You are on page 1of 77

‫طريقة البحث‬

‫ينقسم البحث إلى قسمين‬


‫الفصل األول‬
‫الفصل الثاني‬
‫وكل فصل إلى مقسمين " مبحثين "‬
‫‪ )1‬المبحث ‪ :‬األول‬
‫مقدمة في فقرتين أ و ب‬
‫‪ )2‬المبحث الثاني ‪:‬‬
‫مقدمة في فقرتين أ و ب‬
‫النظام القضائي التونسي‬
‫الفصل األول ‪ :‬نظام مزدوج يفصل بين القضاء العدلي والقضاء اإلداري‬
‫‪ )1‬القضاء العدلي ‪:‬‬
‫أ ـ محاكم الدرجة األولي‬
‫ب ـ محاكم الدرجة الثانية‬
‫وهو ما يعبر عنه القضاء على درجتين أي ابتدائي الدرجة ونهائي الدرجة وذلك لضمان‬
‫حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫أ ــ محاكم الدرجة األولي‪:‬‬
‫محاكم النواحي‬
‫المحاكم االبتدائية ولهذه المحاكم قضاء فردي أو بتركيبة ثالثية إال في حالة واحدة في‬
‫الدائرة التجارية تكون التركيبة خماسية في حالة وجود قضية في الفلسة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬محاكم االستئناف ‪.‬‬
‫‪ )1‬المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة استئناف لمحاكم النواحي التابعة لدائرتها ‪.‬‬
‫‪ )2‬محكمة االستئناف تنظر في األحكام الصادرة ابتدائيا الصادرة عن المحكمة‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬‬
‫‪ )1‬المحكمة العقارية وهي ال تنشئ الحق بل تقرره اختصاصها تسجيل إجباري أو‬
‫اختياري‪.‬‬
‫‪ )2‬المحكمة العسكرية‪.‬‬
‫وهما محاكم خاصة‬
‫الفقرة الرابعة ‪:‬‬
‫محكمة التعقيب وهي تراقب صحة تطبيق القانون وتنظر في األحكام النهائية الدرجة‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫الفقرة األول لدى المحكمة اإلدارية دائرتان ــ دائرة ابتدائية وــ دائرة استثنائية ‪.‬‬
‫الفقرة الفقرة الثانية دائرة المحاسبات وهي تابعة للمحكمة اإلدارية ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫اآلثار المترتبة عن االزدواجية ما دام هناك ازدواجية أي هناك تنازع في االختصاص‬
‫حكم عدم اختصاص صادر إما من محاكم الحق العام او صادر عن المحكمة اإلدارية إما‬
‫يكون سلبي غير مختص أو يكون ايجابي ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫مجلس تنازع االختصاص تقرر اثر قانون مؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ 1991‬والمتعلق إنشائه‪.‬‬
‫فقرة أولى ‪ :‬تركيبته‪ :‬يتركب من رئيس و‪1‬اعضاء ويقع تسمية الرئيس والهيئة على اثر‬
‫قرار من رئيس الجمهورية وهي مسالة دورية تدوم سنتين دورة يتولى رئيس المحلس‬
‫رئيس األول لمحكمة التعقيب وثالثة أعضاء رؤساء دوائر من نفس المحكمة وبقية‬
‫األعضاء الثالثة من المحكمة اإلدارية والعكس بالعكس والدورة التالية يتولى الرئاسة‬
‫رئيس المحكمة اإلدارية وثالثة أعضاء و رؤساء دوائر من نفس المحكمة والبقية من‬
‫محكمة التعقيب وتنشر الملفات حسب الدورة إما بمحكمة التعقيب في حالة يكون الرئيس‬
‫من محكمة التعقيب وبالمحكمة اإلدارية إذا كان الرئيس من المحكمة اإلدارية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫اختصاص مجلس التنازع وتعهده ‪.‬‬
‫األحكام الصادرة عن مجلس التنازع ملزمة سواء للمحاتكم الحق العام أو للمحكمة‬
‫اإلدارية وحكمها يصدر بأغلبية األصوات‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫موقف فقه القضاء‬
‫الحل توحيد القضاء عوضا عن االزدواجية لكون هذه األخيرة تخلق مشاكل ‪.‬‬
‫االختصاص الحكمي لقاضي الناحية ‪:‬‬
‫البد من تعريف االختصاص الحكمي وهي السلطة المخولة للمحكمة لفصل نزاع معين‬
‫حسب نوعه أو حسب قيمته واالختصاص الحكمي يهم النظام العام وتثيره المحكمة من‬
‫تلق اء نفسها على خالف االختصاص الترابي الذي يهم مصلحة الخصوم ويمكن االتفاق‬
‫حوله ‪ .‬واالختصاص الحكمي يتكون من عنصرين أي يكون أما نوعيا أو قيما ‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫االختصاص الحكمي لقاضي الناحية‬
‫‪ )1‬فقرة أولى ‪ :‬شروط دعاوي النفقة ‪:‬‬
‫دعاوي النفقة " الفصول ‪ 03‬و‪01‬و ‪ 00‬من مجلة األحوال الشخصية " والمحكمة‬
‫المختصة هي التي يوجد بدائرتها مقر الطالب أو المطلوب ومستحق النفقة " الزوجة‬
‫المدخول بها واألبناء حتى بلوغهم سن الرشد أو بعده إلى انتهاء الدراسة وأقصاها ‪20‬‬
‫سنة أما المعوق إلى آن يقدر على الكسب بمفرده والبنت إلى أن تتزوج أو تكسب الرزق‬
‫بمفردها أما األبوان فيستحقون النفقة وكذلك األصول وان علو وأما من جهة األم فالطبقة‬
‫األولى فقط ‪.‬‬
‫‪ )2‬فقرة ثانية ‪ :‬دعاوي النفقة ‪:‬‬
‫يمكن أن تكون الدعوى في طلب النفقة أو في تعديل نفقة أو التخفيف أو في الترفيع كما‬
‫يمكن الدعوى أن تكون في طلب الرجوع في النفقة يجب اإلدالء برسم صداق‬
‫ومضامين والدة األبناء وشهادة حضور بالمدرسة لمن فاق سن الرشد وأما إذا كان الطلب‬
‫في تعديل نفقة فال بد من اإلدالء بنسخة من الحكم المراد تعديله ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬شروط الدعوى الحوزية ‪:‬‬
‫يجب أن يكون الحائز بنفسه أو بواسطة لمدة عام على األقل وان ال يسكت مدة عام وهما‬
‫شرطين متالزمين‪ .‬وان يكون الحوز مستمر ومشاهد ال وبدون شغب ‪ ,‬هذا بالنسبة‬
‫للعقارات الغير مسجلة إما العقارات المسجلة فيجب أن يكون الحق مرسما بإدارة‬
‫الملكية العقارية بحيث ال تسري المدة في شانه ‪.‬‬
‫الدعاوي الحوزية هي ثالثة أنواع ‪ )1.‬دعوى كف شغب ‪ )2‬دعوى تعطيل أشغال ‪)0‬‬
‫دعوى استرداد الحوز المفتك بالقوة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إجراءات البحث الحوزي ‪:‬‬
‫يستدعى البحث في الدعوى الحوزية التوجه على العين صحبة الكاتب والخبير ويتولى‬
‫القاضي سماع الشهود ولذلك يجب تحديد موعد للتوجه ويتولى الكاتب إعالم الخبير‬
‫بموعد التوجه ويقوم الخبير بتطبيق المؤيدات وإعداد تقرير ثم يعين موعدا للجلسة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حوادث الشغل واألمراض المهنية‪:‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلطار القانوني ‪:‬‬
‫لقد خص المشرع القطاع الخاص بقانون عـ‪ 22‬ـدد لسنة ‪ 1991‬المؤرخ في ‪1991/2/21‬‬
‫أما القطاع العام فينطبق عليه القانون عـ‪ 01‬ـدد لسنة ‪ 1990‬المؤرخ في ‪1990/1/22‬‬
‫ولكل حادث شغل في القطاع الخاص أو العام أو مرض مهني يوجب التعويض‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التعويض‪:‬‬
‫‪ )1‬إجراءات التعويض بالنسبة للقطع الخاص ‪:‬‬
‫التسوية اآللية ‪ :‬يتحمل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي مصاريف النقل والعالج‬
‫وصرف المنحة اليومية على أساس األجر المصرح به وبعد التآم الجرح يعرض‬
‫المتضرر على اللجنة الطبية لتحديد نسبة العجز ومقدار التعويض وتاريخ صرفه من‬
‫ظرف شهر من تحديد النتيجة الطبية أو تاريخ الوفاة ‪ .‬وإذا لم يوافق المتضرر أو خلفه‬
‫العام على التعويض بل العروض يمكن االلتجاء إلى القضاء ومعلوم أن التسوية اآللية‬
‫وجوبية وال يمكن اللجوء إلى القضاء إال بعد المرور بها ‪.‬‬
‫‪ )2‬التسوية القضائية ‪ :‬يختص قاضي الناحية بالنظر في النزاعات الناشة عن حادث‬
‫شغل واألمراض المهنية مهما كان مقدار الطلب أو موضوع الدعوى وينظر قاضي‬
‫الناحية نهائيا مهما كان مقدار الطلب في النزاعات المتعلقة باز داء العالج‬
‫ومصاريف الدفن والغرامات اليومية وتحديد األجر وذلك في ظرف ‪ 10‬يوما من‬
‫تاريخ رفع الدعوى ‪.‬‬
‫‪ )0‬بالنسبة للقطع العام ‪ :‬التسوية اآللية وهي مرحلة وجوبية ويتحمل المؤجر تكاليف‬
‫اإل سعاف والعالج والنقل بداية من تاريخ الحادث وفي العجز المؤقت يبقى المتضرر‬
‫منتفعا بكامل أجره وكامل حقوقه في التدرج والترقية وذلك إلى أن يرجع إلى العمل‬
‫أو يتم التصريح بعجزه الكلي أو الجزئي وفي حالة النزاع حول المنافع المذكورة‬
‫يمكن اللجوء إلى محكمة الناحية ‪.‬‬
‫‪ )1‬التسوية القضائية ‪ :‬يكون قاضي الناحية المختص بالنزاعات الناشئة عن حوادث‬
‫الشغل واألمراض المهنية وجبر األضرار الناجمة عنها مهما كان مقدار الطلب أو‬
‫موضوع الدعوى ويكون حكمه نهائيا مهما كان مقدار الطلب في النزاعات المتعلقة‬
‫باز داء العالج ومصايف الدفن ويكون حكمه ابتدائي الدرجة في النزاعات المتعلقة‬
‫بجرايات الوفاة والعجز الدائم ‪.‬‬
‫‪ )0‬إجراءات رفع الدعوى ‪ :‬ترفع الدعوى بعريضة كتابية يقدمها الطالب أو نائبه‬
‫ويجوز أن تقدم مباشرة وشفاهية لكتابة المحكمة أو بواسطة مكتوب مضمون الوصول‬
‫ويقع استدعاء األطراف بالطريقة اإلدارية ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬عقلة األجور والمرتبات‬
‫تختص محكمة الناحية التي يوجد بدائرتها مقر المدين للنظر في عقلة األجور والمرتبات‬
‫باستثناء النفقة التي يمكن أن ترفع لدى محكمة الناحية التي يوجد بدائرتها الدائن بالنفقة‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬إجراءات عقلة األجور والمرتبات ‪:‬‬
‫ير فع المطلب من قبل الدائن بمقتضى عريضة كتابية يقدمها مباشرة لكتابة المحكمة‬
‫المختصة وتكون مصحوبة بسند الدين وتمسك كتابة المحكمة دفتر أوراقه غير متنبرة‬
‫وممضاة ومرقمة من طرف قاضي الناحية ينص به على جميع األعمال التي تستدعيها‬
‫إجراءات العقلة التوقيفية على األجور ويضمن على ظهر ملف القضية عدد الصفحة‬
‫وعدد الدفتر المستعمل واالستدعاء للدائن يكون عند تقديم المطلب إما المدين فيستدعى‬
‫بواسطة مكتوب مضمون الوصول مع اال عالم بالبلوغ وعند االقتضاء بواسطة عدل‬
‫منفذ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الطور الحكمي‪ :‬إذا لم يتم الخالص في األجل المحدد من القاضي في‬
‫الجلسة الصلحية أو لم يقع االتفاق بين الطرفين يأذن القاضي بإجراء عقلة توقيفية على‬
‫جراية المدين لقدر ما يفي بخالص الدين أصال ومصروفا ثم وفي ظرف ‪ 12‬ساعة من‬
‫صدور القرار يعلم المعقول تحت يده وكذلك المدين الذي لم يحضر ويشتمل اإلعالم‬
‫وجوبا على القرار القاضي بإجراء العقلة وتاريخه وأسماء الدائن والمدين والمعقول‬
‫تحت يده وألقابهم ومقراتهم ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬إجراءات تصحيح العقلة أو رفضها ‪:‬‬
‫يجوز لكل دائن عاقل وللمدين وللغير المعقول تحت يده بتصريح يقدمه إلى كتابة‬
‫المحكمة أن يطلب استدعاء المعنيين لدى قاضي الناحية ويتولى هذا األخير استدعاء‬
‫المذكورين وذلك للحضور لديه للجلسة التي يعينها ويجب احترام آجال الحضور وهي ‪0‬‬
‫أيام كاملة بين بلوغ االستدعاء ويوم الجلسة ويقضي قاضي الناحية بصحة العقلة أو‬
‫ببطالنها أو برفعها ويتولى كاتب المحكمة إعالم الطرف الذي لم يحضر بنص الحكم في‬
‫ظرف ‪ 0‬أيام من تاريخ صدوره ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪:‬آثار الحكم‪:‬‬
‫يصدر الحكم ابتدائي الدرجة وهو قابل لالستئناف في ظرف ‪ 13‬أيام من تاريخ اإلعالم‬
‫كما يجب وبمجرد إعالم كتابة المحكمة بتنزيل األموال بحسابها يتولى الكاتب تحرير‬
‫إذن بالسحب لفائدة الدا ئن العاقل ويقع سحب النفقة شهريا بصفة مستمر حسبما نص‬
‫عليه قرار العقلة ويمكن بإذن من قاضي الناحية أن يكاتب المعقول تحت يده بتسليم‬
‫معلوم النفقة مباشرة للدائن ‪.‬‬
‫المبحث الخامس دعوى التبني‪:‬‬
‫أ شروط التبني‪ :‬أن يكون المتبني قاصرا والمتبنى رشيدا والفرق بينهما في السن ‪ 10‬سنة‬
‫وان يكون متزوجا ومتمتعا بحقوقه المدنية وسليم العقل والجسم وان يصادق الزوج طالب‬
‫التبني على الطلب‪.‬‬
‫ب إجراءات التبني ‪ :‬يقدم المطلب عاديا لقاضي الناحية ويكون مرفوقا بمضمون والدة‬
‫طالب التبني وقرينه ومضمون والدة الطفل المراد تبنيه وشهادة تخلي األم الطبيعية أو ما‬
‫يفيد تنازل األبوين الشرعيين ووثيقة في دخل المتبني وبطاقة سوابقه العدلية وشهادة‬
‫طبية له ولزوجته ويحال الملف على النيابة العمومية إلبداء الرأي ثم تعقد جلسة بحضور‬
‫طالب التبني وزوجته والد المتبنى أو ممثل المعهد الوطني لحماية الطفولة ويتولى‬
‫قاضي الناحية التحقق من توفر الشروط ثم يصدر حكمه ‪.‬‬
‫ج آ ثار الحكم ‪ :‬يحمل الطفل لقب المتبنى ويجوز إبدال اسم الطفل المتمتع بنفس الحقوق‬
‫البن الشرعي وعليه ما عليه من الواجبات ‪ ,‬وحكم التبني نهائي الدرجة ويمكن الطعن‬
‫فيه بالتعقيب فقط ‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬المنازعة الجبائية ‪:‬‬
‫بموجب القانون عـ‪11‬ـدد لسنة ‪ 1991‬المؤرخ في ‪ . 1991/2/0‬ينظر حاكم الناحية في‬
‫مقدار الجباية المحلية الموظفة على العقارات وذلك بالمحكمة التي يوجد بدائرتها العقار‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الدعوى ‪ :‬يقدم المطلب في اجل ‪ 13‬يوما من تاريخ اإلعالم عن‬
‫ختم عمليات ا الحصاء ويرفق المطلب بما يفيد اعتراضه إلى لجنة المراجعة ويكون هذا‬
‫المطلب بعريضة تشتمل على اسم الطالب ولقبه ومقره وموضوع الدعوى وطلباته ويقدم‬
‫الكاتب العريضة لقاضي الناحية الذي يعين تاريخ الجلسة ويأذن باستدعاء الطرفين‬
‫بالطريقة اإلدارية أو بواسطة عدل منفذ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬آثارا لحكم ‪ :‬صدور حكم في تعديل المبلغ أو برفض الدعوى وهذا الحكم‬
‫نهائي الدرجة وال يقبل الطعن إال بالتعقيب لدى المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االختصاص المقيد لقاضي الناحية‪:‬‬
‫تعتبر قيمة الدعوى معيارا محدد االختصاص الحكمي للمحاكم المدنية واخذ المشرع بهذا‬
‫المعيار صلب الفصل ‪ 09‬من م م م ت الذي نص على انه ينظر قاضي الناحية ابتدائيا في‬
‫الدعوى المدنية الشخصية والدعاوي المتعلقة بمنقول ومطالب أداء الديون التجارية إلى‬
‫نهاية سبعة آالف دينارا إال أن كيفية تقدير الدعوى تضمنتها فصول عديدة وتعين‬
‫التعرض إلى هذه المسألة ثم لتأثير الدعوى المعارضة على االختصاص ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬كيفية تقدير قيمة الدعوى ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م م ت أن مرجع‬
‫النظر بتحرر بمقتضى طبيعة الدعوى ومقدار المال المطلوب فيها والعبرة بالطلبات‬
‫األخيرة ما لم يتعمد الطالب إلى الزيادة أو التنقيص للتأثير على قواعد االختصاص وفي‬
‫هذه الحالة يجب على المحكمة أن ترد القيمة إلى نصابها وتفصل في االختصاص حسب‬
‫القيمة الحقيقية لموضوع الدعوى ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تقديرات المدعي‪:‬‬


‫أن الدعوي هو الذي يقدر قيمة الدعوى والعبرة بالطلبات األخيرة وذلك كلما لم يظهر انم‬
‫الطالب تعمد الزيادة والتنقيص في القيمة لقصد التأثير على قواعد االختصاص في هذه‬
‫الحالة يجوز للمحكمة رد القيمة إلى نصابها وتفصل في االختصاص ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬االستثناء من اعتماد تقدير المدعي ‪:‬‬
‫‪1‬ــ المبلغ المطلوب جزء من دين اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م م ت أنه إذا كان المبلغ‬
‫المطلوب من مشموالت دين أوفر منه حل اجله كأن االعتداء يكون على الدين أوفر مقدار‬
‫في تعيين مرجع النظر ودرجة الحكم ولقد أتيحت الفرصة لمحكمة التعقيب النظر في هذه‬
‫المسألة وأكدت أنه لتطبيق القاعدة يجب أن ال يكون قدم تم خالص الدين و إال أعتد‬
‫بالجزء المتبقي ‪ .‬كما أنه العتداد للدين األوفر مقدارا ال بد أن يكون قد حل أجله وأصبح‬
‫قابال للخالص ‪.‬‬
‫‪2‬ــ توابع الدعوى‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 20‬من م م م ت أن الغلة والبقايا وغرامات الضرر‬
‫والمصاريف وغيرها من األمور التابعة لالتفاق ألصل المبلغ المطلوب أال إذا كان لها‬
‫أصل سابق عن الدعوى‪.‬‬
‫‪ 0‬ــ استعمال الدعوى عدة فروع‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م م ت أنه إذا كانت الدعوى‬
‫شاملة إلى عدة فروع ناشئة في سبب واحد فان تلطك الفروع تضاف لتعيين مرجع النظر‬
‫ودرجة الحكم‪ .‬آما إذا كانت ناشئة عن أسباب متباينة فان كل واحد منهما يحكم فيه‬
‫بانفراد ابتدائيا ونهائيا ب حسب قيمته الحقيقية ومؤدى ذلك تقدير الدعوى خاضع لسببها فان‬
‫كانت واحدا تجمع الطلبات أما إذا تعددت األسباب فان كل قيمة تعتبر على انفرادها ‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ تعدد الخصومة ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م ت أن الدعوى الواقع القيام بها من‬
‫أشخاص متعددين ذوي مصالح متابنة ينظر فيها فيما يخص درجة الحكم ال بمجموعها‬
‫ولكن بالنظر لمصلحة كل بانفراده ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اثر الدعوى المعارضة على تقدير قيمة الدعوى ‪:‬‬
‫المطلوب بإمكانه رد الدعوى األصلية وتقديم طلبات وهذه الطلبات ال يتم ضم قيمتها إلى‬
‫قيمة الدعوى الصالية إال انه إذا كانت قيمة الدعوى المعارضة تجاوزت اختصاص‬
‫قاضي الناحية فانه يصدر حكمه بعدم سماع االختصاص في النظر في الدعويين إال في‬
‫حالة واحدة وهي المطالبة بغرم الضرر الناشئة عن الدعوى األصلية من ضرر‬
‫كمصاريف التقاضي وأجرة المحاماة وغرامة القيام تعسفيا في هذه الحالة يكون مختصا‬
‫بالنظر في الدعوى المعارضة ولو فاق نصا بها ما ينظره قانونا ‪.‬‬
‫االختصاص الحكمي لقاضي الشغل‬
‫االختصاص الحكمي هي السلطة المقررة قانونا لمحكمة لفصل الدعوى على أساس‬
‫نوعها أو قيمتها أما قاضي الشغل فهو قاض منفرد من الرتبة الثانية ويحضر معه ممثال‬
‫عن األعراف وممثال عن العمال ولهما رأي استشاري للنظر في النزاعات الفردية‬
‫الناشئة عن عقد الشغل ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬التزامات الفردية الناشئة عن عقد شغل‪:‬‬
‫تنقسم العالقات الشغلية إلى عالقات فردية وعالقات جماعية والعالقات الفردية هي التي‬
‫ينظمها عقد شغل في حين أن العالقات الجماعية هي الناتجة عهن االتفاقيات المشتركة‬
‫المتعلقة بشروط العمل والمبرمة بين المؤجرين وبين مؤسسة نقابية للعمال ‪ .‬وتثير‬
‫النزاعات الفردية إشكاال في مفهومها وفي تحديدها ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم النزاع الفردي ‪:‬‬
‫أن المفهوم يستدعى تعريف النزاع الفردي وتميزه عن النزاع الجماعي‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ تعريف النزاع الفردي‪:‬‬
‫لقد استعمل المشرع الفصل ‪ 120‬من مجلة الشغل عبارة النزاعات الفردية التي يمكن أن‬
‫تنشأ عند انجاز عقود الشغل وتختص دوائر الشغل للنظر في جميع الدعاوي الفردية بين‬
‫األجير والمؤجر والمتعلق بعقد الشغل سواء كان الخالف كان حول شروط تكوين العقد‬
‫أو تنفيذه أو إنهائه ‪.‬‬
‫‪2‬ــ صعوبة تميز النزاع الفردي عن النزاع الجماعي ‪:‬‬
‫أن تحديد الطبيعة الفردية أو الجماعية للنزاع ال يتوقف على عدد األطراف المتنازعة‬
‫وإنما على موضوع النزاع فإذا كان النزاع متعلقا بظروف العمل وشروطه يكون جماعيا‬
‫وهو ما أقرته محكمة التعقيب بدوائرها المجتمعة في القرار عـ‪ 20332‬ــدد الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2330/1/21‬والذي ورد به " أن نزاعات الشغل الجماعية هي كل صعوبة تنشأ‬
‫بين مؤجر ومجموعة من العملة دون تنفيذ عقد الشغل ويكون من شأنها أن تثير نزاع‬
‫شغل جماعيا وعادة ما يكون موضوعها مصالح أو حقوق مشتركة بين سائر أالئك‬
‫األجراء ‪ .‬ولكن ورغم موضوع هذا القرار فان بعض دوائر محكمة التعقيب ما زالت‬
‫تخلط بين النزاع الفردي والنزاع الجماعي وفي ذلك اعتبار أن المشاركة في إضراب‬
‫غير شرعي هو نزاع جماعي ويخرج عن دائرة الشغل وهذا الموقف مخالف للقانون‬
‫ضرورة أن تقدير مشاركة العامل في إضراب غير شرعي من عدم ذلك ال يمكن‬
‫اعتبارها ضمن النزاعات الجماعية بل قرار فردي اتخذه صاحب العمل قصد إنهاء عقد‬
‫شغل لعامل معين وهو ما أكدته محكمة التعقيب بدائرتها المجتمعة منذ ‪ 1990‬بقرارها‬
‫عـ‪ 11221‬ـدد الصادر في ‪ 1990/11/20‬كما أن األشكال يطرح بالنسبة للطرد ألسباب‬
‫اقتصادية ضرورة أنه يشمل عدد من العمال وجب الفصل ‪ 21‬من مجلة الشغل " أن‬
‫الطرد عن أسباب اقتصادية هو نزاع جماعي لكن قد ينشأ عنه نزاعات شغل فردية وذلك‬
‫عند عدم االتفاق على مبلغ مكافأة نهاية الخدمة أو الطرد بدون الحصول على قرار لجنة‬
‫الطرد وحسب الفصل ‪ 21‬المذكور قد استند المشرع إلى دائرة الشغل االختصاص بالنظر‬
‫في الدعاوى الشغلية بتقدير مبلغ مكافأة نهاية الخدمة عند عدم االتفاق عليها وقد أكدت‬
‫الدوائر المجتمعة هذا الرأي بقرارها عـ‪ 21091‬ـدد الصادر في ‪. 2331/0/10‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تحديد النزاعات الفردية‪:‬‬

‫أن دوائر الش غل المختصة بالنظر في جميع الدعوي الفردية بين األجير والمؤجر‬
‫والمتعلقة بعقد الشغل سواء حصل الخالف حول شروط تكوين وصحة العقد أو تعلق‬
‫الخالف بشروط وكيفية تنفيذ العقد أو إنهاء العالقة الشغلية بصفة تعسفية فتنظر دوائر‬
‫الشغل في دعاوي اإلبطال ودعاوي الفسخ ودعاوي التعويض عن القطع التعسفي كما‬
‫تنظر في دعاوي التعويض عن الفسخ والمستحقات الشغلية وااللتزام بتسليم الوثائق‬
‫الشغلية لكن السؤال الذي يطرح هو يتعلق بالمديونية بين األجير والمؤجر وبخصوص‬
‫االختراع الذي أنجزه األجير‪.‬‬
‫أوال عالقة المديونية بين األجير و المؤجر‪:‬‬
‫يمكن أ ن يدعي صاحب العمل اثر إنهاء العالقة الشغلية وإيقاف الحساب أنه دائن للعامل‬
‫بمبلغ مالي ورام تتبعه قضائيا الستخالص الدين المذكور فهل تكون دائرة الشغل مختصة‬
‫في النزاع أو أن النزاع يكون من اختصاص محاكم الحق العام أي محكمة ناحية أو‬
‫المحكمة االبتدائية حسب مبلغ الدين بالرجوع إلى الفصل ‪ 120‬من مجلة الشغل واعتماد‬
‫قواعد التأويل اللفظي يمكن القول أن دائرة الشغل تختص بالنظر في النزاعات الشغلية‬
‫بين األجير والمؤجر الناشئة بمناسبة تنفيذ عقد شغل ومعنى ذلك أن منشأ التزام وأساسه‬
‫يجب أن يكون عقد شغل وترتيبا على ذلك فان العالقات الجانبية والخالفات الناشئة خارج‬
‫إطار عقد الشغل تخرج عن أنظار دوائر الشغل وترجع بالنظر إلى محاكم العق العام وقد‬
‫تبنت بعض الدوائر هذا المنحى ومنهم األستاذ النوري مزيد في كتابه القاضي وقانون‬
‫الشغل والذي أكد أن النزاعات التي تنشأ بين االجيروالمؤجر خارج عقد الشغل مثل‬
‫عقود القرض وعقود الوديعة ال تكون من أنظار دائرة الشغل وهذا الرأي مخالف‬
‫للفصلين ‪ 120‬و ‪ 211‬من مجلة الشغل اللذان يؤكدان على ضرورة إفراد النزاعات‬
‫الشغلية بقضاء مهني مختص وإخضاعه ألجال وإجراءات خاصة تستجيب لخصوصية‬
‫النزاعات الشغلية فضال على أن المشرع أجاز للمؤجر طلب المقاصة بين الديون‬
‫المترتبة له بذمة األجير والمبالغ التي يطالب األجير بعنوان التعويض ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬النزاعات المتعلقة باختراع األجير ‪:‬‬
‫يمكن أن تنشأ بين األجير والمؤجر نزاعات حول اختراع أنجزه األجير وكان متصال‬
‫بعمله وهو ما يثير مدى اختصاص دائرة الشغل بالنظر في هذه النزاعات فلقد اقتضت‬
‫المادة العاشرة من القانون عـ‪ 21‬ـدد لسنة ‪ 2333‬المؤرخ في ‪ 2333/32/21‬والمتعلقة‬
‫بنزاعات االختراع أن حق االختراع يكون لصاحب العمل إذا قام األجير باختراع في‬
‫نطاق عالقة شغل تتضمن مهمة ابتكاريه تطابق وظائفه الفعلية أو دراسات وبحوث‬
‫عهدت إليه صراحة وتبعا لذلك في هذه الحالة تكون دائرة الشغل هي المختصة بالنظر‬
‫في النزاع لكونه متصال بعقد الشغل وأما إذا كانت األعمال مسندة لألجير ال تتضمن‬
‫مهمة ابتكاريه ومع ذلك قام بابتكار في نطاق عمل واستعمل الوسائل الموضوعة تحت‬
‫تصرفه فان االختراع يكون لألجير ما لم يعرب صاحب العمل عن رغبته في الحصول‬
‫عن ذلك العمل بمقابل وفي هذه الحالة من المفروض أن يكون االختصاص من محالكم‬
‫الحق العام ‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ النزاعات الناشئة بين العملة‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 120‬من مجلة الشغل أنه يسند االختصاص إلى النزاعات الناشئة بين‬
‫العملي ة بمناسبة القيام بالشغل ومعنى ذلك أن الخالفات التي يمكن أن تنشأ بين األجراء‬
‫فيما بينهم بمناسبة العمل تكون من أنظار دوائر الشغل إال أن مثل هذه النزاعات نادرا ما‬
‫تعرض على دوائر الشغل بسبب جهل األطراف لهذا الصنف من االختصاص ‪:‬‬
‫‪ 4‬ــ قيام المؤجر السابق ضد المؤجر الجديد‪:‬‬
‫من العقوبات التي يمكن أن تثار حول االختصاص الحكمي لدائرة الشغل مسألة قيام‬
‫المؤجر السابق ضد المؤجر الجديد فإذا التحق األجير بالعمل لدى مؤجر جديد منافسا‬
‫لمؤجره السابق فهل يجوز للمؤجر السابق القيام لدى دائرة الشغل قصد المطالبة‬
‫بالتعويض عن األضرار التي لحقته نتيجة هذا االنتداب أن اإلجابة عن هذا التساؤل‬
‫تقتضي التميز بين صورتين "الصورة األولى إذا التحق األجير للعمل لدى مؤجر جديد‬
‫بعد انقضاء عقد الشغل فان دائرة الشغل تكون غير مختصة حتى و أن تضمن عقد‬
‫الشغل بندا يتعلق بعدم المنافسة "‪ " .‬الصورة الثانية أما إذا تعمد األجير قطع عقد الشغل‬
‫بصفة تعسفية ليلتحق بمؤجر جديد فان هذا األجير في صورة علمه بالعالقة الشغلية‬
‫السابقة يكون مسئوال بالتضامن مع العامل عن تعويض األضرار الالحقة بالمؤجر عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 21‬من مجلة الشغل ويكون النزاع من أنظار دائرة الشغل كما اقر‬
‫المشرع بالفصل ‪ 001‬من مجلة الشغل اختصاص دائرة الشغل بالنظر في النزاعات‬
‫الناشئة بين المؤجرين ضرورة أن المشرع أجاز للمؤجر السابق القيام على كل شخص‬
‫ثبت أنه انتدب طفال دون ‪ 12‬سنة بصفة متدرب أو عامل مع العلم أن هذا الطفل لم ينهى‬
‫عقد تجريبه مع مؤجره الساب ق بصفة قانونية ولقد اقتضى الفصل ‪ 000‬من مجلة الشغل‬
‫أنه تحكم بغرامة على ذلك الشخص لفائدة صاحب الشركة أو المعمل الذي كان تركه‬
‫المتدرب ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫دعاوي المصادقة أو المناقصة الناتجة عن الدعوى األصلية ‪.‬‬
‫دعاوي غرم الضرر‪:‬‬
‫لقد اتستند الفصل ‪ 211‬من مجلة الشغل إلى دائرة الشغل االختصاص بالنظر في جميع‬
‫دعاوي المعارضة أو المقاصة التي تدخل في طبيعتها في نطاق اختصاص كما اسند لها‬
‫دعاوي غرم الضرر المبينة على الطلب األصلي أو مطلب المعارضة‪.‬‬
‫الفقرة األولى دعوى المعارضة‪:‬‬
‫يمكن للمطلوب أن يرد الدعوى األصلية ويطلب رفض الدعوى أو عدم سماعها كما يمكن‬
‫له أن يرفع دعوى معارضة ويطلب الحكم له ببعض الطلبات على أساس الفصل ‪221‬‬
‫من م م م ت الذي خول القيام بدعوى معارضة ما دامت القضية بصدد التحضير وذلك‬
‫لرد الدعوى األصلية أو المقاصة أو طلب غرم الضرر ولقد أقر فقه القضاء هذا المتمشي‬
‫ألنه يهد ف إلى جمع نشأة المنازعة وتسيير الفصل فيها جملة واحدة ومثال ذلك بان يقوم‬
‫األجير بدعوى في التعويض عن الطرد التعسفي فيقوم صاحب العمل بدعوى معارضة‬
‫ويدلي بكتب استقالة األجير ويطلب التعويض عن إتعاب التقاضي وأجرة المحاماة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية المقاصة ‪:‬‬
‫يمكن أن تهدف الدعوى المعارضة إلى طلب المقاصة بين الدين موضوع الدعوى‬
‫األصلية والدين موضوع الدعوى المعارضة ومثال ذلك أن يكون العامل مدين لصاحب‬
‫العمل فعند القيام بدعوى أصلية لطلب التعويض عن الطرد التعسفي يمكن لصاحب‬
‫العمل أن يطلب المقاصة بين المبالغ التي سيحكم بها والدين السابق كما أنه إذا استصدر‬
‫األجير حكما قضى بإلزام صاحب العمل بدفع جملة من المبالغ المالي بعنوان تعويض‬
‫عنا لطرد التعسفي وباشر األجير إجراءات التنفيذ رغم أن صاحب العمل دائن له فانه‬
‫بإمكان االجيرالقيام لدى دائرة الشغل المختصة ترابيا أن يطلب إجراء مقاصة بين المبالغ‬
‫المطالب بها والدين السابق فتصدر دائرة الشغل حكما بطرح مبلغ الدين من المبلغ‬
‫المحكوم به للعامل ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة غرم الضرر‪:‬‬
‫فقرة ثالثة غرم الضرر‪:‬‬
‫لقد أثار تأويل الفصل ‪ 211‬من مجلة الشغل جدال بين الفقهاء وان المعنى المقصود من‬
‫المشرع هو أن عبارة دعوى غرم الضرر تتصرف إلى الدعوى المرفوعة من قبل‬
‫صاحب العمل لطلب التعويض عن األضرار الالحقة بالمؤسسة نتيجة الخطأ المنسوب‬
‫لألجير فإذا قام األجير برفع قضية أصلية في طلب التعويض عن الطرد التعسفي ودفع‬
‫المؤجر بارتكاب األجير لهفوة فادحة موجبة إلنهاء العالقة الشغلية ونسبت تلك الهفوة‬
‫فان دائرة الشغل تحكم بعدم سماع الدعوى وتبعا لذلك يمكن لصاحب العمل طلب‬
‫التعويض عن األضرار الالحقة بالمؤسسة في إطار دعوى معارضة ولقد سبق أن‬
‫عرفت مثل هذه القضية على دائرة الشغل لمحكمة قرمبالية فقضت برفض الدعوى بناءا‬
‫على أنها تخرج عن أنظارها و أيدت المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة استئناف ذلك‬
‫الحكم بموجب الحكم عـ‪12910‬ـدد الصادر في ‪ 1999/1/2‬وهذا الموقف مخالف للقانون‬
‫ضرورة أن أساس العالقة الرابطة بين الطرفين هو عقد الشغل وأن األضرار التي‬
‫ألحقها األجير بالمؤسسة كانت بمناسبة تنفيذ عقد الشغل وهو ما يحول دون تطبيق قواعد‬
‫المسؤولية التقصيرية طبق الفصل ‪ 120‬من مجلة الشغل كما يمكن الشارة إلى الفصل ‪11‬‬
‫من مجلة الشغل الذي حمل العامل واجب حفظ لألشياء التي سلمت له للقيام بعمله كما‬
‫حملته مسؤولية تعويض األضرار التي يلحقها بها نتيجة خطأ منه كما يمكن الشارة إلى‬
‫الفصل ‪ 10‬من مجلة الشغل أن العامل يعتبر مسئوال عن األشياء الذي يتحتم عليه‬
‫إرجاعها إلى مؤجره إال إذا ثبت إن لم يرتكب أي قصور وتبعا لذلك فان األضرار‬
‫بمعدات العمل يعتبر إخالال بالتزام قانون يستند إلى عقد الشغل وهو ما يؤكد اختصاص‬
‫دائرة الشغل بمثل هذه النزاعات في إطار دعوى أصلية أو دعوى معارضة ‪.‬‬
‫إجراءات اختصاص أمام دائرة الشغل ‪:‬‬
‫المبحث الغول اإلجراءات ‪:‬‬
‫الفقرة األولى إجراءات رفع الدعوى ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 231‬من مجلة الشغل انه تقبل‬
‫دعوى العامل المقدمة لكتابة المحكمة وينبغي أن تحتوي على اسم ولقب ومهنة ومقر‬
‫المدع ي والمدعى عليه وموضوع الدعوى والطلبات وهذه العريضة تسلم مباشرة لكتابة‬
‫المحكمة ويتسلم مقابلها وصل كما يمكن أن توجه برسالة مضمونة الوصول ويتولى‬
‫كاتب الدائرة ترسيم القضية بالدفتر المعد لها ويسلم للمعني حينها استدعاء للجلسة وان‬
‫كانت العريضة وردت بمكتوب يتم االستدعاء أيضا بمكتوب مضمون الوصول ومعفى‬
‫من معاليم البريد ويمكن للعامل أن يستعين بمحام كما يمكنه االستعانة بغير محام حسب‬
‫الفصل ‪ 231‬من مجلة الشغل أال أن المشرع حدد األشخاص الذين يمكن االستعانة بهم‬
‫وهم عامل آخراو صاحب عمل مباشر لمهنته أو احد األطراف الذين شملتهم القضية كما‬
‫يمكن للعامل الحصول على إعانة عدلية على غرار كافة القضايا المدنية عمال بالفصل‬
‫‪ 211‬من م ش ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية إجراءات االستدعاء ‪:‬إن االستدعاء في قضايا محكمة الناحية ودائرة الشغل‬
‫محمول على كاتب المحكمة بواسطة مكتوب مضمون الوصول مع اإلعالم بالبلوغ و‬
‫معفى من معاليم البريد كما يمكن أن يقع االستدعاء بالطريقة اإلدارية ويجب ذكر هوية‬
‫الطالب وموضوع الدعوى ويوم الحضور وساعته وان يبلغ االستدعاء للمعني باألمر‬
‫قبل تاريخ الجلسة بثمانية أيام على األقل عل انه يمكن لرئيس الدائرة اإلذن باالستدعاء‬
‫في اجل أقصى وحتى من ساعة إلى أخرى وان عدم احترام مواعيد الحضور يجعل‬
‫االستدعاء باطال لكن البطالن يزول بمجرد حضور المستدعى ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة المحاولة الصلحية ‪ :‬إن المحاولة الصلحية تعتبر مرحلة هامة في القضية‬
‫الشغلية ونظمها الفصل ‪ 231‬من مجلة الشغل واعتبرت محكمة التعقيب في العديد من‬
‫قراراتها أنها وجوبية وعدم التنصيص بالحكم على وقوعها يؤدي إلى البطالن وفي‬
‫الجلسة الصلحية يقع فصل بعض أجزاء الدعوى نتيجة اعتراف المطلوب بصحتها وهذه‬
‫األجزاء المعترف بها يبت فيها حينيا وال تبقى إال األجزاء محل نزاعات وما وقع‬
‫االعتراف به يضمن بمحضر جلسة ويوقعها الرئيس والكاتب وينفذ حاال لكونه غير قابل‬
‫الذي وقع البت فيه ‪.‬‬ ‫لالستئناف مهما كان المبلغ‬
‫المبحث الثاني نظام سير الجلسات ووصف الحكم الصادر فيها‪:‬‬
‫الفقرة األولى نظام سير الجلسات‪:‬‬
‫إن إنابة المحامي غير وجوبية ويمكن لألطراف متابعة سير القضية إال أن هناك‬
‫اإلجراءات األساسية وهو أن يقدم المدعي طلباته وبإمكانه تحويرها ما لم تصرف‬
‫القضية للمرافعة وله حق الصلح في موضوعها أو طلب طرحها وللمطلوب حق القيام‬
‫بدعوى معارضة ومعنى الفصل ‪ 211‬مجلة الشغل وللدعوى الشغلية ميزات خاصة‬
‫وهي أن اإلجابة عن التقارير تقع في اجل ال يتجاوز ‪ 10‬يوما على األقصى وان‬
‫اإلجراءات بالجلسة شفاهية ويمكن تقديم تقارير غالى آخر جلسة من الجلسات المتوفرة‬
‫لها القضية قبل حجزها للحكم ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية وصف الحكم الصادر عن دائرة الشغل ‪:‬‬
‫إن جميع أحكام دائرة الشغل ابتدائي الدرجة عمال بأحكام الفصل ‪ 211‬مجلة الشغل أال‬
‫أن األحكام الصادرة في شان الدعاوي المتعلقة بتسليم الوثائق التي يتعين على المؤجر‬
