلب المراجعة والرجوع
في المقرر القاضي باإلدانة ،والذي يترجم في تقرير براءة طالب المراجعة ،ويفيد هذا التقرير
زوال كل ما يترتب من أثار قانونية جنائية كانت ،أم مدنية ،ام تأديبية ،ليصبح المدان بالحكم
54
الساقط بالمراجعة ،لم يرتكب أية جناية أو جنحة على اإلطالق.
52عبد الواحد العلمي ،شرح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية ،الجزء الثالث ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة 2011 ،ص
.287
53عبد الواحد العلمي ،مرجع سابق ،ص .289 288
54احمد ايت االشقار ،الحسين دكاير،مرجع سابق (موقع الكتروني).
21
طرق الطعن في المادة الجنائية
• خاتمة:
ختام القول و كرؤيا تركيبية نركب فيها أجزاء ما قيل سابقا يمكن القول ان طرق
الطعن في األحكام سواء العادية ام غير العادية ،كإجراء مسطري مجرد و جامد
تحقق االمن القضائي و تحمي مصلحة المتقاضين في الحصول على فرصة للطعن
في االحكام و القرارات التي مست بحقوقهم ،و كدلك يمكن القول ان هاته االخيرة
تحظى بأهمية بالغة في األحكام باعتبارها من اهم ما يملكه المتقاضين لحماية
حقوقهم ،اد تعتبر كدلك من ابرز الضمانات التي يتمتع بها المتهم وكدا اطراف
الدعوى العمومية بشكل عام من الخطأ الدي قد يتسبب فيه القاضي ،أو حمايته من
األخطاء التي تعتري الحكم القضائي .و خالصة القول فان طرق الطعن تتراوح ما
بين العادية والغير العادية ،وبناء عليها يمكن الطعن بأحد األحكام التي ال تكون في
صالح المحكوم عليه ام المحكوم له ،و بهذا فالمحكمة تتيح للمتقاضين اللجوء الى
الطعن عندما يشعر أحد األطراف ان الحكم الصادر غير منصف ،اال انه تترتب
عليه اثار سواء عند قبول الطعن ام رفضه.
22
طرق الطعن في المادة الجنائية
• الئحة المراجع:
المؤلفات:
عبد الحميد الشواربي طرق الطعن في األحكام الجنائية ،دار الفكر الجامعي األزاريطة ✓
،اإلسكندرية ،طبعة .1988
محمد بفقير ،أحكام التعرض في قانون المسطرة الجنائية ،مطبعة النجاح الجديدة الدار ✓
البيضاء ،طبعة .2022
السعدية مجيدي ،المختصر في قانون المسطرة الجنائية ،الطبعة الثالثة منقحة ،مطبعة ✓
األمنية الرباط .2023 ،
عبد الواحد العلمي شروح في قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث ،الطبعة الثالثة ✓
مراجعة ومحينة ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء .2018
وزارة العدل شرح قانون المسطرة الجنائية ،الجزء الثاني ،الطبعة الثالثة مطبعة ✓
فضالة المحمدية.2005 ،
عبد السالم بن حدو الوجيز في شرح المسطرة الجنائية المغربية ،الطبعة الثانية نشر ✓
البديع .1995
عبد الواحد العلمي شرح في قانون المسطرة الجنائية الجزء الثالث ،الطبعة األولى، ✓
مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء .2011 ،
الفاكهاني سعيد – الحرفة حامد الشرح والتعليق على قانون المسطرة الجنائية ،الجزء ✓
الثالث الدار العربية الموسوعات ،القاهرة ،الطبعة األولى .1995 ،
المعطي بوعبيد ،طرق الطعن ،جمعية تنمية البحوث و الدراسات القضائية بالمعهد ✓
الوطني للدراسات القضائية ،الرباط ،ص .39
القرارات :
✓ قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 2013/12/01تحت عدد 1420في الملف
الجنحي عدد .99/11303
✓ قرار مصادر عن محكمة النقض بتاريخ 2010.12.23تحت عدد 1064في الملف
عدد .10.167
الرسائل:
✓ أيوب سعد الدين التنفيد الزجري واشكاالته ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
الخاص ،جامعة محمد الخامس بالرباط السنة الجامعية .2021/2022
23
طرق الطعن في المادة الجنائية
المجالت:
✓ ايت االشقار أحمد -الحسين الدكاير ،طرق الطعن في ظل قانون المسطرة الجنائية
المغربية ،مجلة قانونك الموسم الثالث العدد 13يوليوز .2022
✓ مراد اسراج ،إبراهيم الشباب ،مجلة المناظرة العدد العاشر .2005،
المواقع االلكترونية:
✓ الحسين دكاير ،احمد ايت اشقار ،طرق الطعن وفق قانون المسطرة الجنائية مقال
منشور بالموقع https://www.droitetentreprise.com/19046تم االطالع
بتاريخ .25.12.2023
24
طرق الطعن في المادة الجنائية
الفهرس
مقدمة 3...........................................................................
المبحث األول :طرق الطعن العادية 6...........................................
المطلب األول :الطعن بالتعرض 6..............................................
الفقرة األولى :أحكام التعرض6.................................................
الفقرة الثانية :االثار المترتبة عن الطعن بالتعرض 8.........................
المطلب الثاني:الطعن باالستئناف في المادة الجنائية 10........................
الفقرة األولى:األحكام الخاصة للطعن باالستئناف 10............................
الفقرة الثانية:اثار الطعن باالستئناف 13........................................
المبحث الثاني :طرق الطعن الغير العادية في المادة الجنائية15................
المطلب األول :الطعن بالنقض15..................................................
الفقرة األولى :شروط الطعن بالنقض و اجله15.................................
الفقرة الثانية :مسطرة الطعن بالنقض و أجله17................................
المطلب الثاني :الطعن بإعادة النظر و الطعن بالمراجعة19 .....................
الفقرة األولى:الطعن بإعادة النظر 19............................................
الفقرة الثانية:الطعن بالمراجعة 20..............................................
خاتمة 22..........................................................................
الئحة المراجع23.................................................................
الفهرس 25........................................................................
25