Professional Documents
Culture Documents
أن دوائر الش غل المختصة بالنظر في جميع الدعوي الفردية بين األجير والمؤجر
والمتعلقة بعقد الشغل سواء حصل الخالف حول شروط تكوين وصحة العقد أو تعلق
الخالف بشروط وكيفية تنفيذ العقد أو إنهاء العالقة الشغلية بصفة تعسفية فتنظر دوائر
الشغل في دعاوي اإلبطال ودعاوي الفسخ ودعاوي التعويض عن القطع التعسفي كما
تنظر في دعاوي التعويض عن الفسخ والمستحقات الشغلية وااللتزام بتسليم الوثائق
الشغلية لكن السؤال الذي يطرح هو يتعلق بالمديونية بين األجير والمؤجر وبخصوص
االختراع الذي أنجزه األجير.
أوال عالقة المديونية بين األجير و المؤجر:
يمكن أ ن يدعي صاحب العمل اثر إنهاء العالقة الشغلية وإيقاف الحساب أنه دائن للعامل
بمبلغ مالي ورام تتبعه قضائيا الستخالص الدين المذكور فهل تكون دائرة الشغل مختصة
في النزاع أو أن النزاع يكون من اختصاص محاكم الحق العام أي محكمة ناحية أو
المحكمة االبتدائية حسب مبلغ الدين بالرجوع إلى الفصل 120من مجلة الشغل واعتماد
قواعد التأويل اللفظي يمكن القول أن دائرة الشغل تختص بالنظر في النزاعات الشغلية
بين األجير والمؤجر الناشئة بمناسبة تنفيذ عقد شغل ومعنى ذلك أن منشأ التزام وأساسه
يجب أن يكون عقد شغل وترتيبا على ذلك فان العالقات الجانبية والخالفات الناشئة خارج
إطار عقد الشغل تخرج عن أنظار دوائر الشغل وترجع بالنظر إلى محاكم العق العام وقد
تبنت بعض الدوائر هذا المنحى ومنهم األستاذ النوري مزيد في كتابه القاضي وقانون
الشغل والذي أكد أن النزاعات التي تنشأ بين االجيروالمؤجر خارج عقد الشغل مثل
عقود القرض وعقود الوديعة ال تكون من أنظار دائرة الشغل وهذا الرأي مخالف
للفصلين 120و 211من مجلة الشغل اللذان يؤكدان على ضرورة إفراد النزاعات
الشغلية بقضاء مهني مختص وإخضاعه ألجال وإجراءات خاصة تستجيب لخصوصية
النزاعات الشغلية فضال على أن المشرع أجاز للمؤجر طلب المقاصة بين الديون
المترتبة له بذمة األجير والمبالغ التي يطالب األجير بعنوان التعويض .
ثانيا :النزاعات المتعلقة باختراع األجير :
يمكن أن تنشأ بين األجير والمؤجر نزاعات حول اختراع أنجزه األجير وكان متصال
بعمله وهو ما يثير مدى اختصاص دائرة الشغل بالنظر في هذه النزاعات فلقد اقتضت
المادة العاشرة من القانون عـ 21ـدد لسنة 2333المؤرخ في 2333/32/21والمتعلقة
بنزاعات االختراع أن حق االختراع يكون لصاحب العمل إذا قام األجير باختراع في
نطاق عالقة شغل تتضمن مهمة ابتكاريه تطابق وظائفه الفعلية أو دراسات وبحوث
عهدت إليه صراحة وتبعا لذلك في هذه الحالة تكون دائرة الشغل هي المختصة بالنظر
في النزاع لكونه متصال بعقد الشغل وأما إذا كانت األعمال مسندة لألجير ال تتضمن
مهمة ابتكاريه ومع ذلك قام بابتكار في نطاق عمل واستعمل الوسائل الموضوعة تحت
تصرفه فان االختراع يكون لألجير ما لم يعرب صاحب العمل عن رغبته في الحصول
عن ذلك العمل بمقابل وفي هذه الحالة من المفروض أن يكون االختصاص من محالكم
الحق العام .
3ــ النزاعات الناشئة بين العملة:
اقتضى الفصل 120من مجلة الشغل أنه يسند االختصاص إلى النزاعات الناشئة بين
العملي ة بمناسبة القيام بالشغل ومعنى ذلك أن الخالفات التي يمكن أن تنشأ بين األجراء
فيما بينهم بمناسبة العمل تكون من أنظار دوائر الشغل إال أن مثل هذه النزاعات نادرا ما
تعرض على دوائر الشغل بسبب جهل األطراف لهذا الصنف من االختصاص :
4ــ قيام المؤجر السابق ضد المؤجر الجديد:
من العقوبات التي يمكن أن تثار حول االختصاص الحكمي لدائرة الشغل مسألة قيام
المؤجر السابق ضد المؤجر الجديد فإذا التحق األجير بالعمل لدى مؤجر جديد منافسا
لمؤجره السابق فهل يجوز للمؤجر السابق القيام لدى دائرة الشغل قصد المطالبة
بالتعويض عن األضرار التي لحقته نتيجة هذا االنتداب أن اإلجابة عن هذا التساؤل
تقتضي التميز بين صورتين "الصورة األولى إذا التحق األجير للعمل لدى مؤجر جديد
بعد انقضاء عقد الشغل فان دائرة الشغل تكون غير مختصة حتى و أن تضمن عقد
الشغل بندا يتعلق بعدم المنافسة " " .الصورة الثانية أما إذا تعمد األجير قطع عقد الشغل
بصفة تعسفية ليلتحق بمؤجر جديد فان هذا األجير في صورة علمه بالعالقة الشغلية
السابقة يكون مسئوال بالتضامن مع العامل عن تعويض األضرار الالحقة بالمؤجر عمال
بأحكام الفصل 21من مجلة الشغل ويكون النزاع من أنظار دائرة الشغل كما اقر
المشرع بالفصل 001من مجلة الشغل اختصاص دائرة الشغل بالنظر في النزاعات
الناشئة بين المؤجرين ضرورة أن المشرع أجاز للمؤجر السابق القيام على كل شخص
ثبت أنه انتدب طفال دون 12سنة بصفة متدرب أو عامل مع العلم أن هذا الطفل لم ينهى
عقد تجريبه مع مؤجره الساب ق بصفة قانونية ولقد اقتضى الفصل 000من مجلة الشغل
أنه تحكم بغرامة على ذلك الشخص لفائدة صاحب الشركة أو المعمل الذي كان تركه
المتدرب .
المبحث الثاني :
دعاوي المصادقة أو المناقصة الناتجة عن الدعوى األصلية .
دعاوي غرم الضرر:
لقد اتستند الفصل 211من مجلة الشغل إلى دائرة الشغل االختصاص بالنظر في جميع
دعاوي المعارضة أو المقاصة التي تدخل في طبيعتها في نطاق اختصاص كما اسند لها
دعاوي غرم الضرر المبينة على الطلب األصلي أو مطلب المعارضة.
الفقرة األولى دعوى المعارضة:
يمكن للمطلوب أن يرد الدعوى األصلية ويطلب رفض الدعوى أو عدم سماعها كما يمكن
له أن يرفع دعوى معارضة ويطلب الحكم له ببعض الطلبات على أساس الفصل 221
من م م م ت الذي خول القيام بدعوى معارضة ما دامت القضية بصدد التحضير وذلك
لرد الدعوى األصلية أو المقاصة أو طلب غرم الضرر ولقد أقر فقه القضاء هذا المتمشي
ألنه يهد ف إلى جمع نشأة المنازعة وتسيير الفصل فيها جملة واحدة ومثال ذلك بان يقوم
األجير بدعوى في التعويض عن الطرد التعسفي فيقوم صاحب العمل بدعوى معارضة
ويدلي بكتب استقالة األجير ويطلب التعويض عن إتعاب التقاضي وأجرة المحاماة .
الفقرة الثانية المقاصة :
يمكن أن تهدف الدعوى المعارضة إلى طلب المقاصة بين الدين موضوع الدعوى
األصلية والدين موضوع الدعوى المعارضة ومثال ذلك أن يكون العامل مدين لصاحب
العمل فعند القيام بدعوى أصلية لطلب التعويض عن الطرد التعسفي يمكن لصاحب
العمل أن يطلب المقاصة بين المبالغ التي سيحكم بها والدين السابق كما أنه إذا استصدر
األجير حكما قضى بإلزام صاحب العمل بدفع جملة من المبالغ المالي بعنوان تعويض
عنا لطرد التعسفي وباشر األجير إجراءات التنفيذ رغم أن صاحب العمل دائن له فانه
بإمكان االجيرالقيام لدى دائرة الشغل المختصة ترابيا أن يطلب إجراء مقاصة بين المبالغ
المطالب بها والدين السابق فتصدر دائرة الشغل حكما بطرح مبلغ الدين من المبلغ
المحكوم به للعامل .
الفقرة الثالثة غرم الضرر:
فقرة ثالثة غرم الضرر:
لقد أثار تأويل الفصل 211من مجلة الشغل جدال بين الفقهاء وان المعنى المقصود من
المشرع هو أن عبارة دعوى غرم الضرر تتصرف إلى الدعوى المرفوعة من قبل
صاحب العمل لطلب التعويض عن األضرار الالحقة بالمؤسسة نتيجة الخطأ المنسوب
لألجير فإذا قام األجير برفع قضية أصلية في طلب التعويض عن الطرد التعسفي ودفع
المؤجر بارتكاب األجير لهفوة فادحة موجبة إلنهاء العالقة الشغلية ونسبت تلك الهفوة
فان دائرة الشغل تحكم بعدم سماع الدعوى وتبعا لذلك يمكن لصاحب العمل طلب
التعويض عن األضرار الالحقة بالمؤسسة في إطار دعوى معارضة ولقد سبق أن
عرفت مثل هذه القضية على دائرة الشغل لمحكمة قرمبالية فقضت برفض الدعوى بناءا
على أنها تخرج عن أنظارها و أيدت المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة استئناف ذلك
الحكم بموجب الحكم عـ12910ـدد الصادر في 1999/1/2وهذا الموقف مخالف للقانون
ضرورة أن أساس العالقة الرابطة بين الطرفين هو عقد الشغل وأن األضرار التي
ألحقها األجير بالمؤسسة كانت بمناسبة تنفيذ عقد الشغل وهو ما يحول دون تطبيق قواعد
المسؤولية التقصيرية طبق الفصل 120من مجلة الشغل كما يمكن الشارة إلى الفصل 11
من مجلة الشغل الذي حمل العامل واجب حفظ لألشياء التي سلمت له للقيام بعمله كما
حملته مسؤولية تعويض األضرار التي يلحقها بها نتيجة خطأ منه كما يمكن الشارة إلى
الفصل 10من مجلة الشغل أن العامل يعتبر مسئوال عن األشياء الذي يتحتم عليه
إرجاعها إلى مؤجره إال إذا ثبت إن لم يرتكب أي قصور وتبعا لذلك فان األضرار
بمعدات العمل يعتبر إخالال بالتزام قانون يستند إلى عقد الشغل وهو ما يؤكد اختصاص
دائرة الشغل بمثل هذه النزاعات في إطار دعوى أصلية أو دعوى معارضة .
إجراءات اختصاص أمام دائرة الشغل :
المبحث الغول اإلجراءات :
الفقرة األولى إجراءات رفع الدعوى :اقتضى الفصل 231من مجلة الشغل انه تقبل
دعوى العامل المقدمة لكتابة المحكمة وينبغي أن تحتوي على اسم ولقب ومهنة ومقر
المدع ي والمدعى عليه وموضوع الدعوى والطلبات وهذه العريضة تسلم مباشرة لكتابة
المحكمة ويتسلم مقابلها وصل كما يمكن أن توجه برسالة مضمونة الوصول ويتولى
كاتب الدائرة ترسيم القضية بالدفتر المعد لها ويسلم للمعني حينها استدعاء للجلسة وان
كانت العريضة وردت بمكتوب يتم االستدعاء أيضا بمكتوب مضمون الوصول ومعفى
من معاليم البريد ويمكن للعامل أن يستعين بمحام كما يمكنه االستعانة بغير محام حسب
الفصل 231من مجلة الشغل أال أن المشرع حدد األشخاص الذين يمكن االستعانة بهم
وهم عامل آخراو صاحب عمل مباشر لمهنته أو احد األطراف الذين شملتهم القضية كما
يمكن للعامل الحصول على إعانة عدلية على غرار كافة القضايا المدنية عمال بالفصل
211من م ش .
الفقرة الثانية إجراءات االستدعاء :إن االستدعاء في قضايا محكمة الناحية ودائرة الشغل
محمول على كاتب المحكمة بواسطة مكتوب مضمون الوصول مع اإلعالم بالبلوغ و
معفى من معاليم البريد كما يمكن أن يقع االستدعاء بالطريقة اإلدارية ويجب ذكر هوية
الطالب وموضوع الدعوى ويوم الحضور وساعته وان يبلغ االستدعاء للمعني باألمر
قبل تاريخ الجلسة بثمانية أيام على األقل عل انه يمكن لرئيس الدائرة اإلذن باالستدعاء
في اجل أقصى وحتى من ساعة إلى أخرى وان عدم احترام مواعيد الحضور يجعل
االستدعاء باطال لكن البطالن يزول بمجرد حضور المستدعى .
الفقرة الثالثة المحاولة الصلحية :إن المحاولة الصلحية تعتبر مرحلة هامة في القضية
الشغلية ونظمها الفصل 231من مجلة الشغل واعتبرت محكمة التعقيب في العديد من
قراراتها أنها وجوبية وعدم التنصيص بالحكم على وقوعها يؤدي إلى البطالن وفي
الجلسة الصلحية يقع فصل بعض أجزاء الدعوى نتيجة اعتراف المطلوب بصحتها وهذه
األجزاء المعترف بها يبت فيها حينيا وال تبقى إال األجزاء محل نزاعات وما وقع
االعتراف به يضمن بمحضر جلسة ويوقعها الرئيس والكاتب وينفذ حاال لكونه غير قابل
الذي وقع البت فيه . لالستئناف مهما كان المبلغ
المبحث الثاني نظام سير الجلسات ووصف الحكم الصادر فيها:
الفقرة األولى نظام سير الجلسات:
إن إنابة المحامي غير وجوبية ويمكن لألطراف متابعة سير القضية إال أن هناك
اإلجراءات األساسية وهو أن يقدم المدعي طلباته وبإمكانه تحويرها ما لم تصرف
القضية للمرافعة وله حق الصلح في موضوعها أو طلب طرحها وللمطلوب حق القيام
بدعوى معارضة ومعنى الفصل 211مجلة الشغل وللدعوى الشغلية ميزات خاصة
وهي أن اإلجابة عن التقارير تقع في اجل ال يتجاوز 10يوما على األقصى وان
اإلجراءات بالجلسة شفاهية ويمكن تقديم تقارير غالى آخر جلسة من الجلسات المتوفرة
لها القضية قبل حجزها للحكم .
الفقرة الثانية وصف الحكم الصادر عن دائرة الشغل :
إن جميع أحكام دائرة الشغل ابتدائي الدرجة عمال بأحكام الفصل 211مجلة الشغل أال
أن األحكام الصادرة في شان الدعاوي المتعلقة بتسليم الوثائق التي يتعين على المؤجر
تسليمها لفائدة العامل هي نهائية الدرجة واألحكام الشغلية يمكن أن يؤذن فيما بالتنفيذ
الوقتي عمال بأحكام الفصل 212مجلة الشغل وذلك عند التحقق صورة منصور الفصل
20م م م ت وهي أن يكون الحكم صادرا على أساس كتب غير مطعون في اإلمضاء
عليه أو بناءا على إقرار أو حكم ما سابق أحرز على قوة اتصال القضاء ويكون في هاته
الحالة النفاذ العاجل المعمول وجوبا ويعطى اإلذن بالتنفيذ الوقتي بناءا على اجتهاد
المحكمة إذ ا كان اآلمر يتعلق بتوقيف ضرر أو كان هناك تأكد كلي في الموضوع وهي
صور الفصل 121من م م م ت
االختصاص الحكمي لقاضي الضمان االجتماعي
لقد احدث القانون عـ 10ـدد لسنة 2330المؤرخ في 2330/2/10مؤسسة قاضي
الضمان االجتماعي وضبط مر جع نظر بالفصول من 1إلى 1واوجد عدة معايير تمكن
من التواصل إلى تحديد أصناف النزاعات ومن هذا المنطلق نالحظ اعتماد المشرع على
معيارين أولهما موضوع الدعوى وثانهما أطراف النزاع وأقصى بذلك معيار مقدار
المال المطلوب .
المبحث األول تحديد مرجع النظر الحكمي باعتماد معيار موضوع الدعوى :
من خالل أحكام القانون المذكور يمكن القول أن قاضي الضمان االجتماعي له اختصاص
عام وإقصائي من جهة كما له اختصاص محدد من جهة أخرى.
الفقرة األولى االختصاص العام و االقصائي :
أوال المبدأ :اقتضى الفصل األول من القانون المذكور أن قاضي الضمان االجتماعي
يكون مختصا بالنظر ف ي جميع النزاعات المتعلقة بتطبيق األنظمة القانونية للضمان
االجتماعي في القطاعين العام والخاص ومؤدى ذلك المشرع قد خص قاضي الضمان
االجتماعي دون سواه بالنظر في النزاعات التي تتعلق بتطبيق األنظمة القانونية للضمان
االجتماعي مهما كان موضوع التداعي وسواء اتصل األمر بجراية عجز أو تقاعد أو
حيطة اجتماعية غير أن هذا المبدأ ال يجرى على إطالقه وأشفعه المشرع بعد
استثناءات سواء بموجب القانون الم=ذكور أو بقوانين أخرى ز
ثانيا االستثناءات :االستثناء األول المتعلق بالنزاعات التي تحوم حول حوادث الشغل
واألمراض المهنية ضرورة أن الفصل األول من القانون المذكور اقر أن النزاعات
المتعلقة بحوادث الشغل واألمراض المهنية تكون من اختصاص قاضي الناحية .
االستثناء الثاني والمتعلق بتطبيق األنظمة االتفاقية بالضمان االجتماعي وهذا االستثناء
يستشف بصفة ضمنية من الفصل األول الذي حدد االختصاص في األنظمة القانونية وهي
أمثلة األنظمة االتفاقية تعاونية التامين ,وحتى شركة التامين بخصوص التامين على
الحياة.
االستثناء الثالث :المتعلق بالنزاعات المتعلقة بالقرارات القابلة للطعن من اجل تجاوز
السلطة والدعاوي المرفوعة ضد الدولة في المسؤولية اإلدارية.
ومواصلة للحد من تنازع االختصاص بيني القضاء العدلي والقضاء اإلداري فيما يتعلق
في مادة الضمان االجتماعي تدخل المشرع بمقتضى القانون عـ13ـدد لسنة 2330
المؤرخ في 2330/2/10وألغيت أحكام الفقرة األخيرة من الفصل الثاني من القانون
عـ02ـدد لسنة 1991المؤرخ في 1991/1/0والمحدث لمجلس تنازع االختصاص واقر
اختصاص القضاء العدلي لمادة الضمان االجتماعي باستثناء المقررات القابلة للطعن من
اجل تجاوز السلطة والدعاوي المرفوعة ضد الدولة في مادة المسؤولية اإلدارية .
االختصاص المحدد:
افرد المشرع قاضي الضمان االجتماعي بنوعية محددة من الدعاوي .
)1دعاوي استرجاع ما تم قبضه من معاليم اشتراك دون وجه قانوني اقتضى الفصل
الرابع من القانون المبين أعاله أن قاضي الضمان االجتماعي يختص بالنظر في
الدعاوي المرفوعة ضد الهياكل المسدي للمنافع االجتماعية والجاريات المنصوص
عليها باألنظمة القانونية للنظم االجتماعي من جل استرجاع ما تم قبضه من معاليم
اشتراك دون وجه قانوني .
)2دعاوي معاينة الديون الراجعة للهياكل المسدية للمنافع االجتماعية والجرايات عن
المبالغ المدفوعة منها بدون موجب واسترجاعها كما نص الفصل الرابع من القانون
المذكور أن الهياكل يمكن أن تقوم بصرف جراية لشخص ال يستحقها فيمكنها القيام
لدى القضاء ال سترجاعها .
)0الدعاوي العارضة والفرعية والمعارضة ,اقتضى الفصل السادس من القانون
المذكور أن قاضي الضمان االجتماعي ينظر في جميع الدعاوي العارضة والفرعية
والمعارضة التي تدخل بطبيعتها في نطاق اختصاصه ولكن لتحديد مفهومك هذا ه
الدعوى ال بدء من الرجوع إلى الفصل 22و 29و 221و 222من م م م ت
ضرورة أن الفصل 11من قانون الضمان االجتماعي اقتضى انه تنطبق القواعد
اإلجرائية لدى المحكمة االبتدائية بقدرها ال تتعارض مع األحكام الخاصة لقاضي
الضمان االجتماعي .
)1البت ف ي القضايا المتعلقة بتسليم الوثائق األزمة الستحقاق المنافع والجرايات اقتضى
الفصل الخامس من القانون المذكور انه ينظر قاضي الضمان االجتماعي في
المطالب المتعلقة بتسليم الوثائق االزمة الستحقاق المنافع االجتماعية والجرايات طبقا
للقانون إال أن المشرع لم يبين الكيفية ويمكن االستئناس باإلجراءات المتبعة لدى
المحكمة االبتدائية كاإلذن على العريضة وبذلك يكون بإمكان قاضي الضمان
االجتماعي إصدار إذن بتمكين المضمون االجتماعي من رسم جرايته أو من كشف
عن حياته المهنية .
)0الصعوبات الناشئة عند تنفيذ األحكام الصادرة عن قاضي الضمان االجتماعي
اقتضى الفصل الثامن من القانون المذكور انه ينظر قاضي الضمان االجتماعي
الذي يوجد بدائرة اختصاصه مكان التنفيذ في جميع الصعوبات الناشئة عن تنفيذ
األحكام الصادرة في مادة الضمان االجتماعي وهنا أيضا لم يبين المشرع كيفية إثارة
اإلشكال وال كيفية البت فيه والمناص من االستثناء من أحكام الفصلين 213و211
من م م م ت المتعلق باإلشكال التنفيذي بصفة عامة .
المبحث الثاني تحديد مرجع النظر الحكمي باعتماد معيار أطراف الدعوى
الفقرة األولى:
النزاعات التي تنشأ بين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية وبين المستحقين اقتضى
الفصل الثالث من قانون الضمان االجتماعي انه ينظر فقاضي الضمان االجتماعي في
النزاعات التي تنشأ بين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية والجرايات المنصوص عليها
باألنظمة القانونية للضمان االجتماعي للقطاعين العام والخاص وبين مستحقي المنافع
االجتماعية والجرايات وان المقصود بالهياكل المسدية للمنافع هي صندوق التقاعد
والحيطة االجتماعية والصندوق الوطني للضمان االجتماعي .
الفقرة الثانية:
النزاعات التي تنشأ بين المؤجر أو اإلدارات وبين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية
اقتضى الفصل الثالث من ا لقانون المذكور أن قاضي الضمان االجتماعي يختص
بالنزاعات التي تنشأ بين المؤجر أو اإلدارات وبين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية
والجرايات المنصوص عليها باألنظمة القانونية للضمان االجتماعي ويبدو آن األشكال
يمكن في تحديد المسائل التي يمكن أن تكون محل منازعات والتي أهمها معاليم
االشتراك والنسبة المحمولة على األجير والنسبة المحمولة على المؤجر
الفقرة الثالثة:
النزاعات التي تنشأ بين مستحقي المنافع االجتماعية والجرايات ومؤجر هم آو اإلدارات
التي ينتمون إليهم اقتضى الفصل الثالث من القانون المذكور أن قاضي الضمان
االجتماعي يختص بالنظر في النزاعات الناشئة بين مستحقي المنافع والجرايات
ومؤجرهم اواالدارات التي ينتمون إليها بخصوص التصريح باألجور أو خالص
مساهمتهم في الضمان االجتماعي أن اغلب هذه الدعاوي تتمثل في عدم دفع المؤجر
معاليم اشتراك أجيره في الضمان االجتماعي أو عدم التصريح باألجر كامال في هذه
الحالة يقوم األجير بدعوى ضد مؤجره ويطلب الحكم بإلزامه بأداء معاليم االشتراك
وعادة ما ينكر المؤجر العالقة الشغلية إال انه يمكن اإلثبات أمام قاضي الضمان
االجتماعي بجميع الوسائل وعليه القيام بكامل األعمال االستقرائية لحسم النزاع والحكم
بثبوت العالقة الشغلية ثم بالمبالغ الواجب الدفع لإلدارة المعنية .
إن الوضع العادي للخصومة هو تابع إجراءاتها في نظام محكم لغرض الوصول إلى
هدف معين هو فصل النزاع لصدور حكم قاطع إال أنه قد تحدث عوارض تحول دون
متابعة السير في الخصومة ولقد سماها المشرع معطالت النوازل وهذه العوارض يمكن
أن تكون بإرادة الخصوم بأن يقوم أحد األطراف بقضية أخرى خارجة عن أنظار
المحكمة المتعهدة وتغطي هذه األخيرة إلى وقف النظر في الدعوى إلى حين صدور
الحكم الذي له اثر على وجه الفصل وهو ما اقتضاه الفصل 213من م م م ت وسنتعرض
لهذه المسألة بعنوان وقف الخصومة وفي حاالالت أخرى ينص القانون على أن حدوث
واقعة معينة يترتب عليه فورا وقف السير في الدعوى وهي الحاالت التي نص
عليهاالفصل 211من م م م ت وقرر إيداع القضية مؤقتا بكتابة المحكمة وسنتعرض لهذه
المسألة في عنوان انقطاع الخصومة وفي حاالت أخرى يمكن أن تنتهي الخصومة دون
صدور حكم في الموضوع وذلك في صورة سقوط الخصومة أي بعد انقضاء ثالثة
سنوات دون تعجيلها من األطراف فإنها تسقط بموجب القانون كما يمكن أن تنقضي
الخصومة بترك المدعي لدعواه أو رجوع المستأنف في استئنافه أو تنقضي بالوفاة إذا
تعلق األمر بحق شخصي ال يورث وال يمكن للورثة مواصلة السير في الدعوى وهو ما
سنتعرض إليه تحت عنوان انقضاء الخصومة .