‫تسليمها لفائدة العامل هي نهائية الدرجة واألحكام الشغلية يمكن أن يؤذن فيما بالتنفيذ‬
‫الوقتي عمال بأحكام الفصل ‪ 212‬مجلة الشغل وذلك عند التحقق صورة منصور الفصل‬
‫‪ 20‬م م م ت وهي أن يكون الحكم صادرا على أساس كتب غير مطعون في اإلمضاء‬
‫عليه أو بناءا على إقرار أو حكم ما سابق أحرز على قوة اتصال القضاء ويكون في هاته‬
‫الحالة النفاذ العاجل المعمول وجوبا ويعطى اإلذن بالتنفيذ الوقتي بناءا على اجتهاد‬
‫المحكمة إذ ا كان اآلمر يتعلق بتوقيف ضرر أو كان هناك تأكد كلي في الموضوع وهي‬
‫صور الفصل ‪ 121‬من م م م ت‬
‫االختصاص الحكمي لقاضي الضمان االجتماعي‬
‫لقد احدث القانون عـ‪ 10‬ـدد لسنة ‪ 2330‬المؤرخ في ‪ 2330/2/10‬مؤسسة قاضي‬
‫الضمان االجتماعي وضبط مر جع نظر بالفصول من ‪ 1‬إلى ‪ 1‬واوجد عدة معايير تمكن‬
‫من التواصل إلى تحديد أصناف النزاعات ومن هذا المنطلق نالحظ اعتماد المشرع على‬
‫معيارين أولهما موضوع الدعوى وثانهما أطراف النزاع وأقصى بذلك معيار مقدار‬
‫المال المطلوب ‪.‬‬
‫المبحث األول تحديد مرجع النظر الحكمي باعتماد معيار موضوع الدعوى ‪:‬‬
‫من خالل أحكام القانون المذكور يمكن القول أن قاضي الضمان االجتماعي له اختصاص‬
‫عام وإقصائي من جهة كما له اختصاص محدد من جهة أخرى‪.‬‬
‫الفقرة األولى االختصاص العام و االقصائي ‪:‬‬
‫أوال المبدأ‪ :‬اقتضى الفصل األول من القانون المذكور أن قاضي الضمان االجتماعي‬
‫يكون مختصا بالنظر ف ي جميع النزاعات المتعلقة بتطبيق األنظمة القانونية للضمان‬
‫االجتماعي في القطاعين العام والخاص ومؤدى ذلك المشرع قد خص قاضي الضمان‬
‫االجتماعي دون سواه بالنظر في النزاعات التي تتعلق بتطبيق األنظمة القانونية للضمان‬
‫االجتماعي مهما كان موضوع التداعي وسواء اتصل األمر بجراية عجز أو تقاعد أو‬
‫حيطة اجتماعية غير أن هذا المبدأ ال يجرى على إطالقه وأشفعه المشرع بعد‬
‫استثناءات سواء بموجب القانون الم=ذكور أو بقوانين أخرى ز‬
‫ثانيا االستثناءات ‪:‬االستثناء األول المتعلق بالنزاعات التي تحوم حول حوادث الشغل‬
‫واألمراض المهنية ضرورة أن الفصل األول من القانون المذكور اقر أن النزاعات‬
‫المتعلقة بحوادث الشغل واألمراض المهنية تكون من اختصاص قاضي الناحية ‪.‬‬
‫االستثناء الثاني والمتعلق بتطبيق األنظمة االتفاقية بالضمان االجتماعي وهذا االستثناء‬
‫يستشف بصفة ضمنية من الفصل األول الذي حدد االختصاص في األنظمة القانونية وهي‬
‫أمثلة األنظمة االتفاقية تعاونية التامين‪ ,‬وحتى شركة التامين بخصوص التامين على‬
‫الحياة‪.‬‬
‫االستثناء الثالث ‪:‬المتعلق بالنزاعات المتعلقة بالقرارات القابلة للطعن من اجل تجاوز‬
‫السلطة والدعاوي المرفوعة ضد الدولة في المسؤولية اإلدارية‪.‬‬
‫ومواصلة للحد من تنازع االختصاص بيني القضاء العدلي والقضاء اإلداري فيما يتعلق‬
‫في مادة الضمان االجتماعي تدخل المشرع بمقتضى القانون عـ‪13‬ـدد لسنة ‪2330‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2330/2/10‬وألغيت أحكام الفقرة األخيرة من الفصل الثاني من القانون‬
‫عـ‪02‬ـدد لسنة ‪ 1991‬المؤرخ في ‪ 1991/1/0‬والمحدث لمجلس تنازع االختصاص واقر‬
‫اختصاص القضاء العدلي لمادة الضمان االجتماعي باستثناء المقررات القابلة للطعن من‬
‫اجل تجاوز السلطة والدعاوي المرفوعة ضد الدولة في مادة المسؤولية اإلدارية ‪.‬‬
‫االختصاص المحدد‪:‬‬
‫افرد المشرع قاضي الضمان االجتماعي بنوعية محددة من الدعاوي ‪.‬‬
‫‪ )1‬دعاوي استرجاع ما تم قبضه من معاليم اشتراك دون وجه قانوني اقتضى الفصل‬
‫الرابع من القانون المبين أعاله أن قاضي الضمان االجتماعي يختص بالنظر في‬
‫الدعاوي المرفوعة ضد الهياكل المسدي للمنافع االجتماعية والجاريات المنصوص‬
‫عليها باألنظمة القانونية للنظم االجتماعي من جل استرجاع ما تم قبضه من معاليم‬
‫اشتراك دون وجه قانوني ‪.‬‬
‫‪ )2‬دعاوي معاينة الديون الراجعة للهياكل المسدية للمنافع االجتماعية والجرايات عن‬
‫المبالغ المدفوعة منها بدون موجب واسترجاعها كما نص الفصل الرابع من القانون‬
‫المذكور أن الهياكل يمكن أن تقوم بصرف جراية لشخص ال يستحقها فيمكنها القيام‬
‫لدى القضاء ال سترجاعها ‪.‬‬
‫‪ )0‬الدعاوي العارضة والفرعية والمعارضة ‪ ,‬اقتضى الفصل السادس من القانون‬
‫المذكور أن قاضي الضمان االجتماعي ينظر في جميع الدعاوي العارضة والفرعية‬
‫والمعارضة التي تدخل بطبيعتها في نطاق اختصاصه ولكن لتحديد مفهومك هذا ه‬
‫الدعوى ال بدء من الرجوع إلى الفصل ‪ 22‬و ‪ 29‬و ‪ 221‬و ‪ 222‬من م م م ت‬
‫ضرورة أن الفصل ‪ 11‬من قانون الضمان االجتماعي اقتضى انه تنطبق القواعد‬
‫اإلجرائية لدى المحكمة االبتدائية بقدرها ال تتعارض مع األحكام الخاصة لقاضي‬
‫الضمان االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ )1‬البت ف ي القضايا المتعلقة بتسليم الوثائق األزمة الستحقاق المنافع والجرايات اقتضى‬
‫الفصل الخامس من القانون المذكور انه ينظر قاضي الضمان االجتماعي في‬
‫المطالب المتعلقة بتسليم الوثائق االزمة الستحقاق المنافع االجتماعية والجرايات طبقا‬
‫للقانون إال أن المشرع لم يبين الكيفية ويمكن االستئناس باإلجراءات المتبعة لدى‬
‫المحكمة االبتدائية كاإلذن على العريضة وبذلك يكون بإمكان قاضي الضمان‬
‫االجتماعي إصدار إذن بتمكين المضمون االجتماعي من رسم جرايته أو من كشف‬
‫عن حياته المهنية ‪.‬‬
‫‪ )0‬الصعوبات الناشئة عند تنفيذ األحكام الصادرة عن قاضي الضمان االجتماعي‬
‫اقتضى الفصل الثامن من القانون المذكور انه ينظر قاضي الضمان االجتماعي‬
‫الذي يوجد بدائرة اختصاصه مكان التنفيذ في جميع الصعوبات الناشئة عن تنفيذ‬
‫األحكام الصادرة في مادة الضمان االجتماعي وهنا أيضا لم يبين المشرع كيفية إثارة‬
‫اإلشكال وال كيفية البت فيه والمناص من االستثناء من أحكام الفصلين ‪213‬و‪211‬‬
‫من م م م ت المتعلق باإلشكال التنفيذي بصفة عامة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني تحديد مرجع النظر الحكمي باعتماد معيار أطراف الدعوى‬
‫الفقرة األولى‪:‬‬
‫النزاعات التي تنشأ بين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية وبين المستحقين اقتضى‬
‫الفصل الثالث من قانون الضمان االجتماعي انه ينظر فقاضي الضمان االجتماعي في‬
‫النزاعات التي تنشأ بين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية والجرايات المنصوص عليها‬
‫باألنظمة القانونية للضمان االجتماعي للقطاعين العام والخاص وبين مستحقي المنافع‬
‫االجتماعية والجرايات وان المقصود بالهياكل المسدية للمنافع هي صندوق التقاعد‬
‫والحيطة االجتماعية والصندوق الوطني للضمان االجتماعي ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫النزاعات التي تنشأ بين المؤجر أو اإلدارات وبين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية‬
‫اقتضى الفصل الثالث من ا لقانون المذكور أن قاضي الضمان االجتماعي يختص‬
‫بالنزاعات التي تنشأ بين المؤجر أو اإلدارات وبين الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية‬
‫والجرايات المنصوص عليها باألنظمة القانونية للضمان االجتماعي ويبدو آن األشكال‬
‫يمكن في تحديد المسائل التي يمكن أن تكون محل منازعات والتي أهمها معاليم‬
‫االشتراك والنسبة المحمولة على األجير والنسبة المحمولة على المؤجر‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬‬
‫النزاعات التي تنشأ بين مستحقي المنافع االجتماعية والجرايات ومؤجر هم آو اإلدارات‬
‫التي ينتمون إليهم اقتضى الفصل الثالث من القانون المذكور أن قاضي الضمان‬
‫االجتماعي يختص بالنظر في النزاعات الناشئة بين مستحقي المنافع والجرايات‬
‫ومؤجرهم اواالدارات التي ينتمون إليها بخصوص التصريح باألجور أو خالص‬
‫مساهمتهم في الضمان االجتماعي أن اغلب هذه الدعاوي تتمثل في عدم دفع المؤجر‬
‫معاليم اشتراك أجيره في الضمان االجتماعي أو عدم التصريح باألجر كامال في هذه‬
‫الحالة يقوم األجير بدعوى ضد مؤجره ويطلب الحكم بإلزامه بأداء معاليم االشتراك‬
‫وعادة ما ينكر المؤجر العالقة الشغلية إال انه يمكن اإلثبات أمام قاضي الضمان‬
‫االجتماعي بجميع الوسائل وعليه القيام بكامل األعمال االستقرائية لحسم النزاع والحكم‬
‫بثبوت العالقة الشغلية ثم بالمبالغ الواجب الدفع لإلدارة المعنية ‪.‬‬

‫اإلجراءات المحمولة على كتابة المحكمة ‪:‬‬


‫تتعلق اإلجراءات المحمولة على كتابة المحكمة باالستدعاء لحضور الجلسة وبإضافة نسخة إدارية من‬
‫الحكم المطعون فيه للملف الذي يقع توجيهه للمحكمة المتعهدة للنظر فيه استئنافيا ‪.‬‬
‫‪ )1‬استدعاء األطراف‪:‬اقتضى الفصل العاشرة من القانون عـ ‪10‬ـدد لسنة ‪ 2330‬انه على كاتب المحكمة‬
‫الستدعاء الطرفين لدى قاضي الضمان االجتماعي بمكتوب مضمون الوصول مع اإلعالم بالبلوغ‬
‫ويمكن للقاضي إذا رأى في ذلك مصلحة أن يأذن باستدعاء المدعى عليه بواسطة عدل منفذ مع العلم‬
‫أن ميعاد الحضور بالجلسة ال يمكن أن يقل عن ‪ 10‬يوما من تاريخ توجيه االستدعاء عمال بالفقرة‬
‫الثالثة من الفصل العاشر المذكور إال انه يمكن تقصير األجل إذا كان هناك تأكد أو حتى االستدعاء‬
‫من ساعة إلى أخرى بواسطة عدل منفذ وهذه اإلجراءات تنطبق أيضا أمام محكمة االستئناف‬
‫المتعهدة بالنظر في الطعن الموجه للحكم االبتدائي وذلك عمال بأحكام الفصل ‪ 21‬من القانون المذكور‬
‫وتنطبق أيضا أمام المحكمة المتعهدة بمطالب أخرى بتعطيل تنفيذ األحكام الصادرة عن قاضي‬
‫الضمان االجتماعي باعتبار أن أحكامه تنفذ بقطع النظر عن الطعن فيها ويختص بذلك رئيس‬
‫المحكمة االبتدائية أو من ينويه ويمكن القول بان إجراءات االستدعاء محمولة على كتابة المحكمة‬
‫سواء كانت برسالة مضمونة الوصول أو بواسطة عدل منفذ وتسبقها المحكمة ثم تحمله على من‬
‫يخسر دعواه ‪.‬‬
‫‪ )2‬تقديم نسخة الحك م المطعون فيه للمحكمة االستئنافية خالفا لما تقتضيه إجراءات االستئناف لدى‬
‫المحاكم العادية من كونه يتعين على المستأنف أن يقدم للمحكمة نظيرا من مستندات الطعن مع نسخة‬
‫الحكم المطعون فيه فان الفصل ‪ 19‬من قانون الضمان االجتماعي أعفى المستأنف من تقديم نسخة‬
‫الحكم ا لمطعون فيه واوجب على كتابة المحكمة التي أصدرت الحكم أن توجه ملف القضية مع نسخة‬
‫إدارية للحكم المطعون فيه لمحكمة االستئناف عند اتصالها هذه األخيرة بذلك وهذا اإلجراء مندرج‬
‫في إطار تبسيط اإلجراءات على المتقاضي ‪.‬‬
‫االختصاص الحكمي للمحكمة االبتدائية‬
‫اقتضى الفصل ‪ 13‬من م م م ت انه تنظر المحكمة االبتدائية في جميع الدعاوى عدى ما خرج منها بنص‬
‫خاص وبموجب هذا النص تتمتع المحكمة االبتدائية باختصاص شامل وبالتالي يجدرالتسائل التكلم عن‬
‫طبيعة الدعوى لتحديد األشخاص أن الجدوى من ذلك تمكين في استعمال معيار طبيعة الدعوى لتحديد‬
‫اختصاص المحكمة االبتدائية ومن جهة أخرى خص المشرع المحكمة االبتدائية ببعض الدعوى بنص‬
‫صريح مثل دعاوي الجنسية وعلى هذا األساس سنتولى تحديد الدعاوي الراجعة بالنظر للمحكمة‬
‫االبتدائية إال أن األمر اعقد من ذلك ضرورة أن المشرع ولئن اعتبر المحكمة االبتدائية وحدة ال تتجزأ‬
‫فقد قسمها إلى دوائر وخص البعض منها باختصاص حكمي ومنها الدوائر التجارية وقاضي الملك‬
‫التجاري ودائرة الشغل وعليه لبد من اعتماد هذا التقسيم ودراسة االختصاص المطلق للمحكمة االبتدائية‬
‫وهو ما نسميه االختصاص النوعي للمحكمة االبتدائية ثم النظر في االختصاص القيمي ‪.‬‬
‫المبحث األول االختصاص النوعي للمحكمة االبتدائية‪:‬‬
‫أن الدعاوي المنظورة من المحكمة االبتدائية يمكن أن تكون بتركيبة جماعية أو تركيبة فردية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الدعاوي المنظورة بتركيبة جماعية ‪:‬‬
‫سنتولى التعرض للدعاوي الراجعة باالختصاص النوعي للمحكمة االبتدائية والمنظورة بتركيبة ثالثية ثم‬
‫نتعرض للدائرة التجارية الخاضعة لنظام خاص‪.‬‬
‫‪ )1‬الدعاوي االستحقاقية ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 23‬انه توصف بدعوى استحقاقية الدعاوي التي تستند إلى حق‬
‫عيني عقاري ولمعرفة الحقوق العينية العقارية لبد من الرجوع إلى الفصل ‪ 12‬من مجلة الحقوق‬
‫العينية الذي حدد الحقوق العقارية وهي الملكية وحق االنتفاع واإلنزال والكر دار وتدخلها وحق‬
‫السكنى واإلجارة الطويلة وحق االرتفاق واالمتياز والرهن العقاري و كل ما كان موضوع الدعوى‬
‫حق عينيا تكون الدعوى استحقاقية وراجعة بالنظر للمحكمة االبتدائية ‪.‬‬
‫‪ )2‬دعاوي االحوال الشخصية ‪ :‬أن االحوال الشخصية تشتمل على النزاعات المتعلقة بحالة األشخاص‬
‫وأهليتهم وبالزواج ونظام الموال بين األزواج وحقوق األزواج وواجباتهم والطالق والتفريق والبنوة‬
‫واألبوة والخالفات بين األصول والفروع وتصحيح النسب والتبني والوصايا والحجر والترشيد‬
‫والهيبات والمواريث والغيبة واعتبار المفقود ميتا وتختص المحكمة االبتدائية في النظر في هذه‬
‫المسائل باعتبارها اختصاصها الشامل عدى ما خرج منها بنص خاص ومن ذلك التبني الراجع‬
‫بالنظر لحاكم الناحية عم ال بالفصل ‪ 10‬من القانون المؤرخ في ‪. 1902/0/1‬‬
‫‪ )0‬الدعاوي المتعلقة بالجنسية ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 12‬من مجلة الجنسية أن المحكمة االبتدائية تختص‬
‫وحدها بالنظر في النزاعات المتعلقة بالجنسية‬
‫‪ )1‬دعاوي االكساء بالصبغة التنفيذية‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 11‬من القانون الدولي انه ترفع الدعاوي المتعلقة‬
‫بطلب اإلذن بالتنفيذ أو عدم الحجية أو التصريح عدم المعارضة باألحكام والقرارات األجنبية أمام‬
‫المحكمة االبتدائية التي بدائرتها مقر الطرف المحتج ضده بالقرار األجنبي وعند انعدام المقر بالبالد‬
‫التونسية فان المحكمة االبتدائية بتونس العاصمة هي المختصة‪.‬‬
‫‪ )0‬الدعاوي التجارية‪ :‬لقد احدث دوائر تجارية بموجب القانون عـ‪ 10‬ـدد المؤرخ في ‪ 1990/0/2‬وهي‬
‫مختصة بالنظر في الدعاوي التجارية التي عرفها الفصل ‪ 13‬من م م م ت بكونها الدعاوي المتعلقة‬
‫بين التجار في ما يخص نشاطهم التجاري ثم أضاف بالنزاعات المتعلقة بانقاض المؤسسات التي تمر‬
‫بصعوبات اقتصادية أو تفليسها أو عند النظر استنا فيا فيما يدخل في اختصاصها ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية الدعاوي المنظورة بتركيبة فردية‪:‬‬
‫أن المحكمة االبتدائية تنظر بتركيبة فردية في جملة الدعاوي المتعلقة بنزاعات االكرية التجارية‬
‫والعالقات المهنية والضمان االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ )1‬الدعاوي المتعلقة باالكرية التجارية ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 22‬منا لقانون عـ‪ 21‬ـدد المؤرخ في‬
‫‪ 1911/0/21‬أن النظر في الدعاوي المتعلقة في االكرية التجارية هي من اختصاص رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية أو القاضي الذي يعينه وهو الذي يتعهد بالقضية ويبت فيها حسب اإلجراءات المقررة في‬
‫القضايا االستعجالية على أن اجل الحضور ال يمكن أن يقل عن ‪ 2‬أيام ولقد خول المشرع للطرفين‬
‫حق طلب تعديل معين الكراء إذا تغيرت الظروف االقتصادية بان ترتفع المعيشة بنسبة الربع وان‬
‫تتجاوز مدة االستغالل ‪ 0‬سنوات بداية من تاريخ التسويغ أو من تاريخ آخر تعديل ‪:‬‬
‫‪ )2‬الدعاوي المتعلقة بالنزاعات الشغلية ‪ :‬تختص الدائرة الشغلية بفصل النزاعات التت يمكن أن نشأ بين‬
‫األطراف المتعاقدين عند تنفيذ عقد الشغل أو التدريب عمال بالفصل ‪ 120‬من مجلة الشغل وتتكون‬
‫دائرة الشغل من قاضي من الرتبة الثانية بوظيفة وكيل رئيس وعضوية لها رأي استشاري احدهما‬
‫يمثل األعراف والثاني األجراء ‪.‬‬
‫‪ )0‬قاضي الضمان االجتماعي ‪ :‬فقد احدث بالقانون عـ‪10‬ـدد المؤرخ في ‪ 2330/2/10‬قاضي الضمان‬
‫االجتماعي الذي حل محل قاضي المنح العائلية وهو مختص بالنظر في جميع الدعاوي المرفوعة‬
‫ضد الهياكل المسدية للمنافع االجتماعية والجرايات المنصوص عليها باألنظمة القانونية للضمان‬
‫االجتماعي والدعاوي المرفوعة من الهياكل ضدا لمنخرطين والمؤجرين‪.‬‬
‫‪ )1‬قاضي التقاديم‪ :‬أن قاضي التقاديم المحدث باألمر المؤرخ في ‪ 1901/1/1‬هو وكيل رئيس برتبة‬
‫مستشار لدى االستئناف أو رئيس المحكمة االبتدائية نفسه ويختص بتسمية المقدمين على القصر ال‬
‫وصي لهم وعلى المجانين والغائبين وضعفاء العقل والسفهاء والمحجور عليهم والمحكوم عليهم‬
‫بالسجن مدى الحياة عمال بالفصل ‪ 03‬من المجلة الجزائية كما يتولى النظر في مطالب عزل‬
‫المقدمين وتعويضهم والوقوف على سوء تصرفهم في ممتلكات القصر ‪.‬‬
‫المبحث الثاني االختصاص القيمي للمحكمة االبتدائية‪:‬‬
‫تعتبر قيمة الدعوى معيارا محدد االختصاص الحكمي للمحاكم ولقد اخذ المشرع بهذا المعيار ونص‬
‫الفصل ‪ 09‬من م م م ت انه ينظر قاضي الناحية في الدعاوي المدنية والدعاوي المتعلقة بمنقول ومطالب‬
‫أداء الديون التجارية إلى نهاية ‪ 1‬آالف دينارا ونص الفصل ‪ 13‬من م م م ت أن المحكمة االبتدائية تختص‬
‫بالنظر في جميع الدعاوي ما عدى ما خرج منها بنص خاص وبالتالي أن الدعاوي الشخصية التي يفوق‬
‫قيمتها سبعة آالف دينارا تكون من اختصاص المحكمة االبتدائية لكن كيف نقدر الدعوى وما هي‬
‫المحكمة المختصة في الدعوى الغير المقدرة‪.‬‬
‫الفقرةاالولى الدعوى المقدرة‪:‬‬
‫يفهم منا لفصل ‪ 21‬من م م م ت أن المدعي هو من يقوم بتقدير الدعوى ولكن طلباته يمكن أن تكون‬
‫أصلية واحتياطية فأي الطلبات تؤخذ بعين االعتبار كما انه بإمكانه تعديل طلباته إال أن العبرة بالطلبات‬
‫األخيرة كما يمكن أن يعمد إلى إخفاء الحقيقة إال أن العبرة بالقيمة الحقيقية ضرورة أن االختصاص يهم‬
‫النظام العام ‪.‬‬
‫أوال تقديرات المدعي ‪ :‬أن المدعي هو الذي يباشر بافتتاح الدعوى بموجب عريضة يبلغها لخصمه‬
‫بواسطة عدل منفذ ويضمنها بطلباته الستصدار حكم بمكنه من الحصول على حقه فالمحكمة تقرر‬
‫اختصاصها على أساس الطلبات المضمنة بالعريضة وهذه الطلبات يمكن أن تكون أصلية أو احتياطية‬
‫وان اكبر الطلبين هو الذي يعتمد لتحديد قيمة الدعوى وباإلضافة إلى ذلك انه بإمكان المدعي تحويل‬
‫طلباته أثناء نظر الدعوى والعبرة بالطلبات األخيرة ما لم يتعمد المدعي تغيير الحقيقة للتأثير على قواعد‬
‫االختصاص فان المحكمة ترد القيمة إلى نهايتها وتفصل في االختصاص حيث القيمة الحقيقية ‪.‬‬
‫ثانيا االستثناءات لتقديرات المدعي‪:‬‬
‫‪ )1‬المبلغ المطلوب جزء من دين ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م م ت انه إذا كان المبلغ المطلوب من‬
‫مشموالت دين أوفر حل اجله فان االعتماد يكون على الدين أوفر مقدارا لتعيين مرجع النظر‬
‫ودرجة الحكم ولقد أتيحت الفرصة لمحكمة التعقيب للقول أن لتطبيق القاعدة يجب أن ال يكون قد تم‬
‫الخالص في جزء من الدين األوفر و إال اعتد من الجزء المتبقي كما انه العتداد بالدين األوفر‬
‫مقدارا لبد أن يكون قد حل اجدله وأصبح قابال للخالص ‪.‬‬
‫‪ )2‬توابع الدعوى‪:‬‬
‫‪ )3‬توابع الدعوى‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 20‬م م م ت أن الغلة والبقايا وغرامة الضرر والمصاريف وغيرها من األمور التابعة ال‬
‫تضاف ألصل المبلغ المطلوب إال إذا كان لها أصل سابق عن الدعوى وبالتالي فالمصاريف السابقة عن‬
‫الدعوى‬
‫‪ )4‬اشتمال الدعوى على عدة فروع ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 21‬م م م ت انه إذا كانت الدعوى شاملة إلى عدة فروع ناشئة عن سبب واحد فان الفروع‬
‫تضاف إلى تعيين مرجع النظر ودرجة الحكم اما إذا كانت ناشئة عن أسباب متباينة فان كل واحد يحكم‬
‫فيه بانفراد ابتدائيا أو نهائيا حسب قيمته الحقيقية ومؤدى ذلك أن تقدير الدعوى خاضع لسببها فان كان‬
‫واحد تجمع الطلبات اما إذا تعددت األسباب فان كل قيمة تعتبر على انفرادها ‪.‬‬
‫‪ )5‬تعدد الخصوم ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 21‬م م م ت أن الدعوى القائم بها من أشخاص متعددين ذوي مصالح متباينة ينظر فيها‬
‫بما يخص درجة الحكم ال بمجموعها ولكن بالنظر لمصلحة كل فرد بانفراده ‪.‬‬
‫‪ )6‬الدعوى الغير مقدرة‪:‬‬
‫يقدم المدعي طلباته في عريضة الدعوى دون أن يقدرها غير أن هذه الطلبات يمكن أن تكون قابلة للتقدير‬
‫فتقوم المحكمة بتقديرها وفق القواعد المقررة قانونا أو تكون غير قابلة للتقدير مطلقا‪.‬‬
‫‪ )7‬التقدير القضائي‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 20‬م م م ت انه إذا كانت فيه الشئ غير معينة ولكن يمكن تعيينها فالمحكمة تعينها حسب‬
‫اجتهادها المطلق وذلك باالعتماد على قيمة الشيء يوم رفع الدعوى ولها أن تأذن بندب خبير للقيام بذلك‬
‫ومثال ذلك طلب فسخ عقد بيع لقطعة ارض فانا الختصاص يحدد حسب قيمة القطعة يوم رفع الدعوى‬
‫وتعين المحكمة خبير لتقدير ذلك ‪.‬اما إذا كان لفسخ عقد كراء فان االختصاص يحدد حسب مقدار الكراء‬
‫السنوي عمال بأحكام الفصل‪ 20‬من م م م ت إذا كان الكراء غير متنازع فيه ‪.‬‬
‫الطلبات الغير قابلة للتقدير‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 22‬م م م ت انه إذا كانت قيمة الشيء متنازع فيه ال يمكن تعيينها فالمحكمة االبتدائية‬
‫يمكنها وحدها الن ظر في الدعوى والحكم فيها يكون ابتدائيا ويفهم من ذلك أن الدعاوي الغير القابلة للتقدير‬
‫بطبيعتها كأن تكون غير مقدرة بمال وال تقبل التداول كالدعاوى المتعلقة بالحقوق الشخصية والدعاوي‬
‫المتعلقة بالحالة الشخصية والطالق كما تكون الطلبات غير ممكنة التقدير ماديا كدعاوي التفليس أو‬
‫المطالبة بإلزام المطلوب القيام بعمل وهذا اإلشكال تعرضت له محكمة التعقيب واستقر رأيها حاليا عل أن‬
‫الدعاوي العينية العقارية غير قابلة للتقدير وكذلك دعوى رفع المضرة اما دعاوي فسخ العقود وإبطالها‬
‫فهي دعاوي بالتبعية المالية بموضوع العقد وراجعة بالنظر إلى محكمة الناحية أو المحكمة االبتدائية‬
‫حسب قيمة الطلب‪.‬‬
‫االختصاص الترابي‬
‫أن قواعد االختصاص الترابي تهدف إلى تمكنين القضاء من أداء رسالته على أكمل وجه وعلى التسيير‬
‫المتقاضين ويمكن كل واحد منهم من لولوج اقرب محكمة من مقره وبدون عناء وبأقل التكاليف ولذلك‬
‫أن قواعد االختصاص الترابي التهم النظام العام ويجوز االتفاق على مخالفتها وهذه القاعدة عرفت عدة‬
‫استثناءات مما يدعون إلى التطرق إلى ميدان قاعدة مقر المطلوب وخيار المدعي في بعض الحاالت ثم‬
‫إلى االستثناءات الواردة على القاعدة وأخيرا إلى اآلثار المترتبة على الطبيعة القانونية الختصاص‬
‫الترابي ‪.‬‬
‫المبحث األول ميدان قاعدة مقر المطلوب وخيار المدعي‪:‬‬
‫أن القاعدة العامة الختصاص الترابي المقررة بالفصل ‪ 03‬منم م مت والقاضية بان المحكمة المختصة‬
‫ترابيا هي التي يوجد بها مقر المطلوب ضرورة أن هذا األخير برئ الذمة إلى أن يثبت العكس وبالتالي‬
‫لبد من تمكنيه من الدفاع عن نفسه دون عناء غير أن هذا األساس تفنده الوقائع ومثال ذلك النزاعات‬
‫الشغلية التي يمكن للعامل طالبا في اغلبها باعتبار أن صاحب العمل هو الذي عادة ما يبادر بالطرد ويرد‬
‫العامل الفعل بالقيام لدى المحكمة ولبد من تسهيل األمر له لقلة ما بيده واآلمر كذلك إلطراف الضعيفة في‬
‫العقود كالمؤمنين في عقود التامين ومستحقي النفقة والمتضررين من حوادث المرور والمشرع التونسي‬
‫لم يبقي غير مبال إلفراد النوعية من القضايا وسن بموجب الفصل ‪ 01‬م م م ت اختبار المدعي بان يقوم‬
‫أمام المحكمة التي يقطن بدائرتها أو التي بها مقر المطلوب وذلك في حاالت مذكورة على وجه الحصر‪.‬‬
‫الفقرة األولى الدعاوي في المادة العقدية‪:‬‬
‫أن الفصل ‪ 01‬من م م م ت خول الخيار للمدعي في رفع دعواه لدى المحكمة التي بها مقر المطلوب أو‬
‫المحكمة التي بدائرتها نفذ العقد وابرز هذه العقود عقد التامين وكذلك عقد الشغل إال أن الصعوبة التي‬
‫يمكن أن تطرح وتتمثل في معرفة مكان تنفيذ العقد باعتبار أن العقود ملزمة للجانبين تستدعى تنفيذ‬
‫التزامين في مكانين مختلفين ولقد بين المشرع الفرنسي الفصل ‪ 11‬م م م ت الفرنسية أن المقصود بمكان‬
‫تنفيذ العقد هو مكان التسليم الفعلي لموضوع العقد وبإمكان المشرع التونسي تبني هذا الحل لوجاهته ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية الدعاوي الناتجة عن جنحة أو شبه الجنحة ‪:‬‬
‫لقد حول الفصل ‪ 01‬م م م ت المدعي المتضرر من جنحة أو شبه الجنحة القيام لدى المحكمة التي‬
‫بدائرتها تم الفعل الضار إال أن اإلشكال يمكن في تحديد المكان الذي نشا فيه الفعل الضار فهل هذا الشأن‬
‫الذي نشأت فيه المسؤولية أو المكان الذي نشا به الضرر يبدو أن الحال الثاني هو األقرب إلى ميدان‬
‫المسؤولية المدنية كما أن المشرع منح المتضرر من جنح القيام إمام المحكمة التي أوقف بها المظنون‬
‫فيه ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة دعاوي استحقاق المنقول‪.‬‬
‫لقد خول الفصل ‪ 01‬من م م م ت للمدعي القائم باستحقاق منقول القيام أمام المحكمة التي يقطن بدائرتها‬
‫المطلوب الو المحكمة التي يوجد بدائرتها الشيء موضوع النزاع ودعاوي استحقاق المنقول هي التي‬
‫خولها المشرع للمطالبة باالستحقاق رغم القرينة المنصوص عليها بالفصل ‪ 00‬من مجلة الحقوق العينية‬
‫الذي اقتضى أن الحائز هو المالك إال أن هذا األخير ملزم بإثبات أن الحائز يمسك شيء غير شرعي‬
‫ومثال ذلك المطالبة بالشيء المسروق والمحكمة المختصة هي التي يوجد بدائرتها المنقول ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة حالة الكمبيالة أو سند األمر‪:‬‬
‫أن الدائن الموثق دينه بكمبيالة أو سند ألمر يمكنه المطالبة به اما أمام محكمة التي يوجد بدائرتها مقر‬
‫المطلوب أو أمام المحكمة التي كان من الواجب أن يقع بدائرتها األداء وهذا الخيار ال يسري عند انتهاج‬
‫طريق األمر بالدفع باعتبار أن هذا اإلجراء ال يحترم مبدأ المواجهة وفي ذلك حد أدنى لحسابية المدين بان‬
‫يقع القيام عليه أمام التي بها مقره وهو ما اقتضاه الفصل‪ 11‬من م مم ت ‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة دعاوي النفقة ‪:‬‬
‫خول الفصل ‪ 01‬منم مم ت الخيار للدائن بان يقوم لدى المحكمة التي بدائرتها مقر المدين أو لدى المحكمة‬
‫التي بق يم بدائرتها وسبب ذلك وضعية طالب النفقة التي ال تسمح بتكبد مصاريف للتنقل لمحكمة المدعى‬
‫عليه وكذلك لصبغتها المعيشية المتأكدة اما دعاوي إسقاط النفقة أو تخفيضها فال ينطبق عليها هذا النص‬
‫الذي شرع للتيسير على طالب النفقة الذي يعتبر محتاجا ‪.‬‬
‫المبحث الثاني االستثناءات للقاعدة العامة لحسن سير القضاء‪:‬‬
‫لقد رأى المشرع إقرار بعض االستثناءات لقاعدة اختصاص المحكمة الذي يقطن بدائرتها المطلوب وذلك‬
‫للطبيعة الخاصة لبعض النزاعات وهي المتعلقة بالتركات واإلفالس والدعاوي العينية ودعاوي الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫الفقرة األولى الدعاوي العينية ‪:‬‬
‫لقد اقر المشرع بالنسبة للدعاوي المتعلقة بحق عيني اختصاص المحكمة التي بدائرتها العقار وذلك عمال‬
‫بالفصل ‪ 02‬من م م م ت الذي حدد هذه الدعاوي وهي االستحقاقية التي تهدف إلى حماية حق الملكية أو‬
‫حماية حق عيني وكذلك الدعاوي الحوزية المحددة بالفصل‪ 01‬من م م م ت والتي منحها المشرع لحائز‬
‫العقار للمحافظة على حوزه أو السترجاعه أو إليقاف األشغال اما الدعاوي الشخصية المتعلقة بعقار فال‬
‫تنطبق عليها هذه القاعدة في حين أن الدعاوي المختلطة تستدعى التفريق بين حالتين األولى إذا كان الحق‬
‫العيني متنازع فيه فهي دعوى استقحقا قية وتكون محكمة العقار هي المختصة اما إذا كان غير متنازع فيه‬
‫فهي دعوى شخصية فالمحكمة المختصة فهي محكمة مقر المطلوب عمال بالفصل ‪ 23‬م م م ن‪.‬‬
‫الفقرة الثانية الدعاوي المتعلقة بالتركات ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 01‬م م م ت أن الدعاوي المتعلقة بالتركة ترفع لدى المحكمة التي افتتحت بدائرتها التركة‬
‫وإذا افتتحت خارج التراب التونسي فترفع بها للمحكمة التي به احل التركة وهذا النص لم يعرف مفهوم‬
‫افتتاح التركة في حين انالفصل‪ 01‬من القانون الدولي الخاص اعتبر أن مكان افتتاح التركة هو آخر مقر‬
‫للمورث قبل وفاته باعتباره مكان وجود األموال الموروثة التي تركها الهالك كذلك الوثائق وسندات‬
‫الملكية والعقود بحوزته قبل موته ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة الدعاوي المتعلقة باإلفالس‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 00‬من م م م ت أن جميع الدعاوي المتعلقة باإلفالس ترفع لدى محكمة التي بدائرتها‬
‫محل االستغالل األصلي وساير الفصل ‪ 111‬من المجلة التجارية هذا التمشي ونص على انه يتقرر‬
‫التفليس يحكم من المحكمة التي بدائرتها المركز التجاري الرئيسي وفي ما قررت عنه محاكم في وقت‬
‫واحد تفليس تاجر فان األحكام الصادرة بذلك تكون موجبة للتعديل بين المحاكم " الفصل ‪192‬م م م ت‬
‫"‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة دعوى الضمان ‪.‬‬
‫وهي أوسع من الكفالة " قضايا مدنية ضد شركة التامين ‪.‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 01‬من م م م ت أن دعاوي الضمان ترفع للمحكمة المنشورة لديها الدعوى األصلية أو‬
‫التي سبق النظر في تلك الدعوى في حدودها االختصاصي الحكمي والضمان هو التزام من شخص يدعي‬
‫الضامن بأن يمنع عن شخص ثاني وهو المتمتع بالضمان أي ضرر وأن يعوض له إذا حصل الضرر‬
‫وهذه الدعوى راجعة بالنظر للمحكمة التي نشرت لديها الدعوى األصلية وتكون محكمة المطلوب غير‬
‫مختصة وذلك حتى تمكن المحكمة التي تعهدت بصفة أصلية من أن تنظر أيضا في دعوى الضمان مما‬
‫يساهم في فصل النزاعات وعدم تضارب األحكام ‪.‬‬
‫أ) الفقرة الخامسة الدعوى الشخصية ضد الدولة ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 02‬من م م م ت انه ترفه لدى المحاكم المنتصبة بتونس القضايا التي تكون الدولة طرفا‬
‫فيها باستثناء القضايا المتعلقة بنظام تعويض األضرار الناتجة عن حوادث الشغل واألمراض المهنية‬
‫ويطرح هذا الفصل إشكال نوعية القضايا الواجب رفعها أمام محاكم تونس يبدو انه ال يجب أن تأخذ‬
‫المبدأ على إطالقه ضرورة أن حوادث الشغل واألمراض المهنية مستثن صراحة كما أن الدعاوي‬
‫المعينة ال يشملها االستثناء ضرورة أن الفصل ‪ 02‬من م م م ت اقتضى أن المحكمة المختصة هي التي‬
‫يقع بدائرتها العقار واعتبرت محكمة التعقيب أن هذا االختصاص يهم حسن سير القضاء وعلى المحكمة‬
‫أن تثيرها من تلقاء نفسها وذلك بالقرار عـ ‪103‬ـدد الصادر في ‪.1921/0/0‬‬
‫‪ .2‬المبحث الثالث‪:‬جزاء مخالفة قواعد االختصاص الترابي‪.‬‬
‫من المتفق عليه فقها وقانونا أن قواعد االختصاص الترابي تهم مصلحة الخصوم في حين تهم خصائص‬
‫الحكمي النظام العام ومن هذا المنطلق خلصت محكمة التعقيب بقرارها المؤرخ في ‪ 1910/1/12‬أن‬
‫االتفاق على قواعد االختصاص الترابي ممكن باعتبار هاال تهم النظام العام ومتع الحكمة من التمسك بعدم‬
‫االختصاص الترابي من تلقاء نفسها غير أن هذه الحدود المسطرة بين نظامي االختصاص الترابي‬
‫والحكمي ال يمكن أن تصمد أمام الفهم الحقيقي للوقائع التي يثور فيها النزاع ضرورة أنه بين أهداف‬
‫النظام العام وأهداف اإلجراءات يبدو اتصال وثيق مما يبرر توسع االختصاص المطلوب ومثال ذلك‬
‫االختصاص الممنوح للحق التي يوجد بدائرتها العقار حسب أحكام الفصل ‪ 02‬من م م م ت باعتبار أن‬
‫التوزيع النزاعي على عدة محاكم يكون مناقضا لمركز الوثائق المتعلقة بنفس العقار وال مكانة لتناقض‬
‫األحكام وكذلك األمر بالنسبة لتركات أين يجب اعتبار قاعدة اختصاص الحكمة التي بدائرتها المقر‬
‫االجتماعي وك ذلك في مادة المواريث فالمحكمة المختصة هي التي فتحت بدائرتها التركة وكذلك في مادة‬
‫اإلفالس فالمحكمة المختصة هي التي بدائرتها مؤسسة المفلس وكل هذه المواد ينتج عنها تشابك وتقدم‬
‫المصلحة الظاهرة على المصلحة الخاصة مما يترتب على ذلك فصل النزاع بصفة شاملة وأمام محكمة‬
‫تتمتع باختصاص مطلق ويهم النظام العام وتبعا لذلك فان االتفاقات التي تهم اختصاص المحكمة في هذه‬
‫المواد يجب أزاحتها وخاصة تمكين القاضي من إثارة عدم اختصاصه الترابي من تلقاء نفسه في‬
‫خصوص هذه المواد والنزاعات وهو ما ذهب إليه األستاذ روجي بيرو بفرنسا وفتحي والي في مصر‬
‫وأمير النمر في لبنان وبالتالي بات من الضروري أن تصبح مسألة االختصاص الترابي في مادة‬
‫العقارات والتركات والشركات واإلفالس تهم النظام العام وتثيرها المحكمة من تلقاء نفسها وذلك حفظا‬
‫لمصلحة الخصوم ولحسن سير القاضي بالتالي‪.‬‬
‫االختصاص الدولي للمحاكم‬
‫أ ن االختصاص الدولي للمحاكم التونسية يعني والية المحاكم الوطنية في النظر في النزاعات المتبعة‬
‫لعنصر أجنبي سواء تعلق بأطراف أو بموضوعه وتحديد هذا االختصاص خاضع لمقاييس خاصة‬
‫تعرض لها المشرع بجملة من القانون الدولي الخاص ولسوف نتعرض لصورة االختصاص الدولي‬
‫للمحاكم التونسية ثم للطبيعة القانونية لهذا االختصاص‪.‬‬
‫‪)1‬المبحث األول صورة االختصاص الدولي للمحاكم التونسية ‪:‬‬
‫لقد أدخل القانون عند تحديد الدولي للمحاكم التونسية تميزا بين االختصاص العادي واالختصاص‬
‫االقصائي‪:.‬‬
‫‪ .1‬االختصاص العادي للمحاكم التونسية ‪:‬‬
‫أن االختصاص ال عادي للمحاكم التونسية ينهض أساسا على إقامة المطلوب بتونس أو على العالقة‬
‫الوطيدة بين موضوع الدعوى والنظام القانوني التونسي‪.‬‬
‫أ) ــ المطلوب يقيم بتونس‪:‬‬
‫اقتضى الفصل الثاني منا لقانون الدولي الخاص انه تنظر المحاكم التونسية فغي النزاعات المبينة بالفصل‬
‫المتقدم بين جميع األشخاص المقيمين بالتراب التونسي مهما كانت جنسيتهم والمقيم مثلما ورد تعريفه‬
‫بالفصل الخامس من مجلة العرف والتجارة الخارجية هو الشخص الطبيعي المستقر بالبالد التونسية‬
‫والشخص المعنوي ذو الجنسية التونسية أو األجنبية بالنسبة لمؤسساته الكائنة بالبالد التونسية لمكان‬
‫الشركة كما أنه اإلقامة العادية و قد تم تحديدها بقوانين مختلفة وهي بالنسبة لألجنبي أن يكون مولودا‬
‫بتونس وأقام بها بدون انقطاع أو الذي يقيم إقامة قانونية منذ ‪ 0‬سنوات بدون انقطاع ومعتبر مقيما أو‬
‫األجنبية المتزوجة من تونسي أو األجنبي الذي له أبناء بتونس‪.‬‬
‫ب) ــ إرادة المطلوب‪:‬‬
‫أن الفصل الرابع من القانون وسع في اختصاص المحاكم التونسية حتى للمطلوب التونسي المقيم خارج‬
‫الجمهورية التونسية ومن ثم إذا رضي المطلوب األجنبي أو التونسي المقيم خارج البالد التونسية‬
‫باختصاص المحاكم التونسية فإنها تختص بالنظر شريطة أن ال يتعلق موضوعا لدعوى بعقار خارج‬
‫التراب التونسي والتعبير عن اختيار المحاكم التونسية للنظر في الدعوى يمكن أن يكون صريحا ومضمن‬
‫بعقد |أو أن يكون ضمنيا بمباشرة النزاع أمام المحاكم التونسية غير أن هذا الموقف عديم الجدوى‬
‫ضرورة أن مقاضاة أجنبي دون أن يكون له أي صلة بالتراب التونسي يجعل تنفيذ الحكم مستحيال‬
‫باعتبار أن األمر يستدعى إصدار حكما باال كساء بالصبغة التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ .2‬االختصاص الموضوعي‪:‬‬
‫اقتضى الفصل‪ 0‬و ‪ 1‬و ‪ 1‬أن المحاكم التونسية تكون مختصة بالنظر في القضية حتى وان كان المطلوب‬
‫غير مقيم بتونس وذلك إذا لموضوع الدعوى عالقة بالنظام القضائي التونسي وهي حاالت المسؤولية‬
‫التقصيرية أو إذا تعلق األمر بأموال منقولة موجودة بتونس أو بعقد أو بملكية فكرية أو تركة أو إذا تعلق‬
‫األمر بدعاوي مرتبطة أو بحماية قاصر أو بالتزامات ذات صفية معيشية ‪.‬‬
‫أ) ــ المسؤولية التقصيرية‪:‬‬
‫اقتضى الفصل الخامس أن المحاكم التونسية تختص بالنظر بالدعاوي الناشئة عن حادث وقعت بتونس‬
‫ولو كان المدعى عليه أجنبي غير مقيم بتونس ويقصد بهذه الدعاوي هي التي يكون سببا التزاما غير‬
‫تعاقدي نشأ عن فعل غير مشروع والتي ينجر عنها قيام المسؤولية التقصيرية ‪.‬‬
‫ب) ــ المسؤولية العقدية ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 0‬في فقرته الثانية وان المحاكم التونسية تختص بالنظر في الدعوى المرفوعة ضد‬
‫الجانبي الغير مقيم بتونس إذا تعلق موضوعها بعقد نفذ بتونس أو كان مشروط تنفيذه بها وبذلك تخلى‬
‫المشرع التونسي عن اختصاص المحاكم التونسية عندما يكون العقد قد ابرم بتونس واعتبر أن مجرد‬
‫إبرام العقد ال تنجر عنه عالقة كافية وقوية ‪.‬‬
‫ت) ــ المنقول ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 0‬في ف قرته الثالثة أن المحاكم التونسية تختص بالنظر في الدعاوي التي تكون‬
‫موضوعها منقوالت موجودة بتونس باعتبارها مؤهلة أكثر من غيرها لفصل النزاع المتعلق بأعمال‬
‫موجودة على إقليمها ويسهل عليها اتخاذ إجراءات التنفيذ على هذا المال الذي يدخل في المنطقة الترابية‬
‫التي للمحاكم الوطنية عليها سلطان ‪.‬‬
‫ث) ــ الملكية الفكرية‪:‬‬
‫اقتضى الفصل الخامس في فقرته الرابعة أن المحاكم التونسية تكون مختصة اختصاص دوليا إذا تعلق‬
‫موضوع الدعوى بحماية ملكية فكرية ولذلك يجب الرجوع إلى العقد عندما يؤسس االعتداء على خرق‬
‫لاللتزامات التعاقدية المتعلقة بإحالة أو استغالل حلوق فكرية وبالتالي ال تنطبق الفقرة الرابعة من‬
‫الفصل الخامس إال إذا كانت الدعوى تهدف إلى احترام هذه الحقوق عندما يؤسس االعتداء على فعل‬
‫الغير أي من لم يكن طرفا في العقد ‪.‬‬
‫ج) ــ اإلرث والتركة‪:‬‬
‫اقتضى الفصل السادس في فقرته الثالثة أن المحاكم التونسية تختص بالنظر في الدعاوي المتعلقة‬
‫بالتركات المفتوحة بتونس وعلة ذلك أن مكان افتتاح التركة هو آخر موطن كان يقطنه المتوفى ويفترض‬
‫أن معظم أمواله ومد يونيه يوجد ون بمكان افتتاح التركة وبذلك تكون محاكم هذه الدولة أكثر قدره على‬
‫فصل هذه الدعاوي المتعلقة بالتركة التي افتتحت بها دون تجزئة الدعاوي المتعلقة بها بين محاكم تابعة‬
‫لدول مختلفة ‪.‬‬
‫ح) ــ الدعاوي المرتبطة‪:‬‬
‫اقتضى الفصل السابع أن المحاكم التونسية تكون مختصة بالنظر في الدعاوي حتى وان كانت مستقلة إال‬
‫أنها مرطبة بدعوى أخرى منشورة أمامها ويتحقق االرتباط متى كانت هناك وحدة في الموضوع أو‬
‫السبب أو األطراف وتقدير ذلك متروك للسلطة التقديرية للمحكمة وتحديد وجود الصلة والعالقة يتم وفق‬
‫قانونا لقاضي لتعلق األمر بمسألة لقاعدة إسناد وظيفية ‪.‬‬
‫خ) ــ دعاوي إثبات النسب وحماية القاضي‪:‬‬
‫اقتضى الفصل السادس في فقرته األولى أن المحاكم التونسية مختصة بالنظر في الدعاوي المتعلقة‬
‫بالنسب أو بحماية قاصر يقطن بتونس وبذلك يكون القاضي التونسي مختص سواء كان المطلوب تونسي‬
‫أو أجنبيا قاطن خارج البالد التونسية وان مسألة حماية القاصر باتخاذ الوسائل الوقتية الالزمة يجب أن‬
‫ال تكون مشروطة بإقامة القاصر بتونس بل بمجرد وجوده وذلك التأويل يحدد سنده بالفصل ‪ 11‬في فقرته‬
‫الثانية الذي يخول اتخاذ الوسائل الوقتية لحماية القاصر عند وجوده على التراب التونسي ‪.‬‬
‫د) ــ االلتزامات لدى الصبغة المعاشية ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل السادس أن دائر ة االلتزام ذو وضعية معاشية والمقيم بتونس يمكنه القيام‬
‫لدى المحاكم التونسية للمطالبة بالنفقة ولو كان المطلوب مقيم بالخارج ‪.‬‬
‫االختصاص الدولي اإلقصائي للمحاكم التونسية ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل الثامن أن المحاكم التونسية مختصة بالنظر في الدعاوي المتعلقة‬
‫بالجنسية التونسية والعقارات الموجودة بتونس واإلجراءات الجماعات كاإلفالس‬
‫وانقاض المؤسسات اآلتي تمر بصعوبات اقتصادية وإجراءات التنفيذ وإن هذه‬
‫االختصاصات للمحاكم التونسية واقصائية االختصاص للمحاكم األجنبية ضرورة أن‬
‫األحكام األجنبية الصادرة بخصوص هذه المسائل ال تكتسي بالصيغة التنفيذية وال تنفذ‬
‫على التراب التونسي ‪.‬‬
‫‪ )1‬الدعاوي المتعلقة بالجنسية‪:‬‬
‫اقتضى الفصل الثامن في فقرته األولى أن المحاكم التونسية تختص اختصاص مطلق‬
‫بالنظر في الدعاوي المتعلقة بإسناد الجنسية بالحصول أو قصد أو سقوط االنتفاع‬
‫بالجنسية التونسية‪.‬‬
‫‪ )2‬العقارات الموجودة بتونس‪:‬‬
‫اقتضى الفصل الثامن في فقرته الثانية أ‪،‬المحاكم م التونسية تختص اختصاص مطلق‬
‫للنظر في الدعاوي المتعلقة بالعقارات الموجودة بتونس بقطع النظر عن جنسية أطراف‬
‫الدعوى ومقارات إقامتهم ‪.‬‬
‫‪ )0‬اإلجراءات التحفظية ‪:‬‬
‫إن إجراءات التنفيذ وكذلك التحفظية راجعة بالنظر للمحاكم التونسية وداخلة في‬
‫اختصاصها المطلق الن إجراءات التنفيذ يمكن أن تستعمل القوة العامة الراجعة لسلطة‬
‫الدولة مما يمكن اكساء األحكام األجنبية بالصيغة التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ )1‬اإلجراءات الجماعية‪:‬‬
‫إن دع اوي اإلفالس وإنقاض المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية هي من‬
‫اختصاص المطلق للمحاكم التونسية باعتبار أقلية اإلجراءات المتخذة وال يمكنها أن‬
‫تتعدى الحدود غير أنه من الممكن أن يكون الحكم األجنبي أثر بالبالد التونسية وتبعا‬
‫لذلك يمكن تمكين أمين الفلسة المعين بح كم أجنبي أن يباشر عملية التنفيذ بتونس بعد‬
‫إكساء الحكم بالصيغة التنفيذية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني الطبيعة القانونية الختصاص الدولي للمحاكم ‪:‬‬
‫إن قواعد االختصاص ينقسم إلى قسمين أولهما يتعلق باالختصاص الحكمي ويهم النظام‬
‫العام وال يمكن االتفاق على خالفه وثانيها يتعلق باالختصاص الترابي ويهم مصلحة‬
‫الخصوم وال تثيرها المحكمة من تلقاء نفسها ويمكن االتفاق على خالفه إال في حاالت‬
‫محدودة على وجه الحصر ولقد اختلف الفقهاء حول هذه الطبيعة بالنسبة لقواعد‬
‫االختصاص الدولي‪.‬‬
‫‪ )1‬قواعد االختصاص الدولي قواعد آمرة ‪:‬‬
‫اعتبر بعض الفقهاء أن ق واعد االختصاص الدولي قواعد آمرة وتتعلق بالنظام العام وال‬
‫يمكن االتفاق على خالفها ضرورة أنها تتولى ضبط والية المحاكم الوطنية بالنزاعات‬
‫بالنظر لغيرها من األحكام األجنبية ثم بعد ذلك يوزع االختصاص بين المحاكم الوطنية‬
‫على أساس قواعد اإلختصاص الترابي ولقد نحى فقه القضاء هذا المنحى واعتبرت‬
‫محكمة التعقيب أنه إذا كان مطلب الطالق مؤسس على عقد زواج ابرم بتونس فالنظر‬
‫فيه يكون للمحاكم التونسية مهما كانت جنسية الطرفين وهذا اإلختصاص يمكن يهم‬
‫النظام العام ‪.‬‬
‫‪ )2‬قواعد االختصاص الدولي تهم مصلحة الخصوم ‪:‬‬
‫لقد اقتضى الفصل ال عاشر إن الدفع بعدم االختصاص ال بد أن يكون قبل الخوض في‬
‫األصل وهذا النظام القانوني هو نفس نظام اإلختصاص الترابي بدليل الفصل ‪ 12‬من م م‬
‫م ت الذي اقتضى أنه من تم القيام عليه أمام محكمة لها نفس درجة المحكمة المختصة‬
‫ترابيا يمكنها الدفع بعدم اإلختصاص قبل الدفاع في األصل وإال أستهدف طلبه بعدم‬
‫القبول وبالتالي أن اإلختصاص الدولي للمحاكم يهم مصلحة الخصوم لضرورة الدفع به‬
‫ق بل الخوض في األصل ‪.‬‬
‫‪ )0‬قواعد اإلختصاص الدولي للمحاكم قواعد خاصة ولها نظام مستقل ‪:‬‬
‫لقد فرق أصحاب هذا الرأي بين القواعد المتعلقة بالجنسية وبالعقارات وباإلجراءات‬
‫الجماعية كاإلفالس والوسائل التحفظية أو التنفيذية واعتبروها قواعد آمرة وتهم النظام‬
‫العام وال يمكن االتفاق على مخالفتها في حين أن القواعد المتعلقة باإلختصاص العادي‬
‫فيمكن االتفاق على خالفها والدفع لعدم انطباقها قبل الخوض في األصل ومن ثم أن‬
‫قواعد اإلختصاص الدولي للمحاكم تتعلق باختصاص مستقل ويستهدف طبيعة‬
‫المزدوجة ذاته ‪.‬‬
‫الطور التحضيري‬
‫ترفع الدعوى بعريضة تودع بكتابة المحكمة االبتدائية مع المؤيدات قبل سبعة أيام من‬
‫موعد الجلسة وأثناء تلك المدة يتولى كاتب المحكمة عرض الملف على رئيس المحكمة‬
‫لتعيين القاضي المقرر كما يمكن للمطلوب تقديم جوابه أو إرجاع ذلك ليوم الجلسة‬
‫األولى التي تقع فيها المناداة على األطراف وتتحقق المحكمة من حضور هم وضيفاتهم‬
‫واستيفاء اإلجراءات القانونية وبعد التثبت من صحة اإلجراءات تكون المحكمة أمام‬
‫أمرين إما صرف ا لقضية للمرافعة أو تأخير القضية لجلسة الحقة وإبقائها بالطور‬
‫التحضيري الستكمال بعض النقائص وذلك بإحالة القضية على القاضي المقرر للقيام‬
‫بأبحاث محددة أو لتهيئة ها للفصل عمال بأحكام الفصلين ‪ 20‬و ‪ 21‬من م م م ت وهو ما‬
‫سنتطرق له في مبحثين متتاليين ‪.‬‬
‫المبحث األول األبحاث المجرات وفق الفصل ‪ 66‬م م م ت ‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م م ت أنه يمكن للمحكمة إذا رأت لزوما بإجراء أبحاثا معينة‬
‫من سماع بينات أو بإجراء توجهات أو اختبارات أو تتبع دعوى الوزر أو غير ذلك من‬
‫األبحاث الكاشفة للحقيقة أن تأذن للقاضي المقرر بإجرائها ويفهم من الفصل المذكور أنه‬
‫بإمكان المحكمة بعد درس القضية واإللمام بمعطياتها اإلذن للقاضي المقرر بإجراء‬
‫أبحاث معينة وهذا اإلذن يثير إشكالين يتمثل األول في محتوى األبحاث التي يمكن‬
‫اإلذن بها والثاني في نفوذ القاضي المقرر عند إجراء األبحاث‪.‬‬
‫الفقرة األولى األبحاث التي يمكن اإلذن بإجرائها ‪:‬‬
‫إن هذه األبحاث هي سماع البينات وإجراء التوجهات واالختبارات وتتبع الزور المدني‬
‫وغير ذلك من األبحاث الكاشفة للحقيقة‪.‬‬
‫‪ )1‬سماع البينات‪ :‬جمع بينة‪:‬‬
‫وهو اإلثبات بشهادة الشهود وقد نضمن أحكامها مجلة االلتزامات والعقود وكما هو معلوم‬
‫يمكن اإلثبات في المادة التجارية بجميع وسائل اإلثبات والشهادة معناها قيام شخص‬
‫من غير أطراف الخصومة باإلخبار أمام القاضي المقرر بما يعرفه شخصيا عن وقائع‬
‫تصلح إلثبات الحق المدعى به وعندما تأذن المحكمة بسماع شاهد فعليها أن تحدد الوقائع‬
‫المراد إثباتها بالشهادة وتاريخ ذلك ويدعو كل خصم شهود ه في التاريخ المحدد ويتولى‬
‫القاضي المقرر تحرير أقوال كل شاهد ويوقع عليها وإذا امتنع يذكر سبب االمتناع في‬
‫التقرير الذي يمكن األطراف اإلطالع عليه وإبداء دفاعه على أساسه وأما تقديم الشهادة‬
‫فهي مسألة موضوعية تخضع لسلطة محكمة الموضوع وال رقابة عليها من محكمة‬
‫التعقيب طالما استندت المحكمة على النصوص المنظمة إلثبات وقائع النزاع المتعهدة‬
‫به ‪.‬‬
‫‪ )2‬إجراء التوجهات واالختبارات‪:‬‬
‫يقصد بالتوجه انتقال القاضي على عين المكان لمعاينة الواقعة محل اإلثبات أما االختبار‬
‫فهو العمل الذي يقوم مختص في مسألة فنية تخرج عن نطاق القانون والتي يجب بحثها‬
‫و‘ ثباتها من أجل أعمال القانون ويمكن للمحكمة أن تأذن بالتوجه أو باالختبار أو‬
‫لكليهما في آن واحد وفي هذه الصورة يكون القاضي مصحوبا بخبير‪,‬‬
‫أــ إجراء التوجه‪:‬‬
‫إ‪ ،‬إجراء التوجه بصدد نزاع مطروح على المحكمة يمكن أن يكون مأذون منها من تلقاء‬
‫نفسها أو بطلب من أحد الخصوم وتتم المعاينة بحضور الخصوم ولذلك يجب إعالمهم‬
‫بقرار التوجه إن لم تحدده المحكمة بمحضر الجلسة ويتولى القاضي المقرر سماع‬
‫األطراف وشهود هم الذين عليهم التوقيع على أقوالهم ويوقع القاضي معهم ‪.‬‬
‫ب ــ إجراء االختبار‪:‬‬
‫يمكن للمحكمة أن تعين خبير من تلقاء نفسها إلبداء رأيه الفني أو بطلب من أحد الخصوم‬
‫وفي هذه الصورة يجب عليها |أن تبين األعمال التي يعهد بها إليه والمبلغ المالي الواجب‬
‫تسبقيه وتاريخ الجلسة التي تؤجل إليها القضية وعلى الخبير أن يحدد تاريخ توجهه على‬
‫عين المكان واستدعاء الخصوم بواسطة مكتوب مضمون الوصول مع اإلعالم بالبلوغ‬
‫ويحرر محض ر في أعماله يتضمن أقوال الخصوم ومالحظاتهم وإمضاء اتهم وجميع‬
‫األعمال التي يقام بها ثم يودعوا تقرير في أعماله بكتابة المحكمة ويعلم األطراف بذلك‬
‫بمكاتيب مضمونة الوصول ويمكنهم إبداء ملحوظاتهم الكتابية حول أعمال الخبير التي‬
‫ال تلزم المحكمة باعتبار أن رأيه عنصر من عناصر اإلثبات في الدعوى‬
‫ج ــ الدفع في الزور المدني‪:‬‬
‫إن الزور المدني ال يمكن القيام به إال بالنسبة للحجج الغير الرسمية ضرورة أن الحجج‬
‫الرسمية ال يمكن الط عن فيها إال بالزور الجزائي الخارج عن والية المحاكم المدنية أما‬
‫الحجج الغير الرسمية فيمكن القيام فيها بالزور المدني الذي نص عليه الفصل ‪ 109‬من‬
‫مجلة االلتزامات والعقود الذي اقتضى انه إذا انكرالخصم خطه أو إمضائه أو صرح‬
‫ورثة أو من له حق بعدم معرفتهما إذ أن المحاكم تقوم بتحرير حقيقة األمر للمجلس أن‬
‫يباشر ذلك بنفسه أو يكلف به أهل الخبيرة وبعد انتهاء القاضي المقرر من أبحاثه يجب‬
‫على المحكمة أن تفصل في االدعاء بالتزوير قبل الفصل في موضوع الدعوى األصلية‬
‫ضرورة أن اعتماد الكتب من عدمه له تأثير على وجه الفصل في الدعوى‪.‬‬
‫‪)1‬األعمال الكاشفة للحقيقة‪:‬‬
‫أن هذه العبارات جاءت مطلقة مما يخول للمحكمة أن تأذن بإجراء أي بحث للوقوف‬
‫على كنه النزاع والوصول إلى حل عادل غير انه بعد أن حدد الفصل بعض وسائل اإلثبات‬
‫كالبينة والتوجه على العين واالختبار لم يبقى من وسائل اإلثبات سوى اليمين الحاسمة‬
‫والقرائن‪.‬‬
‫‪)0‬سلطة القاضي المقرر عند إجراء األبحاث‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 93‬من م م م ت انه إذا كانت األبحاث مأذونا بها من المحكمة فال يباشر‬
‫القاضي إال ما وقع تكليفه بإجرائه أو ما كان نتيجة إلتمامه ويخلص من الفصل المذكور أن‬
‫القاضي المقرر ملزم بانجاز ما كلف به وفي حدوده وهو ما يببر التساؤل عن حجية األعمال‬
‫المنجزة خارج نطاق المأمورية إن اإلجابة عن هذا السؤال تستدعي التفريق بين أمرين‬
‫أولهما أن يكون التجاوز غير متعلق بموضوع النزاع أو أن القاضي المقرر أتى امرأ من‬
‫اختصاصه الفردي كأن يوجه اليمين االستفائية على المطلوب ويقبل توجيهها ‪ ،‬إن توجيه‬
‫اليمين االستفائية خارج عن اختصاصه وتوجيهها المحكمة بعد التفاوض بروية ولذلك ال‬
‫يمكن لهذا العمل أية قيمة قانونية أما األمر الثاني فيعلق بأمر منهي للخصومة كإقرار‬
‫المطلوب أو تصالح األطراف وهذا العمل مطابق للقانون ويمكنه القيام به وعلى المحكمة‬
‫أن تأخذ به ‪.‬‬
‫البحث الثاني األبحاث المجرات وفق أحكام الفصل ‪ 65‬من م م م ت‪.‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 20‬من م م م ت أنه للمحكمة في القضايا التي لم تصرف للمرافعة أن تؤخرها‬
‫بجلسة معينة وتحيلها للقاضي المقرر البحث فيها وتهيئتها للحكم ويفهم من الفصل المذكور‬
‫أن المحكمة ال تحدد للقاضي المقرر نوع األبحاث المجرات بها إال أن ذلك يعني أن له مطلق‬
‫الحرية ضرورة أن الفصل ‪ 21‬حدد نطاق األبحاث ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تلقي المؤيدات والتقارير من المحامين‪:‬‬
‫إن هذا الدور كان يقوم به كاتب المحكمة قبل تنقيح سنة ‪ 1921‬إال أن المشرع أسنده حاليا‬
‫للقاضي المقرر حتى يكون مطلقا على ما يجد في القضية ويمكنه اتخاذ القرار المناسب في‬
‫الوقت المالئم ومن ذلك مطالبة المحامين بتقديم الوثائق اإلضافية والتوضيحات الالزمة‬
‫عندما ير ى غموضا في التقارير المقدمة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إجراءات األبحاث التي تستوجبها القضية‪:‬‬
‫لقد خول الفصل ‪20‬من م م م ت إجراء هذه األبحاث بثالثة وسائل‪:‬‬
‫‪ )1‬سماع األطراف وضبط نقاط الخالف بينما يوجب هذا اإلجراء بتولي القاضي‬
‫المقرر سماع األطراف وتلخيص أقوالهم ويستفسر هم عما ارتآه من غموض في‬
‫بعض فروع الدعوى أو تناقض في األقوال ليتسن له الوقوف عند نقاط الخالف‬
‫بينهما‪.‬‬
‫‪ )2‬سماع البينات بنظم الفصل ‪ 92‬من م م م ت ‪ :‬كيفية سماع البينة ويحدد مبدأين‬
‫أساسين ويتمثل المبدأ األول في أن البينة يحضرها من طلبت شهادته وبالتالي ال‬
‫يمكن أن يسمع من لم يطلب شهادته أي من الخصوم والمبدأ الثاني يتمثل في التجريح‬
‫بالشاهد الذي يجب أن يتم قبل سماعهم وممن له مصلحة في ذلك وهو التجريح‬
‫القانوني إن التجريح الفعلي فان القاضي يقوم بتسجيله ويسمع الشاهد ويقى األمر‬
‫اعتماد أو ترك شهادته موكول لتقدير المحكمة عمال بأحكام الفصل ‪92‬من م م م ت‪.‬‬
‫‪ )0‬تلقي المؤيدات بما في ذلك اليمين الحاسمة‪:‬‬
‫بعد التنقيح الحاصل بموجب القانون عـ‪ 21‬ـدد المؤرخ في ‪ 1921/9/1‬أصبح باإلمكان‬
‫تقديم المؤيدات مباشرة للقاضي المقرر مع إمكانية تلقي اليمين الحاسمة من هذا األخير‬
‫ضرورة أن من ال يملك دليل على دعواه بإمكان توجيه اليمين الحاسمة على خصمه‬
‫وال يمكن للمحكمة ر فض هذا الخيار إال في حاالت حددها القانون على وجه الحصر‬
‫وطالما أن في األمر قرار يجب أن يتخذ فهل بإمكان القاضي المقرر اتخاذه أم أن دوره‬
‫يقتصر على تلقي توجيه اليمين الحاسمة على المدعي وإحالته على المحكمة لتقرر ما‬
‫تراه إذا أو لما النص تأ ويال حرفيا يتبين لنا انه بإمكان أي طرف توجيه اليمين الحاسمة‬
‫على خصمه أمام القاضي المقرر الذي يتوقف دوره على تسجيل هذه الرغبة وإحالة‬
‫األمر إلى المحكمة للفصل فيه أما إذا تجاوزنا ذلك لتحليل طبقية القرار المتخذ لكون‬
‫توجيه اليمين الحاسمة فانه يتضح لنا أنها من األحكام القطعية و المعلقة على شرط‬
‫ضرورة أن مآل القضية مرتبط بنتيجة اليمين وبذلك فهذا القرار حكم تمهيدي وبالرجوع‬
‫إلى الفصل ‪ 11‬مكن م مم ت قد ذكر األحكام التمهيدية والتحضيرية دون أن يعرفهما‬
‫ودون أن يحدد معيارا لميزها إال أن الفقهاء حددوا ذلك واعتبار و أن الحكم من شانه أن‬
‫يؤثر على الموضوع ويدل على ما ستحكم به المحكمة فهو تمهيدي وان كان مجرد‬
‫إجراء يراد به استكمال ما يكون عقيدة القاضي فهو حكم تحضير ي ولذلك وطالما ثبت‬
‫أن القرار بقبول توجيه اليمين الحاسمة هو حكم تمهيدي وتكون المحكمة ملزمة بنتيجته‬
‫فانه ال يمكن للقاضي المقرر اتخاذه بمفرده باإلضافة إلى إمكانية حصول نزاع حول‬
‫توجيه اليمين وال يفصل في هذا النزاع إال المحكمة ‪.‬‬
‫طور المرافعة والتصريح بالحكم‬
‫عندما تنتهي األبحاث في القضية ويقدم القاضي المقرر تقريره تصرف القضية للمرافعة‬
‫بجلسة علنية يتولى األط راف أو بواسطة محام ما إن كانت إنابته وجوبيه شرح ادعائهم‬
‫شفويا أمام المحكمة واثر ذلك تحجز القضية للتصريح بالحكم‪.‬‬
‫المبحث األول طور المرافعة‪:‬‬
‫إن المرافعة طور أساسي في إجراءات التقاضي وال يمكن فصل القضية دون المرور به‬
‫ضرورة انه يعتبر بالنسبة للمحكمة كوقفة تأمل ولسماع الرأي اآلخر بخصوص مسألة‬
‫قانونية معينة كأن يحجز القضية للمرافعة يعني إعالم األطراف بغلق الباب لتقديم‬
‫الطلبات والد فوع وهذا الطور يمر بمرحلتين أولهما صرف القضية للمرافعة وثانيه‬
‫جلسة المرافعة الفعلية‪.‬‬
‫الفقرة األولى تحديد جلسة المرافعة‪:‬‬
‫لقد قرر المش رع إمكانية حصول المرافعة الحينية وتمكين األطراف من تقديم طلبات في‬
‫طور المرافعة ‪.‬‬
‫‪ )1‬المرافعة الحينية‪:‬‬
‫‪ )2‬اقتضىالفصل‪ 23‬من م م م ت أن تحيل المحكمة لجلسة المرافعة القضايا التي ترى‬
‫أنها مهيأة للحكم ويمكن أن تكون الجلسة في اليوم ذاته ولقد حدد الفصل‪ 21‬من م م م‬
‫ت الحاالت التي يكون فيها ممكن صرف القضية للمرافعة الحينية وهي أن يكون‬
‫أساس الدعوى اعتراف أو كتب رسمي أو كتب معرف باال مضاء عليه أو قرينة‬
‫قانونية أو وجود تأكد يوجب الفصل على وجه السرعة وهذه هي الشروط القانونية‬
‫وتوجد شروط أخرى تركت الجتهاد المحكمة‪.‬‬
‫أ ــ الشروط القانونية‪:‬‬
‫أن الشروط القانونية هي التي وردت بالفصل ‪ 21‬من م م م ت‪.‬‬
‫ــ االعتراف أي المقصود باالعتراف هو إقرار المطلوب بصحة الدعوى ويمكن‬
‫أن يكون ذلك اإلقرار حكيما على معنى الفصل ‪ 122‬من مجلة االلتزامات والعقود لكن‬
‫التنصيص على أن القضية مؤسسة على اعتراف يعني حصول االعتراف قبل رفع‬
‫الدعوى وهو أمر صعب اإلثبات ويمكن االستناد على االستجواب بواسطة عدل تنفيذ‬
‫واقر صلبه ال المدين بالدين وطلب اإلمهال أو حدد تاريخ للخالص‪.‬‬
‫ــ الكتب الر سمي إن الكتب الرسمي هو الكتب المتلقي من مأمور عمومي منتصب لذلك‬
‫قانونا وعلى الصورة التي يوجبها القانون وكذلك ما حرره القضاة رسميا كأن يقع‬
‫االستناد إلى تقرير توجه في قضية أخرى وثبت من خالله الواقعة القانونية موضوع‬
‫النزاع‪.‬‬
‫ــ الكتب الخطي المعرف به باال مضاء يعتبر من الحجج الغير الرسمية وال تكون له‬
‫حجية الحجة الرسمية إال إذا ثبتت صحبته أو اعترف به الخصم والتعريف باإلمضاء‬
‫لدى المصالح المختصة وسيلة إلثبات الصحة ولذلك فإذا أنكر الخصم محتوى الكتب أو‬
‫نص عليه أي نعي يوجب البحث فال يمكن للمحكمة أن تستند عليه إلصدار الحكم‬
‫وبالتالي ال يمكن صرف القضية للمرافعة للجلسة األولى بل تأخيرها لزيادة البحث‬
‫بخصوص صحة الكتب‪.‬‬
‫ــ القرينة القانونية هي ما يستدل به القانون أو المحاكم أو أشياء مجهولة وهي تغني‬
‫صاحبها عن اإلثبات بوسيلة أخرى ولقد حدد الفصل ‪ 123‬من مجلة االلتزامات والعقود‬
‫القرائن القانونية التي ال يتقبل الدليل المعاكس أما القرائن فال يمكن أن تكون سندا إال في‬
‫المرافعة الحينية باعتبار انه يمكن إثبات ما يخالفها‪.‬‬
‫ب ــ الشروط المتروكة لتقدير المحكمة‪:‬‬
‫لقد تر ك الفصل ‪ 21‬من م م م ت الحرية للمحكمة بان تأذن للمرافعة الحينية إذ وجد تأكد‬
‫يوجب فصل النزاع على وجه السرعة وهذه الحاالت كثيرة وعلى القضاء أن يجتهد‬
‫ويحدد بعض المقاييس الموضوعية لتعتمد كأساس لتمييز المتأكدة من القضايا العادية‪.‬‬
‫‪2‬المرافعة الالحقة‪:‬‬
‫إذا لم تتوفر الشروط الالزمة لصرف القضية للمرافعة الحينية وتبين أن األمر يستدعى‬
‫اإلدالء بمؤيدات إضافية فان الحكمة تصرف القضية للمرافعة لجلسة الحقة وفي تلك‬
‫الفترة يمكن إلطراف مواصلة تبادل التقارير والوثائق وحتى تغيير جزئي من الدعوى‬
‫بالزيادة أو النقصان وهو ما اقتضاه الفصل ‪ 21‬من م م م ت ‪.‬‬
‫أ ــ استمرار اإلطراف في تبادل التقارير‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 22‬من م م م ت أنه يمكن للمحكمة أن تعين لجلسة المرافعة القضايا التي‬
‫ال تستدعى أبحاثا وأن تأذن لمحامي األطراف بتبادل التقارير والوثائق في آجال تضبطها‬
‫لهم ‪ .‬إن الشرطين المقررين بالفصل المذكور يتناقضان مع القواعد العامة للمرافعة‬
‫ضرورة أنه يرى العمل على تبادل التقارير دون إذن من المحكمة ويحدد القانون اآلجال‬
‫مثلما هو الحال بالفصل‪ 20‬من م م م ت وهي عشرة أيام قبل تاريخ الجلسة المعينة‬
‫للمرافعة بالنسبة للمدعي وثالثةايام بالنسيبة للمطلوب وان كل النصين نص على تبادل‬
‫التقارير والوثائق خالل طور المرافعة ولكن نظام التبادل يختلف من فصل ألخر مما‬
‫يبعث على التساؤل عن مجال تطبيق كل فصل وهدف المشرع من ذلك لإلجابة عن هذا‬
‫التساؤل نقول أن الفصل ‪ 22‬من م م م ت سن لسد فراغ بخصوص الحاالت التي ال‬
‫يكون فيها الفصل ‪ 20‬منطبقا وهذا األخير هو النص العام وبمجال انطباقه يتعلق‬
‫بالطورين التحضيري والمرافعة أما الفصل ‪ 21‬فهو االستثناء وينطبق في القضايا‬
‫ا لمتأكدة والتي يتعذر فيها على المدعي تقديم ملحوظاته في األجل القانوني فتدخل‬
‫المحكمة ف ي ضبط آجال تقديم الملحوظات لكل من المدعي والمدعى عليه‪.‬‬
‫ب ــ حق المدعي في تقديم طلبات جديدة‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 21‬من م م م ت انه ينمكن للمدعي تغيير جزء من الدعوى أو الزيادة‬
‫في هال أو تحريرها في األجل المبين بالفصل قبله ومن هذا الفصل يتجلى انه يمكن للمدعي‬
‫تصحيح الطلب األصلي أو تعديل موضوعه ال لمواجهة ظروف طرأت بعد رفعت‬
‫الدعوى كما يمكنه إضافة أو تعين في سبب الدعوى لكن مطالب باإلدالء على أساس‬
‫الكمبيالة بوصفها تحول بدعوى صرفية ويتبين من خالل األبحاث أنها باطلة بسبب ما‬
‫فيحرر المدعي دعواه ويعتبر قيامه مدني ويدلي بما يفيد تسليم البضاعة للمسحوب عليه‬
‫ويمكن إبقاء أن يكون الطلب الجديد طلبا فرعيا وفي هذا اإلطار يمكن أن نالحظ أن‬
‫المشرع خول للمدعي تقديم طلبات جديدة في طور المرافعة ويبقى للمدعي عليه الذي‬
‫بإمكانه القيام بدعوى معارضة لرد الدعوى األصلية أو طلب المقاصة أو المطالبة‬
‫لغرم الناتج عن التعسف في استعمال الحق في التقاضي وكان على المشرع منح‬
‫المطلوب الرد على الطلبات الجديدة المقدمة من المدعي وتخويله القيام بدعوى‬
‫معارضة إن أراد ذلك في طور المرافعة حتى تحقق المساواة بين المتقاضين‪.‬‬
‫‪2311/12/11‬‬
‫جلسة المرافعة‪:‬‬
‫إن المرافعة هي الشرح الشفاهي من المحامين الدعاءات المطروحة على المحكمة‬
‫وألوجه الدفاع وأسانيدها وتفتح المرافعة بقرار من رئيس الدائرة وتختم بقرار منه‬
‫ويترتب عن القرارين آثار قانونية مختلفة‪.‬‬
‫أوال فتح المرافعة وإدارتها‪:‬‬
‫يجتمع في جلسة المرافعة جميع األطراف التي لها دور في القضية ولقد حدد القانون دور‬
‫كل واحد منهم‪.‬‬
‫أ ــ دور رئيس الدائرة‪:‬‬
‫لقد أسند الفصل ‪ 111‬م م م ت لرئيس الدائرة دورا هاما بوصفه مشرفا على إلدارة‬
‫الجلسة ضرورة أنه هو الذي يعلن عن افتتاح المرافعة لعر ض ملحوظات الخصوم‬
‫عرضا مقتضبا مع بيان النقاط التي توقفت حولها المحكمة لمزيد اإليضاح من المحامين‬
‫ثم يأذن لمحامي المدعي إلبداء ملحوظاته ويليه محام المطلوب ويسهر رئيس الدائرة‬
‫على المحافظة على النظام ويخرج كل من يعطل سير اإلجراءات ويأذن بتقديم من‬
‫يرتكب مخالفة للنيابة العمومية بعد تحرير محضر في ذلك يتضمن استجواب المعني‬
‫باال مر وتثبت هويته‪.‬‬
‫ب ــ دور المحكمة ‪:‬‬
‫تكون المرافعة علنية أمام المحكمة إال أن هذه األخيرة يمكنها أن تقرر أن تكون سرية‬
‫وذلك محافظة عن النظام العام أو األخالق الحميدة وتطبيقا ألحكام الفصل ‪ 111‬من م م م‬
‫ت‪.‬‬
‫ج ــ دور األطراف ‪:‬‬
‫إن إنابة المحامي وجوبيه في جل القضايا وبالتالي أن الدور المحمول على األطراف يقوم‬
‫به المحامون الذين يقدمون التقارير ويترافعون على ضوئها في جلسة المرافعة عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 110‬م م م ت ومع ذلك قد سمح الفصل ‪ 111‬م م م ت األطراف حق إبداء‬
‫ما تراءى لهم من ملحوظات بعد ا الستئذان من المحكمة ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ختم المرافعة‪.‬‬
‫إن قفل باب المرافعة يعيني أن المحكمة قدرت على ضوء ما تراء أن معاليم النزاع‬
‫أصبحت واضحة وأنه باإلمكان الحكم على أساس القاعدة القانونية المنطبقة ويترتب‬
‫على ختم المرافعة عدة آثار‪.‬‬
‫أ ــ اآلثار الجامعة المترتبة عن ختم المرافعة‪:‬‬
‫إن اآلثار العامة المترتبة عن ختم المرافعة هي‪:‬‬
‫ــ ليس لألطراف تعديل طلباتهم أو تقديم أي طلب عارض‪.‬‬
‫ــ ال يمكن المتداخل في القضية وال إدخال الغير فيها‪.‬‬
‫ــ ال يمكن تقديم تقارير أو إيداع مؤيدات‪.‬‬
‫ــ إذا حدث سبب من أسباب تعطيل النظر في الحضور كموت أو أحد الخصوم أو فقد‬
‫أهليته فان المحكمة تواصل النظر في الدعوى وتصدر حكمها فيها عمال بالفصل ‪ 211‬م‬
‫م م ت‪.‬‬
‫ب ــ ا الستثناء‪:‬‬
‫لقد خول المشرع للمحكمة أن تسمح في بعض الحاالت ألحد الطرفين بتقديم ملحوظاته‬
‫كتابة بعد حجز القضية للتصريح بالحكم على أن يتم عرضها على الخصم عمال بأحكام‬
‫الفصل ‪ 119‬من م م م ت وهذا االستثناء يبدو خارقا لحقوق الدفاع ضرورة أنه أوجب‬
‫إطالع الخصم على الملحوظات دون تمكنيه من الرد عليها‪.‬‬
‫المبحث الثاني التصريح بالحكم‪:‬‬
‫إن المحكمة وقبل التصريح بالحكم تتأمل في القضية ومؤيداتها إن كانت تركيبتها فردية‬
‫وإن كانت تركيبتها جماعية فانه يتم تبادل الرأي وتتم كتابة نص الحكم الذي يجب أن‬
‫يتوفر فيه عد’ شروط شكلية وموضوعية ليحوز على الصحة‪.‬‬
‫الفقرة األولى المفاوضة‪:‬‬
‫إن المفاوضة هو التفكير في الحكم وتبادل الرأسي نظمها القانون وحدد شروطها صلب‬
‫الفصل ‪ 123‬م م م ت ويتوجه هذا النقاش بتسجيل الالئحة التي تتضمن نص الحكم‬
‫ومستنداته‪.‬‬
‫‪ )1‬الشروط الالزمة لصحة المفاوضة‪:‬‬
‫إن المفاوضة ال تتم إال بين القضاة الذين اشتركوا في سماع المرافعة وال يمكن لغيرهم‬
‫أن يحضرها وإال فإن الحكم باطال فيه عيب في إجراءات إصداره ويجب أن تكون‬
‫المفاوضة سرية وإثر النقاش يبدي أقل القضاة أقدميه رأيه ويصدر الحكم بأغلبية‬
‫األصوات‪.‬‬
‫‪ )2‬تحرير الئحة الحكم‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 121‬م م م ت أن المفاوضة تنتهي بتحرير الئحة في نص الحكم‬
‫ومستنداته يمضيها الحكام المتفاوضون غير أن جريان العمل اقتضى على تحرير نص‬
‫الحكم بمحضر الجلسة ويمضيه القضاة أما مستندات الحكم فإنها ال تكون جاهزة إال بعد‬
‫التصريح بالحكم وتلخيصه في أجل أقصاه عشرة أيام(‪ )13‬لكن ال بد من إيداع الالئحة‬
‫لنص الحكم بملف القضية حتى يتسنى لألطراف االطالع عليها دون تسلم نسخة منها‬
‫وإذا ال تودع مستندات الالئحة عند النطق بالحكم فان هذا الحكم باطال‪.‬‬
‫الفقرة الثانية التصريح بالحكم‪:‬‬
‫بعد تحر ير الئحة الحكم وإمضائها من القضاة الذين شاركوا فلي المفاوضة فان هذه‬
‫الالئحة ال تأخذ صيغتها النهائية إال بعد التصريح بها بجلسة علنية يحضرها القضاة‬
‫الذين امضوا الالئحة عمال بأحكام الفصل ‪ 121‬من م م م ت وبعد التصريح بالحكم‬
‫تحرر نسخة أصلية أوجبها الفصل ‪120‬م م م ت أن تحوز عدة شكليات حتى تتتبع األثر‬
‫الذي رتبها القانون على األحكام ‪.‬‬
‫أوال شروط صحة الحكم‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 121‬من م م م ت أنه يجب التصريح بالحكم بجلسة علنية ويكون قد سبق‬
‫تحديد تاريخها من قبل وال يمكن تغيير التاريخ إال بموجب قرار في التمديد بمحضر‬
‫الجلسة والتصريح بالحكم يكون بحضور القضاة الدين امضوا الئحته غير أنه إذا تعذر‬
‫على أحدهم الحضور يمكن تغيير بآخر شريطة التنصيص على ذلك بمسودة الحكم‪.‬‬
‫ثانيا شروط صحة نسخة الحكم‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 122‬من م م م ت أنه يجب تحرير نسخة أصلية للحكم وفق البيانات‬
‫المنصوص عليها بالفصل ‪ 120‬م م م ت في أجل عشرة أيام من تاريخ صدوره وتمضي‬
‫هذه النسخة من القضاة الذين أصدروه والبيانات هي المحكمة وأسماء وصيفات ومقرات‬
‫الخصوم وموضوع الدعوى وملخص مقاالت الخصوم والمستندات الواقعية والقانونية‬
‫ومحضر الحكم وتاريخ صدوره وأسماء الحكام الذين أصدروه وبيان درجة الحكم‬
‫وتحرير مجموع المصاريف إن أمكن ذلك وإن استعمال المشرع لصفة الوجوب بأن‬