المبحث األول وقف الخصومة:
إن وقف الخصوم هو عدم سيرها لسبب أجنبي عن المركز القانوني ألطرافها وذلك
حتى يزول هذا السبب ولقد تعرض المشرع لهذه المسألة بالفصل 211من م م م ت الذي
نص على أنه في صورة القيام بدعوى الزور الجنائي يعطل الحكم في النازلة إال إذا رأت
المحكمة انه يمكن الحكم فيها بقطع النظر عن الكتب المخدوش فيه وكذلك الفصل 102
من م ا ج الذي نص على أنه يجوز للمحاكم أن تحكم طبق قواعد القانون المدني في
المسائل األولية ذات الصبغة المدنية التي تثار أثناء قضية جزائية وذلك على شرط أن
يكون لتلك المحاكم حق النظر فيها مدني وإال وجب عليها تأجيل النظر الى صدور حكم
بات في المسألة االولية والفصل 19من مجلة الجنسية الذي اقتضى أن االحتجاج
بالجنسية التونسية أو بصفة أجنبي يهم النظام العام وعلى الحاكم أن يثيره من تلقاء نفسه
وهو بالنسبة لغير المحاكم االبتدائية وا الستئنافية مسألة أولية توجب على المحاكم توقيف
النظر إلى أن يتم فض النزاع طبقا لإلجراءات الواردة بالفصل 01من هذه المجلة.
الفقرة األولى :مفهوم المسألة االولية:
إن المشرع استعمل مصطلح المسألة األولية بصفة موسعة خالفا لما هو معمول في
بعض التشاريع األخرى وسانده فقه القضاء مما يوجب التعرف للمفهوم الصحيح لهذا
المصطلح.
المفهوم الواسع للمسألة األولية:
يعتبر المشرع التونسي أن المسألة األولية هي كل مسألة تعترض سير الدعوى ويتطلب
فصلها البت في المسألة األولية حتى يمكن مواصلة النظر في الدعوى وإن البت في
المسألة األولية يكون في نفس المحكمة المتعهدة أو من طرف محكمة أخرى ومثال ذلك
القيام أحد المالكين على الشياع بقضية في القسمة فدفع بقية المالكين ببطالن عقد تملكم
وهذه هي المسالة األولية التي يجب نظرها البت في الدعوى األصلية وفي صورة الحال
أن المحكمة االبتدائية مختصة في النظر في دعوى البطالن واستناد على مبدأ قاضي
األول هو قاضي الدفع إال انه في بعض الحاالت تكون المحكمة المتعهدة غير مختصة
في النظر في المسألة القانونية فتوقف النظر النتظار مآل القضية المنشورة لدى المحكمة
األخرى .
)2مفهوم الحقيق للمسألة االولية:
إن المشرع الفرنسي تطرق لهذا اإلشكال واعتبر المسألة االولية هي التي إذا ما أثيرت
أمام القاضي المتعهد توجب عليه وقف النظر في النزاع الى أن يقع البت فيها من
المحكمة المختصة وهو ما أن الدفع الذي يمكن للمحكمة المتعهدة النظر فيه لدخوله في
اختصاصها الحكمي فان ال يقع التخلي عنه وان المشرع التونسي قد استعمل هذين
المستطلحين من النص الفرنسي بالفصل 102من م ا ج وبالتالي فهو يفرق بين مدلوليه
إذ أن الصي اغة العربية لم تكن دقيقة وتوحي بالخلط بين المؤسستين وعليه إن المسألة
االولية هي التي تمثل استثناءا من قاعدة قاضي األصل قاضي الدفع وهو يخالف
المسألة المتفرعة التي تمثل تأكيدا ل لقاعدة ذلك أنه عندما تثار مسالة أولية فان القاضي
المتعهد يكون غير مختص بالنظر عليه وقف النظر في الدعوى وانتظار مآل الحكم في
المسألة االولية لمن هو مختص ويلزم بذلك الحكم إذا أصبح بات .
الفقرة الثانية أنواع المسائل االولية:
اعتبر الفقهاء أن المسائل االولية تتفرع الى فرعين أولهما المسائل االولية العامة
والمسائل االولية الخاصة:
أوال المسائل االولية العامة:
يمثل هذا النوع من المسائل ذات الطابع اإلداري أو السياسي أو الجزائي أو الدفع بعدم
دستورية القانون المنطبق.
أــ إن الدفعات أمام القاضي المدني والمتعلقة بالمسائل اإلدارية والراجعة بالنظر الى
المحكمة اإلدارية تتعلق أساسا بتأويل القرار اإلداري أو الطعن في شرعيتها وبالتالي إذا
ما تعلق األمر بعدم شرعية المقرر اإلداري فعلى المحكمة المدنية إيقاف النظر في
الدعوى الى أن يتم البت من قبل المحكمة اإلدارية.
ب ــ إن المسائل االولية ذات الطابع السياسي تتعلق بتأويل المعاهدات الدولية المنطبقة
على النزاع المطروح على القضاء ففي هذه الحالة إن كان حل المسألة االولية من القانون
العام وبالتالي خارج عن أنظار المحاكم العدلية فانه ال يجوز لها النظر وعليها إيقاف
الدعوى الى حين حسم المسألة من السلطة المختصة وهي الحكومة في نظامنا الحالي
التي عليها بيان موقفها وإيضاح الغموض المتسرب للمعاهدة.
ج ــ المسائ ل االولية ذات الطابع الجزائي تعرض المشرع في الفصل السابع من م ا ج
الذي اقتضى إن الدعوى المدنية من حق كل من لحقه ضرر نشأ مباشرة عن الجريمة
ويمكن القيام بها في آن واحد مع الدعوى العمومية أو بانفرادها أمام المحكمة المدنية
وفي هذه الصورة يتوقف النظر فيها الى أن يقضي بوجه بات في الدعوى العمومية التي
وقعت إثارتها وبذلك إن وقف النظر في الدعوى المدنية يجعل من الدعوى الجزائية
مسألة أولية يقضي الفصل فيها من المحكمة المختصة حتى يتمكن القضاء المدني من
مواصلة النظر في الدعوى الشخصية.
د ــ إن الدفع بعدم دستور ية القانون المنطبق قد اعتبرته عديد التشريع المقارنة بمسالة
أولية توجب أو تقف الفصل في الدعوى األصلية حتى تبت المحكمة المختصة في
الموضوع إال أن البلدان التي لم ترس محكمة دستورية وسكت المشرع فيها عن كيفية
مراقبة دستورية القوانين فان المحاكم العدلية أقرت هذا الدور لنفسها واعتبرته داخل في
اختصاصها وبذلك لم يعد مجال للحديث عن هذه المسألة االولية إال أن محكمة التعقيب
رأت خالف ذلك وأكدت انه ال يجوز للقضاء العادي المكلف أساسا بتطبيق القانون أن
يتطرق الى موضوع دستورية القوانين الن ذلك يؤول به الى الحكم عليها األمر الذي
يشكل تجاوزا لسلطتها غير أن محكمة التعقيب لم تجب عن السؤال المطروح المتمثل
عن الهيكل المخول له مراقبة دستورية القوانين ضرورة أن األمر ال يخلوا من حلين إما
إرساء محكمة دستورية تتولى هذه المراقبة عند القيام أمامها مباشرة أو بطريقة اإلحالة
من المحاكم العدلية عندما يدفع أمامها بمناسبة قضية أصلية بعدم دستورية القانون
المنطبق وهو ما أقره التشريع الفرنسي والدستور النمساوي والدستور السويسري
وبالتالي إن مسألة دستورية القانون مسألة أولية فان وجدت محكمة عليا تختص بالنظر
دستوريا فجيب إحالة األمر عليها وفي غيابها فان المحاكم العدلية هي تكون مختصة
بالنظر والرد عن الدفع المثار أمامها.
ثانيا المسألة االولية الخاصة:
هي مسائل اختصاص المحاكم العدلية غير أنها خارجة عن االختصاص الحكمي
للمحكمة المتعهدة بالقضية األصلية ومرد ذلك الى االختصاص الحكمي المطلق الذي
يسند ألحد المحاكم المدنية في دعوى معينة إعماال بمعيار طبيعة الدعوى.
الفقرة الثالثة :آثار الدفع بمسألة أولية:
إن األثرين الهامين المتر تبان عن الدفع بمسألة أولية هما إيقاف النظر في الدعوى
األصلية وانتظار مآل صدور حكم بات في المسألة االولية.
)1توقيف النظر في الدعوى األصلية:
وقف النظر في الدعوى األصلية قد ينجر عن ضرر للمدعي مما جعل المشرع يحدد بعض
الضمانات حتى ال يقع التعسف في استعمال الحق ولذلك أكد المشرع في العديد من الفصول
عل المحكمة التي أثيرت لديها مسألة أولية أن تتثبت من جدية األمر ومن ضرورة الفصل
فيها حتى يتسنى البت في أصل الدعوى واإلشكال المطروح في خصوص المسألة االولية هو
أن المشرع لم يحدد المدة التي يجب أن تستأنف فيها الدعوى األصلية مما يترك مجاال
للمطلوب للمماطلة باعتبار أن األمر يتعلق بانتظار مآل الدعوى المنشورة بخصوص المسألة
االولية وصدور حكم بات فيها وفي هذه الحالة ال يمكن القياس على انقطاع الخصومة التي
نظمها الفصل 211من م م م ت وحدد مدة اإليداع بثالث سنوات في حين أنه بالنسبة إليقاف
النظر بخصوص مسالة أولية فانه يمتد الى حين صدور حكم بات والقيد الوحيد الذي سلطه
المشرع هو أن يتولى من دفع المسألة االولية نشر قضية في آلجال محددة وهو ما اقتضاه
الفصل 102من م ا ج في فقرته الثانية التي نصت " ويضرب أجل للقيام بالحق الشخصي
ليتمكن من عرض المسالة على المحكمة المختصة وإذا انقضى األجل ولم يفعل شيء
يستأنف التتبع وكذلك الفصل 03من مجلة الجنسية الذي حدد اجل للقيام وقدره ثالثون يوما
أال أن مدة التوقف لم يقع تحديدها ألنها مرتبطة لصدور حكم بات .
)2انتظار صدور حكم بات في المسألة:
إن األمر يستدعي تحديد مفهوم ا لحكم البات وتعريفه والحكم البات هو الحكم الذي ال يقبل
النقض العادي وغير العادي ألنه من األحكام التي قضى المشرع بعدم جواز الطعن فيه وأما
انه ال يقبل الطعن بكل أو ببعض الطرق والطعن فيه هو غير متاح وقضى في الطعن أو انه
يقبل الطعن ولم يتم هذا الطعن في الموعد المحدد قانونا,
المبحث الثاني :انقطاع الخصومة:
اقتضى الفصل 211من م م م ت أنه يعطل النظر في القضية قانونا وتودع مؤقتا بكتابة
المحكمة بوفاة أحد الخصوم أو فقدان أهلية الخصومة أو موت نائبه القانوني أو زوال صفة
النيابة عنه إال إذا كانت الدعوى قد تهيأت للحكم في موضوع فيمكن للمحكمة أن تقضي
فيها وتعتبر الدعوى ال متممة للحكم إذا كان الخصوم قد ابدوا طلباتهم وعينت القضية لجلسة
المرافعة.
الفقرة األولى أسباب االنقطاع وبداية سريانه:
)1أسباب االنقطاع:
أــ موت أحد الخصوم :إذا ورفعت الدعوى على ميت تكون اإلجراءات باطلة وال تنعقد
الخصومة أما إذا رفعت الدعوى على شخص له وجود قانوني وتم استدعاؤه للجلسة فان
الخصوم انعقت في مواجهته فإذا توفي هذا الشخص يقف سير الخصومة بقوة القانون أما
الشخص أما الشخص االعتباري " معنوي" ف ينتهي بزوال شخصيته االعتبارية كاالندماج
في شركة أخرى أما تغير الممثل القانوني للشركة أو وفاته فانه ال يؤدي الى انقطاع سير
الخصومة وان الوفاة المقصود بالفعل تتعلق بكامل الخصوم أي كانت صيفاتهم أو مراكزهم
اإلجرائية ضرورة أن النص مطلق ويجب أن يؤخذ على إطالقه وبالتالي سواء كان الخصم
طالبا أو مطلوبا أو متداخال فان المحكمة ملزمة بوقف النظر في الدعوى بمجرد علمها
بالوفاة.
ب ــ فقد أحد الخصوم األهلية :إن أخلية الخصومة هي أهلية أداء وال يعتبرها المشرع
شرطا لقبول الدعوى بل شرطا النعقاد الخصومة وصحة الطلبات ولذلك من الواجب
توفرها طوال سير الخصومة ضرورة أن اإلجراء المتخذ ممن ليست له األهلية تكون باطلة
وهذه األهلية فقدت بالجنون أو الصفة أو االفالس أو السجن لمدة عشرة سنوات وفي هذه
الحالة يتعين على من فقد األهلية أن يكون ممثال في مقدم ليواصل مباشرة اإلجراءات
وبالتالي لبد من وقف النظر حتى يتسنى استصدار حكم من قاضي التقاديم يقضي بتعيين
مقدم على فاقد األهلية ليواصل مباشرة اإلجراءات في حقه.
ج ــ زوال صفة النائب أو وفاته :إن وجود نائب في الدعوى عن أحد الخصوم يفترض أن
الخصم األصلي في الدعوى فقد األهلية وكان يمثله نائب تتوفر فيه هذه األهلية ومثال ذلك
قيام الولي في حق ابنه القاصر أو أمين الفلسة في حق فإذا مازالت صفة التمثيل ببلوغ
القاصر سن الرشد أو بعزل أمين الفلسة فانه يكون من المتعين إيقاف النظر في الخصومة
حتى يتسنى لصاحب الصفة الجديدة أن يباشر اإلجراءات .
ثانيا :بداية سريان االنقطاع:
اقتضى الفصل 211من م م م ت أنه إذا كانت الدعوى مهيأة للحكم في موضوعها فيمكن
للمحكمة أن تقضي فيها وتعتبر الدعوى مهيأة للحكم إذا كان الخصوم قد ابدوا طلباتهم
وعينت القضية لجلسة المرافعة أما إذا لم تكن القضية جاهزة للفصل فان المحكمة تقرر
إيداعها بكتابة المحكمة لمدة أقصاها ثالث سنوات عمال بالفصل 211من م م م ت .
الفقر ة الثانية :آثار االنقطاع واستئناف سير الخصومة:
أوال :آثار انقطاع الخصومة :يترتب على انقطاع الخصومة عمال بالفصل 212من م م م ت
توقيف جميع المواعيد التي كانت جارية في حق الخصوم وبطالن جميع اإلجراءات التي
تحصل أثناء االنقطاع وعلى هذا األساس يترتب على انقطاع الخصومة أمران .
األمر األول :هو وقف جميع المواعيد التي كانت جارية في حق الخصوم الذين حصل
االنقطاع بسبب يتعلق بهم ومثال ذلك إذا كانت المحكمة اصدر ت حكما تحضيريا ألزمت
بموجبه من كان طر فا في الدعوى بتامين مبلغ مالي بصندوق الودائع في اجل عشرين يوما
من صدور الحكم التحضيري فان هذا األجل ال يسري على الورثة إال بداية استئناف سير
الدعوى واستدعائهم لحضور.
األمر الثاني :بطالن جميع اإلجراءات المتخذة أثناء االنقطاع من المعلوم انه ال يجوز اتخاذ
أي إجراء في الخصومة أثناء فترة االنقطاع وذلك الحترام مبدأ المواجهة وحقوق الدفاع وان
أي إجراء في هذه الفترة يكون باطال وهذا البطالن نسبي وقرر لحماية الخصم الذي قام به
سبب االنقطاع ولذلك فهو الذي يتمسك به ويجوز له التنازل عنه صراحة أو ضمنيا وال
يجوز للمحكمة إثارتها من تلقاء نفسها.
ثانيا :استئناف سير الخصومة:
اقتضى الفصل 210من م م م ت أنه تستأنف الخصومة سيرها باستدعاء يقع من الطرف
اآلخر الى من يقوم مقام الخصم الذي توفي أو فقد أهليته أو زالت صيته أو باستدعاء منه يقع
لذلك الطرف اآلخر وكذلك تستأنف القضية سيرها إذا حضر بالجلسة وارث المتوفي أو من
يقوم مقام فاقد األهلية وطلب متابعة سير القضية تبعا لذلك يستنانف النظر في الدعوى في
حالتين:
أــ إعادة استعداء الخصم وان إعادة استدعاء الخصم الحال محل الخصم القديم غير محدد
بأجل معين غير الذي ضبطه الفصل 211من م م م ت والبالغ ثالث سنوات لسقوط الدعوى
أو استئناف السير في الدعوى قد يتم من طرف المدعي أو المدعى عليه الذي يبادر
باستدعاء خصمه وفق القواعد المنظمة لرفع الدعوى وتستأنف الدعوى بداية من النقطة التي
توقفت فيها قبل حدوث سبب االنقطاع وال يوجب القانون إعادة تبليغ المؤيدات وعريضة
الدعوى السابقة حتى يتمكن الخصم من الدفاع عن حقوقه ضرورة انه خلف خاص أو عام
للخصم السابق ويحل محله ويمكنه االطالع على ملف القضية غير انه من ير ى خالف ذلك
ويؤكد على ضرورة إعادة تبليغ المؤيدات وعريضة الدعوى للخصم الجديد احتراما لحقوق
الدفاع وحتى يتسنى له إعداد وسائل دفاعه.
ب ــ حضور الوارث :إذا كانت القضية مؤجلة لجلسة معينة وقبل انعقادها حدث سبب من
أسباب انقطاع الخصومة وحضر الوارث في الجلسة وأدلى بحجة وفاة مورثه وثبت أنه
وارث وقام بمباشرة السير في الخصومة فإنها تواصل وخالصة القول في هذا المجال انعدم
استئناف الدعوى لمدة ثالث سنوات بعد تاريخ صدور القرار في إيداعها بكتابة المحكمة
لسبب من أسباب االنقطاع تسقط الخصومة بموجب القانون عمال بأحكام الفصل 211من م
م م ت وعلى من له مصلحة أن يطلب الحكم بسقوطها بالقيام مباشرة أو عن طريق الدفع إذا
ما قام أحد الخصوم بتعجيلها بعد أكثر من ثالث سنوات.
المبحث الثالث :انتهاء الخصومة:
إن الخصومة المدنية يمكن أن تنتهي دون صدور الحكم في الموضوع وذلك لعدة أسباب
بعضها راجع الى إرادة الخصوم في الموضوع ويعضها راجع الى غير إرادتهم وأهم هذه
األسباب هي سقوط الخصومة بموجب القانون أو انقضاؤها بموت الخصم الذي يدفع عن
حق ال ينتقل للخلف أو ترك الخصومة من القائم بها.
)1الفقرة األولى سقوط الخصومة:
لقد حدد المشرع ثالث سنوات على أقصى تقدير لطلب استئناف السير في إجراءات
الخصومة المودعة بكتابة المحكمة والتي أوقفت النظر فيها عمال بالفصل 211من م م م ت
وسقوط الخصومة باعتباره جزاء يقع على المدعي المهمل في مواصلة اإلجراءات فانه إذا
اثبت ما يفيد حدوث قوة قاهرة أو حادث طارئ متعلقا من ممارسة هذا الحق فانه يعلق سيران
مرور الزمن وإذا انقضى األجل فكيف يمكن طلب الحكم بالسقوط وإذا حكم بالسقوط فما هي
اآلثار التي تترتب عنه .
1ــ شروط سقوط الخصومة:
أــ عدم السير في الخصومة مدة ثالث سنوات :اقتضى الفصل 211من م م م ت أنه إذا
مضت على تعطيل القضية ثالث سنوات بدون أن يقع طلب استئناف النظر فيها سقطت
الخصومة ولكل ذي مصلحة من الخصوم أن يطلب الحكم بسقوطها.
ب ــ كيفية الحكم بالسقوط أن السقوط مقرر بموجب القانون ويهم مصلحة الخصوم إذ أن
القاضي ال يحكم به من تلقاء نفسه ومن له مصلحة يمكنه طلب الحكم بسقوط الخصومة
بدعوى أصلية أو بطريقة الدفع وفي كال الحالتين أي سواء طلب الحكم بسقوط الخصومة
بدعوى أصلية أو معارضة يجب أن يقدم ضد جميع المدعين أو الطاعنين وإال كان غير
مقبول عمال بالفصل 211من م م م ت والعلة في ذلك أن سقوط الخصومة يشمل
اإلجراءات برمتها وال تتجزأ بالنسبة للمدعين ولو كان موضوع الدعوى قابال للتجزئة وأكد
المشرع ذلك بان اقر أن المطلب المقدم من احد الخصوم يستفيد به البقية.
ج ــ آثار سقوط الخصومة :اقتضى الفصل 211من م م م ت أن الحكم بسقوط الخصومة
لدى الدرجة األولى يترتب عليه إلغاء جميع اإلجراءات بما في ذلك عريضة الدعوى لكن ال
يسقط الحق في أجل الدعوى ويترتب على الحكم في السقوط في االستئناف أو من التماس
إعادة النظر بسقوط الطعن نفسه.
الفقرة الثانية :انقطاع الخصومة:
إن انقضاء الخصومة ال يعني انقضاء الدعوى وانقضاء الخصومة يترتب عنه صدور حكم
ل يفصل في أول النزاع وقد تنقضي الخصومة بالرادة األطراف فالصلح الذي يشتمل على
اتفاق بين الخصوم على حسم النزاع يشكل معين وتبني القاضي هذا الحل ويصدر حكمه
بالمصادقة على الصلح كما تنتهي الخصومة بترك صاحب المصلحة السير فيها إما
صراحة أو ضمنيا فتقضي المحكمة بطرح القضية إن كانت في الطور االبتدائي أو بقبول
رجوع الطاعن في طعنه وتنقضي الخصومة أخيرا بغير ا رادة الخصوم مثل وفاة الخصم
في الدعوى التي يعهد وجوده عنصرا حيويا وسبب ذلك يرجع الى عدم قابلية انتقال الشئ
الموضوعي الى الخلف ومثال ذلك دعوى الطالق والنفقة أو الحضانة .
)1الصلح االتفاقي:
إن لألطراف كامل الحرية إلنهاء الخصومة كما يرون وذلك بإبرام صلح مثال إال انه يوجد
من الحقوق الذي ال يجوز الصلح في شانها كالحرية واألبوة والنفقة عمال بأحكام الفصل
1112من مجلة االلتزامات والعقود وإذا تبين صحة الصلح فان المحكمة تقضي به وتكون
الخصومة فقد انقضت دون النظر في أول النزاع وال يمكن لألطراف الرجوع الى التقاضي
حول هذه المسالة إال لطلب إبطال الصلح أو طلب فسخه المتناع احد الخصوم عن تنفيذه.
)2ترك الخصومة:
أ ــ حاالت الترك :إن ترك الخصومة يمكن أن يكون ضمنيا أو صريحا ويكون ضمنيا عندما
يتخلى المدعي عن السير في اإلجراءات ورتب المشرع عن ذلك الحكم بطرح القضية .
ب ــ إجراءات ترك الخصومة :إذا تقدمت الخصومة أشواطا فانه من الضروري أن يكون
طلب الترك لعدة شروط.
ــ أن يكون صريحا وذلك بمطلب كتابي وممضى من المدعي أو نائبه.
ــ على أنه إذا كان حق المدعي مطلقا فانه يجوز أن يضر بمصلحة المدعي عليه ولذلك من
الضروري قبول المدعى عليه لترك الخصومة حتى تصادق عليه المحكمة خاصة إذا
تقدمت اإلجراءات ويفهم من طلب الترك الحيلولة دون صدور حكم في الموضوع.
)0اختفاء الخصومة بالوفاة :
إن بعض الحقوق الشخصية التي ال تنتقل للوارث تحول دون مواصلة السير في الخصومة
وبالتالي حال حدوث وفاة المدعي في خصومة قائمة فإنها تنقضي والمثال على ذلك وفاة
المدعي في قضية طالق فهذه الحالة أن تقضي بانقضاء الدعوى وال تأذن بإيداعها بكتابة
المحكمة.
الحكم وأنواعه
الحكم هو القرار الصادر عن المحكمة مشكال تشكيال صحيحا في خصومة رفعت إليها وفق
قانون المرافعات والحكم إ ذا صدر هو محاط بحصانة تتمثل في كونه صحيح من الناحية
الشكلية والموضوعية وال يمكنه للمحكمة التي أصدرته أن تعدله وطالما هذه القرينة خطيرة
لقد تمت اإلحاطة باألحكام بعناية كبيرة وضبط المشرع كيفية تحريرها وتسبيبها وهو ما
سنتعرض له في المبحث األول واألحكام مختلفة ومتعددة ومنها المقرر لحق أو المنشأ له
ومنه االبتدائي الدرجة والنهائي وهو ما سنتعرض له في المبحث الثاني.
المبحث األول :تحرير الحكم وتسبيبه:
إن الفصول 121و122و 120من م م م ت هي التي حددت كيفية تحرير الحكم والبيانات
الواجبة ذكرها واألجل المضروب لذلك عالوة عل تعليل المحكمة من الناحية الواقعية
والقانونية للنتيجة التي انتهت إليها.
الفقرة األولى :تحرير الحكم:
إن الحكم يترتب عليه آثار هامة ولذلك أوجب القانون أن تتضمن النسخة األصلية بيانات
معينة ذكرت بالفصل 120من م م م ت وأن الترتيب بالفصل ليس حتميا أي أنه ال يترتب
على اإلخالل به بطالن الحكم أما النقص في البيانات المذكورة في الفصل 120فهي موجبة
للبطالن والستبيان ذلك فان النسخة األصلية هي المرجع وسنتعرض لهذه البيانات واحدة
واحدة.
)1المحكمة والديباجة والتاريخ:
إن األحكام تصدر باسم الشعب التونسي وتنفذ باسم رئيس الجمهورية عمال بأحكام الفصل
200من م م م ت وبذلك ال بد أن تصدر األحكام بهذا المصطلح غير أنه إغفاله ال يترتب
عنه البطالن ضرورة أن الحكم ما دام قد صدر من محكمة مشكلة وفقا القانون فقد صدر
باسم الشعب كما يجب بيان المحكمة التي أصدرت الحكم وذلك للتأكيد من أن الحكم صدر
عن محكمة مختصة غير أن إغفال هذا البيان ال يترتب عنه البطالن ضرورة أنه يمكن
االلتجاء للمحكمة لتدارك األمر كما أن تاريخ الحكم بيان وجوبي وذلك لمعرفة بداية سريان
الطعن في األحكام الذي يبتدئ سريانه من تاريخ صدورها كأحكام الطالق والخطأ المادي
تاريخ صدور الحكم ال أثر له الن األصل في ذلك هو محضر الجلسة الذي أعد إلثبات ما
يجر ي فيها.
)2بيان أسماء القضاة:
يجب أن يذكر في الحكم أسماء القضاة الذين سمعوا المرافعة واشتركوا في الحكم وحضروا
التصريح به مثلما اقتضاه الفصل 120من م م م ت وذلك للتأكيد من أن الحكم صادر عن
هيئة صالحة إلصداره وأنها شكلت تشكيال صحيحا وينص الفصل 121من م مم ت على أن
أسماء القضاة الواجب ذكرها هي أسماء الذين تلقوا المرافعة وحضروا المفاوضة وأمضوا
الئحة نص الحكم ومستنداته ويمكن أن يتغيب أحدهم عند النطق بالحكم على أنه يجيب ذكر
المانع الشرعي أسفل الحكم والتصريح بالحكم بحضور قاضي آخر إال أنه يتعين أن يبين
الحكم أن القاضي الذي حضر النطق به قد اشترك في المفاوضة ووقع على مسودة وإال كان
الحكم باطال.
)0أسماء الخصوم:
بموجب الفصل 120من م م م ت يجب أن يبين بالحكم أسما الخصوم وصيفاتهم ومقراتهم
وأن استعمال صيفة الوجوبية يقتضي انه يترتب على النقص أو الخطأ الجسيم في أسماء
الخصوم بطالن الحكم وهذا البيان يقصد به التعريف بأشخاص وصيفات الدائرة بينهم
الخصومة التي يصدر بها الحكم تعريف مانعا من اللبس ويصلح ذلك خاصة عند التنفيذ فإذا
تسرب في االسم نقص أو خطأ يترتب عليه التجهيل بالخصم أو اللبس في التعريف بشخصه
مما قد يؤدي إلى عدم التعرف على حقيقة شخصيته أو إلى تغيير شخص بآخر ال شأن له
بالخصومة فان الحكم يكون باطال مع العلم أن البطالن ال يترتب بداهة إال على إغفال على
اسم الخصم األصيل في النزاع فال يترتب البطالن على من طلب الحكم في مواجهته ولم
توجه إليه طلبات ولم يدفع بدفع ولم يقدم طلبات ومثال ذلك صدور الحكم بحضور المتسوغ
في نزاع بين المالك وشخص آخر حول ملكية المكرى مثل ما اقتضاه الفصل 102من مجلة
االلتزامات والعقود .
)1موضوع الدعوى:
إن بيان موضوع الدعوى يعني أنه يذكر في الحكم بإيجاز ما يكون ذكره في الوقائع
ضروري للفصل في الدعوى لتعلقه بسير الخصومة وباعتباره حلقة من حلقاتها قام بين
األطراف نزاع شأنه بالتالي إذا أسس القاضي حكمه على واقعة استخلصها من مصدر ال
وجود له أو موجود ولكنه مناقض لما أثبته أو غير مناقض ولكنه من الغير ممكن منطقا
استخالص تلك الواقعة منه كان الحكم باطال وكذلك األمر إذا لم يشتمل الحكم على الوقائع
الضرورية التي أسس عليها الحكم والموصلة إلى النتيجة التي انتهت إليها المحكمة.
)0ملخص مقاالت الخصوم:
إن هذا البيان هام جدا ضرورة أن ذكره في الحكم يحدد نطاق سلطة المحكمة باعتبار أن هذه
السلطة تحددها الطلبات االفتتاحية والدفوع وأوجه الدفاع الجوهرية التي يجب أن تتعرض
لها المحكمة وان قصد المشرع من ذلك أن تحدد المحكمة موضوع الدعوى وأسبابها
الجوهر ية والدفوع ال المدلى بها والحكم يجب أن يتعرض إلى كافة طلبات الخصوم سواء
كانت أصلية أو في قالب دعوى معارضة مقدمة من المدعى عليهم أومن الغير الذي أصبح
بعد أن تدخل في القضية خصما وذلك لمعرفة ما إذا كانت المحكمة قد أجابت على كافة
الطلبات من منطوق الحكم أو تجاوزت موضوع الطلب القضائي بان قضت بأكثر من
الطلبات أو بغير ما طلبه الخصوم وإن ذلك من أسباب نقض الحكم وتعديله في الدرجة
الثانية أو إحالته على محكمة المصدر له في الطور التعقيبي .أما ردود الخصوم ودفاعهم
الجوهري فذكرها يهدف إلى مراقبة بيان المحكمة ألسباب الحكم ضرورة أن المحكمة
ملزمة ببحث ردود الخصوم وإن تولى الرد عليها ويشمل ذلك وسائل الدفاع المتصلة بالوقائع
سواء كانت واقعا مادية كظروف الحادث الذي أساسه يطالب المتضرر بالتعويض أو وقائع
قانونية.
)1نص الحكم:
إن نص الحكم هو ما قضت به المحكمة في الطلبات المقدمة من الخصوم وهو أهم أجزاء
الحكم وبه يتحدد حقوق الخصوم بها وهو الذي يجوز على الحجية ويطعن فيه المحكوم عليه
ويكون الحكم باطال إذا خلى من ال منطوق أو جاء منطوقه متناقضا وال تستقيم أجزائه .
الفقرة الثانية :تسبيب األحكام:
إن المقصود بالتسبيب هو التعرض ألسانيد الواقعية والقانونية والتي على أساسها صدر
الحكم وهو من أشق المهمات الن تحر ير الحكم وبيان أسبابه تتطلب من القاضي إبراز
قناعته بما انتهى إليه كذلك إقناع اآلخرين وكل من يتولى االطالع على حكمه لقصد مراقبته
ولذلك يجب أن يشتمل الحكم على األسباب التي بنى عليه وإال كان باطال ويقوم القاضي عند
تحريره للحكم باستعراض الوقائع ومالحظات الخصوم وبيان ثبوتها من عدمه وهو ما يسمى
باألسباب الواقعية .ويتم تكييف الوقائع لتطبيق القاعدة القانونية التي يراها منطبقة وال يتقيد
بالقاعدة القانونية التي تمسك بها الخصوم وهو ما يسمى باألسباب القانونية.
)1األسباب الواقعية :
إن المقصود باألسباب الواقعية هو بيان الوقائع واألدلة التي يستند إليها الحكم في تقرير
وجود أو عدم وجود واقعة أساسه للحكم ولذلك يجب التعرض لوقائع الدعوى دون تحريف
وان يتجلى من أسباب الحكم أن الوقائع األزمة لتطبيق القاعدة القانونية قد توفرت في الدعوى
أما إذا تبين أن أسباب الحكم ال تخول تطبيق القاعدة القانونية التي أسس عليه الحكم قضائها
كان الحكم معيبا في تسبيبه ويحكم ببطالنه ضرورة أنه لسالمة الحكم أن ال يصدر على
أساس فكرة غامضة لم تتضح معالمها وال بد من استخالص ثبوت الوقائع حتى تتمكن
محكمة الدرجة الثانية أو محكمة التعقيب من سالمة تطبيق القانون وصحة تأويله والوقائع
التي عرضها الخصوم يجب أن تصرد كاملة وتبحث ،ويقع الرد عليها بدقة لبيان الصحيح
منها والمعتمد كأساس للحكم فإذا لم يتم ذلك كان قاصرا في أسبابه وعرضة لإللغاء عن
طريق الطعن فيه وأسباب الحكم يجب أن تكون على جوهر النزاع أما إذا كان األمر خالف
ذلك ودار ذكر األسباب حول مسألة هامشية كان الحكم قاصر األسباب ويمكن للمحكوم عليه
الطعن فيه وبيان مواضع األصول سواء تعلق بعدم كفاية األسباب أو بانعدامها بأن ال يقع
الرد على طلب أو دفاعا أو مستند جوهري.
)2األسباب القانونية:
إن األسباب القانونية هي السند القانوني والحجج القانونية التي أسس عليها الحكم بعد تكيفيه
للوقائع وت حديده للقاعدة القانونية والمنطبقة دون التقيد بالسند الذي تمسك به الخصوم
والقصور ألسباب الحكم القانونية ال يعيب الحكم وهو ما انتهى عليه فقه القضاء وخاصة
القرار التعقيبي عـ11910ـدد الصادر في 1921/2/1والذي ورد به" والن أوجب الفصل
120من م م م ت تضمين المستندات القانونية والقاضي للحكم إال انه لم يوجب بيان النص
القانوني طالما كانت النتيجة التي استندت إليها المحكمة صحيحة" وتبعا لذلك إن القصور
بثبوت الحك م إذا حصل نقص في الوقائع أو تحريفا لها دون األسباب القانونية ضرورة أن
النقص أو التحريف في الوقائع هو الذي يؤثر على القاعدة القانونية المنطبقة ويعوق محكمة
التعقيب من أداء مهمتها صراحة في مدى صحة تطبيق القانون ولذلك فالقاضي ملزم بتقديم
العناصر التي تبين كيفية اقتناعه وان تكون هذه الوقائع كافية لتطبيق قاعدة قانونية دون
أخرى وتوصل إلى النتيجة التي انتهى إليها.
أ ــ وجوب استخراج األسباب من أوراق القضية يجب على القاضي أن يستخرج أسباب
الحكم من العناصر القائمة في الدعوى والتي طرحت للتقاضي بين الخصومة وبموجب ذلك
ال يمكن للقاضي أن يستند على علمه الشخصي أي أنه ال يجوز له تأسيس حكمه إال على
وقائع مقدمة عن الخصوم ومثبتة من طرفهم ومر د ذلك أن القاضي محايد ويقتصر دوره
على تلقي منازعات التقاضي للفصل فيها طبق القانون دون المساس بعناصرها الواقعية
فإن لم يلتزم بذلك يكون قد حادى الحياد المقترض فيه وإذا ما سلمنا أنا لمحكمة ملزمة
باستخراج األسباب القانونية من الوقائع إال أن ذلك ال يعني أنها ملزمة بالتكيف القانوني
المتمسك به من الخصوم ضرورة أن تكيف الدعوى من سلطة المحكمة باعتبار أن تكيف
المدعي لدعواه تكيفا خاطئ ال يمنع المحكمة من إعطاء الدعوى وصفها الحقيقي وتكييفها
التكيف القانوني الصحيح.
ب ــ وجوب ورود األسباب بالحكم .
إن الحكم عمل قانوني يحمل دليل صحته ويقتضي ذلك أن تكون األسباب مضمنة به وال
يجوز اإلشارة الى أسباب مضمنة بأحكام أخرى غير أنه إذا كان الحكم صاد ر في نفس
النزاع يمكن للمحكمة أن تحيل على األسباب لحكم آخر سبق الصدور في نفس النزاع كأن
تحيل محكمة االستئناف إذا حكمت بإقرار الحكم االبتدائي الى أسباب الواردة به وعلى شرط
أن يكون الحكم قد أودع ملف الدعوى وتترافع الخصوم في داللته وأن يكون صحيحا وأن
ال تكون أسباب المحال إليه معيبة.
ج ــ وجوب أن تكون األسباب منطقية:
إن القاضي ملزم بتسبب قضائه ألسباب واضحة ومنطقية تدل داللة جلية على أنه بحث وقائع
القضية بحثا دقيقا ولذلك من الضروري بيان الوقائع التي أستند عليها واألدلة المبينة لها فال
يمكن أن تقرر المحكمة ثبوت الواقعة دون بيان كيفية ذلك الثبوت بأدلة قانونية وباإلضافة
الى ذلك يجب أن تكون األسباب منطقية على أن يتوافق منطوق الحكم باألسباب التي تؤدي
الى النتيجة التي توصلت إليها المحكمة وإال كان تقدير المحكمة الغير صائغ ويعرض حكمها
للنقض كما أن شرط منطقية األسباب يقتضي أن ال تكون متناقضة فيما بينها أو مع منطوق
الحكم ويظهر هذا التناقض إذا تعارضت األسباب ويسقط بعضها بعضا وال يبقى ما يعلل
الحكم ومثال ذلك أن ينتهي الحكم االستئنافي في أسبابه الى خالف ما قضى به الحكم
االبتدائي ومع ذلك يخلص الى تأييده ويكون هنا تناقض بين األسباب والمنطوق توجب نقض
الحكم إذا مارس المحكوم ضده حقه في الطعن.
المبحث الثاني أنواع األحكام:
إن األحكام كثيرة ومتنوعة للفقهاء آراء متعددة في تقسيمها على أساس عدة معايير فمنه من
قسمها بالنظر الى منطوق الحكم ويكون الحكم إما مقررا أو منشئ لحق ومنه من فرق بين
األحكام المنهية للخصومة واألحكام التي تحفظ الحق من التالشي وقتيا الى حين صدور
الحكم في األصل وهي األحكام القطعية واألحكام الوقتية كما تم التقسيم حسب قابلية الحكم
للطعن من عدمه وهي األحكام االبتدائية القابلة للطعن باالستئناف واألحكام النهائية الغير
قابلة لهذا الطعن وآخر فرق بعض الفقهاء بين الحكم الباطل الذي لم يحرر طبق القانون ولم
يتضمن البيانات التي يوجبها القانون أو صدر على أساس إجراء باطل والحكم المعدوم الذي
صدر ضد ميت أو صدر ضد من لم يستدعى للحضور والجواب وبالتالي لم تنعقد الخصومة
في حقه ويكون الحكم الصادر ضده معدوم وهذا التفريق له أهمية في الطعن في الحكم
الباطل والحكم المعدوم.
األحكام المقررة واألحكام المنشئة:
إن الحكم التقريري هو الذي يؤكد وجود أو عدم وجود حق أو مركز قانوني أو واقعة قانونية
وبذلك يخول التشكك حول هذا الوجود ومن أمثلة هذه األحكام القانونية بثبوت الزيجات
العرفية ضرورة أنه حال صدور قانون األحوال الشخصية أصبح الزواج ال يثبت إال بحجة
رسمية إ ال أن الحقوق المكتسبة في ظل القانون القديم طبق سارية ونافذة لذلك قام بعض
المواطنين إلثبات الزواج العرفي المبرم قبل سنة 1901واستجابت المحاكم لطلباتهم وقضت
بثبوت الزواج العرفي وفي هذه الحالة ينظر الى الحق أو المركز القانوني من ذاته من حيث
وجوده في الحياة القانونية ولذلك أن صور ة الحماية ال تواجه اعتداء يظهر في شكل مخالفة
اللتزام وإنما تواجه مجرد اعتراض ويكفي لرد هذا االعتراض في صدور حكم يقرر وجود
هذا الحق ضرورة أن هذا التقرير يزيل حالة عدم التأكيد الذي أثارها االعتراض وذلك دون
حاجة بان يتضمن أي التزام إنما يعاين وجود الحق أما الحكم المنشئ يحدث تغييرا قانونيا
فجيب أن يكون له أثر فوري أي أن إبطال العقد يكون له اثر فوري دون أن ينسحب على
الماضي غير أن المشرع يجعل له أثر رجعي بنص صريح ويعود الطرفان الى ما كان
عليه عند التعاقد ويجب أن يرد ما قبض بموجب العقد والحكم المنشئ يحوز حجية األمر
المقضي إال أنه ال يصلح سندا تنفيذيا الن الحماية القضائية تحقق بالحكم دون حاجة لحماية
الحقة عن طريق إجراءات التنفيذ وذلك في أغلب الحاالت وشريطة أن ال يكون متضمنا
بفرع فصل باإللتزام.
الحكم القطعي والحكم الوقتي:
الحكم القطعي هو الذي يضع حدا للنزاع في جملته أو في جزء منه أو من مسألة متفرعة
عنه بفصل حاسم ال رجوع فيه من المحكمة المصدرة له وال يجوز العدول عنه من ذات
المحكمة التي أصدرته ولو كان باطال وطالما حسمت المحكمة النزاع في المسألة المعروضة
عليها فإن سلطتها بشأنها تنقضي وال تبقى لها أية والية في إعادة البحث أو تعديل ما قضي به
ولو باتفاق الخصوم أما األحكام الوقتية فالغر ض منها هو اتخاذ إجراء تحفظي لحماية
مصالح الخصوم الى ح ين الفصل في موضوع النزاع ومن أمثلة تلك األحكام القاضية
بتنصيب حارس قضائي على عقار متنازع على ملكيته وهذه األحكام تفصل لمدة محددة
في طلبات قائمة على وقائع متغيرة ولذلك فهي تحوز حجية مؤقتة وبالتالي إذا تغير مركز
الخصوم وتغيرت الظروف القائم عليها الحكم الوقتي أمكن تعديله وفق الظروف الجديدة
ولذلك فاألحكام الوقتية ال حجية لها أمام محكمة الموضوع إذ أنها لم تفصل في موضوع
النزاع .
الفقرة الثالثة :الحكم االبتدائي والحكم النهائي البات:
الحكم االبتدائي هو الذي تصدر ه محكمة الدرجة األولى سواء كانت محكمة ابتدائية أو
محكمة ناحية ويكون قابال للطعن باالستئناف أما الحكم النهائي فهو الحكم الغير قابل للطعن
باالستئناف ويكون حائزا لقوة األمر المقضي ألنه ال يقبل الطعن بطرق الطعن العادية .أما
الحكم البات فهو الحكم الذي ال يجوز الط عن فيه بأي طريقة من طرق الطعن العادية أو
الغير العادية وال يجوز إلغائه أو تعديله الن األحكام ال تكون محل دعوى مبتدأ للبطالن وال
يجوز ذلك إال بمناسبة الطعن في الحكم باالستئناف إن قابال لذلك أو بالتعقيب .وتثار مسالة
البطالن من ضمن أسباب الطعن األخرى وأهمية وأهمية التقسيم الذي أوردناه تكمن في
تحديد طرق الطعن في الحكم باعتبار أن الحكم االبتدائي قابل للطعن باالستئناف في حين أن
الحكم النهائي ال يقبل الط عن بالتعقيب أو بالتماس إعادة النظر كما تمكن أهمية التقسيم في
تحديد األحكام القابلة للتنفيذ الجبري وهي األحكام النهائية واألحكام االبتدائية المحالت بالنفاذ
العاجل.
الفقرة الرابعة الحكم الباطل والحكم المعدوم:
إن الحكم الباطل هو الحكم الصادر دون مراعاة الموجبات الشكلية التي حددها المشرع
بالفصول 121و122و 120من م م م ت المتعلقة بالمفاوضة وتحرير الحكم والنطق به أو
باإلجراءات السابقة له وهي االستدعاء للجلسة وعريضة الدعوى وذلك فمسألة بطالن الحكم
تقدر بالنظر إلى صحته من الناحية الشكلية باعتباره عمال إجرائيا وبغض النظر عن
مضمونه أي عن سالمة التقدير القضائي الذي انتهى إليها الحكم ومن أسئلة ذلك الحكم
الصادر دون إمضاء القاضي الثالث الذي شارك في المفاوضة أو خلو الحكم من األسباب أو
غموضها كما يكون الحكم باطال بعيب في اإلجراءات السابقة على صدوره كأن يصدر
على أساس استدعاء للجلسة األولى ويكون باطال.
والحكم الباطل إذا كان قطعيا يحوز على حجية الشيء المقضي به ويكون له وجود قانوني
الى أن يقرر بطالنه وبناءا على هذا الوجود ينتج آثارا قانونية هي اآلثار التي تنتجها األحكام
القضائية وللحيلولة دون ذلك ال بد من الطعن فيه ضرورة أنه ال يجوز المطالبة بإبطال
األحكام القضائية من طريق رفع دعوى قضائية مبدئية وعند الطعن في حكم يهدف التوصل
الى تقرير بطالنه فانه من الواجب التمسك بالبطالن قبل الخوض في األصل الن التكلم في
الموضوع بعد تسليما في صحة الحكم وإذا ما قضت محكمة االستئناف ببطالن الحكم فإنها
تحكم في أصل الدعوى شريطة أن تكون محكمة البداية قد استنفذت واليتها و إذا لم تستنفذ
واليتها فيجب على محكمة الطعن أن تقضي بالبطالن وترجع القضية لمحكمة البداية
لمواصلة النظر في الدعوى.
أما الحكم المعدوم فهو الفاقد لركن أساسي من أركان وجوده وذلك على خالف الحكم الباطل
الذي توفرت أركان وجوده ولكن شابه عيب متعلق بشروط الصحة ومن أمثلة األحكام
المعدومة تلك التي تصدر من قاضي لم يحلف اليمين أو زالت عنه والية القضاء وكذلك
الحكم الصادر على من لم يستدعى للجلسة األولى أو تم استدعاؤه بإجراء معدوم والحكم
الصادر على م يت والحكم المعدوم ال يترتب عليه أي اثر قانوني وال يلزم الطعن فيه
بالتمسك بانعدامه إنما يكفي إنكاره عند التمسك بما اشتمل عليه من قضاء ويجوز وضع
دعوى النعدامه وال تزول حالة انعدامه بالرد عليه لما يفيده اعتباره صحيحا ويكون القيام
أمام التي أصدرت الحكم باعتبارها لم تستنفذ واليتها ويطلب منها الرجوع في حكمها
وإصدار حكم ثان بين األطراف المتنازعة.
آثار األحكام
إن الحكم الصادر في نزاع يترتب عليه حسم ذلك النزاع ويمنع على سائر المحاكم بما في
ذلك المحكمة التي أصدرته إعادة النظر فيما قضي به وهو ما يسمى استنفاذ الوالية واألحكام
بطبيعة الحال ال تنشئ حقوق للمتقاضين بل هي تبين ما كان لهم من حقوق نشأت قبل رفع
الدعوى واألصل أن آثار األحكام تسري من وقت صدورها ولذلك سنتولى عرض المثل
الهام والمتمثل في خروج النزاع من والية المحكمة التي أصدرت الحكم واالستثناءات على
هذا المبدأ وهو إمكانية إصالح الحكم أو تغييره من طرف المحكمة التي أصدرت الحكم
واألثر الثاني هو حجية األمر المقضي الى حين اكتسابه قوة األمر المقضي وسيروريته باتا
أو إلغائه من قبل محكمة الدرجة الثاني’.
المبحث األول :استنفاذ الوالية:
ما إن يصدر الحكم الحاسم للنزاع حتى تستنفذ المحكمة واليتها في ذلك النزاع وال يمكنها
إعادة النظر فيه مرة أخرى وهو ما سنتولى درسه وعرضه في فقرة أولى ثم التطرق
الستثناءات هذا المبدأ وهو إصالح األغالط المادية عمال بأحكام الفصل 201من م م م ت
وشرح الحكم بان اعتراه لبس أو غموض عمال بأحكام الفصل 121من م م م ت .
الفقرة األولى :مفهوم استنفاذ الوالية:
إن هدف الخصومة القضائية هو الحصول على حكم حاسم للنزاع وليتسنى ذلك تم إقرار مبدأ
يتمثل في أن المحكمة التي فصلت في نزاع معروض عليها إن قضت سلطتها وخرج النزاع
عن واليتها وال يمكنها الرجوع في الحكم ولو تبين لها خطأه أو تعديله ولو ثبتت عدم صحته
وذلك من حين النطق به.واستنفاذ الوالية ال يقوم على عدم اختصاص المحكمة ألنها
مختصة بالنظر في النزاع ال بدليل أنها أصدرت الحكم إنما لسقوط حق المحكمة في النظر
في ما سبق النظر فيه ضرورة أنه ال يجب الفصل في موضوع واحد مرتين من محكمة
واحدة حتى ال تتضارب األحكام ومبدأ استنفاذ الوالية بتحسب على األحكام القطعية التي ال
يجوز العدول عنها ولو كانت باطلة أو مؤسسة على إجراء باطل ومعنى ذلك أن األحكام
القطعية لها حصانة تحول دون المساس بها من طرف المحكمة سواء من تلقاء ن فسها أو
بناء على طلب الخصوم الن قواعد الوالية تهم النظام العام.
الفقرة الثانية االستثناءات من مبدأ استنفاذ الوالية:
إن المحكمة ال تستنفذ واليتها ويمكنها إذا ما ثبت حصول غلط في الحكم الصادر عنها أن
تتولى إصالحه من تلقاء نفسها أو بطلب من أحد الخصوم عمال بأحكام الفصل 201من م م
م ت كما أنه إذا ما ثبت لبس أو غموض يحوالن دون تنفيذ الحكم فلها أن تقوم بتفسيره وتبين
ما غمض دون ز يادة أو نقصان في منطوقه إذا طلب منها أحد الخصوم ذلك عمال بأحكام
الفصل 121من م م م ت .