‫يتضمن الحكم البيانات المذكورة بأن يكون مستكما بذاته وشروط صحته بحيث ال يقبل‬
‫تكملة ما نقص به من البيانات بأي طريق من طرق اإلثبات ولقد أتيحت الفرصة للقضاء‬
‫بأن يبطل أحكام ينقصها إمضاء أحد القضاة الذين أصدروا الحكم من النسخة األصلية‬
‫منه‪.‬‬
‫التداخل واإلدخال‬
‫إن الطلب األصلي لخصومة هو أول طلب قضائي يقدم المدعي للمحكمة ويحدد نطاق‬
‫االدعاء موضوع وبيان وخصوما ويلتزم به القضاة والخصوم ومع ذلك قد يحدث ما‬
‫يوجب التعديل أو التغيير في عناصر االدعاء ولذا وجدت نظرية الطلبات المعارضة التي‬
‫تسمح بعرض طلبات لها صلة وثيقة بالطلب األصلي وترتبط به وهذه الطلبات العارضة‬
‫يمكن أن يقدمها المدعي أو المدعى عليه كما يمكن للغير التدخل في الخصومة وتقديم‬
‫طلبات أو يقوم أحد الخصوم بإدخال الغير في الخصومة أو تتولى المحكمة إدخاله من‬
‫تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫المبحث األول التداخل‪:‬‬
‫إن التداخل االختياري في الخصومة يعتبر نظاما إجرائيا مصمما لمصلحة من ال يعتبر‬
‫طرفا في الخصومة أو ممثال فيها وه وتطبيق من تطبيقات الطلبات العارضة وخوله‬
‫الفصل ‪ 221‬م م م ت في فقرته األولى عندما نص عل أنه يحق للغير الذي له مصلحة‬
‫في القضية التداخل فيها في كل طور من أطوارها وطالما أقر المبدأ فانه بدون التعرض‬
‫لصوره وإجراءاته وآثاره‪.‬‬
‫الفقرة األولى صور التداخل‪:‬‬
‫إن التداخل يهدف إلى أحد أمرين إما االنضمام إلى جانب أحد الخصوم أو للدفاع عن‬
‫مصلحة معينة أو مطالبة بحق أو بمركز قانوني لفائدته ولذلك ينقسم التداخل االختياري‬
‫إلى نوعين‪.‬‬
‫‪ )1‬التداخل االنضمامي‪:‬‬
‫إن التداخل االنضمامي يهدف إلى مساندة أحد طرف الدعوى وتأييد طلباته ودعمها‬
‫وإثباتها الن مصالح هذا الطرح ترتبط بمصالحه ومثال ذلك تدخل البائع بوصفه ضامنا‬
‫الستحقاق في دعوى مرفوعة ضد المشتري وذلك ال ثبات ملكيته وصحة عقد البيع‬
‫الصادر منه ‪.‬‬
‫‪ )2‬التدخل االختصامي أو األصلي‪:‬‬
‫إن التدخل األصلي يهدف منه صاحبه المطالبة بالحكم لنفسه بطلب مرتبطا بالطلب‬
‫األصلي ومثال ذلك الدعوى القائمة بين خصمين حول ملكية عقار فيتدخل الغير لمطالبته‬
‫بملكيته ذلك العقار‪.‬‬
‫الفقرة الثانية إجراءات التداخل‪:‬‬
‫يستروح من الفصلين ‪ 221‬و ‪ 220‬م م م ت إن التداخل يتم بنفس الطريقة التي يتم بها‬
‫رفع الدعو ى األصلية ويجب أن يتم في الطور التحضيري بإذن من المحكمة ويعني ذلك‬
‫أن يقع إبالغ نسخة من عريضة التداخل إلى أطراف القضية ومنحهم اآلجال المنصوص‬
‫عليها لرفع الدعوى ويترتب اإلخالل في إجراءات التداخل الجزاء المنصوص عليه برفع‬
‫الدعوى أما كيف يتم التداخل فيبدو أن الفصلين ‪221‬و ‪ 220‬م م م ت متناقضين ضرورة‬
‫أن الفصل ‪ 221‬م م م ت اقتضى أن التداخل في كل طور من أطوار القضية وذلك انه‬
‫يمكن أن يتم في الطور التحضيري أو في طور المرافعة في حين أن الفقرة الثانية من‬
‫الفصل‪ 220‬م م م ت تنص عل أنه يجب أن يكون قبل تعيين القضية لجلسة المرافعة‬
‫وهذا التضارب ال يمكن تالفيه إال بالتأويل المقصود بالطور بالفصل ‪ 221‬أنه الدرجة‬
‫من درجات التقاضي ويعني بذلك الطوران االبتدائي واالستئنافي أما التناقض الموجود‬
‫بين الفقرتين األولى والثانية الناصتين على أن التداخل يتم قبل تعين القضية لجلسة‬
‫المرافعة وبين الفقرة الثالثة الناصة على أن المحكمة يمكنها أن تأذن في كل حين باإلدخال‬
‫ويعني ذلك أنها ال تتقيد بأي طور واالدخار المذكور في الفقرة األولى من الفصل ‪220‬‬
‫تفيد التداخل الجبري المنصوص عليه بالفقرة الثانية من الفصل ‪ 221‬والتداخل الجبري‬
‫الذي يتم بناء على طلب الغير أو أحد الطرفين ال بد قبل إجرائه على موافقة المحكمة‬
‫ضرورة أنها مسئولة على تنظيم إجراءات الدعوى لكن هل هذا الدور موكول للقاضي‬
‫المقرر بوصفه مكلف بتحضير القضية للفصل فيها أم للمحكمة يمكن اإلجابة عن هذا‬
‫السؤال صلب الفصل ‪ 21‬من م م م ت الذي حدد المهام الموكولة للقاضي المقرر ولم يرد‬
‫ضمنها أنه بإمكانه اتخاذ القرارات الخاصة بالغير وبذلك يمكن القول أن هذا القرار‬
‫موكول للمحكمة صاحبة القرار في طلبات التداخل وإن قدم طلب في هذا الصدد إلى‬
‫القاضي المقرر فعليه إحالته على المحكمة التي تنظر في قبوله من عدمه في الجلسة‬
‫المعينة لها القضية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة آثار التداخل‪:‬‬
‫إن المتداخل ال يعتبر طرفا في الدعوى إال إذا كانت له مصلحة وفقا للفصل‪ 19‬م م م ت‬
‫وعالوة على ذلك أن يكون الطلب مرتبط بالطلب األصلي وإذا ما قبل تداخله فذلك يعتبر‬
‫انه أصبح طرفا في الخصومة ويأخذ فيها المركز اإلجرائي مع نوع تدخله فإذا كان‬
‫التداخل اختصامي صار المتداخل مدعيا وإذا كان انضمامي صار مدعيا أو مدعى عليه‬
‫حسب الجانب الذي انضم إليه ورغم هذه المبادئ العامة فإنه فروقا بين التداخلين تبقى‬
‫قائمة وال بد من اإلشارة إليها وهي‪.‬‬
‫ــ إن المداخل االنضمامي ال يمكنه أن يطلب طلبات خاصة به بل يقتصر دوره على تأييد‬
‫من انضم إليه باداء الدفوع التي تكون كفيلة لتعزيز موقف من انضم إلى جانبه في حين‬
‫أن المداخل االختصامي يمكنه إبداء ما شاء من دفوع وطلبات خاصة به‪.‬‬
‫ــ ال يمكن توجيه طلبات أو دفوع للمتداخل االنضمامي بل توجه إلى الخصم األصلي‬
‫الذي تم االنضمام إلى جانبه في حين أن المتداخل االختصامي يجوز أن توجه ضده‬
‫الطلبات والدفوع‪.‬‬
‫ــ المتداخل االنضمامي يواجه بوجاهة بكل ما يكون قد تحقق في الخصومة من أحكام‬
‫تمهيدية أو سقوط الحق أو أي مركز إجرائي يواجه لمن انضم إلى جانبه أما المتداخل‬
‫ا الختصامي فانه ال يعارض باألحكام الصادرة قبل الفصل في الموضوع والتي‬
‫تتعارض مع حقه حتى ال يضار من نظام قانوني شرع لمصلحته‪.‬‬
‫ــ إن رفض الخصومة األصلية لبطالن إجراءاتها أو لسبب موضوعي كتنازل الطرف‬
‫األصلي عن الحق الموضوعي أو طلبه لطرح القضية يترتب عنه رفض التداخل‬
‫االنضمامي أما إذا رفع التداخل االختصامي بعريضة مستقلة وكانت المحكمة مختصة في‬
‫النظر فيها فإن هذا الطلب يبقى قائم لطلب أصلي ويمكن للمحكمة أن تحكم برفض‬
‫الدعوى األصلية وتستجيب لطلبات المتداخل االختصامي وتلزم أحد األطراف سواء‬
‫المدعي أو المدعى عليه باألداء وتحميله بالمصاريف القانونية‪.‬‬
‫ــ إن المداخل االختصامي يتحمل مصاريف تداخله وبالتالي ال يمكن إلزام المحكوم عليه‬
‫بمصاريف التداخل ضرورة أن المتداخل االنضمامي ال يمكنه توجيه أي طلب في حين‬
‫أن المتداخل االختصامي ال يتحمل المصاريف إال إذا خسر دعواه‪.‬‬
‫المبحث الثاني اإلدخال‪:‬‬
‫عندما تكون القضية منشورة أمام إحدى محاكم الدرجة األولى يمكن ألحد أطرافها طلب‬
‫إدخال الغير رغما عن إرادته وجعل الحكم الصادر فيها حجية عليه أو ليدافع عنه أو‬
‫ليحكم عليه بالتعويض عوضا عنه‪.‬‬
‫وهذا النظام الكافل لعدم تناقض األحكام وعالج مساوئ نسبة الشيء المقضي به باعتبار‬
‫أن من يختصم في الدعوى يصير الحكم الصادر حجية له أو حجية عليه ويكون هذا‬
‫اإلدخال بطلب أحمد الخصوم أو بناء على أمر المحكمة وذلك عمال بالفصل ‪ 221‬من م‬
‫م م ت وهذه اإلمكانية مخولة أيضا للمحكمة بموجب الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 220‬من‬
‫م م م ت التي نصت على أنه للمحكمة أصالة منها وفي كل حين أن تأمر بإدخال الغير‬
‫في الدعوى إذا رأت حضوره ضروريا لتقدير النزاع ويخلص من الفصول األنفة الذكر‬
‫أن اإلدخال بطلب من أحد الخصوم أو بأمر من المحكمة‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلدخال بطلب من أحد الخصوم‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 221‬من م م م ت أنه يمكن للخصوم أن يطالبوا بالتداخل الجبري أو‬
‫بالحضور للحكم الشخص الذي من شأنه له الحق في الخدش فيه بطريق االعتراض على‬
‫الحكم الذي سيصدر وذلك ليكون منهجيا عليه‪ .‬وعليه إن الخصوم األصليين سواء‬
‫المدعي أو المدعى عليه يمكنهم بواسطة الطلبات العارضة إدخال أي شخص تهم القضية‬
‫سواء قريب أومن بعيد "مثل قضايا القسمة أو حوادث المرور" وهذا اإلدخال وان كان‬
‫خاضعا لتقدير المحكمة فانه يفترض قيام ارتباط بين قيام القضية المتعهدة بها المحكمة‬
‫وبين الطلب الموجه إلى الغير قصد إدخاله وجعل الحكم منسحبا عليه وعلى كل حال فان‬
‫عدة شروط من الواجب أن تتوفر لقبول هذا الطلب وأول هذه الشروط أنه من الجائز رفع‬
‫الدعوى على المراد إدخاله وثانيهما قيام ارتباط بين طرف اإلدخال والدعوى المنشورة‬
‫وثالثهما هو توفر الشروط العامة لقبول الدعوى وإن التداخل الجبري ال يتم إال أمام‬
‫محكمة الدرجة األولى ألنه ال يجوز حرمان الغير من درجة من درجات التقاضي‬
‫وبالتالي أن الطلب يقدم إلى المحكمة االبتدائية أو لمحكمة الناحية إن كانت مختصة‬
‫وطلب التداخل الجبري بوصفه طلبا عارضا يقدم قبل صرف القضية للمرافعة عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 220‬من م م م ت الذي نص على أنه يجب أن يكون قبل تعيين القضية‬
‫لجلسة المرافعة وبنفس الطريقة التي ترفع بها الدعوى وتقديم الطلبات يكون باإلجراءات‬
‫المعتادة لرفع الدعوى مع مراعاة مواعيد الحضور ثم تودع بكتابة المحكمة المرفوعة‬
‫بها الدعوى األصلية وأما آثار التداخل الجبري فانه بقبوله يصبح المتداخل طرفا في‬
‫القضية وعليه جميع الواجبات اإلجرائية من إنابة محام ومتابعة سير اإلجراءات ويكون‬
‫الحكم الصادر في الدعوى حجية له أو عليه بحسب الحال وله كذلك الطعن في الحكم‬
‫بكافة طرق الطعن القابل لها وأن أهم صورة من صور اإلدخال الجبري هي دعوى‬
‫الضمان الذي خول المشرع القيام بها بطريقة أصلية أو فرعية ضرورة الفصل ‪ 01‬من‬
‫م م م ت قد اقتضى أن دعاوي الضمان ترفع للمحكمة المنشورة لديها الدعوى األصلية‬
‫أو التي سبقت لها أن نظرت في تلك الدعوى في ذلك في حدود اختصاصها الحكمي ويبد‬
‫و جليا أن دعوى الضمان تكون أصلية إن رفضت على الضامن مباشرة لطلب التعويض‬
‫وتكون فرعية وتؤدي إلى إعفاء المضمون رخصة طلب إخراجه من الخصومة وال‬
‫تبقى إقامته إال في مواجهة المدعي والضامن ودعوى الضمان الفرعية ترفع اإلجراءات‬
‫المعتاد لرفع الدعوى وبذلك يتم استدعاء الضامن بواسطة عدل منفذ وإبالغه عريضة‬
‫الدعوى ثم تقد يمها إلى كتابة المحكمة المتعهدة بالقضية لتضاف للملف ‪.‬أما بخصوص‬
‫اآلثار المترتبة عن التداخل الجبري فهي‪:‬‬
‫ــ يمكن لطالب الضمان طلب إخراجه من الدعوى وخروجه ال تأثير له ضرورة أنه يبقى‬
‫بواسطة الضامن ويكون الحكم الصادر في الدعوى حجية له أو عليه ويؤدي إلى تفادي‬
‫الحكم عليه بمصاريف الدعوى الذي يتحملها الضامن المحكوم عليه‪.‬‬
‫ــ إن الضامن طرفا أصليا في دعوى الضمان الفرعية وله سلطات الخصم فيها من‬
‫طلبات ودفوع ويكون الحكم الصادر فيها حجية له أو عليه ويجوز له الطعن فيه‪.‬‬
‫ــ إن المدعي األصلي هو المستفيد من الحكم الصادر على الضامن وذلك عند ثبوت‬
‫صحة ادعاءات طالب الضمان المدعى عليها األصلي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلدخال بأمر المحكم‪:‬‬
‫اقتضت الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 220‬من م م م ت أنه للمحكمة أصالة منها في كل حين‬
‫أن تأمر بإدخال الغير في الدعوى إذا رأت حضوره ضروري لتقدير النزاع إن هذه‬
‫الف قرة تعتبر مناقضة لحياد القاضي السلبي ضرورة أنه من المعلوم أن القاضي المدني‬
‫محايد وهو يطبق أوامر القانون ونواهيه على النزاع ويفصل فيما طرحه الخصوم عليه‬
‫إال أن هذا الحياد لم يعد قاعدة جاهدة وانتقلنا إلى الحياد االيجابي الذي يكفل للقاضي‬
‫دورا أكثر فاعلية في الخصومة المدنية وأصبح المشرع يعترف للقاضي بدور في تحقيق‬
‫واثبات االدعاء المطروح عليه في تعيين خبير أو إجراء معاينة أو استدعاء شاهد وذلك‬
‫منذ تعديل الفصل ‪ 21‬من م م م ت في سبتمبر ‪ 1921‬والذي اقتضى أنه يمكن للمحكمة‬
‫إذا رأت لزوم إلجراء أبحاث معينة من سماع شهود أو إجراء توجهات واختبارات أو‬
‫تتبع دعوى الزور أو غير ذلك من األعمال الكاشفة للحقيقة أن تأذن للقاضي المقرر‬
‫بإتمامها وان إدخال الغير في الخصومة ينصهر في اإلطار أي في إطار األعمال الكاشفة‬
‫للحقيقة وفي هذه الصورة لن يتم كشف الحقيقة إال بإدخال شخص معين لما له من عالقة‬
‫بالمركز القانوني محل االدعاء كأن يكون له حق في الدعوى أو كان طرفا فيها في‬
‫مرحلة سابقة وتم إخراجه أو يكون االلتزام موضوع الدعوى غير قابل للتجزئة‪.‬‬
‫عوارض الخصومة‬

‫إن الوضع العادي للخصومة هو تابع إجراءاتها في نظام محكم لغرض الوصول إلى‬
‫هدف معين هو فصل النزاع لصدور حكم قاطع إال أنه قد تحدث عوارض تحول دون‬
‫متابعة السير في الخصومة ولقد سماها المشرع معطالت النوازل وهذه العوارض يمكن‬
‫أن تكون بإرادة الخصوم بأن يقوم أحد األطراف بقضية أخرى خارجة عن أنظار‬
‫المحكمة المتعهدة وتغطي هذه األخيرة إلى وقف النظر في الدعوى إلى حين صدور‬
‫الحكم الذي له اثر على وجه الفصل وهو ما اقتضاه الفصل ‪ 213‬من م م م ت وسنتعرض‬
‫لهذه المسألة بعنوان وقف الخصومة وفي حاالالت أخرى ينص القانون على أن حدوث‬
‫واقعة معينة يترتب عليه فورا وقف السير في الدعوى وهي الحاالت التي نص‬
‫عليهاالفصل‪ 211‬من م م م ت وقرر إيداع القضية مؤقتا بكتابة المحكمة وسنتعرض لهذه‬
‫المسألة في عنوان انقطاع الخصومة وفي حاالت أخرى يمكن أن تنتهي الخصومة دون‬
‫صدور حكم في الموضوع وذلك في صورة سقوط الخصومة أي بعد انقضاء ثالثة‬
‫سنوات دون تعجيلها من األطراف فإنها تسقط بموجب القانون كما يمكن أن تنقضي‬
‫الخصومة بترك المدعي لدعواه أو رجوع المستأنف في استئنافه أو تنقضي بالوفاة إذا‬
‫تعلق األمر بحق شخصي ال يورث وال يمكن للورثة مواصلة السير في الدعوى وهو ما‬
‫سنتعرض إليه تحت عنوان انقضاء الخصومة ‪.‬‬
‫المبحث األول وقف الخصومة‪:‬‬
‫إن وقف الخصوم هو عدم سيرها لسبب أجنبي عن المركز القانوني ألطرافها وذلك‬
‫حتى يزول هذا السبب ولقد تعرض المشرع لهذه المسألة بالفصل ‪ 211‬من م م م ت الذي‬
‫نص على أنه في صورة القيام بدعوى الزور الجنائي يعطل الحكم في النازلة إال إذا رأت‬
‫المحكمة انه يمكن الحكم فيها بقطع النظر عن الكتب المخدوش فيه وكذلك الفصل ‪102‬‬
‫من م ا ج الذي نص على أنه يجوز للمحاكم أن تحكم طبق قواعد القانون المدني في‬
‫المسائل األولية ذات الصبغة المدنية التي تثار أثناء قضية جزائية وذلك على شرط أن‬
‫يكون لتلك المحاكم حق النظر فيها مدني وإال وجب عليها تأجيل النظر الى صدور حكم‬
‫بات في المسألة االولية والفصل ‪ 19‬من مجلة الجنسية الذي اقتضى أن االحتجاج‬
‫بالجنسية التونسية أو بصفة أجنبي يهم النظام العام وعلى الحاكم أن يثيره من تلقاء نفسه‬
‫وهو بالنسبة لغير المحاكم االبتدائية وا الستئنافية مسألة أولية توجب على المحاكم توقيف‬
‫النظر إلى أن يتم فض النزاع طبقا لإلجراءات الواردة بالفصل‪ 01‬من هذه المجلة‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم المسألة االولية‪:‬‬
‫إن المشرع استعمل مصطلح المسألة األولية بصفة موسعة خالفا لما هو معمول في‬
‫بعض التشاريع األخرى وسانده فقه القضاء مما يوجب التعرف للمفهوم الصحيح لهذا‬
‫المصطلح‪.‬‬
‫المفهوم الواسع للمسألة األولية‪:‬‬
‫يعتبر المشرع التونسي أن المسألة األولية هي كل مسألة تعترض سير الدعوى ويتطلب‬
‫فصلها البت في المسألة األولية حتى يمكن مواصلة النظر في الدعوى وإن البت في‬
‫المسألة األولية يكون في نفس المحكمة المتعهدة أو من طرف محكمة أخرى ومثال ذلك‬
‫القيام أحد المالكين على الشياع بقضية في القسمة فدفع بقية المالكين ببطالن عقد تملكم‬
‫وهذه هي المسالة األولية التي يجب نظرها البت في الدعوى األصلية وفي صورة الحال‬
‫أن المحكمة االبتدائية مختصة في النظر في دعوى البطالن واستناد على مبدأ قاضي‬
‫األول هو قاضي الدفع إال انه في بعض الحاالت تكون المحكمة المتعهدة غير مختصة‬
‫في النظر في المسألة القانونية فتوقف النظر النتظار مآل القضية المنشورة لدى المحكمة‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫‪ )2‬مفهوم الحقيق للمسألة االولية‪:‬‬
‫إن المشرع الفرنسي تطرق لهذا اإلشكال واعتبر المسألة االولية هي التي إذا ما أثيرت‬
‫أمام القاضي المتعهد توجب عليه وقف النظر في النزاع الى أن يقع البت فيها من‬
‫المحكمة المختصة وهو ما أن الدفع الذي يمكن للمحكمة المتعهدة النظر فيه لدخوله في‬
‫اختصاصها الحكمي فان ال يقع التخلي عنه وان المشرع التونسي قد استعمل هذين‬
‫المستطلحين من النص الفرنسي بالفصل ‪ 102‬من م ا ج وبالتالي فهو يفرق بين مدلوليه‬
‫إذ أن الصي اغة العربية لم تكن دقيقة وتوحي بالخلط بين المؤسستين وعليه إن المسألة‬
‫االولية هي التي تمثل استثناءا من قاعدة قاضي األصل قاضي الدفع وهو يخالف‬
‫المسألة المتفرعة التي تمثل تأكيدا ل لقاعدة ذلك أنه عندما تثار مسالة أولية فان القاضي‬
‫المتعهد يكون غير مختص بالنظر عليه وقف النظر في الدعوى وانتظار مآل الحكم في‬
‫المسألة االولية لمن هو مختص ويلزم بذلك الحكم إذا أصبح بات ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية أنواع المسائل االولية‪:‬‬
‫اعتبر الفقهاء أن المسائل االولية تتفرع الى فرعين أولهما المسائل االولية العامة‬
‫والمسائل االولية الخاصة‪:‬‬
‫أوال المسائل االولية العامة‪:‬‬
‫يمثل هذا النوع من المسائل ذات الطابع اإلداري أو السياسي أو الجزائي أو الدفع بعدم‬
‫دستورية القانون المنطبق‪.‬‬
‫أــ إن الدفعات أمام القاضي المدني والمتعلقة بالمسائل اإلدارية والراجعة بالنظر الى‬
‫المحكمة اإلدارية تتعلق أساسا بتأويل القرار اإلداري أو الطعن في شرعيتها وبالتالي إذا‬
‫ما تعلق األمر بعدم شرعية المقرر اإلداري فعلى المحكمة المدنية إيقاف النظر في‬
‫الدعوى الى أن يتم البت من قبل المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫ب ــ إن المسائل االولية ذات الطابع السياسي تتعلق بتأويل المعاهدات الدولية المنطبقة‬
‫على النزاع المطروح على القضاء ففي هذه الحالة إن كان حل المسألة االولية من القانون‬
‫العام وبالتالي خارج عن أنظار المحاكم العدلية فانه ال يجوز لها النظر وعليها إيقاف‬
‫الدعوى الى حين حسم المسألة من السلطة المختصة وهي الحكومة في نظامنا الحالي‬
‫التي عليها بيان موقفها وإيضاح الغموض المتسرب للمعاهدة‪.‬‬
‫ج ــ المسائ ل االولية ذات الطابع الجزائي تعرض المشرع في الفصل السابع من م ا ج‬
‫الذي اقتضى إن الدعوى المدنية من حق كل من لحقه ضرر نشأ مباشرة عن الجريمة‬
‫ويمكن القيام بها في آن واحد مع الدعوى العمومية أو بانفرادها أمام المحكمة المدنية‬
‫وفي هذه الصورة يتوقف النظر فيها الى أن يقضي بوجه بات في الدعوى العمومية التي‬
‫وقعت إثارتها وبذلك إن وقف النظر في الدعوى المدنية يجعل من الدعوى الجزائية‬
‫مسألة أولية يقضي الفصل فيها من المحكمة المختصة حتى يتمكن القضاء المدني من‬
‫مواصلة النظر في الدعوى الشخصية‪.‬‬
‫د ــ إن الدفع بعدم دستور ية القانون المنطبق قد اعتبرته عديد التشريع المقارنة بمسالة‬
‫أولية توجب أو تقف الفصل في الدعوى األصلية حتى تبت المحكمة المختصة في‬
‫الموضوع إال أن البلدان التي لم ترس محكمة دستورية وسكت المشرع فيها عن كيفية‬
‫مراقبة دستورية القوانين فان المحاكم العدلية أقرت هذا الدور لنفسها واعتبرته داخل في‬
‫اختصاصها وبذلك لم يعد مجال للحديث عن هذه المسألة االولية إال أن محكمة التعقيب‬
‫رأت خالف ذلك وأكدت انه ال يجوز للقضاء العادي المكلف أساسا بتطبيق القانون أن‬
‫يتطرق الى موضوع دستورية القوانين الن ذلك يؤول به الى الحكم عليها األمر الذي‬
‫يشكل تجاوزا لسلطتها غير أن محكمة التعقيب لم تجب عن السؤال المطروح المتمثل‬
‫عن الهيكل المخول له مراقبة دستورية القوانين ضرورة أن األمر ال يخلوا من حلين إما‬
‫إرساء محكمة دستورية تتولى هذه المراقبة عند القيام أمامها مباشرة أو بطريقة اإلحالة‬
‫من المحاكم العدلية عندما يدفع أمامها بمناسبة قضية أصلية بعدم دستورية القانون‬
‫المنطبق وهو ما أقره التشريع الفرنسي والدستور النمساوي والدستور السويسري‬
‫وبالتالي إن مسألة دستورية القانون مسألة أولية فان وجدت محكمة عليا تختص بالنظر‬
‫دستوريا فجيب إحالة األمر عليها وفي غيابها فان المحاكم العدلية هي تكون مختصة‬
‫بالنظر والرد عن الدفع المثار أمامها‪.‬‬
‫ثانيا المسألة االولية الخاصة‪:‬‬
‫هي مسائل اختصاص المحاكم العدلية غير أنها خارجة عن االختصاص الحكمي‬
‫للمحكمة المتعهدة بالقضية األصلية ومرد ذلك الى االختصاص الحكمي المطلق الذي‬
‫يسند ألحد المحاكم المدنية في دعوى معينة إعماال بمعيار طبيعة الدعوى‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬آثار الدفع بمسألة أولية‪:‬‬
‫إن األثرين الهامين المتر تبان عن الدفع بمسألة أولية هما إيقاف النظر في الدعوى‬
‫األصلية وانتظار مآل صدور حكم بات في المسألة االولية‪.‬‬
‫‪ )1‬توقيف النظر في الدعوى األصلية‪:‬‬
‫وقف النظر في الدعوى األصلية قد ينجر عن ضرر للمدعي مما جعل المشرع يحدد بعض‬
‫الضمانات حتى ال يقع التعسف في استعمال الحق ولذلك أكد المشرع في العديد من الفصول‬
‫عل المحكمة التي أثيرت لديها مسألة أولية أن تتثبت من جدية األمر ومن ضرورة الفصل‬
‫فيها حتى يتسنى البت في أصل الدعوى واإلشكال المطروح في خصوص المسألة االولية هو‬
‫أن المشرع لم يحدد المدة التي يجب أن تستأنف فيها الدعوى األصلية مما يترك مجاال‬
‫للمطلوب للمماطلة باعتبار أن األمر يتعلق بانتظار مآل الدعوى المنشورة بخصوص المسألة‬
‫االولية وصدور حكم بات فيها وفي هذه الحالة ال يمكن القياس على انقطاع الخصومة التي‬
‫نظمها الفصل ‪ 211‬من م م م ت وحدد مدة اإليداع بثالث سنوات في حين أنه بالنسبة إليقاف‬
‫النظر بخصوص مسالة أولية فانه يمتد الى حين صدور حكم بات والقيد الوحيد الذي سلطه‬
‫المشرع هو أن يتولى من دفع المسألة االولية نشر قضية في آلجال محددة وهو ما اقتضاه‬
‫الفصل ‪ 102‬من م ا ج في فقرته الثانية التي نصت " ويضرب أجل للقيام بالحق الشخصي‬
‫ليتمكن من عرض المسالة على المحكمة المختصة وإذا انقضى األجل ولم يفعل شيء‬
‫يستأنف التتبع وكذلك الفصل ‪ 03‬من مجلة الجنسية الذي حدد اجل للقيام وقدره ثالثون يوما‬
‫أال أن مدة التوقف لم يقع تحديدها ألنها مرتبطة لصدور حكم بات ‪.‬‬
‫‪ )2‬انتظار صدور حكم بات في المسألة‪:‬‬
‫إن األمر يستدعي تحديد مفهوم ا لحكم البات وتعريفه والحكم البات هو الحكم الذي ال يقبل‬
‫النقض العادي وغير العادي ألنه من األحكام التي قضى المشرع بعدم جواز الطعن فيه وأما‬
‫انه ال يقبل الطعن بكل أو ببعض الطرق والطعن فيه هو غير متاح وقضى في الطعن أو انه‬
‫يقبل الطعن ولم يتم هذا الطعن في الموعد المحدد قانونا‪,‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬انقطاع الخصومة‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 211‬من م م م ت أنه يعطل النظر في القضية قانونا وتودع مؤقتا بكتابة‬
‫المحكمة بوفاة أحد الخصوم أو فقدان أهلية الخصومة أو موت نائبه القانوني أو زوال صفة‬
‫النيابة عنه إال إذا كانت الدعوى قد تهيأت للحكم في موضوع فيمكن للمحكمة أن تقضي‬
‫فيها وتعتبر الدعوى ال متممة للحكم إذا كان الخصوم قد ابدوا طلباتهم وعينت القضية لجلسة‬
‫المرافعة‪.‬‬
‫الفقرة األولى أسباب االنقطاع وبداية سريانه‪:‬‬
‫‪ )1‬أسباب االنقطاع‪:‬‬
‫أــ موت أحد الخصوم‪ :‬إذا ورفعت الدعوى على ميت تكون اإلجراءات باطلة وال تنعقد‬
‫الخصومة أما إذا رفعت الدعوى على شخص له وجود قانوني وتم استدعاؤه للجلسة فان‬
‫الخصوم انعقت في مواجهته فإذا توفي هذا الشخص يقف سير الخصومة بقوة القانون أما‬
‫الشخص أما الشخص االعتباري " معنوي" ف ينتهي بزوال شخصيته االعتبارية كاالندماج‬
‫في شركة أخرى أما تغير الممثل القانوني للشركة أو وفاته فانه ال يؤدي الى انقطاع سير‬
‫الخصومة وان الوفاة المقصود بالفعل تتعلق بكامل الخصوم أي كانت صيفاتهم أو مراكزهم‬
‫اإلجرائية ضرورة أن النص مطلق ويجب أن يؤخذ على إطالقه وبالتالي سواء كان الخصم‬
‫طالبا أو مطلوبا أو متداخال فان المحكمة ملزمة بوقف النظر في الدعوى بمجرد علمها‬
‫بالوفاة‪.‬‬
‫ب ــ فقد أحد الخصوم األهلية‪ :‬إن أخلية الخصومة هي أهلية أداء وال يعتبرها المشرع‬
‫شرطا لقبول الدعوى بل شرطا النعقاد الخصومة وصحة الطلبات ولذلك من الواجب‬
‫توفرها طوال سير الخصومة ضرورة أن اإلجراء المتخذ ممن ليست له األهلية تكون باطلة‬
‫وهذه األهلية فقدت بالجنون أو الصفة أو االفالس أو السجن لمدة عشرة سنوات وفي هذه‬
‫الحالة يتعين على من فقد األهلية أن يكون ممثال في مقدم ليواصل مباشرة اإلجراءات‬
‫وبالتالي لبد من وقف النظر حتى يتسنى استصدار حكم من قاضي التقاديم يقضي بتعيين‬
‫مقدم على فاقد األهلية ليواصل مباشرة اإلجراءات في حقه‪.‬‬
‫ج ــ زوال صفة النائب أو وفاته ‪ :‬إن وجود نائب في الدعوى عن أحد الخصوم يفترض أن‬
‫الخصم األصلي في الدعوى فقد األهلية وكان يمثله نائب تتوفر فيه هذه األهلية ومثال ذلك‬
‫قيام الولي في حق ابنه القاصر أو أمين الفلسة في حق فإذا مازالت صفة التمثيل ببلوغ‬
‫القاصر سن الرشد أو بعزل أمين الفلسة فانه يكون من المتعين إيقاف النظر في الخصومة‬
‫حتى يتسنى لصاحب الصفة الجديدة أن يباشر اإلجراءات ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بداية سريان االنقطاع‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 211‬من م م م ت أنه إذا كانت الدعوى مهيأة للحكم في موضوعها فيمكن‬
‫للمحكمة أن تقضي فيها وتعتبر الدعوى مهيأة للحكم إذا كان الخصوم قد ابدوا طلباتهم‬
‫وعينت القضية لجلسة المرافعة أما إذا لم تكن القضية جاهزة للفصل فان المحكمة تقرر‬
‫إيداعها بكتابة المحكمة لمدة أقصاها ثالث سنوات عمال بالفصل ‪ 211‬من م م م ت ‪.‬‬
‫الفقر ة الثانية ‪ :‬آثار االنقطاع واستئناف سير الخصومة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬آثار انقطاع الخصومة‪ :‬يترتب على انقطاع الخصومة عمال بالفصل ‪ 212‬من م م م ت‬
‫توقيف جميع المواعيد التي كانت جارية في حق الخصوم وبطالن جميع اإلجراءات التي‬
‫تحصل أثناء االنقطاع وعلى هذا األساس يترتب على انقطاع الخصومة أمران ‪.‬‬
‫األمر األول ‪ :‬هو وقف جميع المواعيد التي كانت جارية في حق الخصوم الذين حصل‬
‫االنقطاع بسبب يتعلق بهم ومثال ذلك إذا كانت المحكمة اصدر ت حكما تحضيريا ألزمت‬
‫بموجبه من كان طر فا في الدعوى بتامين مبلغ مالي بصندوق الودائع في اجل عشرين يوما‬
‫من صدور الحكم التحضيري فان هذا األجل ال يسري على الورثة إال بداية استئناف سير‬
‫الدعوى واستدعائهم لحضور‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬بطالن جميع اإلجراءات المتخذة أثناء االنقطاع من المعلوم انه ال يجوز اتخاذ‬
‫أي إجراء في الخصومة أثناء فترة االنقطاع وذلك الحترام مبدأ المواجهة وحقوق الدفاع وان‬
‫أي إجراء في هذه الفترة يكون باطال وهذا البطالن نسبي وقرر لحماية الخصم الذي قام به‬
‫سبب االنقطاع ولذلك فهو الذي يتمسك به ويجوز له التنازل عنه صراحة أو ضمنيا وال‬
‫يجوز للمحكمة إثارتها من تلقاء نفسها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استئناف سير الخصومة‪:‬‬
‫اقتضى الفصل ‪ 210‬من م م م ت أنه تستأنف الخصومة سيرها باستدعاء يقع من الطرف‬
‫اآلخر الى من يقوم مقام الخصم الذي توفي أو فقد أهليته أو زالت صيته أو باستدعاء منه يقع‬
‫لذلك الطرف اآلخر وكذلك تستأنف القضية سيرها إذا حضر بالجلسة وارث المتوفي أو من‬
‫يقوم مقام فاقد األهلية وطلب متابعة سير القضية تبعا لذلك يستنانف النظر في الدعوى في‬
‫حالتين‪:‬‬
‫أــ إعادة استعداء الخصم وان إعادة استدعاء الخصم الحال محل الخصم القديم غير محدد‬
‫بأجل معين غير الذي ضبطه الفصل ‪ 211‬من م م م ت والبالغ ثالث سنوات لسقوط الدعوى‬
‫أو استئناف السير في الدعوى قد يتم من طرف المدعي أو المدعى عليه الذي يبادر‬
‫باستدعاء خصمه وفق القواعد المنظمة لرفع الدعوى وتستأنف الدعوى بداية من النقطة التي‬
‫توقفت فيها قبل حدوث سبب االنقطاع وال يوجب القانون إعادة تبليغ المؤيدات وعريضة‬
‫الدعوى السابقة حتى يتمكن الخصم من الدفاع عن حقوقه ضرورة انه خلف خاص أو عام‬
‫للخصم السابق ويحل محله ويمكنه االطالع على ملف القضية غير انه من ير ى خالف ذلك‬
‫ويؤكد على ضرورة إعادة تبليغ المؤيدات وعريضة الدعوى للخصم الجديد احتراما لحقوق‬
‫الدفاع وحتى يتسنى له إعداد وسائل دفاعه‪.‬‬
‫ب ــ حضور الوارث‪ :‬إذا كانت القضية مؤجلة لجلسة معينة وقبل انعقادها حدث سبب من‬
‫أسباب انقطاع الخصومة وحضر الوارث في الجلسة وأدلى بحجة وفاة مورثه وثبت أنه‬
‫وارث وقام بمباشرة السير في الخصومة فإنها تواصل وخالصة القول في هذا المجال انعدم‬
‫استئناف الدعوى لمدة ثالث سنوات بعد تاريخ صدور القرار في إيداعها بكتابة المحكمة‬
‫لسبب من أسباب االنقطاع تسقط الخصومة بموجب القانون عمال بأحكام الفصل ‪ 211‬من م‬
‫م م ت وعلى من له مصلحة أن يطلب الحكم بسقوطها بالقيام مباشرة أو عن طريق الدفع إذا‬
‫ما قام أحد الخصوم بتعجيلها بعد أكثر من ثالث سنوات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬انتهاء الخصومة‪:‬‬
‫إن الخصومة المدنية يمكن أن تنتهي دون صدور الحكم في الموضوع وذلك لعدة أسباب‬
‫بعضها راجع الى إرادة الخصوم في الموضوع ويعضها راجع الى غير إرادتهم وأهم هذه‬
‫األسباب هي سقوط الخصومة بموجب القانون أو انقضاؤها بموت الخصم الذي يدفع عن‬
‫حق ال ينتقل للخلف أو ترك الخصومة من القائم بها‪.‬‬
‫‪ )1‬الفقرة األولى سقوط الخصومة‪:‬‬
‫لقد حدد المشرع ثالث سنوات على أقصى تقدير لطلب استئناف السير في إجراءات‬
‫الخصومة المودعة بكتابة المحكمة والتي أوقفت النظر فيها عمال بالفصل ‪ 211‬من م م م ت‬
‫وسقوط الخصومة باعتباره جزاء يقع على المدعي المهمل في مواصلة اإلجراءات فانه إذا‬
‫اثبت ما يفيد حدوث قوة قاهرة أو حادث طارئ متعلقا من ممارسة هذا الحق فانه يعلق سيران‬
‫مرور الزمن وإذا انقضى األجل فكيف يمكن طلب الحكم بالسقوط وإذا حكم بالسقوط فما هي‬
‫اآلثار التي تترتب عنه ‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ شروط سقوط الخصومة‪:‬‬
‫أــ عدم السير في الخصومة مدة ثالث سنوات‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 211‬من م م م ت أنه إذا‬
‫مضت على تعطيل القضية ثالث سنوات بدون أن يقع طلب استئناف النظر فيها سقطت‬
‫الخصومة ولكل ذي مصلحة من الخصوم أن يطلب الحكم بسقوطها‪.‬‬
‫ب ــ كيفية الحكم بالسقوط أن السقوط مقرر بموجب القانون ويهم مصلحة الخصوم إذ أن‬
‫القاضي ال يحكم به من تلقاء نفسه ومن له مصلحة يمكنه طلب الحكم بسقوط الخصومة‬
‫بدعوى أصلية أو بطريقة الدفع وفي كال الحالتين أي سواء طلب الحكم بسقوط الخصومة‬
‫بدعوى أصلية أو معارضة يجب أن يقدم ضد جميع المدعين أو الطاعنين وإال كان غير‬
‫مقبول عمال بالفصل ‪ 211‬من م م م ت والعلة في ذلك أن سقوط الخصومة يشمل‬
‫اإلجراءات برمتها وال تتجزأ بالنسبة للمدعين ولو كان موضوع الدعوى قابال للتجزئة وأكد‬
‫المشرع ذلك بان اقر أن المطلب المقدم من احد الخصوم يستفيد به البقية‪.‬‬
‫ج ــ آثار سقوط الخصومة ‪ :‬اقتضى الفصل ‪ 211‬من م م م ت أن الحكم بسقوط الخصومة‬
‫لدى الدرجة األولى يترتب عليه إلغاء جميع اإلجراءات بما في ذلك عريضة الدعوى لكن ال‬
‫يسقط الحق في أجل الدعوى ويترتب على الحكم في السقوط في االستئناف أو من التماس‬
‫إعادة النظر بسقوط الطعن نفسه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انقطاع الخصومة‪:‬‬
‫إن انقضاء الخصومة ال يعني انقضاء الدعوى وانقضاء الخصومة يترتب عنه صدور حكم‬
‫ل يفصل في أول النزاع وقد تنقضي الخصومة بالرادة األطراف فالصلح الذي يشتمل على‬
‫اتفاق بين الخصوم على حسم النزاع يشكل معين وتبني القاضي هذا الحل ويصدر حكمه‬
‫بالمصادقة على الصلح كما تنتهي الخصومة بترك صاحب المصلحة السير فيها إما‬
‫صراحة أو ضمنيا فتقضي المحكمة بطرح القضية إن كانت في الطور االبتدائي أو بقبول‬
‫رجوع الطاعن في طعنه وتنقضي الخصومة أخيرا بغير ا رادة الخصوم مثل وفاة الخصم‬
‫في الدعوى التي يعهد وجوده عنصرا حيويا وسبب ذلك يرجع الى عدم قابلية انتقال الشئ‬
‫الموضوعي الى الخلف ومثال ذلك دعوى الطالق والنفقة أو الحضانة ‪.‬‬
‫‪ )1‬الصلح االتفاقي‪:‬‬
‫إن لألطراف كامل الحرية إلنهاء الخصومة كما يرون وذلك بإبرام صلح مثال إال انه يوجد‬
‫من الحقوق الذي ال يجوز الصلح في شانها كالحرية واألبوة والنفقة عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 1112‬من مجلة االلتزامات والعقود وإذا تبين صحة الصلح فان المحكمة تقضي به وتكون‬
‫الخصومة فقد انقضت دون النظر في أول النزاع وال يمكن لألطراف الرجوع الى التقاضي‬
‫حول هذه المسالة إال لطلب إبطال الصلح أو طلب فسخه المتناع احد الخصوم عن تنفيذه‪.‬‬
‫‪ )2‬ترك الخصومة‪:‬‬
‫أ ــ حاالت الترك ‪:‬إن ترك الخصومة يمكن أن يكون ضمنيا أو صريحا ويكون ضمنيا عندما‬