)1إصالح األحكام:
يستخلص من الفصل 201من م م م ت أنه إلجراءات اإلصالح يجب أن تكون األغالط
مادية بحتة و القصد من ذلك هو الغلط في التقدير أي الغلط في األسماء واأللقاب الغلط
المادي يكون حسابيا أو كتابيا كالغلط في إجراء عملية حسابية أما األخطاء الكتابية فهي تتمثل
في كل أخطاء السهو كالخطأ في االسم أو الرقم كرقم الرسم العقاري موضوع الدعوى أو
الغلط في تاريخ الحكم والغلط المادي يمكن أن يحصل في منطوق الحكم أو في جزء آخر
منه مكمال للمنطوق أي في أسباب جوهرية ومؤثرة فيما يستفاد منه إال أنه يجب أن يكون هذا
الغلط واضحا في بيانات الحكم أو مقارنة المنطوق باألسباب حتى ال يكون اإلصالح
ذريعة لتعديل الحكم وإصالح األغالط المادية ال يمثل مساسا بالحكم بل عكس ذلك أنه دليل
على احترام مقصد المحكمة طالما ما يوجد ما يؤكد هذا المقصد إال أنه ال يجب أن يتخذ
ذريعة لتعديل األحكام باعتبار أنه ال يمكن للمحكمة أن تتجاوز حدود مجردة اإلصالح لتعديل
مضمون الحكم وإال جاز الطعن في قرار اإلصالح ال بنفس الطرق المتاحة بالنسبة للمحكمة
موضوع اإلصالح وتقوم المحكمة باإلصالح من تلقاء نفسها أو بناءا على طلب أحد الخصوم
وتنظر المحكمة في طلب اإلصالح في غرفة الشورى بغير مرافعة أي دون سماع أي من
الخصوم وال يتم استدعاء الطرف اآلخر وتصدر المحكمة قرار اإلصالح ويقوم كاتب
المحكمة بإجراء هذا اإلصالح على نسخة الحكم األصلية ويمضيه رئيس الدائرة والقاضيين
ويطعن في القرار بمفرده حتى وإن انقضى ميعاد الطعن بالنسبة للحكم والقرار الصادر
سواء باال صالح أو برفضه يرتبط بالحكم ارتباطا وثيقا ويترتب على هذا أن قرار اإلصالح
يكون له نفس طبيعة الحكم وبالتالي يجوز الطعن فيه إذا كان الحكم قابال للطعن غير أن هذه
اإلمكانية مسموح بها إذا تجاوزت المحكمة صالحيتها وعدلت الحكم .كما أن القرار يبقى،
طالما أن الحكم ساري المفعول ويزول بزواله بأنه سند وجوده وأساسه.
)2تفسير األحكام:
يخلص من الفصل 121من م م م أنه إذا أصدرت المحكمة حكما غامضا أو مبهما جاز ألحد
الخصوم تقديم طلب تفسير ويقصد بالتفسير هو إيضاح الغامض ورفع اإلبهام وذلك بتحديد
موضوع الحكم بدقة من عناصر وليس البحث عن إرادات القاضي الذي أصدره وإن تفسير
الحكم ال يكون ضروريا إال إذا شابه غموض في منطوقه مما يصعب معه التنفيذ وقد يكون
سبب اإلبهام هو استعمال القاضي لعبارات ال تدل بدقة على مفهوم الحكم وقرار التفسير يتخذ
من طرف المحكمة التي أصدرت الحكم وليس من الضروري أن يقوم بالتفسير القضاة الذين
أصدروا الحكم ضرورة أن األمر ال يتعلق بالبحث عن إراداتهم إنما يتعلق بتفسير موضوعي
حسب ما ورد باألسباب الواقعية والقانونية وطلب التفسير يقدم إلى المحكمة التي أصدرت
الحكم وتنظر فيه بحجرة الشورى دون سماع الخصوم وبدون مرافعة وتصدر قرارا قطعيا
تفصل فيه المحكمة مسألة مطروحة عليها وذلك بالنفي أو اإليجاب ويترتب على ذلك استنفاذ
والية المحكمة وبالتالي إن نقضته محكمة االستئناف فإنها تفصل في مسألة التفسير التي
انتقلت إليها نتيجة الطعن في الحكم والقرار التفسيري يرتبط ارتباطا وثيقا بالحكم الذي
يفسره فهو امتداد له وجزء ال يتجزأ منه وبالتالي إذا نقض الحكم فان القرار التفسيري يلقى
نفس المصير ويمكن الطعن في القرار التفسيري مع الحكم وبنفس اإلجراءات الطعن في
األحكام.
المبحث الثاني حجية األمر المقضي:
إن الوقائع التي طرحت على القضاء وصدر في أنها حكم ال يمكن إعادة عرضها من جديد
على القضاء إال بطريق الطعن إن كان ممكن والعلة في ذلك أن ال تتأيد النزاعات وتعطل
المعامالت بين الناس باإلضافة إلى إمكانية تناقض الحكام مما يفقد القضاء هيبته ويزعزع
ثقة الناس فيه لكل هذه االعتبارات نظم المشرع فكرة مؤداها أن الحكم حجة فيما فصل فيه
ويقصد بذلك حجية األمر المقضي التي عرضت بكونها قرينة قانونية ال تقبل إثبات العكس
ومعناها أن الحكم صدر صحيحا من ناحية الشكل وعل حق من ناحية الموضوع فهو حجة
على ما قضى به وإن األثر األساسي للحجية هو عدم جواز إعادة النظر في الدعوى وأن ال
تنظر نفس الدعوى مرتين بدليل أن المشرع خول التمسك بسبق النشر عمال بأحكام الفصل
10من م م م ت والى جانب هذا األثر يوجد آخر يتمثل في احترام مضمون الحكم القضائي
في أي دعوى تنور فيها المسألة التي فصل فيها الحكم وألي من األطراف أن يدفع سبق
النظر في المسألة .وما يمكن مالحظته أن حجية األمر المقضي تختلف عن قوة األمر
المقضي ضرورة أن الحكم يتمتع بها بمجر د صدوره .ولئن كان يقبل الطعن بالطرق العادية
أو الغير العادية في حين أن الحكم الحائز لقوة األمر المقضي هو الذي ال يقبل الطعن بأي
وجه من الوجوه أو الذي يقبله إنما انقضى أجل الطعن أو حكم برفض الطعن أو سقوطه.
الفقرة األولى مدى حجية األمر المقضي :
إن المقصود بمدى الحجية هو زمن بدايتها وعمرها واألعمال التي تقضى عليها الحجية وهل
تنسب ألسباب الحكم ولمنطوقه.
)1حيازة الحكم للحجية بمجرد صدوره.
إن الحكم القطعي الذي يضع حد للنزاع في جملته أو في جزء منه يحوز حجية األمر
المقضي بمجرد صدوره ولو كان باطال أو مؤسس على إجراء باطل وال يجوز للمحكمة التي
أصدرته أو لغيرها من المحاكم بنفس الدرجة إعادة البت فيما فصل فيه وهذه الحجية التي
يتمتع بها الحكم والتي تحول دون إعادة النظر من نفس المحكمة أو من غيرها من نفس
الد رجة هي حجية مؤقتة تنقضي بمجرد الطعن في الحكم باالستئناف وتبقى هذه الحجية
موثوقة إلى حين صدور الحكم االستئنافي الذي إن أيد الحكم االبتدائي أكد الحجية وإن
نقضه أزال عنه الحجية أما الحكم االبتدائي الذي لم يتم الطعن فيه باالستئناف وانقضى أجل
الطعن فإن الحكم يحوز قوة األمر المقضي التي تخول للمحكوم لفائدته تنفيذ حكمه جبريا.
)2الحجية خاصة بالعمل القضائي:
إن العمل القضائي ال يعتبر كذلك إال إذا حسم نزاعا بصفة قطعية وفق إجراءات تنهض
على مبدأ المواجهة ويكون له دور في تأكيد حماية الحق وفي هذه الحالة يتمتع بالحجية أما
الوالئية أي ال تفصل نزاعا وال يتم وفق مواجهة األطراف فإنها ال تتمتع بحجية األمر
المقضي ضرورة أنها ال ترمي إلى فصل نزاع حول الحق وإذا قلنا أن العمل الوالئي ال
تحوز حجية األمر المقضي فان ذلك يعني أنه بإمكان القضاء الرجوع في قراره وإصدار
قرار مخالف شريطة تعليله وهو ما اقتضاه الفصل 219م م م ت الذي نص على أن الحكم
الصادر بمناسبة طلب الرجوع في اإلذن يجب تعليله.
أما بخصوص األحكام االستعجالية فقد ذهب البعض إلى اعتبارها أنها تتمتع بحجية األمر
المقضي ضرورة أنها تمنح حماية قضائية ولئن كانت وقتية إلى حين صدور حكم في األصل
على أن جل الفقهاء وهم محقون في ذلك يعتبرون أن ال حجية لألحكام االستعجالية باعتبار
أن للقضاء االستعجالي دور وقائي للحيلولة دون حصول الضرر وتفاقمه وال يمنح حماية
قضائية اعتبار أنه ممنوع عليه المساس بأصل الحق وأن الحكم االستعجالي ولئن قيد
الق اضي االستعجالي فان ذلك رهينة عدم تقدير الظروف الذي صدر فيه الحكم فان تغيرت
جاز للقاضي أن يرجع في حكمه ويعدله مما يدل على عدم تمتعه بالحجية.
فقرة ثانية نطاق حجية األمر المقضي:
يستنتج من الفصل 121منم .إ .ع .أن حجية األمر المقضي ال يكون لها اثر إال في حالة
وحدة الموضوع والسبب واألطراف كما يجدر التساؤل عن طبيعة هذه الحجية أي هل هي
متعلقة بالنظام العام.
)1وحدة الموضوع والسبب:
إن الشيء المقضي فيه يحدد الموضوع والسبب ومعنى ذلك أنه إذا كان موضوع الدعوى
وسببها مختلفين في موضوع والسبب الدعوى الجديد فال حجية الحكم السابق ومثال ذلك
صدور حكم بثبوت نشوز الزوجة كما يمنح بقيام دعوى الطالق للضرر وكذلك إذا تعددت
الطلبات واغفل القاضي الفصل في إحداها فان الحكم ال يحوز الحجية إال بالنسبة للطلبات
التي تم حسمها أما الطلب الذي لم تنظره الحجية ولم تفصل فيه فال حجية له ويمكن تبعا
لذلك القيام من جديد بطلب الحكم بالطلب المغفل وعلى العكس من ذلك إذا حكم القاضي بأكثر
مما طلب منه فان حكمه يكون معيبا لكنه يحوز الحجية بالنسبة لما قضى به إلى أن يتم نقضه
لدى االستئناف ووحدة السبب ال تتوفر شروطها إذا أبدى المدعي وسائل دفاع جديدة ضرورة
أن ذلك مشروع وأما التمسك بوقائع معينة للمطالبة بالتعويض على أساس المسؤولية
التقصيرية وتم رفض هذا الطلب فان طلب التعويض على أساس المسؤولية القصدية يصبح
غير ممكن لحيازة الحكم األول على حجية األمر المقضي.
)2وحدة األطراف:
إن الحكم حجية بالنسبة لألطراف في الخصومة وال يسر أثره إال من كان طرفا وال يمتد هذا
األثر إلى الغير باستثناء األطراف في الخصومة وخلفائهم ال يكون الحكم حجية إزاء الغير
على أنه ال يمكن القول أنه ليس للحكم أثر تمام ضرورة أن الحق الذي قرره الحكم يوجد في
مواجهة الجميع و عليهم احترامه مثال ذلك الحكم الصادر بالخروج من المكرى يؤثر في
مركز المتسوغ تسوغا ثانيا رغم عدم وجوده في الخصومة وعليه أن يدفع معينات الكراء
للمالك رغم أنه اكترى من غيره كما أن األحكام المتعلقة بإحالة األشخاص والمقررة لألبوة
والبنوة ال يمكن إال أن يعترف بها الجميع ولها حجية مطلقة.
)0الحجية ال تهم النظام العام:
اعتبر المشرع التونسي أن حجية األحكام تهم مصلحة الخصوم وبذلك إذا لم يتمسك أحد
الخصوم بسابقية النشر أو سابقية الفصل في قضية وصدر حكمان بين نفس األطراف ولهما
نفسي الموضوع والسبب يمكن القيام لدى محكمة التعقيب بطلب التعديل بين األحكام عمال
بأحكام الفصل 192من م م م ت.
الفقرة الثالثة :استثناء حجية األمر المقضي:
إن القاعدة القانونية المقررة لحجية األمر المقضي عرفت استثناءات أوردها المشرع
بالفصل 121منم .أ .ع .الذي اقتضى أنه يجوز نقض الحكم الذي ال رجوع فيه في الصور
اآلتية:
1ــ إذا أثبت زور الرسوم التي انبنى عليها الحكم وكانت هي السبب الوحيد في صدوره.
2ــ إذا ثبت أن الحكم بني على غلط حسي كان السبب األول أو الوحيد في صدوره.
0ــ إذا ثبت من الوقائع ما يقتضي القيام بالدعوى على الحاكم.
وكما هو معلوم أن مجلة االلتزامات والعقود أصدرت عام 1931ونسخت بعض أحكامها
ضمنيا لقوانين الحقة وهو ما اقتضاه الفصل 012من م .أ .ع .الذي نص صراحة على أن
القوانين ال تنسخ إال بقوانين بعدها إذا نص المتأخر على ذلك نصا صريحا أو كانت منافية
لها أو استوعبت جميع فصولها وفي صورة الحال إن الحالة األولى وهي حالة زور الرسوم
التي أسس عليها الحكم قد نسخت بالفصل 101من م .م .م .ت .الذي خول التماس إعادة
النظر في الحكم النهائي أما الحالة الثالثة وهي مؤاخذة الحكام فقد نسخت بالفصلين 199و
233من م .م .م .ت .والتي خولت مؤاخذة الحكام وإبطال األعمال التي على أساسها صدر
الحكم.
ومن ثم أن االستثناء الوحيد الذي بقي قائما بموجب الفصل 121من م .أ .ع .ويمثل استثناءا
لحجية األمر المقضي هو الغلط الحسي الذي كان سببا أصليا ووحيدا في صدور الحكم إال
أنه يتعين إلعمال هذه األحكام توفر عدة شروط والتي إذا ما توفرت تنتج آثارا قانونية.
1ــ شروط القيام على أساس الغلط الحسي:
اقتضت أحكام الفصل 121من م .أ.ع ،أنه لتأسيس الدعوى على الغلط الحسي لبد من وجود
حكم ال رجوع فيه وغلط حسي هو السبب األصلي والوحيد في صدور الحكم.
أ ــ وجود حكم ال رجوع فيه:
لقد أجمع الفقهاء على أن الحكم الذي ال رجوع فيه هو ذلك الحكم الذي ال يجوز الطعن فيه
بأي طريق بطرق الطعن العادية أو الغير العادية وال يجوز إلغائه أو تعديله الن األحكام ال
تكون محل دعوى مبدئية للبطالن وال يجوز ذلك إال بمناسبة الطعن فيها أما في صورة الحال
فان الحكم البات ال يمكن الطعن فيه إما لكونه قد استنفذت آجال الطعن فيه أو استنفذ جميع
طرق الطعن المقبولة قانونا إنما يمكن طلب الرجوع فيه ال من الهيئة التي أصدرته وذلك
حفاظا على مبدأ التفاضل بين المحاكم أي أنه ال يجوز لمحكمة أقل درجة أن تراقب أعمال
محكمة اكبر درجة وبالتالي إن الحكم االبتدائي الذي أصبح باتا بفوات آجال الطعن فيه
يمكن طلب الرجوع أمام المحكمة االبتدائية والحكم االستئنافي ال يتم الرجوع فيه إال أمام
محكمة االستئناف والحكم الصادر عن محكمة التعقيب التي خول لها القانون النظر في
الموضوع في بعض الحاالت عمال بأحكام الفصل 191م .م .م .ت ال يتم الرجوع فيه إال
من محكمة التعقيب وذلك بنفس اإلجراءات للقيام بدعوى جديدة أمام نفس المحكمة التي
أصدرت الحكم باعتبارها لم تستنفذ واليتها وبطلب منها الرجوع في حكمها وإصدار حكم
ثان بين األطراف المتنازعة وتصحيح الغلط الحسي الن ما بني على باطل هو باطال وال
يكتسب حجية.
ب ــ وجود غلط حسي:
إن الغلط الحسي لم يتم تعريفه من قبل المشرع إال أنه يمكننا القول أنه الغلط المخالف لما له
أصل ثابت باألوراق واعتماد مؤيدات ال تتعلق بمحل النزاع وهو مثلما عرفته محكمة
التعقيب بقولها" أنه الغلط المادي الذي يحصل بشكل حسي في المقومات الجوهرية
والدعمات األساسية التي قام عليها بناء الحكم وعلى مقتضاها صدر قضائه بحيث أن تلك
المقومات قد اتسمت بالخطأ والزمها الغلط ضمن تركيبتها وعناصر تكوينها غلطا محسوسا
ومستخلصا صلب تلك العناصر التي قام عليها بناء الحكم وكانت هي الدعامة في صرحه.
وهذا الغلط ال يمك ن أن يقوم به من كان حريصا حرص الرجل العادي على عمله وهو
يختلف على الغلط في الرسم أو الحساب التي تم تعداد ها بالفصل 201من م .م .م .ت ويمكن
إصالحها من المحكمة من تلقاء نفسها أو بطلب ممن له مصلحة ومن ذلك وقائع الدعوى التي
صدر فيها قرار محكمة التعقيب والمتمثلة في أن أحد المالكين باع جزء من عقار مساحته
203م م ثم بعد خمس سنوات قام بقضية استحقاقية يدعي تجاوز المشتري لعقاره وطلب
الحكم له بما تم االستيالء عليه وقضت له محكمة المهدية االبتدائية في القضية عـ11313ـدد
الصادر في حكم بتاريخ 1991/1/1وتم إقراره من محكمة االستئناف بالمنستير في الحكم
عـ 13129ـدد ثم قضي برفض التعقيب أصال ومن ثم أصبح الحكم باتا إال أن المحكوم ضده
قام بنشر قضية جديدة أمام المحكمة االبتدائية بالمهدية تحت عـ9009ـدد على أساس الغلط
الحسي واستجابت محكمة أول درجة لطلبه فتم استئناف الحكم المذكور أمام محكمة
االستئناف بالمنستير بتعلة مخالفة أحكام الفصل 121م .أ .ع وإن الحكم المطالب بإلغائه
اتصل به القضاء وأصبح يشكل قرينة قانونية ال يمكن دحضها عمال بأحكام الفصل 121م.
أ .ع إال أن محكمة االستئناف اعتبرت أن الحكم المراد أبطاله صدر على أساس غلط حسي
كان السبب األصلي في صدوره وترك المشرع هذا المتنفس والمخرج الوحيد لتصحيح الغلط
وذلك بالرجوع في الحكم ونقضه والقضاء من جديد بين نفس األطراف وإرجاع األمور إلى
نصابها ضرورة أنه " ال يستساغ منطقا وال يصح قانونا اإلبقاء على الغلط الحسي وتكريسه
متى ثبت حصوله وتم التحقق من وجوده جعله اتصال القضاء بالحكم المتحصل على ذلك
الغلط باعتبار أن الرجوع إلى الجد أولى من التمادي على الغلط " قرار تعقيبي
عـ11212ـدد الصادر في .2332/13/11
)0آثار الحكم :
عندما تتوفر شروط قبول الرجوع في الحكم يحق للمحكمة نقض وإلغاء الحكم البات والنظر
من جديد في الدعوى باعتبار أن الحكم ليس له حجية لصدوره على أساس غلط حسي ولم
تستنفذ المحكمة واليتها ويمكنها إعادة النظر في الدعوى وفق أوراقها أي أنها ستصلح ذلك
الغلط الحسي وترجع األمور إلى نصابها.
اإلشكال التنفيذي
تعرض المشرع لإلشكال التنفيذي صلب الفصول 213و 211من م.م.م.ت و 223من مجلة
الشغل و 21من قانون العدول المنفذين كما تعرض إلى صور اإلشكال في الفصول
293و130و 112من م.م.م.ت المتعلقة بدعاوي استحقاق المعقول كل هذه الفصول لم تعرف
اإلشكال التنفيذي الذي يمكن تعريفه بكونه كل ما يثار من منازعات وانتقادات أثناء التنفيذ
حول الشروط الراجعة التوفر للتنفيذ وصحة إجراءاته فيصدر الحكم فيها يايقاف التنفيذ أو
بالتمادي عليه أو بتحديد نطاقه وهذه اإلشكاالت هي عقبات قانونية تتعرض للتنفيذ القضائي
وتؤثر فيه وقاضي اإلشكال يبني حكمه على أساس ما استخلصه من مدى توفر الشروط
القانونية إلجراء التنفيذ من عدمه وال تقبل هذه المنازعات إذا كانت تهدف إلى المساس في
حجية الحكم أو التجريح فيه أو نقده ويفرق الفقهاء بين المشاكل التنفيذ االستعجالية والمشاكل
التنفيذية األصلية فاألولى يختص بنظرها القاضي االستعجالي قبل إتمام التنفيذ وتهدف إلى
الحصول على إجراء مؤقت بإيقاف التنفيذ أو بالتمادي عليه أو بتحديد نطاقه وال تقبل هذه
اإلشكاالت بعد انتهاء التنفيذ الن ذلك يؤدي إلى المساس باألصل والخوض في صحة التنفيذ
أو بطالنه أما المشاكل التنفيذية األصلية فهي المتعلقة بدعاوي أصلية في استحقاق المعقول
أو إب طال محاضر وأعمال التنفيذ ويجوز أن ترفع هذه اإلشكاالت الموضوعية أثناء التنفيذ
أو بعده وما يهمنا في هذا المجال هو النظام القانوني لإلشكال التنفيذي أي التطرق لشروط
اإلشكال التنفيذي والمحكمة المختصة والقيود المسلطة عليها وآثار الحكم الصادر في
اإلشكال.
المبحث األول :شرط اإلشكال التنفيذي:
يرفع اإلشكال التنفيذي مشافهة أو كتابة إلى العدل المنفذ المباشر للتنفيذ من كل من له
مصلحة في إثارته فإذا لم يجد له العدل المنفذ حل قانوني وأصبح في وضع المستشكل لألمر
فانه يوقف أعمال التنفيذ وينشر قضية لدى المحكمة المختصة هذا النظام القانوني لإلشكال
يطرح عدد المسائل القانونية أو الشروط الواجب توفرها عند رفع اإلشكال وهي تتعلق
بالمشكل وبموضوع اإلشكال وآجاله.
الفقرة األولى :الشروط المتعلقة بالمستشكل:
)1مصلحة القيام:
يجب أن تتوفر في المستشكل مصلحة قانونية وشخصية مباشرة قائمة وحالة ويمكن أن يرفع
اإلشكال من طالب التنفيذ أو من المنفذ ضده أو خلفائه أو من الغير أومن العدل المنفذ عمال
بأحكام الفصل 21من قانون العدول المنفذين وتفريعا على شرط المصلحة ال تقبل المنازعة
من الدائن المرتهن في العقلة التنفيذية التي قام بها دائن عادي على المال ذاته ألنه سيقدم
على الدائن العاد ي بحكم نظام ترتيب درجات الدائنين ويتحصل على محصول البيع
وبالتالي فليست له مصلحة في تعطيل العقلة التنفيذية ومن ثم ال يقبل إشكاله.
)2صفة القيام:
يجب أن يكون رافع اإلشكال ذو صفة للدفاع عن حقه وصفة القيام معناها تطابق المركز
القانوني الموضوعي والمركز القانوني اإلجرائي وتفريعا على ذلك ال يقبل اإلشكال التنفيذي
المتعلق باستحقاق معقول والمثار من طرف المعقول عليه إذ لمدعي االستحقاق وحده
الصفة في رفع اإلشكال وليس للمعقول عليه.
الفقرة الثانية الشروط المتعلقة بمضمون اإلشكال وأجل رفعه وإجراءاته:
)1الشروط المتعلقة بمضمون اإلشكال:
يجب أن يكون الطلب في دعوى اإلشكال راميا إلى الحصول على إجراء مؤقت إليقاف
التنفيذ أو بالتمادي عليه ويظل مرهونا بما يصفر عنه الفصل في المنازعة األصلية.
)2آجال رفع اإلشكال:
يجب أن يتم رفع اإلشكال قبل تمام التنفيذ ضرورة أنه إذا ما انتهت أعمال التنفيذ لم يبق لمثير
الصعوبة إال القيام بقضية في إبطال التنفيذ أمام محكمة األصل وهو ما أقرته محكمة
التعقيب في إحدى قراراتها الصادرة في 1921/13/0تحت عـ1001ـدد والذي ورد به
المشاكل التنفيذية ال يتصور حصولها بعد أتمام عملية التنفيذ.
)0إجراءات رفع اإلشكال:
يقع إبداء اإلشكال أمام العدل المنفذ فيثبت ذلك في محضر ويستمر على التنفيذ حسب الفصل
211من م.م.م.ت وفي الصورة التي يمكن االستمرار فيها على التنفيذ صورة الفصلين
039و 111م.م.م.ت حيث أن كل عقلة تهدف إلى وضع ما تناوله من األموال تحت يد
العدالة ومنع المدين من التصرف فيها وبذلك إن كل تفويت يعوض أو بدونه باطال وال عمال
عليه إزاء الدائنين وعلى هذا األساس يمكن استبعاد االدعاءات التي تعتمد قيام المعقول عليه
إلحالة المال المعقول أما إذا استشكل العدل المنفذ األمر فإنه يوقف أعمال التنفيذ ويدعو من
يهمه األمر للحضور للجلسة لدى القاضي المختص ورفع الدعوى هو وقف التنفيذ بقوة
القانون ويستمر اإليقاف وال ينتهي إال إذا صدر حكم بعدم جدية اإلشكال واإلذن بالتمادي
على التنفيذ أما إذا رفض عدل التنفيذ رفع اإلشكال للقاضي المختص فإن المعني باألمر
بإمكانه رفع اإلشكال بنفسه بعد تأمين مبلغ خمسين دينارا بعنوان خطية وفي هذه الصورة ال
يوقف التنفيذ إال بصدور حكم إجابي.