‫يتخلى المدعي عن السير في اإلجراءات ورتب المشرع عن ذلك الحكم بطرح القضية ‪.‬‬
‫ب ــ إجراءات ترك الخصومة ‪ :‬إذا تقدمت الخصومة أشواطا فانه من الضروري أن يكون‬
‫طلب الترك لعدة شروط‪.‬‬
‫ــ أن يكون صريحا وذلك بمطلب كتابي وممضى من المدعي أو نائبه‪.‬‬
‫ــ على أنه إذا كان حق المدعي مطلقا فانه يجوز أن يضر بمصلحة المدعي عليه ولذلك من‬
‫الضروري قبول المدعى عليه لترك الخصومة حتى تصادق عليه المحكمة خاصة إذا‬
‫تقدمت اإلجراءات ويفهم من طلب الترك الحيلولة دون صدور حكم في الموضوع‪.‬‬
‫‪ )0‬اختفاء الخصومة بالوفاة ‪:‬‬
‫إن بعض الحقوق الشخصية التي ال تنتقل للوارث تحول دون مواصلة السير في الخصومة‬
‫وبالتالي حال حدوث وفاة المدعي في خصومة قائمة فإنها تنقضي والمثال على ذلك وفاة‬
‫المدعي في قضية طالق فهذه الحالة أن تقضي بانقضاء الدعوى وال تأذن بإيداعها بكتابة‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫الحكم وأنواعه‬
‫الحكم هو القرار الصادر عن المحكمة مشكال تشكيال صحيحا في خصومة رفعت إليها وفق‬
‫قانون المرافعات والحكم إ ذا صدر هو محاط بحصانة تتمثل في كونه صحيح من الناحية‬
‫الشكلية والموضوعية وال يمكنه للمحكمة التي أصدرته أن تعدله وطالما هذه القرينة خطيرة‬
‫لقد تمت اإلحاطة باألحكام بعناية كبيرة وضبط المشرع كيفية تحريرها وتسبيبها وهو ما‬
‫سنتعرض له في المبحث األول واألحكام مختلفة ومتعددة ومنها المقرر لحق أو المنشأ له‬
‫ومنه االبتدائي الدرجة والنهائي وهو ما سنتعرض له في المبحث الثاني‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تحرير الحكم وتسبيبه‪:‬‬
‫إن الفصول ‪121‬و‪122‬و‪ 120‬من م م م ت هي التي حددت كيفية تحرير الحكم والبيانات‬
‫الواجبة ذكرها واألجل المضروب لذلك عالوة عل تعليل المحكمة من الناحية الواقعية‬
‫والقانونية للنتيجة التي انتهت إليها‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحرير الحكم‪:‬‬
‫إن الحكم يترتب عليه آثار هامة ولذلك أوجب القانون أن تتضمن النسخة األصلية بيانات‬
‫معينة ذكرت بالفصل ‪ 120‬من م م م ت وأن الترتيب بالفصل ليس حتميا أي أنه ال يترتب‬
‫على اإلخالل به بطالن الحكم أما النقص في البيانات المذكورة في الفصل ‪ 120‬فهي موجبة‬
‫للبطالن والستبيان ذلك فان النسخة األصلية هي المرجع وسنتعرض لهذه البيانات واحدة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫‪ )1‬المحكمة والديباجة والتاريخ‪:‬‬
‫إن األحكام تصدر باسم الشعب التونسي وتنفذ باسم رئيس الجمهورية عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 200‬من م م م ت وبذلك ال بد أن تصدر األحكام بهذا المصطلح غير أنه إغفاله ال يترتب‬
‫عنه البطالن ضرورة أن الحكم ما دام قد صدر من محكمة مشكلة وفقا القانون فقد صدر‬
‫باسم الشعب كما يجب بيان المحكمة التي أصدرت الحكم وذلك للتأكيد من أن الحكم صدر‬
‫عن محكمة مختصة غير أن إغفال هذا البيان ال يترتب عنه البطالن ضرورة أنه يمكن‬
‫االلتجاء للمحكمة لتدارك األمر كما أن تاريخ الحكم بيان وجوبي وذلك لمعرفة بداية سريان‬
‫الطعن في األحكام الذي يبتدئ سريانه من تاريخ صدورها كأحكام الطالق والخطأ المادي‬
‫تاريخ صدور الحكم ال أثر له الن األصل في ذلك هو محضر الجلسة الذي أعد إلثبات ما‬
‫يجر ي فيها‪.‬‬
‫‪ )2‬بيان أسماء القضاة‪:‬‬
‫يجب أن يذكر في الحكم أسماء القضاة الذين سمعوا المرافعة واشتركوا في الحكم وحضروا‬
‫التصريح به مثلما اقتضاه الفصل ‪ 120‬من م م م ت وذلك للتأكيد من أن الحكم صادر عن‬
‫هيئة صالحة إلصداره وأنها شكلت تشكيال صحيحا وينص الفصل ‪ 121‬من م مم ت على أن‬
‫أسماء القضاة الواجب ذكرها هي أسماء الذين تلقوا المرافعة وحضروا المفاوضة وأمضوا‬
‫الئحة نص الحكم ومستنداته ويمكن أن يتغيب أحدهم عند النطق بالحكم على أنه يجيب ذكر‬
‫المانع الشرعي أسفل الحكم والتصريح بالحكم بحضور قاضي آخر إال أنه يتعين أن يبين‬
‫الحكم أن القاضي الذي حضر النطق به قد اشترك في المفاوضة ووقع على مسودة وإال كان‬
‫الحكم باطال‪.‬‬
‫‪ )0‬أسماء الخصوم‪:‬‬
‫بموجب الفصل ‪ 120‬من م م م ت يجب أن يبين بالحكم أسما الخصوم وصيفاتهم ومقراتهم‬
‫وأن استعمال صيفة الوجوبية يقتضي انه يترتب على النقص أو الخطأ الجسيم في أسماء‬
‫الخصوم بطالن الحكم وهذا البيان يقصد به التعريف بأشخاص وصيفات الدائرة بينهم‬
‫الخصومة التي يصدر بها الحكم تعريف مانعا من اللبس ويصلح ذلك خاصة عند التنفيذ فإذا‬
‫تسرب في االسم نقص أو خطأ يترتب عليه التجهيل بالخصم أو اللبس في التعريف بشخصه‬
‫مما قد يؤدي إلى عدم التعرف على حقيقة شخصيته أو إلى تغيير شخص بآخر ال شأن له‬
‫بالخصومة فان الحكم يكون باطال مع العلم أن البطالن ال يترتب بداهة إال على إغفال على‬
‫اسم الخصم األصيل في النزاع فال يترتب البطالن على من طلب الحكم في مواجهته ولم‬
‫توجه إليه طلبات ولم يدفع بدفع ولم يقدم طلبات ومثال ذلك صدور الحكم بحضور المتسوغ‬
‫في نزاع بين المالك وشخص آخر حول ملكية المكرى مثل ما اقتضاه الفصل ‪ 102‬من مجلة‬
‫االلتزامات والعقود ‪.‬‬
‫‪ )1‬موضوع الدعوى‪:‬‬
‫إن بيان موضوع الدعوى يعني أنه يذكر في الحكم بإيجاز ما يكون ذكره في الوقائع‬
‫ضروري للفصل في الدعوى لتعلقه بسير الخصومة وباعتباره حلقة من حلقاتها قام بين‬
‫األطراف نزاع شأنه بالتالي إذا أسس القاضي حكمه على واقعة استخلصها من مصدر ال‬
‫وجود له أو موجود ولكنه مناقض لما أثبته أو غير مناقض ولكنه من الغير ممكن منطقا‬
‫استخالص تلك الواقعة منه كان الحكم باطال وكذلك األمر إذا لم يشتمل الحكم على الوقائع‬
‫الضرورية التي أسس عليها الحكم والموصلة إلى النتيجة التي انتهت إليها المحكمة‪.‬‬
‫‪ )0‬ملخص مقاالت الخصوم‪:‬‬
‫إن هذا البيان هام جدا ضرورة أن ذكره في الحكم يحدد نطاق سلطة المحكمة باعتبار أن هذه‬
‫السلطة تحددها الطلبات االفتتاحية والدفوع وأوجه الدفاع الجوهرية التي يجب أن تتعرض‬
‫لها المحكمة وان قصد المشرع من ذلك أن تحدد المحكمة موضوع الدعوى وأسبابها‬
‫الجوهر ية والدفوع ال المدلى بها والحكم يجب أن يتعرض إلى كافة طلبات الخصوم سواء‬
‫كانت أصلية أو في قالب دعوى معارضة مقدمة من المدعى عليهم أومن الغير الذي أصبح‬
‫بعد أن تدخل في القضية خصما وذلك لمعرفة ما إذا كانت المحكمة قد أجابت على كافة‬
‫الطلبات من منطوق الحكم أو تجاوزت موضوع الطلب القضائي بان قضت بأكثر من‬
‫الطلبات أو بغير ما طلبه الخصوم وإن ذلك من أسباب نقض الحكم وتعديله في الدرجة‬
‫الثانية أو إحالته على محكمة المصدر له في الطور التعقيبي ‪ .‬أما ردود الخصوم ودفاعهم‬
‫الجوهري فذكرها يهدف إلى مراقبة بيان المحكمة ألسباب الحكم ضرورة أن المحكمة‬
‫ملزمة ببحث ردود الخصوم وإن تولى الرد عليها ويشمل ذلك وسائل الدفاع المتصلة بالوقائع‬
‫سواء كانت واقعا مادية كظروف الحادث الذي أساسه يطالب المتضرر بالتعويض أو وقائع‬
‫قانونية‪.‬‬
‫‪ )1‬نص الحكم‪:‬‬
‫إن نص الحكم هو ما قضت به المحكمة في الطلبات المقدمة من الخصوم وهو أهم أجزاء‬
‫الحكم وبه يتحدد حقوق الخصوم بها وهو الذي يجوز على الحجية ويطعن فيه المحكوم عليه‬
‫ويكون الحكم باطال إذا خلى من ال منطوق أو جاء منطوقه متناقضا وال تستقيم أجزائه ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تسبيب األحكام‪:‬‬
‫إن المقصود بالتسبيب هو التعرض ألسانيد الواقعية والقانونية والتي على أساسها صدر‬
‫الحكم وهو من أشق المهمات الن تحر ير الحكم وبيان أسبابه تتطلب من القاضي إبراز‬
‫قناعته بما انتهى إليه كذلك إقناع اآلخرين وكل من يتولى االطالع على حكمه لقصد مراقبته‬
‫ولذلك يجب أن يشتمل الحكم على األسباب التي بنى عليه وإال كان باطال ويقوم القاضي عند‬
‫تحريره للحكم باستعراض الوقائع ومالحظات الخصوم وبيان ثبوتها من عدمه وهو ما يسمى‬
‫باألسباب الواقعية‪ .‬ويتم تكييف الوقائع لتطبيق القاعدة القانونية التي يراها منطبقة وال يتقيد‬
‫بالقاعدة القانونية التي تمسك بها الخصوم وهو ما يسمى باألسباب القانونية‪.‬‬
‫‪ )1‬األسباب الواقعية ‪:‬‬
‫إن المقصود باألسباب الواقعية هو بيان الوقائع واألدلة التي يستند إليها الحكم في تقرير‬
‫وجود أو عدم وجود واقعة أساسه للحكم ولذلك يجب التعرض لوقائع الدعوى دون تحريف‬
‫وان يتجلى من أسباب الحكم أن الوقائع األزمة لتطبيق القاعدة القانونية قد توفرت في الدعوى‬
‫أما إذا تبين أن أسباب الحكم ال تخول تطبيق القاعدة القانونية التي أسس عليه الحكم قضائها‬
‫كان الحكم معيبا في تسبيبه ويحكم ببطالنه ضرورة أنه لسالمة الحكم أن ال يصدر على‬
‫أساس فكرة غامضة لم تتضح معالمها وال بد من استخالص ثبوت الوقائع حتى تتمكن‬
‫محكمة الدرجة الثانية أو محكمة التعقيب من سالمة تطبيق القانون وصحة تأويله والوقائع‬
‫التي عرضها الخصوم يجب أن تصرد كاملة وتبحث‪ ،‬ويقع الرد عليها بدقة لبيان الصحيح‬
‫منها والمعتمد كأساس للحكم فإذا لم يتم ذلك كان قاصرا في أسبابه وعرضة لإللغاء عن‬
‫طريق الطعن فيه وأسباب الحكم يجب أن تكون على جوهر النزاع أما إذا كان األمر خالف‬
‫ذلك ودار ذكر األسباب حول مسألة هامشية كان الحكم قاصر األسباب ويمكن للمحكوم عليه‬
‫الطعن فيه وبيان مواضع األصول سواء تعلق بعدم كفاية األسباب أو بانعدامها بأن ال يقع‬
‫الرد على طلب أو دفاعا أو مستند جوهري‪.‬‬
‫‪ )2‬األسباب القانونية‪:‬‬
‫إن األسباب القانونية هي السند القانوني والحجج القانونية التي أسس عليها الحكم بعد تكيفيه‬
‫للوقائع وت حديده للقاعدة القانونية والمنطبقة دون التقيد بالسند الذي تمسك به الخصوم‬
‫والقصور ألسباب الحكم القانونية ال يعيب الحكم وهو ما انتهى عليه فقه القضاء وخاصة‬
‫القرار التعقيبي عـ‪11910‬ـدد الصادر في ‪ 1921/2/1‬والذي ورد به" والن أوجب الفصل‬
‫‪ 120‬من م م م ت تضمين المستندات القانونية والقاضي للحكم إال انه لم يوجب بيان النص‬
‫القانوني طالما كانت النتيجة التي استندت إليها المحكمة صحيحة" وتبعا لذلك إن القصور‬
‫بثبوت الحك م إذا حصل نقص في الوقائع أو تحريفا لها دون األسباب القانونية ضرورة أن‬
‫النقص أو التحريف في الوقائع هو الذي يؤثر على القاعدة القانونية المنطبقة ويعوق محكمة‬
‫التعقيب من أداء مهمتها صراحة في مدى صحة تطبيق القانون ولذلك فالقاضي ملزم بتقديم‬
‫العناصر التي تبين كيفية اقتناعه وان تكون هذه الوقائع كافية لتطبيق قاعدة قانونية دون‬
‫أخرى وتوصل إلى النتيجة التي انتهى إليها‪.‬‬
‫أ ــ وجوب استخراج األسباب من أوراق القضية يجب على القاضي أن يستخرج أسباب‬
‫الحكم من العناصر القائمة في الدعوى والتي طرحت للتقاضي بين الخصومة وبموجب ذلك‬
‫ال يمكن للقاضي أن يستند على علمه الشخصي أي أنه ال يجوز له تأسيس حكمه إال على‬
‫وقائع مقدمة عن الخصوم ومثبتة من طرفهم ومر د ذلك أن القاضي محايد ويقتصر دوره‬
‫على تلقي منازعات التقاضي للفصل فيها طبق القانون دون المساس بعناصرها الواقعية‬
‫فإن لم يلتزم بذلك يكون قد حادى الحياد المقترض فيه وإذا ما سلمنا أنا لمحكمة ملزمة‬
‫باستخراج األسباب القانونية من الوقائع إال أن ذلك ال يعني أنها ملزمة بالتكيف القانوني‬
‫المتمسك به من الخصوم ضرورة أن تكيف الدعوى من سلطة المحكمة باعتبار أن تكيف‬
‫المدعي لدعواه تكيفا خاطئ ال يمنع المحكمة من إعطاء الدعوى وصفها الحقيقي وتكييفها‬
‫التكيف القانوني الصحيح‪.‬‬
‫ب ــ وجوب ورود األسباب بالحكم ‪.‬‬
‫إن الحكم عمل قانوني يحمل دليل صحته ويقتضي ذلك أن تكون األسباب مضمنة به وال‬
‫يجوز اإلشارة الى أسباب مضمنة بأحكام أخرى غير أنه إذا كان الحكم صاد ر في نفس‬
‫النزاع يمكن للمحكمة أن تحيل على األسباب لحكم آخر سبق الصدور في نفس النزاع كأن‬
‫تحيل محكمة االستئناف إذا حكمت بإقرار الحكم االبتدائي الى أسباب الواردة به وعلى شرط‬
‫أن يكون الحكم قد أودع ملف الدعوى وتترافع الخصوم في داللته وأن يكون صحيحا وأن‬
‫ال تكون أسباب المحال إليه معيبة‪.‬‬
‫ج ــ وجوب أن تكون األسباب منطقية‪:‬‬
‫إن القاضي ملزم بتسبب قضائه ألسباب واضحة ومنطقية تدل داللة جلية على أنه بحث وقائع‬
‫القضية بحثا دقيقا ولذلك من الضروري بيان الوقائع التي أستند عليها واألدلة المبينة لها فال‬
‫يمكن أن تقرر المحكمة ثبوت الواقعة دون بيان كيفية ذلك الثبوت بأدلة قانونية وباإلضافة‬
‫الى ذلك يجب أن تكون األسباب منطقية على أن يتوافق منطوق الحكم باألسباب التي تؤدي‬
‫الى النتيجة التي توصلت إليها المحكمة وإال كان تقدير المحكمة الغير صائغ ويعرض حكمها‬
‫للنقض كما أن شرط منطقية األسباب يقتضي أن ال تكون متناقضة فيما بينها أو مع منطوق‬
‫الحكم ويظهر هذا التناقض إذا تعارضت األسباب ويسقط بعضها بعضا وال يبقى ما يعلل‬
‫الحكم ومثال ذلك أن ينتهي الحكم االستئنافي في أسبابه الى خالف ما قضى به الحكم‬
‫االبتدائي ومع ذلك يخلص الى تأييده ويكون هنا تناقض بين األسباب والمنطوق توجب نقض‬
‫الحكم إذا مارس المحكوم ضده حقه في الطعن‪.‬‬
‫المبحث الثاني أنواع األحكام‪:‬‬
‫إن األحكام كثيرة ومتنوعة للفقهاء آراء متعددة في تقسيمها على أساس عدة معايير فمنه من‬
‫قسمها بالنظر الى منطوق الحكم ويكون الحكم إما مقررا أو منشئ لحق ومنه من فرق بين‬
‫األحكام المنهية للخصومة واألحكام التي تحفظ الحق من التالشي وقتيا الى حين صدور‬
‫الحكم في األصل وهي األحكام القطعية واألحكام الوقتية كما تم التقسيم حسب قابلية الحكم‬
‫للطعن من عدمه وهي األحكام االبتدائية القابلة للطعن باالستئناف واألحكام النهائية الغير‬
‫قابلة لهذا الطعن وآخر فرق بعض الفقهاء بين الحكم الباطل الذي لم يحرر طبق القانون ولم‬
‫يتضمن البيانات التي يوجبها القانون أو صدر على أساس إجراء باطل والحكم المعدوم الذي‬
‫صدر ضد ميت أو صدر ضد من لم يستدعى للحضور والجواب وبالتالي لم تنعقد الخصومة‬
‫في حقه ويكون الحكم الصادر ضده معدوم وهذا التفريق له أهمية في الطعن في الحكم‬
‫الباطل والحكم المعدوم‪.‬‬
‫األحكام المقررة واألحكام المنشئة‪:‬‬
‫إن الحكم التقريري هو الذي يؤكد وجود أو عدم وجود حق أو مركز قانوني أو واقعة قانونية‬
‫وبذلك يخول التشكك حول هذا الوجود ومن أمثلة هذه األحكام القانونية بثبوت الزيجات‬
‫العرفية ضرورة أنه حال صدور قانون األحوال الشخصية أصبح الزواج ال يثبت إال بحجة‬
‫رسمية إ ال أن الحقوق المكتسبة في ظل القانون القديم طبق سارية ونافذة لذلك قام بعض‬
‫المواطنين إلثبات الزواج العرفي المبرم قبل سنة‪ 1901‬واستجابت المحاكم لطلباتهم وقضت‬
‫بثبوت الزواج العرفي وفي هذه الحالة ينظر الى الحق أو المركز القانوني من ذاته من حيث‬
‫وجوده في الحياة القانونية ولذلك أن صور ة الحماية ال تواجه اعتداء يظهر في شكل مخالفة‬
‫اللتزام وإنما تواجه مجرد اعتراض ويكفي لرد هذا االعتراض في صدور حكم يقرر وجود‬
‫هذا الحق ضرورة أن هذا التقرير يزيل حالة عدم التأكيد الذي أثارها االعتراض وذلك دون‬
‫حاجة بان يتضمن أي التزام إنما يعاين وجود الحق أما الحكم المنشئ يحدث تغييرا قانونيا‬
‫فجيب أن يكون له أثر فوري أي أن إبطال العقد يكون له اثر فوري دون أن ينسحب على‬
‫الماضي غير أن المشرع يجعل له أثر رجعي بنص صريح ويعود الطرفان الى ما كان‬
‫عليه عند التعاقد ويجب أن يرد ما قبض بموجب العقد والحكم المنشئ يحوز حجية األمر‬
‫المقضي إال أنه ال يصلح سندا تنفيذيا الن الحماية القضائية تحقق بالحكم دون حاجة لحماية‬
‫الحقة عن طريق إجراءات التنفيذ وذلك في أغلب الحاالت وشريطة أن ال يكون متضمنا‬
‫بفرع فصل باإللتزام‪.‬‬
‫الحكم القطعي والحكم الوقتي‪:‬‬
‫الحكم القطعي هو الذي يضع حدا للنزاع في جملته أو في جزء منه أو من مسألة متفرعة‬
‫عنه بفصل حاسم ال رجوع فيه من المحكمة المصدرة له وال يجوز العدول عنه من ذات‬
‫المحكمة التي أصدرته ولو كان باطال وطالما حسمت المحكمة النزاع في المسألة المعروضة‬
‫عليها فإن سلطتها بشأنها تنقضي وال تبقى لها أية والية في إعادة البحث أو تعديل ما قضي به‬
‫ولو باتفاق الخصوم أما األحكام الوقتية فالغر ض منها هو اتخاذ إجراء تحفظي لحماية‬
‫مصالح الخصوم الى ح ين الفصل في موضوع النزاع ومن أمثلة تلك األحكام القاضية‬
‫بتنصيب حارس قضائي على عقار متنازع على ملكيته وهذه األحكام تفصل لمدة محددة‬
‫في طلبات قائمة على وقائع متغيرة ولذلك فهي تحوز حجية مؤقتة وبالتالي إذا تغير مركز‬
‫الخصوم وتغيرت الظروف القائم عليها الحكم الوقتي أمكن تعديله وفق الظروف الجديدة‬
‫ولذلك فاألحكام الوقتية ال حجية لها أمام محكمة الموضوع إذ أنها لم تفصل في موضوع‬
‫النزاع ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الحكم االبتدائي والحكم النهائي البات‪:‬‬
‫الحكم االبتدائي هو الذي تصدر ه محكمة الدرجة األولى سواء كانت محكمة ابتدائية أو‬
‫محكمة ناحية ويكون قابال للطعن باالستئناف أما الحكم النهائي فهو الحكم الغير قابل للطعن‬
‫باالستئناف ويكون حائزا لقوة األمر المقضي ألنه ال يقبل الطعن بطرق الطعن العادية‪ .‬أما‬
‫الحكم البات فهو الحكم الذي ال يجوز الط عن فيه بأي طريقة من طرق الطعن العادية أو‬
‫الغير العادية وال يجوز إلغائه أو تعديله الن األحكام ال تكون محل دعوى مبتدأ للبطالن وال‬
‫يجوز ذلك إال بمناسبة الطعن في الحكم باالستئناف إن قابال لذلك أو بالتعقيب ‪ .‬وتثار مسالة‬
‫البطالن من ضمن أسباب الطعن األخرى وأهمية وأهمية التقسيم الذي أوردناه تكمن في‬
‫تحديد طرق الطعن في الحكم باعتبار أن الحكم االبتدائي قابل للطعن باالستئناف في حين أن‬
‫الحكم النهائي ال يقبل الط عن بالتعقيب أو بالتماس إعادة النظر كما تمكن أهمية التقسيم في‬
‫تحديد األحكام القابلة للتنفيذ الجبري وهي األحكام النهائية واألحكام االبتدائية المحالت بالنفاذ‬
‫العاجل‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة الحكم الباطل والحكم المعدوم‪:‬‬
‫إن الحكم الباطل هو الحكم الصادر دون مراعاة الموجبات الشكلية التي حددها المشرع‬
‫بالفصول ‪121‬و‪122‬و‪ 120‬من م م م ت المتعلقة بالمفاوضة وتحرير الحكم والنطق به أو‬
‫باإلجراءات السابقة له وهي االستدعاء للجلسة وعريضة الدعوى وذلك فمسألة بطالن الحكم‬
‫تقدر بالنظر إلى صحته من الناحية الشكلية باعتباره عمال إجرائيا وبغض النظر عن‬
‫مضمونه أي عن سالمة التقدير القضائي الذي انتهى إليها الحكم ومن أسئلة ذلك الحكم‬
‫الصادر دون إمضاء القاضي الثالث الذي شارك في المفاوضة أو خلو الحكم من األسباب أو‬
‫غموضها كما يكون الحكم باطال بعيب في اإلجراءات السابقة على صدوره كأن يصدر‬
‫على أساس استدعاء للجلسة األولى ويكون باطال‪.‬‬
‫والحكم الباطل إذا كان قطعيا يحوز على حجية الشيء المقضي به ويكون له وجود قانوني‬
‫الى أن يقرر بطالنه وبناءا على هذا الوجود ينتج آثارا قانونية هي اآلثار التي تنتجها األحكام‬
‫القضائية وللحيلولة دون ذلك ال بد من الطعن فيه ضرورة أنه ال يجوز المطالبة بإبطال‬
‫األحكام القضائية من طريق رفع دعوى قضائية مبدئية وعند الطعن في حكم يهدف التوصل‬
‫الى تقرير بطالنه فانه من الواجب التمسك بالبطالن قبل الخوض في األصل الن التكلم في‬
‫الموضوع بعد تسليما في صحة الحكم وإذا ما قضت محكمة االستئناف ببطالن الحكم فإنها‬
‫تحكم في أصل الدعوى شريطة أن تكون محكمة البداية قد استنفذت واليتها و إذا لم تستنفذ‬
‫واليتها فيجب على محكمة الطعن أن تقضي بالبطالن وترجع القضية لمحكمة البداية‬
‫لمواصلة النظر في الدعوى‪.‬‬
‫أما الحكم المعدوم فهو الفاقد لركن أساسي من أركان وجوده وذلك على خالف الحكم الباطل‬
‫الذي توفرت أركان وجوده ولكن شابه عيب متعلق بشروط الصحة ومن أمثلة األحكام‬
‫المعدومة تلك التي تصدر من قاضي لم يحلف اليمين أو زالت عنه والية القضاء وكذلك‬
‫الحكم الصادر على من لم يستدعى للجلسة األولى أو تم استدعاؤه بإجراء معدوم والحكم‬
‫الصادر على م يت والحكم المعدوم ال يترتب عليه أي اثر قانوني وال يلزم الطعن فيه‬
‫بالتمسك بانعدامه إنما يكفي إنكاره عند التمسك بما اشتمل عليه من قضاء ويجوز وضع‬
‫دعوى النعدامه وال تزول حالة انعدامه بالرد عليه لما يفيده اعتباره صحيحا ويكون القيام‬
‫أمام التي أصدرت الحكم باعتبارها لم تستنفذ واليتها ويطلب منها الرجوع في حكمها‬
‫وإصدار حكم ثان بين األطراف المتنازعة‪.‬‬
‫آثار األحكام‬
‫إن الحكم الصادر في نزاع يترتب عليه حسم ذلك النزاع ويمنع على سائر المحاكم بما في‬
‫ذلك المحكمة التي أصدرته إعادة النظر فيما قضي به وهو ما يسمى استنفاذ الوالية واألحكام‬
‫بطبيعة الحال ال تنشئ حقوق للمتقاضين بل هي تبين ما كان لهم من حقوق نشأت قبل رفع‬
‫الدعوى واألصل أن آثار األحكام تسري من وقت صدورها ولذلك سنتولى عرض المثل‬
‫الهام والمتمثل في خروج النزاع من والية المحكمة التي أصدرت الحكم واالستثناءات على‬
‫هذا المبدأ وهو إمكانية إصالح الحكم أو تغييره من طرف المحكمة التي أصدرت الحكم‬
‫واألثر الثاني هو حجية األمر المقضي الى حين اكتسابه قوة األمر المقضي وسيروريته باتا‬
‫أو إلغائه من قبل محكمة الدرجة الثاني’‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬استنفاذ الوالية‪:‬‬
‫ما إن يصدر الحكم الحاسم للنزاع حتى تستنفذ المحكمة واليتها في ذلك النزاع وال يمكنها‬
‫إعادة النظر فيه مرة أخرى وهو ما سنتولى درسه وعرضه في فقرة أولى ثم التطرق‬
‫الستثناءات هذا المبدأ وهو إصالح األغالط المادية عمال بأحكام الفصل ‪ 201‬من م م م ت‬
‫وشرح الحكم بان اعتراه لبس أو غموض عمال بأحكام الفصل ‪ 121‬من م م م ت ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم استنفاذ الوالية‪:‬‬
‫إن هدف الخصومة القضائية هو الحصول على حكم حاسم للنزاع وليتسنى ذلك تم إقرار مبدأ‬
‫يتمثل في أن المحكمة التي فصلت في نزاع معروض عليها إن قضت سلطتها وخرج النزاع‬
‫عن واليتها وال يمكنها الرجوع في الحكم ولو تبين لها خطأه أو تعديله ولو ثبتت عدم صحته‬
‫وذلك من حين النطق به‪.‬واستنفاذ الوالية ال يقوم على عدم اختصاص المحكمة ألنها‬
‫مختصة بالنظر في النزاع ال بدليل أنها أصدرت الحكم إنما لسقوط حق المحكمة في النظر‬
‫في ما سبق النظر فيه ضرورة أنه ال يجب الفصل في موضوع واحد مرتين من محكمة‬
‫واحدة حتى ال تتضارب األحكام ومبدأ استنفاذ الوالية بتحسب على األحكام القطعية التي ال‬
‫يجوز العدول عنها ولو كانت باطلة أو مؤسسة على إجراء باطل ومعنى ذلك أن األحكام‬
‫القطعية لها حصانة تحول دون المساس بها من طرف المحكمة سواء من تلقاء ن فسها أو‬
‫بناء على طلب الخصوم الن قواعد الوالية تهم النظام العام‪.‬‬
‫الفقرة الثانية االستثناءات من مبدأ استنفاذ الوالية‪:‬‬
‫إن المحكمة ال تستنفذ واليتها ويمكنها إذا ما ثبت حصول غلط في الحكم الصادر عنها أن‬
‫تتولى إصالحه من تلقاء نفسها أو بطلب من أحد الخصوم عمال بأحكام الفصل ‪ 201‬من م م‬
‫م ت كما أنه إذا ما ثبت لبس أو غموض يحوالن دون تنفيذ الحكم فلها أن تقوم بتفسيره وتبين‬
‫ما غمض دون ز يادة أو نقصان في منطوقه إذا طلب منها أحد الخصوم ذلك عمال بأحكام‬
‫الفصل ‪ 121‬من م م م ت ‪.‬‬
‫‪ )1‬إصالح األحكام‪:‬‬
‫يستخلص من الفصل ‪ 201‬من م م م ت أنه إلجراءات اإلصالح يجب أن تكون األغالط‬
‫مادية بحتة و القصد من ذلك هو الغلط في التقدير أي الغلط في األسماء واأللقاب الغلط‬
‫المادي يكون حسابيا أو كتابيا كالغلط في إجراء عملية حسابية أما األخطاء الكتابية فهي تتمثل‬
‫في كل أخطاء السهو كالخطأ في االسم أو الرقم كرقم الرسم العقاري موضوع الدعوى أو‬
‫الغلط في تاريخ الحكم والغلط المادي يمكن أن يحصل في منطوق الحكم أو في جزء آخر‬
‫منه مكمال للمنطوق أي في أسباب جوهرية ومؤثرة فيما يستفاد منه إال أنه يجب أن يكون هذا‬
‫الغلط واضحا في بيانات الحكم أو مقارنة المنطوق باألسباب حتى ال يكون اإلصالح‬
‫ذريعة لتعديل الحكم وإصالح األغالط المادية ال يمثل مساسا بالحكم بل عكس ذلك أنه دليل‬
‫على احترام مقصد المحكمة طالما ما يوجد ما يؤكد هذا المقصد إال أنه ال يجب أن يتخذ‬
‫ذريعة لتعديل األحكام باعتبار أنه ال يمكن للمحكمة أن تتجاوز حدود مجردة اإلصالح لتعديل‬
‫مضمون الحكم وإال جاز الطعن في قرار اإلصالح ال بنفس الطرق المتاحة بالنسبة للمحكمة‬
‫موضوع اإلصالح وتقوم المحكمة باإلصالح من تلقاء نفسها أو بناءا على طلب أحد الخصوم‬
‫وتنظر المحكمة في طلب اإلصالح في غرفة الشورى بغير مرافعة أي دون سماع أي من‬
‫الخصوم وال يتم استدعاء الطرف اآلخر وتصدر المحكمة قرار اإلصالح ويقوم كاتب‬
‫المحكمة بإجراء هذا اإلصالح على نسخة الحكم األصلية ويمضيه رئيس الدائرة والقاضيين‬
‫ويطعن في القرار بمفرده حتى وإن انقضى ميعاد الطعن بالنسبة للحكم والقرار الصادر‬
‫سواء باال صالح أو برفضه يرتبط بالحكم ارتباطا وثيقا ويترتب على هذا أن قرار اإلصالح‬
‫يكون له نفس طبيعة الحكم وبالتالي يجوز الطعن فيه إذا كان الحكم قابال للطعن غير أن هذه‬
‫اإلمكانية مسموح بها إذا تجاوزت المحكمة صالحيتها وعدلت الحكم‪ .‬كما أن القرار يبقى‪،‬‬
‫طالما أن الحكم ساري المفعول ويزول بزواله بأنه سند وجوده وأساسه‪.‬‬
‫‪ )2‬تفسير األحكام‪:‬‬
‫يخلص من الفصل ‪ 121‬من م م م أنه إذا أصدرت المحكمة حكما غامضا أو مبهما جاز ألحد‬
‫الخصوم تقديم طلب تفسير ويقصد بالتفسير هو إيضاح الغامض ورفع اإلبهام وذلك بتحديد‬
‫موضوع الحكم بدقة من عناصر وليس البحث عن إرادات القاضي الذي أصدره وإن تفسير‬
‫الحكم ال يكون ضروريا إال إذا شابه غموض في منطوقه مما يصعب معه التنفيذ وقد يكون‬
‫سبب اإلبهام هو استعمال القاضي لعبارات ال تدل بدقة على مفهوم الحكم وقرار التفسير يتخذ‬
‫من طرف المحكمة التي أصدرت الحكم وليس من الضروري أن يقوم بالتفسير القضاة الذين‬
‫أصدروا الحكم ضرورة أن األمر ال يتعلق بالبحث عن إراداتهم إنما يتعلق بتفسير موضوعي‬
‫حسب ما ورد باألسباب الواقعية والقانونية وطلب التفسير يقدم إلى المحكمة التي أصدرت‬
‫الحكم وتنظر فيه بحجرة الشورى دون سماع الخصوم وبدون مرافعة وتصدر قرارا قطعيا‬
‫تفصل فيه المحكمة مسألة مطروحة عليها وذلك بالنفي أو اإليجاب ويترتب على ذلك استنفاذ‬
‫والية المحكمة وبالتالي إن نقضته محكمة االستئناف فإنها تفصل في مسألة التفسير التي‬
‫انتقلت إليها نتيجة الطعن في الحكم والقرار التفسيري يرتبط ارتباطا وثيقا بالحكم الذي‬
‫يفسره فهو امتداد له وجزء ال يتجزأ منه وبالتالي إذا نقض الحكم فان القرار التفسيري يلقى‬
‫نفس المصير ويمكن الطعن في القرار التفسيري مع الحكم وبنفس اإلجراءات الطعن في‬
‫األحكام‪.‬‬
‫المبحث الثاني حجية األمر المقضي‪:‬‬
‫إن الوقائع التي طرحت على القضاء وصدر في أنها حكم ال يمكن إعادة عرضها من جديد‬
‫على القضاء إال بطريق الطعن إن كان ممكن والعلة في ذلك أن ال تتأيد النزاعات وتعطل‬
‫المعامالت بين الناس باإلضافة إلى إمكانية تناقض الحكام مما يفقد القضاء هيبته ويزعزع‬
‫ثقة الناس فيه لكل هذه االعتبارات نظم المشرع فكرة مؤداها أن الحكم حجة فيما فصل فيه‬
‫ويقصد بذلك حجية األمر المقضي التي عرضت بكونها قرينة قانونية ال تقبل إثبات العكس‬
‫ومعناها أن الحكم صدر صحيحا من ناحية الشكل وعل حق من ناحية الموضوع فهو حجة‬
‫على ما قضى به وإن األثر األساسي للحجية هو عدم جواز إعادة النظر في الدعوى وأن ال‬
‫تنظر نفس الدعوى مرتين بدليل أن المشرع خول التمسك بسبق النشر عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 10‬من م م م ت والى جانب هذا األثر يوجد آخر يتمثل في احترام مضمون الحكم القضائي‬
‫في أي دعوى تنور فيها المسألة التي فصل فيها الحكم وألي من األطراف أن يدفع سبق‬
‫النظر في المسألة ‪ .‬وما يمكن مالحظته أن حجية األمر المقضي تختلف عن قوة األمر‬
‫المقضي ضرورة أن الحكم يتمتع بها بمجر د صدوره‪ .‬ولئن كان يقبل الطعن بالطرق العادية‬
‫أو الغير العادية في حين أن الحكم الحائز لقوة األمر المقضي هو الذي ال يقبل الطعن بأي‬
‫وجه من الوجوه أو الذي يقبله إنما انقضى أجل الطعن أو حكم برفض الطعن أو سقوطه‪.‬‬
‫الفقرة األولى مدى حجية األمر المقضي ‪:‬‬
‫إن المقصود بمدى الحجية هو زمن بدايتها وعمرها واألعمال التي تقضى عليها الحجية وهل‬
‫تنسب ألسباب الحكم ولمنطوقه‪.‬‬
‫‪ )1‬حيازة الحكم للحجية بمجرد صدوره‪.‬‬
‫إن الحكم القطعي الذي يضع حد للنزاع في جملته أو في جزء منه يحوز حجية األمر‬
‫المقضي بمجرد صدوره ولو كان باطال أو مؤسس على إجراء باطل وال يجوز للمحكمة التي‬
‫أصدرته أو لغيرها من المحاكم بنفس الدرجة إعادة البت فيما فصل فيه وهذه الحجية التي‬
‫يتمتع بها الحكم والتي تحول دون إعادة النظر من نفس المحكمة أو من غيرها من نفس‬
‫الد رجة هي حجية مؤقتة تنقضي بمجرد الطعن في الحكم باالستئناف وتبقى هذه الحجية‬
‫موثوقة إلى حين صدور الحكم االستئنافي الذي إن أيد الحكم االبتدائي أكد الحجية وإن‬
‫نقضه أزال عنه الحجية أما الحكم االبتدائي الذي لم يتم الطعن فيه باالستئناف وانقضى أجل‬
‫الطعن فإن الحكم يحوز قوة األمر المقضي التي تخول للمحكوم لفائدته تنفيذ حكمه جبريا‪.‬‬
‫‪ )2‬الحجية خاصة بالعمل القضائي‪:‬‬
‫إن العمل القضائي ال يعتبر كذلك إال إذا حسم نزاعا بصفة قطعية وفق إجراءات تنهض‬
‫على مبدأ المواجهة ويكون له دور في تأكيد حماية الحق وفي هذه الحالة يتمتع بالحجية أما‬
‫الوالئية أي ال تفصل نزاعا وال يتم وفق مواجهة األطراف فإنها ال تتمتع بحجية األمر‬
‫المقضي ضرورة أنها ال ترمي إلى فصل نزاع حول الحق وإذا قلنا أن العمل الوالئي ال‬
‫تحوز حجية األمر المقضي فان ذلك يعني أنه بإمكان القضاء الرجوع في قراره وإصدار‬
‫قرار مخالف شريطة تعليله وهو ما اقتضاه الفصل ‪ 219‬م م م ت الذي نص على أن الحكم‬
‫الصادر بمناسبة طلب الرجوع في اإلذن يجب تعليله‪.‬‬
‫أما بخصوص األحكام االستعجالية فقد ذهب البعض إلى اعتبارها أنها تتمتع بحجية األمر‬
‫المقضي ضرورة أنها تمنح حماية قضائية ولئن كانت وقتية إلى حين صدور حكم في األصل‬
‫على أن جل الفقهاء وهم محقون في ذلك يعتبرون أن ال حجية لألحكام االستعجالية باعتبار‬
‫أن للقضاء االستعجالي دور وقائي للحيلولة دون حصول الضرر وتفاقمه وال يمنح حماية‬
‫قضائية اعتبار أنه ممنوع عليه المساس بأصل الحق وأن الحكم االستعجالي ولئن قيد‬
‫الق اضي االستعجالي فان ذلك رهينة عدم تقدير الظروف الذي صدر فيه الحكم فان تغيرت‬
‫جاز للقاضي أن يرجع في حكمه ويعدله مما يدل على عدم تمتعه بالحجية‪.‬‬
‫فقرة ثانية نطاق حجية األمر المقضي‪:‬‬
‫يستنتج من الفصل ‪ 121‬منم‪ .‬إ ‪.‬ع‪ .‬أن حجية األمر المقضي ال يكون لها اثر إال في حالة‬
‫وحدة الموضوع والسبب واألطراف كما يجدر التساؤل عن طبيعة هذه الحجية أي هل هي‬
‫متعلقة بالنظام العام‪.‬‬
‫‪)1‬وحدة الموضوع والسبب‪:‬‬
‫إن الشيء المقضي فيه يحدد الموضوع والسبب ومعنى ذلك أنه إذا كان موضوع الدعوى‬
‫وسببها مختلفين في موضوع والسبب الدعوى الجديد فال حجية الحكم السابق ومثال ذلك‬
‫صدور حكم بثبوت نشوز الزوجة كما يمنح بقيام دعوى الطالق للضرر وكذلك إذا تعددت‬
‫الطلبات واغفل القاضي الفصل في إحداها فان الحكم ال يحوز الحجية إال بالنسبة للطلبات‬
‫التي تم حسمها أما الطلب الذي لم تنظره الحجية ولم تفصل فيه فال حجية له ويمكن تبعا‬
‫لذلك القيام من جديد بطلب الحكم بالطلب المغفل وعلى العكس من ذلك إذا حكم القاضي بأكثر‬
‫مما طلب منه فان حكمه يكون معيبا لكنه يحوز الحجية بالنسبة لما قضى به إلى أن يتم نقضه‬
‫لدى االستئناف ووحدة السبب ال تتوفر شروطها إذا أبدى المدعي وسائل دفاع جديدة ضرورة‬
‫أن ذلك مشروع وأما التمسك بوقائع معينة للمطالبة بالتعويض على أساس المسؤولية‬
‫التقصيرية وتم رفض هذا الطلب فان طلب التعويض على أساس المسؤولية القصدية يصبح‬
‫غير ممكن لحيازة الحكم األول على حجية األمر المقضي‪.‬‬
‫‪)2‬وحدة األطراف‪:‬‬
‫إن الحكم حجية بالنسبة لألطراف في الخصومة وال يسر أثره إال من كان طرفا وال يمتد هذا‬
‫األثر إلى الغير باستثناء األطراف في الخصومة وخلفائهم ال يكون الحكم حجية إزاء الغير‬
‫على أنه ال يمكن القول أنه ليس للحكم أثر تمام ضرورة أن الحق الذي قرره الحكم يوجد في‬
‫مواجهة الجميع و عليهم احترامه مثال ذلك الحكم الصادر بالخروج من المكرى يؤثر في‬
‫مركز المتسوغ تسوغا ثانيا رغم عدم وجوده في الخصومة وعليه أن يدفع معينات الكراء‬
‫للمالك رغم أنه اكترى من غيره كما أن األحكام المتعلقة بإحالة األشخاص والمقررة لألبوة‬
‫والبنوة ال يمكن إال أن يعترف بها الجميع ولها حجية مطلقة‪.‬‬
‫‪ )0‬الحجية ال تهم النظام العام‪:‬‬
‫اعتبر المشرع التونسي أن حجية األحكام تهم مصلحة الخصوم وبذلك إذا لم يتمسك أحد‬
‫الخصوم بسابقية النشر أو سابقية الفصل في قضية وصدر حكمان بين نفس األطراف ولهما‬
‫نفسي الموضوع والسبب يمكن القيام لدى محكمة التعقيب بطلب التعديل بين األحكام عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 192‬من م م م ت‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬استثناء حجية األمر المقضي‪:‬‬
‫إن القاعدة القانونية المقررة لحجية األمر المقضي عرفت استثناءات أوردها المشرع‬
‫بالفصل ‪121‬منم ‪.‬أ‪ .‬ع‪ .‬الذي اقتضى أنه يجوز نقض الحكم الذي ال رجوع فيه في الصور‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ إذا أثبت زور الرسوم التي انبنى عليها الحكم وكانت هي السبب الوحيد في صدوره‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ إذا ثبت أن الحكم بني على غلط حسي كان السبب األول أو الوحيد في صدوره‪.‬‬
‫‪ 0‬ــ إذا ثبت من الوقائع ما يقتضي القيام بالدعوى على الحاكم‪.‬‬
‫وكما هو معلوم أن مجلة االلتزامات والعقود أصدرت عام ‪ 1931‬ونسخت بعض أحكامها‬
‫ضمنيا لقوانين الحقة وهو ما اقتضاه الفصل ‪ 012‬من م‪ .‬أ‪ .‬ع‪ .‬الذي نص صراحة على أن‬
‫القوانين ال تنسخ إال بقوانين بعدها إذا نص المتأخر على ذلك نصا صريحا أو كانت منافية‬
‫لها أو استوعبت جميع فصولها وفي صورة الحال إن الحالة األولى وهي حالة زور الرسوم‬
‫التي أسس عليها الحكم قد نسخت بالفصل ‪ 101‬من م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ت‪ .‬الذي خول التماس إعادة‬
‫النظر في الحكم النهائي أما الحالة الثالثة وهي مؤاخذة الحكام فقد نسخت بالفصلين ‪ 199‬و‬
‫‪ 233‬من م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ت‪ .‬والتي خولت مؤاخذة الحكام وإبطال األعمال التي على أساسها صدر‬
‫الحكم‪.‬‬
‫ومن ثم أن االستثناء الوحيد الذي بقي قائما بموجب الفصل ‪ 121‬من م‪ .‬أ‪ .‬ع‪ .‬ويمثل استثناءا‬
‫لحجية األمر المقضي هو الغلط الحسي الذي كان سببا أصليا ووحيدا في صدور الحكم إال‬
‫أنه يتعين إلعمال هذه األحكام توفر عدة شروط والتي إذا ما توفرت تنتج آثارا قانونية‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ شروط القيام على أساس الغلط الحسي‪:‬‬
‫اقتضت أحكام الفصل ‪ 121‬من م‪ .‬أ‪.‬ع‪ ،‬أنه لتأسيس الدعوى على الغلط الحسي لبد من وجود‬
‫حكم ال رجوع فيه وغلط حسي هو السبب األصلي والوحيد في صدور الحكم‪.‬‬
‫أ ــ وجود حكم ال رجوع فيه‪:‬‬
‫لقد أجمع الفقهاء على أن الحكم الذي ال رجوع فيه هو ذلك الحكم الذي ال يجوز الطعن فيه‬
‫بأي طريق بطرق الطعن العادية أو الغير العادية وال يجوز إلغائه أو تعديله الن األحكام ال‬
‫تكون محل دعوى مبدئية للبطالن وال يجوز ذلك إال بمناسبة الطعن فيها أما في صورة الحال‬
‫فان الحكم البات ال يمكن الطعن فيه إما لكونه قد استنفذت آجال الطعن فيه أو استنفذ جميع‬
‫طرق الطعن المقبولة قانونا إنما يمكن طلب الرجوع فيه ال من الهيئة التي أصدرته وذلك‬
‫حفاظا على مبدأ التفاضل بين المحاكم أي أنه ال يجوز لمحكمة أقل درجة أن تراقب أعمال‬
‫محكمة اكبر درجة وبالتالي إن الحكم االبتدائي الذي أصبح باتا بفوات آجال الطعن فيه‬
‫يمكن طلب الرجوع أمام المحكمة االبتدائية والحكم االستئنافي ال يتم الرجوع فيه إال أمام‬
‫محكمة االستئناف والحكم الصادر عن محكمة التعقيب التي خول لها القانون النظر في‬
‫الموضوع في بعض الحاالت عمال بأحكام الفصل ‪ 191‬م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ت ال يتم الرجوع فيه إال‬
‫من محكمة التعقيب وذلك بنفس اإلجراءات للقيام بدعوى جديدة أمام نفس المحكمة التي‬
‫أصدرت الحكم باعتبارها لم تستنفذ واليتها وبطلب منها الرجوع في حكمها وإصدار حكم‬
‫ثان بين األطراف المتنازعة وتصحيح الغلط الحسي الن ما بني على باطل هو باطال وال‬
‫يكتسب حجية‪.‬‬
‫ب ــ وجود غلط حسي‪:‬‬
‫إن الغلط الحسي لم يتم تعريفه من قبل المشرع إال أنه يمكننا القول أنه الغلط المخالف لما له‬
‫أصل ثابت باألوراق واعتماد مؤيدات ال تتعلق بمحل النزاع وهو مثلما عرفته محكمة‬
‫التعقيب بقولها" أنه الغلط المادي الذي يحصل بشكل حسي في المقومات الجوهرية‬
‫والدعمات األساسية التي قام عليها بناء الحكم وعلى مقتضاها صدر قضائه بحيث أن تلك‬
‫المقومات قد اتسمت بالخطأ والزمها الغلط ضمن تركيبتها وعناصر تكوينها غلطا محسوسا‬
‫ومستخلصا صلب تلك العناصر التي قام عليها بناء الحكم وكانت هي الدعامة في صرحه‪.‬‬
‫وهذا الغلط ال يمك ن أن يقوم به من كان حريصا حرص الرجل العادي على عمله وهو‬
‫يختلف على الغلط في الرسم أو الحساب التي تم تعداد ها بالفصل ‪ 201‬من م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬ت ويمكن‬
‫إصالحها من المحكمة من تلقاء نفسها أو بطلب ممن له مصلحة ومن ذلك وقائع الدعوى التي‬
‫صدر فيها قرار محكمة التعقيب والمتمثلة في أن أحد المالكين باع جزء من عقار مساحته‬
‫‪ 203‬م م ثم بعد خمس سنوات قام بقضية استحقاقية يدعي تجاوز المشتري لعقاره وطلب‬
‫الحكم له بما تم االستيالء عليه وقضت له محكمة المهدية االبتدائية في القضية عـ‪11313‬ـدد‬
‫الصادر في حكم بتاريخ ‪ 1991/1/1‬وتم إقراره من محكمة االستئناف بالمنستير في الحكم‬
‫عـ‪ 13129‬ـدد ثم قضي برفض التعقيب أصال ومن ثم أصبح الحكم باتا إال أن المحكوم ضده‬
‫قام بنشر قضية جديدة أمام المحكمة االبتدائية بالمهدية تحت عـ‪9009‬ـدد على أساس الغلط‬
‫الحسي واستجابت محكمة أول درجة لطلبه فتم استئناف الحكم المذكور أمام محكمة‬
‫االستئناف بالمنستير بتعلة مخالفة أحكام الفصل ‪ 121‬م‪ .‬أ‪ .‬ع وإن الحكم المطالب بإلغائه‬
‫اتصل به القضاء وأصبح يشكل قرينة قانونية ال يمكن دحضها عمال بأحكام الفصل ‪ 121‬م‪.‬‬
‫أ‪ .‬ع إال أن محكمة االستئناف اعتبرت أن الحكم المراد أبطاله صدر على أساس غلط حسي‬
‫كان السبب األصلي في صدوره وترك المشرع هذا المتنفس والمخرج الوحيد لتصحيح الغلط‬
‫وذلك بالرجوع في الحكم ونقضه والقضاء من جديد بين نفس األطراف وإرجاع األمور إلى‬
‫نصابها ضرورة أنه " ال يستساغ منطقا وال يصح قانونا اإلبقاء على الغلط الحسي وتكريسه‬
‫متى ثبت حصوله وتم التحقق من وجوده جعله اتصال القضاء بالحكم المتحصل على ذلك‬
‫الغلط باعتبار أن الرجوع إلى الجد أولى من التمادي على الغلط " قرار تعقيبي‬
‫عـ‪11212‬ـدد الصادر في ‪.2332/13/11‬‬
‫‪ )0‬آثار الحكم ‪:‬‬
‫عندما تتوفر شروط قبول الرجوع في الحكم يحق للمحكمة نقض وإلغاء الحكم البات والنظر‬
‫من جديد في الدعوى باعتبار أن الحكم ليس له حجية لصدوره على أساس غلط حسي ولم‬
‫تستنفذ المحكمة واليتها ويمكنها إعادة النظر في الدعوى وفق أوراقها أي أنها ستصلح ذلك‬
‫الغلط الحسي وترجع األمور إلى نصابها‪.‬‬
‫اإلشكال التنفيذي‬
‫تعرض المشرع لإلشكال التنفيذي صلب الفصول ‪213‬و ‪ 211‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت و‪ 223‬من مجلة‬
‫الشغل و ‪ 21‬من قانون العدول المنفذين كما تعرض إلى صور اإلشكال في الفصول‬
‫‪293‬و‪130‬و‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت المتعلقة بدعاوي استحقاق المعقول كل هذه الفصول لم تعرف‬
‫اإلشكال التنفيذي الذي يمكن تعريفه بكونه كل ما يثار من منازعات وانتقادات أثناء التنفيذ‬
‫حول الشروط الراجعة التوفر للتنفيذ وصحة إجراءاته فيصدر الحكم فيها يايقاف التنفيذ أو‬
‫بالتمادي عليه أو بتحديد نطاقه وهذه اإلشكاالت هي عقبات قانونية تتعرض للتنفيذ القضائي‬
‫وتؤثر فيه وقاضي اإلشكال يبني حكمه على أساس ما استخلصه من مدى توفر الشروط‬
‫القانونية إلجراء التنفيذ من عدمه وال تقبل هذه المنازعات إذا كانت تهدف إلى المساس في‬
‫حجية الحكم أو التجريح فيه أو نقده ويفرق الفقهاء بين المشاكل التنفيذ االستعجالية والمشاكل‬
‫التنفيذية األصلية فاألولى يختص بنظرها القاضي االستعجالي قبل إتمام التنفيذ وتهدف إلى‬
‫الحصول على إجراء مؤقت بإيقاف التنفيذ أو بالتمادي عليه أو بتحديد نطاقه وال تقبل هذه‬
‫اإلشكاالت بعد انتهاء التنفيذ الن ذلك يؤدي إلى المساس باألصل والخوض في صحة التنفيذ‬
‫أو بطالنه أما المشاكل التنفيذية األصلية فهي المتعلقة بدعاوي أصلية في استحقاق المعقول‬
‫أو إب طال محاضر وأعمال التنفيذ ويجوز أن ترفع هذه اإلشكاالت الموضوعية أثناء التنفيذ‬
‫أو بعده وما يهمنا في هذا المجال هو النظام القانوني لإلشكال التنفيذي أي التطرق لشروط‬
‫اإلشكال التنفيذي والمحكمة المختصة والقيود المسلطة عليها وآثار الحكم الصادر في‬
‫اإلشكال‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬شرط اإلشكال التنفيذي‪:‬‬
‫يرفع اإلشكال التنفيذي مشافهة أو كتابة إلى العدل المنفذ المباشر للتنفيذ من كل من له‬
‫مصلحة في إثارته فإذا لم يجد له العدل المنفذ حل قانوني وأصبح في وضع المستشكل لألمر‬
‫فانه يوقف أعمال التنفيذ وينشر قضية لدى المحكمة المختصة هذا النظام القانوني لإلشكال‬
‫يطرح عدد المسائل القانونية أو الشروط الواجب توفرها عند رفع اإلشكال وهي تتعلق‬
‫بالمشكل وبموضوع اإلشكال وآجاله‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط المتعلقة بالمستشكل‪:‬‬
‫‪ )1‬مصلحة القيام‪:‬‬
‫يجب أن تتوفر في المستشكل مصلحة قانونية وشخصية مباشرة قائمة وحالة ويمكن أن يرفع‬
‫اإلشكال من طالب التنفيذ أو من المنفذ ضده أو خلفائه أو من الغير أومن العدل المنفذ عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 21‬من قانون العدول المنفذين وتفريعا على شرط المصلحة ال تقبل المنازعة‬
‫من الدائن المرتهن في العقلة التنفيذية التي قام بها دائن عادي على المال ذاته ألنه سيقدم‬
‫على الدائن العاد ي بحكم نظام ترتيب درجات الدائنين ويتحصل على محصول البيع‬
‫وبالتالي فليست له مصلحة في تعطيل العقلة التنفيذية ومن ثم ال يقبل إشكاله‪.‬‬
‫‪ )2‬صفة القيام‪:‬‬
‫يجب أن يكون رافع اإلشكال ذو صفة للدفاع عن حقه وصفة القيام معناها تطابق المركز‬
‫القانوني الموضوعي والمركز القانوني اإلجرائي وتفريعا على ذلك ال يقبل اإلشكال التنفيذي‬
‫المتعلق باستحقاق معقول والمثار من طرف المعقول عليه إذ لمدعي االستحقاق وحده‬
‫الصفة في رفع اإلشكال وليس للمعقول عليه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية الشروط المتعلقة بمضمون اإلشكال وأجل رفعه وإجراءاته‪:‬‬
‫‪ )1‬الشروط المتعلقة بمضمون اإلشكال‪:‬‬
‫يجب أن يكون الطلب في دعوى اإلشكال راميا إلى الحصول على إجراء مؤقت إليقاف‬
‫التنفيذ أو بالتمادي عليه ويظل مرهونا بما يصفر عنه الفصل في المنازعة األصلية‪.‬‬
‫‪ )2‬آجال رفع اإلشكال‪:‬‬
‫يجب أن يتم رفع اإلشكال قبل تمام التنفيذ ضرورة أنه إذا ما انتهت أعمال التنفيذ لم يبق لمثير‬
‫الصعوبة إال القيام بقضية في إبطال التنفيذ أمام محكمة األصل وهو ما أقرته محكمة‬
‫التعقيب في إحدى قراراتها الصادرة في ‪ 1921/13/0‬تحت عـ‪1001‬ـدد والذي ورد به‬
‫المشاكل التنفيذية ال يتصور حصولها بعد أتمام عملية التنفيذ‪.‬‬
‫‪ )0‬إجراءات رفع اإلشكال‪:‬‬
‫يقع إبداء اإلشكال أمام العدل المنفذ فيثبت ذلك في محضر ويستمر على التنفيذ حسب الفصل‬
‫‪211‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وفي الصورة التي يمكن االستمرار فيها على التنفيذ صورة الفصلين‬
‫‪039‬و‪ 111‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت حيث أن كل عقلة تهدف إلى وضع ما تناوله من األموال تحت يد‬
‫العدالة ومنع المدين من التصرف فيها وبذلك إن كل تفويت يعوض أو بدونه باطال وال عمال‬
‫عليه إزاء الدائنين وعلى هذا األساس يمكن استبعاد االدعاءات التي تعتمد قيام المعقول عليه‬
‫إلحالة المال المعقول أما إذا استشكل العدل المنفذ األمر فإنه يوقف أعمال التنفيذ ويدعو من‬
‫يهمه األمر للحضور للجلسة لدى القاضي المختص ورفع الدعوى هو وقف التنفيذ بقوة‬
‫القانون ويستمر اإليقاف وال ينتهي إال إذا صدر حكم بعدم جدية اإلشكال واإلذن بالتمادي‬
‫على التنفيذ أما إذا رفض عدل التنفيذ رفع اإلشكال للقاضي المختص فإن المعني باألمر‬
‫بإمكانه رفع اإلشكال بنفسه بعد تأمين مبلغ خمسين دينارا بعنوان خطية وفي هذه الصورة ال‬
‫يوقف التنفيذ إال بصدور حكم إجابي‪.‬‬
‫المبحث الثاني المحكمة المختصة والقيود المسلطة عليها وآثار الحكم الصادر فيها‪:‬‬
‫الفقرة األولى القيود المسلطة على المحكمة المختصة‪:‬‬
‫يستنتج من قراءة الفصول ‪231‬و ‪213‬و‪ 211‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن القاضي االستعجالي ملزم‬
‫باحترام القضاء االستعجالي المتمثلة في ركنين التأكد وعد المساس باألصل إضافة إلى‬
‫جدية اإلشكال‪.‬‬
‫‪ )1‬ركن التأكد‪:‬‬
‫إن ركن التأكد في إشكاالت التنفيذ ركن مفترض لقوى القانون وبالتالي فإن القاضي معفى‬
‫بفحص هذه المسألة وال يمكنه رفض اإلشكال اعتمادا على فقدان ركن التأكد‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم المساس باألصل‪:‬‬
‫عدم المساس باألصل يعني عدم تنازل الحق الموضوعي وذلك ال يعني عدم النظر في‬
‫األصل ضرورة أنه ينظر في األصل لكن ال يمس به في القيام حسب الفصل ‪ 130‬من‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ينظر في مدى جدية االستحقاق ويرتب األثر القانوني الواجب الترتيب‪.‬‬
‫‪ )0‬ركن الجدية‪:‬‬
‫إن عنصر الجدية مسألة موضوعية تخضع للسلطة التقديرية المطلقة للقاضي حسبما تجمع‬
‫لديه من قرائن وعناصر تقدير وعلى أساس الجدية يمكن استبعاد اإلشكال التنفيذ المقدم من‬
‫الزوجة إذا تبين أن حرفتها شؤون المنزل وال دخل لها وال تركة في حين أن زوجها المعقول‬
‫عليه تاجر ميسور أو موظف معروف الدخل والسلوك الجدي يستمر مالزما لمنبر اإلشكال‬
‫حتى بعد الحكم لفائدته إذ عليه أن يقوم بالدعوى األصلية التي دعاه القاضي للقيام بها خالل‬
‫أجل محدد وإال حمل على عدم الجدية ويقع التمادي على التنفيذ دون أي إجراء آخر‪.‬‬
‫الفقرة الثانية المحكمة المختصة‪:‬‬
‫‪ )1‬االختصاص الحكمي‪:‬‬
‫طبقا للفقرة الثالثة من الفصل ‪ 09‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت إن قاضي الناحية يختص بالنظر في‬
‫الصعوبات الناشئة لتنفيذ األحكام الصادرة عنه ولو وقع نقضها استئنافيا‪.‬‬
‫وطبقا للفصل ‪ 223‬من مجلة الشغل فانه يختص بالنظر في الصعوبات الناشئة لتنفيذ األحكام‬
‫أو القرارات الصادر عن دائرة الشغل كل من رئيس دائرة الشغل لمكان التنفيذ أو حاكم‬
‫الناحية نفس المكان عند عدم وجود دائرة شغل به‪.‬‬
‫أما اإلشكاالت التنفيذية الناشئة عن تنفيذ األحكام االبتدائية أو االستئنافية أو التعقيبية فان‬
‫اختصاصها منعقد لرئيس المحكمة االبتدائية وفق الفصل ‪ 213‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أما المقررات‬
‫اإلدارية كبطاقات الجبر واإللزام فقد درجت المحاكم االبتدائية على قبول النظر في هذه‬
‫القضايا اعتمادا على ما لها من مرجع نظر عام وفقا للفصلين ‪13‬و‪ 231‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )2‬االختصاص الترابي‪:‬‬
‫إن المحكمة المختصة ترابيا هي التي يقع بدائرتها التنفيذ أو تقع بدائرتها األموال المعقولة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة آثار الحكم في اإلشكال التنفيذي‪:‬‬
‫إن مجرد رفع اإلشكال من العدل المنفذ وتبين هذا األخير له يرتب وجود أثر موقف للتنفيذ‬
‫لقوة القانون ويستمر هذا األثر الموقف إلى صدور حكم حاسم في إيقاف التنفيذ أو التمادي‬
‫عليه وتجدر المالحظة أن الحكم القاضي بوقف التنفيذ ال ينتفع به إال مثير اإلشكال دون‬
‫المعقول عليه ضرورة أنه يمكن للدائن أن يقوم بعقلة تنفيذية ثانية على أموال جديدة بالرغم‬
‫من صدور حكم بإيقاف التنفيذ لجدية االستحقاق في العقلة األولى كما أن الصورة التي يصدر‬
‫فيها حكم بإيقاف التنفيذ بناء على تعيب محضر اإلعالم بالحكم ال تحول دون صدور حكم ثان‬
‫بالتمادي على التنفيذ إذا ما تخلى القائم بالتتبع عن محضر إعالم األول المنتقد وأعاد القيام‬
‫بمحضر إعالم ثان صحيح‪.‬‬
‫األحكام العامة للطعون وأنواعها‬
‫إن الطعون ولئن تعددت فيجمع بينها قاسم مشترك وعدة أحكام عامة تنظمها وتسحب عليها‬
‫وتعين الطرق لها قبل التعرض للتقسيم المعتمد لطرق الطعن‪.‬‬
‫الفقرة األولى األحكام العامة للطعون‪:‬‬
‫خالفا للعديد من المشاريع لم يفرد المشرع التونسي بابا خاصا يتعلق باألحكام العامة‬
‫المنسحبة على الطعون وتلك القواعد تستقي من نصوص إجرائية قانونية متفرعة وتتعلق‬
‫أساسا بالعمل القضائي المطعون فيه وبأطرافه وبأجله وبشكلياته‪.‬‬
‫‪ )1‬العمل القضائي موضوع الطعن‪:‬‬
‫إن العمل القضائي موضوع الطعن هو محل خالف بين الفقهاء فمنه من اعتمد معيارا‬
‫ع ضويا ومنه من أكد الخاصيات الشكلية فالفريق األول يكتفي بكون العمل القضائي صادر‬
‫عن محكمة بعرض النظر عن موضوعه أما الفريق الثاني فال يعتبر العمل القضائي حكم إال‬
‫إذا صدر في خصومة انعقدت وفق إجراءات معينة وتؤدي إلى إحترام مبدأ المواجهة‬
‫وتضمن حقوق الدفاع والمعياران المعتمدان ال يخلو كالهما من القصور ضرورة أن األول‬
‫حشر كل األعمال القضائية ال فاصلة في نزاع وحتى المختصرة على مجرد إجراء التحفظي‬
‫للحيلولة دون ضياع الحق وهدره والثاني ولئن لم سيجمع كل األعمال القضائية إال أنه ال‬
‫يقف الصيغة الحكمية على القرارات واألذون الصادرة عن المحاكم دون انعقاد خصومة‬
‫التي تبقى جميعها خاضعة للطعن وإن صدورها في غياب الخصوم ال ينزع عنها الحجية‬
‫عالوة على أنه ليس بالضرورة أن يصدر الحكم طبق اإلجراءات العادية ومن ذلك األحكام‬
‫التمهيدية والتحضيرية التي تصدر دون تعليل وبطاقات الجبر واإللزام المشبهة باألحكام‬
‫والتي تكسي بالصيغة التنفيذية وتنفذ تنفيذ جبري وعلى كل فالحكم هو القرار الصادر عن‬
‫محكمة لها والية قانونية في خصومة بالشكل الذي يحدده القانون سواء في نهايتها أو أثناء‬
‫سيرها وسواء كان صادرا في موضوع الخصومة أو في مسألة إجرائية وهذا التعريف جمع‬
‫كل أنواع األحكام القطعية منها والتحضيرية والتمهيدية وال يخص األعمال الوالئية‬
‫المأذون بها في غياب األطراف وال ينصرف إال األعمال القضائية الصادرة في إطار‬
‫خصومة التي تفترض حضور األطراف و ممارسة حقهم في الدفاع بواسطة محام إلى حين‬
‫المرافعة ثم الفصل في النزاع بصفة قاطعة ويكتسي الحكم حجية األمر المقضي به وأنه من‬
‫خالل هذا التعريف نريد أن نصل إلى كون األحكام هي التي يتسلط عليها الطعن أو ما‬
‫شبهها المشرع باألحكام دون غيرها من األعمال التي وان صدرت عن قاضي فهي متعلقة‬
‫بإدارة القضاء وحسن سيره‪.‬‬
‫‪ )2‬أطراف الطعن‪:‬‬
‫إن الدعوى هي السلطة التي خولها القانون لشخص طلب الحماية القانونية وأشترط في ذلك‬
‫األمر بالنسبة للطعن الذي يعتبر وجه من أوجه ممارسة الدعوى ولذلك فشرط الصفة‬
‫واألهلية والمصلحة تالزم هذه الممارسة باإلضافة إلى ذلك لبد أن يكون الطاعن طرفا في‬
‫نزاع انتهى بصدور حكم وأن ال يغير الصفة التي اعتمدها أو تم القيام عليه بموجبها وتبعا‬
‫لذلك يمكن لكل أطراف القضية سواء الطالب أو المطلوب أو المتداخل أو المدخول الطعن‬
‫في الحكم وهذا الشرط ال ينسحب على المعترض الذي يعتبر غيرا بالنسبة للخصومة إال أن‬
‫صدور الحكم اضر بحقوقه ويمكنه االعتراض عليه عمال بالفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت كما‬
‫يشترط في الطاعن أن يكون له مصلحة أي أن يكون قد حكم عليه لفائدة خصمه أو رفضت‬
‫المحكمة االستجابة لبعض طلباته أما من قضى له بكل الطلبات فال يجوز له الطعن النعدام‬
‫المصلحة وكذلك من رفض تداخله أو تم إخراجه من نطاق المطالبة فال مصلحة له أيضا في‬
‫الطعن وإن تقدير المصلحة يكون عند صدور الحكم ال من تاريخ ممارسة الطعن الن‬
‫المصلحة في الطعن مرتبطة بأثر الحكم الذي يبدأ من تاريخ صدوره كما أن شرط المصلحة‬
‫مقترن بعدم التنازل عن ممارسة الطعن إال أن التشريع التونسي يعتبر حق التقاضي حق‬
‫مشروع وال يمكن التنازل عليه حتى وإن تم ذلك فانه اتفاق باطل للمساس بالنظام العام‪.‬‬
‫‪ )0‬آجال الطعن‪:‬‬
‫إن األجل هو المدة الزمنية التي ضبطها المشرع للطعن في الحكم وتحسب هذه المدة بداية‬
‫من اليوم التالي لحصول اإلجراء الذي يحدد بداية سريان أجل الطعن وهو أن اإلعالم بالحكم‬
‫بالنسبة لالستئناف والتعقيب عمال بالفصلين ‪111‬و‪190‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أما إذا لم يقع اإلعالم‬
‫بالحكم فإن األجل يبقى مفتوح إلى حد تاريخ سقوط الحكم بمضي عشر ين سنة من تاريخ‬
‫صدوره عمال بأحكام الفصل ‪ 201‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أما إذا قام المحكوم لفائدته باإلعالم بالحكم‬
‫فان الطعن يسقط بفوات األجل القانوني وعلى المحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها عمال بأحكام‬
‫الفصل ‪ 10‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي اقتضى أن المسقطات كلها وجوبية وتتمسك بها المحكمة من‬
‫تلقاء نفسها وآجال الطعن محدد بعشرين يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت بالنسبة لالستئناف باستثناء أحكام الطالق المحدد لها أجل شهر بداية من‬
‫صدور الحكم أما بخصوص التعقيب فإن األجل كذلك هو عشرين يوما من تاريخ اإلعالم‬
‫بالحكم عمال بأحكام الفصل ‪ 190‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أما الدعوى المدنية الواقع بها في إطار الدعوى‬
‫العامة أمام المحاكم الجزائية عمال بأحكام الفصل ‪ 1‬من م‪.‬أ‪.‬ج فهي غير خاضعة لنفس اآلجال‬
‫وتكون تحت طائلة اإلجراءات الجزائية ضرورة أن الفرع يتبع األصل وتتبع الدعوى‬
‫المدنية إجراءات الدعوى العامة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية أنواع طرق الطعن‪:‬‬
‫إن طرق الطعن في األحكام هي الوسائل القضائية التي ينظمها القانون لمراقبة صحة األحكام‬
‫ومراجعتها وهي تهدف إلى كشف أخطاء الحكم المطعون فيه سواء تعلقت بالقانون‬
‫الموضوعي أو باإلجراءات كما تهدف تلك الطرق إلى إصالح األخطاء ومراقبة القضاة‬
‫الذين أصدورا الحكم المطعون فيه ولقد فرق الفقهاء بين طرق الطعن معتمدين في ذلك على‬
‫م عيارين أساسين هما المحكمة التي ترفع لها الطعن وطريقة الطعن فإن رفع الطعن لنفس‬
‫المصدرة للحكم عد الطعن مراجعة كاالعتراض والتماس إعادة النظر أما إذا رفع الطعن‬
‫إلى محكمة أعلى درجة من المحكمة المصدرة للحكم أعتبر الطعن طعن نقض واالستئناف‬
‫خير دليل على ذلك أما التعقيب فهو ليس درجة ثالثة من درجات التقاضي بل مراقبة لحسن‬
‫تطبيق القانون وتكتفي بالنقض واإلحالة غير أن التنقيح األخير الواقع في ‪ 1921/9/1‬أقر‬
‫لمحكمة التعقيب التصدي للموضوع وإصدار حكم في األصل أما بخصوص طبيعة الطعن‬
‫فانه إذا كان الطعن مخوال لكل المتقاضين وموقف لتنفيذ الحكم اعتبر طعنا عاديا وفي غير‬
‫تلك الحالة وكان الطعن مسموح به في عدة حاالت على وجه الحصر عد الطعن غير عادي‬
‫وغير موقف للتنفيذ وهذان التقسيمان وجه لهما عدة انتقادات ضرورة أن األول جمع بين‬
‫الطعون المختلفة من حيث الطبيعة واألثر القانوني والثاني المؤسس على طبيعة الحكم غير‬
‫دقيق إال أن هذا التقسيم ولئن وجهت له عدة انتقادات فإن المنتقدين لم يطرحوا بديل عالوة‬
‫على أن جل التشاريع العربية والغربية اعتمدته بمجالت المرافعات المدنية فالمشرع‬
‫الفرنسي والمصري واللبناني غير أن المشرع التونسي لم يعتمد هذا التقسيم وأورد طرق‬
‫الطعن جميعها بصفة متواترة بدأ باالستئناف بالفصول‪ 103‬إلى ‪ 100‬والتماس إعادة النظر‬
‫بالفصول ‪ 101‬إلى ‪111‬واالعتراض بالفصل و ‪ 112‬إلى ‪ 111‬وانتهاء بالتعقيب من‬
‫بالفصول ‪ 110‬إلى ‪ 191‬جميع الفصول من مجلة المرافعات المدنية والتجارية‪.‬‬
‫الطعن باالستئناف‬
‫لقد حقق المشرع شروط الطعن باالستئناف وبين إجراءاته وآثاره من الفصول المتراوحة بين‬
‫‪ 103‬إلى ‪ 100‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫المبحث األول شروط الطعن باالستئناف‪:‬‬
‫لقد وردت شروط الطعن باالستئناف في الفصول من ‪ 103‬الى ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وتنقسم‬
‫الى شروط شكلية وشروط أصلية‪.‬‬
‫الفقرة األولى الشروط األصلية لالستئناف‪:‬‬
‫‪ )1‬الشروط المتعلقة بالحكم المطعون فيه‪:‬‬
‫إن الحكم المطعون فيه يجب أن يكون إبتدائي الدرجة وصادر عن محكمة الدرجة األولى‬
‫ويفترض ذلك أن يكون الوصف صحيحا فإن لم يكن كذلك فإن محكمة االستئناف تصحح‬
‫الوصف باعتبار أن الحكم يستمد وصفه من القانون ‪ .‬كما أن األحكام الصادرة في مرجع‬
‫النظر تكون دائما ابتدائية الدرجة وقابلة لالستئناف لتعلقها بالنظام العام وخاصة‬
‫االختصاص الحكمي وهذا الطعن اقتضته الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 11‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )2‬الشروط المتعلقة بالطاعن‪:‬‬
‫إن الطاعن باالستئناف يجب أن يكون طرفا في الخصومة ويكون كذلك إذا قدم طلبات في‬
‫مواجهة خصمه ولم يتنازل عنها الى حين صدور الحكم وهذا الشرط هو في الحقيقة أثر‬
‫لنسبية األحكام ضرورة أن الحكم ال تكون له حجية إال بين أطرافه وال يعارض به الغير‬
‫باستثناء األحكام التي لها حجية مطلقة ومثال ذلك أحكام ثبوت الجنسية والمتعلقة بحالة‬
‫األشخاص والطاعن بوصفه طرفا في خصومة قضائية يجب أن تتوفر فيه شروط القيام‬
‫بالدعوى ضرورة أن االستئناف هو وسيلة من وسائل الحماية القضائية وبالتالي فإن‬
‫المصلحة والصفة واألهلية هي من الشروط الواجبة المتوفرة في الطاعن عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 19‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫أ ــ وجوب توفر الصفة في الطاعن‪:‬‬
‫إن شرط الصفة يقتضي أن يكون الطاعن في االستئناف طرفا في الدعوى سواء كان طرفا‬
‫أصليا أو دخيال وبذلك إن الغير وحتى صورة إضرار الحكم به ال يمكنه الطعن باالستئناف‬
‫غير أن الورثة بوصفهم خلفاء يمكنهم مواصلة التقاضي والطعن في األحكام من كان‬
‫صدرت ضد مورثهم ‪.‬‬
‫ب ــ توفر األهلية في الطاعن‪:‬‬
‫إن األهلية شرط في إنعقاد الخصومة وليست شرطا من شروط القيام ضرورة أن الفصل‬
‫‪19‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت إقتضى أنه إذا كان شرط األهلية المقيدة هو المختل عند القيام فإن تالفيه‬
‫أثناء القضية يصحح الدعوى وبالتالي إن المستانف يجب أن يكون كامل األهلية التي هي‬
‫شرطا لصحة الطعن وليس شرطا لقبوله ولذلك يجب أن يكون الطاعن أهال للقيام بإجراءات‬
‫الطعن باسمه ولصالحه أو لصالح غيره وهذه األهلية اإلجرائية تختلف عن أهلية االختصام‬
‫إن صالحية الشخص باعتباره خصما وعليه فإذا لم تتوفر في الطاعن األهلية اإلجرائية يجب‬
‫أن يقوم مقامه من تتوفر فيه هذه األهلية ومثال ذلك القاصر ينوبه وليه أو من قدم عنه‪.‬‬
‫ج ــ وجوب توفر المصلحة في الطاعن‪:‬‬
‫بخصوص اال ستئناف يشرط في الطاعن أن تكون له مصلحة قانونية في طعنه حتى يتبين له‬
‫إتخاذ إجراءات الخصومة وتقديم طلبات والدفع لرد طلبات الخصوم وهو ما يستخلص من‬
‫الفصل ‪ 19‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ولذلك لبد من تحديد الحاالت التي يكون فيها الطاعن مصلحته وفي‬
‫هذا الصدد أجمع الفقهاء أنه يكون للطاعن كمصلحة إذا لم يحكم له بكامل طلباته أو لم يحكم‬
‫له ببعض هذه الطلبات وباإلضافة الى ذلك يشترط أن تكون المصلحة قائمة وحالة ويقصد‬
‫بذلك أن الحق المراد حمايته قد تم االعتداء عليه‪.‬‬
‫‪ )0‬الشروط المتعلقة بالمطعون ضده‪:‬‬
‫إن المطعون ضده يجب أن تتوفر فيه المصلحة القانونية ومعنى ذلك أن تكون له مصلحة‬
‫تخول له الرد على الطلبات المقدمة من المس تانف ولذلك فإنه ال يقبل الطعن ضد من له‬
‫يختصم في الدعوى االبتدائية وكذلك الذي لم تكون له طلبات في مواجهة الطاعن وعالوة‬
‫على ذلك يجب أن تكون المصلحة شخصية ومباشرة أي أن يكون المطعون ضده طرفا‬
‫حقيقيا في الخصومة وال يجوز اختصام من لم يكن خصما في النزاع أمام محكمة البداية إال‬
‫بعد أن توفي بعد صدور الحكم فيوجه الطعن على ورثته الحالين محله وكذلك إن فقد‬
‫األهلية يطعن ضد ممثله وشروط قبول الطعن تتعلق بالنظام العام وعلى المحكمة أن تتحقق‬
‫منها من تلقاء نفسها كما تتحقق من أن المطعون ضده كان خصما في الدعوى الصادر فيها‬
‫حكم عمال بأحكام الفصل ‪ 102‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ومرد ذلك أن االستئناف أثر ناقل إال أن هذا‬
‫المبدأ له استثناءات قررها الفصل ‪ 100‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي خول التداخل من لم يكن طرفا في‬
‫الدعوى االبتدائي شريطة أن يكون تداخله انضماميا الى أحد األطراف كما أجاز المشرع‬
‫وبنفس الفصل المذكور التداخل لكل شخص له حق االعتراض على الحكم المطعون فيه‬
‫وطالما أن لكل قاعدة استثناء فإن المبدأ المتعلق بضرورة رفع االستئناف على جميع أطراف‬
‫الدعوى االبتدائية ال يكون منطقيا في صورة قابلية الحكم للتجزئة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية شروط ا الستئناف الشكلية‪:‬‬
‫إن الشروط الشكلية تتعلق أساسا بمواعيد الطعن وبإجراءات رفعه كما ال يفوتنا أن نتطرق‬
‫إلحالة على محكمة االستئناف لمحكمة القانون ‪.‬‬
‫أوال آجال الطعن باالستئناف‪:‬‬
‫أ ــ ميعاد الطعن وعوارضه‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 111‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن األجل المضروب الستئناف عشرون يوما يبدأ من تاريخ‬
‫اإلعالم بالحكم كما يجب للمحكوم عليه‪.‬‬
‫‪ )1‬مهلة االستئناف‪:‬‬
‫إن مهلة االستئناف مقدرة بعشرين يوما وبانقضائها يسقط الحق باالستئناف إذ بانتهاء اليوم‬
‫األخير منها تنقضي المدة عمال بأحكام الفصل ‪ 113‬من المجلة المدنية ( م‪.‬إ‪.‬ع ) الذي‬
‫"والمهلة تبدأ من تاريخ اإلعالم بالحكم كما يجب عمال بالفصل ‪111‬من‬ ‫إقتضى"‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ومن ثم أن القاعدة العامة تقتضي أن األجل عشرون يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم‬
‫وهذا األجل ينطبق على كافة األحكام ما لم يعين المشرع اجل آخر وعند السكوت فان هذا‬
‫األجل هو المنطبق ومثال ذلك األحكام الصادرة في مطالب الرجوع في األذون على‬
‫العرائض القابلة للطعن باالستئناف عمال بالفصل ‪ 222‬م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت تكون خاضعة لنفس األجل‬
‫طالما سكت المشرع عن ذلك وكذلك األمر بالنسبة لألوامر بالدفع ‪.‬‬
‫‪ )0‬ا الستثناءات من القاعدة‪:‬‬
‫ــ االستثناء الوارد بمجلة المرافعات المدنية و التجارية ‪:‬‬
‫االستثناء األول والمتعلق بمهلة المسافة إقتضت الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫أنه إذا كان المحكوم عليه متغيبا عن التراب التونسي يوم اإلعالم يزداد في أجل االستئناف‬
‫مدة ثالثين يوما‪.‬‬
‫االستثناء الثاني والمتعلق بكون اليوم األخير يوم عطلة رسمية ولقد اقتضت الفقرة األخيرة‬
‫من نفس الفصل أنه إذا كان اليوم األخير يوم عطلة رسمية امتد األجل الى اليوم الموالي‬
‫النتهاء العطلة وبالتالي إذا صادف إن كان اليوم العشرون بعد اإلعالم بالحكم يوم عطلة‬
‫رسمية يصبح األجل ‪ 21‬يوما ضرورة أن المشرع خول للمستأنف رفع طعنه في اليوم‬
‫الموالي كانتهاء العطلة مباشرة حتى وأن استندت ألكثر من يوم وهو ما انتهى عليه عمل‬
‫المحاكم‪.‬‬
‫االستثناء المتعلق باالستئناف العرضي اقتضى الفصل ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت انه يسقط االستئناف‬
‫الواقع بعد األجل ويجوز للمستأنف ضده والى ختم المرافعة بعد أن فوت عن نفسه اجل‬
‫الطعن أو سبق منه قبول الحكم قبل رفع االستئناف األصلي أن برفع استئنافا عرضيا بمذكرة‬
‫كتابية مشتملة على أسباب استئنافه ومع ذلك فان هذا االستئناف العرضي يبقى ببقاء‬
‫االستئناف األصلي ويزول بزواله ما لم يكون زوال االستئناف األصلي مبنيا على ا لرجوع‬
‫فيه‪.‬‬
‫ــ االستثناءات الواردة بنصوص خاصة‪:‬‬
‫االستثناء األول المتعلق بأحكام الطالق إقتضى الفصل ‪ 11‬من قانون الحالة المدنية أن آجال‬
‫الطعن في األحكام والقرارات ا لصادرة في مادة الطالق أو بطالن الزواج تجري في ظرف‬
‫شهر من تاريخ صدور الحكم أو القرار وذلك بالنسبة لجميع فروعه‪.‬‬
‫االستثناء الثاني المتعلق باألحكام الصادرة بالتفليس ‪ .‬إقتضى الفصل ‪ 101‬من المجلة‬
‫التجارية أن األحكام الصادرة بالتفليس تبدأ آجال الطعن فيها من تاريخ صدورها وبالنسبة‬
‫لألحكام الخاضعة لوجبات اإلشهار والنشر فإن آجال الطعن فيها تبدأ من تاريخ اليوم‬
‫الموالي إلتمام الموجبات المذكورة بالفصل األنف اإللمام إليه‪.‬‬
‫ب ــ بداية سريان أجل االستئناف‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت إن أجل ا الستئناف عشرون يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم‬
‫كما يجب ويستخلص من الفصل المذكور أن المشرع أقرى مبدأ بداية سريان أجل االستئناف‬
‫من تاريخ اإلعالم الصحيح وحدد بعض االستثناءات لهذه القاعدة ‪.‬‬
‫‪ )1‬بداية سريان االستئناف من تاريخ اإلعالم الصحيح ‪.‬‬
‫التبليغ يسري من تاريخ اإلعالم بالحكم كما يجب أي وفق ما تقتضيه قواعد التبليغ وهذه‬
‫القواعد تعرضت لها الفصول من ‪ 0‬الى ‪ 11‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت و إقتضى الفصل الخامس أن كل‬