المبحث الثاني المحكمة المختصة والقيود المسلطة عليها وآثار الحكم الصادر فيها:
الفقرة األولى القيود المسلطة على المحكمة المختصة:
يستنتج من قراءة الفصول 231و 213و 211من م.م.م.ت أن القاضي االستعجالي ملزم
باحترام القضاء االستعجالي المتمثلة في ركنين التأكد وعد المساس باألصل إضافة إلى
جدية اإلشكال.
)1ركن التأكد:
إن ركن التأكد في إشكاالت التنفيذ ركن مفترض لقوى القانون وبالتالي فإن القاضي معفى
بفحص هذه المسألة وال يمكنه رفض اإلشكال اعتمادا على فقدان ركن التأكد.
)2عدم المساس باألصل:
عدم المساس باألصل يعني عدم تنازل الحق الموضوعي وذلك ال يعني عدم النظر في
األصل ضرورة أنه ينظر في األصل لكن ال يمس به في القيام حسب الفصل 130من
م.م.م.ت ينظر في مدى جدية االستحقاق ويرتب األثر القانوني الواجب الترتيب.
)0ركن الجدية:
إن عنصر الجدية مسألة موضوعية تخضع للسلطة التقديرية المطلقة للقاضي حسبما تجمع
لديه من قرائن وعناصر تقدير وعلى أساس الجدية يمكن استبعاد اإلشكال التنفيذ المقدم من
الزوجة إذا تبين أن حرفتها شؤون المنزل وال دخل لها وال تركة في حين أن زوجها المعقول
عليه تاجر ميسور أو موظف معروف الدخل والسلوك الجدي يستمر مالزما لمنبر اإلشكال
حتى بعد الحكم لفائدته إذ عليه أن يقوم بالدعوى األصلية التي دعاه القاضي للقيام بها خالل
أجل محدد وإال حمل على عدم الجدية ويقع التمادي على التنفيذ دون أي إجراء آخر.
الفقرة الثانية المحكمة المختصة:
)1االختصاص الحكمي:
طبقا للفقرة الثالثة من الفصل 09من م.م.م.ت إن قاضي الناحية يختص بالنظر في
الصعوبات الناشئة لتنفيذ األحكام الصادرة عنه ولو وقع نقضها استئنافيا.
وطبقا للفصل 223من مجلة الشغل فانه يختص بالنظر في الصعوبات الناشئة لتنفيذ األحكام
أو القرارات الصادر عن دائرة الشغل كل من رئيس دائرة الشغل لمكان التنفيذ أو حاكم
الناحية نفس المكان عند عدم وجود دائرة شغل به.
أما اإلشكاالت التنفيذية الناشئة عن تنفيذ األحكام االبتدائية أو االستئنافية أو التعقيبية فان
اختصاصها منعقد لرئيس المحكمة االبتدائية وفق الفصل 213من م.م.م.ت أما المقررات
اإلدارية كبطاقات الجبر واإللزام فقد درجت المحاكم االبتدائية على قبول النظر في هذه
القضايا اعتمادا على ما لها من مرجع نظر عام وفقا للفصلين 13و 231من م.م.م.ت.
)2االختصاص الترابي:
إن المحكمة المختصة ترابيا هي التي يقع بدائرتها التنفيذ أو تقع بدائرتها األموال المعقولة.
الفقرة الثالثة آثار الحكم في اإلشكال التنفيذي:
إن مجرد رفع اإلشكال من العدل المنفذ وتبين هذا األخير له يرتب وجود أثر موقف للتنفيذ
لقوة القانون ويستمر هذا األثر الموقف إلى صدور حكم حاسم في إيقاف التنفيذ أو التمادي
عليه وتجدر المالحظة أن الحكم القاضي بوقف التنفيذ ال ينتفع به إال مثير اإلشكال دون
المعقول عليه ضرورة أنه يمكن للدائن أن يقوم بعقلة تنفيذية ثانية على أموال جديدة بالرغم
من صدور حكم بإيقاف التنفيذ لجدية االستحقاق في العقلة األولى كما أن الصورة التي يصدر
فيها حكم بإيقاف التنفيذ بناء على تعيب محضر اإلعالم بالحكم ال تحول دون صدور حكم ثان
بالتمادي على التنفيذ إذا ما تخلى القائم بالتتبع عن محضر إعالم األول المنتقد وأعاد القيام
بمحضر إعالم ثان صحيح.
األحكام العامة للطعون وأنواعها
إن الطعون ولئن تعددت فيجمع بينها قاسم مشترك وعدة أحكام عامة تنظمها وتسحب عليها
وتعين الطرق لها قبل التعرض للتقسيم المعتمد لطرق الطعن.
الفقرة األولى األحكام العامة للطعون:
خالفا للعديد من المشاريع لم يفرد المشرع التونسي بابا خاصا يتعلق باألحكام العامة
المنسحبة على الطعون وتلك القواعد تستقي من نصوص إجرائية قانونية متفرعة وتتعلق
أساسا بالعمل القضائي المطعون فيه وبأطرافه وبأجله وبشكلياته.
)1العمل القضائي موضوع الطعن:
إن العمل القضائي موضوع الطعن هو محل خالف بين الفقهاء فمنه من اعتمد معيارا
ع ضويا ومنه من أكد الخاصيات الشكلية فالفريق األول يكتفي بكون العمل القضائي صادر
عن محكمة بعرض النظر عن موضوعه أما الفريق الثاني فال يعتبر العمل القضائي حكم إال
إذا صدر في خصومة انعقدت وفق إجراءات معينة وتؤدي إلى إحترام مبدأ المواجهة
وتضمن حقوق الدفاع والمعياران المعتمدان ال يخلو كالهما من القصور ضرورة أن األول
حشر كل األعمال القضائية ال فاصلة في نزاع وحتى المختصرة على مجرد إجراء التحفظي
للحيلولة دون ضياع الحق وهدره والثاني ولئن لم سيجمع كل األعمال القضائية إال أنه ال
يقف الصيغة الحكمية على القرارات واألذون الصادرة عن المحاكم دون انعقاد خصومة
التي تبقى جميعها خاضعة للطعن وإن صدورها في غياب الخصوم ال ينزع عنها الحجية
عالوة على أنه ليس بالضرورة أن يصدر الحكم طبق اإلجراءات العادية ومن ذلك األحكام
التمهيدية والتحضيرية التي تصدر دون تعليل وبطاقات الجبر واإللزام المشبهة باألحكام
والتي تكسي بالصيغة التنفيذية وتنفذ تنفيذ جبري وعلى كل فالحكم هو القرار الصادر عن
محكمة لها والية قانونية في خصومة بالشكل الذي يحدده القانون سواء في نهايتها أو أثناء
سيرها وسواء كان صادرا في موضوع الخصومة أو في مسألة إجرائية وهذا التعريف جمع
كل أنواع األحكام القطعية منها والتحضيرية والتمهيدية وال يخص األعمال الوالئية
المأذون بها في غياب األطراف وال ينصرف إال األعمال القضائية الصادرة في إطار
خصومة التي تفترض حضور األطراف و ممارسة حقهم في الدفاع بواسطة محام إلى حين
المرافعة ثم الفصل في النزاع بصفة قاطعة ويكتسي الحكم حجية األمر المقضي به وأنه من
خالل هذا التعريف نريد أن نصل إلى كون األحكام هي التي يتسلط عليها الطعن أو ما
شبهها المشرع باألحكام دون غيرها من األعمال التي وان صدرت عن قاضي فهي متعلقة
بإدارة القضاء وحسن سيره.
)2أطراف الطعن:
إن الدعوى هي السلطة التي خولها القانون لشخص طلب الحماية القانونية وأشترط في ذلك
األمر بالنسبة للطعن الذي يعتبر وجه من أوجه ممارسة الدعوى ولذلك فشرط الصفة
واألهلية والمصلحة تالزم هذه الممارسة باإلضافة إلى ذلك لبد أن يكون الطاعن طرفا في
نزاع انتهى بصدور حكم وأن ال يغير الصفة التي اعتمدها أو تم القيام عليه بموجبها وتبعا
لذلك يمكن لكل أطراف القضية سواء الطالب أو المطلوب أو المتداخل أو المدخول الطعن
في الحكم وهذا الشرط ال ينسحب على المعترض الذي يعتبر غيرا بالنسبة للخصومة إال أن
صدور الحكم اضر بحقوقه ويمكنه االعتراض عليه عمال بالفصل 112من م.م.م.ت كما
يشترط في الطاعن أن يكون له مصلحة أي أن يكون قد حكم عليه لفائدة خصمه أو رفضت
المحكمة االستجابة لبعض طلباته أما من قضى له بكل الطلبات فال يجوز له الطعن النعدام
المصلحة وكذلك من رفض تداخله أو تم إخراجه من نطاق المطالبة فال مصلحة له أيضا في
الطعن وإن تقدير المصلحة يكون عند صدور الحكم ال من تاريخ ممارسة الطعن الن
المصلحة في الطعن مرتبطة بأثر الحكم الذي يبدأ من تاريخ صدوره كما أن شرط المصلحة
مقترن بعدم التنازل عن ممارسة الطعن إال أن التشريع التونسي يعتبر حق التقاضي حق
مشروع وال يمكن التنازل عليه حتى وإن تم ذلك فانه اتفاق باطل للمساس بالنظام العام.
)0آجال الطعن:
إن األجل هو المدة الزمنية التي ضبطها المشرع للطعن في الحكم وتحسب هذه المدة بداية
من اليوم التالي لحصول اإلجراء الذي يحدد بداية سريان أجل الطعن وهو أن اإلعالم بالحكم
بالنسبة لالستئناف والتعقيب عمال بالفصلين 111و190من م.م.م.ت أما إذا لم يقع اإلعالم
بالحكم فإن األجل يبقى مفتوح إلى حد تاريخ سقوط الحكم بمضي عشر ين سنة من تاريخ
صدوره عمال بأحكام الفصل 201من م.م.م.ت أما إذا قام المحكوم لفائدته باإلعالم بالحكم
فان الطعن يسقط بفوات األجل القانوني وعلى المحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها عمال بأحكام
الفصل 10من م.م.م.ت الذي اقتضى أن المسقطات كلها وجوبية وتتمسك بها المحكمة من
تلقاء نفسها وآجال الطعن محدد بعشرين يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم عمال بأحكام الفصل
111من م.م.م.ت بالنسبة لالستئناف باستثناء أحكام الطالق المحدد لها أجل شهر بداية من
صدور الحكم أما بخصوص التعقيب فإن األجل كذلك هو عشرين يوما من تاريخ اإلعالم
بالحكم عمال بأحكام الفصل 190من م.م.م.ت أما الدعوى المدنية الواقع بها في إطار الدعوى
العامة أمام المحاكم الجزائية عمال بأحكام الفصل 1من م.أ.ج فهي غير خاضعة لنفس اآلجال
وتكون تحت طائلة اإلجراءات الجزائية ضرورة أن الفرع يتبع األصل وتتبع الدعوى
المدنية إجراءات الدعوى العامة.
الفقرة الثانية أنواع طرق الطعن:
إن طرق الطعن في األحكام هي الوسائل القضائية التي ينظمها القانون لمراقبة صحة األحكام
ومراجعتها وهي تهدف إلى كشف أخطاء الحكم المطعون فيه سواء تعلقت بالقانون
الموضوعي أو باإلجراءات كما تهدف تلك الطرق إلى إصالح األخطاء ومراقبة القضاة
الذين أصدورا الحكم المطعون فيه ولقد فرق الفقهاء بين طرق الطعن معتمدين في ذلك على
م عيارين أساسين هما المحكمة التي ترفع لها الطعن وطريقة الطعن فإن رفع الطعن لنفس
المصدرة للحكم عد الطعن مراجعة كاالعتراض والتماس إعادة النظر أما إذا رفع الطعن
إلى محكمة أعلى درجة من المحكمة المصدرة للحكم أعتبر الطعن طعن نقض واالستئناف
خير دليل على ذلك أما التعقيب فهو ليس درجة ثالثة من درجات التقاضي بل مراقبة لحسن
تطبيق القانون وتكتفي بالنقض واإلحالة غير أن التنقيح األخير الواقع في 1921/9/1أقر
لمحكمة التعقيب التصدي للموضوع وإصدار حكم في األصل أما بخصوص طبيعة الطعن
فانه إذا كان الطعن مخوال لكل المتقاضين وموقف لتنفيذ الحكم اعتبر طعنا عاديا وفي غير
تلك الحالة وكان الطعن مسموح به في عدة حاالت على وجه الحصر عد الطعن غير عادي
وغير موقف للتنفيذ وهذان التقسيمان وجه لهما عدة انتقادات ضرورة أن األول جمع بين
الطعون المختلفة من حيث الطبيعة واألثر القانوني والثاني المؤسس على طبيعة الحكم غير
دقيق إال أن هذا التقسيم ولئن وجهت له عدة انتقادات فإن المنتقدين لم يطرحوا بديل عالوة
على أن جل التشاريع العربية والغربية اعتمدته بمجالت المرافعات المدنية فالمشرع
الفرنسي والمصري واللبناني غير أن المشرع التونسي لم يعتمد هذا التقسيم وأورد طرق
الطعن جميعها بصفة متواترة بدأ باالستئناف بالفصول 103إلى 100والتماس إعادة النظر
بالفصول 101إلى 111واالعتراض بالفصل و 112إلى 111وانتهاء بالتعقيب من
بالفصول 110إلى 191جميع الفصول من مجلة المرافعات المدنية والتجارية.
الطعن باالستئناف
لقد حقق المشرع شروط الطعن باالستئناف وبين إجراءاته وآثاره من الفصول المتراوحة بين
103إلى 100من م.م.م.ت.
المبحث األول شروط الطعن باالستئناف:
لقد وردت شروط الطعن باالستئناف في الفصول من 103الى 110من م.م.م.ت وتنقسم
الى شروط شكلية وشروط أصلية.
الفقرة األولى الشروط األصلية لالستئناف:
)1الشروط المتعلقة بالحكم المطعون فيه:
إن الحكم المطعون فيه يجب أن يكون إبتدائي الدرجة وصادر عن محكمة الدرجة األولى
ويفترض ذلك أن يكون الوصف صحيحا فإن لم يكن كذلك فإن محكمة االستئناف تصحح
الوصف باعتبار أن الحكم يستمد وصفه من القانون .كما أن األحكام الصادرة في مرجع
النظر تكون دائما ابتدائية الدرجة وقابلة لالستئناف لتعلقها بالنظام العام وخاصة
االختصاص الحكمي وهذا الطعن اقتضته الفقرة الثالثة من الفصل 11من م.م.م.ت.
)2الشروط المتعلقة بالطاعن:
إن الطاعن باالستئناف يجب أن يكون طرفا في الخصومة ويكون كذلك إذا قدم طلبات في
مواجهة خصمه ولم يتنازل عنها الى حين صدور الحكم وهذا الشرط هو في الحقيقة أثر
لنسبية األحكام ضرورة أن الحكم ال تكون له حجية إال بين أطرافه وال يعارض به الغير
باستثناء األحكام التي لها حجية مطلقة ومثال ذلك أحكام ثبوت الجنسية والمتعلقة بحالة
األشخاص والطاعن بوصفه طرفا في خصومة قضائية يجب أن تتوفر فيه شروط القيام
بالدعوى ضرورة أن االستئناف هو وسيلة من وسائل الحماية القضائية وبالتالي فإن
المصلحة والصفة واألهلية هي من الشروط الواجبة المتوفرة في الطاعن عمال بأحكام الفصل
19من م.م.م.ت.
أ ــ وجوب توفر الصفة في الطاعن:
إن شرط الصفة يقتضي أن يكون الطاعن في االستئناف طرفا في الدعوى سواء كان طرفا
أصليا أو دخيال وبذلك إن الغير وحتى صورة إضرار الحكم به ال يمكنه الطعن باالستئناف
غير أن الورثة بوصفهم خلفاء يمكنهم مواصلة التقاضي والطعن في األحكام من كان
صدرت ضد مورثهم .
ب ــ توفر األهلية في الطاعن:
إن األهلية شرط في إنعقاد الخصومة وليست شرطا من شروط القيام ضرورة أن الفصل
19من م.م.م.ت إقتضى أنه إذا كان شرط األهلية المقيدة هو المختل عند القيام فإن تالفيه
أثناء القضية يصحح الدعوى وبالتالي إن المستانف يجب أن يكون كامل األهلية التي هي
شرطا لصحة الطعن وليس شرطا لقبوله ولذلك يجب أن يكون الطاعن أهال للقيام بإجراءات
الطعن باسمه ولصالحه أو لصالح غيره وهذه األهلية اإلجرائية تختلف عن أهلية االختصام
إن صالحية الشخص باعتباره خصما وعليه فإذا لم تتوفر في الطاعن األهلية اإلجرائية يجب
أن يقوم مقامه من تتوفر فيه هذه األهلية ومثال ذلك القاصر ينوبه وليه أو من قدم عنه.
ج ــ وجوب توفر المصلحة في الطاعن:
بخصوص اال ستئناف يشرط في الطاعن أن تكون له مصلحة قانونية في طعنه حتى يتبين له
إتخاذ إجراءات الخصومة وتقديم طلبات والدفع لرد طلبات الخصوم وهو ما يستخلص من
الفصل 19من م.م.م.ت ولذلك لبد من تحديد الحاالت التي يكون فيها الطاعن مصلحته وفي
هذا الصدد أجمع الفقهاء أنه يكون للطاعن كمصلحة إذا لم يحكم له بكامل طلباته أو لم يحكم
له ببعض هذه الطلبات وباإلضافة الى ذلك يشترط أن تكون المصلحة قائمة وحالة ويقصد
بذلك أن الحق المراد حمايته قد تم االعتداء عليه.
)0الشروط المتعلقة بالمطعون ضده:
إن المطعون ضده يجب أن تتوفر فيه المصلحة القانونية ومعنى ذلك أن تكون له مصلحة
تخول له الرد على الطلبات المقدمة من المس تانف ولذلك فإنه ال يقبل الطعن ضد من له
يختصم في الدعوى االبتدائية وكذلك الذي لم تكون له طلبات في مواجهة الطاعن وعالوة
على ذلك يجب أن تكون المصلحة شخصية ومباشرة أي أن يكون المطعون ضده طرفا
حقيقيا في الخصومة وال يجوز اختصام من لم يكن خصما في النزاع أمام محكمة البداية إال
بعد أن توفي بعد صدور الحكم فيوجه الطعن على ورثته الحالين محله وكذلك إن فقد
األهلية يطعن ضد ممثله وشروط قبول الطعن تتعلق بالنظام العام وعلى المحكمة أن تتحقق
منها من تلقاء نفسها كما تتحقق من أن المطعون ضده كان خصما في الدعوى الصادر فيها
حكم عمال بأحكام الفصل 102من م.م.م.ت ومرد ذلك أن االستئناف أثر ناقل إال أن هذا
المبدأ له استثناءات قررها الفصل 100من م.م.م.ت الذي خول التداخل من لم يكن طرفا في
الدعوى االبتدائي شريطة أن يكون تداخله انضماميا الى أحد األطراف كما أجاز المشرع
وبنفس الفصل المذكور التداخل لكل شخص له حق االعتراض على الحكم المطعون فيه
وطالما أن لكل قاعدة استثناء فإن المبدأ المتعلق بضرورة رفع االستئناف على جميع أطراف
الدعوى االبتدائية ال يكون منطقيا في صورة قابلية الحكم للتجزئة.
الفقرة الثانية شروط ا الستئناف الشكلية:
إن الشروط الشكلية تتعلق أساسا بمواعيد الطعن وبإجراءات رفعه كما ال يفوتنا أن نتطرق
إلحالة على محكمة االستئناف لمحكمة القانون .
أوال آجال الطعن باالستئناف:
أ ــ ميعاد الطعن وعوارضه:
إقتضى الفصل 111م.م.م.ت أن األجل المضروب الستئناف عشرون يوما يبدأ من تاريخ
اإلعالم بالحكم كما يجب للمحكوم عليه.
)1مهلة االستئناف:
إن مهلة االستئناف مقدرة بعشرين يوما وبانقضائها يسقط الحق باالستئناف إذ بانتهاء اليوم
األخير منها تنقضي المدة عمال بأحكام الفصل 113من المجلة المدنية ( م.إ.ع ) الذي
"والمهلة تبدأ من تاريخ اإلعالم بالحكم كما يجب عمال بالفصل 111من إقتضى"
م.م.م.ت ومن ثم أن القاعدة العامة تقتضي أن األجل عشرون يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم
وهذا األجل ينطبق على كافة األحكام ما لم يعين المشرع اجل آخر وعند السكوت فان هذا
األجل هو المنطبق ومثال ذلك األحكام الصادرة في مطالب الرجوع في األذون على
العرائض القابلة للطعن باالستئناف عمال بالفصل 222م.م.م.ت تكون خاضعة لنفس األجل
طالما سكت المشرع عن ذلك وكذلك األمر بالنسبة لألوامر بالدفع .
)0ا الستثناءات من القاعدة:
ــ االستثناء الوارد بمجلة المرافعات المدنية و التجارية :
االستثناء األول والمتعلق بمهلة المسافة إقتضت الفقرة الرابعة من الفصل 111من م.م.م.ت
أنه إذا كان المحكوم عليه متغيبا عن التراب التونسي يوم اإلعالم يزداد في أجل االستئناف
مدة ثالثين يوما.
االستثناء الثاني والمتعلق بكون اليوم األخير يوم عطلة رسمية ولقد اقتضت الفقرة األخيرة
من نفس الفصل أنه إذا كان اليوم األخير يوم عطلة رسمية امتد األجل الى اليوم الموالي
النتهاء العطلة وبالتالي إذا صادف إن كان اليوم العشرون بعد اإلعالم بالحكم يوم عطلة
رسمية يصبح األجل 21يوما ضرورة أن المشرع خول للمستأنف رفع طعنه في اليوم
الموالي كانتهاء العطلة مباشرة حتى وأن استندت ألكثر من يوم وهو ما انتهى عليه عمل
المحاكم.
االستثناء المتعلق باالستئناف العرضي اقتضى الفصل 110من م.م.م.ت انه يسقط االستئناف
الواقع بعد األجل ويجوز للمستأنف ضده والى ختم المرافعة بعد أن فوت عن نفسه اجل
الطعن أو سبق منه قبول الحكم قبل رفع االستئناف األصلي أن برفع استئنافا عرضيا بمذكرة
كتابية مشتملة على أسباب استئنافه ومع ذلك فان هذا االستئناف العرضي يبقى ببقاء
االستئناف األصلي ويزول بزواله ما لم يكون زوال االستئناف األصلي مبنيا على ا لرجوع
فيه.
ــ االستثناءات الواردة بنصوص خاصة:
االستثناء األول المتعلق بأحكام الطالق إقتضى الفصل 11من قانون الحالة المدنية أن آجال
الطعن في األحكام والقرارات ا لصادرة في مادة الطالق أو بطالن الزواج تجري في ظرف
شهر من تاريخ صدور الحكم أو القرار وذلك بالنسبة لجميع فروعه.
االستثناء الثاني المتعلق باألحكام الصادرة بالتفليس .إقتضى الفصل 101من المجلة
التجارية أن األحكام الصادرة بالتفليس تبدأ آجال الطعن فيها من تاريخ صدورها وبالنسبة
لألحكام الخاضعة لوجبات اإلشهار والنشر فإن آجال الطعن فيها تبدأ من تاريخ اليوم
الموالي إلتمام الموجبات المذكورة بالفصل األنف اإللمام إليه.
ب ــ بداية سريان أجل االستئناف:
إقتضى الفصل 111من م.م.م.ت إن أجل ا الستئناف عشرون يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم
كما يجب ويستخلص من الفصل المذكور أن المشرع أقرى مبدأ بداية سريان أجل االستئناف
من تاريخ اإلعالم الصحيح وحدد بعض االستثناءات لهذه القاعدة .
)1بداية سريان االستئناف من تاريخ اإلعالم الصحيح .
التبليغ يسري من تاريخ اإلعالم بالحكم كما يجب أي وفق ما تقتضيه قواعد التبليغ وهذه
القواعد تعرضت لها الفصول من 0الى 11من م.م.م.ت و إقتضى الفصل الخامس أن كل
استدعاء أو إعالم بحكم أو تنفيذ يكون بواسطة عدل منفذ ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
)2االستثناءات الواردة على المبدأ:
ــاالستثناء األول المتعلق بموت المحكوم عله أو فقدانه األهلية .إقتضى الفصل112من
م.م.م.ت أنه يبطل العمل بأجل الستئناف إذا مات المحكوم عليه أثناءه ويقع ابتداء األجل من
جديد لورثته من تاريخ إعالمهم بالحكم وأنه ولئن اعتبر المشرع الورثة هم خلفاء عاما
للمورث عمال بأحكام الفصل 211من المجلة المدنية م.إ.ع إال أن هؤالء الورثة من الجائز
أن ال يكونوا على علم بالحكم الصادر ضد مورثهم وباإلعالم الموجه له ولذلك يتوقف األجل
عن السريان ويجب إعادة إعالم الورثة وال يسر األجل في حقهم إال من ذلك التاريخ أما
بالنسبة لفقدان المحكوم عليه أهلية التقاضي فهي كذلك توقف سريان أجل الطعن الى حين
تعيين مقدم على فاقد األهلية وإعالمه بالحكم المذكور وفي نفس اإلطار إذا فقد الولي أو
الوصي صفة تمثيل القاصر لبلوغه سن الرشد فإن ميعاد الطعن يوقف فيما يعلم المحكوم
عليه ليتولى الطعن بنفسه في الحكم.