‫استدعاء أو إعالم بحكم أو تنفيذ يكون بواسطة عدل منفذ ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ )2‬االستثناءات الواردة على المبدأ‪:‬‬
‫ــاالستثناء األول المتعلق بموت المحكوم عله أو فقدانه األهلية‪ .‬إقتضى الفصل‪112‬من‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يبطل العمل بأجل الستئناف إذا مات المحكوم عليه أثناءه ويقع ابتداء األجل من‬
‫جديد لورثته من تاريخ إعالمهم بالحكم وأنه ولئن اعتبر المشرع الورثة هم خلفاء عاما‬
‫للمورث عمال بأحكام الفصل ‪ 211‬من المجلة المدنية م‪.‬إ‪.‬ع إال أن هؤالء الورثة من الجائز‬
‫أن ال يكونوا على علم بالحكم الصادر ضد مورثهم وباإلعالم الموجه له ولذلك يتوقف األجل‬
‫عن السريان ويجب إعادة إعالم الورثة وال يسر األجل في حقهم إال من ذلك التاريخ أما‬
‫بالنسبة لفقدان المحكوم عليه أهلية التقاضي فهي كذلك توقف سريان أجل الطعن الى حين‬
‫تعيين مقدم على فاقد األهلية وإعالمه بالحكم المذكور وفي نفس اإلطار إذا فقد الولي أو‬
‫الوصي صفة تمثيل القاصر لبلوغه سن الرشد فإن ميعاد الطعن يوقف فيما يعلم المحكوم‬
‫عليه ليتولى الطعن بنفسه في الحكم‪.‬‬
‫ــ االستثناء الثاني المتعلق بتزوير وثيقة قاطعة في الدعوى‪.‬إقتضى الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫في فقرته الثالثة أنه بالنسبة لألحكام الصادرة بناءا على تغرير من الخصم أو ورقة مزورة‬
‫أو بناء على شهادة زور أو بناء على عدم االستظهار بحجة قاطعة منعت بفعل الخصم فإن‬
‫أجل الطعن يبتدئ من تاريخ علم المحكوم عليه بثبوت الزور أو ظهور الحجة أو التقرير‬
‫ويخلص من الفقرة المذكورة أنه من تاريخ علم المحكوم عليه بثبوت الزور أو الظفر بالحجة‬
‫يبتدئ سريان أجل االستئناف لكن شريطة أن يكون الحكم الصادر مبني على هذه الوقائع‬
‫وأسس عليها ولوالها لما حكم للمحكوم لفائدته‪.‬‬
‫ــ االستثناء الثالث والمتعلق بعدم اإلعالم بالحكم‪ .‬إن المحكوم له هو أحرص األطراف على‬
‫اإلعالم بالحكم وإذا لم يفعل يبقى أجل االستئناف مفتوحا الى حد تاريخ سقوط الحكم ومدة‬
‫ذلك عشرون سنة من تاريخ صدوره عمال بأحكام الفصل ‪ 201‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫إجراءات الطعن باالستئناف‪:‬‬
‫سوف نتطرق بكيفية وقع االس تئناف وذلك ببيان محتوى العريضة والبيانات المتعلقة‬
‫بالخصوم وبأسباب الطعن ثم سنتولى دراسة إجراءات رفع الطعن باالستئناف‪.‬‬
‫أوال الفقرة األولى كيفية رفع االستئناف‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 103‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يرفع االستئناف بعريضة كتابية يحررها محام عن‬
‫الطاعن لكتابة محكمة ا الستئناف ذات النظر ويجب أن تشتمل عريضة االستئناف عن‬
‫البيانات الواجبة لعريضة افتتاح الدعوى وعلى بيان الحكم المستانف وعدده وتاريخه ويعتبر‬
‫مقر المحامي مقرا للمستأنف‪.‬‬
‫‪ )1‬البيانات المتعلقة بالخصوم‪:‬‬
‫إن عريضة الطعن باالستئناف يجب أن تتضمن إسم ولقب وحرفة وصفة ومقر كل من‬
‫المستانف والمستأنف ضده دون ذكر أسماء كل الخصوم في الطور االبتدائي ضرورة أن‬
‫االستئناف ال يشكل الدعوى إال في حدود ما تسلط عليه الطعن عمال بأحكام الفصل ‪ 111‬من‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وبالتالي يمكن للمستأنف أن يطعن في الحكم ويحدد خصومه فإذا إقتنع أنه ال فائدة‬
‫وال جدوى في مواصلة االختصام مع أحد الذين استدعاهم في الطور االبتدائي فانه ال يقيم‬
‫ضده الطعون ويعتبر الحكم نهائيا في خصوص الفرع الذي لم يقع الطعن في شأنه‪.‬‬
‫‪ )2‬البيانات الخاصة بعريضة الطعن‪:‬‬
‫أ‪ .‬الحكم المستأنف وتاريخه‪:‬‬
‫إنه من المفروض أن تتضمن العريضة موضوع الحكم المستأنف ومنطوقه وتاريخه‬
‫والمحكمة التي أصدرته وإن الغاية من ذلك هو عدم حصول لبس لدى المستأنف عليه في‬
‫معرفة حقيقة الحكم المطعون فيه كما يجب ذكر عدد القضية التي صدر فيها الحكم‪.‬‬
‫ب‪ .‬أسباب الطعن باالستئناف‬
‫إن االستئناف طعن عادي ويجوز تأسيسه على أي من األسباب المتعلقة بالواقع أو بالقانون‬
‫والتي يرى المستأنف أنها تؤدي إلى عدم عدالة الحكم أو عدم صحته وإذا ما سلمنا أن الطعن‬
‫باالستئناف يخول للمحكمة التطرق من جديد إلى النزاع من كل جوانبه فإنه ال فائدة من‬
‫ذكر األسباب ضرورة أن مهمة محكمة االستئناف ال تكمن في مراقبة الحكم بل الحكم من‬
‫جديد على أساس الوقائع المطروحة ويمكن أن يكون لها نفس رأي محكمة البداية فتقرر‬
‫الحكم ويمكن أن تخالفها جزئيا فتعدل الحكم ويمكن أن يكون الخالف كليا فتنقض الحكم و‬
‫تقضي من جديد وعلى كل فإن ذكر األسباب ضروري باعتبار أن األثر الناقل فيما تسلط‬
‫عليه الطعن يوجب على ال محكمة أن ال تعيد النظر في حدود المستأنف باعتبار أن هذا األخير‬
‫ال يطعن إال في فرع من فروع الدعوى و رضي ببقية الفروع وال بد من بيان ذلك للمحكمة‬
‫وإال عد مستأنفا لكامل الحكم بجميع فروعه‪.‬‬
‫‪ )0‬طلبات المستأنف‪:‬‬
‫إن طلبات المستأنف تعلب دورا أساسيا في تحديد خصومة االستئناف ضرورة أن األثر‬
‫الناقل لهذا الطعن يحدد نطاقه الطاعن باعتبار اختياره أن يطعن في فرع دون آخر والقاضي‬
‫ملزم بالنظر فيما حدد أن الفرع الذي لم يطعن فيه فقد رضي به وأتصل به القضاء‪.‬‬
‫الفقرة الثانية إجراءات رفع االستئناف‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪103‬من م‪ .‬م‪.‬م‪.‬ت بأن االستئناف يرفع لكتابة محكمة االستئناف بعريضة تودع‬
‫لديها ويقوم كاتب المحكمة بتقيد االستئناف بدفتر خاص معد لذلك يوم تقديم العريضة ويسلم‬
‫وصال في ذلك لمن قدمها ثم يكاتب كتابة المحكمة االبتدائية يعلمها بوقوع االستئناف‬
‫ويطلب منها توجيه ملف القضية وبمجرد وورود الملف لمحكمة االستئناف يتولى رئيس‬
‫المحكمة تعيين المستشار المقرر ويأذن بنشر القضية بالجلسة التي يحددها وتبعا لذلك يتولى‬
‫كاتب المحكمة إعالم محامي المستأنف بموعد الجلسة ويستدعيه لحضورها وعند ذلك يتولى‬
‫محامي المستأنف القيام باإلجراءات المنصوص عليها بالفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫أ‪ .‬إستدعاء المستأنف ضده‪:‬‬
‫حالما عرف المحامي تاريخ الجلسة يتولى إستدعاء الخصوم المبينة أسمائهم بعريضة الطعن‬
‫بواسطة عدل تنفيذ عمال بالفصل الخامس مرافعات وذلك قبل عشرين يوما من تاريخ‬
‫الجلسة وينخفض هذا األجل إلى ثالثة أيام إذا كان الحكم الصادر في المادة االستعجالية أو‬
‫القضايا المنصوص عليها بالفصل ‪ 21‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وهي القضايا التي تكون مؤسسة على‬
‫إعتراف أو كتب رسمي أو كتب خطي معرف باإلمضاء عليه أو قرينة قانونية أو كان‬
‫هناك تأكد يوجب النظر على وجه السرعة وإن عدم إحترام هذه اإلجراءات يوجب القضاء‬
‫بسقوط الطعن كما إن االستدعاء يجب أن يتصل بكل المستأنف ضدهم في حالة التعدد‬
‫وإغفال أحدهم يوجب المحكمة برفض االستئناف شكال وهو ما إستقرى عليه عمل محكمة‬
‫التعقيب في العديد من القضايا ومنها القرار عـ‪1120‬ـدد الصادر في ‪.1922/0/23‬‬
‫ب‪ .‬جزاء اإلخالل باالستدعاء و تقديم المستندات‪:‬‬
‫إن اإلخالل بإجراءات االستدعاء نظمها الفصلين ‪11‬و‪ 12‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ويفهم منها أن‬
‫الحضور يزيل البطالن بالنسبة لألخطاء في إسم ولقب المستأنف ضده والمحكمة وتاريخ‬
‫الجلسة ومواعيد الحضور ضرورة أن االستدعاء قد أنتج الهدف المرجو منه وهو تمكين‬
‫المستأنف ضده من الحضور والدفاع عن حقوقه ولما حضر فال ضرر وال يمكنه التمسك‬
‫ببطالن االستدعاء أما إذا تعلق الخلل بعدم التنبيه على المستأنف ضده بتقديم جوابه كتابة‬
‫مصحوبا بالمؤيدات بواسطة محام بالجلسة المعينة لها القضية فإن البطالن ال يزول بمجرد‬
‫الحضور بل ال بد من تقديم الجواب وبالتالي إذا حضر المستأنف ضده وتمسك وقبل‬
‫الخوض في األصل ببطالن اإلجراءات فالمحكمة تستجيب لطلبه ضرورة أن هذه الضمانات‬
‫شرعية لمصلحة الخصوم كما أن المستأنف ملزم بعد استدعاء المستأنف ضده للجلسة أن‬
‫يقدم مستندات االستئناف ونظير من االستدعاء وما لديه من الوثائق مصحوبة بكشف في‬
‫ذلك ويقدمها إلى كتابة المحكمة قبل أسبوع من تاريخ الجلسة على األقل فيمضي الكاتب‬
‫الكشف ويرجع نظير منه إلى الطاعن وإن عدم تقديم ملف االستئناف ونسخة من الحكم‬
‫المطعون فيه بسبعة أيام قبل الجلسة األولى إلى كتابة المحكمة حتى تكون على بينة من‬
‫موضوع القضية وتأذن باإلجراءات الالزمة ربحا للوقت ولمعرفة فصل الخصومة يوجب‬
‫الحكم بسقوط االستئناف‪.‬‬
‫المبحث الثالث آثار االستئناف‪:‬‬
‫إن إقرار مبدأ التقاضي على درجتين باعتباره يهم النظام العام يوجب أن يكون لالستئناف‬
‫أثران أولهما يتمثل في إعادة النظر في النزاع في حدود ما تسلط عليه الطعن وهو ما يسمى‬
‫بالمفعول االنتقالي المنصوص عليه بالفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت كما أن وظيفة المراجعة‬
‫تقتضي أن يعلق الطعن باالستئناف تنفيذ الحكم االبتدائي الذي هو نتيجة حتمية للمفعول‬
‫االنتقالي الذي يرجع الطرفان إلى الحالة التي كانا عليها قبل صدور الحكم المطعون فيه الذي‬
‫يتحل بموجب الطعن‪.‬‬
‫الفقرة األولى األثر الناقل لالستئناف‪:‬‬
‫إن موضوع االستئناف هو موضوع الخصومة التي انعقدت أمام محكمة البداية إال أن‬
‫خصومة االستئناف ولئن تناولت نفس الطلبات التي طرحت أمام محكمة البداية فانه بإمكان‬
‫الخصوم التمسك بأوجه دفاع وأدلة إثبات جديدة ضرورة أن خصومة االستئناف إستمرارا‬
‫للخصومة التي إنعقدت في الطور االبتدائي ومعنى ذلك أن الخصومة تطرح من جديد بكل‬
‫عناصرها ليفصل فيها من جديد وفق القاعدة القانونية التي تراها منطقية على وقائع‬
‫الدعوى دون أن تتقيد برأي محكمة الدرجة األولى غير أن هذه السلطة لها قيود قررها‬
‫المشرع ‪،‬ولألثر الناقل قيود‪.‬‬
‫‪ )1‬قيود األثر الناقل‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن االستئناف ينقل الدعوى بحالتها التي كانت عليها قبل‬
‫صدور الحكم المستأنف وذلك في حدود ما تسلط عليه الطعن ويخلص الفصل المذكور أن‬
‫محكمة االستئناف ال تنظر إال في الطلبات التي فصلت فيها محكمة البداية والتي رفع عنها‬
‫االستئناف وأن الخصوم هم أنفسهم خصومة الدرجة األولى وتعتبر تلك األمور قيودا على‬
‫محكمة االستئناف‪.‬‬
‫أ‪ .‬ضرورة التقيد بالطلبات المفصولة في الدرجة األولى ‪:‬‬
‫إن االستئناف ال ينقل إلى الدرجة الثانية من الطلبات المعروضة على محكمة البداية إال ما‬
‫فصلت فيه أما الطلبات التي لم تفصل ال تنتقل ولم تستنفد محكمة الدرجة األولى واليتها‬
‫بخصوصها وعلى هذا نص الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن االستئناف ينقل الدعوى بحالتها‬
‫التي كانت عليها قبل صدور الحكم المستأنف وبالتالي لو نظرت محكمة االستئناف في‬
‫الطلبات التي لم تفصل فيها محكمة البداية تكون قد فوتت درجة من درجات التقاضي على‬
‫الخصوم والنتيجة الحتمية لذلك واحتراما بالمبدأ التقاضي على درجتين فان االستئناف ال‬
‫يطرح على محكمة االستئناف من الطلبات الموضوعية السابق إبدائها أمام محكمة البداية‬
‫إال ما فصلته هذه المحكمة ولذلك إذا أنقضت ا لمحكمة حكما صادرا من محكمة البداية‬
‫يقضي باإلحالة أو بعدم االختصاص فمن واجبها أن ال تنظر في الموضوع وعليها أن ترجع‬
‫القضية إلى محكمة الدرجة األولى لتنظر فيها وإال تكون قد تصدت لموضوع الدعوى وهو‬
‫أمر محرم على محكمة االستئناف بالرغم أن المشرع جعل استثناء لهذه القاعدة صلب الفصل‬
‫‪ 119‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وسمح لمحكمة االستئناف أن تتصدى للموضوع إذا كانت القضية جاهزة‬
‫للفصل وقل ما تكون‪ .‬ضرورة أنه إذا ما قضت محكمة البداية عدم االختصاص فهي لم تقم‬
‫باألبحاث الالزمة وال يمكن أن تكون القضية جاهزة للفصل ووجب إرجاعها ليتم تجهيزها‬
‫والحكم فيها‪.‬‬
‫ب‪ .‬ضرورة التقيد بما تسلط عليه االستئناف‪:‬‬
‫إن الطلبات المطروحة أمام محكمة البداية وتم الفصل فيها ال تنتقل إلى محكمة االستئناف‬
‫برمتها وإنما ينتقل إليها الطلبات التي رفع عنها الطعن ومرد ذلك أن محكمة االستئناف ال‬
‫تفصل إال فيما طلب منها فإذا حكم للمدعي بعدة طلبات وأستأنف المحكوم عليه بالنسبة‬
‫لبعضها فان محكمة االستئناف ال يجوز لها النظر إال في الطلبات التي عرضت عليها وباقي‬
‫الطلبات التي سكت عنها المحكوم عليه يعتبر قد سلم بها واتصل بها القضاء وحازت قوة‬
‫األمر المقضي به‪.‬‬
‫ج‪ .‬ضرورة التقيد بأطراف الخصومة‪:‬‬
‫عند تعدد الخصومة لدى الطور االبتدائي فانه باإلمكان الطعن ببعض المحكوم عليهم أو ضد‬
‫بعض المحكوم عليهم وهذا الطعن ال يستفيد منه إال من رفعه وال يحتج به إال على من رفع‬
‫ضده و هو ما يسمى بنسبية الطعن فمن لم يطعن في المحكوم عليه في األجل المحدد‬
‫الستئناف يصبح الحكم في مواجهته غير قابل للطعن وال يكون طرفا في خصومة االستئناف‬
‫و ليس له االنضمام ألحد الخصوم بعد الميعاد‪ ،‬غير أنه إذا كان الحكم صادرا في موضوع‬
‫غير قابل للتجزئة أوجب المشرع على المحكمة إدخال بقية المحكوم عليهم في القضية عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت كما أن الفقرة الثانية من نفس الفصل أوجبت إدخال بعض‬
‫الخصوم إذا كان الطعن في الحكم من أحدهم من شأنه لو قبل أن يجعل الحكم بتمامه فاقد‬
‫األساس ومن هذه القضايا دعوى الشفعة إذ يجب أن يكون في جميع مراحلها في أطرافها‬
‫الثالثة الشفيع والبائع والمشتري أو دعوى القسمة التي يجب أن تكون بين جميع الشركاء‬
‫وكذلك دعوى استحقاق المعقول التي يجب رفعها على الدائن العاقل والمعقول عليه وعدل‬
‫التنفيذ عمال بالفصل ‪ 130‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )2‬حدود األثر الناقل‪:‬‬
‫إذ ا تم الطعن في الحكم فإن محكمة االستئناف تنظر نفس القضية التي فصلت محكمة البداية‬
‫بكافة عناصرها وما طرح ابتدائيا من طلبات وأدلة يعاد طرحه أمام محكمة االستئناف‬
‫وباعتبار أن المحكمة تعيد النظر في نفس القضية فال بد من حدود تحد من هذا األثر الناقل‬
‫من ناحية األدلة والطلبات الجديدة والتدخل واإلدخال وكذلك االستئناف العرضي‪.‬‬
‫أ‪ .‬جواز تقديم أدلة جديدة‪:‬‬
‫إن محكمة االستئناف تنظر الدعوى على أساس ما يقدم لها من أدلة ودفوع باإلضافة إلى‬
‫مقدم البداية ولقد أطلق المشرع العنان للخصوم في إبداء ما يشاءون مادام حقهم في الدفوع لم‬
‫يسقط ويكون هذا مراجعة جديدة الستدراك ما فات الخصومة تقديمه من دفاع ولهم إبداء‬
‫كافة الدفوع الموضوعية الجديدة أو الدفوع اإلجرائية التي لم يسقط الحق فيها وهو ما‬
‫اقتضاه الفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت في فقرته الثانية عندما نص" و ذلك يمكن االحتجاج‬
‫بوسائل جديدة لدى االستئناف"‪.‬‬
‫ب‪ .‬مدى جواز تقديم طلبات جديدة‪:‬‬
‫إن المشرع قد أقرى قاعدة تمنع تقديم طلبات جديدة بموجب الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت إال أن‬
‫لكل قاعدة إستثناء‪.‬‬
‫ــ عدم جواز إبداء طلبات جديدة إقتضى الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن الدعوى التي حكم فيها‬
‫ابتدائيا ال يمكن الزيادة فيها وال تغييرها لدى االستئناف ولو رضي الخصم بذلك وإن هذه‬
‫القاعدة أساس مؤداها أن قبول طلبات جديدة في االستئناف تخل بمبدأ التقاضي على درجتين‬
‫الذي يتعلق بالنظام العام ضرورة أن قبول طلب جديد يفوت درجة من درجات التقاضي‬
‫على الخصم الذي يوجه له ويعتبر طلب جديد الطلب الذي يختلف في أحد عناصره عن‬
‫الطلب كان أمام محكمة البداية سواء بالنسبة لألشخاص أو الموضوع أو السبب ومن أمثلة‬
‫ذلك طلب فسخ العقد وإرجاع ما دفع من عربون بينما كان الطلب لدى محكمة البداية تسليم‬
‫المبيع وال يعتبر طلبا جديدا طلب الخروج إذا كان المدعي طلب التمكين من المبيع وهو شقة‬
‫فالخروج هو أثر ضمني للقضاء بالتمكين وال يعد من ذلك طلبا جديدا أمام محكمة االستئناف‪-‬‬
‫وبالتالي إذا أبدى المستأنف طلبا جديدا فلخصمه الدفع بعدم القبول وعلى المحكمة أن تقضي‬
‫من تلقاء نفسها بعدم القبول ولو لم يدفع الخصم بذلك لتعلق المسألة بالنظام العام‪.‬‬
‫ــ االستثناء من عدم جواز تقديم طلبات جديدة‪ .‬لقد خول المشرع إستثناء من القاعدة إبداء‬
‫طلبات جديدة ألول مرة أمام االستئناف هذه االستثناءات تكون نتيجة إلرادة المشرع أو‬
‫إلرادة األطراف لتغيير سبب المطالبة أو االختصام الغير ألول مرة أمام محكمة االستئناف‪.‬‬
‫ـــ االستثناء األول والمتعلق بالملحقات بطلبات األصل‪:‬‬
‫لقد إقتضى الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت بأن الدعوى التي حكم فيها ابتدائيا ال يمكن الزيادة فيها‬
‫وال تغييرها لدى االستئناف ولو رضي الخصم بذلك إال إذا كانت الزيادة المطلوبة تتعلق‬
‫بأداء أجر أو فوائض أو كراء أو بقايا ونحوها من الملحقات بالدعوى األصلية والتي إلتحقت‬
‫بعد صدور الحكم أو بغرم الضرر تفاقم أمره بعد صدور الحكم أو لطلب ضمانات مستوجبة‬
‫بالحكم‪.‬‬
‫ــ االستثناء الثاني والمتعلق بإمكانية بتغيير السبب‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يمكن تغيير السبب المبني عليه المطلب إذا كان‬
‫موضوع طلب األصلي باقي على حاله بدون تغيير وكان السبب الجديد غير قائم على وقائع‬
‫جديدة لم يقع طرحها لدى محكمة الدرجة األولى وكذلك يمكن االحتجاج بوسيلة جديدة لدى‬
‫محكمة االستئناف ويخلص من الفصل المذكور أنه طالما أن الطلب مهما كان سببه يرمي‬
‫إلى تحقيق حماية قضائية لمركز قانوني معين فإن مبدأ االقتصاد باإلجراءات يوجب النظر‬
‫في هذا الطلب من محكمة االستئناف حتى ال يضطر المستأنف إلى إعادة التقاضي أمام‬
‫محكمة الدرجة األولى غير أن الصعوبة تكمن في التفرقة بين سبب الدعوى ووسائل الدفاع‬
‫الجديدة ضرورة أن القول بعدم جواز تغير الطلب مع جواز إبداء دفوع جديد وتغير السبب قد‬
‫يطرح صعوبات‪.‬‬
‫ــ االستثناء الثالث المتعلق باختصام الغير‪:‬‬
‫إن وحدة الطلبات تقتضي أن يكون الخصوم في الدعوى أمام محكمة البداية هم أنفسهم أمام‬
‫االستئناف وإن تدخل شخص ثالث في الدعوى أو تم إدخاله أمام محكمة الدرجة الثانية يعتبر‬
‫من قبيل الطلبات الجديدة وتضيع درجة تقاضي أمام محكمة االستئناف ورغم ذلك قد تؤدي‬
‫الضرورة إلى وجود شخص ثالث ألول مرة أمام محكمة االستئناف وذلك نظرا للصفة‬
‫الوثيقة بين المراكز القانونية للعديد من األفراد ويكون ذلك بموجب اإلدخال أوالتداخل وهو‬
‫ما اقتضاه الفصل ‪ 100‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي نص على أنه ال يقبل التداخل لدى االستئناف إال‬
‫إذا كان يقصد االنضمام إلى أحد الخصوم أو كان التداخل من شخص يكون له حق‬
‫االعتراض على الحكم وكذلك الفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬ت الذيذي خول للمحكمة إدخال طرف‬
‫ثالث عند عدم قبول الحكم للتجزئة‪.‬‬
‫ــ االستثناء الرابع والمتعلق باالستئناف العرضي‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يسقط االستئناف الواقع بعد األجل القانوني ويجوز‬
‫للمستأنف ضده والى حد ختم المرافعة بعد أن فوت عن نفسه أجل الطعن أو سبق منه قبول‬
‫الحكم قبل رفع االستئناف األصلي أن يرفع اس تئنافا عرضيا بمذكرة كتابية مشتملة على‬
‫أسباب استئنافه ومع ذلك فان هذا االستئناف العرضي يبقى ببقاء االستئناف األصلي ويزول‬
‫بزواله ما لم يكن زوال االستئناف األصلي مبني على الرجوع فيه ويخلص من الفصل‬
‫المذكور أن االستئناف العرضي هو االستئناف الذي يرفعه المستأنف ضده على المستأنف‬
‫بعد فوات ميعاد االستئناف في حقه أو قبوله للحكم المطعون فيه العتقاده رضاء خصمه‬
‫بالحكم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية األثر التعليقي لالستئناف‪:‬‬
‫إن المفعول التعليقي أن يوقف تنفيذ الحكم الصادر إلى أن يحوز الشيء المقضي به وهو أمر‬
‫حتميا لمبدأ التقاضي على درجتين ويعتبر الحكم كأن لم يكن وتتعهد محكمة الدرجة الثانية‬
‫بالنزاع أو تقدر حكمها الفاصل فيه الذي إن كان إيجابيا يقع تنفيذه وهو ما أقره المشرع‬
‫صلب الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي إقتضى أن إستئناف األحكام االبتدائية يعطل تنفيذها إال‬
‫فيما إستثناه القانون غير أنه يجوز لرئيس المحكمة ذات النظر أن يأذن بتوقيف تنفيذ األحكام‬
‫التي وصفت بكونها نهائية وال يصدر اإلذن بتوقيف التنفيذ إال بعد سماع المرافعة بجلسة‬
‫استعجالية وعلى الطالب أن يستدعي خصمه لتلك الجلسة بواسطة عدل منفذ وإن لم يفعل‬
‫ذلك يرفض مطلبه واإلذن الصادر بتوقيف التنفيذ غير قابل للطعن ولو بطريق التعقيب‬
‫ويخلص من الفصل المذكور أن المشرع كرس مبدأ مفعول التعليقي الستئناف لكنه وضع له‬
‫بعض ا الستثناءات‪.‬‬
‫‪ )1‬تكريس المفعول التعليقي لالستئناف‪:‬‬
‫إن المفعول الناقل لالستئناف يقتضي إعادة طرح القضية من جديد أمام محكمة االستئناف‬
‫بجم يع عناصرها الواقعية والقانونية وقد ينجر عن ذلك نقض الحكم أو تعديله فان األثر‬
‫الحتمي لذلك هو ضرورة وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه إلى أن يحوز قوة األمر المقضي‬
‫به ويصبح قابال للتنفيذ الجبري ضرورة أنه ال يجوز الشروع في التنفيذ الجبري إال بموجب‬
‫حكم ملزم حاز قوة األمر المقضي به أو ممهورا بالتنفيذ الوقتي ونتيجة لذلك أن مجرد قابلية‬
‫الحكم للطعن فيه باالستئناف مانعة للشروع بالتنفيذ الجبري غير أن مبدأ المفعول التعليقي‬
‫ليس مطلقا ووردت عليه جملة من االستثناءات تتعلق بالتنفيذ الوقتي‪.‬‬
‫‪ )2‬استثناءات المفعول التعليقي‪:‬‬
‫إن االستثناءات للمفعول التعليقي وردت بمجلة المرافعات بموجب الفصلين ‪ 120‬و‪ 121‬من‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وكذلك بموجب نصوص خاصة وردت بمجلة الشغل ومجلة األحوال الشخصية‪.‬‬
‫ــ االستثناء الوارد بمجلة المرافعات إقتضى الفصل ‪ 120‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه على المحكمة‬
‫االبتدائية أن تأذن بتنفيذ أحكامها مؤقتا بضامن أو بدونه بدون التفات لالستئناف وذلك إذا كان‬
‫كتب ر مسي أو بخط اليد غير مطعون في اإلمضاء عليه أو باعتراف أو عقد معرف به أو‬
‫قضاء سابق صيره مما اتصل به القضاء وصيغة الوجوب المستعملة من المشرع ال تعني‬
‫أن المحكمة ملزمة بالتنفيذ الوقتي بمج رد توفر شروطه ومن تلقاء نفسها وإنما ال بد من‬
‫طلب ذلك من المدعي وإال تكون المحكمة قد قضت بما لم يطلبه الخصوم ويكون حكمها‬
‫عرضة للنقض كما إتقضى الفصل ‪ 121‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يمكن الحكم بالتنفيذ مؤقتا لضامن أو‬
‫بدونه في الحاالت التالية‪:‬‬
‫ــ إذا كان الموضوع متعلقا بإصالحات متأكدة أو توقيف ضررا‪.‬‬
‫ــ إذا كان النزاع بين خادم ومخدوم أو فالح و خماس أو مستأجرين فيما يخص عملهم وذلك‬
‫إذا تولد الخالف مدة الخدمة أو العمل‪.‬‬
‫ــ إذا كان النزاع بين المسافرين وأصحاب الفنادق ووسائل النقل ‪.‬‬
‫ــ إذا كان الحكم يتعلق بالتصفيق للكراء أو تعين مؤتمن أو كان للحكم صبغة معاشية‪.‬‬
‫ــ إذا كان الحكم صادرا بأداء أجرة حضانة أو رضاعة أو تسليم الصغير المه‪.‬‬
‫ــ إذا كان الحكم قاضيا بتسبقة عن تعويض ضر ر لم يقدر بعد ويشترط أن يكون الضرر‬
‫ناشئ عن جنحة ثبتت مسؤوليتها عن المحكوم عليه‪.‬‬
‫ــ في كل الصور المحضونة بالتأكد الكلي ‪.‬‬
‫‪ )0‬االستثناءات الواردة بنصوص خاصة‪:‬‬
‫لقد أقرى المشرع على االستثناءات الواردة في مجلة المرافعات استثناءات بمجلة الشغل‬
‫وبمجلة األحوال الشخصية فأما االستثناء األول فلقد ورد بالفصل ‪ 212‬من قانون الشغل‬
‫والذي إقتضى أن التنفيذ الوقتي لألحكام الصادرة عن دائرة اشغل تعتبر وجوبية في الصور‬
‫المنصوص عليها بالفصل ‪ 120‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وكذلك األمر بالنسبة لفواجع الشغل واألمراض‬
‫المهنية واقتضى الفصل ‪ 19‬من القانون عـ‪22‬ـدد لسنة ‪ 1991‬المؤرخ في ‪ 1991/2/21‬أن‬
‫األحكام الصادرة عن حاكم الناحية تنفذ حاال بقطع النظر عن الطعن فيها باالستئناف وأما‬
‫االستثناء الثاني والوارد بمجلة األحوال الشخصية بموجب الفصل ‪ 02‬من مجلة األحوال‬
‫الشخصية الذي نص على أن أحكام الطالق المتعلقة بالحضانة والنفقة والجراية العمرية‬
‫وحق الزيارة ال يوقف تنفيذها بالطعن باالستئناف وان هذا التمشي منطقي ضرورة أن هذه‬
‫المسائل ال تحتمل التأجيل إلى حين صدور الحكم االستئنافي وأن لصبغتها المعاشية كالنفقة‬
‫وال يمكن لألطفال الصغار ال عاجزين عن الكسب أن يكونوا ضحية بطأ التقاضي وسير‬
‫المحاكم وبالتالي فقد قرر المشرع أن تنفيذ هذه األحكام يقطع النظر عن إستئنافها‪.‬‬
‫االعتراض‬
‫إن دو ر القاضي في الخصومة يتمثل في فحص طلبات الخصوم وبحث وسائل دفاعهم‬
‫وترجيح حججهم وبالتالي إن ما يقضي به القاضي ال يعدوا أن يكون نتيجة عناصر اإلثبات‬
‫التي قدمها الخصوم وتبعا لذلك إن ما قضي به يمكن أن يتغير لو أتيحت الفرصة للغير تقديم‬
‫أدلة جديدة لم تكن تحت نظر القاضي عندما كان متعهدا بالدعوى ولذلك فإن قواعد العدل‬
‫تقتضي أن ال يعتمد ما حكم به ليشمل حقوق من لم يكن طرفا في الدعوى ولم يمكن من‬
‫إثبات حقه أمام القاضي وهو ما أخذ به الفصل ‪ 121‬من م‪.‬إ‪.‬ع ‪ .‬والحجية من خالل النص‬
‫المذكور هي الصفة الغير قابلة للمنازعة وفصل في النزاع لحكم قطعي بين أطرافه إال أن‬
‫هذه القاعدة لها إستثناء حرص المشرع من خالله التوفيق بين مصلحة المجتمع المتمثلة في‬
‫األمن واالستقرار ومصلحة الفرد التوافق إلى العدالة بأن مكن من لم يكن طرفا في الخصومة‬
‫ولم يكن خصما ولم يدع للخصومة الصادر فيها الحكم الماس بحقوقه أن يعترض على ذلك‬
‫الحكم عمال بأحكام الفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي نص "على كل إنسان لم يسبق له‬
‫إستدعاء للتد اخل في نازلة له االعتراض على الحكم الصادر فيها والمضر بحقوقه" وبالتالي‬
‫ما دام االعتراض قد أقره المشرع فما هي شروطه وما هي اآلثار المترتبة عنه‪.‬‬
‫الفقرة األولى شروط االعتراض‪:‬‬
‫يؤخذ من الفصول ‪112‬و‪119‬و‪ 113‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن الحكم المعترض عليه ال بد أن يكون‬
‫مضر بحقوق المعترض ولم يضمحل ذلك الحق وأن يرفع للمحكمة التي أصدرت الحكم‪.‬‬
‫‪ )1‬أن يكون الحكم مضرا بحقوقه‪.‬‬
‫يستفاد من الفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن اعتراض الغير هو طريق غير عادي يتوخاه‬
‫شخص ثالث العتراض على حكم ماس بحقوقه صدر في غيابه لكونه لم يدع إلى المحكمة‬
‫التي أصدرت ذلك الحكم ومثال ذلك الحكم الصادر في دعوى إستحقاقية فالحكم باالستحقاق‬
‫للتصرف يتعداه إلى من تلقى الملك منه وكذلك الحكم على ورثة البائع بتسليم المبيع وتبين‬
‫أن أحد الورثة لم يستدع للحضور فيمكنه االعتراض‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ال ينقضي الحق‪:‬‬
‫إن القانون لم يشترط مدة معينة لتقديم االعتراض إال أن الفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت إقتضى أنه‬
‫ينص الحكم للغير من االعتراض على الحكم ما لم يسقط حقه في التقاضي فإذا حكم‬
‫باالستحقاق للمدعي على أساس الح وز المكسب للملكية وكان أحد الورثة قد قطع مدة التقادم‬
‫إال أنه لم يكن طرفا في القضية فيمكنه االعتراض طالما لم يضمحل حقه ويسقط بمرور‬
‫الزمن فإذا ما تم ذلك يقضي برفض االعتراض شكال لعدم توفر أحد شروط االعتراض‪.‬‬
‫‪ )0‬االعتراض أمام المحكمة التي أصدرت الحكم‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 113‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يرفع االعتراض للمحكمة التي أصدرت الحكم‬
‫المعترض عليه بنفس الطرق المعتادة لرفع الدعوى لديها ويفهم من الفصل المذكور أن‬
‫االعتراض يقدم إلى المحكمة التي أصدرت الحكم المعترض عليه بعريضة تتضمن بيان‬
‫األسباب التي يستند إليها المعترض للتجريح في الحكم تبليغ نسخة منها إلى المعترض عليه‬
‫ثم يجرى تبادل التقارير وفق أحكام القانون ويترتب على ذلك إعادة طرح النزاع من جديد‬
‫وللمعترض إبداء أوجه دفاعه كيف ما شاء ضرورة أنه ال يمكن قياس االعتراض على‬
‫االستئناف الذي ال يجيز الطلبات الجديدة وفي هذا الصدد إختلف الفقهاء فمنهم من يرى أن‬
‫االعتراض ليس طرحا لخصومة جديدة منفصلة عن الخصومة األصلية بل هي ذاتها‬
‫باعتبار أن االعتراض يمحو الحكم المعترض عليه ويعيد الخصوم إلى الحالة التي كانوا‬
‫عليها قبل صدور الحكم ويحتفظ كل بمركزه ويظل المدعي مدعيا والمطلوب مطلوبا‪ ،‬ولقد‬
‫عرض هذا الرأي وأعتبر بعض الفقهاء أن طرح الخصومة على المحكمة بعد رفع‬
‫االعتراض يعد طرحا لخصومة جديدة منفصلة عن الخصومة األصلية ويعتبر المعترض‬
‫مدعيا والمعترض ضده مدعى عليه وذلك على أساس أن االعتراض ال يمس الحكم‬
‫المعترض عليه إلى أن يقضي في االعتراض بإلغائه أو تعديله ومؤدى هذا الرأي أن سقوط‬
‫الخصومة بعد االعتراض يسقط إجراءات االعتراض إنما يسقط الحكم المعترض عليه ألنه‬
‫من األحكام القطعية التي ال يؤثر فيه سقوط الخصومة كما ال يؤثر في اإلجراءات السابقة‬
‫عليها وهو ما إنتهجته محكمة االستئناف بتونس في قرارها عـ‪2022‬ـدد الصادر بتاريخ‬
‫‪.1990/30/20‬‬
‫الفقرة الثانية أثر االعتراض‪:‬‬
‫إن االعتراض ال يترتب عن تقديمه أثر موقف بالنسبة للحكم المعترض عليه وهو ما إقتضاه‬
‫الفصل ‪ 112‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي نص على أن االعتراض ال يوقف تنفيذ الحكم المعترض عليه‬
‫إال أن رئيس المحكمة أو الحاكم الراجع له النظر يمكن له تعطيل الحكم المطعون فيه بقرار‬
‫مبنى على مطلب كتابي مستقل عن مطلب االعتراض يقع النظر فيه طبق اإلجراءات المبينة‬
‫في باب القضاء المستعجل والقرار الصادر بتعطيل التنفيذ ال يقبل الطعن بأي وجه من أوجه‬
‫الطعن ولو بالتعقيب ‪ .‬أما الحكم الصادر في األصل فإنه ال يلغي من الحكم المعترض عليه‬
‫إال الجزء الذي يخص المعترض فقط ويمس بحقوقه أما أطراف النزاع األصليين فيبقى‬
‫الحكم نافذا في حقهم ويتمتع الحكم بحجية األمر المقضي بالنسبة لهم‪ .‬لكن إذا كان الحكم ال‬
‫يقبل التجزئة أو كان يتعذر تنفيذ الحكمين في آن واحد ألغت المحكمة الحكم المعترض عليه‬
‫بكامله فيما له عالقة بالمدعي والمدعى عليه وتقوم بتعديله كليا والحكم الصادر من‬
‫االعتراض يقبل الطعن وفق القواعد المقررة في قانون المرافعات لألحكام الصادرة عن‬
‫المحكمة التي قدم إليها االعتراض‪.‬‬
‫التماس إعادة النظر‬
‫لقد نظم المشرع وسائل متعددة لمراجعة األحكام وإن الهدف من ذلك هو إستدراك ما قد‬
‫يكون وقع فيه القاضي من خطأ في القانون أو من الواقع بغية إصالحه والحكم االبتدائي‬
‫يكون محال للطعن باالستئناف أما الحكم النهائي والحائز لقوة الشيء المقضي به فإنه يمكن‬
‫أن يكون محل طعن بالتماس إعادة النظر الذي هو طريق طعن غير عادي في األحكام‬
‫النهائية أمام نفس المحكمة التي أصدرت الحكم لسبب أو أكثر من األسباب الذي حددها‬
‫القانون واألصل أن الخطأ في الواقع ال يصحح بواسطة الطعن باالستئناف غير أن األحكام‬
‫التي ال تقبل االستئناف ال يمكن معالجة األخطاء الواردة بها إال بإعادة النظر فيها من‬
‫طرف نفس المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه وبذلك في صورة قبوله شكال ‪ .‬إن‬
‫االلتماس يهدف إلى إلغاء الحكم المطعون فيه وإعادة النظر في النزاع على أساس أسباب‬
‫االلتماس ولذلك ال بد من التعرض لألحكام القابلة للطعن بااللتماس إعادة النظر وألسباب‬
‫االلتماس ثم لإلجراءات ومحل نظر المحكمة المتعهدة ‪.‬‬
‫الفقرة األولى األحكام القابلة لاللتماس‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه بإمكان الخصوم التماس إعادة النظر في األحكام‬
‫الصادرة بصفة إستثنائية وذلك سواء صدرت من محاكم الدرجة األولى أو الدرجة الثانية‬
‫وذلك على ا لنحو التالي‪.‬‬
‫‪ )1‬األحكام الصادرة نهائيا من محاكم الدرجة األولى‪.‬‬
‫سواء كانت صدرت عن المحكمة االبتدائية أو محكمة الناحية أما إذا كان الحكم قد صدر‬
‫ابتدائي الدرجة وفوت المحكوم عيه أجل االستئناف أو تنازل عنه فليس له التماس إعادة‬
‫النظر‪.‬‬
‫‪ )2‬األحكام الصادرة عن محاكم االستئناف‪:‬‬
‫سواء صدر الحكم من المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة إستئناف أو من محكمة االستئناف‬
‫ذاتها علما وأن قاعدة عدم جواز الطعن في األحكام الغير المنهية للخصومة إال مع الحكم‬
‫المنهي للخصومة بإعتبار أن األحكام الوقتية ال تقبل الطعن بالتماس إعادة النظر لما لها من‬
‫حجية وقتية ومن الممكن طلب تعديلها من قبل المحكمة التي أصدرتها كما أن الحكم الصادر‬
‫في موضوع االلتماس سواء بقبوله أو برفضه ال يجوز الط عن فيه بااللتماس وهو ما إقتضاه‬
‫الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي نص على أن الحكم الذي يصدر برفض االلتماس والحكم‬
‫الذي يصدر في موضوع الدعوى بعد قبوله ال يجوز الطعن فيهال بااللتماس ومرد ذلك‬
‫ح رص المشرع على إستقرار المراكز القانونية ‪.‬إنما الحكم الصادر في االلتماس يجوز‬