ــ االستثناء الثاني المتعلق بتزوير وثيقة قاطعة في الدعوى.إقتضى الفصل 111من م.م.م.ت
في فقرته الثالثة أنه بالنسبة لألحكام الصادرة بناءا على تغرير من الخصم أو ورقة مزورة
أو بناء على شهادة زور أو بناء على عدم االستظهار بحجة قاطعة منعت بفعل الخصم فإن
أجل الطعن يبتدئ من تاريخ علم المحكوم عليه بثبوت الزور أو ظهور الحجة أو التقرير
ويخلص من الفقرة المذكورة أنه من تاريخ علم المحكوم عليه بثبوت الزور أو الظفر بالحجة
يبتدئ سريان أجل االستئناف لكن شريطة أن يكون الحكم الصادر مبني على هذه الوقائع
وأسس عليها ولوالها لما حكم للمحكوم لفائدته.
ــ االستثناء الثالث والمتعلق بعدم اإلعالم بالحكم .إن المحكوم له هو أحرص األطراف على
اإلعالم بالحكم وإذا لم يفعل يبقى أجل االستئناف مفتوحا الى حد تاريخ سقوط الحكم ومدة
ذلك عشرون سنة من تاريخ صدوره عمال بأحكام الفصل 201من م.م.م.ت.
المبحث الثاني:
إجراءات الطعن باالستئناف:
سوف نتطرق بكيفية وقع االس تئناف وذلك ببيان محتوى العريضة والبيانات المتعلقة
بالخصوم وبأسباب الطعن ثم سنتولى دراسة إجراءات رفع الطعن باالستئناف.
أوال الفقرة األولى كيفية رفع االستئناف:
إقتضى الفصل 103من م.م.م.ت أنه يرفع االستئناف بعريضة كتابية يحررها محام عن
الطاعن لكتابة محكمة ا الستئناف ذات النظر ويجب أن تشتمل عريضة االستئناف عن
البيانات الواجبة لعريضة افتتاح الدعوى وعلى بيان الحكم المستانف وعدده وتاريخه ويعتبر
مقر المحامي مقرا للمستأنف.
)1البيانات المتعلقة بالخصوم:
إن عريضة الطعن باالستئناف يجب أن تتضمن إسم ولقب وحرفة وصفة ومقر كل من
المستانف والمستأنف ضده دون ذكر أسماء كل الخصوم في الطور االبتدائي ضرورة أن
االستئناف ال يشكل الدعوى إال في حدود ما تسلط عليه الطعن عمال بأحكام الفصل 111من
م.م.م.ت وبالتالي يمكن للمستأنف أن يطعن في الحكم ويحدد خصومه فإذا إقتنع أنه ال فائدة
وال جدوى في مواصلة االختصام مع أحد الذين استدعاهم في الطور االبتدائي فانه ال يقيم
ضده الطعون ويعتبر الحكم نهائيا في خصوص الفرع الذي لم يقع الطعن في شأنه.
)2البيانات الخاصة بعريضة الطعن:
أ .الحكم المستأنف وتاريخه:
إنه من المفروض أن تتضمن العريضة موضوع الحكم المستأنف ومنطوقه وتاريخه
والمحكمة التي أصدرته وإن الغاية من ذلك هو عدم حصول لبس لدى المستأنف عليه في
معرفة حقيقة الحكم المطعون فيه كما يجب ذكر عدد القضية التي صدر فيها الحكم.
ب .أسباب الطعن باالستئناف
إن االستئناف طعن عادي ويجوز تأسيسه على أي من األسباب المتعلقة بالواقع أو بالقانون
والتي يرى المستأنف أنها تؤدي إلى عدم عدالة الحكم أو عدم صحته وإذا ما سلمنا أن الطعن
باالستئناف يخول للمحكمة التطرق من جديد إلى النزاع من كل جوانبه فإنه ال فائدة من
ذكر األسباب ضرورة أن مهمة محكمة االستئناف ال تكمن في مراقبة الحكم بل الحكم من
جديد على أساس الوقائع المطروحة ويمكن أن يكون لها نفس رأي محكمة البداية فتقرر
الحكم ويمكن أن تخالفها جزئيا فتعدل الحكم ويمكن أن يكون الخالف كليا فتنقض الحكم و
تقضي من جديد وعلى كل فإن ذكر األسباب ضروري باعتبار أن األثر الناقل فيما تسلط
عليه الطعن يوجب على ال محكمة أن ال تعيد النظر في حدود المستأنف باعتبار أن هذا األخير
ال يطعن إال في فرع من فروع الدعوى و رضي ببقية الفروع وال بد من بيان ذلك للمحكمة
وإال عد مستأنفا لكامل الحكم بجميع فروعه.
)0طلبات المستأنف:
إن طلبات المستأنف تعلب دورا أساسيا في تحديد خصومة االستئناف ضرورة أن األثر
الناقل لهذا الطعن يحدد نطاقه الطاعن باعتبار اختياره أن يطعن في فرع دون آخر والقاضي
ملزم بالنظر فيما حدد أن الفرع الذي لم يطعن فيه فقد رضي به وأتصل به القضاء.
الفقرة الثانية إجراءات رفع االستئناف:
إقتضى الفصل 103من م .م.م.ت بأن االستئناف يرفع لكتابة محكمة االستئناف بعريضة تودع
لديها ويقوم كاتب المحكمة بتقيد االستئناف بدفتر خاص معد لذلك يوم تقديم العريضة ويسلم
وصال في ذلك لمن قدمها ثم يكاتب كتابة المحكمة االبتدائية يعلمها بوقوع االستئناف
ويطلب منها توجيه ملف القضية وبمجرد وورود الملف لمحكمة االستئناف يتولى رئيس
المحكمة تعيين المستشار المقرر ويأذن بنشر القضية بالجلسة التي يحددها وتبعا لذلك يتولى
كاتب المحكمة إعالم محامي المستأنف بموعد الجلسة ويستدعيه لحضورها وعند ذلك يتولى
محامي المستأنف القيام باإلجراءات المنصوص عليها بالفصل 101من م.م.م.ت.
أ .إستدعاء المستأنف ضده:
حالما عرف المحامي تاريخ الجلسة يتولى إستدعاء الخصوم المبينة أسمائهم بعريضة الطعن
بواسطة عدل تنفيذ عمال بالفصل الخامس مرافعات وذلك قبل عشرين يوما من تاريخ
الجلسة وينخفض هذا األجل إلى ثالثة أيام إذا كان الحكم الصادر في المادة االستعجالية أو
القضايا المنصوص عليها بالفصل 21من م.م.م.ت وهي القضايا التي تكون مؤسسة على
إعتراف أو كتب رسمي أو كتب خطي معرف باإلمضاء عليه أو قرينة قانونية أو كان
هناك تأكد يوجب النظر على وجه السرعة وإن عدم إحترام هذه اإلجراءات يوجب القضاء
بسقوط الطعن كما إن االستدعاء يجب أن يتصل بكل المستأنف ضدهم في حالة التعدد
وإغفال أحدهم يوجب المحكمة برفض االستئناف شكال وهو ما إستقرى عليه عمل محكمة
التعقيب في العديد من القضايا ومنها القرار عـ1120ـدد الصادر في .1922/0/23
ب .جزاء اإلخالل باالستدعاء و تقديم المستندات:
إن اإلخالل بإجراءات االستدعاء نظمها الفصلين 11و 12من م.م.م.ت ويفهم منها أن
الحضور يزيل البطالن بالنسبة لألخطاء في إسم ولقب المستأنف ضده والمحكمة وتاريخ
الجلسة ومواعيد الحضور ضرورة أن االستدعاء قد أنتج الهدف المرجو منه وهو تمكين
المستأنف ضده من الحضور والدفاع عن حقوقه ولما حضر فال ضرر وال يمكنه التمسك
ببطالن االستدعاء أما إذا تعلق الخلل بعدم التنبيه على المستأنف ضده بتقديم جوابه كتابة
مصحوبا بالمؤيدات بواسطة محام بالجلسة المعينة لها القضية فإن البطالن ال يزول بمجرد
الحضور بل ال بد من تقديم الجواب وبالتالي إذا حضر المستأنف ضده وتمسك وقبل
الخوض في األصل ببطالن اإلجراءات فالمحكمة تستجيب لطلبه ضرورة أن هذه الضمانات
شرعية لمصلحة الخصوم كما أن المستأنف ملزم بعد استدعاء المستأنف ضده للجلسة أن
يقدم مستندات االستئناف ونظير من االستدعاء وما لديه من الوثائق مصحوبة بكشف في
ذلك ويقدمها إلى كتابة المحكمة قبل أسبوع من تاريخ الجلسة على األقل فيمضي الكاتب
الكشف ويرجع نظير منه إلى الطاعن وإن عدم تقديم ملف االستئناف ونسخة من الحكم
المطعون فيه بسبعة أيام قبل الجلسة األولى إلى كتابة المحكمة حتى تكون على بينة من
موضوع القضية وتأذن باإلجراءات الالزمة ربحا للوقت ولمعرفة فصل الخصومة يوجب
الحكم بسقوط االستئناف.
المبحث الثالث آثار االستئناف:
إن إقرار مبدأ التقاضي على درجتين باعتباره يهم النظام العام يوجب أن يكون لالستئناف
أثران أولهما يتمثل في إعادة النظر في النزاع في حدود ما تسلط عليه الطعن وهو ما يسمى
بالمفعول االنتقالي المنصوص عليه بالفصل 111من م.م.م.ت كما أن وظيفة المراجعة
تقتضي أن يعلق الطعن باالستئناف تنفيذ الحكم االبتدائي الذي هو نتيجة حتمية للمفعول
االنتقالي الذي يرجع الطرفان إلى الحالة التي كانا عليها قبل صدور الحكم المطعون فيه الذي
يتحل بموجب الطعن.
الفقرة األولى األثر الناقل لالستئناف:
إن موضوع االستئناف هو موضوع الخصومة التي انعقدت أمام محكمة البداية إال أن
خصومة االستئناف ولئن تناولت نفس الطلبات التي طرحت أمام محكمة البداية فانه بإمكان
الخصوم التمسك بأوجه دفاع وأدلة إثبات جديدة ضرورة أن خصومة االستئناف إستمرارا
للخصومة التي إنعقدت في الطور االبتدائي ومعنى ذلك أن الخصومة تطرح من جديد بكل
عناصرها ليفصل فيها من جديد وفق القاعدة القانونية التي تراها منطقية على وقائع
الدعوى دون أن تتقيد برأي محكمة الدرجة األولى غير أن هذه السلطة لها قيود قررها
المشرع ،ولألثر الناقل قيود.
)1قيود األثر الناقل:
إقتضى الفصل 111من م.م.م.ت أن االستئناف ينقل الدعوى بحالتها التي كانت عليها قبل
صدور الحكم المستأنف وذلك في حدود ما تسلط عليه الطعن ويخلص الفصل المذكور أن
محكمة االستئناف ال تنظر إال في الطلبات التي فصلت فيها محكمة البداية والتي رفع عنها
االستئناف وأن الخصوم هم أنفسهم خصومة الدرجة األولى وتعتبر تلك األمور قيودا على
محكمة االستئناف.
أ .ضرورة التقيد بالطلبات المفصولة في الدرجة األولى :
إن االستئناف ال ينقل إلى الدرجة الثانية من الطلبات المعروضة على محكمة البداية إال ما
فصلت فيه أما الطلبات التي لم تفصل ال تنتقل ولم تستنفد محكمة الدرجة األولى واليتها
بخصوصها وعلى هذا نص الفصل 111من م.م.م.ت أن االستئناف ينقل الدعوى بحالتها
التي كانت عليها قبل صدور الحكم المستأنف وبالتالي لو نظرت محكمة االستئناف في
الطلبات التي لم تفصل فيها محكمة البداية تكون قد فوتت درجة من درجات التقاضي على
الخصوم والنتيجة الحتمية لذلك واحتراما بالمبدأ التقاضي على درجتين فان االستئناف ال
يطرح على محكمة االستئناف من الطلبات الموضوعية السابق إبدائها أمام محكمة البداية
إال ما فصلته هذه المحكمة ولذلك إذا أنقضت ا لمحكمة حكما صادرا من محكمة البداية
يقضي باإلحالة أو بعدم االختصاص فمن واجبها أن ال تنظر في الموضوع وعليها أن ترجع
القضية إلى محكمة الدرجة األولى لتنظر فيها وإال تكون قد تصدت لموضوع الدعوى وهو
أمر محرم على محكمة االستئناف بالرغم أن المشرع جعل استثناء لهذه القاعدة صلب الفصل
119من م.م.م.ت وسمح لمحكمة االستئناف أن تتصدى للموضوع إذا كانت القضية جاهزة
للفصل وقل ما تكون .ضرورة أنه إذا ما قضت محكمة البداية عدم االختصاص فهي لم تقم
باألبحاث الالزمة وال يمكن أن تكون القضية جاهزة للفصل ووجب إرجاعها ليتم تجهيزها
والحكم فيها.
ب .ضرورة التقيد بما تسلط عليه االستئناف:
إن الطلبات المطروحة أمام محكمة البداية وتم الفصل فيها ال تنتقل إلى محكمة االستئناف
برمتها وإنما ينتقل إليها الطلبات التي رفع عنها الطعن ومرد ذلك أن محكمة االستئناف ال
تفصل إال فيما طلب منها فإذا حكم للمدعي بعدة طلبات وأستأنف المحكوم عليه بالنسبة
لبعضها فان محكمة االستئناف ال يجوز لها النظر إال في الطلبات التي عرضت عليها وباقي
الطلبات التي سكت عنها المحكوم عليه يعتبر قد سلم بها واتصل بها القضاء وحازت قوة
األمر المقضي به.
ج .ضرورة التقيد بأطراف الخصومة:
عند تعدد الخصومة لدى الطور االبتدائي فانه باإلمكان الطعن ببعض المحكوم عليهم أو ضد
بعض المحكوم عليهم وهذا الطعن ال يستفيد منه إال من رفعه وال يحتج به إال على من رفع
ضده و هو ما يسمى بنسبية الطعن فمن لم يطعن في المحكوم عليه في األجل المحدد
الستئناف يصبح الحكم في مواجهته غير قابل للطعن وال يكون طرفا في خصومة االستئناف
و ليس له االنضمام ألحد الخصوم بعد الميعاد ،غير أنه إذا كان الحكم صادرا في موضوع
غير قابل للتجزئة أوجب المشرع على المحكمة إدخال بقية المحكوم عليهم في القضية عمال
بأحكام الفصل 101من م.م.م.ت كما أن الفقرة الثانية من نفس الفصل أوجبت إدخال بعض
الخصوم إذا كان الطعن في الحكم من أحدهم من شأنه لو قبل أن يجعل الحكم بتمامه فاقد
األساس ومن هذه القضايا دعوى الشفعة إذ يجب أن يكون في جميع مراحلها في أطرافها
الثالثة الشفيع والبائع والمشتري أو دعوى القسمة التي يجب أن تكون بين جميع الشركاء
وكذلك دعوى استحقاق المعقول التي يجب رفعها على الدائن العاقل والمعقول عليه وعدل
التنفيذ عمال بالفصل 130من م.م.م.ت.
)2حدود األثر الناقل:
إذ ا تم الطعن في الحكم فإن محكمة االستئناف تنظر نفس القضية التي فصلت محكمة البداية
بكافة عناصرها وما طرح ابتدائيا من طلبات وأدلة يعاد طرحه أمام محكمة االستئناف
وباعتبار أن المحكمة تعيد النظر في نفس القضية فال بد من حدود تحد من هذا األثر الناقل
من ناحية األدلة والطلبات الجديدة والتدخل واإلدخال وكذلك االستئناف العرضي.
أ .جواز تقديم أدلة جديدة:
إن محكمة االستئناف تنظر الدعوى على أساس ما يقدم لها من أدلة ودفوع باإلضافة إلى
مقدم البداية ولقد أطلق المشرع العنان للخصوم في إبداء ما يشاءون مادام حقهم في الدفوع لم
يسقط ويكون هذا مراجعة جديدة الستدراك ما فات الخصومة تقديمه من دفاع ولهم إبداء
كافة الدفوع الموضوعية الجديدة أو الدفوع اإلجرائية التي لم يسقط الحق فيها وهو ما
اقتضاه الفصل 112من م.م.م.ت في فقرته الثانية عندما نص" و ذلك يمكن االحتجاج
بوسائل جديدة لدى االستئناف".
ب .مدى جواز تقديم طلبات جديدة:
إن المشرع قد أقرى قاعدة تمنع تقديم طلبات جديدة بموجب الفصل 111من م.م.م.ت إال أن
لكل قاعدة إستثناء.
ــ عدم جواز إبداء طلبات جديدة إقتضى الفصل 111من م.م.م.ت أن الدعوى التي حكم فيها
ابتدائيا ال يمكن الزيادة فيها وال تغييرها لدى االستئناف ولو رضي الخصم بذلك وإن هذه
القاعدة أساس مؤداها أن قبول طلبات جديدة في االستئناف تخل بمبدأ التقاضي على درجتين
الذي يتعلق بالنظام العام ضرورة أن قبول طلب جديد يفوت درجة من درجات التقاضي
على الخصم الذي يوجه له ويعتبر طلب جديد الطلب الذي يختلف في أحد عناصره عن
الطلب كان أمام محكمة البداية سواء بالنسبة لألشخاص أو الموضوع أو السبب ومن أمثلة
ذلك طلب فسخ العقد وإرجاع ما دفع من عربون بينما كان الطلب لدى محكمة البداية تسليم
المبيع وال يعتبر طلبا جديدا طلب الخروج إذا كان المدعي طلب التمكين من المبيع وهو شقة
فالخروج هو أثر ضمني للقضاء بالتمكين وال يعد من ذلك طلبا جديدا أمام محكمة االستئناف-
وبالتالي إذا أبدى المستأنف طلبا جديدا فلخصمه الدفع بعدم القبول وعلى المحكمة أن تقضي
من تلقاء نفسها بعدم القبول ولو لم يدفع الخصم بذلك لتعلق المسألة بالنظام العام.
ــ االستثناء من عدم جواز تقديم طلبات جديدة .لقد خول المشرع إستثناء من القاعدة إبداء
طلبات جديدة ألول مرة أمام االستئناف هذه االستثناءات تكون نتيجة إلرادة المشرع أو
إلرادة األطراف لتغيير سبب المطالبة أو االختصام الغير ألول مرة أمام محكمة االستئناف.
ـــ االستثناء األول والمتعلق بالملحقات بطلبات األصل:
لقد إقتضى الفصل 111من م.م.م.ت بأن الدعوى التي حكم فيها ابتدائيا ال يمكن الزيادة فيها
وال تغييرها لدى االستئناف ولو رضي الخصم بذلك إال إذا كانت الزيادة المطلوبة تتعلق
بأداء أجر أو فوائض أو كراء أو بقايا ونحوها من الملحقات بالدعوى األصلية والتي إلتحقت
بعد صدور الحكم أو بغرم الضرر تفاقم أمره بعد صدور الحكم أو لطلب ضمانات مستوجبة
بالحكم.
ــ االستثناء الثاني والمتعلق بإمكانية بتغيير السبب:
إقتضى الفصل 112من م.م.م.ت أنه يمكن تغيير السبب المبني عليه المطلب إذا كان
موضوع طلب األصلي باقي على حاله بدون تغيير وكان السبب الجديد غير قائم على وقائع
جديدة لم يقع طرحها لدى محكمة الدرجة األولى وكذلك يمكن االحتجاج بوسيلة جديدة لدى
محكمة االستئناف ويخلص من الفصل المذكور أنه طالما أن الطلب مهما كان سببه يرمي
إلى تحقيق حماية قضائية لمركز قانوني معين فإن مبدأ االقتصاد باإلجراءات يوجب النظر
في هذا الطلب من محكمة االستئناف حتى ال يضطر المستأنف إلى إعادة التقاضي أمام
محكمة الدرجة األولى غير أن الصعوبة تكمن في التفرقة بين سبب الدعوى ووسائل الدفاع
الجديدة ضرورة أن القول بعدم جواز تغير الطلب مع جواز إبداء دفوع جديد وتغير السبب قد
يطرح صعوبات.
ــ االستثناء الثالث المتعلق باختصام الغير:
إن وحدة الطلبات تقتضي أن يكون الخصوم في الدعوى أمام محكمة البداية هم أنفسهم أمام
االستئناف وإن تدخل شخص ثالث في الدعوى أو تم إدخاله أمام محكمة الدرجة الثانية يعتبر
من قبيل الطلبات الجديدة وتضيع درجة تقاضي أمام محكمة االستئناف ورغم ذلك قد تؤدي
الضرورة إلى وجود شخص ثالث ألول مرة أمام محكمة االستئناف وذلك نظرا للصفة
الوثيقة بين المراكز القانونية للعديد من األفراد ويكون ذلك بموجب اإلدخال أوالتداخل وهو
ما اقتضاه الفصل 100من م.م.م.ت الذي نص على أنه ال يقبل التداخل لدى االستئناف إال
إذا كان يقصد االنضمام إلى أحد الخصوم أو كان التداخل من شخص يكون له حق
االعتراض على الحكم وكذلك الفصل 101من م.م.ت الذيذي خول للمحكمة إدخال طرف
ثالث عند عدم قبول الحكم للتجزئة.
ــ االستثناء الرابع والمتعلق باالستئناف العرضي:
إقتضى الفصل 110من م.م.م.ت أنه يسقط االستئناف الواقع بعد األجل القانوني ويجوز
للمستأنف ضده والى حد ختم المرافعة بعد أن فوت عن نفسه أجل الطعن أو سبق منه قبول
الحكم قبل رفع االستئناف األصلي أن يرفع اس تئنافا عرضيا بمذكرة كتابية مشتملة على
أسباب استئنافه ومع ذلك فان هذا االستئناف العرضي يبقى ببقاء االستئناف األصلي ويزول
بزواله ما لم يكن زوال االستئناف األصلي مبني على الرجوع فيه ويخلص من الفصل
المذكور أن االستئناف العرضي هو االستئناف الذي يرفعه المستأنف ضده على المستأنف
بعد فوات ميعاد االستئناف في حقه أو قبوله للحكم المطعون فيه العتقاده رضاء خصمه
بالحكم.
الفقرة الثانية األثر التعليقي لالستئناف:
إن المفعول التعليقي أن يوقف تنفيذ الحكم الصادر إلى أن يحوز الشيء المقضي به وهو أمر
حتميا لمبدأ التقاضي على درجتين ويعتبر الحكم كأن لم يكن وتتعهد محكمة الدرجة الثانية
بالنزاع أو تقدر حكمها الفاصل فيه الذي إن كان إيجابيا يقع تنفيذه وهو ما أقره المشرع
صلب الفصل 111من م.م.م.ت الذي إقتضى أن إستئناف األحكام االبتدائية يعطل تنفيذها إال
فيما إستثناه القانون غير أنه يجوز لرئيس المحكمة ذات النظر أن يأذن بتوقيف تنفيذ األحكام
التي وصفت بكونها نهائية وال يصدر اإلذن بتوقيف التنفيذ إال بعد سماع المرافعة بجلسة
استعجالية وعلى الطالب أن يستدعي خصمه لتلك الجلسة بواسطة عدل منفذ وإن لم يفعل
ذلك يرفض مطلبه واإلذن الصادر بتوقيف التنفيذ غير قابل للطعن ولو بطريق التعقيب
ويخلص من الفصل المذكور أن المشرع كرس مبدأ مفعول التعليقي الستئناف لكنه وضع له
بعض ا الستثناءات.
)1تكريس المفعول التعليقي لالستئناف:
إن المفعول الناقل لالستئناف يقتضي إعادة طرح القضية من جديد أمام محكمة االستئناف
بجم يع عناصرها الواقعية والقانونية وقد ينجر عن ذلك نقض الحكم أو تعديله فان األثر
الحتمي لذلك هو ضرورة وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه إلى أن يحوز قوة األمر المقضي
به ويصبح قابال للتنفيذ الجبري ضرورة أنه ال يجوز الشروع في التنفيذ الجبري إال بموجب
حكم ملزم حاز قوة األمر المقضي به أو ممهورا بالتنفيذ الوقتي ونتيجة لذلك أن مجرد قابلية
الحكم للطعن فيه باالستئناف مانعة للشروع بالتنفيذ الجبري غير أن مبدأ المفعول التعليقي
ليس مطلقا ووردت عليه جملة من االستثناءات تتعلق بالتنفيذ الوقتي.
)2استثناءات المفعول التعليقي:
إن االستثناءات للمفعول التعليقي وردت بمجلة المرافعات بموجب الفصلين 120و 121من
م.م.م.ت وكذلك بموجب نصوص خاصة وردت بمجلة الشغل ومجلة األحوال الشخصية.
ــ االستثناء الوارد بمجلة المرافعات إقتضى الفصل 120من م.م.م.ت أنه على المحكمة
االبتدائية أن تأذن بتنفيذ أحكامها مؤقتا بضامن أو بدونه بدون التفات لالستئناف وذلك إذا كان
كتب ر مسي أو بخط اليد غير مطعون في اإلمضاء عليه أو باعتراف أو عقد معرف به أو
قضاء سابق صيره مما اتصل به القضاء وصيغة الوجوب المستعملة من المشرع ال تعني
أن المحكمة ملزمة بالتنفيذ الوقتي بمج رد توفر شروطه ومن تلقاء نفسها وإنما ال بد من
طلب ذلك من المدعي وإال تكون المحكمة قد قضت بما لم يطلبه الخصوم ويكون حكمها
عرضة للنقض كما إتقضى الفصل 121من م.م.م.ت أنه يمكن الحكم بالتنفيذ مؤقتا لضامن أو
بدونه في الحاالت التالية:
ــ إذا كان الموضوع متعلقا بإصالحات متأكدة أو توقيف ضررا.
ــ إذا كان النزاع بين خادم ومخدوم أو فالح و خماس أو مستأجرين فيما يخص عملهم وذلك
إذا تولد الخالف مدة الخدمة أو العمل.
ــ إذا كان النزاع بين المسافرين وأصحاب الفنادق ووسائل النقل .
ــ إذا كان الحكم يتعلق بالتصفيق للكراء أو تعين مؤتمن أو كان للحكم صبغة معاشية.
ــ إذا كان الحكم صادرا بأداء أجرة حضانة أو رضاعة أو تسليم الصغير المه.
ــ إذا كان الحكم قاضيا بتسبقة عن تعويض ضر ر لم يقدر بعد ويشترط أن يكون الضرر
ناشئ عن جنحة ثبتت مسؤوليتها عن المحكوم عليه.
ــ في كل الصور المحضونة بالتأكد الكلي .
)0االستثناءات الواردة بنصوص خاصة:
لقد أقرى المشرع على االستثناءات الواردة في مجلة المرافعات استثناءات بمجلة الشغل
وبمجلة األحوال الشخصية فأما االستثناء األول فلقد ورد بالفصل 212من قانون الشغل
والذي إقتضى أن التنفيذ الوقتي لألحكام الصادرة عن دائرة اشغل تعتبر وجوبية في الصور
المنصوص عليها بالفصل 120من م.م.م.ت وكذلك األمر بالنسبة لفواجع الشغل واألمراض
المهنية واقتضى الفصل 19من القانون عـ22ـدد لسنة 1991المؤرخ في 1991/2/21أن
األحكام الصادرة عن حاكم الناحية تنفذ حاال بقطع النظر عن الطعن فيها باالستئناف وأما
االستثناء الثاني والوارد بمجلة األحوال الشخصية بموجب الفصل 02من مجلة األحوال
الشخصية الذي نص على أن أحكام الطالق المتعلقة بالحضانة والنفقة والجراية العمرية
وحق الزيارة ال يوقف تنفيذها بالطعن باالستئناف وان هذا التمشي منطقي ضرورة أن هذه
المسائل ال تحتمل التأجيل إلى حين صدور الحكم االستئنافي وأن لصبغتها المعاشية كالنفقة
وال يمكن لألطفال الصغار ال عاجزين عن الكسب أن يكونوا ضحية بطأ التقاضي وسير
المحاكم وبالتالي فقد قرر المشرع أن تنفيذ هذه األحكام يقطع النظر عن إستئنافها.
االعتراض
إن دو ر القاضي في الخصومة يتمثل في فحص طلبات الخصوم وبحث وسائل دفاعهم
وترجيح حججهم وبالتالي إن ما يقضي به القاضي ال يعدوا أن يكون نتيجة عناصر اإلثبات
التي قدمها الخصوم وتبعا لذلك إن ما قضي به يمكن أن يتغير لو أتيحت الفرصة للغير تقديم
أدلة جديدة لم تكن تحت نظر القاضي عندما كان متعهدا بالدعوى ولذلك فإن قواعد العدل
تقتضي أن ال يعتمد ما حكم به ليشمل حقوق من لم يكن طرفا في الدعوى ولم يمكن من
إثبات حقه أمام القاضي وهو ما أخذ به الفصل 121من م.إ.ع .والحجية من خالل النص
المذكور هي الصفة الغير قابلة للمنازعة وفصل في النزاع لحكم قطعي بين أطرافه إال أن
هذه القاعدة لها إستثناء حرص المشرع من خالله التوفيق بين مصلحة المجتمع المتمثلة في
األمن واالستقرار ومصلحة الفرد التوافق إلى العدالة بأن مكن من لم يكن طرفا في الخصومة
ولم يكن خصما ولم يدع للخصومة الصادر فيها الحكم الماس بحقوقه أن يعترض على ذلك
الحكم عمال بأحكام الفصل 112من م.م.م.ت الذي نص "على كل إنسان لم يسبق له
إستدعاء للتد اخل في نازلة له االعتراض على الحكم الصادر فيها والمضر بحقوقه" وبالتالي
ما دام االعتراض قد أقره المشرع فما هي شروطه وما هي اآلثار المترتبة عنه.
الفقرة األولى شروط االعتراض:
يؤخذ من الفصول 112و119و 113من م.م.م.ت أن الحكم المعترض عليه ال بد أن يكون
مضر بحقوق المعترض ولم يضمحل ذلك الحق وأن يرفع للمحكمة التي أصدرت الحكم.
)1أن يكون الحكم مضرا بحقوقه.
يستفاد من الفصل 112من م.م.م.ت أن اعتراض الغير هو طريق غير عادي يتوخاه
شخص ثالث العتراض على حكم ماس بحقوقه صدر في غيابه لكونه لم يدع إلى المحكمة
التي أصدرت ذلك الحكم ومثال ذلك الحكم الصادر في دعوى إستحقاقية فالحكم باالستحقاق
للتصرف يتعداه إلى من تلقى الملك منه وكذلك الحكم على ورثة البائع بتسليم المبيع وتبين
أن أحد الورثة لم يستدع للحضور فيمكنه االعتراض.
)2أن ال ينقضي الحق:
إن القانون لم يشترط مدة معينة لتقديم االعتراض إال أن الفصل 112من م.م.م.ت إقتضى أنه
ينص الحكم للغير من االعتراض على الحكم ما لم يسقط حقه في التقاضي فإذا حكم
باالستحقاق للمدعي على أساس الح وز المكسب للملكية وكان أحد الورثة قد قطع مدة التقادم
إال أنه لم يكن طرفا في القضية فيمكنه االعتراض طالما لم يضمحل حقه ويسقط بمرور
الزمن فإذا ما تم ذلك يقضي برفض االعتراض شكال لعدم توفر أحد شروط االعتراض.
)0االعتراض أمام المحكمة التي أصدرت الحكم:
إقتضى الفصل 113من م.م.م.ت أنه يرفع االعتراض للمحكمة التي أصدرت الحكم
المعترض عليه بنفس الطرق المعتادة لرفع الدعوى لديها ويفهم من الفصل المذكور أن
االعتراض يقدم إلى المحكمة التي أصدرت الحكم المعترض عليه بعريضة تتضمن بيان
األسباب التي يستند إليها المعترض للتجريح في الحكم تبليغ نسخة منها إلى المعترض عليه
ثم يجرى تبادل التقارير وفق أحكام القانون ويترتب على ذلك إعادة طرح النزاع من جديد
وللمعترض إبداء أوجه دفاعه كيف ما شاء ضرورة أنه ال يمكن قياس االعتراض على
االستئناف الذي ال يجيز الطلبات الجديدة وفي هذا الصدد إختلف الفقهاء فمنهم من يرى أن
االعتراض ليس طرحا لخصومة جديدة منفصلة عن الخصومة األصلية بل هي ذاتها
باعتبار أن االعتراض يمحو الحكم المعترض عليه ويعيد الخصوم إلى الحالة التي كانوا
عليها قبل صدور الحكم ويحتفظ كل بمركزه ويظل المدعي مدعيا والمطلوب مطلوبا ،ولقد
عرض هذا الرأي وأعتبر بعض الفقهاء أن طرح الخصومة على المحكمة بعد رفع
االعتراض يعد طرحا لخصومة جديدة منفصلة عن الخصومة األصلية ويعتبر المعترض
مدعيا والمعترض ضده مدعى عليه وذلك على أساس أن االعتراض ال يمس الحكم
المعترض عليه إلى أن يقضي في االعتراض بإلغائه أو تعديله ومؤدى هذا الرأي أن سقوط
الخصومة بعد االعتراض يسقط إجراءات االعتراض إنما يسقط الحكم المعترض عليه ألنه
من األحكام القطعية التي ال يؤثر فيه سقوط الخصومة كما ال يؤثر في اإلجراءات السابقة
عليها وهو ما إنتهجته محكمة االستئناف بتونس في قرارها عـ2022ـدد الصادر بتاريخ
.1990/30/20
الفقرة الثانية أثر االعتراض:
إن االعتراض ال يترتب عن تقديمه أثر موقف بالنسبة للحكم المعترض عليه وهو ما إقتضاه
الفصل 112من م.م.م.ت الذي نص على أن االعتراض ال يوقف تنفيذ الحكم المعترض عليه
إال أن رئيس المحكمة أو الحاكم الراجع له النظر يمكن له تعطيل الحكم المطعون فيه بقرار
مبنى على مطلب كتابي مستقل عن مطلب االعتراض يقع النظر فيه طبق اإلجراءات المبينة
في باب القضاء المستعجل والقرار الصادر بتعطيل التنفيذ ال يقبل الطعن بأي وجه من أوجه
الطعن ولو بالتعقيب .أما الحكم الصادر في األصل فإنه ال يلغي من الحكم المعترض عليه
إال الجزء الذي يخص المعترض فقط ويمس بحقوقه أما أطراف النزاع األصليين فيبقى
الحكم نافذا في حقهم ويتمتع الحكم بحجية األمر المقضي بالنسبة لهم .لكن إذا كان الحكم ال
يقبل التجزئة أو كان يتعذر تنفيذ الحكمين في آن واحد ألغت المحكمة الحكم المعترض عليه
بكامله فيما له عالقة بالمدعي والمدعى عليه وتقوم بتعديله كليا والحكم الصادر من
االعتراض يقبل الطعن وفق القواعد المقررة في قانون المرافعات لألحكام الصادرة عن
المحكمة التي قدم إليها االعتراض.
التماس إعادة النظر
لقد نظم المشرع وسائل متعددة لمراجعة األحكام وإن الهدف من ذلك هو إستدراك ما قد
يكون وقع فيه القاضي من خطأ في القانون أو من الواقع بغية إصالحه والحكم االبتدائي
يكون محال للطعن باالستئناف أما الحكم النهائي والحائز لقوة الشيء المقضي به فإنه يمكن
أن يكون محل طعن بالتماس إعادة النظر الذي هو طريق طعن غير عادي في األحكام
النهائية أمام نفس المحكمة التي أصدرت الحكم لسبب أو أكثر من األسباب الذي حددها
القانون واألصل أن الخطأ في الواقع ال يصحح بواسطة الطعن باالستئناف غير أن األحكام
التي ال تقبل االستئناف ال يمكن معالجة األخطاء الواردة بها إال بإعادة النظر فيها من
طرف نفس المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه وبذلك في صورة قبوله شكال .إن
االلتماس يهدف إلى إلغاء الحكم المطعون فيه وإعادة النظر في النزاع على أساس أسباب
االلتماس ولذلك ال بد من التعرض لألحكام القابلة للطعن بااللتماس إعادة النظر وألسباب
االلتماس ثم لإلجراءات ومحل نظر المحكمة المتعهدة .
الفقرة األولى األحكام القابلة لاللتماس:
إقتضى الفصل 101من م.م.م.ت أنه بإمكان الخصوم التماس إعادة النظر في األحكام
الصادرة بصفة إستثنائية وذلك سواء صدرت من محاكم الدرجة األولى أو الدرجة الثانية
وذلك على ا لنحو التالي.
)1األحكام الصادرة نهائيا من محاكم الدرجة األولى.
سواء كانت صدرت عن المحكمة االبتدائية أو محكمة الناحية أما إذا كان الحكم قد صدر
ابتدائي الدرجة وفوت المحكوم عيه أجل االستئناف أو تنازل عنه فليس له التماس إعادة
النظر.
)2األحكام الصادرة عن محاكم االستئناف:
سواء صدر الحكم من المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة إستئناف أو من محكمة االستئناف
ذاتها علما وأن قاعدة عدم جواز الطعن في األحكام الغير المنهية للخصومة إال مع الحكم
المنهي للخصومة بإعتبار أن األحكام الوقتية ال تقبل الطعن بالتماس إعادة النظر لما لها من
حجية وقتية ومن الممكن طلب تعديلها من قبل المحكمة التي أصدرتها كما أن الحكم الصادر
في موضوع االلتماس سواء بقبوله أو برفضه ال يجوز الط عن فيه بااللتماس وهو ما إقتضاه
الفصل 111من م.م.م.ت الذي نص على أن الحكم الذي يصدر برفض االلتماس والحكم
الذي يصدر في موضوع الدعوى بعد قبوله ال يجوز الطعن فيهال بااللتماس ومرد ذلك
ح رص المشرع على إستقرار المراكز القانونية .إنما الحكم الصادر في االلتماس يجوز
الطعن فيه بالتعقيب وال يجوز الطعن في أحكام محكمة التعقيب بااللتماس إعادة النظر
ضرورة أنه باإلمكان طلب الحكم بإبطال قرار التعقيب إذا قام ما يثبت أن أحد القضاة الذي
أصدره ال صالحية له للنظر في الدعوى كما أن يكون سبق أن تعهد بالدعوى أمام محكمة
االستئناف -وهو ما إقتضاه الفصل 193من م.م.م.ت عندما نص على أنه ويجب على أن ال
يشارك في القرار من شارك في الحكم في القضية ولقد تالفى المشرع هذا الخلل اإلجرائي
بأن نقح مجلة المرافعات وأقرى إمكانية الطعن بالتعقيب مر ة ثانية عند حصول خطأ بين.
الفقرة الثانية أسباب التماس إعادة النظر:
لقد حدد المشرع بالفصل 101من م.م.م.ت أسباب االلتماس إلعادة النظر وهي مذكرة على
سبيل الحصر وال يجوز التوسع فيها أو القياس عليها وعلى من يطعن بااللتماس أن يحدد
سببا لطعنه من بين هذه األسباب ويذكره في عريضة الطعن ويقيم عليه الدليل وإال كانت
العريضة باطلة وهو ما إقتضاه الفصل 111من م.م.م.ت.
)1وقوع خديعة أثرت في الحكم:
إن الخديعة مصطلحة ليس من السهل تعريفه و أتخذ المشرع موقفا سلبيا منه بالسكوت عن
تعريفه ولكنه تصدى لبعض صوره في جملة من النصوص كالفصل 01من م.إ.ع والعنصر
الجوهري في الخديعة يكمن في سوء النية ومتى ثبتت الخديعة تكون سوء النية مفترضة ولقد
تم تعريف الخديعة من كونها تغيير الحقيقة بأي وسيلة ،يقصد تحقيق مصلحة خاصة أو غير
مشروعة ،تتعارض مع القانون .وبالتالي إن الخديعة هي العمل االحتيالي المخالف للنزاهة
ومن شأنه ت ظليل العدالة وأمثلة الخديعة كثيرة ومنها منع الخصم وصول اإلعالم بالحكم إلى
من تم إعالمه أو االتفاق مع محام خصمه على خيانة موكله ويجب أن تصدر الخديعة من
المحكوم له أو ممثله القانوني كما تتسبب الخديعة إلى الخصم ولو صدرت من الغير شريطة
أن يكون قد ساهم في حصولها أو عالم بها ويجب أن تكون الخديعة قد أثرت في الحكم أي
أنه بغير هذه الخديعة ما كان يصدر الحكم بالمضمون الذي صدر به وبالتالي ال بد من وجود
عالقة سببية بين مضمون الحكم وبين الوقائع المكونة للخديعة أما إذا لم تعتمد المحكمة تلك
الوقائع إلصدار حكمها فال وجه لاللتماس.
)2بناء الحكم على أوراق مزورة:
إقتضى الفصل 101من م.م.م.ت أنه إذا ثبت بعد صدور الحكم إقرار بتزوير األوراق الذي
بني عليها ا لحكم أو قضي بتزويرها جاز الطعن في الحكم بالتماس إعادة النظر ضرورة أن
الحكم أسس على دليل ثبت فساده وليكون االلتماس مقبوال ال بد أن يكون الحكم قد بني على
تلك األوراق وأن يثبت زور هذه األوراق وذلك يحكم في التزوير سواء كان زورا مدنيا
وفق أحكام الفصل 201من م.م.م.ت أو جنائيا وفق الفصل 112من المجلة الجنائية أو
بإقرار محرر الورقة بتزويرها وإن ثبت الزور بعد صدور الحكم الملتمس أعاد النظر فيه
وقبل رفع االلتماس الذي يكون غايته إصالح حكم بني على ورقى مزورة أما إذا لم يؤسس
الحكم على ورقة مزورة إنما على أسباب أخرى فإنه ال يجوز االلتماس ومثال ذلك إذا أسس
الحكم على ورقة مزورة ثم تأيد الحكم لدى محكمة االستئناف على أساس أسباب أخرى فال
يجوز االلتماس الن الورقة المزورة لم تكن أساس الحكم النهائي المطعون فيه .
)0الظفر بأوراق قاطعة للدعوى:
إن هذه الحالة تفترض وجود أوراق قاطعة في الدعوى أي أنه لو كانت قدمت أثناء نظر
الدعوى لتغير وجه الفصل فيها كما يجب أن يكون الخصم اآلخر قد حال دون تقديم األوراق
للمحكمة أي أنه قد يكون قد حجزها أو ساهم في الحيلولة على الحصول عليها من طرف
خصمه كما يجب أن يتم الحصول على تلك األوراق بعد صدور الحكم المطعون فيه فإذا
كانت معلومة للملتمس ومعلومة للمحكمة قبل إصدار الحكم كان االلتماس غير قائم على
سبب سليم والحصول على الورقة المنصوص عليه بالفصل 101من م.م.م.ت ال يقصد به
حيازة ملتمس للورقة حيازة مادية وإنما يكفي أن تنكشف له الورقة وتصبح في متناوله
وي مكنه االطالع عليها دون عائق شريطة إثبات تاريخ ذلك بصفة قطعية بأن ميعاد االلتماس
يحدد بداية من تاريخ الظفر بالورقة وهو ثالثون يوما من ذلك التاريخ وبانتهائه يسقط الحق
بالطعن عمال بأحكام الفصل 102من م.م.م.ت.
الفقرة الثالثة إجراءات التماس إعادة النظر:
إقتضى الفصل 101من م.م.م.ت أن االلتماس يرفع للمحكمة التي أصدر ت الحكم المطعون
فيه ويجوز أن تكون مؤلفة من نفس القضاة الذين أصدروا الحكم الن االلتماس هو طلب يقدم
للمحكمة التي أصدرت الحكم للرجوع فيه ال لسبب تقدير خاطئ وقعت فيه وإنما لتعيد التقدير
على أساس وقائع جد يدة ولذلك ال حرج أن تنظر هذا الطلب ولو كانت مؤلفة من نفس
القضاة الذين أصدروا الحكم ألنها تكون أقدر من غيرها على التحقق من هذا العيب ويقدم
االلتماس بعريضة تودع لدى كتابة المحكمة بعد تبليغها للمعني باألمر وفقا إلجراءات رفع
الدعوى ويجب أن تتضمن عريضة االلتماس عالوة على بيانات عريضة الدعوى بيان
الحكم الملتمس إعادة النظر فيه وتاريخه وأسبابه وإال كانت العريضة باطلة عمال بأحكام
الفصل 111من م.م.م.ت كما يجب على الملتمس أن يبين عند عرضه أسباب االلتماس أدلة
اإلثبات المتعلقة بهذا السبب أن يحدد اليوم الذي ظفر فيه بالورقة أوثبت فيه الزور أو إكتشف
الخديعة والهدف من ذلك هو بيان أن سبب االلتماس قد أكتشف بعد صدور الحكم وأن
االلتماس قد قدم في األجل القانوني الذي يبدأ إحتسابه من ذلك اليوم ويجب كذلك تأمين مبلغ
عشرين دينارا بقباضة التسجيل واإلدالء بما يفيد ذلك لكتابة المحكمة وإال منعت هذه
األخيرة من تسلم العريضة عمال بأحكام الفصل 113من م.م.م.ت وأجل االلتماس ثالثون
يوما تبدأ من اليوم الذي ظفرت فيه الخديعة أو الذي أقر فيه بالتزوير أن حكم بثبوته أو اليوم
الذي ظفر الملتمس بالورقة المحتجزة عمال بأحكام الفصل 102من م.م.م.ت أما إذا إنقضى
أجل الطعن بااللتماس سقط الحق فيه وليس للخصم أن يطعن في الحكم بااللتماس أي كان
عذره سواء كان لخطئه أو لخطأ وكيله .
الفقرة الرابعة محل النظر المحكمة المتعهدة:
)1النظر في الشكل:
إقتضى الفصل 110من م.م.م.ت أن المحكمة تفصل أوال في قبول إعادة النظر شكال وذلك
بالتثبت بأن الطعن رفع في األجل ومتعلق بحكم نهائي ومبني على أحد األسباب التي نص
عليها القا نون حصرا و تنهي هذه المرحلة إما برفض االلتماس شكال وتتوقف عند هذا الحد
وال تتعرض لما أثاره الطاعن من طلبات متعلقة بموضوع االلتماس وإما أن تحكم بقبوله
وف ي هذه الحالة يترتب على ذلك زوال الحكم المطعون فيه وإعتباره كأن لم يكن في حدود ما
تسلط عليه الطعن وتصرف القضية للمرافعة للنظر في موضوع الدعوى من جديد وتكون
المرافعة بنفس الجلسة التي تم قبول الطعن فيها شكال أو تؤجل النظر في القضية لجلسة
الحقة تحددها المحكمة ودون حاجة إلعادة استدعاء الخصوم الذين حضروا الجلسة األولى
وهم على علم بتاريخ الجلسة التي أجلت لها القضية.
)2النظر في الموضوع:
في هذه المرحلة الثاني وهي مرحلة نظر الموضوع ويترتب على قبول االلتماس وما ينتج
من ذلك من إلغاء الحكم المطعون فيه وإعادة األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل
صدور الحكم وتكون للمحكمة كافة السلطات التي كانت لها قبل صدور الحكم المطعون فيه
ويمكن للخصوم تقديم أدلة جديدة .وإثر ذلك تصدر المحكمة حكما جديدا في موضوع الدعوى
سواء لصالح الملتمس أو ضده وإذا قضت المحكمة في موضوع االلتماس وعدلت الحكم
المطعون فيه الذي كان قد نفذ ضرورة أن االلتماس ال يوقف التنفيذ عمال بأحكام الفصل 112
من م.م.م.ت فيجب عليها اإلذن بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل صدور الحكم المطعون
فيه ولو بدون طلب ضرورة أن نقض الحكم من نتائجه الحتمية إرجاع الحالة إلى ما كانت
عليه وطالما نفذ الحكم وطعن فيه الخصم بااللتماس فذالك دليل على عدم رضائه به وإن لم
يطلب ذلك صراحة والحكم الصادر في االلتماس سواء برفضه شكال أو في الموضوع ال
يقبل الطعن إال بنفس الطريقة التي كان يقبلها الحكم المطعون فيه فإذا كان صادرا عن
محكمة ابتدائية بوصفها محكمة إستئناف فهو يقبل الطعن بالتعقيب وكذلك إذا كان صادرا
عن محكمة االستئناف بوصفها درجة ثانية من درجات التقاضي.
الطعن بالتعقيب
إن وظيفة القضاء تتمثل أساسا في حماية القانوني وال يتسنى ذلك إال إذا كانت األحكام
مطابقة للقانون وإن إرساء محكمة التعقي ب في أعلى هرم القضاء يهدف إلى أن يكون القانون
كما تعلنه المحاكم مطابق للقانون كما أراده المشرع ضرورة أن محكمة التعقيب تعمل على
تقويم ما تقع فيه األحكام من إعوجاج وبعد عن التطبيق السليم للقاعدة القانونية وتحقق
المساواة بين المواطنين أمام القانون عن طريق وحدة القضاء ووحدة القانون في الدولة
والطعن بالتعقيب هو طعن غير عادي في الحكم ضرورة أنه ال يجوز إال بالنسبة لألحكام
النهائية وألسباب محددة عن طريق المشرع على سبيل الحصر إال بالنسبة لألحكام النهائية
ومهمة محكمة التعقيب ال تتمثل إعادة النظر في الدعوى بل في مراقبة تطبيق القانون
ضرورة أنها ال تبحث الوقائع من جديد بل تسلم بها كما وردت في الحكم المطعون فيه
وتراقب إذا كان الحكم قد طبق على هذه الوقائع حكم القانون وباإلضافة إلى ذلك ليس الطعن
بالتعقيب أثر موقف وال يترتب عليه وقف تنفيذ الحكم عمال بأحكام الفصل 191من م.م.م.ت
مثلما هو الحال بالطعن باالستئناف وإللمام بدور محكمة التعقيب ال بد من التعرض إلى
األحكام القابلة بالطعن بالتعقيب ثم ألسباب الطعن بالتعقيب وإجراءات الطعن ثم للحكم
بالطعن وآثاره وأخيرا لمصير القضية بعد الحكم بالنقض فيه باعتبار أن التنقيح األخير
لمج لة المرافعات خول لهذه المحكمة التصدي للموضوع في حاالت معينة .
الفقرة األولى األحكام القابلة للطعن بالتعقيب:
إقتضى الفصل 110من م.م.م.ت أنه يمكن الطعن بالتعقيب في األحكام النهائية الدرجة
ويخلص من الفصل المذكور أنه تنطبق على الطعن بالتعقيب القاعدة العامة التي تقرر عدم
جواز الطعن في األحكام الصادرة أثناء سير الدعوى وال تنتهي بها الخصومة إال بعد صدور
الحكم المنهي لها وذلك باستثناء األحكام االستعجالية واألحكام الصادرة بوقف الخصومة
واألحكام الصادرة بعدم االختصاص وكذلك األحكام الصادرة باالختصاص إذا لم يكن
للمحكمة والية للحكم في الدعوى وبالتالي فإن األحكام الصادرة عن محكمة االستئناف أو عن
المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة إستئناف قابلة للطعن بالتعقيب ولمحكمة التعقيب في سبيل
الفصل في مسألة جواز الطعن بالتعقيب من عدمه أن تراقب تكيف المحكمة للدعوى وأن
تعطيها الوصف الصحيح وال تكون مقيدة بالوصف الذي أصبغته المحكمة.