‫الطعن فيه بالتعقيب وال يجوز الطعن في أحكام محكمة التعقيب بااللتماس إعادة النظر‬
‫ضرورة أنه باإلمكان طلب الحكم بإبطال قرار التعقيب إذا قام ما يثبت أن أحد القضاة الذي‬
‫أصدره ال صالحية له للنظر في الدعوى كما أن يكون سبق أن تعهد بالدعوى أمام محكمة‬
‫االستئناف‪ -‬وهو ما إقتضاه الفصل ‪193‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت عندما نص على أنه ويجب على أن ال‬
‫يشارك في القرار من شارك في الحكم في القضية ولقد تالفى المشرع هذا الخلل اإلجرائي‬
‫بأن نقح مجلة المرافعات وأقرى إمكانية الطعن بالتعقيب مر ة ثانية عند حصول خطأ بين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية أسباب التماس إعادة النظر‪:‬‬
‫لقد حدد المشرع بالفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أسباب االلتماس إلعادة النظر وهي مذكرة على‬
‫سبيل الحصر وال يجوز التوسع فيها أو القياس عليها وعلى من يطعن بااللتماس أن يحدد‬
‫سببا لطعنه من بين هذه األسباب ويذكره في عريضة الطعن ويقيم عليه الدليل وإال كانت‬
‫العريضة باطلة وهو ما إقتضاه الفصل ‪111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )1‬وقوع خديعة أثرت في الحكم‪:‬‬
‫إن الخديعة مصطلحة ليس من السهل تعريفه و أتخذ المشرع موقفا سلبيا منه بالسكوت عن‬
‫تعريفه ولكنه تصدى لبعض صوره في جملة من النصوص كالفصل ‪ 01‬من م‪.‬إ‪.‬ع والعنصر‬
‫الجوهري في الخديعة يكمن في سوء النية ومتى ثبتت الخديعة تكون سوء النية مفترضة ولقد‬
‫تم تعريف الخديعة من كونها تغيير الحقيقة بأي وسيلة‪ ،‬يقصد تحقيق مصلحة خاصة أو غير‬
‫مشروعة‪ ،‬تتعارض مع القانون‪ .‬وبالتالي إن الخديعة هي العمل االحتيالي المخالف للنزاهة‬
‫ومن شأنه ت ظليل العدالة وأمثلة الخديعة كثيرة ومنها منع الخصم وصول اإلعالم بالحكم إلى‬
‫من تم إعالمه أو االتفاق مع محام خصمه على خيانة موكله ويجب أن تصدر الخديعة من‬
‫المحكوم له أو ممثله القانوني كما تتسبب الخديعة إلى الخصم ولو صدرت من الغير شريطة‬
‫أن يكون قد ساهم في حصولها أو عالم بها ويجب أن تكون الخديعة قد أثرت في الحكم أي‬
‫أنه بغير هذه الخديعة ما كان يصدر الحكم بالمضمون الذي صدر به وبالتالي ال بد من وجود‬
‫عالقة سببية بين مضمون الحكم وبين الوقائع المكونة للخديعة أما إذا لم تعتمد المحكمة تلك‬
‫الوقائع إلصدار حكمها فال وجه لاللتماس‪.‬‬
‫‪ )2‬بناء الحكم على أوراق مزورة‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه إذا ثبت بعد صدور الحكم إقرار بتزوير األوراق الذي‬
‫بني عليها ا لحكم أو قضي بتزويرها جاز الطعن في الحكم بالتماس إعادة النظر ضرورة أن‬
‫الحكم أسس على دليل ثبت فساده وليكون االلتماس مقبوال ال بد أن يكون الحكم قد بني على‬
‫تلك األوراق وأن يثبت زور هذه األوراق وذلك يحكم في التزوير سواء كان زورا مدنيا‬
‫وفق أحكام الفصل ‪ 201‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أو جنائيا وفق الفصل ‪ 112‬من المجلة الجنائية أو‬
‫بإقرار محرر الورقة بتزويرها وإن ثبت الزور بعد صدور الحكم الملتمس أعاد النظر فيه‬
‫وقبل رفع االلتماس الذي يكون غايته إصالح حكم بني على ورقى مزورة أما إذا لم يؤسس‬
‫الحكم على ورقة مزورة إنما على أسباب أخرى فإنه ال يجوز االلتماس ومثال ذلك إذا أسس‬
‫الحكم على ورقة مزورة ثم تأيد الحكم لدى محكمة االستئناف على أساس أسباب أخرى فال‬
‫يجوز االلتماس الن الورقة المزورة لم تكن أساس الحكم النهائي المطعون فيه ‪.‬‬
‫‪ )0‬الظفر بأوراق قاطعة للدعوى‪:‬‬
‫إن هذه الحالة تفترض وجود أوراق قاطعة في الدعوى أي أنه لو كانت قدمت أثناء نظر‬
‫الدعوى لتغير وجه الفصل فيها كما يجب أن يكون الخصم اآلخر قد حال دون تقديم األوراق‬
‫للمحكمة أي أنه قد يكون قد حجزها أو ساهم في الحيلولة على الحصول عليها من طرف‬
‫خصمه كما يجب أن يتم الحصول على تلك األوراق بعد صدور الحكم المطعون فيه فإذا‬
‫كانت معلومة للملتمس ومعلومة للمحكمة قبل إصدار الحكم كان االلتماس غير قائم على‬
‫سبب سليم والحصول على الورقة المنصوص عليه بالفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ال يقصد به‬
‫حيازة ملتمس للورقة حيازة مادية وإنما يكفي أن تنكشف له الورقة وتصبح في متناوله‬
‫وي مكنه االطالع عليها دون عائق شريطة إثبات تاريخ ذلك بصفة قطعية بأن ميعاد االلتماس‬
‫يحدد بداية من تاريخ الظفر بالورقة وهو ثالثون يوما من ذلك التاريخ وبانتهائه يسقط الحق‬
‫بالطعن عمال بأحكام الفصل ‪ 102‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة إجراءات التماس إعادة النظر‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 101‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن االلتماس يرفع للمحكمة التي أصدر ت الحكم المطعون‬
‫فيه ويجوز أن تكون مؤلفة من نفس القضاة الذين أصدروا الحكم الن االلتماس هو طلب يقدم‬
‫للمحكمة التي أصدرت الحكم للرجوع فيه ال لسبب تقدير خاطئ وقعت فيه وإنما لتعيد التقدير‬
‫على أساس وقائع جد يدة ولذلك ال حرج أن تنظر هذا الطلب ولو كانت مؤلفة من نفس‬
‫القضاة الذين أصدروا الحكم ألنها تكون أقدر من غيرها على التحقق من هذا العيب ويقدم‬
‫االلتماس بعريضة تودع لدى كتابة المحكمة بعد تبليغها للمعني باألمر وفقا إلجراءات رفع‬
‫الدعوى ويجب أن تتضمن عريضة االلتماس عالوة على بيانات عريضة الدعوى بيان‬
‫الحكم الملتمس إعادة النظر فيه وتاريخه وأسبابه وإال كانت العريضة باطلة عمال بأحكام‬
‫الفصل ‪111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت كما يجب على الملتمس أن يبين عند عرضه أسباب االلتماس أدلة‬
‫اإلثبات المتعلقة بهذا السبب أن يحدد اليوم الذي ظفر فيه بالورقة أوثبت فيه الزور أو إكتشف‬
‫الخديعة والهدف من ذلك هو بيان أن سبب االلتماس قد أكتشف بعد صدور الحكم وأن‬
‫االلتماس قد قدم في األجل القانوني الذي يبدأ إحتسابه من ذلك اليوم ويجب كذلك تأمين مبلغ‬
‫عشرين دينارا بقباضة التسجيل واإلدالء بما يفيد ذلك لكتابة المحكمة وإال منعت هذه‬
‫األخيرة من تسلم العريضة عمال بأحكام الفصل ‪113‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وأجل االلتماس ثالثون‬
‫يوما تبدأ من اليوم الذي ظفرت فيه الخديعة أو الذي أقر فيه بالتزوير أن حكم بثبوته أو اليوم‬
‫الذي ظفر الملتمس بالورقة المحتجزة عمال بأحكام الفصل ‪ 102‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أما إذا إنقضى‬
‫أجل الطعن بااللتماس سقط الحق فيه وليس للخصم أن يطعن في الحكم بااللتماس أي كان‬
‫عذره سواء كان لخطئه أو لخطأ وكيله ‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة محل النظر المحكمة المتعهدة‪:‬‬
‫‪ )1‬النظر في الشكل‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن المحكمة تفصل أوال في قبول إعادة النظر شكال وذلك‬
‫بالتثبت بأن الطعن رفع في األجل ومتعلق بحكم نهائي ومبني على أحد األسباب التي نص‬
‫عليها القا نون حصرا و تنهي هذه المرحلة إما برفض االلتماس شكال وتتوقف عند هذا الحد‬
‫وال تتعرض لما أثاره الطاعن من طلبات متعلقة بموضوع االلتماس وإما أن تحكم بقبوله‬
‫وف ي هذه الحالة يترتب على ذلك زوال الحكم المطعون فيه وإعتباره كأن لم يكن في حدود ما‬
‫تسلط عليه الطعن وتصرف القضية للمرافعة للنظر في موضوع الدعوى من جديد وتكون‬
‫المرافعة بنفس الجلسة التي تم قبول الطعن فيها شكال أو تؤجل النظر في القضية لجلسة‬
‫الحقة تحددها المحكمة ودون حاجة إلعادة استدعاء الخصوم الذين حضروا الجلسة األولى‬
‫وهم على علم بتاريخ الجلسة التي أجلت لها القضية‪.‬‬
‫‪ )2‬النظر في الموضوع‪:‬‬
‫في هذه المرحلة الثاني وهي مرحلة نظر الموضوع ويترتب على قبول االلتماس وما ينتج‬
‫من ذلك من إلغاء الحكم المطعون فيه وإعادة األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل‬
‫صدور الحكم وتكون للمحكمة كافة السلطات التي كانت لها قبل صدور الحكم المطعون فيه‬
‫ويمكن للخصوم تقديم أدلة جديدة‪ .‬وإثر ذلك تصدر المحكمة حكما جديدا في موضوع الدعوى‬
‫سواء لصالح الملتمس أو ضده وإذا قضت المحكمة في موضوع االلتماس وعدلت الحكم‬
‫المطعون فيه الذي كان قد نفذ ضرورة أن االلتماس ال يوقف التنفيذ عمال بأحكام الفصل ‪112‬‬
‫من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت فيجب عليها اإلذن بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل صدور الحكم المطعون‬
‫فيه ولو بدون طلب ضرورة أن نقض الحكم من نتائجه الحتمية إرجاع الحالة إلى ما كانت‬
‫عليه وطالما نفذ الحكم وطعن فيه الخصم بااللتماس فذالك دليل على عدم رضائه به وإن لم‬
‫يطلب ذلك صراحة والحكم الصادر في االلتماس سواء برفضه شكال أو في الموضوع ال‬
‫يقبل الطعن إال بنفس الطريقة التي كان يقبلها الحكم المطعون فيه فإذا كان صادرا عن‬
‫محكمة ابتدائية بوصفها محكمة إستئناف فهو يقبل الطعن بالتعقيب وكذلك إذا كان صادرا‬
‫عن محكمة االستئناف بوصفها درجة ثانية من درجات التقاضي‪.‬‬
‫الطعن بالتعقيب‬
‫إن وظيفة القضاء تتمثل أساسا في حماية القانوني وال يتسنى ذلك إال إذا كانت األحكام‬
‫مطابقة للقانون وإن إرساء محكمة التعقي ب في أعلى هرم القضاء يهدف إلى أن يكون القانون‬
‫كما تعلنه المحاكم مطابق للقانون كما أراده المشرع ضرورة أن محكمة التعقيب تعمل على‬
‫تقويم ما تقع فيه األحكام من إعوجاج وبعد عن التطبيق السليم للقاعدة القانونية وتحقق‬
‫المساواة بين المواطنين أمام القانون عن طريق وحدة القضاء ووحدة القانون في الدولة‬
‫والطعن بالتعقيب هو طعن غير عادي في الحكم ضرورة أنه ال يجوز إال بالنسبة لألحكام‬
‫النهائية وألسباب محددة عن طريق المشرع على سبيل الحصر إال بالنسبة لألحكام النهائية‬
‫ومهمة محكمة التعقيب ال تتمثل إعادة النظر في الدعوى بل في مراقبة تطبيق القانون‬
‫ضرورة أنها ال تبحث الوقائع من جديد بل تسلم بها كما وردت في الحكم المطعون فيه‬
‫وتراقب إذا كان الحكم قد طبق على هذه الوقائع حكم القانون وباإلضافة إلى ذلك ليس الطعن‬
‫بالتعقيب أثر موقف وال يترتب عليه وقف تنفيذ الحكم عمال بأحكام الفصل ‪ 191‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫مثلما هو الحال بالطعن باالستئناف وإللمام بدور محكمة التعقيب ال بد من التعرض إلى‬
‫األحكام القابلة بالطعن بالتعقيب ثم ألسباب الطعن بالتعقيب وإجراءات الطعن ثم للحكم‬
‫بالطعن وآثاره وأخيرا لمصير القضية بعد الحكم بالنقض فيه باعتبار أن التنقيح األخير‬
‫لمج لة المرافعات خول لهذه المحكمة التصدي للموضوع في حاالت معينة ‪.‬‬
‫الفقرة األولى األحكام القابلة للطعن بالتعقيب‪:‬‬
‫إقتضى الفصل ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يمكن الطعن بالتعقيب في األحكام النهائية الدرجة‬
‫ويخلص من الفصل المذكور أنه تنطبق على الطعن بالتعقيب القاعدة العامة التي تقرر عدم‬
‫جواز الطعن في األحكام الصادرة أثناء سير الدعوى وال تنتهي بها الخصومة إال بعد صدور‬
‫الحكم المنهي لها وذلك باستثناء األحكام االستعجالية واألحكام الصادرة بوقف الخصومة‬
‫واألحكام الصادرة بعدم االختصاص وكذلك األحكام الصادرة باالختصاص إذا لم يكن‬
‫للمحكمة والية للحكم في الدعوى وبالتالي فإن األحكام الصادرة عن محكمة االستئناف أو عن‬
‫المحكمة االبتدائية بوصفها محكمة إستئناف قابلة للطعن بالتعقيب ولمحكمة التعقيب في سبيل‬
‫الفصل في مسألة جواز الطعن بالتعقيب من عدمه أن تراقب تكيف المحكمة للدعوى وأن‬
‫تعطيها الوصف الصحيح وال تكون مقيدة بالوصف الذي أصبغته المحكمة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية أسباب الطعن بالتعقيب‪:‬‬
‫إن الطعن بالتعقيب هو طريق طعن غير عادي وال يكف الحكم ضد الطاعن بل يجب أن‬
‫يوجد في الحكم أحد العيوب التي نص عليها القانون وأن يحدد العيب في الحكم وتعتبر هذه‬
‫العيوب أخطاء في التقدير أي أخطاء يرتكبها القاضي عند تطبيقه القاعدة القانونية العامة‬
‫على الحالة المعينة وتعتبر العيوب األخرى أخطاء في اإلجراء أي في نشاط القاضي الذي‬
‫يوجب عليه القانون أن يكون على نسق معين والعتبار السبب أسباب الطعن بالتعقيب ال بد‬
‫أن يكون من ضمن األخطاء في التقدير أو على خال ف ذلك األخطاء في اإلجراء في الحالة‬
‫األولى تقتصر سلطة المحكمة على مراقبة تطبيق القانون وفي الحالة الثانية تبحث المحكمة‬
‫في الوقائع وعلى هذا األساس إذا حكم برفض االستئناف على أساس أن القاضي قبل الحكم‬
‫المطعون فيه فإن محكمة التعقيب تبحث واقعة القبول من عدمه ولذلك سنتولى البحث في‬
‫األسباب المتعلقة بالتحريف ثم األسباب المتعلقة بتعليل األحكام‪.‬‬
‫أوال األسباب المتعلقة بالتحريف‪:‬‬
‫إن للقاضي سلطة مطلقة في بحث المستندات المقدمة أساسا للدعوى دون أن يكون لمحكمة‬
‫التعقيب ممارسة رقابتها غير أنه إذا حرفت ال وقائع بأن إنتهى لغير النتيجة التي تؤدي لها‬
‫الواقعة فإن الحكم يكون عرضة للنقض وقد يكون التحريف في الوقائع أو في المحررات‪.‬‬
‫‪ )1‬تحريف الوقائع كسبب للطعن‪:‬‬
‫أ ــ حرية قاضي الموضوع في تقدير الوقائع‪:‬‬
‫إن حرية قاضي الموضوع في تقدير الوقائع هو من المبادئ الثابتة التي يقرها التشريع‬
‫وتحرص محكمة التعقيب على إحترامه والتذكير به في العديد من قراراتها لكن ال بد من‬
‫التفريق بين رقابة المحكمة على االستخالص الواقع ورقابتها على االستخالص القانون فإن‬
‫كان األول خارجا عن إختصاص محكمة التعقيب فإن الثاني هو في صلب دورها والحقيقة‬
‫أن اإلشكال مرده صعوبة التفريق بين الواقع والقانون اللذان من الممكن أن يتداخل ويصعب‬
‫معرفة ما إذا كان المسالة التي فصل فيها القاضي هي مسألة موضوعية أم هي مسألة‬
‫قانونية‪.‬‬
‫ب ــ اإلخالل المبدأ حرية قاضي الموضوع بتقدير الوقائع‪:‬‬
‫إن تحريف الوقائع يؤدي حتما وبالضرورة إلى الخطأ في تطبيق القانون وهو ما أقرته‬
‫محكمة التعقيب في العديد من قراراتها وإذا ما أقرت محكمة التعقيب هذا المبدأ فإنه من‬
‫البديهي أن تراقب سالمة إستنتاج محكمة الموضوع وتنظر هل األدلة التي إعتمدها الحكم‬
‫تؤدي إلى النتيجة التي إنتهى إليها فإذا تبين لها التالزم المنطقي بين النتيجة التي إنتهت إليها‬
‫محكمة الموضوع وبين عناصر االدالل المنطقي فإنها تنقض الحكم المطعون فيه ‪.‬‬
‫‪ )2‬تحريف المحررات‪:‬‬
‫إن المحررات من كتائب وعقود مصدرها إرادة األطراف وبالتالي ال يمكنها تنظيرها‬
‫بالقانون إال أن فقه القضاء توسع في السلطة المخولة لمحكمة التعقيب وخول لها الرقابة‬
‫على تحريف المحررات الكتابية ضرورة أن محكمة التعقيب أكدت في العديد من المناسبات‬
‫أنه ال يمكن لقضاة األصل التستر بسلطتهم لتحريف معنى الكتب الواضح والذي ال يكتنفه‬
‫غموض وفسرت في العديد من المرات عقودا ونقضت العديد من القرارات التي فسر تفسيرا‬
‫مخالفا لما تراه محكمة التعقيب وبذلك تحولت محكمة التعقيب من محكمة قانون هدفها‬
‫األساسي النظر في الخالفات القانونية إلى قاضي وقائع وقانون وهو ما يقلص الحواجز‬
‫الفاصلة بين سلطة قضاة األصل التقديرية وسلطة محكمة التعقيب المنحصرة أساسا في رقابة‬
‫حسن تطبيق القانون‪.‬‬
‫ثانيا األسباب المتعلقة بتعليل األحكام‪:‬‬
‫إن األحكام يجب أن تعلل تعليال واقعيا وقانونيا عمال بأحكام الفصل ‪ 120‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ومن‬
‫أبرز مظاهر التعليل الرد على الدفوع الجوهرية التي يتمسك بها األطراف وإحترام حقوق‬
‫الدفاع واالستناد على أدلة لها أصل ثابت في أوراق الدعوى وبذلك إن إنعدام األسباب في‬
‫الحكم موجبة لنقضه ويتجلى ذلك إما بضعف التعليل أو عدم مراعاة حقوق الدفاع بأن ال يقع‬
‫الرد على أحد الدفوع الجوهرية التي تسمك بها أحد الخصوم‪.‬‬
‫‪ )1‬ضعف التعليل‪:‬‬
‫إنه من الضروري التميز بين األسباب القانونية واألسباب الواقعية لتفرقة بين ضعف التعليل‬
‫والعيوب األخرى حتى تتمكن من تحديد حاالت ضعف التعليل‪.‬‬
‫أ ــ األسباب الواقعية واألسباب القانونية‪:‬‬
‫إن األسباب الواقعية هي التي تبرر الواقع الذي استخلصه القاضي في حين أن األسباب‬
‫القانونية هي التي تبرر إختبار تطبيق قاعدة دون أخرى لحل اإلشكال المطروح وتكون هذه‬
‫األسباب كافية إذا أوضحت أن الوقائع الالزمة لتطبيق القاعدة القانونية توفرت في الدعوى‬
‫وتكون غير كافية إذا لم يبرز في الحكم ما يبرر تطبيق القاعدة التي على أساساها صدر‬
‫الحكم ‪.‬‬
‫وضعف التعليل يحول دون مراقبة محكمة التعقيب لتطبيق القانون بإعتبار أن القصور من‬
‫معرفة ما إذا كانت القاعدة المطبقة في الدعوى هي التي يجب تطبيقها بينما عدم إرادة‬
‫األسباب القانونية ال يحول دون ممارسة الرقابة ضرورة أن عدم إيراد النهي القانوني‬
‫وتكون نتيجة الحكم صحيحة ال يحول دون أن تستكمل محكمة التعقيب لألسباب القانونية‬
‫الالزمة أو إستدراك ما وجدته من أخطاء قانونية باعتبار أن ذكر النص القانوني غير‬
‫ضروري إذا كانت النتيجة صحيحة وهو ما ذهبت إليه محكمة التعقيب في قرارها عـ‪19110‬‬
‫ـدد المؤرخ في ‪ 1921/2/1‬والذي ورد فيه أنه ولئن أوجب الفصل ‪ 120‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫تضمين المستندات الواقعية والقانونية بالحكم إال أنه لم يوجب بيان النص القانوني‪.‬‬
‫ب ــ ضعف التعليل والعيوب األخرى‪:‬‬
‫إن وصف التعليل هو عيب موضوعي بينما إنعدام األسباب هو عيب شكلي يجعل الحكم‬
‫فاقدا لمق وماته والتميز بين المصطلحين له أهمية كبرى بالنسبة لسلطة محكمة التعقيب‬
‫ضرورة أنه إذا إنعدمت األسباب ينحصر دور محكمة التعقيب في بيان الحكم غير مسبب‬
‫دون أن تبدي رأيها في قيمتها القانونية في حين في حالة ضعف التعليل فإن المحكمة تبحث‬
‫القيمة القانونية للحكم وتبين أوجه قصوره كما أن ضعف التعليل يختلف عن مخالفة القانون‬
‫باعتبار أن ضعف التعليل يفترض عدم كفاية األسباب الواقعية بينما في مخالفة القانون تتوفر‬
‫في الحكم األسباب الواقعية إال أن المحكمة أخطأت في أعمال القاعدة القانونية الواجبة‬
‫التطرق على الوقائع المطروحة كما أنه من الضروري التميز بين ضعف التعليل وزوال‬
‫األساس القانوني للحكم الذي يفترض أن الحكم صدر صحيح من الناحية الواقعية والقانونية‬
‫غير أنه نتيجة لحدوث واقعة الحقة لصدوره كأن يصدر قانون جديد يلغي النص الذي أسس‬
‫عليه الحكم وذلك بأثر رجعي‪.‬‬
‫‪ )2‬هضم حقوق الدفاع‪:‬‬
‫إن المحكمة عالوة على إرادتها لألسباب الواقعية والقانونية ملزمة بالرد على أوجه دفاع‬
‫الخصوم الجوهرية التي لم تعتمد عليها وإذا لم تفعل تكون قد هضمت حقوق الدفاع ويكون‬
‫حكما عرضة للنقض وفي أغلب األحيان يرتبط هضم حقوق الدفاع لضعف التعليل وينتج‬
‫عن عدم الرد عن الدفوع الجوهرية‪.‬‬
‫‪ )0‬بطالن الحكم أو بطالن إجراءات سند الحكم‪:‬‬
‫عمال بأحكام الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت يمكن الطعن في الحكم إذا لم يراع‬
‫فيه اإلجراءات الصيغ الشكلية التي رتب القانون على عدم مراعاتها البطالن أو السقوط وفي‬
‫الحالتين يطعن في الحكم ألنه باطل ومحل الطعن هو تعييب الحكم وقد يقع البطالن في الحكم‬
‫ذاته في حالة النطق به في جلسة سرية أو إذا لم يشتمل على األسباب التي بني عليها أو صدر‬
‫من محكمة غير مختصة أو غير مشكلة تشكيال صحيحا أو من قاضي غير مؤهل إلصداره‬
‫أو دون سماع مرافعة وإذا لم يحضر القاضي الذي سمع المرافعة النطق بالحكم ولم يوقع‬
‫محضر الجلسة الحكمية ‪ .‬أما العيب في اإلجراءات السابقة للحكم فيقصد بها بطالن إجراءات‬
‫الدعوى والذي من شأنه التأثير في الحكم ويكون باطال بالتبعية الن ما بني على باطل هو‬
‫باطل‪.‬‬
‫‪ )1‬التعارض بين األحكام النهائية‪:‬‬
‫إقتضت الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 110‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يمكن الطعن بالتعقيب إذا كانت‬
‫هناك أحكام نهائية متناقضة في نصها وكانت صادرة بين نفس الخصوم وفي ذات الموضوع‬
‫والسبب من المعلوم أن الفصل في نزاع حكم معين يصلب من أية محكمة سلطة إعادة النظر‬
‫في النزاع الذي فصل فيه الن ما سبق الفصل فيه وحاز حجية األمر المقضي ال يجوز‬
‫الفصل فيه مرة أخرى كما أنه من شأن هذا التناقض أن يمنع تنفيذ األحكام ويشترط الطعن‬
‫بالتعق يب لهذا السبب أن يوحد حكم سابق قد حاز قوة األمر المقضي به سواء لصدوره نهائيا‬
‫أو صار نهائيا لفوات أجل االستئناف ويجب أن يكون هناك تعارض بين الحكمين أي أن‬
‫يتضمن الحكمان قضاء في مسألة واحدة على نحو مختلف ومعنى ذلك أن يتناقض الحكم‬
‫الصادر نهائيا حكما سابقا حاز قوة األمر المقضي في مسألة ثار حولها نزاع وأستقرت‬
‫حقيقتها بين طرفي النزاع بالفصل فيها بالحكم السابق بين نفس األطراف ولنفس السبب‬
‫ونفس الموضوع وال يغير من ذلك أن تكون المسألة المقضي فيها مسألة شاملة أو مسألة‬
‫أصلية أساسية فإذا قضي نهائيا بتخفيض معينات الكراء ثم قضي بعد ذلك بإلزام المتسوغ بأن‬
‫يؤدي لمشتري العقار من خلف المؤجر معينات الكراء دون تخفيضها فإن ذلك مخالف لحجية‬
‫الحكم السابق ويجوز الطعن فيه بطريق التعقيب كما أن التعارض أو التناقض يجب أن يقوم‬
‫بين األحكام النهائية وال يصح أن يقوم بين حكم نهائي وحكم بات أي صادر عن محكمة‬
‫التعقيب فال يجوز الطعن في األحكام الصادرة عن محكمة التعقيب بدعوى مخالفتها لحكم‬
‫نهائي حائز لقوةة األمر المقضي ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة أجل الطعن بالتعقيب وإجراءاته‪:‬‬
‫أجل الطعن بالتعقيب عشرون يوما من تاريخ اإلعالم بالحكم كما يجب عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 190‬م م‪.‬م‪.‬ت أن الطعن في األحكام الصادرة في قضايا الطالق تكون ثالثون يوما من تاريخ‬
‫صدور الحكم وإذا نفذ أجل الطعن بالتعقيب سقط الحق في هذا الطعن‪.‬‬
‫ويرفع الطعن بعريضة تودع بكتابة المحكمة التي أصدرت الحكم عمال بأحكام الفصل ‪ 122‬م‬
‫م‪.‬م‪.‬ت وتشتمل عريضة الطعن عالوة على البيانات المتعلقة بأسماء الخصوم وصيفاتهم‬
‫ومقراتهم بيان الحكم المطعون فيه وتاريخه وبيان األسباب الذي بني عليها الطعن وطلبات‬
‫الطاعن عمال بأحكام الفصل ‪ 120‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أما إذا غفل الطاعن عن بيان الحكم المطعون‬
‫فيه وتاريخه أو بيان األسباب الذي بني عليه الطعن أو طلبات الطاعن فإن الطعن باطال‬
‫وتحكم المحكمة ببطالنه من تلقاء نفسها ولذلك يجب بيان أسباب الطعن بيانا دقيقا فإذا خلت‬
‫العريضة من أسباب الطعن من الحكم كان الطعن باطال ‪ .‬كذلك يجب على الطاعن عند‬
‫إيداع مذكرة الطعن أن يودع معها ما يفيد تأمينه ثالثين دينارا بعنوان خطية وال يقبل كاتب‬
‫المحكمة عريضة الطعن إذا لم ترفق بها ما يثبت هذا التأمين عمال بأحكام الفصل ‪ 121‬من‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت وتصادر هذه الخطية إذا حكمت المحكمة برفض الطعن والحكمة في هذه الخطية هو‬
‫ضمان جدية الطعن وال يعفى منها إال الدولة والفقراء المسعفون باإلعانة العدلية وترتيب‬
‫البطالن بل إغفال هذا اإليداع ولكل ذي مصلحة أن يتمسك به وللمحكمة أن تقضي به من‬
‫تلقاء نفسها ويجب على الطاعن خالل ثالثون يوما من تقديم عريضة الطعن أن يقدم لكتابة‬
‫محكمة التعقيب محضر اإلعالم بالحكم المطعون فيه إن وقع إعالمه به ونسخة من الحكم‬
‫المطعون فيه مشفوعة بنسخة من الحكم االبتدائي إذا كانت أسباب هذا الحكم متممة له ولم‬
‫تكن مدرجة به ومذكرة من محاميه فيها بيان أسباب الطعن وماله من مؤيدات ونسخة من‬
‫محضر إبالغ خصومه نظير من تلك المذكرة بواسطة عدل منفذ وإال سقط حقه في الطعن‬
‫عمال بأحكام الفصل ‪ 190‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت والمطعون ضده عليه تقديم مذكرة في دفاعه بواسطة‬
‫محام بعد إطالع محام الطاعن عليها وذلك في أجل ال يتجاوز ثالثين يوما من تاريخ إعالمه‬
‫بعريضة أسباب الطعن وبفوات األجل ال يجوز لكتابة المحكمة ألي سبب كان أن تقبل‬
‫المذكرات كما أنه بعد إنقضاء هذا األجل تسلم الكتابة الملف للنيابة العمومية التي عليها أن‬
‫تودع مذكرة بأقوالها وتحيل الملف على الرئيس األول لتعيين جلسة نظر الطعن وتتولى كتابة‬
‫المحكمة إعالم المحامين كتابة قبل إنعقاد الجلسة بثمانية أيام عمال بأحكام الفصل ‪ 121‬من‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت ضرورة أنه بإمكان أحد المحامين تقديم مطلب للمرافعة عمال بأحكام الفصل ‪ 122‬م‬
‫م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة التصدي للموضوع والخطأ البين‪:‬‬
‫إن محكمة التعقيب بعد تنقيح بعض فصول مجلة المرافعات أصبحت لها وظائف جديدة‬
‫باإلضافة إلى مراقبة حسن تطبيق القانون وهي التصدي للموضوع والبت فيه بحكم حاسم‬
‫للنزاع مثلها مثل بقية محاكم الموضوع والنظر في التعقيب المرفوع لها طعنا في قرار‬
‫تعقيبيا صادر عن إحدى الدوائر تأسيسا على صدوره بناء على خطأ يبين وقع فيه قضاة‬
‫الدائرة المصدرة له‪.‬‬
‫‪ )1‬التصدي للموضوع والحكم في األصل‪:‬‬
‫إن هذه الوظيفة الجديدة تم إدخالها بعد تنقيح الفصلين ‪ 111‬و ‪ 191‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫فاألول إقتضى أنه إذا طعن للمرة الثانية لغير السبب األول الواقع من أجله النقض ورأت‬
‫المحكمة نقض الحكم المطعون فيه فإنها تبت في الموضوع إذا كان مهيأ للفصل‪.‬‬
‫ونص الثاني على أنه إذا كان النقض مع اإلحالة على محكمة أخرى وحكمت هذه بما يخالف‬
‫ذلك وقع الطعن بهذا الحكم بنفس السبب الذي وقع النقض من أجله أوال فإن المحكمة متألفة‬
‫من دوائرها المجتمعة تتولى النظر في خصوص المسألة القانونية الواقع مخالفتها من دائرة‬
‫اإلحالة وإذا رأت النقض فإنها تبت في الموضوع إن كان مهيأ للفصل‪.‬‬
‫ويتجلى من الفصلين المذكورين أن محكمة التعقيب تتصدى للموضوع وتبت في أصل النزاع‬
‫إما بإحدى دوائرها أو بدائرتها المجتمعة‪.‬‬
‫أ ــ الحكم في الموضوع من إحدى دوائر محكمة التعقيب‪:‬‬
‫يخلص من الفصل ‪ 111‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أنه يمكن إلحدى دوائر التعقيب أن تتصدى للموضوع‬
‫وتحكم في األصل بحكم حاسم إذا توفرت عدة شروط‪.‬‬
‫ــ أن تتعهد الدائرة بالقضية للمرة الثانية أي أن يكون قد سبق طعن أوال بالتعقيب وانتهى‬
‫بنقض الحكم مع اإلحالة ثم يتولى أحد الطرفين الطعن بالتعقيب في حكم محكمة اإلحالة‪.‬‬
‫ــ أن يكون الطعن الثاني بالتعقيب مؤسس على غير السبب الذي إرتكز عليه الطعن األول‬
‫باعتبار أن لوكان الطعن الثاني مؤسسا على السبب لكان النظر راجعا وجوبا للدوائر‬
‫المجتمعة‪.‬‬
‫ــ إن التطرق لألصل والفصل فيه مشروط بنقض الحكم المطعون بصرف النظر عن‬
‫األسباب الداعية لذلك‪.‬‬
‫ــ أن يكون النزاع مهيأ للفصل أي أنه ال يستدعى إجراءات تحقيق إضافية كسماع شهود أو‬
‫تسمية خبير‪.‬‬
‫ــ الحكم في األصل من الدوائر المجتمعة‪.‬‬
‫إن الفصل ‪191‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أسند للدوائر المجتمعة حق الحكم في أصل النزاع بصفة حاسمة‬
‫ونهائية ويجيب أن تتوفر الشروط السابقة الذكر التي أوجبها المشرع بالنسبة لتعهد دائرة‬
‫تعقيبية باستثناء شرط واحد وهو أن يكون الطعن الثاني أن يرتكز على نفس السبب الذي‬
‫تأسس عليه الطعن األول‪.‬‬
‫‪ )2‬التعقيب على التعقيب من أجل خطأ بين‪:‬‬
‫إن تعديل بعض الفصول من مجلة المرافعات المدنية والتجارية بموجب القانون المؤرخ في‬
‫‪ 1921/9/1‬إستحدث وظيفة جديدة لمحكمة التعقيب نص عليها الفصل ‪ 192‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت‬
‫الذي إقتضى أنه تنظر الدوائر المجتمعة أيضا ‪:‬‬
‫‪)1‬إذا كان األمر يدعو إلى توحيد اآلراء القانونية بين الدوائر‪.‬‬
‫‪ )2‬عند وجود خطأ بين في قرار صادر عن إحدى الدوائر في أول الفقرة ويعتبر الخطأ بينا‪:‬‬
‫ــ إذا بني قرار الرفض شكال على غلط واضح‪.‬‬
‫ــ إذا اعتمد القرار نصا قانونيا سبق نسخه أو تنقيحه بما صيره غير منطبق‪.‬‬
‫ــ متى شارك في القرار من سبق منه النظر في الموضوع‪.‬‬
‫ولقد أضاف الفصل ‪ 190‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أن الرئيس األول لمحكمة التعقيب هو الذي يقوم بدور‬
‫رئيس الدوائر المجتمعة عندما نص على أنه وله دعوتها بطلب من أحد الخصوم للنظر في‬
‫تصحيح خطأ بين حصل في قرار إحدى الدوائر وذلك ثالثة أشهر من تاريخ صدوره‬
‫ويستخلص من الفصلين المذكورين أن هذا الطعن يتوقف على توفر عدة شروط شكلية‬
‫وموضوعية ‪.‬‬
‫أ ــ الشروط الموضوعية ‪:‬‬
‫إن الشروط الموضوعية تنحصر في إثنين‪:‬‬
‫الشرط األول‪:‬‬
‫يجب أن يكون القرار المطعون فيه أمام الدوائر المجتمعة لخطأ بين قرار ا صادرا عن‬
‫إحدى دوائر محكمة التعقيب وبذلك تتولى الدوائر المجتمعة مراقبة قضاء دوائر محكمة‬
‫التعقيب ويعتبر هذا الطعن تعقيبا على تعقيبا‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪:‬‬
‫يجب أن يكون هناك خطأ بين ولقد حدد القانون وعرف الخطأ البين وحصره في ثالث‬
‫حاالت وهي‬
‫الحالة األولى ‪ :‬أن ترفض إحدى دوائر محكمة التعقيب مطلب التعقيب شكال بصفة خاطئة‬
‫كأن تعتبر أنه قدم بعد األجل والحال أنه خالف ذلك‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬وهي حالة تطبيق قضاة دوائر التعقيب نصا قانونيا وقع نسخه صراحة أو‬
‫ضمنيا وفق قواعد النسخ المبين في مجلة االلتزامات والعقود دون أن يقع التفطن لذلك أو أن‬
‫يطبق نصا قد نص قديما والحال أنه قد وقع تنقيحه‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪:‬وهي حالة المشاركة لقاضي من قضاة الدائرة التعقبية في نفس القضية في نطاق‬
‫المحكمة االبتدائية أو االستئنافية الذي سبق لها أن تعهدت من قبل‪.‬‬
‫والمشرع في هاته الحالة أراد أن يمنع مراقبة المحاكم الموضوعية لمحكمة القانون ضرورة‬
‫أنه عندما تنقض محكمة التعقيب الحكم االستئنافي وتحيله إلى محكمة االستئناف إلعادة‬
‫النظر من جديد في الدعوى بهيئة أخرى وثبت لمحكمة االستئناف أن أحد قضاة الدائرة‬
‫التعقبية سبق له أن تعهد بالدعوى فإنها ترفض التعهد لبطالن قرار محكمة التعقيب وبذلك‬
‫تصبح محكمة التعقيب مراقبة من قضاة األصل وهو ما يأباه المنطق القانوني السليم وقد‬
‫سبق أن حصل مثل هذا ضرورة أن محكمة االستئناف في قرارها عـ‪01300‬ـدد الصادر في‬
‫‪ 1922/1/1‬قضت برفض التعهد وتتمثل الوقائع في أن القاضي عمر سعيد شارك في الحكم‬
‫االستئنافي عـ‪02112‬ـدد وفي القرار التعقيبي عـ‪0031‬ـدد الذي بموجبه تمت اإلحالة‬
‫فاعتبرت محكمة االستئناف أن الحالة باطلة وتبعا لذلك رفضت التعهد ضرورة أن سلطة‬
‫محكمة االستئناف في إجراء نظرها على الطرق التي عهدها بها القانون في القضايا لم تكن‬
‫مقيدة بالنسبة لطريقة دون أخرى بل أنها تباشر ذلك ولها أن تتمسك بمقتضيات الفصل ‪11‬‬
‫من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت الذي نص على أن يكون اإلجراء باطال إذا نص القانون على بطالنه أو حصل‬
‫بموجبه مساس بالنظام أو أحكام اإلجراءات األساسية وعلى المحكمة أن تثيرها من تلقاء‬
‫نفسها وهذا النص مطلق وغير خاضع في تطبيقه في طور من أطوار التقاضي‪.‬‬
‫ب ــ الشروط الشكلية‪:‬‬
‫إن الشروط الشكلية تنحصر في إثنين أولهما يتعلق بكيفية تعهد الدوائر المجتمعة وثانيهما‬
‫يتعلق باألجل‪.‬‬
‫أوال الشرط المتعلق بتعهد الدوائر المجتمعة‪:‬‬
‫تتعهد الدوائر المجتمعة للنظر في الخطأ البين بنا على دعوة من الرئيس األول لمحكمة‬
‫التعقيب الذي ال يبادر بدعوتها بصفة تلقائية بل من المفروض أن يقدم له صاحب الطعن‬
‫مطلبا في ذلك ولعلى المقصود بهذا اإلجراء أن يتولى الرئيس األول النظر في جدية الطلب‬
‫وال يعهد الدوائر المجتمعة إال إذا كان الطلب له ما يبرره وفي هذا ترشيد للعمل القضائي‬
‫ضرورة أنه ال يعقل أن تلتئم كل الدوائر للنظر في طلب غير جدي ورئيس محكمة التعقيب‬
‫له من االقدمية والكفاءة للتمييز بين الجدي والكيدي والذي يقصد به النكاية وتطويل أمد‬
‫التقاضي دون أي مبرر‪.‬‬
‫ثانيا الشرط المتعلق باألجل‪:‬‬
‫إن األجل المحدد لتقديم طلب الطعن على أساس الخطأ الين ثالثة أشهر عمال بأحكام الفصل‬
‫‪ 190‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت من تاريخ صدور القرار التعقيبي المطعون فيه وهذا األجل قصير الن‬
‫إعداد نسخ القرارات واألحكام يستغرق أحيانا أكثر من هذا الوقت ولعله من األنسب أن يبدأ‬
‫األجل في السريان من اإلعالم بالقرار حتى يكون القرار جاهزا وللمتقاضي الوقت الالزم‬
‫إلعداد طعنه‪.‬‬
‫ومن الجدير التساؤل في اإلجراءات األخرى الواجب القيام بها لقبول المطلب ضرورة أن‬
‫المشرع سكت عنبيان الشروط اإلجرائية الخاصة عن هذا الطعن ويمكن تأويل هذا السكوت‬
‫أنه إحالة على اإلجراءات المتبعة عند تقديم مطلب التعقيب العادية وهو ما إنتهجته الدوائر‬
‫المجتمعة التي أقرت أنه عالوة على إحترام األجل ثالث أشهر يجب إستفاء المطلب للشروط‬
‫الشكلية المقررة لتقديم مطلب التعقيب العادية‪.‬‬

You might also like