الفقرة الثانية أسباب الطعن بالتعقيب:
إن الطعن بالتعقيب هو طريق طعن غير عادي وال يكف الحكم ضد الطاعن بل يجب أن
يوجد في الحكم أحد العيوب التي نص عليها القانون وأن يحدد العيب في الحكم وتعتبر هذه
العيوب أخطاء في التقدير أي أخطاء يرتكبها القاضي عند تطبيقه القاعدة القانونية العامة
على الحالة المعينة وتعتبر العيوب األخرى أخطاء في اإلجراء أي في نشاط القاضي الذي
يوجب عليه القانون أن يكون على نسق معين والعتبار السبب أسباب الطعن بالتعقيب ال بد
أن يكون من ضمن األخطاء في التقدير أو على خال ف ذلك األخطاء في اإلجراء في الحالة
األولى تقتصر سلطة المحكمة على مراقبة تطبيق القانون وفي الحالة الثانية تبحث المحكمة
في الوقائع وعلى هذا األساس إذا حكم برفض االستئناف على أساس أن القاضي قبل الحكم
المطعون فيه فإن محكمة التعقيب تبحث واقعة القبول من عدمه ولذلك سنتولى البحث في
األسباب المتعلقة بالتحريف ثم األسباب المتعلقة بتعليل األحكام.
أوال األسباب المتعلقة بالتحريف:
إن للقاضي سلطة مطلقة في بحث المستندات المقدمة أساسا للدعوى دون أن يكون لمحكمة
التعقيب ممارسة رقابتها غير أنه إذا حرفت ال وقائع بأن إنتهى لغير النتيجة التي تؤدي لها
الواقعة فإن الحكم يكون عرضة للنقض وقد يكون التحريف في الوقائع أو في المحررات.
)1تحريف الوقائع كسبب للطعن:
أ ــ حرية قاضي الموضوع في تقدير الوقائع:
إن حرية قاضي الموضوع في تقدير الوقائع هو من المبادئ الثابتة التي يقرها التشريع
وتحرص محكمة التعقيب على إحترامه والتذكير به في العديد من قراراتها لكن ال بد من
التفريق بين رقابة المحكمة على االستخالص الواقع ورقابتها على االستخالص القانون فإن
كان األول خارجا عن إختصاص محكمة التعقيب فإن الثاني هو في صلب دورها والحقيقة
أن اإلشكال مرده صعوبة التفريق بين الواقع والقانون اللذان من الممكن أن يتداخل ويصعب
معرفة ما إذا كان المسالة التي فصل فيها القاضي هي مسألة موضوعية أم هي مسألة
قانونية.
ب ــ اإلخالل المبدأ حرية قاضي الموضوع بتقدير الوقائع:
إن تحريف الوقائع يؤدي حتما وبالضرورة إلى الخطأ في تطبيق القانون وهو ما أقرته
محكمة التعقيب في العديد من قراراتها وإذا ما أقرت محكمة التعقيب هذا المبدأ فإنه من
البديهي أن تراقب سالمة إستنتاج محكمة الموضوع وتنظر هل األدلة التي إعتمدها الحكم
تؤدي إلى النتيجة التي إنتهى إليها فإذا تبين لها التالزم المنطقي بين النتيجة التي إنتهت إليها
محكمة الموضوع وبين عناصر االدالل المنطقي فإنها تنقض الحكم المطعون فيه .
)2تحريف المحررات:
إن المحررات من كتائب وعقود مصدرها إرادة األطراف وبالتالي ال يمكنها تنظيرها
بالقانون إال أن فقه القضاء توسع في السلطة المخولة لمحكمة التعقيب وخول لها الرقابة
على تحريف المحررات الكتابية ضرورة أن محكمة التعقيب أكدت في العديد من المناسبات
أنه ال يمكن لقضاة األصل التستر بسلطتهم لتحريف معنى الكتب الواضح والذي ال يكتنفه
غموض وفسرت في العديد من المرات عقودا ونقضت العديد من القرارات التي فسر تفسيرا
مخالفا لما تراه محكمة التعقيب وبذلك تحولت محكمة التعقيب من محكمة قانون هدفها
األساسي النظر في الخالفات القانونية إلى قاضي وقائع وقانون وهو ما يقلص الحواجز
الفاصلة بين سلطة قضاة األصل التقديرية وسلطة محكمة التعقيب المنحصرة أساسا في رقابة
حسن تطبيق القانون.
ثانيا األسباب المتعلقة بتعليل األحكام:
إن األحكام يجب أن تعلل تعليال واقعيا وقانونيا عمال بأحكام الفصل 120من م.م.م.ت ومن
أبرز مظاهر التعليل الرد على الدفوع الجوهرية التي يتمسك بها األطراف وإحترام حقوق
الدفاع واالستناد على أدلة لها أصل ثابت في أوراق الدعوى وبذلك إن إنعدام األسباب في
الحكم موجبة لنقضه ويتجلى ذلك إما بضعف التعليل أو عدم مراعاة حقوق الدفاع بأن ال يقع
الرد على أحد الدفوع الجوهرية التي تسمك بها أحد الخصوم.
)1ضعف التعليل:
إنه من الضروري التميز بين األسباب القانونية واألسباب الواقعية لتفرقة بين ضعف التعليل
والعيوب األخرى حتى تتمكن من تحديد حاالت ضعف التعليل.
أ ــ األسباب الواقعية واألسباب القانونية:
إن األسباب الواقعية هي التي تبرر الواقع الذي استخلصه القاضي في حين أن األسباب
القانونية هي التي تبرر إختبار تطبيق قاعدة دون أخرى لحل اإلشكال المطروح وتكون هذه
األسباب كافية إذا أوضحت أن الوقائع الالزمة لتطبيق القاعدة القانونية توفرت في الدعوى
وتكون غير كافية إذا لم يبرز في الحكم ما يبرر تطبيق القاعدة التي على أساساها صدر
الحكم .
وضعف التعليل يحول دون مراقبة محكمة التعقيب لتطبيق القانون بإعتبار أن القصور من
معرفة ما إذا كانت القاعدة المطبقة في الدعوى هي التي يجب تطبيقها بينما عدم إرادة
األسباب القانونية ال يحول دون ممارسة الرقابة ضرورة أن عدم إيراد النهي القانوني
وتكون نتيجة الحكم صحيحة ال يحول دون أن تستكمل محكمة التعقيب لألسباب القانونية
الالزمة أو إستدراك ما وجدته من أخطاء قانونية باعتبار أن ذكر النص القانوني غير
ضروري إذا كانت النتيجة صحيحة وهو ما ذهبت إليه محكمة التعقيب في قرارها عـ19110
ـدد المؤرخ في 1921/2/1والذي ورد فيه أنه ولئن أوجب الفصل 120من م.م.م.ت
تضمين المستندات الواقعية والقانونية بالحكم إال أنه لم يوجب بيان النص القانوني.
ب ــ ضعف التعليل والعيوب األخرى:
إن وصف التعليل هو عيب موضوعي بينما إنعدام األسباب هو عيب شكلي يجعل الحكم
فاقدا لمق وماته والتميز بين المصطلحين له أهمية كبرى بالنسبة لسلطة محكمة التعقيب
ضرورة أنه إذا إنعدمت األسباب ينحصر دور محكمة التعقيب في بيان الحكم غير مسبب
دون أن تبدي رأيها في قيمتها القانونية في حين في حالة ضعف التعليل فإن المحكمة تبحث
القيمة القانونية للحكم وتبين أوجه قصوره كما أن ضعف التعليل يختلف عن مخالفة القانون
باعتبار أن ضعف التعليل يفترض عدم كفاية األسباب الواقعية بينما في مخالفة القانون تتوفر
في الحكم األسباب الواقعية إال أن المحكمة أخطأت في أعمال القاعدة القانونية الواجبة
التطرق على الوقائع المطروحة كما أنه من الضروري التميز بين ضعف التعليل وزوال
األساس القانوني للحكم الذي يفترض أن الحكم صدر صحيح من الناحية الواقعية والقانونية
غير أنه نتيجة لحدوث واقعة الحقة لصدوره كأن يصدر قانون جديد يلغي النص الذي أسس
عليه الحكم وذلك بأثر رجعي.
)2هضم حقوق الدفاع:
إن المحكمة عالوة على إرادتها لألسباب الواقعية والقانونية ملزمة بالرد على أوجه دفاع
الخصوم الجوهرية التي لم تعتمد عليها وإذا لم تفعل تكون قد هضمت حقوق الدفاع ويكون
حكما عرضة للنقض وفي أغلب األحيان يرتبط هضم حقوق الدفاع لضعف التعليل وينتج
عن عدم الرد عن الدفوع الجوهرية.
)0بطالن الحكم أو بطالن إجراءات سند الحكم:
عمال بأحكام الفقرة الرابعة من الفصل 110من م.م.م.ت يمكن الطعن في الحكم إذا لم يراع
فيه اإلجراءات الصيغ الشكلية التي رتب القانون على عدم مراعاتها البطالن أو السقوط وفي
الحالتين يطعن في الحكم ألنه باطل ومحل الطعن هو تعييب الحكم وقد يقع البطالن في الحكم
ذاته في حالة النطق به في جلسة سرية أو إذا لم يشتمل على األسباب التي بني عليها أو صدر
من محكمة غير مختصة أو غير مشكلة تشكيال صحيحا أو من قاضي غير مؤهل إلصداره
أو دون سماع مرافعة وإذا لم يحضر القاضي الذي سمع المرافعة النطق بالحكم ولم يوقع
محضر الجلسة الحكمية .أما العيب في اإلجراءات السابقة للحكم فيقصد بها بطالن إجراءات
الدعوى والذي من شأنه التأثير في الحكم ويكون باطال بالتبعية الن ما بني على باطل هو
باطل.
)1التعارض بين األحكام النهائية:
إقتضت الفقرة الخامسة من الفصل 110من م.م.م.ت أنه يمكن الطعن بالتعقيب إذا كانت
هناك أحكام نهائية متناقضة في نصها وكانت صادرة بين نفس الخصوم وفي ذات الموضوع
والسبب من المعلوم أن الفصل في نزاع حكم معين يصلب من أية محكمة سلطة إعادة النظر
في النزاع الذي فصل فيه الن ما سبق الفصل فيه وحاز حجية األمر المقضي ال يجوز
الفصل فيه مرة أخرى كما أنه من شأن هذا التناقض أن يمنع تنفيذ األحكام ويشترط الطعن
بالتعق يب لهذا السبب أن يوحد حكم سابق قد حاز قوة األمر المقضي به سواء لصدوره نهائيا
أو صار نهائيا لفوات أجل االستئناف ويجب أن يكون هناك تعارض بين الحكمين أي أن
يتضمن الحكمان قضاء في مسألة واحدة على نحو مختلف ومعنى ذلك أن يتناقض الحكم
الصادر نهائيا حكما سابقا حاز قوة األمر المقضي في مسألة ثار حولها نزاع وأستقرت
حقيقتها بين طرفي النزاع بالفصل فيها بالحكم السابق بين نفس األطراف ولنفس السبب
ونفس الموضوع وال يغير من ذلك أن تكون المسألة المقضي فيها مسألة شاملة أو مسألة
أصلية أساسية فإذا قضي نهائيا بتخفيض معينات الكراء ثم قضي بعد ذلك بإلزام المتسوغ بأن
يؤدي لمشتري العقار من خلف المؤجر معينات الكراء دون تخفيضها فإن ذلك مخالف لحجية
الحكم السابق ويجوز الطعن فيه بطريق التعقيب كما أن التعارض أو التناقض يجب أن يقوم
بين األحكام النهائية وال يصح أن يقوم بين حكم نهائي وحكم بات أي صادر عن محكمة
التعقيب فال يجوز الطعن في األحكام الصادرة عن محكمة التعقيب بدعوى مخالفتها لحكم
نهائي حائز لقوةة األمر المقضي .
الفقرة الثالثة أجل الطعن بالتعقيب وإجراءاته:
أجل الطعن بالتعقيب عشرون يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم كما يجب عمال بأحكام الفصل
190م م.م.ت أن الطعن في األحكام الصادرة في قضايا الطالق تكون ثالثون يوما من تاريخ
صدور الحكم وإذا نفذ أجل الطعن بالتعقيب سقط الحق في هذا الطعن.
ويرفع الطعن بعريضة تودع بكتابة المحكمة التي أصدرت الحكم عمال بأحكام الفصل 122م
م.م.ت وتشتمل عريضة الطعن عالوة على البيانات المتعلقة بأسماء الخصوم وصيفاتهم
ومقراتهم بيان الحكم المطعون فيه وتاريخه وبيان األسباب الذي بني عليها الطعن وطلبات
الطاعن عمال بأحكام الفصل 120من م.م.م.ت أما إذا غفل الطاعن عن بيان الحكم المطعون
فيه وتاريخه أو بيان األسباب الذي بني عليه الطعن أو طلبات الطاعن فإن الطعن باطال
وتحكم المحكمة ببطالنه من تلقاء نفسها ولذلك يجب بيان أسباب الطعن بيانا دقيقا فإذا خلت
العريضة من أسباب الطعن من الحكم كان الطعن باطال .كذلك يجب على الطاعن عند
إيداع مذكرة الطعن أن يودع معها ما يفيد تأمينه ثالثين دينارا بعنوان خطية وال يقبل كاتب
المحكمة عريضة الطعن إذا لم ترفق بها ما يثبت هذا التأمين عمال بأحكام الفصل 121من
م.م.م.ت وتصادر هذه الخطية إذا حكمت المحكمة برفض الطعن والحكمة في هذه الخطية هو
ضمان جدية الطعن وال يعفى منها إال الدولة والفقراء المسعفون باإلعانة العدلية وترتيب
البطالن بل إغفال هذا اإليداع ولكل ذي مصلحة أن يتمسك به وللمحكمة أن تقضي به من
تلقاء نفسها ويجب على الطاعن خالل ثالثون يوما من تقديم عريضة الطعن أن يقدم لكتابة
محكمة التعقيب محضر اإلعالم بالحكم المطعون فيه إن وقع إعالمه به ونسخة من الحكم
المطعون فيه مشفوعة بنسخة من الحكم االبتدائي إذا كانت أسباب هذا الحكم متممة له ولم
تكن مدرجة به ومذكرة من محاميه فيها بيان أسباب الطعن وماله من مؤيدات ونسخة من
محضر إبالغ خصومه نظير من تلك المذكرة بواسطة عدل منفذ وإال سقط حقه في الطعن
عمال بأحكام الفصل 190من م.م.م.ت والمطعون ضده عليه تقديم مذكرة في دفاعه بواسطة
محام بعد إطالع محام الطاعن عليها وذلك في أجل ال يتجاوز ثالثين يوما من تاريخ إعالمه
بعريضة أسباب الطعن وبفوات األجل ال يجوز لكتابة المحكمة ألي سبب كان أن تقبل
المذكرات كما أنه بعد إنقضاء هذا األجل تسلم الكتابة الملف للنيابة العمومية التي عليها أن
تودع مذكرة بأقوالها وتحيل الملف على الرئيس األول لتعيين جلسة نظر الطعن وتتولى كتابة
المحكمة إعالم المحامين كتابة قبل إنعقاد الجلسة بثمانية أيام عمال بأحكام الفصل 121من
م.م.م.ت ضرورة أنه بإمكان أحد المحامين تقديم مطلب للمرافعة عمال بأحكام الفصل 122م
م.م.م.ت.
الفقرة الرابعة التصدي للموضوع والخطأ البين:
إن محكمة التعقيب بعد تنقيح بعض فصول مجلة المرافعات أصبحت لها وظائف جديدة
باإلضافة إلى مراقبة حسن تطبيق القانون وهي التصدي للموضوع والبت فيه بحكم حاسم
للنزاع مثلها مثل بقية محاكم الموضوع والنظر في التعقيب المرفوع لها طعنا في قرار
تعقيبيا صادر عن إحدى الدوائر تأسيسا على صدوره بناء على خطأ يبين وقع فيه قضاة
الدائرة المصدرة له.
)1التصدي للموضوع والحكم في األصل:
إن هذه الوظيفة الجديدة تم إدخالها بعد تنقيح الفصلين 111و 191من م.م.م.ت.
فاألول إقتضى أنه إذا طعن للمرة الثانية لغير السبب األول الواقع من أجله النقض ورأت
المحكمة نقض الحكم المطعون فيه فإنها تبت في الموضوع إذا كان مهيأ للفصل.
ونص الثاني على أنه إذا كان النقض مع اإلحالة على محكمة أخرى وحكمت هذه بما يخالف
ذلك وقع الطعن بهذا الحكم بنفس السبب الذي وقع النقض من أجله أوال فإن المحكمة متألفة
من دوائرها المجتمعة تتولى النظر في خصوص المسألة القانونية الواقع مخالفتها من دائرة
اإلحالة وإذا رأت النقض فإنها تبت في الموضوع إن كان مهيأ للفصل.
ويتجلى من الفصلين المذكورين أن محكمة التعقيب تتصدى للموضوع وتبت في أصل النزاع
إما بإحدى دوائرها أو بدائرتها المجتمعة.
أ ــ الحكم في الموضوع من إحدى دوائر محكمة التعقيب:
يخلص من الفصل 111من م.م.م.ت أنه يمكن إلحدى دوائر التعقيب أن تتصدى للموضوع
وتحكم في األصل بحكم حاسم إذا توفرت عدة شروط.
ــ أن تتعهد الدائرة بالقضية للمرة الثانية أي أن يكون قد سبق طعن أوال بالتعقيب وانتهى
بنقض الحكم مع اإلحالة ثم يتولى أحد الطرفين الطعن بالتعقيب في حكم محكمة اإلحالة.
ــ أن يكون الطعن الثاني بالتعقيب مؤسس على غير السبب الذي إرتكز عليه الطعن األول
باعتبار أن لوكان الطعن الثاني مؤسسا على السبب لكان النظر راجعا وجوبا للدوائر
المجتمعة.
ــ إن التطرق لألصل والفصل فيه مشروط بنقض الحكم المطعون بصرف النظر عن
األسباب الداعية لذلك.
ــ أن يكون النزاع مهيأ للفصل أي أنه ال يستدعى إجراءات تحقيق إضافية كسماع شهود أو
تسمية خبير.
ــ الحكم في األصل من الدوائر المجتمعة.
إن الفصل 191من م.م.م.ت أسند للدوائر المجتمعة حق الحكم في أصل النزاع بصفة حاسمة
ونهائية ويجيب أن تتوفر الشروط السابقة الذكر التي أوجبها المشرع بالنسبة لتعهد دائرة
تعقيبية باستثناء شرط واحد وهو أن يكون الطعن الثاني أن يرتكز على نفس السبب الذي
تأسس عليه الطعن األول.
)2التعقيب على التعقيب من أجل خطأ بين:
إن تعديل بعض الفصول من مجلة المرافعات المدنية والتجارية بموجب القانون المؤرخ في
1921/9/1إستحدث وظيفة جديدة لمحكمة التعقيب نص عليها الفصل 192من م.م.م.ت
الذي إقتضى أنه تنظر الدوائر المجتمعة أيضا :
)1إذا كان األمر يدعو إلى توحيد اآلراء القانونية بين الدوائر.
)2عند وجود خطأ بين في قرار صادر عن إحدى الدوائر في أول الفقرة ويعتبر الخطأ بينا:
ــ إذا بني قرار الرفض شكال على غلط واضح.
ــ إذا اعتمد القرار نصا قانونيا سبق نسخه أو تنقيحه بما صيره غير منطبق.
ــ متى شارك في القرار من سبق منه النظر في الموضوع.
ولقد أضاف الفصل 190من م.م.م.ت أن الرئيس األول لمحكمة التعقيب هو الذي يقوم بدور
رئيس الدوائر المجتمعة عندما نص على أنه وله دعوتها بطلب من أحد الخصوم للنظر في
تصحيح خطأ بين حصل في قرار إحدى الدوائر وذلك ثالثة أشهر من تاريخ صدوره
ويستخلص من الفصلين المذكورين أن هذا الطعن يتوقف على توفر عدة شروط شكلية
وموضوعية .
أ ــ الشروط الموضوعية :
إن الشروط الموضوعية تنحصر في إثنين:
الشرط األول:
يجب أن يكون القرار المطعون فيه أمام الدوائر المجتمعة لخطأ بين قرار ا صادرا عن
إحدى دوائر محكمة التعقيب وبذلك تتولى الدوائر المجتمعة مراقبة قضاء دوائر محكمة
التعقيب ويعتبر هذا الطعن تعقيبا على تعقيبا.
الشرط الثاني:
يجب أن يكون هناك خطأ بين ولقد حدد القانون وعرف الخطأ البين وحصره في ثالث
حاالت وهي
الحالة األولى :أن ترفض إحدى دوائر محكمة التعقيب مطلب التعقيب شكال بصفة خاطئة
كأن تعتبر أنه قدم بعد األجل والحال أنه خالف ذلك.
الحالة الثانية:وهي حالة تطبيق قضاة دوائر التعقيب نصا قانونيا وقع نسخه صراحة أو
ضمنيا وفق قواعد النسخ المبين في مجلة االلتزامات والعقود دون أن يقع التفطن لذلك أو أن
يطبق نصا قد نص قديما والحال أنه قد وقع تنقيحه.
الحالة الثالثة:وهي حالة المشاركة لقاضي من قضاة الدائرة التعقبية في نفس القضية في نطاق
المحكمة االبتدائية أو االستئنافية الذي سبق لها أن تعهدت من قبل.
والمشرع في هاته الحالة أراد أن يمنع مراقبة المحاكم الموضوعية لمحكمة القانون ضرورة
أنه عندما تنقض محكمة التعقيب الحكم االستئنافي وتحيله إلى محكمة االستئناف إلعادة
النظر من جديد في الدعوى بهيئة أخرى وثبت لمحكمة االستئناف أن أحد قضاة الدائرة
التعقبية سبق له أن تعهد بالدعوى فإنها ترفض التعهد لبطالن قرار محكمة التعقيب وبذلك
تصبح محكمة التعقيب مراقبة من قضاة األصل وهو ما يأباه المنطق القانوني السليم وقد
سبق أن حصل مثل هذا ضرورة أن محكمة االستئناف في قرارها عـ01300ـدد الصادر في
1922/1/1قضت برفض التعهد وتتمثل الوقائع في أن القاضي عمر سعيد شارك في الحكم
االستئنافي عـ02112ـدد وفي القرار التعقيبي عـ0031ـدد الذي بموجبه تمت اإلحالة
فاعتبرت محكمة االستئناف أن الحالة باطلة وتبعا لذلك رفضت التعهد ضرورة أن سلطة
محكمة االستئناف في إجراء نظرها على الطرق التي عهدها بها القانون في القضايا لم تكن
مقيدة بالنسبة لطريقة دون أخرى بل أنها تباشر ذلك ولها أن تتمسك بمقتضيات الفصل 11
من م.م.م.ت الذي نص على أن يكون اإلجراء باطال إذا نص القانون على بطالنه أو حصل
بموجبه مساس بالنظام أو أحكام اإلجراءات األساسية وعلى المحكمة أن تثيرها من تلقاء
نفسها وهذا النص مطلق وغير خاضع في تطبيقه في طور من أطوار التقاضي.
ب ــ الشروط الشكلية:
إن الشروط الشكلية تنحصر في إثنين أولهما يتعلق بكيفية تعهد الدوائر المجتمعة وثانيهما
يتعلق باألجل.
أوال الشرط المتعلق بتعهد الدوائر المجتمعة:
تتعهد الدوائر المجتمعة للنظر في الخطأ البين بنا على دعوة من الرئيس األول لمحكمة
التعقيب الذي ال يبادر بدعوتها بصفة تلقائية بل من المفروض أن يقدم له صاحب الطعن
مطلبا في ذلك ولعلى المقصود بهذا اإلجراء أن يتولى الرئيس األول النظر في جدية الطلب
وال يعهد الدوائر المجتمعة إال إذا كان الطلب له ما يبرره وفي هذا ترشيد للعمل القضائي
ضرورة أنه ال يعقل أن تلتئم كل الدوائر للنظر في طلب غير جدي ورئيس محكمة التعقيب
له من االقدمية والكفاءة للتمييز بين الجدي والكيدي والذي يقصد به النكاية وتطويل أمد
التقاضي دون أي مبرر.
ثانيا الشرط المتعلق باألجل:
إن األجل المحدد لتقديم طلب الطعن على أساس الخطأ الين ثالثة أشهر عمال بأحكام الفصل
190من م.م.م.ت من تاريخ صدور القرار التعقيبي المطعون فيه وهذا األجل قصير الن
إعداد نسخ القرارات واألحكام يستغرق أحيانا أكثر من هذا الوقت ولعله من األنسب أن يبدأ
األجل في السريان من اإلعالم بالقرار حتى يكون القرار جاهزا وللمتقاضي الوقت الالزم
إلعداد طعنه.
ومن الجدير التساؤل في اإلجراءات األخرى الواجب القيام بها لقبول المطلب ضرورة أن
المشرع سكت عنبيان الشروط اإلجرائية الخاصة عن هذا الطعن ويمكن تأويل هذا السكوت
أنه إحالة على اإلجراءات المتبعة عند تقديم مطلب التعقيب العادية وهو ما إنتهجته الدوائر
المجتمعة التي أقرت أنه عالوة على إحترام األجل ثالث أشهر يجب إستفاء المطلب للشروط
الشكلية المقررة لتقديم مطلب التعقيب العادية.